إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صدق او لا تصدق ... أسطورة الاكسيرالأحمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صدق او لا تصدق ... أسطورة الاكسيرالأحمر

    صدق او لا تصدق

    أسطورة الاكسيرالأحمر
    (الزئبق الأحمر)


    فقد وقع بين أيدي المحقق الصحفي البريطاني " غوين روبرتس " تقرير أعد لعناية " يوجيني " وزير الخارجية الروسي الذي كان وقتئذ على رأس جهاز الاستخبارات الروسية ، عن حقيقة مادة الزئبق الأحمر .
    وقد ذكر ذلك التقرير أن ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي بدأ بإنتاج هذه المادة عام 1968م في مركز " دوبنا " للأبحاث النووية ،
    وأن الكيماويين المتخصصين يعرفون هذه المادة بهذا الرمز ( H925 B206 ) وهي مادة تبلغ كثافتها ( 23 ) جراماً في السنتيمتر المكعب . وقد أحدثت هذه الدرجة الفائقة من الكثافة بلبلة في عقول العلماء الغربيين ، إذ أنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم ، بما في ذلك المعادن النقية .

    .
    ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم في قياس درجات الحرارة تبلغ (6,13 ) جراماً في السنتيمتر المكعب ، فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلاً من (20) جراماً في السنتيمتر المكعب الواحد .
    ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة جداً وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات .

    وقصة الزئبق الأحمر ارتبطت قديماً وحديثاً بالجن والشياطين والكنوز .

    ولكنه في الواقع أخطر من ذلك بكثير خاصة وأنه يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة ، كما يدخل في صناعة النشاط الذري بمختلف أنواعه . ويؤكد بعض الباحثين في علم الآثار أن هناك بالفعل ما يسمى " الزئبق الأحمر " وهو عبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع ، لا تزال تستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي ومصدر تصنيعه وتصديره لدول العالم هو بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق ، إذ تقوم بعض العصابات بتهريبه من داخل المفاعلات النووية هناك ليباع بملايين الدولارات في بعض دول العالم .

    الزجاجة التي أثارت القضية

    في بداية الأربعينات من القرن الماضي تم اكتشاف زجاجة تخص أحد كبار قواد الجيش في عصر الأسرة 27 " آمون.تف.نخت " الذي تم تحنيطه في داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة في عصره .
    وقد بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء " آمون.تف.نخت " قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة (27)

    ولا يزال هذا السائل محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية ، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر . وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري

    وهذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها ، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص بـ " آمون.تف.نخت " وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن ( ملح نطرون ، ونشارة خشب ، وراتنج صمغي ، ودهون عطرية ، ولفائف كتانية ، وترينتينا ) .

    ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة ، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد ، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة ، وبتحليله وجد أنه يحتوي على ( 90،86 % ) سوائل آدمية ( ماء ، دم أملاح ، أنسجة رقيقة ) و ( 7،36 % ) أملاح معدنية ( ملح النطرون ) و ( 0،12 % ) محلول صابوني و (0،01 % ) أحماض أمينية ، و ( 1،65 % ) مواد التحنيط ( راتنج ، صمغ + مادة بروتينية ) .
    ومن أحدث قضايا الزئبق الأحمر تلك التي أمر اللواء أحمد شفيع مساعد وزير الداخلية المصري لأمن الجيزة بتحويل المتهمين فيها للنيابة للتحقيق معهم . وكانت مباحث الجيزة قد ألقت القبض على طالب اسمه أحمد محمد أحمد ومدرس في مدرسة أوسيم التابع لمحافظة الجيزة اسمه صابر السيد ، وبحوزتهما قارورة تحتوي على الزئبق الأحمر ، زعما أنهما بواسطته استدلا على آثار مدفونة تحت الأرض ، وعثرت المباحث معهما بالفعل على قطع أثرية تنتمي لعصور مختلفة وتقدر قيمتها بسبعة ملايين جنيه إضافة إلى سائل أحمر اللون ، قالا أنه ساعدهما في العثور على الكنز وقالا في التحقيقات أن شخصاً ثالثاً استعمل هذا الزئبق الأحمر في تحضير الجان ، وأن هذا الجان قادهما إلى الآثار المدفونة تحت منزل أحدهما .

    اعترافات مشعوذ تائب

    حول علاقة الزئبق الأحمر بالجن وباستخراج الكنوز .. يقول حامد آدم وهو مشعوذ تاب إلى الله وتحول إلى داعية ، عن هذه العلاقة :

    إن تلك حقيقة وإن الجن يطلبون الزئبق الأحمر ، من الإنسان وهو غالي الثمن وقد يصل سعره إلى مئات الألوف بل ملايين الدولارات ، لأن الواحد من الجن يتغذى به ويساعده في إطالة عمره ، ويجعله شاباً ويعطيه قوة ،

    هذا الزئبق الأحمر لن يكون له أي مفعول على الجان إلا إذا حصل عليه من إنسان . ومن دونه لا يؤثر فيه ، ولهذا يطلب الجان من الدجال والمشعوذ الذي يتعامل معه أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة بقوة ونقاء يصلان إلى ( 93،7 % ) ومقابل هذا يعطي الجان الإنسان أموالاً ضخمة يسرقها من البنوك ومن مطابع العملة في البلدان المختلفة .

    وقد يخدع الجان الإنسان بأن يعطيه هذا المال لاستخدامه فترة معينة لا تتعدى أسابيع أو أياماً حسب إنفاقه مع حارس المال من الجن والآخرين الجن .

    وهكذا تتم عمليات " التنزيل " المعقدة وفق اتفاقيات بين الجن والإنسان ، والجن والجن .

    ويعترف حامد آدم بأنه قام بهذا العمل لصالح أحد الأشخاص عام 1995 وكانت الكمية ( 8 ) جرام ، وقد نفذت العملية وأحضر الجان لصاحب الزئبق مالاً من فئة الدولار الواحد .

    ويضيف حامد عن أساليب الشعوذة وتغيير الأشياء إلى مال ويقول إنه كان يحول أوراق الشجر إلى مال وفق تعاويذ معينة ، بعضها لفترة معينة وأخرى لمدة طويلة . وقد سألت الجن مرة من أين يحضر هذه الأموال ،

    فقال : إنها من كندا من مطبعة العملة لديهم . ويؤكد حامد إن هذا العمل لا علاقة له بالدين أو القرآن . ويعترف أنه تعلم هذا السحر من شيخ هندي قابله في منطقة على الحدود التشادية النيجيرية ، وهو من أشهر الذين يدعون أنهم يعلمون الشخص الكمال أو ما يزعمون أنه التعامل مع الله سبحانه وتعالى والرسول مباشرة .
    ويستخدم هؤلاء الدجالون أسماء غريبة يدعون أنها سريالية وهي في الحقيقة أسماء لسفهاء الجن الذين يتعاملون معهم ، وحتى يعطي هؤلاء لأنفسهم هالة يدعون أنهم في حضرة روحية
    .

    يحكى أن علمه بقدم عصور ما قبل الميلاد وتوراثته العصور الوسطى وجاء العرب وفي مهد الحضارة الاسلاميه من يؤكد لنا علمه فهل لايزال هذا الاكسير أسطوره...



    رسمه من مخطوطة العالم
    Cabala mineralis




    يقول " إبن النديم "… زعم أهل صناعة الكيمياء وهي صناعة الذهب والفضة من غير معادنها أنَّ أولَ من تكلم على علم الصنعة هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند إفتراق الناس عن بابل.

    وكان حكيماً فيلسوفاً وأنَّ الصنعة صحّتْ له وله في ذلك عدّة كتب. وقد قيل إنَّ ذلك قبل هرمس بأُلوف السنين على مذهب أهل القِدَم . وفي موضع آخر قال إبن النديم
    (والكتب المؤلفة في هذا الشأن- الكيمياء - أكثر وأعظم من أنْ تُحصى لأنَّ المؤلفين لها تنحّلوها عنهم. ولأهل مصر في هذا الأمر مصنِّفون وعلماء. والبرابي المعروفة وهي بيوت الحكمة وماريّة القبطية من بلاد مصر ).

    لكن " إبن النديم " يعود ليقول (… وقيل أنَّ أصل الكلام في الصنعة للفُرْس الأُوَل. وقيل أول من تكلّمَ عليه اليونانيون وقيل الهند وقيل الصين والله أعلم ).

    أما " تيلر " الذي تكلّمَ عن صناعة الإكسير الذي يُطيل الحياة، وهو أمر يدخل في صميم صناعة الكيمياء، فقد قال

    ( …إنَّ موضوع إكتشاف إكسير الحياة فكرة موجودة في الأدب الهندي قبل الميلاد بما يزيد على الألف سنة. وربما إنتقلت إليهم هذه الصنعة عن طريق الصين. إذ إهتمَّ الصينيون بتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة منذ القرن الرابع قبل الميلاد. إلاّ أنَّ إهتمامهم الأكبر كان نحو إكتشاف إكسير الحياة الذي يُطيلُ العمر.)

    من خلال متابعتي لكتب أوائل الكيميائيين وجدتهم جميعاً يَنحَون إلى وصف المعادن كالذكر والأنثى وتزويجهما !؟ مثلا في كتاب ( قراطس الحكيم )

    (… لأنَّ المركب هو مركبان إثنان كل واحد منهما مركب مثل الرجل والإمرأة مركبة فإذا إجتمعا وتزاوجا أخرج اللهُ من بينهما ولداً وذلك للشهوة التي جعل الله بينهما فلزم بعضُها بعضاً وفرح بعضهم بلقاء بعض فهذا علم الواحد وتبيانه ...)

    لقد أوليتُ هذا الكتاب ( كتاب قراطس الحكيم ) أهمية خاصة لأن مؤرخي الكيمياء يعتبرونه أول كتاب وُضِعَ في علم الكيمياء. ومن جهتي فإني أعتبره الجسر الذي ربط الماضي بالحاضر وربط كيمياء عصور ما قبل الميلاد بكيمياء العصور الوسطى الغربيه وعصر العرب في صدر الاسلام كما سنرى لاحقا.

    وأخص الذكر لخالد بن يزيد بن معاويه

    فقد كان يروى أن راهب يُدعى " ماريانوس " كان يشتغل في الكيمياء، وقد سمع به الأمير العربي خالد بن يزيد وإستدعاه إلى دمشق ليتعلم منه الصنعة، فقَبِلَ هذا الراهبُ المجيء من الاسكندريه إلى سوريا ليُعلِّمَ خالد الكيمياء، وقام في ترجمة عدة كتب إلى اللغة العربية.

    ومما يجزم لنا هذه القصه هو إطلاع خالد لكتب العصور الوسطى ووصف علومها والتي جائت تشبه مفاهيم (كتاب قراطس الحكيم) الكتاب الذي يعود تاريخه إلى عصر ما قبل الميلاد !

    وهذا يدلل على أن علماء العصور الوسطى قد توارثوا آثار علوم ماقبل الميلاد وكتموها في رموزها التي إستعصت على الكثير من الباحثين فكها.

    إلا أن كما نرى في هذه القصيدة لخالد بن يزيد أنه فلح في فك رموزعلومهم أو كما يوصله لنا في قصيدته هذه وهي أيضا تثبت لنا إطلاعه لكتب القوم .


    في ((..كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء..)) كتب هذي القصيده

    يا طـالــبـًا بـوريـطش الـحكـمـاءِ عــي مـنـطـقا حـقـا بـغيرِ خفاءِ

    هـو زيـبـق الشرق الذي هتفوا به فـي كتـبـهم من جُـملة الأشياءِ

    سـمّـَوه زَهْـرًا فـي خـفي رموزهـم والخُرْ شُقُلا أغـمـضَ الأسـماءِ


    قوله بــ سموه زهرا في خفي رموزهم أيقصد كتب العصور القديمه لاهل الكتاب هل كانوا يرمزون علم الزئبق الاحمر بالزهر !!؟

    لندع الرسومات تحكي لنا هذا....





    أجد هذه الرسومات وهي لاحد علمائهم

    من القرون الوسطى واسمه

    Mylius Donum

    تشبه وصف " قراطس الحكيم "ما قبل الميلاد

    وإنه لدليل واضح على تأثر تلك الحقبه بهذا العلم

    أقصد علم تشبيه المعادن كالذكر والانثى

    كما قال في كتابه...

    (...لأنَّ المركب هو مركبان إثنان كل واحد منهما مركب مثل الرجل والإمرأة مركبة فإذا إجتمعا وتزاوجا أخرج اللهُ من بينهما ولداً وذلك للشهوة التي جعل الله بينهما فلزم بعضُها بعضاً وفرح بعضهم بلقاء بعض فهذا علم الواحد وتبيانه... )

    رسومات من مخطوطات العصور الوسطى

    سبعة قوارير

    مخطوطه.... (... زهرة التراب...)... هي للعالم "...سوليس العظيم..." تتضمن رسومات من أجمل رسومات الخيمياء سماها بـــ "...القوارير السبع..." توجد هذه المخطوطه في متحف

    برلين ،تحوي أشكال من القرون الوسطى ومخطوطة على رق لامع ، مع زخرفيه الحدود ، بديعة ومطليه بالذهب .وقد نسخت في لندن في وقت لاحق وتحوي رمزية الخيمياء مثل الموت والانبعاث الملك ، وتتضمن سلسلة من سبع قوارير ، مرتبطة ببعضها تنطوي على التحول من الطيور والحيوانات الى رموز الملكه والملك وأسماء الكواكب وتسلسل الابيض للاحمر


    . الشرح العملي على الارجح يتحدث في تحضير إكسير الحياة بما يعرف بـ الزئبق الاحمر ويرجع تاريخها الى القرن الخامس عشر.

    إسلوب العالم " العظيم سوليس" له إضاءات توحي أنه أخذ هذا العلم من الاسطوري تريسموسن سالومون ، وأن هذا هو من علم الاسطوري هورقوليز الحقيقي

    الرسومات تحوي على مسميات كتبها العالم تبيين مراحل التكوين

    التنين
    والطفل




    المشتري
    والطيور الثلاثه






    المريخ

    والطير ذو الثلاثه رؤوس




    الشمس

    والتنين ذو الثلاثة رؤوس





    فينوس

    ذيل الطاؤوس



    الزئبق

    الملكه البيضاء



    القمر

    الملك الاحمر




  • #2

    الزئبق الأحمر الفرعوني
    بين العلم والخيال


    ذكر العلامة جابر بن حيان (أبو الكيمياء) أن الزئبق نوعان:

    - النوع الأول هو الزئبق المعدني و الذي يوجد في الطبيعة.

    - أما النوع الثاني فهو الزئبق المستنبط من جميع الأشياء ، ويقصد بذلك أنه مركب من جميع المواد الموجودة في الطبيعة، والنوع الأخير اشتهر بين بعض الجهلاء من العامة وحتى المتعلمين منهم باسم الزئبق الفرعوني خصوصاً في الآونة الأخيرة فهم لا يصنفونه على انه مركب كيميائي معقد بل يصنفونه على أنه مادة سحرية لها مواصفات تخلب الألباب ، على الرغم من أنه يستحيل تركيبه علمياً فلا وجود لمركب يتألف من جميع العناصر الكيميائية المذكورة في الجدول الدوري لماندلييف.

    و قبل الدخول في دهاليز أسطورة الزئبق الفرعوني ، نذكر أمراً صغيراً حدث مع العلامة العربي (جابر بن حيان) والذي تلقى علمه على يد والده (حيان بن عبد الله) الذي كان يعمل عطاراً فعلمه أسرار المعادن و الأحجار و لكنه حذره من البحث عن (حجر الفلاسفة: أقرا عنه في الأسفل) ذلك الشيء الذي جُن العلماء و الناس بالبحث عنه طوال العصور القديمة و الوسطى بهدف تحويل المعادن الرديئة إلى ذهب بما كان يعرف بعلم الخيمياء Alchemy وكإكسير للحياة Elixir of life يخلد الشخص الذي يعثر عليه ، ونجد تشابهاً كبيراً مع أسطورة الزئبق الفرعوني التي تنتشر في يومنا هذا والتي خلبت بعض عقول الناس و جعلتهم يجاهدون في البحث عنه و يستميتون في ذلك مع أنهم لن يعثروا عليه أبداً والسطور التالية ستكشف لنا ماهية ذلك الزئبق المزعوم.

    الزئبق الفرعوني كـ “مادة سحرية:”

    يزعم الباحثون عن الزئبق الفرعوني أنه مادة سحرية تماثل في الشكل فقط (وليس في الخصائص)الزئبق الطبي الأبيض (في الواقع هو فضي اللون) الموجود في أجهزة قياس الضغط و الترمومترات (أنابيب قياس درجة الحرارة )و لكنه يتخذ ألواناً أخرى كالأحمر و الأخضر الفستقي والأسود ويكون هذا الزئبق الفرعوني بداخل أمبولة حجرية (الأمبولة :مصطلح يستخدمه هؤلاء للدلالة على الخرطوشة التي تحوي الزئبق المزعوم)ولكن ليس له فوهة يفتح منها و ليس له غطاء مع أنه مجوف من الداخل ، و إذا رجه من يمسكه فإنه يعطي إحساساً بالارتجاج من دون صدور صوت.

    - عندما يسألهم المتحاذقون عن كيفية دخول مادة الزئبق بداخل الأمبولة دون أن يكون له فوهة تغلق بعد ملئ الأمبول بها فيردون :”هذا من الخصائص السحرية للصناعة عند الفراعنة و مهارة فائقة تضاف إلى الخصائص السحرية العديدة الأخرى لتلك المادة العجيبة”، كما يصفون شكل الأمبولة بالقول:”إن هذا الأمبولة الحجرية لابد أن يكون مرسوم أو منقوش عليه رمز العقرب على أحد جوانبه و رمز ثعبان الكوبرا وهو رمز فرعوني ثم رمز مفتاح الحياة عند الفراعنة (يجسد فكرة الخلود لدى الفراعنة) ويكون هذا الإمبولة الحجرية بداخل مومياء الملك يضعه الكهنة للحفاظ على جثته من التعفن و التحلل و التفسخ وتحديداً عند الرقبة فى الرجل أو في العضو التناسلي للمرأة إن كانت المومياء تخص ملكة.”


    استناداً لتلك الفكرة فإن ذلك الزئبق لا يوجد إلا في المقابر الملكية ، ومع ذلك لم يحدث أن عثر عليه لو مرة واحدة خلال عمليات التنقيب في المقابر الملكية أو على مومياء صاحبها أو صاحبتها كما لم توجد بها تلك الأمبولات (جمع أمبولة)التي يدعونها !

    تجارة الزئبق الفرعوني

    تعادل أمبولة الزئبق الفرعوني ثلاثة جرامات و ثلث جرام ، أي ثلاثة غلات و ثلث غلة صغيرة ، وهناك أمبولة آخر به سبعة جرامات و ثلث جرام، و ذاك الأمبولة أطول قليلاً من الأمبولة الأولى و لا أدري هنا أهمية الثلث بالتحديد وكيف يُرى بالعين المجردة ، إن كانت الحبة الكاملة منه متناهية الصغر فكيف يكون ثلثها إذن؟!

    وللزئبق الفرعوني ثلاث أنواع تتميز بألوانها بحسب مزاعمهم وهي:

    - الزئبق الأحمر :

    و هو أرخص هذه الأنواع الثلاث حيث أن الجرام منه يباع ب(5)مليون دولار فقط!، و لكن التاجر يأخذ الأمبولة كاملة بـ(15)مليون دولار(أمبولة واحد = ثلاثة جرامات وثلث الجرام ) و لكنه لا يدفع ثمن الثلث جرام الأخير و يأخذه فوق البيعة

    - و النوع الثاني هو (الزئبق الفستقي)

    و يبلغ ثمن الجرام منه(10)مليون دولار-

    أما النوع الثالث و الأخير وهو (
    الزئبق الأسود )
    يعتبر أغلى الأنواع إذ يبلغ ثمن الجرام الواحد منه (20) مليون دولار!


    مزاعم عن خصائصه الفيزيائية
    إن أمبولة الزئبق الفرعوني عندما يُكسر و تُسكب غلات الزئبق على الأرض تتجمع حبيباته أو غلاته و تتحد وتكون حبة واحدة كبيرة دون أن يمتصها تراب الأرض ، وإذا عزل ثلث الجرام من الزئبق الفرعوني عن باقي الجرامات الثلاث ثم وضعنا باقي الجرامات الكاملة في الأمبولة دون وضع الثلث جرام وأعيد لحام الأمبول مرة أخرى ثم قام أحدهم برجه فإنه لن يُحدث نفس نتيجة الرج السابقة
    إحساس بالارتجاج إلا عند إضافة ثلث جرام المتبقي.


    جدير بالذكر أن الزئبق الطبي العادي الموجود في الطبيعة يحدث له نفس ما يدعون حدوثه مع الزئبق الفرعوني المزعوم، فالزئبق عنصر معدني (من الفلزات)غير أنه في حالة سائلة فلا وجود لخصائص خارقة هنا.


    - مزاعم عن منافعه العلاجية والصحية

    يزعم البعض أن الزئبق الفرعوني بألوانه الثلاثة عبارة عن مادة سحرية يشتريها التجار و يدفعوا فيها الملايين ليربحوا من وراءها المليارات فهم يبيعونها للأمراء و الملوك و الأثرياء الذين يعانون من الشيخوخة أو من عجز جنسي عن طريق حقن جرام منه في آخر فقرة عند أسفل العمود الفقري فيتجدد شبابه و تقوى عزائمه وتعود إليه حيويته الجنسية حتى لو كان له من العمر مئة سنة، ثم أنه يستخدم في علاج الكثير من الأمراض كالعمى و البرص و الجذام و الروماتيزم وكثير من الأمراض المستعصية.


    - مزاعم عن أهميته في تنزيل الأموال بواسطة الجن

    للزئبق الفرعوني استخدامات أخرى بواسطة الدجالين (مشايخ كما يحب البعض أن يسموهم)فيشترونه ليطعموا منه خادميهم من الجن فتعود إليهم حيويتهم وشبابهم بهدف أن يساعدوا سيدهم (الدجال)بالمقابل في استخراج الكنوز وذلك بعد أن يتحول الجني الذي يبلغ من العمر خمسة آلاف سنة مثلاً إلى جني شاب في الثلاثينيات من عمره ! أو يقوم ذلك الشيخ بتنزيل مليارات من أموال البنوك أي سرقتها بواسطة الجن دون أن يراهم أو يشعر بهم موظفي أو حراس البنك حيث لا تُفتح خزائن البنك الفولاذية أصلاً و لكن الجن له القدرة على اختراقها و سرقة محتوياتها دون حدوث صوت أو فرقعة أو كسر.

    فهل يعقل أن تسرق مثل هذه المليارات من الأموال بواسطة الجن و تختفي من البنك دون أن يكتشفها محاسبو البنك سواء أكان بنكاً سويسرياً أو في أي دولة أخرى مع أن النقود تُعد يومياً في البنوك ولو تم اكتشاف اختفاء مائة دولار فقط تنقلب الدنيا و لا تقعد، و ربما تُستدعى الشرطة للتحقيق و معرفة السارق و لانقلبت وسائل الإعلام تزف هذا الخبر الغريب إلى الناس حول العالم، فكيف تختفي كل هذه المليارات دون فتح أو كسر الخزائن الفولاذية؟


    أساليب الاحتيال والنصب

    تخضع عمليات بيع شراء (الزئبق الفرعوني)إلى سلسلة من الوسطاء التجاريين بين مالك الأمبولة والمشتري النهائي. فبعد العثور على تاجر يوافق على شرائه يبدأ مالك الأمبولة بإملاء شروطه على التاجر بشكل غير مباشر وعبر سلسلة من الوسطاء ومن بين هذه الشروط أن يحصل مالك هذه الأمبولة على ثمنها كاملاً قبل أنه يكسرها التاجر، أما إذا كان من سيشتري هذه الأمبولة من المشايخ الغير مصريين و البعيدين عن مصر فإن الشيخ (الدجال)يخبر هؤلاء الوسطاء بأنه لن يأتي إلى مصر إلا إذا تأكد من أن هذا الأمبولة به فعلاً زئبق فرعوني ويأمر الوسطاء بإبلاغ مالك الأمبولة بأن سيجري بنفسه بعض الاختبارات على الأمبولة التي بحوزته للتحقق منها،
    و هذه الاختبارات هي:

    - الاختبار الأول: يضع مالك الأمبوله أمبولة خلف ظهره وعلامة نجاح الاختبار هي انتصاب قضيبه.

    – الاختبار الثاني :يوضع الأمبولة أمام مصباح كهربائي وعلامة نجاح الاختبار هي انفجار المصباح.

    – الاختبار الثالث: يوضع الأمبولة أمام شاشة التليفزيون أو فوق جهاز التليفزيون وعلامة نجاح الاختبار هي انفجار الجهاز.

    – الاختبار الرابع : يوضع الأمبولة أمام المرآة وعلامة نجاح الاختبار هي عدم انعكاس صورة الأمبول فيها.

    – الاختبار الخامس: يكسر الأمبول وتوضع حبيباته في طبق معدني حتى تتجمع في حبة واحدة وعندها عليه أن يضع حبات من الثوم بداخل الطبق ، فإذا تنافرت غلات الزئبق ينجح الاختبار الخامس و الأخير .

    - و بعدما يبلغ مالك الأمبول وسطاء التاجر أو الشيخ بأنه قد أجرى كل هذه الاختبارات و تمت بنجاح ، يسعى أولئك الوسطاء المخدوعين والذين لم يروا الأمبول أصلاً أو شهدوا تلك الاختبارات الزائفة ، يخبرون الشيخ أو التاجر بذلك فيطلب منهم الشيخ أن يبلغوا مالك الأمبول إنه يوجد اختبار أخير حتى يتأكد الشيخ من صدق كلام صاحب هذه الأمبولة وهي أن يحضر من بلده إلى مصر ومعه ثمن الأمبولة كاملاً وهذا الاختبار الأخير هو أن يمسك مالك الأمبول به في يده اليسرى ثم يتصل على الهاتف المحمول بذلك الشيخ حيث يقوم الشيخ آنذاك بتسخير خدامه من الجن على هذا الأمبول عبر الهاتف المحمول و يقرأ بعض التعاويذ ليتأكد من أن ذلك الأمبول يحتوى فعلاً على زئبق فرعوني، و لما يبلغ الوسطاء هذا الكلام لمالك الأمبول يسارع بالرفض بحجة أن الشيخ ربما يسرق ما بداخل الأمبول من غلات (جرامات) الزئبق عن طريق سحبها منه دون أن يراها أحد بواسطة خدمه من الجن ثم يترك له الأمبول فارغاً تماماً من الزئبق ؛أو يقوم بتنزيل نقود (سرقة نقود ) من البنوك بواسطة هذا الزئبق المسخر عليه أعداد غفيرة من الجن وعندها سيبطل مفعول الزئبق الفرعوني الذي بالأمبولة ويصبح زئبقاً عادياً لا فائدة منه و لايباع حتى بمليم واحد ، و كل هذه العملية الخرافية تستغرق شهوراً طويلة و ربما يبحث الوسطاء عن شيخ آخر، و عندما يجدون هذا الشيخ يطالبونه بالحضور إلى مصر لمشاهدة هذه الأمبول و اختباره بنفسه ، فإن وجده فعلاً زئبق فرعوني و نجحت كل اختباراته أمامهم ،فعليه أن يشتريه و يدفع لمالكه الثمن بالكامل ؛ بالإضافة إلى نصيبهم كوسطاء ، وإن لم يجده كذلك و فشلت كل اختباراته أمام أعينهم فإنهم سيدفعون مبلغاً كبيراً كشرط جزائي لهذا الشيخ أو التاجر يتفق عليه مسبقاً وهذا ما يحدث غالباً و يكسب الشيخ أو التاجر الشرط الجزائي لأنه يعلم تماماً أنه لا وجود لهذا الزئبق الفرعوني أصلاً وهي فرصته ليتكسب بعض الأموال كعادته و لكن هذا ليس خطأه وحده و لكنه خطأ هؤلاء الوسطاء الحمقى الذين يجرون و يلهثون وراء هذا الزيف الذي يسمونه زئبق فرعوني
    ويصدقون كل من يوهمهم بأنه يمتلك أمبولة منه فينفقون أموالهم على الاتصالات الدولية و التنقل لمسافات طويلة و دفع الشرط الجزائي الذي يكسبه الدجال في النهاية بعد فشل الاختبارات على الأمبولة المزعومة التي يشاهدونها و يشاهدون الأمبولة لأول مرة فقط عندما يأتي الشيخ (الدجال)من بلده و يقابل مالك الأمبولة التي تكون عبارة عن أنبوبة من الحجر على شكل أمبولة منقوش عليه رمز مفتاح الحياة و العقرب و ثعبان الكوبرا من الخارج وبها فتحة أو فوهة عندما يُكسر تخرج منها حبيبات زئبق طبي عادي لا تساوى مليماً واحداً فهي أشياء تصنع خصيصاً للنصب على الشيوخ و التجار و الوسطاء والأثرياء وربما يربح مالك هذا الأمبول المزيف في إحدى المرات و ربما يربح الدجال في مرة أخرى وهكذا و يشاع بين أوساط هؤلاء الجاهلين أنه يوجد نوع آخر من الزئبق يسمى (زئبق أبيض روحاني) و يقولون إنه زئبق طبي أبيض كالموجود في الطبيعة و لكن عليه بعض الأسحار الخفيفة (الروحانيات كما يسمونها )وهذا النوع من الزئبق لا يفيد في شيء و لا يشتريه أحد وليس له سعر أصلاً في سوق الزئبق !


    الزئبق الأحمر

    هناك نوع آخر من الزئبق يتم الاحتيال به بواسطة بعض المحتالين لعدم وجود الزئبق الفرعوني الأصلي و يطلقون عليه (أمبولة زئبق ألماني)
    و يقولون إنه يوجد في محولات الكهرباء القديمة في السد العالي أو بداخل أجهزة التليفزيون الألمانية القديمة وحتى في ماكينات الخياطة الألمانية من نوع سينجر وهو عبارة عن أمبولة زجاجية يشبه قطعة الزجاج التي يوضع بداخلها المادة الكيميائية في أجهزة استشعار الحرائق في الفنادق ويقولون أن هذه الأمبولة تحتوى على غلات من الزئبق حمراء اللون ويستخدمونها في النصب على الأثرياء وإيهامهم بأنه زئبق فرعوني و لكن عندما يأتي تاجر أو شيخ محتال مخضرم في الاحتيال ويشاهد هذا الأمبول يقول لمالكه أن هذا الزئبق الألماني له أيضاً ثمن و يباع الأمبول بالكامل بمليون جنية مصري إذا نجحت اختباراته ولو نجحت الاختبارات يشتريه التاجر ليحتال به على الأثرياء طالبي الزئبق الفرعوني و يبيعه لهم على أنه زئبق فرعوني و بعد موافقة مالك الأمبول يتم كسر الأمبول الذي هو عبارة عن قطعة زجاجية أو حجرية ليس عليها الرموز الفرعونية الموجودة على أمبولة الزئبق الفرعوني
    (كما يزعمون).

    - الاختبار الأول: تفرغ محتويات الأمبولة بعد كسرها في طبق زجاجي أو معدني ثم توضع غلات الزئبق فوق منديل ورقي فإذا أمتصها المنديل الورقي أو أمتص اللون الأحمر يصبح هذا الزئبق زئبقاً عادياً أبيض تم تلوينه بطريقة بدائية أما إذا لم يمتصها المنديل الورقي و لم يتغير لون غلات الزئبق الحمراء يكون الاختبار قد نجح.

    - الاختبار الثاني: هو أن تعصر ليمونة فوق غلات الزئبق الألماني ، و هي بداخل الطبق المعدني أو الزجاجي ، فإذا تغير لونها من أحمر إلى أبيض يفشل الاختبار وإن لم يتغير اللون ينجح الاختبار ويكون ما بداخل الأمبولة عبارة عن زئبق أبيض تم تلوينه باللون الأحمر بعناية حتى يتم النصب به على الأثرياء وهذا طبعاً يتم في حالات نادرة فتلوين الزئبق الطبي الأبيض باللون الأحمر يتطلب كيميائي مخضرم ليقوم بهذه العملية

    - و يشاع أن هناك بعض الكيميائيين يقومون بتلوين الزئبق الطبي الأبيض باللون الأحمر ؛ و لكن هذا اللون لا يستمر سوى أيام قلائل بعدها يعود الزئبق الملون بالأحمر للونه الأبيض الطبيعي تلقائياً أي يجب أن يباع قبل فساده لأي تاجر أبله أو ثرى أحمق لا يعرف هذا السر حتى و إن أكتشف الأمر بعد شراءه فإن ما دفعه لا يساوي شيء فيما يملكه من مليارات حتى و إن أغتاظ و أراد الانتقام لن يعثر على من باعوه هذا الأمبولة و لا على أي أثر لهم وهناك من يضع في هذه الأمبولات الحجرية أو الزجاجية طلاء أظافر أحمر و يدعي أنه زئبق ألماني أحمر ويدخل دائرة الاحتيال و النصب فإما أن يخسر شرطاً جزائياً و يحمل الخسارة على الوسطاء و إما أن يكسب من بعض البلهاء بضعة آلاف من الجنيهات كثمن أمبولة بها طلاء أظافر لا يزيد ثمنه عن جنية واحد !

    أن لكل عصر أساطيره فمثلما كان حجر الفلاسفة أو إكسير الحياة أسطورة ابتلي بها الكثيرون في العصور المظلمة في أوروبا التي طغت عليها ممارسة السحر و تصديق الخرافات ، كذلك هي أسطورة الزئبق الفرعوني في عصر الثورة المعلوماتية والتقدم الهائل في كافة مجالات التقنية.

    مع تمنياتي لكم بالفائدة والمتعة.



    تعليق

    يعمل...
    X