إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السفر عبر الزمن ومفهوم الأبعاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السفر عبر الزمن ومفهوم الأبعاد


    السفر عبر الزمن
    ومفهوم الأبعاد

    لماذا أصبح السفر عبر الزمن أمرا يبحث فيه العلماء ولم يعد مجرد فكرة خيالية؟
    هناك سببان رئيسيان هما:
    - اعتبار الزمن بُعدا (البعد الرابع).
    - حقيقة أن الزمن نسبي (يتباطأ ويسرع)، والتي تم التأكد من صحتها بالفعل.

    أما الأول فهو الذي يقودنا إلى السفر عبر الزمن الحقيقي، وأما الثاني فهو الذي يقودنا إلى التحكم في تأثير الزمن على المادة (السفر عبر الزمن بالتحايل). وإذا كنتم ستسألون وهل يوجد نوعان من السفر عبر الزمن أحدهم حقيقي والآخر متحايل؟ الجواب هو:

    نعم هناك سفر حقيقي عبر الزمن وهو الذي يُفترض أن يتم فيه السفر باعتبار الزمن بُعدا، حيث نعود إلى الماضي أو نسافر إلى المستقبل ونعود إلى نفس النقطة التي انطلقنا منها إذا شئنا وكل ذلك في هذه الأرض التي نحيا عليها وفي نفس هذا الكون. وهناك من جهة أخرى تحكم في الزمن (تبطيؤه، تسريعه، وحتى إيقافه) وهذا ليس سفرا عبر الزمن وإنما تحكم فيه ولكن شائع لدى معظم الناس أنه سفر عبر الزمن، ولكن الفرق شاسع بينهما وسيتضح ذلك في ما هو قادم من هذه المقالة.
    سنبدأ بفكرة التحكم في الزمن ونؤجل الأخرى كونها ستأخذنا إلى عالم الأبعاد الذي سأذكره في نهاية المقال.

    عرض لنا ألبيرت أينشتاين نظرية مفادها أن الزمن يتمدد بالنسبة لجسم ما كلما زادت سرعة هذا الجسم، وكذلك يتمدد الزمن إذا ما تعرض هذا الجسم لمجال جاذبي قوي. وقد تم بالفعل التحقق من هذه النظرية سنة 1971 وذلك عبر وضع أربع ساعات ذرية من السيزيوم على طائرات نفاثة تقوم برحلات منتظمة حول العالم في جميع الاتجاهات، بعد قيام الطائرات بعدة رحلات معينة، ثم مقارنة الأزمنة التي سجلتها الساعات على الطائرات مع الزمن الذي سُجل على الأرض، فوُجد أن الزمن المسجل على الطائرات أبطأ منه على الأرض بفارق ضئيل جدا ولكنه يتفق مع قوانين النسبية الخاصة تماما، وهذا يُثبت أن الزمن يتمدد بالنسبة للجسم كلما زادت سرعته.

    في العام 1976 قام العلماء بتجربة أخرى للتأكد من صحة تمدد الزمن بالنسبة لجسم ما إذا تعرض لمجال جاذبي قوي، وكانت التجربة عبارة عن وضع ساعات هيدروجينية في صاروخ وصل إلى ارتفاع عشرة آلاف كيلومتر عن سطح الأرض عند مستوى سطح البحر، وتم مقارنة إشارات ساعة الأرض مع التي على الصاروخ وطبعا كما هو متوقع كانت الساعة على الصاروخ أسرع منها على الأرض بمقدار يتفق بشكل مذهل مع تنبؤات النسبية العامة للعبقري ألبيرت أينشتاين، لأن الصاروخ في معرض لمجال جاذبي أضعف من الذي معرضة له الأرض.

    توضيح بسيط: قد يلتبس على البعض فهم المقصود بتمدد الزمن، ولهذا أنبه إلى أن تمدد الزمن يعني أن مقدار "ثانية" مثلا يستغرق وقتا أطول، فمثلا عندما نبدأ عد الثواني إذا غطس أحد في الماء ونقول: 1 - 2 - 3... فإننا عند تمدد الزمن نقول 1 ----- 2 ----- 3... أي أن مدة كل ثانية تصبح أطول. وهذا يعني بشكل مبسط أن كل دقيقة على الأرض تصبح نصف دقيقة فقط على مركبة تنطلق بسرعة معينة، وذلك لأن مقدار كل "ثانية" على المركبة يصبح أكبر من مقدار "ثانية" على الأرض. وكمثال بعيدا عن الزمن فإن وزني على الأرض هو 58 كلغ بينما على القمر يكون حوالي 9.6 كلغ فقط رغم أني لم أتبع حمية ولا أي شيء وفي حالة الزمن فأنا هو "مقدار الثانية".
    إليكم هذا الشكل البسيط الذي أعتقد أنه سيقرب لكم الفكرة أكثر


    على مركبة سرعتها مقاربة لسرعة الضوء
    على الأرض

    طبقا لهذه التجارب فإنه إذا استطعنا أن نرسل مركبة إلى الفضاء بسرعة 261 ألف كلم في الثانية (أي 87% من سرعة الضوء)، وجالت هذه المركبة في الفضاء بنفس السرعة لمدة 25 سنة فإنها عندما تعود إلى الأرض سيكون قد مر في الأرض 50 سنة أي أن الزمن سيمر أبطأ منه على الأرض بقدر الضعف. وهذا يعني أنه إذا كنتَ في الخامسة والعشرين من عمرك وأنجبت طفلا وتركته على الأرض وسافرت أنت على المركبة فإنك بعد أن تعود ستكون في الخمسين من عمرك وكذلك ابنك سيكون في الخمسين من العمر أيضا.

    إن المسافر في تلك المركبة سيشعر بأنه سافر عبر الزمن إلى المستقبل لأنه إن كان مثلا سافر سنة 2006 فإنه عند عودته للأرض سيكون العام 2056 ولكن ساعته تشير إلى أن التاريخ هو 2031 فحسب. ولكن رغم ذلك فهذا ليس سفرا عبر الزمن كما هو واضح وإنما تحكم فيه أي أن كل الذي فعلناه هو تبطيء الزمن بالنسبة للمسافر وتركه كما هو على الأرض.

    كل هذا هو حقائق محضة، ولدينا التقنية لتحقيقه ولكنها (التقنية) ليست بالتطور الكافي، وهذا يعني أن علينا تطوير التقنيات التي لدينا لنستطيع إنتاج مركبة سريعة جدا وهذا ما يعمل عليه فريق أمريكي روسي حاليا.

    هذه كانت أولى الأفكار التي يُعتقد أنها سفر عبر الزمن بينما هي مجرد تحكم في سرعة الزمن. وهناك عدة أفكار أخرى يعتقد البعض أنها سفرٌ عبر الزمن ولكنها في الحقيقة شيء آخر لا يمت للسفر عبر الزمن الحقيقي بصلة إلا من حيث تشابه سطحي في النتيجة، ومن بين هذه الأفكار هناك السفر عبر الزمكان (الزمان والمكان) والسفر عبر العوالم المتوازية، والأولى حقيقة مجربة تلزمنا تقنية ومعرفة عالية لتنفيذها والثانية مجرد نظرية ليس هناك ما يؤكدها أو ينفيها حتى الآن، وهما كالآتي:

    - السفر عبر الزمكان

    الانتقال في المكان وتبطيء الزمن، والفكرة تم تجربتها ونجحت لكن فقط لجسم صغير عبارة عن قطعة نقدية من مادة واحدة بينما كل التجارب على مواد مختلفة أو أجسام أكبر باءت بالفشل (ويبدو أنها مازلت تبوء بالفشل وإلا كنا شاهدنا استخدامها).

    وكشرح مختصر لهذه الفكرة فإنه يتم نقل "إنسان ما" تحت ظروف معينة من مكان إلى مكان آخر أو إلى نفس المكان، لكن الوقت اللازم لانتقال يكون بطيئا جدا "بالنسبة لنا" وسريعا جدا "بالناسبة للإنسان المنقول". وهذا يعني بالأرقام: أننا لو نقلنا إنسانا اليوم 07/06/2006 إلى مكان آخر (مع ضبط متغيرات معينة) فإنه سيظهر يوم 07/06/2007 أي بعد عام من إرساله. لكن بالنسبة له فالزمن الذي يكون قد مر هو ساعة واحدة أو عدة ساعات. وهذا يعني بالنسبة له أنه انتقل سنة إلى المستقبل. لكن بالنسبة لنا فقد اختفى لمدة عام ثم ظهر من جديد(فقط). وهذا كما هو واضح أيضا ليس سفرا عبر الزمن وإنما هو إبطاء للمرور الزمن بالنسبة لجسم ما فحسب.

    تنبيه: قد يعتبر البعض أن أهل الكهف تم تبطيء الزمن بالنسبة لهم وبالتالي عندما قاموا من نومهم وجدوا أنه قد مر عليهم يوما أو بعض يوم بسبب ما بدت عليه هيئتهم نبت بعض شعر اللحية... بينما في الحقيقة مرت عليهم 300 سنة شمسية. وأقول هنا أنه ليس بالضرورة أنه تم تبطيء الزمن بالنسبة لهم بل ربما تم تخفيض مستوى عملياتهم الحيوية إلى حد ضئيل جدا، كما يحدث في السبات الطبيعي عند الحيوانات أو كما يحدث في السبات الاصطناعي الذي يحاول العلماء تطويره.

    وهنا إليكم التجربة التي قام بها العلماء في مسألة السفر عبر الزمكان (في الأساس التجربة تمت لتحقيق ما يصطلح عليه بالانتقال الآني)، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النص مقتبس كما هو تقريبا من أحد روايات كوكتيل 2000 التي يكتبها الدكتور نبيل فاروق.

    في بداية الثمانينات، كان حلم العلماء الأول هو بلوغ مرحلة، اعتبروها ذروة الاتصالات والانتقالات في الكون، وأطلقوا عليها اسم " الانتقال الآني " ومصطلح " الانتقال الآني " هذا يعني الانتقال في التو واللحظة من مكان إلى آخر، يبعد عنه بمسافة كبيرة أو بمعنى أدق الانتقال الآن وفورا وهذا الانتقال هو ما نراه في حلقات " رحلة النجوم " .. تلك الحلقات التليفزيونية الشهيرة، التي تحولت إلى سلسلة من أفلام الخيال العلمي الناجحة، بالاسم نفسه، والتي نرى في كل حلقاتها شخصا على الأقل، يدخل إلى أنبوب زجاجي، لينتقل بوساطة شعاع مبهر إلى أنبوب آخر، في مكان آخر

    فكرة مثيرة مدهشة، تختصر الزمان والمكان إلى أقصى حد ممكن، وككل فكرة مثلها، نجحت في إثارة اهتمام وخيال العلماء، الذي يتعاملون مع كل أمر باعتباره ممكن الحدوث، لو نظرنا إليه من زاوية ما وبينما اكتفى المشاهد العادي بالانبهار بالفكرة، أو الاعتياد عليها، كل العلماء يكدون ويجتهدون، لإيجاد سبيل علمي واحد إليها، وعدني بأنك لن تشعر بالدهشة، والمفاجأة عندما أخبرك أنهم قد نجحوا في هذا، إلى حد ما، نعم .. نجحوا في تحقيق ذلك " الانتقال الآني " في العمل، ولكن هذا لم ينشر على نطاق واسع ..

    السؤال هو لماذا !؟! ما داموا قد توصلوا إلى كشف مذهل كهذا، فلماذا لم ينشر الأمر، باعتباره معجزة علمية جديدة، كفيلة بقلب كل الموازين رأسا على عقب ؟! والجواب يحوي عدة نقاط مهمة:

    - الانتقال، الذي نجح فيه العلماء، تم لمسافة تسعين سنتيمترا فحسب، ومن ناقوس زجاجي مفرغ من الهواء إلى ناقوس آخر مماثل، تربطهما قناة من الألياف الزجاجية السميكة، التي يحيط بها مجال كهرومغناطيسي قوي .
    ثم إن ذلك الانتقال الآني، تحت هذه الظروف المعقدة، والخاصة جدا، لم ينجح قط مع أجسام مركبة، أو حتى معقولة الحجم، كل ما نجحوا في هو نقل عملة معدنية جديدة، من فئة خمسة سنتات أميركية من ناقوس إلى آخر.
    ثم إنه لم يكن انتقالا آنيا على الإطلاق، إلا لو اعتبرنا أن مرور ساعة وست دقائق، بين اختفاء العملة من الناقوس الأول، وحتى ظهورها في الناقوس الثاني، أمرا آنيا ! لذا، ولكل العوامل السابقة، اعتبر علماء أوائل الثمانينات أن تجاربهم، الخاصة بعملية الانتقال الآني قد فشلت تماما.

    ولكن علماء نهاية التسعينات نظروا إلى الأمر من زاوية مختلفة تماما، فمن وجهة نظر بعضهم، كان ما حدث انتقالا عبر " الزمكان " أو عبر الزمان والمكان معا، وليس انتقالا آنيا بالمعنى المعروف ومن هذا المنطلق، أعادوا التجربة مرة أخرى، ولكن من منظور مختلف تماما، يناسب الغرض الذي يسعون إليه هذه المرة، ولتحقيق الغرض المنشود، رفعوا درجة حرارة العملة المعدنية هذه المرة، وقاسوها بمنتهى الدقة، وبأجهزة حديثة للغاية، وحسبوا معدلات انخفاضها، في وسط مفرغ من الهواء، ثم بدؤوا التجربة .

    وفي البداية، بدا وكأن شيئا لم يتغير، قطعة العملة اختفت من الناقوس الأول ثم عادت إلى الظهور في الناقوس الثاني، بعد ساعة وست دقائق بالتحديد، ولكن العلماء التقطوا العملة هذه المرة، وأعادوا قياس درجة حرارتها بالدقة نفسها، والأجهزة الحديثة نفسها للغاية . ثم صرخوا مهللين . فالانخفاض الذي حدث، في درجة حرارة العملة المعدنية الصغيرة، كان يساوي وفقا للحسابات الدقيقة، أربع ثوان من الزمن فحسب، وهذا يعني أن فرضيتهم الجديدة صحيحة تماما . فتلك السنتات الخمسة الأميركية قد انتقلت ليس عبر المكان وحده، ولكن عبر الزمان أيضا أو بالمصطلح الجديد، عبر الزمكان فعلى الرغم من من أن الزمن الذي سجله العلماء فعليا، لانتقال تلك العملة، من ناقوس إلى آخر، هو ساعة وست دقائق، إلا أن زمن الانتقال، بالنسبة لها هي، لم يتجاوز الثواني الأربع.

    - العوالم المتوازية

    هذه الفكرة جاءت من النظرية التي تقول: كل البدايات المتشابهة تعطي نتائج متشابهة (وهنا أرجوا الانتباه إلى كلمة متشابهة وليس متماثلة "يعني أنه ستكون هناك بعض الاختلافات")، وهذه النظرية ببساطة تأخذ بعين الاعتبار التكون المتشابه للمجرات والكواكب... وهذا يعني أن كل المجرات نشأت بطريقة متشابهة وبالتالي سيكون بها أنظمة شمسية (نجم + كواكب + ...) وبما أن أحد هذه المجرات (مجرتنا) وأحد هذا الأنظمة الشمسية "نظامنا الشمسي" وأحد هذه الكواكب "كوكبنا الأرض" به كائنات حية (منها الإنسان)، فهناك احتمال كبير أن يحدث ما يشابه هذا في مجرات أخرى في هذا الكون.

    لكن بما أن بداية المجرات كانت في أزمنة مختلفة فإننا سنحصل على كواكب في أزمنة مختلفة (الآن أرضنا في القرن 21) لكن هناك كوكب مشابه للأرض يتكون حاليا (زمن تكون الأرض) وهناك كوكب في مرحلة بداية وجود النباتات وهناك كوكب مضى على وجوده أكثر مما مضى على "كوكبنا" (المستقبل) وهكذا...

    بهذا الشكل نكون قد وصلنا إلى إيجاد وسيلة للسفر عبر الزمن، لكنها في الحقيقة ليست سفراً عبر الزمن وإنما انتقالا في "المكان فقط" إلى كوكب مشابه، في زمن مختلف، ولمن يحب (رفعت إسماعيل) أحد أبطال روايات مصرية للجيب فبالتأكيد مر على رواية تتحدث عن هذه الفكرة وهي "أسطورة أرض أخرى").

    كان هذا ما يخص التحكم في الزمن لكن ماذا عن السفر عبر الزمن الحقيقي باعتبار الزمن بُعدا. إن هذه الفكرة التي تقود إلى إمكانية السفر عبر الزمن الحقيقي بسيطة للغاية فقد اعتبر ألبيرت أينشتاين الزمن بُعدا، وإذا كان الزمن بُعدا فهذا يعني أنه يمكننا التحرك في ثناياه (الماضي والمستقبل) مثلما نشاء كما نتحرك في ثنايا باقي الأبعاد(الأعلى، الأسفل، الأمام...)، لكن كيف هذا ما لم نتوصل إليه بعد.

  • #2
    بارك الله فيك اخي العزيز
    مواضيع شيقة جدا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى

    تعليق


    • #3

      الاخ العزيز المستكشف

      نورت الموضوع واهدى اليك هذا الجزء من الموضوع راجيا ان يحوز اعجابك
      هل سيتمكن العلم من التحكم فى الزمن؟

      تخيل أنك تستطيع السفر عبر الزمن حيث تتمكن من العودة إلى الوراء في وقت شهد أحداثاً غيرت التاريخ ، أو أن تسافر إلى المستقبل لترى ماذا سيحل بالجنس البشري ، ومن ثم تعود إلى زمن الحاضر ولديك معرفة بما سيؤول إليه المستقبل.

      يعتقد القائمون على معهد أندرسون بأن تلك العملية قابلة للتحقق علمياً مما يتصوره البعض بالرغم من أنها محيرة ومثيرة للإهتمام . يبحث المعهد حلول هندسية وعلمية لمسائل فيزياء الزمكان (الزمان والمكان) قد تمكن من السيطرة على الزمن أو على الأقل في إحراز تقدم ملحوظ في ذلك المجال، ومن بين هذه الحلول بناء أول مفاعل "زمني"!

      السفر عبر الزمن

      يعتبر السفر عبر الزمن فكرة تتناول التحرك ما وراء أو أمام الزمن أو لنقاط معينة في الزمن على غرار التحرك في المكان ، ومع أن السفر عبر الزمن كان موضوع الكثير من روايات الخيال العلمي منذ القرن 19 إلا أن العلم اليوم برهن وبشكل متكرر على تحقق إمكانية السفر باتجاه واحد One-Way نحو المستقبل. وكذلك من المقبول علمياً القول بأن السفر إلى الزمن الماضي (على الرغم من صعوبته) لا يتنافى مع ما نعرفه من قوانين الفيزياء والرياضيات، و يدعى أي جهاز تطبيقي سواء أكان من صنع
      الخيال أو حقيقياً ويستطيع أن يحقق فكرة السفر عبر الزمن باسم "آلة الزمن" Time Machine.

      - المشكلة الأساسية في فكرة السفر إلى الزمن الماضي هي التناقض مع السببية ، فهل يمكن لتأثير أن يسبق مسببه !، الفكرة بحد ذاتها تخلق إشكالاً مؤقتاً ، لكن البعض من المفسرين حلوا هذا الإشكال من خلال القبول بفكرة إمكانية السفر بين أكوان (أو حقائق) متوازية. النظرية تشير إلى بعد فيزيائي يمكن السفر عبره ، حيث الحاضر (النقطة التي تغادر منها) يكون حاضراً في نقطة ثابتة إما في الماضي أو في المستقبل. وعادة من يشار إلى ذلك المفهوم بالكون المتعدد multiverse .

      تقنيات التحكم بالزمن

      وضع معهد أندرسون تصوراً شاملاً للتقنيات التي تتحكم بالزمن من خلال المخطط الظاهر في الصورة (إضغط على الصورة للتكبير)، وهو عبارة عن جدول يربط بين كل تقنية والخصائص المدعومة من خلالها، حيث تشير النقاط في الجدول إلى أن
      الخاصية مدعومة من التقنية. وفيما يلي شرح لتلك الخصائص (المصطلحات) في المخطط:
      -
      يشير مصطلح "التحكم بالزمن" Time Control إلى إمكانية السفر إلى الماضي أو المستقبل أو كلاهما ، أما مصطلح "نقل المادة" Matter Transport فيشير إلى إمكانية نقل المادة من عدمها، وعند عدم التمكن من نقل المادة عندها ستنتقل
      المعلومات فقط ، ويشير مصطلح "تكنولوجيا متاحة" Tech Viability إلى إمكانية تحقيق التقنية وفقاً لما وصلت إليه معارفنا في الوقت الراهن أو ما ستصل إليه على مر الجيلين القادمين. أما مصطلح "متاح بدون مواد خارجية" Possible
      Without Exotic Materials فيشير إلى إمكانية توفر مواد تساعد في الرحلة أو يفترض توفرها على مر الجيلين القادمين،
      ومصطلح "مصدر طاقة منخفض نسبياً " Relatively Low Input Power فيدل إلى إمكانية الرحلة بما هو متوفر لدينا من
      مولدات للطاقة في وقتنا الراهن أو قد يكون متاحاُ على مر الجيلين القادمين.

      1- النفق الكمي Quantum Tunneling



      هو عبارة تأثير ناتج عن موجة سريعة الزوال ترافق الجسم المسافر، ويحدث في ميكانيك الكم (الكوانتم) ، إن إختيار طول الموجة الصحيح مع إختيار مناسب للساتر النفقي يجعل بالإمكان تمرير إشارات أسرع من سرعة الضوء وبالتالي العودة إلى الزمن الماضي.

      2
      - السفر بسرعة تقارب سرعة الضوء Near-Lightspeed Travel


      إن لذلك قدرة كافية على تمدد الزمن ولهذا يتسارع المسافر بشكل كبير يجعله متقدماً نسبياً على الزمن بالمقارنة مع لأولئك الذين تركهم خلفه في اللحظة التي بدأ فيها رحلته. وكلما اقتربت السرعة من سرعة الضوء كلما كان أكثر في المستقبل.

      3
      - مشغلة ألكيوبير للإلتفاف Alcubierre Warp Drive


      تقوم بتمديد الزمكان في موجة تسبب تقلص نسيج الفضاء أمام المركبة الفضائية بينما يتمدد الفضاء خلف المركبة، يمكن للمركبة أن تركب الموجة لتتسارع إلى سرعات عالية وبالتالي تكون رحلة في الزمن.


      4- السفر بسرعة أكثر من سرعة الضوء Faster-than-Light Travel


      لا يزال موضوعاً مثيراً للجدل، فوفقاً لنظرية النسبية : أي جسم يستطيع السفر أكثر من سرعة الضوء يعود إلى الزمن الماضي. وتقول النظرية النسبية أن السفر بتلك الطريقة يتطلب مصدر لا حدود له من الطاقة !


      5- حقول إلتفاف الزمن Time-warped Fields


      تعتمد تلك التقنية على إستخدام طاقة عبر منحنيات الزمكان حول كتلة دورانية أو
      طاقة لتوليد حقول قابلة للتحكم والإحتواء من منحنيات-مغلقة زمنياً تستطيع أن تنقل المادة والمعلومات باتجاهين عبر الزمن (الماضي والمستقبل).

      6
      - أشعة الضوء الدوارة Circulating Light Beams


      يمكن صنعها باستخدام حقول مغناطيسية وحقول أشعة غاما بهدف الإلتفاف على الزمن.
      ووفقاً لهذه الرؤية يلتف المكان مما يجعل الزمن يلتف بدوره، مما يعني أنه يمكنك السير في الزمن كما تسير في المكان.

      7
      - الثقوب الدودية Wormholes



      مناطق إفتراضية عن "زمكان" إلتفافي ولها طاقة عظيمة وبإمكانها صنع قنوات في الزمكان. وإن كانت تلك الطاقة عابرة فبإمكانها أن تنقل المسافر سريعاً وتجعله يقطع مسافات هائلة في المكان وأيضاً عبر الزمن.

      8
      - الأوتارالكونية Cosmic Strings


      هي عبارة عن آثار طوبولوجية أحادية البعد (وافرة) في نسيج الزمكان تشكلت منذ
      نشأة الكون، وقد يؤدي التفاعل معها إلى تشكل حقولاً مغلقة زمنياً ترجع بالزمن إلى الوراء.

      9- أسطوانة تيبلر


      تستخدم أسطوانة ضخمة وطويلة تدور حول محورها الطولي ، يخلق الدوران تأثير سحب
      الأطر frame-dragging وحقول منحنيات مغلقة زمنياً قابلة للعبور بطريقة تمكن
      من العودة إلى الوراء في الزمن.

      10 - تأثير كاسيمير


      هي قوة فيزيائية تنشأ من حقل كمي ، بين لوحين غير مشحونين على سبيل المثال ،
      وهذا بدوره ينتج منطقة من الزمكان سلبية الكتلة mass-negative يمكنها من
      صنع ثقب دودي يسمح بالسفر خلاله بسرعة أكثر من سرعة الضوء.


      نبذة عن المعهد

      يعتبر معهد أندرسون فرعاً عن مؤسسة أندرسون المتعددة الجنسيات ، وهي شركة مملوكة للقطاع الخاص تأسست في عام 2008 ومقرها الرئيسي في روتشستر ، نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.أسس فريقها وطوروا نظرية حقل الإلتفاف على الزمن time-warped field ومختبر TTRC لبحوث الزمكان spacetime في (لونغ آيلاند)في مدينة نيويورك، تقع مختبرات البحوث في ولاية نيومكسيكو الأمريكية ، وقام بتأسيس
      المعهد الدكتور ديفيد لويس أندرسون ويضم أعضاء من 14 بلداً حول العالم وهدفهم تطوير التقنيات والمنتجات والخدمات لتحسين نوعية الحياة ، ويدعم المعهد المبادرات التعليمية والمهنية من خلال عقد الندوات والمحاضرات وتوفير فرص التعليم للطلاب والمدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم تحت رعاية منظمة اليونسكو (الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)ومن خلال شراكتها "مؤسسة نشوء العالم"، يشغل أندرسون حالياً منصب سفير الأمم المتحدة للشباب والرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة نشوء العالم" World Genesis Foundation. وللمعهد موقع إلكتروني على الشبكة العالمية ويرفع شعار :

      "حينما يصبح التاريخ علماً تجريبياً".

      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-20, 11:23 PM.

      تعليق


      • #4


        سافرا عبر الزمن

        عندما قررت الانجليزيتان روز و ماري زيارة قصر فرساي في فرنسا عام 1901, كان هدفهما يقتصر على السياحة بالنسبة لروز وعلى تنمية اللغة الفرنسية بالنسبة لماري التي تدرس هذه اللغة
        لنرى ما حدث .....
        لقد بدأت زيارتهما للقصر بداية عادية وتقليدية, ثم ذهبتا لقصر ماري انطوانيت الصغير, وهناك انتابهما بعض التعب, فجلستا تستريحان على مقربة من القصر.. وهنا بدأ كل شيء
        كان هناك كوخ صغير, تطل من نافذته سيدة نحيلة, ترتدي زيا غير مألوف والى جوار الكوخ سار بعض الرجال في ثياب تاريخية عجيبة, وكل منهم يرتدي قبعة مثلثة طريفة الشكل.. وتطلعت الفتاتان الى المشهد بفضول حيث اعتقدا أن هذا المشهد جزء من تمثيلية تاريخية أو شيء من هذا القبيل
        وانتبهت احداهما الى أن هذا السكون غير طبيعي فقد كان كل هؤلاء الذين ظهروا في المكان بثياب وأنماط غير عادية يلتزمون الصمت المخيف
        حتى الجياد كانت تحرك رؤوسها في صمت جعل الفتاة ترتجف خوفا
        ثم ظهر رجل مخيف كثيب المظهر خشن الملامح, يرتدي معطفا أسودا, رمقهما بنظرة أرجفتهما ودلف الى كوخ آخر
        وتبادلت الفتاتان نظرة خائفة, ونهضتا لتبتعدان عن المكان ولكن رجلا ظهر فجأة وراح يهتف: الرعاع يزحفون
        واختفى بين الاشجار بسرعة..
        وتضاعف فزع الفتاتين فأسرعتا الخطا حتى بلغتا قصر ماري انطوانيت, وهناك توقفتا مبهوتتين.. لقد شاهدتا سيدة جميلة رقيقة, ترتدي ثوبا أبيض من طراز قديم وتجلس في شرفة القصر منهمكة في رسم لوحة ما
        والتفتت اليهما السيدة في هدوء, وبدت لهما في أوائل الأربعينات من عمرها أو أواخر الثلاثينات, ولكنها لم تبال بهما قط, وبدت كأنها لم تر أي منهما
        وفجأة شعرت الفتاتان في ضيق في صدريهما وراحتا تسعلان
        وكان هذا أكثر مما تحتملانه, فهربتا من المكان على الفور
        وغادرت الفتاتان فرنسا دون اشارة الى ما حدث
        بعد شهر واحد قصت روز الأمر على صديق لها فأدهشته القصة كثيرا وأدهشه وصفها لملابس الرجال.. فأسرع هذا الصديق يحضر كتابا عن تاريخ الثورة الفرنسية وطلب من صديقته تصفحه
        وكانت دهشة روز عارمة
        لقد رأت في الكتاب رسوما للحراس في الأيام التي سبقت قيام الثورة الفرنسية ووجدت ثيابهم مطابقة تماما للثياب التي رأتها مع ماري
        وهنا أخبر صديقها أحد المهتمين بظواهر مافوق الطبيعيات بالأمر
        وبدأت سلسلة من الاختبارات والدراسات
        وشعرت الصديقتان بالندم على أنهما أعلنتا الحادث فلقد واجهتهما موجة من الاستنكار والهجوم والتكذيب وأحاطتهما الصحافة بموجة من المراسلين والمتسائلين
        ثم خرج الدارس بتقرير عجيب
        لقد أعلن أن روز و ماري قد رأتا أو عاشتا, بوسيلة غير معلومة كل ما عايشته ماري انطوانيت, ملكة فرنسا عام 1789 م وبالتحديد في ذلك اليوم الذي وقعت فيه مع زوجها في أيدي الثوار والغوغاء
        واستنكر العديدون هذا التقرير, ولكن الرجل أبرز تقريرا لأحد الباحثين المختصين يتحدث فيه عن ماري انطوانيت التي جلست ترسم لوحة في شرفة قصرها في الرابع من اكتوبر عام 1789م وتنادي ابنة البستاني التي كانت تجلس في نافذة كوخها الصغير في حين كان أحد المعادين لها, وهو خشن فظ كئيب المظهر, برتدي معطفا أحمر, يدلف الى كوخ آخر
        ولقد اندفع أحد خدم ماري أنطوانيت عبر الحديقة يهتف: الرعاع يزحفون وكل هذا سجله حراس قصر ماري انطوانيت ودونته أبحاث الباحثين ولم يكن هذا معلوما للجميع
        فقط لدارسي هذه الفترة
        وكانت المفاجأة أن الكوخين اللذين حددت الفتاتان موقعهما بدقة لم يعودا موجودين حيث تبين أنه قد تمت ازالتهما منذ قرن
        فأسرع الباحثون يحضرون الخرائط القديمة للقصر وكانت المفاجأة أن الفتاتان حددتا موقع الكوخين بدقة مدهشة حيث كانا موجودين في الماضي
        لكن هذا لم يقنع المعارضين فقد ظلوا ينكرون القصة ويتهمون الفتاتين بالكذب, لكن المفاجأة الجديدة جاءت كالصاعقة
        لقد أعلن أحد العلماء أن ماري انطوانيت كانت مصابة بنوع من التوتر العصبي يجعلها ترفع يدها الى صدرها وتسعل عندما يواجهها موقف مقلق
        وهذا بالضبط ما فعلته الفتاتان عندما تطلعت اليهما ماري انطوانيت
        لكن المعارضة لم تستسلم وخرج أحد المعارضين ليعلن أن كل هذا لايساوي شيئا
        ولكن لماذا؟
        قال المعارض أن كل شيء يمكن معرفته وافتعاله, لو أن الفتاتين تسعيان الى الشهرة فمن الممكن أن تطالعا كل ما نشر عن ماري أنطوانيت وتنتقيا الأمور الدقيقة عن حياتها, ثم تؤلفا قصتهما الملفقة
        ولم يكن امام احدى الفتاتين ماري سوى أن تقدم آخر دليل لديها
        ورقة..
        مجرد ورقة, وجدت نفسها تكتبها بلغة تجهلها بعد عودتها مع زميلتها روز من القصر.. وكانت هذه هي المفاجأة الأخيرة والحاسمة
        لقد أكد الخبراء أن الفتاة قد كتبت الرسالة بالألمانية وبنفس خط وأسلوب ماري أنطوانيت.. وهكذا حسمت القضية

        لقد عاشت الفتاتان بالفعل ظاهرة خارقة
        ظاهرة نقلتهما-بوسيلة مجهولة- عبر الزمن لتشاهد آخر أيام الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت.. و أصبحت هذه الحادثة مرجعا لدارسي الظواهر الغامضة العجيبة, وعالم ما وارء العقل

        تعليق

        يعمل...
        X