إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حملة جدد توبك قبل شهر رمضان المبارك

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حملة جدد توبك قبل شهر رمضان المبارك















    كلمة خاصة لهذه الحملة بقلم :
    الشيخ عبد الرحمن السحيم
    تجديد التوبة


    الحمد لله الذي جَعَلنا مِن أمّة وضَع عنها إِصْرَها وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْها ، ومِن أتْبَاع خير الأنبياء وأشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم .
    أما بعد :
    فإن التوبة مِن أعلى المقامات ، ومِن أشْرَف الأعمال ، وقد امْتَنّ الله بها على أنبيائه وأوليائه ، فقال تعالى عن داود عليه الصلاة والسلام : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ، وفي التفسير : كَانَ داود عليه الصلاة والسلام أَوَّابًا، وَهُوَ الرَّجَّاعُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَشُئُونِهِ .
    وقال عزَّ وَجَلّ عن نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)
    ابن القيم رحمه الله بَعْد أن سَاقَ هَذه الآيَة :


    هذا مِن أعْظَم مَا يُعَرِّف العَبْد قَدْر التَّوبَة وفَضْلها عِنْد الله ، وأنَّها غَاية كَمَال الْمُؤمِن ، فإنه سُبْحَانه أعْطَاهم هَذا الكَمَال بَعْد آخِر الغَزَوَات ، بَعْد أن قَضَوا نَحْبَهم ، وبَذَلُوا نُفُوسَهم وأمْوَالَهم ودِيَارَهم لله ، وكان غَاية أمْرِهم أن تَابَ عَليهم ، ولِهَذا جَعَل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْم تَوْبة " كَعْب " خَيْر يَوْم مَرّ عَليه مُنْذ وَلَدَته أُمُّه إلى ذَلك اليَوم ، ولا يَعْرِف هَذا حَقَّ مَعْرِفَته إلاَّ مَن عَرَف الله ، وعَرَف حُقُوقه عَليه ، وعَرَف مَا يَنْبَغِي لَه مِن عُبودِيته ، وعَرَف نَفْسَه وصِفَاتِها وأفْعَالها ، وأنَّ الذي قَامَ بِه مِن العُبُودية بالنِّسْبة إلى حَقّ رَبِّه عَليه كَقَطْرَةٍ في بَحْر ، هذا إذا سَلِم مِن الآفَات الظَّاهِرَة والبَاطِنة ؛ فَسُبْحَان مَن لا يَسْع عِبَاده غَيْر عَفْوِه ومَغْفِرَته وتَغَمّده لَهم بِمَغْفِرَته ورَحْمَته ، ولَيْس إلاَّ ذَلك أو الْهَلاك . اهـ .


    وقد أنْعَم الله على هذه الأمّة بِنِعَمٍ كثيرة ، ومنها نِعمة التوبة ، ويُسْرها ، وأنها بين العبد وبين ربِّه فيما عدا حقوق الآدميين .
    قال سفيان بن عيينة : التَّوبَة نِعْمَة مِن الله أنْعَم الله بِهَا على هذه الأُمَّة دُون غَيرها مِن الأُمم ، وكانَتْ تَوْبَة بَني إسْرائيل القَتْل .
    لقد كانت توبة الله على بني إسرائيل حين عبدوا العِجْل أن يَقْتُلوا أنفسهم .
    قال سعيد بن جُبير ومُجاهِد : قَام بَعْضُهم إلى بعض بالْخَنَاجِر يَقْتُل بَعْضُهم بَعْضًا ، لا يَحْنُوا رَجُلٌ عَلى قَرِيب ولا بَعِيد ، حتى ألْوَى مُوَسى بِثَوبِه فَطَرَحُوا مَا بأيْدِيهم ، فَكَشَف عَن سَبْعِين ألفَ قَتِيل .
    لقد وُضِع السَّيْف على الرِّقاب .. وسالتِ الدِّماء .. وأُزْهِقَتِ الأنْفُس .. وقُتِل العدد الكبير .. كُل ذلك مِن أجْل تحقّق التوبة .. ونَيْل رِضا الله ..


    ومِن نِعْمَة الله على هذه الأمة أنْ كَتَب الرَّحْمَة لِمَن اتّقَى ، فأدّى ما فُرِض عليه ، وكفَّ عما نُهِي عنه ، قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .

    فقد وَضَع اللهُ عن هذه الأمّة الآصار والأغلال التي كانت على الأمم الماضية ، فليس بين الإنسان وبين التوبة إلاّ أن يَنْدَم ويَعْتَرِف ويَعْزِم ؛ يَنْدَم على ما سَلَف مِن ذنوب ، ويَعْتَرِف بِذَنْبِه ، ويَعْزِم على أن لا يَعود في ذَنْب.


    وفي السنة الصحيحة :
    قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم .
    وقال عليه الصلاة والسلام : الندم توبة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
    وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بابَ التوبة مفتوح ، فقال : إن الله عز وجل جَعَل بالمغرب بابًا مَسِيرَة عَرْضه سبعون عاما للتوبة ، لا يُغْلَق ما لم تطلع الشمس مِن قِبَلِه . رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه ، وحسنه الألباني والأرنؤوط .
    وقال عليه الصلاة والسلام : إنَّ الله يَقْبَل تَوْبَة العَبْد مَا لَم يُغَرْغِر . رواه الإمام أحمد ، وقال شُعيب الأرنؤوط : إسناده حَسَن .
    وقال عليه الصلاة والسلام : ثلاث إذا خَرَجْن (لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض . رواه مسلم .
    بل إن الله عَزّ وَجَلّ يَفْرَح بِتوبة عبدِه أو أمَتِه إذا تابوا .
    قال عليه الصلاة والسلام : لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ ، ثُمَّ قَالَ : أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ؛ فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ . رواه البخاري ومسلم .


    وليس هناك ذَنْب لا تسعَه رحمة الله وعفوه ومغفرته ؛ فقد نادى الله عزَّ وَجَلّ الذين قالوا قَولاً عظيما تَكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتَخِرّ الجبال هدًّا ، الذين زعموا له الصاحبة والولد ؛ ناداهم بقوله : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .


    وها نَحْن نستقبِل موسِما مِن مواسِم الخيرات ، وشَهْر البركَة والرَّحَمات فَحَرِيٌّ بِنا أن نُحسِن استقبَاله ووِفادَته ، وأن نعزِم على أن نُكرِم أنفسنا بالتوبة الصادقة ، والأوبة إلى الله ، فإن الله يُحِبّ التوابين .
    أيها الراحِل إلى الدار الآخرة :
    ألا تُريد أن تتشرَّف بِنيل محَبّة الله عزَّ وَجَلّ لك ، وفَرَحه بِك وبإقبالك ؟
    إن مِن حسَنَات التَّوبَة .. أن السَّيئَات تُبَدَّل إلى حَسَنات ..
    قال تعالى : (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعْلَم آخِر أهْل الْجَنَّة دُخُولاً الْجَنَّة ، وآخِر أهْل النَّار خُرُوجًا مِنها ؛ رَجُلٌ يُؤتَى بِه يَوْم القِيَامَة فيُقَال : اعْرِضُوا عَليه صِغَار ذُنُوبِه وارْفَعُوا عَنه كِبَارَها ، فتُعْرَض عليه صِغَار ذُنوبه فيُقَال : عَمِلْتَ يَوْم كَذا وكَذا كَذَا وَكَذَا ، وعَمِلَتْ يَوْم كَذَا وكَذَا كَذا وَكَذا ، فَيَقُول : نَعَم ، لا يَسْتَطِيع أن يُنْكِر ، وهو مُشْفِق مِن كِبَارِ ذُنُوبَه أن تُعْرَض عليه ، فيُقَال له : فإنَّ لك مَكَان كُلّ سَيئة حَسَنة ، فَيَقُول : رَبِّ ! قَد عَمِلْتُ أشْياء لا أرَاها هَهُنَا ! فَضَحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَواجِذُه . رواه مسلم .


    إن الفُرَص لا تتكرر ، وقد يُحال بين الإنسان وبين ما يُريد .
    وفي الزمان نَفَحات ولَفَحات ، فتعرَّض للنَّفَحات ، وتجنّب اللفحات .
    وفي الحديث : " افْعَلُوا الْخَيْر دَهْرَكم ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ الله ، فإنَّ لله نَفَحَات مِن رَحْمَتِه يُصِيب بِهَا مَن يَشَاء مِن عِبَادِه " . رواه الطبراني، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسْناده رِجاله رِجال الصحيح غير عِيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة . والحديث حسَّنَه الألباني .
    فَبَادِر أيُّها الكَرِيم
    وسَارِعِي أيّتُها الكَرِيمَة
    دُونَكُم شَهْر التَّوبَة والغُفْرَان والعِتْقِ من النِّيرَان ..
    دُونَكُم طُرُق الأجْر مُتَنَوِّعَة .. وأبْوَاب التَّوبَة مُشْرَعَة
    فالبِدَار البِدَار قَبْل أن يُغلَق البَاب ..
    وقَبْل أن يُحَال بَين القَلْب وسُلُوك الصِّرَاط ..أمَا عَلِمْتَ أيُّها الكَرِيم أن هُناك مَن تَمَنَّى التَّوبَة .. ولكن حِيلَ بَيْنَهُم وبَيْن ما يَشْتَهُون .. جزاءً وِفَاقا ..
    قَال رَبُّ العِزَّة سُبْحَانه : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) ..
    قال الْحَسَن البَصْرِي : مَعْنَاه مِن الإيمَان والتَّوْبَة والرُّجُوع إلى الإنَابَة والعَمَل الصَّالِح ، وذلك أنَّهُم اشْتَهَوه في وَقْت لا تَنْفَع فِيه التَّوْبَة .

    وفقني الله وإياكم لِفعل الخيرات ، وتَرْك المنكرات ، وحُبّ المساكين .



    كتبه

    عبد الرحمن بن سعيد الله السحيم
    16 / 7 / 1433 هـ













































    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    الحمد لله على نعمة الاسلام

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي صباحو

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك الجنة اخي
        بسم الله الرحمن الرحيم
        وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى

        تعليق


        • #5
          الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين

          تعليق

          يعمل...
          X