إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرؤية النفسية ... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرؤية النفسية ... متجدد


    الرؤية النفسية
    (1)
    البدايات


    برز أول استخدام رسمي لـ " الرؤية النفسية " خلال "جلسة غشية " وذلك في قضية جنائية وقعت أحداثها في عام 1845 حينما أشارت مستبصرة باصبع الاتهام إلى مشتبه به في الأحداث حيث اعترف في وقت لاحق بما ارتكبه لكن تفاصيل القضية لم توثق جيداً بما يكفي لنقرر ما إذا كان تخمين "النفسانية" صائباً، فربما كانت تعرف الصبي أو أنها بالفعل "شاهدت" الجريمة بحاستها السادسة.
    بغض النظر عن ما إذا كان بإمكان الحدس أن يأتي بـ " ومضات " من المعلومات يجري تفسيرها في وقت لاحق إلا أنه يدعم عمليات البحث التي قد تسفر عن أدلة ومعلومات محددة عن الجريمة حتى لو لم ينجح في منع أياً من الجرائم. إذ حاولت (جين ديكسون) تحذير البيت الأبيض من رؤية كانت قد أبصرتها قبل إغتيال الرئيس الأمريكي (جون كينيدي) لكن بيدو أنها لم تفعل ما يكفي أو أن أحداً لم يلاحظ أو يهتم لرؤيتها، اغتيل كينيدي رغم أن النفساني (كريس روبنسون) أبلغ عن توقعه لجريمة القتل واتصل بدوره مع والدة من سيكون ضحية قريباً لكن تم تجاهله ووقعت الجريمة.

    كذلك قامت (دوروثي نيكرسون) بالإتصال بمتجر في ولاية اريزونا في عام 1982 وهي متأكدة من أن عملية سرقة ستطاله في الليلة التالية ، وبناء على هذا ألقت الشرطة القبض على رجل مسلح كان يتسكع في مكان قريب وقد يكون التخطيط لسرقة المتجر مجرد تخمين يمكن أن يقوم به أي شخص ، لكن (دوروثي)في الواقع شاهدت رجلين في رؤيتها يقومان بذلك ، وعندما يتم إحباط الجريمة فمن يستطيع عندئذ أن يقول بأنها كانت ستحدث .

    المشكلة مع الرؤية المستقبلية هي أن يكون لديك عدد كاف من التوقعات الخاطئة أو السخيفة ، أو أن يكون لديك عدد كاف من الوسطاء الذين يبالغون في نجاحاتهم ، أو أن قلة من الناس سيلغون رحلتهم لمجرد أن نفسانياً أخبرهم بأن الطائرة التي يستقلونها في طريقها للتحطم ، وسيكون من الصعب أن تأخذ بأفكار مثل هؤلاء الناس على محمل الجد ، ففي عام 1999 على سبيل المثال ، توقع عدد من هؤلاء النفسانيين مجتمعين بأن زلزال كبيراً سيضرب كاليفورنيا خلال فترة زمنية محددة لكن لم يحدث شيء يذكر.

    المخبرون النفسانيون





    وفقاً لـما ورد في كتاب (جيني راندلز )و (بيتر هوغ) الذي حمل عنوان " المخبرون النفسانيون " Psychic Detectives ( كتاب جمع تقارير وقبل بجميع القصص على علاتها من دون أن يتحقق من قدرات النفسانيين ) كانت مجتمعات قدماء الإغريق والرومان تعتمد على النبوءات لتعرف عن الأحداث المستقبلية ويوجد إعتقاد عام بأنه لدى أشخاص محددين تلك القدرات ولذلك فأنهم يعتبرون مرجعاً فعلياً للأمور الغير منظورة وغالباً ما يلقون التبجيل و تطلب مشورتهم واستمر الاعتقاد في "العرافين" على مدى العصور ، والقرن 16 شهد بروز نوستراداموس الغامض وأنتج العصر الفيكتوري ما يسمى بـ "الروحانيين" حيث كان الكثير منهم دجالون ويدعون الناس إلى جلسات إستحضار الأرواح بهدف التواصل مع أرواح الموتى.

    جاك السفاح
    في عام 1888 انخرط هؤلاء النفسانيون في قضية عرفت باسم جرائم القتل في (وايتشابل) أو جرائم الرجل المعروف باسم "جاك السفاح"، ففي غضون 10 أسابيع امتدت منذ نهاية أغسطس إلى نوفمبر قتل أحد الأشخاص 5 مومسات (اثنان منهن في ليلة واحدة) وكان يقطع رقابهن ويخرج أعضائهن الداخلية وتوقفت عمليات القتل على نحو أسرع منذ أن بدأت ولم يكشف عن هوية جاك أبداً ، كان هناك حفنة من المشتبه بهم لكن لم توجه إلى أياً منهم أبداً تهمة أو إدانة عن هذه الجرائم البشعة ، وفي محاولة لاكتشاف القاتل أو على الأقل متى سيقوم بفعلته مجدداً عقد "الروحانيون " جلسات في جميع أنحاء إنجلترا وتم الكشف عن تفاصيل بعض تلك الجلسات في الصحف، حيث تنوعت تلك المعلومات من وصف لندوبه أو مقر اقامته أو شركائه وكان ذلك ما كان بإمكانهم التوصل إليه من إنطباعات.



    وقال أحد أولئك النفسانيين أنه القاتل كان يرتدي سترة تويد (نسيج صوفي خشن)وأنه أخذ رجال الشرطة إلى منزل طبيب ولاحقاً تم نقله إلى المستشفى لعلاجه من مرض عقلي ، ومع ذلك لم يزود أياً من النفسانيين معلومات من شأنها أن تقود لحل لغز جرائم "جاك سفاح" وبشكل قاطع.

    وبعد إنقضاء أكثر من قرن حاولت (باميلا بول) الإتصال مع الضحايا أو مع القاتل من خلال قناة إتصال أو ما يسمى Channeling وهو مصطلح يشير إلى تلقي رسائل مزعومة أو إلهام من كائنات غيبية أو أرواح ويصبح فيه الشخص الحي وسيلة أو مطية لكي تتكلم الأموات عبره ، وكانت تسمي طريقتها " دليل الوساطة الروحانية" ، وكانت تستخدم وسائل مختلفة أيضاً بما فيها الخرائط الفلكية الخاصة بالضحايا أو الاتصال بشخص لديه معرفة "داخلية فخالجتها إحاسيس بالغثيان والخضوع وصور لعدة رجال مما يدل على وجود أكثر من قاتل واحد وحاولت الاتصال بعدد من المشتبه بهم وتوصلت إلى إستنتاج مفاده أن هناك أسراراً سياسية يعلمها معظم الضحايا وكانت سبباً في مقتلهن ، لكن ما وصلت إليه (باميلا بول) لن يغير من قناعة الناس المهتمين بالأدلة العلمية فمع مرور الوقت تلوث مسرح الجريمة ، إضافة إلى الإفتقار إلى وجود أي شيء مادي واضح متعلق بـ السفاح (ولا حتى رسائل أو أي أمر محدد) فلم يعد من المحتمل إثبات أن أياً من المشتبهين هو جاك.

    في الواقع سألت (باميلا بول) القوى التي تعيش في عوالم أخرى فيما إذا كانوا على علم بهوية جاك فحصلت على الجواب "لا". لكنها تميل إلى تأييد الفكرة مفادها تورط أحد أفراد العائلة المالكة في الجريمة ، وهي نظرية مثيرة جداً لكن لا يمكن الركون إليها كما أنه لا يمكن التحقق من أياً من افتراضاتها التي نجمت عن إنطباعاتها النفسانية .

    رغم أن الإتصال بضحايا الجرائم بعد وقت طويل من إرتكابها يمكن أن يكون ممارسة مذهلة فإن هؤلاء النفسانيون الذين انخرطوا في أجواء تحقيق (سنذكره )قدموا أفضل ما لديهم من وسائل تحقق لقدراتهم (إن كانت ذلك فعلاً) وهذا ما سنطلع عليه في قضية نسردها في الجزء الثاني من سلسلة " المخبرون النفسانيون".
    وأخيراً ..كان موقع ما وراء الطبيعة قد تناول رؤى السيدة فرح عيسى التي ساعدت في إلقاء القبض على مرتكبي جرائم القتل والتي نشرت في الصحف والمجلات وبثت في لقاءات تلفزيونية .

    يعرض الفيلم حادثة إختفاء مظلي سابق لم يترك وراءه أي أثر يدل على مكان وجوده، ولما عجزت الشرطة عن العثور عليه استعانت بالنفسانية أنيت مارتن ، فهل ساعدت رؤاها على تحديد موقع الرجل المفقود في مساحة لا تزيد عن 8 كيلومتر مربع ؟ ، شاهد لتعرف في فيلم يحمل عنوان

    المخبرون النفسانيون.
    Pyschic Detectives


  • #2

    الرؤية النفسية
    (2)


    جريمة نيل كروسبي




    في 21 نوفمبر من عام 1901 اختفت فتاة بعمر 19 سنة وبعيون زرقاء داكنة وشعر كستنائي اللون، كان اسمها (نيل كروبسي) رغم أنه كان يشار إليها دائماً بلقب (الحسناء نيل كروبسي ) بعد وفاتها ، عاشت (نيل) مع عائلتها في منزل يطل على ضفاف النهر في مدينة إليزابيث من ولاية نورث كارولينا الأمريكية وكانت تزدهر في المدينة أعمال صيد المحار ، في الواقع كانت (نيل) على وشك أن تذهب في رحلة لزيارة أنباء عمومتها إلى الشمال من مدينتها بمناسبة عيد الشكر لكنها اختفت.

    لغز إختفاء نيل

    يروي (بلاند سيمبسون) في كتابه حكاية واقعية عن غموض اختفاء (نيل) مستعيناً بعدة وقائع حدثت في الأشهر التالية بأسلوب السرد القصصي.
    كانت (نيل)صديقة لـ (جيم ويلكوكس ) ابن رئيس الشرطة في البلدة ويكبرها بـ 5 سنوات منذ أن كانت بعمر 16 سنة كما كان آخر شخص رآها ، يكتب سيمبسون بخصوص ذلك: " قال أنه رآها تبكي ..." ، وادعى أنه تركها في وقت لاحق من أمام شرفة منزلها بعد أن أخبرها لفترة وجيزة عن "أمر خطير" ثم ذهب بعدها إلى منزله مع أن والد (نيل) وأخوتها أصروا على أن ابنتهم لم يكن لها صلة بذلك الأمر.



    بينما كانت أختها (أولي) على علم بتواصل العشيقين مع بعضهما وبأن علاقتهما توترت في الأشهر الأخيرة حيث قالت أن (نيل) خرجت إلى الشرفة بعد الساعة 11:00 من مساء اليوم السابق وبأن (جيم) كان يطلب منها الخروج للحظة إن سنحت لها الفرصة ولم تعد (أولي) تراها ثانية لكنها ظنت أنه لا بد أن (نيل) تسللت إلى الداخل من دون أن تخبر أحداً ومن ثم ذهبت لتنام. لكن (أولي) لم تعثر على أختها (نيل)، وهكذا حان منتصف الليل ولم ترجع (نيل) فأصبح الأمر مستهجناُ ويدعو للقلق.

    في وقت لاحق من تلك الليلة وبينما كان أفراد الاسرة منهمكون في البحث عبثاً عن (نيل) توقع والدها أنها هربت مع (جيم) فذهب الى منزل ( ويلكوكس ) لمعرفة ذلك وعاد مع (جيم) ليخبر بقية أفراد العائلة بما يعرفه عن أمر (نيل) لكن ما قاله لم يفضي بالكثير حيث قال أنه فارقها بعد أن اكتشف أنها لم تعد مكترثة بعلاقتهما ومن ثم دخل البلدة فيما اعتقد أنها دخلت لمنزلها .
    في اليوم التالي تم إعتقال (جيم) بتهمة الخطف وللإشتباه بضلوعه في الجريمة ، ومن خلال الإستجواب أفاد (جيم) بقصص عدة منها أن (نيل) كانت تفكر بالإنتحار وبأنها فجأة تغيرت معه ولم تعد صديقته التي اعتاد عليها، في ذلك الوقت لم يكن لدى (جيم) إهتمام كاف بذكر ما حدث لذلك سمحوا له بالعودة الى عمله ثم ألقي القبض عليه مرة أخرى ليعيد على أسماعهم نفس القصة وأطلقوا سراحه مرة أخرى من دون أن يعلموا بجديد.

    وبعد تفتيش المنطقة وعدم العثور على شيء يمكنه أن يوصل إلى مكان (نيل) جلبت الشرطة رجلاً اسمه (هوريكين برانش) ليقود كلاباً بوليسية مدربة وانضم وراءه أكثر من 1000 من الأهالي في بحث واسع النطاق لكن الشرطة لاحظت أن (جيم ويلكوكس) لم يكن من بين الباحثين.
    جعلوا الكلاب تشم رائحة أحذية وجوارب (نيل) لعلها تقودهم في مطاردة سريعة إلى مكان (نيل) لكن دون جدوى . ثم انتشرت شائعات بأن (نيل) محتجزة كرهينة مقابل دفع فدية وإلا سيلقى بها في النهر.
    ثم أطلق أحدهم طلقة مدفعية في النهر حيث كان الناس يعتقدون أن الديناميت المنفجر سيعود بالجثة الغريقة . لكن تلك الجهود لم تحرز أي تقدم .




    النفسانية سنيل نيومان

    قالت إحدى السيدات التي يعرف عنها أنها تملك قدرات نفسانية فوق العادة بأن (نيل) على قيد الحياة وأنه جرى اختطافها على متن زورق ثم قالت أخرى وهي روحانية من نورفلوك - ولاية فيرجينيا وتدعى السيدة (سنيل نيومان) بأن (جيم) قتل (نيل) واستخدم مادة الكلوروفورم ثم لفها بلحاف وساقها إلى بلدة حيث قتلها هناك. ثم رماها في بئر عميق بجوار منزل قديم.
    وحين علم سكان البلدة بقول تلك السيدة قاموا بدعوتها لزيارة بلدتهم فوصلت في يوم 6 ديسمبر إلى منزل عائلة (كروبسي) حيث جلست على كرسي في الداخل وهزت نفسها وقالت :" هنا حيث جلس (جيم) " فأكدت (أولي) قولها بأنه كان يجلس فعلاً في هذا المكان.
    ذكرت السيدة (نيومان) تفاصيل عدة ودقيقة ثم قالت بأن هناك شخص آخر تواطأ مع (جيم) في ارتكاب فعلته وانه ساعده في في وضع ( نيل ) في عربة وذهب معه إلى المكان حيث قتلت فيه. كما قالت (نيومان) أن (جيم) كان غيوراً وأنه حينما أخبرته (نيل) عن رغبتها بالذهاب إلى (نيويورك) قرر أنه إن لم تكن له فلن تكون لأي أحد آخر .

    اللجنة التي جلبت السيدة (نيومان) إلى البلدة أخذتها أيضاً في عربة خلال ذلك اليوم البارد لمعرفة آخر ما يمكن أن تستشعر به فقادت السيدة (نيومان) حشد كبير من الناس كانوا قد لحقوا بها مسافة أميال بما يشبه جولة البحث التي قامت بها الكلاب البوليسية في المرة الماضية ولكن هذه المرة بنوع آخر من الرائحة ومن درب إلى آخر وصلوا إلى مكان عثروا فيه على بئرين ولم يكن أياً منهما يحوي الجثة.




    وبعد قطع مسافة 25 ميلاً (أكثر من 40 كيلومتر) بدون العثور على أي شيء تخلوا عن محاولاتهم لذلك اليوم ، ومن ثم تابعوا بحثهم في كل بئر في المنطقة وحتى هذه المحاولة لم تأتي بنتائج.
    ومع ذلك ساعد يقين السيدة ( نيومان ) بأن ( جيم ) مذنب في طبع صورته في أذهان المجتمع حيث كانت تتحدث وكأنها متأكدة بخصوص هذا الامر بينما كانت تقود الناس من مكان إلى آخر ، وبما أنها كانت على صواب في الإخبار عن كثير من التفاصيل فقد مال الناس لتجاهل حقيقة أنها كانت مخطئة بخصوص التفاصيل الأخرى أي أنهم صدقوها.

    أين كانت الجثة ؟
    بعد يومين من عيد الميلاد وجد إثنان من الصيادين (نيل) عائمة في النهر. وأظهر تشريح الجثة أنها لم تموت غرقاً وأن هناك آثار كدمة على جبينها مما يدل على وجود مؤامرة، قررت هيئة المحلفين أن (نيل) قتلت وذلك إستناداً إلى الأعراض الطبية وإشاعة الإشاعات وتم إعتقال (جيم) على الرغم من قوله بأنه بريء. وحوكم وأدين وأرسل إلى السجن لكن عفي عنه بعد قضائه فيه طوال 15 سنة .
    أصبح (جيم) طليقاً لكن وجد نفسه يائساً لا يجد عمل فأدمن الكحول ومن ثم قرر إنهاء حياته فوجه البندقية نحو رأسه وفجره، لكن من المفترض أنه كشف قبلها عن أمور لمحرر يعمل في صحيفة أخبار لكن هذا الرجل أيضاً لقي حتفه في حادث حاملاً معه السر إلى القبر.
    أشعل نفساني معروف وواثق من قدراته مشاعر الخوف والغضب في المجتمع المحلي عندما قال أنه لا يوجد دليل مادي على صلة (جيم ويلكوكس) بمقتل (نيل كروسبي) حيث لم يكن هناك سوى تعاطف قوي من الجمهور مستند جزئياً إلى ما قالته النفسانية من وقائع غريبة ودقيقة حول بعض التفاصيل عن آخر لحظات (نيل).

    فهل سبق للنفسانية (نيومان) أن قرأت تلك التفاصيل في الصحف أو هل نجحت (أولي) بتزويدها بخيوط من اللاوعي؟ يرفض كلاً من المشككين والنفسانيين إعطاء تفسيرات لتلك الأحداث ، فكل واحد منهم يرى القضية من منظاره المختلف بما يؤيد وجهة نظره.

    فى الاجزاء القادمة سنتناول باذن اللة الطرق المتنوعة التي يتبعها النفسانيون والتي تساعد في تطبيق القانون وكشف القضايا التي تنتظرالحل.

    تعليق


    • #3
      الرؤية النفسية
      (3)

      الحاسة الزرقاء




      يوصف النفسانيون على أنهم هؤلاء الموهوبون بقدرات غير عادية من الإدراك ، ويبدو أنها قدرات ذهنية تتجاوز الزمان والمكان وقوانين الفيزياء المعروفة في المادة والطاقة. ويفسر "الإدراك الماروائي" Paranormal Perception الذي يعتقد البعض بأن له صلة بمستوى عال من الحدس ويشير إليه الموكلون بتطبيق القانون بـ "الحاسة الزرقاء" على أنه طاقة يمكن لبعض الأشخاص "الحساسين" (أو أشخاص لديهم تفاعلات كيميائية معينة في أدمغتهم) الإتصال بها كما يعرفون بذوي الشفافية أو المبروكين عند بعض الثقافات، كما تعرف تلك القدرات بالإجمال باسم قدرات بساي PSI (القدرات النفسانية الخارقة) ويمكن لهذا النوع من الإدراك أن يتخذ عدة أشكال ونذكر منها:

      1- الكتابة التلقائية Automatic Writing : تعتبر من أكثر أشكال اقدرات بساي صلة بالتحقيق الجنائي (كما تعرف في عدد من قواميس النفس)إذ تستخدم طاقات عضلية لاواعية عند الذراع واليد ويسمح فيها الشخص لــ "روح" شخص ما بأن تتصل من خلال الكتابة فيوضع قلم رصاص فوق الورقة ويستدعى "المتوفي" ليعطي إجاباته. وتعتبر تلك الوسيلة أيضاً طريقة لتواصل اللاوعي لدى الشخص مع عقله أو عقلها الواعي حيث يُسمح لقلم الرصاص بأن يجري توجيهه من قبل طاقة ما تختلف عن اليد الذي تحمله. للمزيد من التفاصيل عن أساليب الكتابة الآلية .

      2- السجلات الأكاشية Akashic Records : وهي مكتبة ضخمة توثق كافة الأحداث في حياة الشخص ومن المفترض أن "الأثير" هو من قام بتسجيلها وبأنه لا بد للوسيط أن يلتقطها كمعلومات ويخرج منها بأمور يستشعرها . تعرف تلك السجلات أيضاً بـ " كتاب الحياة " وفيه سجل عن كل فرد سبق أن عاش في أي وقت مضى ، تحوي تلك السجلات على كل كلمة وفعل وشعور ونية كانت قد حدثت. وكان العراف (إدغار كايسي) قد قدم هذا المفهوم مقترحاً إمكانية الحصول على هذه السجلات عن طريق الفكر. ومن الجدير بالذكر أن (إدغار كايسي) (1877- 1945) كان من بين أهم النفسانيين الذين جرى توثيق أعمالهم وحياتهم خلال التاريخ ويلقب بالمتنبئ النائم .

      3- البحث بالوساطة Bird-Dogging : كان للنفسانية (ريني وايلي ) جهود وساطة مدفوعة تدعي خلالها بأنها كانت تضع عقلها مكان عقل المجرم لتتعلم منه ما ارتكبه بعد إجراء محاكمته.

      4- فتح القنوات Channeling : وهي عملية تسمح لـ "الكيانات الروحية" باستخدام جسم وعقل الشخص كرابطة بين هذا المستوى من العالم والمستوى الروحاني بهدف استقبال المعلومات ، ويعرف هذا الشخص باسم الوسيط Medium

      5- قراءة الكف Chiromancy : تعرف بأنها القدرة على قراءة شخصية المرء ومستقبله من خلال يده.

      6- حواس كلير (التبصير ): هي شكل من الإستشعار النفساني الذي تقابله الحواس الخمس مثل الإستبصار (البصر الداخلي) clairvoyance و سماع أصوات (السمع الداخلي) clairaudience و الإحساس الداخلي (شعور في الجسد) clairsentience وإحساس الشم الداخلي clairscent وإحساس التذوق الداخلي clairsavorance وهي في النهاية تصورات ذهنية مستقبلة بدون الإستعانة بأعضاء الحواس المادية المدروسة.

      7- الحس العاطفي Clairempathy : هي نوع من التقدير للتجربة الشعورية أو للهالة aura التي تخص شخص أو مكان أو حيوان. إقرأ عن تجربة واقعية.

      8-كشف المخابئ Dowsing : هي مهارة معرفة ما تخبؤه الأرض من المياه الجوفية والأغراض أو إجابات عن طريق استخدام قضيب أو بندول(يشبه رقاص الساعة) أو حتى بدون استخدام أية معدات، وغالباً ما يحدد إتجاه إهتزاز البندول جيئة وذهاباً طبيعة الإجابة عن سؤال (نعم أو لا ) أو تحدد مكان شيء على الخريطة.

      9- الأحلام والرؤى : حلم الرئيس الأمريكي السابق إبراهام لينكولن وقبل عدة أيام قليلة من إغتياله بطلق ناري أن جسمه يضجع في حاله وكان ملقى على الأرض نتيجة طلق ناري. يستعين العديد من النفسانين بالأحلام رغم رمزيتها المزعجة ليدلوا برسائل عن الحاضر والمستقبل.

      10- الإدراك ما فوق الحسي Extra Sensory Perception : وهو مصطلح بدأ به (جاي بي راين) من جامعة (ديوك) وتعني أن المرء يمكن له أن يعيش تجربة فكرة أو شعور من عقل إلى عقل آخر عن بعد وبدون أي صلة فيزيائية أو مادية ويرمز له إختصاراً بـ ESP،

      11- الهواجس Premonitions : في عام 1993 سجل صبي وصفاً يخبر فيه أن سيارة ضربته ومات في الحادث. ولم يمض وقت طويل حتى قادت امرأة سيارتها متجاوزة إشارة المرور الحمراء وضربته بينما كان يمشي في الطريق . وكانت التفاصيل التي وصف فيها الإصابات مطابقة لما حصل معه وكأنه لمح مصيره.

      12- الإدراك المسبق Prerecognition : رؤية الأشياء قبل وقوعها.

      13- القياس النفسيPsychometry : وهي أغراض كان يستخدمها شخص يجري البحث عنه أو التحقيق بأمره تساعد في كشف معلومات عنه ، على إعتبار فكرة مفادها أن الطاقات التي يخلفها هذا شخص تسكن في الأشياء التي يستخدمها أو يلبسها ويمكن أن تقدم أدلة.

      14- الرؤية عن بعد Remote viewing : وهي رؤية الأشياء التي تحدث في أماكن بعيدة عن المستبصر.

      15- المعرفة الخلفية Retroconition : وهي القدرة التي زعم فيها النفساني (بيتر هيوركوس) أنه يستخدمها ، بحيث أنه عندما يقابل شخص لأول مرة يتمكن من رؤية (النظر خلفاً) أحداث حياته الماضية . يزعم الطبيب جراح لاأعصاب د.كمال صعب أن لديه تلك القدرة من مجرد مشاهدة صورة الشخص -

      16- قراءة ورق التاروت : وهو عبارة عن 78 بطاقة عليها صور مستخدمة في قراءة البخت، وبعض الوسطاء يستخدمها أيضاً لفتح قناة وقراءة الطاقات النفسانية على طول مسار معين. إقرأ المزيد عن ورق التاروت.

      يقول البعض مما يزعمون بأن لديهم الأنواع المذكورة من الإدراك بأنها تستند إلى شعور طبيعي بالحدس أو أنها نفس الطريقة التي نركز فيها وعينا الداخلي لنجعل منه مرشدنا الذاتي، وهي أنواع من الإدراك تعمل خارج الوعي وبمثابة شعور غريزي يستمد من الإيمان قوته ويقع على الحدود في مكان ما بين المدركات العقلانية والمهارات الشعورية أو الإنفعالية.

      شيء ما في داخلك يخبرك من دون أن تضطر لتأخذ وقتاً في تحليله من أن ما تفعله هو الصواب. والذين يستخدمون بانتظام حاسة التوجيه تلك يقومون بتعزيز قوة البصيرة لديهم. وبالنسبة للبعض تصبح ضرب من "المعرفة" أو اليقين الداخلي.

      والحدس يتخذ بدوره عدة أشكال :

      - الشعور بأن شيئاً ما على شك الحدوث.
      - صوت داخلي يوجهنا.
      - حاسة علينا أن نوليها اهتمام أكبر في هذه اللحظة.
      - أي نوع من الشعور العابر أو الطاقة المفاجئة.
      - أي مواجهة تبدو لنا إشارة هامة.
      - تدفق مفاجئ من الإلهام.
      - التصوير السهل من الخطوات في خطة موضوعة.
      - إكمال لفكرة شخص آخر.
      - الاستشعار عن بعد لحادثة ثبت أنها قد وقعت.
      - استقبال ومضة (فلاش)عن اسم شخص ومن ثم يقوم ذلك الشخص بالإتصال بك .

      وأخيراً ....
      استخدم العديد من الأساليب المذكورة أعلاه في قضية شهيرة عن "ابنة الكاتبة" التي كانت تحقق كتبها أعلى المبيعات والتي سنتطرق إليها في الجزء التالى .



      تعليق


      • #4
        الرؤية النفسية
        (4)

        جريمة قتل ابنة الكاتبة



        اشتهرت (لويز دنكان) وهي مؤلفة تخصص مواضيع كتبها لمن هم في سن المراهقة برواية حملت عنوان " ما الذي قمت به في عطلة الصيف الماضي ؟" لكنها كانت على موعد مع لغز مأساوي في إحدى الليالي حينما قُتلت ابنتها (كايتلين) التي تبلغ من العمر 17 سنة في (ألبوكويركو) الواقعة في ولاية نيو مكسيكو الامريكية وهي الأصغر بين الخمسة من ابنائها وبناتها.


        ففي 16 يوليو من عام 1989 عُثر على (كايتلين أركويت)وهي منحنية أمام عجلة قيادة سيارتها ومقتولة بعيار ناري في الرأس. كان موقف الشرطة أنها حادثة عشوائية كإطلاق نار من سيارة مسرعة ، وعلى الفور خضعت (دنكان) لجلسات تحقيق سرعان ما تحولت إلى أمر من الأمور الماروائية حيث لم تتوفر أدلة أو قرائن باستثناء العيار الناري المنتزع من الجثة كما لم يتضح الدافع من القتل كدافع السرقة أو تعاملات تجارة المخدرات.

        اقتنعت الشرطة بفكرة السيدة (دنكان) حول أسلوب " التحقيق الهادئ والمتأني" فاتصلت بأصدقاء (كايتلين) ودعتهم لحضور جلسة تشاركهم فيها النفسانية (نورين رينيير) التي تستخدم أسلوب فتح القنوات Channeling ، كانت النفسانية تحمل بيدها الأقراط والقلادة التي كانت ترتديها (كايتلين) حينما أُطلق عليها النار فوردت إليها إنطباعات عن ما عاشته الفتاة في لحظاتها الأخيرة كما وصفت تحركات (كايتلين) في تلك الليلة.

        قامت (دنكان ) أيضا بأخذ استشارة نفسانية أخرى تدعى (بيتي موينش ) وهي تستخدم أسلوب الكتابة التلقائية على الآلة الكاتبة الكهربائية، فأخبرت (موينش) السيدة (دنكان) أن ابنتها كانت في حالة غضب وأنها لاقت حتفها بسبب معرفتها لأمر خطير وبأنها كانت تعلم جيداً من أطلق النار عليها وبأن هناك صفقة من المال بعد ارتكاب الجريمة. وفي مقابلة مع محرري النشرة الإخبارية على الانترنت زعمت (دنكان) بأنه كان بإمكان المحققين المختصين التحقق من دقة المعلومات التي وصلت إليها على هذا النحو.



        حيث اكتشفت (دنكان) بأن (دنغ نغويان) صديق (كايتلين) الفيتنامي كان ضالعاً في المطالبة ببوليصة تأمين ، ومن خلال النفسانيين علمت أيضاً أن باستطاعة ابنتها (كايتلين) التواصل والإدلاء بقرائن من وراء القبر .


        انكشفت الكثير من حقائق الأمور أمام (دنكان) مثل الإجابة عن السؤال الذي كان يحيرها "من قتل ابنتي ؟" وذلك نتيجة لما أخبرها به النفسانيون فضلاً عن صلاتها "النفسانية" الخاصة مع ابنتها المقتولة، كانت (دنكان) تتأنى في إعطاء تلك المعلومات للمحققين فهي لم تتسرع ببوحها لهم لمجرد اكتشافها لأمر جديد يتعلق بأسباب وظروف مقتل ابنتها وعلى سبيل المثال تلك المعلومة التي تقول بأن لصديق ابنتها صلة بمجموعة من مجموعات الجريمة المنظمة ، لكن المحققين ظلوا رافضين لتلك المعلومات .

        ومن الأمور الجانبية التي انكشفت لـ "دنكان" من وراء تلك " الإستشارات النفسانية " أنها كانت في حياتها السابقة رجلاً يمتهن التدريس في مدينة روما القديمة.



        التعقب النفساني - أنيتا لارسن
        تتناول (أنيتا لارسن) في كتابها " التعقب النفساني " تلك القضية مؤيدة الفكرة التي مفادها بأن للنفسانيين دور مساعد من خلال القرائن للتوصل إلى حل في قضية غامضة كهذه ، وأشارت إلى أن (دنكان) نشرت أحد كتب الخيال قبل مقتل ابنتها (كايتلين) وتقرأ فيه عن لحظات غريبة من علم الغيب.

        وهي تشير أيضاً إلى أن نفسانية أخرى ساهمت في القضية واسمها (نانسي سزتلي) إلى درجة أنها عملت في مسرح الجريمة لأنها زعمت (بحسب معلومات تسربت من قبل الناس هناك) أن شيئاً ما جعلها عالقة في ذلك الوسط وقدمت (لارسن) تلك المعلومات من دون أن توضح ما قد تعنيه.

        - ينبغي الإشارة إلى أن (لارسن) قبلت بهذه المعلومات من دون تمحيص ،خلال إخبارها بتقارير تفيد بأن (دوروثي آليسون) عملت مع الشرطة في قضية (جون واين غايسي) في ولاية إيلينوي الأمريكية حيث تم حل هذه القضية عندما وضعت المباحث (غايسي) تحت المراقبة وبعد أن أصبح الصبي الذي ذهبوا للتحدث معه مسبقاً في عداد المفقودين . واعترف (غايسي) بجريمته في نهاية المطاف أمام محاميه أولاً ومن ثم لاحقاً أمام الشرطة الذين لم يجدوا وقتاً لطلب للإستعانة بـ " نفساني "، بينما تزعم (لارسن) أيضاً بأن "النفسانيون عملوا كما يجب " وهو بيان يفتقر إلى التحقق العلمي.

        - وعلى الرغم من أن رجلاً سيق للمحاكمة بتهمة اطلاق النار في (أركويت) في عام 1991 جرى رفض القضية المرفوعة ضده لأن الإثباتات كانت ضعيفة ، ورغم كل محاولات التدخل "النفساني" فيها فإن التحقيق لم يفض إلى أي شيء في الجريمة ووبقيت القضية دون حل كما أن جهود "الإنطباعات" أو "المستشعرات" التي تلقاها عدد من "أخصائي التعقب النفساني" لم تكن أقل شأناً بالمقارنة مع الجهود " النفسانية " التي بذلت في أحداث ليلة مقتل (كايتلين) وكانت (لويز دنكان) تقبل كل ما يأتيها من معلومات بدون أن تتساءل حولها بينما كان أولئك الذين يحتاجون إلى مزيد من التحقق غير راضين عنها.



        قضية لم تحل !

        ما زالت الشرطة تعتبر جريمة قتل (كايتلين) حادثة عرضية جراء إطلاق نار عشوائي ، لكن (دنكان) تصر على أنها جريمة متعمدة لأن تعتقد أن ابنتها المقتولة (كايتلين) كانت على وشك فضح عصابة من عصابات الجريمة المنظمة وهي تتهم الشرطة بالتقاعس وإغفال الوقائع ، ومع ذلك تقوم مع أفراد عائلتها بجهود تحقيق شخصية ما زالت مستمرة .

        ما زالت (دنكان) تبحث عن قاتل ابنتها حتى الآن وقد ألفت لهذا كتاباً حمل عنوان "من قتل ابنتي ؟ " يختلف عن سائر كتبها فهو ليس عن الخيال الذي درجت على تناوله، وقد لقي كتابها ضجة إعلامية فعرض في برامج مثل "صباح الخير أمريكا" و "لاري كينج" و " ألغاز لم تحل" و Inside Edition .

        وتوجه (دنكان) نداء للجمهور في موقعها الإلكتروني الذي يمكنكم زيارته هنا تقول فيه : " نقبل حقيقة أن الشرطة لا يمكنها دائماً حل قضايا الجريمة ، فقد يكون التحدي بالنسبة إليهم كبيراً جداً وعلى عائلات الضحايا أن يتعايشوا مع هذا الوضع ، ولكن هل يوجد نية متعمدة من قبل الشرطة لإخفاء أو تبديل أدلة هامة ؟! نعتقد أن هناك تغطية رسمية في قضية ابنتنا، ولدينا أمل بأن عرضها على الإنترنت سينقذ بيانات قضيتها من محاولة كتمها وسيسهل المهمة أمام من يملك معلومات عنها من خلال الإتصال

        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-04-16, 12:58 AM.

        تعليق


        • #5
          الرؤية النفسية
          (5)

          جرائم بحيرة واكو



          عُثر على 3 مراهقين وهم صبي وبنتان مطعونين حتى الموت في حديقة سبيغفيل بالقرب من ضفاف بحيرة واكو في ولاية تكساس الأمريكية . حدث هذا في 13 يوليو من عام 1982 ، وعلى الرغم من أن تلك السنة كانت حافلة بالأحداث العنيفة إلا أن تلك الحادثة كانت فريدة من نوعها فلم تكن ناجمة عن صفقة مخدرات أو نزاع محلي بل أقرب لحادثة قتل أسطورية راح ضحيتها أطفال كانوا في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ، وقد تدخل عدد من المحققين النفسانيين (الوسطاء) فأعطوا قصصاً متضاربة اشتركت في أنها أعطت بعضاً من صفات المشتبه بهم.

          وجد الطبيب الشرعي آثار 48 طعنة على الضحايا الثلاثة نال منها (كينيث فرانكس) لوحده 20 طعنة منها 10 في القلب ، لكن من المؤكد أنها سببت له آلاماً عظيمة قبل وفاته . فيما تلقت (جيل مونتغمري)17 جرحاً تركز معظمها في صدرها وقطعت كذلك حنجرتها كما كان يوجد علامات لكدمات على كتفها الأيمن وصدرها حيث جردت من ملابسها واغتصبت. كما طعنت (رايلين رايس) 9 مرات مع أدلة على إصابة أعضائها التناسلية، واعتقد المحققون أنه جرى قتل الضحايا في مكان آخر ثم ألقي بهم في هذا المكان حيث كان من السهل العثور على جثة الصبي.



          يصف (كارلتون نيفيز) تلك الحادثة والتحقيقات في كتابه الذي حمل عنوان " همسات لا مبالية : جرائم بحيرة واكو " بما في ذلك قصته عن الوسطاء الروحانيين الذين زعموا رؤيتهم النفسانية للقتلة في مشاهد شنيعة من غير أن يحكم على دقة رؤاهم حيث اكتفى فقط بتسجيل ما قالوه لضباط الشرطة الذين كانوا يجرون مقابلات معهم وأرانا أيضاً كيف استطاع الوسطاء التأثير على سير التحقيقات.

          رؤى كارين هفستيتلر

          في وقت حدوث الجريمة كان لـ (كارين هفستيتلر ) التي تعيش بالقرب من مدينة دالاس في ولاية تكساس رؤية عن رجلين قاموا بقتل 3 من المراهقين بشكل وحشي ونقلوا جثثهم وذلك بينما كانت تغط بالنوم أمام التلفزيون بعد عودتها من عملها ، وعندما صحت من نومها بدأت ترى صورة واضحة لسيارة ممتلئة بغرباء يتحركون فيها ببطء في أحراج غير مألوفة لها ثم أصبحت ترى 3 من الذكور و2 من الإناث ، كان من الواضح أن اثنين منهم أكبر عمراً من الثلاثة الآخرين الذين كانوا مراهقين وهما سائق ملتحي وآخر يبدو من شكله أنه هندي وكانا يشربون الجعة (البيرة) ويضحكان فيما كان الفتية الثلاثة مذعورين.

          رؤية سابقة في جرائم أطفال أتلانتا

          لم تكن تلك الرؤى جديدة على (كارين) إذ سبق لها حدوث رؤى كهذه منذ نعومة أظفارها ، وكانت أكثر الرؤى التي لم تستطع نسيانها تلك التي حدثت لها في عام 1979 وكانت بشكل سلسلة رؤى عن أطفال سود تعرضوا للقتل في مدينة أتلانتا ، والتي عرفت أنذاك بـ " جرائم أطفال أتلانتا " ، حيث كانت على علم بأعمار الضحايا ومتى وأين يمكن العثور عليهم كما كانت لديها أفكار واضحة عن القاتل ، وعندما كان (واين ويليامز) يحاول إلقاء شيء من أعلى الجسر في نفس المكان الذي وجدت فيه إحدى الجثث في تلك الليلة جرى إعتقاله وأدين وحوكم ، لكن (كارين) كانت تعتقد أنه ليس الرجل المقصود لأغلب الجرائم رغم أنه وصف آنذاك بـ " قاتل أطفال أتلانتا " وفي السنوات اللاحقة كان هناك سبب للشك في تورطه بأعمال القتل الاخيرة على الرغم من توقف موجة جرائم القتل وكانت (كارين) تعتقد أن هذا التوقف لم يكن بسبب أمور أخرى لا تتصل بسجن (ويليامز).
          - حينما واصلت (كارين) رؤيتها رأت للحظة أن المراهقين الثلاثة كانوا في وقت سابق معاً مجتمعين معاً أمام طاولة نزهات وكان يبدو لـ (كارين) أن فتاة ذات شعر داكن تحب الصبي كما راودها إحساس أيضاً أن أحد الخواتم الثلاث التي كانت تلبسها الفتاة على أصابعها كان قد أهداه الصبي لها، ثم رأت (كارين) رجلان يقودان سيارة حيث قدم الصبي الرجل الملتحي إلى الفتيات ليتعرفا إليه ومن ثم ركب الجميع السيارة ، وللحظة ما اقترب الرجل الهندي من الفتاة الشقراء التي كانت تجلس في المقعد الخلفي ثم طعن الصبي بسكينه وواصلت السيارة تقدمها ثم جنحت إلى جانب الطريق ، خرج السائق ونقل جثمان الصبي ثم تركه على جانب الطريق. ثم خرجت الفتاة ذات الشعر الأسود وركضت هاربة لكن السائق أمسك بها وأجبرها على مشاهدة صديقها الذي وضع الرجل الآخر السكين على رقبته ، ثم أفلتت الفتاة وهربت مرة ثانية ، لكن تم الإمساك بها وتلقت ضربات عنيفة قبل أن يقتلاها في النهاية ، أخذ أحد الرجلين الخاتم من إصبع الفتاة ليضعه في جيبه ثم حملها ووضعها إلى جانب جثة الطفلين الآخرين ومن ثم طعنها مرة أخرى لعدة مرات وأخذ محبس شعرها ، وغادرا مكان المذبحة ، ثم قاد سيارته مع الرجل الآخر إلى حيث وجد الفتية في البداية ورمى السائق بشيء ما إلى البحيرة وأصدر صوتاً كما لو كان جسماً معدنياً.
          لم تكن (كارين) تعلم من هؤلاء الناس ولم تعثر كذلك على أي خبر عنهما في الصحف المحلية لمدينة دالاس في اليوم التالي. لذلك لم يكن لديها أصلاً أي فكرة عن ما يمكن أن تفعله بتلك الصور المروعة التي أتتها.

          رؤى غليندا توماس

          في نفس تلك الليلة كان لـ (غليندا توماس ) تجربة مشابهة جديدة لها تماماً ، روتها فيما بعد لمحقق في القضية ، فحينما كانت تأخذ قسطاً من الراحة بعد مذاكرتها للتحضير لإمتحان التمريض أتتها رؤية مفاجئة وصفت فيها رجلان مطابقان في أوصافهما لما قالتها (كارين هفستيتلر ) مع أنها تعتقد بأن يكون لرجل ثالث يد في الجرائم.

          بحسب الرؤية أخذ الرجلان المراهقين بسيارة حمراء كبيرة (فان) ثم قتلوهم على طرف الطريق . وكان يظهر على ذراع قائدهم وشم بشكل نسر ، بعدها حاولت (غليندا) الإتصال بالضحايا من خلال الكتابة التلقائية وقالت بأنها سمعت (رايلين: إحدى الضحايا) حيث أكدت بأن حمالة صدرها كانت حول ساقها وهو خبر مفصل ودقيق لم يرد ذكره في الصحف التي نشرت أخبار الجريمة بعد ذلك . وتقول (غليندا) بأن (رايلين) أخبرتها بأنه لم يسبق لها معرفة القتلة و راود (غليندا) أيضاً إحساس نحو الخاتم لكنها لم تتمكن من معرفة ما يعنيه هذا الإحساس.

          تحريات الشرطة



          في هذه الأثناء كانت الشرطة تجري تحرياتها على الأرض ومضت أيام بدون وجود أي أدلة واضحة ، وجرت مراسم جنازة الفتية الثلاثة مع عائلاتهم الذين توسلوا للحصول على إجابات ، لكن المحققين لم يأتوا بشيء فحاولوا تحويل الإنظار إلى والد (كينيث) مشتبهين في ضلوعه في الجرائم لكن ذلك أيضاً ذهب سدى من غير نتيجة. وبعد 52 يوماً على إكتشاف الجرائم المروعة علقت السلطات تلك القضية لأجل غير محدد ، لكن السرجنت (ترومان سايمون) الذي استدعي إلى مكان الجريمة في تلك الليلة أصبح الرجل ذو المهمة للعثور على القتلة مخاطراً بحياة عائلته في البحث عن أدلة.



          ثم قرروا إستدعاء وسيط روحاني هو
          (جون كاتشينغز) الذي سبق له التعامل مع قضايا أخرى ونجح في حوالي 60% كما يزعم ، فأخبرهم أنه ليس بوسع الوسيط أن يأتي بـ 100% من الوقائع وأن عليهم أن يستخدموا ما يبدو أنه يأتي بنتائج مثمرة في سير التحقيقات.

          ذهب ( كاتشينغز ) إلى موقع الجريمة نفسها وبعد أن أمضى بعض الوقت هناك قال أنه كان هناك 3 رجال متورطين وأن أحدهم قتل الفتية في قارب مسطح القاع وأعرب عن اعتقاده أن امرأة ذات شعر داكن في العشرينات من عمرها يمكن أن يكون لها دور فعال في مساعدتهم على التعرف إلى هوية القاتل.

          في الواقع ، كان المحققون يضعون عينهم على امرأة اسمها (كريستي جول) ذات شعر داكن بعمر 19 سنة وهي معروفة بكذبها حيث أنكرت أنها تعلم أي شيء عن الموضوع ، ولكن المحيطين بها يظنون أنها تعلم الكثير، فصديقها هو رجل ملقب باسم (تشيلي) أو الفلفل الحار واسمه الحقيقي هو (ديفيد سبنس) وكان في السجن بسبب جريمة أخرى وكان كذلك على معرفة بشخص اسمه (منير ديب ) الذي كان قد اعترف لأحد أصدقاء الضحايا بأنه هو من قتلهم ثم تراجع عن ما قاله فخضع لجهاز كشف الكذب وسُمح له بالمغادرة ثم بعد ذلك أخبر أحدهم بأنه أخرج بوليصة تأمين لفتاة اسمها (غايل كيلي ) كانت شبيهة جداً بإحدى الضحايا وهي (جيل مونتغمري ).



          وفي نهاية المطاف لم يكن أياً مما قاله الوسيط مفيداً لحل هذه القضية. بل ما كان مفيداً هو عملية التحقيق المستمرة التي قام بها المحقق (ترومان سيمونز ) الذي أبرز تصريحات أدلى بها العديد من الناس بمن فيهم القاتل الرئيسي من أن (ديب) استأجر (ديفيد سبنس) لقتل (غايل كيلي) بهدف قبض قيمة بوليطة التأمين لكن (سبنس ) قتل الفتاة التي تشبهها وهي (جيل مونتغمري ) وقتل معها الفتاة والصبي لئلا يكونان شهوداً على الجريمة ، ونفذ (سبنس) جريمته بمعونة شخصين ساعداه .

          كان متوقعاً أن يقوم (ديب ) بقبض مبلغ بوليصة التأمين (20,000 دولار) التي كان قد خدع فيها (غايل كيلي) لتوقع عليها لكن خطته تلك باءت بالفشل لأن (غايل) ما زالت حية وقتلت (جيل) بدلاً عنها بالخطأ .
          وبعدها بوقت قصير من ارتكاب الجرائم القتل جرى اعتقال (ديفيد سبنس) بجريمة الإعتداء الجنسي الشنيع وكونه السجين الذي أطلق سراحه جرى حجزه في السجن إلى أن تحين جلسة الاستماع. وهناك اعترف وتحدث أكثر مما ينبغي وكان يتكلم عن الجرائم وكأنها قطع من ممتلكاته ، وفي نهاية المطاف أدين وحوكم جنباً إلى جنب مع 2 من شركائه المتورطين (الظاهرين في الصور). كما أدين (ديب) وجرى تنفيذ حكم الإعدام فيه وفي (ديفيد سبنس).



          وكانت (غليندا) قد أصابت في رؤيتها عندما قالت أن هناك شخص ثالث متورط وبأن هناك وشم على ذراع (سبنس)، لكنها هي و(كارين)على حدا سواء (كلاهما زارا مسرح الجريمة أخيراً و صرحا خطأ أن الضحايا قتلوا في نفس المكان الذي عثر عليهم فيه ) رأتا الخاتم الذي كان قد أخذه (سبنس) من (جيل مونتغمري) كتذكار ولكن على عكس ما كان يقوله (كاتشينغز) رفضت (كريستي جول) أن تساعد في التحقيق لم تعطيهم أية معلومات وهي" المرأة ذات الشعر الداكن " بحسب الرؤية.




          وبقي الجانب الوحيد من شهادة النفسانيين (الوسطاء) والذي كان له دور فعال في تحريك القضية هو شيء تكلمت عنه (غليندا ) في رؤيتها واستخدمه المحقق (ترومان سيمونز) للحصول على اعتراف من أحد المشاركين. فبالعودة إلى ماقالته (غليندا) عن وصف الرجل وما كان يرتديه في تلك الليلة في مكان الجريمة دفع بالرجل للإعتقاد بأن الشرطة تعلم أكثر مما تعلمه حقاً ولذلك قرر أن يتعرف بشكل سهولة رغم أنه كان يكذب في أماكن عدة ، وكانت شهادة شقيقه الضربة التي حلت تلك القضية على أية حال.

          وفي النهاية كان كل من الوسطاء مخطئاً بخصوص عدد من أمور الجريمة وبالتحديد أين وقعت تلك الجرائم، وأخطأ اثنين منهم في تحديد عربة النقل ، ولكن إذا كانت القصة دقيقة فإن كلا الوسيطتين كان لهما رؤية ما فوق حسية واضحة في ليلة إرتكاب الجرائم على شكل ومضات غنية بالتفاصيل عن حقيقة الجرائم التي كانت تحدث مما يؤيد وجود ظاهرة نفسانية من نوع ما.
          - ومؤخراً بذلت جهود من قبل الدفاع بهدف التبرئة من خلال فحص DNA على رباط الحذاء الذي استخدم لربط الضحايا. فإذا أظهر الفحص أنه هناك من أدين بالخطأ في إرتكاب الجرائم في عام 1982 عندئذ فإن القضية ستتشعب ولم تصبح مقتصرة فقط على إطلاق سراح أحدهم من السجن المؤبد. ولكن قد تسجل أول دليل على إعدام خاطئ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحديث.
          هل كان القتلة اثنان ؟
          أم ثلاثة ؟
          رؤى غليندا تشير إلى رجل ثالث في الخفاء وهو (ديب) الذي استأجر (سبنس) للقتل، فهل كان (سبنس) برفقة معاون واحد حين حدوث الجريمة ولم يكن للآخر المسجون حالياً صلة علاقة بارتكابها ؟ ويبدو بالفعل أن مظهر (جيلبرت ملندز)أحد المدانين بالقتل مع وشم على كتفه ويشبه إلى حد ما شكل الهندي الأحمر (انظر الصورة) ، فهل صدقت رؤى (غليندا) عن صفات القتلة ؟


          تعليق

          يعمل...
          X