إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسطورة ماري الدموية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسطورة ماري الدموية


    اسطورة ماري الدموية


    احترس .. حاول أن تحسب خطواتك جيداً قبل أن تخطوها .. فأنت على وشك القيام بأمر لم تعتد عليه من قبل .. والأخطر من ذلك أنك لا تدري ما هي عواقبه الحقيقية ..
    هل تعتقد بالفعل أن الأمر لا يعدو بعض الهراء الذي تمتليء به قصص الرعب العقيمة ولن يحدث أي شيء ؟!.. ربما كان هذا هو الاختيار الأبسط .. فبعد كل شيء من يعرف ماذا سيحدث إذا كانت الأسطورة صحيحة ..
    هل هي شمعة واحدة على الجانب الأيسر ؟!..
    أم شمعتان على كل جانب من المرآة ؟!..
    لا أعتقد أن ذلك يهم كثيراً .. أليس كذلك ؟!..
    لماذا ترتجف أقدامك وتصطك أسنانك بهذا الشكل ؟!.
    يجب أن تتمالك نفسك حتى تتمكن من القيام بذلك بشكل صحيح ..
    هيا .. خذ نفساً عميقاً وهديء من روعك وتوجه إلى مكان به مرآة ويمكنك التحكم في إضائته .. كل من سبقك وجد أن مرآة الحمام هي الاختيار الأمثل .. لماذا إذن تكون أنت من يشذ عن القاعدة ويبحث عن مرآة أخرى ؟!..
    هيا .. سأتوجه معك إلى الحمام .. لا بأس ، سأدخل معك رغم أننا سنضطر إلى إغلاق الباب .. ففي مثل هذه الظروف لا يوجد وقت للتفكير في تلك الأفكار التي تدور في ذهنك .. نعم أعلم أنك يجب أن تكون وحدك .. لكني أعدك أنك لن تحس بوجودي على الإطلاق .. سأتظاهر بأني غير موجود .. وأرجو أن .. لا أعلم إن كنت أرجو أن تنجح أو تفشل !! ..
    دعنا نبدأ ولنعلم إلى أين تقودنا الأمور ..
    اخرج علبة الثقاب واشعل شمعة وضعها على يسار المرآة ..
    حسنا .. هذا جيد .. الآن أطفيء الأنوار كلها بحيث لا تتبقى غير إضاءة الشمعة .. إن الجو موحى بأشياء كثيرة بالتأكيد لكننا سنحاول أن نركز فيما نفعله ونترك أمر تلك الأشباح والأصوات التي نسمعها من الخارج لوقت آخر ..
    هل أنت جاهز ؟!..
    إذن ، فلنبدأ ..
    بصوت أقرب إلى الهمس ابدأ في ترديد الجملة ..
    " ماري الدموية .. "
    هل يجب أن نقولها بالعربية أم الإنجليزية ؟!..
    إنه سؤال محير كان يجب علينا التفكير فيه قبل أن نصل إلى هذه المرحلة ..
    لكنى أعتقد أنك يجب أن تقولها بالإنجليزية ..
    لان ماري بالتأكيد لم تكن تتحدث العربية ..
    “Bloody Mary ..”
    رددها بصوت خافت يتصاعد تدريجياً مثل مغنى الأوبرا على المسرح ..
    بعد ثلاث مرات اخطف نظرة سريعة إلى المرآة ..
    هل رأيت ما رأيته ؟!..
    هل كان ذلك حقيقياً ؟!..
    هل تحولت المرآة بالفعل إلى اللون الأحمر ؟!..
    “Bloody Mary ..”
    ردد المزيد وصوتك يتعالى ..
    سبع مرات حتى الآن ..
    لا يمكن أن يكون ما يحدث حقيقيا ..
    من أين جاء هذا الوجه غير واضح المعالم الذي يظهر في المرآة ؟!..
    يتصاعد الصوت أكثر حتى يصبح عالياً للغاية وتردده الجدان من حولك ..
    تتسارع أنفاسك وأنت تحاول أبعاد نظرك عن المرآة ..
    لكن لابد لك من فعل ذلك ..
    لابد أن ترى ما الذي يوجد فيها بالضبط ..
    عشر مرات كاملة .. الملامح تتضح ..
    ملامح هي أقرب إلى الوجه البشع على خلفية من الدماء الحمراء القانية التي تبدو كما لو كانت تتساقط من المرآة ..
    لا مجال الآن للتراجع ..
    يتعالى صوتك حتى يصبح أقرب للصراخ ..
    “Bloody Mary ..” .. إحدى عشرة مرة ..
    “Bloody Mary ..” .. أثنتا عشرة مرة ..
    “Bloody Mary ..” .. ثلاثة عشرة مرة ..

    الآن تتوقف ..

    بعد كل هذا الصراخ فإن هذا السكون أكثر رعباً من أي شيء يمكنك التفكير فيه ..
    أنفاسك بطيئة وعميقة وعيناك مركزتان على الأسفل وأنت تحاول استجماع شتات نفسك.. هذه هي اللحظة المرتقبة ..
    ترفع عينيك ببطء لتنظر إلى المرآة ..
    لكن ..
    لكن هذا لا يمكن أن يحدث ..
    لم يكن من المفترض أن يحدث هذا ..
    لم يكن من المفترض أن تكون الأمور حقيقية إلى هذا الحد ..
    لقد كانت مجرد لعبة ..
    لا .. لا .. لا تقتربى .. ابتعدى ..
    ابتعدى ..
    لااااااااااااااااااااا ..


    * التاريخ

    البعض يقول إن ماري الدموية هي ساحرة معروفة بتعاملها بالسحر الأسود قبل مائة عام في إنجلترا ، واستطاعت من خلال هذا السحر أن تقتل العديد من الأشخاص الأبرياء الذين وضعهم حظهم العاثر في طريقها .. حتى استطاع أهل القرية في يوم الأيام أن ينقضوا عليها ويحاصروها .. وبعد الكثير من العنف والدماء استطاع الرجال الدخول عنوة إلى منزلها ، لكنهم لم يجدوا لها أي أثر .. لكنهم بالتأكيد لم يرتضوا أن يعودا بخفي حنين.. حيث وجدوا ابنها الصغير فأخذوه معهم و ..............
    وأحرقوه !!..
    فعلوا به ما لم يستطيعوا فعله بأمه الساحرة ..
    وقال بعضهم أن النيران حينما امتدت إلى الطفل وتعالت صرخاته ، سمعوا صوت صرخة عالية آتية من كل مكان حولهم ، وبدأ كأن السماء قد تحول لونها إلى لون الدم ..
    لذلك فإن بعض الروايات التي تتناول هذه الأسطورة تقول إن ماري الدموية تظهر عندما تردد كلمات " ماري الدموية ... لقد قتلت ولدك .. "

    “Bloody Mary .. I Killed Your Baby” ..
    لكن تلك ليست الرواية الوحيدة ..



    البعض الآخر يقوا إن ماري تلك هي الملكة ماري الأولى ملكة إنجلترا في الفترة من 1553 إلى 1558 ، والتي يعتبرها البعض من أسوأ السنوات التي مرت بتاريخ تلك الإمبراطورية ، حيث قيل عن تلك الملكة أنها كانت تستحم في دماء العذارى حتى تحافظ على شبابها الدائم !!..
    حسناً .. لا داعى لكل هذا الامتعاض .. فلست أنا من يقول تلك الروايات ..

    الرواية الثالثة أن ماري المقصودة هي ماري ملكة إسكتلندا في الفترة 1542 – 1576 .. وقد كانت تلك الملكة بالفعل مثالاً للحماقة والدموية ، حتى إنها كانت تستمع بجميع الفلاحين وشنقهم بين فترة وأخرى .. خاصة إذا كانوا أبرياء من أية تهمة ، لأن صرخات الاستغاثة في هذه الحالة تكون أقوى !!..
    لقد استحقت بالفعل أن يطلق عليها التاريخ لقب " الملكة القاتلة " ..
    أيا كانت الرواية الصحيحة .. وأيا كانت ماري المقصودة .. فإن النتيجة واحدة في النهاية .. الرعب القادم من المرآة ..

    * حوادث حقيقية

    البعض يقرأ وهو يحاول أن يتغلب على مخاوفه ..
    والبعض الآخر يقرأ وهو ينظر إلى المرآة في جانب الغرفة بطرف عينه وهو يحاول التماسك .. والبعض يحاول الانتهاء من القراءة بأقصى سرعة حتى يتمكن من تجربة ما يقرأه .. والبعض لا يكاد يستطيع إيقاف نفسه من الضحك من كل ما يقال ..
    لكن أياً كانت فكرتك أو نظريتك أو معتقداتك فهذا لا يغير من الحقائق شيئاً ..
    نعم .. الحقائق !!..

    فالغريب أن بعض الحالات لظهور " ماري الدموية " قد تم تسجيلها بالفعل في الكثير من الكتب ، مع عدد كبير من الأشخاص ، وبتفاصيل متقاربة إلى حد كبير فيما بينها ..
    فهناك دائماً المرآة .. الشموع .. الظلام .. ترديد الاسم لعدد من المرات قد يكون ثلاثاً أو خمساً حتى يصل إلى 13 مرة ..
    أما النتائج فهي تختلف من مرة إلى أخرى ..
    وقبل أن نستعرض بعضاً من هذه الحالات يجب أن نذكر بعض الأشياء ..

    أولاً كما أكدت حالات كثيرة ظهور ماري الدموية ، فإن حالات أكثر بكثير قالت إنها فعلت كل شيء لكنها لم تظهر .. هذه النقطة فسرها بعض الأشخاص المهتمين بعلوم ما وراء الطبيعة بأن الشخص الذي يقوم بهذه التجربة يجب أن يكون في ظروف نفسية وعقلية وجسدية خاصة تهيئه لما سيحدث ..

    وقال البعض الآخر إن الشخص الذي يقوم بالتجربة يجب أن يكون فتاة لسبب غير معلوم - وهو ما سنتأكد من صحته حين نعرف أن كل ظهور لماري الدموية كان مع الفتيات المراهقات - بل إن البعض ذهب إلى ضرورة أن تملك بقايا دماء أحد الأشخاص الذين قتلوا ماري أو ابنها تجرى في عروقك لكي تظهر لك ..

    كل هذا جميل ، ولكن ربما كانت الأمور أبسط من ذلك بكثير ..
    ربما كانت تظهر عندما تريد أن تظهر ..
    لا أحد يعرف على وجه اليقين ..
    لكن دعنا من الافتراضات وتعال نتكلم عن الحقائق ..

    سالي ماكفيلد Saly Mcfeild كانت تجلس مع زميلتها ماري ستييل Mary Steel في الغرفة حين تندرت على اسم ماري وكيف أنه يماثل اسم " ماري الدموية " .. وأخذت كل منهما تذكر الوسائل التي سمعت بها لاستحضارها .. بعد ساعتين خرجت سالي لشراء بعض الأشياء ، وحين عادت وجدت الأنوار مطفأة ، وضوء خافت يظهر من أسفل باب الحمام .. وحين اقتربت منه سمعت صوت صديقتها وهي تردد اسم " ماري الدموية " وصوتها يتصاعد رويداً رويداً .. حاولت سالي فتح الباب لكنه كان موصداً من الداخل .. تعالى صوت ماري وبعد لحظات سمعت سالي صراخ ماري الهستيرى ، وكذلك جلبه شديدة في الداخل .. وخلال لحظات كانت ماري تفتح الباب وتندفع إلى الخارج بأقصى سرعة وهي في حالة هياج عصبي ..

    نعم .. أعرف ما تفكرون به ..
    إنها الحالة النفسية التي وضعت الفتاة نفسها فيها ..
    وهي التي أوحت لها بأي شيء مرعب رأته وجعلها تصاب بتلك الهستيريا ..
    لكنى لا أرى أياً منكم وهو يفسر لى أمر تلك الدماء التي كانت تغطي وجه ويدي ماري.. لقد ذهلت سالي في البداية عندما رأت تلك الدماء ..
    لكنها أدركت أنها دماء صديقتها التي كان وجهها به العديد من الجروح إحدها غائر في الخد .. لذلك فقد أخذتها مباشرة إلى المستشفي حيث تم تهدئتها وعلاج جروحها ..
    لكن الغريب أن فحصاً للدماء التي كانت على وجهها أثبت أنها مجموعتين من الدماء .. إحداهما تخص ماري أما الأخرى فهي غير معروفة المصدر !!..
    منذ ذلك اليوم وماري لا تتحدث عنه أو عن ما حدث فيه على الإطلاق .. كما أنها أصبحت تصابت بنوبات هياج عصبي شديدة في الظلام أو إذا نظرت إلى المرآة مباشرة لأكثر من دقيقة !! ..

    دعنا من ماري ومشكلاتها النفسية ، ولننتقل معاً آلاف الأميال إلى مدينة موسكو الروسية لنتعرف معاً على نادياً Nadia ..
    فتاة مراهقة تهوى الأمور المرعبة الخارقة للطبيعة .. لذلك ففي مساء أحد أيام فبراير شديدة البرودة تحدث أصدقاءها أنها ستلعب لعبة " ماري الدموية " ..
    البعض حاول إثناءها ، لكن الغالبية استهواها التحدى .. وقبلوا جميعاً ..
    خلال دقائق معدودة كان المسرح قد تم إعداده .. اطفئت الأنوار .. أشعلت الشموع .. قيلت كل الكلمات المخيفة التي يمكن أن تقال في مثل هذا الموقف .. ولم يبق إلا أمر واحد ..
    أن تبدأ نادياً اللعبة ..
    وهكذا بأرجل واثقة وقلب مرتجف دخلت نادياً وحدها إلى غرفة النوم التي تحوى تلك المرآة الكبيرة ذات النقوش الغريبة على جانبها .. أخذت نفساً عميقاً .. ثم بدأت في ترديد الاسم " ماري الدموية " ..
    في الخارج سمع أصدقاؤها صوتها وهو يتعالى حتى يصل إلى ما يشبه الصراخ وكلهم ينتظرون ما ستسفر عنه الدقائق القليلة القادمة ..
    لكن الصمت ساد تماماً بشكل مفاجيء !!..
    انتظروا قليلاً لكى يحدث أي شيء .. لكن الأمور بقيت كما هي ..
    وبعد دقائق مرت عليهم كالدهر قرروا الدخول إلى الغرفة ..
    كانت المفاجأة الأولى هي الباب المغلق من الداخل .. المشكلة أنهم متأكدون من أن الباب لم يكن مغلقاً على الإطلاق .. لقد كان هذا شرطهم ليتمكنوا من الدخول في أية لحظة ..
    تعاونوا على دفع الباب الثقيل حتى استطاعوا أن يفتحوه بعد عناء ، ودخلوا إلى الغرفة وهم يلهثون وينظرون حولهم .. ثم ………..
    ثم لا شيء ..
    بداخل الغرفة لم يجدو أي أثر لناديا على الإطلاق .. فتشوا كل الأماكن التي يمكن لنادياً أن تختبئ فيها دون جدوى .. أبلغوا الشرطة بما حدث فجاءت وفتشت المكان بالكامل ولم يجدوا لها أي أثر .. وخلال الأيام التالية لم يعثروا لنادياً على أي أثر في جميع أنحاء موسكو ..



    هل تكفي هذه القصص ؟!..
    ربما مازالت هناك قصة أخرى ..
    إنها قصة إليزابيث هيرلى Elizabith Herly ..
    ففي بريطانيا - البلد الأم لماري - تكررت البداية المأساوية ..
    الضحك .. المعلومات المتداخلة .. الشجاعة الزائفة .. السخرية .. التحدي .. القبول .. إعداد المسرح .. الظلام .. المرايا .. الشموع .. الخوف .. التوتر .. الرغبة الدفينة في العودة .. ترديد الاسم .. الصوت المتعالي .. الصراخ ..
    ثم لا شيء !!..
    لكن هذه المرة فالأمر يختلف ..
    لقد انتظر الأصدقاء قليلاً لكنهم لم يسمعوا أي أصوات من الداخل .. لذلك فقد نادوا إليزابيث .. وجاء صوتها بعد لحظة من الصمت بدت كدهر وهي تطمئنهم بأن كل شيء على ما يرام وأنها ستخرج لهم بعد قليل ..
    وبالفعل .. وبعد أقل من خمس دقائق خرجت إليزابيث ..
    كان وجهها شاحبًا إلى حد كبير .. لكن صوتها بدا هادئاً واثقاً .. وإن كانت عيناها تدوران في محجريهما طوال الوقت كما لو أنها تبحث عن شيء مختف ..
    قالت لهم أنها لم تستحضر أي شيء وأن المرآة ظلت كما هي ، ولم يحدث أي شيء على الإطلاق .. وخلال لحظات كانت قد استأذنت لكى تذهب إلى منزلها .. لأنها " تشعر ببعض الإرهاق " ..
    لكن الأيام التالية أثبتت أن الكثير من الأشياء قد حدثت ..
    خلال الأسابيع التالية كانت إليزابيث تنهض من نومها مذعورة وهي تردد اسم ماري والدموع تتساقط من عينيها .. وحين يسألها والداها تنظر إليهم بحزن وتخبرهم أنه مجرد كابوس بسيط ..
    لكن الأمر لم يكن بسيطا ..
    لقد ظلت تلك الكوابيس تطارد إليزابيث في نومها وصحوها طوال الوقت حتى ساءت حالتها النفسية إلى أقصى حد .. وبدا كما لو أنها تخشى النوم لأنه " سيحملها إلى عالم الموت والدماء " كما كانت تقول لصديقاتها ، وبعد فترة بدأت إليزابيث في إيذاء نفسها بخدوش وجروح ولا تذكر فيما بعد أنها من فعل ذلك بنفسها ..
    وفي يوم عاد والداها من الخارج ليجدا أن إليزابيث قد حطمت كل المرايا الموجودة في المنزل ثم انتحرت بقطع شرايينها .. وقد تركت لهم رسالة تقول فيها " لم أعد أحتمل .. إنها تطاردنى في كل مكان .. كلما نظرت في المرآة أراها تنادينى إلى عالمها القاتم .. لم أعد أستطيع .. يجب أن أتخلص من هذا الكابوس الذي أعيشه .. يجب أن أتخلص من تلك الشيطانة .. "
    لم يعلم أحد من قصدته إليزابيث في تلك الرسالة .. لكننا قد ندرك - أو نخمن - من كانت تقصد بالفعل ..

    إن كل تلك القصص ليست دليلاً قاطعاً على وجود " ماري الدموية " ..
    لكنها ليست في نفس الوقت مجرد أحداث عابرة لا يجب الالتفات إليها ..
    إن الدليل الوحيد الحقيقي على وجود ماري الدموية في إحدى المرايا هو التجربة ..
    لكن هل تقدر على التجربة ؟!..
    هل يمكنك أن تتحمل النتائج ؟!..
    فكما قلت في البداية ليست المشكلة في فشل التجربة ..
    المشكلة الحقيقية هي النجاح ..

    فهل تجرؤ ؟!..



    للموضوع بقية
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-26, 12:58 AM.

  • #2


    ارتبطت الاسطورة في اذهان الكثيرين بالخرافة او الحديث الباطل, واعتبر كلاهما شيئا واحدا, ذلك انه بينما تعتمد الخرافة علي الخيال المحض – في الغالب- فإن الاسطورة تفقد مصداقيتها اذا لم تتكئ علي واقع..لقد كانت الاسطورة هي الوسيلة المبكرة التي عكست توق الانسان الي المعرفة وتفسير العالم من حوله.


    ومن امثلة ذلك اسطورة مارى الدموية او رعب فى المراة التى تحكى انة منذ أكثر من مائة عام كانت هناك امرأة اسمها "ماري"، في يوم من الأيام حدث لها حادث فظيع أدى لتشويه وجهها لتنزف حتى الموت.. لكن روحها لم تسكن.. ليرهب شبحها العالم بأكمله..

    إن وقفت أمام المرآة في الظلام وقلت اسمها عدة مرات، سيظهر لك وجهها المشوه في المرآة.. وإن لم تسارع بإضاءة النور والهرب ستحاول تشويه وجهك.
    هذا ما روته الأساطير عن "ماري الدموية" أو Bloody Mary، التي احتل ذكرها جزءاً مهماً من أساطير شعوب العالم والأوروبيين بشكلٍ خاص.. والتي اختلفت شعوب العالم بوصفها.. لكن الأسطورة في النهاية كانت واحدة.. أسطورة الشبح الذي يظهر ليؤذيك إن قلت اسمها أمام المرآة عدد مرات معين..

    وأساطير رعب المرآة قديمة قدم الأزل.. فقديماً كانوا يغطون المرايا عند جنازة شخص ما لاعتقادهم أن روحه إن ظهرت لأحد في مرآة فإن روحه ستظل محبوسة داخلها إلى الأبد..

    وقبل أن نتطرق للأسطورة.. يجب أن نعلم أن اسم "ماري الدموية" لم يكن اسماً وهمياً.. بل إن هناك ملكة اعتلت عرش إنجلترا لفترة كان يطلق عليها اسم "ماري الدموية" هي "ماري تيودور" المولودة عام 1516، والتي حكمت إنجلترا لفترة قصيرة مدتها خمس سنوات فقط لا غير (1553-1558).. ابنة الملك "هنري الثامن" – الذي لا يتمتع بسمعة تاريخية طيبة - والملكة "كاثرين الأراجونية".. وكانت زوجة للملك "فيليب الثاني" ملك إسبانيا.. وتم إطلاق هذا اللقب عليها نظراً لأن عهدها القصير الدموي قد أُعدِم فيه أكثر من ثلاثمائة شخص حرقاً في إنجلترا بتهمة الهرطقة..

    هناك أسماء متعددة لـ"ماري" نفسها باختلاف الشعوب المتدوال لديهم الأسطورة، ومن تلك الأسماء:
    Mary Lou, Mary Jane, Black Agnes, Aggie, Svarte Madame, Hell Mary, Mary Worth.

    ويعتبر الاسم الأخير "ماري وورث" ثاني أكثر الأسماء انتشاراً لـ"ماري" بعد "ماري الدموية".
    كما أن هناك أسماء كثيرة لـ"ماري الدموية"، فهناك وسائل متعددة أيضاً لاستدعائها.. لكن جميع الباحثين في أصل الأسطورة اتفقوا على أن الشروط الأساسية للاستدعاء شيئان، أولهما أن تتم الطقوس أمام مرآة في غرفة مظلمة، والثاني هو تكرار اسم "ماري الدموية" عدد مرات معين يتراوح ما بين خمس مرات، أو عشر، أو ثلاث عشرة، أو مائة مرة..
    بغض النظر عن الخرافة في الأمر وعدم منطقيته.. لأن قول عبارة واحدة أمام المرآة مائة مرة ليست وسيلة لاجتذاب الأرواح.. وإنما هي الوسيلة المثلى للإصابة بالنُعاس!..

    بعض الروايات اشترطت إشعال الشموع أمام المرآة –ولا يجهل أحد دور الشموع أمام المرآة فى الايحاء النفسى _ ..

    تختلف رواية الأسطورة عما يحدث عند ظهور "ماري"، فهناك من يقول إنها تخرج لتشوه وجه من استدعاها بأظافرها أو بسكين تحملها في يدها، وهناك رواية تقول بإنها تسحبه داخل عالمها في المرآة..
    وهناك أقاويل أخرى بأن ليس هناك ضرر شديد من استدعائها، فهناك ما يُروى بأنها تظهر بوجهها في المرآة فقط، أو تكون مستعدة للإجابة عن بعض الأسئلة -ألا يتذكر أحد المرآة المسحورة في كارتون "ديزني" الشهير؟! وهناك رواية طريفة يتداولها الأطفال وهي أن "ماري" تمنح الحلوى عند ظهورها!..

    أصل الأسطورة
    كعادة الأساطير التي يشترك فيها العديد من الشعوب باختلاف ثقافاتهم، تتعدد الروايات لأصل أسطورة "ماري الدموية".. بعض الباحثين ومنهم عالمة الفولكلور "جانيت لانجوليس" التي كانت من أوائل المهتمين بتلك الأسطورة ببحثها الذي نُشر عام 1978 وصلت لأن "ماري" هي ساحرة من القرون الوسطى تم إحراقها بتهمة السحر الأسود، والبعض يرجحون أن لها أصلا حديثا وأنها امرأة لقيت مصرعها بحادث سير نتج عنه تشوه وجهها بشدة، وأقاويل أخرى ترجح أنها كانت ملكة إنجلترا التي سبق الحديث عنها بالمقدمة..

    ولكن كل تلك الأقاويل لم تلق صدى لدى المتخصصين نظراً لأنها تعتمد على خرافات الأشباح والأرواح التي حتى وإن لاقت اهتماماً علمياً لا يؤخذ الحديث عنها بجدية غالباً.. وأيضاً لأن أغلب تلك التحليلات لم يوثق من مصادر تاريخية لها قيمة، فقط بعض حكايات الجدات التي تروى قبل النوم..
    وهناك رابط ما بأساطير الإنجلـيز الشعبية القديمة عن "بانشي"، وهي -حسب الخرافة- شبح امرأة يظهر كل فترة لإخبار الناس بأحداث مستقبلية كموت أو إصابة أحدهم، وينطبق الوصف الذي قيل عنها مع وصف "ماري"، بنفس منطق شبح المرأة التي يظهر من خلال المرآة..
    وأيضاً "آنيس السوداء" التي يتم ذكرها ببعض أسماء "ماري" التي ذكرت في البداية، ويصفونها بأنها امرأة عملاقة ذات بشرة زرقاء تستدرج الأطفال لتأكلهم، وعلى نفس الوتيرة تأتي أساطير "جيني ذات الأسنان الخضراء" بأوروبا و"المرأة الصارخة" بالمكسيك و"النداهة" المصرية..

    ولكن لماذا يخاطر البعض باستدعاء "ماري" ؟

    ربما يتساءل البعض، إن كان من ثوابت الأسطورة أن مصير من يستدعي "ماري" يتراوح ما بين تشوه الوجه أو الغياب بعالم المرآة.. فلماذا يحاول البعض استدعاءها وجلب ما هو أسوأ لنفسه؟!..
    يجيب بعض علماء النفس على هذا السؤال بأن الإنسان أحياناً ما يُدمن الخطر أو يستعذبه، وأيضاً لأن الكثيرين ممن يحاولون استدعاء "ماري" عبر المرآة من الأطفال أو المراهقين، فالأطفال من سن 9 إلى 12 عاما تصنف مرحلتهم العمرية تلك على أنها "مرحلة روبنسون العُمرية"، وهذه السن يحاول فيها الأطفال إرضاء شهوتهم للمغامرة بالاشتراك بألعاب خطيرة مثل تحضير الأرواح عبر لوح الويجا أو العبث بأشياء يظنونها سحراً، أو التسلية بذلك في حفلات السمر والأوقات التي لا توجد بها رقابة من الكبار..
    وربما لأن البعض يؤمن بأن ليس هناك ضرر ما من ظهور "ماري" على الإطلاق..
    وهناك نظرية أخرى تعطي بعداً آخر للأسطورة وهي أن بعض أساطير المرآة القديمة تعطي الفتيات العوانس أملاً برؤية عريسهن المستقبلي من خلال الوقوف أمام مرآة في الظلام مع إشعال شمعة، لتظهر لهن المرآة لمحة خاطفة لوجه هذا العريس..

    لكن كل تلك التفسيرات ما هي إلا محاولات لربط خرافة راسخة في الوجدان البشرى ببعض ممارسات السحر كما يظنه البعض ..

    ولكن ما اتفق عليه الجميع ومنهم الباحثون بأصول تلك الأسطورة أن تكرار لفظ اسم "ماري الدموية" أو أي اسم آخر لعدد مرات يبلغ حتى المليون مرة لن ينتج عنه أي شيء ماعدا بعض الهلاوس البصرية في بعض الحالات أو الهلع غير المبرر والناتج عن الاعتقاد بتلك الخرافات والذي يقنع العقل الباطن أن شيئاً خارقاً للطبيعة قد حدث..


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-26, 10:57 PM.

    تعليق


    • #3
      ماري الدموية تاريخيا


      ماري الأولى .. ملكة انجلترا

      بعيدا عن الخرافات والأساطير يخبرنا التاريخ بأن المرأة الوحيدة التي عرفت واشتهرت بأسم "ماري الدموية" هي ماري تيودور ابنة الملك هنري الثامن وزوجته الأولى كاترين الأرجوانية. ولدت عام 1514 واعتلت العرش عام 1553 تحت أسم الملكة ماري الأولى (Mary I of England ) وذلك بعد موت شقيقها الأصغر الملك ادوارد السادس.

      حياة الملكة ماري لم تكن سعيدة، فقد عانت كثيرا في طفولتها وشبابها. عانت وهي ترى سعي والدها الحثيث لإبطال زواجه من أمها، وعانت لرؤية أمها وهي تصارع بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ على كرامتها كملكة قبل أن يتم إرسالها إلى قلعة كمبلتون الموحشة لتموت هناك وحيدة بينما كان زوجها الملك هنري يحتفل بزواجه من عشيقته آن بولين.

      ماري عانت لسنوات طويلة من جفاء والدها الملك الذي حرمها من وراثة العرش، وعانت أيضا بسبب إيمانها الكاثوليكي الذي أصبح بين ليلة وضحاها مذموما منبوذا من قبل الملك والبلاط والدولة، وعانت أكثر في الحفاظ على إيمانها بالرغم من كل الضغوطات التي مورست عليها من قبل والدها وشقيقها لحملها على التحول إلى البروتستانتية.

      حتى في زواجها لم تكن ماري سعيدة، أحبت زوجها الملك فيليب الأسباني بكل جوارحها فيما لم يكن هو سوى طامع في عرشها، وتلهفت لإنجاب وريث للعرش منه إلى درجة أنها تحولت إلى مثار سخرية وتندر الناس بعد أن انتفخت بطنها عدة مرات ثم تبين لاحقا بأنه مجرد حمل كاذب. وأخيرا عانت على فراش الموت وهي ترى عرشها يذهب رغما عن أنفها إلى أختها الغير شقيقة إليزابيث البروتستانتية التي عرفت لاحقا بأسم الملكة إليزابيث الأولى وكانت واحدة من أعظم الذين اعتلوا العرش الانجليزي.
      هذه هي حياة ماري الأولى ملكة انجلترا ... من قال أن حياة الملوك سعيدة؟!.


      ماري الأولى .. ملكة اسكتلندا

      لكن الملكة ماري الأولى لم تكن ملاكا بالرغم من معاناتها والظلم الذي وقع عليها، فقد تسببت هي أيضا بمعاناة وموت الكثير من الناس بسبب تعصبها الديني وسعيها المحموم لإعادة شعبها إلى جادة الكاثوليكية وطاعة بابا روما، فنصبت المحارق والمشانق للبروتستانت في أرجاء البلاد، سجنت وعذبت وشنقت وأحرقت المئات منهم خلال عهدها القصير الذي أمتد لخمسة أعوام فقط، لم يسلم منها حتى النبلاء ورجال الدين، ولهذا أطلق الناس عليها أسم ماري الدموية. ولهذا السبب أيضا يحاول البعض أن يربطوا بينها وبين خرافة ماري الدموية.

      الجدير بالذكر أنه هناك ملكة أخرى تدعى ماري حاول الناس ربطها بالخرافة أيضا، وهي ماري ستيوارت التي تعرف بأسم ماري الأولى ملكة الاسكتلنديين (Mary, Queen of Scots )، والتي اعتلت العرش الاسكتلندي لفترة قصيرة خلال القرن السادس عشر، ولم تكن تقل تعاسة عن قريبتها ماري الانجليزية، وانتهت حياتها بحد السيف في عام 1587 في عهد الملكة إليزابيث الأولى.

      أصل الخرافة .. سحر المرايا

      بحسب الباحثين والمختصين بالتراث والفلكلور فأن خرافة ماري الدموية هي من الخرافات الحديثة التي لم تظهر إلى الوجود إلا خلال العقود القليلة المتأخرة، ربما في ستينات القرن المنصرم، وبلغت ذروة شعبيتها خلال السبعينات، أما قبل ذلك فلا يوجد أي ذكر للخرافة، ولا يوجد أيضا ما يؤكد حقيقة القصص التي تربط ما بين نشأة الخرافة وبين ساحرة تدعى ماري أو فتاة تدعى ماري روث، وليس هناك صلة واضحة بين الخرافة وماري الأولى ملكة انجلترا.

      غير أن حداثة الخرافة لا تعني عدم ارتباطها بأحداث وقصص وخرافات موغلة في القدم تتشابه في بعض جزئياتها مع خرافة ماري الدموية. فلنأخذ مثلا سيرة حياة الكونتيسة إليزابيث باثوري
      (Elizabeth Bathory ) تلك الأرستقراطية الحسناء التي كانت تقضي ساعات طويلة كل يوم أمام مرآتها تحدق بزهو وخيلاء إلى جمال وروعة صورتها. ثم فجأة تحول ذلك الجلوس أمام المرآة إلى كابوس مزعج حين جاوزت سن الأربعين، أفزعها حقيقة تقدمها في العمر، وأرعبتها التجاعيد التي بدأت تغزو وجهها الجميل. ومن أجل التغلب على تلك التجاعيد والخطوط اللعينة بدأت الكونتيسة المجنونة باستدراج الفتيات الشابات إلى قلعتها لكي تقتلهن وتستحم بدمائهن. فقد آمنت بأن الدم سيعيد إليها شبابها وأجهزت في سبيل ذلك على أكثر من ستمائة فتاة.

      ويقال بأن روح الكونتيسة ظلت حبيسة المرآة بعد موتها، واستمرت في قتل الفتيات والاستحمام بدمائهن، لكن هذه المرة تحت أسم ماري الدموية.



      المرآة الباكية .. تبحث عن ارواح اطفالها ..

      في الفلكلور المكسيكي نجد خرافة النائحة أو المرأة الباكية (La Llorona ) التي تروي قصة امرأة متزوجة أسمها ماريا أقدمت على قتل أطفالها الصغار عن طريق إغراقهم في النهر وذلك من أجل أن تفر مع عشيقها، لكن عشيقها هجرها بعد أن أشمئز من فعلتها الحقيرة. مما دفع ماريا إلى الانتحار. وبحسب الأسطورة فأن روح ماريا منعت من دخول ملكوت السماء ما لم تجلب معها أرواح أطفالها الذين قتلتهم، ومنذ ذلك الحين أخذت روحها الشقية تدور في أرجاء الأرض بحثا عن أطفالها وهي تبكي وتولول قائلة : "أوووه .. أطفالي!". ويقال بأنها لا تتورع عن خطف أرواح الأطفال المشردين وأولئك الذين لا يطيعون والديهم خلال تجوالها بحثا عن أطفالها، وبأن الذين يسمعون صوتها ونحيبها يموتون بعد فترة قصيرة. ويرى بعض الباحثين بأن ماريا هي نفسها ماري الدموية، وبأن إضافة عبارات من قبيل "أن أطفالك معي" أو "لقد قمت بقتل أطفالك" إلى طقوس تحضير شبح ماري الدموية تهدف إلى تحفيز شبح ماريا على الظهور في المرآة.


      يمكننا أيضا تعقب آثار خرافة ماري الدموية في الأدب الأوربي، فنذكر على سبيل المثال المرآة السحرية التي استعملتها زوجة الأب الشريرة في قصة الأقزام السبعة، وهي قصة قديمة من التراث الألماني.
      ونذكر أيضا المرآة في رواية "دراكولا" للكاتب برام ستوكر، فالبطل لم يكتشف حقيقة الكونت إلا بعد أن وقف معه أمام المرآة فعجز عن رؤية انعكاس صورته فيها بالرغم من أنه يقف إلى جواره. لأن صورة مصاص الدماء لا تظهر في المرآة، فهو في النهاية شخص ميت، ولهذا تعجز المرآة عن رؤيته.



      سترين وجه زوجك المستقبلي في المرآة!

      في الفلكلور والمعتقدات الشعبية هناك خرافة أوربية يمكن أن نعتبرها الأقرب إلى خرافة ماري الدموية، وقد راجت تلك الخرافة وانتشرت بين الفتيات في القرن الثامن عشر، وبحسب تلك الخرافة فأن الفتيات العازبات يمكنهن إلقاء نظرة خاطفة وسريعة على ما ستكون عليه صورة أزواجهن المستقبليين عن طريق المرآة.
      أما طريقة عمل الخرافة فقد لخصها الشاعر روبرت بورنز في قصيدة تعود إلى عام 1787 كالآتي :

      "خذي شمعة وأمضي وقفي لوحدكِ أمام مرآة، تناولي تفاحة قبل ذلك، ومن الأفضل أن تجمعي شعركِ إلى الأعلى؛ قفي هناك وسترين وجه الرجل الذي سيكون زوجكِ، سترينه في المرآة يختلس النظر إليك من وراء كتفكِ".

      هناك نسخة أخرى لهذه الخرافة تقول بأن الفتاة الراغبة في رؤية وجه زوجها المستقبلي عليها أن تهبط السلم بصورة معكوسة، أي وجهها للخلف وقفاها للأمام، وعليها أن تحمل بيدها مرآة يدوية تنظر فيها أثناء هبوطها للسلم لكي ترى وجه زوجها المستقبلي وهو ينظر إليها من وراء كتفها.

      طبعا أنا لا أعلم إن كانت هذه الطريقة تعمل فعلا أم لا، يمكنكِ أن تجربوها وتخبرونا بالنتيجة لاحقا، فهي طريقة سهلة ولا تكلفكِ سوى تفاحة!. وأمثال هذه الخرافات عن المرايا منتشرة في كل مكان، حتى في عالمنا العربي.


      مرايا السحرة .. تكون سوداء اللون ..

      يا لها من وصفات سحرية! .. ربما نضحك عليها للوهلة الأولى من دون أن ندرك بأن للناس في المرايا عقائد وخرافات غريبة ومتنوعة تعود في جذورها إلى أقدم العصور. وما زالت المرايا تستعمل حتى يومنا هذا من قبل المنجمين والعرافين للتنبؤ وكشف المستور. لكن العرافين لا يستعملون كل أنواع المرايا وإنما يفضلون نوع خاص يطلق عليه أسم المرآة السوداء، وتعرف أيضا بمرآة العرافين (Black scrying mirror )، يفضلونها أحيانا على كرات الكريستال الشهيرة، ربما لرخص ثمنها وتوفرها في المتاجر وعلى الانترنت.


      من العقائد الغريبة الأخرى عن المرآة هي تلك التي تتحدث عن قدرتها المزعومة في احتجاز أرواح البشر، ولهذا السبب كان الناس في أمريكا وأجزاء من القارة الأوربية يقومون بتغطية جميع المرايا في المنزل عند موت أحد أفراد العائلة، أو عند وجود جثة داخل المنزل. كان لديهم اعتقاد راسخ بضرورة عدم انعكاس صورة الميت في المرآة لكي لا تحتجز روحه داخلها، كما أمنوا بأن الحي يجب أن لا يرى انعكاس صورة الميت في المرآة لأن ذلك يجلب النحس.

      كان هذا الأيمان راسخا إلى درجة أن بعض الناس كانوا يغطون المرآة حتى أثناء نومهم، كانوا يعتقدون بأن الروح تغادر الجسد خلال النوم، وبأن المرآة يمكن أن تحتجز روح النائم وتمنعها من العودة إلى الجسد مما يتسبب بموته.


      المعتقدات الغريبة حول المرآة لا تنتهي عند هذا الحد، فهناك معتقد قديم آخر في أن كسر المرآة يسبب النحس ويجلب الشر، وبأن الشخص الذي يكسر المرآة سيعاني من سوء الحظ لمدة سبعة أعوام. وتكون الطريقة الوحيدة للتخلص من ذلك النحس هي بلملمة جميع أجزاء المرآة المكسورة ودفنها تحت الأرض.
      أما طول النظر في المرآة فهو مكروه لدى بعض الناس لأنه على حد زعمهم يمكن أن يسبب الحسد، فالمثل الدارج يقول "ما يحسد المال إلا أصحابه"، وعليه فأن الولع والإعجاب والغرور الزائد عن الحد بانعكاس الصورة في المرآة يمكن أن يتسبب بالمرض والموت!.

      المؤرخ أبن الجوزي يورد لنا في ذلك قصصا غريبة، فيحدثنا عن أشخاص ماتوا لأنهم أعجبوا بصورهم في المرآة، كالخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان الذي :" لبس يوما حلة وعمامة خضراء، ونظر في المرآة، فقال : أنا الملك الشاب، فما عاش بعد ذلك إلا أسبوعا
      وأتفق مثل ذلك مع الخليفة العباسي أبو العباس السفاح الذي نظر في المرآة يوما وكان من أجمل الناس وجها فقال : "اللهم إني لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك: أنا الملك الشاب، ولكني أقول : اللهم عمرني طويلاً في طاعتك ممتعاً بالعافية. فما استتم كلامه حتى سمع غلاماً يقول لغلام آخر: الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام، فتطير من كلامه، وقال: حسبي الله، لا قوة إلا بالله، عليه توكلت، وبه أستعين فما مضت إلا أيام حتى أخذته الحمى، فجعل يوم يتصل إلى يوم حتى مات بعد شهرين وخمسة أيام".



      نارسيس المسكين .. عشق نفسه ..

      طول النظر في المرآة قد يورث الجنون أيضا، خصوصا عندما يتحول إلى إدمان، وقد يقود في حالات معينة إلى نشوء نوع من الهوس والمرض النفسي من قبيل اضطراب
      التشوه الجسمي (Body dysmorphic disorder )
      والوسواس القهري (Obsessive–compulsive disorder ).

      ولعل قصة نارسيس الإغريقي الذي شاهد انعكاس صورته على وجه الماء فعشق نفسه إلى حد الموت هي أقدم مثال على ذلك الهوس الجنوني بالمظهر والصورة والنفس عموما، ومنه أشتق مصطلح النرجسية (Narcissism )، أي حب الذات.

      المفارقة أنه يوجد نوع آخر من الاضطراب النفسي معاكس ومغاير تماما، وهو يدعى الخوف من المرآة (Spectrophobia ) ، حيث يرتعب الأشخاص المصابين بهذا المرض من انعكاس صورتهم في المرآة، ولهذا يتجنبون المرايا إلى أقصى الحدود.

      وهذه الآفة النفسية قد تكون نتيجة لتجربة شخصية سيئة مع المرآة، كأن يكون المريض مولعا بمشاهدة أفلام رعب، أو يكون قد شاهد كابوسا مرعبا فيه مرآة، أو أن يظن بأنه شاهد شبحا أو شيئا مخيفا في المرآة.


      أخيرا فأن الخرافات المتعلقة بالمرآة لا تقتصر على البشر، فحتى الآلهة مولعة بالمرايا. فالمرآة كانت رفيقة محببة للربة افروديت، ربة الجمال والجنس والخصوبة لدى الإغريق. أما الربة الرومانية فينوس فكانت لا تفارق مرآتها اليدوية التي كانت ترى بواسطتها كل شيء، وقد تحولت تلك المرآة لاحقا إلى رمز (Venus symbol ) لكل ما يختص بالأنوثة، رمز نراه في الكثير من المواقع والمنتديات النسائية من دون أن ندرك أصله وكنهه.

      ماري الدموية والسينما


      أفلام عن ماري الدموية ..


      هوليوود تناولت خرافة ماري الدموية في العديد من أفلام الرعب، لكن معظم تلك الأفلام للأسف لم ترقى أبدا إلى مستوى نجاح الخرافة، حيث كانت في معظمها أفلاما تجارية فاشلة ركزت على تقديم الرعب الرخيص والخلاعة. وأشهر تلك الأفلام هي :
      - Urban Legends: Bloody Mary / 2005
      - Bloody Mary / 2006
      - Dead Mary / 2007
      - The Legend of Bloody Mary / 2008

      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-27, 01:18 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X