إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رعب من التراث العربى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رعب من التراث العربى


    رعب من التراث العربى



    اليمن .. بلد الحضارات والأمجاد .. بلدٌ يعبق تاريخه بالقصص المدهشة ، والملاحم الخالدة .. جبال شامخة وعرة ، ترصد من علوها بصمت نشوء الدول واندثارها ، وتنشر بغموضها وهيبتها خيوطاً يحيك منها الخيال ثوب الأساطير الشهير ، قبل أن ينشره على القرى المعلقة والسهول المنبسطة .. لتبدأ الألسن تلوك الحكاية ، ناقلة الأسطورة إلى آذانٍ تتشربها بنهم ، وعيون جاحظة لا تطرف ، وقلوب معلقة في الهواء ..
    لكن .. هل هي فعلاً مجرد أسطورة
    .


    المقبرة

    (هذه قصة حقيقية وقعت قديماَ في قرية مجاورة في جبل صبر .. مدينة تعز .. اليمن)
    تتحدث الحكاية عن مقبرة بعيدة منعزلة في جبل صبر تسمع منها ليلا أصوات مرعبه وانين مخيف وفي وسطها شجرة معمرة عجوز تمتص أجساد الموتى فتحدق عيونهم الجاحظة من خلال شقوق جذعها الغائرة
    وذات ليلة وشبان القرية يتفاخرون بشجاعتهم وبطولاتهم قام احدهم يعرض حكاياته ويقسم على شجاعته المنقطعة النظير
    فسخر منه البعض وكذبه بعض آخر فكان التحدي أن يذهب إلى المقبرة القديمة بعد منتصف تلك الليلة .. تردد الفتى قليلا ثم قرر أن يخوض التحدي ويثبت لكل القرية شجاعته وإقدامه
    تساءل الشباب كيف سيتحققون من صدق ذهابه
    قال احدهم يأخذ مشعلا ونحن سنراقب نوره من هنا حتى يصل
    قال الآخرون وما الفائدة إن كنا سنراقبه فسوف يستأنس بنا
    ولكن يأخذ معه مسمارا يغرسه في جذع الشجرة العجوز في المقبرة وعند بزوغ الفجر نذهب جميعنا للتأكد انه قد فعل
    وافق الشاب على مضض خشية أن يلتصق به عار الدهر
    وذهب وحيدا مرتجف الخطى متتابع الأنفاس زائغ النظرات ... وحين اقترب من المقبرة بلغ خوفه ذروته وأوشك أن يعود
    لكن كيف سيقابل أصدقائه في الصباح ؟ لا .. سيواصل
    لم يبقى إلا القليل وبخطى مضطربة.. يكبو وينهض يحبو ويتعثر وصل إلى الجذع المغضن فجثا بجواره يثبت المسمار وقد جف ريقه وشحب لونه وبلغ به الرعب حدا لا يوصف
    وثبت المسمار أسفل الجذع حيث كان يحبو واستدار يزحف مغادرا
    قبل أن تتيبس أطرافه فجأة ... هناك من يجذبه من جذع الشجرة و مرت في خاطره كل الحكايات القديمة عن أرواح تسكن هذه الشجرة وتمتص أجساد الموتى
    و انطلق ذلك العواء المرعب من زاوية المقبرة البعيدة فتسارعت دقات قلبه وسال العرق البارد على جبينه وجحظت عيناه رعبا ورهبة .. ولم يستطع الالتفات وسقط مكانه كالحجر
    عند بزوغ الفجر جاء الشباب ليرو العلامة لكنهم فوجئوا بصاحبهم هناك جثة هامدة قد ارتسمت على وجهه اعتى إمارات الرعب
    وثوبه وجدوه مشدودا إلى المسمار الذي ثبته بجذع الشجرة

    طاوي الليل



    أسطورة نشأنا معها حكاها البعض مؤمنا بأنها حقيقة ونقلها البعض مندهشا بأنها غريبة
    ارتجفنا معها صغارا ولاحقت مغامراتنا الليلية ونحن شبابا
    (العظروط) او (طاوي الليل) أسطورة يمنية خالصة لكنها كغيرها من الأساطير تمد جدائلها الطويلة إلى كل مكان فنجد شبيهاتها في كل ثقافات الشعوب .
    (العظروط ) أو (طاوي الليل) نوع من الجان يتجسد ليلا في الطرقات قد يظنه الإنسان من بعيد ادميا لكنه ما إن يقترب منه ويدقق في ملامحه وتفاصيل جسده حتى يقشعر بدنه فرقا ورعبا فهذا الكائن المرعب لا يمت لعالمنا بصلة ..
    وينتفخ الجني المرعب ويزداد طوله بشكل مهول كأنه عمود من دخان ، فيتجمد من يراه خوفا ورهبه
    ثم وببساطة بعيدة كل البعد عن هذا الاستعراض المفزع يختفي ذلك الشيء في دياجير الظلام
    من سمات هذا الكائن ظهوره المتكرر في نفس المكان واستعراضه الصامت المرعب واختفائه دون أن يلحق بمن يشاهده أي ضرر عدا الضرر النفسي الذي قد يصل إلى الجنون أو الذبحة القلبية
    وذلك دأب الأشباح المرعبة أو بعضها في كل الثقافات

    جارية البيت

    الليلة أسطورتنا معنا .. قريبة .. ملاصقة ، أسطورة جارية البيت .. إنها ليست من جواري ألف ليله وليلة .. ليست من عالمنا الذي نعرفه لكنها تشاطرنا بعداً آخر في نفس المكان
    جارية البيت جنية مسالمة .. طالما أحسنت إليها وتركت لها نصيباً مما تأكل .. وتشرب .. حتى من الحناء الذي تتزين به النساء تضع المرأة لطخة من الحناء على جدار البيت وتقول بصوت مرتفع هذا لجاريت البيت ..
    هذا الفصيل من الجن يسكن كل المنازل المأهولة ..ولا يسكن المنازل المهجورة .. يمتص طاقته من أهل المنزل وحياتهم فيحيا بهم .. ومعهم دون أن يشعروا به .. لكنه شذوذ صغير يحدث دائماً هنا أو هناك ليصنع الأسطورة المرعبة ..
    حين تنسى أن تمنح جارية البيت نصيباً من سعادتك ورزقك .. حين تحاصرها بأساليب قد تأتي بها الصدفة فإنها تنقلب مخلوقا مريعاً يتجول في أروقة الدار بعد منتصف الليل .. يبحث .. عنك .. عن طفلك .. عن زوجتك .. يبحث عن شخص هنا .. يستيقظ ليذهب إلى الحمام .. أو يشرب بعض الماء .. أو يجيب الهاتف المزعج في ذلك الوقت ..
    كثيرة هي أسباب التجول الليلي في المنزل .. حين يلفه سكون الليل .. وهجوع النائمين حين تنطفئ الأضواء المشرقة ( سواء أطفأتها أنت أو انطفأت من المحطة ) ليبقى مصباح صغير هناك
    أو شمعة تتمايل فتتجسد لرقصتها الظلال .. وتضج بحياة مرعبه بين أنفاس السكون
    إن مشاهدة جارية البيت الغاضبة هي تجربة لن ينساها أحد .. إن بقي حياً .. فالموت رعباً يقتل ألآلاف سنوياً حول العالم وللرعب أوجه عديدة واحد منها جارية البيت الغاضبة .
    وأولئك الأقوياء الذين تجاوزوا الصدمة هم من نقلوا إلينا الخبر ..
    عن جارية وديعة تغضب أحيانا إذا شعرت بالإهمال أو الاستفزاز .. فلا يعود فيها من الوداعة شيئاً يذكر

    المتصور


    شيء مرعب يتجسد ليلاً من أعماق الأرض .. ليقف أمامك في لحظات وقد تقمص هيئة شخص تعرفه .. تراه فتشعر بتوتر غامض يزحف على جسدك .. ولا تدري لماذا .. تحدثه لتطمئن فيتجاهلك ويمضي .. بوقاحة ,, أو يحدثك بتثاقل وغموض .. قد تسأله فيجيبك ,, صادقاً أو كاذب .. لا تهتم ..
    لأنك حين تقابل الشخص الحقيقي في الصباح تسأله عن ليلة الأمس وما دار بينكم من حديث ..
    ستراه يعقد حاجبيه متسائلاً .. لكنني لم أغادر بيتي ليلة أمس ولم أتحدث معك قط .
    ذلك هو لب الحكاية .. وبطلها كائن مخيف .. قد يكون من الجان .. وقد يكون من الأرواح الهائمة في الأرض ..
    لكنه يتصور بهيات كثيرة .. ووجوه مألوفة من أهالي المنطقة .. ذكراً أو أنثى ..
    ذلك هو ( المتصور ) أسطورة يمنية أخرى .. لها شبيهاتها في كل الثقافات ..
    يتصور ويتجسد بهيئات ووجوه .. لكنك معه لا تحس بالأمان .. لا تحس بالاطمئنان .. لا تشعر إلا بخوف لا تجد له مبرراً حينها .. ووحشة .. تجعلك تتلفت يمنة ويسرة وأنت لا تدري
    أن ما يخيفك ,, يقف أمامك ..


    اسطورة الطاهش


    ذلك المخلوق الغريب الذي بعث الرعب في البلاد قديما .. حيث كان يعيش في كل قفار اليمن ومفازاتها ..
    ولعل أشهر مكان كان يشاهد فيه منطقة الحوبان في مدينة تعز ..
    واشتهر طاهش الحوبان حتى نافس بشعبيته ملوكا وسلاطين جاءوا ورحلوا دون أن يحظوا بما حظي به من الشهرة ..
    ومن لا يعرف ( طاهش الحوبان ) !!!؟؟
    تحدث عنه أجدادنا برهبة .. يحكون تفاصيل لقاءات مرعبة ..
    وحوادث تمزيق شنيع .. لضحايا كانوا يعثرون عليهم صباحاً في أماكن بعيدة .. وغير مأهولة ..
    صفات الوحش تختلف باختلاف الرواة .. فمن نحر كنحر الثور القوي .. إلى رأس خليط بين الذئب والليث المفترس ..
    وجذع كالخيل الجامح .. سريع في العدو .. قوي في القفز ..
    (( لا يدركه طالب .. ولا ينجو منه هارب))
    لا يأكل الجثث .. و من أغمي عليه و أنطرح بين يديه ( مخلبيه ) فقد نجا .. ليصبح يقص على معارفه ما حدث بفكر مشوش مضطرب .. لا تتضح معه تفاصيل الطاهش كما يجب ..
    يقول المثل اليمني : (( كل طاهش معه ( يرارة ) .. )) .. واليرارة طائر صغير يرافق الطاهش يطلق صوتاً مميزاً فيدل الناس عليه ليختبئوا منه قبل وصوله
    الجدير بالذكر أن معظم تلك الأوصاف تتطابق وحيوان الدب آكل العسل .. حيث أن الدب له نحر عريض وهيئة مخيفة
    كما أنه لا يهاجم من يظنهم أموات ويتبعه طائر صغير يدله على أماكن العسل فيهاجمها ويترك له بقية ما يقتات عليه
    ولكن هل عاشت الدببة في أرض اليمن ؟..

    الجنية الفاتنة

    أسطورة يمنية أخرى .. تتحدث عن جنية خارقة تفتن الرجال تارة وتقتادهم إلى كهفها البعيد لتنسلخ من جمالها المصطنع وتغدو غوله مرعبة تمزق أجساد ضحاياها دون رحمه .. وتارة هي عدو الأطفال الرضع تفتك بهم إلى أحضان أمهاتهم
    تلك هي أسطورة ( أم الصبيان) ..
    امرأة حسناء تفتن الرجال .. لها حافر حمار أو بقرة ..أو ماعز أو خف جمل تختلف القدم المسوخة من منطقة إلى أخرى
    تسمى في السعودية والخليج ( أم الدويس )
    تسمى في العراق وسوريا ( السعلوه ) أو السعلاه
    تسمى في مصر ( النداهة ) نداهة الحقل
    تسمى في ليبيا والمغرب العربي والجزائر ( عيشة مولات المرجه ) أي سيدة المستنقعات
    فما سر انتشار هذه الأسطورة في كل الوطن العربي وما سر التشابه في تلك القدم الحيوانية
    وهل هي فعلاً .. مجرد أسطورة ؟ !!

    أبوكلبة (السوجر)

    اسطورة أخرى أفزعت الكبار قبل الصغار
    حكتها الشفاه المرتجفة لتبرر خوفاً من كل غريب يزور القرية .. ولتوجز قصة غلف الرعب زواياها الكئيبة ..
    إنها ( أسطورة السوجر ) أو ( أبو كلب ) ..
    تتحدث الأسطورة عن آدميين مثلنا لكن بهم نزعة لأكل لحوم البشر وشرب دمائهم يطوفون القرى والمدن
    هذا (دلال) يبيع الثياب ..
    وذاك (نداف) يصلح فرش الصوف ..
    وذلك (لحام) يصلح الأواني المعطوبة
    لكن هدفهم من هذه الحرف ..

    التجول بين الناس لاختطاف أطفالهم و الفرار إلى المجهول ..ل
    يذبحوهم ويأكلونهم
    هل هي حقاً مجرد أسطورة ..



    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-26, 09:57 AM.

  • #2



    قصص مرعبة من الذاكرة




    عفاريت المقابر ..
    كل شخص يحمل في ذاكرته كما كبيرا ومجموعة ضخمة من الصور والذكريات والقصص، بعضها محزن والبعض الآخر تتمنى أن يعود بك الزمان لتعيش تلك اللحظات مرة أخرى، لكن هيهات أن تعود.
    في هذه المقالة سوف أحدثكم عن اغرب القصص التي سمعتها منذ الصغر ولا زالت عالقة في ذاكرتي فقد شدتني إليها ليس فقط لغرابتها بل بسبب الرعب الذي اشعر به كلما تذكرت إحداها، لكني في الحقيقة لا اعرف مدى صحتها فهل هي حقيقية أم مجرد قصص مرعبة لتخويف الناس وإرعابهم؟ اترك لكم الحكم.


    الدمية المسكونة

    زوجان يعيشان حياة هادئة وسعيدة لكن المشكلة الوحيدة التي كانت تنغص عليهما حياتهما هي الأطفال فبعد عدة سنوات من الزواج لم يرزقا بالأطفال فكانت الزوجة كلما أعجبتها دمية تشتريها وتضعها في البيت لعل الله يرزقهما طفل في يوم من الأيام.

    كان الزوجان يذهبان للعمل في الصباح ويعودان عند العصر لتبدأ الزوجة بتحضير الطعام وترتيب المنزل لكن الأمر لم يدم طويلا، في يوم من الأيام عاد الزوجان إلى المنزل ليجدا أن الطعام مجهز من ألذ الأنواع والأصناف والبيت أيضا مرتب وأكثر نظافة من السابق ذهل الزوجان بما شاهدا فقد ظن الاثنان أن احد الأقارب يريد أن يفاجئهما ويفرحهما لكن الأمر تكرر لأكثر من مرة وكل يوم فقررا عندها إخبار الأهل والجيران بما يحدث والمفاجأة كانت بان الجميع أنكر صلته بالموضوع فعزم الزوج على معرفة الفاعل.
    في صباح اليوم التالي غادر الزوجان البيت إلى العمل لكن قبل انتهاء موعد العمل بساعتين اخذ كل منهما مغادرة من العمل واتجها إلى البيت وعندما فتحا الباب كانت المفاجأة ..... لقد كانت إحدى الدمى التي اشترتها الزوجة هي من تقوم بكل تلك الأعمال من تنظيف وترتيب وطبخ فقد كانت الدمية مسكونة، لكن الأمر لم يمر بسلام فبعد أن اكتشف أمر الدمية قامت بقتل الزوجين بطريقة وحشية وعندما حضر الجيران وجدوا الدمية ملقاة بجانب الزوجين وهي محترقة وتحمل سكين المطبخ.


    أين اختفت الفتاة؟
    تتحدث هذه القصة عن فتاة صغيرة تذهب كل يوم إلى المدرسة، كانت كثيرة الحركة ومشاغبة جدا حتى أن المعلمة عاقبتها لأكثر من مرة لكن دون جدوى. في يوم من الأيام وبعد أن نفد صبر المعلمة أمسكت الفتاة الصغيرة وحبستها في حمام المدرسة لحين انتهاء الدوام المدرسي.
    وبعد انتهاء الوقت المحدد ظنت الفتاة أن المعلمة سوف تأتي وتخرجها لكن رحل جميع من في المدرسة حتى المعلمة فقد نسيت الطفلة في الحمام، أخذت الطفلة الصغيرة بالصراخ علها تجد أحدا يسمعها وينقذها لكن لا حياة لمن تنادي، وعندما بدأت الشمس بالمغيب كانت الإنارة مطفأة والمكان شديد الظلمة والطفلة الصغيرة أنهكها التعب من الصراخ والاستغاثة والجوع أيضا.
    في وقت متأخر من الليل كانت المعلمة تهم بالنوم لكنها تذكرت في ذلك الوقت الفتاة الصغيرة في الحمام وأخذت تصرخ وتولول وقفزت إلى الهاتف وأخبرت الشرطة بما حدث فاخبروها إنهم تلقوا بلاغا يفيد باختفاء طفلة صغيرة لم تعد من المدرسة كالمعتاد فذهبوا جميعا إلى المدرسة وصعدوا إلى الحمام وعندما فتحوا الباب .. لم يجدوا الطفلة .. بحثوا وبحثوا لكن لم يعثروا على أي اثر لها حتى اليوم.
    وفي رواية أخرى تقول بأنهم عثروا على الفتاة ميتة داخل الحمام وقد كانت شاخصة البصر وقد شاب شعرها.


    الطفل قتل نفسه وأمه

    في يوم من الأيام قرر الزوج السفر فجأة إلى مدينة مجاورة لإنهاء بعض الأعمال، وفي صباح يوم السفر قرر الزوج اصطحاب زوجته وطفله إلى بيت ذويها، فهو سوف يغيب لأربعة أيام ولا داعي لبقائهما وحيدين في المنزل، لكن الزوجة كانت مشغولة ببعض الأعمال المنزلية ولا تريد الخروج من البيت قبل الانتهاء من الترتيب والتنظيف فأخبرت زوجها بان يذهب وسوف تخبر أحدا من أهلها ليأتي لاصطحابها عند انتهاءها فاطمئن الزوج ومضى في سفره. وبينما الأم مشغولة بتنظيف الحمام أغلق ابنها الصغير الباب عليها بينما كان يلعب فعلقت الأم داخل الحمام فأخذت تنادي على ابنها ليفتح الباب لكن المسكين الصغير لم يستطع فتحة فأخذت ترشده وتدله لكن دون فائدة أخذت الأم تنادي لعل أحدا يسمعها لكن المنطقة التي كانوا يعيشون فيها كانت قليلة السكان وبيوتها متباعدة عن بعضها، ولم يكن أهل الزوجة على علم بأنها ستزورهم، واخذ الطفل الصغير بالبكاء والأم لا يوجد لديها أي وسيلة لإنقاذ نفسها وابنها، ومر اليوم الأول والثاني والثالث .. وفي اليوم الرابع موعد مجيء الزوج وعند دخوله المنزل فوجئ بابنه ملقى قرب الحمام فاخذ ينادي على زوجته لكنها لم ترد، امسك الرجل ابنه وحاول إيقاظه لكنه كان قد فارق الحياة من الجوع والعطش ففتح باب الحمام ليجد زوجته أيضا قد أسلمت الروح.
    فقد الرجل عقله بعد هذه الحادثة ووضع في مصحة عقلية.


    المقبرة
    هذه القصة اخبرني بها احد الأقارب وقد حصلت معه يقول :: " في يوم ما قررت زيارة بعض أقاربي، ولأن الفصل كان شتاء قررت أن أذهب باكرا لأعود باكرا قبل المغرب، وفعلا وصلت الساعة الثالثة عصرا فجلست عندهم، ضحكت من كل قلبي وتسليت كثيرا، لكن عندما حان وقت العودة ألقيت نظرة إلى الساعة وإذا بها تتجاوز الواحدة بعد منتصف الليل.يا الهي ماذا فعلت فلم ادر بالوقت، لملمت نفسي وخرجت مسرعا لأرى أن الطريق قد خلا من المارة والسيارات، لم اعرف كيف سأصل إلى البيت فانا بحاجة لوسيلة نقل تقلني وللأسف لم يكن لدى أقاربي أي وسيلة، أخذت التفت يمنة ويسرة لكن دون جدوى، عندها كان على السير لساعة تقريبا حتى أصل مجمع السيارات، وكان علي المرور بجانب مقبرة المدينة المظلمة المخيفة، ومع اقترابي منها أخذت اتلوا بعض الأذكار والآيات القرآنية وأخذت أسرع الخطى وإذا أرى من بعيد مجموعة من الأشخاص يرتدون الأبيض ويحملون نعشا ويقتربون منى ورأيت معهم امرأة تحمل طفلا صغيرا يا الهي أغمضت عيني ولم أرى نفسي إلا وأنا في مجمع السيارات في اقل من المدة المطلوبة أخذت انظر يمنة ويسرة وأخيرا تنهدت الصعداء فقد وجدت سيارة أجرة ركبتها وحمدت ربي وبعد هذه الحادثة قررت أن لا اذهب وحدي أبدا لهذه المنطقة وان انتبه للوقت أيضا.

    البيت المسكون

    كان هناك شخص يريد أن يبيع منزله بداعي السفر، وبعد مدة من الزمن اشترى أحدهم هذا البيت وعاش فيه لمدة معينه قبل أن يتم العثور على جثته في إحدى زوايا البيت، وبعد هذه الحادثة قرر أصحاب المنزل عرضه للإيجار، لكن في كل مرة يتم تأجير البيت يموت شخص من أفراده بنفس طريقة الشخص الأول، ولم يستطع احد فهم ما كان يحدث إلا والقوا اللوم على الأشباح والأرواح الشريرة التي تسكن البيت.
    آخر حادثة كانت عندما قام شاب يستعد للزواج باستئجار هذا البيت فقد كان أصحاب المنزل يخبرون الذين يريدون السكن بقصة المنزل فاغلب الذين سمعوا بالقصة لم يرجعوا للبيت لكن القلة هم من كانوا يعتبرون هذه الأشياء مجرد قضاء وقدر لا أكثر وكل هذه القصص هي لتخويف الناس لا غير وبالعودة لقصة الشاب فقد كان عليه إيجاد منزل في أسرع وقت فلم يكن لديه خيار آخر، بدا الشاب بتحضير البيت وترتيبه وفرشه وبعد أسبوعين اخذ أهل الشاب وأصدقائه بالبحث عنه بعد أن خرج لشراء بعض الحاجيات لمنزله الجديد، وبعد البحث المضني وجدوه ميتا في بيته الجديد، وكل من شاهد الجثة أصابته الدهشة والحيرة فقد كانت مضمومة اليدين ومفتوحة الفم والعينين تنظر لسقف الغرفة ولا يوجد أي آثار تعذيب أو مقاومة مثلها مثل بقية الأشخاص الذين ماتوا من قبله.

    بعد هذه الحادثة اقفل المنزل بالشمع الأحمر حتى أصحابه تنازلوا عنه وتم هدمه والى الآن كل من يمر بجانبه يتذكر تلك القصص المحزنة ويسارع الخطى حتى لا يحدث له أمر مماثل.
    وهكذا أصدقائي انتهت كل تلك القصص المرعبة التي سكنت ذاكرتي منذ زمن .. أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم بالرغم من كونها مخيفة.




    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-26, 10:39 AM.

    تعليق


    • #3

      عفاريت المقابر
      جرت العادة فى بلدتنا بزيارة سنوية الى المقابر لقضاء اسبوع كامل فى داخلها وكانت المقابر تبعد عن بلدتنا بعشرات الكيلو مترات قابعة قرب الجبل ، وكانت المقابر متصافة بجانب بعضها البعض كانها قرية مهجورة وبها قليل من الاشجار تصارع الحياة بقليل من مياه المطر وكنا نتدبر احتياجتنا من اكل وشرب من قرية صغيرة تبعد عن المقابر بعدة امتار ، ولمست الوفاء من جراء هذه العادة لاحبابنا الذين رحلوا ..


      عفريت المؤاساة … يجلس بجوار الحزانى ليؤاسيهم


      وفى احدى زيارتنا للمقابر تذكر والدى اشقاءه الذين خطفهم الموت مبكرا فجلس بجوار قبرهم واجهش بالبكاء
      وبالمصادفة كان يمر من امام مقبرتنا العم صالح جارنا فى المقابر فسمع صوت البكاء واتجه نحو والدى واخذ يربت على كتفه قائلا .. يكفى بكاء ونحيب لن يفيد بشي مثلما قال عفريت المؤاساة ...

      عفريت المؤاساة! .. كانت عبارة مخيفة لها رنين في قلبي قبل أذني ونظرت إلى العم صالح مشدوها وأجاب العم صالح عن سؤالي قبل أن اطرحه … قال انتم تعلمون انه كان لى ابنا فقدته وهو فى ريعان شبابه وظللت سنين عديدة اتى هنا وانوح عليه وفى احدى المرات توفى احد الاقارب وذهبت مع العائلة لدفنه ، وكما فى كل مرة تركت الجمع يبداون فى الدفن وذهبت بعيدا قاصدا مقبرة ابنى رغم عتمة الليل الموحشه ورائحة الموت ورهبة المكان .. ولما وصلت للمقبرة ألقيت جسدي على قبر ابني وأخذت أنوح وابكي ...
      فسمعت صوتا من الخلف يقول : لك سنين عديدة وأنت تاتى الى هنا وتنوح على ابنك يكفى بكاء لن يفيد بشى ..
      واقترب منى هذا الشخص وأنا مازلت غارقا في دموعي وقال : هيا ضع يدك على لاساعدك على النهوض ..
      فخيل لي انه احد المشيعين .. ولما وضعت يدي عليه اخترق ذراعي جسده وكأني اتكأت على هواء فانتصبت مذعورا واذا بى امام عفريت وجه لوجه عينيه تتوقدان كانهم جمر يلتهب وفمه يتسع كبئر عميق ..
      خيم الصمت لثواني طويلة مرت علينا كأنها سنوات .. وكل منا يحدق فى وجه الاخر ..
      هل اركض أنا ... أم سوف يتلاشى هو ؟ .. رحت أسال نفسي ..
      وبدون ما اشعر أغمضت عيني وصرخت صرخة كاد أن يفزع منها الأموات وأطلقت ساقي للريح هاربا مذعورا
      فخرجت ضحكة مخيفة من العفريت تلاشى صداها فى سكون الليل بين الاموات ..

      وصرت اركض فى المقابر والرعب يدب فى قلبى ويزداد الخوف اكثر واكثر ومع كل خرفشة ورقة او صوت ات من بعيد تخيل لى ان العفريت يركض خلفى .. وعودت من حيث أتيت لكني لم أجد احد من المشيعين ... لقد رحلوا وتركوني ..

      امتلئ قلبي بالذعر بعد أن وجدت نفسي وحيدا وشعرت بان روحي تبتعد عن جسدي وأخذت أحملق كثيرا في الأفق لتعود الطمأنينة إلى قلبي بعد أن رأيت احد الأشخاص يشق الظلام بنور الشعلة ... لقد شعروا بعدم وجودي ورجعوا يبحثوا عنى …وتوقف العم صالح عن الكلام وذهب الى مقبرته وهو يدك الأرض بعصاه الغليظة

      العفريت أبو نواس ... لبى نداء الزوج وخطف زوجته

      عدها نظر إلي والدي وقال وهو منفعل ... لا تتكلم في أمر العفاريت داخل هذا المكان لا قليل ولا كثير
      وصمت برهة وهو يتذكر إحدى حكاياته العجيبة ليسردها لي لتكون درسا وقال … عجبا لهذه الحياة
      قبل ثلاثين عاما كنت فى زيارة للمقابر هنا وحدث امر عجيب ومرعب مع شخص يدعى قاسم
      كانت مقبرة قاسم على مقربة منا هنا وفى احدى زيارته كان اطفاله الصغار معه وزوجته ايضا
      وذات ليلة اخذ يمزح مع زوجته قائلا : انشالله أبو نواس ياخدك ويريحني منك ...

      وإذا بزوجته تختفي من امامه فى التو واللحظة ..
      يفرك قاسم عينيه غير مصدق ... يبحث هنا وهناك .. لم يجدها .. يركض في أرجاء المقبرة .. كاد أن يجن جنونه فجلس على الأرض من هول المفاجأة : أين زوجتي ... لقد اختفت تماما ... هل أنا في مملكة الخوف ... لا لا ده أكيد كابوس ... راح قاسم يسال نفسه ..
      ولما فاق من غيبوبته قرر ان يذهب الى احد العرافين الذين لهم باع طويل فى السحر وكانت رحلة البحث عنها اكثر غموضا ورعبا ... اخذ العراف اليد اليسرى لقاسم وكتب عليها كلمات السحر ووضعها على البخور الذي أمامه وقال له اقبض على البخور بيدك اليسرى ولا تفتحها حتى أقول لك واخذ العراف كتاب قديم كان أمامه وقطع منه ورقة وكتب عليها وأعطاها لقاسم في يده اليمنى وقال له : لقد سخرت لك اشد أنواع السحر اذهب سريعا ألان إلى المكان الذي اختفت منه زوجتك وا ..........
      فذهب قاسم إلى المقبرة ووقف فى المكان الذى اختفت منه زوجته ورفع يده اليسرى المغلقة فى اتجاه الشمال وفتحها فوجد نفسه على مشارف طريق مظلم ينيره قليل من النار كما قال له العراف
      ذهب الى داخل الطريق ومشى قليلا واذا به يجد ملكا جالسا على عرشه منظره مهيب ومخيف عيناه مشقوقتان بالطول فى وجهه وأذنه كأذن خيل وشعر راسه كاد ان يلمس الأرض تقدم قاسم ببطء وجسمه يرتعش من الجالس على العرش واعطاه الورقة التى كانت فى يده اليمنى بدون ان يتفوه بكلمة كما قال له العراف ...
      اخذ الملك منه الورقه وما أن قراها حتى نادى بصوت مرعب على الحراس ...
      الملك : ائتوني سريعا بأبو نواس واحضروا معه زوجة هذا الرجل ..
      في لحظة من الزمان ذهبوا الحراس ورجعوا قائلين رفض ان ياتى معنا
      الملك : أصعدوا إلى النخل واقصفوا جريدا اخضر واضربوا به ابو نواس واحضروه على الفور ..
      وما هى الا لحظات واذا بى ارى العفريت ابو نواس حضر ومعه زوجتي وهى ترتجف من هول الرعب.

      الملك : كيف تجرأت وخطفت زوجة هذا الرجل ؟ ..

      أبو نواس : لقد كنت عائدا من سفر وكانت المقابر طريقى الذى امر فيه وسمعت زوجها ينادينى بان اخذ زوجته فخطفتها على الفور ولم امسسها باى اذية ..
      الملك : نحن لسنا ندا للعراف الذي أرسله أنسيت انه في إحدى المرات أنى عصيت أمره فسخرني بكتاب السحر الذي في يده وجعلني اعمل طوال الليل في حقله ..
      ونظر الملك إلى قاسم وقال : .خذ امرأتك ولا تدعها من يدك حتى تخرج من هذا المكان ، فاخذ قاسم زوجته ورجع للخلف وعندما استدار وجد نفسه داخل مقبرته ..
      توقف والدى عن الكلام وبعدها تمدد على الفراش لياخذ غفوة .
      انقلب السحر على الساحر

      وأما أنا فكنت ارتعب من الظلام قبل ان ينتهى النهار لابد ان اذهب سريعا الى القرية المجاورة للمقابر لاشترى احتياجات الجسد قبل ان يخيم الليل على المكان وذهبت قاصدا القرية ولما وصلت اليها وجدت بقالة يعلوها يافطة كتب عليها التائب الى الله توجهت اليها وكان صاحبها رجل مسن منحنى الظهر ودار بيننا حديث ..
      انا : ما اجمل العبارة التى كتبتها على اليافطة
      هو : بل إن في الأمر سر وسوف أخبرك ما سره … كنت في بداية شبابي شاب طائش لا يعرف من الدين أي شي أو حتى أقوم بأي أمر من أمور الدين وتدرج الأمر بي حتى تعلمت أمور السحر .. وفي إحدى المرات كنت احضر الجن لأقوم بعمل الشر لأحد الأشخاص وبعد الانتهاء منه ذهبت إلى عرس كنت مدعو فيه وقضيت الليل بأكمله خارج المنزل وعند عودتي في الصباح دخلت غرفتي لأنام وإذا بي أرى الجن أمامي ينفث غضبا ... آه لقد نسيت أن اصرفه وظل طوال الليل حبيس داخل الغرفة ..فضربني الجن فانحنى ظهري فى الحال وسريعا امسكت بكتاب السحر وقرات التعويذة وصرفته وهو يتوعدنى فى الهاوية .. ومن بعدها عزمت على التوبة الى الله والندم على ما فات
      انا : احمد الله الذى جعل فيك بذرة خير قبل فوات الاوان
      واخذت الطعام منه وذهبت قاصدا المقابر اركض بخطواتي قبل حلول الظلام ...
      سارق الأموات …قاده حظه العاثر إلى مقبرة الاجتماع

      وبعد الانتهاء من العشاء أسندت رأسي على إحدى حوائط المقبرة واخذت افكر كثيرا ولا ادرى ما الذى جعلني ارتعب ودبت في جسدي قشعريرة الخوف والموت من هذه القصص المخيفة وأنا أجول بنظري في هذا المكان الموحش كأني أراه أول مرة واذا بى انتبه على اصوات عذبه تشدو الحان الموت
      " كنت فين يا وعد يا مقدر ..دى خزانة وبابها مسدر "
      إنها بكائية موسيقاها سوداء تعزف كلماتها النساء عن ... الموت ... والقبر
      لقد فارق الحياة احد الأشخاص وجاء " التربي" ليضم مواطن جديد الى عالم الاموات .. وذهبت إلى مقبرتهم بصحبة والدى لنشد من أزرهم وأخذت همسة بنظري إلى "التربي" الذي فتح القبر وبعد البسملة اخذ حفنة من الرمل وقذفها فى وجه القبر وبعد ثوانى نزل الى القبر للخلف بظهره وكأنه يوجد عداوة بينهما وبعد الانتهاء من الدفن وانصراف الجميع تقدمت إلي "التربي" و كعادتي السيئة اخذت الدهاء طريقى وابتسامة مزيفة تعلو وجهى قائلا : مرحبا بالرجل المملوء شجاعة ... ابتسم هو وراقت له التحية ورحب بي
      قلت له : لماذا قذفت القبر بالرمل ونزلت للخلف بظهرك ؟
      أجاب "التربي" قائلا : يا صديقي لعل وعسى أن يكون احد العفاريت داخل المقبرة فقذفت الرمل لينتبه لوجودى واخاف ان انزل بوجهى لربما لم ينصرف بعد من المكان فنتصادم وجه لوجه ولذالك نزلت بظهرى افضل
      هذه توارثتها من جدى بعد الذى حدث مع سارق الاموات …

      سارق الأموات! ..

      مابالي هذه الليلة الغبراء اسمع عبارات مرعبة كادت أن تقتلع قلبي .. رحت احدث نفسي ..

      وحين شاهدنى "التربى" متعجبا مندهشا من قوله استرسل في الحديث قائلا : كان يسكن في القرية القريبة من المقابر شخص يسرق الاموات بعد دفنهم كان يذهب الى المقابر ليلا وينبش القبور وياخذ الاكفان من على جسد الاموات واحيانا كان يحالفه الحظ فيجد بعض الخواتم والاقراط الذهبية التى تترك مع الميت كنوع من الاكرام له
      وذات يوم سمع السارق عن موت احد الاثرياء وفى ليلة حالكة السواد تجوبها رياح باردة بقسوة وتثير الغبار خرج السارق من بيته وذهب الى المقابر قاصدا قبر الميت الثري وعندما وصل إلى المكان بدا ينبش القبر ونزل فى داخله وقبض على يد الميت بعد ان جرده تماما من الاكفان يبحث عن الذهب في يده …

      ولكن مهلا فاليد ليست بشرية على الإطلاق .. بل أشبه بحافر حيوان ..
      وشدته هذه اليد نحوها وهو مرعوبا لايقوى على الحراك ولايدرى ماذا يفعل ولم يشعر إلا وأيدي العفاريت تقبض عليه من الامام والخلف ليتجمد الدم فى عروقه واصوات الصراخ المرعبة تخرج من العفاريت الذين احاطوا به واخذ قلبه يدق بسرعة معلنا ان يوم القيامة قد قام وان الاموات قامت لتنتقم منه لما فعله فى مواطنيها واذا به يرى عيونا كثيرة انبثقت فى الظلام عيون حمراء تدوران فى محجريهما لم تعد اقدامه تقوى على حمله من الرعب وتوقف قلبه عن النبض واغلق عينيه واستسلم الى عزرائيل الذى اخذ روحه ..
      وفى الصباح وجدوه جثة هامدة يحتضن ارض القبر بيديه ..
      فسألت "التربي" وجسدي يرتجف : كيف علمتم بما حدث داخل القبر ؟
      أجاب "التربي" لقد أتوا بأحد العرافين وقال لهم لقد كان فى هذه المقبرة اجتماع يضم عفاريت كثيرة وهو اقتحم عليهم المكان .. حظه العاثر قاده إليهم ..


      تعليق


      • #4


        عفاريت الصعيد

        كلنا مازلنا نتذكر حكايات التراث القديم التي ترويها لنا الجدة في أجواء الليل المليء بالإثارة والرعب، واليوم سوف اسرد عليكم ما حفر في ذاكرتي من تلك الحكايات ...


        العفريت والأرض
        في احد ليالي الصقيع القارص جلست مع جدتي العجوز وهي ملتحفة بعباءتها الصوف نستمتع معا بشرب الشاي الساخن أمام الموقد، فقلت في خاطري سوف احصل الليلة على أمسية مذهلة واستدرج الجدة لسرد الحكايات عن العفاريت فهي بالفعل موسوعة قصص وحكايات.
        أخذت رشفة شاي وقلت : لقد تأخر والدي في الحقل يا جدة وأنا أخاف عليه من العفاريت.
        فضحكت الجدة وقالت : لا تخف فوالدك قلبه قوى لا يهاب من أي شيء .. طالع مثل جدك تمام .. ثم تنهدت الجدة وقالت وهي تستذكر إحدى حكاياتها القديمة والعجيبة : ذات يوم تعاهد جدك مع أخيه إبراهيم لري الأرض معا ..
        صمتت الجدة ونظرت إلي قائلة : هل تدرى من سمع حديثهما ؟! فارتعبت لأني اعلم الإجابة لكن لساني عجز عن النطق فاسترسلت الجدة قائلة : وبعد منتصف الليل جاء إبراهيم ونادى على جدك ليذهبوا معا لري الأرض وحمل كل واحد منهم بدالته على كتفه - البدالة هي آلة بدائية لسحب المياه من الترع - وكان إبراهيم صامت لا يتحدث طوال الطريق متقدما في خطاه وجدك يتبعه حتى وصلوا الأرض وبدءوا العمل في ريها وسقايتها .. الغريب أن جدك كان يروي قيراط مقابل عشرات الأقرطة يرويها أخيه إبراهيم.
        وحين انتهى إبراهيم من الري حمل بدالته على كتفه ثم قال لجدك : سوف اذهب الآن قبل حلول الفجر وأنت خلص وتعال على مهلك.
        وعند عودة جدك في الصباح وجد أخيه إبراهيم في البيت متأسفا، لقد غلبه النوم ونسى عهده وموعده .. فضحك جدك وعلم إن الذي كان يساعد إبراهيم في ري الأرض لم يكن إلا عفريت.


        عفريتة التنور
        أعطني يا ولدى كسرة بتاو - البتاو نوع من الخبز في صعيد مصر- .. قالت الجدة فأعطيتها كسرة البتاو وما أحلاه مع الشاي فأخذت الجدة قضمة وقالت : لم أذق في حياتي أشهى من بتاو العفريته .. فارتعشت أوصالي وقلت : وما قصة بتاو العفريته يا جدة ؟.
        قالت الجدة : ذات يوم كنت اخبز الخبيز في الفرن بالطابق الأعلى وبعد الانتهاء تذكرت أني نسيت وعاء العجين ولم أقم بغسله فصعدت للأعلى لأحضره وإذا بي أجد واحدة ست جالسة تخبز أمام الفرن وأولادها يلعبون حواليها وعندما التقت أعيننا رأيت النار تتراقص في عينيها الحمرواتين .. فتشجعت وقلت لها لا تخافي استمري في الخبيز فانا انتهيت من الفرن ثم خرجت وتركتها لتنهي خبيزها.
        وفى الصباح وجدت خبزا شهيا بجانب الفرن .. و أوقات كثيرة يا ولدى أجد الفرن ساخنا ويوجد بجانبه قليل من الخبز.

        لا تنم أمام الباب!
        أخيرا غلبني النعاس اللعين فاستأذنت جدتي ومددت جسدي الصغير أمام باب الغرفة وإذا بجدتي تناديني منزعجة : لا تنام أمام الباب حتى لا يحدث لك مثل ما حدث معي.
        فارتعبت وطار النوم من عيني كالجبان وهرعت إلى حضن جدتي فلفت يديها العجوزتين حولي بدف وقالت : ذات يوم من أيام الصيف الحار عندما كنت في مثل سنك نمت أمام عتبة البيت على ضوء القمر كما كان أهل القرية يفعلون في ذالك الزمان وفى منتصف الليل استيقظت على صوت دوي أقدام لشخصين ضخام البنية متجهين رأسا إلى بيتنا فأغمضت عيني وادعيت النوم ولما اقتربوا منى أراد واحد منهم أن يعبر من فوقى فمنعه الآخر قائلا : إذا عبرنا من فوقها فسوف نؤذى الفتاة.
        ثم انحنى وحملني ووضعني جانبا وعبروا إلى داخل البيت وتلاشوا كبخار يظهر قليلا ثم يضمحل.

        العفريته التي أحبت جدي
        والآن حاول أن تنام لنذهب في الصباح معا لزيارة قبر جدك .. قالت الجدة وهي تربت بلطف على رأسي فأجبتها قائلا : حاضر يا جدة .. لكن هل كان جدي رجل طيب مثلك هكذا؟.
        فنظرت إلي الجدة بحنو وقالت : كان رجلا طيبا للغاية و ذو هيبة تقع على كل من يراه حتى أن ملكة الجان أحبته و أرادت أن تأخذه مني.
        ماذا ؟ .. ملكة الجان أحبته ؟ .. قلت أنا متعجبا.
        فردت الجدة : ولماذا الاستغراب يا ولدى ؟ .. جدك كان له عادة أن يطلق البخور في أرجاء البيت لتكون رائحته طيبه .. وفي إحدى الليالي وبينما هو يبخر وإذا بطاقة تنفتح أمامه من العدم لتخرج منها فتاة جميلة وخلفها عبد اسود اللون.
        الفتاة الجميلة قالت لجدك : أنا أحببتك وسوف تكون زوج لي.
        فارتعب جدك من هول المنظر وتلعثم في الكلام قبل أن يرد قائلا : لكني متزوج .. فقالت الفتاة : أنا اعلم بأنك متزوج وسوف أقوم بزيارة زوجتك لآخذ الإذن منها ثم اختفت من أمام جدك الذي هرع إلي وقص علي كل ما حدث فقلت له باستنكار وأنا غير مصدقة : الم تجد من بين الرجال غيرك .. أهي عمياء حتى تعجب بك ؟.
        فقال لي جدك : حسنا انتظري زيارتها حتى تتأكدي من صدق قولي وكلامي.
        ثم تنهدت الجدة وقالت : وفي إحدى الليالي بينما كنت نائمة لوحدي في المنزل وإذا بفتاة بارعة الجمال تدخل إلى غرفتي وخلفها عبد اسود اللون غليظ الشفتين. الفتاة ألقت علي التحية وعندما رفعت ذراعي لأرد التحية لم استطع .. حتى لساني امسك عن الكلام.
        الفتاة قالت : أنا اعلم انك امرأة طيبه ذات قلب ابيض وأنا أحببت زوجك وأريده لنفسي.
        قالت الجدة : فأحنيت رأسي بالموافقة خوفا من أن تؤذيني وتلاشت من أمامي كالضباب الثقيل وتلاشى معها كل إرباك حدث لجسدي وآمنت بصدق الحكاية.
        ثم مرت الأيام والأسابيع وفى يوم ظهرت الفتاة لجدك لوحدها بدون العبد الأسود وكانت تحمل بين يديها زلعة من الفخار وقالت لجدك : خذ هذه الزلعة بسرعة قبل أن يأتي العبد من السودان .. إنها مليئة بالذهب.
        فخاف جدك ورفض أن يأخذها وقال لها هذه الزلعة مليئة بالثعابين والعقارب أنتِ تريدين قتلى .. ابعدي عنى.
        فاختفت الفتاة على الفور ولم تعد تظهر بعد ذالك اليوم.
        وهنا سكتت الجدة ثم قالت لي بصوتها الدافئ الحنون : يكفى حكايات هذه الليلة ولتخلد للنوم .. ثم وضعتني في الفراش .. لكن هيهات .. فبعد هذه القصص المرعبة يأبى النوم أن يداعب أجفاني وأظل طوال الليل منكمشا أسفل غطائي، كانت هذه القصص تملئ أمسياتي رعبا وتكسو أحلامي بلونها الرمادي وصور العفاريت التي تترأى في مخيلتي .. انه الخوف الطفولي البريء .. كانت حكايات الجدة كافية لأن تقذف بي في لجة الهلع لأعيش القصة واقعا مرعبا .. فالخوف يظل أقوى شعور يربك الإنسان.
        وذات يوما استيقظت على صراخ والدتي وبكاء أبي .. لقد رحلت جدتي الحنونة وأخذت معها روائح الماضي الجميل .. رحلت الجدة التي طالما تجمعنا من اجلها ... رقدت بسلام أخيرا.

        صديقي عصام ركبه عفريت!
        ومرت السنوات مسرعة وكبرت .. وفى احد الأيام كنت جالسا في غرفتي أداعب ذاكرتي وأدغدغ مشاعر الزمن العتيق وإذا بالهاتف يرن ...
        - ألو نعم ..
        - تعال بسرعة أنا أم عصام ..
        - خير ماذا حدث ؟ ..
        - عصام ركبوا العفريت (أي تلبسه أو مسه شيطان ) ..
        فأغلقت السماعة وركضت سريعا إلى منزل صديقي عصام فهو لا يبعد كثيرا عن منزلي، فوجدت الباب مفتوح وأصوات النحيب تخرج منه فدخلت وتوجهت لغرفة النوم حيث مصدر الصوت فوجدت عصام ممدا على السرير يتكلم بكلمات مبهمة وحركات غير طبيعية ... نعم لقد ركبه عفريت.
        طرقنا أبواب الطب الذي طالما لا يؤمن بهذه الأمور الخرافية وكان تشخيصه صدمه عصبيه .. وقطعنا شوطا في العلاج من دون جدوى حتى ألجئنا اليأس إلى طرق أبواب رجال الدين ... هنا آيات تتلا ....وهنا تسابيح وتراتيل ... حتى انعم الله عليه بالشفاء التام وتعافى تماما ..
        وفي ليلة جلست معه احتفالا بشفائه حتى خلى المكان من الأصدقاء فنظرت له وابتسم هو كأنه عرف ماذا أريد وقال : حاضر .. سوف اسرد عليك ما حدث .. ثم تنهد وأطرق متأملا إلى الأرض ليجمع شتات أحداث ذلك اليوم المشئوم قبل أن ينظر إلي قائلا : لقد تمت دعوتي لحضور عرس احد أصدقاء الدراسة وكان منزله في إحدى القرى المجاورة وبالفعل ذهبت إلى بلدته ولأني غريب سألت احد الأشخاص لكي يدلني على المنزل فقال لي اتبعني سوف أرشدك ومشينا معا ..
        وفى الطريق اخذ هذا الرجل يتحدث في أمور كثيرة وكان ثرثارا للغاية فلم أعيره أي اهتمام ولم أبالي كثيرا بما يقول بل كنت مشغولا ومأخوذا بجمال تلك القرية العتيقة التي مازالت تحافظ على الرونق الفرعوني .. ثم انتبهت فجأة إلى صوت الرجل وهو يقول : صاروا الآن ثلاثة قتلى في شهر واحد.
        فقلت : أي قتلى ؟!.
        فرد الرجل باستغراب : يبدو انك لم تعيرني اهتمام عندما كنت أقص عليك حكاية القتلى الثلاثة الذين قتلوا في بلدنا .. أحدهم لقيناه مفصول الرأس .. والثاني مفقوء العينين .. والثالث مبقور البطن ..
        ثم توقف الرجل عن الكلام أخيرا وأشار بيده إلى أحد المنازل قائلا : هذا هو المنزل الذي تريده .. فشكرته وتوجهت للمنزل حيث قوبلت بترحاب حار من الجميع واستمتعت بعرس صديقي حتى سرقني الوقت وخيم الليل على المكان ولم أجد سيارة للعودة لمنزلي.
        فاقترح احدهم أن أبيت عندهم وفى الصباح انطلق عائدا للبيت. وبالفعل دخلت إحدى غرف منزل صديقي لأقضي ليلتي فيه .. كانت غرفة واسعة للغاية سقفها عالي جدا وحوائطها قديمه ومزخرفة ببعض الرسومات وبها سرير قديم والى جواره كرسي من الخيزران فجلست على الكرسي وأشعلت سيجارة وما أن انتهيت منها حتى ارتميت على السرير وأغمضت عيني وغصت في النوم .... وفى منتصف الليل شعرت بهواء ساخن يضرب على وجهي ففتحت عيني لأجد شخص جالس على الكرسي بجواري وكان مبقور البطن واثنان واقفين خلفه واحد مفقوء العينين والآخر بدون رأس! ..
        تكلم الشخص الذي كان جالسا بجواري قائلا بغضب وهو يحدق في وجهي : لماذا لم تعير الرجل اهتماما وهو يحدثك عنا؟.
        فصرخت من الرعب وفقدت الوعي في الحال وفى الصباح أخذوني للمنزل وأنت تعرف باقي القصة.

        وأنت أيضا زميلى العزيز .. عليك أن تعيرني اهتمامك وأن تقرأ قصصي جيدا وتتفاعل معها لكي لا تغضب العفاريت فتزورك في حجرة نومك!!.


        تعليق


        • #5


          أم الدويس



          يتحدث الموروث الشعبي في الإمارات العربية المتحدة وبعض من أجزاء الخليج العربي عن حكايات تتعلق بأنثى من الجن تدعى أم الدويس توصف لدى الرجال الأوائل بأنها من أجمل النساء التي يمكن أن يصادفها رجل فقد اجتمعت فيها كل مواصفات الجمال والرقة وعذوبة الحديث وشذا العبير المنبعث من نسائم خطواتها بتؤدة وسكينة.


          أصل التسمية
          يرجع أصل تسمية "أم الدويس" إلى أداة القتل التي تستخدمها والتي تشبه المنجل وتسمى في اللهجة العامية في الإمارات "داس" والدويس هو تصغير لكلمة "داس".


          أوصافها
          تتجسد "أم الدويس" بهيئة فتاة بالغة الجمال، أنيقة رشيقة، تفوح منها روائح شتى جميلة من أنواع العطور والبخور، إحدى رجليها رجل حمار، والأخرى داس، وهناك من يقول بأن كلتا رجليها أرجل حمار ويديها (ديسان)أي منجلان.وبالرغم من جمالها الأخاذ وروعة ملامحها إلا أنها تحمل في وجهها عيني قط.


          أماكن ظهورها

          تظهر أم الدويس في الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، وفي المدن الكبيرة والصغيرة والقرى، وقد تظهر في الفلوات والبراري والقفار والبساتين، أي أنها تظهر تقريبا في جميع الأمكنة التي يمكن أن يتواجد فيها البشر ويمكن إغواؤهم فيها وقتلهم.


          حكاياتها

          يزخر الأدب الشعبي الإماراتي بمئات الحكايات عن "أم الدويس":

          - حكاية أولى
          تذكر إحدى السيدات بأن لها حكاية فريدة مع “أم الدويس”،تقول:كنا في الماضي نخرج كل صباح لجلب الماء من الآبار القريبة من المدينة القديمة، وقد كنا نقول “نسير نروّي” وكانت كل مجموعة من الفتيات يلتقين عند بيت إحدانا فنذهب سوية إلى البئر المطلوبة وتسمى “الطوي”، وذات ليلة سمعت طرقاً على باب بيتنا فقمت على صوت الطرق فلما خرجت وجدت فتاة غريبة على الباب فسألتها حاجتها، فقالت بأن زميلاتي قد ابتعثنها إلي لاستعجالي في المجيء إلى المكان المعهود! وقد صدقتها بالفعل لأني كنت لا أزال تحت تأثير النوم، فاستأذنتها لجلب قربتي “الجربة” وعندما حضرت ارتبت في بعض الأمور التي شككتني في هذه الفتاة فملابسها نظيفة جدا وأنيقة وعيناها تشبهان عيني القط وطريقة كلامها ولفتاتها المريبة المخيفة. فأعطيتها قربتي “الجربة” و قلت لها انتظريني دقائق نسيت شيئا مهما في البيت، فدخلت وأغلقت الباب بإحكام وهربت إلى حجرتي وأقفلتها أيضا، فأحست أم الدويس بأنني قد اكتشفت أمرها وهربت، فأخذت تدق الباب بعنف وتصرخ منادية لي لأخرج وأنا ساكتة ملتزمة الصمت، ثم هددتني بتمزيق القربة فواصلت صمتي، وما لبثت أن سمعت صوت تمزيق القربة، تصور تمزيق قربة من الجلد السميك ولكنها قوية جبارة تستطيع فعل أي شيء، والحمد لله أني لا زلت أروي قصتي وأنا بخير وأحسن حال.


          - حكاية ثانية

          في نهاية السبعينيات، يروي أحد الناس "كنا أنا وصاحبي في طريقنا من الشارقة إلى الباطنة في عمان، وكنا نستقل سيارة لاند روفر فضللنا الطريق ولم نعرف في أي اتجاه نذهب، فقد كانت السماء ملبدة بالغيوم وليس في السماء ما يمكن أن يُهتدى به لا نجم ولا قمر، لكن فجأة رأينا مصابيح سيارة من الخلف “حمراء” تضيء من بعيد فتبعناها، وتجدد الأمل، ولكن وجدنا أن المسافة بيننا وبين تلك السيارة لا تتغير فنحن لا نقترب منها أبدا، ولكنا تمسكنا بالأمل علنا نصل.وفجأة توقفت السيارة التي كنا نتبعها وظللنا نقترب منها شيئا فشيئا، فتجدد الأمل وابتهجنا من جديد، إلى ان قاربنا على الوصول إلى السيارة المقصودة، ويا لهول المفاجأة، وصلنا إلى مكان الأضواء فوجدنا امرأتين تمشيان وكل امرأة أضاء ثوبها من الخلف وكأنه مصباح أحمر لسيارة، فصعقنا من شدة الخوف، وتملكنا رعب لم نحس به من قبل، فحاولنا اجتيازهما بسرعة وحاولت النظر إلى وجهيهما، لكن صاحبي اجتذبني بعنف، وصرخ فيّ قائلاً “لا تنظر في وجهها يا مجنون، انها أم الدويس”.وهربنا من المكان، والعجيب أنها لم تلحق بنا، وعندما وصلنا إلى أول مكان استراحة في طريق الباطنة، أخبرنا بعض الناس هناك بما رأينا، فقيل لنا بأننا لابد أن نكون قد مررنا بطريق مسكون “أي مسكون بالجن” فحمدنا الله، وتمنى الحاضرون لنا السلامة."


          - حكاية ثالثة
          يروي أحد الأشخاص انه كان قادما من خورفكان إلى كلباء على حمار، وفي الطريق ناحية الجبل الذي يقع على مدخل خورفكان شاهد فتاة جميلة حسناء تمشي على مقربة منه على استحياء، ثم رفعت وجهها وأومأت له أن يتبعها، يقول "فهممت أن أتبعها، لكني انتبهت من غفلتي بسرعة وقلت في نفسي من هذه وكيف أتت إلى هذا المكان الموحش البعيد الذي لا يوجد فيه أحد فعلمت أنها أم الدويس، فأشحت بوجهي عنها وتعوذت من الشيطان الرجيم وبدأت أقرأ المعوذات وبعض ما تيسر لي حفظه من آيات القرآن الكريم فاختفت."

          يزعم أهل الإمارات سبب وجود أم الدويس بالقول:"هي الدواء الناجع والناجح ضد الرذيلة والفحش، فهي الرادع والمنجي من الانحراف ومقارعة الشوارد من الآفات والمصائب الأخلاقية المقيتة.فالمستسلم للفتنة والرذيلة هو المستسلم لأم الدويس والمستسلم لها مستسلم للموت".

          ورغم أن الغالبية من أهل الإمارات يقرون ويعتقدون بحقيقة بوجود أم الدويس، إلا إن البعض ممن يتصفون بالتدين من كبار السن يشككون بها ويقولون بأنها مجرد خرافات مبتدعة لردع الشباب عن الرذيلة. تحكي إحدى الأمهات عن أم الدويس فتقول:كان والدي يطلق اسم أم الدويس على إحدى الجارات لأنها كانت تكثر من التطيب وكانت إذا مرت من طريق عرفت من طيبها، فكانت كل ما مرت من أمام بيتنا وشممنا ريحها صرخ من داخل البيت بأعلى صوته ليسمعها “أم الدويس... أم الدويس”.و كنت أسأله لماذا تنعتها بهذا الاسم، فيقول: "إن فعلها كثرة التطيب هو من فعل أم الدويس، ولا تفعله مسلمة تخاف ربها، فهي تغوي الرجال بهذا التصرف، وهي آثمة بفعلها !".











          تعليق


          • #6


            جنية الترعة

            هل ندهت جدّك (الندّاهة)؟
            هل قادته (الجنية ذات العينين المشقوقتين بالطول) إلى دهاليز تحت الأرض؟
            هل أخبرك عن (الحمار الذي يعلو ويهبط) إذا ركبه؟
            هل خاطبت جدّتك (القطة السوداء)؟ هل قصّت لك حكاية (الصيّاد والقراميط) قبل النوم؟

            لو أن ما بين الأقواس مألوفًا لك، فأنت مثلي، وربما في عمري: هل أنت من مواليد الثمانينات؟ هل أرقك تصوّر الشيطان... أرسمت آلاف الصور التي تختلف تمامًا وتشترك جميعًا في ’أرجل العنزة‘؟
            أنت تعرف ما أعرف وتدفنه في مكان سحيق من ذكريات طفولتك.. الآن أخبرك، جدي وجدك كانوا يتسلوا بنا يا صديق.. كانوا يخدعوننا...
            فكل ما رووا...
            لا يوازي ذرّة من الحقيقة!


            في القرى، لم تكن النساء تستحم بالماء الدافيء في البانيو.. كن يستحممن في الترعة.. بعد أعمال الحقل والأعمال المنزلية. كن يأخذن حاجياتهن: صحون، أوان، ملابس متسخة، ويذهبن إلى الترعة.. ينظفنها، ثم يخلعن ملابسهن فيما عدا قطعة واحدة، وينزلن سويًا إلى الترعة..

            في الحلكة، لا يخفن، لكن تكون هي الأمان لهن من المتلصصين، دعك من أنه لم يكن هناك متلصصون.
            كانت (بهية) ـ التي قد تكون جدتك أو جدتي ـ أجمل صبايا البلد، كانت وحي الشعراء والأدباء، وقد استحقت كل حرف من اسمها..
            لو أنها قصة رومانسية لقلت لك أن كل الرجال هاموا بها، ولو أنها قصة أطفال لقلت لك أن كل الورود منحتها جمالها.. لكن والحال هكذا، أقول: أن مصيرًا أسود ينتظرها.
            غرفت (بهية) بيدها من الرمل على جانب الترعة، وصبّته على قطعة اللوف، ثم نحّت ملابسها ونزلت إلى الترعة.. استمتعت بملمس الماء المُنوِّم على جسدها.. قبل أن تصطدم ساقها بشيء، وتتبين هاتين العينين المحدقتين بها من تحت الماء!
            أطلقت صرخة رعب هائلة.. التفت النساء حولها.. وحوطتها صديقتها (أمينة) بذراعيها.. قالت كلمات متهدجة عن شيء يحدّق بها من العمق.. تبرعت (أم أحمد) باستكشاف الأمر.. هي معروفة بموت قلبها وربما يعود هذا لعشرتها مع زوجها الحانوتي.. غطست (أم أحمد) وعادت بعد ثانية ممسكة برأس حمار ميت، لوحت به في وجه (بهية) وقالت لرفيقاتها:
            - اضحكن يا نساء! الصبية الحلوة المتدللة تخاف من جثة حمار!

            كانت (بهية) لاتزال ترتجف، وصدرها يعلو ويهبط.. لكنها حمدت الله أن جعله حمارًا لا أكثر.. قالت (أمينة):
            - لا تقلقي! لا تقلقي!

            ثم أخذت اللوف من يد (بهية) لتحممها به، وبدأت في تدليكها، كان ملمس الرمل خشنًا على جسد (بهية) اللين في ذاك الوقت الذي لم يكن الصابون أُخترع فيه بعد. تألمت (بهية) إثر الاحتكاك، وقالت لـ (أمينة):
            - تعرفي يا (أمينة).. لكم كنت أتمنى لو أستطيع أن أتحمم بالحنّاء بدلاً من الرمل كما تفعل (ثريا).. لو أنني ابنة أثرياء مثلها!
            - تستطيعين أن تصيري أغنى فتاة في البلد بإشارة من إصبعك.. كل الأثرياء يتمنون الزواج منك
            - لكنهم كبار في السن.. أنا لا أريد أن أتزوج رجلاً في مقام أبي، أنا فقط أريد أن أتحمم بالحنّاء..
            - إذا كان على الحنّاء فأمرها بسيط، لكن...

            ثم التمعت عينا (أمينة) وهي تقول:
            - أمتأكدة أنه لو أتيحت لكِ أمنية أخيرة تتمنين الحنّاء؟

            اندهشت (بهية) لتساؤل (أمينة) لكنها لم تأخذه محمل الجد، قالت:
            - نعم.. أتمنى أن أجرّب الحنّاء

            هنا اختلجت شفاه (أمينة) في ربع ضحكة ما لبثت أن تلاشت ثم فتحت كفها عن عجينة من الحنّاء.. اتسعت عينا (بهية) وأمسكت كف (أمينة) لتخفي الحنّاء بسرعة، وقالت خافضة صوتها:
            - ياللمصيبة.. أسرقتها من (ثريا)؟ لو علمت (ثريا) فلن....

            قاطعتها (أمينة):
            - لا تقلقي! لا تقلقي!

            أفلتت (أمينة) يدها من يد (بهية)، ووضعت الحناء على اللوف، وبدأت تدلك جسد (بهية) التي لم تشعر بتحسن في الملمس: ظل خشنًا مؤلمًا، ذلك أن (أمينة) وضعت الحناء على اللوف المحتوية بالفعل على الرمل، وما زاد الأمر سوءًا تلك الحركة العنيفة التي اتبعتها (أمينة).. كانت تستجمع قواها لتحك جسد (بهية) بعنف، إلى حد أن بدا في اختلاجات وجهها عقدها العزم لفعل يحتاج القوة.. صرخت (بهية) ألمًا وتملصت:
            - ما لكِ يا (أمينة)؟ لماذا تدلكينني هكذا؟ أنتِ تؤلمينني

            لم تجب (أمينة)، ولو أجابت لما قالت سوى: "لا تقلقي!".. شعرت (بهية) أن (أمينة) تكبر قليلاً مع كل مرة تدلكها فيها.. لكنها طردت الأفكار من رأسها: هذه لاشك ألاعيب الظلال!
            كانت (أمينة) تسحب (بهية) رويدًا للأبعد.. والآن، وقد صارت (أمينة) بحجم أضخم أضعاف عن الذي بدأت به ليلتها، وصارت (بهية) على بعد كاف من الرفيقات.. قررت (بهية) أنها في خطر.. وأصدرت صرختها التي كتمتها (أمينة) بيدها، وأمسكت بكتفها وأدارتها لتتمكن من تدليك ظهرها.
            نظرت (بهية) بعينين متسعتين إلى نساء المجموعة.. كن يمرحن جيدًا، حتى (أمينة)، كانت واقفة تتبادل رش الماء مع النساء.. إذا كانت تلك (أمينة)، فمن تلك التي تدلك ظهرها الآن؟
            نظرت إلى انعكاس صورتها في الماء على ضوء القمر: صبية حلوة يمسك بها من الخلف شيء مثل... مثل.... شيء لا تعرف له مثل.
            صرخت (بهية) لكن قبضة الجنية على فمها منعت أي صوت، كانت لها من القوى أضعاف ما تبدو عليه، حتى وهي على هذه الحال من الضخامة.. كان الألم يمزق ظهر (بهية)، وللحظة شعرت أن جلدها سينسلخ، وذلك قبل أن ينسلخ بالفعل!
            كانت الجنيّة الآن قد تحررت تمامًا من ثوب (أمينة)، وقد ظهر لها أعوان يساعدونها في سلخ (بهية) التي لم تتصور قط أن هذا ممكنًا.. وقد لحظت الجنية كل هذا الذعر على وجهها فقالت:
            - لا تقلقي! لا تقلقي!

            أمسكت الجنية أطراف جلد ذراع (بهية) من الكتف، وجذبتها للأسفل.. حاولت (بهية) التملص والصراخ، لكن الجنية قالت:
            - رجاءً لتبقي فتاة مطيعة حتى أحصل على جلدك كقطعة واحدة: قطعة واحدة للظهر، قطعة واحدة للساق، للذراع، للوجه.. حتى لا أضطر للترقيع.

            ثم اقتلعت جلد ذراع (بهية) التي غرقت تمامًا في دمائها.. لا شك أنه من الرحمة أن توقفت (بهية) في لحظة ما عن الشعور بالألم، وبأي شيء آخر.. أما الجنية فقد قسمت العمل بين أعوانها قسمين: قسم يقتلع جلد (بهية)، وقسم يركب لها هذا الجلد ويحيكه على جسدها.. وحين انتهت، ألقت جثة (بهية) مشوهة المعالم في قاع الترعة، ووقفت تنظر لجسدها في انبهار ثم تنظر لأعوانها وتقول:
            - كيف ترونني الآن؟
            - نرى (بهية)
            - وكيف ترون انعكاسي في الماء؟
            - انعكاس (بهية)
            - وكيف سيكون انعكاسي في المرآة؟
            - انعكاس (بهية)
            - ولهذه الأسباب جميعًا لم أكتفِ بالتشكل في هيئة (بهية) كما تشكلت في هيئة (أمينة)، وأصررت على ارتداء جلدها ذاته؛ فالآن أنا أجمل الإنس والجان في هذه البلاد.

            ثم ركضت إلى النساء اللاتي كن يستعددن للرحيل، وما إن رأوها حتى ملن على بعضهن يتهامسن:
            - كلنا استحممنا فلماذا تبدو (بهية) أكثر بهاءً من الجميع؟
            - أكنا نتحمم بالرمل وهي تتحمم بالحناء؟
            - أكنا نحمم بعضنا، وتحممها الجنيات؟

            وقالت (أمينة):
            - أين كنتِ يا (بهية)؟ لقد انشغلت عليكِ

            قالت (بهية):
            - لا تقلقي! لا تقلقي!



            تعليق


            • #7


              عفريت المؤاساة

              فى احدى زيارتنا للمقابر تذكر والدى اشقاءه الذين خطفهم الموت مبكرا فجلس بجوار قبرهم واجهش بالبكاء
              وبالمصادفة كان يمر من امام مقبرتنا العم صالح جارنا فى المقابر فسمع صوت البكاء واتجه نحو والدى واخذ يربت على كتفه قائلا .. يكفى بكاء ونحيب لن يفيد بشي مثلما قال عفريت المؤاساة ...


              عفريت المؤاساة! .. كانت عبارة مخيفة لها رنين في قلبي قبل أذني ونظرت إلى العم صالح مشدوها وأجاب العم صالح عن سؤالي قبل أن اطرحه … قال انتم تعلمون انه كان لى ابنا فقدته وهو فى ريعان شبابه وظللت سنين عديدة اتى هنا وانوح عليه وفى احدى المرات توفى احد الاقارب وذهبت مع العائلة لدفنه ، وكما فى كل مرة تركت الجمع يبداون فى الدفن وذهبت بعيدا قاصدا مقبرة ابنى رغم عتمة الليل الموحشه ورائحة الموت ورهبة المكان .. ولما وصلت للمقبرة ألقيت جسدي على قبر ابني وأخذت أنوح وابكي ...
              فسمعت صوتا من الخلف يقول : لك سنين عديدة وأنت تاتى الى هنا وتنوح على ابنك يكفى بكاء لن يفيد بشى ..
              واقترب منى هذا الشخص وأنا مازلت غارقا في دموعي وقال : هيا ضع يدك على لاساعدك على النهوض ..
              فخيل لي انه احد المشيعين .. ولما وضعت يدي عليه اخترق ذراعي جسده وكأني اتكأت على هواء فانتصبت مذعورا واذا بى امام عفريت وجه لوجه عينيه تتوقدان كانهم جمر يلتهب وفمه يتسع كبئر عميق ..
              خيم الصمت لثواني طويلة مرت علينا كأنها سنوات .. وكل منا يحدق فى وجه الاخر ..
              هل اركض أنا ... أم سوف يتلاشى هو ؟ .. رحت أسال نفسي ..
              وبدون ما اشعر أغمضت عيني وصرخت صرخة كاد أن يفزع منها الأموات وأطلقت ساقي للريح هاربا مذعورا
              فخرجت ضحكة مخيفة من العفريت تلاشى صداها فى سكون الليل بين الاموات ..

              وصرت اركض فى المقابر والرعب يدب فى قلبى ويزداد الخوف اكثر واكثر ومع كل خرفشة ورقة او صوت ات من بعيد تخيل لى ان العفريت يركض خلفى .. وعودت من حيث أتيت لكني لم أجد احد من المشيعين ... لقد رحلوا وتركوني ..

              امتلئ قلبي بالذعر بعد أن وجدت نفسي وحيدا وشعرت بان روحي تبتعد عن جسدي وأخذت أحملق كثيرا في الأفق لتعود الطمأنينة إلى قلبي بعد أن رأيت احد الأشخاص يشق الظلام بنور الشعلة ... لقد شعروا بعدم وجودي ورجعوا يبحثوا عنى …وتوقف العم صالح عن الكلام وذهب الى مقبرته وهو يدك الأرض بعصاه الغليظة

              العفريت أبو نواس ... لبى نداء الزوج وخطف زوجته

              بعدها نظر إلي والدي وقال وهو منفعل ... لا تتكلم في أمر العفاريت داخل هذا المكان لا قليل ولا كثير وصمت برهة وهو يتذكر إحدى حكاياته العجيبة ليسردها لي لتكون درسا وقال … عجبا لهذه الحياة قبل ثلاثين عاما كنت فى زيارة للمقابر هنا وحدث امر عجيب ومرعب مع شخص يدعى قاسم
              كانت مقبرة قاسم على مقربة منا هنا وفى احدى زيارته كان اطفاله الصغار معه وزوجته ايضا
              وذات ليلة اخذ يمزح مع زوجته قائلا : انشالله أبو نواس ياخدك ويريحني منك ...

              وإذا بزوجته تختفي من امامه فى التو واللحظة ..
              يفرك قاسم عينيه غير مصدق ... يبحث هنا وهناك .. لم يجدها .. يركض في أرجاء المقبرة .. كاد أن يجن جنونه فجلس على الأرض من هول المفاجأة : أين زوجتي ... لقد اختفت تماما ... هل أنا في مملكة الخوف ... لا لا ده أكيد كابوس ... راح قاسم يسال نفسه ..

              ولما فاق من غيبوبته قرر ان يذهب الى احد العرافين الذين لهم باع طويل فى السحر وكانت رحلة البحث عنها اكثر غموضا ورعبا ... اخذ العراف اليد اليسرى لقاسم وكتب عليها كلمات السحر ووضعها على البخور الذي أمامه وقال له اقبض على البخور بيدك اليسرى ولا تفتحها حتى أقول لك واخذ العراف كتاب قديم كان أمامه وقطع منه ورقة وكتب عليها وأعطاها لقاسم في يده اليمنى وقال له : لقد سخرت لك اشد أنواع السحر اذهب سريعا ألان إلى المكان الذي اختفت منه زوجتك وا ..........
              فذهب قاسم إلى المقبرة ووقف فى المكان الذى اختفت منه زوجته ورفع يده اليسرى المغلقة فى اتجاه الشمال وفتحها فوجد نفسه على مشارف طريق مظلم ينيره قليل من النار كما قال له العراف

              ذهب الى داخل الطريق ومشى قليلا واذا به يجد ملكا جالسا على عرشه منظره مهيب ومخيف عيناه مشقوقتان بالطول فى وجهه وأذنه كأذن خيل وشعر راسه كاد ان يلمس الأرض تقدم قاسم ببطء وجسمه يرتعش من الجالس على العرش واعطاه الورقة التى كانت فى يده اليمنى بدون ان يتفوه بكلمة كما قال له العراف ...
              اخذ الملك منه الورقه وما أن قراها حتى نادى بصوت مرعب على الحراس ...
              الملك : ائتوني سريعا بأبو نواس واحضروا معه زوجة هذا الرجل ..
              في لحظة من الزمان ذهبوا الحراس ورجعوا قائلين رفض ان ياتى معنا
              الملك : أصعدوا إلى النخل واقصفوا جريدا اخضر واضربوا به ابو نواس واحضروه على الفور ..
              وما هى الا لحظات واذا بى ارى العفريت ابو نواس حضر ومعه زوجتي وهى ترتجف من هول الرعب.

              الملك : كيف تجرأت وخطفت زوجة هذا الرجل ؟ ..

              أبو نواس : لقد كنت عائدا من سفر وكانت المقابر طريقى الذى امر فيه وسمعت زوجها ينادينى بان اخذ زوجته فخطفتها على الفور ولم امسسها باى اذية ..
              الملك : نحن لسنا ندا للعراف الذي أرسله أنسيت انه في إحدى المرات أنى عصيت أمره فسخرني بكتاب السحر الذي في يده وجعلني اعمل طوال الليل في حقله ..
              ونظر الملك إلى قاسم وقال : .خذ امرأتك ولا تدعها من يدك حتى تخرج من هذا المكان ، فاخذ قاسم زوجته ورجع للخلف وعندما استدار وجد نفسه داخل مقبرته ..
              توقف والدى عن الكلام وبعدها تمدد على الفراش لياخذ غفوة
              .

              انقلب السحر على الساحر

              كنت ارتعب من الظلام قبل ان ينتهى النهار لابد ان اذهب سريعا الى القرية المجاورة للمقابر لاشترى احتياجاتى الضرورية قبل ان يخيم الليل على المكان وذهبت قاصدا القرية ولما وصلت اليها وجدت بقالة يعلوها يافطة كتب عليها التائب الى الله توجهت اليها وكان صاحبها رجل مسن منحنى الظهر ودار بيننا حديث ..
              انا : ما اجمل العبارة التى كتبتها على اليافطة

              هو : بل إن في الأمر سر وسوف أخبرك ما سره … كنت في بداية شبابي شاب طائش لا يعرف من الدين أي شي أو حتى أقوم بأي أمر من أمور الدين وتدرج الأمر بي حتى تعلمت أمور السحر .. وفي إحدى المرات كنت احضر الجن لأقوم بعمل الشر لأحد الأشخاص وبعد الانتهاء منه ذهبت إلى عرس كنت مدعو فيه وقضيت الليل بأكمله خارج المنزل وعند عودتي في الصباح دخلت غرفتي لأنام وإذا بي أرى الجن أمامي ينفث غضبا ... آه لقد نسيت أن اصرفه وظل طوال الليل حبيس داخل الغرفة ..فضربني الجن فانحنى ظهري فى الحال وسريعا امسكت بكتاب السحر وقرات التعويذة وصرفته وهو يتوعدنى فى الهاوية .. ومن بعدها عزمت على التوبة الى الله والندم على ما فات
              انا : احمد الله الذى جعل فيك بذرة خير قبل فوات الاوان
              واخذت الطعام منه وذهبت قاصدا المقابر اركض بخطواتي قبل حلول الظلام ...
              سارق الأموات …قاده حظه العاثر إلى مقبرة الاجتماع

              وبعد الانتهاء من العشاء أسندت رأسي على إحدى حوائط المقبرة واخذت افكر كثيرا ولا ادرى ما الذى جعلني ارتعب ودبت في جسدي قشعريرة الخوف والموت من هذه القصص المخيفة وأنا أجول بنظري في هذا المكان الموحش كأني أراه أول مرة واذا بى انتبه على اصوات عذبه تشدو الحان الموت
              " كنت فين يا وعد يا مقدر ..دى خزانة وبابها مسدر "
              إنها بكائية موسيقاها سوداء تعزف كلماتها النساء عن ... الموت ... والقبر
              لقد فارق الحياة احد الأشخاص وجاء " التربي" ليضم مواطن جديد الى عالم الاموات .. وذهبت إلى مقبرتهم بصحبة والدى لنشد من أزرهم وأخذت همسة بنظري إلى "التربي" الذي فتح القبر وبعد البسملة اخذ حفنة من الرمل وقذفها فى وجه القبر وبعد ثوانى نزل الى القبر للخلف بظهره وكأنه يوجد عداوة بينهما وبعد الانتهاء من الدفن وانصراف الجميع تقدمت إلي "التربي" و كعادتي السيئة اخذت الدهاء طريقى وابتسامة مزيفة تعلو وجهى قائلا : مرحبا بالرجل المملوء شجاعة ... ابتسم هو وراقت له التحية ورحب بي
              قلت له : لماذا قذفت القبر بالرمل ونزلت للخلف بظهرك ؟
              أجاب "التربي" قائلا : يا صديقي لعل وعسى أن يكون احد العفاريت داخل المقبرة فقذفت الرمل لينتبه لوجودى واخاف ان انزل بوجهى لربما لم ينصرف بعد من المكان فنتصادم وجه لوجه ولذالك نزلت بظهرى افضل
              هذه توارثتها من جدى بعد الذى حدث مع سارق الاموات …

              سارق الأموات! ..

              مابالي هذه الليلة الغبراء اسمع عبارات مرعبة كادت أن تقتلع قلبي .. رحت احدث نفسي ..

              وحين شاهدنى "التربى" متعجبا مندهشا من قوله استرسل في الحديث قائلا : كان يسكن في القرية القريبة من المقابر شخص يسرق الاموات بعد دفنهم كان يذهب الى المقابر ليلا وينبشالقب وياخذ الاكفان من على جسد الاموات واحيانا كان يحالفه الحظ فيجد بعض الخواتم والاقراط الذهبية التى تترك مع الميت كنوع من الاكرام له
              وذات يوم سمع السارق عن موت احد الاثرياء وفى ليلة حالكة السواد تجوبها رياح باردة بقسوة وتثير الغبار خرج السارق من بيته وذهب الى المقابر قاصدا قبر الميت الثري وعندما وصل إلى المكان بدا ينبش القبر ونزل فى داخله وقبض على يد الميت بعد ان جرده تماما من الاكفان يبحث عن الذهب في يده …

              ولكن مهلا فاليد ليست بشرية على الإطلاق .. بل أشبه بحافر حيوان ..
              وشدته هذه اليد نحوها وهو مرعوبا لايقوى على الحراك ولايدرى ماذا يفعل ولم يشعر إلا وأيدي العفاريت تقبض عليه من الامام والخلف ليتجمد الدم فى عروقه واصوات الصراخ المرعبة تخرج من العفاريت الذين احاطوا به واخذ قلبه يدق بسرعة معلنا ان يوم القيامة قد قام وان الاموات قامت لتنتقم منه لما فعله فى مواطنيها واذا به يرى عيونا كثيرة انبثقت فى الظلام عيون حمراء تدوران فى محجريهما لم تعد اقدامه تقوى على حمله من الرعب وتوقف قلبه عن النبض واغلق عينيه واستسلم الى عزرائيل الذى اخذ روحه ..
              وفى الصباح وجدوه جثة هامدة يحتضن ارض القبر بيديه ..
              فسألت "التربي" وجسدي يرتجف : كيف علمتم بما حدث داخل القبر ؟
              أجاب "التربي" لقد أتوا بأحد العرافين وقال لهم لقد كان فى هذه المقبرة اجتماع يضم عفاريت كثيرة وهو اقتحم عليهم المكان .. حظه العاثر قاده إليهم ..




              تعليق


              • #8
                سكن الجن

                لم يكن في الشارع سوانا في ذلك المساء البارد، كنا أربعة أصدقاء مجتمعين حول موقد نار صغير وقوده بقايا الأوراق وسعف النخيل، تظللنا شرفة كبيرة مطلة على الشارع. كان الهواء ثقيلا مشبعا بالرطوبة والسماء ملبدة بغيوم سوداء كثيفة تجود علينا بين الحين والآخر بزخات مطر قصيرة يصحبها برق ورعد.

                ماذا كنا نفعل في الشارع في تلك الساعة .. لا أعلم ؟ .. نزق شباب .. وملل .. ورغبة في تدخين سيجارة بعيدا عن أنظار الأهل. ففي ذلك الوقت، قبل أكثر من عقدين من الزمان، لم تكن خيارات الترفيه كثيرة ومنوعة كما هي اليوم، لم يكن هناك حاسوب ولا موبايل ولا قنوات أم بي سي الفضائية! .. كان الشارع هو الملاذ الأكثر شعبية لمعظم الأولاد والشباب.
                ومن بين جميع الليالي التي قضيناها على رصيف ذلك الشارع، علقت تلك الليلة بذهني حتى يومنا هذا، ليس فقط لأنها باردة وموحشة ومخيفة.. وإنما أيضا بسبب طبيعة الحديث الذي تطرقنا إليه في تلك الجلسة .. حديث يعكس معتقدات شريحة واسعة من الناس حول الجن والبيوت المسكونة.
                * * *
                - "أغلب الحمامات مسكونة بالجن" .. همس صديقي ياسر وهو يتلفت يمنة ويسرة كأن أحدا يراقبه ويرصد كلماته.
                - "ولماذا الحمام ؟! " .. قلت متعجبا، فأنا لم أستوعب لماذا يختار الجني السكن في الحمام دونا عن بقية حجرات وأقسام المنزل المريحة.
                - "لأن أسم الله لا يذكر في الحمام .. هذا ما تقوله جدتي" .. أجاب ياسر وهو يخفض صوته أكثر وقد اكتسى وجهه بنظرة جبانة لا تخطئها العين. وكنت أعجب كثيرا لحال صديقي هذا، فمن ناحية هو أشد المتحمسين لقصص الجن ، ومن ناحية أخرى هو أكثرنا خوفا وهلعا من تلك القصص! .. فتراه يرتجف رعبا وهو يقص علينا حكايات جدته التي لا تنضب أبدا.
                - "نعم .. هذا صحيح" .. قال صديقنا الآخر، وأسمه مهند، مؤكدا كلام ياسر .. وأسترسل قائلا بثقة .. "في كل حمام يوجد جني .. بعضهم طيب .. والبعض الآخر شرير".

                - " أنا لا أصدق ذلك .. هل لديك دليل على ما تقول ؟ " .. قلت محتدا وأنا أشعر بانزعاج شديد من هذا الحديث الذي يتسبب لي غالبا بكوابيس مرعبة ويجعلني أخاف النوم وحيدا في حجرتي . وكم وددت لو أتمكن من تغيير مجرى الحديث ، لكني لم أرد أن اظهر بمظهر الخائف الجبان أمام أصدقائي.
                - "نعم .. لدي دليل" .. رد مهند بنبرة يشوبها شيء من التحدي ثم تابع قائلا .. "سأحدثكم عن قصة كنت شاهدا عليها .. فقد حدث قبل سنوات، في أحد فصول الشتاء الباردة، أن استيقظت والدتي مبكرا كعادتها لصلاة الفجر. فوالدتي امرأة متدينة وحريصة على أداء الفروض في مواقيتها منذ نعومة أظفارها . وهي تحتاط كثيرا لنظافة وطهارة المنزل .. وفيما هي تتوضأ سمعت والدتي صوت خرير الماء يتدفق في الحمام ، فانزعجت وحسبت بأن أحد أخوتي نسى الماء مفتوحا بعد اغتساله، وهمت بدخول الحمام لإغلاق الحنفية. لكنها تجمدت في مكانها ما أن فتحت النور داخل الحمام، ففي الداخل كانت هناك امرأة عجوز شعرها أبيض كالقطن ، ترتدي ثوبا أبيض طويل، وتمسك بيدها مكنسة، وكانت مشغولة بغسل الحمام بعناية كبيرة! .. ولأن أمي امرأة شديدة الإيمان ولا تخاف سوى الله فقد صرخت بتلك المرأة العجوز وسألتها عن سبب وجودها في حمامنا؟ .. فرفعت العجوز رأسها واستدارت نحو أمي، وأحست أمي ببرودة عجيبة تسري في جسدها ما أن التقت عيناها بعين العجوز، فرغم أن وجهها كان يوحي بالطيبة ويبعث على الاطمئنان، لكن عيناها كانتا مخيفتان جدا .. كانتا أشبه بعيون القطط ..وكانتا تلمعان وتتوهجان بشكل غريب ..".

                وهنا سكت مهند ليستقرأ وقع كلامه علينا ، ولا أخفيكم بأن الخوف والفضول وسكون الليل من حولنا كان قد ألجم أفواهنا إلى درجة أنك لو ألقيت إبرة بيننا لسمعت صوت ارتطامها بالأرض بوضوح!. ويبدو بأن هذا المشهد قد راق لصديقنا مهند فأسترسل في صمته كأنه يود تعذيبنا أكثر حتى صاح به صديقنا ياسر أخيرا وهو يبتلع ريقه بصعوبة : "وماذا حدث بعد ذلك .. اخبرنا؟".
                فتنحنح مهند قليلا في جلسته كأنه يتهيأ لإلقاء خطاب، وقد سره تشوقنا لمعرفة بقية القصة، ثم تابع قائلا : "العجوز قالت لأمي بنبرة لطيفة : أرجوكِ اخبري أولادكِ أن لا يتبولوا في الحمام .. أنا أسكن هنا منذ سنين طويلة وأنا مرتاحة معكم لأنكِ امرأة مؤمنة وطاهرة .. لكن تبول أولادكِ في الحمام يؤذيني وقد يدفعني للرحيل .. وما أن أتمت العجوز كلامها حتى أنطفأ نور الحمام من تلقاء نفسه .. وحين فتحت والدتي النور مرة أخرى كانت العجوز قد اختفت تماما! .. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم سألتنا أمي حول ما إذا كان أحدنا قد تبول في الحمام فأعترف شقيقي الأصغر بأن دورة المياه كانت مشغولة فأضطر للتبول في الحمام .. ومنذ ذلك الحين تحرص أمي أشد الحرص على طهارة ونظافة الحمام لكي لا تؤذي ساكنيه".
                - "هذه قصة غريبة حقا! " .. قلت أنا متحيرا.

                - "لا ليست غريبة كما تظن ، فتلك العجوز من الجن الأخيار، ووجودها في البيت بركة .. وهناك لعلمك قصص أغرب بكثير من هذه القصة " .. قال صديقنا زكي ثم أستطرد بنبرة حزينة : "كما حدث مع خالي المسكين وعائلته ..".
                - "وما قصة خالك ؟" .. تسأل ياسر بفضول.
                فقال زكي : "قبل عدة سنوات .. أستأجر خالي منزلا قديما وسط البلدة وأنتقل للسكن هناك مع عائلته. كان المنزل بحالة سيئة، كان مهجورا لفترة طويلة .. وكان شرقي الطراز .. أي في وسطه باحة كبيرة تحيط بها الحجرات من كل جانب ويصعد منها سلم إلى الطابق الثاني. وكان الحمام مشتركا مع دورة المياه ويقعان أسفل السلم" ..
                - "هذا خطأ كبير .. يجب أن لا يوضع الحمام إلى جانب دورة المياه" .. قال مهند مقاطعا.
                - "وما الضير من ذلك ؟" .. تساءلت أنا.
                - "لأن دورة المياه مكان النجاسات .. والحمام مكان يتعرى فيه الناس من ثيابهم .. واجتماع النجاسة مع العري يجذب الشياطين وقد يتسبب بالمس الشيطاني".
                - "هراء " .. قلت أنا بشيء من الحدة وأردفت معترضا : "نحن لدينا دورة مياه وحمام مشتركة في شقتنا ولم يحدث لا مس شيطاني ولا هم يحزنون .. لماذا تضخمون الأمور ؟!".
                - "أنا لم أقل بأنه سيحدث حتما .. قلت بأنه قد يتسبب بالمس الشيطاني .. أي أن احتمال حدوث ذلك يتزايد في حالة دورة المياه المشتركة مع الحمام" .. أجاب مهند بشيء من النرفزة وساد صمت ثقيل قطعه ياسر أخيرا قائلا : "دعونا من هذا الجدل .. أرجوك يا زكي .. أكمل قصة عمك رجاءا".

                فأطرق زكي قليلا كأنه يحاول تذكر الأحداث ثم تابع قائلا : "لم تمض فترة قصيرة على سكن خالي وعائلته في ذلك المنزل حتى بدأت تقع أمور في غاية الغرابة .. فخالي وزوجته وأطفاله الصغار كانوا ينامون جميعا في حجرة كبيرة واسعة في الطابق الأرضي .. وفي إحدى الليالي استيقظ خالي مذعورا على صوت باب الغرفة وهو يفتح من تلقاء نفسه ووقع خطوات في الباحة .. فهرع خارجا ظنا منه بأن لصا قد تسور المنزل ليسرقه .. لكنه تفاجأ بخلو المكان تماما! .. فتش المنزل بأسره .. لم يكن هناك أحد! .. كان الأمر غريبا .. والأغرب من ذلك هو تكراره في الليالي اللاحقة .. واستفحاله بالتدريج .. فأصبحت لأنوار تضاء في الغرفة من تلقاء نفسها .. والتلفزيون يعمل فجأة من دون أن يلمسه أحد .. وفي كثير من الأحيان كانوا يسمعون صوت شخص يتحدث ويضحك بصوت خافت .. كان الصوت يأتي من جهة الحمام ودورة المياه ..وكانت هذه الأمور تحدث غالبا في ساعة متأخرة من الليل ..".

                - " أعوذ بالله .. ولهذا السبب أنا أكره البيوت القديمة" .. قال ياسر بصوت متهدج وقد شحب وجهه.
                وتابع زكي قائلا : "أغرب ما في الأمر هو أن ابنة خالي الصغيرة .. وهي طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف .. كانت تخبر أمها ببراءة عن رؤيتها لشخص غريب يدخل ويخرج من جهة الحمام أسفل السلم .. قالت بأن جسده كان عاريا .. وقدمه شكلها عجيب .. كالحافر .. تشبه أقدام الماعز .. لكن خالي لم يصدق أقوال الطفلة وظن بأنها تتخيل تلك الأمور".
                - "يا لطيف!" .. صاح ياسر مرعوبا وقد أنتفض جسده بالكامل على صوت الرعد الهادر فجأة، والغريب هو أننا لم نضحك عليه كما نفعل عادة في هذه المواقف. فنحن في الحقيقة لم نكن أقل منه رعبا وهلعا في تلك اللحظة.
                أما زكي فقد انتشى للأثر الذي تركه حديثه في نفوسنا فقال بلهجة فيها الكثير من التيه والتمنع المصطنع : "هل تريدوني أن أكمل القصة أم لا ؟ .. أنا أحذركم .. فالقادم أكثر رعبا".

                وكم وددت لو أنه يصمت ويرحمنا من هذا الرعب، لكن مهند سارع قائلا : "لا أرجوك أكمل القصة يا زكي".
                فتابع زكي قائلا : "بعد فترة حدث شيء غير متوقع .. فخالي بدأ بالعودة إلى المنزل يوميا عند الظهيرة، ولم تكن من عاداته وطبائعه أن يترك العمل ليعود إلى المنزل في تلك الساعة من النهار، والعجيب هو أنه كان يغادر المنزل ثانية قبل عودة الأطفال من المدرسة بقليل. وقد لاحظت زوجة خالي تغيرا مدهشا في تصرفاته حين يعود مبكرا، فكان يصبح أكثر لطفا ورقة .. واستمر هذا الحال حتى تشاجر خالي مع زوجته في احد الأيام لسبب ما، وكانت زوجة خالي امرأة بارعة الجمال، وأثناء المشاجرة قالت لخالي : من يراك حين تعود في المساء لا يصدق بأنك نفس الشخص الذي يكون هنا عند الظهيرة! .. فتعجب خالي أشد العجب من قولها .. وأقسم بأنه لم يكن هنا ساعة الظهيرة وبأنه لم يعد يوما إلى المنزل قبل انتهاء عمله عند المساء .. فحلفت زوجته بأغلظ الأيمان بأنه كان يعود إلى المنزل يوميا عند الظهيرة ويغادر قبل عودة الأطفال من المدرسة .. وأشهدت على كلامها طفلتها الصغيرة .. فأيدت البنت أمها وقالت ببراءة كبيرة : نعم .. بابا كان يعود يوميا عند الظهيرة .. ثم أردفت قائلة بسذاجة : لكن قدم بابا عند الظهيرة لا تشبه قدمه الآن .. لأن قدمه تكون شبيهة بقدم الماعز!!".
                - "يا لطيف".. صاح ياسر مجددا .. هذه المرة وكأنه يصرخ بلسان حالنا جميعا، فالرعب أخذ منا كل مأخذ. وسادت لحظات من الصمت والترقب قبل أن يتابع زكي قائلا :
                - "زوجة خالي كاد أن يغشى عليها حين سمعت ما قالته أبنتها الصغيرة، وأقسمت بأنها لن تبقى في ذلك المنزل المرعب دقيقة واحدة. والحقيقة هي أن خالي أيضا كان يشعر بخوف شديد مما يجري بالرغم من تظاهره بالتماسك والشجاعة أمام زوجته. لكن الكيل طفح في ذلك المساء، ولم يعد في قوس الصبر منزع، فجمع خالي وزوجته ما خف حمله من ثياب وغادرا المنزل على عجل مع أطفالهم، ولم يعد خالي إلى منزل الرعب ذاك مرة أخرى إلا من أجل جمع أثاثه وأغراضه".
                - "يالها من قصة" .. قال مهند وهو يرمقنا بنظرة فاحصة ثم أردف قائلا : "أظن بأن الجني قد أعجب بزوجة خالك وعشقها، فهي كما تقول امرأة بارعة الجمال، وقد أحتال لنفسه بالتصور في هيئة خالك .. ولولا بنت خالك الصغيرة لما اكتشفوا أمره أبدا، فالأطفال يستطيعون رؤية ما لا نراه .. لأنهم أبرياء أنقياء".
                - "جن يعشق البشر! .. هذا لا يعقل" .. قلت أنا مدهوشا.
                - "نعم يحدث ذلك كثيرا .. فرجال الجن قد يعجبون بنساء الأنس .. ونساء الجن قد يعشقن رجال الأنس" .. قال مهند وأيده ياسر قائلا :
                - "هذا صحيح .. وقد حدث شيء من هذا القبيل لإحدى قريباتي الجامعيات .. ففي مرة كانت تغتسل في الحمام، وكانت تقف تحت دش الماء وهي مغمضة العينين حين أحست فجأة بشعور غريب وإحساس لا يقاوم لكي تفتح عينيها .. ففتحتها لتجد أمامها قزم بشع ذو رأس ضخم، كان وجهه داكن ومخيف، وعينان حمراوان كأنهما شعلتا نار .. ومن هول الصدمة والفزع أغشي على قريبتي تلك على الفور، وحين استعادت وعيها كان القزم قد اختفى .. ومن حينها بدأ أهلها يلحظون بعض التغيرات الطارئة على تصرفاتها .. فأصبحت كثيرة الشرود ولا تتحدث كثيرا .. وصارت تتضايق بشدة عند سماع تلاوة القرآن .. وتستحم أكثر من مرة في نفس اليوم .. فشك أهلها في إصابتها بالمس الشيطاني وعرضوها على احد المشايخ .. وقد أكد الشيخ شكوكهم فأخبرهم بأن جنيا قد عشق أبنتهم وتلبس جسدها .. ولم يتمكن الشيخ من إخراج الجني إلا بشق الأنفس، وبعدها عادت الفتاة إلى طبيعتها الأولى".

                - "بالفعل مثل هذه الأمور تحدث كثيرا .. للنساء والرجال .. وتلك القصة شبيهة بما حدث لأحد أقربائي" .. قال زكي وهو يتأهب لسرد وقائع قصة جديدة .. لكني قاطعته صارخا :
                - "كفى .. أرحمونا .. لا نريد سماع المزيد" .. قلتها بعصبية واضحة ثم قمت تاركا أصدقائي حتى من دون أن أودعهم، وعدت إلى منزلي وأنا أشعر بالخوف يهز كياني هزا، ولا أخفيكم بأني لم أستطع النوم بسهولة تلك الليلة، ولازمني الخوف لعدة ليال ، فلم أكن أطيق البقاء وحيدا في حجرتي، وصار عندي نفور كبير من دخول الحمام، حتى أنتبه أهلي لذلك، وأصروا على أن أغتسل لكي لا أؤذي الآخرين برائحة جسدي، فاغتسلت مجبرا، وبأسرع ما أستطيع، وقد حرصت على أن لا أغمض عيني للحظة، ولم يطرف لي جفن حتى عندما كنت أشعر بحرقة الصابون .. فبعد هذه الحكايات التي سمعتها .. من يدري ماذا يخبأ لنا الحمام ؟!.

                ملاحظة
                أنا لم أرى جنيا في حياتي .. وليست لدي رغبة في رؤييتهم ..
                ولا أعلم يقينا مقدار صحة وحقيقة ما اوردتة من حكايات فأنا كنت قد سمعت ببعضها ونقلت البعض الاخر من منتديات عدة لمجرد اعلامكم بما يفال حول هذا الموضوع على مستوى العالم .. وعليه فأن خيار تصديق أو تكذيب هذه القصص متروك لكم بالكامل .



                تعليق


                • #9
                  http://www.qudamaa.com/vb/showthread...ferrerid=13529

                  تعليق


                  • #10
                    الله يعطيك العاافيه

                    اغلب القصص مذكوره منتشره

                    واماا بنسسبه لحقيقه الجن \مذكوره بالقران الكريم سوره كامله
                    [CENTER][I][FONT=comic sans ms][COLOR=#b22222][SIZE=5]
                    سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم[/SIZE][/COLOR][/FONT][/I][/CENTER]

                    تعليق


                    • #11


                      (أم عباية) 1

                      تشتهر هنا في منطقة الخليج العديد من الأساطير والحكايات حول الجن ، مثل (أم حمار ) و(السعلوة) وغير ذلك ..

                      ولكن حكايتنا اليوم وأسطورتنا هي عن شيء مختلف تماماً ، فنحن نتحدث هنا عن الجنية (أم عباية) ، الجنية التي لطالما بثت الرعب في نفوس الأطفال ، وطالما ترددت الحكايات حولها ، ربما لإخافة الأطفال ومنعهم من الخروج ليلاً ، وربما لإنها تستند على حقيقة !
                      فمن هي أم عباية ؟



                      أم عباية حسب التراث الخليجي ، هي إمرأة تتجول ليلاً في الطرقات ، لإختطاف الأطفال بل والرجال الكبار أيضاً ! ، تمتاز بأنها ترتدي العباية الخليجية ، ومن ينظر في عينيها يصاب بحالة شلل ، ولايتمكن من الحراك ، وحتى لو حاول الصراخ فإن صوته يكون غير مسموع وكأنه يتثاوب لا يصرخ !

                      يقال دائماً أنه لابد أن يكون للأسطورة حقيقة ، ولو كانت مختلفة ، لايمكن للصدى أن يتكون بدون حنجرة ..

                      لطالما اعتبرت (أم عباية) مجرد خرافة ، وقصة يخيفون بها الأطفال ، حتى حصلت حادثة في إحدى مدن الخليج في عام 2000 تقريباً ، حيث عادت هذه الأسطورة للظهور وبدأت الألسن بتانقلها مرة أخرى ..

                      فما الذي حدث ؟

                      خرج أحد الأطفال وحده ليلاً لشراء بعض الحاجيات من البقالة أو البراد ، وكان يسكن في منطقة هادئة نسبياً ، حيث يقل عدد الماشين في شوارعها بعد صلاة المغرب ، لم تكن (أم عباية) في ذلك الحين على البال ، كان ذلك الطفل يمشي وحيداً ، حتى مر بجانب أحد بساتين النخيل ، وبينما هو كذلك إذ به يرى إمرأة تلبس عباية تمشي من بعيداً متجهة إليه ، كانت تمشي ببطء ، لم يخف الطفل أو الشاب الصغير ، لإنه ظنها إحدى النساء العجائز اللواتي خرجن للتو من أحد المساجد ، لكن تلك المرأة بدأت بالتحرك نحوه ، وأصبحت تمشي بإتجاه بشكل مريب ، مما أخاف الطفل ، وبشعور الأطفال ، وجه ذلك الطفل نفسه إتجاه منزله عائداً ، بأسرع مايمكن ، وأصبح يسرع ويسرع ، ولكنه رغم سرعته وخفته ، كلما نظر للخلف ، رأى أم عباية تنظر إليه وتتحرك وكأنها تطير أو تتزحلق على الأرض !! ، مما جعله يحاول الصراخ ، ولكنه أحد لم يسمع ، وإذا بذلك الطفل يتعب ، وسقط على الأرض ، جائت إليه أم عباية ، ثم نظرت في عينيه ، وعادة العجايز أنهم لايلبسن النقاب ، فهن يفتحن وجوههن ، شعر ذلك الطفل بالرعب وأصبح يرتجف ثم سقط في غيبوبة ..

                      شعرت أمه بالخطر ، خصوصاً أنه تأخر ، فأصبح رجال القرية يبحثون عنه في كل مكان ، حتى وجدوه مغشي عليه ، ذهبوا به للمستشفى ، فوجدوه في حالة غيبوبة عميقة ، أصيبوا للقلق بالطبع ، لكن بعد عدة أيام استيقظ هذا الطفل ، وحكى ماحكى ، صدقه البعض وكذبه البعض ، إلا أن اسطورة أم عباية انتشرت مرة أخرى في كل الأحياء وبدأت النساء بالخوف على أطفالهن حقاً من أم عباية !

                      حتى الرجال أصبحوا يمشون في تلك المنطقة بحذر
                      وبدأت الحكايات بالظهور ، فيقال أن أم عباية أصبحت تتجول في الأزقة المظلمة وبجانب النخيل ، وفي أماكن لاتخطر على البال والذهن ، أماكن يتواجد فيها الجن ..


                      حادثة

                      لقد كانت أم عباية هي البرودكاست المتداول في تلك الأيام على التلفونات بين النساء ، وكانت من عادة أقربائي الإجتماع كل اسبوع في بيت الجد الله يرحمه صلة للرحم والتحادث ، وكان قريبي يبلغ من العمر 12 سنة يلعب من بقية الأطفال خارج المنزل ، في أحد الأزقة ، وكانت تلك المنطقة قديماً غير معمورة وفيها الكثير من الأزقة والشوارع المظلمة والبيوت المهجورة ، ومع انتشار اسطورة أم عباية لم يكن يجرأ أحد من الأطفال أن يذهب لوحده في مثل هذه الازقة ..

                      إلا أن هذا الأخير قرر أن يذهب برفقة بقية الأطفال إلى أحد الأزقة المظلمة ليتفحصوا ، وينظروا في خبر أم عباية هذه ، فحدث مالم يكن بالحسبان ، فبينما كانوا يتمشون في ذلك الزقاق ، ظهرت لهم إمرأة من العدم ! ، وأصبحت تلاحقهم وتسرع ، حتى أن سرعتها كانت غريبة وكأنها تطير أو تطوي المسافات ، وصاروا يسمعون ضحكاتها وكأنها عجوز شمطاء كما يقال ، لحسن الحظ لم يحدث شيء لأي من الأطفال ، ومن ثم حكوا القصة للجميع الذين لم يصدقوها بالطبع واعتبروها تهويلات الأطفال ، لكن ليس هذا رأي أم عباية ..
                      فقد أصبحت تظهر في أحلام هذا الطفل وتخيفه ، حتى عالجوه أخيراً بالقرآن الكريم ..

                      والله أعلم بحقيقة هذه الأسطورة وهذه القصص ..





                      تعليق


                      • #12

                        تزخر الذاكرة المغربية بكم هائل من التراث الفولكلوري من الخرافات والأساطير التي ابتدعها الخيال الشعبي لفك رموز العوالم الغيبية.
                        قد يكون أمرا مسليا أن نستمع إلى الجدات وهن يسردن بعضا من تلك الخرافات التي توارثنها عن جداتهن وترسبت في دواخلهن إلى أن صارت أقرب إلى الحقائق العلمية منها إلى الخرافة. اليوم رغم أن بعضنا لازال يحتفظ بمخلفات تلك الخرافات في دواخله إلا أن معظم شباب اليوم يرفض أن تتحول تلك المعتقدات البائدة إلى أسلوب في الحياة يملي على الشخص خياراته ويوجه سلوكه وتصرفاته.

                        يمثل الاعتقاد في الجان اساس المعتقدات السحرية في المغرب على خلفية ان الجني يكون غالبا هو الرابط الخفي بين الساحر والمسحور وربما يتميز المغاربة عن غيرهم من باقي الشعوب العربية والاسلامية بما عرف لديهم من تشخيص بعض الكائنات الخفاء الشريرة او الحامية ومنحها صفات واسماء

                        فيما يلي اقدم لكم اشهر اساطير الجن والرعب المنتشرة في التراث المغربى ...


                        بغلة المقبرة

                        «بغلة الروضة» (الروضة: المقبرة) او «بغلة القبور» او «عذابة القبور»

                        هي اسطورة قروية تستوطن خيال ساكني القرى المنعزلة خصوصا في اعالي الهضاب والجبال باللهجة البربرية يسمى هذا المخلوق الخرافي «تمغارت نسمدال» بمعنى «عروسة القبور» وهي في تصور العامة بغلة تخرج من المقبرة حين يجن الليل، لتبدأ ركضها المجنون الذي لن تنهيه الا مع تباشير الصباح الاولى.

                        وفي ظلام الليل تبدو مضيئة بفعل الشرر الهائل الذي يتطاير من عينيها وتحدث حركتها جلبة مرعبة تمزق صمت الليل الموحش فوقع حوافرها وصليل السلاسل الحديدية التي تحملها في عنقها يرعب كل من يلمحها او يصادفها في طريقه.

                        واذا حدث ان صادفت في تجوالها الليلي رجلا تحمله على ظهرها الى حيث مستقرها في المقبرة وهناك تحفر له قبرا لتدفنه حيا او تأكله والامر مرتبط برغبتها وشهيتها وحسب الاسطورة فإن «بغلة القبور» كانت في وقت سابق من حياتها امرأة ترملت (اصبحت ارملة) ولم تلتزم بتعاليم العرف الاجتماعي الذي يلزمها باحترام «حق الله» اي ان تلبس ثيابا بيضاء طيلة فترة العدة ولا تغادر بيت الزوجية ولا تعاشر رجلا آخر خلال ذلك.


                        وبسبب عدم التزامها «حق الله» انتقم منها الله فكان جزاؤها اللعنة الابدية التي حولتها الى جنية لها هيئة بغلة تنام النهار مع الموتى وتمضي الليل «تتعذب» وفي بعض المناطق كان الناس يعتقدون ان في امكان «بغلة القبور» ان تتنكر لتدخل البيوت في هيئة قريب او صديق، وتختطف احد افراد الاسرة الى مقبرتها.



                        يتبع

                        تعليق


                        • #13
                          جنيات قلعة شالة

                          تقع قلعة شالة العريقة على ضفاف نهر أبي الرقراق، في العاصمة المغربية الرباط… تسترخي كعروس أسطورية، تزداد جمالا كلما ازدادت عمرا. إنها تمد أطرافها في تكاسل و دلال، على ما يزيد عن ثمانية هكتارات من الأراضي الخضراء: أشجار و ظلال، و زهور و ثمار...

                          قطعة من جنان الأرض، تستقبل كل يوم من الزوار الأشكال و الألوان، و هي تتذكر تاريخا أغبر كان لها في يوم من الأيام...تاريخ بدأ قبل الميلاد، حين اتخذها عمالقة البحار من الفينيقيين عاصمة لهم، و دارت عجلة الزمان و تعاقب عليها ملوك و أمراء من قرطاجيين إلى رومان ثم وندال، فكانت لسكانها حصنا منيعا يعج بالفرسان، و قلعة صامدة يسمع في جنباتها صهيل الخيول.

                          و يمر شريط الذكريات، فتتنهد القلعة الشامخة ، و هي تتذكر سلاطين الدولة المرينية الذين أحبتهم و عشقوها، و احتضنتهم فكرموها، لقد حولوها إلى مقبرة ملكية لسلاطينهم و أمرائهم و شهدائهم...و منذ ذلك الحين، تحولت القلعة "المدينة" إلى حرم آمن، و معبد مقدس، و مزار محترم، يلجأ إليها الفقهاء و علماء الدين بحثا عن خلوة لأرواحهم، و بما أن الخلود من سماتها لا من سماتهم، فقد كثرت فيها قبور الأولياء الصالحين، و ازدادت بذلك مكانتها رفعة في قلوب المغاربة الذين أصبحوا يتوافدون عليها، و في قلوبهم موروث ثقافي شعبي، و في أيديهم شموع يتقربون بها من أولياء الله في مراقدهم.

                          أمراء و أميرات، و قصص و حكايات، و روايات أشبه بالخرافات، و أساطير تروى هنا و هناك... لقد تحولت القلعة إلى كنز من الأسرار، يؤمها الناس من كل مكان... فمن يائس يبحث عن خلاص، إلى عليلة تبحث عن علاج.

                          فماذا في القلعة من أسرار ؟ و ما قصة أسماك النون التي تحقق الأحلام ؟ و ما قصة الجنية التي تحرس كنوز سليمان ؟









                          حوض النون او حوض الحوريات

                          "حوض النون" بركة مائية صغيرة، داخل أسوار قلعة شالة العريقة، تجتذب الزوار من كل مكان، و تسبح فيها أسماك النون الصغيرة التي تشبه الأفاعي.

                          لقد ودعت هذه البركة أيام الماضي الغابر، حين كانت حوضا للسباحة يقصده المتطهرون قبل الوضوء، فيشاركون أسماك النون في السباحة و يؤدون معها طقوس الطهارة قبل أن يخرجوا للوضوء، لكنها و منذ مئات السنين تحولت إلى معلمة تاريخية أثرية، و بقيت فيها أسماك النون وحيدة، لا يؤنس وحدتها إلا قدوم الزائرين من كل مكان... يرمون لها فتات البيض، فتستقبلهم برقصة جماعية متناسقة و كأنها تنساب في الماء على وقع موسيقى صامتة.

                          و في قاع الحوض تتلألأ قطع نقدية معدنية يرميها الباحثون عن تحقيق أحلامهم، و تتلوى السمكات الصغيرات و تضرب الماء بأذنابها فيما يخيل للرائي أنه تعبير منها عن الشكر و البهجة و وعد بتحقيق الأحلام.

                          تقول فرحة السعدية التي آلت إليها مسؤولية الإشراف عن الحوض بالوراثة بعد وفاة زوجها:" هذه المياه مباركة، و رمي النقود(مع النية) يحقق الأماني مهما كانت بعيدة المنال" إنها امرأة تجاوزت الستين من عمرها، تجلس بجوار الحوض ، و قد استقر إلى جانبها لوح خشبي اصطفت فوقه بعض الشموع و أعواد الثقاب و البيض المسلوق...إنها سلع للبيع و هي تجارة رائجة في هذا المكان ، تسهل للزائر أداء طقوس تعود الناس عليها، فإشعال الشموع عرف متداول للتقرب من الأولياء و الصالحين و الجان أيضا، أما البيض فهو لإطعام أسماك النون التي تقول السعدية أنها "ستموت إن لم يطعمها الناس".

                          أما الدليل السياحي أحمد عوراس فهو يعتقد أن رمي النقود في الحوض بغية تحقيق الأحلام ليس إلا خرافة إذ" يتمسك الناس هنا بأية وسيلة يمكن أن تحقق أمنياتهم...و النقود التي يرمي بها الزوار داخل الحوض يتقاسمها العاملون هنا"و عن البركة التي تحدثت عنها فرحة يقول:"كل ما يقال هو مجرد خرافات من صنع الناس، إنهم يختلقون القصص و يصدقونها".

                          هذه المياه المباركة، التي تحدثت عنها فرحة لازال في جعبتها قصص أخرى تروى، إذ تتسلل هذه المياه عبر جدول صغير خلف "حوض النون" إلى ركن نستطيع أن نسميه ركن العاقرات، و هو عبارة عن ساحة صغيرة تفننت الطبيعة في إخفائها عن عيون المتلصصين، تحيط بها أشجار كثيفة متلاحمة، تستر ما وراءها من أجساد أنثوية تدخلها لأداء طقوس خاصة بالنساء...نساء حائرات يتوافدن على مدار العام إلى قلعة شالة على أمل الإنجاب بعد أن سدت في وجوههن سبل الطب و العلم...

                          أليس هذا الماء مباركا كما تقول فرحة ؟ سحر الأسطورة و هيمنة الخرافة و عجز العاقر ، كل ذلك يدفع المرأة إلى تجربة الاغتسال في قلعة شالة ، بمياه يمنحها الموروث الثقافي قدرة خارقة ، و قوة تجعل المستحيل ممكنا.

                          يقول السيد أحمد عوراس:" تتوافد النساء العاقرات على زيارة هذا الحوض ،فيغتسلن بمياه العين، و يشعلن الشموع اعتقادا منهن أن هذه الطقوس تقيهن من العقم" لكن هذا الجامعي يعترض على تلك الخرافات و يعزوها إلى الإرث الثقافي المترسخ في عقول المغاربة ، و مع ذلك يعترف بأن معظم النساء المتوافدات للعلاج من العقم يشفين بقدرة قادر،و ينجبن إناثا و ذكورا، و هو يعزو ذلك إلى أسباب نفسية:"معظم هؤلاء النسوة يعشن في ظروف حياتية سيئة، و في حالة نفسية أسوأ، و الاغتسال بماء(فيه البركة) يمنحهن الطمأنينة ،و الأهم من هذا الاقتناع التام بالشفاء المحقق".

                          كانت المرأة العاقر سابقا تعتكف وراء أسوار شالة لمدة أسبوع أو عشرة أيام و تغتسل كل يوم بماء الحوض، لكن هذه الظاهرة انحسرت في السنوات الأخيرة بعد أن قام المسؤولون بتنظيم أمور الدخول و الخروج و فرض رسوم على الزائرين طيلة أيام الأسبوع ، ما عدا يوم الجمعة الذي بقي فيه الدخول مجانيا...و لازال الزائر حتى الآن يرى النساء متوجهات إلى الركن المسور بالأشجار من أجل الاغتسال.




                          جنية قلعة شالة -حوض الجنيات او الحوريات-

                          ليس هذا كل ما يزخر به حوض النون، فما خفي كان أعظم.
                          الحوض الذي تسبح فيه الآن سمكات النون بسلام و يتوافد لزيارته مئات الناس كل أسبوع، هو حوض "مسكون"، إذ تحدثنا الأسطورة أن هذه الأسماك التي نراها ليست إلا مجرد تمثلات لجنيات داخل الحوض و أن لهذه الجنيات ملكة عظيمة تحرس كنوز سليمان، لكنها لا تظهر للعامة.
                          تقول فرحة:"كان زوجي يقضي معظم وقته قرب الحوض و قد شاهد الجنية الملكة أكثر من مرة"...جنية الحوض هذه لا تختلف حسب الأسطورة عن بقية السمكات الجنيات، إلا في ضخامة حجمها و في قرطين ذهبيين يتدليان من جانبي رأسها، لكن فرحة تعترض " قال زوجي الذي رآها أنها تضع قرطا ذهبيا واحدا في أذنها"و رغم أنها تنفي رؤيتها لجنية الحوض إلا أنها مقتنعة بأن زوجها "كان يشاهد الجان في أشكال مختلفة كالقطط و القنافذ".
                          لا يرى الدليل أحمد عوراس في القلعة أي شيء مخيف" حتى أنني عندما بدأت عملي كمرشد سياحي، أردت معرفة سر قلعة شالة، فكنت آتي مرارا في الليل وحيدا و أتجول في أرجائها...لم أر لا وحشا و لا جنا، صحيح أن الأصوات في الليل تكون مرعبة، لكننا يمكن أن نرجع مصدرها إلى حفيف الأشجار و أصوات الحيوانات الصغيرة و وحشة المكان" أما عن أسماك النون الجنيات فيضحك قائلا:"هذه الأسماك يتم إحضارها من نهر أبي الرقراق القريب و رميها في الحوض كي يستمتع الزوار بمنظرها".
                          لكن محمد الجطاري الأستاذ الباحث المتخصص في المباني التاريخية و المواقع الأثرية و ترميم الآثار يعارض رأي الدليل السياحي أحمد عوراس، إذ يقول إن أسماك النون كانت موجودة في الحوض منذ ظهوره، و أنها يمكن أن تتسرب إليه عن طريق وادي أبي الرقراق القريب، كما أنه يعترض بشدة:"الأسماك لا ترمى في الحوض للزينة !"
                          و عن ارتباط أسماك النون بالأسطورة يقول:"ربما يكون شكلها الذي يشبه الأفاعي سببا في تخوف الناس منها و ربطها بالخرافة " و يضيف:"علينا أن نعلم أن سمك النون لا يهرب عندما يغتسل الناس في الحوض، لأنه بكل بساطة قد ألفهم...و قد يكون هذا ما أضفى عليه طابع الجنيات "
                          تقول الأسطورة إنه عند هبوط الظلام، تخرج جنية الحوض من مخبئها في جلال و مهابة، و تتبعها بقية الجنيات اللواتي يتمظهرن على شكل سمكات تطير و تحوم في سماء قلعة شالة ، و يقال إن أعدادها كبيرة جدا ، و إنها تشبه أسراب النحل...صحيح أن السيدة المقيمة قرب الحوض لم تر جنية القلعة لكنها تؤكد أن القلعة كلها "مملوكة" أي ملك للجان.


                          و لازال وراء أسوار القلعة ألف حكاية و حكاية...و لازال الناس يتوجهون إليها ،كل لقضاء غرضه...و يبقى السؤال مطروحا حول أصل الأسطورة...حول جنية الحوض حارسة كنوز سليمان و حول الماء المبارك الذي يمسح دموع البائسات و يحقق أحلامهن.




                          يتبع

                          تعليق


                          • #14

                            ملوك الجان السبعة

                            يحتل الجان مكانة رئيسية في عالم السحر والسحرة،و يقودنا مجرى الحديث بالضرورة الى طرق موضوع ملوك الجان، الذين يلعبون حتى وقتنا الراهن ـ دورا اساسيا في المعتقدات والممارسات السحرية بالمغرب، حيث اقيمت لبعضهم اضرحة ومزارات يتبرك منها الناس وتقام فيها طقوس غريبة تمزج السحري مع الديني كما تدخل اسماء اولئك «الملوك» في اعداد جداول سحرية شديدة المفعول وتقام على شرفهم حفلات طقوسية خاصة في مناسبات محددة تتضمنها يومية السحرة المحترفين.

                            ملوك الخفاء ملوك الجان في التراث السحري المتداول، الشفوي والمكتوب هم موضوع خلاف آخر تضاربت في شأنه الآراء والاتجاهات فمرة نجدهم خمسة بأسماء آدمية مذكرة واخرى مؤنثة ومرة ستة او اربعة واربعون تنقص اسماؤهم او تزيد بحسب السحرة او المناطق المغربية.

                            ولكن الرقم سبعة ذي الخصائص السحرية الشهيرة هو الذي يعود بكثرة، ويحصر ملوك الجان في...

                            المذهب

                            مرة الاحمر

                            لالة ميرة

                            برقان

                            شمهورش

                            الابيض

                            ميمون


                            وفيما عدا اسمي شمهورش ومرة الغريبين عن النطق المغربي العربي والامازيغي فإن الاسماء الخمسة الاخرى معروفة ومتداولة في المجتمع المغربي بكثرة كأسماء لافراد.

                            وقد عرف اسم ملك الجان (مرة) تحريفا متواليا طال حتى جنسه الذي تحول حسب الاسطورة من الذكورة الى الانوثة, فحسب البوني في مصنفه منبع اصول الحكمة فإن اسمه كان هو الحارث بن مرة لكننا نجده تحول الى (مراته) ان (لاله) لفظ تشريف يسبق عادة اسماء النسوة ذوات النسب الشريف.

                            وحسب المعتقد فإن (لالة ميرة) تنال في توزيع الادوار بين ملوك الجان السبعة بركة استقراء مكنون النفس البشرية الغامضة وكل ما يرتبط بعالم الغيب ولذلك تقام لتلك الملكة المهابة الذكر حفلات خاصة كي تحضر وتدخل في جسد وتسرع في كشف اسرار النسوة المحيطات بها.


                            اما شمهورش الذي تطلق عليه العامة اسم شمهاروش او سيدي شمهاروش الطيار فشهرته تتجاوز حدود المغرب الى الشمال الافريقي وربما مصدرها ـ اضافة الى غرابة الاسم ـ كونه الوحيد من الملوك السبعة الذي خصص له مقام مقدس معروف. ويعتقد الناس في جنوب المغرب (سوس) انه هو الذي يخرج من منابعها كل الانهار والاودية التي تخترق بلادهم وهو الذي يقود مجاري المياه العذبة في تلك المناطق شبه القاحلة، لتروي الأرض والبشر والدواب,,. العامة واعتبارا للمكانة المهمة التي يحظى بها لدى العامة فقد اقيم لهذا الجني الملك مزار عند قدم جبل توبقال في الاطلس الكبير، الذي يعتبر اعلى قمة جبلية بالمغرب,,, هل هو مكر المصادفة ام تراه نداء الأعالي، ما جعل (سيدي شمهاروش) ينسحب نحو تلك المغارة المحاطة بنقط تجمع مياه الثلوج
                            والامطار والجبال المتوحشة. وحسب الاسطورة فإنه انسحب الى حيث ضريحه الآن ليمضي هناك القرون الاخيرة من عمره الطويل. وينبني تقدير الطيب الفرنسي على تصريحات الفقهاء السحرة الذين اخبروه (في 1910) ان الطلاسم والجداول التي تتضمن اسم شمهاروش فقدت مفعولها السحري، وانهم حين سألوا عن سبب ذلك بعض الجن، اخبروهم بأن الملك اي شمهاروش قد مات منذ سنوات. وقد كان سكان الجبل والهضاب القريبة من ضريح سيدي شمهاروش يجتمعون حول المغارة خلال مواسم القيظ (السمايم) كل عام خلال الفترة المراوحة بين اواخر يوليو واواخر غشت ليقيموا له موسما تذبح خلاله ثيران سوداء اللون (رمز الفحولة والقوة) ولكن العادة جرت ان يغادروا مسرعين مكان التئام الموسم كل يوم وقت حلول صلاة العصر الى مكان بعيد عن المغارة, وكل من بقي هناك سوف ينال من غضب خدام الملك انتقاما شديدا، حيث تتهاطل عليه سحب الغبار والحجارة من دون ان يرى مصدرها. فكل يوم في اوان العصر، يصبح الجبل كله ملكا للجان المقيمين على خدمة ملكهم المتوفى سيدي شمهاروش.

                            تذهب مصنفات التراث السحري المكتوب الى ان لكل واحد من ملوك الجن ابناء واتباعا يقطنون في اماكن محددة وهكذا فللملك الابيض (ميمون الابيض) بنت اسمها (شمس القراميد) ويقطن ابناء الملك الاحمر المياه السطحية.

                            اما (بنو قماقم) فيسكنون الجبال العالية وعيون الماء الباطنية وهكذا، وفي زعم السحرة ان لكل واحد من ملوك الجان السبعة لونا خاصا يتوسل اليه به فبالنسبة لميمون (الكناوي) لونه الاسود والاصفر لميرة الخ، ولذلك ترفع الرايات وتلتحف الاجسام بأثواب من لون واحد هو لون الملك المراد دعوته او التشفع بسلطته على ممالك الجن اثناء حفلات خاصة.

                            كما يقتسم ملوك الجن ايام الاسبوع، لكل واحد منهم سلطة على يوم محدد ففي زعم كتب السحر دائما ان يوم الاثنين يقع تحت سلطة (ميرة) والثلاثاء تحت سلطة الاحمر بينما الاربعاء يحكم برقان والخميس تحت سلطة شمهروش واما الجمعة والسبت والاحد فعلى التوالي تحت سلطة الابيض وميمون الكناوي والمذهب ويوضح جدول دعوة الشمس المستعمل على نطاق واسع في صنع جداول اخرى انطلاقا من مكوناته السحرية الاساسية تقسيمات اخرى تمنح لكل واحد من ملوك الجن السبعة سلطة على كوكب او حرف من الحروف الابجدية الخ


                            ومن تجليات الاعتقاد واسع الانتشار في قداسة ملوك الجن ان الكثير من الاغاني الشعبية تردد بعض اسمائها مسبوقة بعبارات التقديس للأميرة او سيدي ميمون الكناوي في اغاني بعض المجموعات مثلا. كما تنظم حفلات مغلقة على شرفهم، توسلا لمساعدتهم في قضاء اغراض اجتماعية او طلبا للشفاء من مرض استعصى على العلاج.


                            تعليق


                            • #15
                              موضوعات شيقه فكرتنا بايام صغرنا وكنا نسمع تلك الحكايات من جداتنا ومن العجائز عما رؤه من العفاريت وكيف تعاملوا معهم
                              ههههههههههههههههههههههههههه رائع .. شكرا يا اخى

                              قال إبن القيم
                              ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

                              تعليق

                              يعمل...
                              X