إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشهر الاساطير في التاريخ سبيليــــــا ومينـــــــــاس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشهر الاساطير في التاريخ سبيليــــــا ومينـــــــــاس





    "اشهر الاساطير في التاريخ "




    سبيليــــــا ومينـــــــــاس



    كان ملوك ميجارا في الازمنة السحيقة يتوارثون في التاج والعرش مفتاحا مقدسا يخفونه تحت شعورهم حتى لا يحصل عليه احد او يمسه كائن
    وكانت قوة الجزيرة هي حسب النبوءة المتوارثة تكمن في هذا المفتاح فطالما كان في رأس الملك فإن أي جيش مغير مهما كان عدده وعتاده لن ينال من الجزيرة منالا اما اذا فقد المفتاح فقل على الجزيرة الفناء
    وتسامع بنبأ هذه النبوءة مينوس ملك جزيرة كريت الشاب فهزأ منها وعول على اقتحام ميجارا عنوة وضمها الى عرشه
    واعلنت الحرب بين الجزيرتين وعسكر مينوس بجيوشه حول العاصمة وضرب عليها الحصار ثلاث سنوات والمدينة صامدة ترد غاراته المتتالية وملكها ارسوس واثق هو وشعبه من ان مينوس ورجاله سوف يعودون الى بلادهم صاغرين يجرون اذيال الخيبة والفشل

    اعتادت سبيليا الجميلة ابنة الملك ارسوس ان تصعد في امسية كل يوم طوال مدة الحصار الى قمة البرج العالية في القصر لتشبع عينيها الى العدو وهو كامن في معاقله ، وكانت لطول المدة قد ألفت هذه المراقبة حتى استطاعت ان تميز قواد جيش العدو وعلى الاخص الملك ميناس الذي اخذ كرهها له ينقلب رويدا رويدا الى اعجاب وحب لما امتاز به من مهارة في رمي النبال وقوة في شد القوس
    كان الملك الشاب يختال فوق فرسه البيضاء كأنه قطعة منها ركبت فوقها او كأنه هرقل اله القوة .

    فاذا ما انتهت المعركة وخلع عنه خوذته وقوسه وارتدى ملابسه الحريرية المزركشة وامتطى صهوة جواده والاعنة في يده يتطاير منها الشر كالرشاش وهو يطوي فوق الجيش محييا رجاله ، كانت ابنة ارسوس تشعر ان روحها قد فارقت جسدها وانها قد طارت خلفه على صهوة جواده تاركة جسمها الجميل في البرج دون حواسه
    قد وقعت اذن في حب عدو ابيها وبلادها ، وبلغ في نفسها الاعجاب به الى حد الجنون حتى لقد كانت تحسد الفرس التي يركبها والاعنة التي يمسكها والهواء الذي يستنشقه وتمنت ان لو كان لها اجنحة لتطير اليه وتمكث في خيامه او ان لديها القدرة على فتح ابواب المدينة له لتنتهي الحرب بين الشعبتين او يحل السلام بينهما بأي ثمن كان

    وكانت هي في غرفتها في البرج تناجي نفسها قائلة لست ادري أأحزن لهذه الحرب ام أسر بها ؟ انني فرحة بها لانها أرتني ميناس وحزينة لانه عدوي وعدو بلادي غير اني أسر بأي شيء استطيع ان ارى حبيبي ومليك فؤادي

    ألا ليته ينهي هذه الحرب ويهبنا السلام وليته يضمنا الى عرشه لنسعد بحكم هذا الملك القوي الجميل
    ترى لو فتحت له الابواب أيكافئني على ذلك بالزواج ؟ ولكن ماذا يكون موقفي امام ابي وأمام شعبي ؟ أأكون خائنة ؟ معاذ الله ولو حرمت رؤيته ابد الدهر

    ولكن ما جدوى الحصار ، اننا سنموت جوعا ، أفليس من الافضل ان انقذ شعبي من الهلاك بأن اسلم مقاليد البلاد الى هذا الملك الرحيم فيأخذ منا جزية ويتركنا نعيش في سلام بعد ان يجلسني على عرشه ، ثم ان جيشه اقوى منا بكثير فلماذا لا افتح له ابواب المدينة بيدي بدلا من ان يدمرها ويأخذها عنوة ؟

    ثم ان هناك احتمالا ولو انه بعيد التحقيق الا انه قد يحدث ، فربما اصاب احد جنودي ميناس اصابة قاتلة فماذا اكون قد اخذت من ترددي ؟ انني باردة جبانة وأية فتاة في موضعي ما كانت لتحجم عن فتح الابواب حرصا على سلامة حبيبها ... ولكن هبني صممت على الخيانة فكيف ابعد الحرس ؟ ليس امامي الا المفتاح ولابد ان آخذه من أبي ولو قتلته !
    تنبهت الفتاة من نجواها لترى ان الليل قد انتصف وان السكون قد غمر المعسكرين فتوجهت للتو الى غرفة ابيها فأخذت منه المفتاح بخفة وهو مستغرق في نومه
    ولم تضع الوقت سدى فخرجت من الباب السري بواسطة المفتاح وطلبت من اول حارس من حراس الاعداء ان يذهب بها الى الملك ميناس لتبليغه رسالة هامة
    ووقفت امام حبيبها وهو ينظر اليها معجبا بجمالها وقوامها وتكلمت قائلة : انني سبيليا ابنة الملك ارسوس وقد جئت اسلم اليك بلادي وقصر ابي حقنا لماء الشعبين ولست اطلب في مقابل ذلك مكافأة ولا مالا وانما لي مطلب واحد هو انت ، فإن الحب هو الذي دفعني الى أخذ المفتاح من ابي خفية وبدونه لن تنالوا منا منالا
    ثم مدت يدها اليه بالمفتاح وامتقع وجه الملك وتقهقر خطوة خوفا من ان يمس المفتاح وصرخ فيها باحتقار : لتدمرك الآلهة ايتها الابنة العاقة والمرأة الخائنة ولتحل عليك لعنة السماء والارض حتى لا تجدي فيهما مأوى او راحة
    ثم بصق في وجهها قائلا : انني اكبر نفسي عن اخذ مدينة من يد امرأة خائنة ثم اولاها ظهره ونادى قواده وامرهم بفك الحصار والرحيل فورا وفي لحظة كان الجيش ينتقل بخيله ورجاله الى المراكب الشراعية حيث ولوا وجوههم شطر وطنهم كريت
    وصرخت فيه الخائنة ايها الرجل الجحود أيكون جزائي منك السيف والاحتقار، انا التي ضحيت بالاب والوطن من اجلك ، انني خائنة حقا واستحق الموت ولكنه لم يقف ليستمع اليها ، بل ركب ركبه وأمر رجاله بالاقلاع فلما رأت المركب على وشك المسير ألقت بنفسها الى الماء وتعلقت بأحد الحبال


    وكان ابوها قد استيقظ من نومه وتفقد المفتاح فلم يجده وأخبره الحرس انه لم يدخل غرفته احد سوى الاميرة سبيليا

    وكاد الغيظ ان يقتل الشيخ فاستجابت اليه الالهة وقلبته من ملك الى طائر كبير
    وإذ كانت الفتاة متعلقة بالمركب رأى اباها يهبط اليها من اعلى في صورة طائر لنشب مخالبه فيها فصرخت الى الآلهةان ينقذوها فاستجابوا وحولوها الى سمكة

    اما الطائر فقد اطلق عليه اسم " العقاب "

    وما يزال " العقاب " حتى اليوم نراه في الفضاء يراقب البحار فإذا ما ابصر السمكة تطفو فوق الماء انقض عليها انقضاض الصاعقة غارزا مخالبه فاغرا منقاره لينتقم منها على خيانتها له






يعمل...
X