إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مصاصي الدماء..أسطورة أم حقيقة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصاصي الدماء..أسطورة أم حقيقة ؟

    ..(الجزء الأول)
    مصاصي الدماء..
    أسطورة أم حقيقة ؟





    مصاص الدماء

    مجرد سماعنا لتلك الكلمة ..مؤكد اننا نرى امامنا صوراً لدماء..أنياب..رجلا يتحول ليلا إلى خفاش..عباءة سوداء..صليب..مياه مقدسة..وتد خشبي ..توابيت..وبالطبع بعض الثوم )

    مصاص الدماء شخصية إحتلت الجانب اللأكبر في أساطير الشعوب وخيال الأدباء ..

    فنحن الآن نعيش في عصر التكنولوجيا والعلم ..ولكن الكثيرون يبدون مهوسيين بروايات وأفلام مصاصي الدماء منذ فترة طويلة ..
    وقصة مصاص الدماء مازلت تنمو في شعبيتها وأخذت تطور شيئاً فشيئاً حتى وقتنا الحالي.!


    ولكن ما سبب هذا الهوس بها؟

    ثقافة مصاصي الدماء تتناقض تماما مع العصر الحديث وهذا التقدم العلمي الذي نعيشه حاليا ..!

    ولكن بالرغم من ذلك ...نجد متعة كبيرة في ترك هذا العالم العلمي والغوص في اعماق الماضي البعيد والغامض ..ونقحم أنفسنا في الاساطير الاوربية والشعبية القديمة ..لنخرج بطلا نائم في تابوته منذ مئات السنين !

    ما هي صفاتهم ؟؟

    مصاصي الدماء يوصفون غالباً على انهم كائنات بغيضة كريهة الرائحة كالجثث,تبدو كطفيليات تعيش على دماء عوائلها ..
    عبارة عن جثة يُعتقد أنها تعود للحياة ليلاً لتمتص دماء الناس.

    وتروي الأساطير أن مصاص الدماء يتحصل على احتياجه من الدم الجيد بعض ثقب رقبة ضحاياه النائمين. يفقد الضحايا القوة ويموتون ليصبحوا هم أنفسهم مصاصي دماء.
    و لديهن قدرات خيالية تفوق قدرات البشر ,كالطيران والإختفاء,السرعة والقوة ,والتخاطر وقراءة الأفكار ..وغيرها ..


    وكذلك فإن جميع مصاصو الدماء لهم أنياب طويلة كما ذكر في أغلب الحكايات الفلكلورية ،وتظهر عندما يمصون الدم وأظافر طويلة ويميل لون بشرتهم إلى الأبيض الشديد لانهم أموات بطبيعة الحال.يميل لون أعينهم إلى الرمادي


    وتظهر بعض القصص الشعبية أن مصاصات الدماء كن مخنثات, وبعض مصاصي الدماء لا يحبون الشمس وبعضهم لا يستيطع المكوث بها. مصاصو الدماء لهم القدرة على Mind controling التحكم بالعقول، يتحكمون ويتلاعبون بعقول البشر وبأمكانهم جعلهم يفعلون ما يريدون لهم مصاصو الدماء


    وبوسعهم تحويل البشر إلى مصاصي دماء مثلهم عبر عضهم على الرقبة ثم شق رسغ مصاص الدماء وجعل المرء يشرب دمه، بذلك يتحول إلى مصاص دماء بعد الوفاة.


    يتغذى مصاصو الدماء على الدماء، وهناك أنواع من الدماء منها الدماء النقية وهي عبارة عن دماء من مصاص دماء آخر أبواه مصاصين للدماء أو دماء غير نقية وتكون من أنسان أو من مصاص دماء أحد أبواه مصاص دماء أو يكن قد عض من قبل مصاص دماء وهذه المعلومات مستقاة من الحكايات الفلكلورية والشعبية.


    ما أصل الحكاية ؟؟

    بالطبع معظمنا يعرف ان أصل قصة (دراكولا ) المشهور..هو رواية للكاتب ( برام ستوكر) في عام 1897م ..


    وقد بنى الكاتب شخصية دراكيولا على شخص حقيقي هو أمير والاشيا القاسي والتي حولت مصاص الدماء القديم الطفيلي القذر إلى شخصية خارقة الذكاء ,شرير إلى حد ما ..فالكونت(دراكولا) كان يقيم في قلعة ويتمتع بسلطات غير




    محدودة وقدرات تفوق قدرات البشر وكذلك ثروة مادية ,فهو عبقري وغامض وتقريبا ..خالد!!


    ومع ذلك فنجد أن مصاص الدماء حسب الروايات هو البطل التراجيدي صاحب اللعنة الأبدية المشهورة ,فهو سريع الزوال تحت ضوء الشمس فلا يخرج بالنهار ,وكذلك يموت عن طريق غرس الأوتاد الخشبيه بقلبه ..

    وعلى الرغم من وسامته الخالدة فنجده وحيداً لا يستطيع أن يجرب تجربة الحب والرفقة الحقيقية مع إمرأة بشرية ..!


    أصل دراكولا في التاريخ
    بعيدا عن الروايات وعن قصة (برام ستوكر ) المشهورة ..
    تعالوا نبحث عن أصل هذا الكائن في التاريخ القديم .. فبالطبع سمع معظمنا عن (الكونت فلاد تيبيس)



    الكونت فلاد دراكولا


    الكونت فلاد دراكولا او فلاد تيبيس كان أميراً لمقاطعة والاشيا القريبة من البلقان التي تقع حالياً ضمن أراضي رومانيا لثلاث فترات في 1448، 1456-1462، و1476
    كان يحكم منطقة ولاشيا بالبلقان في القرن الخامس عشر. وفي هذه الفترة كانت الحرب مستعرة مع الأتراك وقد أنشأ ملك المجر سيجيسموند جماعة سرية تتخذ لها رمز التنين (دراك في الرومانية) هكذا فإن اسم (فلاد التنين) كان هو (فلاد دراكولا) ،و كانت الحرب مستمرة بين الأمراء المسيحيين وبعضهم، وبينهم الأتراك الزاحفين بقوة، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.



    قصر فلاد دراكولا في رومانيا


    وبعد السيطرة على ولاشيا بدأ عهد الرعب الذي اشتهر به، خاصة أن الإعدام بالخازوق هو أبشع أساليب الموت، والخازوق هو عبارة عن رمح يدق في مؤخرة الشخص حتى يخرج من رقبته، وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورا، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم.وقد ضمن ولاء سكان ولاشيا وفرض نفسه كقوة مطلقة بقتل أكثر من مئة ألف من السكان بالخازوق حتى باتت ولاشيا عبارة عن مقبرة ومستنقع الموت ،حيث كانت هذه متعته الشخصية والدماء تنسال من المخزوقين وهم أحياء لتملئ الوعاء وليغمس قطعة الخبز ويأكلها. وكان يضع الخوازيق لإرعاب اعدائه خارج المدن التي يهاجمها وارتفاع الخازوق يحدد مكانة الضحية، وقد أحس السلطان محمد الثاني بفظاعة المخوزق عندما وجد الجثث لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج حدود ولاشيا عندما وصلها بالجيش، لكن نجح السلطان محمد الفاتح في الانتصار وهرب فلاد إلى المجر. وكانت تلك بداية انتهاء عهد الرعب الذي نشره فلاد حيث لم يكتفي بالخوازيق بل كان أيضا يقطع الآذان والانوف والحرق والشي والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس..


    وفاته..


    بالنسبة للكنيسة كان فلاد بطل قومي وقد لقي تأيد من البابا لمحاربته الأتراك وقوف دون انتشار الإسلام وامتداده واستطاع حماية دولته وحماية المسيحية من زحف العثمانيين الكاسح، إلا أن الأتراك نجحوا في النهاية في غزو ولاشيا وقد انتحرت زوجته بأن رمت نفسها من القلعة إلى مياه نهر أرجيس بدلا من الاستسلام للأتراك، ووقع هو في الأسر ويقال أنه كان يقضي وقته في السجن بأن يسلخ الحيوانات حية أو يضع الطيور على خوازيق، وفي النهاية لقى نهايته على يد قتلة قد أرسلهم الشاه وقد قطع رأسه ووضع في العسل ليحفظ وجه على حاله وأرسل إلى الشاه ليكون دليل موته، وقد وضع جسده على خازوق ليكن عبرة بعد ما أستعمل هذه طريقة الخازوق نفسها لإرهاب شعبه في ديسمبر 1476.


    هذا كان ملخص لشخصية وحياة الكونت (فلاد دراكولا)الذي اعتبره الكثيرون جد مصاصي الدماء !


    هل صدق الناس حكايات مصاصي الدماء؟



    نسجت قصص حول مخلوقات مشابهة لمصاصي الدماء في أنحاء متفرقة من العالم. لكن معظم روايات مصاصي الدماء بدأت في أوروبا الشرقية ودول البلقان مثل ألبانيا واليونان والمجر ورومانيا. وهناك اعتقادات خُرافية كثيرة عن مصاصي الدماء، إذ يُعتقد أن الناس الذين يموتون انتحارًا أو بطريقة قاسية أو الذين أدانتهم الكنيسة يصبحون مصاصي دماء. ويُنسب للأساطير الشعبية أنه يمكن القضاء على مصاص الدماء بخرق قلبه بوساطة وتد خشبي. وقد نبش بعض الناس في أوروبا في نهاية القرن السابع عشر الميلادي وحتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي القبور بحثاً عن مصاصي الدماء.

    وقد سجلت في عدة ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم تواجد بشكل ما لشخصيات مشابهة لمصاصي الدماء

    ووفقاً لتكهنات المؤرخ الأدبي براين فورست فان في مصاصي الدماء والعفاريت الماصة للدماء هي "قديمة قدم الإنسان نفسه وربما تعود إلى عصور ما قبل التاريخ"...!




    وإلى هنا كي لا اطيل عليكم ..أنتهينا من الجزء الأول من هذا الموضوع ..وكان عبارة عن مقدمة عن مصاصي الدماء

    في الجزء الثاني بمشيئة الله سنقرأ عن الحوادث الموثقة تاريخيا عند بعض القرى في اوروبا وغيرها والتي نسبوها إلى مصاصي الدماء..وأشياء أخرى مثيرة ربما لم تقرأوها من قبل !


    يتبع بإذن الله..








  • #2

    مصاصي الدماء..أسطورة أم حقيقة ؟

    (الجزء الثانى)









    مصاصي الدماء لم يتم رؤيتهم رؤية حقيقية ولكن بعض الناس تاكدوا من وجودهم عن طريق بعض الأدلة..مثل:



    1- حوادث القتل الغريبة لبعض المواطنين مع وجود آثار للعض او الثقب في الرقبة


    2- قتل الماشية في المزارع والحظائر بطريقة غريبة


    3-وجود مرض له نفس الأعراض التي تظهر على مصاصي الدماء من شحوب الجلد والهزال البدني كما في اعراض مرض (السل) الذي كان منتشر في اوروبا في القرن التاسع عشر وكذلك في الولايات المتحدة.

    وعندما كان الناس يشكون بوجود مصاص الدماء في قريتهم ,يرسلون إلى صائدي مصاص الدماء وكذلك رجل دين
    وكان العلاج الوحيد بالطبع هو العثور على قبر الجثة التي يشتبه أنها تتحول إلى مصاص دماء ثم حفر القبر وقطع الرأس وغرس وتد خشبي في قلب الجثة!



    ومن الصفات التي يتأكدوا بها من أن الجثة لمصاص دماء هي: الأظافر الطويلة, حمرة الشفاه والخدين والأصابع,والدماء المتبقية على الشفاه و القلب عند غرس وتد فيه .

    وفي الواقع هناك العديد من الوثائق التاريخية الموثقة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال القرن الـ 19 التي تشكف وجود حالات من مصاصي الدماء !

    وسأقدم لكم حالة في آواخر القرن الـ 19 في أوروبا..في الوقت الذي انتشر به مرض السل !

    القصة الاولى "MERCY BROWN"

    القصة عن فتاه بعمر 19 سنة كان اسمها "mercy brown" من إكستر -رود ايلاند..
    وتوفيت في يناير 1892-17 يناير

    عائلة بروان كانت تعمل في الزراعة وكالتي كانت يعتمد عليها اغلب مجتمعهم في ذلك الوقت


    "mercy" توفيت نتيجة اصابتها بمرض السل والذي كان قد قتل والدتها وأختها من قبل ,وكان اخاها قد اصيب به
    والطب في هذا الوقت لم يقدم اي علاج لهذا المرض

    ولكن والد "mercy" لم يرد أن يفقد أبنه الأخير الباقي من عائلته التي ماتت كلها


    ..وكان والد "mercy" واهالي المنطقة قد آمنوا بان الموت يهددهم جميعا وأرجعوا كل هذا إلى مصاصي الدماء وأن الذين ماتوا تحولوا لمصاصي دماء يعودون ليلا للأحياء من أقاربهم وعائلاتهم ليقتلوهم ويحولوهم لمصاصي دماء


    لم يجد والدها خيار آخر سوى نبش قبر ابنته المتوفاه حديثا ..لإنقاذ أبنه

    وكانت جثة "mercy" موضوعة مؤقتا في سرداب فوق الأرض خلف الكنيسة المعمدانية في مقبرة(هيل) لأن الأرض في ذلك الوقت كانت متجمدة وتعذر عليهم الدفن ..فإنتظروا الدفن للربيع !

    أراد والد "mercy" أن ينبش قبور ابنته الاخرى وزوجته للتأكد هل هم من مصاصي الدماء أم لا ؟ ولكنهم وجدوا الجثث متحللة دليلا على انهما لم يكونا من مصاصي الدماء

    في 17 مارس 1892 ذهب والد "mercy" ومجموعة من الجيران إلى المقبرة لرؤية جثة إبنته "mercy" ولكنهم شاهدوا شيئاً مثيراً للريبة
    فقد وجدوا جثة إبنته محفوظة كما هي تماما وكأنها حية ,كانت بشرتها سليمة,أظافرها قد نمت من جديد ,وكذلك شعرها كان قد نمى,وإكتشفوا أن قلبها والأجهزة الأخرى في جسمها مليئة بالدم السائل!
    كانت كل هذه العلامات دليلا على ان "mercy" مصاصة دماء, ولذلك لم يبقى أمامهم خيار غير قتلها!

    ولذلك قاموا بإستخراج قلبها ثم قاموا بحرقه,وأخذوا الرماد وجعلوه كسائل ليشربه أخاها المرض ,فقد كان في إعتقادهم أن رماد قلب مصاصي الدماء يشفي المرض من عائلته !
    ولكن هذا لم ينفع بالطبع فقد توفى اخاها بعد شهرين ..!





    الكنيسة التي وقعت في باحتها قصة mercy

    ولكن !
    يقول البعض أنه إذا قمت بزيارة قبر "mercy" في الليل , يمكنك ان تراها في صورة متوهجة عند قبرها , أو صورة لشبحها في شكل الانسان
    ومازالت بعض السيارات أثناء مرورها بالمقبرة ليلا يرونها بعد فترة طويلة من وفاتها .. وأسطورة "mercy" مازالت تخيم على الناس هناك في - نيو انجلاند


    قبر mercy




    القصة الثانية ..(Arnold Boal)


    ربما لم تسمع عن ارنولد باول المشهور كمصاص دماء حيث ظهر في العام 1700 في صربيا
    ويذكر انه لا يزال يظهر في المناطق الصربية اليوم .
    وكثير من الناس في هذه المنطقة مازالوا يعتقدون أنه كان مصاص دماء ومازال على قيد الحياه حتى الآن..!

    ظهرت قصة "أرنولد باول " في قرية صربية من meduegna خلال الفترة من 1727-1728م

    وكان أرنولد جندي يخدم في الجيش النمساوي ,وقد عاد إلى قريته في عام 1727م
    ولكن قبل وصوله إلى المنزل قال أنه تعرض للهجوم والعض من مصاص دماء في اليونان وكان قادراً على قتله !

    وبعد وصوله إلى منزله .لاحظ أهل القرية ان أرنولد كان به شيئاً غريبا ! وكان يستيقظ كل ساعات الليل

    ولم يمر الكثير منذ عودته حتى وجدوه صريعا بعد أن سقط تحت عربة القش ,ووجدوا رأسه مفتوحا ومات على الفور .

    ودُفن أرنولد في مقابر القرية ..


    ولكن أفاد سكان القرية بأنهم شاهدوا أرنولد بعد موته وهو يتجول ليلا في القرية وما حولها ّ
    ويُقال بأنه ذهب إلى عدد من منازل القرية , ولكن سكان المنازل لم يسمحوا بدخوله (لا يستطيع مصاص الدماء الدخول إلى منزل دون دعوته من صاحب المنزل)


    وفي أثناء ذلك تم العثور على شخصين قد ماتا في منازلهما في القرية مع علامات للثقب في جناجرهم,وقد أحرق أهل القرية الجثتين منعاً لتحولهما إلى مصاصي دماء!

    وبعد 40 يوماً من دفن أرنولد جاءت قوات من الجيش من بلغراد ,وقامت بحفر قبر أرنولد بناءاً على طلب شيوخ القرية.

    ويُقال أنه عند فتح تابوت أرنولد , ودوا الجثة مازالت جديدة تماما ,ولم يكن هناك أي أثر للتحلل إطلاقاً..!


    وقد وجودوا ان الأظافر القديمة قد سقطت ونمت مكانها أظافر جديدة, وكذلك الجلد القديم سفط ونمى مكانه جلد جديد بدلاً من القديم!
    وأيضا كان هناك آثار للدم الذي يبدو طازجاً على لسانه!

    فقاموا بقطع رأسه وأحرقوه حتى الرماد وألقوه في النهر..!

    ولكن لم ينتهي الأمر عند ذلك !


    فبعد أن عاد كل شيء إلى الهدوء في هذه القرية حتى العام 1732


    انطلقا موجة أخر من الوفيات الغامضة التي نسبها السكان إلى مصاصي الدماء, وأستمروا في نبش القبور وصيد المشتبه بهم من مصاصي الدماء !


    ومازالت الحكومه هنك تعلم بالأمر وتتستر على هذا الوضع.!
    ومازالت حالات القتل وإختفاء الجثث وقتل الأبقار والماشية غامضاً في تلك القرية ,وينسبع السكان إلى "أرنولد" الذي يعتقدون أنه مازال على قيد الحياه, وكذلك بقية مصاصي الدماء

    القصة الثالثة ..(آلـ فورت)

    بينما كان هناك العديد من القصص عن مصاصي الدماء في اوروبا وفي منطقة الكاريبي..كانت هناك قصة من أكثر القصص الموثقة في تلك الفترة من عام 1789-1788 حول منطقة N.C-DILLSBORO-جنوب كالورينا ( وهي ولاية عاصمتها مدينة كولومبيا)
    البلدة التي حدثت فيها أحداث تلك القصة

    في ربيع 1788 وصلت عائلة ALFORT إلى تلك المنطقة الجبلية الصغيرة من جنوب كالورينا ,وكانت الشائعات تقول أنهم منحدورن من سلالة الملوك.
    وقد اشتروا أراضي بجانب النهر وقاموا ببناء منزل كبير في تلك المنطقة ..

    وقد افتتح مستر ALFORT مكتبا للأطباء والصيادلة أمام الجزء الأمامي من المنزل


    في البداية.. كان الناس سعداء بهذا العمل ,لاسيما عندما وصل طبيب جديد إلى المكتب..

    ولكن لم يستمر هذا الوضع كثيرا .. فسرعان ما توفي شخصان مختلفان كانا يتعالجا من مرض النقرس عند هذا الطبيب الجديد!
    وكانا هذان الرجلان محبوبان جدا في مجتمعه ,ولهذا غضب الكثير من الناس.


    ولكن في خلال بضعة أشهر أستطاع الوزير أن يعيد الهدوء ألى الناس ,وأصبح كل شيء على ما يرام

    ولكن أيضا هذه الاحوال لم تدم طويلا..
    فقد تم العثور على طفلة الوزير مقتولة في سريرها مع آثار ثقب في حلقها !

    وقالت زوجة الوزير انها شاهدت شكل الظلام يحوم حول إبنتها في تلك الليلة وقد صرخت عندما شاهدت ذلك ولكن كان قد فات الآوان..وماتت إبنتها.

    هذه الواقعة قد أثارت الناس كالعاصفة .فخرجوا غاضبين للمطالبة بالقصاص من مصاصي الدماء.

    فذهب الرجال إلى كل مكان للبحث ولكن لم يجدوا شيئاً, ولكن مع ذلك شاهد بعض الناس خفاش أسود كبير يطير فوق رؤوسهم!

    وبعد بضعة ليالي ركض صبي صغير إلى منزل أجداده أعلى التل وهو في حالة من الذعر والرعب ,فقد اخبر جده أن هناك شيء يهاجم أباه وأمه في منزلهم!
    فاستدعى الجد رجال آخرين من القرية وركضوا إلى منزل إبنه ,ليجدوا إبنه وزوجته وأحفاده الأطفال من سن 3 إلى 9 سنوات قد لقوا حتفهم مع وجود جروح في أعناقهم

    فأصبحت المنطقة على الفور في ضجة كبيرة ,وجاء الجنود الذين فتشوا كل من في القرية..

    ولكن بحلول فبراير 1789 سمُعت في المساء صرخات عالية ,وعندما وصل الرجال إلى مصدر الصراخ وجدوا شكل أسود على هيئة إنسان يجري خارجا من إحدى المنازل في القرية..! وقد إختفى أسفل التل إلى بيت ALFORT !!!

    فأسرع الرجال إلى المنزل الذي جاء منه الصراخ ليعثروا على زوجين شابين مقتولين مع وجود آثار للعض في حناجرهم!


    ولكنهم قد شاهدوا هذا المخلوق وهو يهرب إلى بيت ALFORT ولهذا فذهبوا جميها للبحث عنه في منزل AL FORT
    ولكن مستر ALFOER رفض دخولهم إلى المنزل , فما كان من رجال القرية إلا أن قبضوا عليه وربطوه إلى شجرة .

    وعندما دخلوا إلى البيت وجدوا بعض الأشياء الغريبة


    فقد كانت غرف النوم في الطابق العلوي بكل منها سرير وكان من الواضح أن لا أحد ينام فيها

    ولكنهم وجدوا الأكثر رعبا وغرابة !

    فقد وجدوا في الطابق السفلي من المنزل ثلاثة توابيت , ووجدوا زوجة السيد AL FORT نائمة في أحدى هذه التوابيت وهي ترتدي فستان أسود ..وكانت على قيد الحياه ..! وعندما أخرجوها بالقوة من التابوت أخذت تسبهم وتلعنهم!

    في وقت لاحق من تلك الليلة أعلن (شريف القرية) والوزير لأهالي القرية أن ALFORT وابنهما كانوا مصاصي دماء!

    وتم وضعهم داخل المنزل وبعدها قام الأهالي بإحراق المنزل بالكامل..!

    ولكن !
    جثث الزوجين وابنهما البالغ من العمر 15 عاماً لم يتم العثور عليها أبداً..ولم يراهم أحد بعد ذلك !

    ولم يعد هناك هجمات مثل تلك في هذه المنطقة بعد ذلك .. ولكن مازالت هذه القصة تحمل الكثير من الغموض والكثير من الأسئلة!

    هناك الكثير من القصص الأخرى المماثلة حدثت في أماكن مختلفة من اوروبا وغيرها ..
    وهناك حالات قتل حديثة أيضا تتشابه كثيرا من حيث تفاصيلها بتلك الحالات التي سبق وذكرناها ..من مص لدماء الضحية ووجود ثقب في حنجرتها ..ولكننا لا نستطيع أن نتأكد في عصرنا الحديث هذا أن الفاعل هو مصاص دماء لإعتبار معظم الناس أن الأمر مجرد أسطورة!


    إلى اللقاء

    تعليق


    • #3

      ..(الجزء الثالث)


      مصاص الدماء في العلم والأدب



      في الاجزاء السابقة عرضنا أصل أسطورة مصاصي الدماء,وكذلك بعض القصص المشهورة في أوروبا ..والتي يصدق كثير من الناس أن أصحابها كانوا مصاصي دماء حقا..!

      سنربط الآن الاسطورة ببعض العلم ..ربما نصل إلى جزء من الحقيقة..

      الأمراض..وظاهرة مصاصي الدماء


      فكما اخبرتكم في الجزء السابق أن الحالات التي تكلمنا عنها مثل حالة (mercy brown) كانت في زمن انتشر به وباء السل
      الذي قضى على أعداد كبيرة من سكان اوروبا والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر ..وكان الناس يؤمنون أن الذين يموتون بمرض السل يتحولون إلى مصاصي دماء , ولهذا فكانوا يستخرجون الجثث ويفصلوا الرأس عن الجسد أحيانا ويستخرجوا القلب ويحرقوه !

      ولكن قبل ذلك تعالوا نتعرف على أعراض مرض السل ..

      أعراض مرض السل:

      تضاءل وتورم العينين,الهزال البدني,السعال,انخفاض درجة الحرارة,شحوب الوجه,الحساسية من ضوء الشمس,أرق بالليل,تدفق الدم من الفم

      ولهذا فليس من الغريب ابدا أن يشتبه الناس في مصابي مرض السل على أنهم مصاصي دماء
      فتلك الاعراض تنطبق على مواصفات مصاصي الدماء!


      هناك ايضاً مرض آخر تتشابه أعراضه كثيرا مع الصفات التي تظهر على مصاص الدماء ..

      مرض البورفيريا

      مرض البورفيريا وهذا المرض هو مرض وراثي ولكنه نادر جدا وهو ببساطة ينتج عن خلل في عمل الانزيمات الخاصة بتحويل مادة البورفيرين إلى مادة الهيموجلوبين في الدم المسئولة عن نقل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم
      وينتج عن ذلك الخلل في الانزيمات نقص مادة الهيموجلوبين وتراكم ماده البورفيرين التي تؤدى إلى تقرحات وتاكل في الجلد إذا تعرض الإنسان إلى ضوء الشمس
      وأيضا تقلص في عضلات الفم والشفاه مما يؤدي إلى ظهور الانياب بشكل أكبر من الطبيعي. ومن الاعراض أيضا الحساسية من الثوم لان الثوم يحفز إنتاج مادة الهيموجلوبين ولذلك فان الثوم يزيد من حدة أعراض المرض.

      و لذلك نرى أن مريض البورفيريا يحتاج إلى مادة الهيموجلوبين التي يستطيع أن يحصل عليها من مص أو شرب الدماء الطازجة لتعويض هذا النقص في مادة الهيموجلوبين. ولكن في النهاية أحب أن أقول الحمد لله أن هذا المرض وراثي ونادر جدا



      ولكن مع ذلك ..تبقى بعض التساؤلات..

      فكل ما سبق لا يفسر ابداً ..وجود دماء طازجة على شفاة الميت..وكذلك وجود دم كثير يسري في جسد وأعضاء الميت بعد دفنه بفترة..

      وهذا أيضا لا يفسره ابداً وجود الجثة في حالة جيدة جداً بعد دفنها بعدة أيام..وكذلك نمو الشعر والأظافر..!ولا المشاهدات الكثيرة لإناس

      ماتوا وعادوا ليلا يتجولون في القرى ويطرقون أبواب المنازل!



      نعود مرة اخرى إلى عالم مصاصي الدماء

      بالطبع مع انتشار هذه الظاهرة في كثير من البلاد في تلك الفترة , كان لابد من الحاجة إلى صياد وقاتل لتلك الكائنات

      فانتشرت أيضا بين الناس حكايات "صياد مصاصي الدماء"


      صياد مصاصي الدماء "vampire hunter"





      صيادي مصاصي الدماء يتواجدون في الخيال الشعبي والثقافة الشعبية عند كثير من البلدان .ولكنها كانت مهنة معترف بها في الزمن القديم وخصوصا في صربيا واليونان وبلغاريا ورومانيا

      يظهر صياد مصاصي الدماء غالباً على انه البطل الغامض الساعي للثأر من مصاصي الدماء ,متطرف وغريب الاطوار,منتقم ,وحيد,وأحيانا يعمل من أجل الربح, وقد يكون ورث عمل صيد مصاصي الدماء من الأسرة .

      وصائد مصاصي الدماء فضلا عن كونه على دراية بطبيعة مصاصي الدماء ,فغالبا ما يكونوا ايضا مسلحين بمزيج من الأسلحة .التي يتم تصميمها للتغلب على نقاط ضعف مصاصي الدماء .

      تشمل هذه الاسلحة ..الاسلحة النارية ,الطلقات الفضية,الرموز الدينية المناسبة,الخشب,النار,المياة المقدسة.





      اغلب صيادي مصاصي الدماء يعملون بمفردهم وبشكل سري.

      والمثال الأكثر شهرة على نطاق واسع هو "إبراهام فان هيلسنغ"من قصة دراكولا المشهورة .
      وهناك شخصيات اخرى حديثة ظهرت في الروايات مثل "بافي" قاتلة مصاصي الدماء ..

      مصاص الدماء في الأدب والسينما..

      ربما مصاص الدماء هو من أكثر الشخصيات التي أصبحت حقيقية من خلال الأدب ..ولم تبقى في ذهن القاريء أو المشاهد كأي شخصية عادية في كتاب ,بل اصبحت شخصية حقيقية متاكد الكثيرون من وجودها..

      واستغل مخرجي السينما والتليفزيون هذا الأمر لينسجوا شبكة كبيرة من الأفلام والمسلسلات التي ترجمت روايات عدة عن مصاصي الدماء.

      فسنجد بالطبع أفلام كثيرة خاصة بالكونت المشهور الغامض"دراكولا" لعل من أشهرها ..


      فيلم "Dracula 1992" وايضا بعنوان"الحب لا يموت"
      عن
      رواية الكاتب "برام ستوكر"





      الفيلم يبدأ برجوع للزمن لفترة الحروب العثمانية مع أوروبا وكيف أن فلاد الولاشى (جارى أولدمان ) هو الوحيد الذى استطاع أن يصد الزحف العثمانى على بلاده.
      ولكن يرجع الأمير فلاد ليجد ان زوجته إليزابيثا (وينونا رايدر) قد انتحرت حزناً عليه من جراء اشاعة عن موته وبالتالى لا تقبل الكنيسة الصلاة عليها ليخرج منه فى لحظة غضبه كلمات لتغضب الاله ويوهب روحه للشيطان مما يجعله يعيش باقى عمره غير ميت وليس بحى يتغذى على امتصاص وشرب دماء الكائنات الأخرى ويصبح دراكولا وهو اسم مرادف فى اللغة الرومانية للشيطانى .

      ويسير الزمن بنا لمئات السنوات حتى نصل للقرن التاسع عشر وفى رحلة لسمسار العقارات جوناثان هاركر (كيانو ريفز) من إنجلترا إلى ترانسفانيا من أجل الإتفاق على بيع مقاطعة فى إنجلترا للكونت دراكولا .

      إلى هنا يسير الفيلم بنمط القصة الأصلية له ونمط الأبطال الذين لا يعرفون ما هم مقدمون عليه...






      ولكن سيتغير رأيك إطلاقا عندما ترى شخصية الكونت دراكولا فلا تعرف ما هو هل هو إنسان أم وحش أم مسخ ما هو بالتحديد؟؟؟مجرد رؤياه ستبعث فى عروقك الرهبة مع قليل من الخوف والحيرة ربما لأنك رأيت فيه شيئا مختلفاً عما رأتيه من أفلام دراكولا من قبل .

      ليجد جوناثان هاركر نفسه محبوساً فى قصر دراكولا بصبحة عرائس دراكولا الشيطانيات من أجل عدم قدرته على الهرب و من اجل أن يسافر دراكولا إلى إنجلترا ليقابل خطيبة جوناثان هاركر مينا (وينونا رايدر ) التى هى نفسها جبيبه السابقة إليزابيثا ولكن فى عصر أخر (مبدأ تناسخ الأرواح ).

      فى نفس الوقت تحدث أمور غريبة لصديقة مينا لوسى التى يحدث لها أحداث غريبة مما يؤدى بخطيبها للإستعانة بالدكتور فان هيلسينج (أنتونى هوبكنز ) من أجل كشف الغموض .

      رواية "Interview with the Vampire"




      في رواية الكاتبة "آن رايس" "مقابلة مع مصاص دماء"

      القصة عن صحفي يدعي دانييل مالوي يجري لقاء صحافيا مع لويس (براد بيت)يدعي أنه كان مصاص دماء ويحكي قصص عن ماضيه.

      لكن نجد ان شخصية مصاص الدماء قد اختلفت عن النط الذي تعودنا عليه في بعض الاعمال الادبية الحديثة
      فنجد مثلا في


      سلسلة twilight للكاتبة "ستيفاني ماير"





      تغيرت شخصية مصاصي الدماء التي عهدناها في السنوات الماضية من افلام دراكولا
      فظهرت في هذه السلسلة صفات لمصاصي الدماء مثل الوسامة,والطيبة,عدم الرضى عن كونهم مصاصي دماء,عدم تناول دماء البشر أبداً,فنجدهم يعبشون على دماء الحيوانات البرية كالاسود والدببة,وكذلك أجسادهم لا تحترق تحت أشعة الشمس ولكنها تتلالأ في شكل جميل , لا ينامون أبدا ,وليس لديهم بالطبع توابيت,ولا عباءات سوداء,لا يموتون بالوتد الخشبي ولا بالمياه المقدسه,ولا يخافون من الصليب !
      وظهر في هذة الرواية ايضا الطابع الرومانسي ,فرأينا مصاص الدماء في دور العاشق المتيم بمحبوبته البشرية!

      رواية "the vampire diares"





      تتشابه كثيراً رواية"يوميات مصاص الدماء"من حيث صفات مصاصي الدماء فيها بشخصيات سلسلة"تويلايت" فنجد الأبطال يتميزون بالوسامة,الإنسانية والطيبة,الرومانسية,بعضهم لا يشرب دماء البشر,لا يموتون في ضوء الشمس باستخدام بعض التعويذات الخاصة كالخواتم السحرية..!


      ولكن لماذا يقبل الشباب والمراهقين على روايات وافلام مصاصي الدماء ..؟

      ربما لعدة أسباب منها..

      1- جاذبية مصاصي الدماء.

      2- لديهم قدرات فوق بشرية وخارقة مثل القدرة على الطيران والزحف حتى خلال المساحات الضيقة.

      3- يمكنهم إستخدام السيطرة على العقل والتخاطر مع البشر للحصول على ما يريدون.

      4- أنهم مصدر إلهام للخوف والعبث معهم نتائجه وخيمة.

      5- يمكنهم إستخدام قوتهم للتغلب على الكائنات المفترسة الاخرى وكذلك بعض المخلوقات المشابهة لهم مثل المستذئبين

      6- مصاصي الدماء بدأوا في تكوين علاقات طيبة مع البشر ,فقد تغيرت مؤخراً نظرة الكثيرين عن مصاصي الدماء التي كانت في الماضي.



      وأخيرا..

      على الرغم من كل هذا ..مازال رمزاً للرعب والخوف والغموض..
      مازال مصاص الدماء شخصية فريدة من نوعها ..لها عالمها الخاص..

      فإحذر
      ..من الذين يطرقون باب منزلك ليلا..فإن كان هو..فلا تدعوه إلى الدخول
      فبالطبع لا تريد ..أن يكون أحدهم من المدعوين على قائمة عشاءك أبداً..!


      تعليق


      • #4
        موضوع جميل ... تسلم يا اخى

        قال إبن القيم
        ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

        تعليق


        • #5
          موضوع جميل ويستحق القراءه وفي التفصيل العلمي المحنك
          جزاك الله الجنة اخي

          تعليق


          • #6
            (الجزء الرابع )

            ملخص كتاب : مصاصو الدماء تحت ستار العاطفة

            للدكتور ألبرت جيه بيرنستين


            تلخيص : الدكتورة د / مها هاشم

            من أفضل الكتب "مصاصو الدماء تحت ستار العاطفة" يكشف هذا النوع من الناس و يحصنك ضدهم بحيث لا تبقى لهم حيلة معك

            لا يتحدث عن مصاصي الدماء الكائنات الخيالية بل عن شخصيات الناس من الواقع الذين يستنزفونك لمصلحتهم البحتة متغاضين عن الأضرار التي قد تلحق بك ...

            ان أطفال الليل هؤلاء ما هم الا أشخاص عاديون يريدون استخدامك كوسيلة لاشباع حاجاتهم ومطالبهم دون الشعور بالذنب اثر استنزاف طاقتك..عاطفتك..أموالك روحك وجسدك..

            وهم شديدو الخطورة خاصة عند حاجتك لهم ..

            لديهم القدرة على التحول الى ماترغب بأن يكونوا عليه لأغوائك وخداعك ..

            ينقسمون الى 5 أنواع رئيسية

            1- اللاجتماعيون
            : محبون للاثارة والمرح يكرهون المسؤولية ولا يأبهون بالقوانين


            2-المتكلفون : هدفهم في الحياة الظهور بمظهر طيب وكسب الاستحسان يعتقدون أنهم منزهون عن الأخطاء لكن من المدهش أن ترى الخسارة والخراب الدي يسببونه


            3-النرجسيون: يعتقدون أنهم افضل من في العالم لا يرون الأخرين واحتياجاتهم اطلاقا .


            4-المولعون باصدار الأوامر :أهم شيء لديهم الأمان ويحاولون تحقيقه بالاهتمام المبالغ بالتفاصيل في كل شيء في حياتهم لكن وحياتك أيضا.


            5-المصابون بجنون العظمة:يعتقدون أن بامكانهم رؤية وفهم الأشياء والأحداث حتى الغير موجودة منها والأخطاء والمؤامرات ضدهم بالأصح ..

            ان من أسباب كونهم جميعا مستنزفين هو عدم النضج العاطفي..

            اذ يرون الآخرين كمصادر لاحتياجاتهم وليس كأشخاص مستقلين لديهم حاجات ومشاعر أي كأنك مخلوق هناك من أجل استفادته منك أيا كانت ولا شيء أخر يهم..


            يشبههم الكاتب بأطفال في الثانية من العمر يعتمد النجاح في التعامل معهم على وضع الحدود..التماسك..استخدام تفكيرك النقدي فادا كنت مرتبكا لا تقم بأي شيء حتى تتأكد مما يحدث..

            تتمثل أفضل وقاية بمعرفتك بطبيعتهم أي برؤيتهم على حقيقتهم انهم يبدؤون التأثير عليك بانطباعاتك الأولى القاضية عنهم فهم الأفضل والأكثر فتنة ..يفهمونك مند اللحظة الأولى..انه أسلوب التنويم المغناطيسي الذي قد يستخدمونه معك حتى بدون وعي الا أن يحقق مرادهم ويعتمد على تركيزك عليهم لا على أفعالهم وعلى عكس ما يخبرونك به


            ماذا نستفيد من الكتاب

            _ ستتعلم من الكتاب أن لا تقع في شراك الاستغلال مهما كان خفيا أو براقا..كما ستتعلم التفريق بين الجوهر والزيف

            _ كتاب جد رائع ..عنوانه غريب قليلا لكنه يستطيع تغيير الكثير في يومياتك وانقاذك أحيانا كثيرة من وطأة الاستغلال المادي والمعنوي الدي لم تختره بنفسك

            ولكنه أكثر مختصر مفيد عن هذا الكتاب الذي أفادني في التعامل مع الآخرين و أحب أن تستفيدوا منه

            الاضافة الثانية

            1- مصاصو الدماء اللااجتماعيون:. يتم هؤلاء الأفراد بإدمانهم لإثارة البهجة و المرح ، ويطلق عليهم اللااجتماعيون ،وذلك ليس بسبب أنهم لا يحبون الحفلات الاجتماعية ، ولكن لأنهم غير مهتمين وغير مبالين بالقوانين الاجتماعية ، فيحب هؤلاء الأفراد الحفلات ، ويحبون أيضا الحياة الجنسية ، و المخدرات ، وموسيقى الروك و أي شيء أخر يدعو للإثارة .و يكرهون الضجر كلية و كأنه الموت . وكل ما يرغبون في الحياة وقت سعيد ومثير ، و القليل من الأفعال و الحركة ، وإشباع فوري لرغباتهم الملحة .فيعتبر هذا النمط أكثرهم إثارة وأكثر من تجد لديهم المرح و البهجة ، فيتودد الناس إليهم بسهوله وسرعة ، ومن ثم يتم التأثير عليهم بصورة سريعة ، و لا يوجد لدا مصاص الدماء اللاجتمعيون ما يقدموه بل يوقعوك في المأزق و المشكلات العويصة ، يمكن اختصارهم على أنهم كسيارات الفراري في عالم سيارات التويوتا ، و التي تم تصميمه للسرعة و الإثارة، و أنه عرضه للاصابه إذا توقعت انك يمكن الاعتماد عليها .


            2- مصاصو الدماء المتكلفون :. يعيش هؤلاء الأفراد من اجل جذب انتباه الآخرين لهم وكسب استحسانهم ، فالظهور دائماً بمظهر الطيب هو أهم ما يميزهم ، ويعتبر كل شيء غير ذلك تفاصيل لا أهمية لها ، فلديهم ما يملكون من سمات تجعلهم ينخرطون في شئونك أو حياتك ككل ، وعليك أن تكون حريصا تجاه ذلك ، وكلمت متكلف يعني مثير فكل ما تراه هو عرض تمثيلي يقوم به مصاصو الدماء و بالتحديد ليس صادق كما يبدو لك . ولا يستطيع مصاصو الدماء رؤية أفعالهم المنعكسة في المرآة ولا يمكنهم رؤية المرآة ذاتها ، فهم خبراء في إخفاء مشرعهم الخاص و دافعيتهم عن أنفسهم ، ويعتقدون أنه لا يمكنهم أن يقوموا بفعل أي شيء مقبول مثل ارتكاب الأخطاء ، أو حملهم لأفكار سيئة عن كل فرد ، فهم مجرد أناس لطفاء يرغبون فقط في تقديم المساعدة ، فإذا تساءلت عن ذلك فمن المحتمل أنك سوف تعاني ومن المدهش أن ترى ما يسببه الأفراد اللطفاء من خسارة و خراب ، فأهم شيء عليك أن تكون على فهم تام أن سلوكهم يتجه مباشرة نحو خداعهم أنفسهم عن خداعك أنت فإذا حاولت أن تجعلهم يعترفون بما يفعلونه فقد تتسبب في حدوث نهاية أسوأ عما يقوموهم بفعلها.


            3- مصاصو الدماء النرجسيون :.هل لا حظت من قبل أن الأفراد ذوي الغرور المتبجح يسعون ليكنوا متواضعين في أي مكان أخر ، فما يرغب فيه مصاصو الدماء النرجسيون هو أن تكون أهواؤهم الفاخرة باقية وعلى قيد الحياة من خلال كونهم الأذكى و الأكثر موهبة ، و أفضل أناس في العالم أجمع ، ويمكننا أن نرى أنهم لا يعتقدون أنفسهم أفضل فحسب بل إنهم لا يفكرون في الآخرين على الإطلاق.ويعتبر هؤلاء الأفراد أساطير حسب خيالهم ، فبالتأكيد ، لا تتوقع أنهم يعيشون متبعين قوانين البشر المجردة.يتسبب مصاصو الدماء النرجسيون في إحداث المشكلات و المآزق الصعبة ، فبالرغم من وجود الكثير من النرجسية بدون إحساس بالعظمة ، فلا يوجد إحساس بالعمة بدون النرجسية ، وبدون هؤلاء الأفراد لن يحيا أي شخص حياة متسمة بالاضطرابات و الصراعات. و بالرغم مما يقوله فنادراً ما يقومون بفعل أي شيء لا يتعلق بخدمة الذات ، فطالما تستطيع أن تباشر عملك مع هؤلاء بنجاح ، فسوف يعتبرونك في الغالب رائعاً وعظيماَ مثلهم تماماً .


            4- مصاصو الدماء المولعون بإصدار الأوامر:. يدمن هؤلاء الأفراد الشعور بالأمان ، حيث يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق العناية البالغة من خلال الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة ، وبلوغ سيطرتهم الكاملة و التامة على كل شيء ، وأنت تعرف من هم هؤلاء الأفراد : أنهم الأفراد المتوترين الذين لا يستطيعون رؤية الغابه بسبب العدد المفرط ، و التزايد جداً من الأشجار ، وربما مالا تعرفه الاهتمام بالتفاصيل يجعل مصاصي الدماء المولعين بإصدار الأوامر ، لن لا تتم عمل أي مهمة من المهام الصعبة في الحياة ، ولن يصلح أي شيء للعلم بالطريقة المطلوبة ، و لن يقوم أحد منا بواجباته المنزلية أبداً ، فهم الأفراد الوحيدون الذين ينظرون إلينا في السراء و الضراء ويرون أن الباقي منا لم يضل الطريق ، وربما لا تشعر بحب تجاههم ، ولا كنا بحاجه إليهم ، تعتبر الصراعات الداخلية من أكثر الصراعات أهمية ، ولا يشعرون ببهجة في إيذاء الآخرين ، لكنهم يقومون بإيذائك إذا كانت أفعالهم تهدد إحساسهم بالسيطرة ، وتبدو المفاجأة بالنسبة لا هؤلاء الأفراد حتى ( السارة منها ) مثل رذاذ الماء ، و لا يهتم هؤلاء الأفراد بالثأر و الانتقام ، بل يشعرون بالتزامهم بإيضاح آرائهم ، ويتسم طول الوقت عند هؤلاء الأفراد كفرصة لاتخاذ القرار ، أما أطول فترة يستغرقها هؤلاء الأفراد فتكون في الحديث ولو بمجرد كلمة ثناء واحدة.


            5- مصاصو الدماء المصابون بجنون العظمة :. الاستخدام العام لعبارة " مصاب بجنون العظمة " يعين الاعتقاد بأن الناس يطاردونك ، وحسب ظاهرة العبارة من الصعب أن تتخيل بأنه يمكن أن يكون هناك أي شيء جذاب يتعلق بأوهام المضايقات ، فلا يمكن شرك الأفراد المصابين بجنون العظمة في مخاوفهم ، ولكن فيما يكمن وراءهم ، وجنون العظمة هو في الحقيقة بساطة غير طبيعية في الفكر تكمن مصاص الدماء من رؤية الأشياء التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها وهدفهم هو معرفة الحقيقة و التخلص من أي غموض يسيطر على حياتهم.يعيش المصابون بجنون العظمة في ظل قوانين محددة حيث يعتقدون أنها منقوشة على الأحجار ، ويبحثون دائماً عن دليل للانحراف ، وعادة ما يجدونه ويمكن أن تفكر فيهم كرجال الشرطة في عالم مصمصي الدماء ، و يمكن أيضاً أن تشعر معهم بالأمن و الأمان حتى تصبح موضع شك


            .
            التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-07-11, 07:39 PM.

            تعليق


            • #7

              (الجزء الخامس )




              كيسيلوفا هي قرية فقيرة و صغيرة لا يميزها شيء عن مئات ال قرى البائسة المحيطة بها ، كان سكانها من المزارعين الصرب البسطاء يعيشون بسلام و هدوء قانعين بفقرهم و بؤسهم الازلي و لكن ذلك كله تبدل في اليوم الذي توفى فيه احد ابنائها و يدعى بيتر بلوكويتز ، ذلك الاسم الذي اصبح مجرد ذكره ينشر الرعب و الذعر على وجوه سامعيه و يجعل دمائهم تتجمد في شرايينهم. اليك عزيزي القاريء القصة الكاملة لواحدة من اقدم و اشهر قصص مصاصي الدماء و لا تنسى دوما بأننا نتكلم عن حقائق بعيدا عن الخرافات و الاساطير ، حقائق قد يعجز العلم احيانا عن ايجاد تفسير منطقي لها.

              طقوس اعدام مصاص الدماء .. حقيقة ممزوجة بالخيال
              لم يكن الموظف النمساوي (فرومبلاد) يتخيل حتى في الاحلام ان يستمع لهكذا طلب ، فرغم انه استمع الى الكثير من الترهات و الخرافات منذ ان تم تعيينه في المكتب الحكومي في المقاطعة الصربية الا ان هذا الطلب كان غريبا و مرعبا بكل معنى الكلمة مما جعله يشعر بشيء من القرف و الاشمئزاز و هو يستمع الى مجموعة المزارعين البسطاء الواقفين امام مكتبه ، كانوا مجموعة من الرجال البؤساء و قد زادهم الرعب و الخوف المرتسم على وجوههم تعاسة و بؤسا. اخبروه بأن القصة بدأت في اليوم الذي توفى فيه المزارع بيتر بلوكويتز (Peter Plogojowitz)، حيث بدأت بعدها حوادث الموت الغريبة في القرية ، خلال تسعة ليالي مات تسعة رجال في القرية ، كانوا يجدونهم جثة بلا حراك في فراشهم صباحا و قد تعرضوا للخنق و فقدان الدم اثناء نومهم ، بعض المزارعين اقسموا بأنهم شاهدوا جثة بلوكويتز تتجول في طرقات القرية ليلا و ان زوجته قد اخبرتهم بأنه اتى اليها و طلب منها ان تعطيه حذاءه و انها فرت من القرية بعد هذه الحادثة خوفا و هلعا ، و ان الكثيرين من سكان القرية ايضا فروا الى القرى الاخرى خوفا من ان يتعرضوا للموت على يد بلوكويتز الذي يصرون على انه تحول الى مصاص دماء بعد موته.
              لم تنفع كل محاولات فرومبلاد لثني المزارعين عن نبش قبر بلوكويتز او ان ينتظروا موافقة السلطات في بلغراد على ذلك ، لقد توسلوا به بأن يساعدهم بأن يحضر كشاهد لأن المسألة لا تتحمل الانتظار فهم يخشون ان تتأخر وصول موافقة بلغراد و في هذه الاثناء فأن بلوكويتز سيقضي على جميع الاحياء في القرية ، لقد اقسموا له بأن شيئا مماثلا حصل في قرية مجاورة قبل عشرين عام –زمان احتلال الاتراك لصربيا- و ان جميع ساكنيها تعرضوا للقتل على يد مصاص الدماء لأنهم تأخروا في نبش قبره .
              و رغم عدم رضاه عما ينوي المزارعون فعله الا انه اشفق عليهم لما هم فيه من رعب و بؤس و قرر الحضور لمشاهدة عملية نبش القبر و رافقه ايضا قس المقاطعة موفدا عن الكنيسة و في يوم ما من عام 1725 وقف الاثنان و هما يشاهدان المزارعين ينبشون قبر بيتر بلوكويتز و يكشفون عن جثته ، الى هنا عزيزي القاريء ربما يكون من الافضل ان اتركك مع ما كتبه الموظف (فرومبلاد) في تقريره الذي رفعه الى مسؤوليه النمساويين في بلغراد (صربيا كانت محتلة انذاك من قبل امبراطورية النمسا) حول ما رأه في ذلك اليوم الكئيب :

              "بما ان هناك علائم خاصة على جثث هؤلاء الناس (الذين يسمونهم الناس هنا بالفامباير Vampire) ، منها عدم تحلل الجثة و استمرار الجلد و الشعر و اللحية و الاظافر بالنمو و التجدد ، لذلك قرر السكان بالاجماع نبش قبر بيتر بلوكويتز و فحص جثته للتأكد من وجود بعض العلائم سالفة الذكر عليها ، لذلك اتوا الي و قصوا علي الاحداث التي جرت في قريتهم و طلبوا مني و كذلك من راعي الابرشية بأن نأتي لرؤية عملية نبش القبر ، و رغم اني لم اشجعهم على فعل ذلك و اخبرتهم بأن السلطة الرسمية يجب ان تبلغ و يجب اطاعة رأيها و لكنهم لم يوافقوا على ذلك و اصروا على نبش القبر و قد خفت اني لو منعتهم من ذلك فأنهم سيهجرون بيوتهم و قريتهم و لأنه خلال الفترة التي يستغرقها وصول الموافقة من بلغراد فأن قريتهم ربما - و قد حدث هذا زمن الاتراك كما اخبروني – ستدمرها و تفنيها الارواح و المخلوقات الشريرة.
              و بما اني لم استطع ثني السكان من نبش القبر سواء بالكلام المعسول او بالتهديد و الوعيد لذلك فقد ذهبت الى قرية كيسيلوفا برفقة راعي الابرشية و رأيت جثة بيتر بلوكويتز ، و قد نبشوها توا و قد لاحظت ، و بكل صدق ، بأني لم اشم و لا حتى القليل من الرائحة الكريهة التي تميز جثث الموتى ، و الجثة كانت سليمة و لم تتحلل بعد ، بأستثناء الانف الذي كان نوعا ما قد تنحى عن مكانه ، لكن الشعر و اللحية و كذلك الاظافر كانت قد طالت و نمت كما ان الجلد القديم كان قد تقشر و خرج منه جلد جديد و كذلك الوجه و الرأس و الاطراف كانت كلها بحالة جيدة كما لو كان الميت لايزال على قيد الحياة ، و لشدة دهشتي فقد شاهدت دماء طازجة تغطي فمه و التي طبقا لأقوال الحضور فأنها دماء ضحاياه الذين مص دمائهم.

              بأختصار ، جميع العلائم التي تصاحب جثث مصاصي الدماء كانت ظاهرة على الجثة ، و بعد ان شاهدنا ذلك انا و راعي الابرشية ، فأن السكان اصبحوا اكثر هيجانا و قاموا على وجه السرعة بجلب عصا مدببة استعدادا لدفعها في قلب الميت و التي اثناء اختراقها للقلب فأنه ليس فقط الكثير من الدم الطازج انفجر من فم و اذان الميت و لكن كانت هناك علائم مرعبة اخرى حدثت للجثة – عفيت عن ذكرها احتراما – ، بعد ذلك قام السكان و طبقا لطقوسهم بحرق الجثة".

              هذه كانت شهادة الموظف فرومبلاد و الموثقة في السجلات الحكومية في بلغراد لما رأه في ذلك اليوم و قد ارسل هذا التقرير الى مسؤوليه و طلب بتواضع في نهايته ان يغفروا له ان كان اخطأ في اداء واجبه و لكن يبدو ان احدا لم يهتم او يلتفت اصلا لما كتبه فرومبلاد و بقى التقرير محفوظا لعقود في سجلات الحكومة حتى وقعت عليه ايدي المؤرخين و بغض النظر عن ايماننا بصحة ما ورد في شهادته حول الجثة الا ان هذه الشهادة تبقى اقدم توثيق في اوربا لعملية اتلاف جثث الاشخاص الذين يعتقد بأنهم تحولوا الى مصاصي دماء و التي استوحى منها الكاتب برام ستوكر روايته الشهيرة "دراكولا" .

              اما في زماننا هذا ، و طبقا لمراسل احد الصحف الصربية الشهيرة الذي زار القرية للتحقيق عن اصل الحادثة فأن القرويون لم يكونوا يعرفون اي القبور كانت تعود الى بلوكويتز و لكن هناك عائلة في القرية ماتزال تحمل هذا الاسم و ربما تكون من ذرية بيتر بلوكويتز كما ان قصص مصاصي الدماء لا تزال رائجة في القرية ، احد القرويين اخبر الصحفي عن قصة مصاصة دماء موجودة حاليا في القرية و كيف انها تجوب القرية بحثا عن الدماء الطازجة و لكن الصحفي لم يستطع معرفة ماذا فعل الاهالي معها و هل مازالوا يمارسون طقوس توتيد الموتى (ادخال وتد في قلب الجثة)


              التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-07-11, 07:42 PM.

              تعليق


              • #8
                (الجزء السادس)


                قصة الكونتيسة مصاصة الدماء :

                ولدت اليزابت بوثري في هنغاريا عام 1560 بالضبط بعد موت دراكولا بمئة عام وهي تنحدر من عائله نبيلة و عريقه في هنغاريا . كان ابوها جورج و والدتها آنا بوثري من اغنى و اعرق العوائل في البلاد و كان ابن عمها رئيس وزراء هنغاريا اما خالها استيفان فقد اصبح ملك بولندا ؛ غير ان هذه العائلة ضمت كذلك بعض الاقارب الغريبي الاطوار فاحد اخوالها كان معروفاً بعبادة الشيطان و فرد اخر من هذه العائله كان مجنوناً و متخلف عقليا. في ربيع عام 1575 و في عمر 15 سنه تزوجت اليزابت من الكونت فرانتز ناديسدي و الذي كان في الخامسه و العشرين من عمره و بعد الزواج انتقلت اليزابت للعيش مع زوجها في قلعة كسيجا و هي قلعة نائيه على سفوح الجبال؛ كونت فرانتز امضى زمناً طويلاً في محاربة الاتراك و كان جندياً شجاعاً و جريئاً في ساحة المعركه و فيما بعد حصل على لقب { العقاب الاسود } و هو من اعلى و ارفع الالقاب في هنغاريا.

                في اثناء غياب زوجها في ساحات الحرب و خلال 25 سنه من زواجها اعتادت اليزابت على البقاء وحدها و اصبحت حياتها مملة فكانت تستمتع احياناً بتعذيب خادماتها و كذلك بالوقوف امام المرآة لعدة ساعات معجبة بجمالها وكانت تتخذ عدداً من الشبان عشاقاً لها و في احدى المرات هربت مع احدهم و لكنها عادت فيما بعد و قد صفح زوجها عنها . كذلك كانت اليزابت تمتع نفسها في فترة غياب زوجها بزيارة عمتها الكونتيسه كلارا بوثري و التي كانت معروفة بعلاقاتها الجنسية الشاذة و حتماً كانت اليزابت تشارك عمتها في علاقاتها المشبوهه تلك ؛ و فيما بعد بدأت اليزابت بالاهتمام بامور الشعوذه والسحر الاسود ؛ حيث ان احدى وصيفاتها و التي تدعى دورثا زنتس و كذلك تلقب بدوركا و التي كانت ساحرة حقيقيه علمتها طرق التنجيم والسحر . فيما بعد اصبحت دوركا معاونة اليزابت في اعمالها القذرة و هي التي شجعتها للقيام باعمالها السادية و تعذيب الناس.

                في هذه الاثناء بدأت اليزابت وبمعاونة دوركا بتعذيب خادماتها الشابات في سرداب القلعة بالاضافه الى ذلك كانت تساعدها مربيتها العجوز ايلونا جو و كذلك احد الخدم و الذي يدعى جوهان يوجفاري و خادمة اخرى تدعى آنا درولا ؛ و بمساعدة هذه المجموعة حولت اليزابت قلعتها الى مكان شرير . كانت دائماً تجد الحجج لمعاقبة ضحاياها ؛ حيث كانت تعري ضحيتها ثم تجلدها بالسياط على جسمها العاري و كانت تستمتع جداً و هي ترى الرعب مرسوماً على وجوه ضحاياها التعيسيين.

                في عام 1600 توفى زوجها فرانتز و بدأت بموته فترة الرعب الحقيقية ؛ قامت اليزابت بارسال والدة زوجها الى خارج القلعة لكي تمارس جرائمها الشريرة بدون ازعاج و بدأت منذ ذلك الوقت بالإستمتاع بالإستحمام بدماء ضحاياها . شئ ما حدث في حياة اليزابت و الذي جعلها تشعر بالقلق و تزداد جرأة و وحشية في جرائمها ؛ ففي ذلك الوقت أصبح عمرها 40 سنة و بدأت بالقلق على جمالها و قد حاولت اخفاء التجعدات اللتي ظهرت على وجهها من خلال مستحضرات التجميل و لكنها شعرت بحقيقة إنها أصبحت متقدمة بالعمر و جمالها ذاهب الى الزوال . ولكن حدث في يوم من الأيام إن إحدى خادماتها الشابات كانت تسرح شعرها و حدث إنها جرت شعر الكونتيسه بعنف اثناء التمشيط فغضبت اليزابت و ضربتها على وجهها فبدأ الدم يتدفق من انف الفتاة و سقطت قطرات منه على يد الكونتيسه اللتي أحست بنشوة عارمة لرؤيتها الدم على يدها و شعرت بأن هذا الدم يمكن أن يعيد الشباب الى بشرتها ثم بمساعدة جوهان و دوركا عرت الفتاة من ملابسها و علقتها داخل وعاء ضخم و قامت بتقطيع شرايينها ؛ و بعد موت الفتاة قامت اليزابت بالدخول الى الوعاء وإستحمت بدماء الخادمة المسكينة . لقد كانت متأكدة الآن من أنها قد وجدت الطريقة لإعادة شبابها . لقد إكتشفت إن الدم و كما عرفه القدماء هو مصدر الحياة.

                خلال العشر سنين التالية كانت الكونتيسه تحصل على المزيد من الفتيات الشابات من إحدى القرى المجاورة و ذلك باغرائهن بالعمل كخادمات في القلعة و باجور عالية ثم بعد ذلك يقوم مساعديها بقتل الفتاة العاثرة الحظ لكي تتمكن الكونتسيه من أخذ حمامها الدموي.

                و في بعض الأحيان كانت تقوم بشرب دماء ضحاياها من أجل الحصول على الصحة و طول العمر و لكن سرعان ما أحست اليزابت من أن دماء الفتيات القادمات من القرية لها مفعول قليل الأثر على بشرتها لذلك تطلعت للحصول على دماء أفضل فاخذت بجمع الفتيات من العوائل البرجوازية و اللواتي لاقن نفس المصير التعس لضحايا اليزابت السابقات.

                و في هذه الاثناء و مع إختفاء الفتيات من العوائل النبيلة و بسبب إن الكونتيسه اصبحت اكثر تهوراً في القيام باعمالها الشنيعة فقد بدات الشائعات تنتشر في كل مكان حول قلعتها المرعبة و سرعان ما وصلت هذه الشائعات الى اسماع امبراطور هنغاريا في ذلك الوقت و اللذي أمر رئيس الحكومة و هو ابن عم اليزابت ايضاً بالتوجه الى القلعة و تفتيشها.

                في 30 ديسمبر 1610 دخلت مجموعة من الجنود يقودها ابن عم الكونتيسه الى القلعة ليلاً و قد شعروا بالرعب للمناظر البشعة اللتي رأوها داخل القلعة ففي وسط بهو القلعة كانت فتاة ميتة و لا توجد قطرة دم في جسدها ؛ فتاة اخرى كان جسدها ينزف و لكنها كانت لا تزال على قيد الحياة و في سرداب القلعة اكتشفوا مجموعة من الفتيات كن ينتظرن مصيرهن الأسود في الزنزانات و بعضهن كانت اجسادهن مقطعة و قرب جدران القلعة على سفح الجبل اكتشفوا البقايا البشرية لأكثر من 50 فتاة.

                و في اثناء المحاكمة عام 1611 اكتشف المحققون اسماء 650 ضحية في دفتر الملاحظات الخاص بالكونتيسه ؛ لقد كانت من اكبر المحاكمات في تاريخ هنغاريا و لا تزال وقائعها محفوظة حتى اليوم ؛ جميع معاوني الكونتيسه حكم عليهم بالاعدام و قد احرقت اجسادهم بعد موتهم ؛ و لكن الكونتيسه و بسبب موقعها الاجتماعي فانها لم تحاكم و لم تحظر الى*المحكمة و لكن الامبراطور امر بحبسها في قلعتها حيث اغلقوا جميع النوافذ و الابواب بالحجارة و حبسوا الكونتيسه في غرفة نومها و كانوا يدخلون اليها الطعام عبر فتحة صغيرة في الحائط.

                في عام 1614 اربعة سنوات بعد سجن الكونتيسه في قلعتها وجدها الحراس ملقية على وجهها في غرفة نومها و قد فارقت الحياة ؛ اليزابت بوثري او الكونتيسه الدموية ماتت في عمر الرابعة و الخمسين .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-07-11, 07:45 PM.

                تعليق


                • #9
                  الجزء السابع




                  ربما مروا بك في الشارع من حيث لا تشعر، ربما كانوا زملاءك في المدرسة أو حتى فردا من أفراد أسرتك .. ملابسهم عادية، أشكالهم طبيعية، لا يجذبون الانتباه ولا يثيرون الشبهات. لكنهم جزء من عالم خفي قائم على السرية والكتمان .. عالم متسربل بالظلام يقبعون في ظله بهدوء، فهم لا يبحثون عن الأضواء، ولا يبوحون بأسرارهم لأحد. وقد تمضي عمرا كاملا من دون أن ترى أحدهم أو تد رك وجودهم من حولك، لكن ثق بأنهم موجودون، ربما يكونون أقرب أليك مما تتصور، وقد يأتيك أحدهم في يوم، يقترب منك، في هيئة صديق أو قريب أو حبيب، يهمس في أذنك بشغف سائلا ومتوسلا بضعة قطرات من دمك! .. حينها ستعلم بأن ما شاهدته على الشاشة لم يكن محض هراء، وأن بيلا سوان وادوارد كولن ليسا مجرد وهم .. وأن الحقيقة لا تقل غرابة عن الخيال.


                  "أنا مصاص دماء" .. يقول بلفزار، وهو رجل في الرابعة والأربعين من نيواورلينز يرتدي ملابس سوداء، ثم يضيف مؤكدا : "الدم هو سبيلي الوحيد للحصول على الطاقة" .. يقول ذلك بثقة كبيرة وهو يضع يده على ظهر رجل آخر يقف إلى جواره خالعا قميصه، ويقوم بمسح بقعة محددة من ظهر الرجل مستخدما محلولا معقما، ويأخذ هو نفسه رشفة صغيرة من ذات المحلول، يمضمض بها فمه قليلا قبل أن يبصقها ويمسح شفتيه بعناية، ثم يمد يده إلى جيب بنطاله مستخرجا سكينا صغيرة، يعقمها أولا بالمحلول، ثم يفتح بها جرح صغير في تلك البقعة التي سبق أن عقمها من ظهر الرجل، وما أن يتدفق الدم حتى يضع فمه على الجرح ويبدأ بامتصاص الدم بشراهة كبيرة. أما الرجل الآخر فيقف منتظرا بهدوء، واصفا شعوره كالآتي : "الأمر غير مريح لكنه لا يؤلم كثيرا .. أعني أنه ليس أسوأ من ثقب الأذن أو الوشم على الجلد".

                  نترك بلفزار وصاحبه لندخل إحدى المستشفيات الحكومية في أتلانتا ونلتقي بممرضة تدعى كيرا، إنها شابة جميلة تبعث الاطمئنان في النفس بابتسامتها الودودة وملابسها البيضاء النظيفة .. أنها ملاك رحمة .. لكنها مصاصة دماء أيضا! ..
                  ولا أدري كيف يجتمع الأمران ؟! .. لكن كيرا لا ترى أي تناقض ما بين عملها وسلوكها كمصاصة دماء، فهي لا تشرب الدم مثلما يفعل بلفزار، بل تكتفي بامتصاص الطاقة الروحية. لقد جربت مص الدماء في السابق، لكنها لا تفعل ذلك الآن .. وعن ذلك تقول : "لقد مارست العض وتذوقت الدم، لكني لم أعد أبحث عن أشخاص متطوعين لأحصل على الدم من أجسادهم وأشربه .. فأنا أحاول أن أكون أخلاقية فيما أفعله، أحاول غالبا أن أتغذى على الطاقة الروحية الموجودة في أجساد الناس من حولي من دون أن أسبب الأذى لأحد".

                  كيرا تعيش بشخصيتين منفصلتين، ممرضة في النهار، ومصاصة دماء في الليل. وهي تحاول قدر الإمكان أن تبقي على الأمر سرا، فلا أحد في المستشفى الذي تعمل فيه يعلم بحقيقة ما تفعله في الليل، ولا بأنها من الأعضاء المؤسسين لتحالف مصاصي دماء أتلانتا.
                  وبعيدا عن كيرا وبلفزار .. داخل منزل هادئ ومنعزل في وسط انجلترا .. في حجرة معتمة إلا من نور أحمر خافت، يقبع تابوت أسود أنيق ذو بطانة حمراء. داخل التابوت تتمدد امرأة تطلق على نفسها أسم السيدة "V ". ملابسها السوداء، وعيونها الحمراء، والنابان الطويلان اللذان يلوحان في ثغرها .. كل ذلك يوحي بأنها قد تكون جزءا من فلم سينمائي عن مصاصي الدماء .. لكن الأمر ليس كذلك .. فحين تدق الساعة الثانية عشر إيذانا بحلول منتصف الليل، تنهض السيدة "V " من تابوتها، تتثاءب قليلا، ثم تمد يدها نحو قدح زجاجي موضوع فوق منضدة خشبية بجوار التابوت، في قعر القدح هناك سائل أحمر قاني، تقربه السيدة "V " من فمها وتأخذ منه بضعة رشفات بشغف كبير، كأنها ترتشف قهوة الصباح! .. وتعقب قائلة : "الدم هو الشيء الوحيد الذي يطفئ ظمأى، ويجعلني أشعر باني حية فعلا".
                  وفي صباح اليوم التالي تترك السيدة "V " منزلها متوجهة إلى عملها، لكنها تبدو الآن سيدة عادية في منتصف العمر ترتدي ملابس بسيطة، قميص ابيض وبنطال جينز ازرق. اختفى النابان وتبخرت العيون الحمراء .. كل شيء في مظهرها أختلف .. حتى الاسم أختلف، فأسمها الآن هو السيدة سوزي بارك، وهي تعمل كمتطوعة في مركز للأطفال المعاقين لتعليمهم القراءة والطهي والغناء.
                  ما الذي حدث ؟ .. وما هذا التحول الكبير ؟ .. شتان ما بين السيدة "V " المخيفة والسيدة بارك اللطيفة!.

                  تلاحظ سوزي دهشتنا فتضحك قائلة : "نعم أنها أنا السيدة "V " .. لكن بزي الصباح!" .. ثم تشرح لنا قصتها فتقول : "طوال عمري كنت أشعر بأن هناك شيئا ما مفقود في حياتي، الأمر أشبه بحكة في جلدك لا تستطيع الخلاص منها أبدا مهما حككتها. ثم حدث قبل ستة أعوام أن قابلت رجلا يدعى اللورد سباستيان، وهو مصاص دماء ساعدني وأرشدني كي أجد طريقي إلى عالم الدم .. ومنذ اللحظة الأولى التي تذوقت فيها طعم الدم البشري عرفت بأني وقعت على الشيء المفقود في حياتي. علمت بأني عثرت على نفسي أخيرا .. وهكذا ولدت السيدة V ".

                  تقول سوزي بأنها تعرفت إلى مصاصي الدماء الواقع (1) أول مرة عام 2003 حين قابلت اللورد سباستيان في أحد النوادي الليلية، وتصف اللورد قائلة : "كان طويلا ونحيفا، يرتدي عباءة سوداء تكاد تلامس الأرض، شعره أسود طويل يصل حتى خصره، أخذني معه إلى بيت قديم في ضواحي المدينة يطلقون عليه أسم بيت الموتى السابقين، وهو مقر عشيرة من مصاصي الدماء الذين علموني كيف أحيا كمصاصة دماء".
                  بمرور الوقت وجدت سوزي لنفسها مكانا داخل العشيرة، كان عليها الالتزام بقوانينهم، وأهمها السرية والكتان، إضافة إلى عدم أكل الثوم أو الاقتراب منه. كانت تخرج معهم أحيانا في جولات ليلية تحت ضوء القمر في شوارع المدينة، ثم تعود للنوم في التابوت المخصص لها. ولكي تصبح عضوا كاملا في العشيرة كان عليها أن تجتاز الاختبار الأهم في حياة كل مصاص دماء .. ألا وهو شرب الدم .. وعن ذلك تقول سوزي : "أخذوني إلى غرفة سرية يسمونها الغرفة الجهنمية، لم أكن خائفة ولا قلقة، بالعكس كنت أشعر بالإثارة، فهذه كانت بالنسبة لي خطوة أخرى على الطريق كي أصبح مصاصة دماء حقيقية .. داخل الغرفة شاهدت اللورد سباستيان، كان يمسك بسكين، قطع بها أحد عروقه وجعل الدم يتدفق إلى قدح برونزي قديم، ثم قدم القدح لي، فأخذته وشربته من دون أي تردد، كان الدم ما يزال دافئا وله طعم المعدن، وما أن أستقر في جوفي حتى شعرت بنشوة كبيرة .. كأنما أعطاني حياة جديدة .. أنه أشبه بشعور عودتك إلى المنزل بعد غياب طويل".

                  فرحة سوزي باجتيازها للاختبار لم تدم طويلا، فبعد مدة قتل اللورد سباستيان في حادث سيارة، وبموته أنفرط عقد العشيرة، تفككوا ولم يعودوا يلتقون كسابق عهدهم، لكن ذلك لم يفت في عضد سوزي، فاستمرت في حياتها الجديدة كمصاصة دماء، أشترت تابوتا وأصبحت تمارس طقوس الدم لوحدها في المنزل. ولم تمض فترة طويلة حتى تعرفت عن طريق الانترنت على شاب يدعى بول، والذي أصبح زوجها لاحقا.


                  بول لم يكن مصاص دماء، لكنه كان مغرما بالثقافة القوطية ، لهذا لم يرى بأسا في سلوك زوجته حين صارحته بحقيقة كونها مصاصة دماء، بالعكس، وجد الأمر مسليا .. فملابسها السوداء .. وأنيابها الطويلة .. وعدساتها اللاصقة الحمراء .. كانت تثيره جدا .. خصوصا حينما تأتيه ليلا وهي تزحف وتزأر كأنها وحش مسعور .. تقترب منه ببطء ثم تطبق أنيابها على عنقه، لم تكن تعضه طبعا، بل تمتص الطاقة من جسده من دون أن تجرحه، فسوزي كانت مصاصة دماء هجينة، وهذا النوع من مصاصي الدماء يعتاش على نوعين من الغذاء .. الدم والطاقة الروحية.

                  سوزي تشرب الدم أيضا، مرتين أسبوعيا، لكنها لا تحصل عليه من أجساد متطوعين كما يفعل بلفزار، بل تكتفي بما يجود به جسدها، فهي تجرح نفسها وتصب دمها في قدح ثم تشربه. وهي سعيدة جدا بحياتها كمصاصة دماء. أما عن الفرق بينها وبين مصاصي الدماء الذين نراهم على شاشات السينما والتلفاز فتقول سوزي بأنها لا تهاجم الناس أبدا للحصول على الدم، وبأنها ليست ميتة بل إنسانة حية ولا تخاف أشعة الشمس وضوء النهار.

                  وعلى العكس من سوزي، فأن مصاصة الدماء الأسترالية كريس بويزن لا تتورع عن امتصاص الدم من جسد زوجها بليك، ولا تبخل عليه بدمها. فشرب الدم هو تعبير عن الحب بين الزوجين! .. هذا ما تقوله كريس : "الأمر برمته يدور حول الحب، عندما تحب شخص ما يمكنك أن تأخذ منه، ويمكنه أن يأخذ منك".

                  كريس تزعم بأنها مصاصة دماء منذ الصغر، وتقول بأنها تعرفت على الكثير من الرجال قبل أن تلتقي زوجها، لكنها لم تكن تمص الدم إلا من أجساد الرجال الذين تقع بحبهم. وعن ذلك تقول : " يجب أن أحب الشخص حبا عميقا لكي أستطيع أن شرب دمه. فأنا لا أستطيع أن أتجول في الشارع وأقول أنا مصاصة دماء وأنا ذاهبة لأمزق عنق أحدهم. صحيح أنا أشرب الدم، لكن الأمر يرتبط بالحب. عندما قابلت زوجي بليك لأول مرة كان يعلم بميولي. أنه جزء من حياتنا .. الدم يجعلنا أقوياء".

                  الزوجان تقابلا أول مرة خلال حفلة ميتال صاخبة، وقعا في الحب من النظرة الأولى كما تقول كريس : "مصاصي الدماء يتمتعون بحس فائق وطاقة مميزة. وما أن نظرت إلى بليك حتى وقعنا في حب بعضنا على الفور". ويعيش الزوجان حاليا في ملبورن، يمضيان وقتهما كمصاصي دماء، ويتحاشى كلاهما الخروج تحت أشعة الشمس قدر الإمكان لأنها تؤذيهم بحسب ما يدعون.

                  مصاصو دماء الواقع قد يقدمون على ما هو أكثر من مجرد تسول الدم من الأقارب والمعارف والمتطوعين. ففي تركيا أعلن الأطباء مؤخرا عثورهم على مصاص دماء حقيقي، شاب في الثالثة والعشرين من العمر يهاجم الناس في الشارع فيجرح بعضهم ويعض آخرين بغية شرب دمائهم. الشرطة ألقت القبض على هذا الشاب متلبسا بالجرم المشهود فحولته فورا إلى مصحة للأمراض النفسية، وقد شخص الأطباء حالته على أنها مزيج من عدة أمراض، فهو يعاني حالة نادرة من متلازمة رينفيلد
                  (Renfield's syndrome )، التي تدفع المصاب إلى شرب الدم، وهو يعاني أيضا من مرض تعدد الشخصيات الفصامي (DID )، حيث تكون للمصاب عدة شخصيات منفصلة تماما عن بعضها ويعاني من فقدان ذاكرة مؤقت.

                  هذا الشاب – الذي تحفظت الشرطة على أسمه – متزوج، وقد عانى من طفولة مريرة، فزعم بأن أمه كانت مصاصة دماء، وبأنها كانت تشرب الدم من جسده، كما كان شاهدا على عدة حوادث عنيفة ألقت بظلالها على شخصيته .. شاهد مقتل عمه أمام ناظريه، وشاهد صديقه وهو يقوم بذبح أحد الأشخاص ويقطع عضوه الذكري، وماتت أبنته الوحيدة بعمر أربعة أشهر. وبعد موت أبنته بدأ يشعر برغبة كبيرة في شرب الدم، فكان يجرح جسده في عدة مواضع ثم يجمع الدم في كوب ويشربه، وحصل عن الدم أيضا عن طريق والده الذي سرق له عدة عبوات من بنك الدم .. لكن كل ذلك لم يشبع نهم الشاب المتزايد للدم فراح يهاجم الناس في الشارع. فهو لا يستطيع أن يحيا من دون دم كما أخبر الأطباء، الدم بالنسبة إليه حاجة ملحة كالأوكسجين. وقد وصف الأطباء حالته على أنها نادرة جدا وهم يخضعونه حاليا لعلاج إدمان الدم.

                  حالة الشاب التركي نادرة فعلا لكنها ليست بفريدة في نوعها، ففي إحدى الليالي من عام 2011، وقعت حادثة في غاية الغرابة بالقرب من احد المطاعم في سان بطرسبرج بفلوريدا، فالعجوز المقعد ايليس ميلتون (69 عاما) لم يكن لديه مأوى يلجأ إليه في تلك الليلة فتوقف بكرسيه المدولب عند محطة البنزين، هناك التقى فتاة شابة تدعى جوزفين سميث (22 عاما) كانت تقف لوحدها. وبسبب غزارة المطر اقترح العجوز على جوزفين الاحتماء بمظلة احد المطاعم على الطرف الآخر من الشارع، فتبعته إلى هناك، وراح العجوز يتبادل أطراف الحديث معها حتى غلبه النعاس فنام فوق كرسيه المدولب. لكن نوم العجوز المسكين لم يدم طويلا، فقد استيقظ مرعوبا بعد برهة ليشاهد جوزفين واقفة فوق رأسه مباشرة وهي تصرخ كالمجنونة زاعمة بأنها مصاصة دماء وبأنها سوف تأكله! ثم هاجمته بشراسة وراحت تعضه في وجهه وذراعه. العجوز أصيب بعدة جروح غائرة واخذ ينزف بغزارة لكنه تمكن بطريقة ما من الإفلات من براثن الشابة المسعورة ليعود إلى المحطة ويتصل بالشرطة طالبا النجدة. الشرطة عثرت لاحقا على جوزفين بالقرب من المطعم وهي نصف عارية ومغطاة بدماء العجوز، وقد أخبرت الشرطة بأنها لا تتذكر شيئا عن الحادث ولا تعلم بما جرى.

                  وفي عام 1932 عثرت الشرطة في السويد على جثة تعود لعاهرة في حجرة أحد فنادق العاصمة ستوكهولم، الجثة كانت مهشمة الرأس تماما، وبالقرب منها على الطاولة كانت توجد عدة أقداح زجاجية فيها بقايا دم، وهو الأمر الذي دفع الشرطة للاستنتاج بأن الأشخاص الذين قتلوا الفتاة قاموا بشرب دمها قبل أن يلوذوا بالفرار .. وقد بقيت هذه القضية لغزا غامضا حتى يومنا هذا، ولم يلقى القبض على القتلة أبدا.
                  بعض أشهر القتلة المتسلسلين في القرن العشرين كانوا مصاصي دماء، فالألماني بيتر كارتين، الذي يعرف بأسم سفاح "دوسلدورف". كان يغتصب ضحاياه ويقتلهم ويجد لذة كبيرة في شرب دمائهم والتهام أجزاء من أجسادهم. وقد أعدم هذا السفاح الرهيب عام 1931 ورأسه معروض اليوم في أحد المتاحف الألمانية. هناك أيضا السفاح الألماني فريتز هارمن الذي يلقب بسفاح هانوفر، كان يستدرج الأولاد الصغار والمراهقين إلى شقته حيث يقوم باغتصابهم، ثم يطبق بفكيه على حناجرهم ويمزقها ليشرب الدم منها مباشرة. وقد ناهز عدد ضحاياه السبعين، وأعدم عام 1925. الطريف أنه طالب القاضي خلال محاكمته بأن يتم إعدامه خلال احتفالات رأس السنة كي تذهب روحه إلى الجنة فيحتفل بالعيد هناك مع أمه!.
                  أما الأمريكي ريتشارد جيس فقد كان مصاص دماء بكل معنى الكلمة، ولهذا أطلقوا عليه لقب "مصاص دماء سكرمنتو". عاش طفولة بائسة، وأمضى ردحا من حياته في مصحة عقلية، هناك أطلقوا عليه لقب دراكولا، لأنه كان يصطاد الطيور من حديقة المستشفى ويقوم بامتصاص دمها. جيس قام بقتل ستة أشخاص خلال حقبة السبعينات من القرن المنصرم، أمتص دماء بعضهم واكل أجزاء من أجسادهم. وقد مات منتحرا في زنزانته عن عمر ثلاثين عاما في عام 1980.


                  هناك عدد كبير من القتلة والسفاحين الذين عرفوا بولعهم الشديد بالدم، ومن دون شك يأتي دراكولا الحقيقي، أي الأمير فلاد الرابع، على رأس القائمة. لكن من الظلم القول أن جميع مصاصي الدماء هم قتلة ومجرمين، إذ من المهم أن نفرق بين مصاصي دماء أمثال بلفزار وسوزي كارتر، وبين مصاصي دماء مجرمين أمثال بيتر كارتين وريشارد جيس. فالصنف الأول غالبا ما يكون مسالم، يحصل على الدم من جسده، أو من خلال المانحين الذين يرغبون بتقديم دمائهم طواعية، وأحيانا قد يقنع بشرب الدم الحيواني. ونسبة كبيرة منهم يصنفون أنفسهم على أنهم مصاصي دماء روحيين، لا يشربون الدم رغم تشبههم بمصاصي الدماء من حيث الملبس والمسلك، فهم يستعيضون عنه بما يسمونه "طاقة الحياة"، وللحصول على هذه الطاقة يكتفون بوضع أنيابهم على رقبة المانح من دون أن يعضوه أو يجرحوه، كما تفعل سوزي مع زوجها.

                  وسنتطرق بالتفصيل إلى أنواع وأصناف مصاصي الدماء الواقعيين، طرز حياتهم وتصرفاتهم، نجومهم ومشاهيرهم، تجمعاتهم وعشائرهم، والمخاطر الصحية التي قد يسببها شرب الدم، وسنأتي أيضا على ذكر جرائم وقعت في السنوات الأخيرة ونسبت بعضها لجماعات مصاصي الدماء، وذلك لكي نحذر شبابنا وشاباتنا من الوقوع في براثن بعض الجماعات الإجرامية التي تنشط على النت وتجد في شرب دماء الأبرياء متنفسا لعقدها وأمراضها النفسية.


                  تعليق


                  • #10
                    الجزء الثامن

                    الدم كغذاء

                    لا أظن مخلوقا نال من الشهرة والشعبية كتلك التي نالها مصاص الدماء
                    (Vampire)، لاسيما في عصرنا الحاضر حيث حمله الأدب والفن إلى أقصى بقاع الأرض فصار وجوده لازمة ضرورية لثقافة الرعب المعاصرة وأصبح أسمه مثار جدل لا ينتهي حول حقيقة وجوده وكينونته. هذا الا مرزاد من حماسنا للمضي في رحلة بحث طويلة نفتش خلالها شواهد القبور المتآكلة في الجبانات القديمة المنسية، ونحلق فوق قمم البلقان حيث نشئت الأسطورة وترعرعت، ونقلب بشغف أوراق محاضر بعض اغرب جرائم الدم وأبشعها ... من أجل تقديم موضوع مشوق يحوي معلومة مفيدة وحكاية فريدة تحملك معها إلى عالم آخر حيث الدم هو الحاكم والطاغي.
                    قد يتساءل المرء حول سبب تميز مصاص الدماء ..
                    ما الذي يجعله محببا إلى القلوب بهذه الصورة بالرغم من دمويته ؟.
                    والإجابة على هذا السؤال تكمن جزئيا في الصورة الفريدة التي شكلها ورسمها ببراعة أرباب صناعة السينما العالمية لشخصية مصاص الدماء، إذ تحول بالتدريج من وحش مرعب مخيف إلى إيقونة للوسامة والجمال والإثارة الجنسية!، كما أن الغموض والضبابية المحيطة بحياته، كانت على الدوام دافعا لتطلع الناس إليه بمزيد من الفضول والاهتمام، فهو مسخ غريب حقا، يمضي نهاره حبيس المقابر، وينتفض ليلا من تابوته متسللا تحت جناح الظلام يفتش عن طرائد بشرية تمده بذلك الرحيق الأحمر الذي يبعث في جسده من جديد جذوة الحياة ونشوتها، ولا ريب في أن هذا الأسلوب الفريد في الحياة والتغذية قد أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة الدم وخواصه، هل يمكن حقا أن يعيش الإنسان ويحيا على تناوله وحده ؟
                    وما هو طعمه وكيف هو مذاقه ؟.



                    أسئلة حائرة تبقى من دون جواب، خصوصا هنا في الشرق حيث طال التحريم شرب الدم منذ قرون بعيدة. أما في بقاع الأرض الأخرى فقد لا يكتفي الإنسان بالسؤال فقط، وإنما قد يتمكن من التجربة والتذوق أيضا!

                    ولديه في هذا الشأن خيارات عديدة، بإمكانه مثلا أن يرتشفة كحساء أو أن يأكلة كسجق اوالحلوى المصنوعة منه ! وقد تطيب نفسه لاحتساء كوب ممزوج بالحليب مع قبائل الماساي الأفريقية، فتلك القبائل التي بسطت سيطرتها على مساحات شاسعة من مراعي كينيا الخضراء لا تكتفي بحلب أبقارها، بل يقوم رجالها من حين لآخر بطعن واحدة من أبقارهم في الوريد بواسطة سهم أو رمح طويل ليتدفق الدم بغزارة إلى الأوعية الخشبية التي سرعان ما تشرأب أليها الأفواه المتلهفة لطعم الدم الطازج، يشربونه حينا لوحده، وتارة يمزجونه بالحليب.

                    والرجال يفضلون احتساءه في الصباح لينعموا بقواه طيلة نهارهم، وربما سقوه للمرضى والحوامل من النساء وكذلك للأطفال، إذ يؤمن الماساي بشدة في خواص الدم الخارقة، يزعمون بأنه يمنحهم مناعة ضد الأمراض ويطيل في أعمارهم، لكنها للأسف مزاعم تفتقد إلى دليل علمي يدعمها، فمتوسط عمر الرجل من الماساي لا يتجاوز 45 عاما فقط.

                    لكن شرب الدم أو طهيه لا يقتصر على أفريقيا، بل يمتد لأرجاء واسعة من المعمورة، فهناك أكلات وأطعمة متنوعة تصنع منة أو يدخل في تركيبتها، ربما كان أشهرها هو (blood soup ) الذي تتم تهيئته بطرق متعددة تختلف بحسب الدم المستخدم في الوصفة، فالبعض يفضلونه مصنوعا من دم الخنزير، في حين يستطعم آخرون دم الخروف والماعز، ويحلو للسويديين استعمال دم الإوز، أما البولنديون فيحبذون دم البط.

                    وفي الفلبين، يستخدمون الدم في طهي نوع شهي من المرق يدعى (Dinuguan )، وهو من الوجبات اللذيذة الموصوفة عندهم، يهيئ من شرائح اللحم والأحشاء كالقلب والمعدة المطبوخة معا في مقدار معين من دم الخنزير مع القليل من الفلفل الأخضر والبهارات، وتؤكل هذه الوجبة حارة مع صحن من الأرز الأبيض.

                    الدم يدخل أيضا في صناعة المقانق أو ما يعرف بسجق الدم (black pudding )، وهو منتشر في أوربا وفي أجزاء من آسيا، كما يستخدم الدم في صناعة أنواع من الحلويات تباع في متاجر الصين وكوريا!.

                    لكن ماذا عن دم الإنسان ؟
                    هل هناك من يشربه أو يتناوله ؟

                    نعم بالطبع، فالدم البشري النيئ وغير المطبوخ يشرب أحيانا بعد مزجه بالخمر والنبيذ الأحمر في حفلات خاصة تقيمها جماعات مهووسة بمصاصي الدماء إلى درجة التشبه بهم في كل شيء. وهناك أيضا مرض نفسي يدفع البعض لشرب الدم البشري، وقد لا يتوانى هؤلاء عن استخدام العنف لهذه الغاية، وهذه الحالة النادرة تصنف كنوع من الاختلال النفسي والاضطراب العقلي، فالمصابون بهذا المرض يعتقدون بشدة بأنهم مصاصو دماء حقيقيون، وهناك أمثلة عديدة - سنتطرق لها لاحقا - لجرائم بشعة أقترفها هؤلاء.

                    هل للدم طعم خاص ؟
                    في الحقيقة، الدم سائل يحتوي على الأملاح والمعادن والبروتين، لونه مميز وقوامه لزج وله طعم خاص، وأحسب هنا بأن معظم الناس تذوقوا طعمه من حيث لا يشعرون، فمثلا حين يعضون على شفاههم أو باطن خدودهم عن طريق الخطأ، أو حين يخلعون أحد أسنانهم أو عندما تنزف أنوفهم، فهم بذلك يشربون ويبتلعون مرغمين الدم المتدفق من أجسادهم، وأنا شخصيا أزعم، من خلال التجربة، بأن للدم مذاق خاص، فحين أجرح فمي أحيانا أحس بمذاق وطعم مميز ينبئني بأني أنزف. لا بل أن هناك أناس اعتادوا على مص الدم من كل جرح يصيبهم، ظنا منهم بأنهم بذلك يقللون من خسارتهم للدم ويستعيدون قسما منه إلى داخل أجسادهم مرة أخرى، وهو ظن واعتقاد خاطئ بالطبع، فالدم الممتص عن طريق الفم لا يعود إلى مجرى الدم وإنما يذهب إلى المعدة والجهاز الهضمي.


                    لكن إذا كان الدم مثله مثل أي غذاء، وهو يحتوي على المعادن والبروتين وله طعم ومذاق ... فلماذا لا يحبذ معظم الناس شربه ؟
                    أظن أن العامل النفسي هو السبب الرئيسي لنفور الناس وتقززهم منه، فالدم بحد ذاته لا يؤذي المعدة، لكن برغم ذلك قد يجد الإنسان الطبيعي السوي صعوبة شديدة في شربه .. فهو لا يستسيغه .. رائحته .. طعمه .. لونه .. كلها أمور تسبب له الغثيان، لا بل أن مجرد النظر أليه ورؤيته قد تؤدي إلى حدوث دوخة وإغماءة لدى بعض الناس. أضف إلى ذلك المخاطر التي يحملها الدم معه، فهو ناقل مثالي لعدد لا يستهان به من الأمراض، يحتوي على ملايين الجراثيم والفيروسات التي قد يعتبر البعض منها مميتا، كفيروس الايدز مثلا. صحيح أن معظم الأمراض الفيروسية الخطيرة لا تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي وإنما عن طريق مجرى الدم وصولا إلى الأعضاء، لكن يجب أن لا ننسى بأن الجراثيم والفيروسات هي مخلوقات مجهريه دقيقة بإمكانها أن تجد سبيلا إلى مجرى الدم عن طريق أصغر الجروح في جدار اللثة والفم وبطانة المريء والمعدة.
                    كائنات مصاصة للدماء

                    إذا كان هناك مصاصو دماء حقيقيون وطبيعيون على هذه الأرض فهم بالتأكيد ليسوا من البشر، وإنما هم مجموعة من الحشرات والأسماك والثدييات والطيور التي تتغذى وتعتمد في ديمومة حياتها على الدم، كائنات رشيقة تتسلل خلسة لتتطفل على الأجساد الغافلة بخفة وبراعة يحسدها عليها مصاصو دماء هوليوود الخارقين؛ وإذا كانت عضة مصاص الدماء قد تؤدي إلى تحول الضحية لمصاص دماء أيضا، فأن عضات ولسعات هذه الكائنات الدموية تحمل معها أمراضا خطيرة قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك.

                    وفيما يلي نبذة مختصرة عن أشهر أفراد هذه العصابة الدموية :

                    1 - الحشرات : هي الأبرع والأسرع من بين جميع مصاصي الدماء على الإطلاق، وهي المخلوقات الوحيدة التي لا مفر من تعرض الإنسان للسعتها لمرة واحدة على الأقل في حياته. فمن منا لا يعرف أنثى البعوض ؟ وأي منا لم يجرب لسعتها المزعجة ؟. وهي في الواقع معذورة في استباحة دمنا ! .. فهي في حاجة ماسة إليه للحصول على البروتين اللازم لتكوين بيوضها، لذلك تنتهز غفلتنا لتحط بهدوء ورشاقة على أجسادنا فتغرز أبرتها (القليمات) داخل الجلد وتفرز لعابا يمنع تخثر الدم ثم تشرع بامتصاص الدم وتنهل منه حتى تنال كفايتها، عندها تحلق مبتعدة تاركة إيانا مشغولين بالحك والهرش، فنحن كمعظم المخلوقات لدينا حساسية شديدة من لعاب البعوض، ولهذا تعتبر لسعته مزعجة ومؤلمة، لكنها ليست خطيرة بحد ذاتها، وإنما قد تساهم في نشر عدوى بعض الأمراض الخطيرة كالملاريا والحمى الصفراء.


                    2- القراد (Tick ) هو نوع آخر من مصاصي الدماء، وهو بالتأكيد الأكثر جشعا وطمعا من بينها، فبإمكانه مص كمية من الدم تفوق حجمه بـ 600 مرة بفضل قدرة جسده الفائقة على التمدد كالبالون. والقراد حشرة صغيرة من فصيلة العنكبيات تنتشر بكثرة في أمريكا الشمالية وأفريقيا وقد تؤدي لسعته إلى الإصابة بمرض خطير يدعى داء لايم.

                    3- البرغوث (Flea ) كالقراد، من عشاق الدم المتيمين به، لكنه أصغر حجما، غالبا ما يحل ضيفا ثقيلا وغير مرغوب فيه على أجساد المخلوقات ذوات الدم الحار، كالإنسان والحيوانات، خصوصا القطط والكلاب والقوارض، فمه كالمنشار يستعمله في شق الجلد للوصول إلى مجرى الدم، وهو ناقل خطير للأمراض، خصوصا وباء الطاعون – الموت الأسود - الذي يساهم في نقله من الجرذان إلى الإنسان، وهو من أخطر الأوبئة التي طالما فتكت بالبشر عبر العصور، وكان سببا في إبادة ما يقارب ثلثي سكان القارة الأوربية في العصور الوسطى، بإمكانه قتل إنسان بالغ خلال 4 أيام فقط أذا لم يتلقى العلاج المناسب.
                    في الحقيقة عالم الحشرات يعج بمصاصي دماء محترفين يطول تعدادهم وشرح أوصافهم، كالقمل والحشرة المقبلة وذبابة الرمل وذبابة التسي تسي .. الخ، وجميع هذه الحشرات مؤذية ومزعجة وناقلة للأمراض، وهي أيضا رشيقة في غاية الدهاء، تختبئ في فراشك وبين طيات ملابسك تستمتع بامتصاص دمك من حيث لا تعلم، لذا وجب عليك الحذر منها عزيزي القارئ، والحرص باستمرار على نظافة فراشك وملبسك.



                    4– العلق (Leech ) : ديدان برمائية تتغذى بعض أنواعها على الدم، يتراوح طولها بين 3 – 15 سنتمترا، وهي تستوطن المياه العذبة، كالأنهار والبرك والمستنقعات المنتشرة في معظم بقاع الأرض، وهي خنثية الجنس، أي لديها أعضاء جنسية أنثوية وذكرية في نفس الجسد لكنها لا تستطيع تلقيح نفسها بنفسها وإنما تحتاج إلى سائل منوي من دودة أخرى لغاية التكاثر.

                    لدى العلق عيون مركبة لكن حاسة البصر لديها ضعيفة جدا، وهي تعوض عن هذا النقص بالاستعانة ببعض الخلايا العصبية الشديدة الحساسية للاهتزازات لتحديد مكان طريدتها والوصول إليها والالتصاق بها بواسطة فتحتين ماصتين تقعان عند طرفي الجسم، وحالما يلتصق العلق في أي جزء من جسد الضحية فأنه ينشب ثلاثة فكوك قوية في الجلد محدثا بواسطتها جرحا ذو ثلاث شعب يفرز خلاله سوائل كيميائية معينة تقوم بترطيب الجلد وتمنع التخثر وتوسع الأوعية الدموية، وهذه السوائل تساهم معا في استمرار تدفق الدم عبر الجرح بلا توقف حتى يشبع العلق ويمتلئ جوفه فيسقط تلقائيا عن جسد ضحيته، وهذه العملية تستغرق قرابة العشرين دقيقة.

                    بسبب قدرته العجيبة في امتصاص الدم، جمع الإنسان ديدان العلق وأستخدمها للأغراض الطبية منذ آلاف السنين، فمعالجو الطب الشعبي يستعملون العلق لسحب وامتصاص الدم الفاسد على حد زعمهم، مما يعيد للجسم حيويته ونشاطه.



                    5 – كاندرو (Candiru ) : سمكة ضئيلة الحجم لا يتعدى طولها عدة سنتمترات .. لكنها مخيفة أكثر من دراكولا نفسه!، فهذه السمكة العجيبة لا تقوم بامتصاص الدماء من الرقبة كما يفعل مصاصي دماء هوليوود، وإنما تفضل الولوج إلى أماكن حساسة داخل أجساد الرجال والنساء السابحين في النهر لتمتص الدماء من هناك!.
                    الكاندرو تعيش في مياه نهر الأمازون في البرازيل، ولديها شهية كبيرة للدم، وهي تتطفل عموما على الأسماك الكبيرة، تدفع نفسها بقوة إلى داخل خياشيم الضحية ثم تنشب أسنانها وتبدأ بامتصاص الدم، لكن أحيانا وفي حالات نادرة، تدفع هذه السمكة العجيبة بجسدها الصغير إلى داخل مجرى البول في العضو الذكري للإنسان أو إلى داخل العضو التناسلي الأنثوي – المهبل - لتستقر بين طيات الأنسجة الداخلية وتمتص الدم من هناك، ويعتقد بأنها تجد طريقها إلى هناك عن طريق رائحة البول. والمشكلة والمصيبة الحقيقية لا تكمن في كيفية دخول السمكة وإنما في كيفية خروجها، فحال هذه السمكة ينطبق عليه قول المثل المصري الدارج : "هو دخول الحمام زي خروجه!"، إذ تعجز السمكة دائما عن الخروج وتبقى في داخل الجسد حتى تموت وتتعفن، وهذا الأمر يستدعي تدخلا جراحيا سريعا لإخراجها لئلا تسد مجرى البول أو تسبب التهابات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت المحتوم.



                    6–
                    العصفور مصاص الدماء (Vampire finch ) : في جزيرة صغيرة منسية بعيدا وسط أمواج المحيط الهادي المترامي الأطراف يعيش أحد أغرب المخلوقات وأكثرها إثارة للدهشة، عصفور صغير يكاد لا يختلف بشيء عن عصافير الدوري الجميلة الوادعة التي نراها أحيانا تزقزق بالقرب من نوافذنا أو تمشط حدائقنا وباحات منازلنا بحثا عن فتات الطعام، لكن عصفورنا المدهش ليس مولعا بالخبز والحبوب، وإنما بالدم!. تصور عزيزي القارئ عصفور مصاص للدماء! .. ألا يبدو أقرب إلى طيور أفلام هتشكوك المرعبة ؟.عصافير الدم تعيش حصريا في جزيرة الذئب (Wolf Island )، أحدى جزر أرخبيل غالاباغوس، وهي جزيرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 1.3 كم مربع، ذات بيئة جافة لمعظم أيام السنة، وبسبب طبيعتها الصعبة فأن العصافير التي تستوطنها لا تجد طعاما أمامها سوى البذور القليلة التي تنتجها أشجار الجزيرة، لكن هذه البذور سرعان ما تنضب وتختفي مع انتهاء موسم الأمطار القصير ..
                    فماذا تفعل هذه العصافير البائسة لتستمر في الحياة ؟!
                    وكيف تحتال لنجاتها في هذه البيئة الجافة ؟.

                    العصافير وجدت في طيور البحر حلا لمشاكلها، فالطيور البحرية تبني أعشاشها فوق الجزيرة، وقد تعلمت العصافير سرقة البيض من الأعشاش لتتغذى عليه، ولها في ذلك طريقة مدهشة، فهي تعمد أولا إلى مباغتة الطائر الحاضن للبيض فتسحب البيض من تحته خلسة وتدحرجه بعيدا عن العش، ولأن مناقيرها أضعف من أن تكسر قشرة البيض القوية، يقوم احد العصافير الذكور بدحرجة بيضة بواسطة قدميه فوق الصخور حتى تتكسر، وهكذا تتمكن العصافير من الوصول إلى محتوى البيضة الغني بالبروتين.
                    أما الطريقة الثانية لحصول العصافير على طعامها فهي التي أكسبتها أسمها وشهرتها، فهي تتغذى بالفعل على دماء الطيور البحرية، خصوصا طائر الأطيش، حيث تحط على ظهره وتقوم بنقر جذور الريش الكبير الموجود عند طرف جناحه حتى يتفجر منه الدم بغزارة فترتشف منه العصافير حتى تشبع، والعجيب هو أن الطائر الضحية بالكاد يبدي أية مقاومة، مما دفع ببعض العلماء إلى الاعتقاد بأن العلاقة بين العصافير وطائر الأطيش هي علاقة تبادل منفعة، حيث يسمح الطائر للعصافير بشرب القليل من دمه مقابل تخلصه من الطفيليات.




                    7 – لامبري (Lamprey ) : مخلوق مائي يشبه ثعبان البحر قد يصل طوله إلى المتر، يعيش في المياه العذبة ويتميز بشكله البدائي، فمه هو أكثر ما يميزه، فهو لا يحتوي على فكوك، لكنه قمعي الشكل تكتنفه الأسنان، يستعمله اللامبري ببراعة للتعلق بأجساد الأسماك الكبيرة، وحالما يتمسك بإحكام يبدأ بنهش جلد الضحية بواسطة أسنانه الحادة وصولا إلى مجرى الدم ليمتصه.
                    هذا الكائن يتغذى على الأسماك ونادرا ما يهاجم البشر.

                    8- الخفاش مصاص الدماء (Vampire Bat ) : هو الأكثر شبها واقترانا بمصاص الدماء الذي نشاهده في أفلام الرعب، أسلوبه المميز في التطفل على ضحاياه يعيد إلى الأذهان بسرعة مشاهد مصاصي الدماء الذين يتسللون خلسة في الظلام ليهاجموا ضحاياهم على حين غرة ..







                    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-16, 05:37 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      الجزء التاسع



                      وحوش الدم

                      سخمت (Sekhmet ) – مصر القديمة - :

                      من أقدم الربات الفرعونية، كانت أقداح النبيذ الأحمر تسكب كالأنهار في مهرجانها السنوي من أجل إشباع رغبتها العارمة للدماء؛ صورها المصريون القدماء في هيئة امرأة برأس لبوه. كانت حامية الفرعون في الحروب، خلقها آله الشمس رع لتدمر أعداءه في مصر السفلى – الوجه البحري -، لكنها أسرفت في قتل الناس حتى كادت أن تبيد الجنس البشري، وللجم شهوتها المنفلتة للدماء قام الإله رع بتحويل مياه النيل إلى اللون الأحمر فكرعت منه حتى أطفئت ظمأها، ومذ ذلك الوقت أصبح اصطباغ النهر باللون الأحمر – بسبب اختلاط ماءه بالطمي الأحمر – حكاية عن تعطش سخمت للدماء ورأفة الآلهة بالبشر.


                      ليليث (Lilith ) – ما بين النهرين - :
                      طليليتو في السومرية، شيطانه شريرة ربطها الأكاديون والأشوريون بالعواصف والرياح التي تحمل المرض، صوروها في هيئة امرأة جميلة ذات شعر طويل تفتك بالنساء الحوامل والأطفال، تمتص الحياة والدماء من أجسادهم، وتشتهي الرجال فتعمد إلى إغوائهم وتظهر في أحلامهم وكوابيسهم وربما جعلتهم يمرضون؛ ومثل مصاص الدماء الذي نعرفه اليوم، ارتبطت ليليث بالليل، وعلى الأرجح فأن أسمها مشتق من مفردة
                      (lily ) الأكادية والتي تعني الليل. ولاحقا خلال سبي الملك الكلداني نبوخذنصر لليهود (3) انتقلت أسطورتها من الفلكلور البابلي إلى التوراة حيث صورتها كعفريتة شريرة.
                      إيدميو (Edimmu ) – ما بين النهرين - :

                      نوع أخر من العفاريت التي عرفها السومريون واعتقدوا بأنها أرواح أثيرية شريرة تعود لموتى لم يدفنوا بصورة صحيحة ولائقة. هذه الأرواح الحاقدة تتنقل من مكان إلى آخر مع الريح لتصب جام غضبها على الأحياء، تحمل إليهم الأمراض والأفكار الفاسدة، وقد تتقمص أجساد أولئك الذين ينتهكون المحرمات والمقدسات، وتمتص الحياة من الأطفال خلال نومهم في الليل. ولتسكين غضبها ودرء شرها كان القدماء يقدمون لها النبيذ والأطعمة الجنائزية.




                      كالي (Kali ) – الهند - :

                      ربة الزمن والتغيير التي غالبا ما يربط الهندوس بينها وبين الموت - مرور الزمن ينتهي بالموت حتما –، تتخذ تماثيلها في المعابد هيئة امرأة ذات بشرة زرقاء وشعر أسود طويل، لها أربعة أيدي، اثنتان على اليسار تحملان سيفا يقطر دما ورأسا بشرية فيما اليدين الأخريين في الجهة اليمنى تكونان مبسوطتان دلالة على أن الربة تحمي وتعطف وتغفر لأولئك الذين يخلصون عبادتها.


                      جوريل (Churel) – الهند - :

                      حسناء جميلة ترتدي ساري - ثوب هندي تقليدي ترتديه النساء - أبيض أو أحمر وتعيش بالقرب من العيون والسواقي، يمكن التعرف عليها عن طريق أجسادها التي لا تعكس النور،أي لا ظل لها، ولسانها الأسود الطويل وقدماها المقلوبتان إلى الوراء، فالأقدام المقلوبة، أي الأصابع إلى الخلف والكعب إلى الأمام، هي من أبرز سمات الأشباح الهندية (Bhoot ).

                      بحسب الأساطير الهندية، الجوريل هي روح تعيسة لامرأة ماتت بسبب نزف مرتبط بممارسة الجنس أو الحمل والولادة، لهذا تكره هذه العفريتة الرجال بصورة عامة والشباب منهم خاصة! فهي تعتبرهم سبب موتها وتسعى للانتقام منهم، وعادة ما يكون حبيبها الأخير في حياتها هو أول ضحاياها، وهي لا تنفك تغوي وتخدع الرجال في البقاع النائية والمهجورة لتجهز عليهم وتمتص دمائهم حتى آخر قطرة.



                      راكشاسا (Rakshasa ) – الهند - :

                      عفاريت يقال بأنها سكنت أرض الهند منذ أقدم العصور، قبل ظهور البشر بفترة طويلة. وهي كائنات مخيفة ذات قدرات خارقة تتيح لها تقمص أشكال وهيئات مختلفة، فيمكنها أن تتلون للبشر في صورة حيوان أو امرأة جميلة، وهي تعشق لحم ودم البشر، خصوصا الأطفال الصغار. ومثل مصاصي الدماء، تختبئ هذه العفاريت في المقابر أثناء النهار وتنشط في الليل حيث تكون في أوج قوتها، كما قد تتلبس أجساد الموتى في بعض الأحيان.

                      براهماباروشا (Brahmaparusha ) – الهند - :

                      من أكثر العفاريت إثارة للرعب، فهذه المخلوقات البشعة تلف أمعاء ضحاياها حول رأسها كالعمامة!. وهي تحمل معها دوما جمجمة بشرية تستخدمها كالكأس لاحتساء دماء البشر الذين تصطادهم، وحين تنتهي من شرب الدم حتى آخر قطرة، تقوم بالتهام الدماغ وتستخرج الأمعاء والأحشاء لتلفها حول رقبتها وتبدأ بالرقص حول الجثة.


                      فيتالا (Vetala ) – الهند - :

                      هي أرواح هائمة في البرزخ لم تستطع العثور على طريقها إلى العالم الآخر بسبب دفنها بصورة غير لائقة، ولأنها ضائعة ما بين عالمنا والعالم الآخر، يكون إحساسها بالزمن معدوم. وغالبا ما تتقمص جثث الموتى في المقابر لإثارة الرعب في قلوب الأحياء، فتسبب الجنون للبعض وتجهض لرؤيتها الحوامل، وهي لا تتورع عن قتل الأطفال الصغار إذا ظفرت بهم. وكما في أسطورة مصاص الدماء، فأن الجثة التي تتلبسها هذه الأرواح الشريرة تتوقف عن التحلل والتعفن، ولا يمكن التخلص منها إلا عن طريق إعادة دفن الميت بصورة صحيحة.





                      جيانك تشي (Jiang Shi ) – الصين وكوريا واليابان - :

                      كائنات مرعبة رهيبة تجمع بين صفات مصاصي الدماء و الزومبي؛ تدعى كانكشي في كوريا وكيونشي في اليابان، ومعناها "الجثث المتخشبة أو المتيبسة". وهي أرواح موتى بقيت حبيسة داخل جثثها لأسباب شتى، كالانتحار أو التعرض للقتل .. وفي هذه الحالات، أي عندما تفشل الروح في مغادرة الجسد الميت، فأن الجثة تتحول إلى جيانك تشي، وتبدأ في التغذي على الأحياء.

                      ويختلف شكل وهيئة الجيانك تشي بحسب سرعة التحول، فالجثث التي تتحول سريعا تكون أجسادها سليمة تقريبا ولذلك يصعب تمييزها عن البشر العاديين، لكن معظم الجثث تحتاج لفترة طويلة حتى تتحول، لهذا يكون منظرها بشعا ومخيفا، أجسادها شاحبة متحللة يغطيها العفن والطحلب الأخضر، شعرها أشعث أبيض ولسانها طويل أسود، يداها طويلتان تنتهيان بأظافر مدببة حادة كمخالب الحيوانات المفترسة، وهي تمشي بالوثب على رجل واحدة. وبحسب الخرافة فأن الإنسان بإمكانه الإفلات من قبضة هذه المسوخ الشريرة عن طريق حبس أنفاسه، لأنها عمياء تماما تعتمد على حاسة السمع فقط في ملاحقة وإمساك ضحاياها، وكما في أسطورة مصاصي الدماء الأوربية، فأن رمي بعض أشياء الصغيرة، كالأحجار أو فتات الخبز، في قبور الجيانك تشي سيمنعها من مطاردة البشر لأنها ستنشغل عنهم بحساب تلك الأشياء مرارا وتكرارا.

                      الغول – الشرق الأوسط - :

                      هي كائنات الرعب الأشهر في التراث العربي والتي لا يزال صداها يتردد حتى اليوم في حكايات الأمهات والنساء العجائز في مختلف البلدان العربية، وهي تروى لتخويف وترويع الأطفال الصغار لكي يكفوا عن اللعب والشقاوة ويخلدوا إلى النوم. ويقال بأن الغول هي من أجناس الجن، وهي مؤنثة لدى البعض ومذكرة لدى آخرين، فيما زعم فريق آخر بأنها من سحرة الجن وذلك لقدرتها على التغول، أي التلون بأشكال وصور شتى من أجل الاحتيال على البشر واستدراجهم إلى مهاوي الهلاك. وهناك روايات عن الغول التي تسكن المقابر وتتغذى على لحوم الموتى، وهي لا تتوانى عن التهام لحوم الأحياء أذا ظفرت بهم. ويعتقد بعض الباحثين في الفلكلور بأن جذور خرافة الغول تعود إلى العفريت غالو (Gallu )، وهو أحد عفاريت العالم السفلي في الأساطير السومرية.


                      السعلاة – الشرق الأوسط - :

                      مخلوقة خرافية من التراث العربي، يقال بأنها من الجن وهي أنثى الغول، وهي قاتلة بشعة اشتهرت عند العرب في قدرتها الفائقة على التحول إلى هيئة امرأة فاتنة الجمال تكمن للمسافرين عند مفترق الطرق في المناطق المهجورة والنائية لتغويهم وتتلاعب بهم حتى تهلكهم فتأكلهم وتشرب دمائهم.




                      سيواتيتيو (Cihuateteo ) – أمريكا الوسطى - :

                      هي روح امرأة ماتت أثناء الولادة بحسب معتقدات الازتك، وهذه الروح الشريرة تسكن عند مفترق الطرق، تسرق الأطفال الصغار من أمهاتهم أثناء الليل، وتنشر الأمراض وتسبب الجنون للرجال، وقد صورها الازتك في هيئة امرأة مخيفة لها رأس هو عبارة عن جمجمة عظمية ولديها مخالب نسر في يديها.


                      تالابوتشي (Tlahuelpuchi) – أمريكا الوسطى - :

                      هم مزيج بين السحرة ومصاصي الدماء، وهم في الحقيقة بشر عاديون، لكنهم يولدون مع لعنة أزلية لا يمكن الخلاص منها. ولأنهم ولدوا بصورة طبيعية لذلك يصعب التعرف عليهم وتمييزهم، ويستمرون بالعيش مع عائلاتهم كأطفال عاديين حتى يكتشفوا حقيقة ما هم عليه في وقت ما عند سن البلوغ. وحين يكتشف تالابوتشي ذاته فأنه يبدأ في الحال بالبحث عن ضحاياه، إذ يجب عليه أن يشرب الدم لمرة واحدة شهريا وإلا مات.

                      غالبية التالابوتشي من النساء، ولديهن القدرة على التحول والتلون في صور وأشكال شتى، لكنهن يفضلن هيئة النسر والعقاب. التالابوتشي يحوم طائرا فوق منزل ضحيته أولا، إذ عليه تأدية بعض الطقوس السحرية ليتمكن من دخول المنزل، وهو في العادة يفضل الأطفال الصغار لكنه قد يهاجم الكبار أيضا، يمتص دمائهم حتى الموت. وبحسب المعتقدات في المكسيك فأن البصل والثوم والحديد لها تأثير كبير في صد هجمات التالاباتشي.


                      تشوباكابرا (Chupacabra ) – الأمريكيتين - :

                      مخلوق بشع تختلف أوصافه من منطقة إلى أخرى في أمريكا، له وجه حيوان قارض أو كلب، أنيابه طويلة ومعقوفة للداخل، جلده رمادي ضارب إلى الزرقة يعلو ظهره صف من الأشواك المسننة المنحدرة من أعلى الرأس وحتى نهاية الذنب. وهو يمشي على أربع لكن بإمكانه الانتصاب كالكنغر، طوله يتراوح بين 1 – 1.2 متر.

                      طالما أثار التشوباكابرا ذعر المزارعين بسبب مهاجمته لحيواناتهم الأليفة وكذلك بسبب طريقته الوحشية في القتل، فهو مصاص دماء حقيقي، ينشب أسنانه الحادة في صدر ضحيته ثم يبدأ بمص الدم حتى أخر قطرة.



                      ادزي (Adze ) – أفريقيا - :

                      أرواح شريرة أعتقد شعب الإوي في غينيا بأنها تمتص دماء الناس أثناء نومهم في الليل، وهي تتنقل من مكان إلى آخر على شكل يراعة مضيئة، لكنها قد تتلبس جسدا بشريا. وغالبا ما تحوم الشكوك حول الأشخاص الحسودين والغيورين في كونهم ادزي.

                      أوبايافو (Obayifo ) – أفريقيا -:


                      هذه الأرواح الشريرة شائعة جدا بحسب معتقدات شعب الأشانتي في غرب أفريقيا، فهي تتقمص أجساد الناس العاديين، وأحيانا قد تحل في أجساد الحيوانات لتفترس البشر. وهي تتحرك ليلا في شكل كرة مضيئة تنساب إلى داخل الأكواخ لتمتص الدماء من أجساد الأطفال.


                      امبوندولو (Impundulu ) – أفريقيا -:

                      مخلوق خرافي بهيئة طائر كبير يبرق ويرعد حين يحرك جناحيه ومخالبه. وبحسب فلكلور قبائل الزولو والبونو في جنوب أفريقيا، يكون الإمبوندولو خادما للسحرة يرسلوه للقضاء على أعدائهم، وهو يتميز بولعه وشهيته المفتوحة للدماء، وقد يتخذ هيئة شاب وسيم لإغراء وخداع النساء.


                      ايمبوسا (Empusa ) – الإغريق - :

                      من أنصاف الآلهة الإغريقية، ابنة الربة هيكاته، آلهة السحر ومفترق الطرق. أسمها يعني "ذات القدم الواحدة"، اشتهرت بإغوائها للرجال، تستدرجهم وتستمتع بالتهام أجسادهم وامتصاص دمائهم.

                      لاميا (Lamia ) – الرومان - :

                      حفيدة بوسيدن، آله البحر في الميثولوجيا الإغريقية والرومانية. بحسب الأسطورة القديمة فأن لاميا كانت ملكة ليبيا الامازيغية، ويقال بأنها دخلت في علاقة غرامية مع الإله زيوس انتهت بإنجابها عدة أطفال في السر، وقد أدت هذه العلاقة إلى غضب الربة هيرا – زوجة زيوس وأخته – فعاقبتها على علاقتها مع زوجها بقتل أطفالها أمام عينيها، الأمر الذي دفعها إلى حافة الجنون، ومنذ ذلك الحين صارت تقتل وتلتهم أطفال البشر وتمتص دمائهم.


                      سترجيز (Striges ) –الرومان -:

                      سترجيز أو ستريكس تعني البومة في روما القديمة، وخلاصة القصة هي أن الربة إفروديت غضبت على حورية تدعى بوليفونتي فعاقبتها بجعلتها تغرم بدب بري، وقد أثمر هذا الغرام الشاذ عن طفلين مشوهين ورثا عن أبيهم وحشيته فأصبحا من آكلي لحوم البشر، الأمر الذي أغضب افروديت مرة أخرى فحولتهما إلى طائرا بومة، لكنهما الأخوين استمرا في مهاجمة الناس خلال الليل، وعرف عنهما ولعهما بلحوم ودماء البشر. ولهذا أصبحت البومة نذيرا للشؤم لدى الرومان.

                      شرب الدم بعيدا عن الأساطير

                      قد يظن البعض بأن شرب الدماء مقصور على الوحوش والمخلوقات الخرافية، لكن التاريخ يخبرنا بأن الممارسات المتعلقة بالدم هي غاية في القدم، فقد ذكر المؤرخون بأن مقاتلي الاسكيثيين (Scythians)، وهم شعب بدوي قديم عاش في جنوب روسيا، كانوا يشربون دم أول جندي من الأعداء يقتلونه في ساحة المعركة، كما عرف عنهم شربهم لدماء خيولهم حين يتعذر عليهم الوصول إلى الماء أثناء الحروب وحملات الغزو الطويلة، كانوا يفتحون جرحا صغيرا في عنق الجواد الذي يمتطونه ثم يمتصون الدم منه مباشرة، فيغنيهم ذلك عن شرب الماء. وقد أشار المؤرخون المسلمون إلى مثل هذه الممارسة لدى المغول أثناء اجتاحهم للشرق الأوسط في القرون الوسطى.

                      إن امتلاك قوة الخصم واستلاب روحه كان غالبا هو الدافع الرئيسي لشرب الدم، إذ كان هناك اعتقاد راسخ لدى الأقوام البدائية في أن قوة الإنسان تكمن في دمه، وربما من هنا أتت عبارة : "سأشرب من دمك"، التي تدور على لسان الناس عند الغضب والتهديد والوعيد. وبمرور الزمن امتزجت تلك المعتقدات البدائية مع الطقوس الدينية الوثنية، فأصبح أسرى الأعداء لا يذبحون في ساحة المعركة وإنما ينقلون إلى المعابد الحجرية الفخمة والضخمة لتنحر أعناقهم كقرابين عند مذبح الآلهة، ويمكن ملاحظة بقايا هذه الطقوس الدموية الوثنية في بعض بقاع العالم حتى اليوم، ففي مملكة النيبال مثلا، يقوم الهندوس لمرة واحدة كل خمسة سنوات بذبح آلاف الحيوانات في مهرجان ضخم مكرس للربة غاديما، حيث تسيل دماء الثيران الضخمة كالشلالات عند مذبح المعبد، ويقوم بعض الكهنة بامتصاص وشرب دم القرابين للحصول على رضا الآلهة. ويقال بأنه في العصور الوسطى، أي قبل صدور قانون "منع التضحية البشرية" في الهند عام 1780، كان البشر يشكلون جزءا من تلك القرابين والأضاحي المقدمة للآلهة الهندية.



                      وإذا كنا قد خضنا في موضوع القرابين الدموية، فلا يفوتنا أن نشير هنا إلى أن الحضارات الأمريكية قبل الغزو الأسباني كانت الأعلى كعبا بين الأمم القديمة في هذا المجال، فلم تشهد امة من الأمم ذبائح بشرية كتلك التي شهدتها المعابد الحجرية المدرجة في حواضر الأزتك والمايا والانكا حيث كانت قلوب القرابين البشرية تنتزع من الأجساد الخائفة المرتجفة لتقدم لآله الشمس وهي تنبض، وذلك من أجل ديمومة دورة الحياة وحماية الكون من الانهيار، وبعد انتزاع قلوبها النابضة، كانت تلك القرابين ترمى من أعلى المعبد فيتلقفها عامة الناس في الأسفل ليلتهموا أجزاء منها، تبركا وطمعا برضا الآلهة. وفيما يخص موضوعنا، فلعل اللوحات الحجرية التي عثر عليها المنقبون في مدن حضارة الموتشي (Moche ) شمال بيرو هي المثال الأوضح على ممارسة شرب الدماء البشرية، ففي البداية كانوا ينحرون عنق القربان البشري بسكين حادة، ثم يقربون كأسا ذهبية كبيرة نحو جرحه وينتظرون حتى تمتلئ الكأس بالدم الحار لينقلوها إلى مجموعة من الكهنة الذين يقومون بشربها.



                      في روما القديمة، أعتقد الناس أيضا بخواص الدم الخارقة، خصوصا في مجال علاج الأمراض، والطريف هو أن تلك الخواص كانت تختلف حسب قوة وشجاعة ونبل صاحبها، فأطباء ذلك الزمان مثلا كانوا يؤمنون بأن دم مصارع الحلبة (gladiator ) يمكنه شفاء مرض الصرع، لهذا كان مرضى الصرع يتزاحمون على أجساد المصارعين المحتضرين ليرشفوا الدماء من جروحهم النازفة!، ويقال بأن هذه الممارسات والمعتقدات الخرافية قادت إلى ظهور طائفة سرية أعضائها من الرجال والنساء الذين أدمنوا شرب الدم، وكانوا ينظمون حفلاتهم الدموية داخل سراديب وأنفاق مظلمة بعيدا عن أعين الناس، وقد أثارت القصص والإشاعات عن هذه الطائفة رعب واشمئزاز الرومان، فقررت روما معالجة الأمر بحزم، بثت مخبريها وجواسيسها في كل مكان لملاحقة أفراد الطائفة، كانت تلك هي أكبر وأول مطاردة في التاريخ لتصفية مصاصي الدماء. لكن بعض المؤرخين اتهموا الرومان بتلفيق قصص مصاصي الدماء من أجل التنكيل بالمسيحيين الأوائل في روما، خصوصا وأن أولئك المسيحيين المضطهدين كانوا يجتمعون في السر لممارسة طقوس دينهم الجديد والتبشير به. لكن المفارقة في الأمر، هو أن نفس الاتهام الذي وجهه الرومان للمسيحيين كاله هؤلاء بعد عدة قرون لليهود فاتهموهم باختطاف الغلمان المسيحيين وتعذيبهم من أجل استخلاص دمهم وشربه، فيما عرف تاريخيا بأسم تهمة أو تشهير الدم (Blood libel ) والذي استخدم كذريعة للتنكيل باليهود ومصادرة أملاكهم خلال العصور الوسطى.



                      أخيرا يجب أن نذكر بأن للدم أهمية كبرى في مجال السحر والشعوذة، فالعديد من الوصفات السحرية تتطلب الحصول على دم حيواني أو بشري، لذلك كانت تهمة شرب الدم هي من التهم الرئيسية التي كالتها محاكم التفتيش – سيئة الصيت - للساحرات خلال مطاردتهن في القرون الوسطى، وبالطبع فأن أغلب تلك التهم كانت ملفقة، لكن هذا لا يعني بأن الدم لم يكن جزءا من الممارسات السحرية، فحتى في عصرنا الحديث هناك طوائف من عبدة الشيطان، والجماعات المهووسة بمصاصي الدماء، تؤمن بقوة الدم الخارقة والسحرية ويقوم أعضاءها باحتسائه خلال حفلاتهم السرية التي قد تتضمن تقديم أضحية بشرية، وبالفعل هناك جرائم موثقة اقترفها هؤلاء ونشرت تفاصيلها وسائل الأعلام في السنوات الأخيرة.






                      تعليق


                      • #12


                        عالم "توايلايت"


                        ربما مروا بك في الشارع من حيث لا تشعر، ربما كانوا زملاءك في المدرسة أو حتى فردا من أفراد أسرتك .. ملابسهم عادية، أشكالهم طبيعية، لا يجذبون الانتباه ولا يثيرون الشبهات. لكنهم جزء من عالم خفي قائم على السرية والكتمان .. عالم متسربل بالظلام يقبعون في ظله بهدوء، فهم لا يبحثون عن الأضواء، ولا يبوحون بأسرارهم لأحد. وقد تمضي عمرا كاملا عزيزي القارئ من دون أن ترى أحدهم أو تدرك وجودهم من حولك، لكن ثق بأنهم موجودون، ربما يكونون أقرب أليك مما تتصور، وقد يأتيك أحدهم في يوم، يقترب منك، في هيئة صديق أو قريب أو حبيب، يهمس في أذنك بشغف سائلا ومتوسلا بضعة قطرات من دمك! .. حينها ستعلم بأن ما شاهدته على الشاشة لم يكن محض هراء، وأن بيلا سوان وادوارد كولن ليسا مجرد وهم .. وأن الحقيقة لا تقل غرابة عن الخيال.


                        "أنا مصاص دماء" .. يقول بلفزار، وهو رجل في الرابعة والأربعين من نيواورلينز يرتدي ملابس سوداء، ثم يضيف مؤكدا : "الدم هو سبيلي الوحيد للحصول على الطاقة" .. يقول ذلك بثقة كبيرة وهو يضع يده على ظهر رجل آخر يقف إلى جواره خالعا قميصه، ويقوم بمسح بقعة محددة من ظهر الرجل مستخدما محلولا معقما، ويأخذ هو نفسه رشفة صغيرة من ذات المحلول، يمضمض بها فمه قليلا قبل أن يبصقها ويمسح شفتيه بعناية، ثم يمد يده إلى جيب بنطاله مستخرجا سكينا صغيرة، يعقمها أولا بالمحلول، ثم يفتح بها جرح صغير في تلك البقعة التي سبق أن عقمها من ظهر الرجل، وما أن يتدفق الدم حتى يضع فمه على الجرح ويبدأ بامتصاص الدم بشراهة كبيرة. أما الرجل الآخر فيقف منتظرا بهدوء، واصفا شعوره كالآتي : "الأمر غير مريح لكنه لا يؤلم كثيرا .. أعني أنه ليس أسوأ من ثقب الأذن أو الوشم على الجلد".
                        نترك بلفزار وصاحبه لندخل إحدى المستشفيات الحكومية في أتلانتا ونلتقي بممرضة تدعى كيرا، إنها شابة جميلة تبعث الاطمئنان في النفس بابتسامتها الودودة وملابسها البيضاء النظيفة .. أنها ملاك رحمة .. لكنها مصاصة دماء أيضا! .. ولا أدري كيف يجتمع الأمران ؟! .. لكن كيرا لا ترى أي تناقض ما بين عملها وسلوكها كمصاصة دماء، فهي لا تشرب الدم مثلما يفعل بلفزار، بل تكتفي بامتصاص الطاقة الروحية. لقد جربت مص الدماء في السابق، لكنها لا تفعل ذلك الآن .. وعن ذلك تقول : "لقد مارست العض وتذوقت الدم، لكني لم أعد أبحث عن أشخاص متطوعين لأحصل على الدم من أجسادهم وأشربه .. فأنا أحاول أن أكون أخلاقية فيما أفعله، أحاول غالبا أن أتغذى على الطاقة الروحية الموجودة في أجساد الناس من حولي من دون أن أسبب الأذى لأحد".
                        كيرا تعيش بشخصيتين منفصلتين، ممرضة في النهار، ومصاصة دماء في الليل. وهي تحاول قدر الإمكان أن تبقي على الأمر سرا، فلا أحد في المستشفى الذي تعمل فيه يعلم بحقيقة ما تفعله في الليل، ولا بأنها من الأعضاء المؤسسين لتحالف مصاصي دماء أتلانتا.
                        وبعيدا عن كيرا وبلفزار .. داخل منزل هادئ ومنعزل في وسط انجلترا .. في حجرة معتمة إلا من نور أحمر خافت، يقبع تابوت أسود أنيق ذو بطانة حمراء. داخل التابوت تتمدد امرأة تطلق على نفسها أسم السيدة "V ". ملابسها السوداء، وعيونها الحمراء، والنابان الطويلان اللذان يلوحان في ثغرها .. كل ذلك يوحي بأنها قد تكون جزءا من فلم سينمائي عن مصاصي الدماء .. لكن الأمر ليس كذلك .. فحين تدق الساعة الثانية عشر إيذانا بحلول منتصف الليل، تنهض السيدة "V " من تابوتها، تتثاءب قليلا، ثم تمد يدها نحو قدح زجاجي موضوع فوق منضدة خشبية بجوار التابوت، في قعر القدح هناك سائل أحمر قاني، تقربه السيدة "V " من فمها وتأخذ منه بضعة رشفات بشغف كبير، كأنها ترتشف قهوة الصباح! .. وتعقب قائلة : "الدم هو الشيء الوحيد الذي يطفئ ظمأى، ويجعلني أشعر باني حية فعلا".
                        وفي صباح اليوم التالي تترك السيدة "V " منزلها متوجهة إلى عملها، لكنها تبدو الآن سيدة عادية في منتصف العمر ترتدي ملابس بسيطة، قميص ابيض وبنطال جينز ازرق. اختفى النابان وتبخرت العيون الحمراء .. كل شيء في مظهرها أختلف .. حتى الاسم أختلف، فأسمها الآن هو السيدة سوزي بارك، وهي تعمل كمتطوعة في مركز للأطفال المعاقين لتعليمهم القراءة والطهي والغناء.
                        ما الذي حدث ؟ .. وما هذا التحول الكبير ؟ .. شتان ما بين السيدة "V " المخيفة والسيدة بارك اللطيفة!.

                        تلاحظ سوزي دهشتنا فتضحك قائلة : "نعم أنها أنا السيدة "V " .. لكن بزي الصباح!" .. ثم تشرح لنا قصتها فتقول : "طوال عمري كنت أشعر بأن هناك شيئا ما مفقود في حياتي، الأمر أشبه بحكة في جلدك لا تستطيع الخلاص منها أبدا مهما حككتها. ثم حدث قبل ستة أعوام أن قابلت رجلا يدعى اللورد سباستيان، وهو مصاص دماء ساعدني وأرشدني كي أجد طريقي إلى عالم الدم .. ومنذ اللحظة الأولى التي تذوقت فيها طعم الدم البشري عرفت بأني وقعت على الشيء المفقود في حياتي. علمت بأني عثرت على نفسي أخيرا .. وهكذا ولدت السيدة V ".
                        تقول سوزي بأنها تعرفت إلى مصاصي الدماء الواقع (1) أول مرة عام 2003 حين قابلت اللورد سباستيان في أحد النوادي الليلية، وتصف اللورد قائلة : "كان طويلا ونحيفا، يرتدي عباءة سوداء تكاد تلامس الأرض، شعره أسود طويل يصل حتى خصره، أخذني معه إلى بيت قديم في ضواحي المدينة يطلقون عليه أسم بيت الموتى السابقين، وهو مقر عشيرة من مصاصي الدماء الذين علموني كيف أحيا كمصاصة دماء".
                        بمرور الوقت وجدت سوزي لنفسها مكانا داخل العشيرة، كان عليها الالتزام بقوانينهم، وأهمها السرية والكتان، إضافة إلى عدم أكل الثوم أو الاقتراب منه. كانت تخرج معهم أحيانا في جولات ليلية تحت ضوء القمر في شوارع المدينة، ثم تعود للنوم في التابوت المخصص لها. ولكي تصبح عضوا كاملا في العشيرة كان عليها أن تجتاز الاختبار الأهم في حياة كل مصاص دماء .. ألا وهو شرب الدم .. وعن ذلك تقول سوزي : "أخذوني إلى غرفة سرية يسمونها الغرفة الجهنمية، لم أكن خائفة ولا قلقة، بالعكس كنت أشعر بالإثارة، فهذه كانت بالنسبة لي خطوة أخرى على الطريق كي أصبح مصاصة دماء حقيقية .. داخل الغرفة شاهدت اللورد سباستيان، كان يمسك بسكين، قطع بها أحد عروقه وجعل الدم يتدفق إلى قدح برونزي قديم، ثم قدم القدح لي، فأخذته وشربته من دون أي تردد، كان الدم ما يزال دافئا وله طعم المعدن، وما أن أستقر في جوفي حتى شعرت بنشوة كبيرة .. كأنما أعطاني حياة جديدة .. أنه أشبه بشعور عودتك إلى المنزل بعد غياب طويل".
                        فرحة سوزي باجتيازها للاختبار لم تدم طويلا، فبعد مدة قتل اللورد سباستيان في حادث سيارة، وبموته أنفرط عقد العشيرة، تفككوا ولم يعودوا يلتقون كسابق عهدهم، لكن ذلك لم يفت في عضد سوزي، فاستمرت في حياتها الجديدة كمصاصة دماء، أشترت تابوتا وأصبحت تمارس طقوس الدم لوحدها في المنزل. ولم تمض فترة طويلة حتى تعرفت عن طريق الانترنت على شاب يدعى بول، والذي أصبح زوجها لاحقا.
                        بول لم يكن مصاص دماء، لكنه كان مغرما بالثقافة القوطية ، لهذا لم يرى بأسا في سلوك زوجته حين صارحته بحقيقة كونها مصاصة دماء، بالعكس، وجد الأمر مسليا .. فملابسها السوداء .. وأنيابها الطويلة .. وعدساتها اللاصقة الحمراء .. كانت تثيره جدا .. خصوصا حينما تأتيه ليلا وهي تزحف وتزأر كأنها وحش مسعور .. تقترب منه ببطء ثم تطبق أنيابها على عنقه، لم تكن تعضه طبعا، بل تمتص الطاقة من جسده من دون أن تجرحه، فسوزي كانت مصاصة دماء هجينة، وهذا النوع من مصاصي الدماء يعتاش على نوعين من الغذاء .. الدم والطاقة الروحية.
                        سوزي تشرب الدم أيضا، مرتين أسبوعيا، لكنها لا تحصل عليه من أجساد متطوعين كما يفعل بلفزار، بل تكتفي بما يجود به جسدها، فهي تجرح نفسها وتصب دمها في قدح ثم تشربه. وهي سعيدة جدا بحياتها كمصاصة دماء. أما عن الفرق بينها وبين مصاصي الدماء الذين نراهم على شاشات السينما والتلفاز فتقول سوزي بأنها لا تهاجم الناس أبدا للحصول على الدم، وبأنها ليست ميتة بل إنسانة حية ولا تخاف أشعة الشمس وضوء النهار.
                        وعلى العكس من سوزي، فأن مصاصة الدماء الأسترالية كريس بويزن لا تتورع عن امتصاص الدم من جسد زوجها بليك، ولا تبخل عليه بدمها. فشرب الدم هو تعبير عن الحب بين الزوجين! .. هذا ما تقوله كريس : "الأمر برمته يدور حول الحب، عندما تحب شخص ما يمكنك أن تأخذ منه، ويمكنه أن يأخذ منك".
                        كريس تزعم بأنها مصاصة دماء منذ الصغر، وتقول بأنها تعرفت على الكثير من الرجال قبل أن تلتقي زوجها، لكنها لم تكن تمص الدم إلا من أجساد الرجال الذين تقع بحبهم. وعن ذلك تقول : " يجب أن أحب الشخص حبا عميقا لكي أستطيع أن شرب دمه. فأنا لا أستطيع أن أتجول في الشارع وأقول أنا مصاصة دماء وأنا ذاهبة لأمزق عنق أحدهم. صحيح أنا أشرب الدم، لكن الأمر يرتبط بالحب. عندما قابلت زوجي بليك لأول مرة كان يعلم بميولي. أنه جزء من حياتنا .. الدم يجعلنا أقوياء".
                        الزوجان تقابلا أول مرة خلال حفلة ميتال صاخبة، وقعا في الحب من النظرة الأولى كما تقول كريس : "مصاصي الدماء يتمتعون بحس فائق وطاقة مميزة. وما أن نظرت إلى بليك حتى وقعنا في حب بعضنا على الفور". ويعيش الزوجان حاليا في ملبورن، يمضيان وقتهما كمصاصي دماء، ويتحاشى كلاهما الخروج تحت أشعة الشمس قدر الإمكان لأنها تؤذيهم بحسب ما يدعون.
                        مصاصو دماء الواقع قد يقدمون على ما هو أكثر من مجرد تسول الدم من الأقارب والمعارف والمتطوعين. ففي تركيا أعلن الأطباء مؤخرا عثورهم على مصاص دماء حقيقي، شاب في الثالثة والعشرين من العمر يهاجم الناس في الشارع فيجرح بعضهم ويعض آخرين بغية شرب دمائهم. الشرطة ألقت القبض على هذا الشاب متلبسا بالجرم المشهود فحولته فورا إلى مصحة للأمراض النفسية، وقد شخص الأطباء حالته على أنها مزيج من عدة أمراض، فهو يعاني حالة نادرة من متلازمة رينفيلد
                        (Renfield's syndrome )، التي تدفع المصاب إلى شرب الدم، وهو يعاني أيضا من مرض تعدد الشخصيات الفصامي (DID )، حيث تكون للمصاب عدة شخصيات منفصلة تماما عن بعضها ويعاني من فقدان ذاكرة مؤقت.

                        هذا الشاب – الذي تحفظت الشرطة على أسمه – متزوج، وقد عانى من طفولة مريرة، فزعم بأن أمه كانت مصاصة دماء، وبأنها كانت تشرب الدم من جسده، كما كان شاهدا على عدة حوادث عنيفة ألقت بظلالها على شخصيته .. شاهد مقتل عمه أمام ناظريه، وشاهد صديقه وهو يقوم بذبح أحد الأشخاص ويقطع عضوه الذكري، وماتت أبنته الوحيدة بعمر أربعة أشهر. وبعد موت أبنته بدأ يشعر برغبة كبيرة في شرب الدم، فكان يجرح جسده في عدة مواضع ثم يجمع الدم في كوب ويشربه، وحصل عن الدم أيضا عن طريق والده الذي سرق له عدة عبوات من بنك الدم .. لكن كل ذلك لم يشبع نهم الشاب المتزايد للدم فراح يهاجم الناس في الشارع. فهو لا يستطيع أن يحيا من دون دم كما أخبر الأطباء، الدم بالنسبة إليه حاجة ملحة كالأوكسجين. وقد وصف الأطباء حالته على أنها نادرة جدا وهم يخضعونه حاليا لعلاج إدمان الدم.
                        حالة الشاب التركي نادرة فعلا لكنها ليست بفريدة في نوعها، ففي إحدى الليالي من عام 2011، وقعت حادثة في غاية الغرابة بالقرب من احد المطاعم في سان بطرسبرج بفلوريدا، فالعجوز المقعد ايليس ميلتون (69 عاما) لم يكن لديه مأوى يلجأ إليه في تلك الليلة فتوقف بكرسيه المدولب عند محطة البنزين، هناك التقى فتاة شابة تدعى جوزفين سميث (22 عاما) كانت تقف لوحدها. وبسبب غزارة المطر اقترح العجوز على جوزفين الاحتماء بمظلة احد المطاعم على الطرف الآخر من الشارع، فتبعته إلى هناك، وراح العجوز يتبادل أطراف الحديث معها حتى غلبه النعاس فنام فوق كرسيه المدولب. لكن نوم العجوز المسكين لم يدم طويلا، فقد استيقظ مرعوبا بعد برهة ليشاهد جوزفين واقفة فوق رأسه مباشرة وهي تصرخ كالمجنونة زاعمة بأنها مصاصة دماء وبأنها سوف تأكله! ثم هاجمته بشراسة وراحت تعضه في وجهه وذراعه. العجوز أصيب بعدة جروح غائرة واخذ ينزف بغزارة لكنه تمكن بطريقة ما من الإفلات من براثن الشابة المسعورة ليعود إلى المحطة ويتصل بالشرطة طالبا النجدة. الشرطة عثرت لاحقا على جوزفين بالقرب من المطعم وهي نصف عارية ومغطاة بدماء العجوز، وقد أخبرت الشرطة بأنها لا تتذكر شيئا عن الحادث ولا تعلم بما جرى.
                        وفي عام 1932 عثرت الشرطة في السويد على جثة تعود لعاهرة في حجرة أحد فنادق العاصمة ستوكهولم، الجثة كانت مهشمة الرأس تماما، وبالقرب منها على الطاولة كانت توجد عدة أقداح زجاجية فيها بقايا دم، وهو الأمر الذي دفع الشرطة للاستنتاج بأن الأشخاص الذين قتلوا الفتاة قاموا بشرب دمها قبل أن يلوذوا بالفرار .. وقد بقيت هذه القضية لغزا غامضا حتى يومنا هذا، ولم يلقى القبض على القتلة أبدا.
                        بعض أشهر القتلة المتسلسلين في القرن العشرين كانوا مصاصي دماء، فالألماني بيتر كارتين، الذي يعرف بأسم سفاح "دوسلدورف". كان يغتصب ضحاياه ويقتلهم ويجد لذة كبيرة في شرب دمائهم والتهام أجزاء من أجسادهم. وقد أعدم هذا السفاح الرهيب عام 1931 ورأسه معروض اليوم في أحد المتاحف الألمانية. هناك أيضا السفاح الألماني فريتز هارمن الذي يلقب بسفاح هانوفر، كان يستدرج الأولاد الصغار والمراهقين إلى شقته حيث يقوم باغتصابهم، ثم يطبق بفكيه على حناجرهم ويمزقها ليشرب الدم منها مباشرة. وقد ناهز عدد ضحاياه السبعين، وأعدم عام 1925. الطريف أنه طالب القاضي خلال محاكمته بأن يتم إعدامه خلال احتفالات رأس السنة كي تذهب روحه إلى الجنة فيحتفل بالعيد هناك مع أمه!.
                        أما الأمريكي ريتشارد جيس فقد كان مصاص دماء بكل معنى الكلمة، ولهذا أطلقوا عليه لقب "مصاص دماء سكرمنتو". عاش طفولة بائسة، وأمضى ردحا من حياته في مصحة عقلية، هناك أطلقوا عليه لقب دراكولا، لأنه كان يصطاد الطيور من حديقة المستشفى ويقوم بامتصاص دمها. جيس قام بقتل ستة أشخاص خلال حقبة السبعينات من القرن المنصرم، أمتص دماء بعضهم واكل أجزاء من أجسادهم. وقد مات منتحرا في زنزانته عن عمر ثلاثين عاما في عام 1980.
                        هناك عدد كبير من القتلة والسفاحين الذين عرفوا بولعهم الشديد بالدم، ومن دون شك يأتي دراكولا الحقيقي، أي الأمير فلاد الرابع، على رأس القائمة. لكن من الظلم القول أن جميع مصاصي الدماء هم قتلة ومجرمين، إذ من المهم أن نفرق بين مصاصي دماء أمثال بلفزار وسوزي كارتر، وبين مصاصي دماء مجرمين أمثال بيتر كارتين وريشارد جيس. فالصنف الأول غالبا ما يكون مسالم، يحصل على الدم من جسده، أو من خلال المانحين الذين يرغبون بتقديم دمائهم طواعية، وأحيانا قد يقنع بشرب الدم الحيواني. ونسبة كبيرة منهم يصنفون أنفسهم على أنهم مصاصي دماء روحيين، لا يشربون الدم رغم تشبههم بمصاصي الدماء من حيث الملبس والمسلك، فهم يستعيضون عنه بما يسمونه "طاقة الحياة"، وللحصول على هذه الطاقة يكتفون بوضع أنيابهم على رقبة المانح من دون أن يعضوه أو يجرحوه، كما تفعل سوزي مع زوجها.
                        وفي الجزء الثاني من هذه السلسلة سنتطرق بالتفصيل إلى أنواع وأصناف مصاصي الدماء الواقعيين، طرز حياتهم وتصرفاتهم، نجومهم ومشاهيرهم، تجمعاتهم وعشائرهم، والمخاطر الصحية التي قد يسببها شرب الدم، وسنأتي أيضا على ذكر جرائم وقعت في السنوات الأخيرة ونسبت بعضها لجماعات مصاصي الدماء، وذلك لكي نحذر شبابنا وشاباتنا من الوقوع في براثن بعض الجماعات الإجرامية التي تنشط على النت وتجد في شرب دماء الأبرياء متنفسا لعقدها وأمراضها النفسية.

                        تعليق


                        • #13
                          الجزء الحادى عشر


                          أحفاد دراكولا .. بلدة مصاصين دماء أدهشت العالم

                          قد يبدو العنوان مثيرا بعض الشيء، وقد تظنوا انه لمجرد لفت الانتباه ‏لكن اسمحوا لي بأن أخيب ظنكم لأن موضوعى هذا كتبت عنه العديد من الصحف العالمية الشهيرة والمرموقة، ‏ولأن وقائعها حدثت في قلب أوربا قبل عدة سنوات فقط فأثارت دهشة العالم ليس فقط لغرابتها ولكن لحقيقة وجود ‏أناس في القرن الحادي والعشرين لازالوا يؤمنون بقوة بمصاصي الدماء ويقومون بطقوس مخيفة تحيطها السرية ‏التامة والتكتم الشديد من اجل محاربتهم والقضاء عليهم. لكن ما كشف المستور وفضح المخفي هو اتصال تلفوني ‏أجرته إحدى السيدات مع الشرطة حول انتهاك حرمة احد القبور، اتصال غريب تحولت على أثره بلدة مصاصي ‏الدماء المنسية بين ليلة وضحاها إلى حديث الناس وقبلة الصحافة ووسائل الإعلام.

                          حين كتب برام ستوكر روايته المرعبة حول الكونت دراكولا قبل أكثر من قرن من الزمان ظن العديد من الناس أنها مجرد رواية خرافية مستوحاة عن حياة الأمير الدموي فلاد تيبس الذي اشتهر في العصور الوسطى بأنه شيد حول قلعته غابة من الخوازيق التي يجلس فوق كل منها ضحية بشرية ليموت ببطء. لكن ما لا يعلمه معظم الناس أن قصص مصاصي الدماء في رومانيا حيث عاش وحكم دراكولا ليست مجرد خرافات تقصها العجائز لتخويف أحفادهن في ليالي الشتاء الباردة، لكنها اعتقاد راسخ لدى الكثير من الرومانيين الذين يؤمنون بأن مصاص الدماء مخلوق حقيقي وموجود فعلا.

                          في عام 2004 تلقت الشرطة الرومانية اتصالا غريبا من سيدة تشتكي بأن هنالك عدة أشخاص انتهكوا حرمة قبر والدها ومثلوا بجثته، على الفور بدئت الشرطة بأجراء تحقيقاتها في البلدة التي أتت منها الشكوى، وهي بلدة صغيرة تدعى مارتنو دي سيوز وتقع في منطقة نائية إلى الجنوب الغربي من رومانيا. وسرعان ما تم اعتقال ستة أشخاص اعترفوا صراحة وبدون مواربة بأنهم انتهكوا حرمة قبر السيد بيتري توما لأنه تحول بعد موته إلى مصاص دماء قام بمهاجمتهم أثناء الليل عندما كانوا نائمين وامتص دمائهم حتى أصابهم الإعياء والمرض وكادوا أن يفرقوا الحياة.

                          سرعان ما انتشر الخبر في الصحف وتقاطر الصحفيون على البلدة المغمورة. لم تكن القصة جديدة على الرومانيين الذين عرفوا لقرون طويلة ممارسة طقوس معينة من اجل التخلص من شر مصاصي الدماء، لكن الجديد في القضية هو أن معظم الناس، خصوصا في المدن والمناطق المتحضرة، كانوا يظنون أن طقوسا كهذه قد اندثرت منذ زمن بعيد ولم يعد أحد يمارسها، كما أنها المرة الأولى التي شهدت تدخل الشرطة في قضية كهذه. وقد كشفت التحقيقات أن بعض أفراد عائلة السيد توما كانوا من ضمن الأشخاص الذين شاركوا في الطقوس وان ابنته التي أبلغت الشرطة عن الحادثة والتي تعيش مع زوجها خارج البلدة هي الوحيدة التي لم تكن تعلم شيئا عن القضية وإنها اكتشفت الأمر لاحقا. السيد بتري توما كان عجوزا في السادسة والسبعين توفى قبل أيام قليلة من أعياد ميلاد عام 2003، كان معلما ورب عائلة كبيرة يحترمه الجميع في البلدة، ولم تظهر عليه أثناء حياته أي من العلامات التي يعتقد الناس في رومانيا بأنها تدل على أن الشخص سيصبح مصاص دماء بعد موته، مثل أن تسقط أسنانه العليا قبل السفلى في طفولته أو أن تثب قطة من فوقه أو أن يحلق خفاش فوق قبره فور دفنه .. الخ من الأمور التي يتشاءم منها الناس. لكن لم تمض سوى فترة قصيرة على دفن السيد توما حتى أصيبت عائلة ابنة أخته مايرلا بمرض غامض لم يعرف الأطباء سببه ولا اهتدوا لعلاجه، لكن الكوابيس التي أخذت تنتاب أفراد العائلة ليلا كشفت لهم سبب اعتلالهم، وأكد ذلك احد الجيران الذي اخبرهم بأنه شاهد شبح بتري توما وهو يغادر منزلهم قبل بزوغ الفجر بقليل واقسم هذا الجار على أنه شاهد سربا من الغربان حلق فوق رأسه كنذير شؤم.

                          "لقد امتص الحياة من أجسادنا لكي يعيش هو" قالت مايرلا لأحد الصحفيين ثم أردفت تشرح له ما حدث : "كنا نحتضر جميعا، أنا وأبني وزوجته، في الليل شاهدنا جميعا نفس الكابوس، لقد رأينا شبح الخال توما وهو يأتي إلينا ليمتص دمائنا".
                          كان علاج عائلة مايرلا يتطلب طقوسا معينة وتحركا سريعا، لذلك انطلق بعد عدة أيام في جوف الليل ستة رجال يقودهم جورج زوج مايرلا، خرجوا من البلدة باتجاه المقبرة، كانوا مسلحين بمطارق حديدية وأزاميل وأوتاد خشبية، شقوا طريقهم وسط القبور بحذر حتى توقفوا عند ضريح السيد توما ثم شرعوا بالحفر بسرعة، اخرجوا التابوت ثم انتظروا بقلق دقات الساعة الثانية عشر إيذانا بانتصاف الليل لكي يبدءوا ما خططوا له بدقة لعدة أسابيع، الطقوس القديمة التي توارثوها جيلا بعد أخر. وأخيرا حين حانت اللحظة المناسبة قام الرجال برفع غطاء الكفن والقوا نظرة سريعة على الجثة التي مضى على دفنها عدة أشهر، وليتكم كنتم هناك لتروا ملامح الدهشة والرعب التي ارتسمت على وجوه هؤلاء الرجال الذي وقفوا وسط قبور الموتى فاغرين أفواههم وقد اعتراهم خوف شديد وهم يتطلعون إلى جثة كان من المفروض بأنها في طور التحلل والتفسخ لكنها بدت سليمة كأنها دفنت بالأمس.

                          "حين رفعنا غطاء الكفن شاهدنا يدي الخال توما مبسوطتان إلى جانبيه في حين كنا متأكدين تماما بأنهما كانتا معقودتان على صدره حين دفناه أول مرة!" قال جورج رافعا حاجبيه وملوحا بيده بتعجب ثم تابع حديثه عما شاهده في تلك الليلة المخيفة قائلا : "رأسه كان قد تنحى جانبا! وكانت هناك بقع يابسة من الدم على ذقنه وشفتيه".

                          كانت هذه العلامات دليلا مؤكدا على أن بيتري توما قد تحول إلى ما يسميه الرومانيين ستريجوي، وهي المرحلة الأولى لتحول مصاصي الدماء، وخلال هذه المرحلة يتحرك الميت –وأحيانا الحي عن طريق السحر- مثل الشبح ولكنه لا يستطيع الخروج والتجول سوى في الليل فقط وعادة ما يبدأ بمهاجمة ومص دماء أقاربه ويستمر على هذا النهج حتى يتحول إلى المرحلة الثانية التي يصبح خلالها مصاص دماء كامل القوى يستطيع التحرك خلال النهار ويستطيع حتى أن يعيش بين الناس كشخص عادي ويتزوج وتكون له ذرية من دون أن يشعر به احد. وقد تعلم القرويين الرومانيين عن أجدادهم بأنهم يجب أن ينتزعوا قلب الستريجوي بأسرع وقت قبل أن يتحول إلى مصاص دماء خارق القوى لا يمكن القضاء عليه وحينها سيكون بإمكانه إبادة قرى بأكملها. لذلك فقد سارع جورج ورفاقه إلى شق صدر جثة السيد توما بواسطة مذراة ثم انتزعوا القلب من مكانه.

                          "لم يكن الدم في قلبه متخثرا ولا فاسدا بل كان طازجا يتدفق منه بغزارة كأنه قلب إنسان حي" قال جورج ثم تابع كلامه حول ما حدث بعد ذلك : "حين
                          انتزعنا القلب لاحظنا بأن جسده بدء يسترخي ونأت عنه تنهيدة!". وبعد أن انتزعوا القلب ووضعوه على رأس المذراة قاموا بغرس وتد خشبي في الجثة ونثروا قليلا من الثوم حولها ثم أعادوها إلى القبر وسارعوا بمغادرة المكان.
                          كانت مايرلا تنتظر عودة زوجها جورج عند طريق قديمة بالقرب من المقبرة وقد قامت بمساعدة ابنها وزوجته بإيقاد النار اللازمة لإكمال الطقوس، وما أن وصل الرجال حتى وضعوا القلب داخل النار وجلسوا جميعا ينتظرون احتراقه وتحوله إلى رماد. جورج وصف ما حدث بعد ذلك قائلا : "بعد أن تفحم القلب مزجنا رماده مع الماء وشربنا منه، وعلى الفور استعدنا عافيتنا جميعا، لقد بدا الأمر كما لو أن شخصا ما رفع عنا مرة واحدة جميع الألم والمرض الذي كنا نشعر به". لم يكن جورج يشعر بالذنب لما قام به بل بالعكس كان اعتقاده راسخا بأنه فعل الصواب : "لو لم نفعل شيئا لكانت زوجتي وابني وزوجته الآن في عداد الأموات، لقد رأيت حوادث مشابهة في السابق" قال جورج ثم تابع كلامه مدافعا عما اقترفه : "لقد قمنا بطقوس عمرها مئات السنين، لا نعتقد بأننا اقترفنا جرما. على العكس، نعتقد بأننا أقدمنا على عمل جيد لأن روح بتري توما كانت تطاردنا جميعا وكانت على وشك أن تقتل بعضنا، لقد عاد من بين الموتى وكان يلاحقنا!".
                          تحقيقات الشرطة حول القضية كشفت بأن طقوس مصاصي الدماء أجريت لأكثر من عشرين مرة في البلدة خلال السنوات القليلة المنصرمة. ربما كان الأمر عجيبا ومثيرا للاشمئزاز عند معظم الناس أما هنا في هذه البلدة النائية من الريف الروماني فالسكان يعتقدون بأن الأمر عادي جدا ولا يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت حوله، وقال معظمهم أن الرجال الستة فعلوا ما كان يتوجب عليهم القيام به لدرء الخطر عن أنفسهم وعن عائلاتهم. أما السلطات في المقاطعة فقد كان لها رأي أخر إذ إن القضاء حكم على كل من الرجال الستة بالسجن ستة أشهر لكن مع إيقاف التنفيذ.
                          باولو ديكانو، احد سكان البلدة علق على القضية قائلا :"حسنا فعلوا بأن انتزعوا قلبه لأن الناس كانوا في خطر، القرويون الرومان يعرفون كيف يقيمون الطقوس التي تطرد أرواح الموتى الشريرة".
                          شخص أخر من البلدة يدعى دميتريو تحدث عن تجربته الشخصية مع مصاصي الدماء قائلا : "احد أعمامي مات عام 1992 وبعد عدة أيام على دفنه أصبحت مريضا بشدة. الأطباء لم يستطيعوا تشخيص مرضي ولم يعرفوا ما خطبي. بعد عدة أيام، دخلت عمتي إلى غرفتي تحمل كأسا من ماء وطلبت مني أن اشربه، فقمت بشربه حتى أخر قطرة، وعلى الفور استعدت عافيتي وتخلصت من المرض. وقد علمت لاحقا بأن الماء الذي شربته كان يحتوي على رماد قلب عمي الميت!". شخص أخر يدعى دومينكا علق على كلام صديقه قائلا : "لقد كان هناك عشرات الموتى الذين تحولوا إلى مصاصي دماء وكانوا يطاردونا، وفي العادة تقوم عائلة الميت الذي تحول إلى مصاص دماء بعقد اتفاق مع ضحاياه توافق بموجبه على انتزاع قلب قريبها وعلى عدم التحدث عن ذلك. ولم يسبق ان سجلت أي شكوى ضد الطقوس قبل قضية بيتري توما ". وكلام دومينكا هذا يتفق مع ما ذكره احد رجال الشرطة الذي طلب عدم ذكر اسمه وقال بأنهم، أي الشرطة، يعلمون عن إجراء هذه الطقوس منذ عقود طويلة ولكنهم لم يستطيعوا عمل أي شيء حيالها لأن أي شخص لم يشتكي منها سابقا.
                          1 - الخازوق هو وتد أو عمود خشبي طويل ومدبب الرأس يقومون بإدخاله في شرج المحكوم عليه بالموت ثم يرفعوه ويثبتوه بالأرض بشكل عمودي بحيث يبدو المحكوم من بعيد كأنه جالس أو طائر في الهواء ويترك على هذه الحالة ليدخل الرأس المدبب في جسمه بالتدريج فيكون موته بطيئا وقد يستمر لعدة أيام وأحيانا يخرج الخازوق من فمه، ويقال أنهم كانوا يطعمون المحكوم أحيانا بأكلات مسهلة للبطن ليزيدون من عذابه لأنه لا يستطيع التغوط.


                          أكثر من استعمل هذه الطريقة هم الأتراك العثمانيين ومنها أتت كلمة الخازوق العربية، وقد تعلم دراكولا هذه الطريقة حين كان أسيرا في البلاط العثماني لعدة سنوات ثم أسرف في استعمالها مع أعداءه و مع أسرى الحرب حين عاد إلى رومانيا حتى أن الناس أطلقوا عليه اسم فلاد المخوزق، ويقال انه قام في إحدى المناسبات بخوزقة عشرين ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال في يوم واحد.



                          تعليق


                          • #14
                            الجزء الثانى عشر


                            ميرسي براون ..
                            أشهر مصاصة دماء في أمريكا‏


                            غامضون يتمتعون بقوى خارقة و يتحركون بخفة و رشاقة تحت جنح الظلام للبحث عن ضحاياهم. يحبون الدماء ‏و الجنس و لديهم أحيانا حس الدعابة , هذه هي صورة مصاصي الدماء كما تصورها أفلام الرعب الحديثة حتى ‏غدا مصاص الدماء لا يخيف أحدا بل على العكس تحول إلى شخصية محببة تتجسد دائما في صورة شاب غامض ‏وسيم أو في لباس حسناء رشيقة تستخدم مفاتن جسدها كطعم لاصطياد ضحاياها. لكن هذه الصورة النمطية التي ‏رسمتها السينما الحديثة لمصاصي الدماء تختلف كليا عن الصورة التي كانت مرسومة في مخيلة الناس البسطاء ‏خلال القرون الخوالي حيث راجت آنذاك قصص الموتى الإحياء الذين يمتصون أرواح ضحاياهم خلال الليل ثم ‏يعودون إلى قبورهم قبل بزوغ الشمس , و قد بذل الأهالي الخائفون , كما في قصتنا هذه , كل ما في وسعهم ‏للتخلص من تلك الأرواح الشريرة.
                            هناك الكثير من المخلوقات المرعبة في فلكلور الشعوب , بعضها أصبح نسيا منسيا بمرور الزمن و تنامي وعي الناس و ثقافتهم فيما نال بعضها الأخر قسطا كبيرا من الشهرة بفضل ظهور المطبوعات الحديثة و بزوغ عصر السينما فأصبحت هذه المخلوقات جزءا لا يتجزأ من ثقافة الرعب العالمية. وقد تكون شخصية مصاص الدماء هي إحدى أكثر الشخصيات المرعبة شهرة في هذا المجال , فهي شخصية امتزج فيها الخوف بالغموض و الإثارة بالإغراء فأصبحت محببة إلى القلوب و صار لها عشاقها و مريدوها في جميع أنحاء العالم , بل أصبح هناك اعتقاد لدى بعض الناس بأن هناك مصاصو دماء حقيقيين وأنهم حقا يعيشون متخفين بيننا يتحينون الفرص للانقضاض على طرائدهم البشرية. و ربما تكون أنت أيضا عزيزي القارئ قد تساءلت مع نفسك حول حقيقة شخصية مصاص الدماء , أين نشأت ؟ وهل هناك سند تاريخي أو قصص حقيقية تؤيد وجودها ؟.
                            أن شخصية مصاص الدماء (Vampire ) موجودة في فلكلور و تراث معظم الشعوب الأوربية تحت مسميات مختلفة إلا ان منطقة البلقان و شرق أوربا تعتبر من أكثر الأمكنة التي تجذر إيمان الناس فيها بوجود مصاصي الدماء , و ربما يكون لتاريخ المنطقة الدموي الحافل بالمجازر والأوبئة و الجهل و الفقر المدقع الدور الأكبر في توفير البيئة الأكثر ملائمة لنمو و انتشار الخرافات عن هذه المخلوقات المرعبة التي غالبا ما كان يلقى على عاتقها مسؤولية الإحداث المؤلمة التي كانت تصيب الناس هناك و ما أكثرها.

                            ومن هذه البيئة البائسة أيضا استقى الروائي الايرلندي برام ستوكر روايته الشهيرة "دراكولا" التي تعتبر الأساس و المنبع الذي بنيت عليه شخصية مصاص الدماء الحديثة والتي غالبا ما نشاهدها على الشاشة , فهذه الرواية تعتبر مزيجا بين سيرة عدة شخصيات تاريخية حقيقية و بين مجموعة من الخرافات المحلية التي تداولها الناس لقرون , فالكونت فلاد الرابع الملقب بدراكولا هو شخصية حقيقية عاشت في رومانيا واشتهرت بدمويتها و قسوتها المنقطعة النظير , و في بلغاريا المجاورة اشتهرت الكونتيسة إليزابيث باثوري التي قيل أنها كانت تقتل الفتيات الشابات و تستحم في دمائهن , كما كانت هناك مجموعة كبيرة من الأساطير حول العالم تتحدث عن الموتى الذين تحولوا إلى مصاصي دماء فاخذوا يهاجمون الناس و يقتلوهم. و إحدى هذه القصص الشهيرة هي قصة الشابة الأمريكية ميرسي براون التي يقال ان قصاصة من الجريدة التي نشرت قصتها وجدت ضمن أورق الروائي برام ستوكر بعد موته , أي أنها كانت إحدى المصادر التي استلهم منها تأليف روايته الشهيرة.

                            ميرسي براون (Mercy Brown ) أو لانا كما كان أصدقائها ينادونها , هي فتاة جميلة ولدت عام 1873 , كان والدها مزارعا و مربيا للخيول اسمه جورج براون وكانت عائلته تتكون من زوجته ماري إضافة إلى خمس بنات و صبي واحد عاشوا جميعا في منزل ريفي متواضع يقع ضمن مزرعتهم الصغيرة الواقعة خارج مدينة ايكستر في ولاية رود ايسلند الأمريكية. كانت العائلة مثلها مثل اغلب عوائل الريف تعيش حياة بسيطة و هادئة لا يعكر صفوها شيء و لا يكسر رتابتها سوى الذهاب إلى الكنيسة أيام الآحاد والالتقاء ببقية الجيران.

                            لكن هؤلاء المزارعين البسطاء لم يكونوا يعلمون بما يخبئه لهم القدر من مصائب ستحيل قادم أيامهم إلى أوقات كالحة السواد , ففي ذاك الزمان أي في أواخر القرن التاسع عشر , كان مرض السل الذي لم يكن له أي علاج آنذاك ينتشر بشكل وبائي في إنحاء واسعة من الولايات المتحدة حاصدا في طريقه آلاف الأرواح.

                            وفي عام 1883 حدثت أول إصابة بالمرض داخل عائلة جورج بروان إذ أخذت زوجته ماري تسعل بشدة و كان سعالها مصحوبا بالدم و هذه هي أول أعراض مرض السل الذي سرعان ما يتطور إلى حمى و الآم في الصدر و صعوبة في التنفس إضافة إلى الهزال و الوهن. و تختلف مقاومة الناس للمرض من شخص إلى آخر فالبعض يموتون خلال عدة أشهر فقط فيما قد تستمر معاناة البعض الآخر إلى عدة سنوات و قد كانت ماري براون من النوع الأخير إذ قاومت المرض لقرابة الثلاث سنوات وماتت عام 1886 , و خلال سنوات مرضها الطويلة نقلت الأم ماري البكتيريا المسببة للمرض إلى بقية أفراد العائلة فأصيبت الابنة الكبرى و اسمها ماري أيضا بالمرض و ماتت بعد عامين من المعاناة في عام 1888. ورغم خسارته الفادحة إلا إن المصيبة الأشد وقعا على الأب جورج براون كانت إصابة ابنه الوحيد أدوين بالمرض عام 1890 لذلك بذل الغالي و النفيس لأرسله إلى إحدى المصحات خارج الولاية على أمل أن يشفيه المناخ المعتدل و الطعام الجيد. ثم لم تمض مدة طويلة حتى أصيبت ابنته ميرسي ذات التسعة عشر ربيعا بالمرض أيضا , وعلى العكس من أمها و شقيقتها فأن ميرسي سرعان ما فارقت الحياة خلال أشهر قليلة وذلك في شتاء عام 1892 , و لأن الصقيع و البرد كان قد أدى إلى تجمد التربة في ولاية رود ايسلند لذلك أصبح الحفر فيها أمرا غاية في الصعوبة و لهذا السبب فقد تم دفن تابوت ميرسي براون موقتا داخل قبو الكنيسة بانتظار حلول الصيف لكي تدفن في المقبرة بشكل دائم.

                            في أواخر عام 1892 عاد الابن أدوين إلى منزل والده. لقد عاد ليموت في بيت العائلة إذ فشل العلاج في شفائه و اخبره الأطباء أن أيامه في الدنيا معدودة. واخذ جيران جورج براون و أصدقائه يتأسفون على ما الم به من مصائب كما اخذوا يتهامسون سرا عن احتمال وجود مصاص دماء في عائلته إذ كان الناس في ذلك الزمان يعتقدون أن الميت قد يتحول أحيانا إلى مصاص دماء ويقوم بالتردد على المنزل الذي كان يعيش فيه و يبدأ بمص الحياة من أجساد أفراد عائلته الأصحاء واحدا بعد الأخر فيصيبهم بالهزال و المرض , و مما عزز هذا الاعتقاد لدى الناس هو المدة الطويلة التي يستغرقها مرض السل في قتل ضحاياه و ما يصيبهم خلال هذه المدة من الهزال و الضعف و الشحوب كأنما هناك شيء ما يستل الحياة من أجسادهم بالتدريج. وقد ازدادت قناعة جورج بروان بقصة مصاص الدماء بعد ان استيقظ ابنه أدوين مرعوبا في إحدى الليالي و اخبره بأنه شاهد في حلمه شبح أخته الميتة ميرسي وقد أحاطت بجسده و أخذت تمتص روحه , وبعد هذه الحادثة صمم جورج على القيام بنبش قبر زوجته و ابنتيه لمعرفة أيهم تحولت إلى مصاص دماء.

                            في احد أيام الباردة و الغائمة من شهر آذار / مارس 1892 توجه جورج براون بمعية بعض أصدقائه و جيرانه إلى المقبرة للتخلص من لعنة مصاص الدماء أملا في إنقاذ حياة ابنه أدوين , في البدء نبشوا قبر الأم ماري , و لأن قرابة العشر سنوات كانت قد مضت على موتها لذلك فأنها كانت قد تحولت إلى مجرد عظام , ثم نبشوا قبر البنت الكبرى ليجدوا أن جثتها هي الأخرى قد تفسخت تماما , وأخيرا نبشوا القبر المؤقت للابنة ميرسي التي كان قد مضى على موتها شهران فقط ليفاجئوا بأن جثتها كانت سليمة تماما كأنها ماتت توا و هو الأمر الذي أثار دهشتهم كما لاحظوا بقعا من الدم كانت تغطي فمها لذلك أيقنوا بأنها ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها و أنها تحولت حقا إلى مصاصة دماء. وحسب معتقدات ذلك الزمان فأنه للقضاء على مصاص الدماء كان يجب إخراج قلبه و إحراقه , و لأن جورج لم يجد القوة و الجرأة على فعل ذلك بجثة ابنته لذلك قام احد أصدقائه بشق صدرها ثم انتزع قلبها بيده , و لشدة دهشة الجميع فقد انفجر الدم من عروق القلب و شرايينه و تدفق بغزارة كأنما كان لايزال ينبض بالحياة وهو الأمر الذي زاد من قناعتهم في أن ميرسي هي مصاصة دماء حقيقية فقاموا بانتزاع رئتها أيضا و وضعوها مع القلب على صخرة جرداء ثم أشعلوا النار فيهما حتى تحولا إلى رماد , و في المساء عاد جورج براون إلى منزله حاملا معه رماد قلب ابنته حيث قام بمزجه مع الماء و سقاه لأبنه المريض أدوين لأن الاعتقاد الذي كان سائدا آنذاك هو أن شرب مزيج رماد قلب مصاص الدماء مع الماء يمكن أن يشفي ضحاياه , لكن لسوء حظ الأب جورج فأن هذا العلاج السحري لم ينفع مع أدوين الذي لم يلبث أن فارق الحياة بعد شهرين فقط. لكن رغم وفاة أدوين فأن جيران جورج براون و رفاقه لم يعترفوا بخطأ ما قاموا به من تدنيس لجثة ميرسي بل على العكس زادت قناعتهم بصحة ما فعلوه واستدلوا على ذلك في أن أي شخص آخر من عائلة جورج براون لم يصاب بمرض السل بعد ذلك. و منذ ذلك الحين و لأكثر من قرن من الزمان اشتهرت قصة ميرسي براون خاصة بعد أن أضيفت إلى قصتها الكثير من الأكاذيب والخرافات فأصبح قبرها مزارا للعديد من عاشقي قصص مصاصي الدماء و كانوا يضعون الزهور السوداء عند قبرها , كما قام احدهم عام 1992 بسرقة شاهد القبر.

                            رغم إيمان بعض الناس بأن ميرسي براون كانت مصاصة دماء حقيقية إلا إن الأطباء لهم رأي آخر في القضية , فهؤلاء لا يؤمنون قطعا بوجود مصاصي الدماء و يدحضون جميع القصص التي تتحدث عنهم , وبالنسبة إلى قصة ميرسي براون فهم يعتقدون إن السبب الحقيقي في عدم ظهور أي من علامات التحلل على جثتها يعود بالأساس إلى البرد القارص لشتاء ولاية رود ايسلند و الذي حول قبو الكنيسة التي دفنت به الجثة مؤقتا إلى ما يشبه الثلاجة مما ساهم بشكل كبير في حفظها بصورة جيدة و سليمة رغم مرور شهرين على وفاتها , أما سبب وجود بقع الدم على الفم فيعزوه الأطباء إلى آثار مرض السل فمن معروف أن مرضى السل يعانون من امتلاء رئاتهم بالدم و لذلك هم ينفثوه إلى الخارج أثناء سعالهم فتتلوث به شفاههم و أطراف أفواههم.
                            أما علماء الاجتماع فيعزون إيمان الناس آنذاك بمصاصي الدماء إلى كونه التفسير الوحيد المقنع للأمراض و الأوبئة التي كانت تصيبهم , فهؤلاء الذين كانوا يفقدون أعزائهم واحدا بعد الأخر من دون أن يجدوا تفسيرا لهذا الموت الداهم و من دون أن يتمكنوا من عمل أي شيء لمساعدتهم كانوا بحاجة إلى شيء ما يضعون اللوم عليه فيما أصابهم فاخترعوا لهذا الغرض أنواع الأرواح الشيطانية و المخلوقات الشريرة. أن الأمر برمته كان أشبه بهستيريا جماعية تصيب الناس خاصة بعد حدوث الكوارث و الأزمات (في العصر الحديث يتجه الناس إلى الدين للتنفيس عن احباطاتهم) , ففي أوربا مثلا قضت المجاعة الكبرى و الطاعون الأسود على ثلثي سكان القارة العجوز في القرن الرابع عشر فكانت هناك عوائل أبيدت عن بكرة أبيها و أخرى فقدت معظم أفرادها و كرد فعل على هذه النوائب و الخسائر الفادحة التي ألمت بالمجتمع فأن الناس بدءوا يبحثون عن شيء يحملونه وزر مصائبهم و ينفسون به عن غضبهم و خوفهم و بالطبع فقد قد وجدوا ضالتهم في حلقات المجتمع الأضعف و التي لا تتمتع بالحماية فهاجموا اليهود أولا وطاردوهم في كل مكان و أشبعوهم قتلا و حرقا تحت تهمة الحقد على العالم المسيحي و تدبير المكائد لتدميره , ثم اخذوا بعد ذلك يطاردون النساء و يتهمونهن بممارسة السحر فظهرت محاكم التفتيش سيئة الصيت التي راح ضحيتها قرابة المائة ألف امرأة خلال العصور الوسطى , و هكذا و بالتدريج أخذت أساطير و خرافات مصاصي الدماء و المستذئبين تنتشر في تلك المجتمعات الموبوءة بالجهل و الاستبداد و مختلف الإمراض و العاهات النفسية و الجسدية.

                            إضافة إلى كل ما تقدم فأن الباحثين يعتقدون أن مرض السل بالذات لعب دورا كبيرا في انتشار خرافة مصاصي الدماء و رواجها , فهذا المرض يستنزف ضحاياه بالتدريج فيصيبهم بالهزال و تغور أعينهم في محاجرها و تشحب جلودهم حتى يصبحون حساسين تجاه الضوء و غالبا ما تكون أفواههم مغطاة بالدماء التي ينفثوها من الرئتين أثناء السعال , و هذه الأعراض المصاحبة للمرض شبيهة إلى درجة كبيرة بأوصاف شخصية مصاص الدماء كما تخيلها الناس في العصور الوسطى.

                            تعليق


                            • #15
                              الجزء الثالث عشر


                              مصاص دماء حقيقي ..
                              الوحيد في العالم الذي تم تصويره متلبسا بمص دماء ضحاياه


                              ديسموديوس روتديوس , يبدو اسما قديما يشبه تلك الأسماء الغريبة التي تطرق أسماعنا عند مشاهدة أفلام الرعب ‏الخيالية التي تدور حول مصاصي الدماء , لكن مع فارق أساسي , و هو أن هذا الاسم يعود لمخلوق حقيقي لا ‏يمت الى عالم الخيال بصلة , مخلوق ماكر و رشيق الى درجة ان ضحاياه غالبا لا يشعرون به و هو ينشب أنيابه ‏الحادة في أجسادهم ليتلذذ بشرب دمائهم الحارة الطازجة.‏



                              هناك أسطورة قديمة في الأمريكيتين حول مصاص دماء يتحول في الليل إلى خفاش بشع يجول الغابة بحثا عن ضحية ليحط قربها بخفة و هدوء و يقوم بمص دمها , و رغم أن العلماء يرفضون بشكل قاطع أي أساس حقيقي لأسطورة مصاص الدماء الا ان ذلك لا يعني عدم وجود مخلوقات حقيقية تقتات على الدماء , لعل أشهرها في هذا المجال هو الخفاش مصاص الدماء (Vampire bat ) (1) الذي يعيش في المنطقة الممتدة من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية و حتى غابات الأمازون في البرازيل , و هذا النوع من الخفافيش صغير الحجم لا يتجاوز وزنه الأربعين غراما و هو قريب الشبه بالخفاش العادي إلا أن ما يميزه هو افتقاده للنسيج الجلدي الذي يغطي المنخرين لذلك يكون انفه عاريا و محاطا بأخدود على شكل نصف دائرة و يكون مزودا بخلايا استشعار تساعده كثيرا في تحديد المنطقة في جسم الضحية التي يكون مجرى الدم فيها اقرب الى الجلد ليقوم بجرحها و الحصول على الدم , و من مميزات الخفاش مصاص الدماء هي رشاقته و خفته عندما يتحرك على الأرض اذ يمكنه الجري بسرعة تصل الى 7.9 كم في الساعة كما يمكنه التحرك في عدة جهات مثل العنكبوت و ربما تكون أعظم مواهبه هي قدرته على القفز الى ارتفاع عالي بواسطة عضلاته القوية , فقفزة سريعة لا تستغرق جزءا من الثانية تمكن هذا النوع من الخفافيش الذي لا يتعدى حجمه إصبع اليد من الوصول الى ارتفاع أربعة أقدام و هذا يساعده كثيرا في التحليق بعد تناوله لوجبته الدموية التي قد يبلغ وزنها العشرين غرام أي نصف وزن الخفاش و بالتالي تصبح مهمة التحليق بالجناحين أشبه بالمستحيلة.

                              في النهار يختبئ الخفاش مصاص الدماء في أوكار مظلمة داخل الكهوف او جذوع الأشجار و في البنايات المهجورة و يتجمع غالبا على شكل أسراب تتراوح من حيث العدد بين العشرات و الآلاف و يتكون كل سرب من ذكر واحد و عدد من الإناث و الصغار , و عندما يحل الليل و يعم الظلام بشكل كامل يخرج الخفاش من وكره بحثا عن الطعام مستخدما ترددات الصوت و حاسة الشم في العثور على الضحية المناسبة و التي عادة ما تكون من الثدييات كالأبقار و الخنازير و غيرها من الحيوانات الأليفة و أحيانا الإنسان , و عادة تكون الضحية تغط في نوم عميق فيحط الخفاش الى الأرض بجانبها بخفة و يزحف حولها برشاقة مستعملا انفه لتحديد مجرى الدم الأقرب الى الجلد ثم يقوم بواسطة أنيابه الحادة بعمل جرح صغير بطول 7 ملم و عمق 8 ملم في جلد الضحية و يحقن هذا الجرح بلعابه الذي يحتوي على إفرازات تمنع تخثر الدم فيستمر في التدفق بلا انقطاع كما يحتوى اللعاب على مادة تسبب الخدر للمنطقة المجروحة فلا يشعر الضحية بالألم و النزف و لا بلسان الخفاش الصغير الذي يقوم بلعق الدم المتدفق من الجرح (هو بالحقيقة يلعق الدم و لا يمصه) لمدة تقارب العشرين دقيقة يتناول خلالها ما قد يعادل الـ 60 % من وزنه من الدم , و بعد إتمامه لوجبته الدموية يستعمل الخفاش عضلاته القوية لقذف جسده في الهواء و العودة إلى وكره حيث يقضي الليلة في هضم طعامه و الذي يعتمد بالأساس على الخلايا و الصفائح الدموية فيما تقوم معدته و كليته بفصل بلازما الدم و طرحها خارج الجسم.


                              الخفاش مصاص الدماء مخلوق اجتماعي يعيش في أسراب و يحتاج الخفاش البالغ لتناول وجبة واحدة من الدم خلال يومين او ثلاثة و إلا مات جوعا , و لكن أحيانا لا يجد الخفاش طعاما خلال يوم او يومين لذلك يقوم بالاتصال ببقية أعضاء السرب ليجودوا عليه ببعض الدم و الذي يتم تبادله بالفم بطريقة هي أشبه بالتقبيل.

                              الخفاش مصاص الدماء قد يتغذى على دم الإنسان و أحيانا يكون سببا في نقل مرض داء الكلب إليه الا انها حالات نادرة و قليلة , و بسبب الخاصية الموجودة في لعابه و التي تمنع الدم من التخثر فقد قام العلماء بدراسة لعابه و صنعوا منه دواء يستعمل كمرقق للدم في حالات السكتة القلبية.
                              و في الختام و لطمأنة القارئ العزيز ينبغي أن نذكر بأن الخفافيش التي تعيش في المنطقة العربية مسالمة تعلمت منا أن القناعة كنز لا يفنى و أن الرضا "بأقل من القليل" مفتاح السعادة لذلك فهي تكتفي بالحشرات الصغيرة تاركة مص الدماء لنوع أخر من الخفافيش الآدمية الجاثمة على صدورنا تأبى أن تبارح مكانها منذ دهور.
                              1- هناك ثلاثة أنواع من الخفافيش مصاصة الدماء في العالم و جميعها تعيش في أمريكا و هي :
                              - الخفاش مصاص الدماء العادي
                              - الخفاش مصاص الدماء مشعر القدمين
                              - الخفاش مصاص الدماء ابيض الجناحين

                              2 – بلازما الدم : هي مادة سائلة شفافة تميل للاصفرار تسبح فيها المكونات الصلبة للدم (الخلايا الحمر و البيض و الصفائح الدموية) و وظيفة البلازما هي إيصال المواد الغذائية للخلايا.




                              تعليق

                              يعمل...
                              X