إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حضارة اطلانطس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حضارة اطلانطس

    الجزء الاول

    حضارة اطلانطس

    ففى ذلك العام وفى منطقه هيسارليك فى شمال غرب تركيا وفى نفس الموقع الذى حدده هوميروس فى ملحمتيه الشهيرتين كشف " شليمان " بقايا طرواده كان الكل يسخر منه عندما راح يبحث عن مدينه خياليه حاملا معوله فى يد وملحمه هوميروس فى اليد الأخرى

    واتهموه بالحماقه والخبل لأنه يبذل كل هذا الجهد استنادا الى ملحمتين أدبيتين وليس الى مراجع علميه وتاريخيه مؤكده ولكن شليمان فعلها وعثر على طرواده وانتشلها من بين الأنقاض ومن تحت الرمال والركام وهنا انخرست كل الألسنه المعرضه والساخره وتحدثت ألسنه أخرى ألسنه راحت تتساءل : لو ، طرواده التى تعامل معها الكل باعتبارها خيال محض قد برزت من تحت الرمال كحقيقه واقعيه تتحدى كل معارض فماذا عن " أطلانتس "

    هل يمكن أن تكون بدورها حقيقه ؟
    هل؟
    هذا السؤال طرحه جمع هائل من العلماء ومن الباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ وأسطوره أطلانطس وعلى رأسهم " إيجناينوس دونيللى "

    ودونيللى هذا شاب نابه ولد فى فلادليفا ألأمريكيه عام 1831 م وأثبت نشاطا وذكاء غير عاديين طوال فترات صباه وشبابه حتى أنه أستطاع أن ينضم الى رابطه المحامين فى الثانيه والعشرين من عمره وهذا مالم يكن يبلغه المجتهد حينذاك قبل الثلاثين على الأقل

    وفى الثامنه والعشرين من عمره وإثر اهتمامه بالسياسه وشئونها تم انتخاب دونيللى كحاكم لولايه مينوسيتا وبعدها بأربع سنوات أصبح عضوا فى الكونجرس الذى قضى فيه دورتين كاملتين مدتهما ثمانى سنوات اشتهر خلالها بأنه خطيب مفوه ونائب محترم ومحاور قادر على جذب انتباه واهتمام وتقدير واحترام كل من يتعامل معه وعلى الرغم من كل هذا كان دونيللى يعانى من وحده شديده بعد وفاه زوجته وانتقاله الى واشنطن فراح يقضى كل وقته فى القراءة ويلتهم كتب مكتبه الكونجرس التهاما ومن بين عشرات الموضوعات التى رأها ودرسها دونيللى جذب أنتباهه وخلب لبه وأشعل عقله موضوع واحد وهو
    " أطلانتس "

    فى القرن الرابع قبل الميلاد وحوالى عام 335 ق.م ذكر الفيلسوف الإغريقى الأشهر قصه أطلانطس فى اثنين من محاوراته الشهيره وهما محاوره " تيماوس " ومحاوره " كريتياس " وفى محاوراته جمع " أفلاطون " بين أربعه وهم : الفلكى الإيطالى" تيماوس " والشاعر والمؤرخ " كريتياس " والقائد العسكرى " هرموقراطيس " أما الصديق الرابع فكان
    "أفلاطون " نفسه ولقد جمع أفلاطون فى محاورته الأربعه فى منزل كريتياس حيث دارت المحاورات بينهم حول أطلانطس التى أشار اليها " هرموقراطيس " باعتبارها جزء من التراث القديم المندثر وهنا راح كريتياس يروى القصه التى سمعها من أجداده على لسان جده الأكبر " صولون " وصولون هذا رجل حقيقى ومشرع أثينى كبير زار مصر بالفعل عام 950 ق.م وروى أنه سمع من كهنه " سايس " وهى مدينه فى شمال دلتا مصر قصه عن إمبراطوريه أثنيه عظيمه سادت حوالى عام 9600 ق.م وعاصرتها فى الزمن نفسه إمبراطوريه عظيمه أخرى تسمى أطلانتس تقع خلف أعمده هرقل أو مضيق جبل طارق فى زمننا هذا وقبل أن يتبادر الى الذهن أن كهنه قدماء المصرين كانوا يقصدون قاره أمريكا بروايتهم هذه يتابع صولون قائلا: أن تلك القاره كانت أكبر من شمال أفريقيا وأسيا الصغرى معا وخلفها كانت هناك مجموعات من الجزر تنتهى بقاره عظيمه أخرى .



    وفى قصتهم قال كهنه المصريين القدماء أن سكان أطلانتس كانوا يعيشون فى سلام وكانت قارتهم أشبه بجنه الله فى ألأرض حتى سرت روح العدوان ورغبه ألأستعمار فانطلقوا يستولون على شمال أفريقيا حتى حدود مصر وجنوب أوربا حتى اليونان وكادوا يسيطرون على العالم أجمع لولا أن تصدت لهم أثينا وقضت عليهم بأسلحه رهيبه وفى القصه حدث دمار وخراب هائل خلال ليله واحده وتفجرت الزلازل والفيضانات التى دفنت مقاتلى أثينا تحت ألأرض وأغرقت أطلانتس كلها فى قلب المحيط وعلى لسان كريتياس وصف أفلاطون معابد وقصورا عظيمه تزخر بها أطلانتس ومعبد بوسيدون المغطى بالذهب الخالص والتماثيل الهائله والعمارات المدهشه

    الوصف جعل أطلنتس جنه موعوده على الأرض ثم انتهى بدمارها الكامل الشامل وغرقها فى أعماق المحيط الذى يحمل الى يومنا هذا اسم المحيط الأطلسى القصه لم تسجلها أوراق البردى فى مصر القديمه ولم تحكها جدران المعابد الفرعونيه ولكن سجلتها فقط محاوره كريتياس التى كتبها أفلاطون ليضعنا أمام أكبر لغز حضارى فى التاريخ ترى هل نقل الفليسوف الإغريقى المحاوره بأمانه أم أن ألأمر كله كان مجرد سرد قصصى درامى أبق سجله أفلاطون على شكل محاوره حتى يطرح من خلاله أفكاره وتصوراته ورؤيته للمدينه الفاضله بشكل عام أربعه وعشرون قرنا من الزمان مرت دون أن يجيب مخلوق واحد هذا السؤال القاطع وكان يمكن أن يظل ألأمر مجرد أسطوره وقصه أنيقه جميله تتوارثها الأجيال لولا أن حدث فى العالم فجأه تطور جديد




    حقيقة ام خيال

    منذ تسعه وعشرين قرنا من الزمان وحوالى عام 850 ق.م أى قبل أفلاطون بخمسمئه عام كتب الشاعر العظيم هوميروس ملحمتيه الشهيرتين الخالدتين " الإلياذه و الاوديسا "
    وانبهرت الدنيا بما كتبه هوميروس وانشغل الأدباء عبر العصور بخياله الجامح وانهمك الدارسون لقرون وقرون فى تحليل أفكاره وعباراته وتصوراته البديعه المرهفه ويتفاعلون بعقولهم وقلوبهم مع أسطوره المدينه الخياليه طرواده وذلك النسيج المبدع من الأفكار الذى أحاط هوميروس قصه حربها بخيال جامح ومع مرور السنين والقرون وقر فى العقول الأذهان أن طرواده هذه مكان خيالى وأن حربها ليست سوى أبداع شاعر عظيم
    وفجأه فى عام 1871م جاء أثرى ألمانى " هينديش شلسمان " ليهدم كل هذا رأسا على عقب ويباغت العالم كله بحقيقه جديده




    حقيقه طرواده

    وبنهم لامثيل له راح دونيللى يقرأ كل ماكتب عن أطلانطس فى عشرات بل مئات الكتب ثم راح يجرى دراساته الخاصه حولها واهتم بشده بكشف شليمان لبقايا طرواده ثم جمع كل هذا بعد سنوات من العزله والدراسه ليصدر كتابه" أطلانطس وعالم ماقبل الطوفان " فى صيف عام 1882م وفور صدوره ولأنه يحوى خلاصه عمر بأكمله حقق هذا الكتاب شهره واسعه ونجاحا منقطع النظير مما شجع دونيللى على أن يصدر فى العام التالى مباشره كتابه الثاني " راجناروك ...عصر النار والدمار" الذى ناقش وفند الكوارث الطبيعيه التى يمكن أن تكون السبب فى دمار غرق " أطلانتس "

    وفى نظريته افترض دونيللى أن أطلانطس كانت لها مستعمرات عديده خارج حدودها وأن أقدمها هى مصر التى أكد أن حضارتها هى صوره طبق ألأصل من حضاره أطلانطس القديمه
    فقد كان دونيللى يتصور أن الحضاره المصريه القديمه قد ظهرت فجأه وأنها لم تمر بمراحل التطور المعتاده لكل حضاره وأن علومها قد نبتت من منبع مجهول مما جعله يفترض أن ذلك المنبع هو أطلانطس نفسها ففى رأيه كانت أطلانطس هى أم الحضارات وزعيمه العالم القديم أن صح القول والأصل الذى انتقلت أفرعه فيما بعد الى كل مكان فى العالم

    وعلى الرغم من أن أساطير مختلف الشعوب تتفق فيما بينها على أن هناك حضاره قديمه فائقه تفوقت يوما على كل ماحولها ألا أن أفلاطون نفسه فى محاوتيه الشهيرتين لم يزعم أن أطلانطس هى أصل كل الحضارات بل ولم يشر الى هذا حتى ولذا فقد قوبلت نظريه دونيللى بتأييد شديد من عده جهات وبهجوم عنيف للغايه من جهات أخرى وكما يحدث لكل مفكر يتجاوز الحدود المعتاده فى عصره تحول دونيللى الى قديس فى نظر البعض وشيطان
    فى نظر البعض ألأخر الآ أن هذا لم يمنع الجانبين من ألأعتراف من أنه أول من وضع قواعد البحث عن قاره أطلانطس وأسطورتها المفقوده وأول من أسس مايعرف باسم علم " الأطلانطيه " أو العلم الذى يبحث أسس الحضاره الأطلانطيه القديمه ودلائل واحتمالات وجودها وهو علم معترف به فى كافه أنحاء العالم المتحضر وفى الوقت الذى أحتدمت فيه المناقشات والمحاورات حول دونيللى ونظريته والذى بدأ فيه بعض الباحثين يعلنون أخطاءها ونقاط ضعفها وغموضها وينشرون نظرياتهم المناهضه لها والحقائق العلميه المرتبطه بها فاجأ ألأثرى البريطانى سير " أرثر إيفان " العالم كله بحقيقيه جديده رجته من ألأعماق.




    فمنذ سنوات طوال نقل الأثريون والمؤرخون أسطوره قديمه تدور فى جزيره كريت حول حب الملك مينوس ابن زيوس كبير الألهه من بشريه تدعى أوربا وحول إنسان الى من البرونز له جسم ادمى ورأس ثور كان يجوب شواطئ كريت الصخريه ليبعد عنها الغزاه ويلقى على سفنهم الصخور الهائله الضخمه وفى الوقت نفسه كان هناك وحشا أخر يدعى " المينوتورس" له أيضا جسد إنسان ورأس ثور سجنه الملك مينوس فى قصر التيه أو "اللابيرنث " حيث يتم تقديم سبعه من خيره شباب اليونان وسبع من خيره بناتها كقربان كل عام حتى جاء الفارس المغوار {ثيسيوس} فتحداه وذبحه وحفظ دماء شباب وبنات اليونان أسطوره مبهره مثيره ككل ألأساطير القديمه خلبت الألباب وحبست الأنفاس وشغلت العقول لقرون وقرون باعتبارها أيضا قريحه عقول متفوقه ونتاج خيال جامح

    وفجأه نقل سير إيفانز كل هذا فجأه الى عالم الواقع فى عام 1900 م وبقياده إيفانز ظهرت أطلال وأثار الحضاره المينويه القديمه فى كريت ذلك الكشف أثبت أن أهل كريت كانوا ساده عظام وتجارا ومستعمرين أخضعوا جيرانهم وحصلوا منهم على الجزيه وأثبت أن قصه مينوس لم تكن مجرد أسطوره لقد كانت حقيقه تقلب الحسابات رأسا على عقب

    وخصوصا حسابات الباحثين عن أطلانطس وقبل أن يلتقط الناس أنفاسهم ويستوعبون كشف سير أرثر إيفانز المدهش كانت فى انتظارهم مفاجأه جديده مفاجأه مدهشه



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-10-28, 01:00 AM.

  • #2
    موضوع قمه فى الروعه .. تسلم يا غالى . شوقتنا لباقى الموضوع نراك على خير

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق


    • #3

      الجزء الثانى

      فى عام 1861 م كشف علماء الأثار أطلال قصر الملك " أشور نيبال " حاكم مملكه أشور فى القرن السابع قبل الميلاد وبين تلك الأطلال عثروا على أعظم كشف أثرى وثقافى فى المنطقه عثروا على مكتبه كامله سليمه تحوى ألاف الألواح الطينيه المكتوبه بأسلوب الكتابه المسماريه القديمه والتى تضم ثروه هائله من المعلومات عن مختلف ألأمور وعلى رأسها قوائم وسجلات كامله لأسماء المدن وألأقاليم والهه التى كانت تعبد أيامها هذا الى جانب مئات القصائد وعشرات الأساطير والقواميس أيضا قواميس باللغه الأشوريه وبلغات أقدم منها كالبابليه والسومريه وقواميس تضم كلمات أشوريه ومعانيها بلغات مختلفه بل وطرق نطقها أيضا .

      خمسه وعشرون ألفا من ألواح المعرفه تم نقلها جميعها الى المتحف البريطانى فى لندن لوضعها تحت بصر ويد الباحثين وعلماء اللغات القديمه ومن بين عشرات العلماء الذين أنبهروا بهذه الذخيره الأثريه المدهشه والذين قضوا عمرهم كله فى دراسه الألواح والوثائق وترجمتها كان العالم البريطانى " راولونسون " الذى عثر على اسم تردد أكثر من مره فيها وهو اسم " ديلمون "لم يكن الأسم جديدا أو غريبا فقد تم العثور عليه قديما فى نقش على جدار قصر الملك سرجون ألأشورى يسجل فتوحات الملك وانتصاراته الحربيه وعلى الرغم من أحدا سواه لم يتوقف كثيرا عند اسم ديلمون فقد انشغل راولونسون به كثيرا وراح يجمع المعلومات عن حضاره ديلمون القديمه التى وردت فى النقوش القديمه باعتبارها جنه الله فى ألأرض .




      ففى ديلمون كما تقول النقوش والأساطير كانت ألأرض دوما نظيفه ومشرقه وكل شئ جميل وهادئ حتى أسد لا يفترس والذئب يصادق الحمل ولا أحد يمرض أو يتألم أو يبلغ من العمر عتيا وصف أسطورى ومثالى للغايه جعل ديلمون تبدو أشبه بأسطوره خياليه منها بحقيقه واقعيه يمكن الأقتناع بها أوتصديق وجودها ولكن راولونسون نشر أبحاثا تشير الى العكس تماما ووحده من دون كافه علماء الأثار ظل يؤكد أن ديلمون حقيقه بل ورصد طبيعتها والهتها وعلى رأسهم الإله أنزاك وكالمعتاد سخر الكل من أبحاث راولونسون ودراساته واتهمه البعض بالإغراق فى الخيال والغوص فى عالم ألأحلام ثم جاء عام 1880م ليكتشف الرحاله البريطانى كابتن ديوراند حجرا قديما بمنتهى الدقه لتظهر عباره تقول هذا قصر "ريمانوس " خادم الإله " أنزاك " من قبيله عقير وهنا تبدلت كل ألأراء وبدأ السؤال يطرح نفسه بشده

      ماحقيقه " ديلمون "

      أهى حقيقه أم مجرد أسطوره وردت فى نقوش قديمة وكإجراء طبيعى كلفت الجمعيه الملكيه الأسيويه راولونسون بمهمه تحليل تقدير ديوراند والتعليق عليه وفى تقرير ربط راولونسون مابين ديلمون والبحرين وأكد أن الأخيره تنهض على أطلال الأولى وفى عام 1900م ومن خلال بعثه أمريكيه من جامعه بنسلفانيا عثر "هيلير بخت" رئيس البعثه على خمسه وثلاثين ألف لوح سومرى تحوى طنا أخر من المعلومات فى " نيبور" وهى منطقه مابين النهرين من بينها نص سومرى يشير الى ديلمون باعتبارها أرض العبور المكان الذى تشرق منه الشمس ولقد عاصر " أيجانايتوس دونيللى " هذا الكشف العظيم وربط أخر مقالاته بين أطلانطس وديلمون قبل أن يتوفاه الله فى عام 1901م تاركا الأمر كله لمن بعده .


      أما حضاره ديلمون نفسها فقد أنتظرت حتى الحرب العالميه الثانيه عندما أتى " د.بيتر كورنال " لينقب فى تلال المدافن فى البحرين ويخرج بالأدله والبراهين القاطعه على أن حضاره ديلمون لم تكن مجرد أسطوره بل هى حقيقه أعلنت عن نفسها وأبرزت وجودها وأثارها للعالم كله
      الأساطير إذن تتحول واحده بعد ألأخرى من عالم الخيال الى عالم الواقع والوضوح

      طرواده والمينوتورس وديلمون
      فماذا عن اطلانطس ؟
      ماالذى يمنع كونها أيضا حقيقه واقعه لقاره حكمت الدنيا قبل أن تودى بها كارثه رهيبه طبيعيه أو صناعيه فتغرق بكل مافيها ومن فيها فى أعماق المحيط ألأطلنطى

      هذا ماطرحه الميثولوجى الأسكتلندى " لويس سبنس " فى مجلته ذات العمر القصير والتى حملت اسم الأسطوره نفسها أسم اطلانطس وعلى الرغم من أن سبنس هذا لم يحظ بالشهره الشعبيه التى حظى بها نظيره دونيللى الا أنه كرس جهوده للبحث عن القاره المفقوده ووضع خمسه كتب حولها كان أشهرها {مشكله أطلانطس} الذى نشر عام 1924م والذى فاز سبنس بسببه باحترام وترحيب المهتمين بأسطوره أطلانطس حتى أن أحدهم قال عنه : أنه أفضل كتاب نشر عن أطلانطس فى التاريخ وعلى عكس نقاط نظريه دونيللى الحماسيه ناقش سبنس نظريته بأسلوب هادئ وعملى ودقيق شأن أى عالم محترم ليخلص منها الى مجموعه من الحقائق تتلخص فى أنه كانت هناك بالفعل قاره ضخمه تحتل معظم منطقه شمال المحيط الأطلنطى وجزءا من جنوبه ولقد ظلت موجوده حتى أواخر العصر الموسينى الذى يعود الى مايزيد على عشره ملايين عام ثم بدأت تندثر نتيجه لعوامل طيبعيه بركانيه وزلزاليه متعاقبه مما أدى الى ظهور تكتلات جذريه أهمهما أطلانطس بالقرب من مداخل البحر الأبيض المتوسط وخلف أعمده هرقل {جبل طارق بن زياد} وأنتليا القريبه من جزر الهند الغربيه الحاليه وكانت الأتصالات تتم بينهم عبر سلسله من الجزر الصغيره


      ووفقا لنظريه سبنس لم تختلف أطلانس فى يوم وليله كما قال أفلاطون ولكنها ظلت قائمه حتى العصر البليستوسينى قبل خمسه وعشرين ألف سنه تعرضت لمجموعه من الكوارث الطبيعيه المتعاقبه حتى مايقرب من عشره ألف سنه قبل الميلاد مما أدى فى النهايه الى غرقها نهائيا فى حين ظلت أنتيليا صامده لزمن أطول لتترك خلفها بعض البقايا فى النهايه وهى جزر الأنتيل وعلى عكس دونيللى قال سبنس أن حضاره أطلانطس لم تكن متقدمه تماما وأنما كانت حضاره بدائيه الى حد كبير أنها لم تعرف أبدا تشكيل أو أستخدام المعادن



      ووفقا لنظريته أيضا أنتشر سكان أطلانطس بعد غرقها فى أنحاء العالم القريبه وكانوا النواه لعدد من الحضارات المعروفه مثل حضاره مصر وكريت والحضاره الأزيليه فى أوروبا والتى ظهرت قبل عشره ألاف عام قبل الميلاد وهو نفس التاريخ تقريبا الذى حدده أفلاطون لغرق أطلانطس ثم عاد سبنس ليؤكد أن حضارات مصر ويوكاتان وبيرو قد ظهرت فجأه ودون مقدمات لتنتقل من العصر الحجرى الى عصر التقدم دون المرور بمراحل وسطيه مما يوحى بأنها قد أكتسبت حضارتها من جهات أخرى وهنا يقع سبنس فى تناقض عجيب مابين عدم التقدم أطلانطس ونقلها علامات الحضاره الى ألأخرين ولكنه على الرغم من هذا يحظى حتى هذه اللحظه باحترام وتقدير العديدين وإن لم يقدم دليلا ماديا واحدا على كل ماقاله



      ولم يقدم غيره أيضا هذا الدليل المنشود حتى ظهر "إدجار كايس " ولقد قدم كايس الدليل بأسلوب مدهش لم يتصوره أو يتخيله مخلوق واحد

      يتبع
      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-10-30, 01:12 PM.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        موضوع جميل جدا وممتع جدا .... اكمل بارك الله فيك ...

        تعليق


        • #5


          الجزء الثالث
          مع بدايه العقد الثانى من القرن العشرين تضاعف أهتمام الأمريكين فجأه بالتنبؤات والمتنبئين وعادوا ينبشون المكتبات وكتب التاريخ بحثا عن مشارهير المتنبئين القدامى وانتشرت صرعه عجيبه لإثبات صحه تنبؤاتهم الماضيه وتأكيد حتميه حدوث تنبؤاتهم التاليه

          وفى مناخ كهذا من الطبيعى أن ينتشر الدجل والخداع وأن يظهر عشرات النصابين الذين يدعون قدرتهم على قراءه الطالع وكشف الغيب والتنبؤ بالآحداث المستقبليه خاصه وأن أحدا لايمكنه معرفه ماسيحدث فى المستقبل مما يجعل الاعتراض على مقوله أى نصاب أمرا عسيرا للغايه وفى وسط هذا كله ظهر " إدجار كايس " كان شابا هادئا على عكس الأخرين لايميل الى الأستعراض والتباهى ويحمر وجهه خجلا أذا ماوجه إليه أحدهم عباره استحسان أو كلمات أعجاب وتقدير أو حتى جمله شكر أنيقه



          وعلى عكس ألأخرين أيضا لم يكن كايس من ذلك النوع الذى يمكن أن تلقى عليه سؤالا عن أحداث مستقبليه فيضع أصابعه على جبهته ويدير يده الأخرى فى الهواء ثم يخرج الجواب بأسلوب مسرحى مثير بل كان يؤكد دوما أن التنبؤات أو الرؤى كما كان يحلو له تسميتها تأتيه وقتما تشاء وليس عندما يشاء هو ففى لحظات عاديه كان كايس يصاب بالشرود المباغت وتنقلب عيناه داخل محجريهما على نحو عجيب ويدخل فيما يشبه الغيبوبه وخلالها يلقى نبؤته ثم لايذكر الكثير عنها عندما يستعيد وعيه بعد قليل ولأن ذلك الزمن كان يميل الى المسرحيه والأستعراض تأخر كايس عن أقرانه ولم يحظ بشهرتهم أو تلقى عليه ألأموال الوفيره مثلهم

          ثم إنه أيضا لم يسمع لهذا أبدا حتى كانت فتره الثلاثينات وماصحبها من اختناق اقتصادى رهيب فى الولايات المتحده الأمريكيه أيامها وبينما راح البعض ينبش فى تنبؤات " نوسترادامس " العراف الفرنسى الأشهر بحثا عن أيه نبؤه تتحدث عن انفراج الأزمه كشف أحدهم فجأه أن كل تنبؤات إدجار كايس خلال السنوات العشر الأخيره قد تحققت على نحو مدهش وفى نفس التوقيتات التى حددها فى نبؤاته وهنا تفجرت الشهره فجأه ومن كل صوب



          واستيقظ كايس ذات صباح ليجد الصحفيين يحيطون بمنزله ومصابيح تصويرهم تسطع فى وجهه وعشرات الأسئله تنهال على أذنيه وفى اليوم التالى كان كايس يفا على خمس شبكات اذاعيه وصوره تملأ الصفحات الأولى فى خمس وسبعين صحيفه محليه وعامه وخلال أسبوع واحد أصبح إدجار كايس أشهر عراف ليس فى أمريكا ولكن فى العالم أجمع

          ولسنا بصدد سر تنبؤات كايس أو التحمس لها أو حتى مناقشه صحتها من عدمها ولكننا سنتوقف فقط عند نبؤه واحده ترتبط ارتباطا وثيقا مباشرا بالأسطوره التى نتحدث عنها
          أسطوره أطلانطس

          ففى يونيو عام 1940م وفى أثناء واحده من نوبات غيابه عن الوعى الذى جعلته يوصف بأنه وسيط روحانى قوى أعلن كايس أن أطلانطس حقيقه وأن أجزاء منها سوف تبرز من قلب المحيط ألأطلنطى فى عام 1968م أو عام 1969م وحدد تلك الأجزاء بأنها من الطرف الغربى للقاره الأسطوريه والمسمى بوسيديا وأنها ستظهر بالقرب من جزر البهاما


          خريطة Piri Reis

          وأدهشت النبؤه العديدين حتى أولئك الذين يؤمنون تماما بموهبه كايس اذ لم تكن الظروف تحتمل الحديث عن أمر كهذا والكل كان يتوقع منه نبؤه حول نهايه الحرب العالميه الثانيه التى بلغت أوجها حينذاك والتى كادت تلتهم العالم كله

          الكل كان ينتظر حديثا عن ألمانيا أو هتلر أو حتى عن سقوط إنجلترا فإذا به يتحدث عن أطلانطس وظهورها المنتظر بعدما يزيد عن ربع قرن قادم من الزمان وتجاهل معظم الناس نبؤه كايس حول أطلانطس وألقوها خلف ظهورهم وخصوصا مع تنبؤاته التاليه التى أشارت الى أن أمريكا سترغم على دخول الحرب وأن روسيا ستسقط جزئيا فى قبضه النازيين قبل أن تنهض لتهزمهم شر هزيمه فيما بعد

          حتى المهتمين باطلانطس لم يتوقفوا كثيرا أمام نبؤه كايس باعتبارها عن مستقبليات لاسبيل الى التأكد منها فى زمنهم أو حتى إيجاد المنطق العلمى لحدوثها بعد ومرت السنوات وتحققت نبؤات كايس الخاصه بالحرب ودخلت أمريكا الحرب العالميه الثانيه مرغمه بعد أن قصف اليابانيون ميناء {بيرل هاربور}اجتاح النازيون روسيا ثم اندحروا على أبواب موسكو وراحوا يتراجعون وسط البرد والجليد ليلقوا هزيمه ساحقه فيما بعد دفعت هتلر نفسه الى الأنتحار ووسط هذا الخضم من الأحداث نسى الكل نبؤه كايس الخاصه بقاره أطلانطس نسوها تماما ولكن عام 1968م جاء وظهرت معه تلك البقايا التى برزت من قلب المحيط بالقرب من جزر البهاما تماما فى نفس الزمان والمكان الذين حددهما كايس فى نبؤته القديمه منذ مايزيد عن ربع قرن ونستطيع أن نؤكد دون ذره واحده من المبالغه أن الخبر قد حبس أنفاس جميع الأمريكين والكاميرات تنقل صوره الأبنيه الحجريه والأطلال القديمه التى ظهرت بالقرب من سطح الماء عند شاطئ جزيره بايمين إحدى جزر البهاما وتسترجع مع المشاهدين نبؤه كايس القديمه ثم تضيف الى هذا أراء الخبراء وعلماء الأثار الذين أكدوا أن طرز تلك المبانى لاتشبه أيه طرز حضاريه قديمه معروفه وكان هذا يعنى أمرا واحدا لاغير



          أن هذه بالفعل أطلال أطلانطس القديمه وأن أطلانطس حقيقه ومن سوء الحظ أن تلك ألأطلال لم تبق فى موضعها طويلا أذا سرعان ماغاصت مره أخرى فى أعماق المحيط وعلى مسافات لم يكن من الممكن أن يبلغها البشر أبدا فقد بقيت الصور وتعليقات الخبراء ونبؤه كايس القديمه وخيال وعقول الملايين .....
          ولأن الوقت لم يسمح للعلماء والدارسين والباحثين بالتيقن من الأمر والحصول على أدله ماديه فقد بدءوا يختلفون حول الأمر بعد أسبوع واحد من غوص الأطلال عائده الى أعمق ألأعماق البعض استنكر ألأمر كله وأصر على أنها محض صدفه قد يبلغ احتمالها الواحد فى كل سته ملايين ولكنه احتمال وارد وقائم وبخاصه مع غياب أى دليل مادى أخر ....

          أما البعض ألأخر فقد أقتنع تماما بما حدث واعتبر أن هذه أقوى دليل على وجود أطلانطس فى تاريخ الأسطوره كلها وبين أولئك وهؤلاء وقف تشارلز بيرلتز

          وبيرلتز هذا بدأ حياته العمليه كمترجم ثم لم تلبث أن اهتم بالظواهر الغريبه والأمور غير المحسومه فى عالمنا الضخم وشغف كثيرا بتعقب كل أمر غامض والسعى خلف كل لغز عميق بحثا عما يؤيده أو ينفيه ومن هذا المنطلق ولأن كتابه عن مثلث برمودا قد حقق نجاحا مدهشا ومبيعات لم يحلم بها كاتب مثله قرر بيرلتز الذى هو فى الوقت ذاته غواص ماهر بارع أن يغوص بنفسه مع فريق من المعونين فى منطقه جزر البهاما بحثا عن أى دليل مادى على وجود أطلانطس



          وغاص بيرلتز وفريقه فى منطقه جزر البهاما وحولها وكانت فى انتظارهم مفاجأه مذهله مفاجأه لايمكن أن تخطر على عقل مخلوق أى مخلوق….

          تعليق

          يعمل...
          X