إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روبـن هـود...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روبـن هـود...



    روبـن هـود...


    روبن هود .. قاطع الطريق .. نصير الفقراء ..
    ROBIN DES BOIS... Le légendaire archer

    لقد كان للقرن الثالث عشر ميلادي ميزة خاصة في انجلترا..حيث شهدت فيه سلسلة من الاضطرابات والثورات..كان أشدها حربا أهلية عرفت بحرب البارونات ..أُبعد إثرها رماة السهام المتمردون عن ديارهم فلجئوا إلى الغابات..وسُنّت القوانين المجحفة والقاسية..وصودرت الأراضي والممتلكات..وازدادت ضرائب الملك على الفقراء..فتحولت إنجلترا إلى أرضية خصبة ومسرح للمجرمين اليائسين، الخارجين على القانون..الذين تحولوا في نظر الشعب - الذي أفقره الملك - إلى أبطال، نسجت حولهم القصص والروايات .. أشهرها تحكي عن روبن هود الأسطوري ورفاقه الرجال السعداء ..الذين اختبئوا في غابة شيروود وقاتلوا عمدة نوتنغهام.

    قصص فلكلورية خالدة وروايات كلاسيكية.. تطورت وتغيرت عبر الزمن .. لكن مغامرة هذا البطل لا تزال تحرك مخيلة الناس حتى أيامنا هذه..
    لسنوات عديدة..اعتقد الكثيرون أنّ روبن هود مجرد قصة خيالية و فلكلور شعبي .. لكن ثمة دلائل ظهرت أخيرا تثبت أن روبن هود الرامي الماهر .. الخارج على القانون .. السيئ السمعة ... "شخصية حقيقية".
    سنزيح اللثام عن هذه الأسطورة .. وسنكشف هوية هذا البطل .. و من غابة شيروود ستكون البداية.

    شيروود ... موطن الأسطورة



    هي غابة ساحرة، مشهورة ومعروفة عالميا .. إذ يزورها أكثر من نصف مليون شخص سنويا.. تقدر مساحتها بـ 423.2 هكتارا .. افتتحت فيها حديقة عامة سنة 1969م من طرف مجلس مقاطعة نوتينغهامشاير Nottinghamshair .. وفي سنة 2002 تم إعلان الغابة كمحمية طبيعية من طرف "إنجلش ناتير" English nature ... لكن ليس هذا ما يهمنا في الغابة .. ما يهمنا أكثر هو كونها ارتبطت تاريخيا بأسطورة روبن هود وأصبحت مكانا لا يقل شهرة عنه.

    ولا بد أن نشير إلى أن الغابات في القرون الوسطى اعتبرت المكان المثالي للصوص والخارجين على القانون .. حيث كانوا يسرحون ويمرحون.

    لجأ روبن هود إلى غابة شيروود، بعدما تم تجريده من أرضه وممتلكاته من قبل الملك جون .. هناك عاش مع عصابته المؤلفة من الرفاق السعداء.. يدافع عن الفقراء والمظلومين ويسرق من الأغنياء لصالحهم .. لقد كان زمن فقر واضطهاد .. فدخل روبن هود إلى قلوب الناس.

    أقدم الإشارات إلى روبن هود



    ظهرت أسطورة روبن هود للمرة الأولى في القرن 13م، قليل من الناس كانوا يجيدون القراءة والكتابة، فانتشرت القصص وشاعت من خلال قصائد شعرية وأغان روائية.. لكن هناك أغنيتين روائيتين تتحدثان عن أولى مغامرات روبن هود وتحملان دلائل تشير إلى هويته.

    الأولى عنوانها "روبن هود والراهب Robin des Bois et le moine ".. نُظمت في القرن 14م، في كنيسة القديسة مريم L'église Sainte-Marie وسط مدينة نوتنغهام.
    تخبرنا هذه القصيدة أنّ روبن هود جاء إلى نوتنغهام وحده، وصلّى في الكنيسة المذكورة. فتعرّف إليه أحد الرهبان. لأنّ روبن ورفاقه كانوا قد سلبوه في الغابة. خرج الراهب من الكنيسة واتجه نحو منزل العمدة وأخبره بمكان روبن . فحضر العمدة ورجاله وألقوا القبض عليه. ورموه في زنزانة داخل السجن.. لكن لحسن حظه عرف جون الصغير مكانه فأتى وأنقذه.. فعاد واختبئ داخل الغابة.

    مع أنّ الأبيات التي تتحدث عن روبن هود وهو يصلي في كنيسة القديسة مريم، تضعه في فترة زمنية محدّدة ومعروفة، إلاّ أنّها تطرح شكوكا حول مصداقيتها.. والسبب في ذلك أنّ هذه الكنيسة بُنيت مباشرة بعد كتابة القصيدة.. فكيف يكون قد صلّى فيها وهي لم تبن بعد؟؟.
    "بعد عدة سنوات وخلال أعمال تقوية أعمدة الكنيسة .. وجد المهندسون أنّ كنيسة أخرى كانت مكانها .. وهناك نقطة واحدة فقط نستطيع فيها رؤية جزء من كنيسة نورمن القديمة .. وهي عند قاعدة أحد الأعمدة".


    تعود أساسات كنيسة القديسة مريم إلى القرن 12م، وهي تُؤكد أنّ ثمّة كنيسة قديمة كانت قائمة هنا قبل كتابة القصيدة .. ربما يكون روبن قد صلّى فيها.
    غير بعيد عن الكنيسة، وعلى بعد عشرين مترا...يقع المتحف العدلي Musée Justice ، القسم الأسفل من هذا المبنى لم يكن فيما مضى سوى السجن المركزي لمقاطعة نوتنغهام. هو عبارة عن متاهة مؤلفة من كهوف تحت الأرض، والتي تُعد المكان الأكثر إثارة للرعب والخوف في انجلترا. لقد اكتشف حارس المتحف غاري هولمز مكانا لافتا، يُعتقد أن يكون هو القبو الذي رُمي فيه روبن حسب ما جاء في القصيدة.

    ما اكتشفه الحارس هو زنزانة خاصة لموقوفين من أمثال روبن هود ، اسمها oubliette أي المكان المنسي.وهي حفرة عميقة تقع تحت مستوى زنزانة المساجين العاديين، يتم إنزال المحكومين في الحفرة، ثمّ يُتركوا ليموتوا من الجوع .. إنها عميقة ومظلمة لن ينجوا أحد بداخلها.


    في قصيدة "روبن هود والراهب" يروى أنّ روبن رُمي في واحدة من هذه الحفر، ويُروى أيضا أنّ رجاله لما أرادوا إنقاذه عمدوا إلى إلقاء حبل داخل الحفرة ليتمكن من تسلقه. وهذه هي الطريقة الوحيدة لإخراجه من الزنزانة المنسية.

    القصيدة الثانية عنوانها "مغامرة روبن هود الصغيرة La Petite Geste de Robin des Bois "، يعتقد معظم الناس أنّ روبن من نوتنغهام، ولكن حسب هذه القصيدة فإنّ يوركشاير Yorkshire(4 ) هي مسقط رأسه ومكان وفاته أيضا.

    جاء فيها أنّ روبن هود تعرض إلى إصابة بليغة. فنقله جون الصغير إلى دير للراهبات يدعى دير "كوركليس Kirklees "، آملا أن تعالجه رئيسة الدير.. لكنها لسبب يُجهل قد خانته، فعالجت جزءا بسيطا من جراحه، وتركت جراحا أخرى تنزف حتّى الموت. وتروي القصيدة أيضا أنّ روبن هود قد رمى من إحدى نوافذ الدير سهمه الأخير، وطلب من جون الصغير أن يدفنه حيث يسقط السهم.
    إنّ دير كوركليس مكان حقيقي في يوركشاير، و توجد في أرض الدير مقبرة غامضة. كتبت عليها كتابة انجليزية قديمة تروي أنّ روبن هود مدفون في المكان.

    قصة أخرى ظهرت في أواخر القرن 16م تشير إلى وجود روبن هود.. لكنه هذه المرة رجل نبيل ومحارب شجاع في الجيش الإنجليزي.

    تبدأ القصة بعودة الملك ريتشارد قلب الأسدRichard cœur de lion (5 ) من الحملة الصليبية الثالثة Troisième Croisade(6 ) التي قادها في فلسطين. وفي طريق العودة يتعرض الجيش الإنجليزي لهجوم فرنسي فيُقتل الملك ريتشارد قلب الأسد، ويقرر أتباعه - ومنهم روبن هود - العودة إلى انجلترا هروبا.. وفي الطريق يجدون روبرت لوكسلي - الذي كُلف بإعادة التاج إلى إنجلترا - قتيلا إثر كمين نُصب له من قبل أحد الإنجليز المتعاونين مع فرنسا.. ولذلك يقررون إعادة التاج بأنفسهم وتسليمه للملك الجديد وهو جون شقيق ريتشارد.. بعد ذلك يتضح مدى ضعف الملك جون ووضاعته ومحاولة "جود فري" الاستيلاء على السلطة والسيطرة على زمام الحكم وتأثيره على الملك جون لجمع المزيد من الضرائب ومصادرة أملاك البارونات .. وهو ما حدث بالفعل.
    يعمل الخائن "جود فري" بالتنسيق مع الفرنسيين لغزو إنجلترا .. إلا أن نواياه تُفتضح ويُكتشف أمره، فيتعاون روبن هود مع النبلاء لرد الغزو الفرنسي وقتل الخائن.. إلاّ أنّ الملك جون - الذي تعهد بمنح الحرية لمواطنيه و تسهيل ظروف معيشتهم - لم يعترف بصنيعهم، وتنكر لوعوده، ممّ دفع روبن هود وآخرين إلى التمرد واتخاذ السلب والنهب أسلوبا جديدا لحياتهم.. فيعلنهم الملك جون "خارجين على القانون".

    الوثائق التاريخية لها رأي آخر

    تحتفظ مقاطعة يوركشاير بأرشيف يعود للقرون الوسطى .. وهو يحتوي على وثائق تتحدث عن مكان محدد يدعى "ويكفيلد Wakefield " غرب يوركشاير، وتذكر رجلا اسمه روبن هود.

    تعود هذه الوثائق إلى سنة 1309م.. وهي تأتي على ذكر روبن أو روبرت من ويكفيلد مرتين، وتذكر أنّه اعتدى على زوجة "هنري آرثر" - عمدة المقاطعة - فدفع غرامة قيمتها 12 قطعة نقدية. فقد عُرف عن الرجل أنّه لص منذ سنة 1309م.

    في وثيقة أخرى يذكر إسم روبرت هود عشرين مرة .. ويذكر أنّه ارتكب جرائم خفيفة كالسرقة وإثارة الشغب وذلك حتى سنة 1322م .. ويرجح بشدّة أن يكون روبرت من ويكفيلد هو روبن هود لكن بفارقين.. الأول: يتعلق برامي السهام الأسطوري. والثاني: عدم وجود سجلات تتحدث عن روبرت من ويكفيلد خارج على القانون .. أمّا روبن هود الأسطوري فلطالما اتسم بهذه الصفة.

    بالإضافة إلى هذا.. فقد جاء في دفاتر حسابات يوركشاير سنة 1226م، أنّ رجلا اسمه روبن هود قد فر من وجه العدالة، فأُخذت كل ممتلكاته ومقتنياته التي تركها خلفه وصُودرت علي يد العمدة .. لا ننسى أنّنا نتحدث عن القرن 13م وهو زمن كان يجرد فيه الفارون من ممتلكاتهم إذا ثبتت إدانتهم وتصادر أموالهم من قبل العمدة المحلي وتعطى للملك.

    دُونت هذه السجلات في ويستمنستر في لندن .. لكن روبن عاش في يوركشاير الواقعة على بعد 250 كلم..يبدو أنّه كان ذا سمعة سيئة جدا، بحيث ذاعت شهرته في أرجاء انجلترا في غضون سنة واحدة.. في زمن كان الخبر ينتقل فيه شفهيا من شخص إلى آخر.

    غير أنّ أحدث دليل على ذلك هو مخطوطة وجدت في كتاب تاريخ، وقد ذكر فيها أنّ روبن هود كان مجرما، وقد عاث فسادا هو ورفاقه في شيروود.. وفي مناطق أخرى من انجلترا، حيث تُخرق القوانين على نحو دائم.. وتحصل عمليات سطو وسرقة مستمرة، ويُذكر أنّ روبن قام بتلك الممارسات في فترة ممتدة من 1294م إلى 1299م.
    إنّ هذه الوثائق وغيرها ليست كالقصائد التي تقتصر على الروايات والقصص الشعبية التي لا تكلف نفسها عناء إثبات ما إن كانت حقيقة تاريخية أم خرافة... هذه الوثائق تتحدث عن رجل عاش في ذلك الزمن، وعمّ فعله في الزمن الذي عاش فيه.

    روبن في الأعمال السينمائية

    قصة روبن هود من القصص والروايات التي تتكرر سينمائيا.. فقد تم التطرق لها عدة مرات ابتداءا من سنة 1922م، وتكررت تحت مسميات مختلفة، ويمكن رصد 39 عنواناً سينمائياً يتعلق بذات الموضوع .. والمعروف أن موضوع روبن هود يتسم بمعان اجتماعية طغت على المعتقدات والقيم السياسية التي سادت في القرن 13م، ومن أهمها الصراع بين الأغنياء والفقراء ولذلك كان محط الاهتمام من قبل السينمائيين ، خصوصاً وأن الكثير منهم حاولوا تعزيز صورة مناصري الفقراء في الأوساط الشعبية.. لكن الفيلم الأخير من إنتاج 2010، يعتني بتطور وتكوين شخصية روبن هود ويعالج هويته ومشاركته في الحروب الصليبية ثم عودته إلى إنجلترا ومحاولته لعب دور المصلح الاجتماعي والسياسي وفشله في إقناع الملك بتبني إصلاحات أساسية ومشاركته في الدفاع عن انجلترا ضد الفرنسيين.. كل ذلك قبل أن يتحول إلى طائش وخارج على القانون.

    فيلم "روبن هود 2010م"، من إخراج البريطاني "ريدلي سكوت".. بلغت ميزانيته 155 مليون دولار .. وقد شارك فيه نخبة من النجوم وهم :
    الممثل النيوزيلندي "راسل كرو" بدور روبن هود.. كايت بلانشيت بدور ماريان.. ماكس فون سايدو (والتر لوسكلي وهو والد روبرت).. مارك سترونج ( الخائن غود فروي).. إيلين اتكينز ( الملكة إليانور والدة ريتشارد وجون).. داني هيوستن ( الملك ريتشارد قلب الأسد).. أوسكار إسحاق (الملك جون ).. ماثيو ماكفادين ( عمدة نوتنغهام).. كيفين دوراند ( جون الصغير).
    \
    شخصيات مشابهة

    يبدو أنّ عنصر الخروج على القانون.. وانتهاج أسلوب السرقة من الأغنياء لإطعام الفقراء.. لم يكن من صائص روبن هود لوحده. فإذا ما اطلعنا على بعض الثقافات الشعبية سنجد نماذج أخرى.. مثل زورو (يعني "الثعلب" بالإسبانية)، الذي اشتهر بقناعه وعباءته السوداء وحرف Z الذي يتركه بعد كل مواجهة.. زورو شاب مكسيكي مثقف من عائلة أرستقراطية يدعى "دون دييغو دي لا فيغا".. كانت المكسيك وقتها مستعمرة إسبانية، فأبى هذا الشاب إلاّ أن يدافع عن أبناء شعبه الذين تعرضوا لظلم واضطهاد الإسبان.

    الثقافة العربية أيضا لم تخل من شخصيات مماثلة حيث ظهر عروة بن الورد بن زيد العبسي كنصير للفقراء، عروة هذا كان شاعرا من غطفان وفارسا من فرسانها وصعلوكا من صعاليكها. كان يسرق ليطعم الفقراء، وقد لقب بـ "عروة الصعاليك" لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم. فهو لا يغزو للنهب والسلب كباقي شعراء الصعاليك أمثال "الشنفرى وتأبط شرا" وإنما يغزو ليُعين الفقراء والمستضعفين. والطريف أن غاراته كانت تستهدف فقط من عرفوا بالبخل .. و بلغ عروة من الكرم والسخاء أنه كان لا يؤثر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه ، فلهم مثل نصيبه سواءً شاركوا في الغارات أو لم يشاركوا، وهو بذلك يضرب مثلا رفيعاً في الرحمة والإيثار.
    إنّ أسطورة روبن هود تعدّ بحق من أروع الأساطير الشعبية على مر العقود .. وقد حاولنا في هذا المقال الإلمام ببعض جوانبها.. وإن كانت في الواقع تحتاج إلى كتب لتغطيتها. وسواء أكانت قصة روبن هود حقيقية أو خيالية، فإنّها تتحدث عن المواجهة الأبدية بين الخير والشر.



    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-04, 04:43 AM.

  • #2
    تسلم يا استاذ على المواضيع الرائعه

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة rashad مشاهدة المشاركة
      تسلم يا استاذ على المواضيع الرائعه


      اخى العزيز رشاد

      نورت الموضوع بمرورك الكريم وارجوا ان يكون حاز القبول
      مع رؤية ورواية اخرى لتفس القصة
      ولو احببت الكتابة عن موضوع معين فيسرنى ان اقدمة لك

      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-04, 06:17 PM.

      تعليق


      • #4


        ومع رواية اخرى من الفلكلور الإنجليزي

        روبن هود
        هو شخصيه إنجليزية برزت في الفلكلور إلانجليزي وهي تمثل فارسا شجاعا، مهذبا، طائشا وخارجا عن القانون، عاش في العصور الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام. تمثل أسطورة روبن هود في العصر الحديث شخصا قام على سلب وسرقة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، بالإضافه لذلك حارب روبن هود الظلم والطغيان. كان يعمل هو ومجموعته القوية المسمية (ميري من) ومعناها الرجال المبتهجون، المكونه من 140 شخصا معظمهم من اليومن (أبناء الطبقه المتوسطة) في غابات شيروود في محافظة نوتنغهامشاير بالقرب من مدينة نوتينغهام.



        تعكس قصص روبن هود الأفكار والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في
        إنجلترا في القرون الوسطى.كان المجتمع الإنجليزي آنذاك يضم فئة قليلة من الأسياد الأثرياء وفئة كبيرة من الفقراء. وثمة فئة الخارجين على القانون. وكل فئة من هذه الفئات لها قيم وعادات خاصة بها. كان روبن هود رجلا خارجاً عن القانون، كان يعيش مع أنصاره في غابات شيروود الملكية، واشتهر بشجاعته وفروسيته وبإسراعه إلى مساعدة المحتاجين ومناصرة المظلومين عندما يكونون في حال خصام مع الأسيادالذين يستخدمون السلطة بطريقة غير عادلة ولا شرعية ..

        لاتوجد رواية ثابته عن روبن هود وعن أعدائه. في الكثير من قصصه عدوه اللدود
        شريف نوتينغهام، حيث يقوم الشريف بتجاوزات خطيرة منها الاستيلاء على الأراضي وفرض الضرائب وظلم واضطهاد الفقراء، وفي بعض الحكايات الخصم هو الأمير جون نسبه لجون الإنجليزي الذي كان ظالما بعكس أخيه المتسامح ريتشارد. كان روبن هود في بعض النسخ شريفا من منطقة لوكسلي حرمه رجال الكنيسة من أملاكه وأراضيه. كان روبن في رواية أخرى محاربا في الحملات الصليبية ليكتشف بعد عودته لإنجلترا أن أراضيه سلبت من شريف نوتينغهام. وفي بعض الحكايات هو بطل من الشعب هدفه محاربة الفساد والقمع. وفي روايه أخرى عبارة عن شخص متغطرس ومتهور يقود مجموعة من المتمردين الذين يستلذون سفك الدماء. والواقع أن روبن هود قصصه تختلف في كل فترة من التاريخ. ولكن ما يثبت وجوده هو تكرار اسمه في الكثير والروايات عبر التاريخ الإنجليزي.



        أقدم الإشارات لروبن هود

        لم تكن أول إشارة لروبن هود حادثة تاريخية أو قصيدة شعبية تسرد اعماله البطولية ولكن كانت إشارات عن شخصه في اعمال ادبية مختلفة.
        فمنذ العام 1228 ظهر اسم روبن هود في العديد من المحاكم الإنجليزية علي لسان القضاة. ويرجع تاريخ أغلب هذه الإشارات الي اواخر القرن الثالث عشر.وتوجد ثمانية إشارات علي الاقل لشخصية روبن هود في العديد من الضواحي الإنجليزية من بيرك شاير جنوبا الي يورك شمالا. استخد الاسم أيضا في عريضة قدمت للبرلمان الإنجليزي ليصف مجرما متجولا في عام 1439 من ويكفيلد (Wakefield) في يوركشاير. اشار الكاتب الإنجليزي ويليام شيكيسبير الي روبن هود في مسرحية سيدي فيرونا في اواخر القرن السادس عشر.فبعد نفي فالانتاين من ميلان وارساله بعيدا للغابات قابله مجموعة من الخارجين علي القانون وطلبوا منه ان يكون قائدهم ليصبحوا بذلك مثل عصابة روبن هود.

        روبن هود بين الحقيقة والخيال

        في برنامج ملفات محيرة التي بثتها قناة ناسيونال جيوغرافيك قالت أن المؤرخين بحثوا في ملفات قديمة ووجدوا عدة مراجع تشير إلى وجود روبن هود حقيقي، إذا أمضوا سنوات طويلة في التحقيق في ملفات تعود للقرون الوسطى. هناك قصص قليلة تتحدث عن بطولات روبن هود لكن أغنيتن روائيتين شائعتين تحملان دلائل تشير إلى هويته، الأولى هي الأغنية الشعبية روبن هود والراهب وعمرها أكثر من 500 سنة، إذ نُظمت في كنسية القديسة مريم في وسط نوتينغهام.

        تعليق


        • #5

          تساؤل
          هل كان روبن هود موجودا حقا ؟

          بعد المعلم آرثر، يعتبر روبن هود أكثر الأبطال البريطانيين شهرة، ويشارك الملك آرثر في المعاملة المهنية التي يتعرضان لها من قبل العلم الحديث الذي يشك في وجودهما. وقد استنتج العالم الفلكلوري اللورد راغلان بأنه كان إلهاً سلتيا، بينما تبين مارغريت موراي في كتابها آلة السحرة أن اسمه يعني روبن ذو القلنوة وبأنه ربما كان يمثل الشيطان أو إلها ذا قرون. في الاحتفالات السحر القديمة. ومع ذلك فهناك أيضا دليل مقنع على أن روبن كان شخصا حقيقيا وأنه كما تبين لنا القصائد الغنائية قد قام بنهب غزلان الملك في غابة شيورود وأن له ثأرا قديم مع عمدة نوتنغهام.


          إن الإسناد الأدبي الأول لروبن هود يظهر في كتاب وليام لانغلاند الموسم بفلاح بيرس الذي يعود تاريخه إلى حوالي عام 1377. ويقدم لانغلاند تعليقا أشبه ما يكون بتعليق الراهب الذي لا يمكن أن يتلو صلاته الربانية دون الوقوع في أخطاء. ولكن مع ذلك أنا أعرف الأشعار التي قيلت في روبن هودورا وراندولف ايرل تشيتر. إذا فقد كانت هناك قصائد غنائية عن روبن هود في ذلك التاريخ، وقد قام ونكن دي وورد عام 1510، وهو واحد من الطباعين الأوائل، باصدار كتاب حكاية ليتيل عن مغانرات روبن هود الذي حقق لروبن هود ما حققه مالوري للملك آرثر في منتصف القرن المنصرم.
          بمرور الوقت يظهر روبن هود في كتابه آيفينهو للسير وولتر سكوت 1847 وقد أصبح الرفيق والنصير لريتشارد قلب الأسد، والبطل الخارج عن القانون الذي يعيش في الغابات. وقد ظهر بعدها أن كل ما كان يحتاجه أحد الفولكلوريين هو أن يلاحظ كم مرة ارتبط اسم روبن هود بالمهرجانات الفولكلورية كما هي الحال بالنسبة إلى مراسيم الحصان الخشبي في عيد أو ماي في باستو في كورنوول، ومن ثم يقترح بأن روبن هود هو في الحقيقة روبن وود وبأن اسمه مشتق من إله الإسكندنافيين الخشبي. ويشار إليه في كتاب سيف في الصخر باسم روبن لمؤلفه ت. ه. وايت ويظهر فيه معاصرا للملك آرثر الذي إذا كان موجودا قيل إنه توفي عام 540 بعد الميلاد تقريبا.

          يميل هؤلاء الذين يفترضون أن لا دخان من دون نار إلى الاعتقاد بأن روبن هود كان شخصا حقيقيا خارجا عن القانون. وقد عاش في زمن ما في غابة شيروود وأصبحت له شعبية واسعة أثناء فترة حياته مثل بيلي ذي كد، وقد أدى به ذلك إلى أن يكون موضوع الحكايات والقصائد الغنائية في وقت قصير. ومع ذلك فيبدو من غير المحتمل إمعانه في القدم كما كان ريتشارد قلب الأسد ( 1157 ـ 99 ) أو أنه جاء ذكره بشكل مؤكد في المخطوطات قبل ورود ذكره في كتاب فلاح بيرس. أي قبل قرنين لاحقين. ويشير اندرو وينتان في كتابه تاريخ اسكتلندا الذي ألفه عام 1420 إلى روبن هود وجون الصغير ليتل جون العام 1283 الذي من المحتمل جدا أنه قد كتب قبل فلاح بيرس بقرن من الزمان.
          لكن أين كان يقوم بسلسلة عملية؟ أحد المفاتيح المهمة للغز هو أنه كانت هناك مدينة صغيرة يصاد فيها السمك تدعى خليج روبن هود في روكشاير ليست بعيدة عن وويبني وكان ثمة رابيتان أو ركامان من التراب فوق المستنقعات القريبة تسميان بمرامي روبن هود. والمفتاح الآخر هو أن انجلترا في القرون الوسطى إنضمت فيها غابة بارنسديل في يوركشاير بغابة شيروود في نوتنغهام شاير. ومن بين مخطوطات سلون مخطوطة من القرن السادس عشر تتحدث عن روبن هود. إنه ولد في لوكسلي في يوركشاير عام 1160 تقريبا ويربط كتاب تاريخ اسكتلندا اسم روبن ببارنيسيل الذي من المحتمل أنه يمثل بارنسديل وبهذا يتبيين لنا أن هذه الإشارة توحي لنا أنه كان رجلا من يوركشاير.



          تقول الأساطير فيما بعد بأنه كان يمثل السير روبن من لوكسلي أو على نحو مماثل ايرل هانتيغدون. ولكن يتضح من القصائد الغنائية أنه كان فلاحا صغيرا يملك الأرض التي يزرعها، وهذا يفسر لنا إلى حد ما الذي أصبح بطلا، ليس لأنه كان من النبلاء ولكن لأنه كان نموذجا لعامة الشعب واحدا من الفلاحين المالكين الصغار الذين هن أعل درجة من الفلاحين الذين لا يملكون أرضا. وقد ظهر في منتصف القرن التاسع عشر أحد المفاتيح المهمة جدا لتحديد هوية روبن هود. عندما كانت لجنة الوثائق التاريخية نفهرس الوثائق التي تمثل ثمانية قرون من تاريخ بريطانيا. فقد ادعى جامع الأثريات جوزيف هانتر عام 1852 أنه عثر بالصدفة على رجل بدا من المحتمل أنه يمثل روبن هود الأصلي وقد كان اسمه في الحقيقة روبرت وهو ابن آدم هود الذي كان يشتغل حارس غابة في خدمة غيرل دي ويرني كان اسم روبن يمثل ببساطة صيغة تصغير لروبرت ولم يكن روبن يمثل تلك الأيام اسما قائما بحد ذاته. ولد روبن عام 1280 وفي الخامس والعشرين من جانفي عام 1312 دفع روبرت هود وزوجته ماتيلدا شلنين مقابل قطعة من الأرض البور التي يملكها الايرل في يكهل أو بتش هل في ديكفيلد. وكانت مساحتها لا تساوي سوى مساحة أرض لزراعة الخضر، طولها ثلاثون قدما وعرضها ستة عشر قدما، وكان إيجارها بستة شلنات في السنة.تشير وثيقة قصر العزبة لعام 1357 إلى بيت على الموقع كان فيما مضى من أملاك روبرت هود. لذا فمن المحتمل أن روبرت هود كان متوف في ذلك الوقت.لقد كان عام 13169 يمثل فترة حكم ادوارد الثاني، الملك الشاذ جنسيا والمسرف في أناقته الذي قتل في نهاية المطاف بواسطة سفود متوهج الحرارة غرز في أحشائه في سبتمبر عام 1327، وقد قام بعد تتوجيه عام 1307 يطرد وزراء وقضاء أبيه واتخذ من بيرس غامنتون ايرل كورتوول صديقا محبا له مما أثار غضب باروناته.



          وكان أكثرهم قوة ايرل لانكستر الذي أجبر ادوارد على قبول قرار اتخذه ثمانية وعشرون بارونا يدعون بمصدري الأوامر والذي قام نهاية المطاف بإعدام بيرس غامنستون عام 1312.
          إن عدم اهتمام ادوارد بشؤون البلد أعطى الفرصة للاسكتلنديين الذين حاربهم أبوه ادوارد الأول بنجاح كبير للتخلص من أسيادهم الإنجليز. لقد مني ادوارد الثاني بالهزيمة في بانتوكبورن عام 1314 قبل أن يستأجر روبن هود قطعة الأرض البور وبني له بيتا مع زوجته ماتيلدا بسنتين. لذا فمن الممكن الاستنتاج بأنه عندما أمر ايرل وبرني من قبل الملك بتحشيد قوة لمقاتلة الاسكتلنديين أهمل روبرت هود أداء الواجب، وتظهر سجلات الأحداث أنه دفع الغرامة وفقا لذلك.
          لكن عندما حشدت قوة ثانية عام 1317 لم يكن اسم هود في قائمة الذين دفعوا الغرامة، مما قاد المؤرخ الحديث ج. و. وولكر إلى الاستنتاج أن روبن هود انضم إلى الجيش في ذلك الوقت. وكان ايرل الانكستر قد حشد الجيش بعد خمس سنوات لاحقة للقتال ضد الملك. ولكن مرة أخرى لم يكن اسم هود من بين الذين دفعوا الغرامة. لذلك فيبدو أنه قد لبي الدعوة. اندحر جيش الانكستر في بورو بريدج وألقي القبض على لانكستر وقطع رأسه. وقد كان النزاع حول المقربين الجدد لادوارد وهما آل دسبتسر الأب والابن، اللذان أجبر ادوارد على نفيهما، أما الآن فقد كان بإمكانه أن يدعوهما إلى العودة. وقد أعلن عن اعتبار العديد من مؤيدي لانكستر خارجين على القانون. وقد اكتشف وولكر وثيقة أشارت إلى مبنى من خمس غرف في يتشهل في ويكفيلد كان من بين الأملاك المصادرة. ويعتقد وولكر أنه كان يمثل بيت روبرت هود وأن الخارج عن القانون قد اتخذ له الآن مأوى في غابة بارتسديل المجاورة حيث أصبح في وقت قصير لصا محترفا.الآن ينبغي أن يكون مفهوما أنه إذا ما كان روبرت يمثل روبن الأسطوري وأنه قد اتخذ له مأوى في الغابة معتاشا على الغزلان فمعنى ذلك أنه كان يعرض نفسه لعقوبات جسيمة.قد صرح وليام الفاتح عندما جلب النور منديين إلى انكلترا بأن الغابات التي كانت تغطي ثلث الأرض كانت من أملاكه وأن أي مزارع يقتل غزالا يعر ض نفسه عقوبة سلخ جلده حيا.

          وقد عانى السكسونيون تحت حكم وليام ما هانت الدول المحتلة من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية. وبعد قرنين ونصف كان النورمانديون يعتبرون أنفسهم انجليزا، وقد توقف استخدام اللغة الفرنسية في انجلترا ولكن كانت القوانين ما تزال قاسية. وقد خفقت قوانين الغابات حيث لم تعد تقطع أيدي الإنسان وشفتيه بسبب اصطياده غزالا في منطقة محرمة. ولكن العقوبة كانت ما تزال غرامة باهظة الثمن والحبس لمدة سنة وضمانات للتصرف بسلوك حسن في المستقبل، وإذا لم يجد من يضمنه فقد كان يتوجب عليه أن يترك المملكة إلى الأبد.
          لقد حدثت معركة بورو بريدج في السادس عشر من مارس عام 1322 بالقرب من نهر اوري في يوركشاير وقد قامت قوة راجلة من الرجال المسلحين والنابلين بصد الفرسان ثم ظهر جيش ملكي آخر من وراء المتمردين وأجبروهم على الاستسلام . والقي القبض على لانكسر وحوكم، وقد كشف شهادته بأنه كان يعتزم أن يعقد تحالفا مع روبرت ذي بروس العدو القديم للملك. قطع رأس لانكستر الذي هو ابن عم الملك وحرم روبرت هود من بيته فأصبح خارجا عن القانون في غابة الملك. ولكن إذا ما كان وولكر صائبا في تحديد هوية روبرت هود الذي هو من مدينة ويكفيلد باعتباره روبن هود، فإنه لم يكن خارجا عن القانون لمدة طويلة. ففي ربيع الستة التالية قام الملك برحلة ملكية عبر شمال انكلترا وقد وصل إلى يورك في الأول من ماي. وقد بقي الملك في روثويل الواقعة بين ويكفيلد ولديز للفترة من السادس عشر من ماي وحتى العشرين منه. وقد قضى ثلاثة أيام للصيد في حديقة بلومبتون في غابة كنير سبورو. وتذكر حكاية ليتل هذه الزيارة كجزء من قصة روبن هود وتصف كيف أتي الملك إلى حديقة بلوميتون وافتقد العديد من غزلانه، حيث كان الملك معتادا على رؤية قطعان الغزلان، أما الآن فلم يجد سوى غزالا واحدا كان يحمل قرنا قويا مما جعل يقسم بالثالوث الأقدس أتمنى لو أضع يدي على روبن هود.



          استنادا إلى هذه القصيدة الغنائية فقد أوحى أحد حراس الغابات أن الملك لا بد وأنه قام بالتنكر بهيئة رئيس دير الرهبان ونطلق عبر الغابة الخضراء مع زمرة من الرهبان. وكانت الخدعة ناجحة حيث أوقف روبن ورجاله رئيس دير الرهبان ولكنهم استطاعوا أن يميزون وعرفوا أنه الملك. وقد وجد الملك أن روبن جدير بأن يحب فدعاه إلى أن ينضم إلى الأسرة الملكية كوصيف في حجرة النوم الملكية. استمر الملك في رحلاته حتى فبراير عام 1324 إذ عاد إلى ويستمنستر. وتشير حسابات الأسر المالكة لشهر أفريل إلى دفع أجور الأشهر الماضية إلى روبن هود وثمانية وعشرين آخرين، حيث أن الدفع الأول لروبن هود كان في جوان الماضي.
          تخبرنا القصيدة الغنائية أن روبن طلب الإذن من الملك للعودة إلى بارنسديل بعد أن قضى ما سنة في خدمته. وتشير حسابات الأسرة المالكة لشهر نوفمبر عام 1324 إلى أن روبن هود الذي كان يشتغل وصيفا في حجرة النوم فيما مضى قد أعطي خمسة شلنات لأنه لم يعد قادرا على العمل. وتقول القصيدة الغنائية أن روبن طلب من الملك المغادرة للعودة إلى بارنسديل. وقد أعطي له الإذن للبقاء فيها سبعة أيام. ولكنه لم يعد وقام بدلا من ذلك بإعادة تجميع رجاله المرحين وعاش في الغابة الخضراء اثنتين وعشرين سنة أخرى.إذا كان يستند إلى الحقيقة فلا بد أنه توفي عام 1346 على وجه التقريب أي في منتصف عقده السادس. وقد أخذ حظ الملك بالتعثر بعد مغادرة روبن فقد قام باستدعاء آل دسبنسر المنقبين وقد أصبح أصغرهم مقربا لدى الملك مما أثار اشمئزاز ملكته التي فرغت لتوها من مكافحة بيرس غامنستون السابق. لقد كانت امرأة فرنسية وأبوها فيليب ذي فير وبدأت تولي اهتماما رومنسيا للشاب البغيض الطموح البارون روجر دي مورتايمر، الذي زج في القلعة لمعارضته آل ديسبنسر.



          لقد أصبحت الملكة ايزابيلا خليلته ومن المحتمل أنها هي التي خططت لهروب مورتايمر، ففر إلى باريس وانضمت إليه هناك وهي في مهمة رسمية لأجل الملك. وقد نزلا في أورويل في سوفلك مع جيش من ثلاثة ألاف جندي. وعندما سمع الملك بالأخبار فر هاربا وألقي القبض عليه وسجن في قلعة بيركلي وأجبر على التنازل عن العرش، وقد توج ابنه ادوارد الثالث الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما.في ليلة الحادي والعشرين من سبتمبر عام 1327 دوت صرخات رهيبة من القلعة. وقد أ'لن في الصباح التالي أن الملك قد مات لأسباب طبيعية. ولن تكن هناك علامات على جسده ولكن قيل أن ملامح وجهه كانت ما تزال تتلوى من الآلام المبرحة، وبين العرض التاريخي للثلاثين سنة التالية أن ثلاثة سفاحين قد دخلوا إلى زنزانته عندما كان نائما. وقيدوا النصف العلوي من جسمه بمنضدة ثم قاموا بإدخال قرن مجوف في فتحة الشرج ثم استعملوا قضيبا حديديا متوهج الحرارة لحرق أحشاء الملك. لقد حكم مورتايمر وإيزابيلا انكلترا كأوصياء على العرش لمدة أربعة أعوام ثم فرض الملك الشاب على الآخرين الاعتراف بمركزه وقام باعتقال مورتايمر في قلعة نوتنغهام وقام بإعدامه في تايبون بتهمة الخيانة. وقد قاد الملكة إلى الجنون فقدان حبيبها، ولكنها استردت حظوتها وعاشت لثمان وعشرين سنة أخرى.



          من الممكن بالطبع أن نتصور أن روبن هود عاش في فترة حكم ادوارد ليس له ارتباط بالخارج عن القانون الأسطوري في غابة شيروود. وثمة مرجع تحت عنوان من هم على ذمة التاريخ يقول بأنه كان حيا يرزق عام 1230 في فترة حكم هنري الثالث على أساس أن ما مدون يظهر لنا أن عمدة يوركشاير قد باع ممتلكاته في تلك السنة مقابل اثنين وثلاثين شلنا وستة بنسات. عندما أصبح خارجا عن القانون ولكن نفس المرجع يعترف أن روبن هود الذي هو من مدينة وينكفليد كان مناضلا بارعا أيضا. وهناك ما يمكن أن يقال عن هذا التاريخ المبتكر. إذا أعطى لأسطورة روبن هود الوقت الكافي لانتشارها خارج انجلترا. ولكن هناك الشيء الكثير أيضا ليقال عن روبن هود الذي هو من مدينة ويكلفيد. فإذا كان قد أصبح خارجا عن القانون في عام 1322 كنتيجة لعصيان لانكاستر فهذا يعني أنه قضى سنة واحدة فقط في غابة شيروود قبل أن يعفو عنه الملك. وتبدو قصة العفو عنه من قبل الملك الشاذ جنسيا حقيقية بشكل أكيد على اعتبار أنه أعطاه وظيفة وصيف في حجرة النوم. ومن الطبيعي أن نخمن أنه ربما وجد أن واجباته في حجرة النوم قد أصبحت أكثر مما كان يتوقع، على الرغم من أن الشاب هوف لي دسبنسر الذي أعدمه مورتايمر وإيزابيلا في عام 1326 كان هو المقرب لذي الملك في ذلك الوقت.لذلك فقد عاد روبن أدراجه إلى الغابة الخضراء وأصبح بطل الأسطورة ولا نعرف فيما إذا كان قد أصبح العدو الرئيسي لعمدة نوتنغهام.


          \
          ولكن العمدة وهو ما يقابل المسئول الرئيسي عن الأمن في المدينة في أيامنا هذه. كان مسئولا عن الأمن والنظام في نوتنغهام شاير وجنوب يوركشاير، ولابد أنه استاء من زمرة الخارجين عن القانون الذين كانوا يعتاشون على غزلان الملك.
          تنص إحدى الأحداث التاريخية على أن روبن كان يمتلك أيضا ملاذا في مكان أصبح يعرف بخليج روبن هود ويمتلك سفنا تساعده على الهروب إلى البحر وقيل أيضا أنه كان يقوم بعملياته في مناطق بعيدة خارج الوطن مثل كومبرلاند.لو أن محاولة جماعية قد شنت للتربص به فربما نجحت في اصطياده. ولكن معظم القرويين والفلاحين المالكين لأراضيهم كانوا إلى جانب روبن. وكانت يومئذ غابات إنجلترا أرضا شاسعة. ولا بد أن الفلاحين نصف الجوعى قد شعروا أنه من غير المعقول أن تخصص ألاف من الأميال المربعة في الغابة لغرض صيد الملك في الوقت الذي لم يستفد الملك من جزء صغير من تلك المنطقة. لكن كان ثمة سبب آخر جعل روبن يقوم بفعالياته دون معارضة قوية، فعندما كان في القصر لابد أنه قابل الصبي ذا الأربعة عشر عاما الذي أصبح فيما بعد إدوارد الثالث، وكان إدوارد في العمر الذي يجعله ينظر إلى الخارج عن القانون المشهور بنظرة إعجاب. وهذا مجرد تخمين ولكنه دون ريب يفسر لنا لماذا سمح روبن أن يصبح اللعنة الأسطورية على السلطة في العقود الأخيرة من حياته.



          لكن السلطة لها طرقها في توجيه الضربة من الخلف، فاستنادا إلى مخطوطة سلون أصبح روبن مريضا فذهب إلى ابنه عمه رئيسة دير كيركليس للراهبات لتسحب منه الدم وهو الإجراء المتبع في تلك الأيام لمعالجة أي مرض. وقد قررت أن تأخذ بثأر العديد من رجال الكنيسة الذين قام بسرقتهم فجعلته ينزف حتى الموت. وتقول رواية أخرى إنها وشت به نزولا لرغبة حبيبها السير روجري دونكاستر. وينص مصدر آخر على أن الرجل المسئول عن موت روبن كان راهبا طلب منه أن يكون مرافقا له وقد وجد أنه من الأفضل للخارج عن القانون أن يموت. وقد دفن روبن في أرض دير الراهبات.يبين العرض التاريخي لغرافتون 1562 أنه دفن تحت صخرة عليها كتابة محفورة. وقد ورد بعد قرن في عرض تاريخي آخر أن قبره المتكون من صليب اعتيادي على صخرة ملساء يمكن رؤيته في المقبرة حيث قام الدكتور ناثانيل جونستون عام 1665 برسمه وقد ورد أيضا النقش المحفور على صخرة القبر في كتاب النصب القبربة لمؤلفة غوغ. ولكن في بداية القرن التاسع عشر قام بعض العمال غير الماهرين بتحطيم الصخرة عند بنائهم سكة الحديد.يقال أنهم كانوا يؤمنون بأن شظايا الصخرة تستخدم كعلاج لآلام الأسنان. وبهذا فإن الأثر الأخير لوجود روبن هود الحقيقي قد اختفى. ولكن قبر رئيسة دير الراهبات قد اكتشف في ذلك الوقت من بين أنقاض دير الراهبات وقد كان فيه بعض الشبه من قبر روبن هود بالإضافة إلى أنه يشير إلى اسمها إليزابيث ستينتون.أهمية روبن هود الحقيقية تأتي من كونه عاش في قرن كان فيه الفلاحون قد بدئوا يشعرون بالاستياء المتصاعد من حولهم، الاستياء الذي ترجم إلى مبادئ جون بول الثورية والذي فجر ثورة الفلاحين عام 1381 بعد فترة وجيزة من الإشارة إلى روبن هود في مطبوعات لاتغاند. وبصورة عامة تعتبر ثورة الفلاحين مؤشرا لنهاية العصور الوسطى. ولكن بإمكاننا أن نرى من خلال القصائد الغنائية عن روبن هود الحالة العقلية المعروفة بالعصور الوسطى توشك على الانتهاء.




          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-05, 05:31 PM.

          تعليق


          • #6
            شخصيات مشابهة
            يبدو أنّ عنصر الخروج على القانون.. وانتهاج أسلوب السرقة من الأغنياء لإطعام الفقراء.. لم يكن من خصائص روبن هود وحده. فإذا ما اطلعنا على بعض الثقافات الشعبية سنجد نماذج أخرى.. مثل زورو





            إنه روبن هود العالم الجديد,أرستقراطي نهاراً,وحامياً للمظلومين ليلاً..
            إنه فارساً شجاعاً ملثماً يرتدي عباءته السوداء وقناعة الأسود الشهير..
            إنه مغامر يمتلك شخصية مزدوجة ,وكذلك عاشق متفاخر,ودائما يهرب من أعدائه ولا يُخلف وراءه إلا علامة حرفz






            لكن هل يمكن أن يكون وراء هذا القناع الخيالي شخصية حقيقية عاشت في التاريخ؟

            هذا ما ظنه المؤرخين والأكاديمين في الوقت الحاضر..
            فهم يعتقدون ان مصدر إلهام الكتّاب لشخصية "زورو" كان شخصاً حقيقياً عاش في أسبانيا ودافع عن الفقراء والمظلومين..


            لكن من هو؟

            سنبحث في الأوراق الشخصية لهذه الشخصية الخيالية على ارض الواقع.

            الذي إبتكر شخصية "زورو" هو المؤلف الأمريكي "جونستون مكالي" عام 1919م ,وهو أول من كتب عن"زورو" ,وأصبحت روايته فيما بعد من أشهر القصص في أفلام ومسلسلات هوليوود حتى في الإنمي .

            لكن لم تكن قصة "زورو" خيالية بالكامل..
            فالبرفسور "فابيونوت كارلي" وهو بريطاني درس أعمال "جونستون مكالي" ووجد أنه كتب عن عدة شخصيات مزودجة الهوية يختلفون في الليل والنهار.
            وربما إقتبس "مكالي" شخصية "زورو " من الخارجين عن القانون الذين كانوا موجودين في "كاليفورنيا"أثناء فترة التهاتف على الذهب أو من شخصية"روبن هود" الشهيرة.
            وكان هناك أيضا مؤلف آخر وهو" ريزا بلاسيو" وكان مكسيكياً ومؤرخاً وسياسياً وكتب العديد من القصص والمغامرات عن شخصيات تاريخية مثل شخصية"زورو"
            وعند البحث تم إكتشاف أن روايات"بلاسيو" هي قصص تاريخية حقيقية عمرها نحو 200 سنة حينما كانت المكسيك مستعمرة أسبانية.

            وانه كان يقوم بدراسة السجلات التاريخية لتحقيقات محاكم التفتيش الأسبانية والتي تحتوي على الكثير من الشخصيات التاريخية التي وقفت ضد طغاة المجتمع وتم القبض عليهم



            من بين هذه الشخصيات الموثة في السجلات ظهر إسم"جوين لامبادو"
            وهو الذي يعتقد الكثيرون أنه كان أصل شخصية "زورو"

            من هو "جوين لامبادو"؟

            هو في الاصل شاب أيرلندي وليس مكسيكياً أو أسبانياً ولكنه سافر إلى أسبانيا للعمل في السياسة ثم سافر إلى مكسيكو سيتي بعد ذلك
            وكان شابا ذكياً درس كل شيء في جامعة لندن وكان جريئاً شجاعاً وصعب المراس أيضاً..ولكنه قبل وصوله إلى أسبانيا من لندن تعرضت السفينة التي كان يستقلها إلى القرصنة ولم يجد لديه خيار سوى ان ينضم إلى طاقن القراصنة ,وظل معهم عامين ,تذوق فيهم الحياة القاسية في البحر.

            وعام 1640م كانت المكسيك من أهم مستعمرات أسبانيا وكان هناك توتر بين السكان الأصليين والأسبان والمكسيك كانت على حافة الثورة

            بعدما سافر إلى اسبانيا ثم إلى مكسيكو سيتي..وجد هناك أن المجتمع منقسم بين طبقتين وأن الطبقة المسيطرة كانت للنخبة الأسبانية أما السكان الاصليون للبلاد فكانوا فقراء إلى أبعد الحدود ويعاملون بظلم شديد ويتعرضون للموت بسهولة والإضطهاد من الأسبان..ولهذا فهو صُدم من ذلك .

            ولهذا قرر "جوين لامبادو"ان يثور ضد هذا الظلم..وظهرت من ذلك شخصية"زورو"
            فراح ينشر المنشورات ضد هذا الظلم من المحاكم التفتيشية الاسبانية ,وقام بكتابة مسودة لإعلان الإستقلال,ومازالت تلك المسودة موجوده خالياً ضمن الوثائق التاريخية ,وكذلك أراد أن يجمع عدد من الجنود لتكوين جيش ولكن هذا كان أمر شديد الصعوبة.

            ولكن تم القبض عليه ..وتم سجنه بعد محاكمة طويلة..

            ولكن بعد 8 سنوات ,في يوم عيد الميلاد ..إستطاع "لامبادو"أن يهرب من السجن..حيث تسلق خارج زنزانته وإخترق الأبواب السميكة والجدارن العالية بطريقة لم يعرفها أحد..حتى إعتقدوا انه فعل أمراً خارقاً للطبيعة..!

            خرج ليوزع المنشورات التي تدين تلك المحاكم الاسبانية ومعلنا فساد النظام القضائي ..ولم يخلف آثار وراءه كالعادة..
            وإنتشرت الأخبار في المدينة وأصبح الجميع يتحدثون عنه..
            ولكن لأنه إختبئ في المدينة ,تم القبض عليه بعد عدة ساعات وسُجن مرة أخرى..وهنا صدر بحقه حكم بالإعدام..
            فلم يكمل "لامبادو" مغامراته كما في رواية"زورو "الخيالية..
            ولكن هذا لم يمنع المؤرخون من الإعتقاد الراسخ بأن "جوين لامبادو" كان هو أصل شخصية "زورو " الأسطورية..وكان ملهماً لمؤلفي رواية..هذا الفارس المقنع!







            تعليق


            • #7
              عروة بن الورد

              عروة بن الورد بن زيد العبسي (توفي 30 ق.هـ/594 م)، شاعر من غطفان من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد. كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
              قال معاوية بن أبي سفيان: «لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم». وقال الحطيئة في جوابه على سؤال عمر بن الخطاب كيف كانت حروبكم؟ قال: «كنا نأتم في الحرب بشعره». قال عبد الملك بن مروان: «من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد».
              وفي الأغاني من خبره: «كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سُمّي عروة الصعاليك».

              قيل عن عروة بن الورد أن قبيلة "
              عبس" كان إذا أجدبت أتى أناس منهم ممن أصابهم جوع شديد، فجلسوا أمام بيت " عروة" حتى إذا أبصروه قالوا " أيا أبا الصعاليك أغثنا"، فكان يرق لهم ويخرج معهم ليحصل على ما يُشبع جوعهم ويكفيهم.. وهو يعبر بذلك عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للنهب والسلب كباقي شعراء الصعاليك أمثال " الشنفري" و " تأبط شراً" وإنما يغزو ليُعين الفقراء والمستضعفين حتى أُطلق عليه " أبو الفقراء" و " أبو المساكين" . والطريف أن " عروة " لم يُغِر على كريم يبذل ماله للناس، بل كان يختار لغارته ممن عُرفوا بالبخل، ومن لا يمدون للمحتاج في قبائلهم يد العون ، فلا يراعون ضعفاً ولا قرابة ولا حقاً من حقوق قومهم.. و بلغ عروة من ذلك أنه كان لا يُؤْثِر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه ، فلهم مثل حظه سواءً شاركوه في الغارات التي يشنها أو قعد بهم المرض أو الضعف، وهو بذلك يضرب مثلا رفيعاً في الرحمة والإيثار . وقد فاق إعجاب الناس بكرمه لدرجة أن عبد الملك بن مروان كان يقول : " من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد"


              له ديوان شعر شرحه ابن السكيت.
              يقول عروة بن الورد :
              إني امرؤٌ عانى إنائي شركة.. و أنت امـرؤ عانى إناؤك واحـد.. أتهزأ مني أن سمنتَ وأن ترى .. بجسمي شحوب الحق،و الحق جاهد.. أفرق جسمي في جسوم كـثـيرة .. وأحسُ قراح الماء،والماء بارد

              خبر عروة مع سلمى سببته وفداء أهلها بها:

              أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:
              تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا
              وأبناء عوف في القرون الأوائل
              فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا
              بمنبطح الأدغال من ذي السلائل

              ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:

              سقوني الخمر ثم تكنفوني

              قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النصيروذكر أبو عمرو الشيباني من خبر عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها، فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم، وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته سبية"، وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة" أن تكون سبية، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم: ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛ قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛ فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر، فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها، ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى ولدك وأحسن إليهم.


              تعليق


              • #8
                الله . الله .. ابداع يا اخى محمد
                تحيه وتقدير وشكر من القلب لما تتحفنا به من معلومات شيقه



                قال إبن القيم
                ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

                تعليق

                يعمل...
                X