إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا مكان للخوف ......

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا مكان للخوف ......







    لا مكان للخوف ......

    " أنت قوي و قلبك جريئ " لم أدرك ما معنى هذه الجملة التي كانت ترددها أمي عندما كنت صغيرا !!
    و لكن الآن أدرك تماما ما كانت تقصده .......
    نعم قد يزيد ترديد جملة مثل هذه ثقة الشخص بنفسه ...... لكن !
    ستكتشفون ان هذه الجملة قد وضعتني في مواقف لا احسد عليها !!
    بالعودة في التاريخ إلى شتاء عام ١٩٩٣ كان عمري عندها ٥ سنين
    قمنا أنا و عائلتي بزيارة منزل أحد اقاربنا الذي تصادف فيه حينها وجود أحد السحرة !!
    و بالطبع بدأ النقاش عن السحر و تحدى والدي الساحر ان يثبت مدى صحة سحره و انتهى النقاش بي بين يدي الساحر و هو يمسك براسي و يردد كلمات و طلاسم غريبة لم اسمع مثلها قط !!
    و بعد ان انتهى من تلاواته امسك بيدي و طلب مني ان اخبره بما ارى في يدي
    لم أدرك حينها ما يحدث !!
    كنت هادئا جدا !!
    لم أشعر بخوف او رهبه !!
    و كان جوابي مفاجئا عندما اخبرته بأنني لا ارى شيئا غريبا !!
    مر اليوم و مر العام و التجربة طي النسيان ......
    إلى ان استيقظت في أحد الليالي !!

    لم أكن طبيعيا ابدا !!
    جسدي مقيد و لا أستطيع تحريكه !!
    ثقيل جدا و كان أحدهم جالس فوق صدري !!
    أشكال غريبة و مرعبة تمر في مخيلتي !!
    احاول الصراخ و أعتقد بأني صرخت و سمعني جميع من في المنزل !!
    لكن ها أنا ذا وحيدا لم يأتي أحد ليساعدني !!
    بعد قليل تمكنت من السيطرة على جسدي فقفزت من السرير و بدأت بالدوران بشكل هستيري حول نفسي و أنا انطق الشهادة ظنا مني ان ساعة الموت قد حانت !!
    مرت ثواني لاستجمع رشدي و أقوم باضاءة النور الأبيض بدل النور الأحمر الذي لم يزدني الا جنونا ، لأهدأ بعدها ...... .
    مرت هذه التجربة دون ان انساها و دون ان اخبر أحدا بها كي لا اوصف بالجبان كما جرت العادة في مجتمعي .
    بعد ثلاثة أيام ......
    ها أنا الآن امشي وحيدا في مكان لا أعرفه ، يتقدم باتجاهي شخص طويل القامة قد اضاع الظلام ملامح وجهه فلم أميز منه سوى عينين غاضبتين ، اقترب مني بشكل أكبر ، بدأت اسمع صوت انفاسه القوية يزداد هديرها !!
    ها قد أصبح امامي ، يفصل بيننا مقدار ذراع ، ساد الصمت و السكون هذا الموقف الغريب ،
    ليقوم فجأة بضربي على معدتي بقوة ، يا الهي ما هذه القوة ، لما يضربني هذا الغريب ؟؟؟
    وضعت يدي على معدتي و بدأت اتألم !!
    نعم أحسست بقوة الضربه ، انها تؤلمني !!
    استيقظت فجأة و اكتشفت انه كان مجرد كابوس لكن المفاجأة كانت ان معدتي تؤلمني حقا كما لو كنت قد ضربت في الواقع ؟؟؟
    مرت هذه التجربة أيضا دون ان اخبر أحدا ......
    مرت الأيام و مرت السنين ......
    مررت بأمور أصبحت بسيطة بالنسبة لي ، فمثلا الأصوات التي اسمعها ليلا لا تعني لي شيئا !!
    نعم هناك شيء غريب يجري في غرف المنزل عندما أكون وحيدا لكنني أعتدت عليه ،
    لم أعد اهتم بالأصوات و لا بالكائن الغريب الذي أعتقد انه يراقبني و لا المرأة ذات الشكل الدميم التي تلاحقني دائما في أحلامي ، لم أعد أخاف شيئا !!
    على العكس أصبحت مهتما بما يسمى ( الما ورائيات ) ......
    الآن عمري ( ١٢ ) عاما و ازداد حبي لمثل هذه الأمور الغريبة ، أصبحت أعشق ما يسمى أفلام الرعب ، معظم وقتي على الشبكة العنكبوتية اقضيه في البحث عما يدخل الخوف في قلبي لأشعر بفورة الادرينالين تسري في عروقي ......
    بل قد تجاوزت مرحلة البحث عن ذلك في الشبكة العنكبوتية و انتقلت للبحث عن ذلك في أرض الواقع ، لدرجة ان والدي في هذه الفترة استغرب كثرة ذهابي لزيارة اقاربي ،نعم كنت حينها اعشق زيارتهم ، و سبب عشقي لذلك غريب و قد لا يصدقه أحد !!
    كنت اذهب لزيارة عمي الأكبر و بعد ان اطمئن عليه اتوجه لزيارة عمي الأصغر ، سر عشقي للزيارة ليس لاجل رؤية اعمامي !!
    السر يكمن في الطريق !!
    حيث يفصل بين منزل عمي الأكبر و عمي الأصغر ....... ( مقبرة ) علي تجاوزها مشيا .......!!
    ظلام دامس ، شواهد مرفوعة ، قبور كثيرة ، أصوات غريبة ، رعب شديد ، هذا ما كنت اعشقه .......
    و في مرة من المرات و بينما أنا اسير في هذه المقبرة و إذ بي ارى كلبا اسود اللون ينظر باتجاهي ، بدأ يقترب مني بخطوات واثقة ،
    تسمرت في مكاني !!
    نعم أنا اعشق الرعب و اعتدت عليه ، لكن لا ادري ما سبب الذعر الذي اصبت به حينها ؟؟؟
    قد يكون السبب هو القصة المرعبة التي رواها لي أبن عمي عن شيطان من ألجن قد ظهر لبشر على هيئة كلب !!
    أشعر بخوف شديد أكثر من أي مرة سابقة ......
    هل علي ان اركض ؟؟؟
    لا سيتمكن من اللحاق بي فهو أسرع مني ......
    تبا ما الذي يجري معي ؟؟؟
    لما أنا خائف ؟؟؟
    استمرت حالة الجمود هذه لثواني لكني أخيرا تمالكت نفسي و بدأت بقرآءة المعوذات و أقسمت ان لا أمر من هذه المقبرة ليلا ان خرجت منها سالما .......
    و الحمد لله اختفى الكلب و سيطرت على خوفي و خرجت من المقبرة بسلام .....

    التاريخ ( ٢٠٠٦ )
    أنا الآن عمري( ١٨ ) عاما
    لدي هذا العام ما يسمى امتحان البكالوريا الذي سيحدد مصير حياتي الجامعية ......
    اقترب الامتحان و أنا بحاجة لأن اختلي بنفسي في مكان هادئ لأتمكن من الدراسة دون مقاطعة من اختي الصغيرة ، ناقشت والدي في هذا الموضوع في محاولة لايجاد حل لهذه المشكلة ، حيث لم يتبقى سوى أسبوعان و يبدأ الامتحان ، و أنا لم أتمكن من انهاء الكتب بسبب اختي الصغيرة دائمة البكاء ، و بعد نقاش و اخذ و رد بيني و بين والدي اقترح ان أقوم بالذهاب إلى المزرعة و البقاء وحيدا لأتمكن من التركيز في دراستي .......
    جاءت موافقتي على الفكرة سريعا و قررنا ان يوصلني والدي صباحا إليها .
    جاء الصباح ، رتبت حاجياتي ، ركبت مع والدي و اتجهنا إلي المزرعة .
    سأصفها بشكل موجز : تبعد عن المدينة ما يقارب النصف ساعة ، مساحتها كبيرة ، نظام الغرف فيها قديم حيث يجب علي ان اردت الخروج من غرفة إلى أخرى ان أمر بصحن الدار الذي هو مفتوح على كامل المزرعة ، مسورة من ٣ أطراف أما الرابع فبدون سور ، أقرب شكل للحياة فيها يبعد عني حوالي ربع ساعة مشيا على الاقدام ، ظلام شديد يجعل السماء فوقي متلألئة بالنجوم ،
    فيها كلب للحراسة ......
    وصلت إليها ، غادر ابي و ذهب إلى عمله على ان يعود في اليوم التالي ليرى إن كان هناك ما ينقصني .
    جاء المساء ......
    أنا جالس في صحن الدار و بجواري كلب الحراسة ، المزرعة حولي شديدة الظلام باستثناء المنزل الذي أنا فيه ، ارى ضوء من بعيد لكنه لا يؤنس وحدتي ......
    مرت خمس أيام و الأمور على خير ما يرام .
    حتى جاء مساء اليوم السادس !!
    بينما أنا جالس أقوم بالدراسة في صحن الدار ،و المزرعة تعيش في هدوء مريب ، اتفاجأ بالكلب يستيقظ من غفوته ليقف على اطرافه و ينظر باتجاه المنطقة المقابلة لصحن الدار و التي تمثل المنطقة الغير مسورة من المزرعة و يبدأ بالنباح بشكل هستيري !!
    نظرت بلا شعور بالاتجاه الذي ينظر اليه الكلب !!
    يا الهي !!
    من هذا الغريب ؟؟؟
    لما ينظر باتجاهي ؟؟؟
    ما الذي اتى به إلى هنا؟؟؟
    تساؤلات كثيرة مرت في بالي ......
    دقات قلبي أصبحت سريعة ، الادرينالين يسري في عروقي بكثرة ، جمود و ذهول ، ذعر و خوف شديدين ......
    ارجوك أكمل طريقك و لا تأتي باتجاهي ...... هذا ما تمنيته في سري .
    قطع الأفكار التي تدور في داخلي يد الشخص الغريب و هي تلوح لي كنوع من التحية ، لم ارد التحية مباشرة بل استغرق ذلك عدة ثواني حتى تمكنت من تمالك نفسي و السيطرة على خوفي .
    حمدا لله !!
    أكمل الغريب طريقه بعد ان تركني في حيرة من أمري ......
    لم نعتد ان يمر أحد في هذا الوقت من هنا منذ ان اشترينا هذه المزرعة !!
    بعد ان أصبح الغريب بعيدا عن نظري وقفت على قدمي ، رتبت أوراقي أمسكت بالكلب و توجهت إلى داخل الغرفة لأشعر ببعض الأمان ، فلن أتمكن من اكمال دراستي اليوم بعد هذه الحادثة .
    استلقيت على السرير و الانوار مضائة ، الكلب مستلقي على الأرض بجواري ، باب الغرفة مقفل ، هزيز الريح و حفيف الأشجار في الخارج يمنع من تهدئة روعي ، صورة الغريب في بالي تزيد قلقي ، شيطاني يزيد من وساوسي و يردد تساؤلات كثيرة في داخلي ......
    من هذا الغريب ؟؟؟
    هل هو من البشر أم من الجن ؟؟؟
    هل سأستيقظ لأراه امامي يحدق بي ؟؟؟
    هل سيؤذيني ؟؟؟
    مرت امامي بلحظات كل المواقف المرعبة التي مررت بها في حياتي ، لم أتمكن من النوم ، اتقلب ذات اليمين و ذات الشمال و القلق يتملكني ، أتخيل أشياء غريبة في الغرفة ......
    أشعر ان هناك أحدا ما موجود تحت سريري يريد ان يقفز امامي فجأة ليزيد رعبي ، اعود لاحاول ان انام علني لا استيقظ الا بعد وصول والدي لتفشل محاولتي بعد ان يوسوس الشيطان لي بأن أحدهم ينتظر ان اغمض عيني حتى يظهر بجواري ليحاول خنقي ......
    ما هذه الليلة الصعبة ؟؟؟
    الن تنتهي ؟؟؟
    سأعود غدا إلى المنزل ......
    لن ابقى هنا ليلة أخرى .......
    ها هي الدقائق تمر ببطئ و أنا ما زلت على نفس الحالة ، احاول جاهدا ان ازيد ثقتي بنفسي و اهدئ من روعي بترديد كلمات مثل ( أنت قوي و قلبك جريء )
    نعم انها الجملة التي كانت ترددها والدتي لكن ما مررت به جعل تصديقها في ذلك الوقت مستحيلا ......
    أنا الآن في موقف لا أحسد عليه ، كل ما حولي يزيد خوفي و ذعري ، ليس هناك ما يشعرني بالأمان ، الن يأتي النهار ؟؟؟
    لما الوقت بطيء هكذا ؟؟؟
    كفى !!
    أريد ان تنتهي هذه التجربة التعيسة ......
    لكنها لم تنتهي بل ازدادت سوءا !!
    إمتزجت أصوات الريح و الشجر مع أصوات طرقات على باب احدى غرف المنزل ......!!
    ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
    صرخت مذعورا .
    لم تتوقف الطرقات بل ازدادت ......
    أعدتها بصوت اعلى ......
    ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
    توقفت الطرقات ...... لا لم تتوقف !!
    بل تحولت إلى صوت خطوات قادمة باتجاه غرفتي ......
    اوه يا الهي ما الذي يحدث ؟؟؟
    ما سر هدوء الكلب لم لا ينبح ؟؟؟
    ازداد اقتراب الخطوات مني !!
    أعتقد انه أصبح امام باب الغرفة ؟؟؟
    ( يا رب الطف فيني ) دعوت في داخلي
    نعم انه يبتعد حمدا لله ......
    لا انه يعود ليقترب !!
    استمر الصوت بالاقتراب و الابتعاد طوال الليلة ......
    و كأنه ينتظر خروجي من الغرفة لينقض علي !!
    مرت الساعات و أنا على حالتي هذه مستلقي على السرير ، اقرأ المعوذات ، مذعور بشدة ......
    نعم ستنتهي المأساة قريبا ، الوقت يمر و ان كان بطيئا .......
    و أخيرا سطعت الشمس و أنا انتظر وصول والدي بفارغ الصبر لاعود معه .......
    وصل والدي ، شعرت براحة عظيمة ، شكرت الله انني مازلت بخير ، فرحت كثيرا .......
    عدت إلى المنزل استسلمت للنوم سريعا ......
    استيقظت بعد عدة ساعات لاسترجع ما حدث معي !!
    نعم ها قد عدت سليما ......
    لما الخوف ؟؟؟
    لم اوهمت نفسك و سمحت للوساوس ان تتملكك ؟؟؟
    قد يكون الغريب شخصا ضل طريقه و ذهب بعدها بعيدا ......
    إذا من الذي كان يمشي ليلا امام الغرفة ؟؟؟
    لا لم يكن هناك أحد !!
    انها وساوس !!
    لو ان هناك أحدا لما هدأ الكلب ؟؟؟
    يا الهي ....... هذا صحيح .
    لما لم انتبه إلى هذه النقطة ليلة البارحة ؟؟؟
    تبا كم أنا غبي ......
    نعم عادت ثقتي بنفسي ...... و عاد عشقي للخوف بالظهور فالتجربة رغم صعوبتها الا انها جميلة .......
    مر الامتحان ....... نجحت في دراستي ...... أنا الآن طالب في الجامعة ......
    دخولي الجامعة كان سببا في تكويني لصداقات جديدة .
    همام انه الصديق الجديد القادم من مدينة أخرى إلى مدينتي ليكمل دراسته الجامعية ......
    شاب طويل ، حاد الملامح .
    أستأجر صديقي همام أحد المنازل و هو عبارة عن منزل منخفض عن سطح الأرض مقدار طابقين ، كانت تجري في هذا المنزل سهراتنا التي لم تكن تخلو من أفلام الرعب التي كنا نشاهدها أو من احاديث ألجن التي كنا نتناقش بها ، كنت دائما انهي الاحاديث التي تدور حول الجن بجملة ( ان كان الجن قادرا على إيذائي فليظهر لي ، أنا اتحدا ملوك الجن ان تأذيني !! )
    فأنا كما تعرفون ( قوي و قلبي جريء ) كما تعودت والدتي ان تصفني .......
    في مرة من المرات و بينما اتفحص الشبكة العنكبوتية وجدت ما يسمى ب (مخطوطة أم قيداش ) انها مخطوطة للسحر الأسود !!
    بعد ان تصفحتها أعجبتني الرسوم التي بداخلها و من ثم !!
    خطرت في بالي فكرة ...... لما لا أمثل على اصدقائي بأني قادر على تحضير الجن و من ثم اجعل الأمر و كأن التجربة انقلبت علي و تلبسني الجن !!
    بدأت فورا بتنفيذ الفكرة ......
    رسمت رسوما تشبه التي في المحظوظة ، حضرت لسهرة في منزل صديقي ، اخبرت أحد اصدقائي بما انوي فعله ليساعدني ......
    جاء وقت السهرة ، كنا حوالي ٦ اشخاص ، بدأ الحديث عن الجن ، تحديت اصدقائي بأني قادر على تحضيرهم ، همام لم ترق له الفكرة و اخبرنا انه ان اردنا ان نفعل شيئا ، فليكن امام باب المنزل لا داخله !!
    خرجت إلى امام الباب جلست أنا و امامي يقف الجميع ، بدأت باشعال الشموع و البخور ، و من ثم قراءة بعد التراتيل العشوائية التي لا معنى لها ، و من ثم بدأت باحراق الورقة التي بيدي ليخرج صوت مخيف من داخل المنزل ،صوت ابواب تفتح و تغلق ، هل ظهر الجن ؟؟؟
    لا ، لا تخافو انه صديقي الذي اتفقت معه تمكن من الاختباء داخل المنزل بعد ان اوهم الجميع بأنه عائد إلى منزله ....... قفز أحد اصدقائي من شدة الرعب ، وقفت أنا و بدأت اضحك ضحكة ممزوجة مع بعض الاستغراب لاوهم اصدقائي بأني متفاجأ و فجأة رميت بنفسي على الأرض لانتفض بشدة و كان أحد الجن قد قام بالتلبس بي ، كنت اسمع أصوات اصدقائي تقرأ المعوذات ...... مرت دقائق لاقف مجددا و ابدا بالضحك فوجوه اصدقائي لم اراها هكذا يوما ....... نعم تمكنت من خداعهم ، نمت يومها في منزل صديقي ...... الا ان تلك التجربة هي عبارة عن مزحة سمجة احدثت تغييرا مفصليا في الأحداث الغريبة التي كانت تحدث معي !!
    نعم في طبيعة الحال كانت الأمور الغريبة يزداد حدوثها معي طردا ، لكن لم يكن يحدث معي تجارب بشكل يومي الا بعد هذه ألمزحة السمجة .
    فقد ازداد ظهورهم امامي ، انهم يزورونني كل ليلة ، أظن انهم عائلة قد سكنت في غرفتي !!
    في كل ليلة عندما استلقي لأنام أشعر بوجودهم حولي !!
    يقتربون مني ليراقبو خوفي ، أعتقد انهم يستمتعون عندما يرون ذعري منهم !!
    مرت الشهور و جاءت العطلة الصيفية ، قررت عائلتي الذهاب في رحلة إلى أحد المناطق الساحلية لمدة أسبوعين ، أنا قررت البقاء في المنزل !!
    سافرت عائلتي و بقيت وحيدا ...... جاء المساء و اتى اصدقائي لنسهر سويا ، انتهت السهرة حوالي الساعة الثانية و نصف ليلا ...... لم ارتب شيئا و ذهبت مباشرة إلى النوم في غرفتي ، لم أعر الغرباء أي انتباه و استسلمت للنوم ، لكنهم أتوا في زيارتي في المنام !!
    كائنات قصيرة بآذان طويلة ، انهم عائلة مكونة من اب و أم و ثلاثة صغار ، كانوا جالسين على الأرض بجواري !!
    تقدم الاب باتجاهي ، قال لي بغضب : لماذا لم ترتب المنزل ؟؟؟
    انه لنا حتى تعود عائلتك ......
    عليك ان تخدمنا في هذه الفترة و الا سنؤذيك و لن يتمكن أحد من منعنا عن ذلك !!
    صرخ من جديد : استيقظ و رتب المنزل !!
    ذعر شديد أصابني رغم اني احلم ، حاولت الاستيقاظ جاهدا لكن دون جدوى ، نظراتهم إلي جعلتني اتعرق ، دقات قلبي تتسارع و كانها في سباق ، أشعر بالشر في عيونهم !!
    نعم أنا واثق الآن من قدرتهم على إيذائي ......
    تقدم باقي أفراد العائلة الغريبة مني و بدأوا بالدوران حولي بشكل يثير جنوني ، مد أحد الأبناء يده باتجاهي لكن الاب قد نهاه عن ذلك و قال له دعه الآن فنحن بحاجته !!
    استمر دورانهم حولي حتى استيقظت مفزوعا ، قفزت من سريري و بدأت فورا بترتيب المنزل و أنا غير مصدق لما حدث معي ......
    ما الذي اوصلني إلى هنا ؟؟؟
    رتبت المنزل و عدت لاحاول ان انام ......
    لم أتمكن من النوم الا بعد ان شرقت الشمس ......
    مر اليوم و جاء المساء اتى أحد اصدقائي لاخبره بما حدث معي ......
    فكان رده : أنت تستحق ما يحدث معك ....... الم تتحداهم كثيرا ؟؟؟
    ألم تستهزأ بهم كثيرا ؟؟؟
    غضبت من جوابه ، و صرخت به : لقد اخبرتك بذلك لتساعدني لا لتشمت بي ......
    تنهد صديقي و طلب مني ان اقرأ المعوذات و قال بأنه سيبقى معي في المنزل ليرى ان كان ما يحدث معي حقيقي أم مجرد تهيؤات !!
    انتهت السهرة اليومية ، عاد اصدقائي إلى منازلهم باستثناء حسين الذي اخبرته بما يحدث معي ، ذهبنا للنوم في الصالة ،استلقينا لننام ، لكن قطع هدوءنا لاستقبال النوم صوت غريب اتى من المطبخ !!
    نظر حسين باتجاهي : ما هذا الصوت ؟؟؟ ردد ذلك بخوف واضح .
    جاوبته : انها البداية فقط ....... !! ما زالت الليلة طويلة يا صديقي ،
    جلس حسين على الفور و قام باشعال الضوء ......
    بدأت الستارة بالتحرك رغم عدم وجود هواء ......
    قفز حسين ليجلس بجانبي و يبدأ بتلاوة المعوذات بصوت مذعور ......
    "حسين اهدأ ما زال الوضع طبيعيا " اخبرته ضاحكا .......
    عد إلى النوم يا صديقي و أدعو الله ان تتوقف الأمور عند هذا الحد ......
    استغرب حسين ردة فعلي الباردة و أخبرني بأن قلبي جريء
    فابتسمت موافقا على ذلك نعم قلبي جريء لكن لولا قلبي الجريء ما وصلت إلى هذه المرحلة !!
    انه نقمة لا نعمة !!
    طلب مني حسين ان لا انام حتى ينام هو ، اجبته : ستحتاجني بعد النوم أكثر من حاجتك لي قبله ......
    استسلمنا للنوم ليأتي الأب في المنام ليزورني ، و يطلب مني ان اجلب له عظاما في اليوم التالي ، طبعا جاء طلبه بهدوء !!
    فسرته بأنه يقين منه بعدم اعتراضي على طلباته !!
    " لكن أين باقي أفراد اسرتك " سألته مستغربا !!
    اجاب : عند صديقك !!!!
    قطع نومي صوت صديقي يصرخ : لاااااا
    استيقظت على صوته لاراه جالسا من نومه يلهث ، سألته ما بك ؟؟؟
    جاوبني بان استعاذ من الشيطان الرجيم ،
    كررت سؤالي ما بك ؟؟؟
    اجابني : لقد رأيتهم !!
    كانوا يقفون بعيدا عني ، ينظرون باتجاهي ، يشيرون باصابعهم علي ، يضحكون بشدة ، اقترب أحدهم و أخبرني ان اخرج من منزلهم .......!!
    لبس صديقي أغراضه و تجهز للخروج من المنزل ، و أخبرني بأنه سيسأل أحد المشايخ عما يحدث معي ، هززت راسي ايجابا و أنا أعلم ان صديقي ان خرج سأمر بليلة صعبة ، خرج صديقي و عدت وحيدا !!
    لم املك الجرأة لاطلب منه البقاء خوفا من ان يقومو بايذائه ......
    جلست وحيدا انتظر ردة فعلهم على كلام صديقي التي لم تتأخر كثيرا و بدأت باحدى الصحون الذي سمعت صوت سقوطه في المطبخ ، لم اهتم بل بدأت بالضحك ، صوت صحن آخر قطع ضحكتي لأدرك تماما انهم غاضبون !!
    بدأت أحدثهم : لن اجلب احدا لا شيخ و لا سواه ، اطمئنو ، سأجلب غدا العظام التي طلبتموها ......
    عاد الهدوء ، يا للغرابه الليلة لم تكن صعبة ......!!
    جاء اليوم التالي جلبت العظام منذ الصباح ، و عند صلاة الظهر توجهت إلي المسجد القريب من منزلي ،
    بعد انتهاء الصلاة استوقفت الامام لاخبره بما يحدث معي فالأمور أصبحت تتطور بسرعة رهيبة و أنا خائف ان تعود عائلتي و ان تكون الأمور وقتها خارجة عن السيطرة ، سردت ما حدث معي منذ كنت صغيرا للإمام و هو يسمعني باستغراب ......
    انتهيت من سرد قصتي ، لأتفاجأ بشروده عني ......
    قلت :شيخي العزيز ،
    حدق إلي و بدأ كلامه : أنت غبي !!
    سألت مستغربا : لماذا ؟؟؟
    جاء جوابه : كيف تتحداهم ؟؟؟
    نعم لا تخف منهم لكن لا تتحداهم بل احترمهم !!
    هل تعلم انه لو تمكن الصغير الذي حاول لمسك من ان يلمسك لكنت ممسوسا الآن من أحد أعظم عائلات الجن ؟؟؟
    عندها لن يتمكن أحد من مساعدتك لا أنا و لا غيري ......
    نظرت اليه مستغربا !
    تابع كلامه : لن تنام اليوم في منزلك سنذهب الآن لقراءة القرآن فيه و سنخرج بعدها لنعود غدا .
    وافقت مسلما الموضوع له ، ذهبنا و قرأنا القرآن و مرت الساعة دون اذى .
    خرجت من المنزل متجها إلى منزل صديقي لابقى عنده ، جاء المساء و حان وقت النوم ، قرأت ما طلب مني الإمام قراءته قبل النوم ، مرت الليلة بسلام !!!!!!
    استيقظت بنشاط صباحا كما لم افعل منذ مدة ......
    مر عشر أيام يقرأ فيها الشيخ القرآن يوميا إلى ان أخبرني بأنه يمكنني النوم في المنزل دون خوف فقد اجبرهم على الخروج ، كنت مترددا لكن لا خيار امامي ان لم أعد اليوم سأعود غدا ، جاء المساء استلقيت لانام و تذكرت كلام الشيخ : " يجب عليك ان لا تستهزأ بهم ، قد كتب الله لك النجاة هذه المرة لكن لا تعد الكرة ، اقرا هذه الآيات بشكل دائم و حافظ على صلاتك "
    مرت الأيام و أنا ملتزم بنصائح الشيخ .
    عادت الحياة إلي طبيعة لم اشهدها قبل ذلك ، لكن لم اعتد ان اعيش حياة روتينية لا خوف أو ذعر فيها ......
    لذلك و منذ فترة عدة شهور تقريبا خف التزامي بالصلاة و قراءة القرآن و عدت لامارس هوايتي في تحدي الخوف ، و بالتالي عادت الأمور الغريبة بالحصول معي ، عدت لأشعر بوجود الكائن الغريب ليراقبني ، احس بهم ليلا يقتربون من سريري ، اخاف من انتقامهم لكن ، اعشق الشعور الذي يسمى الخوف ......
    نعم الجملة التي كانت تقولها أمي صحيحة فأنا قوي و قلبي جريء لكن هذه الحقيقة جعلت مني شخصا يعشق الخطر ، جعلت مني انسانا يتحدى الجن ، اتمنى لو اني لم اسمع هذه الجملة في حياتي و عشت حياة طبيعية و لم اعتاد حياة الخطر .......!!
    انا الآن أكتب هذه القصة و أنا أشعر بجلوسهم جانبي ؟؟؟.
    يحاولون استراق النظر ليشاهدو ما أكتبه و أنت أيضا يا من تقرأ القصة !!
    قد يكون أحدهم جالسا بجانبك محاولا استراق النظر ليرى ما تقرأ !!
    لا تحاول النظر إلى جانبك قد يغافلك و يظهر من الطرف الآخر ارفع قدميك عن الأرض كي لا يمسك بها .......
    و خذ هذه النصيحة مني : أياك ان تتحداهم ان لم يكن لديك الجرأة مثلي







    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-09-27, 10:40 PM.

  • #2
    قصه رائعه يا ابو عامر ... مشكور يا اخى

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق

    يعمل...
    X