إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حضرموت حضارة ملوك اللبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حضرموت حضارة ملوك اللبان


    حضرموت

    حضارة ملوك اللبان




    في عصر النبي هود قبل الميلاد قامت مملكة حضرموت في جنوب الجزيره العربيه وشبوة هي عاصمتها وقد ذكرت في التوراة .
    و بلغت مملكة حضرموت من الحضاره والرقي ما اوصل صيتها شرق اسيا والقاره الاوربيه وكانت تعرف "بأرض ملوك اللبان" وقد زار فلبي شبوة وعثر على آثار معابدها وقصورها القديمة. وتتضارب آراء العلماء حول زمن بدء مملكة حضرموت القديمة وتطورها.



    و كانت حدود حضرموت الشرقية تشمل المهرة وظفاروتصل الى عدن في الغرب ، وكان يطلق على ملوكها أسم ملوك أرض اللبان ، لأن اكثر واردات اللبان والمر ولأفاوية (أي اشجار الطيب )كانت تنتج في ظفار وفي المهره وسقطرى .
    و كما تدل على ذلك النقوش الفرعونية المكتشفة في (الدير البحري) في منطقة الأقصر جنوب مصر ، الذي أنشأته الملكة الفرعونية (حتشبسوت) التي كان اسطولها التجاري البحري يشتري اللبان والمر والآفاوية من جزية سقطرى قبل ثلاثة الاف عام.

    لقد استوطن الانسان القديم اراضي حضرموت منذ عصور غابرة، وتشير الدلائل الأثرية التي وجدت حتى الآن بوادي دوعن في مغارة موقع (القزة) ان مخلفات الانسان الاثرية يعود تاريخها الى العصور الحجرية المبكره و التنقيب في ( كهف القزة ) الواقع بالقرب من ( الهجرين ) والذي وجدت فيه بقايا تعود الى 700000 عام .
    بالاضافة الى الدلائل الأثرية- في بعض المواقع بمديريتي«ثمود» «والعبر» المنتشرة في اطراف صحراء الربع الخالي الجنوبية الشرقية.

    وتواصل استيطان الانسان حتى العصور التاريخية، وترك مآثر عظيمة الشأن في مختلف اراضي حضرموت وحققت الحفريات الاثرية المحدودة نتائج اولية علمية هامة في مواقع ومنازل سكنية بوادي دوعن ووادي رخية اللذين يعود تاريخهما الى القرن السابع قبل الميلاد.









    المعالم الأثرية لتاريخ الاستيطان البشري في حضرموت :-
    تتناثر على طول وعرض حضرموت عشرات، بل مئات المعالم التاريخية والمعمارية -سواءً أكانت شاخصة أو مندثرة- التي تحكي قصص الماضي التاريخي الحضرمي البعيد وكذا القريب.

    ومن هذه المعالم :
    1- بقايا الأدوات الحجرية والمقابر والانصاب والمواقد.. وغيرها، للانسان الذي عاش على ارض حضرموت في العصور الحجرية القديمة «الباليوليثية» قبل مئات الآلاف من السنين، حتى نهاية العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي (قبل فترة تقدّر بحوالى (8 الى 5) آلاف عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام).

    2- المدن وبقايا المستوطنات الحضرية المنتمية الى عهد الحضارة الحضرميه المجيدة قبل الإسلام التي ظهرت في فترة ربما تزيد على ألفي عام قبل الميلاد، وكذلك ما في هذه المستوطنات وحواليها، وعلى سفوح الآكام الجبلية، وطرق التجارة القديمة.. من ابنية، ومعابد، وحصون، واسوار ضخمة، وبقايا منشآت الري وحفظ المياه المتقنة، والمقابر، وطرق تجارة البخور القديمة، وكتابات خط المسند اليمني القديم وكذا المصنوعات العديدة المتنوعة كالاواني الفخارية بمختلف اشكالها، والأدوات الكثيرة التنوع المصنوعة من الاحجار، والمعادن، والعظام الثمينة للحيوانات، وغيرها والاختام والعملات، والتماثيل، والزخارف والرسوم الفنية، والكتابات التذكارية والحلي… الى ما نحو ذلك.

    المستوطنات

    وأهم المستوطنات التي وجدت في المهره من عصور الغابره هي كالآتي :

    أ*) مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأسفل) : لقد عُثر على هذا النوع من المستوطنات في وادي الجيزي الذي يصب إلى البحر العربي غرب الغيضة ، وعُثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الأشولية ، وعصر البلايستوسين المبكر.

    ب) مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأعلى) : وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي مواقع يعود تاريخها إلى ما قبل (150.000 سنة قبل الميلاد ) .

    ج) مستوطنات العصر الحجري الحديث : وجدت معظم مواقع هذا العصر في الصحراء الشمالية في منطقة ثمود ، وفي سناو ، وأكبر موقع لهذا العصر وجد في مركز حبروت في مديرية الغيضة ، ويعود تاريخ هذه المواقع إلى الفترة الممتدة من (6000 - 2500 سنة قبل الميلاد ) .

    د) مستوطنات العصر البرونزي : تتحدد مستوطنات هذا العصر بالمواقع التي تنتشر فيها تلك الرسوم الصخرية والمخربشات التي نحتت أو رسمت على صخور وأحجار المواقع ، وأهم مواقعها تـلك المنـطـقـة المجاورة لمدينـة الغيضـة ، ويـعـود تـاريخ هـذه المواقع إلـى مـا بين ( 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد ) .

    فالمواقع المكتشفة في وادي الجيزي غرب الغيضة في محافظة المهرة نموذجاً للآثار التي تعود إلى العصر الآشولي الذي ينتمي إلى العصر الحجري القديم الأدنى.

    ثم جاءت البعثة الفرنسية لتؤكد من خلال أعمال البحث التي قامت بها، بأن التلال المحيطة بمدينة شبوة عاصمة مملكة حضرموت تحتوي على آثار تدل على أن المنطقة سُكنت في العصر الحجري القديم.





    القحطانيون

    هم اول من ملك حضرموت بعد عاد وينتسب القحطانيون الى قحطان الذي تنتسب اليه العرب القحطانيه ويذكر المؤرخون نسبة قحطان فيقولون هو : قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح ، واحد ابناؤه يسمى حضرموت ولهذا سميت البلاد بأسمه وقد ذكروا ان سبب تسمية حضرموت بهذا الاسم انه اذا حضر موقعه كثر فيها الموت أي القتل في اعدائه لشجاعته ، اما السيد الحداد فقد ارجع تسميتها بهذا الاسم لكونه اسما مهريا كديعوت وسيحوت وذكر المسعودي في مروج الذهب مجلد1 ص 53 – : "وحل عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وولده الأحقاف من بلاد حضرموت, وحل ثمود بن عابر بن نوح وولده أكناف الحجاز وحل جديس بن عابر بلاد جوٍّ وهي بلاد اليمامة مابين البحرين والحجاز وحل طسم اليمامة مع جديس وحل نبيط إبن ماشابن ارم ابن سام ابن نوح بابل."

    وقال المسعودي أيضا في مروج الذهب:
    " أن الملك حضرموت أقام دولته على أنقاض دولة عاد وأسست دولة حضرموت قبل ثمانية عشر قرنا قبل الميلاد ومن سلالتهم ملوك العباهله الذين كتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم وائل ابن حجر الحضرمي الصحابي الجليل وغيره.كما قال أيضا أن النبي هود عليه السلام هو هود ابن عبدا لله بن رياح بن خالد بن الخلود بن عاد".
    ولقحطان المذكور بنون آخرون منهم يعرب بن قحطان الشهير في التاريخ والذي ولى اخاه حضرموت على حضرموت المسماه بأسمه .
    وللقحطانيون ملوك قدماء مشهورون في التاريخ واسماؤهم عربيه الا انها محرفه قليلا في لهجتها لأن اول من نطق بالعربيه هو يعرب بن قحطان الاخ الاكبر لحضرموت .
    وقد بلغت حضرموت مبلغاً كبيراً ايام القحطانيين في التقدم العمراني والعسكري والاقتصادي، وتحققت فيها حضارة راقية اثناء ازدهار تجارة (اللبان) كسلعة مقدسة وتجارة البخور، وتجاوز اسم حضرموت حدود المكان، وذاع صيتها في مراكز حضارة العالم القديم، وسمي ملك حضرموت (بملك بلاد اللبان) .


    وقد ذكر الدكتور جواد العلي في "المفصل في تاريخ العرب قبلالاسلام":-
    " ذكرت حضرموت في التوراه ب Hazarmaveth في سفر التكوين في الكتاب المقدس ومعنى الاسم "محكمة الموت"، أيضا اشار الكتاب المقدس ان هناك Hazarmaveth وهو اسم أحد أبناء يقطان، وهو واحد من أبناء سام بن نوح في سفر التكوين 10.

    أيضا مؤسس الدول المجاورة بما فيها شبعا، وهو أيضا نجل يقطان. اي ان اصل التسميه سامية جنوبية.إذا اخذنا في الاعتبار ان الكتب المقدسة تعكس المسميات المصطلحة قبل عصر التوراة في الشرق، وهذا من شأنه أن يجعل ان التسمية اتت قبل التورة بزمن اي ما قبل تاريخ الاديان اليهودية والمسيحية والإسلام والحضارة اليونانية والرومانية. والنظرية الثالثة هي أن الاسم مشتق من اليونانية (υδρευματα), (hydreumata)،
    أو محطات الري المغلقة (المحصنة) في الوديان ."



    و قد ارتبطت مملكة حضرموت مع ممالك العربية قبل الإسلام بطرق التجارة التي كانت تنقل اللبان والطيوب من اراضيها إلى الممالك المجاورة في الجزيره العربيه و بلاد الرافدين ومصر وممالك حوض البحر المتوسط (الإغريق والرومان) وكذلك ارتبطت بدول شرق اسيا القديمه الهند والصين ، حيث كان اللُّبان يستخدم في طقوس العبادات الوثنية وفي مراسم الدفن كما كان يدخل في تركيب الأدوية، حيث كان اللبان يجمع ويتم وزنه وتقدير سعره قبل أن يرسل إلى المعابد وتحمله القوافل التي كانت تمر أولاً على عواصم ممالك جنوب الجزيرة؛ لكي تستفيد من الرسوم التي تفرض عليه. وتعتبر مملكة حضرموت بأنها "المكان الوحيد الذي ينتج اللبان والمر والقرفة والكافور والصمغ"




    يتبع

  • #2
    حضرموت

    حضارة ملوك اللبان

    (2)


    مدن حضرميه قديمه





    شبوه

    عاصمة مملكة حضرموت وكانت من المدن المعروفة والمشهورة فيما بين القرن 14 قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد كما ذكر ذلك المؤرخ جورجي زيدان في كتابه ( العرب قبل الاسلام )

    التنقيب الذي قامت به بعثة الآثار الفرنسية في مدينة شبوة عاصمة مملكة حضرموت، والذي استمر لعدد من المواسم والسنوات، وأدى إلى الكشف عن المدينة، وهو بذلك يعد أول تنقيب منهجي وعلمي لمدينة أوعاصمة عربيه قديمه بالكامل.


    وتشاهد في "وادي أنصاص" وفي خرائب "شبوة" بقايا سدّ وأقنية للاستفادة من المياه وخزنها عند الحاجة إليها. وهناك سدود أخرى بنيت في مواضع متعددة من العربية الجنوبية للاستفادة من مياه الأمطار وللسيطرة على السيول، وتحويلها إلى مادة نافعة تخدم الإنسان.
    وأما حصن "أنود" "أنودم"، الموضع الذي يحتفل فيه الملوك عند تتويجهم وإعلانهم اللقب الذي يتلقبون به بعد توليهم العرش، فإنه موضع "عقلة" في الزمن الحاضر. وهو خربة على شكل مربع.
    وقد زار هذا المكان جملة أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عدداً من الكتابات الحضرية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد شد، فيتصل بتلال "شبوة". و قد كان حصناً ومعسكراً يقيم فيه الجيش، لحًماية مزارع هذا الوادي، ولا بد إن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.

    وقد تبين من بعض الكتابات المتعلقة بنصيب ملوك حضرموت في هذا المكان إنهم كانوا يتقربون في يوم إعلان تتويجهم في حصن "أنود" بنحر الذبائح للآلهة. و قد تبين من بعضها إن في جملة تلك الذبائح التي قدمت إلى الآلهة حيوانات وحشية مثل الفهود. وقد استمرت هذه الاحتفالات قائمة إلى القرن الثاني بعد الميلاد على رأي "البرايت"، وإلى حوالي السنة "200" بعد الميلاد على رأي "ركمنس".

    وذكر د.جواد العلي عن مدن حضرموت

    "ومن مدن الحضرميين مدينة "ميفعت" "ميشعة"، وكانت على ما يظن عاصمتهم القديمة. وقد ورد في بعض الكتابات ما بفيد أن "يدع ايل بن سمه علي" رمم أسوار هذه المدينة. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إنها Mapharitis التي أشار إليها مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتيري"، ولدينا نص حضرمي يفيد إن "هبسل بن شجب" بنى سور المدينة و أبوابها، واستعمل الحجارة والأخشاب، وأنشأ فيها بيوتاً ومعابد، وأتم عمله بعده ابنه "صدق يد" فأعلى سور المدينة وأحكمه.
    ولم تذكر الكتابة الجهة التي أنفقت على هذا العمل الذي يحتاج إلى نفقات عظيمة ولا شك، ولعل الدولة هي التي عهدت إليهما هذا العمل على انهما مهندسان أو من المقاولين المتخصصين بأعمال البناء.

    وكانت "ميفعة" من المدن المهمة، و قد ذكرت في عدد من الكتابات، وهي Maipha Metropolis عند "بطلميوس"، ويقع عند "حصن السلامة" موضع عادي خرب، يقال له "ريدة الرشيد"، يظهر إنه كان محاطاً بسور حصين، كما يتبين ذلك من أحجاره الفخمة المبعثرة الباقية. وقد كان مدينة، يرى إنها Raidaعند "بطلميوس" وقد وضعها في جنوب شرقي Maipha Metropolis أي ميفعة.
    ويظهر إن الخراب حل ب "ميفعة" في القرن الرابع بعد الميلاد، وحلّ محلها موضع آخر عرف ب Sessania Adrumetorum، أي "عيزان" ف "عيزان" اذن، هو الوليد الجديد الذي أخذ مكان "ميفعة" منذ هذا الزمن.

    ومن مدن حضرموت مدينة سماها بعض الكلاسيكيين Cane Emporium، وذكر إنها ميناؤها. وأما "أريانوس"، فقال إنها الميناء الرئيسي لمللك أرض اللبان، وقد سماه Eleazus وقال إنه يحكم في عاصمته Sabatha

    وقد ذكر هذا الميناء "بلينيوس" كذلك، فقال إن السفن التي تأتي من مصر في طريقها إلى الهند، أو السفن الآيبة من الهند إلى مصر، كانت ترسو إما في ميناء Cana=Qana، وإما في ميناء Occelis على ساحل البحر عند المضيق. وذكره مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" كذلك فقال: Cana=Qana ميناء حضرموت، ".

    "جمع كتاب بطلميوس ما عرفه العلماء اليونان وما سمعه هو بنفسه ومما شاهده هو بعينه، وقسّم الأقاليم بحسب درجات الطول والعرض. وقد تكلم في كتابه على مدن البلاد العربية وقبائلها وأحوالها، وزيّن الكتاب بالخارطات التي تصور وجهة نظر العلم إلى العالم في ذلك العهد

    وبرى بعض الباحثين أن ما ذكره "بطلميوس" عن حضرموت يشير إلى أن المنبع الذي أخذ منه كان يعلم شيئا عنها، وانه كان قد أقام مدة في "شبوة" العاصمة. ويرون أن ذلك المنبع قد يكون تاجراً روميا، أو أحد المبعوثين الرومان في تلك المدينة، لأن وصف "بطلميوس" للأودية والأماكن الحضرمية يشر إلى وجود معرفة بالأماكن عند صاحبه. أما ما ذكره "بطلميوس" عن أرضق "سبا" و السبئيين، فانه لا يدل،على حد قول المذكورين،على علم بالأماكن، و إجادة لأسمائها، وأن الذي أخذ منه "بطلميوس" لم يكن قد شاهدها".

    وقد ورد اسم "حضرموت" في الكتابات الدول القديمه فبلغ القاره الاوربيه وسجله اليونان والرومان ليكتب لكل عربي الفخر بحضاره يشهد لهاالشرق والغرب .

    و في الكتابات الحضرمية "المسند القديم" ورد فيها أسماء عدد من ملوك حضرموت، وأسماء اسر حضرمية ومدن كانت عامرة زاهية في تلك الأيام. وبفضل هذه الكتابات حصلنا على معلومات لا بأس بها عن مملكة حضرموت وعن علاقاتها بالدول الأخرى.

    ولما كانت أكثر هذه الكتابات قد عثر عليها على وجه الأرض، أو هي من نتائج حفريات لم تتعمق كثيراً في باطن العاديات، فإننا نأمل أن يقوم المستقبل باقناع المحبين للتأريخ العربي، بالقيام بحفريات علمية منتظمة وعميقة في مواطن الاثار، لاستنطاق ما فيها عن تأريخ العرب الجاهليين، وأنا على يقين من أن في باطن الأرض وبين الأتربة المتراكمة على" هيأة أطلال و تلول أسراراً كثيرة ستغير من هذا الذي نعرفه اليوم عن تأريخ حضرموت وعن تأريخ غيرها من حكومات، وستزيد العلم به اتساعاً تاريخ الجاهلية هو أضعف قسم كتبه المؤرخون العرب في تاريخ العرب، يعوزه التحقيق والتدقيق والغربلة."

    و تمتد مدن حضرموت القديمه إلى المهره في كثير من المواقع أهمها موقع بالقرب من قشن موقع في الغيظة موقع في سيحوت موقع حصن النمير موقع جبل “ميفل” موقعان في كدمة يروب موقعان في شمال في سناو .

    ظفار

    زارها عدد ملوك مصر القديمه واول الرحلات 2590 ق.م زمن خوفو الاكبر ، وآخرها في 1160 ق.م زمن رمسيس الثالث .
    - وردت صور للاشخاص من ظفار بين آثار مصر وتدل هذه الاثار ان بلاد إرم وبونت التي وردت ف نقوش الدير البحري للمبكه حتشبسوت هي ظفار ، فصور الجبال واشجار اللبان تؤكد ذلك .
    ومن مدن حضرموت مدينة (مذب)(مذاب)واشتهرت بمعبد الإله(سين)وتقع بقاياه في الموضع المعروف اليوم باسم (حريضة).

    وقد شيدت المدن القديمة على محطات الطريق التجاري القديم عبر أراضي حضرموت ، وقد جاء ذكر مدن ـ شبام ، سيئون ، تريم ـ في مطلع القرن الثالث الميلادي في النقوش الحضرميه القديمة
    وحققت الحفريات الأثرية المحدودة نتائج أولية علمية هامة في مواقع ومنازل سكنية بوادي دوعن ووادي رخية التي يعود تاريخهما إلى القرن السابع قبل الميلاد .

    مدينة شبام

    انها مفتاح المدن الحضرمية القديمه وملتقى طرق القوافل التجارية وتوسطها بين اراض زراعية شاسعه ولها ينسب علم الفلك العربي القديم "النجوم الشباميه" وهو العلم الذي اهتم به العرب قديما لرصد ومعرفة مواقع النجوم للإهتداء في ظلمات البحر وسلوك الطريق الصحيح لألهتداء الى اليابسة والموانيء البعيدة ..وايضاهناك النشاط الزراعي وهو نشاط يتطلب معرفة (الأنــواء) ورصد دقيق للأجواء وتقلبات وإتجاهات الرياح ولن يتيسر سهولة ذلك إلا بحساب المطالع وغروبها ومعرفة مواقع النجوم وحسابها ومنها توحدت الناس في معرفة الزمان بتحديد تاريخ الأيام وتدوين الأحداث المهمة في حياتها اليومية..







    التخطيط الهندسي و المعماري
    لمدن حضرموت القديمه


    من عواميد كانت تزين القصر الملكي في شبوة



    لقد عرف تخطيط المدينة المعماري وهو أمر كان مجهولاً، بالاضافة إلى موقع بناء المعابد والمباني العامة، كما كشف التنقيب عن القصر الملكي المسمى في النقوش«شقر» و حصن (أنود) أنودم) الموضع الذي يحتفل فيه المكربين ملوك حضرموت فانه موضع ( العقلة) موضع قريب من(عرمويت) (حصن الغراب) و مدينة (مذب)(مذاب)واشتهرت بمعبد الإله(سين) ….الخ .

    وقد أدى ذلك إلى تزويد الباحثين بمعلومات جديدة حول مواد البناء المستخدمة وتوزيعها، اسلوب تخطيط المباني العامة والمعابد والقصور، إلى جانب معرفة التقنيات المستخدمة في العمارة ومقارنتها بما هو معروف في البلدان والحضارات الأخرى..
    وهذا أيضاً يدل إلى معرفة مدى ماتوصل إليه ممكلة حضرموت من رقي وتقدم حضاري كان أجريت على هذه المدينة بعض الدراسات الأثرية أهمها الحفريات التي قامت بها المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في عامي (1950 – 1951م ) حيث كشفت عن البوابة الجنوبية للمدينـة مساحتها التي تبلغ حوالي ( 200 قدم ) طولاً و ( 175 قدم ) عرضاً وكانت مشيدة بالأحجار المهندمة ذات أحجام كبيرة وتبلغ أبعاد بعضها فيما بين ( 360 × 0.40 × 0.77 م ) وقد نقش قسم منها بالكتابات المسنديـة التي وضعـت على جـانـبـي الـبـوابـة والـتي يبلغ عرضها ( 5,27 متر ) وعمقها ( 11 متر ) ، وسُمك جانبيها الغربي والشرقي ( 4.80 متر ) ، وكانت هذه البوابة محاطة ببرجين دفاعيين كبيرين ارتفاعهما حوالي ( 3 مترات ) فوق مستوى الأرضية المبلطة ، ويبدو أن البرج الأيسر للبوابة كان قد استعمل لسكن الحراسة ، وما تزال هناك منصة عالية كانت للحرس .
    وكشفت التنقبات أن البوابة كانت معلقة إذ وجدت آثار أخدودين على هيئة أخدودين رأسيين على جانبيها المخصصين للأعمدة الخشبية الخاصة بالبوابة ، كما وجدت بعض القطع الخشبية فيها فضلاً عن عتبة البوابة ، ويؤدي مدخل البوابة إلى ساحة مبلطة ببلاطات مصقولة تمثل ساحة عامة تقع داخل البوابة ، على جانبيها عدد من المقاعد المبنية من الأحجار ،
    ربما كانت هذه الساحة مخصصة لاجتماعات كبراء المدينة فيها للتداول والتشاور في الأعمال اليومية والإشراف على المبادلات التجارية التي كانت تجرى في هذه الساحة التي كانت تعتبر السـوق الرئيسي للمدينـة وفـي وسـط المدينـة تقريباً تنتصب مسلـة مضلعة ارتفاعها الظاهر ( 2.20 متر ) ، وأبعادها ( 30 × 52 سم ) .
    وتشاهد في "وادي أنصاص" وفي خرائب "شبوة" بقايا سدّ وأقنية للاستفادة من المياه وخزنها عند الحاجة إليها. وهناك سدود أخرى بنيت في مواضع متعددة من العربية الجنوبية للاستفادة من مياه الأمطار وللسيطرة على السيول، وتحويلها إلى مادة نافعة تخدم الإنسان.

    وأما حصن "أنود" "أنودم"، الموضع الذي يحتفل فيه الملوك عند تتويجهم وإعلانهم اللقب الذي يتلقبون به بعد توليهم العرش، فإنه موضع "عقلة" في الزمن الحاضر. وهو خربة على شكل مربع.
    وقد زار هذا المكان جملة أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عدداً من الكتابات الحضرية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد شد، فيتصل بتلال "شبوة".
    و قد كان حصناً ومعسكراً يقيم فيه الجيش، لحًماية مزارع هذا الوادي، ولا بد إن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.
    وعثر على كتابات عديدة أخرى، تتحدث عن تحصين "ميفعت" "ميفعة"، وعن تسويرها بالحجارة وبالصخر المقدود وبالخشب، وعن الأبراج التي أقيمت فوق السور لصد المهاجمين عن الدنو إليه. وذكر اسمها في كتابة "لبنة" "لبنا" التي هي من أيام المكربين في حضرموت.

    وقد استخدم الحضارم القدماء وحتى اليوم وحدات قياس ثابتة في الأجزاء المعمارية ونظريات هندسية تقوم على النسب التشريحية لجسم الانسان وإسقاطها على ارتفاعات الجدران والأعمدة والمناطق غير المسقوفة مثل الفناء.
    كما استخدموا نظام هندسي دقيق في تقنيات البناء من حيث استخدام الحجارة مختلفة الخامات في بناء الجدران إلى جانب نصب الأعمدة والتسقيف، بحيث شكل البناء وحدة معمارية مترابطة وقوية بدون استخدام مواد رابطة.
    _ وكان قصر شقير في شبوة القديمة وسوق شمر في عسيلان والذي شرع اول قانون تجاري في العالم قانون

    يتبع







    تعليق


    • #3
      حضرموت
      حضارة ملوك اللبان
      (3)







      معابد حضرموت
      ومن المعابد التي خصصت لله الشمس عثر مؤخرا على مجموعة معابد في حضرموت وهي منطقة (صيفعة) كما كانت تدعى بـ (صيفعت) وربما كانت عاصمة حضرموتية، يرجع أنها بنيت في عهد (هبسل ابن يشجب)، في حين يرجح البعض أن بانيها هو (يدع ايل بن سمه علي)، وقد بنيت هاته المعابد من الأحجر والأخشاب دلالة على أن الحجارة كانت لبناء المعابد، أما الأخشاب فقد كانت للسقوف وقد قيل الكثير عن (معبد صفيعان) على أنه بني حوالي القرن 10و11 ق .م.

      ويتضح من المعالم الأثرية أنه خصص لإله الشمس، فقد كان مبنيا في شرق الواحة (ريبون)، تتواجد به سلالم على مدخله الجنوبي، الذي يعتبر المدخل الرئيسي، وعند الدخول إلى ساحة المعبد توجد غرفتان صغيرتان مبنيتان بالحجارة الجبسية الملمعة كما عثر على عام يعتقد أنها لبقايا القرابين المقدمة لـ (ذات جسيم)، إضافة إلى احتمال وجود حدائق تحيط بالمعبد كما وجدت بقايا لمقعد طيني على الجدران الغربية يعتقد أنه مكان الحاكم المشرف على الاحتفالات، كما اعتقد أن البناية المتواجدة على الحائط الشرقي هي مقر لـ (الفرن)"
      . Alexznder V. Sedov, "Temples of Raybun oasis wadi Hadramawt, yemen Adumatn, 1319, 2 July 2000, p20." .


      قفص نعمان

      هو معبد مخصص لإله الشمس متواجد بحضرموت بـ
      (واحة ريبون) والذي اكتشف مؤخرا وميزته هي علو جدرانه وارتفاعها، معبد بني بالحجارة المنقوشة يتكون بناؤه من طابقين إضافة إلى المنصة الخارجية، وقد أثبتت الدراسات أنه خصص لإله الشمس من خلال قطع زجاجية وشقفات ذهبية وجد عليها رمز هذا الإله (القرص) وقد حكم الباحثون على تصاميم هذا المعبد على
      أنها معقدة، ،كما كان يمثل مركزا دينيا هاما، في المنطقة
      الزراعية بواحة ريبون القديمة في حين كشفت الدراسات أن المعبد يتكون من ثلاثة:-

      - معبد الإلهة ( ذات حميم ) .
      - معبدالإله ( سين ) .
      - شبكات وقنوات الري .

      1-معبد الإلهة (ذات حميم )
      يتكون هذا المعبد من مجمع تعبدي يضم أربعة مباني ، بنيت أساساتها منالأحجار وجدرانها من الهياكل الخشبية التي ملئت فراغاتها باللبن لتصبح الجدران قوية، ويعتبر اللبن ـ الطين ـ المادة الرئيسية للبناء في حضرموت منذ ما قبل القرنالسابع قبل الميلاد ، وجدران هذا المعبد أقيمت بهذه المادة ، ويتميز بخفته وقوةتماسكه ، ولم يكن اللبن فقط المادة الوحيدة ، بل كان للأخشاب مكانة هامة في بناءالجدران والسقوف .
      وفي هذا المجمع التعبدي عُثر أثناء التنقيب على بقاياهياكل خشبية وساعدت النيران التي التهمت المعبد على حـفـظ تصاميم هياكل الأخشابواستعملت أعمـدة خشبية ذات مقاطع دائرية ومستطيلة ومربعة ، وكان المعماريون يضعونعلى أسس البناء الحجرية أعمدة قصيرة متوازية تفصل بينها فواصل غير كبيرة ، وعليهاتوضع عوارض خشبية طويلة ومع هذه العوارض توضع أعمدة خشبية مقاطعها دائرية وأقطارهاحوالي (12 سم) ، وتربطها في أسفل وفي أعلى عوارض خشبية والتي بدورها مثبتة بأعمدةطويلة وبهذا يشكل الهيكل الخشبي التي تستند عليه جدران اللبن الني .وقد تمعمل نموذج تخيلي للكيفية التي كان بها هذا المجمع التعبدي الذي يكاد أن تكون معالمهاليوم مطموسة .
      وقد عثرت البعثة الآثرية أثناء التنقيب في هذا المعبد علىالكثير من النقوش وجدت متناثرة داخل مباني المعبد ، في واجهة الجدران التي غطيتبقطع حجرية مصقولة منحوتة بشكل جميل ومتقن ، وملصقة واحدة جنب الأخرى ، بطريقةمتناسقة ، وعليها حفرت النقوش المكرسة للإلهة التي يتحدث فيها أصحابها عن تقديمالقرابين للمعبد ، ويضعون أنفسهم وأولادهم وما يملكون تحت حمايتها .
      هذا المعبد للخراب بنيران الحروب، وكثيراً من النقوش حملت معها آثار الحريق ، واحترقت أعداد كثيرة منها .

      ب - معبد الإله (سين) ذو ميفعن
      يقع المعبد في غربي المدينة على بعد ( 2 كيلومتر) عن مركزها ، وهو معبد المدينة الرئيسي ، ويتكون مجمع المعبد من معبدين على سفحأحد جوانب الوادي ، أكبرهم بني على مصطبة حجرية تبلغ مساحتها (28×48 متراً ) ،وارتفاعاته ا (9 أمتار) ، أما الأخر فقد بني إلى الشمال من الأول وفي اسفل الجبلتوجد أطلال بنايات حجرية وطينية من المحتمل أنها كانت ملحقة بالمعبد

      مكونات المعبد
      ـ البهو المقدس ( قٌدس الأقداس ) : عبارة عن ساحة مبلطة بألواح حجرية وتوجد بها حفر لغرض تثبيت الأعمدة الخشبية وذلك من الجهة الغربية ، أما في الجانب الشمالي والجنوبي فنجد أن الأعمدة وضعت على قواعد حجرية مقاساتها في المتوسط ( 22× 22 × 11 سم ) ، وقد عُثر في سطحهذه القواعد على آثار الأعمدة الخشبية المحروقة بمقاس ( 18 × 18 سم ، و17×17 سم)،وهذه الحفر ( التجويفات ) والقواعد كانت تحمل الأعمدة الخشبية التي تحمل السقف الذي يغطي جوانب البهو وخلال التنقيبات تم رفع بعض النقوش والمساند والقطع الحجرية الديكورية والمذابح والمباخر والفخار ، وفي الجانب الغربي يوجد مقعد بطول
      ( 17.70متراً ) وارتفاع ( 47 سم) مبني من الحجر ، وتوجد في مقدمته بعدة أماكن منه كتابة تحمل اسم ( ق ث م ) والذي يعتقد بأنه الشخص باني هذا الجدار أو الممول لذلك ، ويعلوالمقعد جدار من الخشب واللبن ولا زالت البقايا الخشبية المحروقة في أماكنها ، وفي الجانب الجنوبي عند نهاية المقعد توجد قاعدة تحمل مسنداً مكسوراً من الأعلى ، وعندالجانب الشمالي للمقعد تم العثور على بناء بشكل حوض صغير مقاس
      (2.25×1.90 متراً ) ، وارتفاع ( 47 سم) ، عليه كتابات في المقدمة ومن الأعلى ، عند التنظيف لم يتم العثور فيه على دلائل استخدامه كحوض ، ويعتقد بأنه أستخدم مكاناً لحرق البخور ، وقد بني على الأرضية في وقت متأخر للبناء الأساسي .

      ـ المعثورات الطقوسية : من المواد الطقوسية التي وجدت في المعبد ، المذابح ، ومنها تلك التي ينتمي ميزابها برأس ثور ، وكذلك المباخر ، أما بالنسبة للنقوش التي تم العثور عليها فتقدر بستمائة نقش هي في الغالب نقوش نذورية موجهة إلى الإله ( سين ) ، الإلــه الرئيسي لحضرموت ،وهي مختصرة جداً كالأتي : ( فلان بن فلان من الأسرة الفلانية وهب لسين نفسه وأولاده وممتلكاته ) ، أما المساند التي كانت تزخرف بالوعول ورؤوس الثيران والرموز المقدسةوالديكور الهندسي فإن محتواها أكثر تفصيلاً ، فبالإضافة إلى نذر الكاتب نفسه وأولاده وما يملك فهي تعبر ـ أيضاً ـ عن الشكر للإله في التوفيق والخلاص من مصيبة ، وشكر للرحمة الإلهية ، ويعود تاريخ هذه المساند إلى القرنين الأول والثاني الميلادي ..

      ج – شبكات وقنوات الري :- كانت مدينة ريبون في الماضي مركزاً لمنطقة زراعية كبيرة ممتدة في وسط مدخل وادي دوعن ومحاطة بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية ، وتقدر المساحة العامة للأراضي التي كانت تزرع في فترة ازدهارالمدينة بحوالي (1500 هكتار) ، وكانت المساحة الواقعة إلى جنوب المدينة تبلغ (750هكتار ) وكانت تروى بواسطة شبكة ري معقدة تبدأ بقناة من مجرى وادي دوعن وهى القناةالرئيسية ويصل طولها إلى قرابة (5,5 كيلو متر) ، حيث تجتمع إليها مياه السيول فتوجهها هذه القناة إلى الشبكات الموزعة للمياه ، والقنوات الصغيرة ، ثم إلى الأراضي المزروعة .
      أما الأراضي التي كانت إلى شمال المدينة فكانت ترو
      ي بواسطة مياه السدود وبقايا هذه السدود اكتشفت على بعد (1.5 كيلو متر) إلى الجنوب منقرية المشهد ، وهى مبنية من جدران حجرية قوية ، يصل عرضها في الأساس إلى ( 5 أمتار ) وارتفاعها أكثر من ( 4 متر ) تحجز مياه الوادي، وكانت لها فتحات في جزئها الأعلىلإخراج المياه الفائضة ، وعلى امتداد الضفة الشرقية للوادي امتدت القناة الرئيسية الموصلة للمياه إلى الأراضي الواقعة إلى شمال قرية المشهد ، وهناك بعض الأراضي غيرالكبيرة المحيطة بضفتي الوادي التي كانت تروى بواسطة أحواض المياه ، التي شيدت لحفظ وتجميع مياه الأمطار من صخور الوادي.

      3- قرية الـقــزة

      في الجزءالأسفل من وادي الغبرة ، أحد روافد وادي دوعن ، إلى الجنوب الغربي مـن مدينة سيئون، على بعد نحو (102 كيلو متر) ، تكاد أن تكون هذه القرية غير معروفة حتى عام (1984م) ، عندما وجدت البعثة الآثرية اليمنية السوفيتية ، بالقرب منها ، وبالقرب من نبع الماء المسمى بشرحبيل ، على مغارة وجدت فيها آثار من العصر الحجري ، التي تعطينا صورة عن الماضي السحيق لحضرموت ، إذ تعطينا هذه المغارة برهاناً مادياً على استيطان الإنسان لحضرموت في المرحلة المبكرة من العصر الحجري القديم ( الباليوليت ) .
      فقد احتفظت هذه المغارة بطبقاتها الحضارية المتعددة ، والأدوات الحجرية بنفس الشكل والحالة ذاتها بمثل ما خلفها الإنسان الأول ، وكذلك اكتشفت بقايا مواقده ،وهذا يدل على أن المغارة استعملت لفترة زمنية طويلة كمسكن ، والمهم جداً أنه بالقرب من هذه المغارة تم اكتشاف طبقات مترسبة محتوية على بقايا نباتات قديمة وكذلك عظام مختلفة من بينها عظام حيوانات ضخمة ، جميعها تظهر للعيان مطبوعة ومتحجرة على الصخورالمترسبة ، ودراسة هذه المغارة سوف تقدم لنا معلومات هامة عن الحياة البيئية القديمة ، واكتشاف هذه المغارة يعد بصورة خاصة اكتشافاً ثميناً ، فهي بحسب المعلومات المتوفرة تعتبر الأولى والوحيدة من المعالم الآثرية من نوعها في شبة الجزيرة العربية.

      بنايات عمرانية هامة، إلا أنهم أشاروا إلى أن المعبد الرئيسي هو المعبد (ذوالمنصة) وقدأقيمت عدة ترميمات وإصلاحات على هذين المعبدين (صيفعة) و(قفص نعمان)،إلا أن الدراسات الهندسية والتصاميم والقياسات لم تنشر بعد.
      وقد كانت الشمس في الدولة الحضرموتية تمثل أحد الركائز في الثالوث الفلكي (سين،شمس، عشتر) وقد وجدت عدة معابد في خرائب حضرموت كمدينة شبوة، ورهبان، وجدت بها مجموعة كبيرة للمعابد يعتقد أنها أقيمت خصيصا للقمروالشمس، كما وجدت مجموعة من النقوش في صفائح رخامية يعتقد أنها قرابين للشمس.
      في حين رجح بعض المؤرخين على أن الحضرموتيين رموزا لإله الشمس برمز الأسد ذو أجنحة، ودليلهم في ذلك كثرة القرابين والنقوش التي وجد بها هذا الرمز خاصة بمدينة ومعابد شبوة عاصمة حضرموت
      هذا بالإضافة إلى عثور بعثة أمريكية حديثة على مقابر بـ (تمنع )عثر بها على عظام بشرية مهشمة، إضافة إلى أواني التحنيط وكذلك إلى بقايا الأخشاب والحلي، وبعض التماثيل المنحوتة من الرخام الأبيض"جواد العلي"



      الرموز الدينيه في نقوش الحضرموت القديمه


      الوعل
      مثل الوعل ايضا الإله سين إله القمر حيث ظهرت رؤوس الوعول مع زخارف هندسية واشكال نجمية تحيط بقصر شبوة الملكي .
      كما انتشرت صور صخرية للوعول في وادي حضرموت ةظهرت المبالغة في حجم القرون حتى تشكل شكل دائري رمزا للقمر .
      ومازالت قرون الوعول تعتلي البيوت في حضرموت حتى وقتنا الحاضر .

      الثور
      يمثل الثور الاله " سين " إله القمر الحضرمي لذلك رسم الثور كاملا في العملات الحضرمية وفوقه كُتب " سين " واقتصر الرسم على رأس الثور فقط في بعض العملات الأخرى .
      كما عُثر على تماثيل تمثل اشكالا حيوانية كان أبرزها الثور ومن بينها رأس ثور شكل نهاية مذبح في " معبد سين ذو ميفع " واخر في معبد " سين ذالم في سهرم .

      المهاء
      وجدت أشكال مختلفة للمها في أثار وحفريات حريضة أسفل وادي دوعن بحضرموت
      حيث صُورت المها وقرونها الى اعلى كما عُثر على نقش وفي اعلاه من الجهة اليسرى رسم لوجه مها , وربما مثل المها " عثتر " اله الزهرة كما في معين .

      - الحية
      ظهرت مع رموز اخرى وبشكل متعرج على أحد العملات وربما مثلت إله القمر كما في معين .

      - النعام
      انتشرت رسومات النعام في جدران المعابد في حضرموت كما وجد رسم لها على صخور في ريبون " اسفل وادي دوعن " وربما مثلت اله القمر كما في معين .

      - الأسد
      من بين الزخارف التى عُثر عليها في القصر الملكي بشبوة أسود مجنحة نقشت على تيجان القصر حيث رُسم الأسد بشكل مجنح ذي قرون يرتفع قائماه الاماميان فوق جرة وربما مثل الشمس كما في قتبان .

      النسر
      مثل النسر في حضرموت الاله سين اذ كثيرا مايصور على النقود الحضرمية واقفا على خط ومستديرا نحو اليمين فاردا جناحيه .
      كما عُثر ضمن حفريات قنا على قطع حجرية مربعة الشكل نُحت عليها نسر واقفا .

      وفي {وادي دوعن ، ووادي عمد} قد اكتشف معبدًا للإله الحضرمي القديم (سين) إلى الجنوب من قرية عندل ، وخرائب لمدينة كبيرة قرب ( مرواح ) ممتدة على سفح جبل الوادي ، وهناك خرائب تقع إلى الجنوب من قرية نفلات والتي يحتمل أنها تحتوي بين أنقاضها على معبد للإله ( سين ) وإلى الجنوب والغرب منها لا زالت هناك بقايا منشآت الري شاخصة إلى وقتنا الحاضروهناك خرائب تقع في الطرف الجنوبي لقرية السفيل وهي خرائب لمدينة غير كبيرة أبعادها 200مترًا تقريباً يقع في وسطها مبنى ضخم يعتقد أنه خاص بالإله (سين )
      وقد وجدت في أنقاضه قرابين حجرية ومذابح كانت تستخدم للأغراض الطقوسية التعبدية اكتشفت مقابر كهفية في صخور إلى الشرق من هذا الموقع الذي اصبح يرمز إليه علميًا بالسفيل الضفة اليمني لوادي العين ربما أنها خاصة بالمدينة التي كانت قائمة في الطرف الجنوبي لقرية السفيل وإلى جنوب ( السفيل) على بعد نحو ( 2 كيلو متر ) هناك التي يرمز إليها ب ( السفيل) أيضًا خرائب لمستوطنة أخرى ويبدو أن إحدى بقايا بناياتها كانت معبدًا للإلهة ( عثترم ) حيث عثر فيه على نقش بخط المسند يذكر تقديمه للإلهة ( عثترم )

      وايضا وجدت في خرائب هذه المستوطنة على أنواع جيدة من كسر الفخار التي لوٌنت بعضها باللون الأحمر وبعضها باللون الأسود وبعضها عليها رسوم لأشكال حيوانية خاصة هناك رسم لنعامة على واحدة منها واخيرًا هناك في أقصى جنوب وادي العين خرائب لمستوطنة قديمة وهى مستوطنة ( القف ) عٌثر بين بقايا بناياتها على معبدًا للإله (سين) وفي أنقاض هذا المعبد عٌثر على مبخرة حجرية وعلى مذبح حجري ونقشًا يذكر فيه مسجله تقديم نذرًا للإله (سين) بناءًا على ما أمره به الإله .

      أما عن حياة وعادات أهل ريبون وكذا طابع الحكم والعلاقات العامة الاجتماعية ، ففي واقع الأمر لا تتحدث النقوش بشيء عن ذلك. ولكن كما يبدو فإن الحفريات الأثرية للمساكن والمدائن في ريبون ستعطي بعض التصورات عن ذلك ، إلا أن النقوش تدل بما فيه الكفاية بأن النساء لعبت دورا كبيرا وهاما في الحياة المدنية .

      فقد قدمن هدايا النقوش بأسماءهن الخاصة ( ففي أحد النقوش القديمة تشهد واحدة إسمها (( ساولام )) بأنها تعتبر زوجة لرجل خاص ) ، وقد تمتعت المرأة بحقوق متساوية مع الرجل في امتلاك الملكية كما يشير أحد النقوش ..

      فالمرأة حازت على الملكية وربما ملكت الحق في إدارة بعض الأجزاء من المعابد. كما أن بنتين لشخص اسمه ( باسخاماو ) اشتركتا في إعادة بناء معبد مستقلتين عن أبوهما وأخوتهما .



      يتبع
      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-12, 04:47 PM.

      تعليق


      • #4
        حضرموت
        حضارة ملوك اللبان
        (4)




        النقوش الحضرميه القديمه(خط المسند)

        وقد تمكن باحثو الآثار من الوصول إلى الكثير من آثار النقوش الحضرميه القديمه المكتوبة على الصخور، في المغارات، على بقايا القلاع، القبور والأبراج القديمة.

        و قد شوهدت بعض النماذج من الكتابة المنقوشة على الحجارة وهي من خط المسند ولغتها هي اللغة العربية الجنوبية تاريخاً منقوشاً على صخورها أبدعته وتفننت به طلائع فجر التاريخ في تلك الأزمنة الغابرة ولا تزال الكتابات والنقوش منحوتة على الصخور في مداخل المغارات والطرق المؤدية إلى الهضبات وبالقرب من الينابيع الجبلية إلى وقتنا الحاضر.






        وللعلماء في قدم النقوش الحضرميه القديمه آراء يعودون بها إلى:
        1- حوالي القرن 15 ق.م. وهذا هو رأي عالم النقوش الأمريكي (جام)، ودليله أنَّ صورة الحروف التي اكتشفها في (العبر) عام 1962، هي أقدم ما عثر عليه من خط المسند، وأن الحروف (السينائية) .
        2- بين القرنين (10-9ق.م.) وهذا هو رأي عالم النقوش والمؤرخ الألماني (فيسمان)، ودليله أن أقدم نقوش مسندية، هي التي عثر عليها في (هجر ابن حميد) في وادي (بيحان) شبوه.

        الخط المسند مر بمراحل تطور حتى النقش على الأحجار.
        أسلوب النقوش فصارم ومتجانس ، قد يبلغ حد الجمود وهو مكتوب بصيغة الضمير الغائب ، حتى في حالة تحدث صاحب النقش عن نفسه ولهذا فان ضمائر المتكلم والمخاطب تكاد تكون غير معروفة إلى اليوم .
        ويختلف خط المسند الحضرمي عن الخط السبئي والحميري وقد درس أحد علماء الألمان في برلين تلك الكتابات، وفك رموز تلك النقوش التي نقلها السيدان H. Vau Wissmann، D. Van Meulen من حضرموت في رحلتهما إليها سنة 1931 :-
        "وقد ذكر الطلاب الإسكندريون أن حضرموت كانت مملكة مستقلة قائمة بذاتها، وكان لهم إلههم المسمى سين كما كان للمينائيين إلههم عثنار وللسبائيين المقاه، وظلوا محافظين أيضاً على لهجتهم حتى القرن السادس الميلادي "

        ويمثل مبنى النقوش العربيه القديمة الصرامة والدقة والمحاكاة ومحتواها يرسو بقوة في مجال الدين والقائدوتتكون أبجدية المسند من (29) رمزاً للحروف تمثل أصوات الحروف العربية أبجدية بزيادة صوت واحد ينطق من مخرج قريب من السين بين السين والشين على ما يبدو ، ونعتقد أن آثاره باقية في المهرية .

        ونعرف من خلال نقش مسندي يعود إلى مطلع القرن الميلادي الثالث، أن الهنود كان لهم ممثلين في بلاطات الدول الحضرميه القديمة ذات العلاقة بتجارة المحيط الهندي، حيث يتحدث ذلك النقش عن وجود مندوبين من جنسيات مختلفة حضروا حفل تنصيب الملك الحضرمي (إيل عز يلط)، كان من ضمنهم هنديان هما: دهرة وبندرة
        (اتاريخ الحضاري "الجرو").



        و قد وجد في خرائب مدينة ريبون حفريات وأبحاث ودراسات أثرية من قبل البعثة الآثرية السوفيتية في الفترة من «83 - 1989م » ومن تقرير لهذه البعثة الروسية للموسم السادس من اعمالها ننقل لكم ترجمة لما جاء في هذه الترجمة
        (( أظهرت تلك الأعمال كما في السنوات السابقة كميات كبيرة من اللقايا الهامة والمثيرة ، حيث أظهر في أحد المواقع أكثر من ثلاثمائة نقش وقطعة استخرجت من تحت الأرض اثناء عمليات التنقيب لهذا العام ، وللحقيقة يمكن القول أن الأعمال لم تصل الى هذه المفاجاءات من قبل وأن كل ما تم التحصل عليه في السابق كقاعدة عامة فإنه يخص الكهنة ، مثل البلاط الملبس والتفاصيل المعمارية للمعابد أو في شكل (( المسند )) النوع الخاص من النقوش على أحجار البساط في المعابد.
        مع أنه خلال فترة عملنا في ريبون منذ عام 1983م تم العثور على مايقارب الألفين من تلك النقوش ، وبالإمكان أن يخطر على البال سؤال مفاده ماذا قدمت تلك الألفين من النقوش لمعرفة التاريخ والحياة المعيشية والثقافية والأديان لأكبرمنطقة في سطح وادي دوعن - ريبــون - ؟؟؟

        وعلى مايبدو فإن إقتباس وادي ريبون ليومنا هذا يفترض أن يبتدي من القرن التاسع والثامن قبل الميلاد ، خاصة أن تلك الفترة التي تنتمي اليها كمية كبيرة لا بأس بها من النقوش القديمة المكتشفة هنا (( ويحدد الآثاريون هذه الفترة من عصر البناء بالطوب الني في ريبون )) .
        إضافة إلى ذلك ما عثر عليه في النقوش على أن (معد كرب) قدم تمثالا من البرونز قربانا لإله القمر(المقه) الذي يعود إلى الفترة الحضرمية، اعتبرها المؤرخون من القطع الأثرية الثمينة، هو على شكل فارس ملفوف بإزار من جلد الأسد،على عنقه تلتف الأطراف الأمامية للأسد، وعلى رجليه الأطراف السفلية "سحنين نجية، مرجع سابق، ص"،



        فلقد وجد هذا النقش على جداريات معبد أوام فيما بعد قام رجل يوناني بنحته.

        ضرب المسكوكات الحضرميه

        المسكوكات الحضرمية فقد ضربت في سمهرم (خور روري) وهو الميناء الذي أسسه ملوك حضرموت في القرن الأول قبل الميلاد، وكان القصر الحضرمي (شقر) هو المركز الرئيس لضرب المسكوكات الحضرمية، ويمكن تقسيم المسكوكات المضروبة في (شقر) إلى عدة طرز:
        الطراز الأول: الوجه: صورة ثور سجل أعلاه اسم المعبود سين وأمامه مكان الضرب "شقر".
        الظهر: سجل اسم مكان الضرب "شقر".




        الطراز الثاني: الوجه: رأس شخص عليه تاج ربما يرمز إلى الملك.
        الظهر: سجل اسم مكان الضرب "شقر"

        الطراز الثالث: ضرب في عهد الملك "يشهر إل يهرعش" في منتصف القرن الأول الميلادي:
        الوجه: رأس لرجل متجه نحو اليمين، وإلى اليمين كتب اسم المعبود سين بينما كتب حرف الميم إلى اليسار.





        الظهر: صورة نسر متجه إلى اليمين ناشرًا جناحيه وإلى اليسار نقشت كلمة "شقر" وسجلت إلى اليمين حروف الياء والشين والهاء، ولما كانت كلمة شقر ترمز إلى الهلال فإنها بذلك تشير إلى المعبود القمر إلى جانب أنها تشير إلى المكان الذي ضربت فيه المسكوكات الحضرمية.
        وعرفت المسكوكات البرونزية التي ضربت في عهد الملك يشهر إل يهرعش في منتصف القرن الأول الميلادي رواجًا كبيرًا في جنوب الجزيرة العربية، واستمر سكها حتى نهاية القرن الثاني الميلادي، وبالرغم من أن ضرب المسكوكات الحضرمية قد توقف في منتصف القرن الثالث الميلادي؛ إلا أنها ظلت متداولة في جنوب الجزيرة العربية حتى بداية القرن الرابع الميلادي.


        يتبع



        تعليق


        • #5
          حضرموت
          حضارة ملوك اللبان
          (5)










          صناعة السفن و انشأ الموانئ

          سلك التجار الحضارم الاقدمون أكثر من طريق تجاري. فمنهم من سلك البر ومنهم من سلك البحر ، وعرف هذا الطريق باسم طريق البخور او طريق العطور ، فقد نمت تجارة بحرية أكثر تنوعاً وحمولة على طول شواطئ البحر العربي.
          و قد كان موقع حضرموت يربط الشرق الافريقي والهند وسيلان والصين وجنوب شرقي آسيا بالجزيره العربيه و القاره الاوربيه .
          و كان نقل البضائع بحراً وبعد ان تصل الموانئ تنقل براً في حضرموت كما نشأت موانئ على البحر العربي، ومنها موانئ كبيرة مثل عدن وقنأ وسمهرم، وكان ميناء عدن معروفا منذ عصور قديمة، ولكنه كان مجرد مرسى للسفن، غير انه لم يكن مزدهراً في العصور القديمة، وإنما جاء تطوره وازدهاره في العصور اللاحقة، وربما يرجع ذلك لقلة الموارد الزراعية والمائية في المنطقة المحيطة به وهي من الأسباب الرئيسية لازدهار التجارة سواء أكانت داخلية أم خارجية.
          وقد أثبتت الدراسات الأثرية وجود عدد من المواقع الأثرية التي تشير مخلفاتها إلى هذه الفترة مما يؤكد وجود عدد كبير من الموانئ، ولكنها صغيرة لم تصل إلى مستوى الموانئ الكبيرة، وكانت هذه الموانئ تخدم التجارة المحلية، ومنها الشحر، شرمة، مُصينعة، خيرج، شروين، راس فرتك، دمقوت، ريسوت، سقطرى.شهدت حضرموت القديمه ازدهاراً شمل كافة النواحي الحضارية، تمثل في بروز مراكز حضارية داخل وخارج المملكه،
          ولقد هيأ وجود عدة مناطق جغرافية (الوديان والجبال والسهول وأشباه الصحراء) ولكل منها منتجاتها الزراعية، حاجة اقتصادية دائمة إلى التبادل التجاري، وقد تحقق ذلك بفضل وجود المدن المراكز التقليدية للتجارة الداخلية والخارجية .
          والأسواق وحركة المرور المنتظمة الجارية في الطرق التي تقدم الخدمات للتجارتين الخارجية والداخلية.
          نشط ميناء قنأ في وقت متزامن مع مطلع القرن الأول الميلادي، وذلك لان إنشائها اتصل بشكل مباشر بتأسيس وتوسيع التجارة البحرية المعتادة بين الرومان ومصر والهند، وتميز الميناء بتحصيناته الطبيعية، وأهمية موقعه الاستراتيجي،

          وخلفيته من مناطق حيوية زراعية ومنتجة فتمتد الواحات الزراعية داخل البلاد في عدد من الوديان التي تنتهي في صحراء صيهد، وهو ميناء حضرموت والمنفذ الرئيسي للدولة الحضرمية، واستمد أهميته من النشاط التجاري الواسع، وارتباطه بالداخل بشبكة طرق جيدة للقوافل ومنها طريق تربطه بشبوة عاصمة المملكة وميفعة والمشرق المدن الرئيسية في المنطقة التي كانت تسمى حضرموت الجنوبية، كما يحتوي ميناء قنأ على أماكن لحفظ اللبان حيث كان يجمع في قنأ جميع اللبان من أراضي المملكة، ويؤتى به على ظهور الجمال أو عن طريق القرب الجلدية المنفوخة وبالقوارب.
          ذكرت النقوش المسندية سمهرم كمدينة، ودونت معظمها في عهد الملك الحضرمي ايل عز يلط الأول، حيث تأسست في ما بين القرن الثالث والثاني ق. م، وتوسع في القرن الأول الميلادي، ومن الواضح ان ملك حضرموت أراد أن يحكم سيطرته على منطقة اللبان وان ينشى في الوقت نفسه ميناء لتصديره، وسرعان ما تطور الميناءوقد أثبتت الدراسات الأثرية وجود عدد من المواقع الأثرية التي تشير مخلفاتها إلى هذه الفترة مما يؤكد وجود عدد كبير من الموانئ، ولكنها صغيرة لم تصل إلى مستوى الموانئ الكبيرة، وكانت هذه الموانئ تخدم التجارة المحلية، ومنها الشحر، شرمة، مُصينعة، خيرج، شروين، راس فرتك، دمقوت، ريسوت، سقطرى.
          من اهم موانئ حضرموت القديمه

          ميناء قنا (بيرعلي)

          يقع ميناء قناء (بير علي) على ساحل البحر العربي ، ويبعد عن المكلا بحوالي (120كيلو متراً) ، وعن عتق المركز الإداري ل محافظة شبوة بحوالي (140كيلومتراً)، إن أقدم ذكر له جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس ، كما ورد ذكرة في في المصادر الكلاسيكية ، الإغريقية واللاتينية ، ولاسيما في كتاب الطواف حول البحر الإرتري ، فقد جاء اسمه عند بطليموس 0ترولا) ب(ir.13( انه كان الميناء الرئيسي ل مملكة حضرموت ،إذ كان ينقل منه البخور و اللبان عبر الطريق البري إلى دول البحر الأبيض المتوسط بواسطة القوافل وعن طريق البحر في الفترات المتأخرة ن كما كانت تنقل إلية توابل الهند وسلع شرق أفريقيا ، وكان من أفضل موانئ الجزيرة العربية التي تلجا إليها السفن لحمايتها من الرياح الموسمية الجنوبية الغربية .
          تعود أهمية الموانئ القديمة إلى وظيفتها، فقد أدت حالة التشاطئ وتقدم الملاحة إلى البحث عن طرق أخرى تتنفس منها مناطق الإنتاج الاقتصادي فظهرت مراكز بحرية ارتبط كل منها بمدينة داخلية وردت في كتب الجغرافيين والبلدانيين العرب تحت مصطلح (ساحل)، فهي منافذ تصدير السلع التي يحتاجها الآخرون واستيراد السلع التي يحتاجونها، ولعب النظام التبادلي" المقايضة" دورا في تنشيط عملية التبادل.

          ميناء الشحر
          يمتاز ميناء الشحر بموقع استراتيجي ذو سمات فريدة من حيث سهولة وصول السفن لرصيف الميناء دون عوائق و هذه يتطابق مع مواصفات الموانئ الدولية، فهو مجهز بكافة الإمكانيات الخاصة باستقبال ورسو سفن العملاقة.
          وقد سبق أن عثر في سيراف على نقود يعود زمن ضربها إلى عهد أسرة تانغ.و هذا يدل على علاقة ميناء الشحر بالسفن التجارية الصينية .
          وكانت علاقة السفن التجارية الصينية خط ملاحة مباشرا بين سومطرة ومنطقة مهرة التي تقع على الطرف الجنوبي من جزيرة العرب (بما فيها ظفار والشحر و غيرها من المدن الساحليه)، فأصبحت الرحلة البحرية بين الصين والبلاد العربية ذهابا وإيابا باستغلال الرياح التجارية، لا تستغرق أكثر من سنة.
          وقد عرفت خطوط المواصلات البحرية بين الصين وبلاد العرب بأسماء عدة منها، طريق البخور، وطريق الخزف الصيني أو طريق الحرير البحري أيضًا.

          ميناء خور روري الشهير
          والمعروف بسمهرم

          وتوجد به آثار مهمة تعود الى فترة ما قبل الميلاد، وكان هذا الميناء هو الميناء الرئيسي لتصدير اللبان في ظفار حتى القرن السادس الميلادي.
          حيث أكدت الدراسات الأثرية أن الموقع يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد, وقد كشفت الحفريات الأثرية عن وجود مستوطنة كبيرة على النمط العربي الجنوبي بفنها المعماري المميز, بينما تشير نقوش الكتابات العربية والعملات المعدنية إلى تسمية الموقع بسمهرم تعود إلى القرن الأول الميلادي, بينما إشارت النصوص اليونانية والإغريقية إلي أن ميناء خور روري هو ميناء موشكا.

          كدمة يـروب
          كدمة يروب تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيضة ، على بعد نحو (30 كيلو متراً ) ، وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي ، وتنتشر في هذا الموقع بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية التي رسمت باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الذي يمتد في الفترة من (2500 – 1000 سنة قبل الميلاد ) .
          وعلى شاطئ يروب وإلى الشرق من المستوطنة الأثرية القديمة توجد مستوطنة أثرية أخرى يعود تاريخها أيضاً إلى العصر الحديدي ، كما أن هذا الشاطئ قد استخدم هذا الميناء في فترة ما قبل الإسلام كإحدى محطات الطريق البحرية من سمهرم إلى ميناء قنأ ، وكان يطلق عليـه الأهالي اسم ( خور جربون ) ثم استمر استخدام الميناء في الفترة الإسلامية حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ، وتوجد بقايا خزف البورسلين الصيني المنتشر في المستوطنة مما يدل على النشاط الواسع للميناء .
          ويتميز هذا الشاطئ عن غيره بوجود أعداد كبيرة من طيور النوارس الجميلة خاصة تلك النوارس التي تحل في الشاطئ قادمة من البصرة
          ( العراق ) التي تصل إليه خلال فصل الربيع من كل عام .




          جزيره سقرى
          اكتشف علماء الآثار الروس معالم أثرية جديدة في جزيرة سقطرى في اليمن يزيد عمرها عن 1.4 مليون سنة.ولدى إجراء عمليات الحفر والتنقيب في هذه المنطقة من اليابسة البعيدة لبضعة مئات من الكيلومترات وعلى عمق 6 امتار تم الكشف عن أدوات قطع استخدمت لتقطيع جثث الحيوانات وتكسير العظام.
          كما تم العثور على أوعية من السيراميك تعود لعهود مختلفة والتي تم جلبها من الدول الآسيوية والاوروبية.
          كما عثر على عدد من الصناديق الحجرية والخشبية وبقايا أواني فخارية، جاري التحقق من صحة المعلومات والأواني الحجرية الموجودة فيه، ووصف ناومكين جزيرة "سقطرى" بأنها جوهرة المحيط الهندي لما تتمتع به من معالم أثرية وتاريخية وطبيعية نادرة على مستوى العالم ويجب الحفاظ عليها من التدخلات العبثية.



          صناعة السفن

          امتطى الحضارم أمواج البحر على ظهر سفن خشبية و كانت صناعة السفن تعتمد على خشب السدر والقرط ،ويتم تجميع الألواح الخشبية وهياكل هذه السفن عن طريق ربطها بالحبال و لا يمكن للإنسان إن يصف صناعة يدوية متقدمة مثل صناعة السفن الشراعية على صفحات في كتاب ، إذ لابد للإنسان أن يرى الصناع أنفسهم وهم يعملون حتى يستطيع أن يأخذ فكرة واضحة عن هذا النوع من الفنون ، ولقد تم اختيار ( البوم) كمثال على صناعة السفن وذلك لان طريقة صنعة تحوي كثير من الخطوات التي تدخل في صناعة جميع أنواع السفن الشراعية في سفن العرب بأجسامها المقطبة، إما بالألياف أو بالحبال أو بالأطواق قبل استحداث المسامير الحديدية.
          وقد تعددت أسماء تلك السفن وأنواعها تبعًا لشكلها تارة ووظيفتها تارة أخرى، فمنهم من قسم السفن حسب شكلها إلى نوعين:
          مدببة الطرفين، وهذه تكون كل من مقدمتها ومؤخرتها ذات زاوية حادة، والأخرى تلك التي تكون مؤخرتها ذات شكل شبه مربع أو مستطيل.
          تتسم سفن هذا النوع بسعتها وكبر حجمها بما يمكنها من نقل أكبر قدر من الحمولة، ولتتحمل قوة الرياح وتلاطم الأمواج العالية، واستخدمت في صناعتها مواد بناء خاصة مستوردة من الخارج كالهند وإندونيسيا دون سطح، ويتوسطه الصاري الطويل المشدود بفتيل من الحبال المتينة.

          وللبقارة قاعدتان في الخلف تميل إحداهما ارتفاعًا عن الأخرى مما يسهل عملية جرها إلى الساحل نظرًا لارتفاع المؤخرة عن القاعدة مما يقلل من احتكاك السفينة بالرمل.
          و مع الأهازيج والمواويل التي يتغنى بها الصيادون الحضارم في رحلاتهم البحرية، لعل فيهما سلوة لكل محب وعاشق لتراث الأجداد وتسجيل لزمن بحري ثري، ومن ذلك قول الشاعر خالد محمد عبدالعزيز:
          يانوخذه با معاكم لو هو على صنبوق معشوق
          أوقول شاعر أخر:
          المسن يابومحمد بغا قوة وبأس من معه صنبوق خاسع يطلعه اليباس
          و كانت سفن الصيد الخشبية والشراعية التي تسمى (الرشيق) حضرمية الصنع.من أبرز التسميات المحلية للسفن الحضرمية التي انقرضت ( القادري، السرك، والرشيق والبس،والمحروس) وسعة حمولتها تقدر بـ( 150) طن تقريباً.
          وبنيت السفن على الساحل الجنوبي لبلاد العرب، في والشحر وظفار وريسوت حتى عدن، وقد أخذوا عن البحارة الهنود في كوتشي طريقة البناء بألواح التك أو النخيل، التي كانت تعشّق ولا تسمّر، ثم أخذوا عنهم طريقة تسيير الدفّة، وكان العرب يعرفون من قديم الزمان طريقة للتوجّه بواسطة وردة نجميّة عموديّة تكمل الأنواء، كما كانوا يعرفون الطريقة القائمة على النجم القطبي الشمالي، وكانوا منذ القدم قد استهدوا وهم في الصحراء على ظهور الإبل بالنجم سهيل، بوصفه نجمة قطبيّّة جنوبيّة (غيوم ماجلان).
          وقد شهد المحيط الهندي اختراع السفينة ذات الشراع مثلث الشكل (اللّتينة) رغم اسمها الأوروبي، وكان العرب هم أوّل من جلبوا إلى البحر المتوسط اللتينة الشراعيّة السريعة، وميّزة هذا النوع من السفن هي قدرته على الإبحار عكس اتجاه الريح، في حين لم يكن في وسع القرقور الضخم ذي الأشرعة المربّعة الذي عرفه البحر المتوسط غير الإبحار في اتجاه الريح.
          وقد عرف التجّار الحضارم والملاّحون ساحل أفريقية الشرقي ووصلوا إلى جزيرة مدغشقر ،فكانوا يستورد الحرير من الصين، والتوابل والبهارات والعطور من الهند، والأخشاب الاستوائية وجوز الهند والرصاص من السند.
          ويتخير أمراء البحر ربابنة السفن من الرجال الأشدّاء، القادرين على إدارة القتال فوق السفن، وتوزيع المهام، والمناورة بالحركة، ومن ذوي المعرفة بمسالك البحر ومراسيه، وعلامات الريح، وحركات المدّ والجزر، ومعرفة المسافات البحريّة، وأعماق البحر، والقدرة على تحديد الإتّجاهات الجغرافيّة، ومعرفة استخدام البوصلة والأدوات البحريّة.
          وايضاء اهتم الحضارم بصناعة معدات الصيد القديمة وادواته المختلفة والتي صنعت محلياً مثل الشباك والمصائد البحرية المختلفة .
          يعتبر العلاء بن الحضرمي عامل الخليفة عمر بن الخطاب على البحرين، أوّل من غزا في البحر في الإسلام، عندما جهز أسطولاً إسلامياً نزل به سواحل فارس سنة 17 هجريّة.

          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-13, 12:21 AM.

          تعليق


          • #6
            حضرموت
            حضارة ملوك اللبان
            (6)


            التجاره في حضرموت






            وكانت شبوة المركز التجاري لمملكه حضرموت حيث تجمع فيها السلع مثل التمور والمر واللبان ومنها تنطلق القوافل التجارية إلى ميناء قناء في بئر علي ومنه يتم نقلها إلى معظم مناطق الجزيرة العربية والبحر الأبيض المتوسط والهند وميناء قناء يعتبر الميناء الرئيسي لمملكه حضرموت حيث لازالت توجد في هذا المواقع حتى يومنا هذا بقايا اثأر الحصن المعروف بحصن الغراب.




            اللبان و الاعشاب الطبيه

            ورغم انه اشتهرت أراضي المملكه بإنتاج مادة اللبان والبخور، وهي المادة المقدسة التي كانت تصدر إلى معظم مراكز العالم القديم لاستخدامها في المعابد كجانب من الطقوس إلى جانب استخداماته الطبية وغيرها .
            واللبان عبارة عن مادة صمغية عندما تحرق يصدر عنها دخان كثيف ذو رائحة طيبة كان يكثر استعماله في تحنيط الموتى وفي المعابد حتى أصبح ضرورياً عند تقديم القرابين إلى الآلهة ، كما كان يستعمل أيضاً في الحفلات الدينية وفي مراسيم الدفن وفي حفلات تكريم الأحياء ، وقد قـدمت لنا الآثار والنقوش والكتابات القديمة في بلاد الرافدين ( العراق) ومصر وبلاد اليونان والرومان معلومات هامة عن كيفية جلب اللبان واستخداماته ، كما أن المؤرخين الكلاسيكيين اليونانيين والرومان قد أكثروا من وصف أنواع اللبان وطريقة إعداده وأثمانه كما أشاروا إلى استعماله كمادة طبية .



            وقد ظهرت مثلاً في نقوش معبد الدير البحري في مصر الذي نقشت عليه رحلة الملكة المصرية حتشبسوت إلى بلاد ( بونت) التي فسرها العلماء إلى أنه يقصد بها بلاد حضموت ، حيث أصبحت طبيبة بعد عودتها من الرحلة ومارست التطبيب وفي بلاط الملكة (حتشبسوت ) توجد لوحة فنية لأربعة أشخاص بونتيون وقد كتب فوقهم رؤساء ( إر – إم – مر ) ، وقد ظهر من خلفهم شعوبهم وهم يحملون ما أحضروه معهم من خيرات بلادهم ، فمنهم من يحمل جراراً ربما تكون مملوءة بالطيوب وأيضاً سلالاً ملئت بالبخور ، وإذا نظرنا إلى كلمة ( إر – إم – مر ) التي تترجم بـ (الذين يعملون في البحر ) ، او اسم "الذين يعملون في البحر".
            وقد ذكرهم كتاب الطواف حول البحر الأرتيري بأنهم قبائل تابعة لمملكة حضرموت ، وتسكن في السواحل الجنوبية الشرقية للجزيرة العربية.






            وإذا كانت حضرموت قد أقامت أغلب بنيانها الاقتصادي على امتاد نشاطها التجاري وامتداد طرق التجاره البريه والبحريه شرقا وغربا، فهى قد اهتمت كذلك بتنمية ثروتها الزراعية التى كشفت البحوث الحديثة عن عدد من مشروعات الري التى خدمتها ومن اهم صادراتها:-

            البهارات : الكركم و الكمون و الهيل والقرفه …الخ
            الأعشاب : اللبان والعلك والنيل الحضرمي والزعفران و الحناء و المر والصبر …الخ
            و اما صادراتها من الاحجارالكريمه فهي: العقيق والعنبر والياقوت …

            وكما لم يهمل الحضارمة الصناعات والحرف اليدويه فتوجد في وحضرموت و شبوه عدد من الصناعات مثل صناعة السفن و الحدادة وذلك لصناعة الفؤوس والسكاكين والجنابي ، بالإضافة إلي الأدوات الزراعية حيث يستخدم الكير والنفخ والطرق البدائيه ، و صناعة الزيوت و السمن وصناعة المعاوز وهي صناعة نسيجية ، وصناعة الفضيات حيث يصنع من الفضة أنواع مختلفة من الحلي وتجفيف السمك و الصناعات الجلديه و النجاره النحت والنقوش و الزخارف وصناعة الفخار …الخ وهذه الصناعة متوارثة جيل بعد جيل

            القوانين التجاريه والضرائب

            وقد أشر في نصوص المسند إلى الضرائب التي كان على المتبايعين في الأسواق أداؤها إلى الحكومة والتي تأتي بأسم التعشير "العشر" وهي تعني الضريبه ولحد اليوم تستعمل بهذا المعنى في حضرموت"

            و اشار بلينيوس الى العشر " ان العرب الجنوبيين كانوا يعشرون اللبان وما تنتجه بلادهم من بخور، يعشرهم رجال الدين باسم الإلهَ "سن" "سين". ومعنى هذا إن المعبد كان يعشر المتمكنين من أصحاب الحاصل، فيأخذ منهم عشر غلتهم من هذه المواد.
            وأعتقد انهم كانوا يعشرون كل مال يدخل اليهم، ولا يقتصر هذا التعبير على المواد المذكورة، أي على الغلة الزراعية، بل يشمل ذلك كل ربح مهما كان نوعه،جاء عن الزراعة أو التجارة.
            التجارة البرية

            كانت التجارة البرية تمتد حتى وقت قريب إلى القوقاز. الطريق الذي يبدأ من قنأ بحضرموت، ويتفرع منه فرعان يبعد احدهما عن الآخر بحوالي 160 ميلاً، يتجه الأول شرقاً على امتداد وادي ميفعة ومنه إلى شبوة. ويتجه الفرع الثاني من قنأ إلى وادي حجر، ثم يمر بوادي أرماح الذي يسقي شبوة، ومن شبوة يتجه الطريق نحو عدن ثم يواصل إلى نجران ومن نجران يتجه الطريق شمالاً بشرق إلى وادي الدواسر ويمر بقريةالفاو ثم الأفلاج فاليمامة (الخرج)، حيث يتفرع منه طريقان آخران، أحدهما يتجه شرقاً نحو الخليج العربي والآخر شمالاً صوب بلاد الشام

            الطريق الثاني يبدأ من الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث ممالك أوسان وقتبان و معين و وسبأ، و حمير ويتجه نحو الشمال مخترقاً الحدود الشمالية ، ثم يتخذ بعد ذلك شكل ممر ضيق يقع في أرض المعينين، ثم يستمر الطريق شمالاً إلى ديدان(العلا الحالية) ثم إلى مدين(البدع حالياً). ولا تزال هناك آثار شاخصة تومئ إلى حياة الرفاهية والثروة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هاتان المدينتان.

            ومن مدين يواصل الطريق مسيره إلى أيلة(العقبة حاليا ً) ثم بعد ذلك إلى البتراء عاصمة دولة الأنباط، ثم يتفرع إلى فرعين، أحدهما يتجه إلى تدمر في الشمال، والآخر يتجه صوب الغرب مع ميل خفيف بإتجاه الشمال الغربي حيث يصل إلى غزة على الشاطئ الفلسطيني وعلى هذا الطريق كانت تسير قوافل قريش قبل الإسلام في رحلتيها المشهورتين، إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى في الصيف إلى الشام.
            الطريق الثالث هو الذي يأتي من منطقة حضرموت وعمان ويتجه إلى واحة يبرين عبر الحافة الشرقية للربع الخالي، ثم يواصل إلى الجرهاء على الخليج، فالعراق، ويتجه من يبرين إلى اليمامة حيث يلتقي بفروع الطريق الغربي المتجه إلى بلاد الشام.

            يتبع


            تعليق


            • #7
              حضرموت
              حضارة ملوك اللبان
              (7)


              مواسم التجاره و الاسواق

              أقام العرب أسواقاً للبيع والشراء منذ أقدم العصور وقد اشتهرت قريش بالتجارة وذاع صيتها بين القبائل وكانت لها رحلة الشتاء إلى اليمن ، ويرجع بعض الإخباريين عهد التجاره العربيه إلى أيام نبي الله هود ، حيث يجتمع في الأسواق سائر الناس ويأمنون فيها على أموالهم ودمائهم ، وذكر أن أسواق العرب في الجاهلية ثلاثة عشر سوقا.

              وقد اشتهرت حضرموت بقيام أسواق من أسواق العرب المشهورة فيها، منها سوقان في حضرموت هما:
              1- سوق «الرابية» ويقع في أقصى غرب وادي حضرموت (وتقع مخلفات ابنية هذا السوق بوادي العين قرب قرية «لِقلات» مع نهاية الوادي)،

              2
              - وسوق «قبر نبي الله هود» عليه السلام، ويقع في أقصى شرق حضرموت (يبعد حوالى30 كيلو متراً الى الشرق من مدينة تريم)، وكان يسمى قديماً قبرنبي الله هود عليه السلام. ولازال هذا السوق يقام حتى الآن وذلك في أواخر النصف الأول من شهر شعبان (مثلما هو الحال قديماً قبل الإسلام) .






              فالشحر وشبام كان لهما الحظ في عالم التجاره اكبر مماهو الآن بل لامجال للمقارنه وكانت شبوة المركز التجاري لمملكه حضرموت حيث تجمع فيها السلع مثل التمور والمر واللبان ومنها تنطلق القوافل التجارية إلى ميناء قناء في بئر علي ومنه يتم نقلها إلى معظم مناطق الجزيرة العربية والبحر الأبيض المتوسط والهند وميناء قناء يعتبر الميناء الرئيسي لمملكه حضرموت حيث لازالت توجد في هذا المواقع حتى يومنا هذا بقايا اثأر الحصن المعروف بحصن الغراب.

              ويظهر في روايات عن هذه الأسواق ( أن حظ المفاخرة والمباهاة والتمدح والذم لم يكن في اقل من حظ البيع والشراء ، وإنها كلها في الأصل مواضع مقدسة لها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها ، فتحولت تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء .. وإذا كان سوق عكاظ قد اشتهر بورود الشعراء إليه وانه موسم الشعر ، فان حال الأسواق الأخرى مثل حال سوق عكاظ ، ولما جاء الإسلام طرأت نواميس أخرى ، وترك العرب عبادة الأصنام ، وحمل الإسلام حملته على الجاهلية وعاداتها السيئة وجعل للبيع والشراء أنظمة وضوابط ولوازم وحرم كثيرا مما كان يتداول ، ونهى عن التقديس حتى للأنبياء والرسل ولم يجعل التقديس إلا لله سبحانه وتعالى ، وجاء الحديث الشريف ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .. ) .

              وترتبط العادات والتقاليد دائما بواقع الشعوب ونفسياتها واتجاهاتها ومنها ينطلق الشعب في اتجاهات تحدد حالة العادات والتقاليد والأعراف ، وتصبح تلك العادات هي الحاكمة والمتحكمة في مسيرته ، ويصبح الإنسان محكوما لتلك العادات فلها الربط والحكم والفعل ، فالعادات ما يعتاده المجتمع والتقاليد ما يتبعه المجتمع ويقلد فيه أطباعه من سبقهم جيلا بع جيل .

              ولكل زيارة من هذه الزيارات أحاديث وحكايات شيقة وممتعة توارثها الأبناء عن أبائهم و أجدادهم ويتم الإعلان عن موعد إقامتها في السنوات الأخيرة ، رغم تحديد موعد كل زيارة ومعرفته من قبل الأجداد والآباء .





              السوق التجاري

              وهو عبارة عن مجموعة من محلات – البساط – ، تعرض فيه المنتجات والصناعات الحرفية التقليدية والحلويات والمكسرات والأقمشة والملابس والمصوغات الذهبية والفضية والعاب الأطفال واللبان والعسل وأدوات النحالة والتمباك فضلا عن وجود أماكن لخدمات الزوار من ( ومطاعم ) والأخشاب وأسواق للإبل والأغنام والحمير والأبقار .






              :



              وهو عبارة عن مجموعة من محلات – البساط – ، تعرض فيه المنتجات والصناعات الحرفية التقليدية والحلويات والمكسرات والأقمشة والملابس والمصوغات الذهبية والفضية والعاب الأطفال واللبان والعسل وأدوات النحالة والتمباك فضلا عن وجود أماكن لخدمات الزوار من ( ومطاعم ) والأخشاب وأسواق للإبل والأغنام والحمير والأبقار .






              ما قبل الختام

              و لازالت الزيارات تقام كتقليد شعبي تجاري للحفاظ على الموروث وإبراز مكوناته لكن ما لوحظ خلال السنوات الأخيرة هو تراجع الموسم بشكل تدريجي لجملة من الأسباب أهمها :
              تسوير ملعب النادي الذي يشمل المساحة الخاصة بالسوق التجاري الأمر الذي أدى خلال السنوات الثلاث الماضية اقتصار السوق على الساحة المجاورة للملعب ..



              غياب الحفلات الفنية والمسرحية واحتكار السلطة لتنظيم الموسم وإدارته وعدم إفساح المجال أمام القطاع الخاص لإدارة موسم الزيارة وتنظيمه وتطويره بما يجعله مهرجانا وطنيا يسمه في إنعاش الحركة التجارية والثقافية والسياحية .
              ومن هذه الزيارات و المهرجانات " زيارة النبي هود - زيارة القطن - زيارة الشحر -الحول _البلده في المكلا -…..الخ" ولك زياره موسم خااص "وقت محدد من السنه"
              المساجلات الشعريه

              حيث يتقابل فيها جميع الشعراء المشاركين في السمر وقد تستمع فيها الى بعض المهاترات فيما بينهم واحذر عزيزي ان تعتقد بأن هناك عداوه فيما بينهم او ان هذه المهاترات حقيقيه بل ان لها اغراض اخرى نذكر بعضها فيما يلي:-

              ــ كل شاعر يريد اظهار حسن الرد المباشر وابراز قدرته في الأتيان بأبيات جديده وبأقصى سرعه
              ــ امتاع صاحب السمر والجمهور الذي يستمتع بهذه المهاترات فغالبا ما تكون مضحكه لتخفف قليلا من احزانه وهمومه

              ــ في بعض الأحيان يريد الشاعر ان يهجو بعض المسؤولين المقصرين وبدلا من ان يذكر اسم المسؤول المقصر يذكر بدلا عنه اسم زميله الشاعر الذي يقارعه في الحلبه فيسلم الشاعر من الاحراج والمساءله في اليوم التالي

              ــ يستعمل الشعراء في المساجلات الشعريه الرمز لنقد وضع سياسي معين فيتعرف الشاعر الآخر على رمز زميله فيتحدثان بأبيات مبهمه عن هذا الوضع في شعر لاذع وساخر يذهب الجمهور الى تفسيره كل مذهب وهذا عزيزي احد النماذج

              قال الشاعر ـ
              لي ذبحوا الضانه جملتهم ثلاث تعشر نفر
              الصبح ذبحوها وبعد العصر شفها عا تصيح

              فيرد عليه زميله ـ
              ذا ايش من ضانه مائة ذباح فيها يعتكر
              هذا كلامك صدق ولا مزح من ضمن المزيح

              فيرد الشاعر الأول ـ
              ضانه ركيكه حال غشوها وقبصها الذبر
              لا بوي راعيها ولا لها حد في الدنيا نصيح

              وهكذا تستمر وتتوالى تلك الأبيات على تلك الضانه المسكينه وما اظنها ضانه حقيقيه وانما هي رمز استخدمه الشاعران للتعبير عن نقد وضع سياسي معين وكما يقولون ــ المعنى في بطن الشاعر ــ وقد تستمر تلك السامرات الى قرب اذان الفجر


              يعتمد هذا الشعر على مايطلق عليه الناس التخميس < الصوت بالمصطلحات الشبوانيه> والتخميس معروف في الشعر الحميني والعامي والشعر الغنائي
              وبرغم ان الأيقاع واحد لا يتغير في جميع الأصوات الا ان الألحان تختلف من صوت الى آخر
              وسنتحدث هنا عن اغراض الأصوات فالصوت مهم جدا ويعتمد على الكلام القوي والمعبر فجميع اللاعبين لايتقبلون اي شئ يقال لهم انهم يرفضون المقوله التي تقول < قل اي شئ وغنه > فهم لايطربون ولا يتمايلون مع الأيقاع ومع الألحان الا اذا كان الكلام الذي يرددونه بعد كل مقطع من مقاطع الشعراء يحمل في طياته حكمه بالغه او عبره او مقوله انسانيه او وطنيه

              :-


              حيث يتقابل فيها جميع الشعراء المشاركين في السمر وقد تستمع فيها الى بعض المهاترات فيما بينهم واحذر عزيزي ان تعتقد بأن هناك عداوه فيما بينهم او ان هذه المهاترات حقيقيه بل ان لها اغراض اخرى نذكر بعضها فيما يلي:-

              ــ كل شاعر يريد اظهار حسن الرد المباشر وابراز قدرته في الأتيان بأبيات جديده وبأقصى سرعه
              ــ امتاع صاحب السمر والجمهور الذي يستمتع بهذه المهاترات فغالبا ما تكون مضحكه لتخفف قليلا من احزانه وهمومه

              ــ في بعض الأحيان يريد الشاعر ان يهجو بعض المسؤولين المقصرين وبدلا من ان يذكر اسم المسؤول المقصر يذكر بدلا عنه اسم زميله الشاعر الذي يقارعه في الحلبه فيسلم الشاعر من الاحراج والمساءله في اليوم التالي

              ــ يستعمل الشعراء في المساجلات الشعريه الرمز لنقد وضع سياسي معين فيتعرف الشاعر الآخر على رمز زميله فيتحدثان بأبيات مبهمه عن هذا الوضع في شعر لاذع وساخر يذهب الجمهور الى تفسيره كل مذهب وهذا عزيزي احد النماذج

              قال الشاعر ـ
              لي ذبحوا الضانه جملتهم ثلاث تعشر نفر
              الصبح ذبحوها وبعد العصر شفها عا تصيح

              فيرد عليه زميله ـ
              ذا ايش من ضانه مائة ذباح فيها يعتكر
              هذا كلامك صدق ولا مزح من ضمن المزيح

              فيرد الشاعر الأول ـ
              ضانه ركيكه حال غشوها وقبصها الذبر
              لا بوي راعيها ولا لها حد في الدنيا نصيح

              وهكذا تستمر وتتوالى تلك الأبيات على تلك الضانه المسكينه وما اظنها ضانه حقيقيه وانما هي رمز استخدمه الشاعران للتعبير عن نقد وضع سياسي معين وكما يقولون ــ المعنى في بطن الشاعر ــ وقد تستمر تلك السامرات الى قرب اذان الفجر


              يعتمد هذا الشعر على مايطلق عليه الناس التخميس < الصوت بالمصطلحات الشبوانيه> والتخميس معروف في الشعر الحميني والعامي والشعر الغنائي
              وبرغم ان الأيقاع واحد لا يتغير في جميع الأصوات الا ان الألحان تختلف من صوت الى آخر
              وسنتحدث هنا عن اغراض الأصوات فالصوت مهم جدا ويعتمد على الكلام القوي والمعبر فجميع اللاعبين لايتقبلون اي شئ يقال لهم انهم يرفضون المقوله التي تقول < قل اي شئ وغنه > فهم لايطربون ولا يتمايلون مع الأيقاع ومع الألحان الا اذا كان الكلام الذي يرددونه بعد كل مقطع من مقاطع الشعراء يحمل في طياته حكمه بالغه او عبره او مقوله انسانيه او وطنيه

              وهذه بعض النماذج من هذه التخاميس


              لاتبت ربك يقبل التواب
              باب الكرم واسع
              لاتبت ربك يقبل التواب

              ايضا هذا التخميس الذي يدعو الى الشورى والديمقراطيه:-

              عطنا شوي في الشور
              لاتشل الشور كله رد نفسك
              عطنا شوي في الشور

              ليس هذا فحسب بل هناك تخميس يدعو الى نبذ العنف والحرب

              للسلم ناديت
              ماهو سبيلي الحرب والعدوان

              شعر الشبواني والسمر

              وهذا يعتبر مدرسه يتعلم فيها الشعراء الناشئون ارتجال الشعر وهو من اكبر العوامل لسرعة البديهه وشحذ الذاكره وتقوية ملكة الشعر وفيه تظهر موهبة الشعراء وعبقريتهم ، والقارئ للموروث الشعري في حضرموت يجد ان نسبه كبيره من الشعر الذي قرأه او سمعه قيل في الشبواني فقد يصل عدد الشعراء الذي يشاركون في السمر سبعة شعراء

              طريقة السمر

              يبدأ المغني بغناء لحن متعارف عليه ثم يدخل الى الحلبه شاعر العده ويلقي قصيدته التقليديه فغالبا تبدأ بالبسمله والصلاه على النبي ثم الترحيب بالشعراء المشاركين ثم الأشاده بعدته ثم يعرج على المناسبه التي اقيم من اجلها السمر < مطلع سنوي ، زواج ، عيد وطني ، وغيره > وبد ذلك يتطرق الشاعر للأوضاع السياسيه والأجتماعيه ويتناولها بالنقد ويقول رايه فيها بكل صراحه مستخدم الرمز احيانا والتصريح احيانا اخرى ومن طرائف القول اقص هذه الطرفه فقد ابتليت احدى المدن بقاض مرتش لم تستطع الفكاك منه الا على يد احد هؤلاء الشعراء في قوله

              وسعادة القاضي بغا الا انسان يعرف رطنته
              رطن وباتلحق اوراقك جاهزه ومطنطنات
              وان ماعرفته رطنته تلقاه يكرش لحيته
              ويقول لك بكره دخل الأوراق ماهن صالحات
              وان جيتله بكره اذا شافك يقفل خلفته


              يتبع




              تعليق


              • #8
                حضرموت
                حضارة ملوك اللبان
                (8)



                تنوع التراث وتطوره

                التراث كمفهوم يعني كل ما خلفه الانسان القديم للأجيال اللاحقة والأكثر تطوراً، ليبقى لديهم تراثاً يتداولونه جيلاً بعد جيل، وهذا التراث يكتسب صفة الشعبية من حيث ان الشعوب تتداوله على مر الزمن عبر الاجيال المتعاقبة، كما تفخر به كعمل شعبي معبر عن ثقافتها الشعبية القديمة، ويتميز التراث الشعبي من حيث انه صيغ وحفظ ونقل من قبل الشعوب السابقة، أي من قبل الناس الذين عانوا واتسموا بصفة الشعبية..
                وينقسم الى تراث شعبي ثقافي، وتراث شعبي مادي، فالمادي كل ما يتعلق بالآثار والقطع الأثرية، أما الثقافي فيشمل عدداً كبيراً من الموضوعات التراثية بدءاً من الشعر الشعبي والحكايات والرقص، مروراً بالمعتقدات والعادات والتقاليد والطب الشعبي والاغاني الشعبية، وصولاً الى مختلف اغاني المناسبات ...
                تتميز حضرموت ساحلها وواديها وريفها وصحراؤها بثرائها الثقافي والأدبي والفني المتعدد الجوانب ,و التراث اذن صورة عاكسة حقيقية منذ القدم لحياة الأفراد والجماعات كقبائل -وكبشر يعيشون على وجه هذه الارض في افراحهم و همومهم و سلمهم وحروبهم وانتصارهم.
                وكان هناك الشعر الشعبي الذي حفظ منه الكثير وتوارثته الأجيال المتلاحقة.
                و في كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) للمستشرق روبرت سيرجنت حيث يبحث الكاتب في تاريخ القصيده الحضرميه :
                (ان البحث حول تاريخ القصيدة الحضرمية بالاستناد على لهجة عربية لأي بلد عربي غير الجزيرة العربية سيكون قائما على أرضية هشة ، كما أن الاعتماد على ما يسود في مدن الحجاز حيث حدثت تطورات تاريخية كثيرة يجعل المرء يشك فيما يحصل عليه من مواد يعتقد أنها من الأشياء التي لم تندثر ، بينما هي في الواقع ليس إلا تطورات وتأثيرات سائدة دخلت على اللغة العربية الفصحى ، أما في جنوب الجزيرة العربية فقد بقيت معالم الحياة والحضارة العربية القديمة كما هي باستثناء تغييرات طفيفة .

                ومن خلال تناولنا للأغاني والقصائد أعتقد أنني سأقدم دلائل كافية وشواهد تشير إلى أن البعض منها عريق جدا وموغل في القدم ، وسنجد أن العامل الديني هو عامل إسلامي حديث نسبيا ، ولا أعني بذلك الأشعار نفسها بل أعني التقليد المتبع في نظمها وهذا يطابق ما نقوله عن المعمار في حضرموت ، فإذا لم يكن هناك بناء قديم جدا فأن الأسلوب المعماري هو المقصود بالعراقة والقدم ، وهو نفس الحال بالنسبة إلى الأضرحة والشعائر والطقوس الدينية المتعلقة بها والتي تمثل بدون شك شيئا قديما حقا.
                ومن الأشياء التي أثارت دهشتي أثناء استعادتي لقراءة شعر ( الروله Rwala ) في مجموعة موسل الشعرية اكتشاف أن معظم شعر( الرولة ) يمكن أن يكون مفهوما لدى الحضارمة الأميين في أسلوبه وعاطفته ،)

                و قد احتلت القصيده الحضرميه مكانة هامة في الاوساط الشعبية ورددت في كل مكان: الوادي ، قرية، جبل، ساحل، صحراء .

                و لهذا نجد التنوع والثراء في التراث الفلكلوري والعادات والثقافات فالشعر و الرقص والغناء تتنوع و تختلف من منطقه لاخرى فيختلف الرقص مثلا في الوادي ، عن الصحراوي ، و عن الساحلي .

                فنجد رقصات البدو تختلف عن رقصات الحضر ، ورقصات الرجال تختلف عن رقصات النساء ، رقص الموالد والحضرات عند مقامات المتصوفين ورقصات الزار تختلف عنها في رمضان ، والمناسبات الاجتماعية تختلف عن الاعراس ،،،الخ

                أنواع فنون الشعر الحضرمي




                المغنى (الدان )

                ويجب ان نعرف ان الدان الحضرمي نغم ولحن له أصوله وجذوره وتفعيليته التي بقيت في محيط اساسه الأول منطلقا من الدندنة والهمهمة في تأليف اللحن ثم تأتي دور الكلمة الشعرية التي يقولها الشاعر ثم يأتي دور الغناء بعد تحديد اللحن
                وهو فن قديم اصيل لم تدخل في إدائه اية آلة موسيقية مما يعطي الدليل الواضح على قدمه وأصالته وإن كانت بعض الحانه في الأربعين سنة الأخيرة طوعت للأدائه بالآلات الموسيقية ولكن هذا التطويع جاء بعد بروز اللحن لفن متعارف عليه اصلا هو(الدان)

                وهو ينقسم إلى قسمين :
                أ) الحدري .
                ب) الكسري

                وفي فن الدان الحضرمي ينظمونه اسماطا وأغصانا واعاريض والتزاما عند القوافي بل يبلغ الإلتزام فيه بلزوم ما لا يلزم في الشعر
                وكذلك فان الموشحات خرجت عن نطاق قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة والإرتباط اللفظي .
                كما إن الدان خرج ايضا عن قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة .
                وتؤلف اجزاء نغمات الدان ويقال لها تلحين أوصــوت ويأتي كله ضمن اطار الكلمات الشعرية المقيدة بهذا الإطار ويبدأ (بالفصل ) كما يقال له والفصل هوربط الكلمات الشعرية ببعضها البعض في اطار يحدد الوقوف عند كل مقطع بالقافية والوزن . والفصل مأخوذمن الحاجز بين الشيئين وهو يفصل بين القولين في نظم الشعر
                وفي الدان بعد احكام النغم واللحن يأتي دور الشاعر ليقول فيبدأ بالفصل ويبدأ الفصل كقول الشاعر خميس سالم الكندي:
                ذا فصل والثاني سمر ياسعيد ذكر كل عاشق
                الدان يومه حرفة العشاق
                الدان خطتهم ومنبتهم وله زاعق وناعق
                يتذكر النغمات كل عاشق ومعشوق
                أوكما يقول الشاعر عايض بلوعل:
                ذا خرج فصل والثاني إذا جات زله
                من ضنينك رمى قلبك بها وانت غافل
                لا تعامله بالزلات خـله
                غض واصفح ****** وقله ياضنيني كفانا حسبك الله

                وقول الشاعر ناصر بن يسلم بن ناصر:

                ذا فصل والثاني سمر ياعاشقين الدان
                ياسامعين الصوت جمع الاهل والاخوان
                ياضيق حالي باتنسم ****** ذي تحياتي لكم ياللي تسمرون

                وقول الشاعر مستور حمادي:
                ذا خرج فصل والثاني تشوقنا الخضيره
                لي خضرت قلبي الميت بها خضر
                قتلتنا خذت عمري بالحيا ياغصن ضيره
                سبحان ربك اخلقك وانشاك من طين
                وقول الشاعر سالم العيدروس:
                ذا فصل ياالعشاق
                خوضوا بحور العشق ياكل عاشق
                ما ضاع في العشقه لكم با تلحقونه
                هاكم مقاله علم كل مطرود ملحوق



                المسرحات

                وهي القصائد الطويلة التي يستهلها الشاعر بالحمد والثناء والشكر لله تعالى، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبدأ في القصيدة وتكون موجهة إلى شاعر بعينه يُطلب منه الرد، أو ان تكون قصيدة مفتوحة لمن أراد أن يرد . ويكون موضوع القصيدة إما رثاء أو شكوى حال أو غزل، هذا في الغالب ولكن يمكن أن تكون في موضوع يراد به الدعابة كالقصيدة التالية ( بتصرف ) للشاعر بامعرفه في تعزية هر كان يقال له (جربوع) قالها في أفريقيا نذكر منها:
                على ماذا يابومحمد ذا الحزن والضجر ---- وبالتنهاس في ذا الوقت هل من خبر
                شفتك مشـوش منكد ممتلئ بـالـكدر ---- إن كان من فقد دنيا ماهي إلا وضر
                قـالـوا : ربيّع أبو لهرار عمره قصر ------ كدر صفـانـا وشوش بالنا والنظر
                توفـي الظهر يـوم السبت وقت المقر ------ يـاخير عري كبير الجسم لونه غبر
                يعجبك شكـله إذا أقبل حـديد النظـر ------ عيون تقهس كمثل البرق و الا شرر
                فـي ظلمة الليل يبهر كلمـا قـد عبر ------ إذا شـافه الفـار رفّق في محله وقر

                بني مغراه

                قصائد ذات وزن واحد، تبتدئ بـ " بني مغراه " ويمكن أن تغنى بإيقاع مميز، ونذكر هنا مثال لذلك وهو للشاعر حسين بن عبدالله الكاف
                بني مغـراه قلبي في العشقه معـذب ------ ودمعي فوق الوجن والخد قد صب
                جفا نومي عيوني زعل منهـا وجنّب ------ بلينـا في المحبه يعين الله من حب
                شبيه البدر وجهه أرى للحسن ينسب ------ وجعده ليل داجي على امتانه مكثب

                المرجوزة

                وهي قصائد تتناول أنواع النخيل والثمار والمهن، وفيما يلي نورد منها للشاعر عبدالرحمن بن شهاب أرسلت من جاوا عام 1269هـ

                النخل زين العثـاكيل ----- لاخيبته التحاويل ----- والقرع مهياه في الخيل
                إذا قرب وقت الفطار -------- ماشي كما التمر في الدار
                النخل أجناس له جم ----- ماحد لتعداده تـم ----- عمه وقد خيرهـا عـم
                عن النبي جاتنا خبار -------- ماشي كما التمر في الدار

                رقصة شرح القطني
                ا
                تجمع العده في صف واحد حيث يكون المزمار أولاً يليه صاحب الهاير ومن ثم صاحب المراويس وأخيراً الدف .
                المشاركون في الرقصة يتجمعون في صفين متقابلين على يمين العده ويسارها حاملين بأيديهم العود (المراقيص ) وأمام العده يقف المتفرجون لتكملة الدائرة وبعد ذلك يبدأ صاحب المزمار في العزف أثناء ذلك تأتي الزفّانه ( الراقصة ) تقوم خلف صاحب المزمار والهاير وبعد ذلك تبدأ عملية الشرح وينزل أحد الراقصين أو المتفرجين الى وسط الدائرة ( المدارة ) وتنزل الزفانه تقوم بعملية الرقص وهي طلوع ونزول ما بين العده والمتفرجين ثم يعطي صاحب الهاير إشارة ( كسره ) ثم يأخذ الراقص بيد الزفانه ويقوم بعملية دوران مرتين داخل العده ( وسط الدائرة ) وهكذا تستمر الرقصة حتى نهاية الشرح .

                الشبواني

                تعتبر رقصة الشبواني منذ القديم رقصة شعبية وهي من بين الرقصات والألعاب الشعبية الشائعة في المجتمع الحضرمي بحيث تعبر عن تلاحم الجميع وتكاتفهم في وقت السلم والحرب على السواء تجاه مناطقهم يعبرون فيها رفضهم الظلم والاستبداد والاحتلال وحبهم المتنامي للحياة السعيدة .
                ويبدأ الغنا الجماعي لبيت واحد من الشعر حيث تغني الصفوف الثلاثه الأولى شطر البيت وبقية الصفوف عجز البيت وتنطلق العده بأيقاعات خفيفه وسريعه ويستمر هذا إلى ان تصل إلى ساحه أو مكان واسع ـ
                ويتجمع الناس في دائرة عريضة يقف في وسطها ثلاثة أو أربعة شعراءومعهم حوالى نفس العدد من المغنين فيرتجلون الأشعار وهم في تنافس كبير. وما أن ينتهي احدهم من شعره حتى يسارع الآخر بالرد عليه. وتتناول أغاني الشبوانية مجمل الاحداث الجارية في البلد ومنها مجريات الاحوال السياسية .
                وبعد وقت من التنافس الشعري تنقسم الجماعة الى صفين متقابلين استعداداً للرقص. يظل الشعراء في المدارة ويتناول الصفان أبيات الشعر ويغنونها بألحان ورقصات مشتركة.
                و اما المقدم يسمى صاحب الطلعه موقعه يكون في وسط الصف الأول فهو بمثابة الدينمو المحرك الرئيسي للعده فالأعين جميعها تشرئب اليه ومنه يستمد اللاعبون حركات الكر والفر واللتحام.
                وتتكون هذه الرقصة من الآتي :
                2. صفوف منتظمة من الراقصين تصل عدد الصفوف إلى خمسة أو أكثر يحمل كل راقص منهم ( عصا ) لا يزيد طولها عن متر واحد ويرتدي فوق رأسه رداء يسمى( عمامة ) أو ( رمان ) وقميص أبيض في أغلب الأحيان .
                3. الشعراء المتواجدون والملازمون للراقصين منذ بداية الرقصة حتى نهايتها حيث يقدمون لهم أشعارهم التي تحكي نفس المناسبة التي أقيمت من أجلها كما يعبرون عن أشعارهم عن أحداث محلية ووطنية وشعبية متنوعة حسب ما تجد به قريحة الشاعر ويرددون الراقصون هذه الأشعار على ألحان منتظمة بالإيقاعات الشعبية وبشكل منتظم ومنسق يتجولون في الشارع قرب موقع المناسبة من زواج وغيره .
                4. يقود هذه اللعبة الشعبية ( الرقصة ) شخص يسمى ( المقدم ) مقدم العده وهو المسئول الأول عن توجيه الراقصين من جميع النواحي الخاصة بالرقصة والمتحدث الرسمي لهم أمام الغير .





                الزامل

                وهي كلمة دارجة حضرمية مشتقة من الحركة الإيقاعية لنوع الفعل الذي يقوم به الأشخاص المعنيين والقائمين بالمزامل , وقيل أن كلمة الزامل مأخوذة من ( الزمالة ) وهم مجموعة من الأصحاب والأصدقاء حيث أن الزامل لا يقوم إلاّ بتجميع عدد لا بأس به من الأشخاص , وقد يشترك أكثر من شاعر ويكون قول الشعر إما بيت أو بيتين لا أكثر , ولا يصح قول الغزل من الشعر لأن الزامل يقام للمباريات الشعرية
                ( الارتجالية ) علماً بأنه يقال على أوزان مختلفة ...

                تركت أرضي جيت لا هذا المحل
                وجهت شبام العالية والناطحات
                بدحق على رجلي وباشل الثقل

                في شأنكم لا يا الوعول الحانيات
                يا بو حمد موسمك لي ذريته سبل
                والسيل أردف على الجروب اليابسات
                القلب في الأرض الخضيره ارتحل
                والعين تنظر ف النخيل الخارفات
                أعطيت لفلاح وعليه العمل
                كل من تعب يجني القروش الفليات
                واللي يحب البلبله ما يعتدل
                حتى عطيته أرض دجله والفرات
                هذا الهلالي ثابت الأركان
                إيش با يزوعها ركانه
                لحقاف تشهد له مدى الزمان
                بالله يا حيّا زمانه
                يا مهرجان النخيل في لوطان
                وادينا أحسن وطانه
                حيّا بكم يهل الحسب والشان
                كل من حضر يعتز شأنه

                الشرح
                المعيسي والمزمار
                تمارس هذه الرقصة عند الزواج أو في مواسم الأعياد والأفراح الأخرى ـ عند قطع التمر مثلاً ـ .. حيث يتجمع المشترحون أمام المغني ، ويكسرون الصوت ـ أي يبدأون بالتغني بقصيدةٍ معينة ـ ، ويتم ترديد القصيدة ، ويبدأ الشرح بخروج ثلاثة راقصين والراقصة الثابتة في المدارة بالدوران على المدارة ، ثم يتعاقب الراقصون على الخروج ثلاثاً ثلاثاً بصحبة المشترحة ـ المرأة ـ .




                الزامل (الزف )

                بالطبل ولكل وزن وبحر، تسير المجموعة تردد بيت أحد الشعراء الذين يتقدمون الصفوف، وكلما أراد الشاعر القول تقدم فيقف الجميع بعد ( الهوكة ) علامة الوقوف والفصل بين قولين وهي كلمات يقولها الجميع بصوت عال : ( غلابة.. كم من قبيلي كسرنا نابه.. والا كهم .. والا كهم ) فالزامل أداء عسكري يدل على الفتوة.
                مثال ذلك ماقاله السيد المحضار في قصيدة طويلة عندما قدم إلى حضرموت الداخل برفقة جنوده في زامل بحضور الشاعر عائض عبود بالوعل الكثيري، نذكر منها

                اليوم يوم السعد والحـظ القوي ------ يوم الظفر جبنا كرامه ظاهره
                جبنا السفينة من ركب فيها نجي ------ ومن تأخر بـايقع في الداهيه
                أموال في خزنتي ورجالي معي ------ ماتختفي مثل الشموس الظاهره
                ومن عصانا اليوم بكره بايجي ------ تائب ويمشي في الطريق العابره


                الزربادي

                فرقة الزربادي .. من الفرق التي تحيي حفلات الزواج ، وتتكون من خمسة أشخاص ، هم عازفو آلة الناي ، والهاجر و ثلاثة مراويس ، وفي الغالب يقوم صاحبُ ( الهاجر ) بالغناء .. وتنشد الفرقة في الغالب موشَّحاتٍ دينية وأشعاراً حكمية .. ومن أناشيدها ما هو لـ[ السمع ] أي الإنصات ، ومنها ما هو راقص ، حيث يرقصُ السامرون معها مثنى أو ثلاثاً أو رباعا ..

                تعليق


                • #9
                  حضرموت
                  حضارة ملوك اللبان
                  (9)



                  الوعل في تراث حضرموت


                  منذو العصر الحجري القديم الأعلى حيث ادت هذه الفترة إلى تغير نمط العيش من العيش في كهوف وجبال إلى العيش في مستوطنات وتجمعات بشرية غالبا ماكانت في قيعان الأودية الضيقه، وكان الصيد أسهل طرق العيش المتبعة في هذا العصر بل اعتمدوا على صيد حيوان الوعل، الرنة البرية، وشملت التطورات التكنولوجية التطورات الهامة في مجال صناعة أداة الصوان، والصناعات القائمة على ريش غرامة، واستعملوا قرن الوعل والجلود والسهم و الحرب المتقدمة، وظهرت أيضا في هذه الفترة استخدام ومصباح النفط والحبل والإبرة العينينة.



                  "وقد ازدهر في هذه الفترة الأعمال الفنية كتماثيل فينوس واللوح الكهفية والنقوش والمواد الخام، مما يشير إلى العلاقات التجارية الناشئة، وبرزت فئات اجتماعية أكثر تعقيدا بدعم من مصادر الغذاء التي كانت أكثر تنوعا، هذا ربما ساهم في زيادة تحديد المجموعات العرقية. والتي أنتجت الهويات والمجموعات الرموزية المميزة والطقوس التي تشكل جزءا هاما من السلوك البشري الحديث.

                  و لقد كان لصيد الوعل طقوساً ارتبطت بالجانب الديني، فقد عُرفت نصوص تذكارية بإتمام بعض الطقوس كالصيد الشعائري. أو الصيد المقدس. حيث يذكر النص في هذا النقش الصيد لشمس. في العقلة -مثلاً- غربي شبوة" عاصمة مملكة حضرموت القديمه ".
                  كما تذكر النقوش بعض المعلومات المتعلقة بصيد الوعل المقدس، وتذكر أعداد الصيد وعدد الصيادين، ففي نقش عبدان الكبير -على سبيل المثال- تذكر أنه كان الصيد بثمانمئة صائد وخمسمئة كلب.

                  نجد العديد من النقوش التي تحدثت عن الصيد بكميات تصل إلى المئات من الوعول، كالصيد الذي تم في عقبة فتورة في (حضرموت) القديمة، وهو ممر مازالت القوافل تجتازه حتى اليوم.

                  وتظهر الكثير من الأعمال الفنية في الرسوم أو التماثيل المنحوتة نصفياً (اللوحات الجدارية) أوضاعاً متشابهة لعمليات الصيد التي استخدمت فيها الكِلاب السَلوقيَّة، ومن هذه اللوحات الحجرية المنحوتة، لوحة حجرية من موقع (الغُرف), في (وادي حضرموت), محفوظة في (متحف سيئون) للآثار.



                  كلاب الصيد السلوقية من المعروف أن الكلاب استخدمت للصيد بعد أن تم استئناسها، وقد اشتهر منها نوع عُرف بـ(الكلاب السلوقية)، والتي تنسب إلى (خربة سلوق) في (جبل السِر). وهذه الكلاب نحيلة الخصر، سريعة الجري.

                  إن من أهم المواقع التي ظهرت كلاب الصيد بها، وهي في أوضاع مُلاحقة أو انقضاض على الصيد في مواقع الرسوم الصخرية بـ(وادي حضرموت), موقع (حصاة البرقة) في مدخل وادي دوعن.

                  ونجد الوعل مجسداً في التماثيل الحجرية بكثرة، وبأشكال مختلفة في المعابد وغيرها من مواقع (حضرموت), كما في تمثال حجري تم العثور عليه من (مستوطنة ريبون), وهو معروض بـ(متحف سيئون). كما توجد بكثرة أشكال زخرفية لرؤوس الوعول وكذا الثيران ورموز (الإله سين) مطلية باللون الأحمر في حواف، وأعلى المساند الحجرية في (معبد الإله سين ذو ميفعن) في (ريبون). كما أنه يعتبر رمزاً من رموز (الإله القمر).

                  لقد استمر وجوده، كرسوم منقوشة ومنحوتة على الصخر، إلى الفترات التي تسبق الإسلام.
                  و في مواقع (وادي حضرموت) فمعظم رسوم الوعول ظهرت بأسلوب الرسم العودي -غالباً- المُتَّبع في فترة العصر الحديدي، والتي لم تظهر التفاصيل الدقيقة، ومع كل هذا إلا أن الرسم الموجود في موقع (جوجة1), يوضح بشكل جيد رسم الحيوان بتفاصيل أكثر دقة وأكثر براعة في تجسيد الحركة، وقد تم تنفيذه بأسلوب الرسم المصمت، وكذلك بعض الرسوم الموجودة في موقع (شِعب صياد).

                  إن للوعل مكانة مرموقة بين الحيوانات في التاريخ القديم لشبه الجزيرة العربية، وفي حضرموت بشكل خاص، فهو رمز من رموز ما كان يعرف بـ(آلهة القمر) " الاه مملكة حضرموت" لقد كان حيواناً مقدساً ولذلك تجده يُنحَت في أفاريز المعابد وحول النقوش الكتابية التي تقدم نذراً للمعبد, ويقدم تماثيل قربانية من مواد مختلفة وفي مواضع كثيرة إلى جانب الثور أحياناً، ويمكن العثور عليه بشكل كبير مرسوماً ومنقوشاً ومحفوراً على الصخور في الوديان وقرب الجبال وفي طرق القوافل بين المناطق.

                  إن المفاهيم التي نستلهمها من تلك الرسوم الصخرية تنبئنا وتفسر لنا الكثير من الغموض في التاريخ القديم، إضافة إلى أنه من خلال هذه الرسوم أيضاً يمكن أن نستقي الكثير من الأساليب والمناهج الفنية ودراسة الحياة بجميع جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, وغير ذلك مما يمكن الخروج به من المعلومات من خلال تحليل تلك الرسوم ومعرفة أهدافها وما تحمله من معان كونها تعبر عن واقع حقيقي ومعاش، أو طموح مشروع. ومن هذه المعلومات تلك المشاهد التي تحكي القصص المتعلقة بالصيد والأساليب أو الطقوس التي كانت تتبع بهدف القنص ومطاردة الوعول بهدف اصطيادها.



                  والكثير من الرسوم الصخرية توضح لنا عمليات الصيد هذه, فتجد حلقات من الصيادين وهم يهاجمون الوعول ويحيطون بها, وقد يستخدمون الكلاب السلوقية لتساعدهم على ذلك وتظهر من خلال الرسوم الأسلحة التي يستعملونها كالرماح والأقواس والنبال وتظهر كذلك الشباك المنصوبة.
                  وقد أمدتنا النقوش كذلك بطرق ووسائل الصيد المتبعة، بل وبعدد الصيد الذي يصطاده البعض وهو كمٌ هائل من الوعول قد يصل إلى ألف طَريدَة .
                  وأما عن الأساليب التي وردت في هذه النقوش، فقد وردت كلمة (سأك)، وهي التي تعني الفعل (سَاقَ) أو(طوَّق)، أي أن ثمة مجموعة من الأفراد لكل منهم مهمة معينة، وإحدى هذه المهام أن تُسَاق الوعول إلى مواقع الحُفر التي أعدت لها فتقع في الفخ، وكما رأينا في بعض المواقع الأثرية القديمة (من العصر البرونزي)، فقد كان يتم عمل أسوار مرتفعة من الحجر المرصوص فوق بعضه البعض محاذية للمرتفعات الجبلية، بحيث تبدأ واسعة ثم تضيق حتى تتصل في النهاية بما يشبه دائرة كبيرة مغلقة، هي التي تكون نهاية مطاف هذه الوعول، فيسهل الإمساك بها.

                  التراث الحي في وادي حضرموت؛ بقيت عادة القنص مستمرة عبر التاريخ إلى هذا اليوم في جميع مدن وقرى الوادي، حيث تقام سنوياً مراسيم خاصة يطلق عليها (القنيص)، وقبل أن يذهب الرجال إلى الجبال للقيام بمهمة القنص؛ تقام احتفالات لوداعهم تقرع فيها الطبول، ويخرج إليها الناس ليشدوا عزيمتهم ولرفع الجانب المعنوي عندهم، وذلك بالأناشيد الشعرية التي تقال ارتجالاً، حيث يتبارى فيها كبار الشعراء الشعبيين كل في منطقته.

                  وتسمى هذه الأمسية الشعرية مع عملية دق الطبول والرقص بالعصي بـ(الشبواني)، كما يطلق على هذه المناسبة الخاصة بـ(الزف)، ويشبهونها بزف العريس، لكونهم يزفون فيها الرجال إلى الصيد المرتقب، آملين بذلك الحصول على عدد كبير من الوعول لكي يتفاخروا بها عند قدومهم وهم يحملون رؤوسها، فكلما كان الرأس كبيراً ذا قرون طويلة؛ كلما كان ذلك أفضل.

                  وهكذا, فبعد وداع الرجال وتجهيز مؤنهم واتفاق الفريق الذي قد يصل عددهم إلى نحو 200 رجل برعاية زعيمهم ومباركة (المُقدَّم) و(شيخ القبيلة)؛ يغادر الرجال لقضاء أيام قلائل، حتى ينالوا من غنيمتهم، بل وربما عادوا (بخفي حنين) كما يقال.

                  والحقيقة أن العدة لهذه المناسبة يتم في زمن مضى بوسائل بدائية؛ فتصنع لذلك الشباك الخاصة في بعض مناطق الوادي، وقد اشتهرت منها على سبيل المثال؛ مدينة (عينات) الواقعة إلى الشرق من مدينة (تريم)، وكذلك تدرب فيها كلاب الصيد للقيام بهذه المهمة،

                  ومن المعلوم أن عملية الصيد بالكلاب قد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (المائدة:4)، وكما ورد في التفسير بأن معنى (مكلبين)، جاءت من، الكلب، أي أرسلته للصيد.

                  أما اليوم فقد حلت الأسلحة النارية محل الرماح والشباك والحفر وغيرها من الوسائل التي كانت تستعمل للصيد في العهود الماضية. وتظهر في اللوحة التي من (جبل اللود) في جزء منها عملية حمل الرأس من قبل أحد الأشخاص كما هو الحال في عملية الزف.

                  ويعتاد هذا الموسم أن يكون في الأشهر الباردة من السنة فيما بين (نوفمبر-يناير) حتى يستطيع الرجال تحمل حرارة الجو، لأن حضرموت منطقة حارة جداً ولكي يتمكنوا من المكوث لعدة أيام بزادهم القليل الذي حملوه معهم يتحتم عليهم اختيار فصل الشتاء للصيد، وهنا تحدد مناطق للصيد في رؤوس الأودية والجبال لوجود الوعول بها, فنجد أن معظم مناطق وادي حضرموت بها فرق ومجموعات تذهب للصيد كل عام, وبعد عودتهم بفترة وجيزة يتم تحديد يوم يهيأ لاستقبالهم وتقام فيه طقوس خاصة، ومنها على سبيل المثال يتم تمثيل عملية الصيد وكيفيته في وسط جمع غفير من المواطنين جاؤوا لهذا الغرض, كما يتم إبراز الرؤوس التي تم اصطيادها خلال هذا الموسم, وتنشد قصائد وأهازيج شعرية بهذه المناسبة.

                  وتسمى هذه الفعالية بـ(الدخلة) أي دخول الرجال بعد انقضاء فترة الصيد المحددة. إننا بالفعل بحاجة إلى دراسات أثنوأثرية في مجالات الحياة العامة، فمن الملاحظ أن التغيرات والتحولات قد أضحت متسارعة بحيث قضت على الكثير من العادات والممارسات القديمة بغض النظر عن مدى فائدتها أو ما تقدمه لإنسان اليوم.

                  ولهذا فإننا نقترح الإسراع في أعداد برامج مكثفة لتوثيق كل التراث الإنساني والتأكد مما سُجل في السابق وفي كل المجالات لا سيما والتقدم التكنولوجي سلاح ذو حدين، فقد كان ذا أثر بالغ في طمس الكثير من الهوية العربية الأصيلة خلال السنوات القليلة الماضية، ولكنه بالتأكيد إذا لم يكن وعينا بالقدر المطلوب ستكون سرعة فقداننا لهويتنا وتراثنا أكثر بكثير مما يتخيل البعض."(المجله العربيه…صيد الوعل قبل الاسلام ..حسين العيدروس)



                  وسيبقى موروث صيد الوعل في حضرموت من جيل لآخر مع بقاء بعض الدلائل مثل رؤوس الوعول التي تزين بعض البيوت في دوعن دلالة على الفخر عند الأهالي وإشارة إلى عشق هؤلاء بالقناصة مع أنه لازالت مناطق قليلة في الوادي مثل بضه ولجرات وصيف يذهب أهلها للقناصة والصيد وتسمى الوعول في دوعن بالوعول المربعية وأيضا الغصيني..وهي أهم الحيوانات التي يتم اصطيادها في دوعن وحضرموت عامة..

                  تتواجد الوعول والظباء في الخليان الخالية من الناس وفي الجبال الوعرة مثل وادي دهر ورخية حيث توجد هناك ( خطمة ) شمصح حسب كلام الوالد علي بارشيد حيث تعتبر دائما خالية من الناس مع أن فيه هناك خطم وخليان أخرى لكن الأخ محمد سالم بانبيلة من أبناء منطقة فيل أحد عاشقي القناصة وممارسيها يقول أن أهم المراعي وادي انجل بروس عرمة ويعتبر الوادي المغذي للأودية الأخرى المتواجدة فيها الوعول حيث أنه منطقة وعرة وتكون فيه القناصة مشيا على الأقدام وكذلك جبال حجر ولن تنقرض فيها الوعول بسبب عدم وصول السيارات إليها لوعورتها وتعد منطقة مفتوحة ويتفرع وادي انجل إلى أودية أخرى منها وادي حريز ووادي جير وهي متصلة بجبال حجر .

                  رحلة القنيص

                  محمد بانبيلة يشرح رحلة القنص التي فيها يتم أولا الكشف عن مواقع المياه في الأودية والشعاب ومواقع تواجد الوعول هذا في أول يوم وبعد صلاة الفجر يقوم المقدم بتوزيعهم بين الأودية والشعاب وتوزيع الأدوار وتقسيمهم إلى مجموعات :

                  المجموعة الأولى:-
                  أصحاب المرابي(الكمين) ويكون فيها أشد الرجال وأمهرهم في الرماية ويكون موقعهم في المتاريس(المرابي)المتواجدة على الطرق الوعرة وهي ليست بكثيرة .

                  المجموعة الثانية:-
                  فتسمى أصحاب الشباك وهم من اشد الرجال قوه وموقعهم يأتي بعد أصحاب المرابي بأعلى الطريق إلى الجول وبعد ه.

                  المجموعة الثالثة:-
                  وهم أصحاب الظاهرة وموقعهم بعد أصحاب الشباك ويكونوا أيضا من امهر الرماة.
                  المجموعة الرابعة:-
                  المسماة بالمناهيل ومهمتهم الاستكشاف فوق الأودية في مواقع المياه والرعي ومهمتهم تأتي بعد التأكد من أن المجموعات الأخرى قد أخذت موقعها ليأتي بعدها دورهم بالظهور فوق مواقع الماء ولهم الرماية الأولى في إطلاق النار اذا وجد الصيد أو يقوموا برمي الحجارة داخل الأودية حتى يخرج أي صيد مختبئ لتكون وجهته نحو المجموعة الأولى ،
                  وعند وصوله إليهم في العرقة ( الطريق إلى الأودية ) يقوموا بالطلاق النار عليه فإذا تعداهم يأتي دور أهل الشباك الممدة على قارعة الطريق عند وصول الصيد ( طريقة الشباك لم تعد تمارس ) إليها تقوم المجموعة بشد الشباك والصيد داخلها فيتعثر الصيد فيها وإذا تعداهم يأتي دور المجموعة الثالثة وهم أهل الظاهرة وعليهم إطلاق النار عليه وبعدها تأتي الحصيلة من الصيد قد تكون أو لا تكون وإذا كان فيه صيد وعرفوا من هو الذي الشخص الذي أطلق النار عليه وأصابه تكون مكافئته بأن يحصل على الرأس فيتم سلخ جلد الرأس وتوضع على متارس البندقية .

                  بينما لايزال الوالد سالم سعيد بافيل يتذكر بعض من الأشعار التي كانت تردد في القنص وبعضها خاص بالشباك يعرق بزامل الشباك :
                  يالله أننا عليك نطلب الجحة سموح
                  حاني القرنين دمه سال مابين الميوح
                  وأيضا :
                  سارح وأنا طالب كريم الباري دي يوخذ الحجة بلا منّـــية
                  يالله عسى حجة ولاحد داري خمسة وعول قرونها محنيـّــة
                  وكانت طريقة الشباك تستخدم قبل أكثر من 40 سنة لعدم وجود السلاح بكثرة لكنها اليوم تكاد مختفية.




                  العودة من القنيص:
                  في حال الظفر بالصيد فإن مراسيم العودة تختلف عما إذا كانوا عادوا صفر اليدين حيث تكون العودة ليلا وفي السر ولكن في عندما يعودون ومهم الصيد فهم يأتون فوق البلاد وفي الصباح يظهروا فوق البلاد ويبدأ بإطلاق الرصاص ( تعشيرة والتعشيرة تعني أن ينتظموا في صفوف ويطلق كل واحد منهم الرصاص) فإذا كان معهم وعل فيضربوا تعشيرتين وإذا كان أثنين وعول فلكل واحد تعشيرتين وإذا كانت صيدة يكون لها تعشيرة واحدة ويتجمع أهل البلاد لإستقبالهم ويشاركونهم الفرحة ويتناولون وجبة الغداء في الشعب الذي خرجوا فيه وفي العصر يقام مدخل يتبارى فيه الشعراء بأشعارهم على صوت المدروف حاملين رؤوس الوعول التي صادوها أمام الحاضرين وهم عائدين إلى المنطقة مع إطلاق الرصاص بين كل خطوة وأخرى حتى يصلوا للمنطقة ويقوموا بالتعشير معلنين انتهاء الرحلة وبعضهم يقيم أمسية شعرية يتم فيها تمجيد القناصة ومدحهم .

                  و يوجد كثير من اشعار وأغاني زفة الوعل، في الموروث الشعبي الحضرمي ، و فهناك “أغان” وهناك “زفة” وهناك “وعل” ينتظره القنص والاصطياد، فالعملية كلها مركبة من 5مراحل وخاتمتها الزفة وعلى رأسها الأغاني التي توارثتها الأجيال.



                  قال الشاعر

                  حليمة بكرة الصبح والضوب العشية
                  وفي المجحاف زف السمر بالمربعية
                  وقال في برنامجه لليوم الثاني للقنص:
                  وثاني يوم مَقنص حليمتنا العليه
                  يجي منها الذي يفرح المنصب وزيه
                  وعاد القفل تفرح مناصبه الهييه
                  وعند الكهد مابا المباييت الدفيه
                  يبيت فيه من كان ما عنده دريه
                  وقال في برنامجه لليوم الثالث:
                  وثالث يوم يحفر ويمكن له سريه
                  لحيث الصيد يلحق طرق سمحاء بتيه
                  ولا له نوم، يرقد إلى الشمس الضحية
                  ولا لفجيت روحه تقع منكم عنيه
                  أما في برنامج اليوم الرابع فيقول:
                  ورابع يوم نرجو من العليا هديه
                  طري يا أصحاب لحم لوراك الطرية
                  وفرحة لا وصلتوا واعظاكم صحية
                  أما في اليوم الخامس وهو يوم العودة من القنص، فبرنامجه الأغنية التالية:
                  ويوم الزف أو جاهكم سمحاء رضية
                  وعبدالحق ما راد من قوله جزية
                  سوى المطلوب عِطوْه من المولى غبية
                  يجملكم ويعطي العرب رحمة هنيه
                  منك تعب كل رامي
                  هذه هي أغاني زفة الوعل وعملية زفة الوعل ليست سهلة كما ذكرنا فقد أتعبت الناس دهوراً طويلة حتى انطقت في الأخير الفنان المشهور محمد جمعة خان الذي كرر في إحدى أغانيه يا وعل طالت ميرحك منك تعب كل رامي.


                  يتبع

                  التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-15, 06:56 PM.

                  تعليق


                  • #10


                    حضرموت
                    حضارة ملوك اللبان
                    (10)

                    دخلة القنيص


                    أما في حضرموت القديمه فكان على رأس الفرقة الملك, وكان يتبع الصيد طقوس راقصة وذبح الحيوانات المصطادة»

                    الملك إلعزيلط هو الملك وصاحب القرار الأول في المملكة الحضرمية التي اعتلى عرشها نحو عام 218م, و الذي احتفي به بترنيمة الشمس بعد ان أصبحت المناطق التي تتبع حاليا محافظة البيضاء اليمنيه - ومنها أراضي وقرى وادي قانية التي عثر فيها على نقش «ترنيمة الشمس» - جزءا من أراضي مملكة حضرموت المزدهرة .


                    وهذا ما يفسر سر احتفاء ناظم ترنيمة الشمس بلبان «إلعزيلط» ملك حضرموت, واعتبار تبييضه ليكون صالحا للتجارة من نعم وفضائل معبودته الشمس.

                    فالترنيمة إذن تضعنا من أول وهلة في جو طقوسي تعبدي ملؤه الابتهال والضراعة إلى المعبود.


                    و نختتتم رحلة القنص في حضرموت القديمه على تلك التلميحات التي وردت في نص ترنيمة الشمس , وتحديدا في قول الناظم :

                    وصرف/ الغذ/ دأم/ ذوضحك

                    ولبان «إلعز» دائماً ما بيّضت


                    وغدير «تفيض» لما نقص زيّدت

                    ولبان «إلعز» دائماً ما بيّضت

                    وسَحَر اللات إن اشتد ظلامه بلّجت

                    ومن يجأر ذاكراً نعمك رزقت

                    والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت

                    وللإبل المراعي الوافرة وسّعت


                    حيث أشارت الترنيمة إلى طقس ديني آخر وهو الصيد المقدس الذي كان يقام بشكل جماعي في وقت معين من السنة ويترأس طقوسه الملك أو مجموعة من رجال الدين , وقد جاء في نقش(جام949) أن ملك حضرموت «يدع إل بن ربشمس» قدم للإله سين في أحد المواسم 35 بقرة, 82 وعلا بريا, 25غزالا و8 من الفهود .





                    التقسيمات الاداريه في مملكة حضرموت القديمه :-
                    قسمت اكثر حضرموت الى قطاعات او مناطق تسمى اذ ذاك محافدا يختص بالمنطقه بطن او بطون منها كشبام وجردان ودوعن وشبوه ومن بطون كنده السكون وهم بحضرموت الوسطى ، والسكاسك غرب حضرموت ، وتجيب في عندل وهدون وقشاقش ودمون والهجرين وريدة الدين وغيرها ،، اما قبيلة حضرموت فلها بعض القطاعات الساحليه وتشترك مع كنده في بعضها كقطاع الكر .

                    وقد كان لكل من الدولتين ملوك وامراء ، وقبيلة كنده يقال لها كنده الملوك لولعها بالملك وقد جاء الاسلام وبحضرموت ملوك عديدون من كنده وحضرموت ومنهم الملوك الاربعه جمدا، مشرحا، مخوصا وابضعه واختهم العمرده ، وانما سموا ملوكا لأن كل واحد منهم يملك واديا بأكمله وهؤلاء ملوك بني عمرو بن معاويه بن كنده والاشعث بن قيس امير بني الحارث بن معاويه من كنده بعد ابيه الملك قيس بن معد يكرب ، ووائل بن حجر الحضرمي من قبيلة حضرموت الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وفد عليه بقية ابناء الملوك سيد الاقيال جمع قيل .

                    ولمعرفة تاريخ حضرموت قبل الاسلام نستعرض بعض من سيرة الملك الشاعر انه الملك امرئ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر اكل المرار الكندي
                    قال الشعر وهو غلام ، وجعل يشبب و يلهو و يعاشر صعاليك العرب ، فبلغ ذلك اباه فنهاه عن سيرته ،فلم ينته فأبعده الى حضرموت موطن ابيه وعشيرته .

                    ولقد عاش عيشة اولاد الملوك والزعماء المترفين ولم يكن بدويا ولكنه حضري يكره البداوة ).
                    استمر الامير الكندي في حياة الترف هذه سوى في نجد او في حضرموت وفي احد المرات كان امرئ القيس ينقل في سهول حضرموت ووديانها وفي منطقة صيلع وهي قرية صغيرة اليوم مواجهه للهجرين ويبدوا انها منطقة صيد في تلك الفترة جاء له رجلا من بكر بن وائل يخبره بأن ابيه قد قتلوه بنو اسد فقال امرئ القيس منشدا
                    أتاني وأصحابي على راس صيلع *** حديث اطار النوم عني وافعما
                    وقلت لعجلي بعيد مسابكه *** تبين وبين الحديث المجمجما
                    فقال ابيت اللعن عمرو وكاهل *** اباحوا حمى حجر فاصبح مسلما


                    ثم قال
                    (( ضيعني صغيرا , وحملني دمه كبيرا , لاصحو اليوم ولا سكر غداً اليوم خمر وغداً أمر ))
                    ثم ارتحل الي نجد وجمع الجموع وطارد بهم بنى اسد فادركهم وقاتلهم قتالا شديد واوقع فيهم قتلا ء كثير , ولكنه لم يشفى غليله الا ان القبائل التي معه انفضت من حوله بقولهم انه قد ادرك ثاره


                    منهم وكفى …



                    ولكن الامير المتعطش للانتقام لم يسكت فواصل سعيه للانتقام وسار الي القيل الحميري وهو احد ال ذي جدن فامده بخمسمائة رجلا من حمير فقاتل بهم بني اسد وهزمهم للمرة الثانية وقيل انه قتل الاشقر بن عمرو سيد بنى اسد وشرب في قحف رأسه .
                    و من هناء نستنتج ان مملة حضرموت مستقله بسلطتها و سيادتها و كما كانت في العهود السابقه و انها كانت تنعم برغيد العيش وانها اول من قام مع امرؤ القيس للأخذ بثأره من قتلة ابيه.


                    وانه لا توجد دوله تحت مسمى اليمن حينها، وحينما ذكر امرؤ القيس ان معشر يمانيون فالتسميه جهويه و الامر واضح و كماانه يقصد الجهه اليمنى من الجزيره العربيه المتعارف عليها في جنوب الجزيره العربيه فكل ممالك الجنوب وحضرموت وكنده و …الى حدود الطائف تسمى بال يمن كما كانت مناطق شمال الجزيره يسمى الشام .

                    و ايضا ننبه ان ما يروجه البعض ان حضرموت في غالب عهودها تابعه للسبئييين او الحميرين فهذا زيف كبير و للأسف مازالت اثار حضرموت المكتشفه محصوره في ايدي المحتليين .

                    ومع ظهور الإسلام كانت حضرموت تحت الحكم الداتي وتعيش في جوار مملكة كنده ولكل منهم ملوك وأمراء وقبيلة كنده يقال لها كندة الملوك لولعها بالملك وقد جاء الإسلام وبحضرموت مملكه مستقله وهم ملوك بني عمرو بن معاوية بن كنده والأشعث امير بني الحارث بن معاوية بن كنده بعد ابيه الملك قيس بن معد يكرب حيث رحب به النبي صلوات ربي وسلامه عليه اى بالاشعث بقوله اهلا بملوك العرب وقد كان اميرا علي كل ولايات كازخستان بعد الفتوحات التي خاضها .. -
                    وايضا وائل بن حجر الحضرمي من قبيلة حضرموت ألدى سماه الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه واله وصحبه وسلم لما وفد إلي النبي حيث سماه بسيد الاقيال ا ى سيد الامراء والملوك






                    نختتم بحثنا هذا بالإشارة إلى أن صلات الحضارم التجارية مع الهند الصينيه قد دخلت في مرحلة جديدة، ارتبطت بنشر الإسلام والفتوحات الاسلاميه في إطار دولة الخلافة الإسلامية، التي امتدت في أوج ازدهارها من الصين شرقاً إلى فرنسا غرباً، واحتوت في إطارها الدولة الفارسية بكاملها، إلى جانب الولايات البيزنطية في آسيا وأفريقيا.













                    وتبقى حضرموت غنيه بمدخراتها وماثرها وتاريخها وحضارتها العريقه و كانت من الممالك العظيمه القديمه …
                    انها صوره باهره من التاريخ الموغل في القدم الى اشراق الحضاره الكبيره بداك المكان ماهو إلا لتواجد اقواما كثيرة سكنت وديانها وهضابها ووصحاريها وسواحلها على مختلف السنين .. والحقب التاريخيه ... …
                    ولا زالت بعض أطلاله باقية تشرف على واد ينتهي إلى العاصمة شبوة قد توفرت له ذكريات خاصة في عهود الملكية الحضرمية، وأن حفل التولية كان حفلًا ضخمًا يلائم المناسبة .




                    تعليق:
                    ان حضارة و تاريخ حضرموت مازال يعاني من نقص شديد في الدراسه الموضعيه الجاده لاظهار الحقيقه وازالت كل الشوائب "التي تعمد بعضهم على لصقها بتاريخ حضرموت الغني "خاصه وان الاكتشافات الاثريه تتزايد في شبوه على وجه التحديد باعتبارها "عاصمة مملكة حضرموت " تلك المملكه العريقه الاكثر حضورا في ممالك العرب القديمه ….والحمد لله رب العالمين
                    ...


                    منقولات مختاره

                    تعليق

                    يعمل...
                    X