إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة ... Silent Weapons for Quiet Wars

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة ... Silent Weapons for Quiet Wars




    أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة
    Silent Weapons for Quiet Wars

    ّكل شيء تتوقعه من السلاح العادي يمكن للسلاح الأخرس إنجازه لصانعيه، لكن فقط وفق الآلية التي يعمل بها. هذا السلاح يطلق أوضاع معيّنة بدلاً من طلقات نارية، طلقاته مدفوعة بمعالجة معلومات بدلاً من التفاعل الكيماوي (انفجار البارود) ، تتنطلق من جهاز كمبيوتر بدلاً من مدفع، يديرها مبرمج كمبيوتر بدلاً من رامي قناص، وبأوامر من مصرفيين نافذين بدلاً من جنرالات عسكريين.

    لا يُحدث أي صوت انفجار، لا يسبب أي جروح جسدية ، ولا يتدخّل في الحياة الاجتماعية اليومية لأحد. لكنه بنفس الوقت، يُحدث ضجّة واضحة وجلية، ويسبب أضرار عقلية واضحة وجلية ، التأثيرات التي يحدثها طبعاً هي واضحة وجلية فقط بالنسبة للمراقب الخبير والمتمرّس الذي يعلم أين يبحث وعن ماذا يبحث.

    لا يستطيع الناس استيعاب هذا السلاح، وبالتالي لا يصدقون بأنهم معرّضون لهجومه ويخضعون لتأثيراته لدرجة القهر والاستعباد.
    قد يشعر الناس غريزياً بأن هناك خطأ في مكان ما، لكن بسبب الطبيعة التقنية للسلاح الأخرس، لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بطريقة عقلانية وواضحة، أو التعامل مع المسألة بالاعتماد على الذكاء الفطري وحده. وبالتالي، لا يعرفون كيف يصرخون طلباً للنجدة، ولا يعرفون كيف يتشاركون مع الآخرين لحماية أنفسهم ضد هذا السلاح.

    عندما ينطلق هذا السلاح تدريجياً، يتكيّف الناس مع حضوره ويتعلمون كيف يتحملون ويتعايشون مع انتهاكه التدريجي لحياتهم حتى يصل الضغط (النفسي نتيجة الوضع الاقتصادي) إلى مستوى متجاوز للحدود فينهارون تماماً.

    لهذا السبب، يمكن اعتبار هذا السلاح الأخرس سلاحاً بيولوجياً. إنه يهاجم الحيوية، الخيارات، وقدرة التحرّك لدى أفراد المجتمع من خلال معرفة وفُهم والتحكّم بـالتصرفات ، ومهاجمة مصادر الطاقة الطبيعية والاجتماعية لديهم، وكذلك قوتهم وضعفهم العاطفي والعقلي والجسدي

    تسربت هذة المعلومات من قبل شخص مجهول. ولم تسرق الوثائق الخاصة بة ، ولم يتورط احد في أي عملية سرقة من حكومة الولايات المتحدة، كما لم نحصل على الوثيقة بأي وسيلة غير نزيهة أو غير قانونية.

    نشعر بأننا لا نعرّض “الأمن القومي الامريكى ” لأي خطر من خلال نشر هذه الوثيقة، بل بالعكس تماماً، حيث تم التأكّد من صحّتها وأصالتها، وبالتالي نشعر بأنه ليس فقط من حقنا نشرها، بل واجبنا الأخلاقي يفرض علينا فعل ذلك أيضاً.

    ربما لاحظتم بأننا مسحنا العناوين الهامشية التي تكشف عن هوية العاملين في مركز التدريب التابع لوكالة المخابرات المركزية C.I.A. Training Center، لكنني أؤكّد لكم بأن هذة المعلومات صحيحة ، ولقد تم التأكيد على صحتها من قبل أربعة أشخاص مختلفين من الكُتاب التقنيين للمخابرات العسكرية، وأحدهم خرج على التقاعد منذ فترة وجيزة ويرغب بشدّة أن تُنشر هذة المعاومات حول العالم، وهو لا زال يعمل كمهندس إلكتروني مع الحكومة الفدرالية، ولديه منفذ إلى سلسلة طويلة من كتيبات تدريبية مشابهة لهذا الكتيّب. وشخص آخر في “هاواي”، ويحوز على أعلى ترخيص أمني في المخابرات البحرية، وآخر يدرّس في إحدى الجامعات، ويعمل مع وكالة المخابرات المركزية منذ سنوات طويلة، ويريد الخروج من هذه الحلقة المظلمة قبل أن يقع الفأس على رؤوس المتآمرين.

    نعتقد بأنه وجب على العالم أجمع أن يعلم بهذه الخطة، لذلك قمنا بنشر مئة نسخة من هذه الوثيقة لشخصيات سياسية مسؤولة حول العالم، لنسأل هؤلاء المحتلين لمناصب عليا عن آراءهم بخصوصها.
    كافة الآراء نصحتنا بنشر هذه الوثيقة لأكبر عدد ممكن من الناس على أمل أن يعرفوا ويفهموا ويتنبهوا بأن الحــرب قد أعلنت عليهم، وليس هذا فحسب، بل أن يتعرّفوا على العدو الحقيقي للإنسانية.

    نظريات المؤامرة ليست جديدة في التاريخ. فطالما زخر التاريخ بمخططات اغتيال القياصرة والانقلاب على روما. لكن مع ذلك، نادراً ما ظهر إلى العلن دلائل ملموسة تشير إلى هذه المؤامرات بالإثبات المادي بحيث يألفها الناس.

    أسلحة خرساء لحروب صامتة هو مدخل لكتاب إرشاد برمجة إلكترونية، تم الكشف عنه بالصدفة في 7 يوليو 1986م، عندما اشترى موظّف في شركة طائرات “بوينغ” Boeing Aircraft Co. ناسخة IBM من بين مجموعة قطع مُستعملة معروضة للبيع، واكتشف بداخلها تفاصيل مخطط، تعود أصوله للأيام الأولى من الحرب الباردة، يهدف إلى السيطرة على الجماهير من خلال التحكّم بالاقتصاد، مجالات التسلية والترفيه، وكذلك التعليم والميول السياسية.

    مخطط ينادي لثورة صامتة، تضع الأخ ضدّ أخيه، وتحريف انتباه العامة عن ما يجري بالضبط من حولهم.
    الوثيقة التي ستقرئها الآن هي صحيحة.
    وقد تم طباعتها بصيغتها الأساسية، والأشكال مصوّرة من النسخة الأصلية.


    ………………. الوثيقة التالية مؤرّخة في شهر أيار من عام 1979م،
    واكتُشفت في 7 تموز 1986م في ناسخة IBM مُستعملة تم شراءها من بين الخردة

    ســرّي للغايــة
    أسلحة خرساء لحروب صامتة Silent Weapons for Quiet Wars
    كتاب إرشاد تقني للبحث العملياتي
    Operations Research Technical Manual TM-SW7905.1

    هذا المنشور يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق الحرب العالمية الثالثة، المُشار إليها بـ”الحرب الصامتة”، والتي تجري على شكل حرب بيولوجية فاعلة، وتُشنّ بواسطة “أسلحة خرساء”. هذا الكتاب يحتوي على المقدمة التوصيفية لهذه الحرب، واستراتيجيتها، وأسلحتها المُستخدمة.
    أيار 1979 #74-1120 ……………….

    من المستحل منطقياً مناقشة الهندسة الاجتماعية أي هندسة الأنظمة (بواسطة أسلحة خرساء) على المستوى الوطني أو العالمي دون ضمان مفاعيل شاملة ونافذة تمكنا من السيطرة على المجتمعات والقدرة على تدمير الحياة الإنسانية، او الاستعباد أو المجازر الجماعية.

    بالتالي وجب إخفاء هذه الوثيقة من الإدراك العام، وإلا، فسوف يُعتبر بأنه إعلان مُسبق وصريح لحرب داخلية. وبالإضافة، مثلما وصل شخص إلى منصب يمنحه قوة ونفوذ مطلقين ودون أي انتباه أو إدراك من قبل العامة، فلا بد أولاً من اللجوء إلى وسائل وتكتيكات تمكّنه من السيطرة الاقتصادية. وبالتالي، يمكننا استنتاج مباشرة أن هناك حرب داخلية خفية تجري بين هذا الشخص أو أشخاص نافذين وبين الجماهير منذ البداية.

    الحلّ المناسب لمشاكل اليوم يتطلّب إجراء صريح وقاسي لا يرحم، لكن دون أن يمسّ القيم الدينية والأخلاقية أو الثقافية. أنتم مؤهلين لهذا المشروع بسبب قدرتكم على النظر إلى المجتمعات الإنسانية بموضوعية وعقلية حسابية باردة، وبالإضافة إلى قدرتكم على تحليل ومناقشة ملاحظاتكم ومراقباتكم مع الآخرين الموازين لكم بالمستوى الفكري دون فقدان الميل للكتمان والتعقّل والتواضع. هذه الفضائل الثلاث ستستثمرونها لصالحكم الشخصي أولاً. فلا تنحرفوا عنها.


    يتيع



  • #2
    أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة
    (2)




    مقدمة تاريخية

    لقد تطورت تكنولوجية السلاح الأخرس من “البحث العملياتي” Operations Research (O.R.)، وهو منهج تكتيكي استراتيجي تم تطويره تحت الإدارة العسكرية في إنكلترا خلال الحرب العالمية الثانية.

    الغاية الأصلية للبحث العملياتي هي دراسة المشاكل الاستراتيجية والتكتيكية للدفاع الجوي والأرضي لغرض الاستخدام المؤثّر لمصادر عسكرية محدودة ضدّ الأعداء (أي يمكن تصنيفه كمجال لوجيسيتي logistic). لم يمضِ وقت طويل قبل أن يكتشف النافذين في مراكز القوة بأن المنهج ذاته يمكن أن يمثّل وسيلة مفيدة وفعالة للسيطرة المطلقة على المجتمع.
    لكن من الضروري توفّر أدوات أفضل لتحقيق ذلك. يتطلّب مجال الهندسة الاجتماعية (يتمثل بتحليل وأتمتة المجتمع) وجود ارتباط وثيق بين كميات كُبرى من المعلومات (المعطيات) الاقتصادية المتغيّرة على الدوام، وبالتالي من الضروري توفّر أنظمة كمبيوتر تعالج المعطيات بسرعات هائلة بحيث تستطيع أن تسبق وتيرة نشطات المجتمع وتتنبأ بموعد انهياره واستسلامه.

    كانت أجهزة الكمبيوتر المرحلية Relay computers قديمة الطراز، بطيئة جداً. لكن الكمبيوتر الإلكتروني، الذي ابتُكر عام 1946 من قبل “ج.برسبر أكارت” J. Presper Eckert و”جون.و. ماوكلي” John W. Mauchly، جاءت كحل مناسب للمهمة. القفزة الثورية التالية تمثّلت بتطوير “الطريقة البسيطة” simplex method للبرمجة الخطّية linear programming عام 1947م على يد الرياضياتي “جورج.ب. دانتزيغ” George B. Dantzig. وبعدها في العام 1948م، تم اختراع الترانزيستور من قبل “ج. باردين” J. Bardeen، “و.هـ. براتن” W.H. Brattain، و”و.شوكلي” W. Shockley، مما فتح المجال لانتشار واسع لمجال الكمبيوتر عبر تقليص مساحة جهاز الكمبيوتر والمتطلبات الطاقة التي يحتاجها. مع هذه الاختراعات الثلاثة، والموجّهة نحو هدف واحد، راح يتوقّع النافذين في مناصب القوة بأنه أصبح ممكناً بالنسبة لهم أن يتحكموا بالعالم أجمع بكبسة زرّ. فوراً ومباشرةً، بدأت مؤسسة روكفيللر Rockefeller Foundation بالعمل، وأعطت منحة أربعة سنوات لجامعة “هارفارد”، ممولة ما يُعرف بـ”مشروع هارفارد للبحث الاقتصادي” Harvard Economic Research Project الذي يهدف لدراسة بنية وتركيبة الاقتصاد الأمريكي. بعدها بسنة، أي في 1949م، دخلت القوى الجوية الأمريكية في المشروع. في العام 1952م انتهت مدة المنحة، وعُقد اجتماع رفيع المستوى للنخبة العالمية لتحديد المرحلة التالية لما يُسمى “البحث العملياتي الاجتماعي ” لقد كان مشروع هارفارد مثمراً جداً، حسبما أشارت المعلومات المنشورة لبعض نتائج الاجتماع في العام 1953م الذي أقرّ بملائمة وإمكانية الهندسة الاقتصادية (كما أثبتت جدوى الهندسة الاجتماعية من قبل).

    بعد تصميمها وهندستها في النصف الأخير من الأربعينات، وقفت آلة الحرب الصامتة الجديدة، وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر، بقطعها المطلية بالذهب في أرضية إحدى صالات الاستعراض عام 1954م. بعد ابتكار الـ”ماسر” maser (مكبر النبضات الكهربائية) في العام 1954م، أصبحت قدرة إطلاق مصادر غير محدودة من الطاقة الذرية من الهيدروجين الثقيل في ماء البحر، وبالتالي توفّر نفوذ اجتماعي غير محدود، إمكانية قابلة للتحقيق في غضون عقود قليلة فقط. كانت التركيبة بين الاثنين عامل إغراء لا يقاوم.

    تم إعلان الحرب الصامتة بشكل سرّي من قبل النخبة العالمية في اجتماع أقيم عام 1954م. رغم أن منظومة الأسلحة الخرساء كاد أمرها أن يُكشف بعدها بـ 13 سنة، لكن مسيرة تطور هذه المنظومة الحربية الجديدة لم تواجه أبداً أي فشل أو تراجع أو عطل من أي نوع. تاريخ هذه الوثيقة يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق الحرب الصامتة. وقد أحرزت هذه الحرب السرّية انتصارات كثيرة وعلى جبهات عديدة حول العالم.

    مقدمة سياسية

    فى عام 1954 أصبح واضحً بالنسبة للذين في مواقع السلطة بأنها مسألة وقت فقط، عدة عقود فقط، قبل أن تتمكن الجماهير العامة من إدراك وفهم مصدر القوة والنفوذ، حيث تصبح عناصر تكنولوجيا السلاح الأخرس قابلة لوصول بالنسبة للطوباوية لعامة كما كانت كذلك بالنسبة للطوباوية الخاصة. وبالتالي، فإن المسألة التي نالت الاهتمام الأوّل، والمتعلقة بجوهر الهيمنة، تمحورت حول موضوع علوم الطاقة energy sciences.

    الطاقــة Energy

    تُُعتبر الطاقة مفتاح لكل النشاطات الجارية في كوكب الأرض.

    العلوم الطبيعية Natural science

    هي دراسة مصادر الطاقة الطبيعية والتحكم بها، وبالتالي فالعلوم الاجتماعية social science، والمُعبر عنها نظرياً بأنها علم اقتصاد economics، هي دراسة مصادر الطاقة الاجتماعية والتحكم بها.
    وكلاهما يمثلان أنظمة محاسبة bookkeeping systems، أي رياضيات mathematics. وبالتالي، فالرياضيات هي علم الطاقة الأساسية.
    ويمكن للمحاسب (المسؤول عن دفتر الحسابات) bookkeeper أن يكون ملكاً إذا بقي الناس في جهل تام عن منهجية المحاسبة وحفظ الحسابات.

    العلم يمثّل وسيلة للوصول إلى غاية معينة.
    الوسيلة هي المعرفة.
    الغاية هي السيطرة.
    وبعدها تبقى مسألة واحدة مهمة فقط:
    من سوف يكون المستفيد الأوّل؟

    في 1954 كانت هذه المسألة محور الاهتمام الأوّل. رغم أن ما تُسمى المسائل الأخلاقية طُرحت أيضاً، لكن الكفّة الغالبة رجحت لصالح قانون الانتقاء الطبيعي natural selection (متعلقة بصراع البقاء) حيث اتُفق على أن الشعب المنتمي لأمة معيّنة، أو شعوب العالم أجمع، والذي لا يستخدم ذكاءه هو ليس أفضل من الحيوانات المجرّدة من الذكاء. ويمكن اعتبار هكذا شعب بأنه مجرّد مجموعة من الوحوش عديمة الجدوى وبالتالي تقع بين خيارين أحلاهما مرّ، إما تمثّل عبئ ثقيل وجب التخلّص منه أو تُذبح وتًقدم لحومها على مائدة الطعام وهذا المصير البائس هو بإرادتها ورضاها في المقام الأوّل.

    وكنتيجة لذلك، وبالتوافق مع مصلحة النظام والسلام والاستقرار العالمي المستقبلي، قُرّر بأن تُشنّ حرباً صامتة ضدّ الشعب الأمريكي تحقيقاً للهدف النهائي المتمثّل بالتحويل الدائم للطاقة الطبيعية والاجتماعية (الثروة) التابعة للأغلبية غير المسؤولة وعديمة الانضباط إلى أيدي الأقلية الجديرة، المنضبطة ذاتياً والأكثر مسؤولية.

    من أجل تحقيق هذا الهدف، كان من الضروري خلق، وإنشاء، واستخدام أسلحة جديدة، والتي تبيّن لاحقاً أنها، تنتمي لنوعية من الأسلحة الخفية جداً والمعقّدة جداً من ناحية آلية عملها وكذلك مظهرها الخارجي المتجاوز لمجال إدراك واستيعاب العامة، وبالتالي تستحق الاسم “أسلحة خرساء” silent weapons. وكنتيجة نهائية، الهدف الرئيسي من الدراسات الاقتصادية التي أجريت بأمر وبرعاية من قبل الأباطرة الرأسماليين (المصرفيين) وكذلك الصناعيين (منتجي السلع والخدمات) هو إنشاء اقتصاد قابل للتنبؤ بتوجهاته والتحكّم به حسب الرغبة. من أجل تحقيق اقتصاد قابل للتنبؤ بشكل كامل، وجب إخضاع عناصر الطبقة الاجتماعية الدنيا للسيطرة الكاملة، أي وجب أن يكونوا دائماً مفلسين مادياً، مُدربين وموكلين بمهمات ووظائف وواجبات اجتماعية طويلة المدى ابتداءً من سن مبكرة جداً في حياتهم، ذلك قبل أن تسنح لهم أي فرصة للتساؤل حول صلاحية الوضع الراهن ومكامن الخطأ المسببة للبؤس في حياتهم. من أجل تحقيق هكذا نوع من الامتثال القسري، وجب تفكيك الأسرة المنتمية للطبقة الدنيا، ويتحقق ذلك من خلال زيادة انشغال الأهل بالمزيد من المهمات الموكلة إليهم ومن ثم إقامة مراكز رعاية وحضانة الأطفال خلال فترة الدوام.

    أما جودة التعليم الممنوح للطبقات الدنيا، فوجب أن تكون من المستوى الأدنى.
    ذلك لكي تبقى هوة الجهل التي تعزل الطبقة الدنيا عن الطبقة الراقية متجاوزة لمستوى استيعاب وإدراك أفراد الطبقة الدنيا. عبر هكذا عقبات أوّلية، حتى ألمع الأفراد المنتمين للطبقة الدنيا يعجزون عن تحرير أنفسهم من المهمات الهائلة التي في انتظارهم بالحياة. هذا النوع من الاستعباد يُعتبر جوهرياً من أجل المحافظة على حالة معيّنة من النظام والاستقرار والسلام الاجتماعي لأفراد الطبقة العليا.

    مقدمة وصفية للسلاح الأخرس

    Weapon كل شيء تتوقعه من السلاح العادي يمكن للسلاح الأخرس إنجازه لصانعيه، لكن فقط وفق الآلية التي يعمل بها. هذا السلاح يطلق أوضاع معيّنة بدلاً من طلقات نارية، طلقاته مدفوعة بمعالجة معلومات بدلاً من التفاعل الكيماوي (انفجار البارود)، تنشأ من معطيات جزيئية بدلاً من البارود، تنطلق من جهاز كمبيوتر بدلاً من مدفع، يديرها مبرمج كمبيوتر بدلاً من رامي قناص، وبأوامر من مصرفيين نافذين بدلاً من جنرالات عسكريين. لا يُحدث أي صوت انفجار، لا يسبب أي جروح جسدية أو عقلية، ولا يتدخّل في الحياة الاجتماعية اليومية لأحد.

    لكنه بنفس الوقت، يُحدث ضجّة واضحة وجلية، ويسبب أضرار جسدية وعقلية واضحة وجلية، ويتدخّل في الحياة الاجتماعية اليومية للجميع بشكل واضح وجلي. التأثيرات التي يحدثها طبعاً هي واضحة وجلية فقط بالنسبة للمراقب الخبير والمتمرّس الذي يعلم أين يبحث وعن ماذا يبحث. لا يستطيع الناس استيعاب هذا السلاح، وبالتالي لا يصدقون بأنهم معرّضون لهجومه ويخضعون لتأثيراته لدرجة القهر والاستعباد. قد يشعر الناس غريزياً بأن هناك خطأ في مكان ما، لكن بسبب الطبيعة التقنية للسلاح الأخرس، لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بطريقة عقلانية وواضحة، أو التعامل مع المسألة بالاعتماد على الذكاء الفطري وحده. وبالتالي، لا يعرفون كيف يصرخون طلباً للنجدة، ولا يعرفون كيف يتشاركون مع الآخرين لحماية أنفسهم ضد هذا السلاح. عندما ينطلق هذا السلاح تدريجياً، يتكيّف الناس مع حضوره ويتعلمون كيف يتحملون ويتعايشون مع انتهاكه التدريجي لحياتهم حتى يصل الضغط (النفسي نتيجة الوضع الاقتصادي) إلى مستوى متجاوز للحدود فينهارون تماماً.

    لهذا السبب، يمكن اعتبار هذا السلاح الأخرس سلاحاً بيولوجياً. إنه يهاجم الحيوية، الخيارات، وقدرة التحرّك لدى أفراد المجتمع من خلال معرفة وفُهم والتحكّم بـ، ومهاجمة مصادر الطاقة الطبيعية والاجتماعية لديهم، وكذلك قوتهم وضعفهم العاطفي والعقلي والجسدي.

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-04-10, 06:30 PM.

    تعليق


    • #3


      أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة
      (3)


      مقدمة النظرية Theoretical Introduction “..

      امنحني السيطرة على العملة المتداولة في أمة معيّنة، ولا يهمني بعدها من يصنع القوانين..
      ماير أمستل روثتشايلد Mayer Amschel Rothschild 1743- 1812

      إن تكنولوجية الأسلحة الخرساء القائمة اليوم هي ثمرة فكرة بسيطة تم اكتشافها والتعبير عنها ببراعة وكذلك تطبيقها بفعالية وكفاءة من قبل ماير أمستل روثتشايلد
      لقد اكتشف السيد روثتشايلد العنصر المفقود الكامن في النظرية الاقتصادية والذي أصبح معروف بـ”التحريض الاقتصادي” economic inductance. هو طبعاً لم يفكّر بهذا الاكتشاف وفق المصطلحات والمفاهيم المُستخدمة في القرن العشرين، وفي الحقيقة، كان على التحليل الرياضياتي أن ينتظر حصول الثورة الصناعية الثانية، وكذلك ظهور النظرية الميكانيكية والإلكترونية، وأخيراً، اختراع الكمبيوتر الإلكتروني، قبل أن يُطبّق بشكل فعّال في عملية التحكّم بالاقتصاد العالمي.

      مفاهيم عامة تتعلّق بالطاقة
      General Energy Concepts

      خلال دراسة منظومات الطاقة المختلفة، يظهر دائماً ثلاثة مفاهيم أساسية وهي:
      الطاقة الكامنة potential energy،
      الطاقة الحركية kinetic
      تلاشي الطاقة energy dissipation.

      وكمتممات مشابهة لهذه المفاهيم، هناك ثلاثة نظائر فيزيائية نقية ومثالية، وتُسمى عناصر كامنة (هامدة). ـ في المجال العلمي المتعلّق بالفيزياء الميكانيكية physical mechanics، ترتبط ظاهرة الطاقة الكامنة مع خاصية فيزيائية تُسمى مرونة أو صلابة، ويمكن استعراضها بواسطة نابض متمدد.

      ـ في المجال المتعلّق بالعلوم الإلكترونية electronic science، تُخزّن الطاقة الكامنة في مكثفة بدلاً من نابض ممتدّ. هذه الخاصية تُسمى “السعة” capacitance بدلاً من المرونة أو الصلابة.

      ـ في المجال العلمي المتعلّق بالفيزياء الميكانيكية، ترتبط ظاهرة الطاقة الحركية بخاصية فيزيائية تُسمى “قصور ذاتي” inertia أو “الكتلة” mass، ويمكن استعراضها من خلال دوران كتلة معيّنة أو عجلة موازنة flywheel.

      ـ في المجال المتعلّق بالعلوم الإلكترونية، تُخزّن الطاقة الحركية في محرّض (مجال مغناطيسي مثلاً) بدلاً من كتلة دورانية. وهذه الخاصية تُسمى “تحريض” inductance بدلاً من “القصور الذاتي” inertia.

      ـ في المجال العلمي المتعلّق بالفيزياء الميكانيكية، ترتبط ظاهرة تلاشي الطاقة بخاصية فيزيائية تُسمى “احتكاك” أو “مقاومة”، ويمكن استعراضها من خلال آلة متحرّكةتحوّل الطاقة إلى حرارة.

      ـ في المجال المتعلّق بالعلوم الإلكترونية، يتجسّد تلاشي الطاقة بواسطة عنصر يُسمى إما “مقاوم” أو “ناقل”، والمصطلح “مقاوم” يُستخدم عامةً لوصف عنصر نموذجي (مثل سلك ناقل) يُستثمر لنقل الطاقة الإلكترونية بشكل كفؤ من موقع إلى آخر. وخاصية المقاومة أو الناقلية تُقاس على أنها تبادلية مقاومات أو نواقل.

      أما في مجال الاقتصاد، فهذه المفاهيم الثلاثة مرتبطة بـ:

      ـ السعة الاقتصادية Economic Capacitance رأس المال (أموال، مدخرات/مخزونات، استثمارات في عمارات ومجالات ثابتة أخرى.. إلى آخره)

      ـ الناقلية الاقتصادية Economic Conductance سلع الإنتاج (حركة معامل الإنتاج) ـ محرّضات اقتصادية Economic Inductance الخدمات (تأثير قطاعات الاقتصاد على الخرج الاقتصادي) وبالتالي نستنتج أن كل النظريات الرياضية التي تم تطويرها لدراسة منظومة طاقة معيّنة (كما هو الحال مع الميكانيك والإلكترونيات) يمكن استخدامها أيضاً لدراسة أي نوع آخر من منظومات الطاقة (كما هو الحال مع الاقتصاد).

      ما اكتشفه السيد روثتشايلد هو المبدأ الأساسي للقوة، التأثير، والسيطرة على الجموع البشرية من خلال المجال الاقتصادي. هذا المبدأ يقول

      “.. عندما توحي بمظهر القوة، سوف يمنحك إياها الناس..”
      لقد اكتشف السيد روثتشايلد بأن العملة المتداولة أو حسابات الوديعة المصرفية لديها المظهر المطلوب للقوة والتي يمكن استخدامها لتحريض الناس (كما يحصل التحريض في حالة المجال المغناطيسي) إلى تسليم ثروتهم الحقيقية مقابل وعد بثروة أكبر (بدلاً من تعويض حقيقي).
      يضعون بين يديه مادة ثمينة ملموسة (ذهب) مقابل قرض من الأوراق التعهّدية (سندات).
      وجد السيّد روثتشايلد بأنه يستطيع إصدار كمية زائدة من السندات بحيث تفوق قيمة الوديعة المالية الحقيقية ، كل ذلك ممكن طالما أن لديه كمية معيّنة من الذهب لإغراء زبائنه.

      لقد أقرض السيّد روثتشايلد أوراقه التعهّدية (سندات ائتمان) لأفراد وكذلك لحكومات.
      وهذا سوف يخلق حالة إفراط في الثقة.
      ثم يقوم بعدها بجعل الأموال نادرة في السوق، يضيّق قبضته على منظومة التداول في السوق، ثم يجمع المزيد من المواد الثمينة الإضافية مقابل تعهّدات تمثلها سندات ورقية لا قيمة لها.
      ثم بعد فترة يتم تكرار العملية مرّة أخرى، وهكذا.

      تبيّن أن هذا النوع من الضغوط يمكن استخدامها لإشعال الحروب أيضاً. فيستطيع بعدها التحكم بتوافر العملة المتداولة بحيث يحدد الجهة التي تكسب الحرب. والحكومة التي قبلت أن تمنحه السيطرة على نظامها الاقتصادي هي التي تحوز على دعمه المالي فتنتصر في الحرب. أما استرداد الديون فكان مضموناً بحيث إذا نقض الحاكم أو الأمير الدائن بوعده في سداد الدين فسوف يتم دعم عدوه اقتصادياً.

      الأرباح المجموعة من هذه المنهجية الاقتصادية جعلت السيّد روثتشايلد أكثر قابلية واستعداداً لتوسيع ثروته. لقد وجد أن الطمع البشري سيدفع الحكومات إلى طباعة المزيد من أوراق العملة المتداولة بحيث تتجاوز الحدود التي يدعمها رصيد المعادن الثمينة (الذهب) أو إنتاج السلع أو الخدمات، مما يؤدي إلى حصول تضخّم مالي inflation وهذا ما كان يسعى إليه بالضبط. الرأسمال الظاهري على شكل محرّض ورقي Apparent Capital as “Paper” Inductor في هذه التركيبة، يتخذ الدين credit، والممنوح على شكل عنصر صافي نسميه “عملة متداولة” currency، مظهر رأسمال قائم بذاته، لكنه في الحقيقة رأسمال سلبي negative capital.
      صحيح أن لديه مظهر خدمة مالية، لكنه في الحقيقة عبارة عن دين أو سلفة. فيُعتبر بالتالي “محرّض اقتصادي” بدلاً من كونه “سعة اقتصادية”، وبالتالي إذا أردنا موازنته (غلق الحسابات) فليس هناك أي طريقة سوى إشعال حربً أو مجزرة أو كارثة أو غيرها لإزالة المودعين من المعادلة.

      يتبع

      تعليق


      • #4
        أسلحة خرساء لحروبٍ صامتة
        (4)





        السلع والخدمات تمثّل رأسمال حقيقي وملموس بحيث يُسمى “مجموع الناتج الوطني” gross national product، ويمكن طباعة العملة الورقية بكميات توازي قيمة هذا الناتج، ومع ذلك سوف يبقى ممثلاً لسعة اقتصادية economic capacitance.
        لكن العملة الورقية المطبوعة بكميات تتجاوز القيمة الحقيقية للناتج الوطني تخفض من هذه القيمة، وتمثّل العملة بعدها عملية تحريض اقتصادي، حيث تتحوّل الأوراق النقدية إلى أوراق مديونية. وبالتالي فالحرب تمثّل عامل ضروري لموازنة هذه المنظومة المالية، حيث يُقتل الدائنين الحقيقيين (المواطنين العاديين الذين تم تعليمهم كيف يستبدلون ما لديهم من سلع وخدمات ثمينة مقابل عملة متداولة عديمة القيمة) والعودة إلى ما تبقى من مصادر طبيعية وإعادة إحياء إنتاجية هذه المصادر.

        لقد اكتشف روثتشايلد بأن “العملة المتداولة” منحته القوة والقدرة الكافية على إعادة ترتيب البنية الاقتصادية بالتوافق مع مصالحه الخاصة، وكذلك نقل السعة الاقتصادية إلى تلك المواقع الاقتصادية التي تشجّع على حصول تذبذب وعدم استقرار اقتصادي كبير.

        كان على المفتاح الأخير والأكثر أهمية لإحكام السيطرة على الاقتصاد، أن ينتظر حتى توفّرت وسائل متطورة لمعالجة المعطيات المعلوماتية بحيث تواكب الاهتزازات الاقتصادية التي تخلقها عمليات مثل “صدمة الأسعار” price shocking والتباين في كميات الأوراق النقدية المتوفرة في السوق وتُسمى عملية “التضخّم/التحريض الورقية” paper inductance/inflation.

        تطوّر ثوري Breakthrough

        ساهم مجال الطيران في حصول أكبر تطوّر في الهندسة الاقتصادية عبر اكتشاف النظرية الرياضية المتعلقة بـ”اختبار الصدمة” shock testing. تجري هذه العملية في مجال الطيران على الشكل التالي:
        يتم إطلاق عيار ناري من سلاح مُثبت على هيكل طائرة في الجو، ويتم مراقبة الصدمة التي تحدثها عملية إعادة التلقيم الأوتوماتيكي للسلاح عبر وصل هيكل الطائرة بمجسّات اهتزاز تبيّن قيمة الذبذبات على لوحة تسجيل. من خلال دراسة صدى أو انعكاس الصدمة التي تحدثها إعادة تلقيم السلاح المُثبت على هيكل الطائرة، أصبح ممكناً اكتشاف “الذبذبات الحرجة” critical vibrations المتجسّدة في هيكل الطائرة، والتي تمثّل مجموع صدمة التلقيم الأوتوماتيكي مع ذبذبات أخرى متجسّدة في هيكل الطائرة والقادمة من المحرّك أو الأجنحة (أو مجموع الاثنين معاً) فتتعاظم شدتها مما يؤدي إلى تجسيد وتيرة اهتزاز معيّنة تساهم في التدمير الذاتي لهيكل الطائرة خلال تحليقها في الجو.

        من المنظور الهندسي، هذا يعني أنه يمكن اكتشاف مكامن القوة والضعف في بنية هيكل الطائرة من ناحية طاقة التذبذب وبالتالي يمكن التحكّم بها.

        تطبيق المفهوم السابق في مجال الاقتصاد من أجل استخدام هذه الوسيلة في اختبار الصدمة بمجال الهندسة الاقتصادية، يتم إحداث صدمة في أسعار السلع، ومن ثم تُراقب ردود أفعال المستهلكين. ثم تترجم الانعكاسات الناتجة من الصدمة الاقتصادية نظرياً من خلال كمبيوترات، حينها يتم اكتشاف “البنية النفسية/الاقتصادية” psycho-economic structure للاقتصاد القائم.

        وبهذه الطريقة بالذات يتم اكتشاف وتحديد الاختلافات الجزئية والميول المختلفة التي تعرّف أفراد الأسرة وتجعل تقييمها ممكناً كوحدة اقتصادية/صناعية قائمة بذاتها (بنية استهلاكية مستنزِفة).
        يمكن بعدها التنبؤ بردة فعل الوحدة الأسرية تجاه صدمات مستقبلية، وبالتالي يمكن التحكم بها.
        فيتحوّل المجتمع بالكامل إلى حيوان قابل للضبط والتنظيم حسب الرغبة، حيث يقع تحت السيطرة المباشرة لنظام محاسبة معقّد جداً يديره كمبيوتر مركزي.

        في النهاية، سوف يقع كل عنصر فردي في البنية الاقتصادية تحت سيطرة الكمبيوتر، ذلك من خلال جمع معلومات كافية عن أهواءه وميوله، وهذه المعلومات توفرها منظومة خاصة تربط بين الكمبيوتر وخيارات الفرد، (أي يمكن معرفة ما يختاره من سلع وخدمات عبر ما يشتريه بواسطة بطاقة الائتمان credit card، ولهذا السبب ترى الرموز والأرقام التسلسلية وغيرها من أشياء مطبوعة على السلع، وبعد فترة من ترسيخ استخدام بطاقة الائتمان حول العالم سوف يستبدلونها بـ”وشم رقمي” يُطبع على الجسم بحيث يكون خفياً تماماً في غياب أجهزة تحسّس خاصة).

        النموذج الاقتصادي المثالي كان “مشروع هارفارد للبحث الاقتصادي”
        Harvard Economic Research Project (1948- )
        ، والذي يهدف لدراسة بنية وتركيبة الاقتصاد الأمريكي، مجرّد امتداد لمشروع “البحث العملياتي” Operations Research (O.R.) العائد إلى فترة الحرب العالمية الثانية.

        الغاية النهائية لهذا المشروع هي إيجاد علم جديد للسيطرة على اقتصاد معيّن، ويُطبّق أولاً على الاقتصاد الأمريكي ومن ثم توسيع تطبيقه حتى يشمل اقتصاد العالم أجمع.
        أدركوا أنه من خلال أسس رياضية ومعلوماتية (معطيات) كافية، سوف يصبح من السهل التنبؤ والتحكم بتوجّه اقتصاد معيّن بنفس سهول التنبؤ والتحكم بالمسار المنحني للقذيفة النارية.
        وهذا ما حصل بالفعل. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تحوّل الاقتصاد بالكامل إلى صاروخ موجّه نحو الهدف المرغوب.
        أما الهدف المباشر لمشروع هارفارد، فتمثّل بإيجاد بنية اقتصادية معيّنة، ومعرفة ما هي القوى التي تغيّر هذه البنية، وكيف يمكن التنبؤ بسلوك هذه البنية، وأخيراً كيف يمكن التحكم بهذه البنية.

        ما كانوا يحتاجونه هو معرفة جيدة للبنى الرياضياتية والعلاقة التبادلية لكل من الاستثمارات، الإنتاج، التوزيع، وأخيراً الاستهلاك.

        يمكن اختصار القصة على الشكل التالي، اكتُشف بأن الاقتصاد (أي اقتصاد) يخضع لنفس القوانين التي تحكم مجال الكهرباء، وكذلك النظريات الرياضية وتطبيقاتها العملية، ومجال الكمبيوتر الذي تطوّر من مجال الإلكترونيات، جميعها يمكن تطبيقها مباشرة في مجال دراسة الاقتصاد.
        هذا الاكتشاف الكبير لم يُعلن عنه بشكل مفتوح، وتطبيقاته الخفية كانت ولازالت محروسة بعناية فائقة.
        فمثلاً، كما يُقاس الجهد الكهربائي، كذلك الحال مع حياة الإنسان التي (وفق النموذج الاقتصادي الجديد) تُقاس بالدولار. وكذلك الحال مع الشرارة الكهربائية المنطلقة بعد فتح فاصل كهربائي موصول بمحرّض نشط، حيث هذه الحالة تمثّل من الناحية الرياضياتية البدء بحالة حرب بالمفهوم الاقتصادي. العقبة الكبيرة التي واجهها الاقتصاديون النظريون تتمثّل بالتوصيف الدقيق لحالة الوحدة الأسرية (الزوج والزوجة والأولاد) إذا اعتُبرت وحدة اقتصادية قائمة بذاتها تدخل في المنظومة الاقتصادية الكبرى. لقد مثّل هذا تحدي كبير بالنسبة للباحثين الاقتصاديين، لأن عمليات الشراء التي يجريها المستهلك تعتمد على عامل الاختيار حسب المزاج، والذي بدوره يتأثّر بعامل الدخل، السعر، وعوامل اقتصادية أخرى.
        لكن هذه العقبة أزيلت فيما بعد، وبطريقة غير مباشرة لكنها دقيقة إحصائياً ، ذلك من خلال تطبيق وسيلة “اختبار الصدمة” shock testing (الموصوفة سابقاً) من أجل تحديد الخاصيات الراهنة، والمُسماة بالمعامل التقني الراهن، لاقتصاد الوحدة الأسرية household industry.

        وأخيراً، لأن المسائل الموجودة في مجال الإلكترونيات النظرية يمكن ترجمتها بسهولة كُبرى إلى مسائل في مجال الاقتصاد النظري، ويمكن إعادة ترجمة الحلّ إلى المجال الآخر، فبالتالي لا نحتاج سوى كتاب واحد فقط يعمل على ترجمة اللغة والمفاهيم ومعاني المصطلحات، ومن خلال ذلك، يمكننا استخدام أي كتاب عن الالكترونيات كمرشد عملي للخبير الاقتصادي الجديد.

        وهذا يجعل طباعة كتب تتناول هذا النموذج الاقتصادي المتقدم غير ضرورية إطلاقاً، وهذه نقطة أخرى لصالحنا بحيث تساهم في حفظ السرّ.

        مخططات هندسية اقتصادية Industrial Diagrams

        يُعرّف الاقتصاد النموذجي بأنه جهاز يستقبل قيمة من اقتصاديات أخرى وبأشكال عدة ثم يحولها إلى مُنتج واحد محدد يُباع ويُوزّع لاقتصاديات أخرى. لديه عدة منافذ دخل ومخرج واحد.
        ما يظنه الناس على أنه اقتصاد قائم بذاته هو في الحقيقة مجمع اقتصادي industrial complex، حيث تقوم عدة اقتصاديات يجمعها سقف واحد بإنتاج مُنتج واحد أو أكثر.
        يمكن استعراض اقتصاد بسيط (بمخرج واحد) على شكل عنصر دارة (مشابه للدارة الإلكترونية) على الشكل التالي:
        جريان المنتج من الاقتصاد#1(إمدادا) إلى الاقتصاد #2(طلب) يشار إليه بـ112. مجموع مخرج جريان الاقتصاد K يُشار إليه بـ Ik(مبيعات،.. إلى آخره). يمكن استعراض شبكة مؤلفة من ثلاثة اقتصاديات على الشكل التالي: ترمز “العقدة” node (نقطة التقاء) إلى جمع وتوزيع الجريان. العقدة#3 تتلقى من الاقتصاد #3 وتوزعه إلى الاقتصاد #1 و#3. إذا كان الاقتصاد #3 يصنّع الكراسي مثلاً، فبالتالي يشير الجريان من الاقتصاد #3 رجوعاً إلى الاقتصاد #3 إلى أن الاقتصاد #3 يستهلك جزء من ما يخرجه من منتجات (مفروشات للمكاتب مثلاً). وبالتالي يمكن استخلاص الجريان في المخطط البياني السابق في المعادلات التالية: لازالت الوثيقة قيد الترجمة هذه ليست مخططات دارات إلكترونية…… بل مخططات دارات اقتصادية!

        هذه هي بنية الاقتصاد العالمي في القرن المقبل، أو في العقد المقبل…
        إذا نجح مخططهم المرسوم في الموعد المحدد

        تعليق

        يعمل...
        X