إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفوستو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفوستو


    الفوستو

    قبل عشرين أو ثلاثين عاما كان أول شيء يسأل عنه المرء حين يرغب بشراء منزل جديد هو(هل يملك صكا شرعيا أم لا ) ؟.. فإن كان الجواب «نعم» تم شراء المنزل بالسعر المعروض وإن كان «لا» عزف عنه أو بخس ثمنه..

    أما في الهند فأول ما يسأل عنه المشتري (هل المنزل فوستو أم لا ؟) فإن كان «فوستو» اشتراه بأي سعر وإن كان «غير فوستو» عزف عنه أو قلل من قيمته !!

    والفوستو أمر يصعب شرحه مالم تولد في «الهند» وتؤمن بما يسمى طاقة الحياة.. ولكن يمكن القول إن «منزل الفوستو» يبنى حسب مبادئ تتوافق مع طاقة الأرض وتتناغم مع تأثيرها على أجساد البشر. فالهنود - والهندوس على وجه الخصوص - يؤمنون بأن الأرض كائن حي يفزر طاقة خفية وشفافة تتغلغل في أجساد المخلوقات. وهذه الطاقة (التي نستطيع تمثيلها مؤقتا بطاقة الأرض المغناطيسية) تنساب في اتجاهات يستحسن العيش والنوم ضمن تيارها - وليس في وضع معترض أو معاكس لها -..

    وهذه الفكرة - التي تعود الى خمسة آلاف عام مضت - أصبحت في الهند مذهبا معماريا معاصرا (بحيث يفرق الهنود بين مهندس معماري تقليدي ومهندس متخصص في الفوستو). والبيت المبني حسب هذا النظام يحقق لساكنيه الصحة والطمأنينة ويجلب لأصحابه السعادة والحظ الطيب (ولا يمكن لربته أن تصاب بالصداع).

    ومن أهم شروط هذا المنزل بناؤه فوق إحدى نقاط التدفق الخارجة من الأرض ، وتصميمه بشكل مربع - مع مركز مفتوح في الوسط - ومراعاة توازيه مع جهات الأرض الأربع.. وفي ظل هذه الشروط وحدها يمكن لطاقة الأرض أن تنساب بطريقة سلسة ومستمرة ويتاح لها التغلغل بين أفراد العائلة بطريقة طبيعية مريحة...

    وما يهمني شخصيا ليس تأكيد هذه الفكرة او إنكارها ؛ بل الاشارة الى وجود مثيل لها في معظم الحضارات القديمة ؛ ففي الصين مثلا كانوا ينظرون للأرض كمخلوق حي يضم شرايين وتقاطعات مقدسة (تبنى فوقها المعابد ومراكز الاستشفاء الخاصة). وفي عام 1920 لاحظ المساح الانجليزي الفريد واتكنج أن المعابد المقدسة في أوربا القديمة بنيت على خطوط مستقيمة تنطلق من شعاع واحد - وله كتاب جميل بهذا الخصوص يدعى «المسارات المقدسة» - ...

    أما الفراعنة فبنوا الأهرامات والأضرحة بحيث تتعامد مع اتجاهات الأرض الأربعة وتمنع المواد العضوية من التعفن بداخلها. أما الرومان فكانوا يعمدون - حين يقررون بناء مدينة جديدة - إلى ترك المواشي ترعى في المكان لفترة قبل أن يذبحوها لفحص أكبادها وأمعائها وملاحظة مدى تأثرها ببيئة المنطقة.. ونفس هذه الفكرة نجدها لدى هنود البيرو حيث كان الأزتيك يبنون معابدهم فوق «نقاط مقدسة» يتعرفون عليها من خلال مراقبة الأماكن التي تفضل الحيوانات المبيت فيها - وهذا بدوره يذكرنا بقوافل العرب التي كانت تبيت في الأماكن الذي تفضلها «النياق» اعتقادا منهم أنها تملك موهبة التفريق بين المواقع الحية والميتة..


    وهذه الأيام يتنامى الاعتقاد أن لمواقع العيش تأثيراً خفياً على صحة البشروأمزجتهم الخاصة؛ فهناك مثلا تأثير الشكل العام للمنزل (مكعب/ كروي/ هرمي) وقربه أو بعده من مصادر الطاقة الكهربائية (كالأبراج ومحطات التحويل) وتعامده مع تدفق المجال المغناطيسي للأرض (المنساب من الشمال نحو الجنوب


    والحقيقة أن الحيوانات تعرف المكان الفوستو

    لذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة

    ترك ناقته إلى أن تبرك وحدها وبنى المسجد في ذاك الموضع



  • #2
    مشكور على الموضوع الرائع

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق

    يعمل...
    X