إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معتقدات الشعوب في الجن والعفاريت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معتقدات الشعوب في الجن والعفاريت



    معتقدات الشعوب
    في الجن والعفاريت

    لا يستطيع كثير منا أن ينكروا أنهم جرعوا جرعة هائلة من الخرافات حول الجنِّ والعفاريت وهم صغار .
    وبات الجنُّ في مخيلة الكثيرين عالماً مليئاً بالخوف والرهبة ، عالماً يضج بالمخلوقات الفظيعة والشنيعة ، وغدت الأساطير الشعبية هي المصدر الفعال في تكوين وتغذية هذه الصورة النمطية عن الجن.
    وربما كان لانتشار تلك الأساطير وتصديقها أسباب وجيهة في المجتمعات غير المسلمة نظراً لافتقادهم لمصدر موثوق يخبرهم عن هذا العالم المجهول والغريب

    لكن ما هو سبب انتشار تلك الأساطير وما ترسمه من معتقدات خاطئة ، وما يتبع ذلك من ممارسات خطيرة في مجتمعاتنا المسلمة ، والقرآن قد اعتنى بكشف هذا العالم الخفي ، وكذلك السنة النبوية المطهرة

    حتى لا تجد الأساطير والخرافات مجالاً في عقل المسلم تحرفه عن اعتقاده أو تؤثر على سلوكه ، ولعل السبب وراء انتشار تلك الظاهرة - في نظرنا - يعود إلى بعد الناس عن تلقي هذه المعرفة ( المعرفة بالجن ) من مصادر الشرع المطهر ، وتلقيها من أساطير وأحاديث الناس ولا سيما الكهنة والسحرة الذين يحاولون إضفاء نوع من الهالة على ما يقومون به من اتصال بالجن ، وبقاء بعض الأقوام على ما ورثوه من عادات وتصورات جاهلية ، لم يصححوها بعد إسلامهم ، فتناقلت الأجيال هذه التصورات والعادات إلى يومنا هذا لتصبح جزءا من الموروث الشعبي الذي يتحدث عن عالم الجن الغريب ، تلك هي أهم الأسباب التي شكلت تلك التصورات عن الجن .
    وفي هذا المقال عرض لبعض معتقدات الشعوب في الجن وعالمهم ،

    أولا من معتقدات النوبيين فى الجن

    لا يزال كثير من النوبيين يلقون الطعام ويوقدون الشموع للدجري " جن النيل " حتى يومنا هذا في طقوس زائدة تنم عن الإجلال والتهيب والخوف والرجاء .
    . ويعتقد أهل النوبة أن " الدجري " كائنات خيرة تحمي من الأمراض ، وتحفظ الأطفال من الغرق في النيل ، وتقي من العقم ، وفي مقابل ذلك يدفع لها النوبيون الطعام بصورة ثابتة ودائمة ..
    ففي الزواج والولادة والختان وغيرها يتوجه الناس إلى النيل حاملين معهم الثريد .. وربما تذبح ذبيحة لهذا الغرض ، ويضعون الطعام في شيء شبيه بالزورق من سعف النخيل ، مع شيء من الزيت ، وفتيل من القطن مشتعل ، ويتركون هذا كله على سطح الماء ، وسط الأغاني والاحتفالات ، وربما قذف بعضهم الطعام قذفـًا في الماء أو رمى بالعطور والحناء، ويأخذون قليلاً من ماء النيل ليمسحوا جسد الصبي تبركـًا، وكذا المرأة العقيم .

    فهي طقوس تجمع بين الرؤية الوثنية ، وعبادة الجن ، والتعميد بالماء كما يفعل النصارى ، مع خلط ذلك كله بلمسة من الأدعية الإسلامية ، ليخرج مزيج غريب من المعتقدات غير السوية .

    من معتقدات اليمنيين في الجن

    وفي بلاد اليمن حيث تنتشر هذا المعتقدات الضالة في مكان وتقل أو تنعدم في مكان آخر تبعا لزيادة ونقصان الوعي الديني لدى الناس ،
    يحدثنا الشيخ القاضي عبد القادر العماري أن الصيادين في مطلع موسم الصيد يحرصون على أن يكون صيدهم وفيرًا وموسمهم عامرًا ، لذلك كانوا يلجؤون إلى الممارسات الخرافية ، فكانوا يأتون بكبش أسود اللون ، يدفعونه إلى البحر حتى يتخبط في شباكهم ، ثم يذبحونه من قفاه ، ويقطعونه قطعـًا صغيرة يلقونه في المناطق التي يصطادون منها

    ، ويزعمون أن هذا يرضي الجن في البحر ، فيأذنون أن يخرج الصيد وفيرًا ، وذكر أيضاً أن الزراع قبل البذر يأتون بكبش يذبحونه ثم يأخذون أمعاءه ، ويدفنونها في وسط الحقل ، يظنون أن الجن سترضى بذلك ، وأن السنابل ستكون حبلى بالحبوب مكتظة بالخير ، وهذه عادة وثنية ذات جذور قديمة ، فقد كان الإنسان القديم يقدم الفديات للآلهة الخاصة بالإخصاب وخدمة الأرض.

    من معتقدات السودانيين في الجن

    أما في السودان المليء بالطرق الصوفية التي يعشش في زواياها الجهل والخرافات ، فتنتشر بينهم عادات غريبة ، نذكر منها ما يتعلق بمعالجة المجنون إذ يعتقد مشعوذوهم أن الجنون يقع بسبب الجن ، وبناء على ذلك يقومون بربط المجنون ، وتقييده ، وعزله في مكان خاص ، ثم يوجعونه ضرباً ، فيصيح المجنون ويستغيث ، لكن أنى له أن ينجو من عصي هؤلاء وجهلهم .


    ثم يفرضون عليه أيضا نوعاً خاصاً من الطعام يتناوله ليس فيه دهن ولا دسم ، حيث يزعمون أنها تهيج الجن وتمنع شفاء المجنون.
    ومن طرق هؤلاء المشعوذين في علاج المجنون كتابة بعض الطلاسم والحروف غير المفهومة في أوراق صغيرة ، ثم حرقها ليبخر بدخانها المريض ، وتسمى هذه العملية بالبَخَرة .

    من معتقدات اليابانيين في الجن

    اليابانيون بلغوا قمة التكنولوجيا ، وتسنموا هرم التقنية ، إلا أن عقولهم تتجمد وتتحنط عندما تتعامل مع إرثها الثقافي ، فلا يحاول الياباني صانع الكمبيوتر ، ومهندس الإلكترونيات ، أن يُعمِل عقله نقداً وتمحيصاً في هذا الإرث الثقافي المليء بالخرافات والخزعبلات ، بل يسلم له تسليم مستسلم لصحته وصدقه ، اعتمادا على حسن ظنه بآبائه وأجداده ، وافتخارا بما كانوا عليه .
    فمن معتقدات اليابانيين في الجن أنهم يظنون أن الجن تحضر زفاف العروسين ، لذلك وخوفا من شرهم يقومون بنثر الأرز والفواكه والتمر والنقود ، من أجل دفع شر هذه الأرواح الشريرة عن العروسين .

    من اعتقادات سكان أمريكا الوسطى في الجن


    وفي أمريكا الوسطى حيث يجتمع التخلف والجهل ، لا تعدم الخرافة مكانا لها في ذلك الفضاء المليء بأسباب انتشارها ، إذ يعتقد السكان الأصليون في أمريكا الوسطى أن الخصوبة التي تصيب أرضهم ترجع إلى أرواح كامنة فيها ، فينتهزون فرصة موسم الحصاد لإقامة حفل جماعي تقدم فيه الأضاحي والقرابين ، وتقام فيه الصلوات والابتهالات استرضاءً وشكرًا على ما قدمت الأرواح للجماعة من نعمة الحصاد . فسبحان الله المعطيُّ الرازقُ الحليمُ على جهل الجاهلين وشرك المشركين .


    هذه اعتقادات بعض الشعوب
    العربية وغيرها في الجن ، ولو تتبعنا هذه المعتقدات عند جميع الشعوب أو حتى أكثرها ، لتطلب ذلك كتابة المجلدات ، ولكن تكفي هذه العينة لتنبيه المصلحين لعلاج هذه الظاهرة ، وقد تعمدنا أن نذكر اعتقادات بعض البلاد الكافرة حتى لا يتهمنا أحد بأن التخلف والخرافة إنما هي من صفات العالم الإسلامي ، ولنخرج بقضية غاية في الأهمية وهي أن الجهل هو عدو البشرية الأول ، وإذا غاب العلم الصحيح ظهرت الخرافة والدجل ، ومما يدل على ذلك الانحسار الكبير الذي يؤديه انتشار الصحوة الإسلامية لهذه الخرافات والمعتقدات الضالة



  • #2

    " ناوا " قرية تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان
    وهي المكان الذي انتشرت فيه أسطورة قديمة تتحدث عن وجود سحرة (أو سحاحير بحسب اللهجة السودانية) يأكلون لحم البشر كجزء من طقوسهم

    ولحد يومنا هذا مازالت تلك الأسطورة تجد طريقها إلى الذاكرة الجماعية لدى السودانيين خصوصاً في أوان نضج الرطب (نوع من التمر) في الشمال فتصبح وجبة مثيرة للخوف والذعر لا سيما في مجالس النساء وجلسات السمر الطفولية في وقت متأخر من الليل

    ويقال أن اسم "ناوا" مشتق من نواة البلح ، تناقل تلك الأسطورة الآباء عن الاجداد ، كما تتحدث العديد من الأقاويل عن انتشار ممارسة السحر في ناوا قديماً إضافة إلى عادة التهام لحوم البشر ظناً منهم أنها تجلب القوة والحظ

    وأحد الأقاويل يذكر أن السحرة الذين استدعاهم فرعون واستعان بهم لمواجهة سيدنا موسى عليه السلام في يوم الزينة كانوا من ناوا التي كانت تسمى "ننيوا" آنذاك رغم أن هناك كانت أن تفسيرات تاريخية أخرى قد نسبتها الى مدينة "نينوى"الواقعة في شمال العراق، وقول آخر يتحدث عن محاولات أهل ناوا لإثارة الرعب في حملة عبد الرحمن النجومي أمير قوات المهدية في السودان والذي فتح كردفان والداير والخرطوم للدعوة إلى الإسلام ،

    ولد النجومي في عام 1854 واستشهد في موقعة توشكي عام 1889. لطالما اعتبرت "ناوا" جزيرة رغم أن موقعها لا يدل على ذلك فهي تقع الآن خارج النيل وعلى الضفة الشرقية منه . وربما يستغرب الكثيرون إن اكتشفوا ان اسم ناوا و مكانها يحملان تفسيراً منطقياً من خلال مدلوله الظاهري فقد كان سكان وادي النيل في المماليك الفرعونية او النوبية يمارسون السحر والكهانة في معابدهم تعبيراً عن أحد الموروثات الهامة في ثقافتهم

    .ولابد من الاشارة الى ما عهده سكان المنطقة خلال فترة طفولتهم وما سمعوا خلالها من حكايات أسطورية إذ كان سحر الفراعنة والنوبة يمارس فى ذلك الزمان فى موقع ناوا.

    هناك بحث أعد عن تاريخ ناوا ومدى ارتباطها بممارسة السحر قديماً ، يتحدث عن عائلتين عريقتين وبارزتين في "حي الكرض" الواقع في ناوا ، تربط بينهما أواصر القربى وعلاقات الجوار وهما "ابناما" و"دقر" . و "دقر" يعني الساحر الذي يسحر الناس او الاشياء . اما اسم العائلة "ابناما"فيعني المكان المرتفع للروح وله إرتباط بالسحر لأن السحر غالباً ما يوصف بعلم الأرواح وهو مصطلح مركب من ثلاثة أجزاء:

    - "أب" ومعناها المكان العالي او المرتفع مما يمكن ان يصطلح عليه بالهضبة.
    - "نا" ومعناها الروح او النفس.
    - "ما"يمكن ان تكون بمعنى المكان أي اننا يمكن ان نفسر "ابناما"الى مكان الروح الهضبة او القلعة.

    - أما "ناوا" فتعني جزيرة الروح حيث "نا" تعني الروح و "وا" تعني الجزيرة وفقاً للغات القديمة. وربما يؤكد ذالك التفسير قول العامة جزيرة مروى واصلها اللغوي "بروه" ويقصدون البطانة التى تحيطها المياه من ثلاثة جهات النيل ونهر عطبرة والنيل الازرق . أو عندما يقولون الجزيرة وصفا للاقليم الذي كان سابقا وخلال الحقب التاريخية القديمة يسمى إلوه (ايله وه) ومعناه جزيرة الصعيد . وهنا لابد من الاشارة لظاهرة محلية متعلقة بتقاليد اهل ناوا وثقافتهم حيث يطلقون على المرأة التي تمارس السحر اسم "ناما".

    يتحدث محمد عوض الحاج وهو رجل يختزن في ذاكرته الكثير من الحكايات التي يتداولها الناس هناك عن سحرة ناوا فيروي

    قصة حدثت مع عمه حسب زعمه فيقول

    كان عمي يمتلك مركبا صغيراً (أو فلوكة بحسب لهجة السودان) يستخدمها لنقل الركاب بين ضفتي النهر وبين الجزائز الكثيرة الموجودة في المنطقة.

    وفي إحدى المرات كان عمي لوحده في مركبه فمر بجزيرة صخرية صغيرة فرأى تمساحاً ممدداً فاقترب منه فلم يتحرك لأنه كان مستغرقاً في النوم.وكان الرجل يحمل معه (بدينقة) وهي آلة شبيهة بالفأس وبها نتوءات إذا ضرب بها رأس التمساح تنغرس فيه وتتسبب في قتله
    ضرب الرجل التمساح ، فصرخ صرخة غريبة وغطس في الماء والبدينقة مغروسة في رأسه وغاب تحت الماء ولم يعثر له على أثر.

    وهكذا مرت الأيام والسنون ، وكان عمي قد ترك عمل المراكب واشتغل في كبناء جالوص (نوع من الطين تصنع منه البيوت) فرمت به الأقدار في مناطق "دنقلا"فمر ببلدة "ناوا"وكان يأمل أن يتجاوزها قبل حلول الليل لما سمعه عن قصص السحرة ولكنه لم يستطع.

    فاقترب من بيت معين وفتحت البنت الباب، فأخبرها بأنه ضيف من بلاد المناصير ويريد أن يقضي ليلته ضيفاً عليهم قبل أن يواصل سيره صباحاً. أدخلته البنت وقالت له أن والدها يرقد في السرير لأنه مشلول وطلبت منه أن يسلم عليه.

    وعندما دخل عليه في غرفته وسلم عليه، قال له الرجل:"أظن أنك لم تعرفني ؟" فقال له:"أبداً" فأشار الرجل الى حائط الغرفة وطلب منه أن ينظر فذهل لما رأى "البدينقة"التي ضرب بها التمساح مثبتة في الحائط. وأخبره الرجل أنه هو ذلك التمساح وأن الضربة سببت له الشلل.

    ولكنه طمأنه بأنه ضيف عنده ولن يسيء له، ولكنه قال له أنه لا يستطيع أن يضمن حمايته من بقية السحرة إن عرفوا أنه هو الذي اقترف جريمة ضرب قريبهم بـ"البدينقة". وقال له الرجل أن المكان الوحيد الآمن والذي لا تستطيع السحرة دخوله في الليل هو المسجد، وكان المسجد قريباً ، فهرول عمي مسرعاً حتى دخل المسجد واحتمى به. وبينما هو في المسجد كان يسمع صوت زمجرة السحرة طوال الليلة التي مكث فيها وفي الصباح حزم أمتعته (بقجته) لا يلوي عن شيء حتى تجاوز بلدة "ناوا".

    يقال إن اسطورة السحر صنعتها الظروف اليومية الراهنة قبل مئات السنين لردع الصبية الصغار من ارتياد بساتين النخل والمانجو في ساعات النهار حينما يخلد المزارعون للنوم وقت القيلولة
    وتتحدث أحد القصص عن مشاهدة أحدهم لطيف اسود يركض في حقول الذرة الرفيعة او شبح لامراة بشعة تمت مشاهدته في ظلال المغيب .

    ففي امسية صيفية وضع بعض الصبية الصغار خطة جهنمية لارهاب امرأة مسنة كانت تظل مستيقظة طيلة أيام موسم الرطب لحراسة نخلاتها من العفاريت الصغار وتمثلت الخطة في ارتداء اثنين من الصغار فراء خروفين اسودين وتخويف المرأة، فنجحت الخطة واصيبت المرأة المسكينة بالفزع واغلقت بابها وهي تتعوذ وتبسمل وتستدعي "الأسياد" لطرد الشياطين وعندها عاث الصغار فساداً في نخلات المرأة وفي الصباح كانت حكاية السحرة التي نسجت حولها الأقاويل على كل لسان في القرية وربما تخطت الحدود الجغرافية الى قرى اخرى بالمنطقة.

    "ناوا" مكونة حالياً من مجموعة من المناطق وبها قرابة الخمسة اندية شبابية وبها حوالى ثلاثة مدارس اساس ومدرسة ثانية اسهمت منطقة ناوا بمجموعة من الشخصيات العامة التى اثرت الحياة العامة فى كل المناحي وبها مجموعة من الاثار الفرعونية

    تعليق


    • #3
      موضوع مميز و جميل,جعله الله في ميزان حسناتكم
      [SIZE=4][COLOR=#ff0000]اللهم انت ربي لا الاه الا انت خلقتني و انا عبدك وانا على عهدك و وعدك ما استطعت…
      اعوذ بك من شر ما صنعت و ابوء لك بنعمتك علي و ابوء لك بذنبي..فغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا انت.[/COLOR]
      [/SIZE][SIZE=4][COLOR=#0000ff]لا الاه الا انت سبحانك ربي اني كنت من الظالمين[/COLOR][/SIZE]

      تعليق


      • #4



        لا يستطيع غير قليل منا أن ينكروا أنهم تجرعوا جرعات هائلة من الخرافات حول الجان والعفاريت وهم صغار ولن انسى حين كانت جارتنا أم محمد تجمع أبناء الحارة بعد غياب الشمس ، والشوارع مظلمة والظلام شديد ، لأن حارتنا لم تكن مضاءة بالكهرباء ، وتظل هذه المرأة ـ ذات الذاكرة العجيبة والرصيد الهائل من قصص الجن ـ تحكي لنا خرافة تلو الاخرى مما يجعلنا مسمرين إلى الأرض بمزيج من الرغبة الغامضة في الاستماع ، والرهبة المرعبة من التمادي بسبب فظاعة ما يحكى وثقله على خيالنا ، وبعد أن تنتهي أم محمد من وجبتها كنا نعود إلى بيوتنا راكضين ـ والمسافة بين البيوت أمتار قليلة ـ يفزعنا الظلام والسكون وجو حكايات السعالي ، والغيلان ، وأم شوشة ، وأبي رجل مسلوخة .


        وفي المنام كانت تهجم عليّنا المردة ذات العيون الوحيدة المشقوقة عموديـًا ، والتي يخرج منها شرر حقيقي كالذي يتطاير عن آلة اللحام بالأكسجين ، وربما داعبتني أم شوشة أو أبو رجل مسلوخة أو الغول مداعبة ثقيلة فأظل تحت كابوس ثقيل لا يزيحه عني إلا أذان الفجر ، فإن أم محمد كانت تخبرنا أن المردة والشياطين حين تسمع الأذان تولي مدحورة مقهورة .

        وبات الجن في الخيال الشعبي مخلوقات ذات قدرات متعددة ، فهو ينفع بعض الناس ويضر آخرين، وهو يعيش بين الناس ـ في الأماكن المظلمة ـ أو الخربة غالبـًا ، أو في دورات المياة والزّرائب وما شابه ـ وربما تعثر أحدنا في جني متنكر بجانب زير ، أو على هيئة قط أسود ، وربما مر على حية من حيات المنزل ، فاستأذنها في المرور فمالت إلى جانبٍ ليمر من جانبها بهدوء ، وقد حصل هذا غير مرة في بيتنا ، وشاهدته عيانـًا ، وفعلته بنفسي ، وهو صحيح ثابت في عوامر المدينة كما جاء في مسلم .

        كما أن الجن يتخذ في الخيال الشعبي أشكالاً ، أبغضها المردة ذوات العيون المشقوقة ، وهي مخلوقات ضخمة تسد الأفق ـ أحيانـًا من الجهات الأربع ـ تستطيع أن تفعل بالصغار أشياء كثيرة مؤذية ومزعجة ، وهناك الغيلان وهي مخلقوت بشعة ـ كما يفهم من اسمها ـ قبيحة الوجوه ضخمة الأجرام ، محبة للأذى ، تكنّ العداوة للآدميين وتكيد لهم ، وهناك أم شوشة ، وهي مخلوقة برمائية تسكن النيل ، تتمتع بشكل جميل وصوت حسن يجذب المارة الذين تغريهم بالنزول للماء ليغرقوا ، أو ربما لتتزوج من أحدهم ، وهناك أبو رجل مسلوخة .. وترهات كثيرة لا يخلو منها ميراث أمة ، ولا تاريخ شعب .

        فأما الشعوب البدائية كلها فتؤمن بالجن إيمانـًا يشبه ما عرضناه سابقـًا .. بل أسوأ بكثير منه ؛ لأنهم يظنون أن الجِنَّ تتصرف في الكون ، وتتحكم في مصير الآدميين به .

        ولما كان السحر قرين الدين البدائي فقد اعتمد الكلمة وسيلته الأولى .. وشاع المعتقد القائل بأن الرقية أو التعزيمة أو القسم يجبر القوى الخفية على أن تطيع الإنسان أيًّا كان موطنه .

        فهذا فرجيل يقول إنه من المستطاع أن نلقي بتعزيمة على القمر فنجبره على أن ينزل من السماء .

        وفي أسطورة فاوست الجرمانية تسيطر جملة معينة على الشيطان مفستوفل .

        وفي مسرحيات شكسبير يبدو الاعتقاد الشعبي في مقدرة وسلطان الكلام على القوى الخفية، وفي معتقدنا الشعبي أن الإنسان يستطيع بالدعاء أو الرقية أوسواهما أن يسخر قوة غير منظورة تربط أعداءه ، أو يربط الشر بها

        ولعل أثر الكلمة يتضح أيضـًا في الأدبيات العربية التي كانت تستخرج الجني ـ المارد ـ من مصباح علاء الدين بمجرد كلمة ، وتفتح باب المغارة الحجري الثقيل بعبارة مثل : " افتح يا سمسم " .

        ولا تزال الشعوب البدائية والمتحضرة حتى يومنا هذا تقدم للجن قرابين ـ عن وعي أو غير وعي ـ في محاولة لاسترضائهم واتقاء شرورهم ، وهناك مواسم ومواعيد سنوية ، يقدم فيها الناس الذبائح أو الطعام في أماكن محددة يزعمون أن الجن بها .

        وينثر اليابانيون الأرز للآلهة والقوى الخفية في المعابد ، أو يرمونه بالماء حتى يومنا هذا .

        " ونثر الأرز وما يشبهه من التمر أو الفواكه أو النقود ، مصدره الرغبة في تهدئة الأرواح الشريرة ومنعها من الإضرار بالعروسين ـ في الزواج ـ اعتقادًا من البدائيين بأنها تكون حاضرة دائمـًا أثناء الزفاف ، ولذا يقدم الطعام لإرضائها .

        ولا يزال النوبيون يلقون الطعام ويوقدون الشموع للدجري جنية النيل .. حتى يومنا هذا في طقوس زائدة تنم عن الإجلال والتهيب والخوف والرجاء .. ويعتقد أهل النوبة أن " الدجري " كائنات خيرة تحمي من الأمراض ، وتحفظ الأطفال من الغرق في النيل ، وتقي من العقم ، ومقابل ذلك يدفع لها الطعام بصورة ثابتة ودائمة ..

        ففي الزواج والولادة والسبوع والختان وغيرها يتوجه الناس إلى النيل حاملين معهم الثريد .. وربما تذبح ذبيحة لهذا الغرض ، ويضعون الطعام في شيء شبيه بالزورق من سعف النخيل ، مع شيء من الزيت ، وفتيل من القطن مشتعل ، ويتركون هذا كله على سطح الماء ، وسط الأغاني والاحتفالات ، وربما قذف بعضهم الطعام قذفـًا في الماء أو رمى بالعطور والحناء، ويأخذون قليلاً من ماء النيل ليمسحوا جسد الصبي تبركـًا، وكذا المرأة العقيم. فهي طقوس تجمع بين الرؤية الوثنية ، وعبادة الجن ، والتعميد بالماء كما يفعل النصارى ، مع خلط ذلك كله بلمسة من الأدعية الإسلامية ، ليخرج مزيج غريب من المعتقدات غير السوية .

        " فالنوبي يقيم بين الإسلام وعبادة النيل سبيكة عجيبة ، ففي عاشوراء ـ مثلاً ـ يخرج النوبيون نساءً ورجالاً من بيوتهم ومعهم العراجين ـ سباطات البلح ـ المشتعلة حتى يصلوا إلى النهر فيلقون بأجسامهم فيه ، ويربطون الزواج بالنيل ، وطقوس الموت والولادة والجنائز والختان والأفراح .. إلخ

        حدثنا القاضي الشيخ عبد القادر العماري أنه اصطدم ببعض العوائد المحلية الخرافية ، حين كان الصيادون في مطلع موسم الصيد يحرصون على أن يكون صيدهم وفيرًا وموسمهم عامرًا ، لذلك كانوا يلجأون إلى الممارسات الخرافية ، فكانوا يأتون بكبش أسود اللون ، يدفعونه إلى البحر حتى يتخبط في شباكهم ، ثم يذبحونه من قفاه ، ويقطعونه قطعـًا صغيرة يلقونه في المناطق التي يصطادون منها ، بزعم أن هذا يرضي الجن في البحر ، فيأذنون أن يخرج الصيد وفيرًا ، واصطدم بآخرين يقربون للأرض وينحرون لها ، فكانوا قبل البذر يأتون بكبش يذبحونه ثم يأخذون أمعاءه ، ويدفنونها في وسط الحقل ، يظنون أن الجن بذلك سترضى ، وأن السنابل ستكون حبلى بالحبوب مكتظة بالخير ، وهذه عادة وثنية ذات جذور قديمة ، فقد كان الإنسان القديم يقدم الفديات للآلهة الخاصة بالإخصاب وخدمة الأرض ، وكان تقديم الفديات البشرية أو غيرها ـ من الماشية ـ بذبحها أو إغراقها أو إحراقها لإرضاء آلهة الزراعة .

        وقد يكون من بقايا هذا التقليد ما نراه قائمـًا حتى اليوم في بعض مناطق الوجه القبلي بمصر، حيث يراعي المزارعون ـ عند بذر القمح ـ ترك مسافة وسط الحقل على هيئة عروس بدون بذر ، ثم تبذر بحب القمح بعد فترة ، ولتفاوت موعد الزراعة تظل الرقعة التي تأخر بذرها أقل نموًّا مما يحيط بها ، بادية في شكل العروس وسط الحقول ، إشارة إلى ذلك الإله الذي يزمع " قتلُهُ " عند الحصاد ، فيظل جاثمـًا على الأرض حتى يذبح بالمنجل ، ولا شك أن هذه العقيدة ذات طابع سحري وثني

        ويؤكد هذا المعنى ما ساقه أحمد رشدي صالح من أن " الفراعنة كانوا يخرجون إلى الحقول فرحين بعودة " الإله " حين ينبثق النبات من البذور ـ ولا يزال المصريون يحيون هذه العادة في شم النسيم بالخروج إلى الحدائق والمزارع بعد أن نسوا أصلها الاسطوري ـ كما قدس المصرون النيل ، وكانوا يرونه إلهـًا اسمه هابي Hapi يستثيرون قواه بأدعيات ، ويؤدون له احتفالات دينية لم تزل بقاياها جارية إلى أيامنا هذه " .

        ويعتقد السكان الأصليون في أمريكا الوسطى أن الخصوبة التي تصيب أرضهم ترجع إلى أرواح كامنة فيها ، فينتهزون فرصة موسم الحصاد لإقامة حفل جماعي تقدم فيه الأضاحي والقرابين ، وتقام فيه الصلوات والابتهالات استرضاءً وشكرًا على ما قدمت للجماعة من نعمة الحصاد ، وارتبطت الاحتفالات بمواسم الزراعة والامطار والفيضانات ، كما ارتبطت الأعياد بالآلهة التي تتحكم في المحاصيل الزراعية الهامة كالقمح والكروم ، واستمر من ذلك شيء كثير لدى بعض الشعوب كعادات تقديس بعض الأشجار كأشجار الجميز ، وظهر الفداء الذي يعمل على تهدئة غضب الآلهة المسؤولة عن الخصوبة ، أو الفيضانات ، فقد ذهبت بعض العقائد إلى افتراض أن وفرة الفيضانات والمياه ترتبط بتزاوج آلهة الأنهر بالعذارى التي كانت تزف إليها في كل موسم بإغراقها في تلك الأنهار أو البحيرات .

        فاربط بين هذا ، وبين عقائد النوبيين في النيل ، واليمنيين في الذبح للبحر والأرض وعقائد اليابانيين بنثر الأرز في الماء ، وقل ..

        لا إله إلا الله .. وحده لا شريك له .




        تعليق


        • #5
          اولاً نقول لاحول ولاقوة الابالله فعلاً اكثر ماقلت صحيح فإكثر البلدان وحاصتاً العربيه يعيشوون الى الآن عيشة الجاهليه الاولى ولى تنسى الشيعه في معتقداتهم والاخطر منهم ,, فالنيل مقدس عند المصريين القدماء وفي وقتنا الحاضر بالرغم بإنه ينبع من اثيوبيا ,, فتلك البلدان اللتي ذكرت تعيش على ايام العصور المتخلفه إلى الآن فتلك الاماكن اللتي ذكرت معروفيين بالسحر والشعوذه والعياذبالله اللهم لاتبلانا والحمدلله على نعمة الدين والعقل لأن العقل نعمة من الله...وشكراً لك اخي محمد عامر فعليك بالدعاء لكل ضال او متخلف علمياً كي تنال الاجر والثواب.

          تعليق


          • #6
            شرك عظيم نعوذ بالله منه

            تعليق


            • #7


              الاخ الفارسس

              المعتقدات الشعبية إرث تناقله الأبناء عن الآباء والأجداد ، فلازمهم مسيرة حياتهم ، وأصبحت المعتقدات هاجساً يشغل بال الناس فيشعرهم بالتفاؤل والفرح حيناً والخــــوف والتشاؤم حيناً آخر .
              والحيوانات في سلوكها الفطري اليومي ، وتصرفاتها الطبيعية قد تدفع الناس تحت تأثير حالاتهم النفسية والاجتماعية إلى تأويل تلك التصرفات على أنها أحداث ستقع استناداً إلى خلفية فكرية طبعتها السنون في الذاكرة ، وتناقلتها الأفكار التي لا تزال تتعلق ببعـض تلك المعتقدات على الرغم من التقدم العلمي والانفتاح على العــــــالم عبر وسائل الاتصال الحديثة ، وإن تغيرت بعض تلك المعتقدات نتيجة تلك التغيرات في المجتمع المعاصر .

              متابعتنا هذه تمثل محاولة لتفسير المعتقدات الشعبية التي تؤثر في سلوك الناس وتصرفاتهم لدى تعاملهم اليومي مع الحيوانات ؛ لأن هناك أشياء أخرى كثيرة يعتقد الناس بأن لها دوراً في حياتهم كالطالع ، والأبراج ، والشعوذة ، إلى آخر ما هنالك مـن المعتقدات .

              وإذا بدأنا في مراقبة تصرفات الحيوانات يتضح لنا أن لكل تصرف ما يقابله لدى الإنسان من تأويل يعتمد على خيال خصب ، يبرر ردة فعل الناس تجاه تصرف ما ، سواء أكان تفاؤلاً أم تشاؤماً .

              الأرنب

              يعتقد الناس بأن ذبح الأرنب مكروه ، كما يكرهون أكله على الرغم من أن بعض الناس الآخرين يصطادونه ويأكلونه بطرق طهي مختلفة ، كما أن البعض يعتقد أن تربيـــة الأرانب في البيوت تجر المصائب على أصحابها وكثيراً ما سمعنا كبار الســـن يرددون ( الأرنــــب فقر ) !! .

              خلال سفر الناس ، كان المرء إذا رأى أرنبا في طريقه ، يعدل عن السفر ؛ لأن مرور الأرنب في طريق المسافر ( عرضة ) وهذه العرضة ، أو الاعتراض ، مدعاة للتشــاؤم ، فإن كان المسافر مضطراً للسفر حاول تبديل هذا التشاؤم بتكرار اسم حيوان يستبشر بــــه - كالغزال مثلاً - فيقول غزال .. غزال . ولذلك كانوا يصفون عاثر الحظ أو المنــحوس بأن (( عرضته مثل عرضة الأرنب )) .

              ابن آوى

              يعتقد الريفيون أن عواء ابن آوى عند أطراف قراهم أو في الحقول وخصوصاً النساء منهم مدعاة للخير والفأل الحسن بقولهم خير .. خير .
              وإذا سمعوا عواء بنات آوى مجتمعات في مطلع العام اعتقدوا بأن عامهـــــم هذا عام يمن وبركة ؛ لأن الزرع سيكون وفيراً ، والعطاء كثيراً .
              إن رؤية ابن آوى في الأحلام تعني أن من رآه سيصادق رجلاً يأكل حقوق النـــاس ، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة أيضاً .

              البوم

              البوم في اعتقاد الناس لم يكن طائراً من قبل ، بل كان امرأة فقدت ولدها ، فراحـــت تبكي على قبره فترة طويلة من الزمن ، وتنام عند أحجار ذلك القبر المتداعي ، ومع مرور الزمن انقلبت إلى طائر لا يخرج إلا في الليل ، ولا يسكن سوى الأماكن المهجورة .
              يتشاءم الناس من البوم سواء شاهدوه أو سمعوا صوته ، فإذا وصل صوت البوم سمع أحدهم وهو ينعب فوق سطح دار عامرة ، بسمل أهلها ، وحاولوا طرده ، ودعوا الباري سبحانه أن يحفظهم من شروره .
              إن رؤية البوم في الأحلام دليل على أن لصاً سيدخل الدار ويسرقها ، وإذا كانت رؤية البوم في الحلم ينعب فإن ذلك يعني الإيذان بشر كبير .

              الحمار

              من المعتقدات المتداولة عند أهل الريف أن الشيطان يتحكم بالحمار ، وحين يأمــــره بالوقوف يقف ، وعندها لن تنفع راكب الحمار جهوده ، أو ضربه في حمله على المســير إلا إذا اشتد الضرب ، عندها يأمره الشيطان بالسير . !!
              رؤية المرأة للحمار في الحلم ميتاً ، تعني أن هذه المرأة ستفارق زوجها .
              من رأى نفسه في الحلم يأكل لحم حمار فسيصيب مالاً ، ومن رأى أن حماره تحول إلى بغل فإن معيشته ستكون مع شخص ذي شأن كبير .
              رؤية الحمير تعني مصاحبة الجهال .
              من رأى في حلمه أنه يصارع حماراً فهذا يعني أن أحد أقاربه سيموت .
              ومن رأى حمارته حاملاً ، فحمل زوجته وشيك ، وإن رأى الحمارة تلد فإن رزقه سيزداد .

              الحيَة

              كانت الحية ولا تزال مصدر خوف ، ومصدر إلهام للخيال الشعبي وللمعتقدات الشعبية ، فالحية - فى معتقدات العوام - أخرجت آدم وحواء من الجنة ، والحية حرمت جلجامش من ماء الخلود ، والحية حارس لأسرار الكنوز ، والحية بسمّها تذيق الموت ، ومنه يستخرج ترياق مضاد للسم ودواء لكثير من العلل ؛ لذلك يعتقد بعض الناس بأنها تنزع جلدها كل يوم فيقول المثل الشعبي (( مثل ثوب الحية )) .

              يعتقد الناس بأن الكنوز غير المكتشفة (( مرصودة )) تحرسها أفعى تلدغ كل من يحاول الاقتراب منها حتى تسلمها إلى صاحبها .
              هناك اعتقاد يقول بأن سفينة سيدنا نوح حدث فيها ثقب وأن الأفعى نامت في هذا الثقب وسدته حتى انتهى الطوفان ورست السفينة .
              يتفاءل المسافر بمرور الحية في طريقه .
              الحية لا تؤذي من لا يؤذيها ، ولذلك اعتاد أهل الدور التي تسكنها أفــــــاعِ على ألاّ يؤذوها لاعتقادهم أن حية البيت لا تؤذي ساكنيه ويقول المثل الشعبي (( قرب العقرب لا تقرب ، وقرب الحية افرش ونام )) .
              إذا لدغت الحية أحداً فهذا معناه في المعتقد الشعبي أن الحية مأمورة بذلك (( أى أن الحية مرسولة )) .
              وتعتقد النسوة أن الحية إذا وقفت أمام المرأة الحامل ولم تتحرك فهذا دليل على أن المرأة حامل بذكر ، وإذا انسابت أمامها فهذا دليل على أن الحمل أنثى .

              الحية في الأحلام
              يعتقد الناس بأن رؤية الحية في الحلم خير ، فإذا كانت الحية ميتة فقد كفاه الله شر عدوه .
              من رأى نفسه في الحلم بأنه يمتلك حيات سود فهذا يعني أنه ساد على جماعته .
              والحية في الحلم إذا كانت صغيرة فهي حياة جديدة .
              ومن حلم بأن حية لدغته فهذا يعني بأنه سينجو من جرح بليغ .

              الخفاش

              يعتقد الناس بأن الأفعى لا تكون حيث يكون الخفاش .
              والاعتقاد الشعبي يقول : إن الخفاش إذا التصق بوجه أحد ما كان من الصعب انتزاعه إلا بوساطة مرآة إطارها من الذهب الخالص ، وحين يرى الخفــــاش نفسه جلياً فيها يتخلى عن الوجه ؛ ولهذا كانت الأمهات يحذرن أطفالهن من الخفاش ، ويهلعن إذا صادف الخفاش أطفالهن .
              دم الخفاش إذا دهن به الجسم يمنع الإحساس بالألم عند التعرض للضرب المبرح .
              يعتقد بأن الخفاش يعيش على امتصاص دماء ضحاياه ، وتكون ضربته الصاعقة في عنق الضحية ، حيث غزارة النزف الدموى ، وكان هذا الاعتقاد سبباً في ذيوع أســــــطورة (( دراكولا )) مصاص الدماء .

              الخفاش في الأحلام
              رؤية الخفاش في الحلم دليل على وجود رجل ناسك أو امرأة ساحرة .
              إذا رأيت خفاشاً يسكن منزلك ، فهذا يعني أنك ستترك المنزل إلى آخر جديد .
              إذا حلم المرء بأن خفاشاً يشرب من دم شخص ما ، فهذا في الاعتقاد الشعبي يعني أن ذلك الشخص مريض في الدم .
              ويعتقد الناس بأن رؤية الخفاش في الحلم ميتاً دليل وقوع حادث أليم ، وإذا انتفض الخفاش الميت وطار فهذا يعني أن الشخص الذي رآه سيرزق في بلد بعيد .

              الذئب

              تقول المعتقدات الشعبية إن وحشاً أسطورياً يجوب الشوارع ليلاً متخــــذاً أحجـــاماً وأشكالاً مختلفة .. وكانت الأمهات تخوفن أطفالهن به ليناموا ، إلا أن هذا الوحش يخاف الذئب ، فإذا رأى ذئباً قريباً منه انقلب حجراً ، فيأتي الذئب ويتلمسه وعندها يبقى الوحش في هيئته تلك 40 يوماً ، وإذا مر الذئب قربه من دون أن يفعل ذلك يعود الوحش إلى طبيعته بعد تأكده من ذهاب الذئب .
              يعتقد الريفيون أن الذئب يتغذى أسبوعياً على الجان وأسبوعاً على (( الطليان )) .
              الجان يخافون من الذئب ، فإذا صادفت مجموعة من الجان ذئباً انقلبت حجارة وذلك الحجر يسبب داء الكلب (( السعار )) للكلب الذي يلمسه .
              عواء الذئب لا يكون له مفعوله المثير للأشباح إلا عند اكتمال القمر ؛ ولذا يعتقد العامة أن الأشباح تخرج لدى سماعها ذلك العواء .
              يعتقد العامة أن الذئب هرب من القمر حين كان هلالاً ؛ ولذا فهو يعوي عند اكتمال القمر ليشعره بإفلاته منه .
              الذئب في الأحلام
              من رأى في الحلم ذئباً فقد دل حلمه على وجود عدو ظالم يغدر بالأصحاب .
              دخول الذئب في الحلم إلى الدار يعني دخول لص إليها .
              إذا عضك ذئب في الحلم فقد أصبت خيراً ، وإذا لحس الذئب الأغنام في الحلم ولم تستطع حمايتها فهذا يعني أنك ستفقد شيئاً غالياً لديك .

              العقارب

              يقول المعتقد الشعبي من اضطر إلى الكذب والتدليس على الناس فسيكون عرضة للَسْع العقارب عند موته عقاباً له على أسلوبه بين الناس -
              العقرب خوّان ولذا فهو يقاتل أبناء جنسه حتى الموت .
              تعتقد النساء بأن للعقارب مللا وأمماً ، وكل عقرب ينتمي إلى ملّة خاصة .
              تعتقد العامة في بعض البلدان بأن أحد الفرسان امتطى العقرب مئات السنين حتى ضاق ذرعاً بفارسه ، فتوسل إلى الله تعالى فمنحه وسيلة تخلصه من ذلك ، فكانت تلك الوسيلة ذيله المعقوف إلى أعلى ، بحيث يصعب وضع أي شيء على ظهره من دون أن يناله السم الزعاف .

              العقرب في الأحلام
              العقرب المحترق في الحلم موت عدو مؤكد .
              من رأى نفسه يأكل عقرباً في الحلم فهذا يعني أنه يأكل مالاً حراماً .
              لدغة العقرب في الحلم تعني الإسراع في طلب أمر مُلِحّ والفوز به .
              رؤية عقربين يتصارعان تعني خلافاً مع قريب قد يصل إلى القضاء .

              الغراب

              في المعتقد الشعبي يعد الناس الغراب طائر شؤم نظراً لصوته وشكله القبيح ، فجاء وصفه في المثل الشعبي (( مثل غراب البين )) لدى وصف شخص مكروه وما إن يشاهده أحد من العامة حتى يستعيذ بالله خوفاً من مصيبة قادمة خصوصاً إذا نعب ذلك الغراب أمامه
              فإذا سمعت ربة البيت غراباً أو بوماً ينعب في فضاء دارها تناولت سكينتين من المطبخ وضربت إحداهما بالأخرى حتى يتوارى بعيداً .

              الغراب في الأحلام
              إذا رأى النائم في حلمه غراباً يأكل فريسة ميتة فهذا يعني موت أحـــد الجـــيران أو الأصدقاء ، وإذا كان الغراب يأكلها في منزل النائم فسيكون عرضة لإشاعات وأقاويل تنال السمعة والشرف .
              دخول الغراب في الحلم منزل الحالم من دون صوت معناه دخول لص إلى المنزل من أقرباء صاحب المنزل .
              رؤية الغراب الميت في المنام تمنع من سفر صاحب الدار .
              إذا نعب الغراب ثلاث مرات فوق مكان ، فإن على الحاكم أن يتوقع مصيبة ستحل قريباً.

              الخيل في المعتقدات الشعبية
              يضع كثير من الناس على أبواب بيوتهم أو عملهم حدوة حصان لمنع الحسد والشر.
              تقر أغلب المعتقدات الشعبية أن وجود الخيل في البيت دلالة عز وجاه وقوة .
              إذا أحجم الحصان براكبه عن سلوك درب معين ، على صاحب الحصان - كما يقول المعتقد - ألا يجبره على سلوك ذلك الدرب لأن فيه خطراً كامنا .
              يعتقد الناس بأن الخيل هبطت من السماء ، ولذا فالأصايل منها تسير وهي مرفوعة الرأس نحو الأعلى .
              إذا صهلت الخيل باستمرار ، ودارت حول نفسها ، ووقفت على قوائمها فهذا يعني في المعتقد الشعبي وجود خطر داهم يجب التوقي منه .

              الخيل في الأحلام
              راكب الحصان في الحلم سينال مجداً ، إذا كان الحصان مسرجاً أو أن الفارس سيتزوج .
              إذا ركب المرء في الحلم فرساً من دون لجام فهذا يعني أنه لا خير في هذا الشخص.
              من رأى في حلمه فرسا مسرجة محمولة فهذا يعني أن امرأة ستدخل داره بزواج أو زيارة .
              وإن رأى فرساً بلا سرج فهذا يعني أن هناك رجلاً سيصاهره .
              رؤية حافر الفرس في الحلم معناه مجيء الغنى ، أو كثرة المعرفة .
              وتبقى المعتقدات الشعبية مبررات لإحساس الناس بأشياء يتوقعون حدوثها لكنهم غير واثقين منها .
              كما تبقى المعتقدات الشعبية من خلال علاقة الإنسان مع حيوان البيئة مصدراً من مصادر القصص المتناقلة والأساطير التي حملها الفكر الإنساني منذ قديم الزمان .

              ورايى الشخصى انة مما لا شك فيه أن اعتقاد النفع والضر في اي مخلوق أمر يخالف العقيدة الصحيحة ويضادها ، وربما خرج بإصحابها عن الدين القويم . وإنما تذهب هذه الأوهام بتعلم الدين الصحيح ، والعقيدة السليمة ومعرفة أن الله هو المتصرف فى الكون ، المالك له ، الذى لا يكون شئ إلا بأمره ومشيئته وقضائه وقدره .


              تعليق


              • #8



                اخى الفارسس

                لا يستطيع كثير منا أن ينكروا أنهم تجرعوا جرعات كبيرة من الخرافات حول الجنِّ والعفاريت وهم صغار . وبات الجنُّ في مخيلة الكثيرين عالماً مليئاً بالخوف والرهبة ، عالماً يضج بالمخلوقات الفظيعة والشنيعة ، وغدت الأساطير الشعبية هي المصدر الفعال في تكوين وتغذية هذه الصورة النمطية عن الجن.

                وربما كان لانتشار تلك الأساطير وتصديقها أسباب وجيهة في المجتمعات غير المسلمة نظراً لافتقادهم لمصدر موثوق يخبرهم عن هذا العالم المجهول والغريب ، لكن ما هو سبب انتشار تلك الأساطير وما ترسمه من معتقدات خاطئة ، وما يتبع ذلك من ممارسات خطيرة في مجتمعاتنا المسلمة ، والقرآن قد اعتنى بكشف هذا العالم الخفي ، وكذلك السنة النبوية المطهرة ، حتى لا تجد الأساطير والخرافات مجالاً في عقل المسلم تحرفه عن اعتقاده أو تؤثر على سلوكه ، ولعل السبب وراء انتشار تلك الظاهرة - في نظرى - يعود إلى الابتعاد عن تلقي هذه المعرفة ( المعرفة بالجن ) من مصادر الشرع المطهر ، وتلقيها من أساطير وأحاديث الناس ، ولا سيما عجائز العائلة او القرية اوالسحرة الذين يحاولون إضفاء نوع من الهالة على ما يقومون به من اتصال بالجن ، وبقاء بعض الأقوام على ما ورثوه من عادات وتصورات جاهلية ، لم يصححوها بعد إسلامهم ، فتناقلت الأجيال هذه التصورات والعادات إلى يومنا هذا لتصبح جزءا من الموروث الشعبي الذي يتحدث عن عالم الجن الغريب ، تلك هي أهم الأسباب التي شكلت تلك التصورات عن الجن .
                وباستعراض لبعض معتقدات الشعوب في الجن وعالمهم ابدأ ببلدى مصر حيث عشت بين حقولها فى قرينا الصغيرة البعيدة عن افرب مدينة بحوالة عشرون كيلومترا كنا نقطعها على ظهور الحمير فى ثلاث ساعات ، واذا تكلمنا عن
                انتشار ثقافة الجن وسيطرة الخرافة على المجتمع المصرى فسنجد "274" خرافة.. هي إجمالي الخرافات التي تحكم عدد كبير من المصريين وتسيطر علي كل شئ في مصر.. نعم 274 خرافة يستيقظ عليها النائمون.. وينام عليها المستيقظون.. 274 خرافة سيطرت علي الجهلاء والمثقفين.. الحكام والمحكومين..

                الدراسة الميدانية التي أجراها فريق بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والتي شارك فيها الباحثان "نجيب إسكندر ورشدي منصور" فجرت العديد من المفاجآت حيث توصلت إلي أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات بينهم 11% من المثقفين والرياضيين والفنانين والسياسيين.

                وهي نفس النتيجة التي خرج بها الباحث محمد عبدالعظيم في دراسة علمية له حيث توصل إلي أن 31% من المصريين بينهم من يحتل المناصب العليا يؤمنون بتقمص الأرواح وأن الاعتقاد بالجان والعفاريت أصبح من المعتقدات الأساسية في حياة المصريين الذين يعتقدون بسيطرة الجن علي تصرفاتهم وهناك أكثر من مليون و200 الف مواطن في مصر يعتقدون بتصنيف الجن الى أزرق وأحمر كما يعتقدون أن الحذاء القديم الملقي بالشارع هو الدواء الوحيد الناجح للوقاية من الجن والعفاريت الذين يسكنون المقابر والمنازل المهجورة وأن 75% من المصريين يتحاشون ضرب القطط والكلاب ليلاً لاعتقادهم أن العفاريت تتشكل في أشكال هذه الحيوانات كما يعتقدون ان الجان قادر علي الزواج من النساء والعكس بل والانجاب منهم.. وقالت الدراسة إن 60% من النساء يؤمن بضرورة وضع كف في شعر الطفل حتي لا يصاب بالحول وأن 47% من المصريين يؤمنون تماما بأن رش المياه وراء الشخص المتوفي يمنع موت أحد وراءه وأن المقص المفتوح يجلب النكد.. ووضع المقص تحت رأس النائم يمنع الكابوس وهناك ماهو أطرف وأغرب من ذلك حيث يعتقد 60% من المصريين أن حرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان وأن تعليق حذاء طفل علي جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه..

                أيضا دراسة الباحث محمد عبدالعظيم أكدت علي أن 30 الف شخص في مصر يدعون علم الغيب وقراءة الفنجان والكف كما يؤمن 70% من المصريين بقدراتهم الخارقة في معرفة ما يخبئه لهم القدر من أحداث فضلاً عن قدرات أخري منها علاج المرضي بالأرواح .

                الباحثة اكرام زايد أيضا، قالت في دراسة لها حول الخلفة إن 60% من النساء ترين أنه علي المرأة التي يتأخر حملها أن تذهب الي "الدحريجة" لتتدحرج سبع مرات لعلها تحقق أملها في الإنجاب فالمرأة التي لا تنجب في الشرقية مثلا تقوم بزيارة تمثالين لرجل وامرأة وتحتضنهما تحت ملاءة ثم تستحم وتكسر زيراً من أجل الانجاب..

                في واحة سيوة هناك ضرورة لان تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها اعتقاداً من الأهالي بوجود قوة تكسبها الخير والجمال وتبعد عنها الشر كما يؤمن 93% من نساء الريف المصري بما يسمي بالمشاهرة وهو عدم دخول أي رجل حليق الذقن علي المرأة بعد ولادتها بـ 40 يوما وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهي والا منع عنها اللبن أو تتأخر في حملها التالي.

                وأن 62% من البنات في مصر يؤمن بضرورة عدم التحديق في المرآة ليلا حتي لا يفوتهن قطار الزواج.. وأن أكثر من "50%" منهن مازلن يعتقدن في صحة قرص ركبة العروس في ليلة دخلتها حتي تصيبهم العدوي ويتزوجن في وقت قريب بعدها ومن تلحس بطن الضفدعة تستطيع الزغردة. وأن أي بنت تأكل سمكا أو لبنا يوم الأربعاء تتجنن فوراً.

                وأن "90%" من المصريين حسب ما أورده البحث يؤمنون أشد الايمان وحتي الآن بخرافة "الربط الجنسي" بين الأزواج. وهو ايمان لا يفرق بين أهل الريف وأهل المدينة وأنه عليهم استخدام - الأحجبة - وبالفعل يستعملها "80%" من المصريين في أغراض كثيرة منها، الحماية من المرض، وابطال تأثير العفاريت واستمالة قلب المحب، والنجاح في العمل الخ.. ولا يخشي المصريون من شيء قدر خشيتهم من "القطة السوداء" حسبما اقر "50%" والذين ينظرون الي القطة السوداء باعتبارها رمزا للتشاؤم.

                أيضا يؤمن المصريون بأن الحجاب يقي من "عين الحسود" وايضا وضع قليل من الملح في كيس يعلق في رقبة الأطفال وكذلك ناب الذئب او ناب الضبع أو رأس الهدهد.

                وطرق الوقاية التي وضعها المصريون للوقاية من الحسد كثيرة. منها البخور "وخمسة وخميسة" والعروسة الورقية التي يتم ثقبها بإبرة الخياطة بأسماء من يريدون منع حسدهم، وذلك بقول من عين فلان وفلان الي أن تنتهي قائمة الاسماء. ثم يتم حرق هذه العروس الورقية والاحتفاظ بناتج احراقها. ورسمه علي شكل صليب علي جبهة الشخص المحسود. وغيرها من الخرافات التي تشيع في مصر، ولعلها توضح من واقع الدراسات الميدانية التي عرضنا لها، أن الخرافة في مصر لم تعد خرافة أفراد وإنما تقف وراءها أيدي مجهولة تحترف تغييب الوعي ودفن عقل المصريين في ثلاجة التخريف.

                التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-28, 03:24 PM.

                تعليق

                يعمل...
                X