إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تناسخ الارواح ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تناسخ الارواح ...

    تناسخ الارواح ...
    عودة الروح إلى عالم الاحياء .

    تعتبر نظرية التناسخ .. أو التقمص من أقدم النظريات التي أخذت حيزاً كبيراً في التنظير والبحث والاستقراء فأصحاب نظرية التناسخ لا يملكون دليلاً وافياً بالمطلوب ولا كافياً للإقناع ، إلا أننا نجد البعض يتمسك بها لأنها في رأيه تحل بعض الإشكاليات وتجيب على بعض الظواهر التي تنتشر هنا وهناك .
    وحقيقة انتشار هذه العقيدة في أسرار وتفاصيل مراجعها يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية :

    أولاً : عدم وضوح الرؤية لحياة عالم البرزخ التي يحياها الإنسان بعد الموت ، فعلى الرغم أن النصوص الإسلامية ركزت على العالم الآخر بقدر تركيزها على عالم الدنيا ، إلا أن تفسير مفردات ذلك العالم ظل قيد الكتمان والسطحية ، الأمر الذي جعل من عالم البرزخ فترة راحة سكون وهدوء ونوم إلى يوم يبعثون .

    وكل ما هناك أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .. إلى يوم الوقت المعلوم .

    إن هذا التصور لايسعف الفكر والوجدان عن التساؤل حول رحلة الإنسان في عالم البرزخ وطبيعة العالم الآخر وما يجري عليه من أمور غير ما هو معروف من العذاب أو النعيم .

    ثانياً : تخوف رجال الدين من بحث موضوع رحلة الأرواح بعد الموت ، { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } ، أوجدت العديد من التساؤلات الحرجة التي تخص عالم الروح لا أحد يستطيع الإجابة عليها .. لأنها في رأيهم في علم الله .

    مما جعل الناس يلجأون إلى أبواب ومنافذ أخرى تفي بحاجتهم المعرفية ، وبما أن نظرية تناسخ الأرواح تعد من أقدم النظريات وأكثرها شيوعاً حتى في البلاد العربية والإسلامية فقد لجأ البعض إليها سعياً للحصول على إجابة لبعض تساؤلاته فيها .

    ثالثاً : هم لا يناقشون فكرة اعتقادهم لأنها في رأيهم جزء من الفطرة التي لا تحتاج إلى نقاش أو بحث ، وعلى الخصوص في الدول العربية والإسلامية .

    أما في دول شرق آسيا ترحيبا وتفاعلاً للانتقادات الموجهة لنظرية التناسخ وكانوا أتباعها يصرون على ضرورة نقل هذه الانتقادات إلى الديلاما لأنها في منتهى الأهمية .

    ومما يؤكد ما نقوله في أن إيمان أصحاب نظرية التناسخ إيمان تسليمي دون برهان يقيني هو ما قاله ( محمد خليل الباشا ) في كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت.

    " السائد عندنا عرفاً أن التقمّص منسوب إلى الموحدين الدروز الذين يؤمنون به ويجعلونه من الأسس التي يقوم عليها المعتقد التوحيدي ، لكنهم في الغالب لا يميلون إلى البحث في أصول معتقداتهم ، ولا يشجعون على الخوض فيها "
    " فالتقمص عند الموحدين معتقد ثابت راسخ يستخلصونه من القرآن الكريم ويؤمنون به منذ ألف سنة ، ولم يكونوا يوماً بحاجة إلى وضع الدراسات عنه وتأليف الكتب بشأنه ، لأنه جزء لا يتجزأ من معتقدهم الديني ، بل هو من الركائز الأساسية فيه ، وما كان الموحدون يوما ً يميلون إلى التأليف في قضايا مذهبهم ، لذلك بقي التقمص في بلادنا جزءاً من التراث الحميم بنظر أصحابه وشيئاً طريفاً يخرج عن المعقول عند غير المؤمنين به " .
    فالإيمان بهذه القضية أصبح إيماناً تسليمي لا نقاش فيه ولا بحث ولا استدلال وهو ليس بحاجة إلى وضع دراسات أو بحث في جزء من جزيئاته.
    التسليم ( دون معرفة الحقيقة ) جعلهم يتبنون مثل هذه المعتقدات .
    رابعاً : تستند أغلب عقائد نظرية التناسخعلى تدني معرفي بجوانب الإنسان وأبعاده الروحانية .. فعدم معرفتهم بما يحيط الإنسان من عوالم من جانب وطبيعة تركيبة الإنسان الداخلية من جانب آخر أدى بهم إلى تفسير بعض السلوكيات أو الظواهر تبعاً لنظرية التناسخ ، معتقدين أن تفسير هذه الظواهر هي في تناسخ الأرواح ، بينما الحقيقة أن تفسير هذه الظاهرة في شيء آخر وعلة أخرى لن يتوصلوا إلى معرفتها بعد كما سنرى في تحليل النظرية .
    كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت للأستاذ الكاتب محمد خليل الباشا المولود في ديربابا الشوف سنة 1914 وهو من الدروز وله عدة مؤلفات وكتب أخرى.

    عقيدة التناسخ

    التناسخ نظرية دينية قديمة ، تقوم على عودة الروح بعد الموت إلى الحياة في جسد جديد ، والسائد أن جذور التناسخ نبتت في الديانة الرهمانية ، ثم امتدت فروعها في كل اتجاه حتى تكاد لا ترى ديناً وإلا للتناسخ أثر فيه ..

    يرى القائلون بالتناسخ أن الروح جوهر إلهي أزلي خالد ، وأن خلودها يستمر في حيوات شتى هي في امتدادها حياة واحدة أبدية مستمرة ، إلا أنهم اختلفوا من حيث الشمول والاختصاص ، وتشعبوا إلى مفاهيم مختلفة نسجت كل أمة ديباجتها بحسب أمانيها ورغباتها .

    ومما جاء في عقائدهم :-

    _ كما أن النفس تمر جسدياً في الطفولة والشباب والشيخوخة ، فإنها تمر أيضاً من جسد إلى جسد .

    _ إن ما هو موجود حقيقة يستحيل أن ينقطع عن الوجود ، وما هو غير موجود فلن يبدأ بالوجود .

    _ الروح المتقمصة تخلع الجسوم القديمة وتتخذ لها جسوماً جديدة كما يستبدل الإنسان بثيابه البالية ثياباً جديدة .

    ويقول محمد باشا : في رسائل ( الفيدا ) وهي أقدم النصوص الدينية ، ولا نجد أي نص صريح عن التناسخ ، ولكننا نجد هذا النص في التعليم السري المرافق لأسفار ( الفيدا ) ، يقول :

    " الروح عند انفصالها عن الجسد الفاني لا تفقد كل جسمانية وإلا تتضعضع في نفس الكون ، بل يبقى لها جسم مجيد كجسم الآلهة ومصوغ من النار ، فهذا الشفع السري ، أي الروح التي هي شرارة أو شعاع من النار الإلهية من جسمها اللطيف الفائق البهاء ، تلبث دائماً مستعدة للاتحاد بجسد جديد منظور عندما تضطرها إلى ذلك شريعة الكائن الأسمى " .

    وقال شري أوروبندو : " تنتقل الروح بعد موت الجسد إلى عوالم أخرى ثم تكمل دورات تناسخها في أجسام جديدة".

    وقالت ما أننداموي : "الموت إنما هو تغيير ثياب " .

    وقال غاندي : "إنني أؤمن بتعاقب الحيوات كما أؤمن بوجود جسمي الحالي ، وبأن الإنسان ارتفع إلى حالة عالية بعد ولادات كثيرة في العالم الحيواني" .

    وبذلك فان فكرة التناسخ تعني عودة الروح بعد الموت إلى جسد آخر جديد ..
    فإذا عادت أرواح البشر في أجسام بشرية مماثلة سمي ذلك بالنسخ وهو إشارة إلى انتقال الإنسان إلى نسخة مماثلة لما كان عليه .

    وإذا زادت سيئات الإنسان على حسناته فان روحه إذا عادت إلى الأرض فإنها تحل في جسم حيوان الذي يناسبه في أوصافه ويستحقه بأعماله ، ويسمى عندها المسخ لأن الإنسان مسخت صورته عقاباً له على ما اجترح من خطايا بشكل حيوان.

    وإذا زادت خطاياه ولم يزدجر من المسخ فإن روحه تنحدر إلى النبات ويسمى الفسخ لأنها انفسخت عن عالم الإنسان والحيوان.

    وإذا تمادى أكثر في غيه وجهله فإنها تحط إلى عالم الجماد فترسخ فيه سجينة إلى ما يشاء الله وهو الرسخ .

    وعليه فان روح الإنسان إما أنها ترجع إلى جسد إنساني جديد وتسمى هذه العملية بالتناسخ .. أو ترجع وتحل في جسد حيوان وتسمى هذه العملية بالتماسخ .. أو تحل في النبات وتسمى هذه العملية بالتفاسخ . أو أن روح الإنسان تعود وتحل في الجماد وهذه العملية تسمى بالتراسخ .

    والمكان الذي تحل فيه الروح إنما يحددها عمل الإنسان المتوفى والروح الخارجة من الجسد ، فكلما كانت أعماله خبيثة ومنحطة فإن روحه تحل في الحيوان أو النبات أو الجماد .

    ومن الأدلة التي يعتمدون عليها في ذلك أنهم يقولون: " ألا ترى إلى حصان وحصان على الرغم أنهم من فصيلة واحدة ونوع واحد إلا أنك ترى فارق كبير بين سلوك الحصانين ، معتقدين أن أحد الحصانين قد حلت فيه روح إنسانية فغيرت من سلوكه وأطباعه " .

    انتقل التناسخ إلى العرب بالتسرب أولاً عن طريق التفاعل مع الشعوب التي كانت على اتصال بهم كالأعاجم والهنود والروم والصابئة ورثة المدينة السومرية وغيرهم ، إلا أن دخوله الحقيقي والفاعل كان مع دخول الفلسفة اليونانية التي ترجمت كتبها إلى العربية ، فوجدت فيها الحركات الإسلامية مورداً خصباً للفكر ومجالاً واسعاً يجول فيه العقل .

    نظرية التناسخ المعدلة ... التقمّص

    بعد قرون طويلة من الاعتقاد بنظرية التناسخ .. وجد أتباعها أنها تنافي من حيث الجهر والإعلان كرامة وخصوصية الروح الإنسانية .. لأنها كما يعتقدون تحل في الحيوان والنبات والجماد مما واجهوا انتقادات حادة في كيفية حلول الروح في الحيوان وعن خصائص الروح البشرية .

    فعمدوا إلى تقسيم النظرية إلى شقين من حيث الشمول والاختصاص ..
    كما جاء على لسان محمد باشا .. "اتفقوا على أن الروح جوهر إلهي أزلي خالد ، واختلفوا من حيث الشمول والاختصاص ، فأصحاب الشمول جعلوا التناسخ يشترك بين الإنسان والحيوان والجماد ، وأصحاب الاختصاص قصروه على الإنسان وقالوا بالتناسخ في جسم إنسان فقط لأن الروح لا تعود القهقرى ..وهذا المذهب ( يعني التناسخ ) في حالتي الشمول والاختصاص ، كان عند أصحابه قديماً قضية إيمانية ، وعندما بدأ العقل يتحرك وجد الإنسان فيه حلاً لكثير من القضايا الغيبية التي كانت مشكلة عليه ، وفي هذا العصر ، عصر العلوم الاختبارية ، وضعه العلماء الروحيون خلال القرن الأخير ، تحت البحث العلمي ، فاستقر رأيهم على الشق الأول منه أي عودة روح الإنسان إلى جسم إنسان فقط لأن الروح لا ترجع القهقرى ..

    :" المعروف أن الموحدين الدروز يعتقدون بالتناسخ وبشكله الأول ، أي النسخ وهو ما قاله به بعدهم المذهب الروحاني ، ولكي لا يلتبس مع غيره من أشكال التناسخ استعاروا له كلمة التقمص ، وعنهم أخذت هذه التسمية ، للدلالة على تناسخ التسامي المقتصر على الإنسان في جسم إنسان " .

    اولا :إن فكرة التناسخ التي نبتت في الديانة البرهانية وانتقلت إلى بلاد الهند ومصر وبلاد فارس حيث المجوسية التي تعتمد على التناسخ كنظرية لتطهير النفس وتمكينها من التسامي ودخولها في الإطار الفلسفي حيث انتشرت على اختلاف مدارسها . هي فكرة بعيدة كل البعد عن التصور الإسلامي التوحيدي الذي أكرم الإنسان بما فيه من روح وجسد وفضله على جميع الكائنات والمخلوقات ..

    فالروح في التصور الإسلامي عندما تخرج من بدن الإنسان الميت لا تستجدي جسداً آخر ، أو تلبس رداء حيوان مولود للتو ، أو تتشبث بنبات متدلي ، أو تصطدم بجدار حائط وتعيش فترة حياة جديدة.

    فالروح ليست عابرة سبيل أو تائهة متمسكة بين أروقة الممرات تبحث عن أم حامل حتى تنتظر موعد ولادة الجنين فتدخل فيه الروح المتسكعة لتعيش حياة أخرى من جديد بشكل وهندام جديد .

    فالتصور الإسلامي يؤمن بأن الروح عند خروجها تنتقل إلى عالم أخر يختلف عنها في المستوى والذبذبة وهو عالم البرزخ ، تدخل إليه لتعيش عالماً مثالياً ترتقي فيه من مستوى إلى مستوى بعد أن تصفى وتنقى من الأوزار والأدران والكدورات وهي تعود إلى الأرض بين فترة وأخرى ولكنها لا تتلبس ولا تعيش في جسد أخر لأن لها حياة أخرى هي أرقى بكثير من حياتنا المادية .

    فالروح عندما يكشف لها الغطاء { فكشفنا عنك عطائك فبصرك اليوم حديد } ترى حقائق الأشياء فكيف بها تترك عالمها وترجع مرة أخرى إلى عالم الأجساد .

    ثانياً : أكثر الديانات التي أكدت على فكرة التناسخ هي الديانة اليهودية فقد انتشرت في أرض كنعان موطن الديانة اليهودية ، فاليهود كانوا يعرفون التناسخ ويسمونه قيامه وهم حسب معتقداتهم المادية وجدوا في التناسخ الحل الأمثل لأكثر مشكلات التوراة ، وأكدوا أن التناسخ حقيقة سرية يتعلمها المختارون من زمن غير معروف وأوحوا بوجوب ستر هذه الحقيقة وعدم نشرها .

    " وكتاب القبالة المعروف عند خاصة اليهود ، هو كتاب سري قديم يحتوي على معظم التعليم السري ، ويعلم مناجاة الأرواح الأحياء والأموات وتناسخ الأرواح وترقيها في معارج الكمال في سياق حيوات متعددة ".

    إن فكر اليهود العقائدي انصب ولا يزال على البعد المادي .. حتى في علاقتهم مع الخالق كما جاء في القرآن الكريم { أرنا الله جهرة } كما كانوا يقولون لموسى ( ع ) فهم لا يؤمنون بعالم الغيب والبعد الروحاني ، فحتى الرب الذي يريدون عبادته لا بد أن يتجسد لهم ويرونه بأعينهم ، لذلك كانت فكرة التناسخ من العقائد التي أكدت عندهم البعد المادي للروح .. وان الإنسان إنما هو بحياته الدنيا يموت ويرجع ويموت ويرجع .. وهكذا . ولاوجود لعالم البرزخ لأنه لا يعد ن الحقائق في عقديتهم.

    ثالثاً : التعديل الذي حدث لنظرية التناسخ وتحويل كلمة التناسخ بعد قرون طويلة من الزمن إلى مصطلح التقمص يلقي ضلال خطيرة على واقعية وصدق هذه النظرية .
    إضافة إلى محاولات التبرير الفاشلة التي يتذرع بها المحدثين لهذه النظرية حيث يؤكدون أن الأوائل لم يكونوا يقصدون روح الإنسان تتلبس في الجسد الحيواني أو النباتي أو في الجماد .. فهم يبررون أقولهم كقول غاندي الذي يصرح: " إن الإنسان ارتفع إلى حالة عالية بعد ولادات كثيرة في العالم الحيواني".
    وكذلك فيثاغورس عندما قال :- " إن الروح تتحول إلى أنواع مختلفة من الكائنات الحية ، وكل ما يولد وفيه حياة ينبغي أن ننظر إليه نظرتنا إلى الأسرة الواحدة " .
    بأنهم كانوا يقصدون بأن تقمص الإنسان في جسم حيوان إنما هو من قبيل التخويف والترهيب والتشبيه والتمثل .في حين انهم كانوا يقصدون ما يقولون بناء على عقائد كثيرة موثقة .
    السرية والتكتم حول فكرة التناسخ وهل حقاً لها علاقة بعلوم الباراسيكولوجي ؟
    "السائد عندنا عرفاً أن التقمص منسوب إلى الموحدين الدروز الذين يؤمنون به ويجعلونه من الأسس التي يقوم عليها المعتقد التوحيدي ، لكنهم في الغالب لا يميلون إلى البحث في أصول معتقداتهم ولا يشجعون على الخوض فيها ، وبما أن عدداً كبيراً من علماء أوروبا وأمريكا بذلوا خلال القرن الأخير مجهودات كبيرة للكشف عن حقائق الروحانية ومنها التقمص الذي يعد ركيزة من ركائز الباراسيكولوجي".

    وللتعقيب على ماسبق :

    أولاً :إن عقيدة لا يشجع الخوض فيها أو دراستها أو بحثها هي عقيدة تفتقد إلى الموضوعية والصدق والواقعية .. فلماذا لا يتم بحث هذا الموضوع ودراسة أثاره وتناول أبعاده بشيء من العلمية والبحث ومقارنته بالآراء المختلفة .

    لماذا يتم تحجيم هذه الآراء على معتقديها دون بحث خفاياها والأسباب التي أدت إلى هذه المعتقدات .. هذا سؤال يثير الشك في نفوس الباحثين عن الحقيقة .

    فالله عز وجل دعى العقول والنفوس إلى التفكر والبحث والاستقراء وتحري الحقائق أينما كانت " قل سيروا في الأرض فانظروا .." " لو استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فأنفذوا .. "

    ولا ندري حقيقة هل هناك ما يثير الخجل من طرح وتداول ونقاش العقائد .. أم أن عودة روح الإنسان وحلولها من جديد في جسم حيوان كالخنفساء أو الحمام أو الخنـزير شيء يثير النفوس الإنسانية .

    ثانيا : اكثر من موقع يؤكد أن نظرية التناسخ أُقرت وأصبحت من ركائز الباراسيكولوجي ، أي علوم ما وراء الطبيعة .. وهذا الرأي في منتهى اللغط ولا أساس له من الصحة لعدة اعتبارات :

    إن العلوم الروحانية الحديثة إنما تقوم وتؤسس على الحياة الأخرى التي يحياها الإنسان بعد الموت .. وعن ذلك العالم الذي نعيش فيه وكيف يتحرك من خلاله وعن مستوياته وكيفية تدرجه نحو الكمال ..

    فالعلوم الروحانية تنظر إلى الإنسان كروح بالدرجة الأولى وما يجرى على هذه الروح عندما تكون في الحياة الدنيا وبعد أن تفارق الجسد في عالمها المثالي الأثيري البرزخي الجديد .. فالروح تعيش حياة واحدة في جسد واحد ثم تخرج إلى عالمها المثالي .. وعلى هذا قامت مدارس الروحانية الحديثة ..

    صحيح أن هناك ظواهر يفسرها بعض علماء الباراسيكولوجي أنها عودة إلى الحياة الأرضية مرة ثانية ، ويطلقون عليها اسم الأرواح التائهة والتي يتم إرشادها ومن ثم عودتها إلى عالمها الأثيري .. وهذه الفكرة ليست لها أية علاقة بفكرة التناسخ، إضافة إلى أن هذه التفاسير للظواهر لا تصدق في اكثر من 90 بالمائة منها .

    كما أن دراسة وبحث فكرة التناسخ لا يعني بالضرورة الإيمان بها , فالأستاذ محمد الباشا يشير ويدلل في كتابه على أسماء مؤلفين وكتاب وعلماء يرفضون هذه الفكرة منهم (آثر فندلاي) مؤلف كتاب على حافة العالم الأثيري الذي كان له صدى واسع في الأوساط العلمية الروحانية. في حين أن المؤلف يتحدث عن العالم الأثيري أي عالم ما بعد موت الإنسان وليس عودته إلى جسد آخر .




    منقول من عدة منتديات

    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-09-27, 06:20 AM.

  • #2
    لغز الطفل الهندي

    ( برامود شارما)

    لم يكن برامود طفلا غير عادي ابدا في مراحل طفولته الاولى فقد ولد ببلدة في مقاطعة (بارون) في14 من مارس عام 1944 واحتل فيي سجلات المواليد الطفل الثاني للاستاذ (بانكيلال شارما) المدرس بمعهد عادي متوسط
    ونشا نشاة عادية حتى بلغ العام الثالث من عمره...........

    وفي عيد ميلاده الثلث تغير امر الطفل وتبدل تماما ....
    بدا يرفض الطفل الاستجابة لمن يناديه باسمه مدعيا انه شخص اخر كان من الطبيعي ان يقلق والده ويفزع لما اصاب ابنه لذا فقد استدعاه للتكلم معه امام والدته

    وكانت مفاجئة للجميع حين ادعى الصبي انه شخص اخر يدعى ( بارا مانندا) كان يقيم في (مراد اباد) قديما
    وكان من الطبيعي ان تندهش الاسرة كلها وتشعر بالفزع لما اصاب طفلها اللذي لم يتجاوز الثالثة من عمره وذلك ليس لان الامر عجيب او مرفوض بل ان هذا معروف لدى الهنود ب(ظاهرة تناسخ الارواح) ولكن هذه النظرية نفسها تقول : ان الشخص الذي ياتي من حياة سابقة لا يعمر كثيرا وطويلا
    ولهذا رفض والده مجرد من مناقشة الامر....

    الا ان الطفل راح يتحدث عن حياته السابقة وعن زوجته واولاده وحياته في مراد اباد ويقارن بينها وبين حياته العادية في بارون
    وقبل ان تهدا الامور ويستطيع الجميع التعايش مع الامر في سلام القى اليهم الطفل مفاجاة اخرى فقد اخبرهم برغبته في العودة الى مسقط راسه الى مراد اباد
    وعقدت الدهشة لسان الاب اللذي لم يستطع النطق ووقف يحدق فابنه وهو يصف له بكل ثقة الاصناف والسلع اللتي تتوافر بالمتجر
    الا ان والده ما لبث ان اعلن عدم موافقته للذهاب بكل حزم
    فما كان من الطفل الا البكاء والتوسل والاستعانة بالاصدقاء فما كان من الاب الا ان وافق للذهاب .......
    وحين بلغ الطفل عامه الخامس اتجه الجميع الى مراد اباد لحسم هذه المسالة للابد
    وعلى الرغم انها المرة الاولى اللتي يزور بها مراد اباد الا انه كان يعرفها واخبر الجميع انه سيقودهم بنفسه وهناك قادهم الى متجره ومتجر اخوانه وتعرفهم جميعا بلا استثناء وتحدث عن دعابات قديمة بينهم لا يعرفها غيرهم

    وبعد هذا اتجه الى مصنع للمياه الغازية كان يديره بنفسه وشرح لمرافقيه كيف تعمل الاته وكيف يتم استيرادها على نحو لا يمكن لصبي مثله ان يفهمه ويستوعبه

    ثم جاء وقت لقاء عائلته
    فقد تعرفهم واحدا واحدا وتحدث معهم عن موضوعات خاصة يستحيل ان يعرفها الغريب عنهم
    واجاب عن كل الاسئلة اللتي طرحت عليه ووصف البيت بتفاصيله قبل ان ينهض لرؤيته
    بل وتعرف على كل التغييرات اللتي حدثت بهمنذ وفاته ( برامنند)
    وانهارت الاسرة كلها خاصة حين كان الطفل يهم بالرحيل
    وهناك حاول الطفل ان يكون (برامود) وليس (بارامنندا)
    رغم ان الجميع لم يمنحه هذه الفرصة


    منقول


    تعليق


    • #3
      ههههههه إن كانت روح السيد بارا مانندا في جسد الطفل فأين روحه التي خلقها الله له وسميت باسمه. هذا أخي لا يفسر بطريقة علمية لكل الناس بجميع دياناتهم ومعتقداتهم .لأن القرآن والسنة هو الفيصل والحجة البالغة .وإن كانت أمام راقي صادق مع الله لقضي الأمر .
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق


      • #4

        اخى العزيز مهارى

        اللجوء الى القران والسنة قى تفسير مثل هذة الظواهر خاص بنا نحن المسلمون ونحن نشكل اقل من 20% من سكان العالم والباقى كل لة دينة ومعتقداتة .
        وبالنسبة لى تناسخ الأرواح ليس صحيحاً وهي مجرد أقوال ولا يوجد برهان علمي أو شرعي عليها، بل كل ما يُروى بشأن ذلك هو قصص وتخيلات لم يقم الدليل العلمي عليها .وليس من الممكن أن يحاسب الله نفساً بالنيابة عن نفس أخرى أو يحلّ نفساً مكان نفس، يقول تعالى:
        (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) [النجم: 38-41].
        فهذا النص الكريم يدل دلالة قطعية على أن كل نفس ستحاسب عن نفسها وأن منتهى الأنفس إلى الله تعالى وليس إلى كائنات أخرى! يقول عز وجل:
        (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
        [النحل: 111].

        هناك قوى خارقة وطاقات كامنة سخرها الله للبشر، مثلاً أعطى الله طاقات خارقة لسيدنا سليمان عليه السلام فسخر له الريح والجبال والشياطين والجن والطير... وهناك معجزات أعطاها الله لأنبيائه، وهناك قدرات فائقة يمنحها الله لبعض عباده "مثل الكرامات" وحتى لغير المسلمين يمكن أن يمنحهم الله تعالى قوة خارقة ليختبرهم بها... ولذلك فإن التقمص أو التناسخ لم يُبنى على أساس علمي، ولو أننا نرى بعض الظواهر الخارقة لبعض الأطفال والتي لم يتمكن العلماء من تفسيرها علمياً، فهذه تبقى حتى يكشف العلم شيئاً بخصوصها وساذكر بعضا منها قى مشاركات قادمة ان شاء الله ... والله أعلم.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          التقمص
          عند حواراتي المستمره مع الموحدين (الدروز) في غفله من الزمن
          حيث قدر الله ان أرى هذه الطائفه وأن اتعامل معها
          كان سردهم الى نظريه التقمص ضعيفا جدا ولم أكن اجد من يستطيع
          ان يحاجج بها لا من القرأن ولا من السنه
          وعند أول حديث او اول ايه كنت اقولها بعد أن يلهمني الله القول كنت ارى الرجوع القهقري في خطواتهم وسحب الحديث الى المزح والنكات
          تقوم نظريتهم على ان الانسان اذا مات انتقلت روحه الى انسان اخر يولد في نفس لحظه موت الاول
          وبعدها يدعون بشيء اسمه ( النطق)
          اي يتكلم الصغير وهو في المهد او بعد ان يكبر في العمر قليلا ويروي حياه الروح التي تقمصته
          على هذا
          السؤال المهم
          اذا كانت الارواح تتقمص شخصيات اخرى
          وعدنا الى الاصل ادم وحواء
          هما روحيين اثنتين فقط
          فمن اين جائت ارواح ابنائهم ؟
          من تقمص من ؟
          ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
          اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث الى اخر الحديث الشريف
          ولو كان هناك تقمص فأن العمل سيتجاوز هذه الثلاث العمل والولد والعلم
          اعذروني على اخطائي الاملائيه
          والسلام والرحمه

          تعليق


          • #6

            اخى العزيز فالح

            اهلا وسهلا بك فى منتدى ماوراء الطبيعة
            نورت المكان وزدتة شرفا بمرورك الكريم
            ظاهرة التناسخ او التقمص موجودة فى ثقافات كل الشعوب تقريبا واحيانا تأخذ منحنى دينى كما فى الهندوسية حيث يؤمن الهنود بأن الروح تتقمص عديدا من الأجساد خلال رحلتها في الفضاء الخارجي حتى تصل إلى هدفها النهائي .. وهذه النظريه تسري على كل الكائنات حيوانا أم نباتا أم بشرا.
            وبقدر ما يكون للانسان من أعمال صالحة فإن روحه سوف تكون في جسد حسن .. ولكن الطالح تحل روحه في جسد قبيح ..
            ويظل ينحدر كلما كانت أعماله سيئه .. فإذا كانت روحه في جسد كلب وعاش حياة رذيله في هذا التناسخ .. فإنه في مرة أخرى ستحل روحه في أقل من الكلب شأنا حتى يكون الحال أن يولد في جسم برغوث أو بعوضه .. والجيدون يكون في توالد روحهم في جسد طائفة أعلى .. غير انه اذا ظل يعمل حياة صالحة باستمرار فإنه سيترقى حتى يصبح كاهنا برهميا .. وهنا تنتهي دورة الحياة عنده .. وبما أن أرواح العالم تأتي من براهما روح العالم .. فعندما تنتهي الروح من دورة الحياة فهي تعود الى روح العالم لتتحد مع براهما في ظل دائرة لا نهائية من الحيوات.. وهذه العقيده تسمى النيرفانا .. وهي غاية لدى الهندوسي .

            وأفكار التناسخ القديمة عند الهنود وجدت تربة خصبة في كتابات الكثير من كتاب وفلاسفة أوروبا منذ اليوناييين وحتي القرون الثلاث الاخيرة التي أزدهر فيها دمج الفلسفة مع الروايات الادبية , ويرجع أنتشار فكرة تناسخ الارواح الي اعتقاد ان كل هذا الكم من البشر لايمكن تواجدة علي الارض لذا فأن الارواح تعود لتسكن جسدا جديدا في زمن أخر ومكان مختلف
            وهذا ما يؤدي بنا الي حلقة مفرغة من تناسخ الارواح عبر التاريخ .
            والى اعتقاد اخر عند قئات اخرى من البشر
            والحمد لله على نعمة الاسلام

            تعليق


            • #7
              تسلم استاذ محمد عامر على موضوعاتك الرائعه

              قال إبن القيم
              ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

              تعليق


              • #8

                الاخوة الاعزاء

                نستعرض فى المشاركة التالية رأى الدين الاسلامى فيما يسمى بالتقمص او التناسخ

                منذ آلاف السنين حاول الشيطان إغواء الناس واتبع أساليب كثيرة لتحقيق أهدافه ليضل الناس عن طريق الله وينفذ قوله عندما قال:

                قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر: 39-40].
                وفي موقف آخر قال إبليس: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) [النساء: 118-119].

                فأبعد الناس عن الحق، وأخرجهم من النور إلى الظلمات، فابتدعوا الأساطير ومنها أسطورة تقمص أو استنساخ الأرواح. وهي فكرة أوحاها الشيطان لأوليائه ليوهمهم بأنه لا توجد حياة بعد الموت، وأن الروح تنتقل من إنسان لآخر.

                والآية التي يستدلون بها على صحة معتقدهم هي قوله تعالى مخاطباً النفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)، وفسروها على أنها إشارة إلى انتقال الروح من الميت إلى جنين في بطن أمه أو إلى حيوان أو غير ذلك من الأساطير. ومع أن الآية واضحة في حديثها عن النفس وليس الروح: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)، فالروح لا تنتقل من شخص لآخر وهي أمر من الله:
                (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. أما النفس فهي التي تتذوق الموت، يقول تعالى:
                (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185].
                والنفس هي التي تُحاسب يوم القيامة، يقول تعالى:
                (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

                ولذلك نجد الكثير من الناس يخلطون بين مفهوم النفس والروح، والقرآن يفرّق بينهما بوضوح، فقد ذكرت النفس في مئات المواضع من القرآن، نجد أن الروح لم تُذكر إلا 23 مرة (بعدد سنوات نزول القرآن)! وقد سمَّى الله القرآن بالروح، يقول تعالى:
                (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52].

                ويمكن أن أستخدم تشبيهاً لتبسيط هذا الأمر، فلو فرضنا أن الإنسان يشبه السيارة، فالروح هي القوة المحركة، والسائق هو النفس التي تتحكم في الجسد (هيكل السيارة والمعدات المحمولة عليها). ولذلك فإن البصر والسمع والجلد والقلب والدماغ والكبد ... كلها أجهزة سخرها الله لك أيها الإنسان، وسخر لك الروح لتعطيها القوة المحركة، أما النفس فهي التي تقود هذه الأجهزة وتوجهها إما إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار.

                لذلك سوف يشهد عليك جلدك يوم القيامة وينطق ويتكلم ويخبر بكل شر قمت به:
                (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. وسوف تشهد عليك رجليك ويديك، ولن تملك القدرة على الكلام بفمك، فربما اللسان يكذب ولكن اليد والرجل لا تكذبان:
                (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
                [يس: 65].

                أما قوله تعالى للنفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) أي فادخلي بين عبادي وجاءت كلمة (فِي) هنا لتعبر تعبيراً دقيقاً عن محبة عباد الله الصالحين بعضهم لبعض وحرصهم على بعض حتى يصبحوا كالجسد الواحد! ولذلك فإن سيدنا سليمان عليه السلام لم يقل: وأدخلني برحمتك بين عبادك الصالحين إنما قال: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، وهذا لا يعني أن سيدنا سليمان طلب من ربه أن يدخله داخل العباد الصالحين إنما أن يدخله بينهم ويكون واحداً منهم.
                ولذلك فإن الله يدخل كل نفس مطمئنة في عباده الصالحين يوم القيامة، ويدخل كل نفس ظالمة في جهنم لتُعذب مع الكافرين والملحدين والمستهزئين، يقول تعالى:
                (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 49-51].
                نسأل الله تعالى أن ينجينا من عذاب يوم القيامة!

                أما الدليل العلمي على أن التقمص لا أساس له، فحتى هذه اللحظة لم يكتشف العلماء أي ظاهرة تشير إلى تقمص الأرواح أو تناسخها أو حلولها في المخلوقات، بل بمجرد أن يموت الإنسان فإن جسده يبدأ بالتحلل وليس هناك أي شيء يمكن معرفته بعد الموت، ولذلك فإن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يصف لنا مرحلة ما بعد الموت بدقة مذهلة.
                هناك تجارب يقوم بها العلماء اليوم لاكتشاف أسرار الموت، ويزعمون أن بعض المرضى قد مرّوا بتجربة الموت المؤقت ورأوا نفقاً في نهايته نور، ومنهم من يعتبر أن الموت عبارة عن عملية تحلل طبيعية للجسد وانتقاله من شكل لآخر (كما يدعي بعض الملحدين)، ونقول بأن جميع التجارب لن تسفر عن أي شيء، لأن الله جعل بعد الموت برزخاً لا يستطيع أحد اختراقه، يقول تعالى:
                (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100].
                فهذه الآية دليل على أن من يموت لن يرجع إلى الحياة مرة أخرى (إلا في بعض المعجزات مثل معجزة سيدنا المسيح الذي كان يحيي الموتى).

                وخلاصة القول: خرافة تناسخ الأرواح ليست صحيحة وهي مجرد أسطورة ولا يوجد برهان علمي أو شرعي عليها، بل كل ما يُروى بشأن هذه الخرافة هو مجرد قصص وتخيلات من وحي الشيطان، ليوهم الناس ويضلهم عن سبيل الله، وليس من الممكن أن يحاسب الله نفساً بالنيابة عن نفس أخرى أو يحلّ نفساً مكان نفس،

                تعليق


                • #9

                  الاخوة الاعزاء
                  مارايكم فى هذة القصة الحقيقية ومدى صحتها ؟؟
                  انها قصة التوأمتان اللتان تحدثتا عن أحداث جرت قبل مولدهما. ذكرتا تفاصيل حياة شقيقتين لهما ماتتا قبل ولادتهما.
                  قصة أبناء عائلة بولوك التي تدعم عقيدة التناسخ، والتي تقول بأن الروح تتقمص عدة أجساد في أكثر من حياة متعاقبة.


                  بدأت القصة عندما كانت الشقيقان جوانا 11 سنة، وجاكلين 6 سنوات تتقافزان في الممر المؤدي من بيتهما إلى الطريق العام، تقصدان الذهاب إلى الكنيسة لحضور القداس ذات أحد من شهر ماي 1957، وذلك في مدينة ويتلي باي شمال انجلترا. عندما كانت تقطعان الطريق، اندفعت نحوهما سيارة مسرعة قضت على حياتهما.

                  كانت الصدمة عنيفة على والدهما بائع اللبن جون بولوك وزوجته فلورنس. بعد هذا الحادث المؤلم بحوالي سنة ونصف، ولدت للزوجين توأمتان أطلقا أسمي جيليان وجنيفر. ومنذ مولد التوأمتين، توقف الوالدان عن ذكر تفاصيل الفاجعة أو حياة الطفلتين الراحلتين، ومع هذا، فقد بدأت التوأمتان تذكران التفاصيل الدقيقة عن حياة الراحلتين.

                  كانت جنيفر صورة طبق الأصل من أختها الراحلة جاكلين، عند ولادة جنيفر ظهر على جبينها ما يشبه أثر جرح حوالي بوصة وربع، وقد كان في جبين الراحلة جاكلين أثر جرح مطابق، لكن نتيجة سقوطها على الأرض وهي في الثالثة من عمرها. وقد أخذت حيرة الوالدين تتزايد من جراء الشبه الشديد الدقيق بين الطفلتين وبين الشقيقتين الراحلتين، سواء في الجسد أو العادات.

                  ولعل أغرب ما في الموضوع، هو ما حدث عندما بدأت الصغيرتان تذكران العديد من التفاصيل حول الحادث المفجع الذي جرى لشقيقتهما، كما لو أن ذلك حدث لهما سابقا، وكانت جيليان تتكلم حول وقائع متصلة بالحادث لم يشر أحد من قبل في حضورها.

                  وذكرت السيدة فلورنس أنها وجدت ابنتها جيليان تضع ذراعها حول كتف شقيقتها التوأم جنيفر، وتصف لها بشكل دقيق وتفصيل الجروح التي أصيبت بها الراحلة جاكلين نتيجة للتصادم. وذات يوم ذهبت الشقيقتان في نزهة، وقد عثرت عليهما إحدى الجارات تبكيان عند الموقع الذي جرى فيه الحادث، في الطريق أمام البيت. كانتا تقفان في نفس المكان الذي ماتت فيه الراحلتين، علما بأن أحدا لم يشر إلى الموقع الذي جرت فيه الحادثة.

                  سألت جنيفر والدتها يوما:" ما الذي حدث للسيد...؟، هل ما زال يتعذب من جراء ما فعله بسيارته؟"

                  وذكرت اسم الرجل الذي تسبب بسيارته في الحادث، وحددت مكان إقامته، ونوع سيارته التي كان يقودها في ذلك الحين، ويقول الوالد بولوك:" إن القرائن تتراكم يوما بعد يوم، لتؤكد أن جاكلين وجوانا قد عادتا إلى الحياة الأرضية مرة ثانية.

                  ويحكي الأب عن واقعة لها دلالتها، فيقول:" منذ أيام أخرجت من السندرة علبة اللعب الخاصة بالراحلتين، والتي كنت قد ربطتها جيدا وحفظتها هناك بعد الفاجعة، الأمر الذي أعرفه جيدا هو أن الطفلتين لا تعرفان شيئا عما في السندرة، أو عن الصندوق بما يحتويه. وكنت قد قررت أن أعطيهما هذه اللعب، بمجرد أن فتحت العلبة، قفزت جيليان منقضة على لعبة على شكل عصارة الغسيل، يلعب بها الأطفال لعصر ملابس العرائس، وصاحت جيليان بانفعال كبير:" أنظر يا أبي، ها هي عصارتي مرة ثانية.

                  ويواصل الأب روايته قائلا:" كانت هذه اللعبة تخص ابنتي الراحلة جوانا، وكانت تعتز بها كثيرا". ومن الغريب أن السيد جون لولوك كان من المفترض أن يكون آخر من يقتنع أو يؤمن بعقيدة التناسخ. فقد كان كاثوليكيا يتبع كنيسة روما، ومن المعروف أن أصحاب هذا المذهب ينكرون فكرة التناسخ. لكن منذ وفاة طفلتيه، عاش بولوك وقد استسلم لفكرة طاغية، سيعوضه الله عن فقد طفلتيه، بتوأمين.

                  ورغم أن السيدة لولوك زوجته لم تقبل فكرة التناسخ في أول الأمر، إلا إنها قالت في آخر الأمر:" لقد وجدت نفسي أقتنع بهذه المسألة جديا، فالتشابه الجسدي الذي يصل إلى حد التطابق، ثم تلك الأفعال التي تفعلها التوأمتان والأقوال التي تقولانها، كل هذا جعلني أقتنع أن في الأمر شيئا،
                  فالتوأمتان تتعرفان فورا على أشخاص لم يحدث أن زاروا البيت منذ مولدهما، ومع هذا فقد كانت التوأمتان تعرفان أسماء الزوار قبل أن يتم التعارف "

                  "بماذا تفسرون مثل هذه الأشياء؟".

                  تعليق


                  • #10
                    اسعد الله صباحك دكتور
                    رغم اننا لا نامن نحن معشر المسلمين بهذه النظريات
                    الا انها تبقى قصص لا نعلم مدى صحتها ولا حتى تفسيرها
                    تبقى امور الله اعلم بها سبحانه وتعالى
                    بارك الله فيك دكتور
                    تحياتي

                    " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

                    تعليق


                    • #11


                      الاخوة الاعزاء
                      استعرضنا معا بعض معتقدات تناسخ الارواح التى يؤمن بها بعض البشر
                      كما استعرضنا بعض الحالات الفردية والتى لا يصح ان نطبقها على العموم
                      والان الى فصل الختام ، راى ديننا الحنيف فى هذا الموضوع وخطورتة على العقيدة


                      تناسخ الأرواح هو الاعتقاد بأن الأجساد تبلى وتبقى الأرواح لتنتقل من جسد إلى آخر فى سلسلة طويلة لا نهائية . ويؤمن الهندوس بأن الإنسان عندما يموت فإن روحه تخرج منه وتحل فى جسد مولود جديد ، وإن كان الإنسان صالحا فروحه تنتقل إلى جسد إنسان صالح ، وإن كان فاسدا فإن روحه تنتقل إلى جسد إنسان فاسد وإن ظل على فساده فى الجسد الجديد تنتقل روحه إلى جسد حيوان أو حشرة !
                      ويؤمن الدروز بأن الروح تنتقل من الجسد الميت إلى الجسد المولود فى ذات اللحظة بسرعة البصر ، وأن روح الذكر الميت تحل فى جسد الذكر المولود ، وكذلك روح الأنثى الميتة تحل فى جسد الأنثى المولودة ! وهذا ما يعرف بعقيدة التقمّص عند الدروز وملخصها كما يقولون : أن الجسد مجرد قميص للروح ، أو عربة تمتطيها الروح طيلة حياة الإنسان المقدرة له من الخالق ، وأنه في حالة عدم صلاحية هذا الجسد لبقاء الروح فيه سواء بالكبر أو المرض أو القتل ، تخرج الروح ، ويتحلل الجسد إلى عناصره المكون منها و أن الروح تحل فورا في جسد طفل آخر ساعة الولادة ليعاود حياة أخرى، وأنه قد تبقى آلاف السنين تتقلب من جسد إلى جسد حتى تنضج روحيا وتصبح خيرة تماما، وهنا لا تعود إلى الأرض بل تلتحق بالأرواح الطيبة في الأعالى !

                      العجيب جد عجيب هو محاولة البعض إقحام القرآن الكريم فى هذا الموضوع ليدللوا على صحة تلك العقيدة الفاسدة والادعاء بتناسخ الأرواح وحلولها فى أجساد حيوانات كما تم مسخ بعض بنى إسرائيل إلى قردة وخنازير .

                      أما أدلتهم على التناسخ المزعوم فهى :
                      1- النفوس عدد محدود منذ بدء الخليقة تتناسخ حتى تكفى مليارات الأجساد !
                      2- من الحكمة أن تظل الروح فى الأرض فترة طويلة جدا حتى يتم إختبارها لأن عمر الإنسان ( من 60 – 70 سنة ) لا يكفى للاختبار !
                      3- الذى يولد أعمى أو أعرج أو أبرص أو مختل عقليا إنما هو روح خبيثة ظالمة حلت فى هذه الأجساد كعقاب من الله وإلا نُسب الظلم لله !
                      4- قصص عن أطفال وسيدات ورجال حكوا حكايات عن حياتهم السابقة فى مدن أخرى !
                      5- الأحلام واللحظات التى تمر بالإنسان ويشعر أنه عاشها من قبل !
                      هذه هى أدلتهم على صحة التناسخ ويبدو تهافتها الشديد ..

                      ولنبدأ بأدلتهم المزعومة التى يدّعون فيها أن القرآن الكريم يؤيد أكذوبة التناسخ .
                      استنادهم إلى مسخ بنى إسرائيل .. يقول تعالى :

                      وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” ( البقرة : 65 – 66 ) .
                      ” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ” ( المائدة : 60 ) .
                      فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ” ( الأعراف : 165 ) .

                      وبغض النظر عن اختلاف المفسرين فى حقيقة هل تم مسخ هؤلاء إلى قردة وخنازير فى الواقع أو أن المقصود أن أخلاقهم وأفعالهم صارت مثل أخلاق وأفعال الخنازير .. فإن هذا الحدث يخص هؤلاء العصاة .. والآيات الكريمات لا تتحدث عن انتقال أرواح الناس أو حتى أرواح الكافرين منهم إلى أجساد حيوانات .. بل هى واقعة معينة عن عصيان بنى إسرائيل .. وفى زماننا الحالى انتشرت المعاصى وصار الفجور علنا .. وصار الرجل يتزوج الرجل .. والمرأة تتزوج المرأة .. وصارت أخلاق هؤلاء العصاة أحط من أخلاق القردة والخنازير .. لكنهم لم يُمسخوا ولم تنتقل أرواحهم إلى أجساد حيوانات كما يدعى دعاة التناسخ والتقمّص .
                      ثم يستندون لقول الله تعالى :
                      يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ” ( الفجر : 27 – 30 ) .

                      زعموا أن ” فادخلى فى عبادى ” أى بمعنى تنقّلى فى عبادى !
                      والواقع أن هذا الادعاء يوضح جهلهم الفاضح وإفكهم الواضح ..

                      يقول تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً” ( البقرة : 208 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى شئ معنوى وهو التسليم لله تعالى والخضوع إليه ؟!

                      يقول تعالى : ” فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا” ( النساء : 175 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى ” الرحمة ” ؟!

                      يقول تعالى : : قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ” ( الأعراف : 60 )
                      فهل معنى ذلك أن
                      نوح عليه السلام حل فى الضلال المبين كما ادعى قومه وأن جسده صار شيئا معنويا ً ؟!

                      يقول تعالى : “ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ” ( الأعراف : 66 ) .. فهل معنى ذلك أن هود عليه السلام قد حل فى السفاهة كما ادعى قومه وأن جسده صار شيئاً معنوياً ؟!

                      يقول تعالى : ” قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” ( الأعراف : 151 ) .. فهل معنى ذلك أن موسى وهراون عليهما السلام سيتحولان إلى شئ معنوى ؟!

                      يقول تعالى : ” وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ” ( النمل : 19 ) .. فهل معنى ذلك أن سليمان عليه السلام سيحل فى أجساد العباد الصالحين ؟!

                      إن الآية الكريمة التى يستدلون بها لا تشير من قريب أو بعيد للاستنساخ .. فادخلى فى عبادى .. أى فادخلى بصحبة عبادى .. وإلا لكان قال : فحلّى فى عبادى أو فتمثّلى فى عبادى !

                      ثمة آيات أخرى يستدل بها دعاة التناسخ لا يوجد بها ما يشير إلى التناسخ على الإطلاق لكن فهمهم الأعوج السقيم سمح لهم بالتحريف ..
                      وهذه هى الآيات الكريمات التى يفترون عليها :

                      كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ( البقرة : 28 ) .

                      قلت : الآية الكريمة تتحدث عن العدم قبل الوجود الذى هو الموت والإحياء هو الوجود الذى أعقب العدم .. ثم يعقب هذا الإحياء الموت بعد انقضاء الأجل .. ثم البعث من القبور .. ثم الحساب والجزاء .. فأين هو التناسخ الذى تشير إليه الآية الكريمة ؟!

                      ومثل هذه الآية الكريمة : ” قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ” ( غافر : 11 ) وأيما كان من شأن اختلاف المفسرين حول مفهوم الموت الأول وهل هو النطفة قبل بث الروح فيها أو هو الإنسان بعد موته .. والاختلاف حول مفهوم الحياة الأولى وهل هى حياة البرزخ بعد الموت .. أو حياة الدنيا بعد العدم .. فإن الآية الكريمة لا تشير من قريب أو بعيد إلى انتقال أرواح الناس إلى أجساد أخرى .

                      وأيضاً ” وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ ” ( الحج : 66 ) .. أحياكم بالإنشاء ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم ثم يُحيكم عند البعث .. أين ما يشير للتناسخ فى هذه الآية ؟!

                      ومن المضحك احتجاجهم بالآية الكريمة : ” اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ( الروم : 11 ) .. إذ أين فكرة التناسخ فى هذه الآية ؟! الله تعالى ينشئ خلق الناس ثم يعيد خلقهم بعد موتهم .. فأين معنى انتقال روح إنسان لجسد مولود جديد ؟!

                      كذلك يستدلون بآيات : ” يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ” ( الإنفطار : 6 – 8 ) .. أين فى هذه الآيات الحديث عن التقمّص وحلول الروح فى جسد آخر ؟! الله تعالى يتحدث عن صورة الإنسان التى يولد عليها .. كما يقول تعالى : ” هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” ( آل عمران : 6 )

                      ويستدلون بحادثة عزير التى لا يمكن الاستدلال بها على تناسخ الأرواح كما يدعون .. يقول تعالى : ” أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” ( البقرة : 259 ) .

                      هذه معجزة إلهية تخص
                      عزير .. لم تحل روح عزير فى جسد شخص آخر أو كائن آخر .. بل هو نفسه .. بعثه اللهبعد أن أماته مائة عام .. ووجد طعامه وشرابه كما هو .. ثم رأى بعينيه عملية بعث الحمار من جديد .. والآية الكريمة صريحة ” وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ” .. أى هى معجزة خارجة عن المألوف والمعروف من أن الميت لا يعود للدنيا .. ولكنها قدرة الله تعالى فى بعث عزير .. كما أعطى للمسيح عليه السلام معجزة إحياء الموتى ” وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ” ( آل عمران : 49 ) .

                      و الله تعالى يقول بوضوح : ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ” ( الإسراء : 85 ) .

                      لا مجال للعبث أو الاستخفاف والادعاء بعلم حقيقة الروح وماهيتها وأنها تنتقل من جسد إنسان لجسد آخر ومن إنسان لكائن آخر .. هى من أمر الله تعالى وحده .
                      وآيات القرآن الكريم تدحض إفك دعاة التناسخ وأنه لا يتحمل جسد إنسان ذنب إنسان آخر كما يدعون ..

                      يقول تعالى : ” وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ” ( البقرة : 48 ) .
                      وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ” ( البقرة : 281 ) .

                      هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ” ( يونس : 30 ) .

                      كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ” ( المدثر : 38 ) .
                      كل إنسان مسئول عن نفسه .. لا يحل فى جسد إنسان آخر ولا يظل حيا بروحه آلاف السنين كما يروج الجهلاء .. ولا خلود فى هذه الدنيا لمخلوق :
                      وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ” ( الأنبياء : 34 ) .. لا توجد أرواح تلف وتدور وتتنقل وتحل بأجساد أخرى كما يدعى المهرجون .. ولا يتم عقاب شخص بانتقال روحه إلى جسد ضعيف ومريض أو جسد حيوان أو حشرة ..

                      يقول تعالى : ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ” ( الأنبياء : 42 )
                      يؤخرهم .. لا يضع أرواحهم فى أجساد أخرى كما يدعون .. بل الله تعالى يثبت أن كل نفس بجسدها ستحاسب :
                      وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ” ( فصلت : 19 – 21 ) .
                      فلو أن هناك تقمّصاً وتناسخا كما يدعى المبطلون الدجالون لما شهدت عليهم جلودهم .. بل أنفسهم ..
                      ولا يثبت جهل وتخلف هؤلاء سوى إدعاء بعضهم بالتناسخ وحلول روح الإنسان فى الحيوان إستدلالا بالآية التالية : ” فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” ( الشورى : 11 ) .
                      الآية الكريمة لا تشير مطلقا إلى حلول روح الإنسان فى جسد الحيوان أو روح الإنسان فى جسد إنسان آخر وأجمعت التفاسير على تفسير واحد لها ليس من بينه مطلقا أكاذيب هؤلاء السفهاء ..

                      جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .. أى أوجد لكم بقدرته من جنسكم نساءًا من الآدميات .. وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا .. أى وخلق لكم كذلك من الإبل والبقر والضأن والماعز أصنافاً ، ذكوراً وإناثاً .. يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ .. أى يُكثّركم بسببه بالتوالد ، ولولا أنه خلق الذكر والأنثى لما كان ثمة تناسل ولا توالد .. لا حديث عن التناسخ لا تصريحا ولا تلميحا ..

                      ومن ضمن ما تعلقوا به ليدللوا على أكاذيبهم ، الآية الكريمة : ” يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ” ( الروم : 19 ) .
                      ادعوا أنها تتحدث عن انتقال روح الإنسان الميت إلى جسد آخر ! وهذا لعمر الله افتراء صارخ لم يرد له مثيل .. فلو كان المقصود ما زعموا لقال : وتخرج روح الحى من جسد الميت .. لكن أنى لهؤلاء الدجاجلة أن يعقلوا ؟؟

                      جاء فى صفوة التفاسير : أى تخرج الزرع من الحب والحب من الزرع ، والنخلة من النواة والنواة من النخلة ، والبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ..

                      ويقول الطبرى : وأولى التأويلات بالصواب تأويل من قال : يخرج الإنسان الحيّ والأنعام والبهائم من النطف الميتة ، ويخرج النطفة الميتة من الإنسان الحي والأنعام والبهائم والأحياء . أ.هـ

                      نخلص من هذا أن القرآن الكريم لا يوجد به على الإطلاق ما يؤيد أكاذيب وأراجيف دعاة التناسخ من الطوائف المارقة التى تدعى الإسلام ..
                      وهذه آيات قرآنية كريمة تقطع بأن الإنسان سيبعث بجسده وروحه :
                      الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
                      ( يس : 65 ) .

                      الأيدى والأرجل هى التى ستتكلم .. فأين هذا من زعمهم أن الجسد مجرد قميص ؟! فإن كان مجرد قميص فلا مبرر لأن يتكلم هذا القميص .. فيبطل زعمهم ..

                      أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ” ( يس : 77 – 79 ) .

                      العظام سيتم بعثها من جديد .. والعظام هى ما يقوم عليه جسد الإنسان ..

                      أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ
                      ( القيامة : 3 – 4 ) .
                      تأكيد قاطع من الله تعالى أن الإنسان سيبعث بجسده .. حتى بأطراف أصابعه ” البنان ” التى هى نهاية عملية خلق الإنسان .. وإشارة الله تعالى للبنان .. أكبر دليل على بعث كل إنسان بجسده ..

                      يييقول البروفيسور زغلول النجار فى تفسيره لهذه الآية الكريمة :
                      والإشارة الي تسوية بنان الإنسان الحي أمر معجز حقا‏، والأكثر إعجازا إعادة تسوية بنان الميت عند بعثه‏، بعد أن كان جسده قد تحلل، وكانت عظامه قد بليت‏، وغاب ذلك كله في تراب الأرض ‏،‏ من أعظم الدلالات علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة علي بعث الأموات من رفاتهم المتحللة كما خلقهم أول مرة من العدم‏.‏

                      والمطلوب هو نشر الوعى بين الناس والتحذير من خطورة هذه الدعوة الهدّامة
                      لإن فكرة تناسخ الأرواح فكرة شيطانية يروج لها فى عالمنا العربى والإسلامى لنشر الإلحاد ، ويعمدون فى نشر أكاذيبهم على تحريف معانى آيات القرآن الكريم والادعاء أنها تشهد لتلك العقيدة الضالة .
                      كما أن بعض المحسوبين على المسلمين شرعوا فى تأليف وطباعة كتب تروج لفكرة تناسخ الأرواح والتقّمص وسرد قصص خرافية عن أطفال كانت لهم حياة سابقة قبل ميلادهم .. بما يدخل فى عقول الناس صحة هذه الأكاذيب .






                      بقلم / محمود القاعود
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-11-03, 03:33 PM.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X