إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشاؤم والتطير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشاؤم والتطير

    التشاؤم والتطير


    التطيّر كان مسيطراً على عقول العرب قبل الإسلام، وقد سيطر على كثير من الأمم عبر التاريخ، والتطيّر هو التشاؤم حيث كان الناس وما زالوا يتشاءمون من الغراب والبوم ونحوهما، وكان العرب يتشاءمون من شهر صفر، معتبرين إياه شهر الدواهي إلى غير ذلك من الترّهات والأضاليل، فما هو التطيّر ومن أين أتت كلمة تطيّر، وماذا ورد في القرءان من الآيات حول هذا الموضوع ؟

    كلمة تطيّر مشتقة من الطير، وكان الواحد من أهل الجاهليّة إذا خرج لأمر استعمل الطير فإن رأى أن الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع عن أمره، وكانوا يسمون الطائر أو الحيوان الذي يأخذ ذات اليمين بالسانح، ويسمون الذي يأخذ ذات الشمال بالبارح ويتشاءمون منه. فالتطير كان قديماً في الأمم، وقد ورد ذمّه في القرآن، فقد أخبرنا الله أن فرعون وقومه تطيروا بموسى ومن معه فوصفهم بقوله: " فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"( الأعراف 131 ). وتشاءم قوم صالح بصالح كما ورد في الآية :" قالوا اطّيرْنا بكَ وبمنَْمَعَك " (النمل)47 ، فرد عليهم نبي الله صالح فقال :" قال طائرُكُمْ عندَ الله " أي أن يجازيكم على ذلك ، وتشاءم أهل القرية بالرسل الثلاث في قصة صاحب يس فقالوا لهم :" قالوا إنا تطيَّرْنا بِكُمْ " وكان الردّ عليهم جميعاً أن الشرّ ما جاءهم إلا من قبل أنفسهم بكفرهم وعنادهم كما جاء في الآية " قالوا طائرُكُم مَعَكُم أئن ذُكِّرْتم بل أنُتُم قومٌ مُسْرِفون " ومعنى طائركم معكم " أي شؤمكم مردود عليكم وأراد المشركون في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- أيضاً أن يوهموا الناس أن ما أصابهم من مصيبة فهو بسبب أتباعهم له -صلى الله عليه وسلم- ، فأمر الله رسوله أن يقول لهم أننا جميعاً تحت مشيئة الله وقدره وهو مولانا وملجؤنا ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل كما جاء في الآية : قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" ( التوبة51 ).

    كيف كان دور الإسلام في محو آثار الجاهلية من هذه الخرافات والأضاليل ؟

    بمجيء الإسلام قضى على كثير من الخرافات التي كان يؤمن بها العرب في الجاهلية ، فأوضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للناس كل ما كانوا يعتقدونه من الأضاليل ، فأخبرهم بأن كل ما يعترض حياتهم من خير أو شرّ قليل أو كثير وما يصيبهم من بلاء و مرض ونقص في الأموال والأنفس والثمرات هو بمشيئة الله تعالى وقضائه وقدره ، فنفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان يعتقده أهل الجاهلية في تأثير الشهور والأيام في جلب الخير أو وقوع الشر ، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- بأن شهر صفر كغيره من الشهور لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضرّ ، وكذلك الأيام والليالي والساعات لا فرق بينها ، لا كما كان يظن أهل الجاهلية من نحس يوم الأربعاء ، ويتشاءمون من الزواج في شهر شوال ، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول : " تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شهر شوال فمن كان أحظى مني " فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ونفى عليه الصلاة والسلام ما كان يزعمه العرب من أوهام فقال : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر " وكانت العرب تعتقد أن عظام الميت وروحه تنقلب إلى هامة تطير .

    يترتب على التطير والتشاؤم كثيراً من الضرر من إحباط للعزيمة وتوقف حركة الحياة عدا عن اليأس والإحباط ما هي الوسائل والنصائح التي ينبغي أن يعلمها الناس ؟

    إن من خطورة التطير إحباط العزيمة والعيش وسط أوهام وتخيلات قد تقضي على سعادة المرء ومستقبله، وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطيرة من الجبت، الذي هو السحر فقال " العيافة والطيرة والطرق من الجبت " ( رواه البخاري ) وقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كيفية صرفه عنّا فقال يذهبه الله بالتوكل، كما علمه ربنا سبحانه فقال لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في الآية: " فإذا عزمت فتوكّل على الله إن الله يحبّ المتوكلين " ( آل عمران159 ) وقد سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التطير يجده الرجل في نفسه فقال: " ذاك شيء يجده أحدم في نفسه فلا يصدنكم " قال تعالى:" إن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله (يونس 107 ).



    ما هو رأي العلماء فيمن تشائم بشيء رآه أو سمعه في الصباح فأحجم عن إقدامه على عمل ما أو تجارة ما ؟



    وقال العلماء أنه من تشاءم بمرئي أو مسموع، بأن رأى في الصباح بوماً على نافذته أو سمع خبراً غير سار عن شيء لا يتعلق به، ورجع بسببه عن سفر أو تجارة أو غيرها فقد بريء من التوكل على الله سبحانه، وقد أُمر المؤمن بحسن الظن بالله تعالى، والتوكل عليه كما جاء في عدة آيات من القرءان منها قوله تعالى " وعلى اللهِفليَتَوَكَّلِ المؤمنون " وقوله تعالى " ومن يتوكَّلْ على الله فهوَ حَسْبُه " وفي قوله تعالى: " إنَّ اللهَ يُحِبُّ المتوكِّلين " (159 آل عمران ) وكم تضررت أمم وخسرت بلادهم وتجارتهم ودورهم بسبب التطير، وكم رأينا من تاجر قعد عن السفر، وأهمل تجارته اعتماداً على تشاؤم أو نبوءة دجال كاذب. بينما المؤمن يعتمد على الله في كل أموره ويحسن الظن بالله ويعلم أنه ما قدّر له لا بد أن يراه ولو كان قابعاً في بيته ، قال تعالى : " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " .

    فالصحابة رضوان الله عليهم فهموا حقيقة الأمور وعلموا أن الضرّ والنفع هو بيد الله وحده سبحانه ولست أنت من تدفع عنك ما قدر لك، فها هو سيدنا علي رضي الله عنه عندما أراد الخروج لقتال الخوارج في معركة النهروان، اعترضه منجم متشائم ليقول له لا تخرج فإن القمر في برج العقرب، وإذا ذهبت للقتال في مثل هذه الأيام ستهزم ويقتل جيشك، فقال له سيدنا عليّ بل نخرج توكلاً على الله وتصديقاً لكتابه وتكذيباً لك ، وخرج لقتالهم وانتصر عليهم وهزموا شر هزيمة وقد جرى مثل هذا الأمر مع المعتصم حين أراد الخروج لفتح عمورية، وأراد المنجمون ثنيه عن القتال فأبى إلا القتال وتم له النصر وفتح عمورية وانتصر للمرأة الهاشمية التي استنجدت به بقولها وا معتصماه.

    ما زال هناك أقوام يدَّعون أن هناك أيام نحس وأيام شؤم، فما هو رأي ما زال هناك أقوام يدَّعون أن هناك أيام نحس وأيام شؤم، فما هو رأي الشرع بهذا الادعاء؟

    لقد وصل الأمر ببعض الناس أن قسموا الأيام والساعات إلى أيام نحس وأيام سُعود، بل ادَّعوا أن القرءان أرشد إلى مثل هذه المقولة بقوله تعالى في وصف العذاب الذي نزل بقوم عاد " فأرسَلْنا عليهِم ريحاً صرصراً في أيامٍ نَحِسَات " ويكفي في الرد على هؤلاء ما قاله الألوسي : أن حادثة عاد استوعبت أيام الأسبوع كلها قال تعالى : " سخَّرها عليهِم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُوما " إذاً فأي أيام الأسبوع خلا منها ؟ والحق أن كل الأيام سواء، ولا اختصاص ليوم بنحوسة، كما يعتقد أهل أوروبا بأن يوم الثالث عشر هو يوم نحس، فالصحيح أنه ما من ساعة من الساعات إلا ويقع فيها سعد على شخص، وفي نفس الوقت تكون بلاء على آخر باعتبار ما يقع فيها من الخير على هذا، والشرّ على ذاك.



    ما هو علاج التطير في ضوء القرآن والسنة ؟



    علاج التطير كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا يصدنا عما عزَمْنا على فعله، وأن نمضي مستعينين بالله متوكلين عليه، وأن نقول كما جاء في الأثر:" اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوّة إلا بك " رواه أبو داود. وروى الإمام أحمد في مسنده وابن السُّني بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال : " من ردَّته الطِّيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا فما كفارة ذلك ؟ قال : " أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ".

    سؤال يأتي على الأذهان في هذه اللحظات وقد تكلمنا عن التشاؤم، فقد يسكن المرء داراً فلا يجد فيها إلا البلاء أو يمتلك دابة فلا تأتي إلا بالمصائب، وقد يتزوج امرأة لا تسعد في حياته، هل لذلك من مخرج في الشرع ؟ لقد صح في سنن أبي داوود عنأنس أن رجلاً قال يا رسول، إنا كنا في دار، كثر فيها عددنا وكثر فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى، فقلَّ فيها عددنا، وقلت فيها أموالنا ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " ذروها ذميمة " ( رواه أبو داود 4/21 ) ويفهم من الحديث كما فسره ابن الأثير معنى " دعوها ذميمة " أي أتركوها مذمومة، وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم.

    إذاً صرح الشرع في ثلاثة أنواع من الشؤم، كما جاء في الحديث النبوي " الشؤم في ثلاث الدار والمرأة والفرس " وهذا يباح الفرار منه ليس من باب الطيرة بل لما يعانيه كلما قارب وساكن هذه الدار أو عاشر تلك الزوجة أو اقتنى هذه الدابة، فقد قال بعضهم: شؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم، وشؤم المرأة سوء العشرة وسلاطة اللسان وتعرضها للريب، وشؤم الفرس أن لا يُغزى عليها وغلاء ثمنها وشؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما فوض إليه، والمراد بالشؤم في الخلاصة، عدم الموافقة والانسجام مع هذه الأمور بعد ثبوت الأدلة على وقوع الضرر، والتحول عن هذه الأمور ليس من باب أنها هي التي تضرّ وتنفع فالضار والنافع هو الله، إنما من باب تهيئة الأسباب الجالبة للسعادة... والابتعاد عن التطير والتشاؤم الذي قد يؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك وهو اليأس والإحباط وعدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره. قال تعالى فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.



    إذا كانت الطَّيرة في موضع الذم، فماذا عن التفاؤل، وكيف نجد له تفسيراً في الشرع ؟



    الفأل: هو الكلمة الحسنة يسمعها الإنسان يستبشر بها، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يعجبه مثل هذا، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال:" لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل ؟ قال: كلمة طيبة " ( أخرجه البخاري ومسلم ). وفي سنن الترمذي عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد، يا نجيح ) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.وفي سنن الترمذي عن أنس t أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد، يا نجيح ) وقال الترمذي " هذا حديث حسن صحيح.

    وقد يسأل سائل عن الفرق بين الفأل والتطير، والسرّ في استحباب الأول وتحريم الثاني، وقد أجاب ابن الأثير عن هذا بقوله:" الفأل فيما يرجى وقوعه من الخير، ويحسن ظاهره ويسرّ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وإنما أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-الفأل، لأن الناس إذا أمَّلوا فائدة من الله، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قويّ فهم على خير، وإن لم يدركوا ما أمَّلوا فقد أصابوا في الرجاء من الله وطلب ما عنده، وفي الرجاء لهم خير معجَّل، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ ؟ فأما الطيرة، فإن فيها سوء الظن، وقطع الرجاء، وتوقع البلاء وقنوط النفس من الخير، وذلك مذموم بين العقلاء، منهي عنه من جهة الشرع ". ( جامع الأصول:7/631 ) وخلاصة القول: أن التشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى، بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن الظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظنّ بالله تعالى على كل حال، وعليه فالمؤمن لا يتطير، يعيش حياته آمناً مطمئناً، يعلم أن ما أصابه ما كان ليخطأه وما أخطأه ما كان ليصيبه، وهو يعلم إلى من يلتجأ عند الشدة، وبمن يستجير إذا خاف على نفسه من عدوّ يتربص به، قال تعالى: أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إذا دعَاهُ ويَكْشِفُ السّوء " وقال عزَّ مِن قائل:" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " يونس107/ هذه هي القواعد التي تمضي بالمؤمن نحو حياة موفقة وسعيدة ومستقرة، لا يشوبها خبر سيء، أو كلمة منجم، أو صوت غراب، أو رؤية بوم، إلى غير ذلك من أنواع التطير التي تعطل حركة الحياة، بل إن أمر المؤمن كله خير إن مسته سرّاء شكر وإن مسته ضرّاء صبر وفي كلٍّ خير.
    ومن خرافات التشاؤم




    التشاؤم داء تعاني منه كثير من السيدات بصورة مبالغ فيها ،بل وهناك بعض الرجال أيضاً يشاركن النساء هذه الخزعبلات ،وأكبر دليل على ذلك هو الإقبال الشديد على صفحة الأبراج التى تحظي بمتابعة كبيرة فى الصحف ويبنى عليها كثيرون ترتيبات يومهم فإما أن تصيبهم كارثة أو خبر سار!!

    وعلى مر العصور نري أن هناك ربط بين بعض الأشياء و”التشاؤم” كلها معتقدات ليس لها أي أساس من الصحة سوي أنها أفكار تتوارثها الأجيال ، والغريب أن هذا الأمر لا يقتصر على الجهلة والأميين فقط ولكن يصدقها بعض المثقفين، ومن هذه المعتقدات العجيبة عند العرب بصفة عامة:


    رفة العين اليسري :

    توقع خبر سئ.

    الرجل اليسري :

    يعتقد أن دخول المنزل بالرجل اليسرى يجلب سوء الحظ.

    قشر البيض والثوم :

    إذا مر الشخص فوق قشر البيض والثوم يجلب النكد.

    ضرب نعلي الحذاء أو فتح وغلق المقص :

    يتسببا فى إشعال المشاكل الزوجية !!




    طائر الغراب والبومة :

    طائران يثيران التشاؤم فالغراب يجلب الخراب ،وإذا أصدر نعيقاً بجانب أحد فأن ذلك دليل على توقع خبر موت أحد الأحباء ، أما البوم مرتبط أيضاً بالشؤم والخبر غير السار.

    الأعمال المنزلية :

    تمتنع كثير من السيدات ليلاً عن القيام بالأعمال المنزلية ليلاً لتفادي جلب الفقر أو لدي بعض الشعوب العفاريت والأشباح.

    القط والكلب الأسود :

    القط يرتبط بسوء الحظ ونذير شؤم إذا ظهر لأي شخص فى أول يومه ، أما الكلب الأسود فيرتبط بالجن والأرواح الشريرة.

    سيارة الموتي أو الإسعاف :

    مرور أحد السيارتين أمام أي شخص يتطلب منه أن “يهرش” أو يحك رأسه كنوع من الوقاية من حدوث أي مكروه .

    رقم 13 :

    أكثر الشعوب العربية تتشاؤم من هذا الرقم ، وعلى الأخص مصر والكويت ، يعتبروه رقم نحس أو يوم شؤم فى الشهر.

    المرضع :

    يمنع دخول كلاً من الباذنجان الأسود أو اللحم النئ ، والحائض خوفاً من انقطاع اللبن أو إصابة المولود بمكروه ، وهناك معتقدات أخرى متعلقة بجلب النحس كالمرآة المكسورة ، ولضم الإبرة وقت الغروب..وغيرها




    معتقدات يابانية

    يبدو أن التشاؤم والتفاؤل أمر بعيد تماماً عن التقدم التكنولوجي أو أنه لا يرتبط بطبقة بعينها ، ولكن اليابانيون أيضاً بالرغم ما وصلوا من تطور إى أن لديهم معتقدات غريبة ترتبط بالتفاؤل والتشاؤم ويحرصون على عدم القيام بها أبرزها :


    الصفير ممنوع ليلاً :

    يمتنع الياباني عن الصفير ليلاً خوفاً من ظهور حية تلدغه.

    قص الأظافر :

    إذا قص الياباني أظافره ليلاً فهذا يعني نذير شؤم بأنه لن يكن مع والديه عندما يموت.

    القطة السوداء :

    يتشاؤم اليابانيين إذا عبرت قطة سوداء الطريق أمامهم لأن فى اعتقادهم أنها ستجلب لهم الحظ السيء.




    الاسترخاء وتناول الطعام :

    ربما يكون هذا الاعتقاد أسباب رشاقة اليابانيين حيث يعتقدون أن إذا نام الشخص أو استرخى بعد تناول الطعام مباشرة سيتحول إلي بقرة!!

    رقم “4″ :

    يأتي التشاؤم من رقم أربعة لأنه يحمل نفس نطق كلمة الموت شي الذي ينطق في اللغة اليابانية “Shi” ، لذلك يحرصون على

    إهداء أي هدية تتكون من أربعة أجزاء ،وفى الفنادق والمستشفيات

    لا توجد حجرات تحمل رقم “4″.


    أعواد تناول الطعام:


    يربطها اليابانيون بطقوس الموتى الخاصة بهم فمن اتيكيت المائدة لديهم الحرص على عدم وضع “العودين” علي طبق الطعام أو عليه وخاصة علي الأرز، لأنه لا يتم عمل ذلك إلا في المآتم أمام مذبح الكنيسة ، أو تبادل الطعام من “عودين” إلي آخرين لأن ذلك لا يتم إلا مع عظام الجثت التي يتم حرقها في الجنازات ،أما إذا مرت سيارة الموتي علي شخص فى الشارع فينبغي عليه إخفاء إصبع الإبهام

    العسراء :

    يعتقد إذا كانت الزوجة من مستخدمي اليد اليسرى ،فهذا مؤشـر لحدوث الطلاق!!، وثقافات أخري الجانب الأيسر يمثل معتقدات غريبة على سبيل المثال في لغة الإشارة الأمريكية رفع اليد اليسري يعني الموت ، وفي عالم البحارة إذا وصفت السفينة بأنها “يسرى” فذلك يعني أنها مشئومة ، كما أن تمرير السلاح من الجانب الأيسر يعني الموت في فرنسا.



    الإسلام والتشاؤم

    وللأسف بالرغم من أن هذه الأفكار كانت سائدة فى عصر الجاهلية إلا أنها مازال هناك مسلمين يعتقدون فى مثل هذه الأشياء ، يقول الله سبحانه وتعالي فى سورة التوبة : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ) ، وقال تعالي في الحديث القدسي : “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك”.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد”. صحيح البخاري.

    لذا من عرض له شيء من التطير فعليه أن يتوكل على الله ويمضي في مراده، وليدع بهذا الدعاء الذي أثر عن ابن عمر رضي الله عنهما: “اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك” وهو مصداق قوله تعالى : “فإذا عزمت فتوكل على الله”، إذا الإيمان بالله والتوكل على الله وتفويض الأمر إليه هو أفضل علاج للتشاؤم أو التطير ، فإن من توكل علي الله فهو حسبه.




  • #2

    التشاؤم من الرقم 13

    ذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن الكثيرين يربطون بين يوم الجمعة في الـ 13 من الشهر وسوء الحظ، محيلا الأمر إلى خيانة يهوذا، ذي الرقم "13" للسيد المسيح في العشاء السري " الشهير" الأخير.
    وأشار الموقع أيضاً إلى أن هذا اليوم والتاريخ كان يعني في العصور الوسطى الحظ العاثر واستمر حتى يومنا هذا.
    وذكر أن هناك خمس حقائق مرتبطة بيوم الجمعة في الثالث عشر من الشهر، أولاها واحدة من أكثر الأساطير العلمية شعبية، بمسمى بـ "الرهاب من الرقم 13" "
    Triskaidekaphobia".
    والثانية، أن عدداً كبيراً من المستشفيات لا تشتمل على غرف تحمل الرقم 13، في حين ان بعض المباني لا تحتسب الطابق 13 فيما تلغي مطارات البوابة رقم 13. والثالثة، ان الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت لم يكن يسافر في اليوم 13 من الشهر كما لا يدعو 13 شخصاً إلى مأدبة الغداء أو العشاء، أما الإمبراطور الفرنسي نابوليون والرئيس الأميركي هربرت هوفر فكانا يعانون من "رهاب الرقم 13" ويصابون بالذعر منه.
    والحقيقة الرابعة، أن الأديب الأميركي مارك توين كان مرة الضيف الرقم 13 في حفل عشاء فحذره أحد أصدقائه من الذهاب ولكنه لم يستمع إليه لكنه عاد وأخبره أن الرقم بالفعل كان مصدرا لسوء الطالع إذ "لم يكن في العشاء طعام لأكثر من 12 شخصاً".
    أما الحقيقة الخامسة فهي أن الرقم 13 يلي الرقم 12، الذي يعتبره علماء الأرقام يعتبرون كاملا، لأن السنة مؤلفة من 12 شهراً والأبراج 12 وآلهة أوليمبوس 12 ورسل يسوع 12 وفي علبة البيض 12 بيضة وزمن عيد الميلاد مؤلف من 12 يوماً.
    ولفت الموقع إلى أن الربط بين الأرقام والحياة والأشياء المادية يجيء من تاريخ طويل.

    وقال عالم الفلك ماريو ليفيو "يمكن ملاحظة هذه المسألة من أتباع "عالم الرياضيات اليوناني" فيثاغورس الذي وصف العالم بأسره من خلال الأرقام" مشيراً إلى أنه ربط بين الأرقام بشتى الطرق لتفسير كل ما يدور من حوله.
    وقال علماء أن علم الأرقام في أيامنا هذه أصبح يتعدى الإطار العلمي وبات أشبه بتنبؤات فلكية لا قيمة لها. وقالت عالم الأرقام صونيا دوسي "ينجذب الناس إلى أرقام محددة لأنهم يعرفون انهم بحاجة للدروس والتجارب المرتبطة بها"وأن لعلم الأرقام "معنى في حياة المرء من خلال تحديد وجوده في أي دورة أرقام ".لكن علماء الرياضيات يقللون من قيمة علم الأرقام ويقولون ان لا قيمة علمية له. وقال ليفيو "أنا لا أؤيد "علم الأرقام" أبداً".

    تعليق


    • #3
      التشاؤم ما بين المسلمين والمسيحيين

      كنت أظن أنني أتمتع بحصانة دينية من تأثيرات الثقافة الغربية، ولكن هذا اليقين أهتز عندي بعد أن انتابني توجس غريب عند صباح يوم جمعة حىحيث أدركت أنه يوافق الثالث عشر من الشهر ، فقد سبق وأن طرق طارق باب بيتي قبل حوالي (12) عاما في يوم جمعة صادف الثالث عشر ليبلغني بوفاة والدي العزيز علي رحمة الله. هذا الشعور المزعج لم أستطع التخلص منه إلا بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم وهمزاته واستحضار عظمة يوم الجمعة بصفته عيدنا الأسبوعي.

      المجتمع الغربي بالرغم من علمانيته وزعمه بأن المسيحية لا تلعب دوراً بارزاً في الحياة العامة إلا أن المتأمل في جذور ثقافته السائدة يجد أن كثيراً من مفاهيمه الراسخة لها علاقة وثيقة بالدين المسيحي، حيث تسوده بعض الخرافات التي لها مرجعية مسيحية حقيقية أو متوهمة. فمن الملاحظ أن معظم الغربيين يتشاءمون ويرهبون يوم الجمعة إذا صادف الثالث عشر من أي شهر ميلادي ويعتبرنه طالع نحس، وتصل حالة الرهاب من الرقم (13) عند بعضهم لدرجة الإصابة بمرض يعرف بـ (Triskaidekaphobia)، وقد صورت سينما هوليوود هذا الخوف في فيلم رعب حقق ايرادات خيالية بعنوان (الجمعة 13).

      ينعكس خوف الغربيين من هذا التاريخ جلياً في أنهم لا يختارونه لعقد زيجاتهم خوفا من أن تصبح فتاة الأحلام فتاة كوابيس، وتحاول نساؤهم تجنب ولادة أبنائهن فيه إذا كن يلدن بعمليات قيصرية لظنهن أنهن فيه يكن أقرب ما يكون من الموت، كما لا تشتمل كثير من المستشفيات على غرف تحمل الرقم 13 لعلمهم بأن معظم المرضى سيرفضون دخولها، وتلغي كثير من المطارات البوابة رقم (13) لخشيتهم من رفض المسافرين السفر عبرها، وتقل عدد رحلات الطيران في هذا اليوم، ويتغيب عادة كثير من العاملين عن أماكن عملهم وتقل حركة السير فيه نتيجة لعدم مغادرة الكثيرين لبيوتهم خوفا من أن يصيبهم مكروه، ويترتب على ذلك تسجيل الشركات لخسائر كبيرة فيه لقلة الزبائن. وفي كرة القدم يرفض معظم اللاعبين ارتداء الرقم (13) لاعتقادهم بأنه رقم نحس لا يكون حامله موفقا في احراز الأهداف.

      يتضح بالرجوع للتأريخ المسيحي سبب هذا التشاؤم والرهاب المتغلغل في نفوس الغربيين من الرقم (13) إذا وافق يوم جمعة، فآخر اجتماع سري جمع المسيح عليه السلام بحوارييه قبل أن يقوم يهوذا بخيانته وكشف مكانه (على حسب اعتقادهم) كان يوم جمعة وكان عدد الحاضرين ثلاثة عشر، وهو ما وثقه ليوناردو دافينشي في لوحته الشهيرة (العشاء الأخير)، وتطرف البعض لدرجة زعمهم بأن تلك اللوحة تتضمن رموزاً وشفرات سرية إلى عقيدة مخالفة للعقيدة المسيحية تشير إلى موعد نهاية الكون. وقد قام علماء الفلك الغربيين بترسيخ مفهوم التشاؤم من الرقم (13) حيث أشاروا إلى أنه يلي الرقم (12) الذي يعتبرونه رقماً كاملاً لأن السنة مؤلفة من (12) شهراً والأبراج (12) مما يعني أن الرقم (13) يشير إلى ما بعد الكمال وهو الموت عندهم.
      وقد تواتر هذا الاعتقاد وتم توارثه جيلاً بعد جيل مما جعله يترسخ بقوة في الوعي . وجدير بالذكر أن هذا الأمر لا ينحصر على عوام الشعب بل يعم المجتمع بكل فئاته ومستوياته مما يجعلهم يعيشون في ازدواجية غريبة يختلط ويمتزج فيها التمدن بالتخلف في لوحة واقعية
      فعلى سبيل المثال نشرت وكالة (BBC)البريطانية للأنباء العام الماضي أن طفلا يبلغ من العمر (13) عاما تعرض اثناء عرض طيران بمنطقة ويستوفت في سوفولك لصاعقة في تمام الساعة 13:13 بتوقيت جرينتش في يوم الجمعة الثالث عشر من أغسطس.

      من حسن حظنا كمسلمين أن ديننا الحنيف أمر بالتوكل على الله ومحاربة الخرافة والتشاؤم من بعض الأزمان والأفعال وذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:
      (لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ).
      فقد نفى الحديث الشريف صحة تشاؤم أهل الجاهلية من شهر صفر، حيث كان العرب يظنون أن في بطن الإنسان ثعباناً يصيبه ويؤذيه إذا جامع زوجته في ذلك الشهر، فنهاهم الإسلام عن التشاؤم وأعلمهم بأن كل ما يقع أو لا يقع إنما هو بقضاء وقدر وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد وليس للتشاؤم أي تأثير في جلب نفع أو دفع ضرر.

      ولكن للأسف وبالرغم من وضوح الأمر من المنظور الإسلامي ألا أننا نجد أن بعض المفاهيم الأوابد ما زالت تمارس إلى يومنا هذا مما يهدد ممارسيها بالوقوع في حمى الشرك الخفي، فتجد مثلا مقولة
      (شهر مارس شهر الكوارث)، كما يتشاءم البعض من رفة العين اليسرى، ويظن البعض أن العريس الذي لا يتخضب بالحناء ليلة زفافه سيصاب بالعقم ويحرم من الذرية،
      وللمعلومة فإن لفظ الأوابد يقصد به الطقوس الباقية من اعتقادات سابقة بائدة كالعادة الفرعونية السائدة في شمال السودان بوجوب غسل المختون والعريس في مياه النيل لمباركتهما.

      تسود ممارسة في غاية من الخطورة في بعض بقاع السودان آن أوان إيداعها خزانة التاريخ، حيث يتشاءم البعض من زواج أية امرأة سبق وتزوجها شيخ طريقة صوفية وطلقها بعد أن قضى وطره منها، كما أن بعض أهل تلك المرأة يقومون بعضلها ومنعها من الزواج من أي رجل آخر خوفا من أن تحل بهم لعنة الشيخ، ويقولون في ذلك مثلاً مفاده (لا يجوز ربط حمار مكان حصان). ولكي ندرك حجم المشكلة لا بد لنا من الإقرار بتفشي ظاهرة تعدد الزيجات بين معظم المشايخ لارتباط ذلك بممارسة أخرى هي قيام بعض المريدين بهبة بناتهم للشيخ ليتزوجهن إن رغب فيهن خاصة إذا أسهم الشيخ في علاجهن من مرض ما، وكما هو معلوم وبحكم أن الشريعة الإسلامية لا تجيز أن يكون في عصمة الرجل أكثر من أربع زوجات يترتب على ذلك كثرة عدد المطلقات من نساء المشايخ. ولا يخفى على أحد أن في ممارسة حرمان مطلقات المشايخ من الزواج مرة أخرى نوع من القياس الفاسد والتشبه بالرسول الكريم في أمر أختصه الله به وهو عدم جواز نكاح زوجاته من بعده مصداقا لقوله تعالى

      (ومَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً).

      ويظهر هذا التشبه جليا في تسمية زوجة الشيخ (بأم الفقرا) على وزن أم المؤمنين.

      تعليق


      • #4


        خرافات التشاؤم

        التشاؤم داء تعاني منه كثير من السيدات بصورة مبالغ فيها ،بل وهناك بعض الرجال أيضاً يشاركن النساء هذه الخزعبلات ،وأكبر دليل على ذلك هو الإقبال الشديد على صفحة الأبراج التى تحظي بمتابعة كبيرة فى الصحف ويبنى عليها كثيرون ترتيبات

        يومهم فإما أن تصيبهم كارثة أو خبر سار!!



        وعلى مر العصور نري أن هناك ربط بين بعض الأشياء و"التشاؤم" كلها معتقدات ليس لها أي أساس من الصحة سوي أنها أفكار تتوارثها الأجيال ، والغريب أن هذا الأمر لا يقتصر على الجهلة والأميين فقط ولكن يصدقها بعض المثقفين، ومن هذه المعتقدات العجيبة عند العرب بصفة عامة:
        رفة العين اليسري : توقع خبر سئ.
        الرجل اليسري : يعتقد أن دخول المنزل بالرجل اليسرى يجلب سوء الحظ.
        قشر البيض والثوم : إذا مر الشخص فوق قشر البيض والثوم يجلب النكد.
        ضرب نعلي الحذاء أو فتح وغلق المقص : يتسببا فى إشعال المشاكل الزوجية !!
        طائر الغراب والبومة : طائران يثيران التشاؤم فالغراب يجلب الخراب ،وإذا أصدر نعيقاً بجانب أحد فأن ذلك دليل على توقع خبر موت أحد الأحباء ، أما البوم مرتبط أيضاً بالشؤم والخبر غير السار.
        الأعمال المنزلية : تمتنع كثير من السيدات ليلاً عن القيام بالأعمال المنزلية ليلاً لتفادي جلب الفقر أو العفاريت
        والأشباح.




        القط والكلب الأسود : القط يرتبط بسوء الحظ ونذير شؤم خاصة إذا ظهر لأي شخص فى أول يومه ،
        أما الكلب الأسود فيرتبط بالجن والأرواح الشريرة.
        سيارة الموتي أو الإسعاف : مرور أحد السيارتين أمام أي شخص يتطلب منه أن "يهرش" أو يحك رأسه كنوع من الوقاية من حدوث أي مكروه .
        رقم 13 : أكثر الشعوب العربية تتشاؤم من هذا الرقم ، وعلى الأخص مصر والكويت ، يعتبروه رقم نحس أو يوم شؤم فى الشهر.
        المرضع : يمنع دخول كلاً من الباذنجان الأسود أو اللحم النئ ، والحائض خوفاً من انقطاع اللبن أو إصابة المولود بمكروه ،
        وهناك معتقدات أخرى متعلقة بجلب النحس
        كالمرآة المكسورة ،
        ولضم الإبرة وقت الغروب.
        .وغيرها


        معتقدات يابانية





        يبدو أن التشاؤم والتفاؤل أمر بعيد تماماً عن التقدم التكنولوجي أو أنه لا يرتبط بطبقة بعينها ، ولكن اليابانيون أيضاً بالرغم ما وصلوا من تطور إى أن لديهم معتقدات غريبة ترتبط بالتفاؤل والتشاؤم ويحرصون على عدم القيام بها أبرزها :
        الصفير ممنوع ليلاً : يمتنع الياباني عن الصفير ليلاً خوفاً من ظهور حية تلدغه.
        قص الأظافر : إذا قص الياباني أظافره ليلاً فهذا يعني نذير شؤم بأنه لن يكن مع والديه عندما يموت.
        القطة السوداء : يتشاؤم اليابانيين إذا عبرت قطة سوداء الطريق أمامهم لأن فى اعتقادهم أنها ستجلب لهم الحظ السيء.
        الاسترخاء وتناول الطعام : ربما يكون هذا الاعتقاد أسباب رشاقة اليابانيين حيث يعتقدون أن إذا نام الشخص أو استرخى بعد تناول الطعام مباشرة سيتحول إلي بقرة!! رقم "4" : يأتي التشاؤم من رقم أربعة لأنه يحمل نفس نطق كلمة الموت شي الذي ينطق فى اللغة اليابانية "Shi" ، لذلك يحرصون على إهداء أي هدية تتكون من أربعة أجزاء ،وفى الفنادق والمستشفيات لا توجد حجرات تحمل رقم "4".
        الموتي : أما معتقدات الموت والحياة لها رموز كثيرة بالنسبة لهم ، فنجدهم لا ينامون مطلقاً تجاه الغرب لأن هذا هو اتجاه الموتي في مقابرهم.
        أعواد تناول الطعام يربطها اليابانيون بطقوس الموتى الخاصة بهم فمن اتيكيت المائدة لديهم الحرص على عدم وضع "العودين" علي طبق الطعام أو عليه وخاصة علي الأرز، لأنه لا يتم عمل ذلك إلا في المآتم أمام مذبح الكنيسة ، أو تبادل الطعام من "عودين" إلي آخرين لأن ذلك لا يتم إلا مع عظام الجثت التي يتم حرقها في الجنازات ،أما إذا مرت سيارة الموتي علي شخص فى الشارع فينبغي عليه إخفاء إصبع الإبهام !!
        العسراء : يعتقد إذا كانت الزوجة من مستخدمي اليد اليسرى ،فهذا مؤشـر لحدوث الطلاق!!،

        ثقافات أخري

        الجانب الأيسر يمثل معتقدات غريبة على سبيل المثال
        في لغة الإشارة الأمريكية رفع اليد اليسري يعني الموت ،
        وفي عالم البحارة إذا وصفت السفينة بأنها "يسرى" فذلك يعني أنها مشئومة ،
        كما أن تمرير السلاح من الجانب الأيسر يعني الموت في فرنسا.

        الإسلام والتشاؤم

        للأسف بالرغم من أن هذه الأفكار كانت سائدة فى عصر الجاهلية إلا أنها مازال هناك مسلمين يعتقدون فى مثل هذه الأشياء ، يقول الله سبحانه وتعالي فى سورة التوبة : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ )
        ، وقال تعالي في الحديث القدسي : "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك".
        وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد". صحيح البخاري.

        لذا من عرض له شيء من التطير فعليه أن يتوكل على الله ويمضي في مراده، وليدع بهذا الدعاء الذي أثر عن ابن عمر رضي الله عنهما: "اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك" وهو مصداق قوله تعالى :
        "
        فإذا عزمت فتوكل على الله"،
        إذا الإيمان بالله والتوكل على الله وتفويض الأمر إليه هو أفضل علاج للتشاؤم أو التطير ، فإن من توكل علي الله فهو حسبه.


        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-04-20, 05:00 PM.

        تعليق


        • #5



          التطير والفال

          مقدمة

          (التطير ) هو التفاؤل والتشاؤم فى مصطلحات القرآن واللغة العربية فى عصر خاتم الأنبياء عليهم السلام. وقد اشتق العرب فى الجاهلية معناه من عادتهم فى محاولة التنبؤ بالغيب بامساك الطائر ثم اطلاقه ليطير فان طار يمينا تفاءلوا وان طار شمالا تشاءموا ، ثم أصبح التطير يطلق على التفاؤل والتشاؤم معا، ثم اصبح ألصق بالتشاؤم بالذات . وذلك نظير ما يقال حتى الان فى بيئاتنا الشعبية عن (الفال ) بمعنى (الفأل ) ويقصدون به غالبا ليس التفاؤل ولكن التشاؤم. وهو نفس ما شاع فى مصر المملوكية خصوصا فى القرنين التاسع و العاشر الهجريين.
          وليس فى الاسلام مجال للخرافة ، ولذا فان تصديق التفاؤل والتشاؤم بمعنى الاعتقاد يعتبر ثقافة مناقضة للثقافة الاسلامية العقلية التى تحصر الغيب فى ذات الله تعالى وما تحدث عنه القرآن الكريم ، وليس لأحد أن يتكلم فى هذا الغيب ، وإلا صار كلامه خرافة. هذا ما يخص عالم الغيب الذى لا ندركه بحواسنا، أما عالم الشهادة فهو مجال للبحث العلمى المعملى التجريبى المادى الذى نتوصل اليه بأيدينا وحواسنا وأجهزتنا العلمية.
          وبهذا التحديد فان الاعتقاد فى التفاؤل و التشاؤم والاغراق فيه الى درجة تفسير الأشياء من خلالها يعتبر ثقافة شركية ـ نسبة الى الاشراك بالله جل وعلا.
          ومن هنا كان الاعتقاد فى التفاؤل و التشاؤم من ملامح المشركين فى القصص القرآنى ، كما كان ولا يزال من ملامح الأديان الأرضية التى اختلقها المسلمون بعد موت النبى محمد عليه السلام بقرون.
          يقول تعالى عن قوم ثمود : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) (النمل 35 : 47 ).
          أى أن النبى صالحا عليه السلام دعا قومه ثمود الى عبادة الله جل وعلا وحده فانتهى بهم المر الى أن تشاءموا منه وقالوا (اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ) ورد عليهم بأنه لا مجال للتفاؤل و التشاؤم لأن مرجع الأمر لله تعالى (قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ).
          وباد أى انتهى أمر قوم ثمود وهم من العرب البائدة التى تعرضت الى اهلاك الاهى. ولكن عقيدة التفاؤل و التشاؤم لم تنته لارتباطها بالعقليات الشركية المهزوزة .
          وننتقل مع القصص القرآنى الى مصر الفرعونية ، حيث كذّب الفرعون بدعوة موسى ، فتعرض فرعون وقومه لبعض العقوبات أو العذاب الدنيوى أملا فى أن يرجع مصداقا لقوله تعالى عن العذاب الدنيوى وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )( السجدة 21 ) .
          تعرض فرعون وقومه لبعض العذاب الدنيوى ، ثم كانت تأتيهم راحة منه ليتعظوا ، ولكن كان يحدث العكس : يقول تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) (الأعراف 130 ـ 131 ) .
          أى إذا يفرحون بالحسنة والنعمة فاذا جاءتهم مصيبة أتهموا موسى ومن معه بانهم(نحس وشؤم )أو بالتعبير القرآنى (وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ) ويرد عليهم رب العزة (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ).
          ونصل الى قرية ـ لم يذكر القرآن الكريم اسمها مع أنها تميزت بأن الله تعالى أرسل لها ثلاثة من الرسل ، فكذبوهم جميعا : (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ) وينتهى النقاش بقول أهل القرية للرسل (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) يعنى انهم تشاءموا من الرسل ، وهددوا الرسل بالرجم و التعذيب الأليم .ويرد عليهم الرسل نفس الاجابة التى تنفى الاعتقاد فى التفاؤل و التشاؤم (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) (يس 13 : 19 ).
          بتصنيع أديان المسلمين الأرضية كان للتفاؤل و التشاؤم منها ركن هام . فدين السنة عمم التشاؤم الى درجة ان جعل الشؤم فى المرأة و فى الفرس وفى الدار كما جاء فى حديث البخارى. أى لا بد ان تعايش الشؤم ولا تستطيع منه فرارا ، فاينما توجهت سترى امرأة ، واينما سافرت أو مشيت لا بد ان تأوى الى دار تنام فيه ، هذا إذا لم يتيسر لك رؤية الحصان أو الفرس أو المهر.
          أما دين التصوف فقد تفوق على السنة . والتفصيل فى هذا المقال ..


          أمثلة تاريخية للتفاؤل والتشاؤم فى العصر المملوكي


          * في المجتمعات الراقية حضارياً ودينيا لا تكون ظاهرة التفاؤل والتشاؤم عادة اجتماعية أو شعيرة في السلوك اليومي. والواقع التاريخي يؤكد ذلك, فقد ارتبطت ظاهرة التفاؤل والتشاؤم بعصور سيطرت فيها الخرافات الدينية وتجمدت فيها الحركة العقلية كما حدث في العصور الوسطي ابتدءا من القرن التاسع الهجري. في ذلك الوقت كان دين التصوف هو المسيطر على العقائد وكان التقليد العلمي هو السائد على المستوى العقلي, وكان القلق والخوف من المجهول وعدم الأمن على المستقبل هو العملة السائدة في العصر المملوكي حيث الاضطراب السياسي وقسوة العسكر المملوكي في التعامل مع المجتمع.وحيث كان المواطن يتوقع الشر والمكروه بمناسبة وبغير مناسبة ويسري ذلك على السلطان المملوكي نفسه الذي لا يأمن على نفسه من مؤامرات الأمراء , كما يسري على كبار الأمراء الذين يتوقعون الشر من السلطان , وبالتالي فالرعية في حالة خوف دائم وترقب مستمر لمصائب قادمة, إذا هدأت الأحوال نسبياً استكثروها على أنفسهم واعتبروا أن دوام الحال من المحال ,وسرعان ما يتحقق "فألهم" فتثور الفتن ويسقط ضحايا لها من بين أفراد الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة .
          المؤرخون والتفاؤل والتشاؤم
          * ولم تكن ظاهرة التفاؤل والتشاؤم بهذا الوضوح في بداية العصر المملوكي ثم ازدادت باستمرار مع ازدياد سيطرة دين التصوف على الحياة المملوكية مع تردى الأحوال السياسية والاقتصادية في العصر المملوكي البرجي, الذي بدأ بسلطنة قلاوون وانتهى سياسياً باحتلال العثمانيين لمصر سنة 921 هـ.
          * والقراءة في مصادر التاريخ المملوكية يظهر فيها ذلك بوضوح.. فمن خلال تعليقات المؤرخ على الأحداث ومن خلا ل نقله لمشاعر الناس في عصره نتعرف على العقلية السائدة لتلك الفترة التي يؤرخ لها من واقع المشاهدة والمعاصرة.
          وإذا طبقنا ذلك على مؤرخ شهير مثل شهاب الدين أحمد النويري المتوفى سنة 733 هـ نجد أن ظاهرة التشاؤم والتفاؤل عنده ليست بهذا القدر من الوضوح مع أنه عاصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي عزله الأمراء المماليك مرتين وتولى السلطنة ثلاث مرات ، والذي بدأ في عهده نفوذ التصوف في التسيد رسميا حين أسس السلطان الناصر محمد للصوفية خانقاه سريا قوس ؛ وهى أعظم خانقاه فى العصر المملوكى . والخانقاه تعبير فارسى كان يطلق على المؤسسة الصوفية الكبرى وهى التى تقام فيها الصلاة و دروس العلم و يعيش فيها الصوفية من الطلبة و العلماء و المدرسين يتمتعون بكل شىء على نفقة منشىء الخانقاة ، ومن خلال الوقف المرصود عليها.
          وقد شهد المؤرخ النويري هذه الأحداث وعايشها إلا أن أثرها على ازدياد ظاهرة التفاؤل والتشاؤم لم يتضح إلا فيما بعد حين علا نفوذ التصوف , وسرى بين الحاكم والمحكوم منذ القرن التاسع وحين تدهورت الأحوال السياسية بتحكم الأمراء المماليك في ذرية السلطان الناصر بن محمد القلاووني إلى أن أقاموا دولتهم البرجية وتحكموا في رقاب الناس بصورة أسوأ من أسلافهم المماليك البحرية.
          والمقريزي هو عمدة المؤرخين المصريين في العصور الوسطي وقد عاش في القرن التاسع ونقل في مؤلفاته الكثيرة نبض هذا العصر وبدأت في كتاباته أولى أعراض التفاؤل والتشاؤم تأثراً بما ساد في عصره .
          ونقتصر على مثال واحد, فقد حدث سنة 842 هـ أن هجمت الفئران على المحاصيل الزراعية والتهمتها, وكان ذلك يحدث كثيراً في دورات متتابعة قبل عصر المقريزي, ولكن المقريزي حين نقل هذا الحدث قال معلقاً عليه في كتابه "السلوك" " وعندي أن هذا منذر بحادث ينتظر)" أي أنه تشاءم من وباء الفئران, بينما لم يتشاءم من سبقه من المؤرخين الذين نقلوا نفس الحدث حين وقع فذكروه دون تعليق.
          بل إن المقريزي نفسه حين كان ينقل نفس الحدث في العصور الماضية نقلاً عن المؤرخين السابقين فإنه لم يذكر نفس التوقعات المتشائمة التى كتبها أولئك المؤرخون الذين ينقل عنهم..!! .
          * ثم إذا جئنا إلى المؤرخ ابن إياس في القرن العاشر وجدنا ملامح التفاؤل والتشاؤم تطل علينا من كل صفحة في تاريخه " بدائع الزهور" بل ربما في كل فقرة, حيث كان يتم التفاؤل والتشاؤم من كل شئ. إلى درجة أنهم في ذلك القرن العاشر تشاءموا من لفظ التشاؤم نفسه فعبروا عنه بالنقيض , فبدلاً من أن يقولوا "تشاءم من كذا" , قالوا "تفاءل من كذا" أى أصبح لفظ" التفاؤل" يعبر عن المعنيين المتناقضين في نفس الوقت. وكان ابن إياس ينقل مشاعره ومشاعر الناس في وقته بالتفاؤل من كل شئ حتى ما كان منه عاديا يحدث كل وقت او بالسليقة ، فمثلا إذا سقط رداء الخطيب إلى الأرض "تفاءلوا" بالشر, وإذا ذهب القاضي لمقياس النيل وزغردت له النساء "تفاءل" الناس له بالخير. وفي ذلك الوقت تمت للتصوف السيادة المطلقة على الحياة المملوكية دينياً وسياسيا وعقليا واجتماعيا وزادت سطوة المماليك وفسادهم وعتوهم فازدادت بالتالي ظاهرة "التفاؤل" بالشر وبالخير وإن كان الشر أقرب إلى توقعات الناس.
          مظاهر التفاؤل والتشاؤم الخاصة بالسلطان
          * وأبرز مظاهر التفاؤل والتشاؤم كانت تدور حول السلطة المملوكية وتقلباتها السياسية, فإذا أصدر السلطان عملة معدنية وجعل اسمه داخل دائرة في تلك العملة قالوا عنه أنه ستدور عليه الدوائر, أي " تفاءلوا" له بالشر , والمقريزي ينقل ما حدث في شهر المحرم سنة 789 هـ حين سك السلطان فلوساً وجعل اسمه في دائرة , يقول المقريزي : "فتطير الناس بذلك وقالوا هذا يؤذِن بأن السلطان تدور عليه الدوائر ويحبس , فبطل ذلك ولم يتم" أي أبطلوا تلك العملة حين تشاءم الناس منها . وجاء ابن إياس في القرن العاشر يكتب تاريخ مصر وينقل أحداثها السابقة على عصره وينقل تلك الواقعة نفسها في تاريخه إلا أنه يعلق عليها من واقع عقليته وتشاؤمه واعتقاده البالغ في التفاؤل والتشاؤم.
          * وإذا خسف القمر " تفاءل" الناس بزوال السلطان خصوصا إذا كان مريضاً, وإذا سقط جزء من بناء أقامه السلطان اعتقد الناس أن دولته ستزول, وذلك ما حدث حين سقطت منارة جامع السلطان حسن, يقول المقريزي في الخطط " ولما سقطت المنارة المذكورة لهجت عامة مصر والقاهرة بان ذلك منذر بزوال الدولة" مما دعا الشيخ بهاء الدين السبكي إلى نظم قصيدة للسلطان يبدد فيها مخاوفه ويعلل سقوط المنارة بأنها سمعت القرآن فهبطت من خشية الله. وقد أورد المقريزي هذه القصيدة ولكنه قال بعدها "فاتفق قتل السلطان بعد سقوط المنارة بثلاثة وثلاثين يوما " أي أنه يصدق ما لهجت به الناس, مع أن سلاطين كثيرين كان مصيرهم القتل, وكان ذلك شيئاً شائعاً خصوصاً في ذرية المنصور قلاوون, ولكن يبدو أن المقريزي كان ينقل مشاعر عصره..
          وقد أدرك المقريزي وهو طفلً حادثاً مشابها ذكره في تاريخ السلوك سنة 778هـ في أواخر سلطنة الأشرف شعبان حين تدهور نفوذه, إذ حدث ليلة الاثنين 15 رمضان أن سقطت نار احترق بها حاصل مدرسة السلطان شعبان, يقول المقريزي: "وتفاءل الناس بذلك على السلطان, وكان كذلك وقتل كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى"!! .
          * ويبدو أن الناس كانت تتشاءم بأي شئ يحدث للسلطان في أواخر أيامه أو حين ينهار نفوذه فتتوالى "إرهاصات " التفاؤل على" السلطان, والأشرف شعبان سالف الذكر حدث أن وقع من على فرسه في نهاية أيامه فأصدر الناس فتوى تشاؤمية جديدة قالوا فيها عنه أنه "لا يقيم إلا قليلاً".وصارت تلك الفتوى حجة سارية المفعول في القرن التاسع حتى لو كان السلطان في أوج قوته..
          والمؤرخ ابن الصيرفي عاصر قوة السلطان قايتباي وكتب تاريخه"أنباء الهصر" يؤرخ فيه باليوم لعصر قايتباي أكثر العصور المملوكية البرجية استقرارا واستمرارا, ولكن عقيدة التفاؤل والتشاؤم كانت قد ثبتت جذورها ومن ذلك أن السلطان قايتباي كان يتشاءم إذا حدث ووقع من على فرسه لأن ذلك يعد "فألاً" سيئاً. ويذكر ابن الصيرفي أنه حدث يوم الأحد 29 شوال 875هـ أن السلطان قايتباي لعب بالكرة هو والأمير جانبك حبيب "فوقعت عمامة السلطان من رأسه إلى الأرض فاحتد وتسودن " ( تسودن أى غضب وانقلب مزاجه وصار سوداويا ) فوقوع العمامة فأل سيء يعادل سقوط السلطان من على الفرس ويؤذن بسقوط السلطان من على العرش.. لذلك احتد السلطان و "تسودن".
          وفي يوم الثلاثاء 2 ذو القعدة 875 هـ " لعب السلطان الكرة على عادته" هكذا يقول المؤرخ ابن الصيرفي " فتقنطر ووقع على ظهره وسقط شاشه عن رأسه " أي سقطت عمامته، والنتيجة أنه أيضاً "أحتد وتسودن"..
          وحتى إذا اكتمل سعد السلطان وانتصر على أعدائه كان ذلك مؤذناً بانتهاء سعده واقتراب أيامه. وتكرر ذلك كثيرا خصوصا في تاريخ ابن إياس.
          على أن أشهر مظهر للتشاؤم بالنسبة للسلطان هو إقامة خطبتين للعيد والجمعة في يوم واحد حين يأتي يوم العيد في يوم جمعة.إذ كان يوحي ذلك بانتهاء السلطان الحالي ومجيء سلطان جديد, نظراً لأنه كان من شعائر خطبة الجمعة أو خطبة العيد الدعاء للسلطان.ولذلك كانت العادة أن يتقرب القضاة للسلطان بمنع شهادة من يرى الهلال إذا كان ذلك يعني مجيء العيد يوم جمعة, وقد ذكر المؤرخون أحداثا من هذا النوع, ذكرها ابن حجر في أحداث سنة480 هـ وذكرها أبو المحاسن في تاريخه " حوادث الدهور" وذكرها السخاوي في تاريخه "التبر المسبوك".
          ونكتفي بمثال واحد ذكره المؤرخ ابن الصيرفي في تاريخه " إنباء الهصر" عن ليلة الثلاثين من شهر رمضان سنة 875 هـ " توجه القضاة إلى المدرسة المنصورية قلاوون لرؤية هلال شهر شوال وتحديد أول يوم لعيد الفطر واتفقوا على أنهم لم يروا الهلال حتى لا تكون خطبتان يوم الجمعة " ويقول ابن الصيرفي يعلق على ذلك "ولم ير الهلال وهو المقصود الأعظم لئلا تكون خطبتان في يوم فيكون ذلك بزعمهم على السلطان غير مشكور. فلا قوة إلا بالله"!!
          ومع ذلك فلم يكن السلطان قايتباي يحترم أولئك القضاة!! .




          تعليق


          • #6

            التفاؤل والتشاؤم في الحروب
            * وأثناء الحروب والفتن المملوكية كان سقوط السلطان أو الأمير من على الفرس أو كشف رأسه من الفأل السيء, وكان منها أيضاً حرق الأمتعة الخاصة بالسلطان أو القائد الثائر عليه. وحين زحف الأمير منطاش لقتال السلطان برقوق وقع منطاش من على الفرس يقول ابن إياس "فتفاءل الناس له بعدم النصرة ".
            وثار الأمير قرقماس على السلطان جقمق, وفي المعركة كشف قرقماس رأسه متحمسا يهتف بنصرة الحق ولكن تفاءل الناس له بالهزيمة, خصوصا وقد سقطت درقته من على رأسه ، والطريف أن عوام مصر جعلوها أغنية يتندرون بها على ذلك الأمير التعس الذي ضاعت حياته في نظرهم بسبب الفأل السيئ, يقول ابن إياس عن تلك الأغنية " وصنف العوام عنوة: يا قرقماس أفو عليك عملتها يا قرقماس وجت عليك, وهو كلام ملحن".
            هذا مع أنه في بداية العصر المملوكي كشف السلطان قطز رأسه في حرب المغول وصاح واسلاماه فانتصر.. وما تشاءم أحد من كشفه لرأسه..
            * وحين تأهب السلطان الغوري لقتال العثمانيين تفاءلوا له بالهزيمة لأن هلال عمامته انكسر نصفين على حد قول ابن إياس, وحين وصل الغوري بحملته تلك إلى الشام توقف في دمشق وذهب للترحيب به أعيانها ومن بينهم المؤرخ ابن طولون الذي يقول في تاريخه عن الوفد القادم للترحيب بالغوري : " فلما وصلوا إلى قربه وجلس الأضراء ـ أي العميان ـ يقرأون القرآن له فأمر مماليكه فضربوهم بالعصي وقالوا لهم:أعندنا ميت حتى تجيئوا تقرأون عليه " !! والذي لم يفهمه المؤرخ ابن طولون أن الغوري ومماليكه تشاءموا من قراءة العميان القرآن بين يديه وفهموها دليلاً على أنه سيموت في هذه المعركة.. ويدل ذلك على أن المصريين كانوا أكثر إحساسا من السوريين بالتفاؤل والتشاؤم لأنهم كانوا في قلب الفتن والمآسي المملوكية.

            وفي الحياة اليومية !!

            * وفي الحياة اليومية كان للتفاؤل والتشاؤم مظاهر جمة فقد شاعت فتوى اجتماعية تقول (إن البلاء موكل بالمنطق ) أي أن الإنسان ينطق في حديثه بكلمة أو شعر فيتحقق ذلك, وعرف الناس أيام السعد وأيام النحس فيوم 24 من الأيام السبعة المكروهة, وفي كتاب " الحياة اليومية في عصر الرعامسة " تأليف بيير منتيه نراه يتحدث عن أيام السعد وأيام النحس في مصر الفرعونية بما يقترب من حديث المؤرخ أبي المحاسن عنها في القرن التاسع الهجري وبما يشبه حديث كلوت بك عنها في كتابه " لمحة عامة إلى مصر" الذي يصف المجتمع المصري في عصر محمد على. أي أن العادات الاجتماعية في هذا الشأن متوارثة ويقوي ظهورها إذا تشابهت الأوضاع السياسية والدينية.
            * ويذكر الفقيه المغربي ابن الحاج أن المصريين في القرن الثامن كانوا يتركون تنظيف البيت وكنسه إذا سافر أحدهم لأنهم يتشاءمون من ذلك خوفاً على المسافر. إلا أن أبرز ما كان يتشاءم به الشارع المصري المملوكي هو خروج الميت يوم السبت أو دخوله من أحد أبواب القاهرة, يقول المؤرخ أبو المحاسن:" وقد عهدت الناس يتشاءمون بدخول ميت من أحد أبواب القاهرة" ويذكر نفس المؤرخ أن العوام في القاهرة تشاءموا من دخول نعش محمد بن جقمق من باب زويلة .
            * أما عن التشاؤم من خروج الميت يوم السبت فقد شاع أن ذلك يعني أن كبيراً سيموت من نفس البيت الذي خرج منه الميت يوم السبت, وقد أدى هذا الاعتقاد التشاؤمي إلى عزل قاضي القضاة ابن الديري عن وظيفة كاتب السر للسلطان خشقدم, فقد حدث أن ماتت سيدة وأخرجوها من الحريم السلطاني بالقلعة وجلس الأمراء والقضاة وكبار الموظفين ينتظرون خروج الميٍتة للسير في جنازتها, وكان ذلك يوم السبت, وتكلم القاضي إبراهيم الديري مع الداودار الكبير في وقت الانتظار وأفضى إليه بتلك الحكمة الغالية وقال: " إن العادة إذا خرجت ست يوم السبت من مكان أو دار فإنه يتبعها في الموت كبير ذلك المكان " فقال الداودار للقاضي: إذن فالسلطان يتبعها ويموت بعدها, فقال له القاضي نعم ، فلما انقضت الجنازة صعد الداودار للسلطان خشقدم وأخبره بتلك المقالة, فاستفتى السلطان بعض الأشياخ فأفتوه بأن هذا كلام لا يعبأ به, فعزل السلطان ذلك القاضي بعد إن أشبعه توبيخاً.
            * وحملت الأمثال الشعبية الكثير من التأثر بالتفاؤل والتشاؤم والملامح الخاصة بهما, فكانوا يقولون " صباح الفوال ولا صباح العطار".
            وفى مصر لا تزال للتفاؤل والتشاؤم مكانته عند وقت الصباح بالذات, ويظهر ذلك حتى الآن في تشاجر العوام القولي عند الصباح إذا تتردد فيه كلمة "كذا على الصبح "

            1 ـ لا وجود للاستخارة فى الاسلام .

            ليس فى الاسلام استخارة ولكن فى الاسلام توكل على الله تعالى و الاعتماد عليه .
            يوجد فى الاسلام : التشاور وبحث الأمر ، ثم بعد الاطمئنان الى توفر كل وسائل نجاحة نعتمد على الله جل وعلا ونقوم بالتنفيذ ، وهذا ماكان يفعله خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، والله تعالى يقول له ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )( آل عمران 159 ). المشورة تعنى تقليب الأمر من جميع جوانبه بحثا وتمحيصا واستماعا لكل الآراء ، ثم بعدها اتخاذ الرأى الصائب وتنفيذه متوكلا على ربك جل وعلا.
            التوكل على الله تعالى يعنى أن تستعد بكل ما لديك من طاقة عقلية وعضلية لتادية العمل المطلوب ، من استشارة ودراسة جدوى ، و أخذ بكل الأسباب واضعا نصب عينيك أنك متوكل على الله جل وعلا معتمد عليه ، وبعد أن تؤدى العمل على أكمل وجه لا تقلق على النتيجة ـ فلك أجرك سواء فى الدنيا أو الآخرة أو هما معا ، هذا لأن الرزق أحدى الحتميات الأربع المقدرة سلفا ، وهى ( الميلاد و الموت و الرزق و المصائب ). ولذلك يقول تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (الطلاق 2 ، 3 ) ، ويقول عن المصائب وهى من الحتميات المقدرة سلفا مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ( الحديد 22 : 23).
            ومن يتوكل على الله تعالى حق التوكل مؤمنا به جل وعلا و باليوم الآخر حق الايمان يلتزم بأن يحسن كل عمل يقوم به ، ثم يحمد الله جل وعلا على أى نتيجة ، ويرضى بها باعتبارها قدرا مقدرا سلفا ، ويبتسم منتظرا أجره إن لم يكن فى الدنيا فهو ينتظره فى الآخرة.
            هذا فى الاسلام .
            ولكن الوضع اختلف بالمسلمين حين سيطرت عليهم الأديان الأرضية ، خصوصا التصوف السنى فى العصر المملوكى ( 648 ـ 921 )( 1250 ـ 1517 ).

            2 ـ فالاستخارة من إفرازات الديانات الأرضية التى تقام بالافتراء على الله تعالى و رسوله ، باسنادها الى وحى مزعوم منسوب للنبى (الحديث النبوى ) أو الى الله تعالى ( الحديث القدسى ) ، أو الى مدعى الولاية كالصوفية الذين يزعمون أن العلم اللدنى يأتيهم من الله تعالى مباشرة الى القلب بعد زوال الحجاب ، أوأنهم يخاطبون الله تعالى مباشرة أو يرونه فى المنام ،أو يخاطبون النبى محمدا عليه السلام أو يرونه فى المنام أو اليقظة . وتتعدد لدى الصوفية مزاعم الوحى بالمنام و الهاتف و الفيض الالهى و الإشراق .. الى آخر تلك الخرافات.
            هذه الأديان الأرضية أنتجت فى البيئة الشعبية امكانية التخاطب مع الله أو الاتصال به فى الأمور المهمة ، وذلك فيما يعرف بالاستخارة. وهذا ما راج فى العصر المملوكى بتاثير التصوف السنى .
            فى هذا العصر الذى سيطر عليه الاستبداد والتدين الفاسد كان طبيعيا أن يجد القلق من المستقبل متنفسا وراحة له فى وسائل دينية كالاستخارة والتنجيم لمحاولة كشف المستقبل الذى يحمل فى الأغلب أنباء سيئة للناس.
            فى العصر المملوكى كان الاستبداد العسكرى المملوكى على أشده ، ونزاعات المماليك و فتنهم العسكرية لا تنقطع ، وكان القتل بالتوسيط ( أى قطع الضحية نصفين ) شائعا وكانت العقوبات البدنية قاسية ومصادرات الأموال على قدم وساق ، وسوط السلطة فظيع وطويل يصل الى الجميع ويلهب ظهر الجميع من الشيوخ الى أمراء المماليك أنفسهم إذا غضب على أحدهم السلطان.
            لذا كان اللجوء الى الاستخارة امرا شائعا فى حالات المحن و المنح على السواء ، فى النعمة و النقمة ، حيث كانت النفوس المرتعشة تتوقع السىء غالبا.

            3 ـ ونعطى بعض الأمثلة من بين سطور التاريخ المملوكى عن الاستخارة بفتح المصحف.
            *فالإمام " ابن تيمية " كان معتقلاً في القاهرة أثناء محنته , وتقرر نفيه إلى الإسكندرية , فقام بعمل الاستخارة المعروفة وقتها, وهى فتح المصحف , وقراءة أول آية يقع عليها بصره, فكانت أول آية قرأها قوله تعالى : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) ثم فتح المصحف ثانياً واستخار فقرأ قوله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) ثم استخار ثالث مرة فقرأ في المصحف مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ..) فاطمئن قلبه, ورضي بالنفي للإسكندرية ، كما لو كان فى يده الاختيار أو الاعتراض ..
            هذه الرواية ذكرها ابن برهان الدين " أحد رفاق "ابن تيمية" فى محنته ، والذي كتب تاريخا " لابن تيمية " لا يزال مخطوطا تحت عنوان " تكسير الأحجار التي افتتن بها أهل الجهل والاغترار". وهو هنا يحكى تاريخا كان شاهدا عليه .
            والواضح أن " ابن تيمية" كان يلجأ للاستخارة في محاولة للكشف عما سيحدث له في المستقبل, وطبقا لما يقوله رفيقه " ابن برهان الدين" كان يستخير بفتح المصحف, وتقع عيناه على ما يطمئن اليه قلبه من الآيات , ويفسر المعنى حسب ما يريد , وهذا ما كان سائدا في العصر المملوكي , وتأثر به ابن تيمية نفسه ، وهو الذى ثار على الصوفية فى عصره فطورد وتعرض للمحاكمة والسجن، إلا أنه كان مؤمنا بالتصوف السنى ، ولذلك قصر هجومه على متطرفى الصوفية دون ان يهاجم التصوف نفسه ، أو الصوفية السنيين المعتدلين . ومن هنا كان تأثر ابن تمية بالتصوف السنى و اقتناعه بجدوى الاستخارة بطرقة فنح المصحف ، وهى طريقة مهذبة للتوسل الى الوصول للوحى الالهى بطرق غير مباشر ، أى كأن الله تعالى يخاطبه بطريقة ضمنية. ومن هنا فلم تكن الاستخارة إلا مجرد خطوة مهذبة في طريق الشعوذة الدينية والدجل الدينى حين يحترفها الشيوخ من مدعى العلم اللدنى و الكرامات و علم الغيب ـ أو (الكشف ) بالمصطلح الصوفى.
            * وإذا تركنا عصر "ابن تيمية" الذي توفى (سنة 728هجرية) وانتقلنا إلى عصر الإمام "ابن حجر العسقلاني" المتوفى" ( سنة 852 هجرية) نجده يحكي واقعة طريفة عن الاستخارة في كتابين له ، هما (إنباء الغمر فى أبناء العمر ) و (الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة )، وتقول الواقعة التاريخية إن الشيخ " الأبناسي" المشهور بالعلم والصلاح رشحه السلطان المملوكي "برسباي" لمنصب القضاء الذي يتنافس عليه كل الشيوخ , وكان من عادة الشيخ "الأبناسي" أن يستخير بطرقة فتح المصحف , فاستخار, وفتح المصحف, فقرأ قوله تعالى : (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) , فأرتعب وأطبق المصحف وهرب من بيته وظل مختفيا عن الأنظار حتى عينوا شيخا بدلا منه , فعاد إلى بيته وكان ذلك (سنة 782 هـ) وتوفى " الأنباسي" ( سنة 802 هـ).!! وهنا نجد الامام ابن حجر يحكى واقعة تاريخية كان معاصرا لها.
            والمهم أن الشيخ الأبناسى هنا ليس فقيها حنبليا متشددا مثل ابن تيمية ، ولكنه فقيه عادى صوفى سنى ، ووقع مثل ابن تيمية فى فخ الاعتقاد فى الاستخارة .

            * ويذكر المؤرخ ابن الصيرفي فى تاريخه (إنباء الهصر فى أبناء العصر ) واقعة مماثلة تقريباً للشيخ " ابن نصر الله" فقد جاءه منصب سياسي هائل , هو أن يكون " استادار" السلطان (أي مشرفا على شئونه في القلعة) , ولكن الشيخ تمهل في قبول المنصب إلى أن يستخير .. وفتح المصحف, ورأى ما يشجعه على قبول المنصب فتولاّه , وكان ذلك سنة 835هـ . والمؤرخ القاضى ابن الصيرفى ذكر فى تاريخه السابق أحداث عصره بنفس الطريقة التى كتب فيها ابن حجر أحداث عصره ، لذا سار ابن الصيرفى على نهج استاذه فى عنوان الكتاب ، فأسمى تاريخه (إنباء الهصر فى أبناء العصر ) على منوال تاريخ ابن حجر (إنباء الغمر فى أبناء العمر )

            4 ـ والطريقة المشهورة للاستخارة منذ العصر العباسي, تم تقعيدها ـ كالعادة ـ في صناعة أحاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم وبطرق مختلفة من الأدعية والصلوات, فى إطار الدين السنى ، فلما حلّ دين التصوف السنى فى العصر المملوكى أصبحت الاستخارة أشهر الطرق فى معرفة المستقبل و محاولة استكشاف الرأى الصحيح ، ومحاولة الكشف عن الغيب, وتلاشت بهذا الفوارق بينها وبين التنجيم وطرق النصب الأخرى, مثل فتح المندل وورق الكوتشينة .
            والطريف أن العصر المملوكي شهد نماذج لكل أنواع الشعوذة , الخفيف منها والثقيل . ونقتطف منها حادثة تعبر عن التحول من الاستخارة العادية إلى مرحلة أخطر وهي إدعاء علم الغيب بالتنجيم.
            فالأمير المملوكي "قرقماس " كان حاكم الشام نائبا فى دمشق عن السلطان المملوكي " المؤيد شيخ" حيث كانت الدولة المملوكية تسيطر على مصر و الشام والحجاز وأجزاء من العراق وآسيا الصغرى. كان قرقماس نائب السلطان فى الشام يحظى برضا السلطان عنه, ثم حدث فى القاهرة تنازع على السلطة بين السلطان " المؤيد شيخ" ومنافسه الأمير " نوروز" وتحاربا ، وكان لابد للأمير "قرقماش" أن يحدد موقفه وهو نائب الدولة المملوكية في حكم الشام, هل يبقى على ولائه للسلطان الشرعي المؤيد شيخ, أم ينضم للأمير الثائر القوي نوروز ؟!
            ولجأ الأمير الحائر إلى الاستخارة, وكانت لديه طريقة عجيبة, إذ حصل على "لوح" خشبي من الشيخ الصوفى "نصر الجلالي" المشهور بالولاية الصوفية ، وهذا "اللوح" (المبارك) مشهور عنه أن من أراد الاستخارة فليس عليه إلا أن يعلق ذلك اللوح في قبلة المسجد ثم يصلي ووجهه إلى ذلك اللوح الخشبي , وبعد أن يتم صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة ينظر إلى اللوح والهواء يحركه, فإذا تحرك إلى جهة ما كانت هي جهة الخير. ونفذ الأمير قرقماس التعاليم الخاصة باستعمال (اللوح المقدس ) واتبع الأمير "قرقماس"مشورة "اللوح" .. وكانت نهايته الهزيمة و القتل ..!
            هنا في هذه الحادثة تحولت الاستخارة إلى استجداء علم الغيب من لوح خشبي, وأكثر من هذا, تنصيب ذلك اللوح صنماً يتوجه إليه طالب الاستخارة بالصلاة, وأهمية هذا اللوح أنه مستعار من شيخ مشهور بالعلم والصلاح, إذن هو تدهور خطير في العقيدة وفي العقلية أيضا يتناقض مع عقيدة الاسلام ، ولكنها من معالم دين التصوف السنى .

            وإذا رجعنا للقرآن الكريم وجدنا في آياته الكريمة حساسية مرهفة في الابتعاد عن كل تقديس لغير الله, سواء كان ذلك المقصود بالتقديس بشرا أم حجرا,وهذه الدعوة لإخلاص الدين والعبادة والتقديس لله تعالى وحده تحصر علم الغيب في الله تعالى وحده, كما تجعل له وحده التصريف في العالم بالخوارق والنواميس الطبيعية . وإذا كان القرآن الكريم قد أنهى عصر المعجزات وأكد أن خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب, فإنه بذلك قد وسع مجال التحرك أمام العقل البشري بأن يفكر ويبحث ويخترع, وما على الإنسان في سعيه على هذا الكوكب إلا أن يبذل أقصى جهده في التدبر والعمل, ثم إذا أحسن العمل فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً , أي يكون مطمئناً مستريح البال, طالما " اشتغل بضمير" ولن يكون محتاجا إلى استخارة أو تنجيم أو شعوذة.

            5 ـ كما أن وصول الاستخارة إلى درجة استجداء علم الغيب من لوح خشبي أزال الفوارق بينها وبين التنجيم الذي كان في جهالة العصور الوسطى يعني استجداء علم الغيب من النجوم ، وهو نوع من عبادة قديمة للنجوم ،إندثر معظمها ولكن بقى بعض ملامحها فى (التنجيم ).
            وكان التنجيم من هذه المعتقدات الشعبية الرائجة المسموح بها دينيا فى ظل دين التصوف السنى ، حتى لقد كأن ظهور نجم في السماء مثيراً للتنبؤات, وذلك يتناقض تماما مع تأكيدات القرآن بأنه لا يعلم الغيب إلا الله, ولكن سار العصر المملوكي فى تطبيق دين التصوف السنى الى نهايته فأصبح التنبؤ بالنجوم ـ أو تقديسها ضمنيا ـ من المعتقدات الشعبية التى عكستها سطور التاريخ المملوكى ، وهى تسجل أحداث عصرها يوما بيوم .
            ويتضح من الحوليات التاريخية المملوكية ـ أى الموسوعات التى كانت تسجل أحداث عصرها سنويا أو كل حول ـ أن تتكاثر التنبؤات عندما يظهر نجم لامع في السماء.
            وبسبب فرط الاعتقاد فى جدوى التنبؤ بالنجوم فإن القول بتصديقها كان يتم بأثر رجعى يقول به المؤرخ يعكس اعتقاد عصره فى جدوى التنجيم او علم النجوم للغيب الالهى . أى أن المؤرخ كان يفسر الأحداث التاريخية السابقة التى ينقلها عن مؤرخين سابقين بأن النجم الذى ظهر وقتها كان ينبىء مقدما بما حدث فيما بعد ، ولأن ذلك المؤرخ قد عاش وراى تلك الأحداث التى حدثت فيما بعد فانه يفسر الحدث القديم وفق اعتقاده فى النجوم .
            وعلى سبيل المثال فقد ظهر نجم هائل سنة (783هـ) ـ وربما كان مذنب "هالي"ـ وأشيع أن ذلك يدل على مولد سلطان عظيم , يطول زمن سلطانه , ولم تنطبق النبوءة على من قيلت من أجله وهو الشاب السلطان "الأشرف خليل بن قلاوون ", ولم يكن أحد يتوقع أنه سيلقى حتفه غيلة بعد أن اجتث الوجود الصليبي في " عكا" .
            وبعدها بقرن من الزمان تقريبا (عام : 877هـ) كتب المؤرخ ابن بهادر تاريخه (فتوح النصر ) الذى لا يزال مخطوطا ـ ونقل عن المؤرخين السابقين واقعة ظهر النجم عام(783هـ) ـ ولكن قدم تفسيرا مخالفا إذ قال إن النبوءة تحققت فى حياة أخ السلطان الأشرف خليل بن قلاوون ، وهو الناصر محمد بن قلاوون . كان هذا ـ طبعا ـ بعد أن عرف المؤرخ ابن بهادر أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون قد طالت مدته . أى إن المؤرخ ابن بهادر هو الذى أعطى التفسير من عنده وادعى أن ظهور هذا النجم كان يبشر بمولد سلطانا يدوم ملكه، وأن هذا السلطان المقصود هو محمد بن قلاوون و ليس خليل بن قلاوون..
            هى نفس العقلية لدى شيوخ وأتباع الديانات الأرضية المخلصين لها ، والذين يحلو لهم اختراع وتداول وتصديق خرافات الكرامات و المعجزات التى تؤله البشر و الحجر ، ويستمتعون بتسجيلها والدفاع عنها ، و يكرهون مناقشتها خشية التشكيك فى صدقيتها .
            ونعود الى تفسير المؤرخين لأحداث النجوم وفق اعتقادهم فى علم النجوم للغيب ، ونعطى مثلا آخر للمؤرخ المشهور "ابن إياس" الذي أدرك العصرين المملوكي والعثماني, وسجل أحداث العصر المملوكي السابقة التى لم يشهدها ـ نقلا عن المؤرخين السابقين ، ثم قام بتسجيل أحداث عصره باليوم والشهر و العام كما هى العادة فى الحوليات التاريخية.
            وكالعادة أيضا قام بتلوين بعض الأحداث السابقة التى ذكرها المؤرخون السابقون المعاصرون لها بدون تعليق ، فما كان من ابن اياس وهو يعيد نقلها فى تاريخه أن قام بالتعليق عليها متأثرا باعتقاده فى النجوم ، وهو فى تعليقه يفسر ظهور النجم بأحداث تاريخية وقعت فيما بعد ،ولم يدركها المؤرخون السابقون ، ولكن أدركها ابن إياس فقام بالتفسير حسب اعتقاده على اعتبار أن ذلك تأكيد للنجم الذى ظهر من قبل . .
            فقد ظهر نجم آخر سنة 783هـ , ولم يهتم أحد بتفسير مغزاه, وجاء ابن اياس بعدها بقرنين ينقل هذا الحدث ضمن الأحداث الأخرى السابقة عن المؤرخين السابقين فى تاريخه "بدائع الزهور"، ثم ادعى أن ظهور هذا النجم كان يعني سقوط الدولة المملوكية البحرية وتأسيس الدولة المملوكية البرجية .

            6 ـ وليس لنا أن نلوم ابن اياس صاحب الثقافة الدينية المتواضعة ، فالواقع التاريخي يؤكد أن كبار العلماء والشيوخ والمؤرخين كانوا أئمة قي الاعتقاد في تلك الخرافات .
            فالمؤرخ " أبو المحاسن " صاحب تاريخ " حوادث الدهور" يقول عن نجم ظهر (سنة860هـ) "ونسأل الله أن يكفينا شره ".
            ولهذا لا نلوم النساء إذا أضعن أموالهن وأموال أزواجهن في استفتاء المنجمين ومدعي علم الغيب , وقد ذكر الإمام " ابن كثير" في تاريخه أن السلطان أمر باعتقال المنجمين وضربهم سنة (733هـ) لإفسادهم حال النساء (!!)
            وأيضاً لا نلوم فنانات عصرنا حين تقع إحداهن ضحية للدجالين ،لأن للقضية جذورا قديمة، ولأن من السهولة أن تخدع الناس بالدين. نقصد الدين الأرضى القائم أساسا على الخرافة واستخدام الدين للوصول للثروة و السلطة .
            ولهذا لا نعجب من ظهور نجوم جدد من المحتالين المشعوذين دعاة الدين الأرضى فى اجهزة الاعلام من الصحف الى الراديو والتليفزيون ..فقد سيطرت الأديان الأرضية على العقول ، وأدخلتها فى نفق يصعب الخروج منه الا بالنور القرآنى ..
            7 ـ عن النور القرآنى يقول ربى جل وعلا عن القرآن العزيز : (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( المائدة 15 : 16 )
            وعن من يتمسك بالنور القرآن يقول تعالى (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( الأنعام 122 ).
            هذا هو الفارق بين أتباع القرآن و أتباع الشيطان ..

            تعليق


            • #7



              البوم ،الغراب ، رقم 13 ،….الخ . كلها امور يتشائم منها الكثيرون منذ ازمانقديمه جدا ، ويعتبرونها من علامات النحس ، ولو سألنا المتشائم عن سبب تشاؤمه من تلك الاشياء ، فعادة لن يعرف الاجابه!! لانها امور يتوارثها الناس على مر الاجيال دونمعرفة الاسباب الحقيقيه وراءها.وغاليا مايكون التشاؤوم بسبب العادات والتقاليد ومعتقدات مندثره ، قد يكون لها مايبررها في الماضي ، لانها كانت تتفق مع عقلية الناس في تلك الازمان التي طغى عليها الجهل والاعتقاد بالخرافات .وهناك دراسات علميه اجريت لمعرفة جذور الاشياء التي تبعث على التشاؤم عند الناس ، وقد اتضح من خلالها الكثير.

              فعلى سبيل المثال يتشاءم معظم الغربين من الرقم (13) دون ان يعرف غالبيتهم سبباً لذلك ، فتجد معظم فنادقهم لاتحتوي غرفا تحمل هذا الرقم
              بل ان الكثير في ( الولايات المتحده الامريكيه) قد تخوفوا من فشل المكوك الفضائي (ابوللو 13) في رحلته الى القمر ، فقط لانه يحمل الرقم 13 !!
              والطريف في الامر ان (ابوللو 13 ) تعرضت لمشاكل كثيره خلال رحلتها ، ففشلت في مهمتها !! الامر الذي رسخ في المعتقدات الغربيه التشاؤم من الرقم (13) ويرى الباحثون ان سبب تشاؤم الغربين من هذا الرقم هو ارتباطه بـ(يهوذا) الخائن الذي خان المسيح (عيسى عليه السلام) في قصة العشاء الاخير ، اذ كان ترتيبه الثالث عشر من بين الاشخاص المدعيون.

              اما التشاؤم من المرور من تحت سلم خشبي ، فاتضح ان سببه يرجع الى القرون الوسطى عندما كانت معظم احكام الاعدام في اوربا تنفذ باستخدام سلم خشبي مستند الى الحائط ويتدلى منه حبل المشنقه
              وقد ارتبط وضع السلم بهذه الطريقه بأذهان الناس بفكرة الاعدام ، ومن هنا نشأ التشاؤم من هذا الامر!! وقد توارث الكثيرون في اوربا هذه العادة حتى ان الكثيرين منهم لازالوا يمتنعون عن المرور تحت سلم خشبي ويتشاءمون من ذلك دون ان يدركوا السبب.
              كما يعتبر الغراب ايضًا نذير شؤم للحضارات الغربيه والشرقيه على حد سراء،لانه – وكما تذكر القصص الدينيه – ارتبط منذ بدء الخليقه بارتباطات مشؤومه ، فحين قتل (قابيل) اخيه (هابيل) لم يعرف كيف يتخلص من جثته، فشاهد غرابا يحفر في الارض ليدفن جثة غراب اخر ميت

              ومن هنا نبتت في رأس هابيل فكرة دفن الميت!! ومن هنا ايضا ارتبط الغراب بالموت وتشاءم منه الناس . وهناك ايضا روايات تقول بان نبي الله ( نوح) عليه السلام قد ارسل غرابا ليعرف له بأمر الطوفان ومنسوب المياء ، ولكن الغراب انشغل بجيفة طافيه ولم يرجع ، فأرسل نوح عليه السلام حمامه بدلا من الغراب فأتته بورقة خضراء عرف منها ان الطوفان قد انتهلا وان منسوب المياه قد انخفض ، وهذا من احد الاسباب التي تفاءل فيها الناس منذ القدم بالحمامه واعتبروها رمزا للسلام.
              اما البوم فهى اشهر نذير شؤم على الاطلاق ،ويعود سبب التشاؤم منها الى انها تعيش نهارا في المباني المتهالكه المهجوره ، ولاترى الا ليلاً ، كما ان هناك اعتقاد بدائي انه في حالة موت الانسان فان روحهه ستخرج على هيئة طائر البومه لتصرخ حزناً على جسدها المدفون في القبر.

              وهناك ايضا التشاؤم من اشعال (3) سجائر من عود ثقاب واحد
              وامر هذا النوع الغريب من التشاؤم يعود الى الحرب العالميه الاولى ، فعندما كان الجنود يمضون اوقاتا طويله في الخنادق، كان بعضهم يشعل سيجاره ، ومن نفس عود الثقاب يشعل زملائه ، وعندما يشعل ثالث شخص سيجارته من العود يصاب برصاص الاعداء ، وذلك لان عود الثقاب يكون في الليل هدفاً مرئيًا واضحا ، وفي المدة التي يشعل فيها الاول والثاني سجائرهم يكون العدو قد احكم التصويب فيصيب الثالث ، وادى تكرار هذه الحادثه الى نشوء التشاؤم من اشعال( 3 )سجائر من عود ثقاب واحد!!
              وقد كان العرب في الجاهليه يؤمنون كثيرا بالتشاؤم وكانوا يطلقون عليه لفظاً آخر وهى : ( التطير) ،وهذه الكلمه مشتقه من عادة زجر الطير ، فقد كانوا يزجرون الطير او يرمونه بحجر، فان طار يميناً تفاءلوا بما سيقومون به من عمل ، وان طار يساراً تشاؤموا واعرضوا عن القيام بما كانوا ينوون فعله . وقد كان الشرقيون كثيري التطير من الوجوه ، ولازال هذا النوع منالتطير قائماً عند الكثيرين حتى هذه اللحظه ، اذ نسمع من يقول بأنه قد لاقى سوء حظ في يومه لانه لاقى شخصا ما !!
              وهناك رواية طريفه حول هذا الامر بالذات ، اذ يحكى ان احد ملوك الفرس قد خرج للصيد فكان اول من شاهده في رحلته رجلاً اعور ، فتشاءم الملك من رؤيته لذلك الاعور واعتبره فألا سيئاً ، فضربه وامر بحبسه ، ثم ذهب للصيد وهو يحمل شعوراً بالتشاؤم بأنه لن يصطاد شيئاً ، ولكنه تفاجأ حين اصطاد صيداً كثيراً لم يتوقعه اطلاقاَ ، فشعر بالندم الشديد لما فعله بذلك الاعور ، فلما عاد من رحلة صيده امر باطلاق سراح الاعور واغدق عليه بالمال الوفير تعويضا له عما فعله به، ولكن الاعور رفض ذلك المال ، وقال للملك : ( انك لقيتني فضربتني وحبستني ،ولقيتك فاصطدت صيداً وفيرا ، فمن منا كان شؤماً على الاخر ؟؟!!)
              وهناك امور كثيره اخرى تبعث للتشاؤم ، بعضها له اسباب وجذور عرفها الباحثون كالتي ذكرناها والبعض الاخر له اسباب مجهوله ، كالتشاؤم من تحريك المقص سريعاً في الهواء دون ان يقص شيئاً ، او لمس الخشب حتى لاينطوي الكلام على الحسد وهناك اختلاج العين ، فاذا اختلجت – ( أي رفت) – العين اليسرى كان نذير سوء لسوء الحظ والعكس صحيح ، والطنين في الاذن اليسرى يعني سماع خبر سيء والعكس صحيح ايضاً.
              كما ان هناك بعض الامور التي تبعث على التشاؤم لشخص ، في حين يتفاءل فيها آخرون ، وامور كثيره كهذه ليس لهامقاييس كالتشاؤم من بعض الالوان مثلاً ، والذي قد يعتمد على معتقدات الانسان وتجاربه في الحياة.

              تعليق

              يعمل...
              X