إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفسير العلمى لبعض ظواهر الباؤاسيكولوجى (5) .. التنجيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير العلمى لبعض ظواهر الباؤاسيكولوجى (5) .. التنجيم



    التفسير العلمى لبعض طواهر الباراسيكولوجى
    (5)

    التنجيم

    تندرج ظاهرة التنجيم أو الإيمان بالأبراج وقراءة الطالع أو قراءة الكف أو قراءة البخت أو قراءة الورق أو قراءة الفنجان أو ضرب الودع، وما شابه تحت موضوع التفاؤل والتشاؤم الذي تم معالجته في مشاركة سابقة ولكن الفرق الوحيد بين هذه الظاهرة وقضية التفاؤل والتشاؤم ينصب في أن الباعث داخلي للتشاؤم والتفاؤل ينبع من داخل الفرد
    أما بخصوص الإيمان بالأبراج وقراءات الطالع والبخت والورق والفنجان والودع وغيرها، يكون فيها الحافز خارجي ينبع من خارج الأنسان عن طريق من يقدم البخت في الأبراج أو يقوم بقراءة الورق أو الفنجان أو الطالع أو البخت!!

    تختص هذه الظاهرة بقراءة وإستباق معرفة المستقبل وهي سمة شائعة لدى البشر ربما تنبع من الخوف من المجهول الذي ربما يفسد ويدمر حياة ومجريات الأمور الحياتية للأنسان، فيغلب على الأنسان توقع الخير وتزداد لديه الرغبة في معرفة المستقبل مسبقاً ليرتاح نفسياً ويكف عن القلق والتوتر الذي يمكن أن يُمرضه إن زاد عن حده!
    ولذلك أستغل بعض الناس من العرافين ورجال الدين هذه الرغبة الشديدة عند الناس، وأدعوا أن لديهم المقدرة على الأتصال بالعالم الروحاني حيث تسكن الملائكة أو الشياطين أو الجن أو الأسياد أو أي كانت هذه الكائنات النورانية؛ وبذلك ينكشف عن أعينهم الحجاب الذي يحجب رؤية المستقبل عن الجميع! وأشاعوا بين الناس هذه القدرة بترديد قصص كاذبة لجذب الزبائن إليهم. وتعددت أسماء ممارسات معرفة المستقبل في مختلف الثقافات والمجتمعات والبلدان وأخترقت الأديان الأبراهيمية بأسماء مختلفة بالرغم من أن الأيمان الديني في اليهودية والمسيحية والأسلام يؤكد أن لا أحد يعلم المستقبل الا الله وحده!

    ولكن العرافين والسحرة والكهنة الممارسين لهذه المهنة قدموا تبريراتهم بأن هناك أناس مبروكين لديهم دالة عند الله وبذلك يتمتعون بشفافية ويكون الحجاب مكشوفاً لعيونهم؛ ولا مانع من أن نستشيرهم في أمور حياتنا المستقبلية مع تقديم الهدايا والعطايا لهؤلاء المبروكين !!

    فأنت تجد هذا في الأسلام والبلدان الاسلامية، حيث يتخصص بعضعم في قراءة الطالع لمن يلجأ اليهم وتنتشر في القرى نسوة تخصصن في ضرب الودع وقراءة البخت أو قراءة الكوتشينه ( الورق) أوقراءة الكف وغيرها من الممارسات التي تعد البسطاء بكشف مستقبلهم المكنون المحجوب!

    كما تنتشر في بعض الكنائس الأيمان بأن لبعض الرهبان والكهنة قدرة على التنبؤ بمستقبل من يلجئون اليهم. وفي بعض الكنائس البروتستانتية وخاصة الكنائس الرسولية والخمسينية والكاريزماتية ينتشر البعض الذين يُشاع عنهم أنهم يُعطوا ( رؤية أو إعلان!) لحياة الأفراد المستقبلية الذين يلجئون اليهم، ويدعون أن (الإعلان) موهبة من مواهب الأمتلاء من الروح القدس مستشهدين بالنص الكتابي:
    (فما هو اذا ايها الاخوة متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له اعلان له ترجمة فليكن كل شيء للبنيان (1كو 14 : 26))!!

    ولم يفلت من براثن هذه الظاهرة حتى المثقفين والعلمانيين، بل حتى اللادينيين أنفسهم!
    فأنا أعرف البعض من أصدقائي ما زال يؤكدون على صحة الأيمان بالأبراج مدعين بأنه علم معترف به ويدافعون عنه بإستماته!! وكيف أن دوران الأبراج السماوية يمكن أن يؤثر في حياة ومستقبل الناس! وتجدهم حبيسي هذه العقيدة رغم تحررهم وثقاقتهم وعلمهم ! فلماذا تتمكن هذه العقيدة من أذهان البسطاء والفقراء بل حتى الأغنياء والمثقفين المتدينيين !
    هذا لأن القائمين على هذه المهنة من كتابة البخت في الأبراج، ومقدمي قراءات الكف والفنجان والطالع بكافة أشكاله وأنواعه ليسوا أغبياء أو بسطاء محدودي العقل والحيلة والدهاء، بل هم يتمتعون بقدر كبير من الدهاء والحكمة والتفكير المرتب الذين يمكنهم من خلاله قراءة الوجه والشكل العام ( الفراسة) لمتلقي خدمة قراءة المستقبل أيّ كان مسماها! يتفرسون مقدماً في الوجه والملابس والاكسسورات وهيئة الزبون ويا حبذا لو عرفوا بعض المعلومات الشخصية من الغير.. ويقوموا بدراسة هذا الواقع للزبون ويدرسوا السيناريو الذي يعيش فيه ومن خلال دراسة المعطيات يستطيعوا أن يتنبئوا لما قد تقود الى نتائج في حياة مستقبلية للزبون مثل زواج أو طلاق أو نجاج أو مكاسب أو خسارة حسبما يكون السؤال المقدم من الزبون الى مُقدم الخدمة!! وغالباً ما تصيب وتصدق تنبؤاتهم مما جعل البعض يقول ( كذب المنجمون ولو صدقوا)!!

    ولكن القراءات التي يحصل عليها الناس من تنجيم الأبراج وما يسمعون من تنجيم من العرافين والسحرة والمشعوذين ورجال الدين بخصوص المستقبل؛ هذا يتم تدعيمه وتقويته بإيمان قوي بقدرات هؤلاء الناس، مما يؤثر على اللاشعور داخل الفرد المؤمن بالتنجيم. حينئذ يتحكم اللاشعور الذي تم التأثير فيه في قيادة أفكار وأفعال الفرد نحو الوصول الى ما تم التنبؤ عنه وبذلك يَصدق التنجيم أو التنبؤ أو الإعلان الذي سبق فسمعه أو قرأه!!

    فقد يخبر رجل دين فتاة أن الله يعدها للزواج من أبن عمها؛ فتصدق الأمر وتتقرب وتتودد الي أبن عمها بعد أن كانت بعيدة عنه نفسياً، مما يجعل أبن عمها يحبها فيتزوجها! فالأمر برمته تحديد وتخطيط سيناريو مستقبلي للفتاة حتى توجه حياتها للسير في هذه الخطة حتى تصل الى تحقيق النبوءة !! فهكذا تتحقق النبواءت؛ تستلزم أيمان وتصديق يتبع من توقع وإيحاء، ثم السير في هذا السيناريو وتهيئة حياة الفرد ومفرادتها لتحقيق هذه النبوءة!!

    وهذه المهارة يجب أن تتوافر في القائمين على البلاد والجيوش. وهو علم حديث نسبيا يطلق عليه أسم علم المستقبلياتFuturology . حيث يتم دراسة معطيات الماضي والحاضر في رسم سيناريوهات مختلفة للمستقبل المجهول ، ثم إختيار السيناريو المرغوب والذي يناسب توقعات وأماني المؤسسة أو المنظمة أو المجتمعات أو الدول أو حتى الأفراد، ثم تسخير كل قوة متاحة في صياغة المعطيات الحالية للسير داخل هذا السيناريو المستقبلي حتى يتم الوصول الى الأهداف المرجوة! هكذا كان يفكر العرافين ويؤثرون عليك لاشعوريا حتى تصيغ حياتك لتحقيق نبؤاتهم! ولكن ليس كل العرافين يبتغون لك خيرا وربما يتحكمون فيك وفي عقلك لا شعوريا للوصول الى مآرب شريرة لك!

    وهذا يجعلنا أن لا نلجأ لأحد لمعرفة المستقبل؛ فبأمكاننا أن نتحكم في مستقبلنا ونجعله غير مبهم وغير مجهول وبذلك لا نخافه بل نتوقع كل خير منه! هذا عن طريق دراسة شخصياتنا وماضينا وحاضرنا، ثم نرسم سيناريوهات مختلفة إعتماداً على هذه المعطيات المتاحة، لنختار السيناريو المناسب لنا ونكرس كل قدراتنا وممتلكاتنا للوصول الى الهدف الذي نبتغيه... وهذا السيناريو لن يقيدنا ويمكننا تغيره في أي لحظة مع تغير الظروف والمعطيات...فلا يوجد شئ ولا إنسان ولا أي كان يمكنه التحكم بمستقبلنا غيرنا!

    كل شئ في هذا الوجود قائم على نظرية الاحتمالات والعشوائية ولذلك يجب أن نكون مستعدين ونرسم سيناريوهات مستقبلية لاي مجال ما في حياتنا لان هذا يلغي عامل المفاجأة ويجعل الانسان مستعد لحدوث أي أمر جيد كان أم شرير لأن الانسان قد سبق ورسم سيناريوهات ووضع حلول للأزمات المحتملة وهذا ما يسمى Crises management ) إدارة الازمات) وهو مهارة تدخل في نطاق علم المستقبليات Futurology.! فنحن نحيا في صحراء من العشوائية والانسان مسئول عن حياته في رسم طريقه الخاص، واضعاً سيناريوهات مستقبلية مختلفة، ومختاراً منها ما يناسبه ثم يسير في خلالها نحو المستقبل المجهول واثق الخطى ، وليس أحمق الخطى!!

    فى انتظار تعليقاتكم
يعمل...
X