إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العلــــــــــــــوم المجهولة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العلــــــــــــــوم المجهولة



    العلــــــــــــــوم المجهولة

    كثير منا يتعرض إلى أسئلة تجول في خاطرنا ولانعلم ماهو الجواب؟
    هناك أشياء تعودنا من الصغر على أنه لايجوز أن نسأل عنها
    هناك أشياء خفية تعتبر من المسلّمات وفي نفس الوقت نحن نجهلها؟




    أما آن لنا أن نعرف ماذا يدور من حولنا أما آن لنا أن نضع
    النقاط على الحروف ونكشف تلك الغمامة التي وضعوها لنا من الصغر وهي ألا تسأل عن شيء مجهول لماذا ألا يحق لنا أن ندرك أن الله خلقنا لنبحث عن العلم ونكشف المجهول
    أما آن لنا أن نجد أجوبة لأسئلة تدور بخاطر الكبير والصغير وقد تكون هذه الأجوبة الدافع الذي يدفع هذا السائل إلى بر الأمان ويثبت أقدامه على الطريق الصحيح
    نحن نشكل جزء كبيرا من مجتمع منه العالم والجاهل والصغير والكبير؟
    فإذا لم يجد الجاهل جوابه عند العالم فأين يجده؟
    ومن هنا أبدأ لأقول يدا بيد لفهم الغد!!!!!


    العلم بحر كبير لاينضب أبدا ؛لذا علينا الاغتراف قدر مانستطيع لأننا في هذه الدنيا نعيش للحظات فلنعشها في كنف العلم ومعكم وبتعاونكم ننزع غمامات الجهل عن طريقنا لنجد أجوبة لمن حولنا
    لندرك أننا في القرن الواحد والعشرين وفي ظل التطورات التي تسابق الزمن ؛ ولاتنتظر أحدا أبدا فإما أن تصبح من الركب وإما من القبطان وإلا فلن تلحق بالركب أبدا !!
    الغرب وصل إلى مايريد عن طريق العلم ونحن هاهنا قاعدون إلى متى!! هيا بنا نوقظ روح العلم والبحث العلمي بداخلنا لفهم واقعنا وسر نجاتنا.
    .
    الميتافيزيقيا
    العلم اثبت ان كل شئ في هذا العالم يتكون من ذرات ، جزيئات ، الكترونات و بروتونات سابحة ومهتزة... اي ان القانون العام هو اهتزاز الذرة بما فيها وكذلك نعرف جميعا ان كل اهتزاز يهتز ضمن رتبة معينة وضمن موجة معينة (وهذا يقودنا الى ان الكون برمته عبارة عن موجات تختلف فقط في طول موجتها ) وكلما زاد اهتزاز الشئ كلما زاد رقة و اكتسب شفافية (كالغازات مثلا) وحواسنا البشرية لا تستطيع ان تستوعب الا مدى معين من الرتب فمثلا حاسة السمع مقيدة بين عتبة السمع وعتبة الالم (من 20 الى 20000 ذبذبة في الثانية) اي ان الاذن البشرية لا تدرك الا احد عشر سلما ونصف من اصل بلايين السلالم الصوتية واي شي ذو رتبة اقل او اعلى فاننا لا ندركه .... وهذا يدل على ان الانسان لا يستوعب الا الاحداث الظاهره فقط!!...وما هو جدير بالذكر ان هذه النظرية سمحت للعلماء ان يفترضوا وجود اكوان متداخلة مع بعضها اي يخترق بعضها الاخر دون ان يشعر احدها بوجود الاخر نظرا لتغاير رتبته في التردد...

    هذا ما سمح لعلم ما وراء الطبيعة ان يخرج للافق ..او علم الباراسيكولوجي .. و يعني بعلم ما وراء النفس .. او ما وراء الفيزياء .. مع انه متعلق بشدة بعلم الفيزياء..

    اشتهرت زرقاء اليمامة في الجاهلية بحدة بصرها , وقيل انها كانت تستطيع الرؤية بوضوح على بعد مسيرة ثلاثة أيام .
    وقيل انها رأت مرة علائم غزو متجهة نحو قبيلتها .. فلما حذرتهم سخروا منها ولم يصدقوها - فلم يكونوا على علم او يقين بمقدرتها - ثم وقعت الواقعة وجاءهم الغزو الذي حذرت منه زرقاء اليمامة ...

    هذه الحكاية عندما يسمعها او يقرأها انسان القرن العشرين فإنه يبتسم اذا شعر بمبالغتها او يهملها اذا اعتبرها اسطورة خرافية .. لكنها في نظر علم نفس الخوارق تعتبر واقعة محتملة الحدوث لامجال للمبالغة او الخرافة فيها .. والتاريخ حافل بمثل هذه الخوارق التي لم تخضع للمنهج العلمي الا مؤخرا ..

    ان ما أثبته علم نفس الخوارق من الحقائق التالية يمكن ان يفتح للانسان ابوابا اخرى من المعرفة :

    - فقد ثبت ان بإمكان العقل ان يتصل بعقل آخر دون واسطة مادية

    - وان بامكان العقل الاتصال بموجودات او مخلوقات أخرى يشعر بها دون واسطة

    - وان بامكان العقل تخطي المسافات الشاسعة

    - وان بامكانه التأثير في حركة الجماد والحيوان ..

    عندما يتصل عليك أحد أصدقائك او زملائك .. وترد عليه بالهاتف مثلاً.. تقول له : كنت اريد الاتصال عليك انا ايضا ..!

    لكنك قد تعتبرها صدفه..!

    تشعر احيانا ببعض الوخزات وتقول انا اشعر بشعور سئ حيال شخص معين ..! وبعدها قد يكون هذا الشخص يعاني من وعكة صحية المت به.. وتعتبرها انت صدفه ..!

    لكن .. عندما نفكر ملياً بهذا نجد بانها تتكرر علينا مرارا وتكرارا ولا زلنا نعتبرها صدف..رغم انه لا وجود للصدف بهذه الحياه فكل شئ مقدر ..!



    هذه بعضٌ من الأمثلة (الباراسيكولوجية) .. وهو علم قائم بحد ذاته (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .. ويدعى بالباراسيكولوجي ..Parapsychology وهذا الاسم على قسمين الأول:

    para : ويعني باللغة العربية ما وراء أو ما خلف psychology : أي علم النفس ..
    واذا جمعنا القسمين تكون : ما وراء علم النفس .
    وقد أُقر هذا العلم في القرن التاسع عشر في العديد من البلدان واقيمت له الكليات والمعاهد .. سواء في الولايات المتحدة .. أو في روسيا في حقبة الأتحاد السوفيتي .. ولا ننسى أن "ستالين " كان مهتم بالتخاطر في الوقت الذي كان يشغل فيه زعيم الاتحاد السوفيتي .

    للباراسيكولجي عدة فروع .. منها :

    Telepathie: التلباثي .. وهو كلمة مزجية من تعبير يوانني وتعني في الأصل الشعور عن بعد .. ويتعارف على هذا المصطلح بالعربية بـ " التخاطر "
    وينقسم أيضاً إلى عدة فروع ..

    Telekinsis: التيليكينيزيا .. أي التحريك عن بعد بقوة العقل .. أو ما يعرف بـ " العقل فوق المادة ".

    Clair-audiance: الجلاء السمعي

    Clairvoyance: الجلاء البصري ( ما تسمى بالمكائفة عند علماء المسلمين )

    Astral projection: الطرح الروحي أو الخروج من الجسد الذي يحصل بواسطة الجسد الأثيري Corps Astral

    Spiritism: الأتصال بكائنات غير منظورة.

    Extrasensory per ception: الإدراك عن غير طريق الحواس .

    وهناك الكثير مما يدرسه هذا العلم ..

    كانت هذه مجرد بداية بسيطة للتعرف على هذا العلم الغير غريب على علماء المسلمين ومنهم العالم ابن القيم -رحمه الله- ويتضح اطلاعه على هذا العلم في كتابه ( الروح ) وايضا كانت هذه من كرامات صحابة الرسول -رضي الله عنهم- و اولياء الله الصالحين .. والذي لا يزال علماء الغرب يتعمقون في مسائله .. ولا يزال الموضوع متشعباً .. إغضابه وهو يقوم بمحاولته.


    يتبع

  • #2
    موضوع ملفت للنضر

    تعليق


    • #3
      القوى الخفية للإنسان ......
      سحر و إلا ... ؟


      هنالك أشياء عدة تحدث حولنا لا نجد لها في أغلب الأحيان تبرير منطقي مثل التخاطر و جلاء بصري أو أستبصار و كل ما يرتبط بقوى الإنسان الخفية أو ما يعرف بالحاسة السادسة أو الباراسيكولوجي. هذا الموضوع يشغل بال كثير من الناس و كيف تحدث وكيف نسيطر عليها و كيف نطور من هذة القدرات.

      و إليكم بعض الأمثله

      1-
      تفكر في صديق و تجده يتصل عليك

      2- تتمنى شيء ويحصل مثل ماتمنيته

      3-
      تتكلم مع صديق و تجده يفكر في نفس الشيء

      4- في لحظه و أنت في مكان تحس أنك كنت هنا أو يتكرر المشهد أمامك.

      5- يحصل لك لاقدر الله مكروه تجد والدتك تتصل عليك..... الخ

      المخ ينقسم الى قسمين يمين ويسار بكل بساطه الجزء اليمين مثلا يرى المنظر لكن الجزء الايسر يراة بعد الجزء الايمن بثوانى فلهذا السبب اننكم تحس ان هاذا المنظر قد رايتة من قبل ولمزيد من التوضيح الجزء الايمن يتصل بالعين اليسرى مثلا يوصل الصوره اللى راتها العين اليسرى الى الجزءالايمن في المخ وفى هذة الا ثناء تكون العين اليمنى لم تصلها الصوره وتبعا لذلك تصل الصوره متأخره فيحس الانسان وكأنه كان في نفس المكان من قبل الحاله الاولى تفكرفي صديق و تجده يتصل عليك وزهذا ما تارف على تسميتة
      بالحاسة السادسةعرفت الحاسة السادسة بأنها إحساس فطري لا إرادي بعيد عن المنطق يمكن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وأغلب الناس يمتلكون مثل هذهالحاسة وبدرجات متفاوتة،وبما أن الإنسان العادي ليس له وسيلة اتصال بالمستقبل فإنه من المرجح أن يعتمد على الروح لسبر أغوار المستقبل، فهي نفحة من الله ولها قدرات عظيمة لاتدركها العقول،أما الأنبياء والرسل فهم يمتلكون الوحي بشكل يخصهم وحدهم دون سائر البشر، وهو إلهام رباني من أقوى أشكال الحاسة السادسة،وسيرة الرسل خاصة محمد عليه الصلاة والسلام تدل على هذا الإلهام الرباني فيروى عن الرسول أنه أثناء غزوة الأحزاب رأى المسلمين وهم يفتحون بلاد فارس فوعدأصحابه بكنوز كسرى فاستبشر أصحابه خيراً فهو لا ينطق عن الهوى، (إن هو الاوحي يوحى) (النجم/4) فكان ما رأى في عهد عمر بن الخطاب،وسرد الرسول على المسلمين أحداث غزوة مؤتة التي تدور رحاها في مكان يبعد عنهم آلاف الكيلومترات،ويعرض القرآن الكريم قصة يوسف إذ رأى في المنام أحد عشر كوكباً (سورة يوسف/4) وقصة موسى مع الخضر (الكهف/ 74، 79، 80)،،أما ما يمتلكه غير الأنبياء من الوحي فيعرف بالتحديث (1) ،وقد عرف من أولئك الذين أوحي إليهم: عمر بن الخطاب، أم موسى، الحواريون،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: إنه كان فيمن مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه ان كان في أمتي هذه منهم أحد،فإنه عمربن الخطاب (سنن الترمذي 285/5)، قال تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) (القصص/7)،وقال جل جلاله: (واذ أوحيت الى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي) ،،(المائدة/111)،،يتمتع المؤمنون الصالحون بصفة فراسة المؤمن وقد اختص بهاالصحابة والأولياء ويقصد بها أي بالفراسة: الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمورالخفية، وقد دلت آيات الله وسنة نبيه على تلك الصفة التي اختص بها أولياءه،،(إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (الحجر/75)، (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (محمد/30)،،وعن النبي عليه السلام قال: اتقو افراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، وقال ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف حيث قال لامرأته: أكرمي مثواه عسىأن ينفعنا أو نتخذه ولداً ، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى: استأجره وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما حين استخلفه،ظهرت هذه الصفة جلية في عمر بن الخطاب في مواقف عدة فقد قال لرسول الله: لواتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت الآية: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى)،وذات مرة سأل الرسول قائلاً: يارسول الله لو أمرت نساءك ان يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، وشاوره رسول الله في أسرى بدر فأشار بقتلهم فنزل القرآن بموافقته (2) ،أما أنواع الفراسة:
      ،1- فراسة ايمانية: سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والصادق والكاذب،، 2- فراسة الرياضة: وهي تعتمد علىتجرد النفس من العوالق، وتكون مشتركة بين المؤمن والكافر،،3- الفراسة الخلقية: تعني الاستدلال بالخَلق على الخُلُق، ويمكن اكتسابها بالخبرة والتدريب (3) ،وما يمتلكه عامة الناس من بين هذه الأنواع فهي فراسة الرياضة التي تحدث عنها العلماء غير المسلمين واسهبوا في البحث فيها باسم الحاسة السادسة (4) ،وقدأنكر مثل هذه الحاسة الزنادقة والملحدون فوجود هذه الموهبة الحسية الفائقة يعني لديهم وجود قوةهائلة مدبرة غير منظورة وراء هذا الكون، أي وجود الخالق الذي ينكرونه،وينبغي للمؤمن ألا يفرط في الاهتمام بكل ما يحس به، فمن الممكن أن يصاب بعقدة نفسية من جراء ذلك، وحسبنا أننا نؤمن بقضاء الله وقدره فمهما صدق احساسنا أوخاب فانه من العبث أن نجعل ذلك يؤثر سلباً على طبيعة حياتنا،ويكفينا أن نعمل بالأسباب ونتوكل على الله،ولا ينبغي للمرء أن يتعدى حدوده في التنبؤ ولا يصدق كل ما تحدث به نفسه فإن وساوس الشيطان كفيلة أن تؤدي به إلى الكفروكثيراً ما نسمع بمن يتنبأون باقتراب الساعة!! فمن أين لهم علم ذلك وعلم الساعة لم يطلع الله عليه حتى أنبياءه، وربما يسيطر على أحدنا هاتف جني يجعل من صاحبه من أولئك السحرة والكهنة الذين يحاولون دائماً احتكار مثل هذه الملكة لديهم للتحكم بمصائر البشر وكثيراً ما يضللون أصحاب النفوس القلقة إيماناً ويتروكونهم أشباه مجانين، وقد نبه النبي عليه الصلاة والسلام من يتبعهم حيث قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ،نخلص مما سبق أن الحاسة السادسة الهام يتدرج في خمس درجات وهي: الوحي، التحديث، فراسة المؤمن،فراسة الرياضة، والهاتف الجني،







      قــــوى الإنســــــان الخفيـــــــــة كانت ولا تزال تثير علامات الاستفهام والدهشة عند الحديث عن ما يسمى بالحاسة السادسة أو الإدراك الحسي الخارق. إذ تعتبر من المواهب الخارقة التي تتيح للأشخاص الذين يمتلكونها قدرة على التخاطروقراءة الأفكار واستبصار أحداث سابقة أو لاحقة هذه القدرات تندرج تحت ما يسمى بعلم الباراسيكولوجي. وهو فرع من مجموعة البارانورمال أي الظواهر الخارقة لقوانين الطبيعة.

      أما عن العوامل التي تؤثر على الحاسة السادسة فهي صفاء الذهن وهدوءالأعصاب واعتدال المزاج، كلما كانت في حالة جيدة تنشط الحاسة السادسة والعكس عندماتكون في حالة رديئة تخبو ويقل نشاطها. وبما ان العلماء يؤكدون على ان البلهاءوالبدائيين لديهم القدرات الخارقة أقوى من غيرهم فهذا يعزز الرأي القائل بأن الحاسةالسادسة لا تعتمد على الذكاء إذ ان الذكاء يتدخل في التفكير التحليلي المنطقي الذي لا نعتقد بأن البلهاء والبدائيين يستخدمونه. وكذلك يدل هذا على صحة الفرض القائل ان الإنسان مع مراحل تطوره التي مر بها اخذ يفقد تلك القدرة تدريجيا نتيجة اعتماده على ما تقدمه المخترعات والتكنولوجيا واستخدامه للطرق الاستقرائية والمنهج المنطقي المعتمد على المدركات بوساطة الحواس الخمس فكان هذا سببا لضمور تلك القدرة (الحاسة) التي يمتلكها، لكن الإنسان البدائي بحاجة لها واستمر على استخدامها لذلك نراهاحاضرة عنده وقوية.
      كما ان حاسة الاستبصار تكون عند المرأة أقوى من الرجل لأن هذا هو حالهن من قديم الزمان فالمرأة تستبصر، وتميل إلى استشارة ا المتنبئين اكثر مما يميل الرجل. وهي اقدر على قراءة الأفكار من الرجال. ولابد وان تكون قد زوّدت بهذه الحاسة حتى تستطيع قراءة أفكار طفلها، ومعرفةأحاسيسه. لأنه غير قادر على النطق وهي حاسة لحفظ النوع. وكما نرى ان الريفيين من احيث الحياة بسيطة محدودة، لمسوا كيف ينظر أهل القرية إلى بعض الكبار البلهاء والمعتوهين نظرة ممزوجة باعتبار خاص أرقى من العطف والإشفاق لا لشيء إلا لأنهم ينطقون بعبارات مقتضبة في بعض المناسبات وتثيرهم رؤى مهمة يعبرون عنها بغرابة فلا تلبث ان تتحقق. ومن المشاهدات التي تمت لأناس بدائيين في استراليا فنورد بعضا منها للتدليل على صحة ما نقول :
      أولا- سجل رجل أوروبي هذه الرواية:
      ومن الضروري ان نتساءل هل الإنسان وحده هو الذي يمتلك هذه القدرات دون سائر المخلوقات؟ يقول هذا الرجل كنت أنقب عن أحجار كريمة في أواسط استراليا بمساعدة رجال من سكان القارة الأصليين البدائيين العراة فجأة ارتعدت فرائص أحدهم وظهرت عليه سمات حزن طارئ عميق. قبل ان يسأله الأوروبي عن سبب ما ألم به، بادره الأسترالي بطلب السماح له بالعودة إلى أهله زاعما ان أباه توفى في تلك اللحظة أعطاه اجره وسمح له بالعودة إلى عشيرته على بعد مئات الأميال من معسكر التنقيب وهو غير مصدق إمكانية حصول إنسان على رسالة فورية بدون خدمة البريد أو الهاتف. ولكنه فيما بعد تأكد ان الرجل الأسترالي كان صادقا فيما قال وما أحس وان أباه توفى في اللحظة نفسها التي استبدت بابنه القشعريرة المفاجئة.
      ثانيا- وفي رواية أخرى لأحد الباحثين الذي ذهب إلى استراليا للاشتراك في بعثة لدراسة إحدى القبائل البدائية، تعتبر من اكثرالجماعات الإنسانية تأخرا وبدائية في عالمنا المعاصر، قال كنا نتعايش مع القبيلة لغرض دراستها وذات يوم لاحظت ان كل أفراد القبيلة يتحدثون في ألم وتأثر مشترك ظاهر،عن موضوع زورق ما، لم استطع الحصول على تفسير مضبوط نظرا لضحالة معرفتي بلغتهم. كلما فهمته انهم يتحاورون حول خبر عن شخص في زورق مسه سوء، وانه يناضل من اجل التشبث بالحياة. فما كان مني إلا ان سجلت الحدث في مذكرتي اليومية وتاريخ ذلك الحدث ونسيت الأمر. ولما عدت إلى مركز البعثة على الشاطئ عرضت مذكراتي على أحد المتخصصين من رجال الدين المقيمين الذين كانت تستعين بهم البعثة. دهش لذلك وقال انه أرسل في اليوم نفسه شابا من تلك القبيلة يحمل رسالة شفهية إلى زميل في مكان آخر وان الشاب ما كاد يبتعد عن الشاطئ قليلا حتى أطاحت الأمواج بالزورق وقلبته فظل يصارع الموتوقتا طويلا حتى أغاثه آخرون بشق الأنفس وأخرجوه بين الحياة والموت. فكيف تم ذلك ان لم يكن بوساطة الحاسة السادسة ويتخيل الأمر كما لو ان جهاز لاسلكي بشريا في رأس كل أسترالي اصلي.








      أما الحاسة السادسة لإنسان العصر الحديث المتمدن فتظهر عند بعض الأشخاص ومن ثم تنمى قدرات ذلك الشخص ضمن برامج معدة من قبل جمعيات الباراسيكولوجي وفي معاهد معروفة ومن اشهر هذه الجمعيات جمعية الباراسيكولوجي السوفييتية سابقا وكان لهذه الجمعية باع طويل في كثير من فروع القدرات الخارقة وعلى سبيل المثال تمكنت هذه الجمعية ان تعد تجربة تخاطر بين اثنين من أعضائها أمام جمع من المسؤولين السوفييت. حيث وضعتهما في مكانين أحدهما في موسكو والآخر في مكان يبعد ستمائة كيلو متر عن موسكو وكان الشخص في العاصمة موسكو هو المرسل والآخر المتلقي أو المستلم وطلب من أحد المسؤولين الرسميين ان يكتب الرسالة التي يريد ان يرسلها وتم كتابة الرسالة وسلمت إلى الشخص المرسل أرسلها وفي الوقت نفسه تم استلامها من قبل المستقبل (الشخص الذي وضع على بعد 600كم عن المرسل) أما عن حالة الاستلام فكانت جيدة بل تصل إلى درجة الممتازة إذاستلمت الرسالة بالكامل ماعدا حرف واحد كان استلامه مشوشا. وهناك أناس عديدون في أماكن متفرقة من العالم ظهرت عندهم قدرات خارقة (الحاسة السادسة) في قراءة أعطاه الناس والتخاطر عن بعد وكذلك رؤية مستقبل أشخاص وحتى التنبؤ بطرق وفاتهم.
      ولوتصورنا عالما نمتلك به جميعا هذه القدرات الخارقة لاستطعنا ان نستغني عن الكثير من اختراعاتنا التي تم تصنيعها.
      ومن الضروري ان نتساءل هل الإنسان وحده هو الذي يمتلك هذه القدرات دون سائر المخلوقات؟ هذا السؤال أجاب عنه العلماء بالنفي وأكدواعلى ان بعض الحيوانات تستشعر الأخطار والكوارث قبل وقوعها فالقطط تموء والكلاب تنبح والخيل تصهل، وتشترك الأنعام والدواب والدواجن في مظاهرة صاخبة، قبيل هبوب الأعاصيروالعواصف بوقت يطول أو يقصر وقد أجرى العلماء تجارب عديدة على حيوانات مختلفة للتنبؤ بالزلازل والفيضانات والكوارث التي تصيب الأرض فوجدوا ان الأسماك والأبقاروالكلاب والقطط تستشعر بالزلازل قبل وقوعها بعدة ساعات كما ان الكلاب ومن خلال معايشة عملية تبين بأن لها القدرة على معرفة الأخطار التي تحدق بأصحابها وكم من مرة أنقذت أصحابها من مواقف صعبة للغاية قد تؤدي بالأشخاص إلى الموت المحقق. كما انه في أحيان كثيرة يسمع للكلب عواء حزين وبعده تحدث المفاجأة موت أحدهم. ومن الأفعال التي تقوم بها الحيوانات مثلا قبل الزلازل:
      - الأسماك تقفز من المياه.
      - القطط تغادر البيوت إلى العراء.
      - الأرانب تضرب رؤوسها فيما حولها.
      - الخنازيرتعض بعضها بعضا.


      ولا يفوتنا ان نذكر بأنه مثلما يوجد مؤيدون لهذه الظواهر الخارقة بجميع أنواعها يوجد منكرون لها بل وينصحون بالاعتماد على المنطق والتحليل وعدم الركون إلى المعرفة إلا عن طريق العقل الذي يستلم مدركاته من الحواس الخمس، التي هي مصدر المعلومات فقط على حد تعبيرهم. كمايرى العلماء المؤيدون بأن في مخ الإنسان مركزا يسمى مركز التنبؤ والأحلام موجود كمركز عصبي تحدث فيه التفاعلات الكيميائية وينتج عن هذا النشاط تيار كهربائي. هذاالمركز يشبه جهاز الاستقبال في الراديو والتلفزيون. وإن التعاون العلمي بين العلماء من مختلف الاختصاصات ذات العلاقة سوف يسهم في الكشف عن مركز تلك الحاسة التي ضعفت خلال تطور الإنسان بسبب تخليه عنها واعتماده على الوسائل الحضارية الحديثة، وطرق التفكير العلمي المنطقي
      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-06-30, 07:35 AM.

      تعليق


      • #4
        أسرار العين الثالثــــــــــة


        عالم يوجد على أرضنا ، معزول وسط قمم من الجبال العالية ، يتصف بالغموض والسحر والتصوف والاستغراق في التأمل ، لا نعرف عنه إلا القليل ، ومعظم من كتبوا عنه لم يعرفوه جيدا ، كتابات سطحية متعجلة ، وربما كان ذلك أحد أهم الدوافع لكتابة هذا الكتاب . فهنا شاهد من داخل هذا العالم ، عاش منذ صغره في معبد من أكثر المعابد صرامة في التبت ، والمعبد مدينة متكاملة ، فيه العمال والزراع والحرفيون والطباخون وغيرهم ، عمل في كل الأعمال بالإضافة إلى دراسته حتى وصل إلى أعلى المراتب الدينية .

        دخله كصبي في السابعة ليدرس الطب واللاهوت على أيدي أساتذة كبار تعلم منهم فنون الطب المختلفة ، ومعالجة الأمراض بالأعشاب البرية ، بالإضافة إلى التعاليم الدينية ، وعدد من الفنون الغامضة التي يجدها إنسان العصر الحديث غير ممكنة الحدوث إن لم تكن مستحيلة .

        كان الصبي من عائلة ثرية ، والموقف الرسمي للدولة والذي يعتنقه الأب أيضا ، أن ابن العائلة الغنية لابد أن تزيد شدة تدريبه ولا يسمح بتدليله ، تعبيرا عن وجهة النظر القائلة ، إن الولد الفقير ليس لديه حياة مريحة فيجب أن ينال العطف والرعاية ، بينما الولد الغني لديه كل الراحة والغنى ، لذا فلنكن قساة معه أثناء طفولته وشبابه حتى يجرب الحياة الصعبة ويبدي العطف على الآخرين .

        وتكون حياة الصبي قاسية في طفولته ، وحين يبلغ السابعة من العمر ، يقام احتفال كبير ، يعلن العرافون في نهايته ماذا سيكون عليه الولد في المستقبل . إنها علامة من النجوم ، وفي التبت كل شيء تقرره النجوم ، وعلى الجميع الالتزام بالنبوءة . والتنجيم علم قديم في التبت ، ويدرس في المعابد باهتمام شديد ، وتجهز ، عادة ، خريطة للسماء في وقت الحمل بالمولود ، ثم في وقت ولادته ، ويجب معرفة ساعة الميلاد بدقة ، ويترجم ذلك الوقت بتوقيت النجوم الذي يختلف تماما عن التوقيت الأرضي .

        بعد الحفل ، وتناول اللحوم ، وهي دوما لحوم حيوانات وقعت ودقت أعناقها فوق الصخور ، أو قتلت بالمصادفة ، فأهل التبت لا يذبحون أو يقتلون الحيوان ، وإن كان هناك جزارون فهم طبقة معزولة لا تتعامل معها العائلات التقليدية أو المتدينة .

        والطعام الرئيسي في التبت هو (التسامبا) وهي كالعصيدة تصنع من الشعير المطحون والمطبوخ بالزبد ، بالإضافة إلى الشاي بالزبد أيضا . والبعض يعيش على هذا الطعام طوال حياته من أول وجبة إلى آخر وجبة .

        ويعلن العرافون أن على الصبي الذي يبلغ السابعة من العمر أن يدخل المعبد ليصبح راهبا جراحا . ويصاب بحالة من القلق والذعر ، فهو يعرف القليل عن التدريب الروحي الصارم والمحنة الجسدية التي تنتظره .

        ويشتري له مدربه الاحتياجات الضرورية فقط وكأنه راهب فقير : صندلا بنعل من جلد الثور ، وكوبا خشبيا للشاي ، ووعاء للعصيدة وسكينا ، ومسبحة ذات 108 حبات حسب التعاليم الدينية .

        الرحلة إلى تشاكبوري

        ويقابله والده لآخر مرة قبل المغادرة ، وينذره بأنه إذا لم يقبل في المعبد فعليه ألا يعود إلى البيت .

        يغادر الصبي البيت في الصباح دون وداع من أحد ، ويسير على قدميه إلى معبد (تشاكبوري) الذي يبعد ثلاثة أميال ، وهو المعبد الوحيد في التبت الذي يدرس الطب بالإضافة إلى العلوم الدينية . وعلى باب المعبد يقابل اثنين في مثل سنه يريدان أن يلتحقا بالمعبد ، ويدقوا الباب الخشبي الكبير ، ويقول المؤلف (فتح الباب بقوة وظهر في فتحته رجل طويل نحيل قال بما يشبه الزئير : ماذا تريدون أيها التعساء الأشقياء?) قلنا في نفس واحد (نريد أن نصبح رهبانا) . قال لأحدنا وهو ابن راعي غنم (ادخل.. إذا اجتزت اختباراتك فستمكث) وقال للثاني (أنت يا ولد .. ماذا قلت? ابن جزار! جزار لحوم فارق قوانين البوذية وتأتي إلى هنا . اغرب عن وجهي فورا وإلا جلدتك على قارعة الطريق) أدار الرجل نظرته النارية نحوي ، كدت أتجمد من الخوف ، لوح بعصاه بشدة ، وقال: (وأنت .. أمير صغير يريد أن يصبح رجل دين . يجب أن نختبرك أولا ، فهذا المكان ليس للحياة الناعمة . ارجع أربعين خطوة ، واجلس على الأرض متربعا في وضع الابتهال دون أن يرمش لك جفن من الصباح حتى غروب الشمس لمدة ثلاثة أيام .. وإذا صمدت نخبرك بعد ذلك بما ستفعله واستدار فجأة واختفى) .

        ويثبت الصبي قوة احتماله ، ويدخل معبد (تشاكبوري) الذي يعني الجبل الحديدي . وهو بالفعل حديدي في نظامه ، ففي معظم المعابد يمكن للرهبان أن يعملوا أو يكسلوا إلا في هذا المعبد ، لذا ربما واحد من كل ألف هو الذي يتقدم إليه ، وهم الذين يصبحون (لامات) ، وكلمة (لاما) تعني الشخص الأعلى أو الأرقى . فالصرامة تعد المرء ليكون اختصاصيا وقائدا دينيا ، وحسب قول رئيس الرهبان في المعبد : (التدريب والنظام والقراءة والكتابة هي بوابات الصفات المميزة) .

        ويتعرض الصبي لمعاملة قاسية على أيدي بعض الرهبان في المعبد ، وهنا ينبري المؤلف ليوضح الأمر ، فيقول : (قد يظن المرء ـ من هذه الحادثة ـ أن الرهبان شخصيات مرعبة وليس كما كان يتوقع ، لكن ماذا تعني كلمة راهب monk . نحن نطلقها على كل شخص ذكر يعيش في خدمة المعبد وليس بالضرورة أن يكون رجل دين . ويمكن لأي شخص في التيبت أن يكون راهبا تقريبا . هناك في المعابد رهبان للخدمات المنزلية ، وهناك بناؤون وعمال وكناسون ، كان سيطلق عليهم في أماكن أخرى من العالم ، خدم أو ما شابه ، معظمهم عاش حياة قاسية ، لذا فهم قساة علينا نحن الأولاد .

        هناك رهبان شرطة عملهم الوحيد حفظ النظام وليسوا معنيين بالمراسم الدينية ، ويقتصر حضورهم على التأكد من أن كل شيء يسير حسب النظام .

        بالنسبة لنا كلمة راهب مرادفة لكلمة رجل .

        أما أعضاء السلك الديني فلهم أسماء أخرى وملابس مختلفة . تبدأ من التشيلا chela أو التلميذ المريد ، ثم الترابا Trappa ثم اللاما وهو السيد الحاكم ، ومنهم يختار الأبوت Abbot أو رئيس دير الرهبان أما (المتناسخون الأحياء) وهم من تناسخت فيهم أرواح رجال الدين العظام السابقين ، ومنهم مؤلف الكتاب ، فيمكنهم أن يصبحوا رؤساء أديرة وهم في سن الرابعة عشرة .

        أما عن نظام الحكم في التبت ، فعلى رأس الحكومة والسلطة الدينية يأتي الدالاي لاما . بعده مجلسان : المجلس الديني ويتكون من رهبان أربعة يأتون في المقام الثاني بعد الدالاي لاما ، وهم مسئولون بالدرجة الأولى عن المعابد والأديرة وكل المسائل الدينية . ثم مجلس الوزراء ويأتي بعد المجلس الأول ويتكون من أربعة أعضاء ثلاثة منهم علمانيون وراهب واحد ، وهم مسئولون عن الدولة ككل .

        وهناك موظفان يمكن أن نطلق عليهما رئيسي الوزارة ، يقومان بتنسيق العلاقات بين المجلسين ، ويرفعان وجهة نظرهما إلى الدالاي لاما . ومركزهما مهم جدا خاصة أثناء الاجتماعات النادرة للجمعية الوطنية التي تتكون من ممثلين لمعظم العائلات المهمة والمعابد في البلاد .

        والتعاليم الدينية في التبت تتلخص ، كما في كل الديانات تقريبا في :

        امتنع عن الخطيئة ، لا تؤذ أحدا ، أطع والديك واحترمهما وكذلك الشخص الفاضل والأكبر سنا ، اخدم بلدك بإخلاص ، أنجز المراسم الدينية ، اهتم بذوي القربى والأصدقاء ، اصنع المعروف ، كن عادلا وتخلص من الغيرة والحسد ، وتحمل الألم والحزن بالصبر والحلم . فإذا اتبع المرء ذلك فلن يكون هناك نشاز في الحياة ولا خصام .

        اللامية.. وليس البوذية

        أما عن الدين في التبت ، فهو أحد أشكال الديانة البوذية وإن اختلف عنها في كثير من التفاصيل ، وكما يقول المؤلف (لا توجد كلمة محددة يمكن أن نطلقها على ديننا ، فنحن نسميه الدين ونسمي أتباعه المطلعين المنتمين ، وأصحاب المعتقدات الأخرى اللا منتمين . وأقرب كلمة يعرف به الغربيون ديانتنا هي (اللامية) . وهو دين يختلف عن البوذية بأنه دين أمل وإيمان بالمستقبل ، فالبوذية في رأينا تبدو سلبية تدعو إلى اليأس ، ومعظم من كتبوا عنا بنوا آراءهم على الشائعات أو كتابات الآخرين ، أو درسوا معتقداتنا لفترة قصيرة دون أن يتعمقوها .

        (لا يوجد موت في عقيدتنا ، فكما يخلع الرجل ملابسه في آخر النهار ، فإن الروح تخلع من الجسد حين يموت الإنسان ، وحتى حين يروح في النوم .

        الموت ميلاد جديد ، في مجال ثان من الوجود . إن روح الإنسان خالدة وما الجسد إلا عباءة لها . إن (عجلة الحياة) تعني الميلاد والحياة في هذا العالم ، ثم الموت والعودة إلى الحالة الروحية ، وفي الوقت المناسب يولد المرء ثانية في ظروف وشروط مختلفة . قد يعاني الإنسان كثيرا في حياته ولا يعني ذلك أنه شرير ، بل قد تكون تلك أسرع وأفضل طريقة لتعلم أشياء معينة . إن التجربة العملية هي خير معلم للمرء) .

        يبدأ اليوم في المعبد عند منتصف الليل ، حيث تنفخ الأبواق ويقوم الجميع للصلاة لمدة ساعة ، ثم يعودون للنوم ، وفي الساعة الرابعة صباحا تسمع أصوات الأبواق ثانية ، وصلاة أخرى لمدة ساعة ، بعدها يتناولون طعام الفطور ويبدأ اليوم الدراسي ، تتخلله صلاة ثالثة في التاسعة صباحا ، وتبدأ فترة عمل بعد الدراسة وصلاة أخرى في الواحدة ظهرا . ويخلدون جميعا إلى النوم في التاسعة والنصف مساء .

        امتحانات.. من نوع خاص

        عند تأدية الامتحانات ، وهي كل أربع سنوات ، يحجز كل تلميذ في غرفة صغيرة يغلق بابها عليه ولا يغادرها حتى تنتهي أيام الامتحانات ، ستة أيام مدة الامتحان الأول ، وعشرة أيام مدة الامتحان الأخير .

        يقدم الطعام والشراب وأسئلة الامتحان لكل تلميذ من طاقة صغيرة تؤخذ منها الإجابات أيضا . والغرف بلا سقف عادة ويستمر الامتحان الواحد من الصباح حتى المساء . وكان مؤلفنا الأول في كل هذه الاختبارات .

        بعد اكتشاف قدرات الصبي الخاصة ، يقول له اللاما الأكبر (تحتاج إلى عملية صغيرة في رأسك لتقوي حاسة الاستبصار لديك وتساعدك على التعمق في دراسة الغيبيات ، وتصبح لك عين ثالثة تمكنك من أن ترى الناس على حقيقتهم ، وتري الهالات حول أجسامهم ، فتتعرف على صحتهم وأفكارهم الخاصة . كل أجساد البشر تحيطها هالات يمكن للمرء أن يتعلم رؤيتها تحت شروط خاصة وهي مجرد انعكاس لقوة الحياة التي تشتعل داخل الإنسان . نحن نؤمن أن هذه القوة كهربية مثل البرق . ويستطيع العلماء في الغرب الآن تسجيل وقياس هذه القوة والمجالات الكهربية لها) .

        وتجرى العملية للصبي ، وبعد خمسة عشر يوما من الانعزال في غرفة مغلقة ، يشفى الجرح ويقولون له (أنت الآن واحد منا يالوبسانج ، سترى الناس بقية حياتك على حقيقتهم ـ لا كما يتظاهرون) .

        ويقول المؤلف (كانت تجربة غريبة أن أرى هؤلاء الرجال بوضوح ، يحيطهم لهب ذهبي ، ومع الوقت أصبحت استطيع تحديد صحة شخص ما بالنظر إلى لون وكثافة الهالة التي تحيط به ، كما أستطيع أن أعرف إذا كان المرء يقول الصدق أو الكذب عن طريق تموج ألوان هالته . ولم يكن الجسد الإنساني هو مجال الاستبصار عندي فقط ، فقد أعطيت كرة بللورية مازلت احتفظ بها ، وباستخدامها تعلمت الكثير ، ولا يوجد سحر في الأمر فهي تعمل كمجرد بؤرة للعين الثالثة التي تمكن المرء من اختراق لا وعي أي شخص ، ومعرفة الحقائق التي يحتفظ بها في دخيلته) .

        ويقول له مرشده ومعلمه (في فترة لاحقة ، سنريك كيف تقفل العين الثالثة ، لأنه لا يمكنك مشاهدة سقطات الناس طوال الوقت ، فهو عمل لا يستطيعه أحد) .

        وحين يبدأ في تعلم تشريح الجسم البشري ، يأخذونه إلى المقبرة ، ففي كل بلد مقبرة تختار بعناية ، منطقة محاطة بالصخور العالية ، تتجمع عليها النسور من الوهلة الأولى التي ترى فيها حاملي الجثة . تقطع الجثث إلى شرائح وتطعم إلى النسور ، ثم يكسر العظم ويصحن ويطعم أيضا للطيور ، أما الأطفال فتلقى جثثهم إلى الطيور دون تقطيع .

        وهكذا يتخلصون من الموتى ، ويعلق المؤلف (ما الفرق بين أن يأكله الدود أو تأكله الطيور!) .

        ويقول أيضا : (إن محطمي العظام في المقابر من أشهر الجراحين ، وهم يصرون دائما على معرفة سبب الوفاة وتسجيله ، ولقد تعلمت التشريح هناك أفضل من أية كلية طب في العالم) .

        إنها قصة حياة رجل دين من التبت وصل إلى أعلى المراتب الدينية ، رحلة حياة مشوقة ومؤثرة عبر فنون الاستغراق في التأمل ، والصوفية الغامضة للسفر النجمي ، والحملقة في بللورة زجاجية أو من الصخر ، والتأمل في الهالات ، والظواهر الغامضة .. وللناس في حياتهم مذاهب ومعتقدات أغرب من الخيال أحيانا .

        تعليق


        • #5
          أسرار العين الثالثــــــــــة


          عالم يوجد على أرضنا ، معزول وسط قمم من الجبال العالية ، يتصف بالغموض والسحر والتصوف والاستغراق في التأمل ، لا نعرف عنه إلا القليل ، ومعظم من كتبوا عنه لم يعرفوه جيدا ، كتابات سطحية متعجلة ، وربما كان ذلك أحد أهم الدوافع لكتابة هذا الكتاب . فهنا شاهد من داخل هذا العالم ، عاش منذ صغره في معبد من أكثر المعابد صرامة في التبت ، والمعبد مدينة متكاملة ، فيه العمال والزراع والحرفيون والطباخون وغيرهم ، عمل في كل الأعمال بالإضافة إلى دراسته حتى وصل إلى أعلى المراتب الدينية .

          دخله كصبي في السابعة ليدرس الطب واللاهوت على أيدي أساتذة كبار تعلم منهم فنون الطب المختلفة ، ومعالجة الأمراض بالأعشاب البرية ، بالإضافة إلى التعاليم الدينية ، وعدد من الفنون الغامضة التي يجدها إنسان العصر الحديث غير ممكنة الحدوث إن لم تكن مستحيلة .

          كان الصبي من عائلة ثرية ، والموقف الرسمي للدولة والذي يعتنقه الأب أيضا ، أن ابن العائلة الغنية لابد أن تزيد شدة تدريبه ولا يسمح بتدليله ، تعبيرا عن وجهة النظر القائلة ، إن الولد الفقير ليس لديه حياة مريحة فيجب أن ينال العطف والرعاية ، بينما الولد الغني لديه كل الراحة والغنى ، لذا فلنكن قساة معه أثناء طفولته وشبابه حتى يجرب الحياة الصعبة ويبدي العطف على الآخرين .

          وتكون حياة الصبي قاسية في طفولته ، وحين يبلغ السابعة من العمر ، يقام احتفال كبير ، يعلن العرافون في نهايته ماذا سيكون عليه الولد في المستقبل . إنها علامة من النجوم ، وفي التبت كل شيء تقرره النجوم ، وعلى الجميع الالتزام بالنبوءة . والتنجيم علم قديم في التبت ، ويدرس في المعابد باهتمام شديد ، وتجهز ، عادة ، خريطة للسماء في وقت الحمل بالمولود ، ثم في وقت ولادته ، ويجب معرفة ساعة الميلاد بدقة ، ويترجم ذلك الوقت بتوقيت النجوم الذي يختلف تماما عن التوقيت الأرضي .

          بعد الحفل ، وتناول اللحوم ، وهي دوما لحوم حيوانات وقعت ودقت أعناقها فوق الصخور ، أو قتلت بالمصادفة ، فأهل التبت لا يذبحون أو يقتلون الحيوان ، وإن كان هناك جزارون فهم طبقة معزولة لا تتعامل معها العائلات التقليدية أو المتدينة .

          والطعام الرئيسي في التبت هو (التسامبا) وهي كالعصيدة تصنع من الشعير المطحون والمطبوخ بالزبد ، بالإضافة إلى الشاي بالزبد أيضا . والبعض يعيش على هذا الطعام طوال حياته من أول وجبة إلى آخر وجبة .

          ويعلن العرافون أن على الصبي الذي يبلغ السابعة من العمر أن يدخل المعبد ليصبح راهبا جراحا . ويصاب بحالة من القلق والذعر ، فهو يعرف القليل عن التدريب الروحي الصارم والمحنة الجسدية التي تنتظره .

          ويشتري له مدربه الاحتياجات الضرورية فقط وكأنه راهب فقير : صندلا بنعل من جلد الثور ، وكوبا خشبيا للشاي ، ووعاء للعصيدة وسكينا ، ومسبحة ذات 108 حبات حسب التعاليم الدينية .

          الرحلة إلى تشاكبوري

          ويقابله والده لآخر مرة قبل المغادرة ، وينذره بأنه إذا لم يقبل في المعبد فعليه ألا يعود إلى البيت .

          يغادر الصبي البيت في الصباح دون وداع من أحد ، ويسير على قدميه إلى معبد (تشاكبوري) الذي يبعد ثلاثة أميال ، وهو المعبد الوحيد في التبت الذي يدرس الطب بالإضافة إلى العلوم الدينية . وعلى باب المعبد يقابل اثنين في مثل سنه يريدان أن يلتحقا بالمعبد ، ويدقوا الباب الخشبي الكبير ، ويقول المؤلف (فتح الباب بقوة وظهر في فتحته رجل طويل نحيل قال بما يشبه الزئير : ماذا تريدون أيها التعساء الأشقياء?) قلنا في نفس واحد (نريد أن نصبح رهبانا) . قال لأحدنا وهو ابن راعي غنم (ادخل.. إذا اجتزت اختباراتك فستمكث) وقال للثاني (أنت يا ولد .. ماذا قلت? ابن جزار! جزار لحوم فارق قوانين البوذية وتأتي إلى هنا . اغرب عن وجهي فورا وإلا جلدتك على قارعة الطريق) أدار الرجل نظرته النارية نحوي ، كدت أتجمد من الخوف ، لوح بعصاه بشدة ، وقال: (وأنت .. أمير صغير يريد أن يصبح رجل دين . يجب أن نختبرك أولا ، فهذا المكان ليس للحياة الناعمة . ارجع أربعين خطوة ، واجلس على الأرض متربعا في وضع الابتهال دون أن يرمش لك جفن من الصباح حتى غروب الشمس لمدة ثلاثة أيام .. وإذا صمدت نخبرك بعد ذلك بما ستفعله واستدار فجأة واختفى) .

          ويثبت الصبي قوة احتماله ، ويدخل معبد (تشاكبوري) الذي يعني الجبل الحديدي . وهو بالفعل حديدي في نظامه ، ففي معظم المعابد يمكن للرهبان أن يعملوا أو يكسلوا إلا في هذا المعبد ، لذا ربما واحد من كل ألف هو الذي يتقدم إليه ، وهم الذين يصبحون (لامات) ، وكلمة (لاما) تعني الشخص الأعلى أو الأرقى . فالصرامة تعد المرء ليكون اختصاصيا وقائدا دينيا ، وحسب قول رئيس الرهبان في المعبد : (التدريب والنظام والقراءة والكتابة هي بوابات الصفات المميزة) .

          ويتعرض الصبي لمعاملة قاسية على أيدي بعض الرهبان في المعبد ، وهنا ينبري المؤلف ليوضح الأمر ، فيقول : (قد يظن المرء ـ من هذه الحادثة ـ أن الرهبان شخصيات مرعبة وليس كما كان يتوقع ، لكن ماذا تعني كلمة راهب monk . نحن نطلقها على كل شخص ذكر يعيش في خدمة المعبد وليس بالضرورة أن يكون رجل دين . ويمكن لأي شخص في التيبت أن يكون راهبا تقريبا . هناك في المعابد رهبان للخدمات المنزلية ، وهناك بناؤون وعمال وكناسون ، كان سيطلق عليهم في أماكن أخرى من العالم ، خدم أو ما شابه ، معظمهم عاش حياة قاسية ، لذا فهم قساة علينا نحن الأولاد .

          هناك رهبان شرطة عملهم الوحيد حفظ النظام وليسوا معنيين بالمراسم الدينية ، ويقتصر حضورهم على التأكد من أن كل شيء يسير حسب النظام .

          بالنسبة لنا كلمة راهب مرادفة لكلمة رجل .

          أما أعضاء السلك الديني فلهم أسماء أخرى وملابس مختلفة . تبدأ من التشيلا chela أو التلميذ المريد ، ثم الترابا Trappa ثم اللاما وهو السيد الحاكم ، ومنهم يختار الأبوت Abbot أو رئيس دير الرهبان أما (المتناسخون الأحياء) وهم من تناسخت فيهم أرواح رجال الدين العظام السابقين ، ومنهم مؤلف الكتاب ، فيمكنهم أن يصبحوا رؤساء أديرة وهم في سن الرابعة عشرة .

          أما عن نظام الحكم في التبت ، فعلى رأس الحكومة والسلطة الدينية يأتي الدالاي لاما . بعده مجلسان : المجلس الديني ويتكون من رهبان أربعة يأتون في المقام الثاني بعد الدالاي لاما ، وهم مسئولون بالدرجة الأولى عن المعابد والأديرة وكل المسائل الدينية . ثم مجلس الوزراء ويأتي بعد المجلس الأول ويتكون من أربعة أعضاء ثلاثة منهم علمانيون وراهب واحد ، وهم مسئولون عن الدولة ككل .

          وهناك موظفان يمكن أن نطلق عليهما رئيسي الوزارة ، يقومان بتنسيق العلاقات بين المجلسين ، ويرفعان وجهة نظرهما إلى الدالاي لاما . ومركزهما مهم جدا خاصة أثناء الاجتماعات النادرة للجمعية الوطنية التي تتكون من ممثلين لمعظم العائلات المهمة والمعابد في البلاد .

          والتعاليم الدينية في التبت تتلخص ، كما في كل الديانات تقريبا في :

          امتنع عن الخطيئة ، لا تؤذ أحدا ، أطع والديك واحترمهما وكذلك الشخص الفاضل والأكبر سنا ، اخدم بلدك بإخلاص ، أنجز المراسم الدينية ، اهتم بذوي القربى والأصدقاء ، اصنع المعروف ، كن عادلا وتخلص من الغيرة والحسد ، وتحمل الألم والحزن بالصبر والحلم . فإذا اتبع المرء ذلك فلن يكون هناك نشاز في الحياة ولا خصام .

          اللامية.. وليس البوذية

          أما عن الدين في التبت ، فهو أحد أشكال الديانة البوذية وإن اختلف عنها في كثير من التفاصيل ، وكما يقول المؤلف (لا توجد كلمة محددة يمكن أن نطلقها على ديننا ، فنحن نسميه الدين ونسمي أتباعه المطلعين المنتمين ، وأصحاب المعتقدات الأخرى اللا منتمين . وأقرب كلمة يعرف به الغربيون ديانتنا هي (اللامية) . وهو دين يختلف عن البوذية بأنه دين أمل وإيمان بالمستقبل ، فالبوذية في رأينا تبدو سلبية تدعو إلى اليأس ، ومعظم من كتبوا عنا بنوا آراءهم على الشائعات أو كتابات الآخرين ، أو درسوا معتقداتنا لفترة قصيرة دون أن يتعمقوها .

          (لا يوجد موت في عقيدتنا ، فكما يخلع الرجل ملابسه في آخر النهار ، فإن الروح تخلع من الجسد حين يموت الإنسان ، وحتى حين يروح في النوم .

          الموت ميلاد جديد ، في مجال ثان من الوجود . إن روح الإنسان خالدة وما الجسد إلا عباءة لها . إن (عجلة الحياة) تعني الميلاد والحياة في هذا العالم ، ثم الموت والعودة إلى الحالة الروحية ، وفي الوقت المناسب يولد المرء ثانية في ظروف وشروط مختلفة . قد يعاني الإنسان كثيرا في حياته ولا يعني ذلك أنه شرير ، بل قد تكون تلك أسرع وأفضل طريقة لتعلم أشياء معينة . إن التجربة العملية هي خير معلم للمرء) .

          يبدأ اليوم في المعبد عند منتصف الليل ، حيث تنفخ الأبواق ويقوم الجميع للصلاة لمدة ساعة ، ثم يعودون للنوم ، وفي الساعة الرابعة صباحا تسمع أصوات الأبواق ثانية ، وصلاة أخرى لمدة ساعة ، بعدها يتناولون طعام الفطور ويبدأ اليوم الدراسي ، تتخلله صلاة ثالثة في التاسعة صباحا ، وتبدأ فترة عمل بعد الدراسة وصلاة أخرى في الواحدة ظهرا . ويخلدون جميعا إلى النوم في التاسعة والنصف مساء .

          امتحانات.. من نوع خاص

          عند تأدية الامتحانات ، وهي كل أربع سنوات ، يحجز كل تلميذ في غرفة صغيرة يغلق بابها عليه ولا يغادرها حتى تنتهي أيام الامتحانات ، ستة أيام مدة الامتحان الأول ، وعشرة أيام مدة الامتحان الأخير .

          يقدم الطعام والشراب وأسئلة الامتحان لكل تلميذ من طاقة صغيرة تؤخذ منها الإجابات أيضا . والغرف بلا سقف عادة ويستمر الامتحان الواحد من الصباح حتى المساء . وكان مؤلفنا الأول في كل هذه الاختبارات .

          بعد اكتشاف قدرات الصبي الخاصة ، يقول له اللاما الأكبر (تحتاج إلى عملية صغيرة في رأسك لتقوي حاسة الاستبصار لديك وتساعدك على التعمق في دراسة الغيبيات ، وتصبح لك عين ثالثة تمكنك من أن ترى الناس على حقيقتهم ، وتري الهالات حول أجسامهم ، فتتعرف على صحتهم وأفكارهم الخاصة . كل أجساد البشر تحيطها هالات يمكن للمرء أن يتعلم رؤيتها تحت شروط خاصة وهي مجرد انعكاس لقوة الحياة التي تشتعل داخل الإنسان . نحن نؤمن أن هذه القوة كهربية مثل البرق . ويستطيع العلماء في الغرب الآن تسجيل وقياس هذه القوة والمجالات الكهربية لها) .

          وتجرى العملية للصبي ، وبعد خمسة عشر يوما من الانعزال في غرفة مغلقة ، يشفى الجرح ويقولون له (أنت الآن واحد منا يالوبسانج ، سترى الناس بقية حياتك على حقيقتهم ـ لا كما يتظاهرون) .

          ويقول المؤلف (كانت تجربة غريبة أن أرى هؤلاء الرجال بوضوح ، يحيطهم لهب ذهبي ، ومع الوقت أصبحت استطيع تحديد صحة شخص ما بالنظر إلى لون وكثافة الهالة التي تحيط به ، كما أستطيع أن أعرف إذا كان المرء يقول الصدق أو الكذب عن طريق تموج ألوان هالته . ولم يكن الجسد الإنساني هو مجال الاستبصار عندي فقط ، فقد أعطيت كرة بللورية مازلت احتفظ بها ، وباستخدامها تعلمت الكثير ، ولا يوجد سحر في الأمر فهي تعمل كمجرد بؤرة للعين الثالثة التي تمكن المرء من اختراق لا وعي أي شخص ، ومعرفة الحقائق التي يحتفظ بها في دخيلته) .

          ويقول له مرشده ومعلمه (في فترة لاحقة ، سنريك كيف تقفل العين الثالثة ، لأنه لا يمكنك مشاهدة سقطات الناس طوال الوقت ، فهو عمل لا يستطيعه أحد) .

          وحين يبدأ في تعلم تشريح الجسم البشري ، يأخذونه إلى المقبرة ، ففي كل بلد مقبرة تختار بعناية ، منطقة محاطة بالصخور العالية ، تتجمع عليها النسور من الوهلة الأولى التي ترى فيها حاملي الجثة . تقطع الجثث إلى شرائح وتطعم إلى النسور ، ثم يكسر العظم ويصحن ويطعم أيضا للطيور ، أما الأطفال فتلقى جثثهم إلى الطيور دون تقطيع .

          وهكذا يتخلصون من الموتى ، ويعلق المؤلف (ما الفرق بين أن يأكله الدود أو تأكله الطيور!) .

          ويقول أيضا : (إن محطمي العظام في المقابر من أشهر الجراحين ، وهم يصرون دائما على معرفة سبب الوفاة وتسجيله ، ولقد تعلمت التشريح هناك أفضل من أية كلية طب في العالم) .

          إنها قصة حياة رجل دين من التبت وصل إلى أعلى المراتب الدينية ، رحلة حياة مشوقة ومؤثرة عبر فنون الاستغراق في التأمل ، والصوفية الغامضة للسفر النجمي ، والحملقة في بللورة زجاجية أو من الصخر ، والتأمل في الهالات ، والظواهر الغامضة .. وللناس في حياتهم مذاهب ومعتقدات أغرب من الخيال أحيانا .
          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-06-30, 11:33 AM.

          تعليق

          يعمل...
          X