إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عجائب العقل البشرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عجائب العقل البشرى

    عجائب العقل البشرى

    ثبت بالدليل العلمي أن الإنسان يستطيع الاتصال بإنسان آخر، اعتمادا على العقل فقط، ودون استخدام أي من الحواس البشرية، أو وسائل الاتصال المصنوعة، وعبر مسافات بعيدة. أي أن العقول البشرية يمكن أن يجري بينها اتصال لاسلكي لا يعتمد على الحواس وهذا هو ما نطلق عليه اسم الاتصال التخاطري " تليباثي".

    هذه الخاصية من خصائص المخ البشري، خرجت من نطاق الظواهر الخارقة الغامضة، وأصبحت حقيقة علمية تجري حولها التجارب في أنحاء العالم، لدراسة آلياتها، والعناصر المؤثرة عليها، متى تقوى ومتى تضعف؟ وأي الظروف تساعد على تنشيط الاتصال التخاطري؟

    لقد توصل العلماء إلى أن أفضل الظروف لإجراء اتصال تخاطري قوي، تتوفر عندما يكون مرسل الرسالة في حالة تأزم نفسي وعصبي، ويفتقد أي وسيلة أخرى للاتصال، وعندما يكون المستقبل للرسالة في حالة استرخاء ذهني، كما يحدث بين حالتي النوم واليقظة، قبل النوم ويعده. وفيما يلي بعض الوقائع التي تعتمد على قدرة الاتصال التخاطري عند الإنسان.

    هامبي، النجدة

    المذيع هيوارد ويلر بإذاعة مدينة شارلوت، في نورث كاليفورنيا، رجل ورع تقي. وهو بلا شك، سيظل يذكر طويلا ما جرى في يوم 10 جوان عام 1962.
    كان راضيا عن يومه، يتأهب للدخول إلى فراشه، في حوالي الواحدة بعد منتصف ليل السبت. ركع ويلر مستندا على سريره يتلو صلاته. لكنه توقف فجأة، وقال لزوجته:" بات، لقد سمعت صوت اصطدام سيارة، سأذهب لأرى حقيقة الأمر، وأعود أليك توا".

    عندما خرج ويلر من بيته، ودخل إلى سيارته، كان عليه أن يتخذ قرارا، في أي الاتجاهات يسير؟ وأين يظن أن ذلك التصادم حدث؟
    هذا إذا كان هناك تصادم أصلا. يقع منزل ويلر عند نقطة تفرع عدة شوارع، وقد تساوت احتمالات حدوث التصادم فيها جميعا، فأيها يختار؟ بلا تردد انطلق ويلر بسيارته في شارع بارك. وعندما وصل إلى وودلون، انحرف يمينا ملفتا هناك. ولسبب لا يدريه، وجد نفسه يستدير بسيارته، ويندفع مسرعا إلى مونتفورد دريف.

    في جريدة شارولوت نيوز، جاء وصف ما حدث نقلا عن هيوارد ويلر " مضى لمسافة 200 ياردة ناحية مونتفورد، ووراء انحناء بالطريق، وجد سيارة مصطدمة بعمود النور. كان المحرك من أثر الصدمة قد ارتد إلى فراغ السيارة. لم ير أحدا بالسيارة، لكنه سمع صوتا خافتا يردد" النجدة، هامبي النجدة".
    أخيرا، عثر ويلر على جو فندربيرك، صديقه القديم، محشورا وسط الحطام، وقد أصيب بجروح خطيرة، تنزف بلا توقف. وكان فندربيرك قد اعتاد على أن ينادي صديقه ويلر باسم التدليل هامبي. استطاع ويلر أن يخرج صديقه من بين الحطام، ويحمله إلى المستشفى، حيث أجريت له جراحة عاجلة.
    كيف سمع ويلر صوت تحطم السيارة، على بعد نصف ميل من بيته؟ كيف عثر على السيارة المحطمة؟ العجيب أنه بعد أن عثر ويلر على صديقه، وذهب به إلى المستشفى، ثم بعد مرور 45 دقيقة، عندما توجه رجال الشرطة إلى مكان الحادث، كان ويلر هو الوحيد الذي مر بالحطام.
    اكسر باب الحمام

    في عام 1947، كان أبراهام أيزر، من مدينة نيويورك، ضيفا على مائدة العشاء، لدى السيد كليفوردماك وزوجته، بمنزلهما 56 وست، شارع 54، نيويورك. كان السيد ماك في ذلك الوقت يعمل في حقل نشر المجلات. بعد العشاء، جلس السيد ماك مع السيد أيرز في حجرة المعيشة، يتجاذبان أطراف الحديث حول العمل. أما الزوجة، فبعد أن قدمت لهما النبيذ، استأذنت منهما لكي تأخذ حماما.
    بعد ثلث ساعة من الحديث بين الرجلين، ساد السيد أيرز شعور غالب بأن شيئا سيئا يحدث للسيدة ماك، فقفز على قدميه وهو يصيح " فلنكسر باب الحمام، هيا، فلنكسره حالا".
    فزع السيد ماك، واندهش للحالة التي أصابت صديقه. هل فقد عقله؟ لكن أيرز واصل إلحاحه على ماك، طالبا منه الإسراع بكسر باب الحمام، ثم صاح " إذا لم تفعل ذلك، فسأستدعي الشرطة".

    نتيجة لهذا الإلحاح الشديد والغريب، لم يجد ماك مناصا من أن يقود صديقه إلى الحمام، ليبرهن له على أنه لا معنى لكل هذه الإثارة، وكل هذه الضوضاء التي يثيرها. نادى ماك على زوجته من خلف باب الحمام المغلق، لكنه لم يحظ بإجابة، نادى مرة ثانية، ولكن بدون جدوى.
    هنا فقط انتقل قلق واضطراب أيرز إلى ماك، وكان أيرز يقف خلفه يصيح طابا منه كسر الباب. أخذ ماك يضرب الشق الأسفل من الباب، حتى استطاع أن يفتحه، ليجد زوجته مغمى عليها في البانيو، ووجهها مغمور في الماء. حملها ماك إلى حجرة النوم، وأخذ يقوم بالإسعافات الأولية، حتى عادت إليها أنفاسها. شفيت السيدة ماك من آثار ذلك الحادث، وما زالت تعيش إلى اليوم في صحة جيدة، وكل ذلك بفضل إحساس غامض غريب، شعر به صديق العائلة، السيد أبراهام أيرز.
    فأر المسك

    من التجارب التي أجريت لدراسة ظاهرة التخاطر بين البشر، ثبت أن الشخص مصدر الرسالة التخاطرية، تقوى لديه هذه القدرة بصفة خاصة، عندما يكون متأزما، وعندما يكون لديه إحساس قوي بالخطر، ولا تكون لديه وسيلة لمواجهة ذلك الخطر، أو تفاديه. وهذا ينطبق على ما جرى لرجل يدعى فريد تراستي، يقيم في 96 ريفرسيد دريف، في بنسيلفانيا، بالقرب من كليفلاند.
    عند نهاية عام 1958، كان فريد في الثلاثين من عمره، ينشغل ببناء بضع درجات في التل الذي يرتفع خلف داره. ولسبب لا يدريه، وجد نفسه يسقط ما بيديه من أدوات، ويسرع إلى بركة ماء بالقرب من منزله. لم يلفت نظره أكثر من تموج سطح بركة الماء الساكن، بفضل حركة حيوان صغير يقطن شمال أمريكا ويسمى فأر المسك. لم يكن فيما رآه ما يشغله، أو يجعله يترك العمل الذي كان ماضيا فيه. ففأر المسك من الحيوانات المنتشرة في تلك المنطقة، يصادفه الإنسان كثيرا.
    هم بالعودة مرة ثانية إلى عمله، لكنه لم يستطع مقاومة رغبة قوية في التطلع مرة ثانية إلى سطح البركة. استجاب لهذا الإحساس، وفي هذه المرة، رأى بين التموجات التي يثيرها فأر المسك في صفحة الماء، قبعة طفل صغير عائمة.
    اقترب تراستي، وخاض في البركة حتى اصطدم بطفل صغير، يرقد عند قاع البركة، فجذبه إلى سطحها. عندئذ، اكتشف تراستي أنه يحمل ابنه الذي يبلغ من العمر سنتين، والذي يدعى بول. أسرع تراستي يجري تنفسا صناعيا للطفل، فدبت الحياة في جسده.
    حدث ذلك، رغم أن الوالد تراستي لم يسمع أي صرخة استنجاد، بل إنه عندما اندفع إلى البركة تاركا عمله، لم يكن ذلك استجابة لإحساس بخطر واهم، لقد انقاد في حركته استجابة لمجرد إحساس غامض لا تفسير له، ذلك الإحساس الذي قاد إلى إنقاذ ابنه.
    شعار الأرشيدوق

    الإحساس الغامض الذي يلح على الإنسان، هو في حقيقته رسالة تخاطرية، لم تتضح تفاصيلها لدى المستقبل، كما حدث للأسقف جوزيف دي لانيي، أسقف مدينة جروورادن. لقد عرف الأسقف، أنه ينام نوما عميقا، لكنه في ليلة 27 جويلية عام 1914، أفاق من نومه ليغرق في قلق لا يقاوم.
    حسم الأسقف أمره، وانتقل إلى حجرة المكتبة، وهيأ نفسه لتمضية باقي الليل في القراءة والاطلاع. وكانت الساعة تشير إلى تجاوز منتصف الليل ببضع دقائق. أضاء مصباح القراءة، فلاحظ وجود ورقة صغيرة ذات إطار أسود إلى جوار قاعدة مصباح الإضاءة. كان متأكدا من أنه لم ير تلك الورقة في ذلك المكان من قبل. تناولها في يده، وأخذ يتطلع فيها. وجد في أعلى هذه القصاصة رسما يمثل شعار أرشيدوق كان قد تتلمذ على يديه منذ عدة سنوات.
    وعندما قرأ الأسقف محتوى الرسالة، ثار غضبه، لماذا لم يخطره أحد بوصول هذه الرسالة من قبل؟ لماذا وضعت بإهمال على المنضدة، وعند قاعدة مصباح الإضاءة، حيث كان من الممكن ألا يكتشفها إلا في صباح اليوم التالي، لولا ما شعر به من قلق غريب هذه الليلة؟ أعاد الأسقف الورقة إلى مكانها على المنضدة، حيث وجدها، ودق الجرس عدة مرات يستدعي خادمه.

    بعد دقائق، أقبل الخادم مهرولا إلى الحجرة، بدأ الأسقف يعنفه ويسأله في غضب عن سر هذه الرسالة التي أهمل إخباره بوصولها، وعندما أشار إلى الرسالة وهو يتحدث إلى الخادم لم يجد الورقة في مكانها. بحث عنها في كل مكان بمساعدة الخادم، ولكن دون جدوى.
    صرف الأسقف خادمه، وجلس يفكر فيما حدث. قال لنفسه:" ربما أكون قد وقعت تحت تأثير نوع من الهلوسة. لكنه كان واثقا أن مثل هذه الحالة لم تحدث له من قبل. لقد كان واثقا أنه رأى الشعار الذي على الورقة، تعرف عليه، فقد كان شعار تلميذه السابق أرشيدوق فرديناند. وعلى سبيل تسجيل ما جرى، قرر الأسقف لانيي أن يدون محتويات الرسالة التي كان قد قرأها على تلك القصاصة، وقبل أن تضيع من ذاكراته.
    على ورقة من أوراق مفكرته، كتب الأسقف " نيافة الأسقف، أنا وزوجتي وقعنا ضحية جريمة سياسية. إننا نطمع في صلواتك. سراييفو. الساعة الرابعة من فجر يوم 28 جويلية عام 1914".

    بعد عشر ساعات من تدوين الأسقف لهذه الرسالة، أطلق الرصاص على الأرشيدوق فرديناند وزوجته في أحد شوارع مدينة سراييفو بيوغسلافيا، وتوفيا للتو. وكان أول ضحايا الحرب العالمية الأولى. هنا أيضا، كان مرسل الرسالة التخاطرية في حالة تأزم نفسي، بينما مستقبل الرسالة في حالة استرخاء نفسي.


    آلام الساق اليمني

    والرسالة التخاطرية قد تتجسد في بعض الأحيان في شكل إحساس جسدي عضوي، كما تروي الواقعة التالية.
    كانت الفتاة الصغيرة في التاسعة من عمرها، وكانت لها صديقة حميمة، تقطن المنزل المجاور لمنزلها. وكانت الصديقتان تتلازمان في كل أنشطتهما، إلى حد أن الكثير من الناس كانوا يعتقدون أن الفتاتين أختان. سافرت الصديقة أثناء أشهر العطلة الصيفية الثلاثة إلى مزرعة في ويومنج، بعد أن ودعت فتاتنا وداعا حارا.

    ذات يوم، كانت فتاتنا تمشي عبر غرفة المعيشة في بيتها، عندما سقطت فجأة على الأرض تشهق وتبكي، وهي تتألم من أوجاع تشعر بها في ساقها اليمنى. استدعت أمها الطبيب على عجل، لكن ما أن وصل الطبيب حتى أعلنت الفتاة أنها لم تعد تشعر بأي ألم في ساقها، وأنها أصبحت في أحسن حال.

    أوشكت العطلة الصيفية على الانتهاء، وعادت الصديقة من سفرها. وكان أول ما فعلته هو أن أسرعت للقاء قتاتنا. أثناء الحديث الذي كان يتضمن بلا شك روايات الصديقة عما مر بها في المزرعة التي كانت تعيش فيها، قالت الصديقة إنها ذات يوم، وبينما كانت تركب الحصان في المزرعة، سقطت من فوقه، فكسرت ساقها، وشعرت بالآم فظيعة. أخذت الفتاة تستفسر من صديقتها حول تفاصيل هذه الحادثة، فاكتشفت من ذلك أن صديقتها كسرت ساقها، في نفس اليوم وفي نفس الوقت الذي شعرت فيه هي بالألم في ساقها، بل إن موضع الألم في ساقها اليمنى، كان هو موضع الكسر في ساق الصديقة اليمنى.

    برقية بالأزمة القلبية


    نفس الشيء نراه في واقعة أخرى كادت تودي بحياة رجل وابنه، فالرسائل التخاطرية لا تكون دائما خيرا ونعمة.
    كان الصبي الصغير يجلس إلى جوار والده الذي كان يقود السيارة، يحاول أن يصل إلى مدرسة الابن في الموعد المحدد لبدء اليوم الدراسي. فجأة، لاحظ الصبي أن والده قد انكفأ على عجلة القيادة، كما لو كان غرق في سبات عميق. انحرفت السيارة، واندفعت إلى خارج الطريق، وكادت حركتها هذه تودي بحياة الأب والابن، لولا أن الرجل أفاق سريعا مما أله به، وأعاد السيارة مرة ثانية إلى الطريق، وهو في غاية العجب مما حدث له أثناء هذه اللحظات القصيرة التي غاب فيها عن الوعي. فيما بعد، اكتشف الوالد، أن أخا له، عم الصبي، مات نتيجة لأزمة قلبية فوق عجلة قيادة سيارته، في مدينة بعيدة، ولكن في نفس اليوم، ونفس الوقت، الذي جرت له فيه تلك الحالة القصيرة جدا، والغريبة جدا.
    التليفون أسهل


    كان أحد الباحثين الذين تخصصوا في دراسة ظاهرة التخاطر، يبحث في مدى ممارسة الشعوب البدائية لهذه الظاهرة، فهناك نظرية سائدة تقول إن الإنسان، في مرحلة قديمة من مراحل تطوره، كان يمارس الاتصال التخاطري، كوسيلة طبيعية للاتصال بغيره، وأن هذه القدرة أخذت تضعف عند الإنسان مع خطوات تطوره الحضاري.

    أخذ ذلك الباحث يسأل أفراد ذلك المجتمع البدائي عن تجاربهم في الاتصال التخاطري، إلى أن التقى بامرأة عجوز أخذت تؤكد له أن الاتصال التخاطري كان هو الوسيلة الوحيدة التي تعتمد عليها عندما يمضي زوجها بعيدا في رحلات الصيد.

    سأل الباحث تلك السيدة العجوز " ولماذا لا تمارسين اليوم ذلك الاتصال التخاطري عند الرغبة في إبلاغ رسالة ما؟" ضحكت السيدة العجوز وقالت له " ولماذا أعتمد على التخاطر، وعندنا جهاز التليفون الذي يغني عنه ؟".
يعمل...
X