إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ملحمتي الرامايانا والمها بهارتا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملحمتي الرامايانا والمها بهارتا



    ملحمتي الرامايانا والمها بهارتا

    إحدى القصيدتين الملحميتين الشهيرتين في الهند. والأخرى هي المهابهاراتا. وبطل قصيدة رامايانا هو راما، ابن ملك ووريث عرش هندي. وُلد راما في مملكة أيوديا، التي كانت تعرف سابقًا باسم أود، وهي الآن جزء من ولاية أتربرادش.


    تنافس راما في شبابه مع الخُطّاب الآخرين على الفوز بيد الأميرة سيتا، التي كانت تعيش في بلاط والدها الملك جاناكا.


    وبعد أن تمكّن من شدّ القوس العظيم للإله شيفا برهن على جدارته للزواج منها. وبعد الزواج رجع الزوجان إلى مملكة أيوديا، ولكن زوجة أبيه بدأت تُحيك ضده المؤامرات مما أدّى إلى نفيه. وقد رافقه في منفاه زوجته سيتا وأخوه غير الشقيق لاكشمانا حيث عاشوا جميعاً في الغابة.


    وفي أحد الأيام أرسل رافانا ملك لانكا الخبيث (الآن سريلانكا)، غزالاً ذهبيًا إلى الغابة. فرحت سيتا لذلك وطلبت من راما أن يقبض لها على الغزال



    وتبع الغزال إلى مسافة نائية، وحينما أخفق في الرجوع طلبت سيتا من لاكشمانا أن يذهب للبحث عنه. كان راما قبل رحيله قد طلب من لاكشمانا أن يحرس سيتا ولكن، وفي هذه المرة الوحيدة، عصى لاكشمانا أوامر راما لكي يرضي سيتا.


    بعد ذهاب لاكشمانا أصبحت سيتا وحيدة، وظهر لها الملك رافانا سائلاً عن الطعام. وثقت سيتا فيه، لأنه كان يبدو رجلاً صالحا، ولكنه أمسك بها وحملها معه إلى بلاطه في لانكا.


    وحينما عاد راما ولاكشمانا ولم يجدا سيتا، عزما على إنقاذها. وأثناء تحضيرهما لعملية الإنقاذ عقدا تحالفًا مع الملك القرد سوجريفا، حيث ساعد قائده هانومان راما في العثور على سيتا ومهاجمة لانكا. وقد قتل رافانا أثناء المعركة المحتدة، وأنقذت سيتا.

    رجع راما وسيتا ولاكشمانا وهانومان إلى أيوديا وهم في أشد حالات الفرح، وتوج راما ملكًا.

    ويحكي جزء متأخر من قصيدة رامايانا، كيف أنّ بعض رعايا راما ساورتهم الشكوك في إخلاص سيتا. وبالرغم من ثبوت براءتها، إلا أن راما أبعدها إلى الغابة حيث عاشت تحت رعاية الناسك فالميكي، وفي صومعته رزقت بابنين توأمين. وحينما كبر الصبيان اكتشفهما راما في الغابة. وتمّ جمع شمل العائلة مرة أخرى، ولكن سيتا أُجبرت على أن تدعو الأرض لتشهد على طهرها وإخلاصها لراما، ولكن الأرض ابتلعتها وذهبت مباشرة إلى السماء.

    كتب الشاعر فالميكي الصيغة الأولى لقصيدة رامايانا،

    على أرجح الظنون، باللغة السّنسكريتيَّة في القرن الرابع قبل الميلاد. وتتكون القصيدة من 24,000 بيت، وأعيدت كتابتها باللغات الهندية الأخرى. وأكثر النسخ شهرة هي تلك التي كتبها الشاعر تولسي داس باللغة الهندية في أواخر القرن السادس عشرالميلادي.

    تصوّر قصة رامايانا عددًا من المثل العليا للسلوك البشري. وقد كان راما يُمثل الملك المثالي؛ حيث كان يقدّم واجباته تجاه شعبه على مسؤولياته العائلية. وتمثل سيتا الزوجة المثالية حيث بقيت مخلصة لزوجها بالرغم من كل المخاطر التي صادفتها. ويمثل لاكشمانا الأخ المثالي؛ حيث كان يقف خلف أخيه الأكبر دون تردد ولو أدّى ذلك إلى حدوث خسائر جمة له. كذلك كان هانومان أخلص التابعين.

    تُقدِّم الملحمة درسًا في أهمية الواجب والطاعة. فلو كان لاكشمانا أطاع راما، وبقي مع سيتا، لما أسرت. ولو كانت سيتا أطاعت لاكشمانا، وبقيت داخل مسكنها، لعاشت في أمان. والشر المتمثل في رافانا لا يمكن أن يكون له سلطان على أولئك المؤدين لواجباتهم المخلصين المطيعين. لقد حظيت قصة رامايانا باهتمام الهندوس على مرّ القرون. وكان للدروس الأخلاقية التي تشتمل عليها أثر عميق وباق. وتبقى قصة رامايانا واحدة من أكثر الحكايات التي تناولت الكمال الأخلاقي شعبية في الهندوسية.

    صدر عدد من الترجمات وكثير من الأفلام ومسلسلات تلفازية عن هذه القصيدة الملحمية. وتشكّل كل من الرامايانا و المهابهاراتا أساس القصص التي تُحكَى من خلال الدراما الراقصة للكاثاكالي في جنوبي الهند.


    يحظى أبطال هاتين الملحمتين بشهرة واسعة في جنوب شرقي آسيا، وبصفة خاصة في مسارح بالينيس وجافانيز ورقصاتها. ويجسّد النحت والرسومات الهندية بعض أحداث هاتين الملحمتين. وفي شمالي الهند يحتفل الناس بمهرجان رام ـ ليلاً؛ حيث تُحكى مغامرات راما على الملأ في القرى والمدن وسط ابتهاجات الشباب والشيوخ. قصة راما وسيتا الرومانسية، في الهند، دلالة على الانتصار الحتمي للخير على الشر، والنور على الظلام. ولهذا السبب فإن رجوع راما منتصراً إلى أيوديا يرتبط بالديوالي، وهو مهرجان الضوء السنوي. وبالرغم من أن الإلاهة لاكشمي كانت أهم المقدسات المرتبطة بالحدث، فإن هذه الملحمة يُحتفى بها بطريقة لافتة للأنظار في منازل الهندوس ومعابدهم ومبانيهم العامة، حيث تُضاء هذه الأماكن بآلاف الأنوار.

    خلال فترة حكم المسلمين في شمالي الهند بقيت الرامايانا موضوعًا شعبيًا محببًا في مجالات الفنون والآداب والدراما والموسيقى. وقد تُرجمت كل من الرامايانا والمهابهاراتا إلى اللغة الفارسية وامتلأ بلاط حكام المغول بتصاوير جميلة عنهما. ويصور راما عبر معظم أحداث الرامايانا ملكًا بشريًا. ولكن حسبما جاء في الإضافات الأخيرة للكتابين الأول والأخير، أصبح راما هو الإله فيشنو في صورة إنسان. ونتيجة لذلك فإن الهندوس الآن يعبدونه وملكته سيتا بوصفها إلاهة. وقد عبدوا أيضاً هانومان.


    ملحمة المهابهاراتا


    المهابهاراتا أطول قصيدة في العالم حيث تتكون من 220 ألف بيت مقسّمة إلى ثمانية عشر فصلاً.

    كتبت القصيدة باللغة السنسكريتية وهي اللغة القديمة المقدسة للهند. تُرجمت هذه القصيدة إلى عدد من اللغات الهندية الحديثة لأن القصة التي ترويها ذات شعبية واسعة في الهند كلها. وقد عرضت عدة صيغ للقصة التي ترويها القصيدة في التلفاز الهندي وفي تلفازات عدد من الأقطار الأخرى.

    تعني كلمة مهابهاراتا الملك العظيم بهاراتا.

    وتتحدّث القصيدة عن المنافسات والنزاعات والمعارك التي دارت بين الكاورافاس والباندافاس، وهما فرعان من أسرة بهاراتا الحاكمة. ينحدر الكاورافاس من أبيهم الذي عرف باسم دريتاراشترا. كان دريتاراشترا أعمى، ولذا فقد فشل في أن يكون ملكًا، واعتلى العرش بدلاً منه أخوه باندو الذي ينحدر منه الباندافاس. تنازل باندو عن العرش فيما بعد ليصبح راهبًا متدينًا، وتولى دريتاراشترا زمام الملك. نشأ أبناء دريتاراشترا، الكاورافاس، وأبناء عمهم باندو الخمسة معًا، ولكن المنافسات كانت تحتدم دائمًا بين الأسرتين. انقلبت هذه المنافسة إلى استياء شديد في الأمور التي تتعلق بمن يرث العرش الملكي.

    وبعد نزاع مرير تمّ إرسال الباندافاس إلى المنفى. تواصل القصيدة وصف مغامراتهم الكثيرة، ومن ضمنها إقامتهم في بلاط الملك دوروبادا. وهناك تزوج كل من الأخوين المنفيين ابنة الملك التي كانت تعرف باسم دراوبادي. وخلال فترة المنفى قابل الباندافاس كرشنا واعترفوا به فيما بعد تجسيدًا لمعبودهم فشنون الذي ساعد بقوته ونصائحه في تقويتهم في معاركهم التالية ضد الكاورافاس.

    بعد رجوع الباندافاس من المنفى اقتسموا المملكة مع أبناء عمهم الكارافاس، ولكن ذلك لم يحقق سلامًا دائمًا. لعب أكبر الأخوين الباندافا ويودهشترا النرد مع أحد الكاورافا والذي كان يطلق عليه اسم دوريودانا. لقي دوريودانا عونًا من عمه شاكوني وكان دائمًا يستعمل الزهر المشحون. وبسبب ذلك فَقَد يودهشترا كل شيء بما في ذلك زوجته دراوبادي . ومرة أخرى أجبر الباندافاس على الذهاب إلى المنفى. وامتدت محنتهم حتى معركة كوروكشيترا الكبرى التي نشبت بين عامي 850 و650ق.م على أرجح الظنون، بالقرب من عاصمة الهند الحديثة دلهي.

    قُتِل كل أمراء الكاورافاس في هذه المعركة وبذا أصبح يودهشترا ملكًا، واستمّر في حكمه حتى شعر أنه قد أتّم مهمته في الحياة. وهنا تنازل عن العرش وبدأ رحلة الصعود إلى السماء، هو وإخوته الباندافاس الآخرون وزوجتهم دراوبادي. وقد رافقهم في هذه الرحلة كلب،كان يمثل معبودهم دارما، وهو إله الواجب والقانون الأخلاقي في الأساطير الهندية. وبعد مغامرات عديدة اتحد الباندافاس مرة أخرى في السماء في خاتمة المطاف.


    تشكل هذه القصة، التي تُكوِّن الموضوع الرئيسي للمهابهاراتا، نحو ربع القصيدة فقط. وتتخلل القصة كثير من الحكايات الأخلاقية والأساطير والطرائف المليئة بالتعاليم الدينية والمبادئ الفلسفية الهندية. كما تشتمل أيضًا على مقاطع عن فن الحكم والحكومة الصالحة، وتحتوي المهابهاراتا كذلك على عدد من القصص الشعبية الأخرى، بما في ذلك قصة نالا ود أمايانتي، وقصة سافتري وساتياوان، وقصة راما، وقصة شاكونتالا. وتقدم معركة كوروكشتيرا فرصة لدراسة ونقاش الإستراتيجية العسكرية،

    ولكن الفكرة الأساسية للمهابهاراتا تتعلق بالواجب الأخلاقي والسلوك القويم من وجهة النظر الهندية. وقد أتاح الصراع الطويل والمعقد الذي مزّق أسرة بهاراتا الملكية الفرصة لبيان الواجبات والسلوك المتوقع للملك. كما أنها أيضًا تبيّن مثاليات السلوك للرعايا والجند ورهبان الدين والناس الذين يعانون من المحن والبلايا.

    جرى التقليد على اعتبار العالِم القديم فياسا هو مؤلِّف المهابهاراتا، ولكنَّ الأرجح أنه جمعها

    . فالملحمة تبدو كمجموعة كتابات لمؤلفين عديدين عاشوا في أزمنة مختلفة فالأجزاء القديمة يرجع عمرها في الغالب إلى نحو 2500 عام، بينما يمكن تتبع بعضها إلى وقت متأخر يرجع إلى عام 500م.

    تطّورت أهمية كرشنا في التفكير الهندوسي بصفته إلهًا رئيسيًا في هذه الملحمة في الفترة بين 200 ق.م و 200م. ونتيجة لذلك يمكن استخدام المهابهاراتا لتتبع انتشار وتطّور الفكر الفشنافي نسبة إلى الإله فشنو، في الهندوسية. وقد صار الإله فشنو معبودًا ذاتيًا لعابديه عبر ظهوره في صورة كرشنا، الناصح

    والصديق للأمير أرجونا في المهابهاراتا.

    وتوجد اليوم نحو ألف وثلاثمائة مسودة للمهابهاراتا تختلف عن بعضها اختلافًا كبيرًا. وكلها يُظهر الملحمة في شكلها المتأخر لأن أقدمها يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

    وأشهر الإضافات إلى المهابهاراتا هي البجافادجيتا الموجودة في الكتاب السادس، وهي الآن أكثر النصوص الهندوسية المقدسة شهرة. تحكي البجافادجيتا كيف أن أرجونا، الأمير الثالث للباندافا، كانت له شكوك وهواجس عما إذا كان يتعين عليه محاربة بني عمومته الكاورافاس أو لا.

    وقد قام كرشنو متحدثًا باسم سلطة الإله فشنو في إقناعه أن عمله عادل. بعد ذلك كانت مهارة أرجونا العسكرية عاملاً حاسمًا لانتصار الباندافا. وتشكل تعاليم البجافادجيتا جوهر الهندوسية الحديثة.

    وهناك نسخة لاحقة معروفة للمهابهاراتا هي الهاريفامشا التي تصف خَلْق العالَم، وتعطي سلسلة نسب لفشنو، وتتحدث عن مغامرات كرشنا في طفولته بصفته مجسدًا لفشنو. تنتهي الهاريفامشا نهاية قاتمة بانحطاط الإنسانية بسبب الطريقة التي يُفسد بها الإنسان العالم ويلوثه. ومثلها مثل الجزء الرئيسي من المهابهاراتا فإن الهاريفامشا هي مجموعة كتـابات لمؤلفين عديدين. وقد قدمت القصة الرئيسية للمهابهاراتا والأساطير المُستمدة منها مصدرًا مثمرًا للمسرحية والفن والنحت والشعر والنثر الهندي. وساهمت الملحمة، من عدة أوجه، في إثراء الثقافة والعقيدة الهندوسية



يعمل...
X