إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سادة السحر .... (قبائل البوزو)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سادة السحر .... (قبائل البوزو)


    (قبائل البوزو)

    سادة السحر

    سادة السحر او (قبائل البوزو) . وهى قبيله من قبائل غرب افريقيا
    يطلق عليها ألقاب كثيرة، منها (سادة المياه) او(بدو الأنهار والبحيرات).

    يعيشون دائماً على ضفاف الأنهار وشواطئ البحيرات والمحيطات وينتقلون من نهر لاَخر حسب المواسم.



    وتعد قبائل البوزو من القبائل العريقة. حيث تشيربحوث أثرية إلى وجود هذه القبائل منذ العصر الحجري الحديث، أي منذ 6 اَلاف سنة! وأكبر دليل على ذلك هو اكتشاف رسومات صخرية تمثل هذه القبائل في أثناء ممارسة أعضائها لأنشطتهم اليومية على جدران أحد الكهوف الواسعة والواقعة شمالي تنسلي نجار بالقرب من الحدود المالية الجزائرية.

    وتخصصت قبائل البوزو في شؤون الماء وما يرتبط به من أنشطة، خاصة بعد اقامة امبراطورية (ماندينغ) . وقد أطلق عليهم منذ تلك الفترة ب (سادة المياه)، (جي تيغي / TiguiDji )، حيث يتمثل نطاق نشاطاتهم إجمالاً في الصيد البحري والنهري والغوص بحثاً عن الأحجار الكريمة في بعض الدول الإفريقية.وتمثل المياه بالنسبة إليهم ما تمثله الواحات بالنسبة إلى البدو الرحل، ولذا فقد أطلق عليهم (بدو الأنهار والبحيرات); فهم ينتقلون من نهر لاَخر، ويغيرون مناطق إقامتهم على الضفاف والشواطئ الإفريقية، وفق المواسم وكثرة المنتجات البحرية، فمنهم من يصطاد الأسماك والتماسيح وأفراس البحر، ومنهم من يشتغل فقط في نقل البضائع والأفراد بوساطة المراكب، وأيضاً البحث عن الرمال في جوف الأنهار.




    اما عن أصل قبائل البوزو نجد ان العديد من المصادرتؤكد أن قبائل البوزو فرع من قبائل الماركا المعروفة في الكتب التاريخية العربية ب (السونيكي أو الساراكولي) وأنه بعد انهيار إمبراطورية غانا على يد الزناقة وتخريب الإمبراطورية وتحطيمها، تشردت قبائل (السونيكي) فمنهم من فضل مواصلة التجارة وهي المهنة الرئيسة لهذه القبيلة على الأرض اليابسة، ومنهم من فضل التجارة باستخدام المراكب والسفن فأطلق عليهم البوزو. وليس هناك أي شك في أن هاتين القبيلتين، أي السونيكي والبوزو من عائلة واحدة قدمت من إمبراطورية غانا، حيث إن معظم الكلمات التي تتداولها القبيلتان متشابهة، أما الأعداد فهي متطابقة تماماً اعتباراً من العدد واحد. ويضاف إلى هذا أن أبناء قبائل الماركا (سونيكي) و(البوزو) ليس لهم ديانة أخرى غير الإسلام منذ خروجهم من إمبراطورية غانا .. وقد حافظوا على دينهم الإسلامي على الرغم من وجود بعض بقايا الممارسات النابعه من التقاليد البالية. ومنها تقديم قرابين للمياه كالحليب أو ذبائح من الدواب عند ضفاف النهر. وقد اندثرت هذه العادات وصارت تمارس في أضيق نطاق.

    طريقة حياتهم:

    نجد ان أغلبية قبائل البوزو لا تزال حتى هذا اليوم تعيش حياة البداوة، ينتقلون حسب المواسم من ضفة إلى أخرى، وأيضاً حسب منسوب المياه وتوافر الصيد، وهم يعيشون في مجتمعات معزولة عن المدن عادة عند الضفاف، حيث يبنون بيوتهم من الطين وتسقف بالعشب الجاف. وفي كل منطقة صيد يوجد زعيم يشرف على التوجيه والإرشاد. وليس هناك طبقية في مجتمعات البوزو منذ أن دخلوا الإسلام، فالمجتمع لم يعد مقسماً إلى نبلاء وغير نبلاء، والزعامة تتم بناء على الثقة وحصافة الرأي والأمانة.

    *اساطير شعب البوزو*


    يؤكد العديد انه مازالت قبائل البوزو تتمتع بقدرات خارقة للعادة في مجال العلوم الطبيعية، ومعرفتهم حركة الرياح وهجرة الطيور، وتشكل الغيوم وما تحمل من أخبار عن الأمطار والعواصف. وعلى الرغم من أن غالبيتهم لم يدرسوا العلوم الحديثة، فإن شيوخهم ذوو خبرة واسعة وفريدة في هجرة وانتقال الأسماك والتماسيح وأفراس البحر، وهم في الغالب يستقرئون حافات المياه، وجدران الأنهار والمحيطات، كما يقولون، (ويقصدون بالجدران الطبقات الأرضية المتراصة من أعلى لأسفل النهر وما يحمله النهر من شوائب من فترة لأخرى ).




    فقد ينظر الشيخ عند الباكورة إلى سفح الماء ويشير إلى الشباب بأن الأسماك قد رحلت من المنطقة إلى المنطقة الفلانية، فينتقلون مباشرة إلى المنطقة المحددة فيجدون كفايتهم من الصيد دون أدنى جهد. وإذا أتيحت الفرصة للزائر إلى مناطق البوزو فإنه يستغرب من أعداد الأجانب الذين يقدمون إلى هذه القرى بحثاً عن حلول لمشكلاتهم المالية والاجتماعية والأسرية; فشيوخ البوزو متخصصون، في العلوم والأسرار، ويمزجون معارفهم بمعارف أخرى موروثة عن الأجداد، فهم يداوون الأمراض ، كما يقرؤون المستقبل. والعجيب أن عالم الأسرار قد لا يفقه شيئاً من اللغة العربية الفصحى، ولكنه يستطيع تلبية حاجات الناس بوساطة حروف أو أعداد معينة يركبها وينشرها ثم يفكها بطريقة غريبة. ومن أغرب ما علمت أن أحد علماء البوزو كان يخرج كل عام في فترة معينة من السنة، فيرافقه قومه إلى ضفة النهر، فيدخل النهر وهم ينظرون إليه إلى أن يختفي، فيظلون على الضفاف يدعون باسمه ويأكلون ويشربون مدة أسبوع كامل. وفي اليوم السابع ينتظرون عودته، وبالفعل فإنه يخرج من الماء كما دخل، فيرافقونه إلى قريته، فيحدثهم عن أخبار العام كاملاً وبكل التفاصيل، ويأمر بالقرابين والذبائح المطلوبة، ومنهم من يمتلكون الجان والعفاريت. والغريب أن شباب البوزو وهم ينصبون شباك الصيد في قاع البحار والأنهار لا يستخدمون الأقنعة الأوكسجينية على الرغم من طول بقائهم تحت الماء!





    *رموز قبائل البوزو*

    اولا-الثور:

    يعدّ الثور الحيوان الطوطم لفرع من قبائل البوزو وهم لا يقدسون هذا الحيوان كما هو الحال في الهندوسية، بل كرمز للبيئة التي توفّر لهم الحياة والاستمرار، فهم يرون من خلال جسد الثور بحيرة متموجة، ومن خلال قرنيه مركباً للصيد يحمله الثور ويحافظ عليه عالياً ويقاوم الأعداء بهما وغالباً ما ينتصر.

    ثانيا-الصقر:

    يعد الصقر من الطيور المحبوبة لدى قبائل البوزو، وهم يبجّلونه لإيمانهم بأن الصقر كان منقذاً لأسلافهم، وأنه حملهم عندما اشتد وطيس الحرب، من إمبراطورية غانا وأنزلهم على ضفاف النهر! . . لكن الدراسات السوسيولوجية تشير إلى أن العلاقة القائمة بين قبائل البوزو والصقر هي علاقة نفعية فقط; حيث يعدّ الصقر الصياد مرشداً ذكياً إلى مناطق الصيد، ورفيق عمل، وهم لا يقتلون الصقر.




    وعلى الرغم من كل هذه الغرائب والمتناقضات نجد ان قبائل البوزو مازالت

    جميعها تدين بالاسلام وانه من النادر ان تجد فردا فى هذه القبيله لا يدين بالاسلام
    وقد اشتهروا عبر القرون بتفوقهم في علوم السحر ولا يزالون رواداً في هذا المجال
    وهى علوم طوروها بطريقتهم الخاصة، فتراكمت لديهم معارف
    شتى ومتنوعة مرتبطة فقط بأحرف القراَن الكريم وفوائدها.




  • #2
    السلام عليكم
    نعوذ بالله من السحر والسحرة
    [CENTER][COLOR=#008000][B]لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
    اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت
    ولا ينفع ذا الجد منك الجد[/B][/COLOR][/CENTER]

    تعليق


    • #3
      شكرا اخي

      - أرى أن المعلومات مبالغ فيها - وعن نفسي لا أصدق بالاشياء التي تخرج عن قدرة الإسنان - كالبقاء في الماء والخروج منه حياً بعد اسبوع ! سمكة هذا مو آدمي !!

      - أما عن معرفة حركة الرياح وهجرة الطيور والاسماك فهذا امر محسوس يقدر الانسان على معرفته بناء على تجارب وملاحظات لهذا الشيء و بمراقبة الحيوانات وتتبعها لفترات عدة.

      بالتوفيق
      [CENTER][COLOR=#0000cd][B][SIZE=4][FONT=arial]سبّوح قدّوس رب الملائكة والروح[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
      [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        موضوع جميل ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة





          *رموز قبائل البوزو*

          اولا-الثور:

          يعدّ الثور الحيوان الطوطم لفرع من قبائل البوزو وهم لا يقدسون هذا الحيوان كما هو الحال في الهندوسية، بل كرمز للبيئة التي توفّر لهم الحياة والاستمرار، فهم يرون من خلال جسد الثور بحيرة متموجة، ومن خلال قرنيه مركباً للصيد يحمله الثور ويحافظ عليه عالياً ويقاوم الأعداء بهما وغالباً ما ينتصر.

          ثانيا-الصقر:

          يعد الصقر من الطيور المحبوبة لدى قبائل البوزو، وهم يبجّلونه لإيمانهم بأن الصقر كان منقذاً لأسلافهم، وأنه حملهم عندما اشتد وطيس الحرب، من إمبراطورية غانا وأنزلهم على ضفاف النهر! . . لكن الدراسات السوسيولوجية تشير إلى أن العلاقة القائمة بين قبائل البوزو والصقر هي علاقة نفعية فقط; حيث يعدّ الصقر الصياد مرشداً ذكياً إلى مناطق الصيد، ورفيق عمل، وهم لا يقتلون الصقر.









          في العديد من الحضارات القديمة تدخل في بعض الأحيان القليل من الأساطير المتداخلة ففي الكثير من الحديث عن الخوارق هنا وكأنني اسمع أحاديث اليابنيين عن بعض أساطيرهم
          القديمة في التحدث عن امور السحر والشعوذة او وجود المخلوقات الخيالية أو اقتناء بعض الماديات الأثرية الخارقة أو تأريخ لأحد الأشخاص وتوارث موهبته عبر الأجيال

          بغض النظر عن ذلك قد يكون صحصا من الناحية الأسطورية أو الناحية السحرية وفي كلا الحالتين امر خارج عن المألوف

          اما الأمر العجيب هنا هذه الجملة


          وعلى الرغم من كل هذه الغرائب والمتناقضات نجد ان قبائل البوزو مازالت
          جميعها تدين بالاسلام وانه من النادر ان تجد فردا فى هذه القبيله لا يدين بالاسلام
          وقد اشتهروا عبر القرون بتفوقهم في علوم السحر ولا يزالون رواداً في هذا المجال
          وهى علوم طوروها بطريقتهم الخاصة، فتراكمت لديهم معارف
          شتى ومتنوعة مرتبطة فقط بأحرف القراَن الكريم وفوائدها.

          ديانتهم الإسلام !!
          ليس من المفترض ان يكونو مسلمين لأن في الغالب الأفريقييون يحصلون على الديانة الإسلامية بعد زيارة طاقم من أفراد مسلمين
          لإحياء تعاليم إسلامية وقد يتحولون من ديانة لأخرى دون التعمق في تعلم الدين نفسه لذلك قد تجد هناك مسلمون كثر بلا ملامح
          إسلامية وقد تجد المؤمنون الحقيقيون هناك

          وكلما وصلنا إلى الجنوب كلما قلت فرصة العثور على مسلم جاد في افريقيا

          [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
          نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
          أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
          Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
          اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
          مدارك Perceptions

          تعليق


          • #6

            وعلى الرغم من كل هذه الغرائب والمتناقضات نجد ان قبائل البوزو مازالت
            جميعها تدين بالاسلام وانه من النادر ان تجد فردا فى هذه القبيله لا يدين بالاسلام
            وقد اشتهروا عبر القرون بتفوقهم في علوم السحر ولا يزالون رواداً في هذا المجال
            وهى علوم طوروها بطريقتهم الخاصة، فتراكمت لديهم معارف
            شتى ومتنوعة مرتبطة فقط بأحرف القراَن الكريم وفوائدها.



            ديانتهم الإسلام !!
            ليس من المفترض ان يكونو مسلمين لأن في الغالب الأفريقييون يحصلون على الديانة الإسلامية بعد زيارة طاقم من أفراد مسلمين
            لإحياء تعاليم إسلامية وقد يتحولون من ديانة لأخرى دون التعمق في تعلم الدين نفسه لذلك قد تجد هناك مسلمون كثر بلا ملامح
            إسلامية وقد تجد المؤمنون الحقيقيون هناك

            وكلما وصلنا إلى الجنوب كلما قلت فرصة العثور على مسلم جاد في افريقيا
            الاسلام فى مجاهل افريقيا وخاصة فى مملكة غانــــا

            ليس من السهولة بمكان تحديد موقع غانا جغرافيًّا بشكل دقيق، إذ يظهر أن كل المؤرخين ـ وهم جميعًا عرب ـ الذين كتبوا عنها في القرون الوسطى لم يعاينوها، وإنما نقلوا أخبارها عن غيرهم، وكادت الروايات الشفهية أن تنسى غانا ويبدو أنها كانت قوية وثرية ارتبطت بعلاقات وثيقة مع بربر الصحراء الكبرى، وقد تكون حدودها الشمالية وراء مدينة "أودغشت " الغنية بالملح، وقد يكون بعض أطراف السنغال جزءًا منها.

            وكانت تشتمل على جزء هام من موريتانيا الحالية ومناطق من غربي مالي، وكانت "أودغشت " الواقعة في قلب الصحراء قد احتلتها غانا سنة 990م وظلت تحت سيطرتها إلى أن فتحها المرابطون سنة 1054م.

            وكانت عاصمة غانا هي ـ كومبي صالح ـ القريبة من مدينة نيرو، وكانت العائلة المالكة تحمل الاسم العشيري "سيسي " [CUSSE ] وهي من جماعة "سونينكي " ؛ ولم ينتشر الإسلام بين أفراد الطبقة الأرستقراطية الحاكمة غير أن صلتها بالمسلمين كانت قوية.

            ·انتشار الاسلام في غانــا:

            إ
            ن اختلاف التجار المسلمين على بلاد غانا، وتكاثف التبادل، والوفود والتسامح الديني الذي كان يتحلى به النظام القائم، ساعد ذلك كله على تغلغل العقيدة الإسلامية بين الأهالي سلميًّا؛ وبلغ الأمر إلى أن أفرادًا من الجالية الإسلامية تقلدوا وظائف عليا في البلاط الملكي؛ وكانت معرفة المسلمين بالكتابة والقراءة عاملا حاسمًا في هيمنتهم على مرافق هامة من جهاز الإدارة العامة والحياة الاقتصادية؛ وبمرور الزمن ازدادت أهمية الجالية الإسلامية في غانا إلى درجة أن كان لها حي خاص بها بعاصمة المملكة فيه اثنا عشر مسجدًا.
            وظلت غانا محتفظة باستقلالها السياسي إلى أن لاحت في الأفق حركة عبد الله بن ياسن الإسلامية.

            · نهاية غانــــا:تاق المرابطون إلى فتح مملكة غانا، فبعثوا أولاً جيشًا بقيادة يحيى ابن عمر سنة 1054م، فاستولى على "أودغشت " وطرد منها الحامية الأفريقية. ومن "أودغشت " توجهت جحافل لمتونة نحو عاصمة غانا "كومبى صالح ".

            وكان المرابطون يستهدفون نشر الإسلام في منطقة لم يكن الإسلام معروفًا لأهلها جميعاً في ذلك العهد، وهذا خلاف ما يزعمه بعض المؤرخين أن لعاب قادة المسلمين كان يسيل لَدَى ذكر ثروة غانا، حيث ينبت الذهب مثلما ينبت العشب، فاندفعوا إلى فتحها. وعندما تولى أبو بكر بن عمر زعامة جيوش المرابطين في الصحراء، نجح في الاستيلاء على "كومبي صالح " سنة 1076م.

            ويلاحظ أن سيطرة المرابطين على غانا لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما قامت انتفاضات وثورات، ليست ضد الإسلام الذي جاءت به جماعة أبي بكر بن عمر، بل كانت تستهدف تحقيق إدارة غانية.

            ففي غضون ذلك، استشهد ابن عمر أثناء اشتباكات مع الغانيين، وبوفاته اضمحلت سلطة المرابطين السياسية، في الوقت الذي كان يحقق ابن عمه يوسف بن تاشفين انتصارات باهرة في المغرب والأندلس.

            لم تكن انتصارات أصحاب عبد الله بن ياسن ذات بال من الناحية العسكرية والسياسية، إذ لم يدم وجودهم في غانا أكثر من خمس عشرة سنة، لكن هذا الحضور الخاطف ترك أثرًا طيبًا للإسلام في المنطقة كلها لمساهمته في توصيل صدى الإسلام إلى نواحٍ بعيدة من غربي أفريقيا لم يكن قد وصلها من قبل، مما مهد الطرق أمام دعاة حققوا ما لم تحققه الحملة العسكرية. وخليق بنا أن نلمح إلى أن بعض المصادر تشير إلى أن ملك تكرور "وارانجاي "[ WAR N'DIAYE ] الملقب بأبي الدرداء قد أخذ نصيبًا وافرًا في حملات المرابطين بعد أن أسلم.

            والخلاصة أن حملة المرابطين على غانا لم يترتب عليها ترسيخ مباشر لدعائم الإسلام بقوة السلاح في تلك البلاد، إنما تمخض عنها أن طائفة من سكان المدن الذين لم يسلموا قبل الحملة المرابطية اعتنقوا الإسلام؛ إضافة إلى تشبث شعب "سونينكي" بالعقيدة الإسلامية من ذلك العهد إلى يومنا هذا.

            ورغم جهود المرابطين ومسلمي غانا بقي الإسلام محصورًا في رقعة جغرافية صغيرة إلى أن برزت مملكة مالي في الساحة السياسية في المنطقة والتي حملت الدين الإسلامي إلى أدغال ومجاهل غربي أفريقيا كله.



            تعليق


            • #7

              · مملكة مالـــي


              خلاف مملكة غانا، ظلت أخبار إمبراطورية مالي راسخة في الذاكرة الجماعية من شعب "ماندين " مثلما نقل أحوالها سياح وتجار العرب والبربر المسلمين الذين جابوا الصحراء الكبرى واتصلوا بأنفسهم بشعوب وأمراء مالي. وتم وصول أخبار هذه المملكة السودانية إلى العالم الإسلامي خلال رحلات ملوكها نحو الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة.

              مملكة مالي واسعة؛ حيث تصل حدودها إلى ما وراء "غاو " شرقًا، والسنغال غربًا، وسيكاسو جنوبًا، وولاتة شمالاً. وينتسب ملوكها إلى جماعة "ماندين أو ماندينكا "ـ [MANDING ] التي تعيش حول نهر النيجر وبالأخص في الجزء الغربي منه، وشرقي السنغال وجنوبيه، وعلى ضفتي وادي غامبيا الذي يعتبر واديًا ماندنيكيًّا، وغينيا بيساو، وغينيا كوناكري، وبوركينا فاسو، وساحل العاجل وسيراليون…

              وقد يربو تعداد الناطقين بلغة "ماندين " بغربي أفريقيا على عشرة ملايين نسمة، وقد انعكس تباعد مساكنهم على لهجاتهم، لكنها لهجات متقاربة يتفاهم الناطقون بها دونما صعوبة.

              ينتمي أربعة وتسعون في المائة من هذه الجماعة إلى الإسلام، بينما تتمسك فئة منها بالديانات التقليدية الأفريقية؛ وخليق بالملاحظة بهذا الخصوص أن هذه المعتقدات تحتوي على عناصر عديدة من أصل إسلام، الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأن الديانة الإسلامية عمت فعلاً شعب ماندين خلال فترة من تاريخه، ثم تسرب إلى إسلامه التدني والضعف والفتور بفعل انقطاع بعض جماعاته عن موجات التجديد، وبحكم انعزالها عن الحركات الإسلامية.

              وتكمن أهمية جماعة ماندين في أنها قامت بنشاط دائب وحافل طوال عهود عديدة لنشر الإسلام في غربي أفريقيا، وذلك على صعيدين:

              · على مستوى السلطات الرسمية، [ملوك مالي].

              · وعلى مستوى الأفراد "التجار المتجولين الدعاة " جولا [DIOULA ]

              يعزى دخول الإسلام إلى بلاد ماندين إلى حادثة طريفة، مفادها أنه حوالي سنة 1050م أصاب قحط شديد أرض ماندين، فانقطع المطر وأشرف الحرث والنسل على التلف، وكانت العادة تقتضي في مثل هذه النازلة أن يتدخل الكهنة والسحرة لاستعطاف الآلهة، وكان "برا ماندان ا" [BARA MENDANA ] أميرًا لماندين وقتئذٍ، فنهض بنفسه لتنظيم طقوس عديدة، تم خلالها تقديم القرابين، فلم يُجْدِ ذلك كله نفعًا.

              وكانينزل في "كانغابا " [KANGABA ] اصمة إمارة ماندين، رجل مسلم لم يشاطر الأمير وشعبه طقوسهم، ولما لا حظ فشل المحاولات كلها وبطلان الوسائل المستعملة جميعها، وتمكن البؤس واليأس والأسى من نفوس أهل مالي، عرض على الأمير مساهمته في التضرع مقابل إسلام "برا ماندانا " فقبل هذا الأخير العرض،واعتنق الدين الإسلامي، ثم تعلم ما تيسر له من مبادئه، ثم خرج الرجلان نحو ربوة تطل على "كانغابا " فصليا صلاة الاستسقاء، ولدى الانتهاء منها جعل الشيخ يدعو رافعًا يديه إلى السماء والأمير يؤمن. وما كان ينهيان تضرعهما حتى هبت ريح باردة مبشرة، وملأت السحب الداكنة السماء مثقلة بالبركة، فهطلت أمطار غزيرة عمت أرجاء البلاد، وامتلأت الأودية، وفاضت الشعاب، وارتوت الحقول، وحييت المزارع.

              وما إن رأى الأمير الغيب يسقي مملكته حتى بادر إلى دعوة شعبه إلى الدين الجديد، ومن ذلك التاريخ البعيد بدأ انتشار الإسلام بين ظهراني شعب ماندين.

              ويبدو أن "سون جاتا كيتا " [SON DIATTA KEITA ] كان المؤسس الحقيقي لمملكة مالي؛ على أنه على الرغم من وجود ملحمة شهيرة تدور حول شخصيته تصدح بها شعوب ماندين تخليداً الذكراه ، فإننا نجهل حياته الحقيقية غير الأسطورية، وبالأخص ما يتعلق بإسلامه.

              في حين خلد التاريخ ذكرى أولاده وأحفاده لما نهضوا به من أعمال جلّى لدفع عجلة الإسلام إلى الأمام في منطقة غربي أفريقيا؛ وسجل التاريخ بالخصوص أسماء(19) (منسا موسى وولي ) [SON DIATTA KEITA ] (1255-1270م )، أحد أبناء "سون جاتا "، وكان "موسى وولي " قد حج بيت الله في موكب حافل.

              وبعد "موسى كانكو "[KANKOU ] أو كانكا [KANKA ] من أشهر ملوك مملكة مالي وأكثرهم نفعاً للإسلام في تلك الحقبة، وكان على جانب من الذكاء والفطنة والعلم، وكان يتكلم اللغة العربية بطلاقة؛ وقيل: إنه ألف كتاباً في الفقه المالكي.

              قام " منسا موسى" هذا برحلة إلى المشرق الإسلامي لأداء فريضة الحج سنة 1324م فتركت في العالم كله صدىً كبيراً لما تميزت به من أبهة؛ ولما قيل عن ثروة هذا الملك الأفريقي، ومما زاد في صدى هذه الرحلة أن منسا موسى اصطحب معه ستمائة رقيق كانوا يحملون على ظهورهم الذهب والتبر الخالص، وأنه أنفق أموالاً طائلة على المساكين والمعوزين بمكة والمدينة.

              ولم تقتصر هذه الرحلة التاريخية على جانب أداء المناسك؛ بل إلى جانب ذلك كانت رحلة تبادل ثقافي في واسع النطاق؛ أولى"منسا موسى" خلالها عناية خاصة بالعلماء، فاتصل بنخبة منهم بالقاهرة التي عرج عليها، فتباحث معهم حول قضايا مختلفة تهم العالم الإسلامي، كما اهتبل فرصة وجوده في تلك الديار المعروفة بالعلم لاقتناء كمية وافرة من كتب فقه المالكية، وأبدى اهتماماً خاصاً بالفن المعماري الإسلامي الأصيل، فاتصل خلال تنقلاته في المغرب والمشرق الإسلاميين بمهندسين معماريين للاستفادة بهم والأخذ عنهم. وقد نجح فعلاً في إبرام عقد عمل مع أحد المهندسين المعماريين من عرب الأندلس، هو الشاعر أبو إسحاق الساحلي الأندلسي، الذي قبل أن يصحب "منسا موسى كانكو " إلى مملكته حيث أشرف على تشييد مبانٍ عمومية عديدة في كل من (نيامي )، عاصمة مالي يومذاك، وفي مدن أخرى هامة من تلك البلاد.

              ولما أنهى أبو إسحاق المهام المنوطة به، وصله"منسا موسى " بصلات باهظة تقدر باثني عشر ألف مثقالٍ ذهباً !

              واقتدى بـ"منسا موسى " خلفاؤه، فاعتنوا بالعلم وأهله؛ وكان ابن بطوطة، الرحالة المغربي، الذي زار مملكة مالي سنة 1352م، أيام حكم "منسا سليمان "- أخي موسى كانكو- شاهد عيان للنهضة الثقافية والعمرانية، وانتشار الإسلام والرقي الاجتماعي في مالي، حيث يقول:

              "إن أهل مالي كانوا يربطون أولادهم بالقيود ولا يفكون وثاقهم إلى أن نحفظوا كتاب الله عن ظهر قلب " وبخصوص التشبث بالعبادات يقول الرحالة المغربي:

              "إذا كان يوم الجمعة، ولم يبكر المرء إلى المسجد فإنه لن يجد مكاناً يصلي فيه، وذلك لشدة الزحام وكثرة إقبال الناس على أماكن العبادة.



              تعليق

              يعمل...
              X