إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية تمدد الكون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية تمدد الكون

    دعوة للمعرفة وتحدى للخيال

    نظرية تمدد الكون
    نظرية التمدد الكوني من احدث النظريات الكونية وقد تمكنت من الاجابة على اسئلة عويصة، بالرغم من حداثتها، واهم الاسئلة هي:

    1-كم عمر الكون؟
    2- لماذا يملك الوقت اتجاه؟
    3-كيف نشأت المجرات؟
    4-لماذا يتمدد الكون؟

    من تاريخ المشاكل الكونية

    عندما نبحث عن القنوات التلفزيونية نرى بقع بيضاء تظهر على شاشة التلفزيون قبل العثور على قناة عاملة. حوالي 1% من هذه النقاط يرتبط اصلها بالانفجار الكبير الذي وضع نقطة البداية لبدء الحلقة الراهنة من التتطور. هذه الإلكترونات صدرت عند الانفجار وجاءت كموجات تسمى ميكرووايف، وتشكل اليوم الخلفية الكونية.

    هذه الموجات الصوتية اصبحت المساعد التي اعطى جواب العديد من الاسئلة الغامضة حول الكون. من خلالها نعرف عمر الكون ومما يتألف. كما نعرف لماذا توجد المجرات ولماذا يتجه الوقت بأتجاه واحد. الاجوبة لم تأتي بالطبع فقط من هذه الموجات بل ايضا من الترابط مع ظاهرة التوسع الكوني.






    حسب نظرية التوسع الكوني يتزايد تباعد المكونات الكونية بأستمرار عن بعضها البعض مباشرة بعد الانفجار الكبير. في الخلفية الكونية لازالت هذه الموجات تعكس فترة اقدم من فترة التوسع، الامر الذي يسمح بدراسة الحالة الاولى للكون.

    نظرية اينشتاين إكتشفت تمدد الكون قبل إينشتاين نفسه

    نظرية التوسع الكوني ظهرت منذ عشرات السنين، وتتطورت بفضل مجموعة من العلماء، احدهم كان البريت إنشتاين. عام 1915 طرح إينشاتين نظرية النسبية المشهورة. هذه النظرية حلت مجموعة معقدة من الظواهر واعطت اجوبة على الكثير من المشاكل الفيزيائية. لقد تتطابقت النظرية مع الملاحظات. غير ان نظرية النسبية كانت تملك مشكلة خطيرة، عند استخدام المعادلة بالمنظومة الكونية ، يظهر من الواضح ان الكون غير مستقر فهو إما في حالة توسع وإما في حالة تقلص.

    في ذلك الوقت كان كل إنسان متعلم " يعلم" ان الكون بلا حدود وابدي. إينشتاين وجد نفسه تحت تأثير الافكار المسبقة ملزما بإضافة مُعامل ثابت، اسماه المُعامل الكوني، الى المعادلة الذي قام بخلق ضغط الى الداخل يعادل ضغط التباعد، وفي نفس الوقت حافظت نظرية النسبية على مقوماتها الاخرى. غير ان إينشتاين تخلى سريعا عن المُعامل الذي اضافه. عام 1929اكتشف الفلكي ايدوين هوبله ان جميع المجرات تبتعد عن بعضها. الكون لم يكن غير متغير كما كان العالم يعتقد سابقا وبالتالي لاحاجة له الى قوة دافعة. لقد اعتبر إينشتاين الإضافة خطيئة العمر.






    بعد عام 1929 يكتشف الفيزيائيون ان الكون ينقصه احد الاشعاعات. من المعروف ان جميع مصادر الحرارة تطلق اشعة مميزة خاصة بالمصدر المطلق، وبأعتبار ان الانفجار العظيم كان مصدر حراري، يفترض به ان يطلق إشعاعاته الخاصة. بالرغم هذه المعرفة والسعي للوصول الى هذا الاشعاع لم يتمكن العلماء حتى عام 1965 من اكتشافه وحتى هذا حصل عن طريق الخطأ. في مختبراتAT&T Bell Labratories كان العالم Arno Penzias & Robert Wilson يعملون من اجل ايجاد نوع جديد من المستقبلات (انتين) ولكن لم يتوفقوا من التخلص من الذبذبات التشويشية المزعجة، ولذلك حاولوا ايجاد مصدر إرسال هذه الذبذبات، يبنتهي الامر بحصولهم على جائزة نوبل في الفيزياء، لإكتشافهم ذبذبات الانفجار العظيم.

    الاكتشاف جلب معه مشكلة جديدة، من حيث ان الموجات القصيرة للغاية كانت ذات حرارة واحدة في كافة الاتجاهات. لننظر الى المثال التالي: إذا بدأت بقياس حرارة الاشياء بمنزلك ووجدت ان جميع الاشياء لها درجة حرارة واحدة بالضبط ولنفترض انها 2,727 مئوية بالرغم من ان حرارة الغرفة تختلف من مكان الى اخر إختلافا كبيرا. هذا الامر لايمكن ان يكون بلا سبب. عند قياس درجة حرارة الثلاجة تجدها ايضا 2,727 وبالتالي لابد ان تكون جميع الاشياء ذات الحرارة الواحدة قادمة من الثلاجة. من هنا توصل العلماء الى ان المواد المتشابهة الحرارة لها مصدر واحد.

    المشكلة مع الموجات القصيرة انهم ليسوا من مكان واحد. اماكنهم تبعد عن بعضها البعض مسافات هائلة الى درجة انه حتى الضوء لايمكنه قطع هذه المسافة خلال منذ لحظة بدء المرحلة الكونية والى اليوم. بتعبير اخر المناطق المقاسة لها درجة حلرارة واحدة بالرغم من انهم لم يتصلوا ببعضهم ابدا. هذه المشكلة إطلق عليها " المشكلة الافقية" وتمكنوا من حلها بعد عشرين عاما من اكتشافها، بفضل اكتشاف تمدد الكون.


    المفاجئة بأكتشاف تمدد الكون لاتقل عن الانفجار الكبير

    عالم الفيزياء الشابAlan Cuth من معهد Massachussets Institute of Technology, MIT هو الذي فتح الباب لنظرية تمدد الكون عام 1979، عندما كان يسعى للوصول الى معرفة كثافة الجزيئات الكونية، ولكنه توصل الى نظرية نشوء الكون عوضا عن مسعاه الاول.

    حتى في الفراغ الكوني يجابه الجسم مايمكن تسميته بحالة "التلكؤ"وهو تبديل السرعةعندما يمر الجسم بحقل التلكؤ مما يدل على ان الحقل له كثافته التي تختلف عن كثافة بقية الفراغ. كلما إزدادت قيمة التلكؤ كلما كانت كثافة الجسم اكبر. من اجل ايضاح حالة التلكؤ بالجسيمات الكونية درس العالم الشابAlan Cuth ظاهرة تعرف بأسم حقل Higgs، والاسم اطلق على مكتشفه Peter Higgs. بالضبط كما ان حركة الجسم في حوض ممتلئ بالعسل ستكون اكثر تلكوء من حركة في حوض ممتلئ بالماء، نرى ان حقل Higgs يتواجد في كل الكون الخالي وكأن هناك " مادة" من نوعية خاطئة، تقدم مقاومة للجسيمات الكونية السابحة ضد زيادة سرعتها. نعرف ان بعض الجسيمات اثقل من غيرها من كونها تجد عبأ اكبر في مقاومة حقل Peter Higgs والخروج منه.

    عام 1979 شكل انعطافا كبيرا عندما قامAlan Cuth بتجربة حقل هيغس Higgs في الظروف المشابهه لما كان علية الامور في لحظة الانفجار العظيم. المفاجأة ان حقل هيغس اظهر خواصا دافعة عنه، وعندها اجرى تجربة فيزياء حقل هيغس Higgs على الكون بأكمله. النتائج كانت غير متوقعة. حقل هيغس لديه قدرات هائلة على الدفع والابعاد الى درجة انه لحظة الانفجار وخلال 10 مرفوعة الى ناقص 35 من الثانية انتفخ الكون الى 10 مرفوعا الى 100 مرة من حجمه اليوم. ان الارقام خيالية الى درجة ان العلماء يتساءلون لماذا لم ينفجر البالون الكوني؟
    الحسابات تشير الى ان التمدد كان غاية في الكبر ولكن بسرعة جرى التقلص، وخلال بضعة مليارات من الاعوام وصل الى الحجم الطبيعي الخاضع لقوى الجاذبية .

    بهذه الحسابات اصبح واضح ان الانفجار العظيم ليس إلا نتائج لقوى حقل التمدد وحلقة من حلقاته.

    المعضلات الكونية تجد حلولا

    تمكنت نظرية التمدد من حل مجموعة معضلات كونية كانت مستعصية على الحل ومن بينها " المشكلة الافقية". التمدد يتضمن تسارع مستديم للسرعة. هذا يعني ان السرعة تتصاعد بسرعة عبر الزمن، ولكن ايضا تعني انها تتضاءل عند كل خطوة الى الوراء عبر الزمن. إذا استمرينا بالعودة الى الوراء نصل الى لحظة عندما كانت فيه جميع اجزاء الكون بصف بعضها البعض مايسمى" ضوء الافق"، وبالتالي توصلنا الى توضيح المشكلة الافقية.

    غير ان هذه النتائج لم تكن كافية لاعطاء نظرية التمدد الاعتراف الكافي. كانت النظريات الكلاسيكية تتمتع بوضع افضل بسبب انهم عدة مرات استطاعوا التنبأ بالنتائج المختبرية ومعطيات المراقبة بدقة تصل الى بضعة ديسمتر. لفترة طويلة كانت التساؤلات قائمة الى اي درجة تستطيع نظرية آلان الوصول الى معطيات مماثلة من الدقة.

    تشكك العلماء انتهى عندما ثبت بما لايدع مجال للمقارنة ان التمدد للبالون الكوني جعل صوت الانفجار العظيم بما يماثل مثيله الصادر من الاداة الموسيقية الهوائية المسماة مزمارة الاورغيل، اي يملك نغمة سطحية ونغمة اخرى خلفية تحمل بصمة خاصة مرتبطة بالانفجار ذاته، والتي امكن قراءتها من صور الموجات الخلفية.





    الاصوات المرتدة عن موسيقى الاورغيل يمكن قياسها بدقة بمساعدة طول اسطوانة الاورغيل وسرعة الصوت. التجربة تثبت ان القياس تتطابق فيه المعطيات النظرية مع العملية. معطيات ميكانيك الكفانت يظهر ان حقل التمدد كان ملئ بالالتفافات والتشويش ذو موجات مختلفة. في كرة الانفجار العظيم وصل مستوى التشويش الى مستوى الموجات الصوتية. تماما كما في اسطوانة الاورغيل ، يصبح الصدى ثابتا (غير متحرك) وطول الموجة يعتمد على بعد الكرة. نغمات الانفجار العظيم لم تفقد وانما حفظت في موجات قصيرة في البالون الكوني. بفضل الضغط الصوتي حدث إحماء مناطق الضغط، في حين المناطق التي بها ضغط اقل بقيت ابرد. ومن هنا نرى ان نظرية التمدد تنبأت بطول وارتفاع كل موجه على حدة بدقة عالية، ومنذ عام 1990 اصبح العلماء يتسارعون لاجراء القياسات في الواقع العملي.

    افضل القياسات حتى الان للموجات الخلفية جاءت من القمر الصناعي ويلكينسونWilkinson Microwave Anisotropy Probe, WMAP. . بتاريخ 16 آذار عام 2006 وبعد خمسة اعوام من المراقبة ، تم الحصول وللمرة الاولى على صورة كاملة لمجمل القدح الصوتي (على غرار قوس القدح) للكرة الكونية. منحنيات القدح الصوتي تتطابقت مواضعها بالضبط كما تنبأت نظرية التمدد الكوني. من المهم الإشارة الى ان النظرية تمكنت من تحديد شكل القدح الصوتي للكون فيما لو لم يكن هناك تمدد له،وظهر ان صورته ستكون مخالفة للغاية. إن التمدد يشكل جوهر الكون ومحركه.






    تعديل صورة الكون

    بربط التمدد بالصورة الخلفية للموجات القصيرة اصبح من الممكن إعادة بناء مكونات الكون. قبل الحصول على القياسات القادمة من Wilkinson Microwave Anisotropy Probe, WMAP.. قبل هذه القياسات كان بمقدور العلماء تقدير عمر الكون بين 12 الى 18 مليار سنة، اما اليوم فنعرف ان عمره بين 13,6 الى 13,8 مليارد سنة.

    بالطريقة نفسها تكشف طول موجات الصدى ان الكون يتألف من 4% ذرات، 22% مادة مظلمة، 74% طاقة مظلمة. بمعنى اخر 96% من الكون يتألف من مادة وطاقة غير معروفة لنا حتى الان. المعطيات تتطابق تماما مع مجموعة دراسات سابقة. في التسعينات قام فريق امريكي واوسترالي بدراسة مايعرف ب"لا-سوبرنوفLa-Nova ا". هذا النوع من السوبرنوفا يتكون من نجمة قزمة تمتص المادة من النجوم المحيطة بها. في اللحظة التي تصل بها النجمة الى حجم معين بدقة، تنهار بأنفجار هائل مطلقة طاقة عظيمة. بمساعدة الاشعاعات المنطلقة يتمكن العلماء من قياس ، ليس فقط البعد الى تلك النجمة ولكن ايضا سرعتها ووقت اصدارها للضوء.





    بفضل هذه النجوم بالذات تمكن العلماء من رؤية سرعة تمدد الكون في لحظات زمنية مختلفة بعد حدوث االانفجار العظيم. كان علماء الفلك على قناعة بأن سرعة التمدد ، بالضرورة، ستتباطئ في النهاية، وقوة الجاذبية ستبدأ بأعادة الشد الى الخلف.

    من هنا، الصدمة كانت هائلة عندما ظهر ان التمدد قد تباطئ بعد المليارات السبعة الاولى من لحظة الانفجار العظيم، ثم بدأ بالنمو من جديد. المعطيات الجديدة تعارض تنبوأت الاعوام السابقة وتظهر ان هناك قوة مجهولة اطلقت المادة. ولكن اي قوة لديها "فضاء هائل" بما يكفي من اجل تعطيل قوة الجاذبية؟

    هنا اضطر العلماء الى إعادة تذكر القيمة الثابتة في نظرية إينشتاين الكونية وإعادتها الى المعادلة بأسم جديد " المُعامل الثابت للطاقة المظلمة". بالرغم من انه لااحد يعرف ماهي الطاقة المظلمة، نعلم انها تشكل 74% من الكون في حين المادة المتأثرة بها تشكل 4% فقط.

    معضلة الزمن من النظام الى الفوضى،
    من اطلقه؟

    لماذا يتحرك الزمن بأتجاه واحد فقط؟ سؤال كان يعاني منه الفيزيائيون منذ عشرات السنين. وهنا تجيب نظرية التمدد.

    جميع قوانين الفيزياء الكلاسيكية متناظرة بغض النظر عما إذا كان الزمن بأتجاه واحد ام لا. قوانين نيوتن يمكن استخدامها من اجل حساب مواقع الكواكب بعد مئة عام ولكن ايضا يمكن استخدامها لمعرفة مواقع الكواكب قبل مئة عام. نقطة الضعف في قوانين الطبيعة انهم لايستطيعوا تفسير سبب وجود إتجاه واحد للزمن.

    الفيزيائي Ludwig Bolzmann الذي عاش في القرن الثامن عشر كان الاول الذي طرح الذرة كطرف في السبب. عالَم الذرة يتجه بأستمرار نحو الفوضى، وبالتالي إذا عرفنا الزمن باللانظام، يزيد الوقت بالتوازي مع زيادة اللانظام وفي إتجاهه. لننظر الى المثال التالي: صفيحة من البتزا اُخرجت للتو من الفرن تعكس القضية برمتها. بالنسبة لجو المطبخ البارد فأن البيتزا اسخن وذراتها تتحرك بسرعة اكبر. الفرق بين الذرات الحارة والذرات الباردة هو درجة النظام القابل للتغيير، من حيث ان ذرات البيتزا تتصادم بأستمرار مع ذرات الجو البارد، سيؤدي ذلك الى تغيير سرعة كلا منهما، يصلا الى قيمة المتوسط المشترك من الطاقة، وهذا التغيير المستمر بإتجاه الوصول الى القيمة المتوسطة المشتركة تمثل " اللانظام". مبدأ التحول بأتجاه زيادة المجموع الكلي " لللانظام" هو الذي يشكل محرك عمليات الفيزياء برمتها.

    لسوء الحظ يجلب هذا الامر معه مشكلة كبيرة. إذا تابعنا الزمن الى الوراء يبدأ الكون بالتقرب من حالة النظام كلما اقتربنا اكثر الى لحظة الانفجار الكبير. ليصل الى حالة خاصة من النظام، حالة من الصعب التفكير بوجود قدرة على خلخلتها وبالتالي هذه الحالة من النظام تصبح اكثر فأكثر غير محتملة من وجهة نظر قانون الاحتمالات، لتصل درجة احتمالها الى درجة احتمال ان لص بيد واحدة يحصل ثلاث آسات متتابعة. من هنا نرى ان العملية الكونية قد انطلقت في ظروف غاية في الندرة ومن الصعب تصوراحتمال تجمع مكوناتها.






    التمدد هو القوة التي رفعت التفاعل. عند الانفجار انتشرت المادة والطاقة بدرجات وطبقات متساوية للغاية في البالون الكوني بأسره. نقاط التمايز كانت كافية فقط لإنشاء المجرات . يمكن الاعتقاد ان ذلك كان سينشئ حالة من الانتظام العالي، غير ان المسافات الهائلة بين المجرات تجعل ان التغييرات والتأثيرات المتبادلة تجري فقط من خلال تأثير قوة الجاذبية. ومن حيث ان قوة الجاذبية تقوم بعملية الشد، تصبح هذه القوة ممثلة للإحتمال المؤكد بأن "اللانظام" سيتجمع من جديد في نقطة واحدة، في حين الغير محتمل ان المادة ستبقى موزعة بدون انتظام. التمدد خلق كون يملك نسبة عالية من النظام، ولذلك امكن للزمن ان يتجه بأتجاه اللانظام الذي يحقق غاية الاحتمال المؤكد بالعودة الى نقطة واحدة.

    بالرغم من ان نظرية التمدد تشكل واحدة من اهم نظريات علم الفلك الحديث واهم منابع معلوماته، لازالت نظرية التمدد تملك الكثير لاخبارنا عنه وكشف اسراره ، فالنظرية لم تملك الوقت الكافى لمدنا بالمعلومات.


  • #2


    اتساع الكون


    أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية , حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزيئات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب , لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التي نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا . ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف . إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندر وميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم إلى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل , وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين اتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو افتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية واتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الارض
    ولقد اتضح لعلماء الفلك أن النجوم تتباعد عنا بسرعات هائلة تقترب من سرعة الضوء أو إلى ¾ سرعة الضوء تقريباً، وأثار ذلك جدلاً طويلاً، وهذا الجدل انتهى بحقيقة كونية ثابتة اليوم، وهي أن كوننا كون دائم الاتساع، ووصف القرآن الكريم هذه الحقيقة بقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (الذاريات:47).

    وقال العلماء لو عدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن فلابد وأن تلتقي مادة الكون المنظور كلها وكافة صور الطاقة فيها وكل من المكان و الزمان و يلتقي كل ذلك في نقطة واحدة متناهية الضآلة في الحجم حتى لا تكاد تصل إلى الصفر, ومتناهية الكتلة والطاقة، هذه النقطة انفجرت وتحولت إلى هذا الكون الذي نحيا فيه، وكانت أولى مراحل هذا التحول تحولها إلى حالة من الدخان، ولذلك تأتى هذه الآية القرآنية الكريمة:

    " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ " (فصلت:11).

    قال الله ـ تعالى ـ:
    " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (الذاريات:47).
    و المقصود بلفظ بأيد أى بقوة و اقتدار، ومنه قوله ـ تعالى ـ:
    "
    وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ "
    أي ذا القوة. وموسعون أى جعلنا بينها وبين الأرض سِعَة.

    لقد لاحظ عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل عام 1929 بواسطة التلسكوب أن النجوم والمجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة، و فى نفس العام أكد العالمان الفلكيان "همسن" و"هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي.
    ولتقريب هذه النظرية الى الأذهان فاننا نعطي مثالاً بتجربة مختبرية تعتمد على أنه لو أن هناك مصدر للضوء وهذا المصدر يرصد عن طريق تحليل الضوء فى منشور زجاجى فإن الضوء يتحلل الى أطيافه السبعة ـ وهى الأحمر والبرتقالى والأصفر والأخضر والأزرق والنيلى والبنفسجى ـ فاذا كان المصدر يتحرك بعيداً عن الراصد فنلاحظ أن حزمة الأطياف هذه تنزاح كلها إلى اللون الأحمر، أما اذا كان المصدر يقترب من الراصد فإن حزمة الأطياف تنزاح كلها إلى اللون الأزرق أو البنفسجى، و بنفس الأسلوب يمكننا دراسة النجوم وهل هي تقترب منا أو تبتعد عنا عن طريق تحليل الضوء القادم من النجم، فعندما رصد العلماء النجوم لاحظوا أنها تبتعد عنا؛ لأن حزمة الضوء تنحاز إلى اللون الأحمر، واكتشف العلماء أن المجرات بما تحويه من النجوم هي التي تتباعد عن بعضها البعض بطريقة مستمرة ودائمة، وبذلك فسر العلماء هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن توسع الكون نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها.

    وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة، ولقد أسقطت ظاهرة توسع الكون فرضية أزلية الكون، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية.

    وبالتالى فان وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو دلالة لفظ " لَمُوسِعُونَ " الذي يفيد الماضي والحاضر والمستقبل على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، وهي بذلك تكون شهادة صدق بأن القرآن الكريم هو كلام الله، وأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
    " ... مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:3، 4).






    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-23, 01:27 AM.

    تعليق


    • #3
      تسلم استاذي محمد عامر ، وباذن الله لي عوده للموضوع ومشاهدته كاملا مع التمعن بخلق الله سبحانه وتعالى ،
      استاذ محمد عامر لدي سؤال لم اجد اجابة عليه ؟ هل صحيح أن مانسمعه من صوت طنين وخاصة اذا كنت في العراء وفي جو هادئ جدا جدا مثل في الصحراء ، هل هذا الصوت هو صوت الانفجار العظيم الذي لايزال مستمرا تردده ؟

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة الوافي مشاهدة المشاركة
        تسلم استاذي محمد عامر ، وباذن الله لي عوده للموضوع ومشاهدته كاملا مع التمعن بخلق الله سبحانه وتعالى ،
        استاذ محمد عامر لدي سؤال لم اجد اجابة عليه ؟ هل صحيح أن مانسمعه من صوت طنين وخاصة اذا كنت في العراء وفي جو هادئ جدا جدا مثل في الصحراء ، هل هذا الصوت هو صوت الانفجار العظيم الذي لايزال مستمرا تردده ؟


        اخى العزيز الوافى

        اهلا بك ومرحبا ، نورت المنتدى بمرورك الكريم

        بالنسبة لسؤالك فعلى حسب علمى المحدود انة فى سنة 1965 اكتشف باحثان وهما أرنو بنزِياسArno Penzias وروبرت ويلسونRobert Wilson بالمصادفة شكلا من أشكال الإشعاع لم تتم ملاحظته حتى ذلك الحين ويعرف هذا الإشعاع باسم ''إشعاع الخلفية الكونية''cosmological background radiation''، ولم يكن يشبه أي شيء آت من أي مكان آخر في الكون لأنه كان متماثلا بشكل غير عادي كما أنه لم يكن مركزاً في مكان واحد ولم يعرف له مصدر محدد، وبدلاً من ذلك، كان موزعاً بالتساوي في كل مكان وسرعان ما أدرك العلماء أن هذا الإشعاع هو من بقايا الانفجار العظيم، الذي كان لا يزال يتردد صداه منذ اللحظات الأولى لهذا الانفجار .

        لقد كان جامو محقا تماماً، لأن تردد الإشعاع كان مساوياً تقريبا للقيمة التي توقعها العلماء وقد حصل بنزِياس وويلسون على جائزة نوبل عن اكتشافهما لقد استغرق جورج سموتGeorge Smoot وفريقه التابع لوكالة ناسا ثماني دقائق فقط لتأكيد مستويات الإشعاع التي وصفها بنزِياس وويلسون، وذلك بفضل القمر الصناعي الفضائي كوبي COBE فقد حققت أجهزة الإحساس الموجودة على متن القمر الاصطناعي نصراً جديداً لنظرية الانفجار العظيم لأنها أثبتت وجود الشكل الحار الكثيف لإشعاع الخلفية الكونى الذي تبقى من اللحظات الأولى للانفجار العظيم وحتى يومنا هذا ،وسأحاول البحث عن امكانية وجود الصوت حتى الان واظن انة موجود لان الصوت عبارة عن طاقة وكما نعلم جميعا ان الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن يمكن ان تتحول الى اشكال اخرى

        تعليق

        يعمل...
        X