إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دور العقل في الماروائيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور العقل في الماروائيات



    دور العقل في الماروائيات


    هذه المجموعة من المشاركات تتناول الحالات النفسية الشائعة والتي يعزوها بعض الناس إلى أفعال كائنات خارقة للطبيعة بينما تكون أشكالاً من الإضطرابات النفسية التي لها أعراضها وأسبابها بالنسبة لأخصائيي الطب النفسي والعصبي، كما تساهم على زيادة الفهم والقدرة على التمييز بين تلك الحالات لعزلها عن وقائع الأحداث الغير العادية الاخرى عند دراستهم للتجارب الواقعية.

    الهلوسة النومية
    إن فهم الهلوسة النومية يساعد في تفسير وتحليل وقائع عدد كبير من التجارب الواقعية التي يزعم أن لها صلة بالماورائيات ، وقد تعرض موقع ما وراء الطبيعة في مقال سابق عن الهلوسة على وجه العموم وفيما يلي شرح مختصر للهلوسة النومية :

    الأعراض
    تحدث الهلوسات النومية في غضون ثوان أو دقائق معدودة قبل أو بعد النوم حينما يكون المرء مستيقظاً ، وغالباً ما يجد في البداية أن بوسعه رؤية أو سماع أو شم شيء ما في غرفة النوم لكن سرعان ما يختفي هذا الإحساس أو يكتشف لاحقاً بأنه لم يحدث ، والهلوسة الأكثر شيوعاً هي سماع صوت يناديه باسمه أو رنين الهاتف ، أو رؤية أضواء بلورية مشرقة أو خافتة معلقة في الهواء تتلاشى ببطء ، أو الإحساس بأن أحداً لمس وجهه أو يديه أو أقدامه ، أو رؤية شخص بجانب السرير يختفي بسرعة.

    الأسباب
    يوجد حالتين من الهلوسة، تدعى الأولى الهلوسة النومية البعدية (هيبناغوغيك Hypnagogic) وتحدث في الفترة التي يصبح فيها الدماغ نائماً بعد أن كان يقظاً ، بينما الحالة الثانية تدعى الهلوسة النومية القبلية ( هيبنوبومبيك Hypnopompic) وتحدث أثناء استيقاظ الدماغ من النوم.

    تحدث الهلوسات (كما في حالة الشلل النومي ) في فترة من الوقت ما بين النوم والوعي حيث يختلط على الشخص إدراك فيما إذا كان صاحياً أو نائماً وخلال هذه الفترة يمكن لحالة الأحلام أن تتداخل مع عالم يقظتنا منتجة هلوسات على مستوى جميع الحواس . ويمكن أيضاً أن يخطأ الدماغ في تفسير الإشارات التي يتلقاها من الحواس فيخلق هلوسات مبنية عليها، على سبيل المثال ، يمكن لقميص معلق على الجدار خلال اللحظات القليلة الأولى بعد الاستيقاظ أن يسيء الدماغ فهمه فيصبح كائناً بهيئة بشرية.

    الصلة مع الماورائيات
    كثيراً ما يساء فهم الهلوسات النومية فيظن أنها أشكال متنوعة من ظاهرة الأشباح ، لكن ينبغي على المحقق في الظواهر الغامضة أن يكون لديه وعي وفهم كاف خلال دراسته لحالات الظواهر الغريبة التي تحدث للناس سواء الذين استيقظوا مباشرة من نومهم أو كانوا في حالة استرخاء أوكانوا يغطون في نوم عميق.

    كما لوحظ أن فرص رؤية " أشباح " تتعزز بشكل كبير إذا ما كان الشخص جالساً أو مستلقياً أو في حالة استرخاء، وبالمثل حدثت الغالبية العظمى من مئات الحالات التي شوهد خلالها تجسدات شبحية لأشخاص استيقظوا للتو حيث كانت تلك المشاهدات مجرد خيال وفي نفس الوقت لا يعني هذا أن كافة المشاهدات ليس لها صلة بالخوراق كـ التخاطر مثلاً رغم أن إرتباطها مع الهلوسة النومية أمر واضح تماماً.

    ونذكر مثال على ذلك : لدى أحمد خوف شديد من العناكب إلا أن ذلك لم يجعله يفسر تجربته على أنها من الخوارق مطلقاً حيث أدرك أنها مجرد هلوسات ، يقول أحمد:

    " استيقظت فجأة لأرى عنكبوتاً عملاقاً يتحرك على الجزء العلوي من لحافي وفوق وسادتي فنهضت جالساً في سريري وصرخت ، ورغم أنني أعرف مسبقاً بأنه لم يكن حقيقياً (كان لأحمد عدد من تجارب مشابهة في الماضي) كان لا بد لي من التحقق من الفراش وقلبه كذلك أيقظت زميلي في الشقة للتحقق من الغرفة ، وفي الليلة التالية عند حوالي الساعة 04:00 فجراً عندما خلدت إلى النوم سريعاً سمعت ضوضاء عالية وهمهمة وشعرت أن حيواناً بمخالب يمشي على صدري وبطني مثل قط ثقيل كنت على الأغلب نائم لذلك أقنعت نفسي بأنه كان جزءاً من حلم ولم أفتح عيني لأرى ".

    هذه السلسلة من المشاركات تتناول الحالات النفسية الشائعة والتي يعزوها بعض الناس إلى أفعال كائنات خارقة للطبيعة بينما تكون أشكالاً من الإضطرابات النفسية التي لها أعراضها وأسبابها بالنسبة لأخصائيي الطب النفسي والعصبي، كما تساهم هذه السلسلة على زيادة فهم وقدرة المحققين في الظواهر الغامضة على التمييز بين تلك الحالات لعزلها عن وقائع الأحداث الغير العادية الاخرى عند دراستهم للتجارب الواقعية

    يتبع


  • #2
    دور العقل في الماورائيات

    حالة الشلل النومي

    قد تعتبر حالة الشلل النومي Sleep Paralysis الإضطراب الرئيسي المسؤول عن عدد كبير من الإبلاغات والتقارير التي يظن خطأ بأن لها صلة بأموراً خارقة وذلك بحسب وجهة نظر الأخصائيين النفسيين ، كما أنها الحالة الأكثر شيوعأً بين التجارب الواقعية المرسلة إلى موقع ما وراء الطبيعة والحالة الأكثر وروداً بحسب محققي " رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة " ASSAP.

    الأعراض
    خلال هذه الفترة من الشلل النومي يجد الشخص نفسه غير قادر على تحريك أي جزء من جسمه فيما عدا رأسه في بعض الأحيان ويمكن أن يترافق ذلك مع إحساس بوجود شخص آخر في الغرفة.


    وفي الحالات الشديدة يمكن للشخص أن يرى ويسمع ويشم فعلياً إلى درجة أنه يحس بوجود دخيل في غرفة نومه حيث يأخذ بالعادة هيئة كيان خارق يستند إلى معتقدات الضحية أو ثقافتها وبالتالي فإن رؤية ضحايا الشلل النومي ستتركز في المجتمعات الإسلامية على الجن وفي أفريقيا على الشياطين وفي أوروبا على الأشباح وفي أمريكا على المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي وسكان جنوب شرق آسيا سيلقون اللوم على الأرواح وهكذا.

    في الواقع يمكن أن يبدو دخيل غرفة النوم حقيقياً للغاية رغم أنه شكل من الهلوسات التنويمية بحسب الأخصائيين النفسيين، أو حتى يضجع على الفراش إلى جانب الضحية أو أن يقوم بالإعتداء على الضحية في حالات أكثر ندرة . ووقد تترافق هذه الهلوسات بإحساس الضحية بضيق في منطقة الصدر وغالباً ما يوصف بأنه وزن ثقيل يضغط عليهم أو أن شيئاً يقوم بخنقهم.

    في تقارير الأمور الخارقة التي تعزى إلى الشلل النومي نجد الضحية تصف أنها كانت مقيدة إلى السرير بثقل وبأن ذلك استمر لعدة دقائق مع إحساس بالشلل وبكيان خارق أو مخلوق غريب لا يلبث أن يختفي.

    الأسباب
    كان أول تعريف للحالة الشلل النومي في نهاية القرن الماضي ومنذ ذلك الحين أجري عدد كبير من الدراسات في ظل ظروف المختبر ، حيث تبين تعرض نسبة تترواح بين 15 إلى 18% من السكان إلى هجوم الشلل النومي ولوحظ أنه يحدث بشكل أكبر لدى المراهقين أو خلال فترات الإجهاد على الرغم من أنه لا يترافق دائماً مع الإحساس بوجود دخيل في الغرفة.

    وقد اتضح أن سببه يعود إلى انقطاعات في أنماط النوم الطبيعية خاصة أثناء دورات النوم القصيرة التي تحدث فيها الأحلام حيث تكون عضلات الجسم أثناء دورات الأحلام مشلولة بأمر من الدماغ بهدف منع الضحية من التسبب بأذى لها جراء قيامها بالحركة أثناء رؤيتها للأحلام على السرير.

    وفي حالة الشلل النومي يصبح الدماغ واعياً مع أن آلية الشلل لم تتوقف عن العمل بعد ، ويعود الإحساس بوجود شيء ما في الغرفة إلى تسلل الأحلام النومية إلى الوعي المستيقظ. ( سنتناول ذلك في الهلوسة التنويمية ).

    تأثير الموروث الثقافي
    نجد أعراض الشلل النومي أكثر شيوعاً في تقارير الإعتداء المزعوم من قبل مخلوقات أو كيانات خارقة للطبيعة بما في ذلك الإعتداء الجنسي وتجربة الخروج من الجسد OBE وفي حالات الإختطاف من قبل المخلوقات الخارجية.

    وتاريخياً يمكن النظر إلى حالات الإعتداء الليلية من قبل الشياطين مثل السكيوبس والإنكيوبس (إقرأ عن شياطين الجنس) أو مصاصي الدماء والأشباح أو السحرة على أنها مشتقة من أعراض الشلل النومي.

    ويدعو بعض علماء النفس الشلل النومي بـ الجاثوم أو الساحرة العجوز Old Hag وذلك نسبة إلى فكرة من العصور الوسطى تتناول ساحرة قادرة على شل الناس والجلوس على صدورهم أثناء الليل. حتى أن كلمة Mare وهي جزء من الكلمة المركبة " كابوس" باللغة الإنجليزية Nightmare مشتقة أيضاً عن كلمة جرمانية قديمة تعني الشيطان إنكيوبس.

    وفي عصرنا هذا مازال للتقاليد والموروثات الثقافية شأن كبير في الإعتقاد بأن كائنات خارقة للطبيعة تقوم بالإعتداء على ضحايا الشلل النومي، فالضحايا من الأمريكيين سيقولون أنهم هوجموا من قبل المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي ، والأفارقة سيقولون أنهم هوجموا من قبل الشياطين والأوروبيين من قبل الأشباح وسكان جنوب شرق آسيا من قبل الأرواح ، أما السكان الأصليين لشمال أمريكا سيقولون أنها من فعل الساحرة العجوز .

    ونذكر فيما يلي أمثلة على هجمات الشلل النومي :

    1- زعمت ممرضة سابقة من مدينة ليفربول أنها تعرضت لتحرش جنسي من شبح طوال 10 سنوات تمتد بين عامي 1984 و 1994، وقالت أن الهجمات كانت تحدث ليلاً ، وأنها كانت تستيقظ مشلولة فتجد فوقها كائناً مقنعاً وجلده متجعد و رمادي. وقالت أنها كانت تشعر بأن الكائن يضغط عليها لدرجة لم تكن معها قادرة على الصراخ حتى للفت انتباه زوجها الذي كان ينام بجوارها.

    2- ادعى مزارع من زنجبار تعرضه للإغتصاب من قبل شيطان معروف محلياً باسم ( بوبوباوا ) Popobawa، حيث استيقظ في إحدى الليالي ليجد نفسه مشلولاً وقال :

    " في البداية ظننت أنني أحلم ثم أصبح بإمكاني أن أشعر به. كان شيء يضغط علي ولم أكن أتخيل أن شيئاً كهذا سيحدث لي ، كنت أشعر أنني أصرخ ولك بدون صوت . كان مجرد حلم بالنسبة لي ولكن عندما فكرت أنه (بوبوباوا ) وأنه أتى لفعل شيء فظيع بي ، شيئاً جنسي، كان شعوراً أفظع مما يفعله مع النساء ".

    3- فيما يلي نص مقتبس عن السيدة "جيري" وهو مريضة للبروفسور (جون ماك ) وقد زعمت أنها اختطفت من قبل المخلوقات الفضائية :

    " استيقظت (جيري) مذعورة وتتذكر بأن هناك ثقلاً في بطنها وعند المنطقة التناسلية ، لكنها لم تستطع الحراك " ، تتذكر جيري ذلك وتقول من دون أن تعرف إن كان صوتها قد خرج منها : " كنت أصرخ في رأسي ، كان أحد ما أو مخلوق غريب يفعل شيئاً، هل ما قام به الجنس ؟ "، ومازالت جيري تعلم علم اليقين بأنه لم يكن بشراً. وفي السنوات التالية حصل عدد من الكوابيس لـ جيري أفاقت على إثرها وهي مشلولة وكانت أصوات طنين ورنين في رأسها كما رأت أشكال كائنات شبيهة بالبشر في غرفتها ".

    تعليق


    • #3
      دور العقل في الماورائيات

      الحالات النفسية الشائعة

      يتجاوز الدماغ البشري الحدود التي يمكن أن يتخيلها معظمنا فهو قادرعلى صنع خبرات لا أساس لها في الواقع، ومع الأسف قد يؤثر ذلك على دراسة الظاهرة الغامضة التي يحقق فيها الباحثون في الماروائيات فتذهب جهودهم سدى في دراسة ظاهرة طبيعية تماماً ما لم يدركوا هذا الامر.

      وما زالت الدرجة التي من خلالها يقوم الدماغ البشري بخلق وفهم التجارب الماورائية موضع جدل حامي على مدى أكثر من قرن من الزمن وحتى الآن.

      يتحجج المتشككون بأن كافة " التجارب الماورائية " تنسب إلى أعمال من صنع الدماغ لذلك لا يعتبرونها " خارقة للعادة " وإنما ظاهرة طبيعية أسيء فهمها.

      يعتقد الباحثون في الباراسيكولوجي عموماً أن العقل البشري قادرعلى إنتاج قدرات غير معروفة تماماً مثل الإدراك ما فوق الحسي Extra-Sensory Perception كـ التخاطر و النظرعن بعد أو تحريك الأشياء بقوة العقل Psychokinesis والتي قد تترافق مع ظواهر خارقة للطبيعة مثل تجسدات شبحية وأفعال تنسب إلى الأشباح الضاجة Poltergeists .

      بينما يعتقد أولئك المتأثرين بالنظرة الدينية والروحانية للأمور أن هذه الظواهر تتولد عادة خارج الدماغ نتيجة تدخل الكيانات الماورائية مثل أرواح الموتى والملائكة و الجن والشياطين .

      وبسبب هذا الجدل تأسس عدد من الهيئات المهتمة في البحوث النفسية كمحاولة منها لتحديد وفهم التجارب الماروائية ومنها ASSAP وهي رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة التي تأسست في بريطانيا عام 1981 كجمعية للتعليم والبحوث تجمع التبرعات للقيام بعملها وهدفها التحقيق العلمي بالظواهر الماورائية المزعومة وغيرها من الظواهر المجهولة. ومعروف عن هذه الرابطة رفضها لقبول التفسيرات الشائعة عن ظاهرة الأشباح ويرتكز عملها على توثيق التجارب التي يمر بها الأشخاص أكثر من تركيزها على الظاهرة المدروسة ولهذا حصلت على استحسان جاد من قبل المتشككين .

      إن استخدام التقنيات الحديثة في العقود الأخيرة مثل التخطيط الكهربائي للدماغ EEG والتصوير الطبقي المحوري بمساندة الكومبيوتر CAT ومختبرات دراسة النوم سمح لعلم النفس بأن يتجاوز النظريات التي بدأت مع ( سيغموند فرويد ) ليبدأ عصراً جديداً مبني على القياسات وفهم الطريقة التي يعمل ويتفاعل فيها العقل مع الدماغ.

      علمأ أن (فرويد) من رواد علم النفس ومن أوائل المحللين النفسيين واشتهر بنظريته الشهيرة حول النفس البشرية و الغرائز.

      وقد مكن السير وفق منحى القياس من الكشف عن عدد من الحالات والإضطرابات النفسية الموثقة بشكل جيد والتي تجعل الشخص (الواقع تحت الظروف المناسبة) يعتقد بأنه يعيش تجربة من نوع ما روائي لكنها في الواقع ليست كذلك.

      ومع أن علم النفس لم يستطع أن يفسر مجالاً واسعاً من الحالات الخارقة للطبيعة التي جرى توثيقها على مر التاريخ فإنه استطاع على الأقل تفسير بعض منها.

      ويجدر بالمحقق في الظواهر الخارقة أثناء قيامه بدراسة تجربة الشخص الماورائية أن يكون مدركاً بشكل مسبق لأعراض ومسببات تلك الحالات النفسية التي تحاكي الظاهرة الغامضة التي يبحث فيها وإلا فإنه سيقع في أخطاء في تفسير التجربة من الناحية النفسية .

      ولهذا أتى هذا الطرح بشكل مختصر وسهل الفهم ليقدم لهؤلاء المحققين أعراض وتفسير الحالات النفسية الأكثر شيوعاً مما يزيد من قدرتهم على تمييزها أو عزلها عن الخصائص الأخرى للتجربة الواقعية التي يدرسونها .


      تعليق


      • #4
        دور العقل في الماورائيات

        الحرمان الحسي


        إن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم لفترات طويلة أو الذين يؤدون مهام متكررة يمكن أن يجدوا أنفسهم فجأة عرضة للهلوسات التي تشبه ما يحدث في الظواهر الماورائية. ومن أكثرها شيوعاً هو الظهور المفاجئ لـ " شركاء طيفيون " أو حتى متجسدين بوضوح ويمكن أن يصاحب ذلك سماع أصوات أو لمسات لطيفة أو شم روائح أو حتى تذوق .

        الأسباب
        لطالما أدرك الباحثون الفيزيائيون دور الحرمان الحسي في الماروائيات ، إذ بينت التجارب في المختبرات أن حرمان أو إضعاف حواس الإنسان كحاسة البصر والسمع يساهم في تعزيز القدرات النفسانية التي توصف بأنها "خارقة". وفي تجارب (غانزفيلد) استخدم شكل خفيف من الحرمان الحسي وأسفرت عن نتائج "إيجابية" لا يستهان بها في اختبارات متعلقة بالمدركات الحسية الفائقة ESP أو ما يسمى بـ " الحاسة السادسة " .


        للحرمان الحسي أيضاً قدرة على توليد معلومات حسية زائفة ( خاطئة ) تشبه ما يرد في وقائع التجارب الماورائية وذلك عندما يكون الشخص معزولاً عن الآخرين ، وتعتبر حالة " الإحساس بوجود أحد " والتي نوقشت في مقال سابق من هذه السلسة شكلاً خفيفاً من إضعاف الحواس ، بينما يعتبر الشكل الأشد منه هو ردة الفعل التي تظهر بشكل هلوسات وهلوسات مضللة (هلوسات يدرك الشخص أنها غير حقيقية).

        ويمكن أن تأتي الهلوسات بمجال واسع من الأشكال المتباينة في شدتها ، إذ يمكن أن تكون سمعية أو لمسية أو بصرية أو شمية أو خليطاً منها، ويمكن أن تكون ناجمة عن جملة واسعة من الظروف وليس فقط بسبب الحرمان الحسي وحده ، فقد تكون ناجمة عن المخدرات أو المرض (سواء أكان عضوياً أو نفسياً ) وما إلى ذلك ، ولن يناقش هذا المقال الأسباب الأخيرة المذكورة.

        ويمكن للحرمان الحسي الذي يتخذ شكلاً من الشعور بالوحدة ، الجوع ، التعب ، الأعمال الروتينية أو المرض أن يؤدي إلى حالات مغايرة من الوعي بحيث تبدو معها أحلام اليقظة والهلوسات حقيقية جداً في الواقع ، ويمكن أن تقود ظروف العزلة التامة أو الحرمان الحسي الكامل إلى هلوسات أكثر شدة وعدداً وتنطوي على مشاهدة أضواء وماضة أو رؤية مشهد كامل ومتخيل لمنظر طبيعي أو حضور واختفاء أناس طيفيون أو كائنات خارقة للطبيعة .

        وقد استفادت بعض الديانات من فكرة الحرمان الحسي بغية إحداث ظاهرة ماورائية أو خارقة ، على سبيل المثال يمكن لظروف العزل الإجتماعي (مثل حالة الرهبان والنساك) ، والتجويع والقيام بأمور متكررة ( الهتاف ، الصلوات الطقسية ، التعداد ) أو الرقص الإيقاعي أو التأمل أن يُحدث حالات مغايرة من الوعي أو الإدراك يصدق فيها الشخص أن ما يحصل معه هو " تجربة إلهية " .

        صلة بالماورائيات
        تعتبر الهلوسات المضللة أثراً جانبياً شائعاً من حالة الحرمان الحسي خصوصاً إن كانت مترافقة مع التعب ، أو تحدث للأشخاص الذين يقضون فترات طويلة من الزمن لوحدهم مثل الغواصين في أعماق سحيقة من البحار أو المستكشفين أو السائقين لمسافات طويلة أو الرهائن المحتجزين أو متسلقي الجبال أو راكبي اليخوت ، إذ تجد نسبة كبيرة من الأمور الماروائية التي تحصل لأولئك الأفراد المتواجدين لوحدهم.

        السائقون بمفردهم عرضة لتلك الهلوسات على وجه خاص حيث يوجد مجال واسع من الظواهر له علاقة بالسائقين الذين يقودون شاحناتهم أوسياراتهم ليلاً بمفردهم ومنها ظاهرة الأشباح والإختطاف من قبل المخلوقات على سبيل المثال لا الحصر.

        والذين يمشون بمفردهم يبلغون أيضاً عن مشاهدتهم لـ أشباح كلاب سوداء ، أو سيدات متشحات بالبياض وغيرها من الأشباح ، ويجد أحياناً متسلقي الجبال والغواصين وراكبي اليخوت والمستكشفين والرهائن المحتجزين أنفسهم برفقة شركاء متجسدين بشكل واضح جداً رغم علمهم بعدم وجودهم في الحقيقة.

        أمثلة
        - " كان ( جوشوا سلوكوم ) بحاراً يسافر لوحده ، وفي إحدى المرات كان يبحر فأصيب بدوار البحر في منتصف طريق رحلته في شمال المحيط الأطلسي ولم يكن بوسعه أن يترك حجرة القيادة لعدة ساعات ، وعندما هبت العاصفة ظهر له شبح ربان وأخذ منه دفة القيادة ، وجرت محادثة طويلة بين (سلوكوم) وهذا الشبح الذي أخبره بأنه كابتن إحدى سفن (كريستوفر كولومبوس) مكتشف القارة الأمريكية في عام 1492 ".

        - كان مدرب الغوص (إيان سكينر) يغوص قبالة جزيرة مالطة عندما رأى ضوء أمامه ، ويقول في ذلك : " رأيت ضوء أمامي وكنت أنسحب إليه مدفوعاً بسبب فضولي وكأن قوة مجهولة تدفعني نحوه، وعند الحافة القادمة وبعيداً في الأعماق رأيت امرأة شابة وجميلة جداً ، كانت طويلة ونحيفة وجذابة بقوامها ، كانت تقف عند مدخل كهف كبير ... ظننت أنني أعاني من خدر النتروجين .. ثم قالت لي: " مرحباً .. أنا بانتظارك لا تخف ، أنت في أمان معي ." ، لكنني تراجعت بينما كانت تبتسم ، فمشت نحوي ومسكت يدي ، كانت دافئة وأحسستني بالطمأنينة ، فزال خوفي"، وقالت لي : " عندما تعود إلي سأكون بانتظارك لتبقى معي للأبد ، ولدي هدية لك " ، ثم سلمتني جرة صغيرة تشبه أمفورا (جرة بشكل قارورة ضيقة ) وعندما صعدت للأعلى رأيتها تلوح لي وهي تتلاشى ببطء من المشهد ".


        يتبع

        تعليق


        • #5
          دور العقل في الماورائيات


          تجسد الصورة الذاتية


          تعرف ظاهرة تجسد الصورة الذاتية على أنها قدرة الشخص على رؤية نفسه أو جسمه في مكان خارج عن جسمه هو وذلك أثناء ظنه بأنه في حالة يقظة تامة، ويعبر عنها بمصطلح أوتوسكوبي Autoscopy وهي كلمة ذات أصل إغريقي تعني "مراقب الذات" Self Watcher ، لقد فتن هذا الامر البشرية منذ الأزل فنراه في الموروث الشعبي والأساطير وفي السياقات الروحية لمعظم المجتمعات القديمة والحديثة، كما أنه من الشائع الإشارة إلى تلك الحالة في ممارسات النفسانية الروحية الحديثة.

          خصائص تجسد الصورة الذاتية
          توصف حالة تجسد الصورة الذاتية من خلال تواجد 3 أمور وهي :

          - تحرر ومغادرة، أو تموضع واضح للذات خارج الجسم .
          - إنطباع ذاتي لرؤية العالم من خلال منظور علوي أو من على بعد.
          - إنطباع عن رؤية المرء لجسمه من هذا المنظور (تنظير ذاتي).

          ويحدث التنظير الذاتي أو تجسد الصورة الذاتية عندما يرى الشخص صورة جسمه ماثلة أمامه من دون استخدام مرآة أو غيرها ومن غير أن يكون بوسعه الوصول إليها فإن تلك الصورة غالباً ما ستقلده في حركاته مع أنها ستكون عادة صورة شفافة أو ضبابية أو تفتقر إلى أي لون وتحدث مثل تلك المواجهات عادة أثناء الليل أو عند الفجر.

          وهناك ظاهرة التجسد السلبي للصورة الذاتية وهي ظاهرة نادرة جداً تحدث لأناس لا يمكنهم رؤية إنعكاس صورتهم في المرايا أو غيرها وتدوم فقط لثوان معدودة على الرغم من قدرة الآخرين حولهم على مشاهدتها في المرآة ، وتعرف علمياً بـ (متلازمة مارتشن ) Maartechen Syndrome.

          الأسباب
          درس كلاً من مختبر علم الأعصاب الإدراكي والبوليتكنيك الاتحادي في مدينة لوزان وقسم الأعصاب في مستشفى جامعة في مدينة جنيف - سويسرا بعض العوامل المحتملة المسببة للتجسدات الكلاسيكية للصورة الذاتية فاتضح أنها النوم وتعاطي المخدرات والتخدير العام إضافة إلى بيولوجيا الأعصاب. ولدى مقارنة تلك العوامل مع آخر ما توصل إليه عن الآليات العصبية للتنظير الذاتي تبين أن تلك الحالة ناجمة عن التفكك الوظيفي للمستوى المنخفض من مراكز معالجة الحواس المتعددة وكذلك ارتفاع كبير وشاذ في نشاط معالجة الذات التي تحدث عند التقاطع الصدغي الجداري في الدماغ ، ويرى الباحثون أن التحقيقات التجريبية للتفاعلات بين آليات الحواس المتعددة وآليات الإدراك المعرفي للتنظير الذاتي والأوهام المتعلقة بالصور الذهنية العصبية والتقنيات السلوكية ربما ساهم في زيادة فهمنا للآليات المركزية حول الوعي والوعي بالذات.

          وتذكر رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة ASSAP البريطانية أسباباً لتجسد الصورة الذاتية لها صلة بفترات الإجهاد والتعب أو المرض العقلي، وترى أن تلك الحالة لم تدرس أو توثق جيداً و أن أكثر الأمثلة دلالة عليها هو إضطراب الفصام الذهاني (الشيزوفرنيا) أو الصرع ، ويمكن أيضاً أن تظهر علاماتها على أناس لا يعانون من الأمراض العقلية بحيث أن لها صلة بـ الحرمان الحسي أو حالات الإجهاد الشديد بما في ذلك الصداع النصفي.

          أشكال أخرى
          يمكن مقارنة تجسد الصورة الذاتية بمتلازمة الأطراف الوهمية ( إقرأ عن ذراع ثالثة تحير الاطباء ) التي يعاني منها مبتوري الأطراف ( اليدين أو الساقين) ، ويمكن مقارنتها أيضاً مع متلازمة " أليس في بلاد العجائب" التي يختل فيها نظر الشخص إلى شكل وحجم أعضاء جسمه.
          صلة بالماورائيات

          إن تجسد الصورة الذاتية Autoscopy هو مرادف تقليدي لظاهرة ماورائية تدعى النسخة الذاتية ( الشبيه ) Dopplegänger ، حيث يلتقي الشخص مع شبحه ذاته الخاص . ويرجع مصطلح Dopplegänger إلى الموروث الشعبي الألماني والذي يقول بأن رؤية الشخص لصورته (نسخته) ينذر بموته. وقد يكون تعرض الدماغ لإصابة بالغة أو ورم أسباباً وراء إنتشار تلك الأسطورة ، ويمكن لأشخاص أن يروا أيضاً صورة جسمهم أثناء تجربة الإقتراب من الموت أو تجربة الخروج من الجسد على الرغم من أنها لم تصنف كأمثلة عن تجسد الصورة الذاتية ويعتبر التجسد السلبي للصورة الذاتية أو عدم القدرة على رؤية إنعكاس صورة الشخص نادراً جدأً (إلى درجة يصعب وجود أي مثال عنه في روايات الأدب ! ) ، لكن هناك مثال واضح يشبهه وينسب إلى مصاصي الدماء .

          أمثلة
          - نشرت تجربة تتعلق بتجسد الصورة الذاتية في الموقع الإلكتروني لرابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة ASSAP على لسان صاحبة التجربة حيث كتبت تقول : " في 15 مارس من عام 1978 ، وعند الساعة 10:00 ليلاً ، رأيت شبح نفسي ، كنت لوحدي... وكان واحد من الأطفال يجد صعوبة في النوم فأخذت المصباح لأتحقق إن كان هناك أمر على غير ما يرام ، وعندما رفعت الستارة التي كانت تغطي غرفة النوم رأيت على بعد خطوتين مني صورة نفسي ، كانت تنحني عند طرف السرير وكانت ترتدي ملابس لم أكن أرتديها ذلك الوقت ، ثم مشت بعيداً عني وكأنها تعبر عن حزنها العميق ".

          - ونشر موقع Your Psychic Family تساؤلات لأشخاص تعرضوا لتلك الحالة ونشرت تفسيراً ماوائياً لها نورد بعضاً منها :

          1- " رأيت شبحي أنا "
          كتبت السيدة (جين .دي ) : " أعتقد أن لدي قدرات نفسانية غير عادية ، فأنا أشم رائحة الموت من حول الشخص الذي سيموت ، على الرغم من أنني لم أجد تفسيراً لتلك القدرة لكن دائماً ما يكون حدسي صادقاً ، ومنذ فترة قريبة جداً كانت لي تجربة في غاية الغرابة ، كنت أقف أمام مرآتي وفجأة شعرت أن أحداً ما في الغرفة فالتفت حولي فرأيت نفسي أرتدي ملابس مختلفة تماماً عن ما ألبسه وعلى وجهي ابتسامة كبيرة ! ، ثم سرعان ما تم نقلي إلى المستشفى ومع أن أفكاري كانت سلبية إلا أنني لم أشم رائحة الموت ، وتمت العملية الجراحية بنجاح ".

          - رد الموقع : " ما رأيته هو نسختك والتي تعرف باسم النسخة الذاتية Doppelganger ، إذ غالباً ما تشاهد تلك التجسدات المحيرة للناس الأحياء في أوقات الأزمات ، وقد كان للكاتب الألماني الشهير غوته تجربة مشابهة ، رأى شبحه يمشي على طول الطريق ، وبعد مضي سنوات رأى في نفس المكان شبحه مرة ثانية لكن على نحو مختلف. أدرك غوته أن رؤيته الأولى لشبحه كانت ما سيكون عليه في المستقبل بينما كانت رؤيته الثانية كانت لما كان عليه في الماضي، ولقد رأيت نفسك في المستقبل سعيدة بعد عملية جراحية ناجحة ، وكان غياب رائحة الموت مؤشراً إضافياً أنك كنت على حق ".

          2- حفيد يفزع من نسخته
          كتب ( إي مك دنغارين ) من أيرلندا : " في الأسبوع الماضي سمع حفيدي البالغ من العمر 15 سنة ضجة في السقيفة فذهب ليتحقق من الأمر ورأى هناك صورة نفسه ، في البداية رأى نصف وجهه ثم رويداً رويداً ظهر وجهه بالكامل ، كان مفزوعاً مما رآه فركض في المنزل وأخبر أمه أنه سيموت ، ومنذ ذلك اليوم لم يكن على ما يرام ونخشى من أسوأ مما حدث له ".

          - رد الموقع : " بينت الدراسات في تلك الظاهرة عدم وجود صلة بين رؤية نسختك والموت ، على سبيل المثال ، كان الكاتب الألماني الكبير (غوته) شاباً عندما رأى نفسه على طول الطريق ثم عندما أصبح طاعناً في السن رأى نفسه مجدداً في نفس المكان ولكن آتياً من الإتجاه المعاكس ".

          3- " كنت في مكانين في نفس الوقت "
          كتب (إثيل . بي ) يقول : " منذ عدة أسابيع مضت كان لي تجربة غريبة ، نهضت من سريري وعندما التفت حولي رأيت نفسي ما زلت نائماً ومستلقياً على السرير ، كان هناك إثنان مني ، ولحد الآن لا يمكنني التوقف عن التفكير بتلك التجربة الواضحة جداً " .

          - رد الموقع : " لا تكون الأشباح دائماً أشباحاً للموتى ، فقد ترى روحك أو جسمك خلال الإسقاط النجمي ، هذه النسخة البشرية تدعى أحياناً doppelganger ، وغالباً ما أبلغ أناس عن رؤيتهم لها أثناء قيامهم بأعمال حياتية أو أعمال ليست تحت المراقبة ، وفي بعض الأحيان شهد مجموعة من الناس عليها مثل الملكة إليزابث الأولى في عام 1602 ، حيث كتب أحد المؤرخين من ذلك العصر أنها رأت نفسها تستلقي على السرير وبدت شاحبة وذابلة ".


          يتبع

          تعليق


          • #6
            دور العقل في الماورائيات


            الإستغراق




            يُعرف الإستغراق على أنه تركيز المرء الشديد على شيء ما إلى درجة لا يستطيع معها أن يدرك أي شيء آخر يجري حوله كلياً ، على سبيل المثال يمكن أن يحدث الإستغراق لأي شخص أثناء قيادته للسيارة أو مشاهدته للتلفزيون أو مطالعتة لكتاب أو خلال أي مهمة منفردة ينشغل بها وقد يكون المرء في حالة الإستغراق غير واع لمرور الزمن أو لتصرفات الآخرين من حوله.

            وحالما تنقطع وتيرة التركيز قد يتفاجأ الشخص بما حدث من أمور خلال فترة غيابه تلك، على سبيل المثال ، قد لا يتذكر السائق قدراً كبيراً مما قطعه خلال رحلته في سيارته التي قام بها للتو. والعديد من الناس يشكون من الإحساس بوقت ضائع ، ويمكن أن يكون لأدوية معينة أو لمهام روتينية كالرقص الإيقاعي أو الرقص الصوفي ( الدوران المستمر ) صلة في دخول المرء في حالة الإستغراق.

            الأسباب
            الإستغراق هو وظيفة يتمكن من خلالها الدماغ تكريس نفسه للقيام بمهمة واحدة فقط دون غيرها مستبعداً أي مهام أخرى وهو أيضاً قدرة الدماغ على " إيقاف التشغيل " خلال أداء الأفعال المتكررة (الروتينية).





            الصلة مع الماروائيات
            يمكن ملاحظة العديد من نتائج حالات الإستغراق في التقارير التي تتناول لقاءات أشخاص مع مخلوقات خارجية أو مشاهدتهم لأجسام طائرة مجهولة (يوفو) بمن فيهم سائقي السيارات في وقت متأخر من الليل.


            فمن الشائع في تقارير " المختطفون من قبل المخلوقات " أن نجد فترات زمنية مفقودة يشعر بها المختطفين وذلك خلال عودتهم إلى منازلهم في سياراتهم لكن حينما "يصحون" يجدون أنفسهم قد قطعوا عدة كيلومترات بدءاً من المكان الذي تذكروه آخرة مرة.

            ما ذكر آنفاً قد يدل على حالة لإستغراق التي تترافق أيضاً مع ميل الإنسان الطبيعي للتقليل من شأن طول الفترة التي تستغرقها الرحلة مما يجعله يشعر بأن الرحلة استغرقت وقتاً أطول مما ينبغي وبأن أجزاء من تلك الرحلة قد مسحت من ذاكرته.

            ولعل هذا يتصل بما أسمته (جيني راندلز) بـ " عامل أوز" Oz factor في كتابها " لقاء ماروائي " حينما اختفت كل المؤثرات الخارجية للحواس ، كأن تتوقف الطيور عن التغريد وتختفي كل حركة المرور من الطريق .. الخ. ويبدو هذا أيضاً إحدى علامات حالة الإستغراق.

            عامل أوز Oz Factor


            هو مصطلح ابتكرته (جيني راندلز) في عام 1983 لوصف تلك الحالة الغريبة والتي يبدو أنها حالة متغيرة من الوعي يشعر بها بعض شهود العيان ممن كان لهم فرصة الإلتقاء بأجسام طائرة مجهولة وأحداث ماورائية أخرى ، إذا لاحظت (رانلدز ) حالات الهدوء الغريب وعدم الخوف نسبة إلى الظروف الإستثنائية التي عاشها شهود العيان (بحسب وصفهم) فوصفت تلك الحالات بعامل أوز ، وتقول (راندلز) بهذا الخصوص :" إنه الإحساس بأنك معزول أو منتقل من العالم الحقيقي إلى إطار بيئة مختلفة .. حيث تكون الحقيقة مختلفة بعض الشيء كما في حكاية أرض أوز Land Of Oz ". ومن الجدير بالذكر أن (جيني راندلز) هي مؤلفة بريطانية وشغلت مسبقاً منصب مدير رابطة أبحاث الأجسام الطائرة والمجهولة البريطانية BUFORA بين عامي 1982 و 1994 وتتخصص (رانلدز) في تأليف كتب عن الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) والظواهر الماروائية وحتى يومنا نشرت 50 منها. و (أوز) Oz كلمة أتت من فكرة أرض خيالية تتضمن 4 أراضي تحت حكم ملك واحد وقد ورد ذكرها في قصة "عصا أوز السحرية الرائعة " في عام 1900 من قبل المؤلف (إل فرانك باوم).

            - كما أظهرت الفحوص في المختبرات أن القدرة على الإستغراق تتباين بشكل كبير بين الناس ، إذا اتضح أن الميل الكبير إلى الإستغراق له صلة بالميل إلى الرضوخ إلى الخيال مما عزز الصلة بين حالات الإستغراق والماورائيات.

            تجربة واقعية
            نذكر لكم الحالة التالية التي حدثت لـ (إيلسي أوكنسن) من منطقة ( نورث أمبتونشاير ) البريطانية في شهر نوفمبر من عام 1978 ، فهي تحتوي على دلالات كثيرة من حالة الإستغراق


            كانت (إيلسي) في شارع A5 المعروف بازدحامه في وضح النهار حينما رأت بعض الأضواء في السماء ثم جسماً طائراً مجهولاً ، وقالت في ذلك : " عندما وصلت قبالة شارع A5 بدأت الكهرباء في السيارة تلعب معي ، كنت فقط قادرة على السير بها لمسافة بسيطة إلى أن مررت تحت بعض الأشجار وعندما خرجت من تحت الأشجار وجدت نفسي في الظلام فجأة ، ظلام دامس مطبق ، وفي الوقت الذي كنت أجلس في السيارة لم يكن بوسعي رؤية الطريق أو الأبنية أو الأشجار أو أي شيء آخر ، لكنني رأيت كرة من ضوء أبيض مشع قطرها ياردة واحدة (حوالي 0.91 متر) وكانت تسطع على الطريق إلى الجانب الأيسر من السيارة ثم انطفأ ضوء الكرة فحل الظلام مرة أخرى " ، تكرر ذلك عدة مرات قبل أن تجد (إيلسي) نفسها فجأة : " ... في ضوء النهار العادي وجدت نفسي فجأة منخفضة بحوالي 30 ياردة من الطريق وفي وضع تروس 3 كما كان ، لكنني انتقلت مسافة 100 ياردة بدون سيطرة على السيارة ، ومن المرجح أن السيارة كانت يتحكم بها عن بعد ".


            يتبع

            تعليق


            • #7

              دور العقل في الماورائيات


              الإحساس بوجود أحد ما




              عندما يصبح المرء على علم بوجود أحد ما رغم أنه لوحده في المكان عندئذ فهو ضحية لهذه الحالة النفسية Sense Of Presense . فقد يساروه الإعتقاد بأن أحداً يتبعه أو يراقب ما يفعله أو أن يشعر بأن الأجواء حوله تكبله أو أنها غير مريحة وقد يترافق إعتقاده هذا مع إدراكه لتغير الظروف المحيطة من حوله. فعلى سبيل المثال يمكن له أن يشعر فجأة بحلول الظلام أو ببرودة أو هدوء غريب.



              الأسباب رغم تعدد الأسباب الفردية التي تدعو الشخص للإعتقاد بأنه ليس وحيد لكنها في الأساس شكل خفيف من الإرتياب أو الذعر الناجم عن إحساس بعدم الراحة أو الضيق نحو المكان الموجود فيه، في مثل تلك الظروف يمكن للدماغ أن يقنع نفسه بأن أسوأ مخاوفه ستتحول إلى حقيقة.
              صلة بالماورائيات في بعض الأحيان تشكل حالة " الشعور بوجود أحد ما " نسبة كبيرة من الحالات المبلغ عنها من الظواهر الماروائية حيث يكون هناك مقدار ضئيل فقط من الوقائع التي شهدها صاحب التجربة ، ويكون العديد من المنازل "
              المسكونة " مفرغ للسكنى بتصريح من المالك أو مخصصة للزيارة من قبل زائر لا يلبث عادة أن يدعي بأنه حساس لمثل تلك الأمور أو أن يقول بأنه شعر بـ "جو خاص" يحيط بهذ المكان.

              وفي بعض الأحيان لا ينطوي معظم تلك التقارير على شيء سوى على الشعور بعدم الإرتياح من قبل النزيل أو الشاهد، ومن المحتمل أن هذا الشعور ناجم عن إنخفاض مؤقت في درجة الحرارة أو هدوء غير مستقر ، حيث تكون تلك المؤثرات من علامات الأماكن التي توصف بأنها "مسكونة".
              كان عدد من الأمثلة المبكرة عن متقفي أثر الأشباح تتضمن أيضاً أحاسيس أشد من مجرد الشعور بوجود كيانات خارقة في سيارة أو على متن دارجة نارية في بعض الحالات.
              مثال عن تجربة واقعية اعتاد مراسل من صحيفة (مارلبورغ تايمز) على السفر يومياً جيئة وذهاباً إلى منزله الكائن في أوبروني - سان أندرو - بريطانيا. فلاحظ أنه كلما أتى إلى بقعة محددة في رحلته يشعر دائماً ببرودة شديدة بغض النظر عن حالة الطقس ويترافق ذلك بشعوره بوجود أحد ما معه في السيارة . وبعد أن تعبر السيارة تلك البقعة تعود درجة الحرارة إلى ما كانت عليه ، وحينما ذهب هذا الرجل لرؤية صديقته كان عليه أن يمشي عبر مستنقع حتى يصل إلى منزلها وفي إحدى الليالي بقي لوقت متأخر في منزل صديقته وعندما رجع من زيارته ومر عبر المستنقع سمع شيئاً يلاحقه على جانب الطريق وعندما التفت لم يجد شيئاً ، كان يمشي ويحس أنه يمشي وراءه ويركض فيحس أنه يركض أيضاً وراءه.وقال إنه عندما وصل إلى طرف المستنقع توقف الصوت عندما وصل إلى بعض الحشائش عند جانب الطريق ثم التقط حجراً ورماه في الحشائش لكن لم يسمع أي صوت.

              تفسير ماورائي
              كتبت (هولي) إلى موقع " أسرار صيد الأشباح" Ghost Hunting Secrets وهو موقع لمجموعة تقوم بتقصي الأماكن المسكونة
              فروت تجربتها عن الأحاسيس التي راودتها خلال جولتها :

              " مع أنني لم أر مطلقاً شبحاً في حياتي فهل يمكن لأي شخص أن يشعر بوجوده ؟ على سبيل المثال يوجد منطقة اسمها HWY 71 تحتوي على حطام مميت ولسبب مجهول بدأ قلبي يتسارع في نبضاته مما جعل تنفسي صعباً ، كما شعرت أيضاً بقشعريرة ، حدث هذا عندما أتيت إلى هذه المنطقة ومررت منها ، وأتساءل هنا : هل يحدث نفس الشيء لأشخاص آخرين ؟ مع أنني أصبت بالذعر ، هل لديكم فكرة عن سبب حدوث ذلك ؟ "

              وطرح (جاكوب ) على الموقع سؤالاً مشابهاً فكتب :

              " كيف يمكن أن نشعر بحضور الأشباح حولنا ؟ أقصد بذلك : هل يمكن أن نشعر ببقع باردة أو قشعريرة تسري في الظهر ؟ "

              فأتت الإجابة منشورة في الموقع المذكور كما يلي :
              يختلف الشعور بالأشباح باختلاف البشر ، فبعض الناس يشعرون بالقشعريرة والبعض يشعرون ببقع باردة أو ساخنة في المكان أو تسارعاً في ضربات القلب ، وآخرون يشعرون بأن أحداً ما يراقبهم ، والبعض يشعر بفيض كبير من الطاقة المركزة ، بينما لا يشعر آخرون بأي شيء مما ذكر ، فكل شخص يستجيب بشكل مختلف ، وإذا كنت تريد أن تعلم كيف ستكون استجابتك حاول أن تقضي بعض الوقت في مكان يعرف عنه أنه "مسكون" ، لكن لا تنس أن استجابتك في ظرف ما تختلف عن استجابتك في ظرف آخر .

              وفي حالة (هولي) فقد يكون جزء من منطقة HWY 71 مسكوناً (أو قد يكون فيه قدر كبير من
              الطاقة السلبية المخزونة فيه ) وهذا عائد لوجود حطام السيارات الناجم عن حوادث قد تكون مفجعة ، ومعظم الناس يمكن لهم أن يستشعروا بمستوى معين من الطاقة يختلف عن ما يستشعرونه في المناطق المحيطة بالمنطقة المذكورة.

              فالشعور بعدم الإرتياح ( يظهر بشكل قشعريرة وتزايد في ضربات القلب ) يمكن أن يأتي غالباً في مناطق مشبعة بالشحنات العاطفية السلبية نتيجة للحوادث التي انتهت بالموت أو التصادم أو الإصابات أو الإنتحار، ويكون جسم الإنسان والحقل الكهرومغناطيسي المحيط حساس للتغيرات في البيئة الخارجية ويستجيب لها ( إقرأ عن دور
              السميات والإشعاعات في صنع الخوارق) ، وطبعاً من المحتمل أيضاً أن الخوف من حطام السيارة قد يسبب القشعريرة وزيادة في ضربات القلب وصعوبة في التنفس ، وربما كان باستطاعة (هولي) أن تبحث وتحقق في منطقة HWY 71 ربما كان هناك نشاط ماورائي حقيقي.

              - لكن لماذا يستجيب فقط بعض الناس بظهور أعراض فيزيائية للإشباح ( قشعريرة .. الخ ) ؟

              لا أحد يعلم على وجه التحديد ، وكما ذكرنا آنفاً بأن جسم الإنسان حساس لتلك التغيرات في البيئة الخارجية ، لذلك عندما تبدو الأمور " غير عادية" (بسبب نشاط ماورائي مثلا) فإن جسمك سيتغير ، وهي استجابة غريزية وبيولوجية والمحتمل أن لها صلة بحقول كهرومغناطيسية قوية في مكان النشاط الماورائي.

              - إذن لماذا لا يشعر بعض الناس بأي شيء في حضور النشاط الماورائي ؟
              إن عدد الناس الذين لا يشعرون بأي شيء في حضور قوي للنشاط الماروائي هو ضئيل جداً ، إذ يمكن لعوامل مؤثرة كالصحة الجسدية والحالة العقلية والذكاء والإدراك ومنظومة المعتقدات أن تلعب أدواراً في درجة وكيفية الإستجابة.


              تعليق

              يعمل...
              X