إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية الأكوان المتوازية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية الأكوان المتوازية

    دعوة للمعرفة وتحدى للخيال

    نظرية الأكوان المتوازية

    كيف بدأت النظرية؟

    فى عام 1954, مرشح للدكتوراة من جامعة برنسيتون اسمه هيو إيفيرت جاء بفكرة جذرية: أنه يوجد أكوان متوازية, بالضبط شبه كوننا. كل هذه الأكوان على علاقة بنا, فى الواقع هم متفرعين منا وكوننا متفرع أيضاً من آخرين.

    خلال هذه الأكوان المتوازية, حروبنا لها نهايات مختلفة عن ما نعرف. الأنواع المنقرضة فى كوننا تطورت وتكيفت فى الآخرين. فى أكوان أخرى ربما نحن البشر أصبحنا فى عداد المنقرضين.



    هل الأكوان المتوازية فعلا ً موجودة؟ بعض النظريات فى الرياضيات والفيزياء أعطت دليلا ً يدعم مثل هذه الإحتمالات.

    هذا التفكير يذهل العقل ولحد الآن ما يزال يمكن فهمه. الأفكار العامة عن الأكوان أو الأبعاد المتوازية التى تشبهنا ظهرت فى أعمال الخيال العلمى. لكن لماذا يقوم فيزيائى شاب ذو مستقبل بالمخاطرة بمستقبله المهنى عن طريق تقديم نظرية عن الأكوان المتوازية؟

    بنظريته عن الأكوان المتوازية, إيفريت كان يحاول الإجابة عن سؤال صعب متعلق بفيزياء الكم: لماذا الأجسام الكمية تتصرف بشكل غير منضبط؟ إن المستوى الكمى هو أصغر ما اكتشف العلم حتى الآن. دراسة فيزياء الكم بدأت فى عام 1900, حينما قدم العالم ماكس بلانك هذا المفهوم لأول مرة على المجتمع العلمى.
    دراسات بلانك للإشعاع دفعت نحو بعض الإكتشافات التى تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية. هذه الإكتشافات اقترحت وجود قوانين مختلفة فى هذا الكون, تعمل على المستويات العميقة غير تلك القوانين التى نعرفها.

    فى المدى القصير, الفيزيائيين الذين قاموا بدراسة مستوى الكم لاحظوا أشياء غريبة عن هذا العالم. أولا ً, الجزيئات الموجودة فى هذا المستوى تأخذ أشكالاً مختلفة بشكل اعتباطى. على سبيل المثال, العلماء لاحظوا أن الفوتونات (رزم صغيرة من الضوء) تتصرف كجسيمات وكأمواج! حتى الفوتون المفرد يقوم بهذا التناوب فى الحالة. تخيل أنك ظاهر وتتصرف كإنسان صلب حينما ينظر إليك صديق, لكن حينما يلتفت إليك ثانية ً تكون تحولت إلى غاز!

    عُرف بمبدأ عدم التحديد لهايزنبرج Heisenberg Uncertainty Principle. الفيزيائى ورنر هايزنبرج اقترح أنه بمجرد ملاحظة المادة الكمية, فنحن نؤثر فى سلوكها. وبالتالى, فنحن لا يمكن أن نتأكد تماماً من طبيعة الشئ الكمى ولا صفاته المميزة, مثل السرعة والموقع.

    هذه الفكرة تم دعمها بتفسير كوبنهاجن لميكانيكا الكم. هذا التفسير طرحه الفيزيائى الدنماركى نيلز بور, أن الجسيمات الكمية لا تتواجد على حالة واحدة معينة أو على حالة أخرى, لكن فى كل هذه الحالات المحتملة فى نفس الوقت. إجمالى مجموع الحالات للشئ الكمى يسمى بدالة الموجة wave function. وحالة الشئ الموجود فى كل حالاته الممكنة فى نفس الوقت, تسمى بالوضع الفائق superposition.

    طبقا لبور, حينما نقوم بملاحظة شئ كمى, فنحن نؤثر فى سلوكه. الملاحظة تقوم بكسر حالة الوضع الفائق للشئ وتجبره على اختيار حالة واحدة من دالة الموجه الخاصة به. تفسر هذه النظرية لماذا يحصل الفيزيائيين على قياسات متضاربة من نفس الشئ الكمى: فالشئ الكمى يختار حالات مختلفة أثناء عمليات القياس المتتالية.



    صورة تجربة قطة شرودنجر
    فى الوضع الفائق طبقاً لتفسير كوبنهاجن.

    تم قبول تفسير بور على نطاق واسع, واحتفظ بقبول غالبية مجتمع علماء الكم. ولكن بعد حين, أخذت نظرية العوالم المتعددة لإيفريت بعض الإهتمام الجدى. وفى الجزء التالى سنقرأ معاً كيف تعمل نظرية العوالم المتعددة.


    Many Worlds Theory
    نظرية العوالم المتعددة

    هيو إيفيرت الشاب اتفق مع ما اقترحه الفيزيائى القدير نيلز بور عن عالم الكم. هو وافق على فكرة الوضع الفائق وأيضاً فكرة دالة الموجة. لكن إيفيرت اختلف مع بور فى نقطة حيوية أخرى.

    بالنسبة لإيفريت, فقياس الشئ الكمى لا يجبره على اتخاذ حالة معينة أو أخرى. وبدلا ً من ذلك, فقياس الشئ الكمى يسبب تفرع حقيقى فى الكون. فالكون تم نسخه تماماً إلى كونين, وكل واحد من الكونين يمثل نتيجة محتملة للقياس. على سبيل المثال, لنفترض أن دالة الموجة لشئ ما هى كلا ً من جسيم وموجة. حينما يقوم الفيزيائى بقياس هذا الشئ, فهناك نتيجتين محتملتين: إما أن يلاحظ هذا الشئ كجسيم أو كموجة.

    حينما يقوم الفيزيائى بملاحظة الشئ, ينقسم الكون إلى كونين اثنين لتلبية كلا ً من الإحتمالين. وعلى ذلك, فالعالم الفيزيائى فى أحد الكونين وجد أن الشئ تم قياسه على أنه موجة. أما العالم الفيزيائى المشابه فى الكون الآخر فقد قاس الشئ على أنه جسيم. وهذا أيضاً يفسر لماذا يتم قياس الشئ الواحد على أكثر من حالة.

    هذا الفارق, هو ما يجعل نظرية العوالم المتعددة لإيفريت منافسة لتفسير كوبنهاجن, كتفسيرين لميكانيكا الكم.

    على قدر الإثارة التى قد تبدو عليها, فنظرية العوالم المتعددة لإيفريت لها معانى ضمنية بعد المستوى الكمى. فلو هناك حدث له أكثر من نتيجة محتملة, إذن - لو نظرية إيفيرت صحيحة- الكون سيتفرع حينما يتم هذا الحدث. وهذا يحدث حقيقة ً حتى لو اختار الفرد أن لا يقوم بأى فعل.



    وهذا يعنى أنك لو تعرضت لموقف يكون فيه الموت نتيجة محتملة, إذن ففى كون موازى لنا, انت ميت. هذا مجرد سبب واحد يجعل البعض يشعر بالإنزعاج تجاه نظرية العوالم المتعددة.

    الوجه الآخر المزعج أيضاً فى تفسير العوالم المتوازية أنه يهدم مفهومنا الخطى عن الزمن. تخيل أن خط الزمن يعرض تاريخ حرب فيتنام. فبدلا ً من خط زمنى مستقيم يعرض أحداث جديرة بالملاحظة تتقدم للأمام, فخط الزمن حسب نظرية العوالم المتعددة يتفرع ليعرض كل نتيجة محتملة لكل حدث تم. ومن هنا, كل نتيجة محتملة لحدث تم, ستؤرخ.

    لكن الشخص لا يستطيع أن يكون مدرك لتوائمه الآخرين - أو حتى موته شخصياً- الموجودة فى أكوان موازية. إذن كيف نستطيع أن نعرف أن نظرية العوالم المتعددة صحيحة؟ التأكيد على أن هذه النظرية ممكنة نظرياً, حدث فى التسعينيات عن طريق تجربة فكرية thought experiment (تجربة متخيلة تستخدم لإثبات أو تفنيد فكرة ما نظرياً) اسمها الإنتحار الكمى quantum-suicide.



    فى نظرية العوالم المتعددة لإيفيرت,
    الأكوان المتوازية لا تؤثر على بعضها.



    صورة للخلود الكمى أثناء الإنتحار الكمى

    هذه التجربة الفكرية جددت الإهتمام بنظرية إيفيرت. التى اعتبرت هراء ً لسنوات عديدة. ومنذ أن تم إثبات إمكانية العوالم المتعددة, توجه الفيزيائيين والرياضيين إلى البحث فى المعانى الضمنية للنظرية فى العمق. لكن نظرية العوالم المتعددة ليس النظرية الوحيدة التى تريد أن تشرح الكون. وأيضاً ليست الوحيدة التى تقترح وجود أكوان موازية لنا. وفى الجزء التالى سنقرأ معاً عن نظرية الأوتار string theory.

    الأكوان المتوازية

    تفرع أم أوتار؟
    Split or String

    نظرية العوالم المتعددة وتفسير كوبنهاجن ليسوا المتنافسين الوحيدين فى محاولة شرح المستوى الأولى من الكون. فى الحقيقة, حتى ميكانيكا الكم ليست المجال الوحيد فى الفيزياء الذى يبحث عن مثل هذه الشرح. النظريات التى ظهرت من دراسة الفيزياء تحت الذرية مازالت نظريات. وتسبب هذا فى أن مجال الدراسة انقسم بكثرة بنفس طريقة عالم علم النفس. النظريات لها مؤيدين ونقاد, مثل ما يحدث فى أطر علم النفس المقدمة من كارل يونج وألبرت إليس وسيجموند فرويد.

    منذ أن تطور علمهم, انشغل الفيزيائيين بعكس هندسة الكون reverse engineering, درسوا ماذا يمكن أن يلاحظوا وعملوا من الخلف تجاه مستويات أصغر وأصغر فى العالم الفيزيائى. بهذا العمل, يحاول الفيزيائيون أن يصلوا للمستوى النهائى والأكثر أولية. هذا هو المستوى, الذى يأملون, أن يساعد على تأسيس فهم كل شئ آخر.

    بعد نظريته الشهيرة عن النسبية, قضى ألبرت أينشتين بقية حياته باحثاً عن المستوى النهائى الذى سيجيب على كل الأسئلة الفيزيائية. أشار الفيزيائيون إلى هذه النظرية الشبحية بإسم نظرية كل شئ Theory of Everything .
    فيزيائيو الكم يعتقدون أنهم على طريق اكتشاف هذه النظرية النهائية. لكن مجال آخر من الفيزياء يعتقد أن المستوى الكمى ليس هو المستوى الأصغر, ولذلك هو لا يمكن أن يمدنا بنظرية كل شئ.
    بدلا ً من ذلك, تحول هؤلاء الفيزيائيون إلى مستوى نظرى تحت الكم, يسمى نظرية الأوتار, من أجل الإجابة على كل ما فى الحياة. الشئ المدهش أن هؤلاء الفيزيائيون خلال أبحاثهم النظرية أيضاً استنتجوا - مثل إيفيرت- وجود الأكوان المتوازية!

    نظرية الأوتار أنشئت بواسطة الفيزيائى اليابانى-الأمريكى ميشيو كاكو. نظريته تقول أن كتل البناء الأساسية لكل المواد وأيضاً لكل القوى الفيزيائية فى الكون - مثل الجاذبية- موجودة فى مستوى تحت الكم. هذه الكتل البنائية تشبه أربطة مطاطية صغيرة جداً - أو أوتار- وهى التى تصنع الكواركات (جسيمات كمية), وتباعاً الإلكترونات, والذرات, والخلايا وهكذا. ويتحدد بالضبط أى نوع من المادة ينتج بواسطة الأوتار وكذلك سلوك هذه المادة, حسب تذبذب هذه الأوتار. وتتذبذب الأوتار فتؤدي إلى نشوء القوى المختلفة الحاكمة للكون. بهذه الطريقة فإن كوننا بأكلمه عبارة عن عزف موسيقى. ووفقاً لنظرية الأوتار فهذا العزف يحدث عبر 11 بُعد منفصل.



    الدكتور ميشيو كاكو
    منشئ نظرية الأوتار.

    مثل نظرية العوالم المتعددة, فنظرية الأوتار تـُظهر وجود الأكوان المتوازية.

    فهذه الأبعاد تلتف حول نفسها بحيث لا نراها في عالمنا. وبما أن الكون يحتوي على هذه الأبعاد المختلفة بهندستها العديدة والمتنوعة، وعلماً بأن قوانين الطبيعة تعتمد على هندسة الطبيعة، فمن المتوقع أن تُشكِّل هذه الأبعاد العديدة أكواناً مختلفة في قوانينها وحقائقها. هكذا تؤدي نظرية الأوتار إلى نتيجة أنه توجد أكوان عديدة ومختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يشير كاكو إلى حقيقة أنه تم اكتشاف بلايين من الحلول لمعادلات نظرية الأوتار، وكل حلّ من هذه الحلول يصف كوناً متناسقاً رياضياً ومختلفاً عن الأكوان الأخرى التي تصفها الحلول الأخرى للنظرية. هكذا، تدل نظرية الأوتار على وجود أكوان عدة.

    وفقاً للنظرية, فكوننا يشبه فقاعة بجانب أكوان موازية شبيهة. وعلى نقيض نظرية العوالم المتعددة, فنظرية الأوتار تفترض أن هذه الأكوان يمكنها أن تكون على اتصال مع بعضها البعض. نظرية الأوتار تقول أن الجاذبية يمكنها التدفق بين هذه الأكوان المتوازية. وحينما تتفاعل هذه الأكوان فإنه ينشأ إنفجار كبير مثل الذى خلق كوننا.



    صورة مبسطة لأغشية كونية



    اصطدام الأغشية الكونية (الإنفجار الكبير)


    اهتزاز الأوتار وتكون المجرات والأجرام الفضائية

    حينما يستطيع الفيزيائيون خلق آلة تستطيع رصد المواد الكمية, فالأوتار تحت الكمية ستظل بعيدة عن الملاحظة, وهذا يجعلهم - وبالتالى النظرية القائمة عليهم- نظريين كلية ً. البعض رفض هذا, والبعض الآخر يعتقد أنه صحيح.

    يتبع


  • #2


    تابع نظرية الأكوان المتوازية

    ملاحظات مهمه
    إحدى الملاحظات المهمه التي لاحظها العلماء انه لا يوجد مكان محدد للالكترون فعند دراسة الذره هناك شواهد على وجود الاجسام الذريه في اكثر من مكان واحد في نفس الوقت

    وفسر ذلك بوجود عوالم متوازيه بالبلايين بحيث يظهر الجزيء الذري في مكان اخر وتظهر جزيئات ذريه من عوالم اخرى في كوننا بعلاقات غير مفهومه.

    .............

    ويعتقد بعض العلماء أن نموذج تداخل الفوتون المفرد - الملاحظ فى تجربة الشق المزدوج - من الممكن تفسيره بتداخل الفوتونات عبر العوالم المتعددة.

    .............

    ثمة مثال آخر ألا وهو سر "المادة الخفية" في علم الكونيات ، والمادة الخفية هي المادة غير المرئية والتي يبدو أنها تكوّن تسعين في المئة من كتلة الكون. ورغم أنها غير مرئية إلا أن العلماء تعرفوا على وجودها من تأثير جاذبيتها. فقد تكون المادة الخفية موجودة في أكوان متوازية. وتؤثر مثل هذه المادة في الكون الذي نعيش فيه من خلال قوة الجاذبية التى حسب نظرية الأوتار تستطيع التدفق بين الأكوان المتوازية. وهذه المادة "خفية" بالضرورة لأن النوعية الخاصة بنا من الفوتونات تلتصق بغشائنا، وبالتالي يتعذر على الفوتونات أن تنتقل عبر الخواء من المادة الموازية إلى أعيننا.

    شكل مبسط لتسرب الجاذبية عبر الأكوان



    الواقع هناك أكثر من طريق يوصلنا إلى العوالم المتوازيه.
    ليس فقط تمكن العلماء من حل الغموض في نظرية الأوتار التي تقودنا إلى وجود أكوان أخرى ولكن تصرف مكونات الذره التي من الممكن أن تكون في أكثر من مكان في نفس الوقت.

    بالإضافه إلى هذين الطريقين يوجد أيضا تساؤل مشروع وهو لماذا توقفت الثوابت الكونيه عند أرقام معينه مثل ثابت الجاذبيه والقانون العام للغازات وغيرها من الثوابت الكثيره. يعني أنه لابد أن تكون هذه الثوابت لها قيم مختلفه في العوالم الأخرى بحيث تكون هذه القيم لها صور لا متناهيه.

    ما هو حل جذر واحد سالب مثلا . رقم حقيقي يدخل تحت الجذر فيصبح نوع من السحر . كميه نستخدمها ونحتاجها ولكننا لا نفهمها. ماذلك إلا لأنها موجوده في كون آخر له رياضيات مختلفه ولهذا الجذر هناك معنى واضح.

    .............

    وماذا يقول الفيزيائى ميشيو كاكو منشئ نظرية الأوتار؟

    يقول إنه بمجرد السماح لإمكانية نشوء عالم واحد، نفتح الباب أمام احتمال نشوء عوالم ممكنة ولا متناهية. بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ، الإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في كل الأمكنة الممكنة حول نواة الذرة. لكن الكون كان أصغر من الإلكترون (عند بداية الإنفجار الكبير الذى تشكل منه الكون), وإذا طبقنا ميكانيكا الكمّ على الكون ككل، تصبح النتيجة أن الكون يوجد في كل الحالات العديدة والمختلفة والممكنة في آنٍ معاً. وهذه الحالات الممكنة والمختلفة ليست سوى الأكوان العديدة. من هنا، يستنتج كاكو أنه لا مفر من الاعتراف بإمكانية وجود الأكوان الممكنة. هذه الأكوان التي نتحدث عنها ليست المجرات المختلفة في عالمنا، بل المجرات جزء من عالمنا الواقعي بالذات. إن الأكوان الممكنة قد تشبه عالمنا وقد تختلف عنه، وبعض هذه الأكوان الممكنة تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن الأكوان الممكنة الأخرى وعن عالمنا الذي نحيا فيه.

    .............

    ويتفق الفيزيائى روجر بنروز مع الآخر استيفين هوكنج أن تطبيق ميكانيكا الكم على الكون تكون نتيجته العوالم المتعددة. رغم أنه يعتقد أن النقص الحالى فى نجاح نظرية الجاذبية الكمية (نظرية تحاول توحيد ميكانيكا الكم مع النسبية العامة) يبطل إدعاء عالمية ميكانيكا الكم التقليدية.

    .............

    ويقول لي سمولين الباحث في معھد بريميتر للفيزياء النظرية أن الأكوان المختلفة تمر بمراحل مشابھة لتلك الخاصة بتطور الكائنات الحية؛ ففي كل مرة يولد فيھا كون من كون آخر، تتغير القوانين الفيزيائية قليلا ... ھكذا، قد تنشأ أكوان بقوانين فيزيائية عدائية و تكون نھايتھا ھي الفناء: فإما أن تنھار فوراً على نفسھا، أو أن يكون فيھا عدد خاطئ من الأبعاد، أو لعدم تمكن تلك الأكوان من احتواء ثقوب سوداء و التي بواسطتھا يتمكن كون معين من "حفظ نوعه "... لكن، بالطبع بعض الأكوان تولد بقوانين فيزيائية تسمح بتكون النجوم و بالتالي تسمح بوجود الثقوب السوداء التي تؤدي بدورھا الى ولادة أكوان "صغيرة".


    شكل مبسط لنشأة كون جديد من ثقب أسود



    و كما قال العالم ستيفن هوكنغ: "لو كان الكون مختلفاً، لما كنا هنا لنسأل: لماذا نحن هنا؟"
    هل عثرنا على الاكوان الاخرى؟

    علماء موجات الراديوالفلكي تمكنوا من العثور على منطقة فارغة، مساحتها تتجاوز كل المنطاق الفارغة التي عثرنا عليها في السابق. هذه المنطقة الفارغة تقع عنا على بعد حوالي 8 مليارات سنة ضوئية، ويصل قطرها الى مالايقل عن مليار سنة ضوئية.

    ليست هذه هي المرة الاولى التي يلاحظ فيها العلماء منطقة فارغة. نحن نعلم بوجود حوالي 30 منطقة هائلة تمتد على مساحة بضعة ملايين السنوات الضوئية. المنطقة المكتشفة حديثا اكثر كبرا حتى بالمقارنة مع الكون المرئي. وهي من الكبر الى درجة ان علماء الفيزياء المعنيين بالانفجار العظيم يجدون صعوبة في تفسير الامر.



    المنطقة الزرقاء في الدائرة تشير الى المنطقة الباردة الفارغة


    الان تعتقد مجموعة من علماء الفيزياء الامريكان انهم عثروا على تفسير مناسب، بالرغم من انها مثيرة للدهشة. حسب هؤلاء العلماء فأن هذه البقعة عبارة عن بصمة كون اخر تضغط على جدار عالمنا. مجموعة باحثين على رأسهم Laura Mersini-Houghton من جامعة ساوث كارولينا. لورا تقول: "علم الكونيات التقليدى لا يستطيع تفسير فجوة كونية هائلة كتلك". وقد اشارت حساباتهم الى ان هذه المنطقة الفارغة نشأت بتأثير ارتطام عالمنا بالعالم الجار له في لحظة مبكرة من نشوئه. الكون المجاور قام بدفع الاجسام الكونية في المنطقة التي اصطدم بها في كوننا بحيث انها اصبحت خالية او تحوي اجسام كونية اقل. لو كان هذا صحيحاً فإنه يعطى الدليل التجريبى الأول على الأكوان المتوازية مع النماذج النظرية الموجودة مسبقاً. وهو أيضاً يدلل ًعلى نظرية الأوتار. هذه المجموعة من العلماء تدعى وجود نتائج قابلة للإختبار, حيث إنه لو كانت نظرية الأكوان المتوازية صحيحة فسيكون هناك فراغ مشابه فى نصف الكرة الجنوبى من الكرة السماوية.

    النظريات الشبيهة بنظرية العوالم المتعددة تعتبر الآن اتجاه عام فى مجتمع ميكانيكا الكم. على سبيل المثال, اقتراع تم بين 72 من الفيزيائيين البارزين, قام به الباحث الأمريكى ديفيد روب فى عام 1995 ونشر فى الدورية الفرنسية Sciences et Avenir فى يناير من عام 1998 , أشار إلى أن 60 % تقريباً يعتقدون أن نظرية العوالم المتوازية حقيقية.

    يتبع



    تعليق


    • #3
      مستويات الأكوان المتوازية
      خلاصة ما قام به العالم ماكس تيجمارك

      يقول تيجمارك: فحصت النظريات الفيزيائية المتضمنة أكواناً متوازية, والتى تكوّن أربع مستويات طبيعية هرمية للوجود متعدد الأكوان, بشكل يزيد فيه التنوع كلما تقدمنا:

      المستوى الاول: مناطق وراء أفقنا الكوني.

      (الكون يتمدد إلى مالانهاية وبنيته لها نفس الصفة... خارج هذه الكرة التى هى كوننا أو الحدود المشكلة له, توجد كرات لأكوان أخرى لانهائية أيضاً فى حدودها وعددها)

      خصائصها: تنطبق عليها نفس القوانين الفيزيائية, لكن مع اختلاف فى الظروف الأولية.

      الافتراضات: فضاء غير محدود, تتوزع فيه المادة الكونية ايرجوديكياً ergodic .

      الأسانيد: 1- قياسات الموجات المايكروية تشير إلى تسطح, وفضاء لا متناهي, ونعومة واسعة النطاق.

      2- النموذج الأبسط.




      صورة أخرى مبسطة
      :



      المستوى الثاني: فقاعات أخرى متضخمة-المركز .

      (الكون عبارة عن فقاعة كروية متواجدة في كون "أكبر" محتوي على عدد من الأكوان الأخرى أو "الفقاعات" الأخرى. وهكذا)

      خصائصه: نفس المعادلات الأساسية للفيزياء, ولكن ربما بثوابت وعناصر وأبعاد مختلفة.

      الافتراضات: حدوث التضخم الفوضوي.

      الأسانيد: 1- نظرية التضخم تفسر الفضاء المستوي, والتذبذبات ثابتة المقدار, وتحل مشكلة الأفق ومشاكل القطب الواحد ويمكن ان تفسر طبيعياً مثل هذه الفقاقيع.

      2- تفسر الثوابت المضبوطة.




      صورة أخرى مبسطة
      :



      المستوى الثالث: العوالم المتعددة لفيزياء الكم.

      (حسب نظرية العالم هيو إيفيريت فإن وقوع أي حدث عشوائي معناه أن احتمال من ضمن عدة احتمالات أخرى قد وقع... مما يؤدي بنا الى القول أن الإحتمالات الأخرى قد تكون وقعت في أكوان موازية لكوننا... أي أن ھناك كون لكل احتمال من الإحتمالات المتوقعة)

      خصائصه: شبيهه بخصائص المستوى الثاني.

      الافتراضات: وحدوية الفيزياء.

      الأسانيد: 1- دعم تجريبي للفيزياء الوحدوية.

      2- النموذج الأبسط رياضياً.




      الصورة السابقة لقطة شرودنجر فى الوضع الفائق


      المستوى الرابع : تراكيب رياضية اخرى.

      خصائصه: معادلات الفيزياء الأساسية مختلفة.

      الافتراضات: الوجود الرياضى = الوجود الفيزيائى.

      الأسانيد: 1- التأثير غير المعقول للرياضيات فى الفيزياء.

      2- تجاوب على سؤال وييلر وهوكينج: " لماذا هذه المعادلات بالذات, وليس غيرها؟"




      والتالى مثال مصور مبسط: قد تأخذ مدارات الكواكب مثلاً أشكالاً أكثر تعقيداً من المدارات في كوننا, كما فى المقارنة بين الصورتين السفليتين.

      المدار الطبيعى للأرض
      :



      في كون مواز قد تأخذ الأرض في دورانھا حول الشمس و القمر في دورانھ حول الأرض مداراً حلزونياً.
      في كون أخر، قد تأخذ ھذه الصورة شكلاً ملتوياً (رقم 1) أو قد تلتف حول نفسھا مشكلة عقدة (رقم 2) أو قد تكون مصممة لتمثيل عنصر صلب (رقم 3)
      .



      والتالية صورة توضح العلاقة بين الأربع مستويات من الأكوان المتوازية, حيث كل مستوى يشمل سابقيه فى جزء منه
      :



      مقارنة مصورة بين حدثين فى المستوى الأول والثالث:



      تعليق

      يعمل...
      X