إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السحر وفنون العصر الحجري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السحر وفنون العصر الحجري


    "السحر وفنون العصر الحجري"

    ارتباط الإنجاز الفني بالممارسة السحرية
    وجدتُ هذا الموضوع في أحد المواقع فنقلته ، و نقلي له لا يعني اتفاقي الكامل معه .

    ساحر الأب بْرْوَيْ :

    إن أول نظرية مقنعة في محاولة فهم مواضيع رسوم وصور العصر الحجري، كانت فكرة ارتباط الإنجاز الفني بالممارسة السحرية، التي نادى بها مجموعة من المهتمين بفن العصر الحجري ومنهم ( الأب هنري بروي، الأستاذ هنري بيجوان، لانج، رايناخ، وعلماء آخرين. ) والتي انحدرت عن فكرة للعالم الإنجليزي ( لانج )، المذكور سابقاً، التي تشير إلى القيمة العملية لرسوم فن ما قبل التاريخ. وقد تأكدت نظرية الممارسة السحرية عند ( الأب بروي والأستاذ بيجوان ) بعد اكتشاف صورة ( الساحر ) وهي صورة مركبة الشكل توحي برجل متخفي بهيئة ثور ( بيزون ) في حالة رقص تذكر بصور واقعية معاصرة مألوفة عند بعض من سكان الغابات في آسيا وأفريقيا، التي سبق أن التقى ( الأب بروي ) بها أثناء عمله في تنقيب ودراسة الآثار هناك. وقد رسخت فكرة الساحر بعد توسع الاكتشافات وبعد العثور على صورة مركبة أخرى لموضوع مشابه، على وجه الخصوص، ساحر كهف ( الأخوة الثلاث )، فاشتهرت فكرة الممارسة السحرية في سبب وجود هذه الرسوم على نطاق جماهيري كوني، التي يتلخص مفهومها بأن الإنسان القديم يقوم برسم الطريدة على جدار الكهف مثل ممارسة سحرية تدخل في عملية التحضير لفعل الصيد كما للحفاظ على نسل الحيوان بالتكاثر.

    وبمعنى أكثر بساطة هو رسم الحيوان من أجل السيطرة عليه. وقد نشر الأستاذ ( هنري بيجوان،
    Henri Begouen ) بياناً فنياً في جزأين، في ( مجلة سينتيا، Revue Scientia ) لسنة 1939، أكد فيه على أبعاد نظرية السحر، في نفس الوقت، رد على الجماعة التي تقول بدافع الحاجة الجمالية وقضاء الوقت وراء فن الكهوف أي ( الفن للفن ).


    ساحر كهف الأخوة الثلاث :

    تقوم النشاطات الدراسية المتواصلة، في الوقت الحاضر، على اكتشافات جديدة كثيرة في كهوف فرنسا التي تغتني بالرسوم الواقعية والتجريدية، مثال اكتشاف أكثر من 400 رسم ( كرافيك ) حيواني ورمزي مجرد في كهف ( لو كومبارال Les Combarelles ). وهو كهف كان قد عثر عليه في بداية القرن الماضي والذي يختص بالرسوم المعمولة بالخدش أو الحفر على الحجر. فبالرغم من ندرة الرسوم الخاصة بالأشكال المركبة، الإنسانية ـ الحيوانية في فن العصر الحجري، فإنها بازدياد متواصل مثل باقي رسوم المواضيع النادرة التي تهتم بموضوع الرجل والإنسان عموماً نسبة للعدد الهائل لرسوم الحيوان والأشكال المجردة. وبالرغم من اختلاف موضوع الصور المركبة، الإنسانية ـ الحيوانية، فإنها تقترب من وتشترك بالمزايا العامة التي يتضمن عليها مثال رسم ساحر كهف الأخوة الثلاث؛ ( رجل متوج بقرون ضبي، أنفه يشبه منقار طير جارح وعينيه مدورتين كعينين البومة، أعضاءه العليا قصيرة بصورة غير عادية، منتهية بمخالب تشبه مخالب الدب. وله ذيل حصان وعضو تناسلي لرجل يظهر بغرابة تحت الذيل. يبدو هذا الخيال الغريب ذو نصف الانحناءة وكأنه يؤدي رقصة طقسية.



    تطور مفهوم الساحر :
    بالرغم من انتشار نظرية الممارسة السحرية على المستوى الأكاديمي والجماهيري العالمي، كان ثمة عدد من المتخصصين ينظرون إليها بريبة العالم والبعض الآخر لم يلتفت إليها البتة ويعمل متابعاً بحوثه الخاصة في مجال تحليل الأثر من الناحية الثقافية ـ الاجتماعية، مثال الباحث ( أندريه لوروا ـ جوورهان، André Leroi-Gourhan ) الغني عن التعريف، الذي نادى بفكرته عن دينية وقداسة الكهف والذي رغم الفائدة الكبيرة التي قدمها بترتيب ودراسة طبيعة الأثر الفني الأسلوبية، إن كان الأثر في صورة واقعية أم مجردة والأهمية الرمزية والدينية الذي يمكن أن يأخذه في مكانه من الكهف، في المدخل أو في الوسط أو في الأطراف العميقة منه، لم يفلح بتقديم معان واقعية أو مفاهيم محددة يمكن لها أن تساعد على أدراك الأبعاد الثقافية ـ الاجتماعية لما سماه بحضارة العصر الحجري.



    إن التخبط والمراوحة في إعطاء معان معقولة ومقبولة، ما زال يلاقي دارسي الأثر الفني للعصر الحجري والذي دفع من جديد البعض، في مقدمتهم الباحث الأثري ( جان كلوت، Jean Clotte ) على تقبل الحلول السلسة بالرجوع إلى فكرة السحر الساذجة وتقريبها من فكرة دينية الكهف التي اقترحها الباحث ( لوروا ـ جوورهان ) والخروج ببنيان جديد هو فكرة الشامان التي اقتحمت الدراسات الحديثة عنوة رغم المعارضة الشديدة لعدد مهم من الأكاديميين على المستوى العالمي ( انظر كتاب الشامانية وفن ما قبل التاريخ، بالفرنسية ).

    الشامان :

    في حقيقة الأمر، حين أشارت جماعة ( الأب بروي ) إلى الساحر ودور النشاط السحري في طقوس الصيد المفترضة أدائها في الكهف أو خارجه، إن كانت فردية أم جماعية، إنهم كانوا يعنون في تصورهم شخصية ساحر القرية الأفريقي أو الآسيوي أو أي كان من الذين ندعوهم اليوم على المستوى العالمي باسم الشامان ( استخدمت كلمة الشامان مرة واحدة في بيانهم الفني ). إن البحوث المحدودة، باللغة الفرنسية، حول طبيعة شخصية الشامان في بداية الاكتشافات الكبيرة للكهوف وبداية الدراسات لمحتوياتها الفنية لم تساعد فريق ( الأب بروي ) في تقريب فكرة طبيعة عمل الشامان وعلاقتها بالأثر الفني للعصر الحجري، فبقت فكرة الساحر الذي يمارس الرسم والتصوير والنحت، من أجل تسهيل عملية الصيد والسيطرة على الحيوان الطريدة، هي المعمول بها.
    أما فكرة شخصية الشامان المقترحة من قبل الباحث ( جان كلوت )، في الزمن الحاضر، فهي ليست إلا شخصية الساحر مدعومة بميراث معرفي وتقاليد دينية غير محددة في الزمان والمكان، فهو يجمع، في تكوين شخصية الشامان، بين ممارسات بدائية معاصرة تعتمد على دراسات الباحث ( دافيد لفيز ـ وليامز ) وظاهرة أشكال الهلوسة المعاصرة تحت تأثير المخدرات. باختصار إن الشامان يعمل، في غالب الحال، أما تحت تأثير أنواع تقليدية غير محددة من المخدرات أو أن يعيش حالة نفسية خاصة يتم بها التحول التدريجي إلى تقمص شخصية الحيوان أو الدخول في علاقة مع كائنات وأرواح خيالية، حيث يطغي على هذه الحالة عالم من الهلوسة الكلامية والشكلية، هي الناتج النهائي والمحصول الفني الذي سيتوصل إليه هذا الشامان كجواب للأسئلة الملحة التي يتوجب عليه حلها. يؤكد ( جان كلوت ) بأن الأشكال المجردة والبعض من الصور الواقعية في الكهوف هي من إرهاصات هلوسة الشامان.




    غنى التنوع الفني :
    تتجاوز أعداد الأشكال المجردة، التي لسنا بحاجة للكلام عن رمزيتها الدينية أو هدفها التسجيلي ـ الإعلامي، أعداد الرسوم المستعارة من الطبيعة أو ما اصطلح عليه بالرسوم الواقعية. لقد ترك إنسان العصر الحجري ميراثاً فنياً وحياتياً يتجاوز بالحجم والأهمية تصوراتنا عن الأصول الابتدائية للمعارف البشرية وبداياتها التاريخية الحقيقية، حيث إن الكثير، بله أغلب معارفنا التعبيرية الفنية والأدبية لها جذور ضاربة في هذا العصر الحجري، ابتداءً من كيفية التعبير عن الفكر والنفس أو المعتقد، بواسطة الرسم والتصوير والنحت وما صاحبها من أسلوب، إلى استخدام التعبير الأدبي الكتابي الذي يرتبط كمادة وكأساس باللغة الرمزية المجردة. إن التنوع الذي هو من الصفات المميزة لفن العصر الحجري، التنوع الأسلوبي مثل التنوع في الموضوع، يفصح عن الطريق الرصينة التي سلكها فنان العصر الحجري في التعبير وفي تمثيل حاجات مجتمعه النفسية والثقافية في الزمان وفي المكان. كذلك يفصح عن وضوح الهدف من هذه الرسوم دون اللجوء إلى تفسيرات أنتاج عمل الصدفة المعتمد على النشاط السحري أو تصورات هلوسة الشامان التي لا يحدها قانون.



    سحر الصيد :
    يؤكد البيان الفني لجماعة الممارسة السحرية في فن العصر الحجري على سحرية الرموز والأشكال التي صاحبت صور الحيوان، إن كانت محققة في داخل صورة الحيوان، مثال الرموز التي تشبه السهام والحراب، أو الأشكال الأخرى التي توحي بالجروح القاتلة للحيوان. أو كانت محققة بجانب صورة الحيوان، مثل تلك الرموز الشبكية التي توحي بموضوع صورة الفخ. لقد استنتج أصحاب نظرية السحر معاني هذه الرموز بطريقة الترجمة الحرفية لمعنى الصورة الواقعية، بمعنى قراءة الشكل كما هو عليه وبدون شكوك إضافية، أيضاً قراءته بما يدعم موضوع نظريتهم السحرية.

    لقد رأوا في تلك الرموز سهاماً وجروحاً ودماءً نازفة، في حين، كانت هذه الجماعة تعرف جيداً إن أدوات صيد إنسان العصر الحجري غير مؤهلة لصيد الحيوانات الكبيرة مثل البيزون والحصان والماموث. أيضاً، إن مكان آثار الجروح ومكان السهام المفترضة لا تشكل المناطق الحساسة أو الخطرة التي تؤدي بحياة الحيوان. وقد أكدت الدراسات المتأخرة في آثار العظام على أن أنواع الحيوان التي كثر تصويرها في الكهوف لم تكن ضمن الطريدة المشاع اصطيادها، إنما العكس، إن حيوان الضبي، الذي كان يشكل الطريدة المفضلة، كانت صورته الأقل حضوراً بين رسوم الكهوف.



    يتبع


    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-01-07, 07:46 PM.
يعمل...
X