إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرية التوائم ظاهرة تحير العلماء!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرية التوائم ظاهرة تحير العلماء!!




    قرية التوائم ظاهرة تحير العلماء!!


    هل يثير غرابتك أن تسير في قرية صغيرة وترى فيها وجوه الأطفال والكبار تتشابه في ملامحها وكأنهم ينحدرون من أب واحد؟هذه الظاهرة الغريبة انتشرت في قرية كودنجي، التابعة لولاية كيرالا جنوب غرب الهند الواقعة في الجنوب الغربي من الهند. وتصل نسبة التوائم إلى خمسة أضعاف المعدل الوطني في ولادة التوائم.
    لذلك تحولت هذه القرية الهندية إلى لغز غامض بالنسبة للأطباء والخبراء في عالم الجينات، لأنها تحتوي على 440 توأما بين 600 .14 شخص، وهي نسبة عالية جدا قياسا إلى جميع مناطق العالم، ولا يتوقف عدد التوائم في الارتفاع يوما بعد آخر.


    ويقول الأطباء إن جميع التوائم يولدون أصحاء وضمن القواعد المعتادة، لكن سر ولادة التوائم يزال موضوع نقاش ودراسة. وظلت هذه الظاهرة غير قابلة للتفسير والفهم حتى عام 2001، السنة التي تم فيها افتتاح المدرسة الابتدائية الحكومية "مابيلا".
    وقد لوحظ أن قائمة الطلبة المسجلين فيها تحتوي على أكثر من عشرة توائم، يحملون أسماء متشابهة مثل: سهلة - سهيلة، تازنا - فارزنا، لوبانا – لوباما. واليوم يوجد في المدرسة عشرون توأما.

    المعدل الوطني لولادات التوائم هو 8,1 لكل 1000 شخص. وهنا يوجد نحو 45 توأما لكل 1000 شخص كما يشير الطبيب سريبيجو، وهو الذي قام بجمع هذه المعطيات حول هذه الظاهرة.

    ويقول "نحن لم نقم بعد بتحقيقات حول هذه الظاهرة في البيوت، وإنني متأكد من أنه يوجد أكثر من 500 شخص تتراوح أعمارهم من بضعة أسابيع إلى 85 عاماً".

    والخبراء الذين لاحظوا هذه الظاهرة المشابهة في نيجيريا يؤكدون على وجود الهرمونات المبيضية عند النساء في هذه المجموعة. وانفجار التوائم في قرية كودنجي لم يخضع بعد إلى دراسات علمية، على الرغم من توافر بعض المعلومات والمعطيات منذ العام 2008.

    وغالبية سكان قرية كودنجي من المسلمين، لكن هذه الظاهرة لا تقتصر عليهم فقط فهي تشمل العائلات الهندوسية أيضاً. وحسب ما يقوله أهالي هذه القرية، أن المتزوجين الذين يأتون للعيش هنا، ينجبون التوائم أيضاً وكأنهم يرثون هذه الظاهرة من سكانها الأصليين.

    هل أن التغذية هي السبب؟ يؤكد أهالي القرية أنهم لا يأكلون أو يشربون بشكل استثنائي وغير مألوف، وكل ما يتناولونه طبيعي وعادي للغاية.

    وليست هذه الظاهرة معدية أو متأتية من عمل تلوثي لأن معظم توائم القرية بصحة جيدة حسب الدكتور سريبيجو، وربما هناك عامل بيئي هو المسؤول عن ذلك، ولكن يجب تحديده والكشف عن أسبابه.


    وتقع مهمة تفسير وشرح أبعاد هذه الظاهرة تقع على عاتق علماء الجينات والأطباء والبيئيين والأنثروبولوجيين (علم الانسان).

















  • #2
    إن لله في خلقه شؤون
    سبحان الله
    العلم من الله
    نحن لا ندعي المعرفة
    بل على الأرض نلتقي
    لا خير في امرىء كتم علم
    احفظ ما شئت من الدنيا لكن لا تحفظ علما
    شء ما شئت فلن تنال غير الذي قدر لك
    و أطلب المنايا و لا تكن كالذي يقف بالهواء
    و أحلم ما استطعت و ما كتب لك فأنت آخذه

    قصة عشقي للإشارات قصة طويلة ، الابداع ليس غايتي و لكن الكمال نصب عيني ...

    تعليق


    • #3
      سبحان الخالق البارئ المصور

      تعليق


      • #5
        و الله حببتني في التوائم
        يا ريت أم العيال جابتلي منهم اثنين هههههه
        العلم من الله
        نحن لا ندعي المعرفة
        بل على الأرض نلتقي
        لا خير في امرىء كتم علم
        احفظ ما شئت من الدنيا لكن لا تحفظ علما
        شء ما شئت فلن تنال غير الذي قدر لك
        و أطلب المنايا و لا تكن كالذي يقف بالهواء
        و أحلم ما استطعت و ما كتب لك فأنت آخذه

        قصة عشقي للإشارات قصة طويلة ، الابداع ليس غايتي و لكن الكمال نصب عيني ...

        تعليق


        • #6


          التـوائم.. ولغز التشابه

          د. صالح عبد العزيز الكريم

          أستاذ علم الأجنة جامعة الملك عبد العزيز

          يعيشان معًا في بطن واحد وفي رحم واحد، قد يكونا متشابهين في الصفات أو مختلفين وقد يزيد عددهما عن الاثنين وقد يكونا ذكرًا وأنثى أو ذكرين أو أنثيين أو ما اشتملت عليه الأرحام من الذكور والإناث، فإذا خرجا إلى الحياة وكانا من النوع المتطابق أو المتشابه فإنهما يُلفِتا النظر فنقول بكل عفوية إيمانية: (سبحان الله) ما أجمل خلق الله و(سبحان من يخلق من الشبه ما يشاء وكيف يشاء)، وقد كنتُ في إنجلترا وَوُلِد لصديق لي من الجزائر طفلتان جميلتان توأم متطابقان وقد حاول أن يختبر قدرتي في التمييز بينهما فيلبسهما لباسًا متماثلاً ويقول: سأدخل عليك إحداهما لتقول لي اسمها فإذا بي أقول اسم الأخرى وهكذا أفشل في معرفة كل واحدة على حدة فإذا حضرا معًا زاد الإشكال عندي، وعندها استسلمت وقلت: سبحان من لا يعجزه معرفة دقائق الأمور ولو اشتبهت الصور وهاأنذا أكتب مقالاً عنهما بل عن التوائم كلها فيما يخص تعدد المواليد، وأنواع وصور من حياة التوائم والدراسات الحديثة، عنها وكذا عن لغز التشابه عند التوائم.

          تعدد المواليد Multiple birth:

          تتميز كثير من الثدييات المشيمية بأنها تضع أكثر من مولود في المرة الواحدة، وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة تعدد المواليد، وقد لا تلاحظ في ثدييات أخرى مثل الفيل والحصان والإنسان حيث تضع هذه الثدييات مولودًا واحدًا فقط في كل مرة، وتعدد المواليد (تعدد الأجنة) مرتبط بتعدد البويضات التي تفرز من المبيض وبعدد هذه البويضات يكون عدد الأجنة المتكونة حيث يتم إخصاب كل بويضة بحيوان منوي وتتحرك هذه البويضات المخصبة إلى أن تصل إلى الرحم حيث إنها تتوزع على جدار الرحم بانتظام وعلى مسافات متساوية عن بعضها، وعندما تضع أنثى الإنسان أكثر من جنين (مولود) خلال فترة حمل واحد فإن هذه الظاهرة تعرف بالتوائم، وقد وصل أقصى عدد للمواليد في الإنسان أربعة عشر طفلاً لامرأة في إيطاليا، كما وصل في المملكة العربية السعودية إلى سبعة مواليد في منطقة عسير، وحيث إن الإحصائية الدقيقة لعدد المواليد والتوائم تتباين من دولة لأخرى وتختلف من عام لآخر فإنه يمكن العودة إليها بشيء من التوسع والجداول البيانية عبر مواقعها الإلكترونية والموجودة كمراجع في آخر المقال.


          طريقة تكوين التوأم غير المتشابه
          طريقة تكوين التوأم المتشابه
          التوائم Twins وهي تشمل:

          أ ـ التوائم الأخوية (غير المتشابهة) :Fraternal Twins (Unlike)

          هذا النوع من التوائم لا تظهر عليه ظاهرة التشابه التام التي تكون في التوائم المتطابقة، ويكفي أن يكون القاسم المشترك في التشابه ما هو موجود بين الإخوة بعضهم بعضًا، لذلك
          تعرف بالتوائم الأخوية، كما أنها تعرف أيضًا بالتوائم ثنائية البويضة، حيث إن المبيض يفرز بويضتين فيلقح كل بويضة حيوان منوي واحد، وحيث إن بعض السيدات المصابات بالعقم استخدمن بعض الأدوية الخاصة بتنشيط المبيض مثلاً فسبب ذلك لهن إفراز أكثر من بويضة خلال الدورة الواحدة فأدى ذلك إلى حدوث الحمل بأكثر من جنين وفي هذا النوع من التوائم تكون المشيمتان منفصلتين حيث تكون لكل جنين مشيمة خاصة به.

          ب ـ التوائم المتشابهة أو المتطابقة :Identical Twins (like)

          وتعرف هذه التوائم أيضًا بالتوائم أحادية البويضة حيث إن سبب تكوينها هو انقسام البويضة المخصبة إلى خليتين أو في طور متقدم تنقسم الكتلة الخلوية إلى جزئين، ثم تواصل كل خلية نموها إلى أن يتكون الجنين الكامل، ولما كانت التوائم هنا تتكون من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد فإن هذه التوائم تتشابه من جميع الوجوه حتى على مستوى جنس التوائم فهي إما ذكورًا أوإناثًا، أما بالنسبة للمشيمة فإنها تكون منفصلة عن بعضها إذا كان انفصال الخليتين عن بعضهما في طور مبكر أو قد تكون المشيمتان ملتحمتين ولكنهما في الأصل منفصلتان من حيث اندماج الدماء، أما إذا كان الانفصال في مرحلة البلاستولا فإن التوائم هنا تكون ذات مشيمة واحدة مشتركة مع احتفاظ كل جنين بغشاء رهل خاص به، وعند حصول الانفصال في مرحلة متأخرة كالتي تحدث للقرص الجرثومي فإن ذلك يؤدي إلى تكوين جنينين بغشاء رهل واحد وكذلك بمشيمة واحدة وفي هذا النوع يمكن ملاحظة تكوين توائم ملتصقة وذلك نتيجة أن الانفصال لم يكن تامٌّا، أو أن جزءًا من جنين يكون محمولاً بجوار الجنين الآخر وتعرف هذه التوائم بالتوائم الطفيلية وهي نتيجة عدم اكتمال التكوين في أحد التوأمين.

          ج ـ التوائم (الموصلية) أو (السيامية):

          إن هذا النوع من التوائم يتبع التوائم المتطابقة الملتصقة وقد ســجلت أول حــالة لهذا النوع في هذا العصر لطفلين من (سيام) فعرفت بالتوائم السيامية لكن العجيب تاريخيٌّا أن كتاب (نشوار المحاضرة) وهو المعروف باسم جامع التواريخ ـ ص 144 ـ 146 لمؤلفه القاضي التنوخي المتوفى عام 384هـ (أي قبل أكثر من ألف عام) ذكر خبرًا وتوثيقًا علميٌّا لحالة توأمين ملتصقين أحضرا من أرمينيا وعرضا على صاحب الموصل الحمراني.

          وتعتبر بالتالي هذه أول حالة لتوأمين ملتصقين أشارت إليها المصادر في التاريخ الإنساني والتي عرفت في الكتب الحديثة بحالة التوائم (السيامية) التي هي نفس الوصف للتوائم (الموصلية) والتي لو أتيح لها الإعلام مبكرًا وعلى نطـاق عالمي واســع في ذلك الوقت لأمكن اليوم معرفتها بالتوائم الموصلية نســــبة إلى مدينـــة الموصل التي سجلت وعــرفت فيهـــا هـــذه الحالة من حالات التوائم كما ذكرت ذلك الباحثة هناء السلطي في بحثها في المجلة العربية.

          توائم أخوية (غير متشابهة) لكل جنين مشيمة مختلفة وغشاء كوريون ورهل مختلف

          قبل أن نشرح حالة التوائم الموصلية يجدر بنا الإشارة إلى التوائم السيامية حيث إن المقصود بها أي طفلين متصلين أو ملتصقين أو ملتحمين ببعضهما في منطقة من جسدهما وقد سُمِّيا كذلك نسبة إلى التوأمين السياميين بمدينة سيام في جنوب شرق آسيا عام 1811م لأبوين صينيين وكانا ملتصقين من جهة الصدر (القص أو عظم الصدر) إلى السرة وقد جالا كثيرًا من الأماكن بعد أن كبرا يعرضان نفسيهما في السيرك إلى أن استقر بهما القرار في مزرعة بولاية كارولينا الشمالية وتزوجا من شقيقتين إنجليزيتين وأنجبا اثنين وعشرين طفلاً وقد توفيا عام 1874م ولم يكن زمن الوفاة بينهما كبيرًا حيث توفي أحدهما بحوالي ساعتين قبل الآخر عن عمر يناهز ثلاثة وستين عامًا. أما التوائم الموصلية فقد جاء ذكرها ـ كما ذكرنا ـ في الجزء الرابع من الكتاب السالف الذكر وننقل هنا نقلاً عن الباحثة هناء بدر حيث تقول في الكتاب: نقلا عن ابن الجوزي أخبرنا محمد عبدالباقي البزاز المعروف بابن أبي طاهر (المتوفى عام 535هـ وهو من أساتذة أبي الفرج الجوزي) عن غيره قال: حدثنا جماعة كثيرة العدد من أهل الموصل وغيرهم ممن كنا نثق بهم، ويقع لنا العلم بصحة ما حدثوا به ـ لكثرته وظهوره وتواتره ـ أنهم شاهدوا بالموصل سنة نيف وأربعين وثلاثمائة، رجلين أنفذهما صاحب أرمينية إلى ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان وهو أخو سيف الدولة، ومن ملوك الدولة الحمدانية بالموصل (المتوفى 358هـ) للأعجوبة فيهما وكان عمرهما نحوًا من ثلاثين سنة، وهما ملتزقان من جانب واحد، ومن حد فويق الحقو (الخصر) إلى دوين الإبط (أي أن الالتصاق يبدأ من فوق الخصر بقليل إلى ما دون الإبط بقليل)، وكان معهما أبوهما، فذكر أنهما ولدا كذلك. وكنا نراهما يلبسان قميصين أو سروالين، كل واحد منهما لباسه مفرد إلا أنه لم يكن يمكنهما ـ لالتزاق كتفيهما وأيديهما ـ المشي لضيق ذلك عليهما، فيجعل كل واحد منهما يده التي تلي أخاه من جانب الالتزاق، خلف ظهر أخيه، ويمشيان كذلك، وأنهما يركبان دابة واحدة. ولا يمكن أحدهما التصرف إلا إذا تصرف الآخر معه وإن لم يكن محتاجًا. وأن أباهما حدثهم أنه لما ولدا، أراد أن يفرق بينهما، فقيل له: إنهما يَتْلَفَان لأن التزاقهما من جانب الخاصرة، وأنه لا يجوز أن يفصلا فتركهما.

          وقد أجازهما (أي منحهما جائزة مناسبة) ناصر الدولة، وخلع عليهما وكان الناس بالموصل يصيرون إليهما فيتعجبون منهما ويهبون لهما وأخبرني جماعة: أنهما خرجا إلى بلدهما، فاعتل أحدهما ومات، وبقي أيامًا حتى أنتن. وأخوه حي لا يمكنه التصرف، ولا يمكن أبدًا دفن الميت، إلى أن لحقت الحي علة من الغم والرائحة، فمات أيضًا فَدُفِنَا معًا. وكان ناصر الدولة قد جمع لهما الأطباء، وقال: هل من حيلة في الفصل بينهما؟ فسألهما الأطباء عن الجوع: هل تجوعان في وقت واحد. فقالا: إذا جاع الواحد منا تبعه جوع الآخر بشيء يسير من الزمان، وإن شرب أحدنا دواء مسهلاً، انحل طبع الآخر بعد ساعة، وقد يلحق أحدنا الغائط ولا يلحق الآخر، ثم يلحقه بعد ساعة.

          فنظروا فإذا لهما جوف واحد وسرة واحدة، ومعدة واحدة، وكبد واحد، وطحال واحد، وليس في موضع الالتصاق أضلاع، فعلموا أن فصلهما تلفًا. ووجدوا لهما ذكرين، وأربع بيضات.

          ولنا هنا ملاحظة ومداخلة فنقول الباحثة: ولعل ما طلبه ناصر الدولة الحمداني من جماعة الأطباء، لفحص هذه الحالة المرضية الشاذة والغريبة (فحصًا سريريٌّا) بمصطلح هذه الأيام الطبي هو الدليل الواضح على أن الأطباء العرب المسلمين ومنذ ألف عام تقريبًا كانوا يقومون بإجراء التشريح على الجثث ويهدفون من ذلك إلى الاطّلاع على الحالات الشاذة عند الإنسان بخلاف ما يتهمهم به الغربيون من عدم القيام بالتشريح. وتضيف رواية التنوخي إلى حكاية توأمي الموصل قائلة: وذكر أبوهما كذلك أنه ربما كان وقع بينهما خلاف وتشاجرا، فتخاصما أعظم خصومة حتى ربما حلف أحدهما لا يكلم الآخر أيامًا، ثم يصطلحان.


          توأم متشابه، مشيمة واحدة وغشاء كوريون واحد وغشاءان رهليان منفصلان
          توأم متشابه، مشيمة واحدة مختلفة وغشاء كوريون واحد ورهل واحد
          إن التوائم الملتصقة، حالة من الحالات النادرة جدٌّا في التوائم، ولقد تقدم علم الجراحة اليوم؛ فإنه أصبح من السهل والميسر فصل التوائم الملتصقة وقد نجحت حالات كثيرة من
          الفصل سواء خارج المملكة أو داخلها، وفصل التوأمين الملتصقين عن بعضهما يجنبهما كثيرًا من المخاطر؛ خاصة إذا أصيب أحدهما بمرض قاتل قد يودي بحياتهما معًا.

          صور من حياة التوائم:

          لقد سجلت كثير من الدراسات بعضًا من الملاحظات على حياة التوائم المتطابقة ويجدر بنا هنا أن نذكر شيئًا من تلك الملاحظات والصور الحياتية:

          · يحبان الأشياء نفسها وهوايتهما واحدة ونسبة ذكائهما واحدة.

          · توأم أيقظ زوجته في منتصف الليل وقال لها وهو في غاية الانزعاج إن شقيقه في خطر وعندما أصبحت اتصلت زوجته بعائلة زوجها هاتفيٌّا فأخبروها أن شقيق زوجها التوأم أصيب في حادث وأنه في المستشفى.

          · لجأت إحدى المدارس إلى حلق شعر أحد التوائم على أن يطيل الآخر شعره دائمًا وذلك للتفريق بينهما حتى لا يدخل أحدهما مكان الآخر في الاختبارات.

          · فرق بين توأم متطابق بحيث وضع أحدهما في فصل والآخر في فصل آخر في المدرسة فإذا ضرب أحدهما في فصل بكى الآخر في الفصل الثاني، وعندما يذهب أحدهما إلى خياط والآخر إلى خياط آخر يختار كل واحد منهما قماشًا لبذلة من نفس اللون والقماش.

          · يقسّمان كل شيء بينهما بالتساوي، ويفهمان بعضهما بعمق ويجيدان التحدث بالعيون حيث يفهمان بعضهما بدون كلام.

          · إذا مرض أحد التوأمين يصاب الآخر بالاكتئاب حتى يشفى توأمه.

          · إذا سقط أحد التوأمين لأي سبب فإن الآخر سرعان ما يتجاوب معه بالسقوط مغشيٌّا عليه دون أي سبب.

          · هناك العديد من الصور الحياتية للتوائم التي توضح جانب التماثل والتطابق وكذا ظاهرة توارد الخواطر والشعور الواحد لكن هذا لا ينطبق على جميع التوائم، فهناك توائم وعلى الرغم من أنها متطابقة ومتماثلة إلا أنها تسجل اختلافًا في الطباع والشخصية وقد لا تلتقي إلا في الصفات الجسدية خلافًا لما هو معروف من أمر التوائم المتماثلة، فما السر في التشابه الكبير في التوائم المتطابقة عمومًا؟

          لغز التشابه:

          كما ذكرنا فإن التوائم المتطابقة (المتماثلة والمتشابهة) تنشأ من خلية واحدة هي البويضة المخصبة التي أساس تكوينها حيوان منوي واحد وبويضة واحدة وبالتالي فإن أساس المادة الوراثية واحد فعند الانقسام الأول أو الثاني للبويضة المخصبة ينتج عن ذلك خلايا (فلجات) مستنسخة وهي صورة طبق الأصل من البويضة المخصبة.

          ومن هنا يمكن اعتبار حالة التوائم المتماثلة صورة من صور الاستنساخ بطريقة فصل الخلايا وهي طريقة قد تم تطبيقها في حالات بشرية ونجحت حيث نتج عنها أجنة متماثلة، لكن السؤال يبقى حول (الخواطر) والتطابق في (السلوك) هل هو مرتبط بالناحية الوراثية أم أن للبيئة والمجتمع دوراً في توجيه السلوك وتغيره؟

          الدراسات الحديثة:

          منذ فترة طويلة والدراسات والأبحاث تدور حول سلوك التوائم المتماثلة، وأشهر دراسة عملت ما قام به عالم النفس توماس ج. بوشارد في جامعة مينسوتا في الثمانينيات لمعرفة تأثير كل من الجينات والبيئات على سلوك التوائم المتشابهة التي تم عزلها عن بعضها، ومن أغرب الحالات التي سجلها حالة التوأم أوسكار ستور وجاك بوف، ولد الشقيقان في ترينداد من أب يهودي وأم مسيحية ألمانية وبعد طلاق وانفصال أبويهما وذلك بعد ولادتهما مباشرة تفرق على أثره التوأمان وانتقل أوسكار إلى ألمانيا مع والدته حيث نشأ هناك على الدين المسيحي الكاثوليكي وأصبح نازيٌّا متعصبًا وعضوًا في الشبيبة الهتلرية بينما ظل جاك في مدينته التي ولد فيها حيث تبنته عائلة يهودية وانتقل معها إلى أمريكا وكان يدين بالديانة اليهودية، ولم يلتق الشقيقان إلا في مختبر أبحاث جامعة مينسوتا ولكل منهما لغته المختلفة عن الآخر ويشير اختلاف دين كل منهما ــ إذ أن أحدهمــا يهـودي والآخر نصراني ــ على الرغم من أنهما من بطن واحدة إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ينصّرانه أو يهّودانه أو يمجّسانه).

          كما أن هناك دراسة علمية في معهد علم النفس العام والمعهد التربوي في روسيا تؤكد أن المؤشرات الأساسية للنشاط البيوكهربائي لدماغ التوائم المتشابهة تكون متشابهة بعكس الحال في التوائم الأخوية حيث تكون متباينة، والعلماء مع أنهم يؤكدون على أن تكوين الجهاز العصبي للتوائم المتماثلة يكون متشابهًا في مواصفاته ـ إلا أن تأثير الظروف البيئية المحيطة بكل توأم تؤخذ في الاعتبار، وذلك ما أشارت إليه دراسة مينسوتا لأسر التوائم تحت عنوان (ما هي الأمور التي تربط التوائم بالعلوم؟) حيث ركزت الدراسة على التوائم المتشابهة وأُسرهم، ومن خلال هذه الدراسة تم توضيح كيفية تفاعل الجينات والبيئة من أجل التأثير على الشخصية ونقاط القوة والضعف والقيم، وكان مما ذكرته الدراسة أن مسألة اختيار رفيق الحياة كزوج أو زوجة بالنسبة للتوائم لا يرتبط على الإطلاق بالجينات إنمــا هو التقـــدير الإلهي بما يعرف بالقسمة والنصيب..

          وحول سؤال عن توارث الطلاق وهل هناك علاقة بين الطلاق والجينات؟ فإن تفسير نتائج الدراسة على التوائم المتشابهة وغير المتشابهة تقول أنه لا يوجد شيء اسمه جين الطلاق Divovce Gene لكن الطلاق يعتمد على عدة سمات نفسية جميعها تتأثر بالجينات لأن الجينات تؤثر بشدة في الصفات الشخصية، وحيث إن للتوائم المتطابقة سمات متشابهة جدٌّا فإن معدلات الطلاق المتشابهة التي تحصل عليها في النتائج إنما تعود لوجود سمات شخصية تتأثر وراثيٌّا وتسهم في إحداث الطلاق.

          التوائم والحمل:

          هناك ثلاثة أسئلة حول التوائم، لها علاقة بالحمل، أولها: ما هي علاقة حبوب منع الحمل بالتوائم؟ وثانيها: وضع الحمل للتوائم كيف يتم؟ وثالثهما: لماذا الحمل بأطفال الأنابيب يكون توأمًا؟

          اتضح من عمليات مسح أجريت لمجموعة من التوائم المتطابقة في بريطانيا وكندا واستراليا والولايات المتحدة أن النساء اللاتي كن يتعاطين حبوب منع الحمل لفترة قريبة من الحمل لديهن فرصة لحمل توائم متطابقة أكبر من فرص حمل توائم غير متطابقة، وقد تم عمل هذه الأبحاث في جامعة نيو ساوث ويلز في استراليا بالاشتراك مع رابطة الولادات المتعددة الأطفال في استراليا، وأوضحت الدراسة أن حوالي 40% من التوائم الذين ولدتهم أمهات كن يتعاطين حبوب منع الحمل كانوا توائم متطابقة، كما أظهرت نفس الدراسة أن حوالي 80 % من التوائم المولودين في بريطانيا من أمهات استعملن حبوب منع الحمل كانوا توائم متطابقة، ولا شك أن هناك أسباباً فسيولوجية وهرمونية خلف ذلك ليس محل تفصيلها هنا.

          أما المرأة الحامل بأكثر من جنين فإنها بلا شك تشعر بانتفاخ زائد بالبطن مع زيادة الإحساس بالحركة ويصاحب ذلك زيادة مطّردة بالوزن، والطبيب المختص غالبًا لا يخفى عليه تشخيص التوائم بالفحص الإكلينيكي، وعادة ما توجه الأم طبِيٌّا فيما يخص رعاية الحمل التوأم حتى تتجنب المضاعفات المحتملة من إجهاض أو ولادة مبكرة.

          كما تنصح بالمواظبة على أخذ مركبات الحديد وحمض الثوليك لتجنب الإصابة بفقر الدم ـ لا سمح الله ـ ويتحتم على الأم كذلك إجراء فحص الموجات فوق الصوتية لمتابعة حالة الأجنة (التوائم) ومعالجتها في الوقت المناسب، وعند قرب موعد الوضع (الولادة) فإن نسبة الولادة القيصرية كبيرة مع حمل التوائم، وذلك لاختلاف وضع التوائم داخل الرحم أو لوجود مضاعفات أثناء الولادة، وعادة ما ينزل أحد التوأمين ثم يلحق به الآخر خلال فترة قصيرة.

          لكن هناك حالة سجلت لامرأة إنجليزية (ترايس سبيكمان) توقفت عندها آلام المخاض تمامًا واختفت كل الأعراض التي ترافق المرأة المقبلة على الولادة بعد وضعها لجنينها الأول ولم تعد إليها آلام المخاض من جديد إلا بعد 19 يومًا من وضعها الأول.

          أما السؤال الثالث وهو ما يخص أطفال الأنابيب وأنه غالبًا ما يكون توأمًا، فذلك لأن الأطباء يُنشّطون المبيض باستعمال أدوية مثل الكلوميد فيحصل على العديد من البويضات فُتخصب خارجيٌّا ثم تعاد منها مجموعة إلى رحم الأم المهيأ فسيولوجيٌّا، ويميل الأطباء إلى مثل هذا الإجراء ضمانًا لحصول انغراس البويضات المخصبة في جدار الرحم حيث إن الرحم يعتبرها جسمًا غريبًا عليه فإذا فشلت بعضها فإن البعض الآخر ينغرس وبالتالي تكون حالة التوائم الأخوية غير المتشابهة.

          المراجع:

          صالح بن عبدالعزيز
          المدخل إلى علم الأجنة الوصفي والتجريبي ـ دار المجتمع.

          المجلة العربية
          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-05-06, 09:47 PM.

          تعليق


          • #7

            لغز التوائم المتطابقين ..
            عقل واحد في جسمين


            علم جيمس لويس لما بلغ العقد الثالث من عمره أن له أخا توأما أبعدته وإياه والدتهما التي عرضتهما للبيع بعد ولادتهما بفترة وجيزة في أفريل 1939. وقد تم تبني جيم. وفي عام 1979 قرر جيم لويس، وقد بلغ عامه التاسع والثلاثين، البحث عن أخيه التوأم بمساعدة المحكمة التي رتبت عملية التبني. وبعد ستة أسابيع طرق جيم لويس باب جيم سرنكر في دايتون وحالما تصافحا أحسا بالتقارب وكأنهما قطعا مشوار حياتهما سوية. وعندما شرعا يقارنا فيما ما بينهما وجدا سلسلة من المصادفات المتشابهة، فقد عانيا بادئ ذي بدء نفس المشاكل الصحية، وكلاهما اعتاد قضم الأظافر اللاإرادي والمعاناة من الأرق وبدت على الاثنين حالة من الصداع النصفي في عمر الثامنة عشر وتوقف عند كليهما في نفس العمر، وكلاهما لديه مشاكل في القلب والبواسير ولهما بالضبط نفس الوزن، وكلاهما زاد عشرة باوندات في نفس الفترة.

            تلك دلائل تؤكد أن الترتيب الوراثي أكثر دقة وتعقيدا مما يعتقد. يبد أن حالتهما في التطابق تعدت حدود الوراثة/ إذ تزوج كلاهما بفتاة اسمها ليندا ثم تطلقا سوية وتزوجا فتاتين اسمهما بيتي ورزقا لولدين سمياهما جيمس و آلن. وامتلك كيلاهما كلبا اسمه تيدي وعملا بوظيفة وكيل شريف وعامل في محطة بترول وفي مطاعم ماكدونالد هامبرغور وتعودا قضاء عطلتيهما في ساحل فلوريدا وأن يدخنا نفس النوع من السجائر وعمل كل منهما ورشة يصنع فيها الأثاث تحت الأرض. كان التوأمان رائعين ليس في التطابق في تجارب الحياة فقط وإنما في التطابق في الأفكار فقد يبدأ أحدهما قولا وبكلمة الأخر.

            كان لقائهما الثاني قد قوبل بتغطية صحفية واسعة ثم ظهر في برنامج جوي كاست الحديث. وفي فينيسونا كان عالم نفساني يدعى توم بوشارد مولعا جدا بموضوعهما حيث اقنع الجامعة بالسماح له بدراسة التوأمين جيم علميا. ثم استمر يبحث عن أزواج متشابهين غيرهما، أي توائم منفصلين في مرحلة مبكرة من العمر ولم يروا بعضهم منذ تلك الفترة. وفي السنوات القليلة الأولى من البحث اكتشف أربعة وثلاثين زوجا من هؤلاء التوائم ثم اكتشف الكثير من المصادفات من تلك التي يمكن تفسيرها علميا. وتوأما بريطانيا وهما ماغريت ريتشالردسون وتيري واللتان لم تعرفا أنهما توأمان حتى بلغتا أواسط الثلاثينيات من العمر فقد تزوجتا في نفس اليوم والساعة. وغيرهما اثنتان دوروي لو وبيرجين هاريس اللتان قررتا كتابة يومياتهما لمدة سنة عام 1962 وكلتاهما كتبت بنفس الأ]ام وبدت يوميات كل منهما متطابقة لأنها بنفس الترتيب واللون.

            كلتاهما عزفتا على البيانو في طفولتهما وتركتاه في نفس السنة، وتحبان الجواهر الملفتة للنظر. ومنذ ذلك الحين استمرت الدراسات حول التوائم لتبين أ،ه في عدة حالات، وخاصة التوائم المتطابق توجد مصادفات لا تصدق والتوائم هي تلك التي تنشأ عن القيام نفس البيضة فتكون لهم نفس الجينات والتي تعني أنهم يملكون عينين وأذنين وأعضاء وحتى بصمات أصابع متطابقة والمصطلح العلمي لمثل هذا التوأم هو الزايكوت الأحادي،وفي الحقيقة أن التشابه في عدة حالات يصبح مملا تقريبا وعلى سبيل المثال التوأمان اللذان ذكرهما بيرجيت هاريسون ودورني لو لديهما أولاد يدعون ريتشارد انديو وانديو ريتشارد وابنتهما تدعيان كارين لويس وكارين لويس، لكن دوروني لو هي التي قررت أصلا تسمية ابنتها كاثرين وغيرته إلى كارين لإرضاء شقيقتها.

            كلتاهما تستعمل نفس العطر وتترك غرفة نومها مفتوحة جزئيا وكلتاهما مصابتان بالتهاب السحايا وتجمعان اللعب الرقيقة وتملك كل منهما كلبا يدعى تايكر وأظهرت اختبارات بوشارد للذكاء أنهما تمتلكان نفس حاصل الذكاء.

            كذلك بربارة هابرت ودافن كوشب كانتا توأمين والدتهما طالبة فلندية غير متزوجة وتبنتاهما عائلتان مختلفتان منذ الولادة وتوفيت كلتا الوالدتين اللتين تبنتهما وهما طفلتان. وكلتاهما سقطتا من السطح في الخامسة عشر من عمرهما وكسر كاحلاهما، وكلتاهما قابلتا أزواج المستقبل في مراقص دار البلدية في السادسة عشر من العمر وتزوجتا في العشرين وحصل لكلتاهما إجهاض مبكر ثم خلفت كلتاهما ولدين وبنت وكلتاهما مصابتان باضطراب القلب وتضخم الغدة الدرقية وتقرءان لنفس الروائيين الشعبيين وتشتريان نفس المجلة النسائية وعندما التقيتا أول مرة كانت الاثنتان تضعان نفس الصبغة السمراء على شعريهما وترتديان فستانين بلون ببجي وسترتين مخمليتين وتنور تين بيضاويين متطابقين.

            في عام 1979 اكتشفت جانيت هاملتن وايرين ربد أن لكل منهما أخت توأم وأسرعتا في جمع شملهما واكتشفتا أن كلتاهما مصابتان بإرهاب المناطق المقفلة والضيقة ولا تحبان الماء وتجلسان وظهراهما إلى البحر عندما يكن على الشاطئ وتكرهان المرتفعات وتصابان بألم في نفس المكان من الساق الأيمن في المناخ الرطب وحذرتان بشكل لا إرادي وفي طفولتهما عملتا في فرق الاستكشاف وعملتا في نفس الوقت في شركة مستحضرات وحدة.

            كما درس بوشارد توأمين تربيا بعيدا عن الأنظار لا يختلفان كثيرا عن الآخرين وهما أوسكار ستوهر وجاك بوف ولدا في تريتداو عام 1933 ثم تفرق والدهما إلى جهتين متضادتين وكل أخذ معه توأم، أوسكار ذهب إلى ألمانيا وأصبح عضوا في حركة الشباب النازي بينما تربى جاك تربية يهودي أرثوذكسي وتقبلا لأول مرة عام 1979 ووجدا أنهما كانا يرتديان نفس النظارة والقميص الأزرق ذي الكتافات وكان شاربيهما متطابقين وأظهرت دراسة عن قرب تشابهات متميزة في عاداتهما وكلاهما يشغل غطاس التواليت قبل وبعد الاستعمار ويضعان ربطات مطاطية على معصميهما ويرغبان تناول الطعام على انفراد في المطاعم وكذلك في القراءة.

            كانت نغمات صوتيهما متطابقة رغم أن أحدهما يتكلم الألمانية والثاني يتكلم الانجليزية. وكلاهما له نفس طريقة المشي والجلوس ونفس روح المرح. على سبيل المثال ميلهما إلى العطاس بصوت عال لترويح المسافرين الآخرين. ويتضح أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تفسير مثل هذه السلسلة من المصادفات دون افتراض وجود نوع من التخاطر أي نوع من الاتصال الخفي بين التوأم والذي يستمر حتى حين نفصلهم مسافات طويلة، وفي الحقيقة أن يونغ أول من استعمل كلمة اكترافيد بمعنى المصادفات ذات المعنى. فقد أمن بالتفسير التخاطري واحتوى عمله على العديد من القصص صممت لتوضيح طبيعة التخاطر، لكن حتى التخاطر لا يستطيع تفسير كيف تقابل شقيقان زوجيهما في ظروف متشابهة وتعملان في نفس شركة المستحضرات.

            عليه لابد من أحد الأمرين. إما إبعاد فكرة اعتبارها مصادفات أو شرحها حسب نظرية خاصة عن المصائر الفردية. أو حتى كما اسماها البروفيسور جود ذات مرة غرابة الزمن غير المشكوك فيها. وإذا كان باستطاعة الناس أن يعلموا لمحات من المستقبل أو علم بالأحداث قبل وقوعها، فإن ذلك يوحي بطريقة غريبة بأن هذه الأحداث مبرمجة كالفلم الذي تم إنجازه. وإذا كانت حياة الأفراد إلى حد ما مبرمجة بشكل مسبق فربما كانت حياة توائم الزايكوت الأحادي ذات برنامج أساسي واحد. وهناك حالات أخرى تعرض حقيقة التخاطر.


            في عام 1980 ظهر توأمان من الإناث في إحدى محاكم بورك وجلبتا انتباه الصحفيين لأنهما كانتا تستعملان نفس الإشارات في ذات الوقت وتبتسمان معا وترفعان أيديهما إلى ثغريهما بنفس اللحظة وهلم جرا، وكان توأما الكنيسة كما تسميانه فريدا وغريتا قد أظهرتا افتتانا قويا لسائق شاحنة يدعى السيد كن ايفسون والذي كان يسكن في البيت المجاور لهما وما برحتا تتابعانه منذ خمسة عشرة سنة وبدا عليهما أن لهما نفس الطريقة الغريبة في إظهار الحب، تشتمانه وتضربانه بحقيبة اليد وعندما استمر هذا لمدة خمس عشرة قرر السيد ايفسون طلب الحماية من المحكمة، وقد عرف تعلقهما بالسيد افيسون طبيا بالشبق وهو حالة يغرق فيها مريض الكآبة المنخوليا أو القلق الذهني بسبب حب رومانسي رغم ما طرأ من تطورات لاحقة.

            ففي المدرسة كانتا بطيئتين لكنهما غير متخلفتين وكان وصف المعلمات لكل منهما بأنها رقيقة ونظيفة وهادئة. وقد وجه معاون مدير المدرسة اللوم إلى والدتهما وقال إنه من الواضح أن والدتهما امرأة شغوفة لهما ولم تسمح لهما بتكوين شخصية منفصلة لكل منهما وكانتا ترتديان فستانين متطابقين ولا تختلطان بالأصدقاء. وظهر على التوأمين نميل إلى التشابه على شكل صورة المرآة الذي يعني أنه إذا كان الأول أ'سر يكون الثاني أيمن وإذا كان شعر الرأس ينمو باتجاه عقرب فإن نموه عند الثاني يحون عكس ذلك وهكذا.

            غالبا ما يحدث في التوائم الزايكوت الأحادي أن ترتدي إحدى التوأمين السوار في معصمها الأيسر بينما ترتديه الثانية بالاتجاه المعاكس. وعندما حلت إحداهما شريط حذائها شدته الثانية بالاتجاه المعاكس. وعند نقطة ما اضطر التوأمان إلى مغادرة البيت ولم يكشف أي من التوأمين أو والداهما سبب ذلك. ولم تتزوجا حتى سن السابعة والثلاثين. ولم تحصلا على وظيفة وأقامتا في قسم داخلي محلي وتعدان فطورهما معا وكل واحدة تمسك بالمقلات قم تخرجان وهما ترتديان ملابسا متطابقة وعندما ترتديان سترتين ماويتين متطابقتين بأزرار مختلفة الألوان فإنهن يتبادلن نصف الأزرار فيصبح لكلتاهما لونا. وعندما تمنحان زوجان مختلفان من الكفوف تأخذان واحدا من كل زوج وعندما تمنحان قالبان مختلفان من الصابون تقطعاهم وتتقاسماهما.

            أخبرتا صحيفة أن لهما عقلا واحدا وإنهما حقا شخص واحد وتدعيان أن احدهما تعرف بالضبط ما تفكر به الأخرى وذلك يوحي بوجود نوع من التخاطر بينهما وتتخاصمان أحيانا وتضرب إحداهما الأخرى بخفة بالحقائب اليدوية. ولكن رغم هذه الخصومات فإنه يبدو عليهما بشكل واضح أن هدفهما المشترك هو هجر العالم الخارجي والعيش عالمهما الخاص المصغر.

            التوأمان غريس وفرجينيا كندي من كاليفورنيا طورتا لغة خاصة تتفاهما بها وذلك عندما كانتا في السابعة من العمر. قام محلل لغوي يعمل في مستشفى ساندريفو للأطفال بدراسة لغتهما الخاصة واكتشف أنها خليط من كلمات مخترعة مثل نوفوكيد ويولانا وخليط من كلمات اللغة الانجليزية والألمانية اسيء لفظها ووالدهما أمريكي والآخر ألأماني. وتنادي إحداهما الأخرى يويو وكابتينما. وتتكلما لغتهما المجهولة بسرعة وطلاقة وأخيرا تعلمتا اللغة الانجليزية لكنهما توقفتا عن لغتهما السابقة أو ربما لم يكن بإمكانهما إجادتها.

            إحد أغرب الحالات المتعلقة بالتوائم سجلت في نشرة نيويورك للكتب 28 فبراير 1980 وقام بذلك النفساني أوليفر سكاس، كان ميكل وجون المعروفان ببساطة بالتوأمين قد أمضيا حياتهما في معاهد الدولة منذ أن كانا في السابعة عام 1973 وشخصا على أنهما مصابان بالذهان والاسترسال في الخيال ومعاقان بشدة و رغم أنهما يملكان قابلية فريدة وهي قابلية معرفة أي يوم من أيام الأسبوع يصادف أي تاريخ في الماضي أو المستقبل فعدما يسألان عن تاريخ 11 جوان عام 55 بعد الميلاد. فإنهما ينطقان فورا الأربعاء ويثبت أن ذلك صحيح.

            يقول ساكس أنهما توأمان منسجمان لا يمكن التفريق بينهما وهما من التوائم التي على شكل صورة المرآة المتطابقين في الوجه والشخصية وحركات الجسم وكذلك الأمر في إصابتهما في العقل والنسيج. يرتديان نظارات سميكة جدا بحيث تبدو عيونهما مشوهة، ويستطيعان إعادة أي عدد من الأرقام العشرية بعد سماعها مرة واحدة وهما ليسا مثل الأطفال المعجزة في الحاسوب. المتمكنين من ضرب أعداد كبيرة خلال ثوان واستخراج الجذر العاشر لعشرين من الأرقام العشرية كما يفعل الأطفال المعجزة.

            لكن عندما تسقط علبة الثقاب على الأرض فإن كلاهما يتمتم 111 قبل اصطدامه بالأرض ويثبت أن ذلك صحيح، وذات يوم وجدهما ساكس جالسين في زاوية يرتديان ملابس غريبة ويبتسمان وهما يتبدلان أرقاما سداسية وقد دون بعض منها. وعندما عاد إلى البيت دققها في كتاب للرياضيات واكتشف أن كل الأرقام كانت أعدادا أولية وهي الأعداد التي لا تقتسم على غيرها بدون باق، ولكن الغريب في الأمر أنه لا توجد الآن طريقة رياضية فيما إذا كانت بعض الأرقام الكبيرة هي أعداد أولية أو زوجية عدا محاولة الاجتهاد في تقسيم كل الأرقام الصغيرة عليه، و'ذا كان هناك باقي في كل عدد صغير حتى نصف حجمه فهو عدد أولي ورغم ذلك كان التوأمان يستخرجان أعدادا أولية من الهواء دون أقل عناء.


            في اليوم التالي شاركهما ساكس في لعبتهما وفجأة قاطعهما بعدد من ثمانية أرقام أخذه من كتاب الرياضيات فنظر إليه بدهشة وبعد توقف لمدة نصف دقيقة انفرج وجهاهما عن ابتسامات عريضة ثم بدأ التوأمان يتبادل أعداد أولية ذات تسعة أرقام وقدم ساكس عمودا ذا عشرة أرقام وثانية أصابتهما الدهشة، وبعد صمت استخرج جون عددا من اثنتي عشر رقما ولم يكن لدى ساكس أي طريقة لتدقيق في ذلك لأن كتاب الرياضيات الذي لديهخ لا يتجاوز الأعداد ذات العشرة أرقام يبد أنه لم يكن يشك في كونه أوليا وبعد ساعة كان التوأمان قد تبادلا أعدادا أولية ذات عشرين رقما. ترى ماذا كان التوأمان يعملان خلال نصف الدقيقة من الصمت عندما تقدم ساكس إليهما بالعدد الأولي ذي ثمانية أرقام؟


            الجواب لا يمكن أن يكون إلا أنهما كانا يبذلان جهدا لرؤية العدد وذلك بطريقة متناسقة تجعلهما يران إن كان هناك باق أولا. وأغلبنا يستطيع أن يتصور تسعة أو ستة عشر يتصور مجموعة من النقاط موضوعة في ثلاثة صفوف من ثلاثة أو أربعة صنوف ذات أربع نقاط لابد أن التوأمين يستخدمان نفس الطريقة على مستوى أبعد بكثير.

            هذا يقدم لنا مفتاحا مهما فنحن نعرف أن نصفي الدماغ لهما وظيفتان مختلفان في الفعالية، الأيسر عالم والأيمن فنان والأيسر معني بالغة والمنطق والأيمن معني بالحدس والبصيرة والأيسر يرى العالم من الأسفل بينما يراه الأيمن من الأعلى وفي الكائنات البشرية المتحضرة يكون نصف النصف الأيسر هو المسيطر. مثلا شعوري بهويتي يوجد في النصف الأيسر ولذلك عندما استخدم كلمة أنا فهو من كلام نصف الدماغ الأيسر، وفي الغالب تكون طاقات الدماغ الأيمن لتصور الأنماط على سبيل المثال محدودة إلى حد ما بالمقارنة مع الطاقات العقلية للنصف الأيسر ويتضح في حالة التوائم المتماثلة تكون طاقات النصف الأيسر محدودة جدا، لكن طاقات النصف الأيمن أعظم بمئات المرات مما هي الحال في بقية الناس.
            يبدوا أن الدرس العام الذي نتعلمه من التوائم هو أن الفعالية المستمرة دون توقف للنصف الأيسر التي تتطلبها الحضارة تخمد كل أنواع الطاقات الطبيعية في النصف الأيمن كالتخاطر والتقمص الجسدي والقدرة على معرفة الحقيقة بنظرة شاملة بالتلسكوب و ليس بالمجهر المكر سكوب كما اعتدنا، وفي حالة التوأمين جيم التي تحدث فيها نفس الأشياء للتوأمين رغم افتراقهما منذ الولادة لم يبدأ العلماء والفلاسفة حتى الشك بوجودهما لحد الآن.

            التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-05-07, 09:23 PM.

            تعليق

            يعمل...
            X