إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مثلث الغيبيات فى مصر ... "الدجل. الخرافة. السحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مثلث الغيبيات فى مصر ... "الدجل. الخرافة. السحر







    مثلث الغيبيات فى مصر
    "الدجل. الخرافة. السحر"

    لقى حادث الشيخة إيمان الموجودة بمحافظة قنا، والتى نشر عنها مؤخرا والتى ادعت العلاج من الأمراض عن طريق الصمت والغيبيات، بظلال كثيفة على موضوع هام وظاهرة مزمنة تحدث فى مصر أكثر من أية دولة فى العالم، هى ظاهرة الدجل والشعوذة والعلاج الروحانى والخرافات المعروفة، بالإضافة إلى دخول موضوع العلاج بالقرآن والمتاجرة بكتاب الله من قبل البعض وادعائهم حل كل المشكلات المرضية المزمنة بالعلاج القرآنى حتى أصبح المواطن المصرى لا يعرف العلاج الحقيقى من العلاج الوهمى، وراحت الأبحاث تجرى وامتلأت صفحات الحوادث بسطور تحوى أخبار القبض على دجالين ومشعوذين، ودخلت الظاهرة عالم الأرقام الحسابية، ونشرت الصحف خبرا ثم كذبته صحف أخرى يقول محتواه إن دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية كشفت عن إنفاق المصريين يبلغ سنوياً حوالى
    10 مليارات جنيه مصرى على قراءة الطالع وفك السحر والعلاج من الجان.

    وأكدت الدراسة أن هناك 274 خرافة تسيطر على سلوك أهل المدن والريف.
    كما أكدت الدراسة على وجود 300 ألف شخص يزعمون قدرتهم على علاج الأمراض عن طريق تحضير الأرواح، و300 ألف آخرين يزعمون علاج الأمراض والمس من الجاني بالقرآن والإنجيل.
    وكشفت الدراسة أيضا عن وجود حوالى مليون مصرى على الأقل يعتقدون أنهم ممسوسون بالجن.
    وأوردت الدراسة رقماً غريباً هو وجود دجال واحد تقريباً لكل 240 مواطنا مصريا، يتم الاستعانة بهؤلاء الدجالين لكشف الغيب وقد كذبت مجلة أخر ساعة فى عددها الصادر فى 16- 8- 2010 خبر هذه الدراسة، وأكدت عدم وجودها أصلاً.

    وتعجبت من ضخامة الرقم وهم 10 مليارات جنيه وأنه يفوق إيراد قناة السويس، ثم حملت المجلة تصريحا للدكتورة نجوى الفوال مديرة مركز البحوث بعدم وجود مثل هذه الدراسة.

    وقبل أن نخوض فى صحة هذه الدراسة أو عدم صحتها أو الأرقام الواردة فيها، نؤكد على شئ مهم فى الواقع المصرى، ألا وهو وجود مثل هذه الأشياء بالفعل، وصرف أموال طائلة على الدجالين أو المعالجين أو النصابين والانتظار فى طوابير طويلة على أعتابهم بسيارات فاخرة.

    وهذه محاولة للدخول فى هذا العالم بمصطلحاته وأدواته وعجائبه. فعندما تدخل هذا العالم يجب أن تحمل فى يديك قاموساً صغيرا به تلك المصطلحات مثل (الأثر والمندل والمس والعكوسات والربط والكوتشينة والفنجان والزار والشغوذة والطلسم واللوغاريتمات السحرية والعمل السفلى والعمل العلوى)، وغيرها من المصطلحات الغزيرة، قبل أن تجلس إلى دجال أو عراف وتجرى الكشف الأولى.
    ويجب ان تعرف ايضا العنبر الخام ولبان الدكر والزعفران والزنبق الأبيض والمستكة وجنيهات الذهب والبيض والجمر والحطب وغيرها.

    ـ "أشهر الدجالين فى مصر"

    وقبل أن يجرى الدجال الكشف الأولى عليك، يجب أن تعرف أشهر زملائه فى (الكار) بلغة المهنيين وتسرد أغرب الحكايات عن هؤلاء الزملاء فى عالم الدجل والغيبيات. فهناك الشيخة ماجدة الموجودة فى مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة جاءت من محافظة أسيوط وقالت أنها مأمورة بالعلاج بالقرآن، حيث أتت إليها ذات ليلة سيدة على هيئة عمود نور وأيقظتها وقالت أنها السيدة نفيسة. ثم ذاعت شهرة الشيخة ماجدة لدرجة أنها تريد إنشاء نقابة للروحانيين،

    وهناك أيضاً فى أحد مساجد الزاوية الحمراء بالقاهرة سيدة تدعى "أم سيد"، وتدعى أنها من تلميذات الشيخ عبدالحميد كشك، ولديها فتوحات ربانية وذاع صيتها، وقالوا عنها أنها مخاوية للجن وعندما يصيبها ضيق تجد مبالغ مالية تحت حصيرة بيتها.

    وفى حى الخليفة يوجد هناك خرافة الطفل الولى بجوار مقام سيدى التونسى ومسجد الصوفى ابن عطاء الله السكندرى، حيث يوجد ضريح لطفل صغير توفى منذ أكثر من 30 عاما قبل أن يتم عامه الرابع، وأراد والد هذا الطفل أن يتكسب من وراء هذه الخرافة فراح ينشر حكاياته وخزعلابته وأقاصيصه، حتى أصبح الطفل ولياً من أولياء الله.

    أما فى حى الشرابية بالقاهرة فينفرد بالنسبة الكبرى للدجالين، ويستأثر بنحو نصف دجالى القاهرة حسب دراسة للمركز القومى للبحوث، هناك الشيخ (سيد) الذي يعالج بالقرآن فى مكان شعبى فقير جداً، ويستخدم أدوات صوتية حديثة لذلك، لكن كانت هناك شكوى من إحدى السيدات أعطته تليفونها، فظل يحادثها ويكلمها كثيراً رغم أنها متزوجة ويريدها أن تجلس معه كثيرا يحادثها وتحادثه حسب رواية السيدة الفاضلة.

    ورغم تلك الرواية التى ذكرتها تلك السيدة، فإن الشيخ سيد من أمهر المعالجين بالقرآن، وذاع صيته وكتبت عنه صحف ومجلات كثيرة مثله مثل الشيخ إبراهيم أبوزهرة أشهر المعالجين بالقرآن الكريم الآن لكنه اعتزل هذا المجال خشية أن يتهم بالدجل والشعوذة.

    وعندما ننتقل من العاصمة إلى المحافظات، نجد فى مدينة مثل مدينة الزقازيق هناك الشيخ صالح أبو خليل الذى يأتى إليه مريدون من كل مكان، ومنهم بعض فنانى وفنانات مصر ووالده هو الشيخ محمد محمد بن خليل صاحب الطريقة الخليلية، وأكد البعض أن الشيخ صالح يمتلك معرضاً لتجارة السيارات ومطحنا للدقيق يديره إخوته ليتفرغ هو إلى عمله.

    وهناك دجال آخر يدعى محمد أبوزيد قبض عليه فى فبراير من عام 2009 بتهمة الدجل والشعوذة، وكانت تسعيرة علاجه عشرة آلاف جنيه وتصل أحيانا إلى 100 ألف جنيه للأمراض المستعصية. وهذه المبالغ الخيالية أسالت لعاب طبيبة تدعى الدكتورة ليلى، اعتزلت مهنة الطب لتحترف الدجل والشعوذة لأن فلوس الطب غير كافية، واتخذت من إحدى قرى كفر الشيخ مكاناً لعملها حتى تم القبض عليها فى يونيه من هذا العام لتلحق بالشيخة نادية، أشهر الدجالات اللاتى يقضين فترة العقوبة فى سجن القناطر.

    وهناك قرى كاملة تخصص أفرادها فى العلاج من الجان، مثل قرية (طناة) الواقعة على بعد 15 كيلو مترا من شمال القاهرة، وبها على الأقل 300 فرد قادرون على تطهير الجسد من الأرواح الشريرة، ويستخدمون التنجيم وقراءة الفنجان وعمل الأحجبة والمندل، والأرواح الشريرة.

    وفى محافظة المنيا، تنتشر هناك خرافات السبع بنات على أطراف قرية البهنسا مركز بنى مزار. وهذا المقام يضم 7 قبور يعتقد الجميع أنها لمحاربات فى سبيل الله، استشهدن أيام حرب الرومان، عندما أطلقن صيحات النصر قام الرومان بقتلهن ودفنهن مكان قتلهن، ومن هنا كان المقام وكانت البركة التى تحل على كل زائر بشرط تنفيذ خطوات محددة تبدأ عند حجر موجود فى المقام يقوم الزائر بمسح الحجر ثم الدحرجة خلف المقام حتى يتم شفاؤه. وهناك مكان خاص للنساء ويفضل لهن الدحرجة صباح يوم الجمعة، ثم يطفن بعد ذلك حول بئر للمياه، ويفضل للفتاة التى تريد الزواج أن تستحم من هذا البئر. وهكذا هى شعائر السبع بنات كأنها شعائر الحج المقدسة، بالإضافة إلى أن هناك خرافة تؤكد أن تراب هذه القرية مقدس ولا يأكل جثمان أى مدفون فيه.

    وننتقل إلى قرية "أبوشهدة" بمحافظة الدقهلية، حيت توجد هناك شجرة الشيخ بنى شيبة، يأتى إليها الزوار من كل مكان للتبرك بها ويسمعوا عن كرامات الشيخ الذى نبتت الشجرة فوق ضريحه وسموها شجرة الأحلام. فهى تزوج العانس وتشفى المريض وتفك الأسماء والطلاسم والأعمال السفلية، كما لو كانت مثل شجرة مريم المقدسة.
    والأغرب والأعجب أن بعض الحجاج الذاهبين إلى بيت الله الحرام يحرصون قبل ثلاثة أيام من ذهابهم للحج أن يزوروا هذه الشجرة المقدسة.

    وننتقل إلى محافظة كفر الشيخ وتحديداً فى قرية "برنبال" التابعة لمركز مطوبس، حيث يطوف الأهالى هناك حول أحجار أثرية ويلعقونها بألسنتهم ويدعون أنها تشفى الأمراض؟ تساعد فى علاج العقم. وهناك سيدة تقوم بغسل الحجر بالماء وعصير ليمون عليه قبل أن يبدأ المريض بلعقه حتى ينزف اللسان دماً ويظن أنه شفي من المرض وانتشرت هناك خرافة تدعى أن هذه الأحجار كانت لأناس إنسخطوا وتحولوا إلى أعمدة فى العصر الفرعونى.

    وننتقل إلى محافظة المنوفية فى قرية "سنتريس" مركز أشمون حيث توجد هناك سويقة الشيخ السنوسى الفلاح الذى ذاعت شهرته فى العلاج باللمس والهمس والنظرات!.

    وهناك زحام شديد فى قرية "قطور" بمحافظة الغربية على الشيخ جاد الذى يعالج الكثيرين ويشفى الأمراض.

    والملاحظ أن الناس فى مصر تجرى وراء الكل سواء دجالين أو مشعوذين أو معالجين بالقرآن أو فى الاحتفالات والموالد الدينية المبرمجة على طول العام الهجرى بتواريخ محددة، مثل موالد الشيخ الرفاعى والسيد أحمد البدوى بطنطا والشيخ إبراهيم الدسوقى وسيدى حشن الأنور ومولد سليم أبومسلم بالشرقية وسيدى سالم بالمنوفية ومولد الشيخة شلباية بقرية سبك الضحاك بمحافظة المنوفية ومولد أبوغانم بقرية سمنود بالغربية ومولد سيدى على الروبى بالفيوم ومولد السلطان الفرغلى بأبوتيج بمحافظة أسيوط ومولد الشيخ على بأسوان، بالإضافة إلى الحسين والسيدة زينب، غير الموالد المسيحية فى أنحاء مصر، ومولد يهودى وحيد هو مولد "أبوحصيرة" بدمنهور.
    هذه الموالد جميعها يحدث فيها ما يحدث من قصص وحكايات عن الكرامات والخرافات والأساطير والأموال المنفقة بغزارة، ومواسم للضحك على الناس الفقراء الذين قل وعيهم وبعدوا كل البعد عن جادة الصواب والدين، فأصبحوا يعتقدون فيما لا يضر ولا ينفع.


    "كتب العلاج"

    وننتقل إلى جمهور آخر من هؤلاء المرتادين والمريدين للشفاء والكرامات هم جمهور القراء المثقفين الذين يقبلون على كتب العلاج والطلاسم، فنجد أن سوق الكتب رائج وقد هممت بالمغامرة وشراء أحد هذه المؤلفات، فنصحنى البعض بألا أفعل ذلك حفاظاً على نفسى من أى سوء، فقررت أن أقرأ بعض المؤلفات وأتصفحها عند بائعها، فلم أجد إلا أعمدة بها أرقام وحروف وطلاسم ورموز ورسوم لحشرات وأقوال غريبة وعجيبة لا تصلح لعمل فيلم سينمائى أو تمهيد لنص درامى كما فعلت السينما المصرية من قبل فى أعمال سينمائية تتحدث عن هذه الموضوعات مثل (البيضة والحجر) و(المبروك) و(قنديلي أم هاشم) وغيرها.

    ولا ننسى شيئا هاماً لمؤلفى الكتب وهو استرشادهم بالعديد من الأحاديث الضعيفة، وأدى ذلك إلى وقوع حوادث عديدة بسبب إخراج الجان من المرضى، حيث سجلت دفاتر الأمن حوالى 58 حادثة قتل خلال ثلاث سنوات هى أعوام 95-99-.2oo6
    ولكتب السحر والشعوذة والدجل حكايات عالمية كثيرة، فنجد فى العالم أشهر دجال فى التاريخ هو (راسبوتين)، وكان أصله فلاحاً من الاتحاد السوفيتى السابق. ومن أشهر الحكايات فى عالم السياسة أن الرئيس الأمريكى السابق بوش الأب قام بدفع مبلغ 5 ملايين دولار للاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين ليقدموا له إجابة عن سؤاله: متى يبدأ فى حرب الخليج؟ فما كان عليهم إلا أنهم قاموا بفحص طوالع صدام حسين وخرجوا بنتيجة واحدة وهى الوقت المناسب للحرب ليلة 15 يناير عام 1991، وهى قمة سطوع نجم الرئيس بوش الأب، وقمة أفوال نجم صدام حسين.

    وفى مصر كان هناك حوالى 11 جمعية روحية قبل الثورة توقف نشاطها، ولم يعد هناك إلا جمعية واحدة هى الجمعية المصرية للدراسات الروحية بالإسكندرية، بالإضافة إلى مكاتب للفلكيين أصحاب الأبراج الفلكية وقراءة الطالع، مثل حميد الأزرى عميد الاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين.

    أما بخصوص الخرافات المنتشرة فى مصر والدول العربية والمحدد لها عدد 274 خرافة، فقد نشرت دراسة للدكتور عبدالرحمن العيسوى فى عام 1983 استهدفت التعرف على الخرافات المنتشرة فى إحدى الدول العربية ومقارنتها بمثيلاتها فى المجتمعات الأوروبية. وتناولت الدراسة موضوعات كثيرة منها تحضير الأرواح والسحر والحسد والمندل والزار والفأل والحظ ودور الأحجبة والتعاويذ والتمائم وإطلاق البخور والتفاؤل والتشاؤم بالقطط والكلاب.

    وقد تناولت الدراسة عدد 2210 فرداً من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات والمعاهد، تبين أن نسبة الاعتقاد فى الخرافات بين 8 إلى 69%، وأن هناك 68% من عينة الدراسة يعتقدون أن الحسد يؤثر في حياة الناس، ويعتقد 54% أن هناك أرواحاً طيبة وأرواحاً شريرة. أما أقل الخرافات انتشارا بين أفراد عينة البحث فكانت نسبة 8% يعتقدون بمعرفة الحظ عن طريق العرافات، وأن 11% يعتقدون أن من يدخل المرحاض فى الظلام تلبسه الأسياد!

    ومن النتائج المثيرة فى هذا البحث أن 47% من أفراد العينة يؤمنون بأن للحظ والصدفة أثراً كبيراً فى حياة الإنسان، وأن 39% من فراد العينة يؤمنون بأنه باستطاعة بعض الناس تحضير الأرواح وأن 35% من العينة يؤمنون بالسحر وأن 28% يؤمنون بأن لكل شخص زميلاً أو زميلة من أهل الجن! يعنى قرين.
    وهذا البحث يؤكد على خرافات هامة ترقى إلى درجة الحقائق المؤكدة، ونضيف إليها خرافات هامة يؤمن بها المصريون مثل (طاسة الخضة) (والحذاء المقلوب) وتعليق (المقص المفتوح) الذى يجلب المشاكل و(القطة السوداء)، وما تحويه من أرواح شريرة وخرافة (العروسة الورقية) وخرقها بالإبرة وحرقها و(الخرزة الزرقاء) و(رش الملح)، وكل هذه الخرافات لا تستند إلى منهج موضوعى قابل للتطوير، وخطورة ارتباطها بالخطاب الدينى.

    "رأى الدين "

    فى كتاب صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
    "من أتى عرافاً فسأله مجن شى فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".
    وفى كتاب سنن أبى داود عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".

    وعن البزار والطبرانى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
    "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تهكن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".

    وتصدى القرآن الكريم للدجالين والمشعوذين فقال تعالى فى سورة النمل الآية 65، 66

    (
    قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون. ادارك علمهم فى الآخرة، بل هم فى شك منها بل هم منها عمون).

    ونسمع عن أناس يصادقون الجن ويجرون معهم علاقات وصداقات ويرد القرآن الكريم على ذلك بقوله فى سورة الأعراف عن الجن:

    (
    إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) الآية 27.

    ويؤكد أغلب علماء الأزهر أن هناك فجوة بين المعالجين بالقرآن والطب النفسى بالأطباء يجهلون علم الجان ويتهمون القائمين عليه بالشعوذة والدجل، وأصبحت هناك ساحة عراك مزمن بين الطب الواقعى والطب الروحانى رغم صحة النوعين ووجودهما الفعلى فى عالم الواقع ولكن بأسس عملية وقواعد سليمة.

    ففى الخارج يخضعون المسائل الروحية للدراسة، هذا ما يؤكده الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. فهناك علم الباراسيكولوجى الذى يدرس هذه المسائل بطريقة صحيحة.

    ويتفق كلام الدكتور المجدوب مع تصريح لكريستين داجواى Christen Degway نائبة رئيس الاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين بباريس أن أعجب أسرار مملكة للسحر يديرها أحد الزعماء هى مملكة كاملة تحت الأرض عبارة عن مدينة كاملة فى بلد عربى كبير يعيش فيها آلاف من السحرة العتاة، ومن يدخلها لا يخرج منها، وهى أقوى مملكة منذ 60 عاماً على الكرة الأرضية، وقد تمكن هؤلاء السحرة بهذه المدينة من إنقاذ أحد الزعماء عندما قام وزير داخليته بمؤامرة للقضاء على حياته بنسف طائرته فى الجو، وتمت الاستعانة بمملكة السحر لإزالة الخطر بسرعة رهيبة أدهشت العالم منذ 28 عاما، هذا ما روته كريستين.

    ولمملكة السحر وعالمه أبجديات خاصة وطلاسم مقروءة ليست بسحر إنما هى حروف معينة من لغة النيرجرية التى توصل إليها العلماء من القرن الماضى القرن العشرين، وقالوا أنها أصل لغات كل الكائنات الأثيرية، لذلك فالأرواح تفهمها والأنشطة الشمسية والهواء يفهمها جيداً.

    ومتابعة لموضوع السحر، يجب أن نذكر أن أعظم سحرة العالم هو سوكار الذى طاف العالم وأدهش الملايين. وهناك الساحر الأمريكى ديفيد كوبر فيلد الذى يتقاضى مليون دولار عن كل حلقة من حلقاته فى عالم السحر، ويعاونه فى ذلك جيش من الكومبارس يساعدونه فى تأدية فقراته الساحرة. بالإضافة إلى وجود ثلاث جمعيات عالمية كاتحادات للسحرة، الأولى فى إنجلترا وتضم خمسة آلاف ساحر، والثانية فى فرنسا وتضم ثلاثة آلاف ساحر، والثالثة فى أمريكا وتضم 20 ألف ساحر.

    أما فى مصر، فلقب الساحر يطلق على الحاوى الذى لا يأتى بسحر متقن ومبهر، إنما يأتى بخيالات وألعاب تأخذ بعيون المتفرجين وتوهمهم أن ذلك سحر، ويذكر أن أول نقابة للحواة فى مصر كانت مسجلة بتاريخ 3- 11- 1969 تحت رقم 253 وكان بها 85 عضواً يحملون لقب حاوى.






    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-01-31, 11:22 PM.

  • #2


    ساحر في مصر

    هذا الدرويش المصري الذي دفن نفسه 28 يوما ثم عاد يمارس حياته الطبيعية. قدرات خارقة تمنع الدم من التدفق وتشفي الجروح في دقائق معدومة عندما توقف تنفس الساحر المصري ونبضات قلبه لمدة 90 دقيقة.

    بعد رحلات طويلة قام بها بول برنتون عبر الهند سعيا وراء الحقائق الروحية الغامضة، قام برحلة أخرى إلى مصر، كصحفي بصورة معلنة، بينما هو في الحقيقة مدفوع بالسعي لاكتشاف الفلسفات القديمة والأنظمة التي حكمت مصر، وعن أصحاب الأعمال الإعجازية والكهنة ورجال الدين، فمصر التي تمثل الشرق الأدنى أكثر من الشرق الأقصى حقيقة ثقافية مختلفة ويرتبط المضمون الغامض في مصر القديمة بالمجموعة المختلفة من الآلهة الرمزية.

    وفي مصر التقى برنتون بطاهر بك، من أشهر الدراويش، وهو لم يكن، كالحالة في الهند، رجلا فقيرا يرفض العيش في الرفاهية المادية في العالم ويعتمد على ما يقدمه له الآخرون من طعام، بل على العكس، فقد كان رجلا ثريا معروفا وسط الدوائر الملكية وكان يسكن شقة حديثة بها كل الكماليات في أحد الأحياء الأوروبية في القاهرة، وقد بدت إنجازاته السحرية هائلة. فقد ولد عام 1897 في مدينة طنطا بدلتا النيل، توفيت أمه وهو لا يزال طفلا، كان والده قبطيا، وبسبب بعض المشاكل السياسية تركت الأسرة القاهرة وتوجهت إلى تركيا حيث أقامت في مدينة القسطنطينية، وتلقى الشاب تعليما جيدا ودرس الطب وأصبح مؤهلا ليكون طبيبا، وافتتح عيادة في اليونان، وهناك قام بما اعتبره أعظم إنجازاته حين سمح لنفسه بأن يدفن حيا لمدة لا تقل عن 28 يوما رغم معارضة بعض رجال الدين الذين رأوا في تلك التجربة تناقضا مع الأديان، ولكن الحكومة أقرت بالتجربة على أساس أن طاهر بك كان طبيبا له حق أن يدفن نفسه كما يشاء.

    وبعدما قام بزيارات لكل من سيبريا وبلغاريا و إيطاليا، في إيطاليا سمح لمجموعة من العلماء المشهورين باختبار قدرته ووضعوه في نعش وضعوه في حمام سباحة، ولكن بعض نصف ساعة تدخلت قوات البوليس. وأوقفوا التجربة، بعدها وفي فرنسا تم تكرار التجربة واستمرت لمدة 24 ساعة، وقال طاهر بك إنه سعد لدخول هذه التجربة لأن بعض المنتقدين زعموا أن الدراويش الهنود الذين مروا بهذه التجربة بالدفن أحياء كانوا يصنعون قنوات هواء سرية محفورة في الأرض لتمكنهم من استمرار التنفس، ولهذا السبب فإن طاهر بك قام بتجربته تحت الماء بحيث يمكن للعلماء والمنتقدين أن يلاحظوا كل شيء ويراقبوه.

    وقد ذاعت شهرة الرجل في الآفاق فدعاه كل من الملك فؤاد ملك مصر والملك كارول ملك رومانيا والملك فيكتور إيمانويل ملك إيطاليا.

    وكانت رغبة برنتون أن يشهد بنفسه بعض هذه التجارب تحت ظروف يمكن التحكم فيها وليس أن يسمع فقط للتفاصيل، وكالعادة استطاع برنتون إقناع مضيفه بأداء التجربة، كان طاهر بك نفسه قصيرا ذا ملامح متميزة، ووجهه مريح، كان سلوكه لطيفا وبسيطا، كما كان مضيافا كريما، وكان يتحدث بصوت خفيض وبتواضع شديد حتى إن أحدا لم يكن يمكنه تخيل أن يكون هذا هو الرجل صاحب القوى الخارقة، وكان يدخن بشراهة.

    وفي شقته قال طاهر بك بخصوص قدراته الخارقة " يجب أن نبدأ بالاعتراف داخل أنفسنا بالإمكانات الهائلة التي نمتلكها جميعا، وحتى نفعل ذلك فعليا أن نظل مرتبطين بالقيود غير الضرورية التي تحول بيننا وبين ممارسة قدراتنا الروحية الهائلة والقوى المادية، ويعتقد الناس الذين يرون الظاهرة التي أقوم بها أنها نوع من السحر أو الشعوذة، أو شيء خارق للطبيعة تماما، وفي الحالتين فهم مخطئون، فهم لم يفهموا حقيقة أن هذه الأشياء علمية تماما تستجيب لقوانين الطبيعة الروحية التي لا تفهم بصورة كاملة".

    ومن أجل القيام بالتجربة التي جرت في شقة طاهر بك جمع برنتون مجموعة صغيرة من الأطباء لكي يشاهدوا سلسلة التجارب التي قام بها طاهر بسهولة غير عادية.

    ولسوء الحظ فإن برنتون لم يذكر أسماء أو شخصيات هؤلاء الشهود، ارتدى طاهر بك جلبابا أبيض ورداء على الرأس مربوطا بخيوط من اللونين الذهبي والأزرق، بينما علق على صدره سلسلة تنتهي بنجمة خماسية الشكل ذهبية، ووقف وقد وضع يديه على صدره منتظرا لحظة البداية.
    وعلى منضدة في الحجرة كانت هناك بعض الأشياء التي فحصها الحاضرون، فقد كان عليها بعض الخناجر الصغيرة والمسامير والإبر وقطع الزجاج، وعلى منضدة أخرى كان هناك لوح خشبي مملوء أيضا بالمسامير، وقطعة من صخرة ثقيلة وميزان ومطرقة، وأرنب ودجاجة مربوطان من القدمين وموضوعان في سلة، كان هناك أيضا نعش طويل، وصندوق أكبر وأطول. وكومة من الرمل الأحمر، ومجموعة من المناشف الصغيرة. ومع طاهر بك كان هناك شابان مساعدان له، وبدأت التجربة كما يلي.لمس الدرويش قفاه بيده وضغط بقوة بأصابعه، بينما قام بيده الأخرى بالضغط على جبهته، وبعد ذلك بدأ يتنفس بقوة ويمتص الهواء بقوة، وفي خلال دقيقة أغلقت عيناه، ثم أصدر صرخة معينة ودخل في حالة أقرب إلى الإغماء حتى إنه سقط مثل رجل ميت ولولا أن مساعديه أمسكا به بين أذرعهما، وأصبح جسده متجمدا كقطعة من الخشب، وقام المساعدان بتعرية الجزء الأعلى من جسده ووضعاه فوق المنضدة الطويلة، وفي هذه اللحظة قام أحد الأطباء بقياس ضربات القلب وفوجئ بأنها تصل إلى 130 وهو ضعف الرقم الطبيعي، ثم جاء المساعدان بقطعة الصخر الجرانيت التي يبلغ وزنها نحو 90 كيلو غراما، ووضعاها على بطن طاهر بك العارية، وقاما بالضرب عليها بالمطرقة بقوة بينما الجسم لا يزال متصلبا كقطعة من الحديد حتى انشطرت الصخرة إلى قطعتين، سقطتا على الأرض، ثم ساعد الشبان الدرويش بالنزول والوقوف على قدميه وكان يبدو غائبا عن الوعي لا يدرك ما حدث ولا يشعر بأي ألم.


    وبعد ذلك وضع طاهر بك على اللوح الخشبي المغطى بالمسامير وقطع الزجاج، ووقف أحد مساعديه فوق صدره والآخر فوق بطنه، وكان كل منهما يقفز إلى أعلى وينزل، وعندما فحص الأطباء ظهر طاهر بك فوجئوا بأن ظهره لا يحوي أي علامة بشيء غير عادي، ولم تظهر نقطة دم واحدة من المسامير وقطع الزجاج، وعند قياس النبض بلغ 132، وساعده الشابان على الوقوف على قدميه حيث كان يفتح عينيه ببطء، وكأنه خارج من حلم، وظلت عيناه على هذا الحال لمدة نصف ساعة حتى بدأ يفيق ويعود إلى الطبيعة حين بذل جهدا عنيفا لاستنشاق الهواء وفتح فمه بدرجة كبيرة حتى إن الحاضرين بدا لهم أنهم رأوا لسانه، يدخل إلى زوره، وبعد أن تنفس للحظات استخدم أصبعه إعادة اللسان إلى مكانه.

    ولم يسترح طاهر بك أكثر من دقيقتين حين خضع لاختبارات أخرى فقد طلب الأطباء أن يخرقوا فكيه بدبوسين صغيرين، وقام أحدهما بالفعل بإدخال الدبوس من الخارج إلى الداخل الفك.

    وكان طاهر بك مستيقظا ومدركا لما يحدث ولكنه لم يبد عليه أي ألم، بل حتى عندما سمح لطبيب آخر بوضع خنجر في زوره وإدخاله في الحنجرة من الخارج، لم يشعر الدرويش بأي ألم بعد أن دخل الخنجر لمسافة سنتيمتر على الأقل من اللحم، ولهذا فإن الأطباء فحصوا عينيه جيدا لمعرفة ما إذا كان قد استخدم أي نوع من المخدر، ولكن كل شيء كان يبدو طبيعيا.

    وكان الشيء الذي أدهش الأطباء أكثر عدم وجود دم على الإطلاق على جلد طاهر بك. وقد أجروا تجربة بعمل قطع في وجهه بقطع من الزجاج وكذلك بسكين في كتفيه وصدره، ولكن كانت النتيجة جروحا بلا دماء، وسأل أحد الأطباء طاهر بك عما إذا كان يستطيع أن يخرج دماء من الجروح، وعلى الفور بدأ الدم يتدفق حتى غطى صدره، وعند نقطة معينة توقف الدم بمجرد استخدام قوة الإرادة، وخلال دقائق قليلة كان الجروح قد شفيت تماما.

    وكانت التجربة الأخرى المرور بشعلة من النار المتقدة على أحد قدمي طاهر بك حتى كانت تسمع أصوات طقطقة لحم القدم بسبب النار بينما لا يبدو على وجهه أي تغير أو ألم، وهنا أجرى أحد الأطباء اختبارا آخر لمعرفة ما إذا كان الدرويش قد تناول أي مخدر، وثبت عدم وجود أي شيء غير عادي.

    بعد ذلك قام طاهر بك بتجربة قدرته على السيطرة على الحيوانات بتنويم كل من الأرنب والدجاجة مغناطيسيا بالضغط على عصب في رقبة كل منهما والمرور بيديه على نفس العصب عدة مرات، بعدها كان كل من الأرنب والدجاجة لا يتحركان من المكان الذي يضعهما فيه طاهر بك.

    وفي نهاية كان موعد أهم تجربة وهي الدفن حيا، وقد أجريت هذه التجربة تحت شروط مشددة بعد السماح بأدنى قدر من الشك في صدقها.

    فبعد فحص دقيق لأرضية الشقة جاء المساعدان بالنعش ووضعاه في وسط الحجرة، التي كانت أرضيتها مصنوعة من بلاطات الموزايكو، وتم التأكد من عدم وجود أي إمكانية لدخول الهواء إلى النعش، وبعدها دخل طاهر بك في حالة الإغماء الكلي كما فعل في التجارب السابقة، ثم قام الأطباء بفحصه ليجدوا أن التنفس قد توقف تماما وكذلك دقات القلب، ووضع الجسد في النعش وتم إغلاق الفم بقطعة قطن كبيرة ثم غطى النعش بالرمال الحمراء حتى آخره.

    وجلس الأطباء الذين حضروا التجربة في اندهاش وتعجب من أنهم قد سيطروا على كل شيء وفحصوا كل شيء، وإذا عاد هذا الرجل للحياة فإنها ستكون قدرات خارقة للطبيعة ـ من وجهة نظرهم ـ وكان الاتفاق أن يستمر طاهر بك في هذه لمدة ساعة ونصف، وقبل انقضاء هذه المدة بدقائق قام المساعدان بإخراج الجسد من النعش، كان لون الجلد أقرب إلى اللون الرمادي وكان متصلبا تماما، وبعد دقائق وفي الوقت المحدد بدأ يتنفس ببطء وتتحرك جفون عينيه، وبعد 10 دقائق تماما عاد لطبيعته وجلس على مقعد وأخذ يتحدث عن تجربته الغريبة.

    قال:" لقد كانت إغماءتي كاملة حتى إنني لا أذكر شيئا بالمرة عما حدث لي بعد أن أغلقت عيني، وحتى استيقظت في اللحظة التي حددتها لنفسي".

    بعدها بأيام قام برنتون بزيارة لشقة طاهر بك هذه المرة لإجراء حوار معه ومناقشته حول هذه التجربة، قال طاهر بك إن البعض يظنون خطأ أنهم عندما يضعون المسامير في فكي فإن كل ما أفعله هو إجبار إرادتي على مقاومة الألم، وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لا تظهر أي جروح على جسدي بعد كل هذا الوخز؟

    الحقيقة أنهم لم يستطيعوا بعد الفكاك من أسلوبهم الذي اعتادوه في التفكير، ولم يتصوروا حقيقة تفسيراتي لما يحدث، إن ما يحدث يعود إلى اثنين من الأسرار، الأول هو الضغط على المراكز العصبية.

    والثاني القدرة على الدخول في حالة إغماء أشبه بالغيبوبة، ويمكن لأي شخص مناسب ومستعد للدخول في تدريب طويل قمت به حتى أسيطر على نفسي لأداء ما أقوم به. وبدون هذا فإنني لا أدعي أن لدي الشجاعة على تحمل الألم، فلست مثل هؤلاء الهنود الذين يتطوعون لتحمل الألم والمعاناة، كل ما أشاركهم فيه هو قدرتي على الحياة الروحية.

    ويضيف طاهر بك إن السيطرة على المراكز العصبية والدخول بقوة في غيبوبة تجعل اللحم البشري لا يتأثر بالألم مهما كان. وهذا يأتي بالتجربة والتدريبات، وعن قدرته على ابتلاع لسانه حتى يمنع أي حشرات أو جراثيم من دخول جوفه قال طاهر بك:" إن هذا أيضا يأتي بالتدريب وأن والده كان يحرك له لسانه وهو لا يزال رضيعا"، أما عن تحديد فترة الذهاب في غيبوبة طويلة، والاستيقاظ فهو يقول إن الإنسان ـ أي إنسان ـ يمكنه أن يحدد موعد استيقاظه في الصباح قبل النوم ليلا، وينجح في ذلك لأن العقل الباطن لا ينام أبدا.

    وعندما سأل برنتون طاهر بك عما يتذكره في لحظات الدفن حيا، أي ما يحدث للروح قال طاهر بك إنه لا يمكن أن يقول شيئا لأنه لا يريد أن يبدو إنسانا يعرف أسرار ما وراء الحياة، إن هناك أعماقا غامضة لم نستطع اقتحامها بعد، إن الأمر هو أنني عندما أذهب في إغمائي أصبح في حالة ذلك الذي يسير وهو نائم، وعندما أعود إلى الحياة الطبيعية لا أتذكر أي شيء.

    وأضاف قائلا:" إن علينا أن نقبل الحقائق كما هي، أو كما نجدها".
    وبرغم أن الحوار استمر لفترة فإنه تركز أساسا على المظاهر التاريخية لعملية دفن البشر أحياء، وتأثيرها على الجسد على المدى القصير، ولكن بالنسبة لرنتون فقد كان اللقاء مع طاهر بك واحدا من أهم وأعظم أعماله في سعيه وراء الحقيقة.


    تعليق


    • #3
      الف شكر الأخ محمد عامر
      على هذه المعلومات والثقافات المحيرة
      والقصصة الجميلة

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        جهد تشكر عليه ياغالي في النقل والتوضيح

        هذه المشكلة ياغالي تجتاح وتستشري في المجتمعات العربية بشتى الأنواع وليس المجتمع المصري لوحده

        للاسف أصبحت مثل هذه الامور مهنة الطامعين الذين رأوا فيها وسيلة لكسب العيش السريع دون تعب أو شقاء وبالطبع الطريدة تكون جيوب الأغنياء والفقراء سواء ممن يتميزون بصفة البساطة ممن اصابهم الإحباط و حالة القلق
        ولا ننسى الدور الابرز في نشر بعض وسائل الإعلام التي روجت ولعبت دورا قويا فساعدت عن انتشار هذه المظاهر التي تعكس درجة التخلف في المجتمعات العربية

        حتى لا نتهرب من الإجابة أعتقد بأن الحلول تستنبط من الأسباب وهي: -الجهل والفقر والإحباط
        فالحلّ هو في نشر التوعية والتعليم و تعديل المناهج الدراسية لتساعد على تكوين عقل علميّ رشيد يؤمن بالأسباب ويأخذ بها ويربط النتائج بأسبابها
        ومن ثم القضاء على هذه المحطات السيئة الذكر وخاصة الفضائيات فلولا انتشار هذه الأقنية بشكل كبير و بث هذه البرامج لما وصل بنا الحال الى ما هو عليه
        لذلك لابد من بحملة مناهضة مماثلة على المحطات المعتدلة وذات المصداقية والتوجهات الإسلامية والحث على متابعتها
        ولا ننسى غياب الوازع الديني والجهل بحقائق الدين اذ له الدور الكبير فيما يحدث
        فالمسلم القوي يكون صاحب تفكير منطقي لا يصدق هذه الخزعبلات وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من نشر العقيدة الصحيحة والإيمان بالله .. فبالإيمان تتعزز ثقة الإنسان بربه وبمستقبله

        دمت بحفظ الله و رعايته

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          هذه الامور اصبحت من باب اكل العيش السهل بالنصب على البسطاء
          عن طريق معاونين لهم ياتون باخبار الزبون ولبساطه الناس وقله خبرتهم يقعون
          فريسه سهله لامثال تلك النصابين
          نسال الله السلامه

          قال إبن القيم
          ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

          تعليق


          • #6
            ان اكبر مملكة للسحر موجودة في المملكة المغربية في مدينة فاس القديمة موجودة تحت الارض يدرسون انواع فنون السحر مثل السحر الاسود استخراج الكنوز الخ

            تعليق


            • #7
              ليتك بس تحذف أسماء الكتب السحرية من موضوعك في ناس تدورها .. لو تكتفي بكلمة مراجع سحرية افضل
              جزاك الله خير
              [CENTER]​[/CENTER]

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ملكة الكنوز مشاهدة المشاركة
                ان اكبر مملكة للسحر موجودة في المملكة المغربية في مدينة فاس القديمة موجودة تحت الارض يدرسون انواع فنون السحر مثل السحر الاسود استخراج الكنوز الخ


                اخى العزيز

                ليست مدينة فاس هى المشهورة بالسحر ولكن فى كثير من المدن المغربية يوجد اباطرة للسحر الأسود



                يبدو العرافون البسطاء والشوافات أقزاما بينهم، هؤلاء محترفون من عالم آخر، يصرفون ملوك الجان لخدمتهم، يأسرون القلوب ويسكنون الأجساد ويعلنون حروبا مفتوحة جنودها "خدام الخواتيم" . "فقها" يطيرون ويختفون في رمش العين. حاخامات يهود، إسبان ويونانيون أفارقة وخليجيون، يسيطرون على العوالم السفلية، في البيضاء والرباط ومراكش والصويرة...

                الفرق بينهم وبين "الشوافات" و"الفقها" العاديين، أن هؤلاء يملكون مفاتيح أخطر باب يفصل بين مملكتي الإنس والجان: السحر الأسود أعمالهم تتجاوز قراءة الطالع واستطلاع "الفال، إلى القيام بأعمال خارقة لا يصدقها عقل، هذه حقائق مثيرة من هذه العوالم الغريبة بلسان محترفي وضحايا السحر الأسود.




                "فقها" يروضون الجن

                لا يكاد يرى لـ"الفقها" الذين يتخصصون في السحر الأسود أثر في المدن يفضلون العيش في قرى صغيرة حيث يمتهن العديد منهم الإمامة والمشارطة" في مساجد بالداوير ولا يفتح عليهم أبواب الملاحقة الأمنية وضجيج الخلافات مع الزبناء.

                في عدة مناطق من "دكالة" و"سوس" يوجد العديد من هؤلاء "الفقها" لا يشهرون احترافهم السحر الأسود كما أن زبنائهم يعدون على رؤوس الأصابع بينما يقول أغلبهم أنهم يرفضون تقاضي أموال مقابل أعمال السحر التي يقومون بها. "نعيش على شرط إمامة المساجد وهدايا السكان لا نقوم بهذه الأعمال إلا إذا كان وراءها خير، وإلا فإن تبعاتها تطال الأهل والمال أعرف العديد من الفقها الذين فقدوا أبنائهم لاحترافهم هذا النوع من السحر". يكشف والعبدية وهو فقيه بأحد دواوير سيدي بنور بدكالة.

                أعمال السحر التي يقوم بها هؤلاء "الفقها" تبدأ من "المحبة" وهي "الخدمة" التي يرجى من ورائها جلب الحبيب وإثارته إذا لم يكن يبالي بالراغب في جذب اهتمامه هذا النوع من السحر الأسود يشمل كذلك جل المشاكل العاطفية بين الأزواج من خلال ما يعرف بـ"التهييج" وهو عمل يقوم على أساس تقريب المسافة بين الزوجين، لدرجة يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر.



                قائمة "الخدمة" التي يشملها هذا النوع من السحر الأسود تشمل أيضا معالجة الأمراض الجنسية والعقم إلى جانب طرد الجن المتلبس بأجساد الضحايا من الرجل والنساء كما يمكن لـ"الفقيه" أن يصرف قدارته الخاصة من أجل إنزال عقاب بشخص أو أسرة وهو ما يتم عن طريق "التقاف" الذي يستهدف التعجيز الجنسي ، أو" التراجيم"، وهو حينما يسخر الساحر الجني الذي يكون "خديما" عنده لرجم بيت بالحجارة المتقدة والنيران.

                آخر حكاية "تراجيم" وقعت قبل نصف سنة بحي "العنق" بالدار البيضاء. شهر من عذاب قاسته أسرة مكونة من أب وأم وشقيقتين بشقتيها بالطابق الأرضي في إحدى عمارات الحي المهترئة كان الأمر أشبه بكابوس لم يكتب لهذه العائلة الاستيقاظ منه. ففي غمرة سكونهم يسمع دوي سقوط أوان أو ارتطام حجارة بالحائط وحينما يهرعون لاستجلاء حقيقة الأمر يرون أمورا أكثر عجبا: حجارة مشتعلة تحلق في أرجاء الغرفة قبل أن تصطدم بالجدران وملابس تضرم فيها النيران دون سبب.

                قضت هذه الأسرة أياما بين "الفقها" والمعالجين الروحانيين لاذ خلالها جيران بالفرار واختلطت رائحة البخور بالهواء الرطب الآتي من البحر القريب من المكان، وقيل إن سبب معاناتهم تسخير ساحر بأكادير لجني، وذلك بإيعاز من أحد أقارب الأسرة الذي كانت بينه وبينها خلافات.


                العديد من محترفي السحر الأسود يقولون إنهم يروضون الجن واستخدامه لأغراضهم الخاصة في منتهى السرية عن طريق ما يدعونه بـ"طي الأرض" وهي "خدمة تمكن الساحر من الانتقال من مكان إلى آخر في طرفة عين، أو "الإخفاء" الذي يتيح لهم حجب أنفسهم عن الأنظار.

                هذه القدرات لا تتحصل لدى جميع "الفقها"، بل يبذل لها جهد خارق تتطلبه السيطرة على جني وجعله "خديما" ينفذ أوامر الساحر. هذا الأمر يتطلب من "الفقيه" اعتزال الناس لمدة سنة كاملة، حيث يلوذ وحيدا بالخلاء ينزع عنه جميع ملابسه، ويتوضأ ببوله ويقضي وقته تائها في القفار، ويظل يكتب طلاسم خاصة جدا إلى اليوم الواحد بعد المائة، حيث يظهر له الجني الذي كان يرغب في تطويعه. التأكد من هذا الأمر، حسب ما أوضحه ولد العبدية لـ"أوال" يتأتى بعد نظر الساحر في المرآة لحظتها يظهر له الجني الذي سيصبح "خديمه" وملازمه بقية حياتهما !!



                في ضيافة الحاخامات

                للسحر الأسود خريطة في المغرب فأباطرته يتوزعون بمناطق بعينها، حسب أنواع السحر التي يحترفونها إذا كان "الفقها" الذين يبرعون في السحر الأسود يستوطنون القرى النائية والمداشر البعيدة، فهناك سحرة مغاربة من نوع خاص يقيمون داخل أرقى أحياء المدن الكبرى ويوجدون في المناطق المأهولة باليهود المغاربة أساسا، والأكثر من ذلك أنهم يتربعون على هرم السلطة الدينية لليهود في المغرب : إنهم الحكام الحاخامات. "أوال" اقتفت أثر أشهر السحرة الحاخامات اليهود في البيضاء والصويرة، عاصمة اليهود المغاربة إنهما الساحران الشهيران "أهايون لازار إيكي" و"حاييم أزلغوط".

                في قلب الدار البيضاء، وتحديدا بشارع المسيرة الخضراء بالمعاريف، وبالضبط قرب مقر الهلال الأحمر. توجد شقة الساحر اليهودي "اوهايون" هنا يقيم منذ سنوات ويستقبل زبناءه يوميا باستثناء ليلة الجمعة ويوم السبت حيث يتزعم فيهما قد اسات "شباط" في المعبد اليهودي "السيناغوغ" بالبيضاء.

                
                
                
                إلى منزله سهل للغاية ، جميع سكان هذا الحي الراقي يعرفون "اوهايون" الذي يثير وجوده بتلك العمارة الهادئة صخبا غير عادي. بينما كنا نهم بدخول العمارة صندوق بريد كتب فيه الساحر اليهودي اسمه بالفرنسية توجد شقته بالطابق الأول، هي أشبه بعيادة بابها مفتوح بينما علقت به عبارة تسترعي الانتباه والدهشة "الحاكم الحاخام" أسفلها اسمه بالفرنسية مرة أخرى. رائحة بخور غريبة ومختلفة تنبعث من شقة هذا الساحر اليهودي، أول ما يطالعك عند الباب سنجاب محنط وضع فوق خزانة كبيرة. بجانبها كراسي انتظار جلست فيها امرأتان وشاب، فوق الكراسي علقت صور لرجال دين يهود كتبت عليها عبارات باللغة العبرية . شيء من الجلبة يصدر من داخل الشقة التي استغل "اوهايون" كل شبر فيها. عند الباب أيضا يجلس أحد مساعدي الحاخام، وهو الذي حال بيننا وبين الدخول "يجب أن تتصل بالحاخام حتى تأخذ موعدا.. خذ هذا هو رقم هاتفه المحمول..، قال لنا هذا المساعد وهو ينهمك في قضم "ساندويتش شوارما" وعينه تحدق بالباب. ربطنا الاتصال بـ"الحاكم الحاخام" لحجز موعد معه. لم يجب إلا بعد معاودة الاتصال فمن عادته أنه لا يجيب لأول مرة حسب ما أوضحه مساعده، "اعد الاتصال.. سيجيبك بالتأكيد" يستطرد المساعد . أعدنا الاتصال فأجاب الحاخام:
                الو من معي..
                أنا شاب أريد مقابلتك
                من الذي أرسلك؟
                أخذت رقم هاتفك من عند مساعدك
                عندك مشكل؟
                نعم
                أين أنت الآن؟
                بالقرب من شقتك
                عد إلي غدا.
                كانت له نبرة غريبة، الكلمات الدارجة استعصت شيئا ما في حلقه، فعوضتها أخرى بعبرية غير مفهومة.
                عندما رجعنا إليه كان باب شقته مغلقا. أتصلنا به ثانية فأخبرنا :"أعتذر،يمكنك أن تأتي بعد العيد فقد سافرت لحضور مراسيم دينية. المشكل خاص بك؟ عد غلي بعد العيد إن شاء الله".

                لك يكن الحاكم الحاخام ساحرا عاديا، حسب ما يكشفه أحد جيرانه الذين التقتهم "أوال" يمكن للحاخام أن يتقاضى مبالغ كبيرة خصوصا أن زبناءه من الميسورين. لكنه لا يشترط أحيانا مالا مقابل ما يقوم به، ففي بعض المرات يقوم بأعمال سحر بالمجان، كما أنه يمكن أن يسلم لزبنائه نقودا إن كانوا معوزين يقصد وراء فعل الخير لا غير".
                فعل الخير تطلب من "الحاكم الحاخام" تعقب خيوط السحر الأسود الخاص باليهود، والذي يسمى بسحر "الكبالا" هذا النوع من السحر يوجد في ثاني كتاب مقدس عند اليهود، وهو "التلموذ" الذي يعد بمثابة الشريعة التطبيقية للديانة اليهودية.

                هذا الأمر يبرر براعة اليهود المغاربة في السحر، واحتراف الحاخامات وهم في الأصل رجال دين، للسحر الأسود و"الكبالا"
                يؤمن السحرة اليهود المغاربة مثل غيرهم من اليهود بأن "الكبالا" هي كلمة سرية أوحى الله بها إلى النبي موسى الذي أخبر بها أخاه هارون قبل أن تشيع بين الأحبار اليهود وتتحول إلى مذهب خاص يعتلي قمة غرابة السحر الأسود.

                تعلم هذا النوع من السحر تطلب تبدأ من طبقة "أهايون" التدرج عبر عشر طبقات تبدأ من طبقة "إنصوف أور" والتي تعني التاج بالعبرية، إلى طبقة الملكوت التي يشاع لديهم أنها ترتقي بالساحر من سابع أرض إلى سابع سماء.

                على هذه الخطى سار ساحر آخر بمدينة الصويرة وهو أيضا حاخام ويدعى"حاييم أزلغوط" هذا الحاخام عمره السبعين سنة يعتلي صدارة السحرة اليهود في المغرب والعالم بأسره، إذ تأتيه أفواج من المغاربة المسلمين واليهود وأجانب من إسرائيل ودول أخرى للتبرك بقدراته الخارقة كما يقولون. "المكانة التي يحظى بها حاييم لدى المغاربة وأهل الصويرة بالأساس وصلت إلى درجة تقديسه وعبادته"، يقول حسن أحد سكان مدينة الرياح العارفين بخبايا اليهود المغاربة هناك.

                برنامج الحاخام "حاييم" اليومي يتوزع على الاهتمام بالمقابر والمعابد اليهودية بهذه المدينة الساحلية الصغيرة،واستقبال الزبناء الذي يفدون عليه من عدة مناطق "يكثر زبناؤه خلال مهرجان كناوة فهناك أشخاص يجعلونه في الرتبة الثانية ضمن قائمة انشغالاتهم حينما يأتون إلى المهرجان. شخصيا التقيت امرأة وابنتها قدمتا، الصيف الماضي، من الدار البيضاء وبالضبط من حي بوركون من أجل زيارة الحاخام حاييم ، يروي إبراهيم وهو مساعد سابق لهذا الساحر اليهودي.

                تتراوح المبالغ المالية التي يتقاضاها "حاييم" ما بين 100 و2000 درهم حسب سخاء الزبون، "لا يشترط مبلغا معينا، يمكن أن يأخذ مائة أو مائتي درهم، أو أكثر من ذلك بكثير"، يردف إبراهيم في اتصال مع "أوال".
                رفقة إبراهيم لهذا الساحر اليهودي جعلته يطلع على جميع أسراره وعملياته الخاصة، بما فيها الأكثر إثارة للدهشة والاستغراب . "من الأعمال المثيرة التي يقوم بها حاييم هي أنه يشترط على نساء إحضار مني يهودي للقيام بعمل السحر، وعندما تتفاجأ المرأة يعرض عليها ممارسة الجنس معه حتى تحصل على منيه ويتقاضى مقابل هذا المني مبلغا ماليا أي أنه يبيع منيه"، يحكي إبراهيم وقد زاحمت ضحكة جمله.

                العمانيون وزعماء "الفودو"

                مملكة السحر الأسود في المغرب تتوسع لتستقبل أباطرة آخرين هؤلاء يحظون بوزن خاص في عدة مدن، أبرزها الدار البيضاء كما يتحرون في عملهم السرية التامة، يتعلق الأمر بسحرة أجانب أضحوا يزاحمون السحرة المغاربة، المسلمين واليهود على حد السواء.

                من بين هؤلاء السحرة مشعوذ عماني ظل يشتغل بشقته بابن مسيك بالبيضاء لأزيد من سنتين قبل أن تلقي عليه عناصر الأمن التابعين للدائرة الرابعة القبض بعدما شاعت أخباره ووصل إلى حد تقدم زبناء بشكايات تتهمه بالنصب عليهم وسلبهم مبالغ مالية كبيرة.

                حدث استثنائي هو الذي أربك حسابات هذا الساحر العماني وحكم على نشاطه في المغرب بالإعدام. كان ذلك قبل ستة أشهر وهو تاريخ إلقاء القبض عليه، أما المشكل فأثاره زبون إماراتي سمع بقدرات هذا العماني الخارقة وقدم إليه من الإمارات العربية المتحدة. اكترى هذا الإماراتي شقة بالدار البيضاء وظل يتردد على الساحر العماني ويغدق عليه أموالا طائلة إلى أن يئس من تحقيق مسعاه، ما دفعه إلى إخطار مصالح الأمن التي ألقت عليه القبض مباشرة بعد تقديم الزبون للشكاية. غالبا ما تنتهي مغامرات السحرة عند أعتاب "الكوميساريات" والمحاكم، هذا ما يحصل تحديدا مع أفارقة يحترفون بدرهم السحر الأسود بالمغرب وهو ما يطلقون عليه "الفودو".

                يصنف "الفودو" ضمن أخطر أنواع السحر الأسود في بلادنا خاصة في المدن الكبرى مراكز سحرة "الفودو" في الدار البيضاء حسب ما كشفه مسؤول أمني في مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن العاصمة الاقتصادية، تتوزع على الأحياء التي يقيم بها أفارقة من دول جنوب الصحراء بشكل كبير، وفي مقدمتها حي الألفة والفردوس بالحي الحسني وحي بوركون "شهد هذا الأخير في الأسبوع الأول من نونبر تفكيك عصابة للسحر يتزعمها ماليون بعدما تقدم ثري مغربي بشكاية يتهمهم فيها بالنصب عليه في مبلغ 23 مليون سنتيم ، يقول المسؤول الأمني، قبل أن يردف "جميع الدوائر الأمنية بالبيضاء تعج بهذه القضايا لكن القضايا الكبرى منها هي التي تصل إلينا بالشرطة الولائية".

                سبب الاستنفار الأمني ضد السحرة الأفارقة هو ما يروج بأن هذا النوع من السحر هو الأخطر كما أن تأثيراته الصحية قوية للغاية خصوصا إذا تحرى السحرة في جميع الشقق التي نداهمها. هذه الأدوات تتجلى في دمى وصور وبعض المحاليل الغريبة"، يكشف المسؤول الأمني. يعتمد سحرة "الفودو" علىى الدمى لاعتقادهم بقدرتها على التأثير في الشخص الذي يرغب الزبون في سحره عن طريقها. يبدأ الأمر بإحداث المقصود بعمل السحر، كما يعتقدون ثم يبدأ الساحر في وخز مكان القلب بإبرة حادة ما يؤدي إلى إحداث آلام فظيعة للشخص المسحور على الفور.

                أما المحاليل التي يعثر عليها في شقق هؤلاء السحرة فيسمونها "ماسان" ويعتقدون أن تناولها يحدجث مشاكل صحية ونفسية للمسحورين.

                القنينة الواحدة من هذا السائل تباع كما أوضح المسؤول الأمني، بمقابل 5 آلاف درهم على أقل تقدير.
                شغف الزبائن الأثرياء بسحر "الفودو" يدفع بعضهم إلى امتشاق عباب المغامرة والانتقال إلى دول إفريقية من أجل القيام بهذه الأعمال السحرية.

                السحر الإلكتروني

                علاقة الأجانب بالسحر في المغرب لا تقتصر فقط على احتراف سحرة من دول عدة للشعوذة في مدن مغربية، بل تشمل تصدير سحرة و"فقها" مغاربة لخمات خاصة جدا إلى دول أخرى علانية وبطرق لا تخضع لمراقبة أمنية،عكس النشاط الذي تحترفه شبكات السحر المغربية الدولية كيف ذلك؟
                التجأ العديد من السحرة المغاربة إلى سوق حرة نسبيا يتيح إمكانية التواصل مع الراغبين في القيام بأعمال سحر، دون إثارة انتباه هذه السوق هي الانترنيت الذي سيطر المغاربة على زاوية به مخصصة للسحر الأسود، وأعمال المحبة وتسخير الجن وكشف الحجاب.

                العديد من السحرة المغاربة خلقوا مواقع إلكترونية ومنتديات خاصة بهم على شبكة الانترنيت هي أشبه بشركات خاصة تقدم خدمات سحر مختلفة فالهدف من هذه المنتديات هو التواصل مع زبناء بالخارج يغريهم صيت السحر الأسود بالمغرب ويستعصي عليهم القدوم إليه لملاقاة سحرته مباشرة.

                غالبية هؤلاء لا يطلقون ألقاب "شوافة" أو"فقيه" على أنفسهم بل يفضلون تسميتهم بـ"الشيخ" أو "الشيخة" على اعتبار أن هذا هو اللقب الذي يعرف به السحرة والعرافات في الخليج، السوق الرئيسية لهؤلاء "الشيوخ" ما يبرر هذا الأمر كذلك، أن أرقام الهواتف التي يقومون بنشرها في مواقعهم الإلكترونية مكتوبة وفق الترقيم الدولي، حتى يسهل على العرب الأجانب الاتصال بهم بسهولة.

                أحد هؤلاء السحرة امرأة تلقب نفسها بـ"الشيخة المغربية السوسية"، أو "أم ولاء الروحانية" والتي خلقت منتدى إلكترونيا خاصا بها تعرض فيه خدماتها على الزبناء الأجانب بالتحديد.
                تضع هذه الساحرة في هذا المنتدى، الذي أسمته "السحر السفلي" رقم هاتفها المحمول وبريدها الإلكتروني أسفل عبارة مغرية تقول "لجلب الحبيب خلال 48 ساعة"، كما تقدم في هذا المنتدى وصفاتها الخاصة بالسحر، بلهجات شرقية يسهل على المشارقة والخليجيين فهمها.

                هذه الوصفات تبدأ من "ربط فرج المرأة بخادم سحر سفلي قوية"، أو ما يسمى بـ"التقاف" و"محبة على رغيف عيش" وصولا على وصفة أسمتها "تهييج التات عليك" وهي كلها وصفات صحيحة ومجربة كما تقول.

                عدد زوار منتدى "الشيخة السوسية" يعدون بالعشرات يوميا أما قراء مواضيعها الساخنة جدا فوصلوا إلى أزيد من 5 ألاف وهم في الغالب أجانب غير أن أهم الزبناء عندها هم الذين تتواصل معهم عبر البريد الإلكتروني من أجل القيام بأعمال سحر دون شرط القدوم إلى المغرب.

                مغربي آخر يسيطر على سوق السحر عبر الانترنيت يتعلق الأمر بـ"الشيخ عبد الله المغربي المتواضع" الذي أنشأ "منتدى الشيخ عبد الله لعلم الروحانيات والفلك" يقدم من خلاله نفس خدمات "الشيخة السوسية" مع فرق عدد زبنائه وصلو على أكثر من 7 آلاف شخص.
                على غرار "الشيخة السوسية" فـ"الشيخ عبد الله المغربي" يعرض رقم هاتفه المحمول وبريده الالكتروني من أجل التواصل مع زبنائه بالخارج من خلال هذه العملية يحصل على المعلومات اللازمة للقيام بأعمال السحر، والتي لا تعدو أن تكون معطيات شخصية مثل اسم الزبون واسم والدته والشخص الذي يرغب في التقرب منه أو إيذاءه بعمل سحر.

                أما طريقة الأداء فهي واحدة وتتمثل في إرسال نقود عن طريق وكالات دولية لتحويل الأموال إذ يلزم الساحر زبونه بأداء تسبيق مالي من اجل اقتناء لوازم القيام بعمل السحر وفي كل خطوة جديدة يتعهد الزبون بأداء المبلغ في شكل دفعات حتى يتحقق مأربه، رغم أن في هذه الطريقة مغامرة كبيرة وتفتح باب واسعا ليذهب الزبون ضحية النصب والاحتيال. هذه الطريقة السهلة أغرت عددا من السحرة والساحرات بالمغرب خصوصا مع تزايد الطلب عليهم خارجيا، خاصة من الخليجيين هذا الأمر دفع العديد منهم إلى إنشاء مواقع الكترونية خاصة بهم مثل موقع "الشيخة المغربية الروحانية" هذه "الشيخة" تعرض جميع أرقام هواتفها كما أنها طورت مجال عملها واستعانت برجل يلقب نفسه بـ"الشيخ المغربي" تقدمه على أساس كونه "المدير العام" لشركة السحر الخاصة بها.

                هذه "الشركات" الخاصة تطورت إلى درجة خلق جو منافسة فيها بينها ما دفع العديد من السحرة المغاربة إلى التفكير في طرق جديدة لإغراء الزبناء، والتميز عن السحرة الآخرين.
                مثال على ذلك ساحر مغربي يدعى "الشيخ ياسين المغربي" والذي يعرض "هدايا سحرية" تفضيلية ومجانية لزبنائه الذين يتواصلون معه عبر بريده الالكتروني تتجلى هذه الهدايا في تسليمهم ما يعرف بـ"الخواتيم" أي "الحروز" والتمائم التي تستجلب حسبه، "إبطال التوابع ووضع خاتم الحظ والقبول وجلب الحبيب الغائب".

                خواتيم "الشيخ ياسين" المجانية لا تقتصر على هذه الأمور فقط، بل تشمل أيضا "ازدهار التجارة والزواج والتيسير لدى جميع الإدارات، كما يزعم أيضا أنه يملك تميمة عجيبة يسميها "خاتم الحظ" تحقق " الكسب المالي والربح ببطاقات الحظ اللوثري وبطاقات السحب في البنوك، فهو للقبول والجلب والجاى والسيطرة والشهرة والمال ويحقق الأهداف مهما كانت في الحب والصحة والمال".
                أما الخدمات السحرية الحصرية فيخص بهاز بناءه الذين سيدفعون مقابلها المادي، وهم اللذين يتواصل معهم مباشرة عبر هاتفه المحمول.

                صفقات ومداخيل السحر المغربي

                السحر المغربي "قائم الذات، له باعته وزبناؤه وبضاعته الأمر أشبه بزيارات طبية تبدأ بأداء ثمن الزيارة وهو ما يطلق عليه السحرة و "الفقها" اسم "الفتوح"
                "الفتوح" شرط يميز "الفقها" القنوعين الذين يرضون بقدر يسير مكن المال أو المرونة خاصة في القرى وبين المتطلبين الذين يستقطبون عشرات الزبائن يوميا. هذه الفئة تشترط خلال الزيارة ما لا يقل عن ألف درهم، تسلم لمساعد الساحر الذي ينظم عملية عيادة "الفقيه" ويسترق معلومات شخصية حول المريض وسبب زيارته قبل أن يطلعها على الساحر بغرض إحكام الشراك الذي سيسقط فيه ضحية السحر.
                قائمة المداخيل تشمل أيضا مواد سحرية يشترطها الساحر لإتمام عمله، تختلف هذه المواد حسب طبيعة السحر فإذا كان الأمر متعلقا بـ"تقاف" أو ربط جنسي فالفاتورة تقتصر على مبلغ يسير يسلم للساحر الذي يتكلف باقتناء لوازم فك الربط، وعلى رأسها لب نبتة الدوم الأخضر التي يشاع لدى السحرة أن استعمالها هو الطريقة الصحيحة المجربة لفك "التقاف".

                أحيانا، يلتجئ لفك الربط وشراؤها مثل بول والدة الشخص المسحور، والذي يقرأ عليه الساحر تعويذات قبل أن يغتسل به المسحور ليبرأ من سقمه. هنا تقتصر الفاتورة على أجرة الفقيه.
                ويشترط العديد من السحرة مواد معينة يستعينون بها اثناء عملية عقد أو فك السحر. هذه المواد ذات طبيعة سمية مثل "التوكال" والذي يضم مواد خطرة وغريبة يقنع الساحر زبونه بالتكلف باقتنائها مقابل مبلغ مالي كبير، يصل إلى 200 درهم للغرام.

                بعض السحرة اليهود يلجؤون إلى حيلة ماكرة لرفع سقف مدخولهم اليومي، وذلك عن طريق إقناع زبنائهم، خاصة النساء بشراء سائلهم المنوي، على اعتبار أن عمل السحر الذي يطلبن يستوجب مني رجل يهودي الديانة
                أما الصفقات الكبرى التي تذر الملايين على السحرة فيختص بها السحرة الذين يدعون أنهم يستخرجون الخزائن والكنوز المدفونة في الأراضي والدور المهجورة. آخر قصة في هذا الباب حدثت قبل شهور قليلة بجامعة دار بوزعة بالدار البيضاء وتحديدا بالمنزل المسمى "دار بوعزة" الذي أشيع أنه مسكون وتحت بلاطه كنز ثمين، ملاك الدار، وفق ما أكدته مصادر "أوال" استدعوا سحرة من سوس لاستخراج الكنز. تم التعاقد مع ثلاثة منهم، مقابل 10 ملايين سنتيم، فضلا عن حصة من الكنز المستخرج غير أن "الفقها" السوسين عجزوا عن استخراج الكنز "مات أحد الفقها على الفور بعدما دخل دار بوعزة بينما فر الآخران" يكشف شاهد على الحادثة.



                ملوك السحر الأبيض يفضلون المغرب

                إذا كان للأجانب الذين يحترفون السحر الأسود في المغرب زبنائهم من الراغبين في اختراق جدران المجهول وتحقيق الأماني الغيبية فإن المغرب يعد من أهم عواصم نوع آخر من السحر يطلق عليه "السحر الأبيض".
                ويتعلق الأمر بأعمال خارقة يقوم بها سحرة محترفون تستهدف بالأساس توفير الفرجة والإثارة عكس السحر الأسود يمكن أن تتمخض وصفاته عن إيذاء جسدي أو نفسي.

                يحترف العديد من السحرة الأجانب المعروفين مجال السحر الأبيض في المغرب، في ما يفد إلى عدة مدن مغربية سحرة آخرون من دول مختلفة مثل فرنسا وإسبانيا وكندا للقيام بأعمال سحر خاصة جدا.
                من بين محترفي السحر الأبيض هؤلاء ساحر إسباني يدعى "كارل برافوسكي" ربطته بالمغرب علاقة وطيدة آخرها قبل أربع سنوات عندما حاول تقديم أحد عروضه الغريبة وسط ساحة البريد بالرباط من خلال توقيف عقارب الساعة الكبرى للساحة على غرار ما قام به في إنجلترا وإسبانيا.

                هذا الساحر الشهير تمكن أيضا من التكهن بستة عناوين صدرت في الصفحة الأولى لإحدى الجرائد المغربية، قبل أن تصدر بأسبوعين، من بين هؤلاء السحرة الأجانب الذين دأبوا على القدوم إلى المغرب ساحر فرنسي يدعى "سيدريك يوكريد". هذا الساحر له قدرة خارقة على القيام بأعمال مرعبة للغاية كأن يقسم جسده إلى نصفين أو يخرج أحد أعضاء جسده ويريه للملأ. كما أنه من الزوار الدائمين لمدينتي أكادير ومراكش بالتحديد.

                "ماريو شوانيير" هو أحد هؤلاء السحرة الأجانب الذين يزورون المغرب باستمرار. هذا الساحر الكندي والبالغ من العمر 51 سنة، كان ضيفا خاصا بالقصر الملكي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لميلاد لالة خديجة كما يحظى بشهرة واسعة في أوساط المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب.



                نقلا عن
                مجلة اوال
                المغربية
                التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-05-04, 02:06 AM.

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الذبياني مشاهدة المشاركة
                  ليتك بس تحذف أسماء الكتب السحرية من موضوعك في ناس تدورها .. لو تكتفي بكلمة مراجع سحرية افضل
                  جزاك الله خير

                  اخى العزيز احمد

                  شكرا لملاحظتك القيمة وتم بالفعل حذف جميع عناوين الكتب المشبوهة
                  مرة اخرى شكرا
                  وارجوا المتابعة معى

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة

                    اخى العزيز احمد

                    شكرا لملاحظتك القيمة وتم بالفعل حذف جميع عناوين الكتب المشبوهة
                    مرة اخرى شكرا
                    وارجوا المتابعة معى
                    رحم الله والديك أسعدني ردك الذوق وتفهمك ....
                    [CENTER]​[/CENTER]

                    تعليق


                    • #11


                      السحر والشعوذة والدجل فى حياة الزعماء العرب

                      الإنسان بغض النظر عن جنسه وعرقه وأصله وفصله ومكانه على الأرض يؤمن بما وراء الطبيعة ( الميتافزيقا ) من قوى خارقة غيبية لها انعكاسات ومؤشرات على حياته ، ويتفاوت هذا الإيمان بها من شعب لشعب ، ومن إنسان لإنسان ، وذلك لأنها من الموروثات الفكرية لأجيال سابقة ، تناقلتها جيلاً بعد جيل ، ولا يستطيع أى جيل إنكارها والعمل على إلغاءها ، ذلك لأنه ملزم أدبياً وأخلاقياً ليكرر ما قاله بني قومه وأجداده الأوائل عنها حتى لو لم يعترف بها.

                      الخرافات تحتل الرأس العربي بكباره وشبابه ونسائه ، اذ لا يوجد عربي الا وبعض الخرافات مختزنة في عقله ورثها كما يرث المال والعقار، ولا يستطيع احد ان ينزعها من عقله فقد عششت في دماغه وباتت عقيدة ومبدأ من الصعوبة بمكان أن تغادره، وكل ايديولوجية لها أوراقها الخرافية التي يلعب بها الكبار للحفاظ علي الرعية من الانفلات ومن ثم الاستقلال.... وكل قطيع لهم راع يحافظ علي التماسك الداخلى عبر مخدرات الأوهام ، ومورفين النصر للحفاظ على الكيان المأخود نحو الوهم والضياع والخراب.

                      سر ولع الناس بالخرافات و أسرار ما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة وممن يأخذونها ؟ من الجهلة وسقطة الناس وطلاب الشهرة والجاه والمال أصحاب الحيل والشطارة فى الضحك على ذقون الناس وابتزاز أموالهم فهم لا ضمائر لهم ولا أخلاق ، وهم أبعد عن الناس عن معرفة الله والخوف منه .

                      هؤلأ الذين يتسمون بالشيوخ وبتشحون السواد فى أفكارهم وخزعبلاتهم وملابسهم ، وتارة الملابس الخضراء والعصابات المشدودة على جباههم التي لا تعرف السجود لله ، وانما لشياطينهم من الإنس والجان .. وليس أدل على ذلك وكما ورد فى أحد التقارير أن العالم العربي ينفق من 5 : 7 مليار دولار سنوياً لفك السحر وجلب المحبة وايقاع الضرر بين الناس ، ولعمل الحظوة ولدفع الأذى ، وحب السيطرة ونزعة الشر ، وجلب المال والجاه ، والنجاح في العمل والحياة!!

                      ومثلما يشهد هذا العصر طفرة فى مجال التقدم العلمى والتكنولوجى فإنه يشهد في الوقت ذاته عودة للخرافات والخزعبلات والشعوذة والسحر والدجل وأسرار ما وراء الطبيعة.

                      * من فترة قفز الى ذهنى هذا السؤال :
                      هل كان الرئيس السابق حسنى مبارك يؤمن بالسحر؟ ..

                      فهذا السؤال تردد كثيرا بعد زيارة العرافة أم ماجد له بالمستشفى الذى يرقد فيه بشرم الشيخ لقراءة الطالع له ولتخبره بالمستقبل الغامض الذى ينتظره وعلى رغم نفى أم ماجد أنها عرافة إلا أن نفيها فى حد ذاته والأسباب التي ذكرتها تؤكد أنها عرافة الرئاسة فما الذى يجعل امرأة مثلها ليس لها علاقة بالرئيس تقوم بزيارته وكيف يسمح لها بذلك دون أن يكون لها سابق معرفة بمؤسسة الرئاسة وهل أى شخص يستطيع مجرد الدخول إلى المستشفى الموجود به الرئيس وليس زيارته شخصيا؟..

                      العديد من المصادر أكدت أن البدوية أم ماجد هى عرافة الرئاسة منذ سنوات وأن زوجة الرئيس المخلوع ( سوزان ) كثيرا ما كانت تستمع إليها وتستشيرها فى العديد من الأمور وأن مبارك قام بزيارتها هو وزوجته منذ سنوات وقالت له بإنه سيستمر في حكم مصر هو وعائلته وأقنعته بتوريث نجله جمال الحكم .. !!

                      * الرئيس جمال عبد الناصر كان يحب أن يستمع إلى المشتغلين بالأرواح والعفاريت، من بينهم الشيخ محمد لبيب، وكان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه الغريبة، وليست فيها خدعة واحدة، فكلها عيني عينك، يضع الكوب في جيبك ويستخرجها من جيب أي واحد من الحاضرين، ويلقى بالكوتشينة إلى السقف فتستقر هناك ويستدعيها ورقة ورقة، وقد طلب ذات مرة من السيدة أم كلثوم فى حضور عبدالناصر خاتمها، فرفضت، فأخذه من زوجها الدكتور حسن الحفناوى ووضعه في كوب من الماء وألقاه من النافذة وطلب منها أن تبحث عنه فى حقيبة يدها، فرفضت دخول العفاريت فى شنطتها، وأشارت ناحية أنيس منصور الذى كان موجودا بين الحضور وقالت: عندك أنيس وكلكم عفاريت زى بعض! واخرج الخاتم من جيبه.

                      * اما أغرب قصة سحر مرتبطة باسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد أن أعلن حاخامات مسئوليتهم عن قتل الرئيس المصرى باستخدام السحر الأسود، حيث اعترف الحاخام بنياهو شموئيلى بمسئولية 3 حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام 1970، والحاخامات الثلاثة هم إسحق كَدُّورى ، وشاؤول داود حى معلم، ويوسف زاروق ، وقال إن الثلاثة ينتمون لحركة القبالاة « التصوف اليهودى »، المشهورة بإتقان أعمال السحر الأسود والشعوذة، والتى تتمتع بتأثير واسع فى إسرائيل، من خلال المداومة على صنع الأحجبة والأعمال السحرية، وتوزيع « البركات » على الجنود، ورجال الأعمال حتي كبار السياسيين قبل كل معركة انتخابية وأن الثلاثة اجتمعوا وقرروا إيذاء عبدالناصر وقتله بالسحر!! ..
                      وأحضروا كبد بهيمة وقلبها ورئتها، واتفقوا علي استخدام أسماء الجلاله اليهودية الواردة فى مخطوط دينى قديم ، وكتابة تعويذة منها علي الكبد ، لاستخدامه فى قتل عبدالناصر، ولكن فجأة هبطت عليهم ملائكة من السماء ، وسمع هاتف فى أذن الحاخام شاؤول داود حى معلم ، وقال له : لا تفعل هذا الأمر، إياك واستخدام أسماء رب العزة، فقال الحاخام : حسنا، لن أستخدم الأسماء المقدسة، لكن عليكم أن تقوموا بهذه المهمة ، فليمت عبدالناصر، ويختفي اسمه من سجل الأحياء ، وأخذ الحاخام شاؤول دافيد والحاخام إسحق كدورى 100 مسمار صلب، وشرعوا يغرسونها فى قلب البهيمة، وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه في القلب، وفى النهاية وضعوا القلب على موقد طبخ لمدة 3 أيام حتى تفحم تماما، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه، بعد ذلك دفنوه، وأعلنوا لتلاميذهم أن عبدالناصر مات..

                      * علي النقيض تماما كان الرئيس السادات لا يؤمن بالعرافين فقد كان ينفر من هذه الممارسات، وذات مرة طلبت منه حرم الرئيس الإسرائيلى حاييم هرتسوج أن تقرأ له الكف ، فاعتذر، وقال : أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك وبالفعل فقد روى أنها كانت تستعين ببعض العرافين من داخل الكنيسة للحفاظ علي حبها مع الرئيس السادات فضلا عن تنبؤ عرافة لها بأنها ستصبح سيدة مصر الأولى وقالت لها العرافة وقتها: إنها ستصبح ملكة مصر فى الوقت الذى كانت هى وزوجها ـ الضابط الصغير « أنور السادات » المفصول من الجيش يبحثان عن أجرة البيت فاستغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة وقد تنبأت إحدى العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها.

                      إن علاقة مبارك بالعرافين والدجالين قديمة بدأت فى نهاية الخمسينات عندما كان مبارك ضابطا فى السودان والتقي بعراف سودانى تنبـأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، فى الوقت الذي كان لا يتعدى طموحه السياسى أكثر من محافظ أو سفير وهو ما جعله لا يأخذ الأمر بجدية إلي أن وجد نفسه رئيسا وهذا ما بنى جسرا من الثقة بينه وبين العرافين بعد ذلك خصوصا عندما تم تعيينه نائبا للرئيس السادات، قام أثناء هذه الفترة بالتردد علي سيدة فى مصر الجديدة اتضح بعد مراقبة أمن الرئاسة لبيت هذه السيدة أنها سيدة تدعى أنها تعرف الطالع وتعرف المستقبل ويتردد عليها الكثير من الأمراء العرب أو ترسل لها طائرات خاصة لتذهب لقراءة الطالع لبعض الحكام العرب وعندما سأل أمن الرئاسة عما يفعله نائب الرئيس لديها ذكرت أن مبارك حضر عدة مرات ليسألها عن مستقبله السياسى فقالت له إن نجمه فى صعود وأنها ترى دماء كثيرة وقتلى وجرحى فقال لها وأنا ماذا سيحدث معى قالت سيصعد نجمك إلى مرتبة عالية ، ففرح وانصرف ..
                      وتحدث أمن الرئاسة مع السادات فقال : إن نائبه رجل مجنون أن يصدق الدجالين والمشعوذين.. نفس الكلام الذى قالته له عرافة مصر الجديدة هو ما قالته له منجمة فرنسية بعدها بأنه سيحكم مصر بالدم وهذا ما حدث بالفعل في حادث المنصة الذى راح ضحيته السادات وتولى بدلا منه مبارك رئاسة البلاد.
                      للموضوع بقية

                      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-01-22, 10:17 PM.

                      تعليق


                      • #12

                        إيمان مبارك بالعرافين لم يقتصر على من هم بداخل البلاد ففي العام 1982 كان مبارك في باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالى منجمة فرنسية كانت شهيرة في أوساط الدبلوماسيين وقالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخرى كثيرة ستموت في السنة التى تعين فيها نائبا لك ويبدو أن هذا هو السبب الرئيس الذى جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائبا له.....

                        كما يبدو أن العام الحالى سيشهد نهاية مبارك طبقا للتقارير الصحية الواردة من مستشفي شرم الشيخ، والغريب فى الأمر أن هذا العام شهد تعيين نائب له وهو المرحوم عمر سليمان وهذا ما يفسره البعض بالسر وراء زيارة العرافة البدوية أم ماجد المستشفي عندما تذكر مبارك نبوءة العرافة الفرنسية منذ ما يقرب من ثلاثين عاما بوفاته فى نفس العام الذى يعين فيه نائبا له ( ما تحقق ان النائب مات وبقى هو حيا حتى الان ) ...
                        كما ترددت بعض الأقاويل أيضا أن مبارك قام بزيارة مفاجئة إلى السنغال خلال السنوات الماضية لمقابلة عراف شهير يذهب إليه البعض من رؤساء الدول..

                        وجمال مبارك قام بنفسه خلال السنوات الماضية بزيارة العرافة اللبنانية الذائعة الصيت ليلى عبداللطيف التى أخبرته بأنه سيصبح رئيسا لمصر والغريب في الأمر أن بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت علينا عرافة تدعى بسنت يوسف عضو الجمعية البريطانية لعلم " التارووت" تتنبأ بأن مبارك وزوجته سيختفيان من الحياة السياسية إلى الأبد ، وأن جمال مبارك سيعود مجددا إلى الساحة السياسية وأنه سيترشح لرئاسة الجمهورية بعد 8 سنوات من الآن!!

                        * الإيمان بالسحر لم يقتصر علي رؤساء مصر فقط فهناك العديد من رؤساء الدول الأجنبية الذين اعتقدوا بالسحر علي رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر فعندما زار مصر فى منتصف السبعينات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش فى منطقة نزلة السمان بالهرم واندهش الحاضرون حتى كشف كارتر عن السر وقال إنه زار مصر فى الستينات وقبل أن يفكر فى الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التـى تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا!!

                        * هذا ما ينطبق أيضا علي الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش والروسى السابق بوتين والفرنسي ساركوزى ، ورئيس دولة بورما « تان شوى »، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون إلي قرية نيبيداو التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة.

                        * فضلا عن ذلك فهناك العديد من الرؤساء والزعماء العرب طالتهم شائعات اللجوء إلي العرافات والمنجمات، منهم جعفر نميرى رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفى وعندما تولى جعفر نميرى الحكم فى السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصا ثم يختفى وظل نميرى محافظاً على تلك العصا لا يتركها من يده حتي كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبني الاتحاد الاشتراكى حيث الاجتماع السياسى الهام ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.

                        لذلك تستشرى فى المجتمعات العربية ظاهرة السحر والشعوذة والدجل وقراءة الفنجان والكف وغيرها من وسائل كثيرة يحتال بها البعض على الكثيرين من البسطاء الذين يتربصون باي بارقة امل تنير لهم الدرب وتزيل عنهم الكرب ووتريحهم من الهم والغم وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من امورها الحياتية الى الدجل والسحر بحثا عن حلول لمشكلات راسخة في العقول او مرض استعصى عن الطب رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد...

                        اغلب من يلجأ لهؤلاء المشعوذين هم أولئك الذين يعجزون عن إيجاد تفسير علمى لحالاتهم النفسية أو الاجتماعية أو الصحية ويقف الطب أمامها حائرا فى العلاج فهم يعتبرون أن الدجل هو الطريق الأسهل والأكثر نجاعة لحل هذه المشكلات ولعل من المظاهر التى عايشتها شخصيا ما ادعته أسرة أن النار تندلع فجأة فى غرفة الملابس و المسكن واستنجدت بالسلطات المحلية ثم طلبة الرقية وتبين بعد التحقيق أن غرض هذه العائلة هو الحصول على سكن من الدولة لان منزلهم ريفى متهالك .. ومع ذلك اتصلت بالعديد من علماء الاجتماع الذين يرون إن الدجل والشعوذة موجودة منذ القدم ومنتشرة في كثير من الدول والمجتمعات لكنها ترتكز في المجتمعات التي تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية و لافرق بين الرجل والمرأة في حالات الاستنجاد بالدجالين ولكن المرأة اسبق دائما وهي صاحبة الخطوة الاولى لان كثير من المشكلات تخصها أكثر وإنها أكثر حساسية من الرجل كمشكلة الإنجاب والعنوسة ومعاملة الزوج والحماة وغيرها وتوفيق بناتها مع رأى الدين واضح في هذه المسائل ولا يحتاج إلى اجتهاد فالأمر محرم بنص من الحديث الشريف كون السحرة والمشعوذين يستعملون الغيبيات وهي من اختصاص الله سبحانه وتعالى.

                        بعض وسائل الإعلام لعبت دورا سلبيا فى هذا الموضوع فساعدت عن انتشار هذه المظاهر التي تعكس درجة التخلف فى المجتمع على غرار نشر بعض الصحف لحادثة وجود شعرة فى مصحف إبان حرب الخليج الأولى وهى دلالة حسب الصحيفة على انتصار صدام على الأمريكان فالعديد ركض لفتح المصاحف ووجد بعضهم الشعرة التي سقطت بالتأكيد من رأسه أثناء فتح المصحف فاقتنع أن شعرة في مصحف ستنصر صدام ولم ييأس إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام فى الرجل فاقتنع أن الشعرة مجرد وهم.

                        نحن بحاجة إلى مزيد من الوقت ، وإلى كثير من الصراع مع المناخ الثقافى السائد من ناحية ، والصراع مع الذات من ناحية أخرى ، للخروج من دائرة الفكر الأسطورى ، والأخذ بناصية العلم والمعرفة والتكنولوجيا وامتلاك رؤية ممتنعة على الخوف من الكائنات الخرافية التي لا أساس لوجودها البتة ، والتعامل مع مكوّنات هذا العالم بقدر أكبر من العلم و الثقة والأمان والواقعية لننشئ أجيالا وشعوبا لا تستمرئ الذل والهوان...

                        طبقا لدراسة شهيرة لمركز البحوث والدراسات الجنائية فإن مصر بها

                        + دجال لكل 120مواطنا .

                        + 300 ألف ساحر يدّعون تحضير الأرواح ، ومثلهم يدّعون علاج الناس من الأمراض والمس الجنى بالقرآن والإنجيل .

                        + 50 % من نساء مصر يؤمن بالسحر وأعمال الدجل والشعوذة، ودائمات الزيارة للمشايخ والسحرة .

                        + 40% من المثقفين على علاقة بالسحرة والدجالين .



                        تعليق

                        يعمل...
                        X