إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرجع مهم لوجود اليهود فى مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرجع مهم لوجود اليهود فى مصر

    بحث مهم فى تاريخ اليهود فى مصر ..

    وعصر نزول الانبياء ...


    حظيت مصر بمنزلة عظيمة ، و مكانة رفيعة في جميع الكتب المقدسة لا سيما " العهد القديم " أو " التوراة " و " القرآن الكريم " . فقد ذكرت مصر في أسفار التوراة كما لم تذكر بلد أخرى ، و يقال إن مصر وردت في التوراة باللفظ قرابة الألف مرة ، هذا بخلاف ما ذكر من ملوكها ، و مدنها و بقاعها الشريفة كأرض سيناء المباركة ، و جبل موسى ، و الوادي المقدس ، و شجرة العليقة المشتعلة ، و طور سيناء ، و بحر سوف ، و بئر شعيب ، و عيون موسى ....... إلخ .

    و لا يعرف من بقاع الدنيا بقعة طاهرة و تجلى فيها الله ، و كلم الأنبياء فيها كأرض مصر ، فهي مهد أول الأديان السماوية ، و مهبط أول الكتب المقدسة ، الذي أوحاه الله إلى كليمه موسى - عليه السلام - . و مصر هي البلد الوحيد التي شرفها الله في القرآن الكريم ، حيث ذكرت فيه باللفظ خمس مرات .

    و على تراب مصر الطاهر ، ولد و عاش الكثير من الأنبياء و الصالحين عبر تاريخها المديد و منهم " إدريس - إبراهيم – إسماعيل – يعقوب – يوسف – موسى – هارون – عيسى المسيح و السيدة مريم العذراء " – صلوات ربي و سلامه عليهم جميعاً - . كما تزوج من نساء مصر كثير من أنبياء الله و رسله ، و هو فضل عظيم شرفت به أرض الكنانة .

    و تعتبر " التوراة " أو " العهد القديم " بمثابة كتاب تاريخي قيم ، يعج بأحداث و شخصيات ، و كذلك إحصائيات و تأريخيات على قدر كبير من الأهمية ، التي من الممكن أن يستفيد بها المؤرخون و المهتمون بربط التاريخ بما ورد في الكتب المقدسة .

    فأسفار التوراة تحدثنا عن عشرات الأنبياء و الصالحين الذين عاشوا على أرض الكنانة ، و باركوا ترابها و شعبها ، و تحكي لنا هذة الأسفار حياة هؤلاء الأنبياء بإسهاب لن تجده فى أي كتاب أخر ، و تكون تلك المعلومات سيرة كاملة لهؤلاء الأنبياء بكل تفاصيلها الدقيقة ، من ميلاد النبي و حتى وفاته .

    كما تحكي التوراة و أسفارها أحداثاً هامة لخمسة من ملوك مصر ، ذكروا صراحة بأسمائهم و هم " نخو ( نخاو الثانى ) ، و شيشق ( شيشانق الأول ) ، و ترهاقة ( طهرقا ) ، و حفرع ( ؟ ) ، , الملك سوا ( ؟ ) " . هذا بخلاف الملوك المصريين الآخريين الذين تحدثت عنهم التوراة دون أن تخبرنا عن أسمائهم و نعتتهم باسم " فرعون مصر " أو " ملك مصر " . كما تحدثت التوراة عن أكثر من " أربعين " مدينة مصرية ، بعض هذة المدن وردت كما نعرفها من خلال المصادر التاريخية مثل مدن " رعمسيس - فيثوم - أون - مجدل - سكوت - سيناء – أسوان و كوش .. إلخ .

    كما ذكر في التوراة الكثير و الكثير عن فترة الوجود الإسرائيلي أو وجود بني إسرائيل في مصر الفرعونية منذ قدوم نبي الله يوسف – عليه السلام – إلى أرض مصر ، ثم مجئ نبي الله يعقوب أو " إسرائيل " – عليه السلام – و بنيه الأسباط إلى أرض مصر ، ثم تحكي لنا عن الفترة التي قضاها بنى إسرائيل في مصر ، نهايةً بهروب بنى إسرائيل من مصر و خروجهم منها على يد فرعون الخروج ، هذا الملك الذي ثارت حوله العديد من الأقاويل و الآراء و النظريات .


    يتبع ...........

  • #2
    الفصل الأول

    أولاً : اليهود في مصر


    يرجع اليهود في الأصل لإحدى الشعوب السامية التي كانت تعيش فى أرض " الكلدانيين " في بلاد النهرين . و كانت هذة القبائل تعيش تحت حكم رؤساء يدعون الكهنة أو البطاركة . و الكاهن أو البطريق هو شيخ القبيلة ، فكانت له سلطات واسعة على الأشخاص و الممتلكات . كما كان الأب الكاهن و القاضي و قائد الحرب ، فجعلته سلطاته على علاقة مباشرة مع الرب .

    كانت حياة هذة القبائل جميعاً قائمة على نظام رعوي بدائي ، فكانوا ينتقلون من مكان لآخر بقطعانهم عندما تنضب المياه أو عند جفاف المراعي . فقد رحلت هذة القبائل من بلاد النهرين إلى أرض كنعان مع نبي الله إبراهيم – عليه السلام – فإضطروا لعبور نهر الفرات و هذا ما جعل المؤرخون يطلقون عليهم " العابيرو " أو " العبرانيين " . و هناك من يذهب به الإعتقاد أن تسمية هذة الجماعات بالعبرانيين نسبة إلى الجد الخامس للنبي إبراهيم – عليه السلام – و الذي يدعى " عابر " . كما أن أسفار التوراة نفسها تطلق عليه " إبرام العبراني "( فَأَتَى مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيَّ. ) .

    و مما لا شك فيه أن هذة التسمية تثير حولها الكثير من الجدل و الشبهات ، لأن هذا النص التوراتي يجعل من بني الله إبراهيم – عليه السلام – جدهم وحدهم و ليس لأحد أخر فهم قد تسموا على اسمه . و هذا قول مغلوط و غير دقيق ، و ليس بصحيح من الناحية التاريخية ، فإبراهيم – عليه السلام – هو جد العرب أيضاً ، فقد كان أباً للنبي إسماعيل – عليه السلام – ابنه الأكبر الذي ينتسب إليه العرب جمعياً و يسمون " العرب المستعربة " . فلو كان النبي إبراهيم هو أول العبرانيين ، فإن النبي إسماعيل و نسله أيضاً ينتسبون بالتبعية للعبرانيين مثل أخيه الأصغر النبي إسحاق – عليه السلام – و من جاء من نسله من الأنبياء و هذا أمر غير منطقى و غير مقبول .

    فمن المنطق التاريخي أن يطلق على النبي يعقوب – عليه السلام – و بنيه الأسباط أول العبرانيين " اليهود " لأنهم عبروا أيضاً النهر قادمين من أرض العراق إلى أرض فلسطين ، فيعقوب – عليه السلام - هو الجد المباشر لليهود . و ما يدعم هذا الإفتراض أن الإسرائليين بإسمهم ينتسبون إلى نبي الله يعقوب و الذى يسمى أيضاً إسرائيل ، كما يعتقد البعض أن تسمية اليهود أنفسهم مأخوذة من اسم أحد أبناء يعقوب – عليه السلام – و يدعى يهوذا ، الذي يعتقد اليهود إنه بعد السبي البابلي عام 586 ق . م قد قضي على جميع نسل الأسباط الأخريين و لم يبقى إلا نسل السبط المنتمي إلى يهوذا فتسموا بإسمه . و هذا يعضد الرأى القائل بأن اليهود ينتمون إلى النبي يعقوب أو إسرائيل هو الجد المباشر لليهود و ليس النبي إبراهيم .

    و يعد " العبرانيون " رابع قوم هاجروا إلى المنطقة التي تشغل الآن حيز بلاد الشام ، و هؤلاء الأقوام هم " الأموريون ، و الكنعانيون ، و الآراميون ، و العبرانيون " . و كان دخول " العبرانيون " إلى أرض فلسطين " أرض كنعان " في ثلاث هجرات ، بدأت الهجرة الأولى من بلاد النهرين مع النبي إبراهيم – عليه السلام – حوالي القرن 18 ق . م ، أما الهجرة الثانية فقد وقعت إبان القرن الـ 14 ق . م ، و هم " العبرانيون " الذين عاصروا عهد الملك " إخناتون " ، و قد كانت لهذة الهجرة علاقة بـ " الآراميين " . أما الهجرة الثالثة فكانت من مصر ، و يمثلها خروج بني إسرائيل من مصر مع النبي موسى – عليه السلام – أواخر القرن الـ 13 ق . م .

    أما عن النبي إبراهيم – عليه السلام – فهو إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشاذ بن سام بن نوح – عليه السلام - . و يقول " ابن كثير " إن والد النبي إبراهيم – عليه السلام – يدعى تارح أو " آزر " ، و قد كان يبلغ من العمر الـ 75 سنة لما أنجب إبراهيم . و كان إبراهيم أوسط إخوته " ناحور " و " هاران " و هو والد النبي لوط – عليه السلام - .

    و قد ولد النبي إبراهيم في بلدة " أور " الكلدانية بأرض العراق القديم ، ثم إنتقل منها إلى أرض " كنعان " بفلسطين ، ثم منها إلى مصر . و يقول " يوسيفوس " المؤرخ اليهودي المشهور إن إبراهيم – عليه السلام – قد تزوج سارة ابنة أخيه هاران .

    و يحكي لنا " سفر التكوين " عن سبب قدوم النبي إبراهيم إلى مصر ، أنه بعد أن ضرب الجوع و الجفاف أرض " كنعان " بفلسطين ، إرتحل النبي إبراهيم و قومه إلى أرض مصر حيث الإستقرار و الأمان ، و قد كان بصحبته زوجته سارة أو كما تذكرها أسفار التوراة باسم " ساراي " و ابن أخيه النبي لوط – عليه السلام - . و يوضح لنا " سفر التكوين " أن النبي إبراهيم قال لزوجته سارة إنه قد يتعرض للقتل من المصريين بسبب حسنها الفائق و جمالها الشديد ، و لذلك طلب منها أن تقول بإنه أخيها و ليس بزوجها .

    " وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ إمْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ إمْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ إمْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ» " . ( سفر التكوين، الإصحاح الـ12، الآية 11:13 )

    أما عن فترة قدوم النبي إبراهيم إلى مصر فهي محطة خلاف بين العلماء ، و لكن يعتقد بعض علماء المصريات أن مجئ النبي إبراهيم إلى مصر كان خلال حكم الملك " سنوسرت الثاني " حيث عثر على نقش غاية في الأهمية بمقبرة خنوم حتب أحد نبلاء عصره بمنطقة " بني حسن " بمحافظة المنيا ، يمثل هذا النقش مجموعة من البدو عددهم ( 37 ) شخص يقودهم شيخ أو قائد يدعى " إبشا " أو " إباشا " و الذي يعتقد البعض إن هذا المنظر يمثل مجئ النبي إبراهيم ( ؟ ) إلى أرض مصر . و قد أخذ " إبشا " لقب و هو " حقا – خاست " و الذي يعني " حاكم البلد الأجنبية " ، و التي يعتقد د / عبد الحليم نور الدين و مجموعة من العلماء الأخرين أن صيغة الجمع من هذا اللقب و التي ستكون " حقاو – خاسوت " و التي تعني " حكام البلاد الأجنبية " هي الأصل لكلمة " هكسوس " .

    و يبدو من التوراة أن مجئ النبي إبراهيم إلى مصر لم يكن أمراً ذا أهمية عند المصريين ، و هو ما تؤكده المصادر التاريخية المصرية التي لم تذكر شيئاً مؤكداًَ عن هذا الأمر ، غير أن قدومه إلى أرض مصر أصبح عند اليهود بداية أسطورة .

    أما عن الفترة التي قضاها إبراهيم – عليه السلام – فى مصر و دعوته للمصريين فيتحدث المؤرخ " يوسيفوس " قائلاً :
    " و طفق إبراهيم يباحث علماء مصر ( الكهنة ) فازدادت شهرته بالعلم و الفضيلة . و لما رأى إبراهيم أن المصريين متشبثون بعادات شتى يخالف بعضهم بعضاً ، و يعادي بعضهم بعضاً لأجلها جعل يناقشهم فيها كل فريق على حدة ، و يبدي لهم جميعاً أنها ليست على شئ من الحق . و قد حل بذلك محل الإعجاب به ، فيعلمون أنه لم يكن على نصيب وافر من الفطنة و حسب ، بل كان كذلك عظيم القدرة على إقناع سامعيه في كل موضوع تناوله . و قد أطلعهم إبراهيم على علم الحساب و قوانين الفلك ، و لم يكن أحد من المصريين على علم بها قبل قدوم إبراهيم ، و إنما جاءت من الكلدان إلى مصر ، ثم من مصر إلى الإغريق ......... " .


    و يروي " سفر التكوين " أيضاً باقي قصة النبي إبراهيم فى مصر ، فتروي لنا أن ملك مصر - الذي لم تذكر لنا التوراة اسمه - قد أعطى الكثير من الأغنام و المواشى و الذهب و الفضة لنبي الله إبراهيم – عليه السلام – بسبب سارة . و عاش النبي إبراهيم في مصر فترة لم تحددها التوراة ، و لكن من الواضح إنها فترة ليست بقصيرة ، و من الواضح أيضاً إنه لم يرتحل من مصر عائداً إلى أرض " كنعان " إلا بعد إنتهاء فترة الجفاف التي ضربت فلسطين آنذاك ، و يذكر " يوسيفوس " نقلأ عن " أرتبانوس "أن النبي إبراهيم قد أقام بمصر عشرين سنة . كما أعطى ملك مصر لإبراهيم – عليه السلام – جارية مصرية حسناء تدعى " هاجر " و التي سيتزوجها فيما بعد و ينجب منها بكره " إسماعيل " .

    " فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَإمْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ. وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيّاً جِدّاً فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ " . ( سفر التكوين، الإصحاح الـ13، الآية 1 : 3 )

    و لا جدال أنه من خلال الروايات التوراتية نفسها يمكننا أن ندرك إلى أي مدى كان فرعون مصر الذي عاصر قدوم النبي إبراهيم – عليه السلام – إلى مصر كام ملكاً كريماً ، أكرم إستقبال و وفادة نبي الله و أهله و أعطاهم من خيرات مصر الكثير .


    يتبع ......

    تعليق


    • #3
      و بعد مرور قرنين من الزمان تقريباً ، جاء النبي يوسف – عليه السلام – إلى أرض مصر ، و كان صبياً لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره . و كما يروى لنا " سفر التكوين " أن النبي يوسف قد خدم في بيت قائد الشرطة المصري و الذي يدعى " فوطيفار " . و حدث أن راودت زوجة هذا الرجل يوسف عن نفسه فأبى و إستعصم بالله . فلما لم يخضع لها يوسف ، إدعت عليه بالباطل أمام زوجها فدخل يوسف السجن على إثر ذلك ، عقاباً له على جرم لم يرتكبه . فقدر الله له مكافأة له فأعجب به فرعون مصر ، لما أظهر من حكمة و ذكاء ، و كذلك قدرات فائقة على تفسير الأحلام . و لذلك جعله الفرعون وزيراً على كل أرض مصر ، كما أعطى له السلطات لإدارة شئون البلاد .

      و قد دعى يوسف أباه يعقوب و أخوته الأسباط للمجئ إلى مصر ليستقروا بها ، و أن يتركوا حياة البدو و الترحال . و قد أسكنهم يوسف – كما يذكر سفر التكوين – في أرض جاسان ، ثم ذكر نفس السفر في نفس الإصحاح إنهم قد سكنوا أرض رعمسيس بشرق الدلتا بأمر فرعون . و يعتبر قدوم النبي يعقوب و أبنائه إلى مصر هي البداية الفعلية للوجود اليهودي فى مصر ، و يعتقد الكثيرون أن هذة الفترة كانت إبان حكم الهكسوس لمصر .

      و يذكر المؤرخون أن اليهود إستطاعوا التقرب من زعماء الهكسوس ، حتى نالوا ثقتهم ، و خاصةً أن يوسف – عليه السلام – كان ذي سلطان عظيم حينها . و هو ما جعل اليهود يعيشون حياة مرفهة ، كما تمتعوا بإمتيازات عديدة في هذة الفترة .

      و لكن بعد حروب كثيرة إستطاع المصريون بقيادة الملك " أحمس " أن يحققوا النصر على الهكسوس ، و أن يطردوهم خارج البلاد ، بل و تتبع لفلولهم الهاربة حتى أرض فلسطين . حينها بدأت المتاعب تدق باب البهود ، حيث فقدوا الكثير من الإمتيازات التي كانوا يتمتعون بها إبان حكم الهكسوس . و بدأوا يعيشون حياة العبودية و السخرة – كما تزعم التوراة – و جعلهم ملك مصر يشيدون مدينتي مخازن هما " رعمسيس " و " فيثوم " .

      " ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ. " . ( سفر الخروج ، الإصحاح الأول ، الآية 8 : 11 )

      ويرى بعض المؤرخون أن المصريين أخذوا على بني إسرائيل تقربهم الشديد من الهكسوس الذين كانوا محتلين لمصر . و كان المصريون يخشون أن ينضم اليهود لأعدائهم ، إذا حدث قتال . و لذلك تغيرت معاملة المصريين معهم ، و هنا بدء اليهود يتسللون شرقاً عبر الحدود هرباً من مصر .

      و من سبط " لاوي " أو " ليفي " بن يعقوب ولد النبي موسى بن عمرام " عمران " ، أهم و أشهر أنبياء بني إسرائيل على الإطلاق . و لا شك أن ظهور موسى يمثل مرحلة فارقة في تاريخ اليهود . فقد إختاره الرب ليقود بني إسرائيل خارج مصر تجاه أرض فلسيطن . و على الرغم من المعجزات و الآيات البينة و الخوارق التي قام بها موسى أمام فرعون ، إلا إنه ظل يرفض رحيل بني إسرائيل من مصر . غير أن الخروج قد تم بعد أن مات " ابن فرعون " كما تقول التوراة ، و ذلك كما يروي سفر الخروج ، و هو السفر التوراتي الذي يتحدث عن خروج بني إسرائيل مع موسى ، و ما عاصر تلك الفترة من أحداث ، و كذلك المعجزات . بالرغم من عدم ذكر اسم فرعون مصر ، الذي عاصر هذة المرحلة المهمة من حياة بني إسرائيل .

      و بحسب التوراة فإن بني إسرائيل قد عاشوا في مصر حوالى 430 سنة ، و هي فترة زمنية طويلة ، كما أن عليها خلاف كبير بين المؤرخين :

      " وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. "

      و تذكر النصوص المصرية أجداد اليهود بـ " العابيرو " ، كما ذكروا بذلك في النصوص البابلية و الحيثية . و قد وضحت هذة التسميات جلية في مراسلات " تل العمارنة " من عهد الملك " أمنمحات الثالث " ، وعهد ابنه الملك " إخناتون " .

      و على الرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي عاشها اليهود في مصر ، إلا أن المصادر المصرية لا تذكر شيئاً عنهم . و قد ظهر اسم " إسرائيل " أو كما كتب " إسرائير " لأول مرة معروفة لدينا حتى الآن ، في الآثار المصرية على أحد النصب التذكارية التي تحتفي بإنتصار الملك " مرنبتاح " على أعدائه ، و منهم " التحنو ، و الحيثيين ، و جازر ، و خارو " . و يذكر الملك : " إسرائيل أبيدت ، و لم تعد لها بذرة " .

      كما عثر فى منطقة " صوليب " ببلاد النوبة على نقش تمثل قوائم البلاد التي إنتصر عليها الملك " أمنحتب الثالث " ، و من بينها قبائل تدعى " الشاسو " ، و كذلك أرض " شاسو يهوه ". و هي من المرات القليلة النادرة التي تكشف لنا المصادر المصرية عن معرفة المصريين لقبيلة يهودية ، و تذكر اسم إلهها و يدعى " يهوه " .

      و قد أرجع البعض ندرة ذكر القبائل العبرانية في المصادر المصرية القديمة إلى أن المصريين كانوا يعتبرون هذة القبائل مجرد قبائل بدوية ليس لها قيمة ، و لهذا لم تكن تمثل هذة القبائل أهمية لفرعون مصر ، و لا حتى للمصريين أنفسهم . و لكن أسفار التوراة على النقيض تماماً ، فهى تعج بتفاصيل العلاقات بين المصريين و القبائل العبرانية .

      و لكن فى نفس الوقت يلاحظ فى سفري " التكوين " و " الخروج " أن كاتب التوراة لم يدون أسماء ملوك مصر الذين عاصروا الأنبياء " إبراهيم ، و يوسف ، و موسى " خلال وجودهم في أرض مصر . و ربما يعذو ذلك إلى إنه أراد أن يتيح لنفسه فرصه الإنتماء للزمن الذي يراه مناسباً لأهدافه و لمآربه .


      يتبع .....

      تعليق


      • #4
        ودى المراجع كلها للاستفاده منها برضوا لو احببتم

        المراجع العربية

        1 القرآن الكريم .
        2 العهد القديم " التوراة " .
        3 ابن الكندي ، فضائل مصر المحروسة ، هيئة الكتاب ، 1997 م .
        4 ابن جرير الطبري ، تاريخ الرسل و الملوك ، ج 2 دار المعارف ، 1987 م .
        5 ابن كثير ، قصص الأنبياء ، المكتبة الإسلامية ، 2002 م .
        6 أحمد الجبالي ، أشهر النساء في التاريخ ، القاهرة ، 1968 م .
        7 أحمد حسين ، ، موسوعة تاريخ مصر ، ج 5 ، هسئة الكتاب ، 1993 م .
        8 أحمد شلبي ، اليهود ، القاهرة ، 1997 م .
        9 أحمد عبد الحميد يوسف ، مصر في القرآن و السنة ، القاهرة ، 1981 م .
        10 أحمد عثمان ،غريب في وادي الملوك ، القاهرة 1989 م .
        11 أحمد قدري ، المؤسسة العسكرية في عصر الإمبراطورية ، هيئة الآثار المصرية ،القاهرة ، 1985 م .
        12 إسماعيل حامد ، مصر في أسفار التوراة ، القاهرة ، 2007 م .
        13 إسماعيل حامد ، رمسيس الثاني و فرعون موسى ، القاهرة ، 2008 م .
        14 إسماعيل حامد ، إخناتون الفرعون الموحد ، القاهرة ، 2008 م .
        15 ج . فريزر ، الفكلور في العهد القديم ، ج 2 ، دار المعارف ، 1982 م .
        16 خالد علي نبهان ، فرعون موسى ، القاهرة ، 2005 م .
        17 رشدي البدراوي ، قصص الأنبياء و التاريخ ، ج 4 ( فرعون موسى ) ، القاهرة ، 2005 م .
        18 سعيد ثابت ، فرعون موسى ، ج 2 ، دار المدينة المنورة ، 1992 م .
        19 سعيد عبد الحفيظ ، موجز تاريخ مصر القديم و حضارتها ، القاهرة ، 1998 م .
        20 سليم حسن ، موسوعة مصر القديمة ، ج 5 ، هيئة الكتاب ، 2000 م .
        21 سليم حسن ، موسوعة مصر القديمة ، ج 9 ، هيئة الكتاب ، 2000 م .
        22 سليم حسن ، الأدب المصري القديم ، القاهرة ، 1990 م .
        23 سيد توفيق ، تاريخ العمارة المصرية القديمة ( الأقصر ) ، القاهرة ، 1990 م .
        24 عباس محمود العقاد ، إبراهيم أبو الأنبياء ، القاهرة ، 2005 م .
        25 عبد الحليم نور الدين ، تاريخ و حضارة مصر القديمة ، ج 1 ، القاهرة ، 2009 م .
        26 عبد الحليم نور الدين ، اللغة المصرية القديمة ، القاهرة ، 1998 م .
        27 عبد العزيز صالح ، الشرق الأدنى القديم ، ج 1 ، القاهرة ، 1990 م .
        28 عبد المنعم عبد الحليم سيد ، المغالطات و الإفتراءات الصهيونية على تاريخ مصر الفرعونية ، القاهرة ، 2000 م .
        29 عبدالوهاب المسيري ، في الخطاب و المصطلح اليهودي ، القاهرة ، 2005 م .
        30 عبدالوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ( الموسوعة الموجزة ) ، ج 1 ، القاهرة ، 2006 م .
        31 علي عبد الواحد ، اليهود و اليهودية ، القارة ، 1986 م .
        32 قليني نجيب ، فرعون موسى ، دار حورس ، 1992 م .
        33 محسن شومان ، اليهود في مصر العثمانية ، ج 1 ، هيئة الكتاب ، 2000 م .
        34 محسن شومان ، اليهود في مصر العثمانية ، ج 2 ، هيئة الكتاب ، 2000 م .
        35 محمد إبراهيم بكر ، صفحات مشرقة من تاريخ مصر ، هيئة الكتاب ، 1992 م .
        36 محمد أبو رحمة ، الإسلام و الديانة المصرية القديمة ، القاهرة ، 2005 م .
        37 محمد بيومي مهران ، مصر و الشرق الأدنى القديم ، ج 3 ، القاهرة ، 1995 م .
        38 محمد قاسم ، التناقض في تواريخ و أحداث التوراة ، ( جامعة قطر ) ، القاهرة ، 1992 م .
        39 ول ديورانت ، قصة الحضارة ، ج 2 ، القاهرة ، 1975 م .
        40 ول ديوانت ، قصة الحضارة ، ج 11 ، القاهرة ، 1975 م .
        41 يوسيفوس فلافيوس ، تاريخ اليهود ، جمع الراهب : أنطونيوس الأنطوني ، القاهرة ، 2006 م .



        المراجع المُعربة

        42 أ . ل . رانيلا ، الماضي المشترك بين العرب و الغرب ، ترجمة : نبيلة إبراهيم ، الكويت ، 1999 م .
        43 إنجيل برنابا ، ج 10 ، ترجمة : خليل سعادة ، تقديم : محمد رشيد رضا ، القاهرة ، 1995 م .
        44 جورج بونزر ، معجم الحضارة المصرية القديمة ، ترجمة : أمين سلامة ، القاهرة ، 1996 م .
        45 سيجموند فرويد ، النبي موسى و التوحيد ، ترجمة : عبد المنعم الحفني ، القاهرة ، 2005 .
        46 سيريل ألدريد ، أخناتون ، ترجمة : أحمد زهير أمين ، هيئة الكتاب ، 1992 م .
        47 كتشن ، رمسيس الثاني فرعون المجد و الإنتصار ، ترجمة : أحمد زهير أمين ، هيئة الكتاب ، 1997 م .
        48 لوينارد كوتريل ، الموسوعة الأثرية العالمية ، ترجمة : محمد عبد القادر محمد و ذكي إسكندر ، هيئة الكتاب ، 1997 م .
        49 واليس بدج ، توت عنخ آمون ، ترجمة : هشام كمال احناوي ، المكتبة الأكاديمية ، 2001 م .



        المراجع الأجنبية



        50 C. S. Major Jarvis , Yesterday & Today in Sinai , London , 1936
        51 F. Kenyon , The Bible & Archaeology , London , 1940
        52 Hedrick V. Loon , The Story of Mankind , London , 1945
        53 L. Cottrell , The Anvil of Civilization , London , 1957
        L. Sabel , Great 1000 Events , New York , 1979

        تعليق


        • #5
          ثانياً : الفرق اليهودية

          هي فرق تختلف فيما بينها من حيث النشأة و الزمن ، و كما تتباين من حيث المعتقدات و الطقوس و الشعائر التي تمارسها كل فرقة يهودية . فمن هذة الفرق من تكفر الأخرى ، و تنكر على الأخرى إيمانها . و منها من يؤمن بأسفار دون الأخرى . و منها من يؤمن ببعض أنبياء بني إسرائيل ، و لا تؤمن ببقية الأنبياء الأخريين . و هناك بعض الفرق اليهودية التي تؤمن بالتلمود ، و منها فرق أخرى لا تؤمن به . كما أن من بين هذة الفرق من يؤمن بالبعث و اليوم الأخر و منها فرق لا تؤمن بذلك .

          و إبان " العصور الإسلامية " حاول اليهود المصريون أن يعينوا أحدهم على أن يكون مسئولاً عن جميع الطوائف اليهودية أمام السلطات . و برز ذلك خلال " العصر الفاطمي " ، حيث ظهر منصب " الناجد " ، و هو رئيس عام لكل الفرق و الطوائف اليهودية . و هو الرئيس الأعلى لحاخامات اليهود ، و مدرسة الفسطاط الدينية ، كما كان مسيطراً على كل شئون الجماعة اليهودية. و كان له الحق فى إختيار الحاخامات و الكهنة ، و كما كان له الحق فى إختيار الموظفين الدينيين . و كان الناجد غالباً ما يتم إختياره من طائفة " الربانيين " ، و كان يعين رسمياً من قبل الدولة بوصفه " زعيم اليهود " .

          و كان أول من تولى منصب الناجد " مبارك بن سعدية " طبيب البلاط الفاطمي عام 1095 م. غير أن أشهر من تولى هذا المنصب هو العالم و الحاخام " موسى بن ميمون " المولود فى قرطبة بالأندلس ( 1135 – 1204 م ) ، و الذي يلقب بـ " موسى الثاني " ، حيث يعد من أهم فلاسفة و علماء اليهود على مر التاريخ .

          جاء " موسى بن ميمون " إلى مصر عام 1165 م ، و كان يبلغ من العمر ثلاثون عاماً ، و قد عاش في مصر حتى وفاته عام 1204 م . و كان ابن ميمون طبيباً خاصاً لنورالدين علي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي . كما تولى ابنه " إبراهام " هذا المنصب الرفيع عام 1237 م .

          غير أن الخلافات المستمرة بين أبناء الطوائف اليهودية أضعفت هذا المنصب ، و وقفت هذة الخلافات حائلاً دون دعم سلطة " الناجد " ، و قد إختفي هذا المنصب أوائل القرن الـ 15 الميلادي، و إقتصر الأمر على مجرد وجود " ريس للربانيين " ، و " شيخ للقرانين " ، و " كبير للسامرة " لتسيير أمور و شئون كل فرقة على حدة .


          يتبع .........

          تعليق


          • #6
            الفصل الثاني

            أولاً : مجئ بنى إسرائيل لمصر و إستقرارهم بها


            يعد قدوم نبي الله يوسف – عليه السلام – إلى مصر ، ثم من بعده أبوه نبي الله يعقوب أو " إسرائيل " – عليه السلام – و أبناءه الأسباط هو بداية الوجود الإسرائيلي الحقيقي في مصر الفرعونية . حيث إختلط اليهود في هذة الفترة – و التي يعتقد المؤرخون إنها إبان حكم الهكسوس – بالشعب ، لإنهم إستقروا بمصر . حيث مَثَل اليهود في مصر أقلية في هذة الفترة . و يعتقد المؤرخ " يوسيفوس " إنهم لم يختلطوا بالهكسوس ، و لكن كان اليهود أنفسهم هم الهكسوس .

            أما عن النبي يوسف فهو " يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم " – عليهم السلام - ، كما كان يلقب بـ " يوسف الصديق " ، و هو أحد أسباط بني إسرائيل الإثني عشر . و قد استخدام اسم " يوسف " بأشكال لغوية متباينة منها : " يوسي ، و يوشي ، و يوساب ، و جوزيف " . و قد يكون اسم يوسف مشتق من اللفظ " يهوه سف " أو " يهوه ساب " .

            و أقرب التسميات المصرية القديمة ليوسف هي " يويا " ، و كما نعرف فإن أشهر من حمل هذا الاسم هو الأمير " يويا " والد الملكة " تي " زوجة الملك " أمنحتب الثالث " ، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر . و هناك من يعتقد أن " يوسف " و " يويا " كانا شخصاً واحداً . و يقول " جيمس فريزر " أن عصر الشيوخ و الآباء عند بني إسرائيل ينتهي بموت النبي يوسف .

            كان يوسف أحب أبناء يعقوب إلى قلبه ، كما كان ابناً لأحب زوجاته الأربع و التي تدعى " راحيل " . و قد تسبب إيثار يعقوب ليوسف أن غار أخوته منه ، و اتفقوا على أن يتخلصوا من يوسف . و لذا ألقوه في البئر ، ثم باعوه إلى قافلة من التجار المديانيين أو " الإسماعيليين " كانت متجهة إلى مصر ، و ذلك مقابل مبلغ زهيد قرابة عشرين قطعة من الفضة ، و كان يوسف في السابعة عشر من عمره .

            وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ رَجُلٌ مِصْرِيٌّ مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحاً. وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ .
            ( سفر التكوين ، الإصحاح الـ 39 ، الآية 1 : 2 )

            و قد اشترى يوسف قائد الشرطة بمصر ، و الذي كان يدعى " فوطيفار " ، و يذكره القرآن الكريم بأنه " عزيز مصر " أي وزير الملك . كما أن بعض كتب التاريخ القديمة تدعوه بـ " قطفير بن روحيب " . و لأن الله وهب يوسف جمالاً و حسناً لا نظير لهما بين الرجال ، فراودته زوجة فوطيفار ، و التي يدعوها بعض المؤرخون باسم " زليخة " و " زليخا " و كذلك تدعى " راعيل " ، و يقال أن اسم " زليخة " هو الاسم الفارسي لزوجة فوطيفار . إلا أن يوسف رفض أن يرتكب المعصية ، فإدعت هذة المرأة عليه بالكذب ، مما أدى إلى دخول يوسف السجن .

            و قد أثاب الله يوسف خيراً على طاعته و رفضه ارتكاب الفاحشة ، و كذلك صبره على البلاء ، حيث أعجب به فرعون مصر و بقدرته الفائقة على تفسير الأحلام و الرؤى . و لما لاحظ ملك مصر في يوسف الكثير من الحكمة ، و حسن التدبير و التصرف ، جعله وزيراً على أرض مصر . و كان يوسف يبلغ الثلاثين من عمره آنذاك ، أي بعد 13 سنة من قدومه إلى مصر

            و يذكر " ابن الكندي " أن يوسف بنى مدينة الفيوم الحالية بالوحي ، و يقول أنه ليس في الدنيا بلد بنى بالوحي غير الفيوم . و قد يكون بسبب ذلك الإعتقاد بأن اسم " بحر يوسف " الذي يربط الفيوم بنهر النيل نسبة إلى النبي يوسف ، و أنه هو من قام بحفره (؟) .

            ثم جاءت شعوب البلاد المجاورة لمصر بسبب المجاعة بحثاً عن الطعام في أرض مصر . و من بين من جاءوا إلى مصر أخوة يوسف أو " الأسباط " ، و قد تعرف عليهم يوسف ثم عرفه أخوته فيما بعد . و قد طلبوا منه الصفح على ما ارتكبوه ضده . ثم أسكنهم يوسف " أرض جاسان " ، و التي يُعتقد إنها منطقة وادي الطميلات بالشرقية . و في متن توراتي أخر أن يوسف أسكنهم " أرض رعمسيس " أو " قنتير " بشرق الدلتا ، و كان ذلك بداية إستقرار اليهود فى مصر .

            و قد تزوج يوسف من " أسنات " ابنة كاهن هليوبوليس أو مدينة " أون " المقدسة ، و يدعى – كما يذكره النص التوراتي - " فوطي فارع " . و قد أنجب يوسف من أسنات ولدان " أفرايم ، و منسة " .

            توفى يوسف و كان عمره 110 سنة . و بحسب التوراة ، فقد حنطه المصريون تبعاً لتقاليدهم ، ثم دفنوه في قبر بمصر . و يقول " الطبري " إن قبر يوسف كان تابوتاً من المرمر ، و كان موضوعاً في ناحية من النيل في جوف الماء . و قد بقى جسد يوسف في قبره بمصر ، إلى أن حمله موسى و بنو إسرائيل معهم خلال الخروج منها ، و تذكر التوراة أنهم دفنوا يوسف في أرض " شكيم " أو " نابلس " حالياً ، و هناك من يقول أنهم دفنوه خارج أسوار مدينة " حبرون " أو مدينة " الخليل " حالياً .


            يتبع ........

            تعليق


            • #7
              ثانياً : تأثر الملك إخناتون بدعوة يوسف الوحدانية

              أما عن تأثر الملك " إخناتون " في دعوته للتوحيد بدعوة نبي الله يوسف – عليه السلام – لعبادة الإله الواحد ، فإنه من المعروف تاريخياً أن الملك " إخناتون " قد حكم مصر في القرن الـ 14 ق . م ، أي فى الحقبة الواقعة بين النبي يوسف ( القرن الـ 16 أو الـ 15 ق . م ) و بين النبي موسى ( القرن الـ 13 ق . م ) الذي تربى في أحد قصور الفرعونية ، و كان يحمل لقب " أمير مصر " ، أو كما ذكر الطبري " موسى ابن فرعون " .

              و لكن قبل أن نتحدث عن هذا التأثير ، سنلقي الضوء سريعاً على مصر خلال عصر الأسرة الثامنة عشر ، خلال عصر الإمبراطوية المصرية قبل الملك " إخناتون " .

              وصلت مصر إبان أواخر القرن الـ 15 ق . م إلى قمة المجد ، فاتسعت رقعتها ، و امتد نفوذها من أعالي نهري دجلة و الفرات ببلاد ما بين النهرين شمالاً إلى " نباتا " عند الشلال أو الجندل الرابع جنوباً في أواسط السودان. آنذاك أصبحت مصر مهيبة الجانب ، نافذة الكلمة ، و يخضع لها كل الملوك و الأمراء . و أصبح يسعى كل أمير و عاهل في الشرق لمخاطبة ودها و لنيل رضاها .

              و كان المصريون في رغد من العيش ، ينعمون بحياة مرفهة ، و في كنف حضارة عظيمة و مدنية غير مسبوقة في التاريخ ، و في الوقت الذي كانت شعوب الدنيا غائصة فيه تحت نير الجهل و التخلف ، و لا تزال تعيش في عصورها الحجرية . كانت مصر وقتئذ تشهد تقدماً لا مثيل له فى كافة نواحي الحياة و العلوم و الفكر . فكانت مصر أشبه بجوهرة متلألأة في خضم عالم مظلم ، لا يرى إلا من خلال أشعة النور التي كانت تأتيه من مصر .

              و كان الملك " أمنحتب الثالث " ( 1397 – 1360 ق . م ) – والد الملك " إخناتون " ، أحد ملوك هذة الأسرة العظيمة ، و كان أحد الملوك الذين ورثوا هذة الإمبراطورية المترامية الأطراف عن آبائه و أجداده ، لاسيما الملك المحارب " تحتمس الثالث " ( 1490 – 1469 ق . م ) أعظم ملوك هذة الأسرة على الإطلاق و أكثرهم تأثيراً ، و الذي يصفه المؤرخون بأنه " نابليون مصر القديمة " .

              ارتقى " أمنحتب الثالث " عرش مصر في مرحلة توصف بأنها أكثر عهود مصر رفاهيةً و ثراءً ، و كذلك هدوءً و سلاماً .

              اغترف هذا الملك من فيض ما سنح له الثراء الواسع و الجاه العريض . و لم يشأ أن يحذو حذو آبائه و أجداده المحاربين العظام ، الذين أخضعوا العالم بأسره لسلطان مصر . فآثر هذا الملك المرفّه حياة الدعة و المتعة ، حيث كان يقضي يومه في الصيد ، أما ليله فكان يقضيه بين أحضان النساء .


              يتبع .....

              تعليق


              • #8
                و من خلال المصادر التاريخية ، نعرف أن هذا الملك كان مغرماً بالنساء إلى حد لا يمكن للمرء أن يتصوره ، حيث تشير بعض المتون مثل " رسائل تل العمارنة " إلى أن " أمنحتب الثالث " كاب يبعث للأمراء الخاضعين للسيطرة المصرية آمراً إياهم بإرسال العشرات ، بل المئات من النساء الجميلات ليعيشن معه في قصوره المتعددة ، و لكي يتخذ منهن المحظيات و الجواري .

                و في هذا الشأن ، يتحدث د / سليم حسن عن الملك " أمنحتب الثالث " قائلاً:
                " لقد رمى أمنحتب بنفسه بين أحضان النساء ، في غير قصد أو اعتدال ، و كلما زاد انغماساً في تيارهن ، اشتد ولهه بهن ، و زادت لهفته عليهن ، و كان إذا زهد في الزوجة طلب الخليلة ، و إذا أشبع رغبته من المصريات ، وجد بغيته بين أحضان الأجنبيات " .


                و لكن رغم هذا الميل الشديد للنساء عامةً ، إلا أن الوثائق المصرية تؤكد أن الملكة " تي " زوجة الملك كانت هي الأقرب إلى قلبه من سائر النساء . فكانت " تي " الزوجة الرئيسية للملك و تلقبت بلقب " حمت – نسو " . كما كانت الملكة الوحيدة التي تشاركه حياته الرسمية . و قد لها العديد من الجعارين ، تحمل أسمائها و ألقابها و كذلك ألقاب عائلتها . و المثير إنها كانت من عامة الشعب ، و كان أبوها " يويا " ، و أمها تدعى " تويا " . و قد حملا لقب الإمارة بعد زواج ابنتهما من الملك . و قد عثر على قبرهما في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر بجوار قبور ملوك مصر العظام .

                أنجبت " تي " للملك المرفّه " أمنحتب الثالث " ابنهما الشاب الذي كان يدعى الأمير " أمنحتب الرابع " ، و الذي سيطلق على نفسه فيما بعد اسم " إخناتون " .

                نشأ الأمير " أمنحتب الرابع " في صباه في جو من الثراء و الرفاهية لا مثيل لهما . إلا أنه لم يكترث لهذة الرفاهية أو هذا الثراء ، لأنه لم يكن من محبي المتع الدنيوية كأبيه ، بل كانت له سمات شخصية فريدة ، تتباين بشدة مع التي كانت لأبيه الملك .

                و لم يلبث الأب أن أنهكته الشهوات ، فحطمت قواه و سقط فريسة للمرض ، و لم يَجدِ السحر و التمائم مع هذا الملك المعتل ، فكانت الأمراض من كثرتها تستعصي على الشفاء من جسد أسرف في اغتراف اللذات ، فقضت عليه . في هذة الأثناء ، أشرك المللك ابنه الأمير الشاب في حكم البلاد ، و ذلك بعد أن شعر بالعجز عن القيام بأعباء الحكم ، و قد انتهى حكم " أمنحتب الثالث " بمفرده في العام الـ 36 من حكمه .

                ثم تولى الملك " إخناتون " عرش مصر شريكاً مع أبيه و لم يكن قد تجاوز الحادية عشرة من عمره ، إلى أن بعض الباحثين و المؤرخين يظن أنه حكم أصغر من ذلك .


                يتبع .........

                تعليق


                • #9
                  .........

                  أما عن عقيدة التوحيد فقد كانت متغلغلة في الفكر المصري منذ أقدم العصور ، و كان " الإله الواحد " يمثل عند المصريين القدماء في أعظم الأجرام السماوية حجماً و أهمها نفعاً ، و هو الإله " رع " إله الشمس . و كان رع يُنعَت بصفة مبهمة منذ عهد " بناة الأهرام " حيث كان يطلق عليه " غير المحدود " أو " اللا نهائي " .

                  و قد بدأت فكرة الوحدانية تأخذ شكلاً أوضح في نصائح " مريكارع " حيث يصف رع بـ " الإله العادل " الذي يحكم مصر . و في عهد الأسرة الخامسة اندمج ملوكها مع إله الشمس ، و دعوا أنفسهم " أبناء الشمس " أو " سا – رع " .

                  و قد اتجه المصريون إلى إله الشمس باعتباره إلهاً خالقاً ، كما أنه الإله الأعظم ، و قد جعلوا اسمه مشتركاً مع أسماء بقية المعبودات العامة ، و لكن دون أن يحاولوا إفناء هذة المعبودات فيه مثل : سوبك رع ، آمون رع ، تحوت رع ، بتاح رع و رع حور أختي ...... إلخ .

                  و يبدو أن المصريين أرادوا بذلك اعتبار المعبودات الأخرى مجرد صور و هيئات من " الإله الأعظم " رع ، و اعتبروا أن الربوبية التي تجمعهم جوهراً واحداً ، مركزه الإله رع ، و لكنه جوهر له أوجه عدة ، يعبر كل منها عن قدرة ربانية متميزة ، كما أن لها اسم إلهي مقدس خاص بها .

                  و هنا لابد من الإشارة إلى إحدى النظريات التي تلقى قبولاً عند بعض المهتمين بعلم المصريات ، و هي أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بإله واحد أعظم لا شريك له ، و كانت توجد مع هذا الإله كائنات مقدسة ، أدنى منه في المكانة و الشأن ، تقترب في طبيعتها من وظائف الملائكة كما في المعتقدات السماوية .

                  و في عصر الإمبراطورية خلال الأسرة الثامنة عشرة كانت مصر مرتعاً لعديد من التيارات الثقافية و السياسية و الدينية ، و ذلك نتيجة لإختلاط المصريين بالشعوب الأخرى ، و حدوث التأثير المتبادل بين عقائد و ثقافات الشعوب . و إن كانت العقائد المصرية هي صاحبة الأفضلية و الإنتشار بين الشعوب الأخرى . و كانت أكثر العبادات انتشاراً في ربوع الإمبراطورية عبادة الإله " آمون " .

                  بالطبع تبوأ كهنة آمون الإله الرسمي للإمبراطورية مكانة كبير في ذلك العصر ، و لكن في عهد الملك " تحتمس الرابع " جد الملك " إخناتون " حدث تحول خطير في موقف الدولة من كهنة آمون . فقد أصدر هذا الملك أمراً بتعيين الضابط " حور محب " في وظيفة " المشرف على جميع الكهنة بالوجهين القبلي و البحري " . و هي وظيفة كهنوتية و كانت قاصرة على الكهنة فحسب ، لا سيما كهنة آمون الذين احتكروا هذة الوظيفة .

                  و يبدو أن في عهد الملك " تحتمس الرابع " بدأت بوادر قوية نحو عبادة أتون ، فقد عثر على لوحة بجوار معبد أبي الهول بالجيزة يظهر فيها الملك متعبداً لقرص الشمس أتون . و قد تدلى من هذا القرص شعاع ينبعث من الشمس حاملاً معه الخيرات . فهذا النقش يعضد الرأى القائل بأن مقدمات العقيدة الآتونية الجديدة ظهرت بوادرها قبل إخناتون .


                  يتبع ........

                  تعليق


                  • #10
                    .......

                    أما لو نظرنا إلى هذة العقيدة الوحدانية فلنا أن نتسأل من أين توصل لها المصري القديم ؟! . مما لا شك فيه أن الأنبياء الذين مروا على أرض مصر المباركة كانت لهم رسالة لهذا الشعب فكما ذكرنا آنفاً أن المؤرخ " يوسيفوس " قد قال أن النبي إبراهيم – عليه السلام – قد ناقش كهنة مصر و علمائها ، و بالتأكيد ليس النبي إبراهيم وحده هو من حمل رسالة و جاء بها لمصر و لتوضيح أثر اليهود على الديانة التوحيدية للملك " إخناتون " ، سنذكر تأثر دعوة الملك بدعوة يوسف الوحدانية.

                    كما ذكرنا سابقاً أن الملك " إخناتون " كان في فترة القرن الـ " 14 ق . م " أي بين الحقبة الواقعة بين النبي يوسف " القرن الـ 16 أو 15 ق . م " و بين النبي موسى " القرن الـ 13 ق . م " ، و أظن بشئ من اليقين أن دعوة " إخناتون " كانت متأثرة بقوة بدعوة النبي يوسف .

                    و عندما أصبح يوسف وزيراً لأحد ملوك مصر – الذي لا نعرفه على وجه اليقين – لم يكن وزير مصر فحسب ، بل كانت له دعوة و رسالة من الله إلى أهل مصر يدعوهم إلى وحدانية الله ، و ترك عبادة الأوثان . يؤكد هذة الفرضية ما جاء في القرآن الكريم على لسان مؤمن آل فرعون الذي آمن بدعوة موسى – عليه السلام - ، و كان يتحدث إلى فرعون و حاشيته ، مذكراً إياهم بالنبي يوسف و دعوته :


                    وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ . مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ . وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ . يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
                    ( سورة غافر ، الجزء الرابع و العشرون ، الآية 30 : 34 )

                    و لا ريب أن هذة الآيات القرأنية تؤكد أن الله قد بعث النبي يوسف – عليه السلام – برسالة التوحيد إلى المصريين ، و هي التي يشير إليها النص القرآني بلفظ " البينات " و التي يفسرها الطبري في تفسيره بـ " أنها الواضحات من حجج الله " إلي الإيمان به و بوحدانية الله دون سواه.

                    و يكاد يتفق المؤرخون أن دعوة " إخناتون " إلى الوحدانية كانت متأثرة بالمذهب اللاهوتي لمدينة " أون " المقدسة أو مدينة " هليوبوليس " . في هذة المدينة كان يعبد رع إله الشمس الإله الأعظم الذي كان يمثل بهيئة قرص الشمس و كانت هي العقيدة الأكثر ذيوعاً بين المصريين منذ فجر التاريخ .

                    و يروي " سفر التكوين " أن فرعون مصر زوج النبي يوسف – عليه السلام – من ابنة كبير كهنة أون و كان يدعى " فوطي فارع " و ذلك تحريفاً للاسم المصري " با دي با رع " أي عطية رع :

                    " وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ». وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. " ( سفر التكوين ، الإصحاح الـ 41 ، الآية 45 )

                    " وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ اللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ. " ( سفر التكوين ، الإصحاح الـ 46 ، الآية 20 )

                    و لاشك أن هذة المتون التوراتية تؤكد على أن ثمة علاقة بين رسالة التوحيد التي دعا إليها النبي يوسف – عليه السلام – و بين الفكر اللاهوتي في أون . فلا جدال أن زواج النبي الموحد من ابنة كبير كهنة مدينة الشمس قد أثر بشكل كبير على عقائد كهنة الشمس و اتجاهاتهم .

                    و تؤكد هذة الفرضية أن لاهوت هليوبوليس قد تأثر بدعوة الوحدانية التي دعى إليها يوسف – عليه السلام - ، و لا نستبعد في الوقت ذاته أن يكون النبي يوسف قد تأثر بعض الشئ باللاهوت الشمسي ، و لكن بما لا يتعارض مع مبدأ التوحيد الذي كان يؤمن به و يدعو المصريين إليه .

                    و قد يبدو أنه قد حدث الامتزاج الديني بين عقيدة الوحدانية و عقيدة الشمس المصرية بمدينة أون . و هذا المزج هو الذي تأثر به الملك " إخناتون " منذ صباه ، و يؤكد ذلك بعض المؤرخين الذين يذهبون إلى أن " إخناتون " قد تربى و نشأ في منف كعادة أمراء مصر إبان الدولة الحديثة . كما أن الملك " إخناتون " قد درس في مدينة " أون المقدسة " ، و قد تأثر كثيراً بفكرها اللاهوتي نحو الوحدانية .

                    كما يذهب بعضهم إلى أن الملكة " نفرتيتي " – زوجة الملك " إخناتون " – كانت قد نشأت و تربت في مدينة أون ، و كانت متأثرة بمذهبها الديني ، و هو ما أثر على الإيديولوجية الدينية لزوجها و دعوته إلى التوحيد . و قد يعضد الرأي أن " نفرتيتي " كانت من أشد المؤيدين و المتحمسين لدعوة زوجها إلى الوحدانية و هو ما تحدثنا عنه آنفاً .

                    و من المعروف أن الملكة " تي " – أم الملك " إخناتون " - و كانت امرأة من عامة الشعب ، كانت قد نشأت في هليوبوليس أو أرمنت ، و آمنت بلاهوتها الديني ، و هو ما تأثر به ابنها " إخناتون " . و من المعروف تاريخياً أن أخا الملكة " تي " كان يدعى " عانن " و كان يشغل منصب كبير كهنة الشمس في مدينة أرمنت أو هليوبوليس الجنوب ، و في معبد " أتوم – رع " . و لا شك أنه كان له عظيم الأثر في " إخناتون " و إتجاهه نحو عقيدة الشمس .

                    كل هذة الفرضيات تؤيد و تؤكد على وجود علاقة ما ، بين زواج النبي يوسف – عليه السلام – من ابنة كاهن هليوبوليس الأكبر و بين دعوة الوحدانية المطلقة التي دعى إليها الملك " إخناتون " و التي إستوحاها من لاهوت الشمس .


                    يتبع ..........

                    تعليق


                    • #11
                      الفصل الثالث

                      أولاً : خروج بني إسرائيل من مصر


                      يعد خروج بني إسرائيل من مصر مرحلة فارقة في الوجدان و التاريخ اليهودي ، و لهذا جعل اليهود من ذلك اليوم الذي هربوا فيه من مصر أهم " الأعياد اليهودية " على الإطلاق و يدعى " عيد الفصح " .

                      و يرمز الخروج في العقل اليهودي إلى التدخل الإلهي في التاريخ لصالح ما يسمى بـ " الشعب المختار " ، و تحول إله العالم إلى إله الشعب اليهودي دون غيره من الشعوب ، و ذلك بحسب زعم الموروث الديني اليهودي .

                      " وَهَذِهِ رِحْلاتُهُمْ بِمَخَارِجِهِمْ: اِرْتَحَلُوا مِنْ رَعَمْسِيسَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي اليَوْمِ الخَامِسِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي غَدِ الفِصْحِ. خَرَجَ بَنُو إِسْرَائِيل بِيَدٍ رَفِيعَةٍ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ المِصْرِيِّينَ "
                      ( سفر العدد ، الإصحاح الـ 33 ، الآية 2 : 3 )

                      و تذهب المصادر الدينية اليهودية إلى أن الخروج يرجع إلى اضطهاد فرعون مصر لبني إسرائيل ، و إلى أنهم قد سئموا حياة العبودية بعد حياة الدعة و الترف في مصر و التي يشار إليها بالعبارة التوراتية " قدور لحم مصر " . و قد أصبح بنو إسرائيل حسب الرواية التوراتية شعباً و أمة مقدسة و ذلك بعد خروجهم من مصر .

                      و تذكر التوراة أن بني إسرائيل قد عاشوا في مصر قرابة 430 سنة ، و هي مدة لا تزال تثير الكثير و الكثير من الخلاف ، فالكثيرون ينظرون لهذة المدة الطويلة نظرة الشك و الريبة الشديدة .

                      وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. "
                      ( سفر الخروج ، الإصحاح الـ 22 ، الآية 40 : 41 )

                      و عن سبب بطش فرعون ببني إسرائيل فيقول " ابن كثير " :
                      " إن فرعون رأى في منامه كأن ناراً أقبلت نحو بيت المقدس ، فأحرقت دور مصر و جميع القبط ( المصريين ) ، و لم تضر بني إسرائيل . فلما استيقظ فرعون هاله ذلك ، فجمع الكهنة و الحذقة و السحرة ، و سألهم عن ذلك ، فقالوا : هذا غلام يولد من هؤلاء ( بني إسرائيل ) ، يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه ، فلهذا أمر بقتل الغلمان و ترك النسوان ..... " .


                      يضيف " ابن كثير " قائلاً : " إن بني إسرائيل كانوا يتناقلون فيما بينهم عن إبراهيم – عليه السلام – من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك فرعون مصر على يديه ، و ذلك حين كان جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر آنذاك من إرادته إياها على السوء و عصمة الله لها . و كانت هذة البشارة ذائعة بين بني إسرائيل . و قد عرف المصريين بأمر هذة البشارة ، و قد وصلت إلى فرعون من بعض خاصته و أمرائه و هم يسمرون عنده . فأمر فرعون حينها بقتل أبناء بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام " .

                      و عن ذلك يقول الله تعالى في قرآنه الكريم :

                      وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
                      ( سورة الأعراف ، الجزء التاسع ، الآية 127 )

                      و قد حاول بنو إسرائيل أن يدبروا فيما بينهم مكيدة لفرعون مصر ، كي يخدعوه بها حتى يتركهم يذهبون إلى البيداء لعبادة إلههم هناك ، و كذلك ليقوموا باحتفال ديني لهم . و عن هذة المكيدة يقول " ابن كثير " :

                      " استأذن بنو إسرائيل – كما يقول المفسرون و أهل الكتاب – فرعون في الخروج إلى عيد لهم ، فأذن لهم و هو كاره . و لكنهم تجهزوا للخروج ، و تأهبوا له ، و إنما كان – في نفس الأمر – مكيدة لفرعون و جنوده ليتخلصوا منهم و يخرجوا عنهم . و أمرهم الله تعالى فيما ذكر أهل الكتاب أن يستعيروا حلياً منهم ، فأعروهم شيئاً كثيراً ، فخرجوا بليل ، فساروا مستمرين ، ذاهبين من فورهم طالبين بلاد الشام . فلما علم بذهابهم فرعون ، حنق عليهم كل الحنق ، و اشتد غضبه عليهم ، و شرع في استحثاث جيشه ، و جمع جنوده ليلحقهم و يمحقهم .... " .


                      يتبع ........

                      تعليق


                      • #12
                        ما يرويه " ابن كثير " يعبر عن رؤية غالبية المصادر الإسلامية في كيفية خروج بني إسرائيل من مصر ، و كذلك الطريقة التي اتبعوها في خداع فرعون لكي يتركهم يخرجون إلى الصحراء للعبادة .

                        و نعرف من القصص القرآني الشريف ، و كذلك الروايات التوراتية أن فرعون كان يرفض خروج بني إسرائيل . و يحكي القرآن الكريم عن الضربات التي ضرب الله بها فرعون . و النوائب التي ابتليت بها مصر جراء عناد فرعون ، و من هذة الضربات : الدم ، و الجراد ، و القُمل ، و الضفادع ، و الطوفان ( السيول ) ، و موت الأطفال .... إلخ .

                        #

                        وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ . فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ . وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ . فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ

                        ( سورة الأعراف ، الجزء التاسع ، الآية 130 : 133 )

                        و يزعم المؤرخ اليهودي " يوسيفوس " سبباً آخراً لخروج الإسرائيليين من مصر حيث إن المصريين أرادوا أن يتقوا شر وباء ذاع بين اليهود آنذاك . و يضيف " يوسيفوس " أن النبي موسى – عليه السلام – كان كاهناً مصرياً خرج للتبشير بين اليهود المجزومين ، و أنه علمهم قواعد النظافة على نسق القواعد المتبعة عند الكهنة المصريين .

                        و يتحدث العالم " وارد " عن سبب آخر للخروج ، حيث يشير إلى أن الخروج لم يكن إلا إضراباً عن العمل ، و يؤكد نظريته بما ورد في سفر الخروج :

                        " فقال لهما ملك مصر : لماذا يا موسى و هارون تبطلان الشعب عن أعماله؟. اذهبا إلى أشغالكما ... " .

                        تعليق


                        • #13
                          ثانياً : فرعون موسى

                          اشتق لفظ " فرعون " من الكلمة المصرية القديمة " بر – عا " و التي تعني " البيت العظيم " أو " القصر العظيم " ، و يقصد به قصر الملك . و قد تحولت هذة الكلمة إلى " برعو " ثم إلى أصبحت " فرعو " ، و عُرِّبت في النهاية و أصبحت " فرعون " ، و هي الكلمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم .

                          و لكن دلالة لفظ فرعون على شخصية الملك لم تثبت إلا منذ الأسرة الثامنة عشرة ، و ذلك إبان عهد الملك " إخناتون " . فقد حمل " إخناتون " هذا اللقب على بعض الآثار التي تؤرخ لعهده ، كما خوطب به في بعض مراسلاته .

                          و إبان عصر الرعامسة ذاع استخدام لقب فرعون ، فيما ورد لنا عن ملوك هذة الحقبة و قد حل لقب فرعون في أحيان كثيرة مكان لقب " جلالته " أو " حم إف " .

                          و رغم معرفتنا بتفاصيل كثيرة عن حياة بني إسرائيل في مصر ، و كذلك عن مرحلة الخروج ، و ذلك من خلال الكتب المقدسة و كذلك من كتابات المؤرخين القدامى و المحدثين . و لكن تبقى دوماً معضلة كبيرة تستعصى على الحل ، بشأن هوية فرعون الخروج أو فرعون مصر الذي عاصر النبى موسى .


                          يتبع ..........

                          تعليق


                          • #14
                            و الذي يثير العجب ، أنه رغم كثرة المصادر التي تتحدث عن هذة الحقبة التاريخية الهامة ، إلا أن اسم هذا الفرعون يبقى مجهولاً حتى الآن . رغم تعدد النظريات التي تناقش هذة الإشكالية . و يمكننا القول أن الفرضيات التي يقترحها المؤرخون و علماء المصريات طالت أغلب ملوك الأسرتين الثامنة عشرة و التاسعة عشرة . و هو ما أدى إلى مزيد من الريبة و الغموض .

                            و كان أكثر ملوك مصر الذين لاكتهم الألسنة باعتباره فرعون الخروج هو الملك " رمسيس الثاني " ( 1290 – 1223 ق . م ) ، و الذي أعتقد أنه يتعرض لظلم مفرط من الكثيرين الذين يتحدثون عن إشكالية فرعون الخروج .

                            فما يكاد يتحدث المرء عن هذة القضية ، حتى يتبادر إلى ذهنه اسم الملك " رمسيس الثاني " و كأن ذلك أضحى من البديهيات التاريخية المتعارف عليها . حتى صورة مومياء هذا الملك يتناقلها الناس فيما بينهم ، و شبكات الإنترنت معنونة باسم " فرعون موسى " ، مع استخدام بعض النعوت الجارحة ، و اللعنات القاسية باعتباره فرعون موسى .

                            و لا ريب أن " للإسرائيليات " دور لا ينكره أحد في محاولة تأصيل هذة التهمة الظالمة على الملك " رمسيس الثاني " الذي يعده المؤرخون أهم و أعظم فراعنة مصر القديمة ، فأعماله تشهد له بهذة المكانة ، كما أن إنجازاته و انتصاراته أكثر من أن يتحدث عنها شخص واحد .

                            لقد أراد اليهود تشويه تاريخنا و حضارتنا العظيمة ، و ذلك بالإساءة إلى أهم ملوكها و أعظمهم قدراً و مكانة ، و ذلك بوسائل غير أخلاقية لا يجيدها إلا هم و أمثالهم . و لكننا سنوضح في هذا البحث زيف إداعائهم و بطلانه

                            تعليق


                            • #15
                              ثالثاً : النظريات التي قيلت عن فرعون الخروج

                              هناك العديد من النظريات التي قيلت عن فرعون موسى أو فرعون الخروج ، و التي كما ذكرت سابقاً قد طالت أغلب ملوك الأسرتين الثامنة عشرة و التاسعة عشرة ، و سيلي فيما بعد إستعراض موجز لبعض النظريات المهمة التي قيلت بهذا الشأن .


                              1 – المؤرخ يوسيفوس Josephus :-

                              يقول المؤرخ اليهودي الشهير " يوسيفوس " إن خروج بني إسرائيل واكب طرد الهكسوس من مصر . و يضيف " يوسيفوس " أن الملك " أحمس الأول " مؤسس الأسرة الثامنة عشرة هو فرعون الخروج . كما أنه اعتبر الهكسوس و العبرانيين شعباً واحداً ، أو على الأقل فإن كلاهما ينتمي لجنس واحد هو الجنس السامي .

                              و قد نقل " يوسيفوس " تسمية الهكسوس عن المؤرخ المصري " مانيتون " Manethon ، و هي تعني " الملوك الرعاة " و هذة التسمية هي تحريف للكلمة المصرية " حقاو خاسوت " و التي تعني " حكام البلاد الأجنبية " .

                              و يقول " يوسيفوس أيضاً :
                              " إن من خروج بني إسرائيل من مصر إلى مُلك الإسكندر ألفاً و ست و أربعون سنة ... و من إبراهيم إلى مُلك إسكندر ألف و ثمانمائة و ثلاثة و خمسون سنة ... " .



                              2 – عالم النفس اليهودي سيجموند فرويد :-

                              يعتقد " فرويد " أن النبي موسى – عليه السلام – كان معاصراً للملك " إخناتون " ( 1370 – 1349 ق . م ) . و كان موسى متأثراً بدعوة " إخناتون " إلى الوحدانية و عبادة الإله الواحد؟ . و لكن بعد سقوط هذة الدعوة الدينية و اختفاء صاحبها، هرب النبي موسى و قومه بنو إسرائيل من مصر .

                              و يقول " فرويد " :
                              " إني لأجازف الآن باستخراج هذة النتيجة الآتية : إذا كان موسى مصرياً ، و إذا كان قد نقل إلى اليهود ديانته هو نفسه ، إذاً فقد كانت تلك الديانة هي ديانة " إخناتون " ، أعني ديانة الإله آتون ... " .
                              و بحسب فرضية " سيجموند فرويد " فإن الملك " توت عنخ آمون " الملك الطفل هو الفرعون الذي أخرج بني إسرائيل .



                              3 – فريدريك كينيون Ferdric Kenyon :-

                              يذهب " كينيون " إلى أن الملك " رمسيس الثاني " كان هو فرعون الإضطهاد ، و يعد ابنه الملك " مرنبتاح " ( 1223 – 1213 ق . م ) هو فرعون الخروج .

                              و يستند " كينيون " في اقتراحه إلى العثور في معبد الرامسيوم غرب طيبة عام 1869 م على لوحة النصر أو لوحة إسرائيل التي تؤرخ لعصر الملك " مرنبتاح " و التي ورد بها ذكر إسرائيل للمرة الأولى على الآثار المصرية .


                              يتبع .......

                              تعليق

                              يعمل...
                              X