إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محكمة الجن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محكمة الجن


    محكمة الجن
    في أحد الأيام زارنا أحد أصدقاء والدي وكنت أحبه جدا وأخبرني بأنه إنتقل ليعيش بشقة قريبة من العمل أحسن في حجمها نظرا لأن أولاده أصبحوا كبار ولم تكن الشقة الأولى تكفيهم جميعا ’’ وهنأته وباركت له على الشقة الجديدة وبعد ثلاثة أيام أخبرني والدي بأن صديقة في المستشفى لأنه أصيب بحالة شلل نصفي بالجهة اليسرى أصاب الوجه والذراع والرجل , وبالفعل توجهنا للمستشفى لزيارة صديق والدي والإطمئنان عن صحته
    وبسؤال الأطباء عن الحالة أجاب أحد الأطباء !
    هذه حالة غريبة جدا ولا يعرف سبب ما هو فيه وأن جميع وظائف جسمه تعمل بصورة جيدة جدا وأن تقارير الأشاعات والتحاليل تفيد بأنه سليم مائة في المائة وأن ما هو في يبدو حالة ضيق أوزعل أو حالة ذعر شديد جداً
    وبمتابعتنا لهذا الشخص ولمعرفة ما حدث له إلا أنه لا يريد التحدث أو إخبار أحد عما هو فيه وبعد عدة أيام أجاب الأطباء يجب خروجه من المستشفى قائلين هو ماعندوش حاجة وممكن يكمل العلاج في البيت ’
    وبالفعل قمنا مع زوجته وأولاده لتجهيزه للذهاب للمنزل ,,
    إلا أنه عند البيت وكأنه رأى ملك الموت ينتظره ,وأصبح في حاله لا توصف ولا يريد دخول البيت إلا إننا لم نستطيع عمل شيء سوى إبلاغ الأسعاف التي جاءت وأعطته حقنه بعدها نام فأدخلناه البيت
    وفي صباح اليوم التالي توجهنا إليه لنراه ونرى ما حدث له
    وما إن صحى من نومه ووجد نفسه في البيت إلا وقد فزع وتكلم وأراد أن يرى جميع أولاده وبالأخص الإبنه الصغرى والتي عرفنا بعد ذلك بأنها سبب المشكلة
    هدأنا الصديق وحاولنا معرفة ما حدث له وما هو فيه ولكنه أراد الحديث أمام زوجته ووالدي وأنا فقط ’’ كنت في هذا اليوم الذي حدث فيه حالة المرضي قادما من عملي ليلاً وأحمل معي وجبة العشاء لزوجتي والأولاد وما إن وصلت أعدت الزوجة الطعام على الطبلية وهو عبارة عن سمك مشوي والسلطات والعيش وما إن هممنا للأكل إذ أجد بجانبي قطتين في غاية من الجمال فقلت ياأولاد هوا إنتوا جبتوا قطط للبيت قالوا لا يابابا ! عجيبة ! أمال دول مين قالت زوجته تلاقيهم بتوع الجيران دلوقتي يسألوا عنهم
    وكل ماأهم وأكل حاجة يقربوا لي قلت واضح إنهم جعانين فوضعت ذيل السمكة لواحدة منهم فلم تأكل وأكلت الأخرى وفي لحظة وجدت القطة التي لم تأكل صارعت في حالة غريبة بتخويف إبنتي الصغرى التي بدأت بالصراخ وخطفت من أمامها السمكة التي كانت تأكلها وما وجدت نفس إلا أنني أهم وأضرب هذه القطة بالحزاء الذي أصابها في وجهها وبعد لحظة من الزمن عادت القطة وأنا أغسل يدي بالحمام وضربتي بيدها على رجلي ولم أحس شيء سوى وأنا في المستشفى
    سمعنا منه الحكاية وقلنا له هذه يمكن تكون صدفة حدثت في نفس الوقت وأنك كنت قادم من الشغل فعلا زعلان وحدث الموقف ! أجاب لا
    وبعد عدة أيام نجد هذا الصديق يطرق بابنا وهو في حالة صحية جيدة جدا وكأنه لم يحدث له شيء على الإطلاق وبسؤاله أجاب :-
    وأنا نائم دق جرس الباب وبعد قليل أخبرتني زوجتي فيه ناس جايين يزوروك باين عليهم من الشغل قلت لها خليهم يخشوا ’
    وبعد لحظة دخل عليا إثنين لم أكن رأيتهم من قبل قالوا لي إنت فلان قلت نعم قالوا فيه ناس عاوزينك تحت قلت طيب أنا مش قادر أتحرك قالوا إحنا هانشيلك ’’’
    وبالفعل حملني الرجلين ونزلوا بي السبعة أدوار من سلم البيت ’ وهنا إستوقفته وقلت له هو إنت ساكن في الدور السابع أنا جيت البيت عندك وإنت ساكن في الدور الأرضي قال نعم وهذا ما تعجبت له وقلت الناس دول نازلين بيا فين ؟
    وبالفعل وجدت نفس أمام جمع هائل من الناس وكأني في صوان عزاء ( سرادق ) وبآخره شيخ يجلس على كرسي المقرئين العالي وقال لي إنت فلان
    قلت نعم
    قال ياراجل أبعتلك ضيوف وتعمل عملتك السودا دي ؟
    قلت أنا معملتش حاجة ومجاليش حد !
    قال طيب شوف
    وفجأة وجدت بنتان وكأن الجمال قد صنع لهم ولكن منهم واحدة تربط عين من أعينها وقال دول إللي جولك
    قلت أن أول مرة أشوفهم
    قال لي لا هم جم لك يوم عشاك السمك وقال لالتي تربط عينها أخبريه ماحدث قالت ما حدث يومها إلا أن صاحبتها أخبرته بأن الأخرى تعدت حدودها وفعلت فعلتها المعروفة بخطف السمكة وتخويفها لإبنتي
    قال الشيخ : لولا كلام هذه ما كنت قد خرجت من هنا مرة أخرى ولكن إذهب وفي المرة القادمة أحسن معاملة الضيوف
    وأخبرني بطلوع السلم مرة أخرى ولكن لوحدي حتى أن وصلت باب الشقة وكأنني لم يحدث لي شيء من قبل وهأنا أمامكم الآن






  • #2



    مغاربة في حضرة «شمهروش»
    رئيس محكمة الجن بمرشيش




    ا



    نساء ورجال يأتون فرادى أو جماعات إلى مرشيش الذي يقع على بعد ثلاث كيلومترات من مركز مديونة مكان صخري مليء بالمغارات والمزارات التي كانت تستعمل كمخابئ للفدائيين خلال فترة الاستعمار، والتي استغلت من طرف بعض المحتالين والنصابين على امتداد السنوات للنصب على المهووسين بالسحر والشعوذة، فأوهموهم أنها مغارات ملوك الجان. ما يحدث بمرشيش وبهاته المغارات يعبر عن الفصام التي تعيشه المنطقة وبعض الأشخاص كذلك. فالمكان يجمع بين الكحول والحضرة والجنس والصيام وذكر الله وتناول المخدرات.. كل شيء مباح بهذا المكان الصخري الذي يحمل كذلك آلام الآخرين التي يستغله من يدعون أنهم حراس مغارات الجان من أجل جمع المال.

    مغارات مظلمة فيها يغيب العقل وترتفع المعاناة النفسية. المشاكل الاجتماعية التي عجلت بزيارة نساء ورجال إلى هذا المكان قرب مديونة، تدفعهم إلى تصديق كل الخرافات التي تحكى عبر وشوات تنقلها أصوات خافتة إلى آذان صاغية مستعدة لسماع المزيد من أساطير الجن وبركات الأولياء.

    «مالها مرة كاتضحك ومرة أخرى كاتبكي»، تساءلت المرأة التي وجدت لنفسها بالكاد مكانا وسط زوار مغارة «حمو»، وهي تتابع المشهد الهستيري للمرأة المكتنزة. ردت عليها قريبتها التي كانت هي الأخرى تتابع نفس المشهد باهتمامم، «مسكينة راه ساكنها «ميمون» وكالو ليها راه «حمو» صاحب ميمون وغادي يتكلم معاه باش يخرج منها».
    هذه المرأة حاولت السائلة أن تجد لها مكانا بالقرب من القريبة قبل أن تقول «أنا راني مشيت عند «ميرة» ومقدرتش نبقى عندها، كنت غادي نتقيا معرافتش علاش». انتفضت القريبة وهي ترد عليها «نتي مسكينة، راه فيك جن راجل ومنين دخلتي عند «ميرة» محملش راسو حيت مكايبغيش لعيالات».
    بهذه السذاجة استطاعت القريبة أن تشخص حالة المرأة. تساءلت الأخيرة عن الحل، فجاء الجواب هذه المرة أسرع من تشخيص الحالة «خصك غير تفوسخي بالقنفوذ وراه جن للي فيك، هاذ ليلة غادي ينعس على الشوك».
    لم تكذب المرأة خبرا فبحثت عن أقرب «شوافة باش تبخر عندها». المكان يعج ب «الشوفات» خصوصا إن كان يوم الأربعاء والقنافذ و«لدون» و «الفاسوخ» وحتى أجزاء من الضبع متوفرة، وما على الزبون سوى أن يكون متوفرا على المال ليطلب ما يشاء.

    كانت «الشوافة» تطلب من المرأة أن ترفع جلبابها عن ساقيها وهي تمر فوق «مجمر لبخور» سبع مرات، هذه المرة طلبت منها أن ترفع أكثر من أطراف جلبابها، ابتسمت في خبث وهي تقول «ما عرفتي شي حد من رجال لي كاينين هنا تعجبيهم ويتزوج بيك راه بركة القنفود كبيرة».

    كانت عيون الرجال العاملين هناك وحتى بعض الزوار وكذلك عشاق التلصص على الأجساد يتابعون المشهد باهتمام خصوصا أن المرأة كانت مكتنزة وتتمتع ببشرة بيضاء. فانتهى المشهد ب «تبخيرة» وموعد لقاء مع حارس مملكة الجني «حمو» والذي طلب منها أن تزوره يوم الأربعاء المقبل لحضور جيلالة.
    «لربعا» في مرشيش
    إنه مشهد من المشاهد العديدة والمتنو عة التي يعج بها مرشيش، ذلك المكان الصخري التي يوجد على بعد ثلاثة كليومترات من مركز مديونة.. يستقبل هذا المكان يوميا المئات من الزوار للتبرك ببركات ملوك الجان. لكن يوم الأربعاء من كل أسبوع هو يوم استثنائي إن لم نقل خاص جدا بهؤلاء الملوك حيث يعقدون محكمتهم لمحاكمة المتهمين من الجن وإنصاف المدعين من الإنس.

    مغارات متعددة طليت بألوان مختلفة تتنوع بين الأصفر والأحمر والأزرق والأخضر والأسود.
    يوجد بكل مغارة «ملك» يتربع على عرش مملكته، كمملكة الجنية «ميرة» ومملكة أخوها «حمو» ثم مملكة «الحاجة مليكة» المتخصصة في جلب الرجال لـ«العوانس» ومملكة «ميمون الكناوي»، بالإضافة إلى «أولاد لخليفة».
    قنينات مشروبات كحولية فارغة تؤثت المكان جنبا إلى جنب قنينات «ماء زهر» التي يعشق الجن ماءها بمريشيش. الدماء متناثرة هنا وهناك تشير إلى الأعداد الكبيرة للديوك والأكباش وحتى الماعز الذي ينحر بشكل يومي تقريبا. مجموعة من هذه القرابين لا تذبح إنما تستغل لتباع مرات عديدة، خصوصا تلك المتميزة بلونها الأحمر والأسود، فلهذين اللونين رمزيتهما في هذا المزار.

    «الفروج» البلدي يباع بمائة درهم وفي ليلة شعبانة ب 150 درهم، أما الشموع فالتي تتميز بالأحمر أو الأسود أو الأخضر أو الأصفر أو الأزرق، فإنها تباع ب 10 دراهم، والبيضاء لايتعدى ثمنها الخمسة دراهم، هذا ناهيك عن قنينة «ماء الزهر» الذي تباع بعشرة دراهم و«بياض» الحراس المغارات، هذا ناهيك عن المبالغ التي تقدم لـ«الشوافات» وجيلالة، أي أن الزائر «منين وهو داخل مرشيش أوهوا داير يدي في جيبو».
    المكان يعج بالزوار، رجالا ونساء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، وإن كان للنساء حصة الأسد في الحضور، فهن الأكثر عددا والأكثر تعبيرا عن آلامهن النفسية.

    أغلب الزائرات إما هرب عنهن قطار الزواج وأصبحن أو استنكر لهن الأزواج وتركوا البيت دون سابق إشعار إلى غير رجعة.. مشاكل اجتماعية وعاطفية عديدة تحملها معها النساء إلى مرشيش، أما الرجال فزيارتهم للمزار في الغالب تكون لتحقيق مآرب يسعون إليها، ويعتقدون أن تقديمهم قرابين للجن سيحقق لهم رغباتهم.
    يعج فضاء الزيارة بالمرضي النفسيين والعقليين الذين يعتقد أهاليهم أن عليهم مس من الجن وتم اصطحابهم إلى هناك «باش يتصرعو على يد جيلالة أو الفقها». المكان يعج كذلك بالحشاشين والمدمين على الكحول والخمور أو أولائك الذي يحبون تناول الكحول وهم يشاهدون أجساد النساء التي ترقص على أهازيج «جدبة».




    يتبع

    تعليق


    • #3



      الجنية «للا ميرة»


      تقف أولى المغارات في وجه الزائر بلونها الأصفر الفاقع، إنها مغارة الجنية «للا ميرة»، وحسب المعتقد فإن «للا ميرة» تنال في توزيع الأدوار بين ملوك الجان السبعة بركة استقراء مكنون النفس البشرية الغامضة وكل ما يرتبط بعالم الغيب، ولذلك تقام لتلك الملكة الطقوس لكي تحضر وتدخل في جسد وتسرع في كشف أسرار النسوة المحيطات بها.
      مغارة «للا ميرة» التي تتميز بلونها الأصفر تعد بلاطا لهذه الجنية، تستقبل فيه زوارها من الرجال والنساء، مكان ضيق جدا تجلس في مقدمته امرأة متقدمة في السن تعتبر نفسها حاجبة هذه الجنية، تبيع الشمع الأصفر وأنواع مختلفة من «البخور» للزوار ناهيك عن قنينات «ماء الزهر»، بالإضافة إلى التمر.

      تجلس مجموعة من النسوة جنبا إلى جنب. صمت رهيب يخيم على المكان يكسره صراخ امرأة يبدو أنها دخلت في حديث ثنائي مع «للا ميرة» تطلب منها أن تأمر الجنية الجنية السودانية التي احتلت جسدها دون سابق إنذار بالخروج منه. فجأة بدأت هذه المرأة في الحديث بصوت هادئ بعد أن تمددت أرضا، عندها دخل باقي النسوة بالترحيب بقدوم الملكة الجنية «للا ميرة» التي اتخذت بالطبع شكل المرأة..

      ترحيب النسوة بالجنية جعلها تتحدث نيابة عن الزائرة تطلب منها ومن الزائرات أن يزرنها في المرة القادمة محملات بقرابين ذات قيمة كبيرة حتى تتباهى بها أما باقي الجن المتواجد بمرشيش، عندها يمكنها أن تستجيب لرغباتهن. ظلت «للا ميرة» تردد هذه العبارة أكثر من عشر مرات، وكان رد النسوة السمع والطاعة.

      هذه العبارة جعلت المرأة تخرج من غيوبتها وتعود إلى رشدها، فبحثت عن قنينة «ماء زهر» ونثرت مادتها على المكان قبل أن تشعل شمعة صفراء تضيئ بها المكان وتعدل من هيأتها بعد ذلك وتخرج من بلاط الجنية..
      بدأت النسوة تسرعن جاهدة إلى مؤخرة المغارة لمعانقة «للا ميرة» قبل أن ترحل بعد أن انطلى عليهن المشهد/الخدعة، فالحقيقة أن تلك المرأة هي واحدة من النسوة المقيمات بالمنطقة دورها الدخول في مشاهد هستيرية حتى تقنع الزائرين بوجود «للا ميرة»، وبالتالي القدوم في المرات القادمة محملات بالقرابين والأموال.

      بلاط الملك «حمو»

      على بعد خطوة واحدة تتراءى مغارة «حمو» بلونها الأحمر. وفي الموروث الشعبي فإن هذا الجني هو الأخ الأكبر للجنية «للا ميرة»، هذا الملك معروف في المغرب باحتلاله لأجساد الإنس، فيجعلهم يحبون الدم عند تعرضهم لـ«الحال» كما يسمى عند «المجاديب». يستطيع «حمو» أن يأكل الماعز و هو حي، لذلك فإن الدم يحيط بالزائر بهذه المغارة من كل جانب.
      دم كبش نحر حديثا مازال متناثرا هنا ، نساء ورجال يلطخون أجسادهم بهذا الدم. دخلت امرأة إلى المغارة الحمراء وهي تحمل في يدها قليل من هذه الدماء زينت بها مقدمة المغارة. انخرطت المرأة في موجة من البكاء الهستيري وهي تستنجد بـ«حمو» لكي يعيد إليها حياتها الطبيعية، فهي لم تعد تقوى على معاشرة الجني الذي احتل جسدها بعد سكبها للماء الساخن في المرحاض.

      حارس المغارة الذي مازال يمسك بالسكين التي نحر به الكبش كان يصرخ وكأنه يهذي قائلا «ما غادي يخرج منك الجن للي ساكنك حتى تنعسي مع «حمو»، كان يقصد ب «تنعسي» مضاجعة «حمو».
      لم تكذب المرأة خبرا، وتساءلت، كيف يمكنها ذلك، فهي على استعداد أن تقوم بأي شيء، المهم عندها هو أن يقبل عليها طالبا منها معاشرتها وهي ستنفد كل رغباته».

      ابتسم الناطق الرسمي باسم «حمو» قائلا «راه غادي يكون هنا نهار لربعا جايا خصك غير تجي ومعاك لحولي غير نذبحوه وغادي يخرج عند وغادي يعاشرك فلما غادي يسمع جن للي فيك أن سيدي الملك نعس معاك راه غادي يخاف ويخرج منك».
      كانت المرأة الجميلة مهتمة بهذا الحديث الشيق التي أعطاها أملا كبيرا في إخراج الجني الذي يسكن جسدها منذ سنوات، قدمت
      للحارس حوالي ثلاثة آلاف درهم لكي يشتري نيابة عنها القربان ووعدته بأن تكون يوم الأربعاء في أبهى زينة لكي تعاشر الملك «حمو».

      للا عايشة البحرية بمرشيش!!

      امرأة في الثلاثين من عمرها جميلة تتمتع بشعر طويل أسود، بدت شبه عارية وهي تضحك بصوت ناعم بمغارة مرشيش التي تبعد بحوالي عشرين مترا عن مغارتي «للا ميرة» و«حمو».
      كانت هذه المرأة تطلب مزيدا من الماء، النساء هناك وحتى الرجال كانوا يسكبون على جسدها قنينات الماء، يتبادلون الأدوار مدة ربع ساعة تقريبا.

      هذه المرأة كانت تمثل في تلك اللحظة الجنية للاعائشة البحرية التي تحب الماء كثيرا، وبالتالي فإن هذه المرأة تحدثت نيابة عنها لأن الجني لا يمكنه أن يظهر بصورته الحقيقية للناس، وبدأت تكشف «أسرار» الزوار. هذا الرجل يخون زوجته باستمرار ولا يؤمن بالجن ولذلك فهي لا تحبه، وتلك المرأة المتفاخرة بنفسها عليها أن تصبح أكثر تواضعا إن هي أرادت أن تلبي طلباتها، التفتت إلى رجل من الزوتر وقالت إنه بمثابة ابنها الذي تحبه وتنفذ جميع طلباته الدنيوية لأنه يقيم لها باستمرار طقوس احتفالية، مع العلم أن هذا الرجل يعمل بهذه المنطقة كحارس لإحدى المغارات.
      توجهت المرأة التي تتقمص دور «الجنية» إلى زائرة تجلس القرفصاء، أخبرتها بأن «خبيزة جاية ليها ولكن ما غادي تاخذها حتى تبعها لأزمور بالحولي والسرغينة والمسكنة والريحان».

      فجأة بدأت هذه المرأة الجنية تصرخ لكونها تريد أن تخرج لأنها تعبت كثيرا. خرجت للا عايشة البحرية من جسد المرأة المبللة بالماء، فطلب منها حارس المغارة أن تغير ملابسها لأنه يخاف عليها من الزكام، بدأت المرأة بتغيير ملابسها أمام جميع الحاضرين كاشفة عن مفاتن جسدها.
      بعد تقمصها الدور بنجاح أثر في بعض الزائرين اختفت المرأة

      «للا مليكة تزوج العازبات»

      «صلاة وسلام على رسول الله، لا جاه إلا جاه سيدنا محمد، الله مع الجاه العالي». بهذه العبارة رحبت النسوة بدخولها إلى مقام «للا مليكة» لي تزوج العزبات»، فتيات في مقتبل العمر جئن لاستعطاف الجنية لتزويجهن . مقام «للا مليكة» ليس بمغارة إنما عبارة عن غرفة واسعة مطلية باللون الأخضر، وهو اللون المميز للجنية «للا مليكة» التي تحب حسب المعتقد الشعبي الحناء والسواك، لهذا تحرص الفتيات على جلب هاتين المادتين المواد معهن أثناء زيارتهن لهذا المقام، هذا ناهيك على إشعالهن للشموع الخضراء.

      هذا المكان يتميز بوجود «الشوافات» وهن الناطقات الرسميات باسم «للا مليكة»، فهن اللواتي يسمعن شكاوى الفتيات «العانسات» ويحملن رسائلهن إليها لتجيب عنها يوم الأربعاء من كل أسبوع، وطبعا هن اللواتي يتكلفن مرة أخرى بحمل أجوبة «للا مليكة» إلى الفتيات مقابل قرابين وأموال تكاد تصل إلى ألفي درهم. ف «للا مليكة لي كتزوج العزبات كتبغي دبيحا خروف وحتى لفلوس»
      دوت زغاريدة في كل الأرجاء، فإحدى الفتيات وعدتها «للا مليكة» على لسان «شوافة» هناك أن عريسها قادم وسيدق بابها خلال هذا الأسبوع.

      بكل مهابة جلست «الشوافة» وهي تزف الخبر للمرأة التي قدمت قربانا متمثلا في كبش ضخم، لم تتمالك المرأة نفسها من الفرح وهي تسمع الخبر السعيد فقدمت لـ«الشوافة» مبلغا مهما من المال.
      على الجانب الآخر لمزار «للا مليكة» اتخذ مجموعة من الرجال مكانا تحت غرفة من القش يرددون على شكل أغاني حكايات لأناس احتلهم الجن ولم يعيشوا في سلام وبأن الجنية لـ«للا مليكة» هي الوحيدة القادرة على إخراج هؤلاء الجن الكافر الذين يمنعون الزواج عن الفتاة.

      اهتمام الزوار لا يكون منصبا على هؤلاء المغنين بقدر ما يكون منصبا على «الشوافات» وعلى «للا مليكة»، الشيء الذي يضطرهم إلى استجداء واستعطاف المارة لكي يمدوهم ببعض المال لكي يستجيب الله لدعواتهم، فيدخلون في موجة من الدعاء وتلاوج القرآن لا ينتهي إلا بعد أن يتوصلوا بمرادهم.


      يتبع

      تعليق


      • #4


        «هذة ذبيحتك أسيدي ميمون الكناوي»

        «ال
        كناوي سيدي ميمون.. الكناوي مشى للسودان جاب خادم كناوية».
        كان الرجل الملتحف بالسواد والجالس القرفصاء أمام مغارة «ميمون الكناوي» يردد هذه العبارة.
        ربما قد يستخف به المرء بهذا الكلام ويقول، فليذهب «ميمون الكناوي» إلى السودان ويتزوج «كناوية»؟ أفي ذلك شفاء للمريض منهم؟ أو تحقيق للمراد؟

        حوالي عشرة أشخاص يرتدون ملابس سوداء اللون بالمغارة الضيقة المطلية كذلك باللون الأسود يرقصون ويرددون هذه العبارة أكثر من مرة، وجوههم مصفرة.. يرقصون ويتساقطون، وقد سال دم بعضهم من شدة الارتطام بالأرض. عويل النساء زاد المقام رهبة ومهابة.
        الدجاح البلدي يوجد في كل مكان بمغارة الجني «ميمون الكناوي»، يقدمه الزائر قبل أن يدخل في هستيريا، وهذا الدجاج يرمى في مكان لا يعلمه الزبون ليعاد بيعه مرة أخرى، القرابين من الماعز والأكباش نحرت في ذلك اليوم زادت من رهبة المكان الذي يقع على بعد أمتار من مقام «للا مليكة» بمكان صخري.

        بعد مرحلة الدجاج والأكباش والماعز والشموع السوداء يقول «لفقيه» للزائرة: «جي نهار لاربعا جاية راها كاينة الحضرة ، راه ملوك الجن كيحضروا، أو متنسايش دجيبي معاكي الذبيحة الكبيرة»، أي عجل أو مقابله المادي، وهناك العديد من الزائرات من يقبلن بشروط «لفقيه».


        في حضرة «البوهالي»

        خطوات قليلة تفصل بين مغارة «ميمون الكناوي» ومزار «البوهالي».. يبدو أن هذا المزار أقل مقاما من مقامات باقي الجان بمرشيش فليس ل «البوهالي» مغارة خاصة به أو لون يميزه، فمزارة يوجد على هضبة صغيرة لا معالم لها، اللهم الشمع الأبيض الذي يضيؤه الزوار.
        صمت رهيب يلف المكان.. فجأة أقبل رجلين، ردد الأول «الذات ذاتي أنا، وهو روح ساكنة فيك، أنت وأنا. شوف الخلق تشوفني أنا، تعرف الحق اللي جانا. شكون اللي قال: أنا ماشي أنت، وأنت ماشي أن«ا ورد عليه زميله » هو رجلي ويدي وعيني، وهو الرامي، وهو أنا. ويا البوهالي بو دربالة، روحك منزهة أنت وأنا».

        غناء الرجلين أتى بأكلهو فقد تقدمت نساء إليهما ببعض المال والهدايا التي كانت عبارة عن «ماء الزهر» ودجاج، الشيء الذي جعل رجلا يخرج من وراء هضبة يقول «أنا المجدوب، أنا البوهالي. عار الله عليكم لاتغيروا حالي سري في كلامي وهو حكمة. بجاه الكريم مول كل نعمة…»

        غناء الرجل واستعطافه للزوار لم يأت بأية نتيحة، فزوار هذا المقام قليلون، فزوار مرشيش يحبون زيارة الجان وحضور «جيلالة». الرجل لم يستطع أن يفوز إلا ببعض الدراهم القليلة.

        زجاج «ولاد خليفة»

        رحلة الطواف على المغارات والصخور الحجرية التي تحمل أسماء لملوك الجان لا تنتهي، هذه المرة مزار الجان «ولاد خليفة». مكان مليء بالزجاج يقع أسفل شجرة ضخمة. في هذا المكان يتجرد الزوار في فضائه من أحذيتهم ويمشون فوق زجاج مهشم يرفسونه بأقدامهم الحافية.
        ليس كل من يعاني من «التابعة» يستطيع المشي على الزجاج، فعلى ما يبدو أن القلائل جدا هم الذين يمشون على الزجاج ولا يتسبب في جرح أرجلهم.

        الأسطورة تقول إن هذا المكان يحرصه «ولاد خليفة» الذي يستطيع أكل الزوجاج والمشي عليه. أكبر أولاد «خليفة» لا يتجاوز عمره عشرين سنة فهم لا يكبرون بسرعة رغم أنهم خلقوا على هذا البسيطة منذ قرون خلت.
        يعتقد زوار هذا المكان أن المشي على الزجاج يزيل عنهم «التابعة»، هذه الأخيرة يطلق عليها كذلك «أم الصبيان» وهي من الجن، ومن ابتلى بشيء من السحر أو اللمس أو غير ذلك فعليه أن يلجأ إلى «ولاد خليفة»، وبالتالي المشيء على الزجاج ومن لم يستطع ذلك وهذا هو الذي يحدث، فليقدم لحراس الزجاج قرابين وأموال مقابل ذلك.

        أحد حراس المكان وبعد أن أخذ «تدويرة» مهمة صرح «أن هناك أشخاصا محترفين يسيرون على الزجاج أمام الناس حتى يوهمونهم أنه يستطيعون المشي على الزجاج. بحسب الطريقة الذي ذكرها هذا الحارس فإن الممارس يستطيع تحويل اتجاه القطع من الوضع العمودي إلى الوضع الأفقي حتى تكون آمنة وذلك بتمرير رجله أو يده أو أي شيء فوق سطح القطع الزجاجية فيصبح الضغط على القطع لا يشكل خطرا عليه. وبهذا فقد فضح هذا الرجل من يدعون امتلاك قوى خارقة في هذا الجانب إجبارهم على المشي فوق قطع عمودية من دون تغيير اتجاهها سواء كانت فردية أو مجتمعة في كومة من القطع.

        فحولة ملوك الجان

        بالاقتراب من زجاج «ولاد خليفة» يصل إلى المسامع موسيقى من نوع آخر.. موسيقى على إيقاعات مغايرة بواسطة الدف والناي وأغان شعبية مشهورة «مولاي الطاهر، لكناوي، عايشة، ميرة»، فيعم الفرح الأجساد العارية والنفوس المهووسة بالجن والشعوذة. ف «الحضرة» تطهر النفوس المريضة، وتقضي على «التابع».

        المكان غير بعيد عن المغارات، بل إنه بالقرب من الغرف التي تكترى من طرف المرضى خصوصا أولائك القادمون من مكان بعيد عن مرشيش والذي يستدعي علاجهم تواجدهم بالمكات لفترة طويلة.
        أغان تؤديها أصوات مبحوحة ممزوجة مع روائح البخور وأجساد النساء المبتلة بالعرق وحتى بعض المثليين رقصوا على إيقاعات «الليرة» و«البندير».

        الرجال عادة ما يقفون كمتفرجين على مشاهد الإثارة، بعضهم يتلذذ بالنظر في الأجساد وفي فمهم لفافات من السجائر محشوة بالحشيش وقنينات الكحول.
        في النهاية ينحر كبش أو جدي أسود اللون. تقام «الحضرة» عادة تحت الطلب، وبالتالي فإنها تكلف طالبها بين 3000 إلى 5000 درهم:
        عادة ما تنتهي الأمسية بليلة حمراء، سيتقمص فيها حراس مغارات مرشيش صفة ملوك الجان، فيقودون النساء المهووسات بالسحر والشعوذة واللواتي يهيآن سلفا لمضاجعة الجان في الغرف غير البعيدة عن مكان «الحضرة» لمعاشرتهم حتى يخرجوا منهن الجن الذي يحتل أجسادهن.

        «راها نايضة في شعبانة»

        مرشيش الآن تحضر نفسها على حدث كبير وهو «ليلة شعبانة».. هذه الليلة التي تعقد في السابع عشر من شهر شعبان من كل سنة، فجميع المغارات تتحول في هذه الليلة إلى أمكنة لـ«جدبة».
        مهووسو الجن والشعوذة والسحر يزورون المكان فرادى وجماعات محملين بالقرابين من أكباش ودجاج بلدي وعجول، هذا بالإضافة إلى الشموع والأموال.

        يحيل مفهوم «شعبانة» في الثقافة المغربية على عدة طقوس وعادات لدى المجتمع المغربي تتوحد في الدلالات والرموز الدينية والروحية للذكرى ( تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الحرم المكي) 
وقد أسهم الموروث الشعبي المغربي في إضفاء معتقدات خرافية.
        حسب اعتقادات البعض فإن هوية الأشخاص الذين سيموتون في العام الجاري تحدد في عالم الغيب خلال هذا الشهر، الشيء الذي يبرر تركيز العباد على فعل الخير والإكثار من السنن طيلة الشهر، وبالنسبة للذين يقبلون في ليلة بذاتها على شرب الخمر أو الرقص أو “الجذبة”، فيعتقدون أنها الطريقة الوحيدة للإمتلاء بملذات الحياة وطرد الجن.

        عادة ما تنتهي هذه الليالي التي تقام بمرشيش بمضاعة الجن للنساء لكن في الحقيقة مضاجعة الرجال هناك للنساء المريضات مستغلين ضعفهن في هذه الليلة واعتقادهن أن الجان هم الذي سيعاشرونهن، معتقدات أن الجان يحضر يوم الأربعاء من كل أسبوع ويوم السابع عشر من شعبان بالخصوص إلى المكان لمضاجعة النساء.
ومع ذلك فعندما لا تفيد الطقوس الاحتفالية ولا القرابين المقدمة في إخراج الجن من مساكنه الآدمية ينصح الإنس بمقاضاة الجن عند محكمة الجن.

        المكان يتواجد بمكان غير بعيد عن «ولاد خليفة» مغارات متعددة كل واحدة تحمل اسم ملك الجان يحضرون إلى المكان ليعقدوا محكمتهم بحضور رئيس المكمة وهو الملك «شمهروش» الذي يأتي قادما إلى مرشيش من أمليل من أجل ترأس انعقاد محاكمة الجان الخارج عن قانونهم. هناك يشعل الإنس الشمع الأبيض ويطلي المغارات بالحناء قبل انعقاد المحاكمة.

        ضحايا المغارات وطقوسها يعدون بالآلاف من الأشخاص البسطاء الذين وقعوا في فخ المرض والمعاناة ودفعهم الجهل إلى زيارة مملكة «الجن» طلبا للعلاج أو لتحقيق حاجة في نفوسهم. فجر كل يوم أربعاء تتحول المنطقة إلى سوق مكتظ بالناس، وعلى هامش السوق محتالون ومشعوذون ونصابون وأيضا تجار يقتاتون على هامش الدجل.




        يتبع

        تعليق


        • #5


          «المحكمة العليا» للفصل في نزاعات الجن والإنس










          في الطريق إلى جبل توبقال، وعلى ارتفاع يصل إلى حوالي 2500 متر عن سطح البحر، توجد أعلى محكمة للفصل في قضايا

          الجن والإنس من المسلمين، حسب المخيال الشعبي. نساء، رجال وأطفال يقطعون حوالي ثمانية كيلومترات من المسالك الوعرة مشيا على الأقدام أو فوق البغال، للوصول إلى «مرقد» ملك الجن «سيدي شمهروش». «المساء» اخترقت منعرجات جبل توبقال الخطرة، في رحلة استغرقت أكثر من عشر ساعات ذهابا وإيابا، لتنقل لكم طقوسا تعبدية أشبه ما تكون بعبادة الأوثان، وممارسات شاذة باسم «الروحانيات».

          «شمهروش حي لا يموت حتى ولو كان في قبره»، تقول الحاجة أمينة وهي ترش ماء الزهر على ضريح «شمهروش» تيمنا ببركته كما تعتقد. أكملت أولى طقوس الزيارة وجلست القرفصاء واضعة رأسها على حفنة من التراب فوقها ثوب أخضر، تعتقد أنه مرقد ملك الجن «سيدي شمهروش».
          الحاجة أمينة، التي تشي قسمات وجهها بأنها تجاوزت سنوات عمرها الستين، جاءت من مدينة وجدة، وصعدت الجبال المرتفعة والمسالك الخطرة لتصل إلى مبتغاها.. محكمة ملك الجان «شمهروش». ومن مسلك الحاجة أمينة سلك صحافي «المساء» للوصول إلى المحكمة العليا حيث يتم البت في نزاعات الجن والإنس.

          كانت الساعة تشير إلى حوالي التاسعة والنصف صباحا حين وصلنا إلى إمليل، أولى محطاتنا في الطريق إلى ما يسمى هنا بضريح ملك الجان «سيدي شمهروش». قرية سياحية تبعد عن مدينة مراكش بحوالي سبعين كيلومترا، يقصدها السياح الأجانب كما المغاربة، فهي نقطة عبور مركزية لكل من يشد الرحال نحو قمة «توبقال».
          بعد قطعنا للمسافة بين مراكش وإمليل على متن سيارة للأجرة الكبيرة، كان علينا أن نمتطي البغال لاختراق مسالك جبلية وعرة في اتجاه صخرة محكمة الجن والإنس. في الطريق إلى «شمهروش» نلتقي عددا من العائلات التي شاءت الأقدار أن يَفرض «لْجْوادْ» على أحد أفرادها أن يشد الرحال إلى قصر ملك الجن من أجل الفصل في نزاعات وعلاقات غريبة، تصل حد الاغتصاب كما يروي بعض الزوار.
          التقينا مليكة التي جاءت رفقة أبنائها وزوجها من مدينة الرباط، بعد أن «اقتنعت» بأن مرض الصرع الذي أصيبت به ليس له أي علاج طبي. عجوز في حوالي الثمانين من عمرها، حدباء الظهر، سمراء البشرة، وفي عينيها تبدو علامات الارتياح كلما اقتربت شيئا فشيئا من المحكمة.

          في الطريق قادمون وذاهبون، أما الوجهة والمقصد فهو «شمهروش». وكلما اقتربنا من مرقده إلا وازدادت أسراب غربان يُعتقد أنها مسكونة بالأرواح. وبعد رحلة قاربت خمس ساعات على متن بغال نشيطة، وصلنا إلى المكان مجهدين متعبين لنبدأ في نسج خيوط الحكاية، ونقف على طقوس أشبه ما تكون بعبادة الأوثان قبيل مجيء الإسلام.

          شمهروش..
          ملك الجان


          في مدخل ضريح «شمهروش» اصطفت محلات لبيع الأغذية والملابس، وأخرى متخصصة في مستلزمات الطقوس الخاصة بالزيارة كالشموع وماء الزهر والبخور. مكان «شمهروش» عبارة عن صخرة تم تبييضها بالجير، وبجانبها مسجد فوقه مجموعة من الأعلام بالأخضر والأبيض، أما مرقد السلطان فممنوع على غير المسلمين.
          داخل القبة، تحت الصخرة الكبيرة، يعتقد الزوار أن هناك يوجد عرش ملك الجن، أما الجدران فقد تم تزيينها بألواح كتبت عليها بعض الأدعية والآيات القرآنية، يأتي بها الزوار بين الفينة والأخرى.
          مكان «شمهروش» أشبه ما يكون بقبر صغير مغطى بإزار أخضر، لكنه في الحقيقة ليس إلا ترابا على شكل تمثال يتمرغ بجانبه الزوار طلبا لـ»العفو الملكي». مرقد ملك الجن هو أقدس جزء في الضريح، وإلى جانبه صندوق يضع فيه الزوار «الباروك»، ليقتسم الشرفاء فيما بعد الغنيمة فيما بينهم.

          «إذا كان المريض ملبوسا بالجن، فإنه بمجرد أن يدخل يتعرض للصرع بشكل تلقائي، ويبدأ الجني أو الجنية بالتكلم على لسانه، وسيدي شمهروش هو ملك الجن، وأوامره مطاعة»، يقول عبد الله، أحد «شرفاء» الضريح، وهو يحضر الشاي لزوار قصر ملك الجن استعدادا لحصة من الجذبة.
          يُقنع القائمون على هذا المقام زواره بأن «شمهروش» يمثل حِكمة ربانية، وهو مقام مقدس اختاره الله ليتبرك الناس به، وكل من يأتي إليه طالبا إنصافه فإنه سيأخذ حقه كاملا، وما عليه إلا الصبر. لكن كيف يمكن لجلسات المحكمة أن تقام في ظل وجود طرف واحد وهو المريض المشتكي؟

          طرحنا السؤال على عبد الله، الذي بدا منشغلا في تحليل حالات مرضية تحلقت حوله، لكنه أجاب قائلا: «هذا المكان الطاهر هو محكمة عليا حقيقية، تبت في قضايا ونزاعات الجن والإنس، وشمهروش الذي هو ملك الجن ورئيس هذه المحكمة له الكلمة الفصل، ولا يمكن الطعن في قراراته».
          وحسب المعلومات التي أوفانا بها القائمون على المحكمة فإن الاسم الكامل لشمهروش هو «الشيخ أبا الوليد شمهروش»، وهو من الجن المسلمين، وهذه البقعة التي يحج إليها الناس من كل حدب وصوب ليست إلا مكانا كان يتعبد فيه، لتتحول إلى محكمة عليا لهذا الجني «العادل» كما يصفه عبد الله.

          يدعي «الشرفاء»أن الصخرة الكبيرة هي بمثابة كرسي «ملك الجن» شمهروش، وعندما يأتي الناس للتداوي من مختلف الأمراض الروحانية فإنهم يتوجهون إلى تحت الصخرة، فيبدأ الجني الذي يسكنهم بسرد القضية، ليقول «شمهروش» كلمته الأخيرة في أي نزاع نشب بين الجن والإنس.

          وإلى جانب «المحكمة العليا» للفصل في قضايا الجن والإنس، التي يرأسها «شمهروش»، هناك مقامات أو أقسام قضائية أخرى لأسماء جن من حاشية الملك كلالة عيشة ابنة السلطان، والباشا حمو، سيدي ميمون، وميرة ولالة مليكة.
          في تلك المقامات، تقام طقوس أخرى أشبه ما تكون بـ»عبادة الأوثان»، حيث يذهب «المرضى» لوضع الشموع وصب ماء الزهر على المكان «الطاهر»، وتقديم الذبائح قرابين للجني أو الجنية التي تسكنهم، كما صرح بذلك عدد من الزوار لـ«المساء».

          طقوس الجاهلية

          يلتحق صحافي «المساء» بالضريح متقمصا دور شخص سكنه الجن فجاء للتداوي. جلست النساء إلى جانب بعضهن في انتظار بداية حصة «الجذبة». بعضهن لبسن ثيابا بيضاء استجابة لرغبة «للا عيشة»، وأخريات لبسن «البرتقالي» استجابة لسيدي ميمون». ألوان الثياب في هذا المكان تمثل رغبة الجني الذي يسكن الشخص.
          أخذ صحافي «المساء» مكانه إلى جانب سيدة بدت وكأنها تقبل أرجل «شمهروش» من أجل أن يفك أسرها. وضعت رأسها على قبة فوقها ثوب أخضر، وبدأت تتحدث بلغة تبدو أقرب إلى بعض اللهجات الإفريقية. بين الفينة والأخرى نلتقط كلمات كـ«عيشة» و»أنا مظلومة...يا سيدي شمهروش». بقيت السيدة تتحدث، أو يتحدث الجني بلسانها كما يقول «الخبراء» في هذا المكان، حتى أغمي عليها لتتدخل مرافقتها بماء الزهر حتى تستفيق.
          يأخذ عبد الله مكانه إلى جانب «كوموندو» من المرددين الذين ما إن ينطق عبد الله بدعاء حتى يرددوا جميعا «آمين آمين». أخذ صاحبنا «البندير» وبدأ في الإنشاد على إيقاعات الجذبة التي تثير الجن الذي يسكن الزوار كما يعتقد هؤلاء.
          إلى جانبي بدأت سيدة في ثوب أبيض شبيه بكفن الميت تحرك رأسها ذات الشمال وذات اليمين. إسمها فاطمة كما حكت لنا مرافقتها، وهي من قدماء المعتقلات في هذه المحكمة، وتنتظر أن يفك الله أسرها من «للا عيشة» التي سكنتها منذ مدة طويلة وأصبحت تسير حياتها كما تشاء.

          «الجذبة هي طقوس روحانية نردد فيها كلام الله، ومن هو مسكون بجني فإنه يتفاعل مع تلك الأنغام»، يقول أحد الشباب الجالس إلى جانب صحافي «المساء» في انتظار أن يتسلم «البندير» من زميله. فما إن تنطلق طقوس الجذبة حتى يبدأ الزوار المرضى في التفاعل مع إيقاعاتها، وهو ما يفرض على المجموعة الاستمرار في ذلك الإيقاع إلى حين سقوط المرضى على الأرض كما تسقط الخيل تباعا.

          تركنا ضريح «شمهروش»، الذي انغمست فيه بعض النساء في طقوس تعبدية تتوسلن فيها لملك الجن «شمهروش» أن يتوسط من أجل إيجاد حل لنزاعاتهن مع الجن. خرجنا في اتجاه مقامات أخرى، ليست بقبر مسيج ولا بضريح فسيح، بل فقط شلالات يعتقد أنها مسكونة من بني جن هم بمثابة مستشارين أو مساعدين لملك الجن «شمهروش».
          في غرفة صغيرة، ملطخة بدماء القرابين والحناء وآثار دخان الشموع، دخل أمين القادم من الرباط ليصب عليه ماء «سيدي ميمون». طلبت منا سيدة في مقتبل العمر عدم الحديث إليه لأنه دخل في حالة روحانية مع الجن، ومن الممكن أن نتعرض بدورنا للمس حسب اعتقادات هذه السيدة. جلسنا فوق صخرة نحاول فهم الأصوات الغريبة التي ينطق بها أمين. كلما صب عليه الماء البارد، الذي يعتقد أنه يحمل بركة الجني «سيدي ميمون»، إلا وردد عبارات من قبيل «أربي أش درت...ماتجيش عندي بعد عليا».

          عندما استفسرنا السيدة التي تنتظر دورها للدخول إلى «دوش» سيدي ميمون ردت علينا وهي توقد الشموع وترش ماء الزهر على المكان أنه «عندما يدخل الإنسان المسكون في هذه العلاقة الروحانية مع الجن فإنه يرى هذه المخلوقات بعينيه، وإذا كان هناك صراع معها فإنه يصبح في موقع الدفاع عن نفسه، وهذا هو سبب تدخل الفقهاء للإشراف على الصرع».

          معتقلات سرية

          «أنا أولدي بقيت محبوسة عام فمقام سيدي ميمون»، تقول عيشة، وهي تحتسي ماء الزهر الذي يروي عطشها الروحي كما تعتقد. أخذت مكانها فوق صخرة تمر بجانبها مياه قادمة من أحد الشلالات، وعند سؤالها عن سبب جلوسها في هذا المكان المهجور بعيدا عن النسوة ترد بعينيها التائهتين في مياه الشلال «أنا مقامي أولدي هو هذا من نهار طلق الله سراحي، جوادي كاينين هنا وأنا ضيفة عندهوم».

          تروي عيشة بافتخار كبير أنها مسكونة بالجن وشريفة كما تدعي. قبل بضع سنوات، جاءت إلى محكمة «شمهروش» بعدما سيطر عليها الاعتقاد بوجود العشرات من الجن السودانيين كما تقول. عندما وصلت إلى المكان، كان من الصعب أن يبت ملك الجان في قضيتها بسرعة، فطلب منها أن تمكث في المكان إلى أن يفك الله أسرها.
          قصة عيشة ليست الوحيدة ولا الأخيرة كما يقول بعض أبناء المنطقة. هؤلاء يتهمون القائمين على المكان بالنصب والاحتيال على أناس ضعفاء بعد أن يوهموهم بضرورة البقاء في المحكمة إلى أن يبت ملك الجن في قضاياهم. ويقول صاحب دابة وصلت لتوها محملة بالماعز والسكر وغير ذلك من المواد الغذائية، إن الأمر أصبح اتجارا حقيقيا بآلام الناس، الذين فقدوا الثقة في العلاج العلمي، ووجدوا ضالتهم في هذه الخرافات.

          الحديث عن معتقل شمهروش «السري»، كما وصفه صاحب الدابة هذا، أعاد ذاكرة جَمال، صاحب البغل الذي استعنا به للوصول إلى المحكمة، إلى حكاية سيدة وضعت مولودها في هذا المكان في سنة 2005، بعد أن اعتقلها الجني الذي يسكنها في انتظار أن يبت الملك في ملفها. كان الزوج يأتي لزيارتها بين الفينة والأخرى محملا بالمؤونة وكأنه قادم إلى سجن حقيقي، فيما كبر الابن إلى أن أصبح عمره ست سنوات، قبل أن تغادر الأسرة نحو وجهة غير معروفة.


          نساء يمارسن الدعارة لدواعي «علاجية»..!

          «لا يمكن أن تدخل المكان بالشورط، فهذا مكان طاهر»، يقول أحد القائمين على المحكمة لشاب كان يهم بالدخول إلى الضريح. وبينما بدأ الشاب يلبس سروالا ليلتحق بالمكان الطاهر كما قال «الشريف»، تدخل فتاة بتنورة قصيرة، و«ديباردور» قد يثير ملك الجن قبل الإنس، كما قال مرافقنا مستهزئا.
          في هذا المقام يوجد عدد من الغرف المخصصة للكراء، سواء للأفراد أو العائلات، لكن وجود المحكمة خارج أنظار السلطة يشجع على بعض الممارسات الشاذة. «إذا أرادت السلطة أن تراقب المكان فعليها أن تمتطي البغال، أو تأتي على متن طائرة مروحية، وهذا أمر غير وارد إلا في حالات نادرة جدا، مما يفسح المجال أمام أصحاب بعض الممارسات الفاسدة، من قبيل الدعارة»، يقول رشيد، أحد أبناء المنطقة، وهو يشاهد باستياء عميق تبادل القبل بين فتاة وشاب يعتقد أنهم من الزوار.
          يروي رشيد أن هناك من النساء من يمارسن الجنس خارج الإطار الشرعي لأسباب يعتبرنها «روحانية»، فهناك من الجن من يأمرهن، كما يدعين، بالدخول في مثل هذه العلاقات غير الشرعية، وما عليهن إلا الامتثال لتلك الأوامر من أجل إكمال الطقوس في ظروف عادية.

          وحتى بعيدا عن هذا النوع من الدعارة «الروحانية» كما سماها صاحبنا، فقد التقينا عددا من الشباب الذين سردوا لصحافي «المساء» مغامراتهم مع نساء يترددن على الضريح، أو بناتهن اللواتي وجدن في بعض أبناء المنطقة من يشبع غرائزهن الجنسية. لكن شبهة ممارسة الدعارة داخل هذا المكان «الطاهر» ينفيها أحد القائمين على الضريح نفيا مطلقا، معتبرا أن «هذه محكمة ربانية، وهذا مكان طاهر، ولا يمكن أن نشجع على مثل هذه الممارسات التي تسيء لقدسيته».
          قدسية تطرح أكثر من علامة استفهام حول ما يدور في محكمة ملك الجن «شمهروش»، البعيدة عن مراقبة أي سلطة رسمية من بني البشر. عدنا وعلامات الاستفهام تفرخ بعضها حول صخرة وأشخاص يدعون أنهم ببركة هذا الجني يمكنهم أن يطردوا الأرواح الشريرة من أجساد المستضعفين. تركنا المكان مكفهرا كما دخلناه في الصباح، وركبنا البغال عائدين نحو إمليل بيقين مفاده أن لا ضار ولا نافع إلا بأمر الله، جل في علاه.

          تعليق


          • #6
            شعوذة و سحر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
            حسبنا الله و نعم الوكيل
            [CENTER][COLOR=#008000][B]لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
            اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت
            ولا ينفع ذا الجد منك الجد[/B][/COLOR][/CENTER]

            تعليق


            • #7
              أولا أشكرك على الموضوع القيم و المعلومات الرائعة لأناس متخلفون عقليا و اجتماعيا و دينيا .

              لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . المشكل أن هناك اناس يستغلون هده الضروف لقضاء حوائجهم من البيع و الشراء و النصب و الاحتيال .

              اللهم انا نسألك العفو و العافية و حسن الخاتمة
              – سئل حكيم : ما الحكمة؟ فقال : أن تميز بين الذي تعرفه والذي تجهله.

              – إذا كنت مخلصاً … فليكن إخلاصك إلى حد الوفاء ، وإذا كنت صريحاً فلتـكن صراحتك إلى حد الاعتراف​​​​​​.

              أشهد ألا إله إلا ﷲ ​​​​​​وأشهد أن محمد
              رسول ﷲ
              ​​​​​​

              تعليق


              • #8
                تحقق المحكمة الشرعية في محافظة مهد الذهب (250كلم جنوب شرق المدينة المنورة) فيدعوى تقدمت بها أسرة سعودية ضد جماعة من الجن تتهمها الأسرة بسرقة جوالات الأبناء والبنات ليلاً وإعادتها صباحاً، مما أثار الهلع داخل المنزل – على حد أقوال أفراد الأسرة". وقال رئيسالمحاكم الشرعية بالمحافظة الشيخ عمرو السلمي إنه "لا بد من النظر لهذه القضية بعين الاعتبار، وأن نتحقق من صحتها، بالرغم من صعوبة النظر فيها", وأشار الشيخ السلمي إلى أنه "مما يضفي أهمية على القضية أن المدعي فيها ليس فرداً واحداً، بل جميع أفراد الأسرة.

                وفيما يتهم المدعون "الأنس" المدعى عليهم
                "الجن" بمهاجمتهم بالحجارة عند خروجهم من منزلهم ليلاً، إضافة إلى تهديدات صوتية عبر الجوال بضرورة مغادرة مسكنهم إلى الأبد، أوضح رئيسالمحاكم أن المحكمة تحركت بالتعاون مع الجمعية الخيرية في المحافظة لنقل الأسرة إلى قرية قريبة، عوضاً عن الموقع الجبلي النائي الذي يقطنون فيه وسط الجبال بهجرة "الفعرة" التابعة لمركز الطلحانية بالمحافظة.

                أن يشتكي الناس الناس، فهذا ما نسمع عنه دائماً، وهو أمر طبيعي في محاكمنا، لكن أن يشتكي الناس الجن، وتبدأ المحاكم الشرعية فعليا في النظر في الأمر فهو أمر يتجاوز حتى حد الغرابة، حيث يترك عددا من علامات الاستفهام ربما لن يكون أولها أن يتساءل الكثيرون عن كيفية أن تحققمحكمةفي قضية طرفها جن، وهل ستصدر المحكمة حكماً إن ثبت الخطأ على الجن وتنصف الأنس؟

                هذا مجمل ما يدور
                في أروقة المحكمة الشرعية بمحافظة مهد الذهب هذه الأيام، والتي ما زالت تنظر في شكوى نادرة وغريبة مزجت بين الطرافة والرعب في وقت واحد، بدأت تفاصيلها حين تقدمت أسرة سعودية بدعواها ضد الجن تتهمه بسرقة جوالات أبناء وبنات الأسرة خاصة في آخر الليل، وعند الصباح يقوم بإعادتها في موقف أثار غضب الأسرة التي تقطن هجرة الفعرة التابعة لمركز الصلحانية التابع لمحافظة مهد الذهب.

                إضافة لقيام الجن – بحسب قولهم - برميهم بالحجارة عند الخروج من المنزل ليلاً، وهو الأمر الذي جعل الأسرة تطالب المحكمة بالتحقيق في الأمر بشكل جدي.

                وقد باشرت المحكمة الشرعية بالمهد عملها بإرسال لجنة إلى منزل الأسرة، والبحث عن أي شيء يؤكد منطقية ما يحدث للأسرة التي بدأت تعيش حالة من القلق مما يحدث لها. خوفا من تطور الأمور، إلا أن لجان المحكمة لم تجد رغم جولاتها المستمرة حتى الآن ما يثير الاستغراب كما تصف العائلة. باستثناء تسجيلها لملاحظة أن الأسرة تسكن
                في وسط الجبال، وفي موقع بعيد عن السكان حيث إنهم معزولون عن الناس، ورأت اللجان المكلفة بالنظر فيدعوى تلك الأسرة أن يتم نقلها إلى أقرب قرية لهم.

                "الوطن" التقت في البداية بوالد الأسرة السعودية بمهدالذهب - والذي فضل عدم ذكر اسمه - حيث روى قصته الغريبة، وقال "كنا نعيش في هذا المنزل الواقع وسط الجبال في الصحراء غرب محافظة مهد الذهب منذ 15 عاما، ولم نشعر بوجود الجن إلا منذ عامين حيث بدأت التهديدات تصلنا بشكل مباشر عندما لاحظت أنا وبعض أفراد أسرتي قصصا غريبة ومواقف عادة لا تحدث إلا في الخيال. حيث نشعر عند خروجنا في المساء بأصوات غريبة، ولم نلق لها بالا في البداية، وبعد مرور الليالي بدأت الأمور تزداد سوءاً، وبدأ الخوف يدب في نفوس أطفالي بعد أن عملت المستحيل لإخفاء ذلك الواقع المرعب، حيث بدأ الجن بمهاجمتنا بالحجارة، وخاصة عند خروجنا من المنزل لقضاء الحاجة في الليل حتى أصبحنا محاصرين داخل المنزل".

                ويمضي والد الأسرة
                في سرد حكايته قائلا "مع مرور الأيام اقتحم الجن أسوار المنزل، وقاموا بسرقة جوالات بناتي وأبنائي ليتصل بهواتفنا الأخرى، ويهدد بأن عليكم الرحيل من هذا المكان، وقد تحدثت معه أنا شخصياً، فكان تارة بصوت امرأة، وتارة بصوت رجل، والغريب أنه عند الصباح كنا نجد الهواتف ملقاة في أروقة المنزل".

                ويقول رئيسالمحاكم الشرعية بمحافظة مهد الذهب الشيخ عمرو السلمي ل"الوطن" إنه من الصعب النظر في قضية كهذه، غير أننا لابد أن ننظر لها بعين الاعتبار، وأن نتحقق من صحتها".
                وما يزيدك اهتماما بالقضية – بحسب قوله - أن المدعي ليس فرداً واحداً بل جميع أفراد الأسرة يتذمرون من أشياء غريبة تزعجهم مثل فقدان أجهزة الجوال ليلاً، والعثور عليها صباحاً، وعدم قدرتهم على الخروج
                في منتصف الليل، كونهم يتعرضون على الفور لرشق بالحجارة".

                وعن الحلول التي يمكن أن تتخذها المحكمة لحماية الأسرة قال السلمي إن "المحكمة الشرعية رأت أن يتم تأمين سكن لهذه الأسرة
                في أسرع وقت، وهو ما حصل بالفعل، فقد تم تأمين منزل لهم في أقرب قرية لهم من قبل الجمعية الخيرية بمحافظة مهد الذهب التي أشرفت على نقل الأسرة إلى منزلها الجديد، وزودتها بكافة المواد الغذائية".



                تعليق


                • #9
                  المعتقدات السحرية فى المغرب

                  ملوك الجان السبعة

                  بعد ان عرضنا المكانة الاساسية التي يحتلها الجان في عالم السحر والسحرة، يقودنا مجرى الحديث بالضرورة الى طرق موضوع ملوك الجان، الذين يلعبون حتى وقتنا الراهن ـ دورا اساسيا في المعتقدات والممارسات السحرية بالمغرب، حيث اقيمت لبعضهم اضرحة ومزارات يتبرك منها الناس وتقام فيها طقوس غريبة تمزج السحري مع الديني كما تدخل اسماء اولئك «الملوك» في اعداد جداول سحرية شديدة المفعول وتقام على شرفهم حفلات طقوسية خاصة في مناسبات محددة تتضمنها يومية السحرة المحترفين.ملوك الخفاءملوك الجان في التراث السحري المتداول، الشفوي والمكتوب هم موضوع خلاف آخر تضاربت في شأنه الآراء والاتجاهات فمرة نجدهم خمسة بأسماء آدمية مذكرة واخرى مؤنثة ومرة ستة او اربعة واربعون تنقص اسماؤهم او تزيد بحسب السحرة او المناطق المغربية.ولكن الرقم سبعة ذي الخصائص السحرية الشهيرة هو الذي يعود بكثرة، ويحصر ملوك الجان في المذهب، مرة الاحمر، برقان، شمهورش، الابيض وميمون وفيما عدا اسمي شمهورش ومرة الغريبين عن النطق المغربي العربي والامازيغي فإن الاسماء الخمسة الاخرى معروفة ومتداولة في المجتمع المغربي بكثرة كأسماء لافراد.وقد عرف اسم ملك الجان (مرة) تحريفا متواليا طال حتى جنسه الذي تحول حسب الاسطورة من الذكورة الى الانوثة, فحسب البوني في مصنفه منبع اصول الحكمة فإن اسمه كان هو الحارث بن مرة لكننا نجده تحول الى (مراته) ان (لاله) لفظ تشريف يسبق عادة اسماء النسوة ذوات النسب المتحدر في اعلى الشجرة من الدوحة النبوية الشريفة.وحسب المعتقد فإن (لالة ميرة) تنال في توزيع الادوار بين ملوك الجان السبعة بركة استقراء مكنون النفس البشرية الغامضة وكل ما يرتبط بعالم الغيب ولذلك تقام لتلك الملكة المهابة الذكر حفلات خاصة كي تحضر وتدخل في جسد وتسرع في كشف اسرار النسوة المحيطات بها.اما شمهورش الذي تطلق عليه العامة اسم شمهاروش او سيدي شمهاروش الطيار فشهرته تتجاوز حدود المغرب الى الشمال الافريقي وربما مصدرها ـ اضافة الى غرابة الاسم ـ كونه الوحيد من الملوك السبعة الذي خصص له مقام مقدس معروف.

                  ويعتقد الناس في جنوب المغرب (سوس) انه هو الذي يخرج من منابعها كل الانهار والاودية التي تخترق بلادهم وهو الذي يقود مجاري المياه العذبة في تلك المناطق شبه القاحلة، لتروي الأرض والبشر والدواب,,.العامةواعتبارا للمكانة المهمة التي يحظى بها لدى العامة فقد اقيم لهذا الجني الملك مزار عند قدم جبل توبقال في الاطلس الكبير، الذي يعتبر اعلى قمة جبلية بالمغرب,,, هل هو مكر المصادفة ام تراه نداء الأعالي، ما جعل (سيدي شمهاروش) ينسحب نحو تلك المغارة المحاطة بنقط تجمع مياه الثلوج والامطار والجبال المتوحشة.وحسب الاسطورة فإنه انسحب الى حيث ضريحه الآن ليمضي هناك القرون الاخيرة من عمره الطويل.وينبني تقدير الطيب الفرنسي على تصريحات الفقهاء السحرة الذين اخبروه (في 1910) ان الطلاسم والجداول التي تتضمن اسم شمهاروش فقدت مفعولها السحري، وانهم حين سألوا عن سبب ذلك بعض الجن، اخبروهم بأن الملك اي شمهاروش قد مات منذ سنوات.وقد كان سكان الجبل والهضاب القريبة من ضريح سيدي شمهاروش يجتمعون حول المغارة خلال مواسم القيظ (السمايم) كل عام خلال الفترة المراوحة بين اواخر يوليو واواخر غشت ليقيموا له موسما تذبح خلاله ثيران سوداء اللون (رمز الفحولة والقوة) ولكن العادة جرت ان يغادروا مسرعين مكان التئام الموسم كل يوم وقت حلول صلاة العصر الى مكان بعيد عن المغارة, وكل من بقي هناك سوف ينال من غضب خدام الملك انتقاما شديدا، حيث تتهاطل عليه سحب الغبار والحجارة من دون ان يرى مصدرها.

                  فكل يوم في اوان العصر، يصبح الجبل كله ملكا للجان المقيمين على خدمة ملكهم المتوفى سيدي شمهاروش.المصنفاتوتذهب مصنفات التراث السحري المكتوب الى ان لكل واحد من ملوك الجن ابناء واتباعا يقطنون في اماكن محددة وهكذا فللملك الابيض (ميمون الابيض) بنت اسمها (شمس القراميد) ويقطن ابناء الملك الاحمر المياه السطحية.اما (بنو قماقم) فيسكنون الجبال العالية وعيون الماء الباطنية وهكذا، وفي زعم السحرة ان لكل واحد من ملوك الجان السبعة لونا خاصا يتوسل اليه به فبالنسبة لميمون (الكناوي) لونه الاسود والاصفر لميرة الخ، ولذلك ترفع الرايات وتلتحف الاجسام بأثواب من لون واحد هو لون الملك المراد دعوته او التشفع بسلطته على ممالك الجن اثناء حفلات خاصة.كما يقتسم ملوك الجن ايام الاسبوع، لكل واحد منهم سلطة على يوم محدد ففي زعم كتب السحر دائما ان يوم الاثنين يقع تحت سلطة (ميرة) والثلاثاء تحت سلطة الاحمر بينما الاربعاء يحكم برقان والخميس تحت سلطة شمهروش واما الجمعة والسبت والاحد فعلى التوالي تحت سلطة الابيض وميمون الكناوي والمذهب ويوضح جدول دعوة الشمس المستعمل على نطاق واسع في صنع جداول اخرى انطلاقا من مكوناته السحرية الاساسية تقسيمات اخرى تمنح لكل واحد من ملوك الجن السبعة سلطة على كوكب او حرف من الحروف الابجدية الخ .

                  ومن تجليات الاعتقاد واسع الانتشار في قداسة ملوك الجن ان الكثير من الاغاني الشعبية تردد بعض اسمائها مسبوقة بعبارات التقديس للأميرة او سيدي ميمون الكناوي في اغاني بعض المجموعات مثلا.كما تنظم حفلات مغلقة على شرفهم، توسلا لمساعدتهم في قضاء اغراض اجتماعية او طلبا للشفاء من مرض استعصى على العلاج.«الحضرة» وليمة طقوسيةفي كل مدن مغرب اليوم يوجد اتباع طائفة (كناوة) التي يسميها رجال الدين المتشددون طائفة الشيطان والسبب في اطلاق هذه التسمية المخيفة هو ما يلاحظ على كناوة من ممارسة طقوس (الدردبة) او (الحضرة) التي هي حفلة على شرف ملوك الجان، وخصوصا منهم (سيدي ميمون الكناوي) الذي هو المشرف الروحي على الطائفة.و«الحضرة» هي احتفال طقوسي يشبه حفلات الزار في مصر، يجري تنظيمها في مواعيد سنوية محددة كعيد المولد النبوي وليلة القدر او خلال شهر شعبان كما يمكن ان تنظم خارج تلك المواعيد بطلب من ميسوري الحال او بأمر من (عريفة) وهي المرأة التي تتوافر لها سلطة التوسط لدى الجن.وتقام الحضرة داخل فضاء مغلق وحميمي، من اجل تخليص المرضى الممسوكين بالجن، الذي تسبب لهم بهذا الشكل او ذاك في متاعب صحية او اجتماعية.«الحضرة» ليست بهذا المعنى حفلا لصرع الجن، لأن «الصريع» يتميز بالتعامل العنيف مع المرضى (ومن خلالهم مع الجن) بينما الحضرة هي طقوس احتفالية اشبه ما تكون بعرس صغير يقام على شرف الجن و«سادتهم» وتكون خلالها (العريفة) العرافة هي نجم الحفل وسيدته.وتتم برمجة طقوس الحضرة وفق تسلسل منظم يسري على بضعة ايام او يوم واحد حسب الحالات و«الحضرة» تمارس في المغرب خلال بعض المناسبات الدينية كعيد المولد وشعبان (في هذه الحالة تسمى «شعبانة» وتتم وفق النموذج التالي:في اليوم الاول، تلبس (العريفة) (وهي منظمة الحفل) ثوبا ابيض و«تنقش» يديها بالحناء وتجلس وسط الحفل ومن حولها تدق الطبول وتنشد الامداح النبوية وشيئا فشيئا يرتفع ايقاع الرقص الى ان يفقد الحشد البشري زمام التحكم في النفس وعند نهاية الحفل تنفس الحاضرات عن رغباتهن المكبوتة عبر شحنات «الجذبة».حين يعود الهدوء يتم ذبح دجاجة فوق رأس العرافة التي تشرب من الدم الحار المنساب عليها ثم تمسح فمها بمنديل ابيض لم يستعمل قط من قبل.وخلال اليوم الثاني من «الحضرة» يتم ذبح عنزة سوداء اللون (القوة السحرية للون الاسود) وترتدي العرافة ثوبا بلون اصفر (الاصفر هو لون «ميرة» كما رأينا) ويهتز الحاضرون على وقع دق الطبول والاناشيد الصادحة في ترديد موحد: (اللاميرة هاك الجاوي، هاك البخور) ثم توزع في اثر ذلك اكلة خاصة بالمناسبة تسمى (الحلو والمسوس) وهي وجبة دجاج مهيئة بتوابل خاصة ومن دون ملح لأن الجان الذي سيأكل» منها لا يحب الملح يتناول جميع المحتفلين حصتهم من الحلو والمسوس وتدهن الحاضرات به اجسامهن كما ترش اركان البيت الذي تقام به «الحضرة» بهذا الاكل «اطعاما» للجن منه بالمجان بينما يضع كل من تناول حصته ممن بين الحاضرين مقابلا ماليا في اناء خاص يطاف به عليهم.


                  وفي اليوم الثالث من «الحضرة» تلبس العرافة (وهي عروس الحفل) ثوبا احمر (وهو اللون الخاص بملك الجن الاحمر) ويوزع على الحضور القليل من الحليب والتمر والجوز في مقابل مقادير مالية (دائما) يضعها كل واحدة فوق اناء خاص ثم يردد الجميع بعد ان يشتد هيجان الحشد اناشيد على شرف (مول الاحمر سدي حمر).اما اليوم الرابع والاخير من ايام الحضرة فيخصص لـ «حلان المائدة» (فتح المائدة) وليس يعني فتح المائدة سوى تقديم الاتعاب للعرافة في شكل اموال وهدايا يقدمها لها المشاركون في الحفل شكرا وعرفانا.والذي سبق له ان عاش اجواء ليلة من ليالي الحضرة كان شاهدا من دون شك على حالات فقدان الشعور الهذياني التي تتملك بعض النسوة في غمرة الرقص المحموم فيسقطن والشعر منسدل يكنس الارض وهن يتمرغن في هذيان يجري تأويله من قبل العرافة بأن الجن يقاوم الخروج, وتأمر اهل «المجذوبة» بعدم الاقتراب منها تجنبا للأذى ومن دون شك فإن للإيقاعات الطبلية المضبوطة دورا اكيدا في اطلاق القيود النفسية التي تكبل النساء فيندفعن نحو حلبة الرقص المجنون الى حين إفراغ آخر شحناتهن العصبية ثم ينهرن.القرابينوقد كانت عادات تقديم القرابين لملوك الجن و«سادتها» تتخذ اشكالا احتفالية اكثر سفورا الى حدود ماض قريب فقد اورد سالمون ان مريدي سيدي بلال الحبشي في طنجة (وهم من اتباع الطرق الكناوية قدموا من سوس) كانوا في بداية القرن العشرين يحيون طقوس تقديم هدايا الفول الى «رأس المول» قرب الاحجار المقطوعة منطقة في ساحل طنجة بعد ان يتم تبييضها بالجير لأنها «مسكونة» بجن البحر وكانوا يسوقون علانية الى هناك ثورا وجديا وهم يحملون شموعا موقدة في وضح النهار ويرقصون مع ترديد الصلاة على النبي ويرمون الفول الى البحر ثم يذبحون القرابين التي يذهبون لأكل لحمها عند احد اتباعهم يكون ـ ما امكن ذلك ـ احمق او مجنونا ثم بعد ذلك ينصرفون للرقص طوال الليل اما الجن (جان البحر الذي كانت الطقوس المذكورة تقام لتقديسهم) فأسماؤهم كانت: سيدي حمو سيدي موسى، للاميمونة، جميلة، عيشة ورقية».وما زالت تمارس طقوس شبيهة بما ذكرنا حتى اليوم في بعض اضرحة المدن الساحلية لكن بشكل اقل سفورا, ففي ضريح سيدي عبدالرحمن بالدار البيضاء مثلا يتم ذبح الديكة، التي تحمل مواصفات خاصة ورميها في البحر قربانا لتهدئة غضب «الجنون البحريين» وشدة وطأتهم على المرض.وعندما لا تفيد الطقوس الاحتفالية ولا القرابين المقدمة في تهدئة الجان و«اخراجه» من مساكنه الآدمية ينصح المريض باللجوء الى محكمة الجن الكبرى في (بويا عمر) باقليم قلعة السراغنة، وهي محكمة غيبية تمنحها الاسطورة مطلق الصلاحيات والسلطات في فض النزاعات بين الانس والجان، بشكل سلمي.



                  تعليق


                  • #10




                    التحقيق مع جني في السعودية


                    محكمة سعودية تحقق مع «جنّى» فى اتهام «قاض» بتسهيل الاستيلاء على أملاك الدولة

                    صالح عبدالله رئيس المجلس الأعلى للقضاء
                    تواصل محكمة المدينة المنورة تحقيقاتها فى قضية اتهام أحد قضاة المحكمة بالفساد وتلقى رشاوى تصل إلى ٦٠٠ مليون ريـال سعودى، مقابل تسهيل استيلاء عصابة على أراض وفيلات مملوكة للدولة، بينما دخلت القضية التى تشغل الرأى العام السعودى مرحلة غير مألوفة بعدما أكد القاضى المتهم فى التحقيقات أنه «تعرض للسحر على يد وسيط الرشوة»، وأن الوسيط الهارب تمكن من السيطرة عليه و«استغله فى تمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك».

                    قالت صحيفة «عكاظ» السعودية، أمس الأول، إن رئيس محكمة المدينة المنورة، الشيخ فهد المحيميد، طلب من الراقى الشرعى فايز القثامى أن «يستنطق الجنى الذى يتلبس القاضى المسحور»، ويعد خطاباً للمحكمة يتضمن المعلومات التى أوردها «الجنى» لدى استنطاقه، ومنها ما يخص الوسيط الهارب والمخالفات التى وقع فيها القاضى قبل إحالته للتحقيق فى رمضان الماضى.

                    ونقلت الصحيفة عن القثامى قوله إنه استنطق «الجنى» الذى تلبس القاضى فى جلسة «رقية» بحضور أعضاء «لجنة السحر» فى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

                    وعمدت العصابة المكونة من ١٢ فرداً للاستيلاء على فيلات الإسكان، عندما أقرت السلطات السعودية تعويض المواطنين المستفيدين من صندوق التنمية العقارية بهذه المساكن بدلا من منحهم قروضاً مالية، حيث اشترت العصابة منازل المواطنين المستفيدين بأسعار زهيدة جدا وبأسماء مستأجرة، مستغلة أن المواطنين لا علم لهم بالقرار، ثم عمد أعضاؤها إلى تسجيل صكوك الفيلات بأسمائهم، وباعوها بمبالغ وصلت لـ٤٠٠ ألف ريال للوحدة، كما استولت العصابة على أراض شرق المدينة عبر صكوك مزورة تم استخراجها بمساعدة بعض القضاة، بحسب مصادر سعودية.

                    وكشفت التحقيقات عن تورط ٧ مكاتب هندسية فى القضية، ومن المتوقع أن يصل عدد المتهمين إلى ٣٠ متورطاً من داخل المحكمة وخارجها، فيما هرب أحد أصحاب المكاتب الهندسية المتهمين إلى خارج المملكة بعد اكتشاف ١٠٠ مليون ريـال فى حسابه البنكى.

                    المصري اليوم

                    وكانت الأسئلة التي تواترت بين السعوديين تدور في محورها الأساس حول كيفية تعاطي القضاء مع هذا التبرير خصوصاً وأنه صدر عن أحد "أبناء الدار" فهو ابن المؤسسة نفسها، وكيفية ضبط وإحضار الجني وتسجيل شهادته في محضر التحقيق، في وقت تدور أسئلة أخرى عن تمييز الجني الحقيقي من المزور في حالات قد تأتي لاحقاً فيما لو نفذ القاضي المتهم بعذره من العقوبة، خصوصاً وأن الذهنية المتدينة تتعامل مع السحر وأنه يتمكن من عوام الناس بسهولة أكبر عن غيرهم المتدينين، في حين يبرز السؤال الواسع عن كيفية التأكد من سلامة الكثير من القضاة الآخرين فيما لو كان بعضهم قد أصابه مسّ ويمكن أن يكونوا يرتكبون الكثير من جرائم الفساد تحت تأثير السحر وملوك الجن.
                    ودعم راقٍ شرعي رواية القاضي المتهم وقال في تصريحات صحافية له إنه بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي وأشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و أكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية وحديث الجني.


                    لكن ذلك لم يكن كافياً لأن يرفع الكتاب السعوديون أقلامهم، وما زالت صحفهم تفيض بتهكم وتساؤلات وترقب لما ستؤول إليه القضية.
                    ونبه الكاتب صالح الطريقي وزارة العدل إلى أن القضية قد تنتهي بتخوف المواطنين من ساحات المحاكم لأنها ستكون مسكونة على حد تعبيره، وأضاف " هناك حيلة يمارسها بعض المتمرسين بالإجرام في الغرب،وذلك بمحاولة إثبات مرض المتهم بـ"انفصام الشخصية" من أجل أن يستحق العلاج لا السجن، مؤكدا أن القاضي المتهم أقل ذكاء باختياره حيلة جديدة بإحالة الأمر على الشيطان والجن حيث قال "إنه مسحور" و القاضي لا يستطيع سجن الشيطان" وختم بأن "وزارة العدل السعودية إن صدقت ما قاله القاضي المتهم ستجد نفسها مضطرة للتعاقد مع فرقة لفك السحر لحماية القضاة من السحرة ، وبالتالي ستتحول محاكم المملكة إلى ساحة معركة بين السحرة وشياطينهم والمقرنين ، الأمر الذي سيجعل المواطن لا يلجأ للمحاكم خشية من الأماكن المسكونة".

                    وكتب خلف الحربي ساخراً تحت عنوان خاموش كركوش تزرع طماطم يطلع فتوش، "قد فكرت في الذهاب إلى المدينة المنورة للبحث عن المكان الذي دفن فيه هذا السحر كي أنبشه وأكتشف خصائصه فلا شك أنه عمل محكم وإلا لما استطاع أن ينفذ إلى عقل هذا القاضي الجليل الذي يحكم بشرع الله! ولكنني تراجعت عن هذه الفكرة لأنني تذكرت بيانا لمصدر مسؤول في مجلس القضاء الأعلى ينفي توجيه اتهامات لأي قاض في المدينة المنورة وهو بيان كان يلوم ضمنيا وسائل الإعلام على افتعال هذه القضية التي ليس لها أساس من الصحة!، فبعد أن ثبت اتهام القاضي ومجموعة من الأطراف الأخرى بقضايا فساد يشيب لهولها الولدان بعكس ما جاء في بيان مجلس القضاء الأعلى وجدت أنني سوف أكون مضطرا لنبش كل الأعمال السحرية المدفونة طوال المسافة التي تفصل بين المدينة المنورة والرياض!".

                    وبارك حمود أبوطالب تحت عنوان "لاياشيخ" للقاضي بمناسبة شفائه من "السحر" بعد هروب الوسيط الساحر فقال " يا عيني عليك يا سيدي القاضي، بعد الشر عنك، وسلامتك ألف سلامة وان شاء الله عدوينك".

                    وحذر أبوطالب من ترك الوسيط "الساحر" ليعبث في باقي الإدارات "المهمة" قائلاً إن الوضع سيكون خطراً لو نشر الوسيط سحره وتمكن من المعاملات الكثيرة.
                    في حين لم تخل المدونات والمنتديات الالكترونية من التهكم ذاته إذ خرج بيان أكد فيه موقعوه أنهم "الجن الزرق" ويبرأون إلى الله خلاله من ابنهم العاق الجني الفاسد، قائلين إنه قد خرج عن الملة وهاجم شيخاً وقاضياً وترك العاصين والمذنبين من عوام الناس.

                    ايلاف

                    تعليق


                    • #11


                      كهف مجلس الجن


                      بعيدا عن الأنظار في قلب تلال بنية اللون تقع عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يختفي واحد من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية إنه "كهف مجلس الجن" الذي يعتبر ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم .

                      يقع في محافظة مسقط ولاية قريات في سلطنة عمان، ضمن منطقة فنس (هظبة سلماه) تبلغ مسافة الطريق من الشاع العام قريات صور (18كم).

                      يعتبر كهف مجلس الجن من أضخم الكهوف الجوفية في العالم حيث يبلغ طوله 340 متراًوعرضه 228 متراً وإرتفاعه على هيئة قبة 120 متراً. ويتخذ الكهف شكلاً دائرياً،ويبلغ من السعة ما يمكنه من استيعاب 10 طائرات جـامبو تصطف جنباً إلى جنب على أرضيته التي تناهزمساحتها 58 ألف متراً مربعاً. أما ارتفاعه فيعادل ارتفاع خمسة فنادق بحجم فندق قصرالبستان أحدها فوق الآخر!

                      هل هو مجلس للجن حقا؟؟



                      ولعدة قرون خلت، ظل سكان منطقة الشمال الشرقي من سلطنة عمان يتطيرون من "مجلس الجن"، والذي ترجع تسميته إلى أسطورة مفادها أن نفراً من الجن يتخذون هذا الكهف مجلساً لهم. وقد اتضح لاحقاً أن ثمة تجويف في سقف الكهف يتسلل منهالضوء الى الحائط الأيمن عاكساً معه ظلالاً متحركة، حملت الأهالي على الإعتقاد بأنها عفاريت من الجن تتخذ الكهف مجلساً لها.


                      مساحة أرضية الكهف العجيب تبلغ 58 ألف متر مربع وسعته 4 ملايين متر مكعب أما طول الكهف فيصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 متراً وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة القبة 120 متراً ورغم ضخامة حجم كهف "مجلس الجن" إلا انه من الصعب اكتشاف الكهف في هذه المساحة الشاسعة من النجد الجبلي الذي يتسم بكثرة تصدعاته وأخاديده وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهميه للناظر إليها.

                      تتكون جدران الكهف من الحجر الجيري تتخللها بعض المجاري المائية المكونة منالرمال والحصى. وقد تبين من الفحوصات المختبرية أن أرضية الكهف عبارة عن بحيرةعميقة جافة. لكنها قد تتعرض للفيضان خصوصاً عند حدوث عواصف مطرية شديدة، فتندفع المياه داخل الكهف من الثقوب الجدرانية والـسـقـفية.


                      وبسبب إنخفاض الحرارة داخل الكهف إلى ما دون 18 درجة، يظل قاع البحيرة موحلاً لعدة أسابيع بعد جفافها، كما تتكون على الجدار الشمالي طبقة سميكة من كربونات الكالسيوم المختلطة بالوحل، إضافة إلى طبقات أخرى من البقايا الحيوانية والنباتية التي تحملها المياة لتترسب عند أرضية الكهف.

                      يحتاج الوصول إلى قمة الكهف جهداً كبيراً حيث يتعين قطع مسافة 1300 متر من الدروب الجبلية الوعرة.

                      كما أن النزول إلى الكهف والصعود منه يتطلبان مستواً منالمهارة والمراس، يتعذر على الهواة الاتيان بها إلا تحت إشراف خبير متمرس،وباستخدام معدات تسلق مناسبة، ناهيك عن توخي الحذر ومراعاة قواعد السلامة.

                      وينبغي التنويه بأن عملية الهبوط أو الصعود لمسافة 120 متراً لا يمكن للمبتدئين القيام بها لأنها تتطلب تدريبا ومهارة عالية ولذا على الزوار أخذ الحيطة والحذر عند دخولهم الكهوف وأخذ كل الأدوات الضرورية لمثل هذه التجربة المدهشة.
                      من الدروب الجبلية الوعرة ،في حوالي خمس ساعات تقريباً أو عن طريق الطائرات العمودية لتفادي تلك الدروب الوعرة المؤدية إلى الكهف والتي تتناثر فيها الحجارة المدببة والهضاب المتموجة كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال


                      الجيولوجيون قدروا عمر كهف "مجلس الجن" أو "كهف سلمى" كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى المنطقة التي فيها بخمسين مليون سنة ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية.

                      متى تم إكتشاف هذا الكهف؟

                      اكتشف الكهف "مجلس الجن" لأول مرة ووضع على الخريطة أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم هو أحد خبراء الهيئة وهو (دون ديفيسون) في عام 1983م وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 متراً والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاث ، ثم جاءت زوجته (شيريل جونز) في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحه ويبلغ عمقها 158 متراً فسميت باسمها منذ ذلك الحين ثم جاء (دون جونز) بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.


                      تعليق

                      يعمل...
                      X