إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البحث عن الخلود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البحث عن الخلود


    البحث عن الخلود

    أعشق الصور القديمة، خصوصا تلك التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، أبحث عنها
    على الانترنت، أنظر ‏أليها بدقة متمعنا في وجوه الرجال والنساء والأطفال
    الذين يظهرون فيها .. طريقة وقوفهم وجلوسهم .. تعابير ‏وجوههم .. أزيائهم
    وملابسهم .. أتساءل دوما كيف عاشوا وأين ماتوا ! فالبدايات والنهايات
    تجذبني دوما .. لكنها ‏تربكني أيضا، فما بين البداية والنهاية عمر قد يطول
    ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها .. نهاية ‏تمنى البشر منذ
    أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها .. فهل يا ترى ينجح العلم في
    تحقيق هذه الغاية التي ‏شغلت عقول الناس على مر العصور؟ هل يمكن للإنسان
    حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟ وهل سينجح ‏العلماء أخيرا في صنع
    إكسير الحياة الذي بحث عنه كثير من القدم


    على أية حال، وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكبنا الأزرق، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها تسمية العمر، وهو يطول ويقصر
    ويختلف مداه من مخلوق لآخر (1) ...

    فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أو أيام.
    الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال.
    الكلب 13 عاما والقطة 15 عاما.
    الحصان 30 عاما والفيل 70 عاما.
    الإنسان قد يعيش لـ 80 عام.
    بعض أنواع السلاحف لـ 190 عام.
    زاحف التوتارا (Tuatara ) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام.
    حيتان الرأس المقوس (Bowhead whale ) قد تعيش لـ 220 عام.
    أسماك الكوي اليابانية (Koi ) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.


    بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام.
    بعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine ) قد يصل عمرها إلى 5000 عام.
    بكتيريا تدعى (bacillus permians )
    عمرها 250 مليون عام !! إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها
    للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف
    في المكسيك.




    هل هناك مخلوق لا يموت ؟

    الجواب هو نعم ولا في آن واحد !! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula )،
    هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت وأستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp )
    ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك. وهذه
    العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
    العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية (transdifferentiation )، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل
    (salamander ) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها أو فقدها.



    حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل
    .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة ..
    العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا
    تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات !! كما أن الفائز الوحيد فيه لا
    يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته
    الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه
    ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.عملية
    اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة
    جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو
    نهايتها الحتمية. الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا
    الفيلسوف أبو العلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية
    ارتكبها أبائهم بحقهم !!


    هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد


    لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش ؟ وهل يمكن أن يصبح خالدا ؟
    بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين،
    والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول
    بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة
    لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما
    في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب.
    وفي الموروث الديني، هناك العديد من الأنبياء والأولياء المعمرين، فنبي الله نوح عاش زهاء ألف عام، وعاش غيره من أنبياء العهد القديم لمئات السنين.
    وهناك من عاش عمرا مديدا بمعجزة ربانية، فالقرآن الكريم يروي لنا قصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم 300 عام. وهناك أيضا من أحياه الله من جديد كالعزير وحماره بعد موتهما بمائة عام، وهذه القصص أشهر من أن نخوض في تفاصيلها في هذه العجالة.وهناك قصة شجرة الحياة في سفر التكوين بالكتاب المقدس... إذ عندما يطرد الرب آدم وحواء من الجنة يحرمهما من أكل ثمرها الذي يعطي الحياة الأبدية والخلود...

    وفي هذه الأيام بتنا نسمع كثيرا عما يسمى بالزئبق الأحمر الذي يزعم البعض بأن له خواص عجيبة من ضمنها إطالة العمر، وهي كذبة صدقها الكثير من السذج ممن أنفقوا مبالغ طائلة للحصول على القليل من هذه المادة السحرية والذي لم يثبت حتى اليوم بأن لها وجود أصلا.
    استفسر البعض عن طول أعمار الناس، فأجاب ملك إثيوبيا بأن كثيرين يصلون إلى 120 عاماً وفي بعض الأحيان يتجاوزون ذلك العمر... استغرب السائلون من هذا الأمر؛ فأخذهم الملك إلى ينبوع يستحم فيه الإثيوبيون... عند انتهائهم تكون أجسادهم المبتلة لامعة كما لو كانت مغطاة بطبقة من الزيت...
    الينبوع كان يصدر عنه عطر كرائحة أزهار البنفسج... أما الماء نفسه، فكان "خفيفاً" للغاية؛ إذ لم تطف? على سطحه أي مواد، حتى الخشب بفضل هذا الماء، يعيش الإثيوبيون طويلاً » ...

    لماذا نشيخ ؟
    بعيدا الأساطير والوصفات السحرية .. الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة الاقتصاد العالمي بسبب رواتب التقاعد التي يجب على الدول دفعها لكبار السن من الموظفين السابقين وكذلك نفقات علاج ورعاية المسنين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد أخر نتيجة لتطور الطب ووسائل العلاج. أضف إلى ذلك، فأن الشيخوخة تسلب البشرية أفضل علماءها ومفكريها الذين وصلوا إلى قمة إبداعهم ونضوجهم الفكري نتيجة تراكم التجارب والخبرات عبر السنين. ولهذه الأسباب مجتمعة فأن القضاء على الشيخوخة أو الحد من آثارها السلبية سيكون له عظيم المنفعة على الإنسانية جمعاء.

    وعلى عكس الخلايا السليمة، فأن الخلايا السرطانية بإمكانها نسخ جزئيات الحمض النووي بصورة كاملة مما
    يسمح لها بالانقسام إلى ما لا نهاية، وهذه العملية، أي توقف الخلايا السليمة واستمرار الخلايا السرطانية في الانقسام لا تحدث من تلقاء نفسها، فالعلماء يعتقدون بأن جينات وإنزيمات معينة تؤثر في هذه العملية وهم
    يأملون في أن يتمكنوا عن طريق تحديد هذه الجينات والإنزيمات من إبطاء تقدم الشيخوخة، فمثلا تعديل هذه الجينات سيسمح للخلايا السليمة بالاستمرار في لانقسام وبالتالي تأخير الشيخوخة وفي نفس الوقت يوقف انقسام الخلايا السرطانية المؤذية.
    وطبعا هناك نظريات أخرى عديدة حول الشيخوخة قد يطول الخوض في تفاصيلها، لكن الإطار العام
    لهذه النظريات يربط بين الشيخوخة وبين الوراثة والجينات التي تعمل كساعة داخلية تحدد دورة حياة كل كائن حي والحد الأقصى لعمره.

    هل يستطيع العلماء تصنيع "أكسير الحياة" ؟


    كما أسلفنا فأن العلماء في بحث دءوب من اجل تحديد الجينات المؤثرة في عملية الشيخوخة. وفي الواقع فأن العلماء نجحوا حقا في إطالة عمر الإنسان، فمتوسط عمر الإنسان قبل قرن أو قرنين من الزمان لم يكن ليتجاوز الثلاثين عاما، وكانت نسبة الوفيات مرتفعة جدا، ولم يكن غريبا أن يموت الناس في ريعان
    شبابهم. أما اليوم فمعدل عمر الإنسان في الغرب يناهز الثمانين عاما، وفي الحقيقية لم تعرف البشرية خلال تاريخها الطويل عددا كبيرا من المسنين والمعمرين كما في أيامنا هذه. بل صار الناس في هذا الزمان يهزون رؤوسهم أسفا عندما يسمعون بأن شخصا ما توفى في عقده الرابع أو الخامس قائلين بأنه
    مازال صغيرا على الموت.



    ليوم هناك أبحاث جدية حول إطالة عمر الإنسان عن طريق الهندسة الجينية والهرمون والإنزيمات، وقد نجح العلماء في تحقيق نتائج مذهلة في بعض تجاربهم على فئران المختبرات حيث تمكنوا من إطالة عمرها بنسب تصل إلى 40%، أي انه في حالة نجاح إجراء هذه التجارب على الإنسان فأن معدل عمره سيرتفع إلى 120 عاما، بل أن هناك بعض العلماء يتحدثون عن عمر 1000 عام !! وذلك عن طريق هرمونات معينة تتحكم بعمل الجينات.
    وإذا كان الإنسان قد نجح في إطالة عمره بنسبة الضعف أو الضعفين خلال قرن من الزمان، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ الآفاق المستقبلية لحياة البشر خلال القرن أو القرنين القادمين، فالعلماء اليوم لم يعودوا يتحدثون عن إضافة عدة عشرات من السنين فقط .. كلا فقد أصبح هذا الموضوع قديما! لكننا صرنا
    نسمع همسا هنا وهناك عن تحدي الموت نفسه، وظهرت بالفعل أفكار ونظريات حول كيفية جعل الإنسان خالدا ابد الدهر، بعضها قد تبدو في نظرنا اليوم مجرد أفكار خيالية مستحيلة التطبيق كما كان أسلافنا يعتبرون السيارة والطائرة والحاسوب من أمور الخيال العلمي البعيدة المنال. أو كما كنا قبل ثلاثين عاما فقط لا نتخيل ولا حتى في الأحلام بأنه سيأتي يوم نحمل فيه الهاتف ونتكلم بواسطته أثناء مشينا في الشارع وبدون أن نجر خلفنا سلكا طوله مئات الأمتار، لا بل الأدهى من ذلك هو أن نستمع للموسيقى ونشاهد الأفلام بواسطة
    هذا الهاتف الصغير! .. فهذه الأمور كنا لا نراها إلا في أفلام الخيال والجاسوسية وبطريقة ساذجة لا ترقى لتقنيات الهاتف الخلوي المعاصرة.
    لعل احدث المقترحات المتعلقة بصحة وحياة الإنسان هي تلك التي تروم إلى استغلال تكنولوجيا النانو
    (Nanotechnology ) لصنع روبوتات فائقة الصغر بإمكانها المرور عبر الأوعية الدموية بسهولة
    لتعثر على الفيروسات والجراثيم المسببة للإمراض لتفتك بها في الحال وكذلك تساهم في إصلاح وترميم الأنسجة التالفة.
    هناك أيضا فكرة أو نظرية تدعى (Mind-to-computer uploading ) تعتقد بأن الإنسان في المستقبل سيصل إلى مرحلة من التطور العلمي بحيث يصبح بإمكانه نسخ ذاكرته بصورة كاملة من دماغه إلى داخل الحاسوب أو إلى رقاقة اليكترونية. وبعد الموت يتم استنساخ هذا الإنسان مجددا ويتم تحميل ذاكرة حياته السابقة إلى دماغه عند ولادته أو في سنوات مبكرة من حياته الجديدة فيستعيد بالتالي جميع خبراته السابقة، وبالطبع طفل أو شخص كهذا لنيحتاج للذهاب إلى المدرسة ولا إلى تعلم الرياضة وقيادة السيارات والتعامل
    مع الناس والقانون .. الخ، لأن جميع هذه الأمور ستكون مخزنة في دماغه، بل إن إنسانا كهذا يمكن أن يتحول إلى نابغة لأنه سيحظى بالعديد من الخبرات متراكمة .. تصور عزيزي القارئ أن نتمكن من استنساخ اينشتاين وغيره من العباقرة لعدة مرات متكررة مع الاحتفاظ بذاكرتهم كاملة .. كيف سيصبح حال
    العالم آنذاك ؟.



    فى الحقيقة توجد في عالم اليوم الكثير من الاكتشافات والنظريات والفرضيات حول إطالة عمر الإنسان، وهناك أناس صاروا يؤمنون بأن البشرية ستتمكن في المستقبل القريب من تحقيق العديد من الأمور التي قد تبدو لنا مستحيلة الآن، لذلك صرنا نسمع عن أشخاص يجمدون أجسادهم في الجليد بعد الموت على أمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من إعادتهم إلى الحياة، وهذه التقنية يطلق عليها أسم (Cryonics )،
    وهي تكلف في أمريكا مبلغا قدره 80000 دولار لتجميد الرأس وحده و150000 دولار لتجميد الجسد بأكمله. ورغم أن هذه التقنية قديمة نسبيا إلا إن عدد الأشخاص الذين جمدوا أجسادهم بالفعل بين عامي 1962 - 2010 لا يتجاوز المائتين.

    في الختام ينبغي أن ننوه بأن جميع ما ذكرناه أنفا في هذه المقالة عن إطالة عمر الإنسان أو جعله خالدا
    هي ليست سوى نظريات، ربما تتحقق يوما ما وربما لا .. من يدري؟ لكن هل سنكون أحياء إذا تحققت .. أشك في ذلك. وعلى العموم، فأن الحياة ليست بطولها ولا بعدد سنواتها وإنما بمقدار استمتاعنا بها، فهناك أشخاص في عقدهم الخامس أو السادس من العمر إذا طرحنا من عمرهم ساعات نومهم وعملهم وأوقاتهم الحزينة والكئيبة والصعبة فلن يتبقى من عمرهم سوى ما يعد على الأصابع من السنوات. ثم ما فائدة الحياة الطويلة في العالم العربي ؟ ما فائدة أن تعيش مائة عام من الحسرة والنحيب على فرص ضائعة ومهدورة .. يا الله ما أثقلها !!.




    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-21, 12:51 AM.

  • #2
    موضوع شيق تسلم يا غالى

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق

    يعمل...
    X