إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ النوبة .... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ النوبة .... متجدد

    (1)
    تاريخ النوبة
    اصالة وعراقة



    بلاد النوبة ، حضارة مروى.. مملكة بلانة.. وقبلهم دولة نباتا !

    اصل الحضارة .. وروعة التاريخ .. واصالة الماضي !

    النوبة

    الجزء السفلي من مصر .. وبوابة مصر الجنوبية
    اسوان الحبيبة .. موطن النيل والسد العالي

    لنطرق معا هذا الباب لنتعرف علي النوبة .. عالم لم نلتفت اليه
    عالم من من التاريخ الجميل.. والاماكن التي حفرت مكانها..
    بمعابد الفراعنة .. ونهر النيل.. بطيبة اهلها..
    والفن النوبي الجميل !




    النوبة هي منطقة بجنوب مصر و شمال السودان. كان وادى الخوىّ، جنوب الشلال الثالث عبارة عن حوض قديم للنيل طوله حوالى 123 كم إلى الشرق من مجرى النيل الحالى .

    فمنذ الألفية الرابعة ق.م. كان حوضاً زراعياً غنياً ادي لظهور الجنمعات النيوليتية. أكتشف به جبانات كانت تجسيداً على الأرض للتنظيم الاجتماعي لمجتمعاتها إبان الألفية الثالثة ق.م.

    كان قدماء المصريين يطلقون علي بلاد النوبة بلاد كوش Kush التي تقع من جنوب أسوان وحتي الخرطوم حيث يعيش شعب النوبة ، وحيث قامت ممالك إمتد نفوذها علي وادي النيل بمصر حتي البحر الأبيض المتوسط شمالا .
    ويرجع تاريخ النوبة للعصر الحجري في عصر ماقبل التاريخ. ففي منطقة الخرطوم وجدت آثار حجرية ترجع لجنس زنجي يختلف عن أي جنس زنجي موجود حاليا .

    وفي منطقة الشخيناب شمال الخرطوم وجدت آثار ترجع للعصر الحجري الحديث من بينها الفخاروالخزف .وكان النوبيون الأوائل يستأنسون الحيوانات .

    وفي شمال وادي حلفا بمنطقة خور موسى وجدت آثار تدل علي أن الإنسان في هذه الفترة كان يغيش علي القنص وجمع الثمار وصيد الأسماك .وكانت الصحراء هناك سافانا أصابها الجفاف في فترة لاحقة . حيث كان النوبيون يمارسون الزراعة

    قبل عصر التوحيد قد قامت حضارة منذ 10 آلاف سنة في منطقة خور بهان شرقي مدينة أسوان بمصر (الصحراء الآن)، وكان مركزها في مناطق القسطل ووادي العلاقي حيث كان الأفراد يعتمدون في حياتهم على تربية الماشية إلا أن بعض المجموعات نزحت ولأسباب غير معروفة جنوبا وتمركزت في المناطق المجاورة للشلال الثاني حيث اكتسب أفرادها بعض المهارات الزراعية البسيطة نتيجة لاستغلالهم الجروف الطينية والقنوات الموسمية الجافة المتخلفة عن الفيضان في استنبات بعض المحاصيل البسيطة ، مما أسهم في استقرارهم هناك و قيام مجتمعات زراعية غنية على مستوى عال من التنظيم في منطقة القسطل .

    وهذا يتضح من التقاليد في المناطق الشمالية من النوبة . وكانت متبعة في دفن الموتى وثراء موجودات المدافن مما يدعو إلى الاعتقاد بوجود ممالك قوية لبس ملوكها التاج الأبيض واتخذوا صقر حورس الشهير رمزا لهم قبل زمن طويل من ملوك الفراعنة في مصر العليا لأن التاج الأبيض وشعار حورس اتخذا فيما بعد رمزا للممالك المصرية التي نشأت في مصر لاحقا ، مما أدى إلى الاعتقاد بان هذا التقليد منشؤه ممالك مصر الفرعوني


    ولكن في الواقع فإن وادي النيل الأعلى لم يكن قد عرف بعد الكيانات البشرية المتطورة في تلك الحقبة البعيدة من التاريخ عندما نشأت حضارة المجموعة الأولى كما يبدو من آثارها المنتشرة في المنطقة عندما إحتلت جزءا من وادي النيل امتد من جبل السلسلة ( في مصر العليا ) شمالا وحتى بطن الحجر عند الشلال الثاني في الجنوب . وكان قدماء المصريون يسمون النوبة آنذاك تا سيتي أي ارض الأقواس نسبة لمهارتهم في الرماية



    و كانت بينهم نزاعات حدودية انتهت باحتلال النوبة للأجزاء الجنوبية من مصر العليا لفترة من الوقت . وساعد انتقال الخبرات النوبية إلى مصر على استقرار المجتمعات البشرية في شمال الوادي وتطورها مما كان له الفضل في قيام الممالك المصرية القديمة لاحقا .و أهم ما يميز المجموعة الحضارية الأولى أنواع الفخار المميز ذو اللون الوردي والأواني المزركشة بالنقوش

    وقد عثر على بعض الأنواع المشابهة لهذا الفخار في مناطق متفرقة من شمال السودان حتى أم درمان . كما تميزت هذه الحقبة بطريقتها المميزة في دفن الموتى حيث كان الميت يدفن في حفرة بيضاوية الشكل على جانبه الأيمن متخذا شكل الجنين ومتجها جهة الغرب .



    مع بداية عصر التوحيد


    مع بدايات توحيد ممالك مصر العليا في مملكة واحدة متحدة واجهت النوبة قوة لا تقهر في الشمال بدأت تهدد وجودها واستقرارها . وبازدياد نفوذ وهيبة المملكة المصرية المتحدة اتجهت أطماعها جنوبا صوب النوبة ، في الوقت الذي بدأت فيه المجموعة الأولى تفقد قوتها العسكرية والاقتصادية مما جعلها عاجزة عن تأمين حدودها الشمالية التي بدأت تتقلص تدريجيا نحو الجنوب

    وقد بدا علامات الضعف والتدهور واضحة في آثار هذه الفترة مما دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بوجود مجموعة أخري تعرف باسم " المجموعة الحضارية الثانية " تلت المجموعة الأولى وكانت أضعف منها نسبيا . وبحلول عام 2900 ق.م أصبحت النوبة السفلى بكاملها تحت السيطرة المصرية وخلت تماما من سكانها بعد تراجعهم جنوبا إلى منطقة النوبة العليا ليختلطوا بحضارة كرمة الوليدة ، وظلت النوبة السفلى بعد ذلك مهجورة لعقود طويلة وانقطعت أخبارها خاصة بعد تعرض آثارها ومدافنها الملوكية للحرق والتدمير من قبل جيوش المملكة المصرية .


    في نفس الوقت الذي كانت تشهد فيه منطقة أخرى من النوبة ميلاد حضارة جديدة ظهرت بوادرها في منطقة مملكة كرمة 3000 ق.م. – 2400 ق.م. )(مادة). وسيطرت مصر مابين 1950 ق.م وحتي 1700 ق.م. حيث كانت النوبة على امتداد تاريخها الطويل عرضة للاعتداءات المصرية على أطرافها الشمالية . وكان من أهم أسباب هذه الاعتداءات الرغبة في تامين الحدود الجنوبية و تأمين طرق التجارة التي كانت تربط مصر بإفريقيا عبر بلاد النوبة ، بالإضافة إلى الأطماع المصرية في ثروات المنطقة المختلفة . لهذا تعددت المناوشات المصرية على حدود النوبة منذ عهود ما قبل الأسر في مصر ، واستمرت على امتداد التاريخ النوبي ، وكانت تنتهي في أحيان كثيرة باحتلال أجزاء منها ، خاصة منطقة النوبة السفلى .

    وأول محاولة فعلية لاحتلال النوبة كانت في عهد الأسرة المصرية الثانية عشر عندما غزا المصريون النوبة حتى منطقة سمنة وبنوا فيها العديد من الحصون والقلاع لتأمين حدودهم الجنوبية. ومنذ ذلك التاريخ خضعت النوبة للنفوذ المصري لما يقرب من 250 عاما تمكنت خلالها من الاحتفاظ بخصائصها وهويتها الثقافية. وانتهت هذه السيطرة الأولي عندما تفككت المملكة المصريةالوسطى,وضعفت قوتها مما شجع مملكة كرمة على مد نفوذها شمالها وضم كل منطقة النوبة السفلى في عام 1700 ق.م. وكان عصر السيطرة المصرية الثانية منذ 1550 ق.م. وحتي 1100 ق.م. بعد طرد الهكسوس على يد أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر حيث تجددت الأطماع المصرية في بلاد النوبة



    وتوالت المحاولات لغزو أطرافها الشمالية ، إلى أن تم إخضاع النوبة بكاملها حتى الشلال الرابع في عهد " تحتمس الثالث " وظل حتي 550 م. وعرف بحضارة إكس . عندما بدأت الثقافة النوبية في التغير اثر دخول مجموعات بشرية جديدة لوادي النيل حيث دفن الملوك في مدافن ضخمة مع قرابين من الرعايا والأحصنة والحمير والجمال وغيرها من الحيوانات . وأخبارهم غامضة لا يعرف عنها إلا القليل.



    مملكتي النوبة

    قامت مملكتان في منطقة النوبة هذا العصر وهما مملكة البليمي (عند الإغريق) وهم قبائل سكنت شرق النيل وحتى البحر الأحمر وكان العرب يطلقون عليهم البدجا ومملكة النوباديين و هم القبائل المعروفة بالنوبة الآن. وقد سيطر النوباديين على معظم مصر والنوبة السفلى لدى تفكك الدولة الرومانية

    لكنهم اخرجوا منها فاكتفوا بالسيطرة على النوبة السفلى جنوب أسوان. وتمتيزت البليمي بنوع من الفخار ، وتوجد آثارهم الآن في منطقة كلابشة .بعد انهيار مملكة مروي عام 300 م قامت مملكة النوباديين عام 375 م قرب الحدود السودانية المصرية .استمر النوباديين في عبادة الآلهة المصرية القديمة ، كما استخدموا الرموز الفرعونية في الكتابة . واتحد النوباديين مع البليمي لمقاومة الغزو المسيحي القادم من الشمال

    ووجدت آثار ثراء دلت عليه موجودات معابدهم في القسطل وبلانة والمتألفة من المجوهرات والسيوف الأفريقية والتيجان والأسلحة . وكان المعبود الأول في النوبة هو الإله ابيدماك وهو مصور في آثارهم برأس أسد .وكانت الصناعة الأساسية في مروي (مادة ) هي صناعة الحديد، وقد دلت الحفريات على الأفران التي كانت مستخدمة في صهر الحديد .

    بدأ الاحتكاك بالرومان عندما احتل قيصر مصر بعد هزيمة كليوباترا في العام 30 بعد الميلاد ، عندما أرسل قائده بترونيوس لمنطقة النوبة بهدف السيطرة على مناجم الذهب في عام 24 ميلادية ، إلا أن الملكة النوبية أماني ري ناس تصدت له وتمكنت من إلحاق هزائم متلاحقة بجيشة في أسوان والفنتين .

    ولكن تفوق الجيوش الرومانية لم يمكنها من الصمود طويلا ، فانسحبت إلى الجنوب ليحتل الرومان النوبة السفلى بينما ظلت النوبة العليا تحت سيطرة مملكة مروي . كره النوبيون الرومان ، ووجد تمثال لراس القيصر اوغسطس مدفونا تحت عتبة احد المعابد بعد عقد اتفاق مع الرومان في مصر أمكن للنوبة الاستمرار في مناطق أسوان ، مما أدى إلى تسهيل التجارة وانتقال الثقافة والفنون النوبية لمصر

    وفي النوبة تطورت عبادة الإله آمون إلي أشكال آمون التشبهية بالإنسان وبرأس الكبش في المعابد النوبية ولاسيما في مملكة مروي (مادة) حيث ظهر التمثيل التشبيهى الإنسانى لآمون في الآثار الكوشيَّة حتى نهاية مملكة مروى نتيجة اقتباس هذا الشكل من التصوير الإيقونى له في طيبة بمصر ولاسيما عندما كانت كوش خاضعة للملكة الحديثة المصرية .



    وظهرت هذه الصورة البشرية للإله آمون في الأيقونات المروية المتأخرة . و تؤكد هذه الصور حرص المصريين علي أن يوجدوا بكوش في جبل البركل عبادة روح (كا) آمون الطيبى، وأنهم إعتبروا آمون النباتي واحداً من الأشكال التعبدية لآمون طيبة بوصفه إله الدولة في مصر. وعد آمون في النوبة كاءً (روح) لآمون في طيبة إنما تدعم الفكرة القائلة بأن عبادته كانت تواصلاً منطقياً لعبادة آمون في مصر.

    وفي النوبة ظهرت أيقونات Icons لآمون الكبشى الرأس ولاسيما في أيقونات المعبد الرسمى مما يدل أنه أصبح إلها رسميا في عبادات النوبة . لهذا ظهرت تماثيله في شكل آمون الكبشى الرأس مع قرص الشمس والصل على الرأس في أبى سمبل و المعابد السودانية القديمة.وكان آمون في مصر قبل ظهور الأسرة 18 بها مرتبطاً بالأوزة أو الحيَّة لكن ليس بالكبش أبداً.



    الكشف في مقابر كرمة عن قرابين حملان، ونعاج، وكباش متوجة بموضوعات كروية أو بريش نعام بدأت تشير إلى أن تلك الحيوانات قد تكون ألهمت الشكل الكبشي الجديد لآمون . فقبل الإحتلال المصرى ظهرت عبادة محلية للكبش في النوبة ولاسيما في كرمة (مادة) .وظهور آمون كبشى الرأس يرمز لإتحاد آله مصر آمون مع إله كوش الكبش .

    وهذا الإتحاد أدي إلى خلق أشكال جديدة لآمون. فظهرت في الإيقونات الرسمية والتماثيل منذ حكم الرعامسة في شكل آمون كبشى الرأس في كل من كوش ومصر. وتطورت عبادة آمون بعد دخولها للنوبة. ففي معبد أبوسمبل يلاحظ صل ضخم امام آمون .وهذاالشكل لم يلاحظ في المعابد المصرية . وأصبح الصل الضخم سمة نوبية مميزة لآمون في البيئة السودانية . و ظل آمون الكبشي معبودا محليا للنوبة



    بينما ظل آمون البشري معبودا بمصر الفرعونية .وعبادة آمون في النوبة تمَّ تطويرها عبر إستعارة العديد من الأفكار والسمات الإيقونية من الثيولوجيا المصرية؛ لكنه على كل ومع مرور الوقت تمَّ نسيان الأصل المصرى لآمون

    وإختفت الكثير من أشكاله المصرية ووضع العديد من الصور الإيقونية الجديدة لآمون كوش (مادة) الكبشي في المعابد والبيئة السودانيَّة القديمة.والتشابه القوى بين صور آمون في مصر والنوبة كانت سبباً للتاثير المتبادل وللإحلال المتبادل القادم من الجانبين.

    مارس آمون الكوشى تأثيراً على عبادة آمون في مصر. أتاح الخلق الجديد إمكان تركيب نظاماً ميثولوجياً جديداً عكس نزعات تطور الدولة السودانية القديمة. ومن ثم نجد أن العبادة بالنوبة كانت مرتبطة بتطور العبادات الفرعونية بمصر .لهذا مرت بمراحل مختلفة . ففي عهد أمنوحتب الأول أعاد إحتلال النوبة السفلي وشيد هياكل بالقلاع المصرية للإله حورس Horus ولما توسع بعد الشلال الثاني أوجد معبودا جديدا سماه حورس سيد النوبة .

    وأيام حكم حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحوتب الثاني أدخلت معابد جديدة بالقلاع وخارجها ومن بينها المعبد المزدوج لآمون – رع ،و رع – حارختي . وتم إدماج حورس سيد النوبة مع آمون – رع . وغيرها من الآلهة الإندماجية التي صورت مراحلها علي المعابد المصورة ، وفي عهد رمسيس الثاني انتشرت صور لعبادة الملك وبجواره الآلهة الثلاثة الرسمية آمون – رع ، و رع - حاراختى، وبتاح - تاتجينان ، مع إنتشار الأشكال المقدسة للحاكم. . ففى أواخر الأسرة 18 والأسرة 19، اعتبر آمون-رع في النوبة بجنوب الشلال الثانى معبوداً رئيساً, حيث صورت آلهة مصر وآمون في المقدمة و يتبعه آلهة حورس في النوبة. وتعتبر الأربع مدن الكوشية الرئيسية القديمة مدنا حضارية حيث كان يمارس بها الطقوس الدينية.



    يتبع


  • #2

    تاريخ النوبة
    (2)

    النوبة اثناء عصر بناة الاهرام !


    عصر بناة الأهرام

    يمتد عصر الأهرام ليشمل الفترة التى تبدأ بالأسرة الثالثة وتنتهى بالأسرة السادسة . وأثناء هذه الفترة كان يتم دفن الملوك وملكاتهم فى مقابر تتخذ أشكالا هرمية فوق سطح الأرض . وهذه الأهرامات التى تنتسب إلى عصر الأهرام تكاد تكون مبنية جميعا على أطراف الصحراء غرب النيل ، وذلك فى منطقة ممفيس بين ميدوم فى الجنوب وأبو رواش فى الشمال . وأثناء عصر الأهرام بدأ تطور الديانة الرسمية ، فقد خرجت هذه الديانة فى بادئ الأمر من عقيدة المعبد وفى وجود نظام كهنوتى قوى يتمركز بالقرب من شمال ممفيس وذلك فى مدينة هليوبوليس المعرفة للمصريين القدماء باسم " أون". وقد تمثلت عقيدة المعبد فى العصور القديمة فى رمز سحرى اتخذ شكل العمود ، ولكن مع بداية الأسرة الرابعة أصبحت هذه الديانة محورا لديانة الشمس .

    والواضح أن المصريين الذين عاشوا فى عصر الأهرام لم يجدوا صعوبة تذكر فى النظر إلى إله الشمس ليس باعتباره إلها واحدا غير قابل للقسمة ، وإنما باعتباره إلها ذو طابع مركب يكتسب سماته المختلفة من آلهة شمسية محلية ، وهذه السمات الأصلية تتحد بعضها البعض وذلك فى غياب التنسيق مع الإله رع إله هليوبوليس


    لقد اعتمد المصريون اعتمادا بالغا على القوة السحرية التى تنطوى عليها الكلمة المكتوبة فى كل ما يتعلق بأمور الدين ،فلقد اعتقدوا أنهم بإمكانهم أن يفرضوا إرادتهم على الآلهة وذلك من خلال استخدم التركيبات الصحيحة .

    وكانت التعاويذ تكتب على أكثر أجزاء المعبد قدسية وهو حجر البنبن ben ben ، وهو على ما يبدو حجر مخروطى الشكل يعتقد أنه كان يرمز إلى الربوة الأولى التى خرجت من المياه الأولى عند خلق الكون وتعد جدران الحجرات والممرات فى أهرامات الأسرة الخامسة والسادسة أفضل مثال على هذا الشكل من أشكال السحر فى عصر الأهرام .

    لا يوجد شئ ينتسب إلى النوبة يمكن إرجاعه إلى الأسرة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة. ومن ثم فإن الاحتمال القائم هنا أن النوبة السفلى قد هجرها أهلها الأصليون على نحو كبير، ولعل ذلك يرجع إلى اعتداءات المصرين فى عصر الدولة القديمة .

    ونعتقد أيضا أن هذا الوقت كان يتسم بالضعف الشديد وذلك نتيجة للتوجهات العدائية . وفى الدولة القديمة نفسها ظهرت بوادر الفقر والضعف ، وذلك من خلال مقابر عامة الناس، وذلك فى حين أن الفراعنة كانوا يثبتون سلطتهم فى الأسرة الثالثة.



    ملخص لتاريخ النوبة

    تاريخ النوبة يمكن تقسيمه الي :
    1_ المجموعة الأولى


    قام الاتصال المباشر بين سكان جنوب مصر والنوبة السفلى بشكل رئيسي على التجارة. فكانت المواد الخام والأبنوس وكذلك كافة المواد اللازمة لصناعة الأوانى والتمائم والتماثيل الصغيرة تأتى من الجنوب إلى مصر وكانت السوق الرئيسية لهذه التجارة فيما يبدو فى جزيرة الفنتين بأسوان مما يشير إلى يشير إلى وجود سوق كبيرة لتجارة العاج وبالتالى للمنتجات الإفريقية الأخرى وإلى احتمال اشتغال نوبيين عصر حضارة المجموعة الأولى كوسطاء فى هذه التجارة .
    وتمدنا مقابر هؤلاء النوبيين فى هذه الفترة بمعلومات لا بأس بها عن البضائع التى كان المصريون يمدون بها النوبيين فى المقابل.

    2_ انتهاء حضارة المجموعة الأولى


    3_ المجموعة الثالثة ( في وادى النيل )


    فدمت حضارة جديدة إلى النوبة السفلى وذلك إبان عصر الأسرة السادسة (2345- 2181 قبل الميلاد) وعرفت هذه الحضارة بحضارة المجموعة الثالثة وظلت هذه الحضارة سائدة فى المنطقة حتى بدأت الأساليب الحضارية المصرية فى التغلغل إلى هذه المناطق وكان ذلك فى القرن السادس عشر قبل الميلاد وحينذاك بدأت الجماعات النوبية فى اعتناق هذه الأساليب والأنماط الحضارية المصرية.

    وبالرغم من أن حضارة المجموعة الثالثة ترجع أصولها إلى حضارة المجموعة الأولى فإنها لم تنشأ بشكل مباشر من المرحلة المبكرة . وأصل هذه الجماعات التى أعادت احتلال شمال النوبة غير معروف بالتحديد ولكن يحتمل أن يكونوا قد قدموا من الصحراء الغربية.

    4 _ عصر النوبة الوسطى

    5_ظهور ممكلة مملكة كوش ثم هزيمة المصريون لبلاد النوبة حتي مرحلة امتداد الوادي اليه

    6 _ دولة نباتا

    7_ حضارة مروى

    7_ مملكة بلانة
    مملكة مروى


    كانت مملكة مروى المستقلة تقع فى جنوب مصر ، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى ما بعد الآسرة الخامسة والعشرين وتحديداً فى القرن الثالث قبل الميلاد . ولم تكن الحضارة المروية تلك الحضارة البسيطة التى تستمد اوجها من حضارة "نباتا"، ولكن كانت تمثل نهضة حضارية عظيمة تلت قروناً من الركود والتخلف .

    ولقد بلغت نهضة مروى ذروتها فى القرن الأول الميلادى أى بعد أفول حضارة نباتا بفترة طويلة وبعد انتقال مراكز القوة والثراء فى كوش إلى الجنوب . وخلال القرنين التاليين بدأت دولة الجنوب طريقها فى الانحدار السريع ، وسرعان ما تحولت تلك المدينة العظيمة إلى مدينة مهجورة مع بداية القرن الرابع الميلادى واصبح اسمها منسياً .



    ومن حسن حظ الأثريين ان العصر المروى كان عصراً للعمران وقد تركت لنا حضارة مروى أطلال بعض القرى هذا بجانب أطلال المدينة العاصمة وفى الجنوب كانت مدينة المصورات الصفراء هى مركز الأحداث لعدة سنين وفى الشمال كانت توجد أطلال الحضارة المروية بوفرة فى مناطق النوبة السفلى وبطن الحجر .

    وهناك نص من العصر المروى يرجع إلى القرن الثانى قبل الميلاد حيث بدأ أهل النوبة ولأول مرة فى التاريخ فى استخدام لغتهم الخاصة فى الكتابة والتى قاموا فيها فى بادئ الأمر باستخدام بعض الرموز الهيروغليفية القديمة .

    كانت مملكة مروى المستقلة تقع فى جنوب مصر ، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى ما بعد الآسرة الخامسة والعشرين وتحديداً فى القرن الثالث قبل الميلاد . ولم تكن الحضارة المروية تلك الحضارة البسيطة التى تستمد اوجها من حضارة "نباتا"، ولكن كانت تمثل نهضة حضارية عظيمة تلت قروناً من الركود والتخلف .

    ولقد بلغت نهضة مروى ذروتها فى القرن الأول الميلادى أى بعد أفول حضارة نباتا بفترة طويلة وبعد انتقال مراكز القوة والثراء فى كوش إلى الجنوب . وخلال القرنين التاليين بدأت دولة الجنوب طريقها فى الانحدار السريع ، وسرعان ما تحولت تلك المدينة العظيمة إلى مدينة مهجورة مع بداية القرن الرابع الميلادى واصبح اسمها منسياً .



    ومن حسن حظ الأثريين ان العصر المروى كان عصراً للعمران وقد تركت لنا حضارة مروى أطلال بعض القرى هذا بجانب أطلال المدينة العاصمة وفى الجنوب كانت مدينة المصورات الصفراء هى مركز الأحداث لعدة سنين وفى الشمال كانت توجد أطلال الحضارة المروية بوفرة فى مناطق النوبة السفلى وبطن الحجر .

    وهناك نص من العصر المروى يرجع إلى القرن الثانى قبل الميلاد حيث بدأ أهل النوبة ولأول مرة فى التاريخ فى استخدام لغتهم الخاصة فى الكتابة والتى قاموا فيها فى بادئ الأمر باستخدام بعض الرموز الهيروغليفية القديمة .

    المواجهة بين المرويين والرومان




    غزا البليميون والنوباديون بلاد النوبة لأكثر من ثلاثة قرون . وقام الجنود الرومان بحراسة مدينة دودكا شينوس Dodekaschoenus على بعد سبعين ميل من وادى النيل بين أسوان والمحرقة والتى تشكل الحدود بين مصر الرومانية ومملكة مروى .

    وقد يسر هذا الاستقرار عملية انتشار الروابط الثقافية والتجارية بين الرومان ومروى . ومن العلاقات الملموسة لهذا الازدهار بناء مجموعة من المعابد ذات طابع مصرى فى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادى مثل المعبد الكبير للإله مندوليس بكلابشة فى عام 298 الميلادى أمر دقلديانوس بانسحاب جيوش الرومان من دودكاشينوس وإقامة مدينة أسوان كحدود لمصر الرومانية .



    ووفقاً للمؤرخ بروكوبيوس الذى قال أن دقلديانوس اتخذ هذه الخطوة
    حيث أن ارتفاع تكاليف حماية مدينة دودكاشينوس لا تتناسب مع القيمة الاقتصادية التى تعود منها . وتم تكوين حضارة ومجتمع أكثر هدوءاً فى الفترة ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين. ويرجع أصل أغلبية هذا الشعب المعروف بالنوباديون إلى الغرب وربما ينتمى للنوبة .

    وبجانب هؤلاء نجد البليميين من الصحراء الشرقية والذين أقاموا فى دودكاشينوس بعد أن أرغمت مناوراتهم المستمرة الرومان على الانسحاب إلى شمال أسوان فى نهاية القرن الثالث الميلادى



    مملكة بلانة



    تظهر ملامح تطور هذه الحضارة الجديدة فى التسجيل الأثرى للنوبة السفلى فهذه الحضارة التى عرفها رايزنر والتى امتدت من أسوان وحتى الطرف الشمالى لدنقلة قد ظهرت كنتيجة مباشرة للتغير العرقى الهائل فيما بين السكان والذى أدى إلى ظهور شعب جديد (المجموعة X) إلا ان هذا الاصطلاح قد تم استبداله (بحضارة بلانة) نسبة إلى أهم موقع للجبانة وهى الحضارة التى يصعب فيها التفرقة بين عناصر بليمية Blemmye أو نوبادية محددة ولكن يجب أن نعتبرها تقليداً عاماً للنوبة السفلى .

    لم يستمر التقليد المروى للعمارة الأثرية وكانت المبانى العامة (الشعبية) لدولة بلانة داخلية ، فكانت المنازل منتظمة الشكل وفقيرة البناء ، وحل محل هذه التقاليد تقاليد أفريقية اكثر وضوحا وتعود

    إلى حضارة كرمه وما قبلها وهى التى تتمثل فى الممارسات الجنائزية النوبية الصحيحة مثل استخدام المقابر الركامية
    دفنات مضجعيه والتضحية بالخدم ، وتتجلى هذه المعالم فى مقابر ملوك هذه الفترة والتى اكتشفت فى بلانة وقسطل وهما موقعان فى جهتين متقابلتين على نهر النيل بالقرب من فرس وتتكون هذه المقابر من عدة عناصر ركامية يصل قطر بعضها إلى 77م مزودة بأغنى أثاث جنائزى يمكن تواجده بالنوبة .


    توضع الدفنة الأساسية فى كل العناصر الركامية على قاعدة خشبية مزودة بالجواهر والأسلحة والأوانى البرونزية والفضية والأثاث فضلا عن التيجان الفضية المرصعة بالزجاج والأحجار النصف كريمة والتى كانت توضع على الدفنات الرئيسية .



    وكانت تتم التضحية بزوجة الحاكم لتدفن بجواره وكذلك الكثير من الخدم الذى كان بعضهم من الجنود فضلا عن الجياد والجمال والماشية والحمير والكلاب التى كانت تقتل وتدفن معه ، ومن أهم المنتجات التقليدية لهذه الفترة الأقداح الحمراء الطويلة المزخرفة

    وأما الفخار والزجاج والبرونز فكانت مواد وافدة وقد تم العثور على العديد من المصابيح والأوانى البرونزية فى مقابر بلانة فضلا عن الأسلحة والأدوات المصنوعة من الحديد .

    وبعض كنوز المقابر الملكية ببلانه قد تم استيرادها من مصر فى حين ان الشارات الملكية كان يتم تصنيعها محلياً وبكيفية تشهد على مهارة الحرفيين . وترجع أهمية قصر إبريم إلى كونها مركزاً للصناعات مثل صناعة الأخشاب والجلود والمنسوجات والسلال حيث وجد العديد منها هناك .

    يتبع



    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-05-09, 07:01 PM.

    تعليق


    • #3

      تاريخ النوبة..
      (3)



      معابد و قلاع النوبة



      هذا الموضوع متعلق بالقلاع والمعابد التي بقيت في اسوان والمناطق التابعة للنوبة
      وايضا المعابد التي اندثرت وان بقيت مسجلة

      والنوبة تمتد بين مصر والسودان ، حضارة لااعرف لماذا لسنا مهتمين بها
      في امريكا لو في شجرة عمرها 200 سنة او بيت عمره سبعين سنة او شجرة مكتوبة عليها اول حرفين من اسم شخصين .. تكون اثرا ضخما !

      والان مع المعابد ثم قلاع النوبة



      جزيرة فيلة



      وهي جزيرة مشهورة جدا في اسوان وقد كان لي شرف زيارتها من سنتين
      وبجد اعجوبة رهيبة !

      و نقلت الاثار اليها بعد حملة الانقاذ الشهيرة للاثار خوفا من الغرق في المياه !
      ودي صور عامة للاثار في الجزيرة !









      دابود



      فى منطقة دابود وعلى الضفة الغربية لبحيرة ناصر يقع معبد إيزيس الذى يعود تاريخه الى العصر البطلمى ، وكان الملك "إدخاليمانى" قد شيده للإله أمون

      كيرتاسى



      يوجد فى منطقة كيرتاسى معبد حتحور الذى يعود إلى زمن الرومان. وقد تم نقل هذا المعبد إلى أسوان بالقرب من السد العالى.

      بيت الوالى






      تم نحت جزء من هذا المعبد فى الصخر على يد "ميسوى" حاكم منطقة كوش والذى قام بتشييد هذا المعبد لرمسيس الثانى.



      كلابشة





      فى منطقة طالميس القديمة كان هناك معبدين تم نقل كل منها الى اسوان : الأول هو معبد ماندوليس وأوزوريس وإيزيس (يعود الى العهد الرومانى ) ، والثانى هو معبد آمون رع الذى بناه رمسيس الثالث.





      دندور




      شُيد هذا المعبد فى العصر الرومانى ، وبجانب هذا المعبد يوجد محراب قد يعود الى الأسرة السادسة والعشرين.

      جرف حسين






      معبد منحوت فى الصخر شيده "ستاو" حاكم منطقة كوش، وهذا المعبد مخصص لبتاح ورمسيس وحتحور

      هذه المعابد للاسف لم اجد لها صورا علي النت !

      دكه

      كان يطلق عليها الـ "برسلكت" فى العصور القديمة . وهذا المعبد البطلمى كان متواجد بهذا المكان وتم نقله الى منطقة السبوع الجديدة.

      محرقة
      كان يوجد فى هذه المنطقة معبد سيرابيس غير المكتمل.

      وادى السبوع

      ضمت هذه المنطقة معبدين : أولهما تم نقله الى منطقة السبوع الجديدة ( على بعد 4 كيلو مترات جهة الغرب )

      أما المعبد الآخر فقد بناه أمنحوتب الثالث لحورس ولا زال موجوداً فى قاع البحيرة وبعد إتلافه على يد أخناتون قام رمسيس الثانى بإعادة إصلاح هذا المعبد ، وإعادة تقديمه الى الإله آمون.


      عمدا

      وفى منطقة عمدا تم نقل المعبد على بعد 2.5 كيلو متر من مكانه الاصلى .
      وقد قام كل من تحتمس الثالث وأمنحوتب الثانى ببناء معبد آمون رع، ورع - حور - أختى وأقام تحتمس الرابع بهذا المعبد قاعة ذات سقف يرتكز على أعمدة.


      الدر

      فى منطقة الدر تم إعادة تشييد معبد رع - حور - أختي ، وبنى هذا المعبد خصيصاً لرمسيس الثاني.

      عنيبه

      كان يطلق على هذه المنطقة اسم ميام فى العصور القديمة كما كانت المركز الإدارى لمدينة واوات (النوبة السفلي) وضمت هذه المدينة حصناً يعود الى الأسرة الثانية عشرة ، ومعبد حورس فى ميام.

      وقد أحاطت هذه المنطقة جبانات عديدة وتم نقل أحد المقابر من هذه المنطقة الى منطقة عمدا . اما الاثار الآخرى فقد تم تركها وهى الآن غارقة.


      الليسيه

      فى منطقة الليسية وعلى الضفة اليمنى للنيل تم نحت معبد صغير أثناء حكم الملك تحتمس الثالث .
      وقد ضم هذا المكان فى الأصل تماثيل تحتمس الثالث بين تماثيل حورس الخاصة بمنطقة ميام وساتس ، إلا أن هذه التماثيل قد دمرت أثناء فترة العمارنة ثم أعيد ترميمها فى أيام رمسيس الثانى.

      قصر إبريم

      الإشارة هنا الى جزيرة قصر إبريم التى كانت قبل وجود البحيرة جرفاً عالياً يطل على الوادى وقد كانت هذه المنطقة موقعاً إستراتيجيا منذ العصور القديمة وقد يعود حصن قصر إبريم إلى الدولة الوسطى.



      أبو سمبل

      يشتمل هذا الموقع على أثنين من المعابد الكبيرة المنحوتة فى الصخر والتى تم تشييدها فى أيام حكم الملك رمسيس الثاني (الأسرة الـ 19) وعندما هددت مياه بحيرة ناصر المتزايدة

      هذين المعبدين تــقرر نقلهما إلى موقع آخر0 وفى عام 1964 قام فريق دولي يرعاه اليونسكو بإعادة تشييد هذين المعبدين على بعد 210 متر إلى الداخل وعلى ارتفاع 55 متر.

      أبو عودة

      تم تشييد معبد منحوت فى الصخر وتخصيصه لآمون رع وتحوت وقد شيد هذا المعبد في عصر حور محب (الأسرة الـ 18). وقد تم تحريك هذا المعبد وإعادة بناءه فى منطقة أبى سمبل، ويقع المعبد على الضفة الشرقية للنيل.



      أبو سمبل ( معبد رمسيس الثانى)

      تم بناء معبد " أبو سمبل" الكبير بهدف عبادة رع حور آختى ، وآمون ورمسيس الثانى وتم الانتهاء من العمل فى المعبد قبل العام الرابع والثلاثين من حكم رمسيس الثانى فى الموقع الذى كانت توجد فيه مقصورة مكرسة لعبادة حورس فى صورته المحلية وكان يطلق على هذا الموقع تل القرابين
      وتم اختياره بعناية فلكية بالغة بحيث روعى فى التصميم أن تخترق أشعة الشمس أبهاء المعبد مرتين سنوياً (وهى فى شهر فبراير وشهر أكتوبر) لتصل الى أقصى مكان للمعبد وتسقط على تماثيل الآلهة الأربعة الجالسة بقدس الأقداس.

      ومعبد أبو سمبل منحوت فى هضبة من الحجر الرملى ويقع على مسافة مائة وخمسة وسبعون ميلاً تقريباً إلى الجنوب من أسوان.



      ويعد هذا الأثر العظيم الذى شيده رمسيس الثانى الذى حكم حوالى 67 عاماً بمثابة إنذار للقبائل التى تجوب المناطق الواقعة إلى الجنوب من مصر وتحذيراً لها من قوته المطلقة كما كان المعبد تمجيداً لهذا الملك العظيم وأعماله.


      " أبوسمبل "

      المعبد الصغير - معبد نفرتارى

      يقع معبد نفرتارى ـ الملكة الأثيرة لدى رمسيس الثانى ـ إلى الشمال من معبد "أبو سمبل" الكبير بحوالى مائة وعشرين متراً.

      وقد تم بناء هذا المعبد خصيصاً من أجل عبادة حتحور والمعبد منحوت بشكل كامل فى الصخر. ورغم أنه أصغر حجماً من المعبد الكبير إلا أنه لا يقل فخامة وتأثيراً. وإلى الشمال من المعبد نجد نقشاً يشير إلى أن الذى اشرف علي بناء هذه المعابد هو نائب الملك، حاكم كوش ، " المسمى آنى" ويرجع أصله إلى منطقة إهناسيا (عاصمة الإقليم العشرين) بالوجه القبلى ، وقد تم الانتهاء من بناء هذا المعبد فى حياة رمسيس الثانى.





      إنقاذ معابد "أبوسمبل"



      تقرر نقل معابد "أبو سمبل" إلى موقعها الجديد (الحالى) بعد أن هددتها أخطار الغرق بعد ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة ناصر وذلك بعد بناء السد العالى.

      وقام فريق من المهندسين تحت رعاية هيئة اليونسكو بالبدء فى العمل وكان ذلك عام 1964 فتم إنشاء سد عازل حول المعابد لحمايتها من منسوب المياه الآخذ فى الارتفاع وبلغ طول السد أربعمائة ياردة وتم ملء جدار السد بقرابة أربعمائة ألف ياردة مكعبة من الصخور كما تم تركيب المضخات اللازمة للسيطرة على المياه التى تظهر داخل موقع العمل نتيجة لتسربها- ثم تم فك أجزاء المعابد وأعيد تركيبها داخل بناء خرسانى وبنفس الشكل السابق بحيث يصعب اكتشاف عمليات الفك والتركيب.

      ويبعد الموقع الجديد حوالى 210 متراً ويرتفع حوالى 65 متراً عن الموقع القديم.
      وكانت عمليات إعادة التركيب من الدقة الهندسية والفلكية حتى أن أشعة الشمس ظلت تخترق أبهاء المعبد لتصل لأقصى مكان داخل المعبد كما كان الحال منذ آلاف السنين.










      قلاع النوبة




      كان يتم قديماً بناء قلاع هائلة فى المواقع الإستراتيجية على طول النيل لحماية الحدود الجديدة، وإدارة المقاطعة. فكانت تقع القلاع على ضفاف النيل وفى الجزر وكان التصميم المعمارى والبناء ينفذ طبقاً لتضاريس المنطقة.

      لقد عكست التفاصيل الدقيقة المركبة لنظام الدفاع على وجه الخصوص - مستوى عال لفن العمارة العسكرية حيث
      تضمن العديد من العناصر التى لم يعرف لها مثيل حتى العصور الوسطى وقد ظهر ذلك فى الأسوار العالية والمتاريس والخنادق والأبراج والبوابات الهائلة الحصينة والمزودة بجسر متحرك.



      وكانت تضم من الداخل جزءاً خاصاً بالإداريين ومخازن وثكنات ومحلات، ومعابد صغيرة خصصت لعبادة الآلهة المصرية ويشير نظام
      الدفاع فى القلاع الكبيرة مثل قلعة بوهن إلى أنها صممت لصد الهجوم من ناحيتى الصحراء والجنوب على حد سواء وبالطبع كانت تزود تلك القلاع بالحاميات المكونة من الجنود المصريين الذين يصل عددهم إلى الألف فى المنشآت العسكرية الكبيرة مثل بوهن وكانت تلك الحاميات تتزود بما يلزمها من ضروريات الحياة عن طريق النهر.




      أما التركيز الرئيسى للمنشآت العسكرية فقد كان فى منطقة سمنه، فقد جعل الضيق والتكوين الصخرى للنيل من تلك المنطقة نقطة دفاعية سهلة مما دفع سنوسرت الثالث إلى تحويلها إلى حاجز منيع فأقام قلعتين على المنحدر الصخرى فى سمنة وقمه

      كما أقام قلعة أخرى إلى الشمال منها مباشرة فى جزيرة أورونارتى وربما أقام أيضاً سداً صخرياً هائلاً عبر النهر تاركا قناة واحدة ضيقة لعبور المراكب.

      كان الدور الذى تقوم به تلك القلاع ذا جانب اقتصادى بالإضافة إلى الجانب الدفاعى، فهى تتحكم فى كل من التجارة وحركة السير فى اتجاه الشمال ليس فقط من ناحية النهر ولكن أيضاً عبر الطرق الصحراوية.



      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-05-10, 05:09 PM.

      تعليق


      • #4
        موضوع رائع تستحق عليه كل تقدير
        مشكور يا اخى

        قال إبن القيم
        ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

        تعليق

        يعمل...
        X