إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفسير العلمى لبعض ظواهر الباراسيكولوجى (2) .. العين والحسد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير العلمى لبعض ظواهر الباراسيكولوجى (2) .. العين والحسد

    التفسير العلمى لبعض ظواهر الباراسيكولوجى
    (2)

    العين والحسد
    لقد تمكن الإيمان بالعين والحد من الشعوب العربية بطريقة كبيرة حتى يكاد ان يوجد في كل حوار وكل مناسبة في حياة الإنسان العربي ؛ فنجد عبارات مثل (العين صابتنى و رب العرش نجانى) ، ، ( العين فلقت الحجر) ، (عين الحسود يندب فيها عود ( العين صابتنى ورب العرش نجّانى ) ، وغيرها من العبارات التي تستخدم كتعاويذ لرد تأثير العين الحاسدة الشريرة التي قد تجلب المصائب !

    ترى مالذى يجعل الكل خائفا من الحسد الى هذه الدرجه حتّى ولو كان لايملك مايحسده الآخرون عليه؟!! وهل هذه الحاله الغريبه من الفزع من حسد الآخرين هى التى أفرزت المثل الفلاّحى الذى يمثّل حكمة أهل الريف العبقريّه على بساطتها والّذى يقول : حسدوا الأعور على وسع عينه؟!!

    وتتوالى القصص التي عاشتها تقريبا أغلب الشعوب العربية من جراء تأثير العين الحاسدة عليه أو أحد ذويه أو أحد المعارف بطريقة جعلت الأيمان به حقيقة لا يمكن دحضها من رجال العلم أو حتى بعض رجال الأديان المختلفة الذين اصبحوا يروجون لنصوص صريحة تؤيد هذا الأيمان بالعين الحاسدة. ويعود الأيمان بالعين الحاسدة الشريرة لعصور سحيقة في مختلف الأديان في كافة بقاع الأرض حتى قبل ظهور الأديان الأبراهيمية الثلاثة!

    فهذه العقيدة المتواترة في العقول والقلوب نبعت في العوالم القديمة في مصر الفرعونية وبلاد الأغريق وبلاد فارس وأشور وبين الهندوس في الهند والشعوب الهندوسية المجاورة، وفي أفريقيا وخاصة أثيوبيا وبالطبع بين العرب ودول الشرق الأوسط ، ودول أوروبا وخاصة أيطاليا واليونان، حيث تحدث فلاسفة كثيرون عن العين الحسود، وأمريكا الجنوبية والوسطى وفي المكسيك والبرازيل وغيرها من الدول التي لديها تاريخ مكتوب يخص الأيمان الشعبي بهذه العقيدة!



    والمتأمّل للتاريخ وعلوم الاجتماعيّات البشريّه ودراساتها يكتشف أن الخوف من الحسد ولد مع الانسان منذ قديم البشريّه , وقد كان الفراعنه يتكحلون يوميّا حتّى تصبح عيونهم أوسع من عيون الحاسدين فتبتلع شرّها ولهذا كانت المكحله من الأدوات المنزليّه المستخدمه يوميّا حسب ما ذكر عالم الآثار المصريه الفرنسى" بيير مونتيه" فى كتابه القيّم "الحياه اليوميّه بمصر القديمه" والذى وصف فيه أيضا طقوس الفراعنه لإتّقاء شر العين الحاسدة الشرّيره وذكر أيضا الأيّام التى يجب أن يحذر فيها الناس من النحس والحظ السيّئ لنشاط القوى الشرّيره بها، وكذلك آمن الاغريق بوجود الحسد وسمّوا العين التى تحسد بعين الصقر ونسبوا اليها الكثير من الأفعال المدمّره , ثم جاءت العصور الوسيطه فى أوروبا لترسّخ هذا الايمان بالحسد ووصفوا عين الحسود بأنها عين الشيطان , بل وتشير بعض الدراسات الى أن أصل الرمز الذى يكتب الى الآن فى روشتات الأطبّاء قبل اسم العقار الموصوف هو أصل لاتينى يرمز الى عين الشيطان يخترقها سهم كناية عن العقار الذى يداوى المرض ويصد ضرره كما يصد السهم ضرر العين الحاسده.


    وإليكم بعض القصص كمجرد مثال لعشرات الحوادث التى تحدث مع كل فرد يؤمن بالعين الحاسدة :

    إذا رأت إمرأة مجموعة من الدجاج مثلا . ثم أصاب الدجاج مرض قضى عليها جميعا. فتكون التهمة أنها قد حسدت الدجاج . وأن عينها زرقاء ومدورة, ويقاطعها الجميع. ولا يرحب بها أحد فى منزله بعد ذلك. لكن العلم يجد تفسيرا لذلك. وهو أن المرأة كانت تحمل ميكروبات أو بكتيريا ضارة على ملابسها. هذه الميكروبات لا تصيب الإنسان حاملها. ربما بسبب المناعة. لكنها تقتل الدجاج الضعيف الذي لا حول له ولا قوة. وكذلك إذا رأت إمرأة طفلا أو شخصا ما, ثم مرض بعد ذلك. يتم إتهامها بالحسد. ولكن السبب الحقيقى هو ما تحمله من جراثيم لا نراها.

    حكى أحدهم أن " أخبرنى صديق لى أن أحد الزميلات فى العمل عينها زرقاء, ولاحظت أنه يتجنبها بإستمرار. وعندما سألته عما حدث. قال بأنه قد إشترى كمية (كيساً) من ثمار المانجو بسعر رخيص جدا. ولكن السيدة طلبت منه رؤية المانجو حتى تشترى مثلها. وفى اليوم التالى وجد صديقنا كل ثمار المانجو قد دب فيها العفن ولم تعد تصلح للأكل. وعندما حاولت إقناعه بأن السيدة بريئة من هذه التهمة. وأنه قد إشترى المانجو رخيصة السعر لأنها كانت مصابة بالباكتيريا والعفن, ولكن لم تظهر بوادر المرض عليها بعد إلا فى اليوم التالى. لكن الزميل لم يقتنع, وظل مؤمنا بأن السيدة شريرة عيناها زرقاء مدورة ومقورة."

    و قد تجد شخصا حبّوب وطيّب القلب ومحب للآخرين ومتمنيا للخير لكل من حوله ولايطمع فى نيل ما فى يد غيره ولكنّه فى نفس الوقت ما أن يبدى إعجابه بجهاز تليفزيونك حتى تنفجر شاشته وكأنه قد قذفه بقنبله يدويّه!! وما أن يهنّئك على ذوقك فى اختيار لون قميصك الجديد ويبارك لك على القلم الباركر الموضوع فى جيبك حتّى ينفجر الحبر من القلم كأن رصاصه قد أصابته فتفقد كلاّ من القميص الجديد والقلم الغالى!! .
    ...ناهيك طبعا عن المداعبات الثقيله المتمثّله فى صورة انكسار الفازه عندما يبدى إعجابه بها, , أو إنفجار البوتاجاز فى وجه زوجتك وهى تعد لكما الشاى بعد ثوانى من ابدائه ارتياحه لشكل وجه زوجتك وكيف أن "وشّها رادد اليومين دول", وغيره وغيره من هذه المشاهدات!!

    ويؤكد الكثيرون ان الحسد موجود, ويدعون أن له قوّه فاعله مدمّره لم يستطع العلم حتّى الآن اكتشاف ميكانيزم قوّته الهدّامه !!!, التى تؤكّد بأن النيّه السيّئه ليست وحدها الأساس فى حدوث الضرر من عين الحسود , بل أن هناك أعين حاسده رغم أنف صاحبها ورغم نيّته الطيّبه وكأن شعاعا غامضا ينطلق منها رغما عن صاحبها ليستقر فى مقتل فتسبب العين الحرج لصاحبها الذى لايكف عن ترديد "الله أكبر" و "ماشاء الله" و "ربّنا يباركلك" بين كل كلمه والأخرى لينفى عن نفسه تهمة الجرائم الشنعاء التى ترتكبها عينه رغم أنه كشخص برئ منها. !!!

    وتفاوتت التبريرات مابين الأشعّاعات الغير مرئيّه المنبعثه من عين الحسود وما بين الموجات الكهرومغناطيسيّه المنبعثه من مقلة عين الشخص الذى يقوم بالحسد , و يدعون أن علماء ماوراء الطبيعه تصارعوا فى تفسير هذه الظاهره وتسابقوا فى تسجيل حالاتها اللافته للنظر!! ويؤكدون أن النصوص الدينية وخاصة القرأن مذكور فيه الحسد ممايؤكّد وجوده كحقيقة دامغة في عقولهم !!


    ففي الدين الإسلامي يتمركز تأثيرعين الحسود في أن الحسد والغيرة بل وحتى المديح قد يسبب مصائب أو يلقى سحراً غير مرغوباً على شخص برئ! فالنظرة الحقودة السامة ، بغض النظر إن كانت بقصد أو بدون قصد، يؤمن المسلمون بأنها تتسبب في الأذى والمرض والحوادث المختلفة بل قد تتسبب في موت الشخص المحسود!! وطبقاً للمسلمين فأن العين الحاسدة حقيقة دامغة لأن الرسول الكريم قال:

    " العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ ) –" رواه مسلم -

    ، وفي حديث آخر

    ( إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ وَالجَمَلَ القِدْرَ )
    – رواه أبو نعيم في " الحلية " وحسنه الألباني في " الصحيحة " ( 1249 ) -

    أي : يحصل بها الموت ). وهناك في السيرة المحمدية أنه كانت إمرأه يهودية على عهد محمد مشهوره بالحسد فجاءت لزيارة الرسول فخاف على الحسن و الحسين من الحسد .. فوضع مكانهما حجر و غطى ذاك الحجر ... وبعد أن غادرت تلك المرأه و رُفع ذاك الغطاء فإذا بالحجر قد إنفلق نصفين!!

    و طبقاً لعلماء الإسلام هناك أناس معُرض للحسد أكثر من غيرهم بخصوص ممتلكاتهم أو مجالات نجاحهم أو محاصيلهم أو حيواناتهم. والنساء والأطفال معرضين أكثر من غيرهم للعين الحسودة وخاصة أولئك المتزوجات حديثاً، أو الحوامل أو حين يحين وقت الولادة. بالإضافة للجميلات حيث تزداد إحتمالية الإصابة بأعراض وأثار العين الحسود كلما زاد جمال المرأة !!!!

    ويعرف الأسلام الحسد بأنه "
    الحسد تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود ، وقد أمر الله محمد بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد ، قال الله فى كتابة الكريم :
    (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق كاملة
    ، ومعنى إذا حسد : إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه ، وحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود . وذكر الحسد بالقرأن في موضع أخر هو(سورة البقرة)
    " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(109).

    والحسد حرام لقول الرسول محمد في الصحيحين عن أنس عن النبي أنه قال

    {لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا}.
    وعن أبي هريرة قال أن النبي قال:

    {لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد }
    وقوله:

    { إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب }!!

    ويفرق علماء الإسلام بين العين والحسد بأن العيْن هي : " مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين " ، كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 271 .
    ( أما الحسَد : هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه وأما عن الفرق بينهما :الحسد أعم من العيْن ، فكل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائنا ، والعائن أضر من الحاسد، والحاسد قد يحسد ما لم يره ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل، و مصدر الحسد : تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، ومصدر العين : انقداح نظرة العين ، أو نفس خبيثة، والحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يصاب بأذى ، كمالِه وولده ، والعين تقع على ما يكره العائن أن يصاب بأذى كولده وماله . !!

    و أفضل طريقة للعلاج من الحسد ( طبقاً للدين الاسلامى) هى ان يؤمر الحاسد بأن يغتسل كأنه يتوضأ ويتم الاغتسال كما يلي :اليدين-المرفقين-الركبتين-أطراف رجليه ثم يؤخذ ماء الحاسد الذي اغتسل منه ويسكب علي المحسود من على رأسه وعلي ظهره ويقول الحاسد اللهم بارك عليه.

    ايضا الرقية الشرعية : (الفاتحة – آية الكرسي – آخر سورة البقرة "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها0000-المعوذات ) و رقية جبريل للنبي: "بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن كل حاسد إذا حسد ومن شر كل عين ." أما العلاج بالقرآن:الفاتحة :أعظم سورة . وآية الكرسي : أعظم آية. وآخر آيتيتن من سورة البقرة .و المعوذتين ثلاث مرات . ثم يمسح علي الرأس والوجه والصدر حتي أسفل الوجه.!!!



    يتبع



  • #2



    أما عن موضوع الحسد في المسيحية طبقاً لعلماء اللاهوت المسيحيين اللذين يؤكدون أن الحسد - كشعور - موجود.
    ففي الكتاب المقدس قايين حسد أخاه هابيل. ويوسف الصديق حسده أخوته. والسيد المسيح أسلمه كهنة اليهود للموت حسدًا. اذن الحسد موجود، ولكن "ضربة العين الحسود أي أثارها على المحسود" لا يؤمن المسيحيون بوجودها.

    فبعض الناس يؤمنون أن هناك أشخاصًا حسودين، إذا ضربوا من حسدوه عينًا، يصيبه ضرر معين. لذلك يخاف من الحسد، ومن الحسوديين وشرهم. وأحيانًا يخفون الخير الذي يرزقهم به الله خوفًا من الحسد وهم يحكون قصصًا تكاد تكون خرافية ولكنها واقعية للكثيرين من المؤمنين بفكرة الحسد.
    هذا النوع من الحسد، لا يؤمن به المسيحيون بصورة رسمية بل وكتابية ، ويراه المسيحيون نوعًا من التخويف ومن الوسوسة.

    إن الحسد لا يضر المحسود، بل يُتعب الحاسد نفسه: إنه لا ضرر للمحسود، وإلا كان جميع المتفوقين والأوائل والاغنياء والابطال وووو عٌرضةً للحسد والضياع، وأيضًا كان كل الذين يحصلون علي مناصب مرموقة، أو جوائز الدولة التقديرية عرضه للحسد والإصابة بالشر! إننا نري العكس، وهو أن الحاسد يعيش في تعاسة وتعب بسبب حسده وشقاءه الداخلي، كما قال الشاعر:

    اصبر علي كيد الحسود فإن صبرك قاتله .... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

    والمسيحيون لا يصلون خوفًا من العين المزعومة، وإنما يصلون لكي يمنع الله الشرور والمكائد والمؤامرات التي قد يقوم بها الحاسدون بسبب قلوبهم الشريرة. فإخوة يوسف لما حسدوه القوا به في البئر، وكانوا علي وشك أن يقتلوه. وقايين قتل أخاه هابيل حسدًا له، ورؤساء اليهود لما حسدوا المسيح تآمروا عليه وقدموه للصلب.

    واليكم بعض الأيات التي أحتوت على مفهوم الحسد وما يرتبط به من غيرة وحقد في الكتاب المقدس
    ( كتب اليهود مضافاً إليها كتب المسيحيين)
    "لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (سفر اللاويين 19: 18)
    "حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 18)
    "أَهْلَكَتْنِي غَيْرَتِي، لأَنَّ أَعْدَائِي نَسُوا كَلاَمَكَ" (سفر المزامير 119: 139)


    ومما سبق نكتشف أن محتوى الأيات السابقة التي ورد فيها مفهوم الغيرة أو الحقد أو الحسد بالأضافة الى سياقها النصي لا يوحي أبداً بأن للحسود ( أو تحديداً عين الحسود) له قدرة ماورائية سحرية في إيذاء المحسودين!

    هذا المعني غريب وبعيد كل البعد عن المفاهيم المسيحية ولكن المعنى المُحمل على كلمات الحسد ومرادفاتها هو مجرد تمنى زوال النعمة لدي الأخرين بل التمادي في العمل على إيذائهم وحرمانهم من هذه النعم !!

    ولكن تقريباً أغلب مسيحيي مصر على سبيل المثال ما زالوا يؤمنون بالعين الحاسدة وتأثيرها الضار والشرير على الممتلكات والحيوانات والابناء والابدان بطريقة متواترة من قديم الزمان.


    الحسد فى حد ذاته مشكلة كبيرة فى مجتمعاتنا الشرقية. وما من أسرة أعرفها أو إنسان أتحدث إليه إلا وجدت أنه مؤمن إيمانا عميقا بالحسد وتأثير العين. وتبريره لهذا السلوك أن الحسد جاء فى القرآن الكريم. وأن العين فلقت الحجر وعملت كذا وكذا وبسرعة وبدون تفكير, يذكر المؤمن بالحسد سورتى الناس والفلق فى القرآن الكريم بطريقة ألية!!

    ولكن للأسف فكرة العين والحسد تظل ركنا مهما فى تشكيل الفكر الإنسانى فى منطقتنا العربية! فكم من تقصير فى حياتنا نسبنا نتائجه للحسد! الطالب الذى لا يذاكر يرسب فتصرخ أمه ( محسود)، والزوجه تهمل زوجها ونفسها فينصرف الزوج عنها فتقول ( مربوط و معمول له عمل يشوفنى قرده ) ولو نظرت فى مرآتها لعذرت زوجها. و الإبن يقود سيارته بسرعة جنونيه فيتسبب فى حادث مروع تتهشم فيه السيارة وعظامه فتولول والدته ( حسدوه أصحابه على السيارة الجديدة) ،
    والتاجر يأكل حقوق عماله ويغش الناس ولا يتقى الله فتبور تجارته فيقول ( عين جاره )
    ما أسهل أن نربط كل فشل بالعين والحسد ، لا أحد يبحث عن أسباب فشله وسقطاته الكل ينام قرير العين مطمئنا قائلا
    ( عين فلقت الحجر ) !!!!

    لقد رأيت شيئا مضحكا على الفيسبوك؛ فهناك جروب فحوى عنوانه تجميع طاقة الحاسدين من العرب المسلمين على إسرائيل ومنجزاتها حتى تنهار دولة إسرائيل !!

    فكل ما يحدث من ملابسات تفهم وتفسر, بسبب جهلنا, على أنها العين والنظرة الحسودة !! وكل شئ من هذه الظواهر يمكن تفسيرها علميا كما سأورد بعد قليل. هذا لأن أي دارس لتشريح العين يعي جيداً أن العين جهاز إستقبال وليست جهاز إرسال!؛ بمعنى أنه لا شئ يخرج من العين ( لا إشعاعات ولا موجات كهرومغناطيسية أو أي شئ مهما يكون) حتى يكون له تأثير فى الشئ المرئى أو الشخص المحسود!!


    والإيمان بالحسد ، حيث يقتنع المسلم وبعض تابعي العقائد الاخرى، بأن هناك تأثير لعين الحسود على جسم او مقتنيات المحسود، وهذا الامر موثق بالنصوص الدينية فيكون مقتنعاً تماماً به. ويرى المسلم أن الشخص المحروم دائماً حسود، فمن حُرم الاطفال يحسد من يرزق بمولود فتخاف الام وتعمل ما يسمى بالعروسة: حيث تأتي بعروسة ورقية وتظل تثقب العروسة وتقول فى عين فلان وفلان الى ان تنتهي من كل من تشك فيهم ان حسدوا الطفل ثم تحرقها وترسم من رمادها صليب على جبهة الطفل او هلال كلّ حسب دينه ثم تعلق علية خمسة وخميسة بها عين زرقاء !!!!



    ومن أشترى سيارة جديدة يرى ان الجميع سيحسدونه ولخوفه من زوال هذه النعمة يذبح خروف ويطبع من دمه على كفه كفوف فى جميع جوانب السيارة او البيت.... الخ، أعتقادا منه ان الكف يذهب الحسد بل ايضاً الخرزة الزرقاء ورقم خمسة وغيرها وتعليق فردة حذاء ليس لها الاخرى.



    فإن حدث ونسى الانسان ان يتلو تعويذة كلامية ( معوذة) او يلبس تعويذة مادية وشعر بأن أحدهم حسده، يصاب بمرض ( حيث يترجم جهاز الهيبوثلاموس هذا الخوف الى عرض بدني فى احد اعضاء الجسم) او يضعف تركيزه فيفسد ما فى يده متهماُ أن فلان حسده ! فإيمان الفرد بالحسد يجعله فى حالة تخوف دائماً، ودائما ما يتلو المعوذات الكلامية ويرتدي ما يرد الحسد مما يفسد العلاقات البشرية.
    وهذا الايمان هو ما يجعل الانسان إيحائياً يرتبك فيما يقوم به من اعمال فتفسد فى يده او يخسرها وعين الاخرين بريئة كل البراءة لكن هذا ما نطلق عليه أثر النوسيبو Nocebo. وإن تحرر الانسان من الإيمان بالحسد وأقتنع بعدم فعاليته لن تتكرر معه هذه الامور!

    بالرغم من ان الايمان بالحسد يجب ان نقتنع اخواننا من البشرانة لا يوجد لدي اى انسان عادى طاقة ماورائية سحرية لضرر الاخرين وهو أمر عاري من الصحة والحقيقة! ولذلك يجب أن نفهم أن عقل الانسان هو أساس كل داء وأساس كل شفاء! ولذلك إذا آمن هذا العقل بالحسد ؛ سيصاب بأمراض نفسجسمية ناتجة من هذا الايمان عند التأكد أو الشك بأن هنالك من حسده!! ولكن إن أقتنع الانسان بعدم فعالية هذه الامور وأنها خرافات لا تضر ولا تنفع ، فسينجح الانسان في عدم التأثر بأي شئ من هذه الامور! وسيصبح الانسان شخصاً لا يجوز فيه أي عين أو أي حسد!! ويجب ان يضع الانسان نصب عينية قولة تعالى فى سورة [التوبة:51]
    قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

    ربما يقول أحدكم يا ليتك تترك للناس فى أوهامهم ومعتقداتهم فهم سعداء بها ولكن أستطيع الرد بأن الأيمان بالعين الحسود يفسد العلاقات البشرية ويجعل الجميع متشكك بالجميع ويخاف أن يفرح بممتلكاته أو أوقاته السعيدة مع الغير! هذا من جانب ومن الجانب الأخر أن هناك الكثير من الناس ممن يتم إتهامهم بأنهم حاسدون وتلتصق هذه التهمة بهم داخل مجتمعهم الضيق يصبحون بلا ذنب مستحقين للقتل طبقاً للنصوص الدينية! يمكنك أن تستغرب ولكني سأقدم لك الأدلة لأن من كانوا يُتهمون بهذه التهمة وهم براء منها في القديم كانوا يضطهدون ظلما ويقتلون!

    طبقاً للنصوص الدينية الإسلامية أن الصحيح أن العائن ( الحاسد بعينه) المتعمد يضمن ما أوقعه من ضرر على الآخرين ، حتى إنه ليُقتل إذا قتل بعينه. قال القرطبي –"لو أتلف العائن شيئاً : ضمنه ، ولو قَتل : فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ، وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفراً " انتهى .انظر " الموسوعة الفقهية " ( 17 / 276 ( وقال شرف الدين الحجاوي –: "والمِعيان : الذي يقتل بعينه ، قال ابن نصر الله في " حواشي الفروع " : ينبغي أن يُلحق بالساحر الذي يقتل بسحره غالباً ، فإذا كانت عينه يستطيع القتل بها ويفعله باختياره : وجب به القصاص ، وإن فعل ذلك بغير قصد الجناية : فيتوجه أنه خطأ يجب فيه ما يجب في القتل الخطأ ، وكذا ما أتلفه بعينه يتوجه فيه القول بضمانه ، إلا أن يقع بغير قصد فيتوجه عدم الضمان"انتهى من" الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل " ( 166/4) !!

    مما سبق يتضح أنه كان يتم إعتبار بعض الناس بأنهم قتلة لا لذنب سوى أنهم صُدف بأنهم رأوا إنسان أو مروا بجانب بيته عند موته وخاصة حينما يتكرر الأمر! وهذا ليس عند المسلمين القدامى فقط بل عند المسيحيين أيضا في العصور الوسطى حيث كان يتم إعتبار ذوي الأعين الشريرة سحرة مردة. ففي العصور الوسطى؛ السرطان والجلطة والذبحة الصدرية وأمراض الدم والأمراض النفسية والميكروبات, لم تكن أمراضا يعرفها أجدادنا. وهى لم تُعرف إلا فى تاريخنا الحديث. وكان مجرد إقتراب شخص ما, من أو السير أمام, منزل المتوفى بمرض من هذه الأمراض بساعات قليلة, كفيل بإتهامه بممارسة السحر والشعوذة أو الحسد. وكثير من الأبرياء لاقوا حتفهم حرقا فى العصور الوسطى فى أوروبا بسبب إتهامهم بالسحر وتعرضهم لظروف وملابسات عديدة مثل هذه. فالله في سفر الخروج أمر بقتل كل ساحرة!
    "لا تدع ساحرة تعيش "!!!






    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-09-18, 01:33 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X