إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السحر الأسود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السحر الأسود




    السحر الأسود


    أليس من حق الإنسان أن ينام إلى الأبد؟ أموات "هايتى" لا يتمتعون بهذا الحق، إنهم لا ينامون، لان كاهن أو ساحر عقيدة "الفودو" لا يهدأ له جنب على فراش وجثة نائمة في قبر، سوداء تلك العقيدة، كما هى شرهة في شعوذتها وتفاصيلها المرعبة.
    فمن بين جميع سحرة العالم، فأن سحرة عقيدة "الفودو" وخاصة الأشرار منهم، يمكنهم أن يفاخروا بقدراتهم العجيبة وسطوتهم المخيفة، والفودو نوع من أنواع السحر الأسود ينتشر في مناطق كثيرة من العالم، وخاصة بين الزنوج في أمريكا وسكان جزر الهند الغربية، وأيضا في هايتى التي ظهر فيها هذا النوع من السحر أساسا في البداية. وهذا النوع من السحر يستخدمه سحرة يطلق عليهم اسم "بوكر" وهؤلاء يملكون القدرة من خلال طلاسم وتعاويذ سحرية معينة على تسخير الموتى وإعادتهم للحياة، كجثث شيطانية تعمل وفقا لمشيئة الساحر، ويطلق على هؤلاء الموتى الأحياء اسم "الزومبي"، ويؤكد سكان هايتى أن هناك علامات معينة يمكن عن طريقها التعرف على الزومبي، فهو يترنح أثناء سيره، ويؤدى الوظائف الجسدية بطريقة ميكانيكية، عيناه شاخصتان، فلا يستطيع التركيز في شيء معين.تسخير الموتى
    ويؤكد السكان أيضا، إن السحرة يسيطرون على أعداد كبيرة من الزومبي ويسخرونهم للعمل في المزارع، لذلك فان سكان هايتى يخشون السحرة، لأنهم يخافون أن يتحول أقاربهم إلى جثث شاحبة متحركة تعمل لحساب السحرة، لذلك يحرص سكان هايتى حتى يومنا هذا، على بناء غطاء حجري لتغطية قبور أقاربهم المتوفين، كما إنهم وحرصا منهم على عدم دخول موتاهم عالم الزومبي، يقومون بحقن الأموات بسم أو يشوهون أجسادهم بسكين ويطلقون عليهم الرصاص، وهناك تصرفات اخف وطأة، وهى وضع ابر خياطة بدون ثقب مع كرات من خيوط الصوف في القبر، حيث يعتقد الاهالى أن أرواح الموتى سوف تكون مشغولة بمهام مستحيلة، مثل محاولة إدخال الخيط في الإبرة المسدودة، وبذلك لن ينتبهوا إلى أصوات السحرة وهم يستدعونهم.
    ورغم كل تلك الاحتياطيات فأن أهل هايتى يرتعبون من مجرد ذكر اسم الكهنة الشريرين، ويؤكدون أن هؤلاء الكهنة ليسوا سوى عبيد للشيطان، الذي يشترط على الكاهن أن يبيعه أرواح اقرب وأحب الناس إليه، وعندما تموت الضحية المسكينة تتحول إلى زومبي "ميت حى" ولكن ماذا بعد أن يفنى جميع أقرباء وأحباء الكاهن "الاتفاق هو الاتفاق" ومن قبل شروط هذا الاتفاق الجهنمي عليه أن يواصل للنهاية.
    ويكون الاتفاق انه عندما تفرغ أرواح المقربين والمحبين، يأتي الدور على الكاهن الشرير، فيقدم روحه لقوى الشر لتتحول جثته هو الآخر إلى زومبي..فكيف يحدث ذلك؟ الإجابة هى أن كاهن عقيدة الفودو الشرير يتجه إلى منزل الضحية التي قرر أن يبيع روحها للشيطان والمرشحة جثتها لان تتحول إلى زومي، وحينما يصل الكاهن الشرير إلى المنزل يضع فمه على فرجة من الباب، ثم يستنشق الهواء بقوة من غرفة الضحية المسكينة التي تنام لا تعرف ما قدر لها من مصير مشئوم، وخلال استنشاق الكاهن للهواء يسحب روح الضحية ثم يفرغها في زجاجة ويحكم عليها بالغطاء، والأمر بعد ذلك سهل، ففي خلال أيام قليلة تشعر الضحية بضعف شديد لا يعرف الأطباء سببا له ينتهى بوفاة سريعة، وقد يتخيل البعض أن تلك هى جميع تفاصيل جريمة كاهن الفودو الشرير، ولكن هؤلاء عليهم أن يكملوا القصة، فعندما تدق الساعة منتصف الليل حيث لا يوجد قمر أو نجم في السماء، يتسلل الكاهن إلى قبر الضحية ليلة دفنها، يفتح التابوت و ينادى على الميت باسمه، الأمر يزداد غرابة، فهل يتوقع احد أن يجيب ميت على اى هاتف؟ طبقا لعقيدة الفودو فأن الكاهن يمسك بروح الضحية الميت من الزجاجة المحكمة الغطاء، ومن ثم فأن الميت بمجرد سماع اسمه ينادى فأنه يرفع رأسه على الفور، يتقدم الكاهن ويفتح غطاء الزجاجة ويضع فوهتها تحت انف الميت لمدة 3ثوانى فقط فيقوم الميت متعثرا، عقب ذلك يقوم الكاهن بتقييد الجثة المتحركة بالسلاسل من الرسغين والرقبة، ثم يقوم بضرب الميت فوق قفاه وأسفل رأسه لمزيد من استعادة الوعى.وفي اغلب الأحيان فأن الكاهن الشرير يتعمد أن يصطحب الميت الحى معه بالقرب من منزله، حتى يتأكد من انه لم يتعرف به ولن يعود إليه مرة أخري، حيث يقوم بعد ذلك بتسخير ذلك العبد الميت لخدمة أغراضه الشريرة.
    سحر الفودو والزومبي
    على أية حال، فأن ظاهرة سحر الفودو والزومبي ظلت بدون اى تفسير، وقد التقي بهم كثير من الباحثين غير المشكوك في صحة رواياتهم، وبعضا من هؤلاء شكلوا فريق عمل لدراسة ظاهرة الزومبي، وخرجوا بأن العديد من الحالات كانت معظمها صحيحة، ومن تلك الحالات التي تم رصدها وكان أطرافها شخصيات دينية أو علمية محترمة تفرض علينا أن نأخذ بكلامها، رجال دين أقاموا الصلاة على أموات ودفنوهم بأيديهم وأغلقوا عليهم القبر، ليفاجأوا بهؤلاء الأموات بعد بضعة أيام وهم يتجولون في حالة اقرب إلى العتة أو الجنون.

    وللمتشككين نسوق تلك الحالات التي يرويها "وليام سيبرو" وهو صحفي امريكى من المهتمين بدراسة عالم الزومبي ويقول:أن شركة "هاسكو" وهى شركة مشتركة بين أمريكا وهايتى طلبت عمالا جدد لجنى محصول قصب السكر، وعلى الفور توجهت أعداد كبيرة من العمال إلى مكاتب تشغيل الشركة للانضمام للعمل، وذات يوم جاء احد السحرة ويدعى جوزيف ومعه زوجته مصطحبين معهم عدة رجال يرتدون خرقا بالية، وتوجهوا إلى مكتب تأجير العمل بالشركة، حيث قال الساحر للمسئول: انهم مزارعون بدائيون ويسكنون التلال، وأنهم يتحدثون بلهجة ريفية غير مفهومة، لكنهم على الرغم من ذلك أقوياء ويعملون بجد، وقد وافق رئيس العمل على اقتراح الساحر بأن يعملوا في معزل عن العمال الآخرين، لأنهم يخجلون ويضطربون من الغرباء، ولكن السبب الحقيقي وراء اقتراح جوزيف كان خوفه من إن يتعرف احد أقارب هؤلاء العمال عليهم لأنهم كانوا من الزومبي، وكان عمال جوزيف الغامضون يعملون بجد خلال ساعات النهار، إلا في أوقات راحة قليلة يتناولون فيها وجبة من الخبز غير المملح، فتقاليد سحر الفودو تقول: انه إذا تناول الزومبي طعاما مملحا أو لحوما فسوف يدرك حالته الحقيقية ويتوجه إلى قبره حيث مكانه الطبيعي، وفي احد الأيام مرض الساحر جوزيف فترك لزوجته مهمة الذهاب بهؤلاء الزومبي إلى العمل، وأثناء توجههم إلى الحقل التقت بهم سيدة شعرت بالرثاء نحوهم واعتقدت أن إعطائهم بعض الأطعمة قد يسعدهم، وبمجرد إن قاموا بمضغ الطعام المملح، أدرك الزومبي أنهم ينتمون للقبور المظلمة وليس لعالم هايتي، فقاموا بإطلاق صيحات حزينة وتوجهوا تجاه قبورهم في الجبال البعيدة عبر الغابات، وعندما وصلوا إلى هناك تعرف عليهم أقاربهم وأصدقائهم الذين سبق وان قاموا بدفنهم منذ شهور وسنوات، وعندما وصلوا للمقابر ازاحو الصخور التي تغطيها ونزلوا بداخلها متحولين إلى جثث متحللة
    غير المرئيين
    القصة السابقة رواها عالم الانثربولوجى البريطانى, "فرانسيس هوكسلي" ضمن العديد من الاحداث التي عاصرها والقصص التي سمعها من مصادر موثوق بها، والتي رصدها في كتاب شهير له اسمه "غير المرئيين" سجل فيه عددا من اغرب حالات الزومبي ويقول العالم البريطاني: انه كان يزور هايتي، حيث كان يقم بجوار كنيسة كبيرة في العاصمة، وفي إحدى الليالي استدعاه راعى الكنيسة، ليفاجأ بأحد هؤلاء الزومبي جالسا في الفناء الخلفي للكنيسة، وعلى الفور قرر هوكسلي وراعى الكنيسة تسليم الزومبي التعيس إلى مركز الشرطة بصفتهم الجهة الرسمية التي يمكن إن تتصرف حيال هذا الموقف، إلا إن البوليس وبالرغم من سطوته أصابه الرعب من مجرد دخول الميت الحى قسم الشرطة، وأخيرا وجدت الشجاعة طريقها إلى قلب احد الأشخاص، الذي قدم محلولا ملحيا لهذا الزومبي الحى الأمر الذي ساعده على استعادة وعيه، وأخيرا نطق باسمه وتعرفت عليه امرأة وقالت: انه مات ودفن من 4 سنين

    وعلى الفور تم استدعاء احد الكهنة الطيبين الذي نجح بوسائله الخاصة جدا في معرفة اسم الكاهن الشرير الذي أيقظ ذلك المسكين من نومته الأخيرة، كما اكتشف أن الساحر الشرير فعل نفس الشيء مع عشرات الأموات لكى يعملوا بالسخرة إلى الأبد في مزرعته، وبالرغم من كل ذلك رفضت الشرطة مدفوعة برعبها إلقاء القبض على الكاهن الشرير، وبعد يومين بالضبط تم العثور على جثة الزومبي المسكين، هذه المرة كانت بلا روح أو حركة بعد أن قتله الكاهن الشرير للمرة الثانية بسبب الفضيحة التي سببها له.
    وإذا كان ما سبق يدعو إلى الحيرة والدهشة، فأنها كشفت للعلماء بعض أسرار عملية تحويل الشخص إلى زومي، لكن رغم هذا تبقى آلية تحويل الشخص إلى زومبي مجهولة بالنسبة للعلماء، وذلك لأن ديانة الفودو تحتوي على الكثير من الطقوس والنصوص السرية، والتي يكون من الصعب جدا لشخص أجنبي الإطلاع عليها

  • #2


    كونستانزو ..
    جرائم السحر الأسود تمنحهم اتباع بلا عقول !



    أحيانا نبحث عن أشياء بسيطة فتقودنا خطانا الى أسرار و خفايا كبيرة , و في المكسيك عام 1989 حدث شيء ‏مشابه , فحملة البحث عن شاب جامعي أمريكي مفقود أدت إلى الكشف عن مجموعة من الجرائم البشعة التي ‏ستروع الرأي العام لشدة وحشيتها و لغرابة الأفكار و المعتقدات التي امن بها مقترفوها و التي تجسدت في ‏طقوس سحرية دموية يتم خلالها التضحية بالبشر و تقطيع أوصالهم , وحشية لا يمكن ان نتصورها الا في أفلام ‏الرعب التي قد نظن بأنها مجرد خيال , لكن عندما تهوي النفس البشرية الى الدرك الأسفل و تتخلى عن كل قيم و ‏أخلاق فأن ما يمكن ان تقترفه هو شيء ابعد من الخيال. عربدة و سكر و مخدرات و جنس.



    ,

    هكذا كان الجميع يقضون أوقاتهم في إحدى ليالي صيف عام 1989 في ضواحي بلدة ماتمورس المكسيكية حيث تجمع الشباب و خاصة الطلبة منهم لقضاء العطلة , و احد هؤلاء كان مارك كلروي الشاب الأمريكي الذي يدرس في جامعة تكساس و الذي قدم الى البلدة مع اثنين من أصدقائه ليمضون عدة أيام في أحضان الجمال المكسيكي الأسمر , لكن هذا الشاب الغر لم يكن يتخيل حتى في أسوء كوابيسه ما سيحدث له في إحدى ليالي هذه العطلة القصيرة , فبينما كان عائدا الى الفندق في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعد ان أمضى ليلة صاخبة لعبت الخمرة فيها برأسه , فجأة توقفت جنبه شاحنة صغيرة و سمع سائقها و هو يناديه و يعرض عليه ان يوصله الى الفندق , توقف كلروي للحظة و تطلع باستغراب نحو السائق الذي كان رجلا في منتصف العمر تعلو وجهه ندبة قديمة و ترتسم على شفتيه ابتسامة عريضة , كرر السائق عرضه و عندما انحنى كلروي ليجيبه شعر فجأة بيد قوية تطبق على جسده النحيل و ترمي به الى القسم الخلفي للشاحنة حيث امسك به رجلان و ثبتاه بقوة بينما انطلق السائق بالشاحنة مخترقا الطرقات المظلمة بسرعة جنونية متوجها الى خارج البلدة , كانت تلك هي الليلة الأخيرة التي شوهد فيها الشاب كلروي على قيد الحياة.





    ولمعرفة سر اختطاف الشاب الأمريكي يجب ان نعود عدة سنوات الى الوراء و تحديدا عام 1962 في احد الأحياء الفقيرة لمدينة ميامي الأمريكية حيث وضعت فتاة مهاجرة كوبية طفلا أسمته ادولفو كونستانزو (
    Adolfo de Jesus Constanzo ) , كانت الأم أرملة جميلة في الخامسة عشر من العمر توفى زوجها حديثا لكنها سرعان ما عثرت على زوج أخر و انتقلت مع طفلها للعيش معه , و رغم كونها مسيحية تزور الكنيسة بانتظام و عمدت طفلها كاثوليكيا الا أن الجيران في حي هافانا الصغيرة لاحظوا بعض الغرابة في تصرفاتها و أخذ بعض الهمس و الشائعات تدور حول أنها ساحرة تمارس طقوسا غريبة لإرضاء الشياطين و مما عزز الشكوك حولها هو ان بعض الجيران الذين كانوا يتخاصمون معها كانوا يجدون في صباح اليوم التالي دجاجة مقطوعة الرأس على عتبة دارهم , و الحقيقة التي لا يعرفها الجيران هي ان الأم الشابة كانت تعتنق و تمارس عقيدة السانتيريا و هي دين تلفيقي يؤمن بالسحر و القدرات الخارقة للأرواح و قوى الطبيعة , و قد علمت الأم ابنها كونستانزو أصول السانتيريا منذ سن التاسعة و عرفته أيضا على عقيدة الفودو (Voodoo ) الهاييتية و غيرها من العقائد الأفريقية القديمة , و هكذا نشأ الصغير مؤمنا بالسحر و القدرات الغيبية و ازداد تعلقا بهذه الأمور بعد ان تعرف في سن الرابعة عشر على ديانة او عقيدة البالو palo mayombe )) , و كان عرابه و أستاذه في هذه الديانة هو رجل جمع ثروة طائلة من الاتجار بالمخدرات و كانت فلسفته تقول : “دع غير المؤمنين بعقيدتنا يقتلون أنفسهم بالمخدرات… لأننا سنربح من غبائهم” , و قد امن كونستانزو بهذه العبارة بشدة و طبقها حتى آخر يوم في حياته.




    في سن المراهقة اخذ كونستانزو يمارس السحر الأسود و برع في قراءة الطالع بواسطة أوراق التاروت كما بدئت بوادر العنف و الشذوذ تظهر عليه مبكرا فسجن مرتين بتهمة السرقة و اخذ يميل نحو ازدواجية الرغبة الجنسية
    Bisexuality )) مع تفضيله للرجال على النساء , و في عام 1983 سافر الى المكسيك و هناك جمع حوله مجموعة من الشباب المدمنين و الشاذين الذين امنوا بقدراته السحرية المزعومة و اخذوا يشاركوه في تأدية طقوسه الغريبة , و بالتدريج اخذ صيته يذيع في مكسيكو ستي على انه ساحر يستطيع كشف الغيب و يفك السحر , و لأن المجتمع المكسيكي في غالبيته يتكون من المزارعين البسطاء و الفقراء ممن لم تتوفر لهم فرصة للتعليم لذلك فقد لاقت خرافات و خزعبلات كونستانزو رواجا بينهم و بدء الكثيرون يترددون عليه من اجل الحصول على خدماته السحرية مقابل المال و بين هؤلاء كان العديد من رجال العصابات الذين اخذوا يتقاطرون عليه لعمل تعاويذ تجعلهم غير مرئيين لأعين الشرطة و تجعل الرصاص لا يؤثر فيهم !! بل ان احد زعماء المافيا دفع لكونستانزو مبلغ 40000 دولار مقابل توفير الحماية السحرية له و لرجاله لمدة ثلاث سنوات!! , و مع اتساع شهرته و ازدياد زبائنه , اتخذ كونستانزو لنفسه نكانكا (Nganga وعاء سحري) خاص به و اخذ يسقيه بدماء و عظام ضحاياه الذين كان بعضهم أشخاص غرباء يخطفهم رجاله من الشارع او من رجال العصابات الذين كان يقتلهم و يستولي على أموالهم.


    في عام 1986 تعرف كونستانزو على أفراد عائلة كلازادا الإجرامية المنتمية الى كارتل المخدرات القوي و المتنفذ في المكسيك , و اخذ يقدم لهم خدماته السحرية مقابل المال كما شرع بالاتجار بالمخدرات لحسابه الخاص فازدادت ثروته و بدء يسكن الشقق الفاخرة و يركب السيارات الفارهة الحديثة , و بسبب قناعته بأن النجاحات التي كانت تحققها عائلة كلازادا في تجارة المخدرات هي بسبب تعاويذه السحرية لذلك طلب منهم عام 1987 ان يعطوه نسبة من أرباحهم لكنهم ردوا عليه بقسوة و طردوه فأنصرف غاضبا و قد أضمر لهم الشر و صمم على الانتقام , و سرعان ما اختفى زعيم عائلة كلازادا مع ستة من رجاله فجأة من المبنى الذي كان يتخذه مركزا لأعماله و قد وجدت الشرطة جثثهم في احد الأنهر القريبة بعد عدة أيام , كانوا قد عذبوا بشدة و تم اغتصابهم جنسيا و قلعت عيونهم و جدعت انفوهم و قطعت آذانهم و أعضائهم التناسلية و اختفت قلوبهم و نزع مخ اثنان منهم , كان واضحا بأنهم قتلوا خلال طقوس سحرية تتضمن التضحية بالبشر , و لو قدر للشرطة ان تنظر الى داخل وعاء النكانكا السحري في بيت كنستانزو لعثرت داخله على جميع الأعضاء المفقودة من أجسام عائلة كلازادا المنكوبة.




    في منتصف عام 1987 تعرف كونستانزو على سارا الدريت التي كانت طالبة جامعية متفوقة تدرس في أمريكا و كانت أيضا عشيقة احد رجال المخدرات في المدينة لكنها سرعان ما تركته و ارتمت في احضان كونستانزو الوسيم , كانت جميلة و ذكية و ذات بنية جسدية قوية مع طول فارع (186 سم) و سرعان ما ذابت في عالم كونستانزو السحري فأصبحت ساعده الأيمن في الإجرام و سماها “
    La Madrina ” أي العرابة و أخذت تشارك في طقوس التعذيب و القتل بحماسة منقطعة النظير , هذه الطقوس التي ارتفعت وتيرتها و ازداد عدد ضحاياها بعد ان نقل كونستانزو محل إقامته الى مزرعة منعزلة تقع على بعد 20 ميلا خارج بلدة ماتمورس المكسيكية , هناك تحولت طقوس التضحية البشرية الى الجنون مطلق و أصبح وعاء كونستانزو السحري لا يرتوي من الدماء و لا يشبع من التهام الأعضاء البشرية , العديد من الضحايا كانوا من رجال العصابات و احدهم كان عشيق سارا الدريت السابق , لكن كان هناك أيضا ضحايا أبرياء تم اختطافهم عشوائيا فأحيانا كان كونستانزو يصرخ فجأة طالبا من رجاله ان يأتوه بضحية جديدة فيركب هؤلاء الشاحنة و ينطلقون الى البلدة القريبة ليخطفوا أول شخص يصادفهم و يأتوا به الى مزرعة الموت , كان أكثر ما يعشقه كونستانزو هو صرخات و توسلات ضحاياه , كان ساديا يتمتع باغتصابهم و تعذيبهم و كان عويلهم أشبه بسيمفونية رائعة بالنسبة له فكان يقلع عيونهم و يقطع أذانهم و أعضائهم التناسلية او يجدع أنوفهم و هم أحياء يصرخون و يتلوون أمامه من الألم , كانت سارا الدريت و رجال العصابة الآخرين يشاركون في الطقوس فينزعون قلوب و أدمغة الضحايا و يطبخوها ثم يرموها داخل وعاء النكانكا السحري , لقد حول كونستانزو و أتباعه المزرعة خلال عدة أشهر الى مسلخ بشري لأكثر من عشرين رجلا و من دون ان ينتبه إليه احد , فالشرطة المكسيكية كانت فاسدة و مخترقة من قبل رجال العصابات لكن الغلطة التي ارتكبها كونستانزو و أدت الى سقوط مملكته الدموية هي اختطافه و قتله للشاب الجامعي الأمريكي مارك كلروي , فقد كانت لديه شحنة كبيرة من المخدرات يريد تهريبها إلى الولايات المتحدة لذلك كان يريد ان يقدم لوعائه السحري ضحية استثنائية و لهذا السبب طلب من رجاله ان يأتوه برجل ابيض و قد كان كلروي هو ذلك الشخص عاثر الحظ و قد قتلوه مثل الآخرين لكن موته لن يمر دون عقاب مثل الضحايا المكسيكيين المساكين الذين لا يبحث و لا يسأل عنهم احد فقد أصر الأمريكان على معرفة مصير مواطنهم المفقود و لذلك بذلت السلطات المكسيكية جهودا استثنائية للعثور عليه.





    في عام 1989 داهمت الشرطة مزرعة كونستانزو و كم كانت صدمة رجال المباحث كبيرة عندما دخلوا الى احد الأكواخ و عثروا على وعاء النكانكا الدموي , كان شيئا مرعبا بحق , داخل الوعاء المعدني الضخم عثروا على أشياء لا تخطر على بال احد , دماء , عناكب , عقارب , جثة قطة سوداء , صدفة سلحفاة , جمجمة أيل كبير , أدمغة و قلوب بشرية مطبوخة , عظام بشرية و أشياء غريبة أخرى , و بالقرب من الكوخ الذي كان الوعاء يقبع داخله عثرت الشرطة على المقبرة التي كان كونستانزو يدفن جثث ضحاياه فيها و استخرجت ستة عشر جثة منها إحداها كانت لمارك كلروي و البقية لأشخاص مكسيكيين من ضمنهم اثنان من رجال الشرطة.





    مع انتشار أخبار مزرعة الموت و بشاعة الجرائم التي اقترفت فيها بدئت الشرطة حملة محمومة للعثور على كونستانزو الذي كان مختبئا في إحدى شققه في مكسيكو ستي العاصمة و كان بصحبته سارا الدريت و عشيقه مارتن و رجلان آخران من أتباعه و قد اكتشفت الشرطة الشقة و حاصرتها بعد أن اتصل الجيران للأخبار عن الضوضاء و الصراخ الصادر منها و سرعان ما حدث تبادل لإطلاق النار جرح على أثره احد رجال الشرطة و عندما شعر كونستانزو بأنه محاصر من كل جهة و ان الهروب أصبح مستحيلا أمر احد رجال بقتله هو و عشيقه مارتن رميا بالرصاص لكن الرجل رفض ذلك فصفعه كونستانزو على وجهه و اخبره انه سيخلد في الجحيم ان لم يفعل ذلك فأطلق الرجل عليه النار و قتله قبل ان تصل اليه الشرطة.




    بالنسبة لأتباع كونستانزو فقد سجنوا لمدد متباينة و بلغ عدد الأشخاص الذين اتهم كونستانزو بقتلهم و عثرت الشرطة على جثثهم ثلاثة و عشرون شخصا غير ان المحققين الجنائيين يعتقدون ان هناك عشرات الجثث الأخرى لم يتم العثور عليها , و بالنسبة الى سارا الدريت فقد حكم عليها بالسجن لمدة 62 عاما , و ربما تكون الدريت هي أكثر أعضاء العصابة إثارة لاستغراب الرأي العام فهي حسناء مثقفة و متفوقة في دراستها و جميع من يعرفوها أكدوا بأنها شخصية لطيفة و محبوبة , كيف إذن تحولت الى سفاحة تتلذذ بقتل الناس و تقطيع أوصالهم ؟ يا ترى ما الذي يدفع أناس لطفاء و مثقفين لأن يصبحوا قتلة و سفاحين ؟ الدين , العقيدة , المال , الرغبة , الطموح , ربما احد هذه الأسباب او كلها مجتمعة و ربما أمور أخرى فالنفس البشرية لغزا كبير يستعصي فهم رموزه و طلاسمه , لكن يبقى أهم ما أثارته قضية كونستانزو هي انها جذبت انتباه الناس الى بعض العقائد الغريبة التي انتشرت في العقود الأخيرة كعبدة الشيطان و الفودو و دفعت الحكومات الى مراقبة تصرفات أتباع هذه العقائد.








    تعليق

    يعمل...
    X