إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

باندورا بايثوز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باندورا بايثوز





    باندورا بايثوز

    في اليونانية الأصلية، الكلمة المستخدمة كانت "بايثوز" التي تعني جرة كبيرة.

    استخدام "صندوق" للدلالة على هذه الجرة كان في القرن السادس عشر الميلادي ، عندما ترجم إيرازموس قصة هيسود عن باندورا إلى اللاتينية حيث ترجم جرة هيسود الخاصة بتخزين الزيت والحبوب إلى الكلمة اللاتينية pyxis التي تعني "صندوق" ومنذ تلك اللحظة، انتشرت عبارة "صندوق باندورا".



    صندوق باندورا هو صندوق حُمل بواسطة
    باندورا يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ورجاء
    .
    بعد سرقة
    بروميثيوس النار، أمر زيوس ابنه هيفيستوس بخلق المرأة باندورا كجزء من العقوبة على البشرية. أعطيت باندورا الكثير من الهدايا من أفروديتوهيرميزوالكارايتاتوهوري. حذر بروميثيوس شقيقه إبيميثوز من أخذ أي هدية من زيوس خوفا من أعمال انتقامية، غير أن إبيميثوز لم يصغ وتزوج باندورا التي كانت تمتلك صندوق أعطاها زيوس إياه، وأمرها ألا تفتحه، غير أن باندورا فتحت الصندوق وخرجت كل شرور البشر منه، أسرعت باندورا لإغلاق الصندوق، ولم يبقى فيه إلا قيمة واحدة لم تخرج هي الأمل.




    باندورا ( "المرأة التي منحت كل شيء") هي أول امرأة يونانية وجدت على الأرض طبقا للعقيدة اليونانية. خلقت بأمر من زيوس، وتم خلقها حسب الأسطورة من الماء والتراب ومنحت العديد من المزايا مثل الجمال والإقناع وعزف الموسيقى.

    القصة ان البطل الاغريقي الشهير بروميثيوس بعد أن قدم خدمة كبيرة ل"زيوس " اله الاغريق الوثني فان زيوس كافئ بروميثيوس بأن وهبه الارض كلها وهي مكأفاة جزيلة، وحين صار بروميثيوس مسؤولا عن الارض قرر ان يعلم الإنسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد " سادة الأوليمب "، وجاءت الطامة حين سرق بروميثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النار ويستخدموها وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامة، فربطوه بين جبلين وكل يوم ياتي رخ عملاق ليأكل كبده فاذا جاء الليل نبت له كبد جديد وهكذا الم ومعاناة كل يوم حتى جاء البطل هرقل وخلص بروميثيوس من هذا العذاب القاتل، وعاد بروميثيوس للبشر ففرحوا به وقررت الهة الاوليمب ان تنتقم منه مجددا بطريقة عبقرية أكثر شرا وكان هذا العقاب هو" المرأة "

    لقد كان مجتمع الارض كله من الرجال وكان مجتمعا سعيدا جدا قبل ان ترسل الهة الاوليمب هدية من نوع جديد للبشر... " امرأة وتقول الأسطورة ان زيوس كلف " فولكانو " اله النار والحديد بصنع المرأة وبهذا ترمز الأسطورة إلى طبيعة المراة النارية، ،ثم تم استدعاء الهة الأوليمب الاخرين لتقديم هداياهم إلى هذه المراة.. فمنحتها فينوس (الهة الجمال) الجمال والحب، ومنحتها مينرفا (الهة الحكمة) بعض الذكاء " من، ثم اعطتها لاتونا قلب كلب.. ونفس لص.. وعقل ثعلب (هذا ماتقوله الاسطورة بالضبط)


    تنزل باندورا إلى الارض فتثير صخبا.. انها ملكة جمال العالم لسبب بسيط هو انه لايوجد سواها.. وبالطبع تلقي شباكها حول بروميثيوس لكن بروميثيوس كان ذكيا وحكيما فلم يهم بها حبا وتجاهلها تماما، فهام بها اخوه ابيمثيوس بسرعة واصر ان يتزوجها فوافق بروميثيوس على مضض وعاش اخوه ايام لاتوصف من السعادة.. هنا جاء الجزء الثاني من الخدعه يوم ارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين.. هذه الهدية هي صندوق مغلق.

    كان ابيمثيوس حكيما في هذه النقطة فرفض فتح الصندوق.. لكن زوجته راحت تلح عليه ان يفعل.. من يدري اية كنوز او افراح تختفي داخله ان هناك اصواتا تناديها من الداخل.. اصوات تعدها بالسعادة المطلقة، لقد صارت حياتها جحيما وهي تجلس الليل والنهار جوار الصندوق تتخيل مايحويه وكان الفضول يخنقها كأية انثى في الاساطير، مثل زوجة ذو اللحية الزرقاء التي ترك لها زوجها حرية التنقل في تسع وتسعين غرفة لكن جنونها كان شديدا لمعرفة ماذا يوجد في الغرفة رقم مائة... في النهاية تنتهز باندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق, فجأة اظلم العالم وخرجت ارواح شريرة من الصندوق.. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق " " المرض " " الجوع " " الفقر " وراحت المسكينة تدور حول نفسها محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع.. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد ان حدثت الكارثة.. والجنة السعيدة تحولت إلى جحيم حقيقي للبشر... فلو لم تفتح باندورا الصندوق لكنا نعيش في جنة حسب راي الاساطير الاغريقية وهذا المصطلح نفسه " صندوق باندورا " يستخدم إلى الآن في الإشارة إلى الشيء الذي يمكن ان تنبثق منه كل الشرور والالام.




  • #2
    وفى رواية اخرى لصندوق باندورا .. ذلك الشيء .. الذي يحمل بداخله سر الكون عند البعض .. ذلك الشيء الذي يحمل كنوز الدنيا عند البعض .. أو ذلك الشيء الذي كان يحمل هموم و مساوئ الدنيا عند البعض .. أسطورة رائعة ، من أكثر الأساطير الإغريقية شهرة .

    الأسطورة تبدأ عندما انتهت الحرب العظيمة بين ( زيوس ) وأبيه ( كرونوس ) بانتصار ( زيوس ) ، أصبح ( زيوس ) " Jupiter " هو رب الأرباب ، وبدأ في تقسيم مهام الألوهية على إخوته .. وعندما فرغ نظر إلى الأرض فوجدها خالية ، فطلب من ( برومثيوس ) تعميرها ، ونشر كل صور الحياة فيها ، فاستأذن ( برومثيوس ) " Prometheus "أن يشرك معه أخيه ( إبيميثيوس ) في هذه المهمة ، ووافق ( زيوس ) وبدأ ( إبيميثيوس ) في خلق الحيوانات وإعطائها كل ما تحتاجه كي تستطيع الحياة ، فأعطى لها الفراء والأنياب والمخالب والقوة والسرعة والأجنحة .. وحين بدأ ( أبيميثيوس ) خلق البشر ، لم يجد ما يضيفه إليهم كي يميزهم عن بقية المخلوقات ، فسأل أخوه ( برومثيوس) فأشار عليه أن يجعله سيداً على كل المخلوقات .

    ثم قال له أترك لي خلق البشر ، فصور الإنسان يمشى على قدمين بدل من أربع ، وجعل بشرته ناعمة ملساء لا شعر فيها ولا ريش، ولم يجعل له مخالب أو أنياب ، وحاول أن يهبهم الخلود ، ولكن ( زيوس ) رفض وقدر على البشرالفناء والموت ، ومن هنا ظهر الإنسان .. ظهر في الدنيا ذكراً فقط بلا أنثى !!

    وبعد فترة .. أشفق ( برومثيوس ) على البشر أحبابه لأنهم يأكلون لحوم الصيد نيئة ، ولا ينعمون بالدفء ، على عكس آلهة الأوليمب الذين يأكلون اللحوم والطعام ناضجا ، وينعمون بالدفء دون أن يخشوا البرد وقرصته ، ولم يدم تفكيره طويلا فسرق قبس من النار من أعلى جبل الأوليمب ، وأهداها للبشر الذين فرحوا كثيراً بتلك النعمة ، ولكن لأنهم لم يتعاملوا من قبل مع النار ، اشتعلت الحرائق وبلغ دخانها أعلى الأوليمب ، وعرف ( زيوس ) بالأمر ، وعلم ( برومثيوس ) أنه ارتكب خطأ فظيع ، و هو إعلام البشر بسر النار المقدسة .



    رسمة تخيلية لما حدث

    وغضب ( زيوس ) غضباً عظيماً ، وأمر أن يأتوا بـ ( برومثيوس ) ، وأمر ( هيفايستوس ) آله النار وحداد الآلهة بصنع قيود لا تنكسر ، وأمر بتعليق ( برومثيوس ) بين جبلين من جبال القوقاز ، وسلط عليه رخ عظيم يأتي كل يوم ليأكل كبده ، إلى أن جاء ( هرقل ) وحرره .. وعاد ( برومثيوس ) لأحبائه البشر ، الذين قدروا له صنيعه فأنشئوا المعابد والتماثيل لـ ( برومثيوس ) ، و أخذوا يعبدونه دون ( زيوس ) .


    و هنا تبدأ أسطورتنا ..

    بالطبع لم يرض ( زيوس ) بذلك مطلقاً ، ولكن ماذا يفعل والذي حرر ( برومثيوس ) هو ابنه الخارق ( هرقل ) ، وأخذ يفكر تفكيراً عميقاً في كيفية إتمام انتقامه من ( برومثيوس ) ، وحين نظر إلى ( حيرا ) "Juno" ربة الزواج والثرثرة تذكر أن مجتمع البشر مجتمع ذكور فقط ، ولا توجد به الأنثى بكل ما تملكه من فتنة ، وهنا قرر ( زيوس ) أن يخلق الأنثى ، حتى تصبح أكبر لعنة على بنى البشر ، وتكون مصدر فتنة و انشقاق البشر على معبودهم الجديد ( برومثيوس ) .


    طلب ( زيوس ) من ابنه ( هيفايستوس )، أن يصنع من الطين أنثى للرجال ، وأن يضفى عليها آيات الجمال ومظاهر الفتنة من رقة الكلام ونعومة الملمس .. ولم يتأخر (هيفايستوس ) فجعلها غادة هيفاء ، ممشوقة القوام كاملة الأوصاف ، ووضعها بين يدي ( زيوس ) الذي انبهر بها انبهاراً كاد ينسيه زوجته ( حيرا) و غيرتها .
    
    ولكنه لم يكتفي بهذا ، فدعي جميع الآلهة والأرباب ، وطلب منهم أن يضعوا فيها أجمل ما عندهم وأروع ما يكنون من أسرار ، لتكون أبهى و أفتن من ذلك الرجل الذي خلقه ( برومثيوس ) .. فأقبلت ( أفروديتي ) " Venus " ربة الجمال وأضفت عليها من مفاتن حسنها ما يجذب الرجال ، وجاءت ( أثينا )"Minerva"ربة الحكمةفأعطتها من مستودع الحكمة ما يجعلها قادرة على مسايرة الرجال ، وأتت ( أريتيه ) ربة الفضيلة فعلمتها الحياء الذي يجذب الرجال ، وكانت ( حيرا ) إله الثرثرة فأعطتها سحر الكلام ، أما ( أيروس ) " Cupid " إله الحب فجعل في عينيها لحظ الحب وسهام الغرام ، وجاء ( أبوللو ) " Apollo "رب الشمس والضياءفجعل على لسانها طلاوة وفى نارها حلاوة وفى صوتها موسيقى وألحان ، وفى النهاية جاء ( هرمس ) رسول الآلهة للبشر ورب التجارة فوضع فيها قلب ناكر ، ونفس لص ماهر وعقل ثعلب ماكر .. ثم جاء ( زيوس ) فأكسبها الحياة ، ودبت فيها الحياة .

    ثم جاء وقت تسمية تلك الفاتنة ، وبعد تفكير أختار لها ( زيوس ) اسم ( باندورا ) " Pandora " ، جاء اسمها من الكلمتين الإغريقيتين " pan " و هي تعني في الإغريقية " كل" .. أما " dora "فتعني " الهبات " أي "كل الهبات " ، هذا لما منحها الآلهة من صفات مميزة كهدية منهم .

    ونزل ( هيرمس ) ومعه ( باندورا ) ، وذهب بها إلى ( برومثيوس) وأخبره أنها هدية ( زيوس ) إليه ، ولكن ( برومثيوس ) رفض الهدية لأنه يعلم أن ( زيوس ) لا يضمر له خيراً ، وجاء ( إبيميثيوس ) ورأى ( باندورا ) ، وطلب منه أن تكون من نصيبه ، فوافق ( هيرمس ) وحاول ( برومثيوس ) أن يثنى أخيه عن ذلك ، غير أن ( إبيميثوس ) لم يصغ إلى شقيقه و تزوج ( باندورا ) .

    وبعد الزواج أرسل ( زيوس ) هدية الزواج إلى ( باندورا ) ، وكانت صندوق مع أمر منه بعدم فتح الصندوق إلا حين يخبرها بذلك ، وكانت ( باندورا ) تسمع من داخل الصندوق أصواتاً كثيرة تنادى عليها ، وتقول لها " أفتحى لنا .. أطلقى سراحنا .. نحن محبوسون " ، وتغلب فضول ( باندورا ) عليها ، لذلك و في يوم من الأيام فتحت ( باندورا ) الصندوق ؛ وظهرت اللعنة التى كان أعدها ( زيوس ) ، وخرجت كل شرور البشر من حسد و حقد و شر و غل من الصندوق ، وكانت تخرج ثم ترتطم بـ ( باندورا ) وتهتف بها " أنا الحقد .. أنا الشر .. أنا الغل .. أنا الحسد .... " ، وأخذت ( باندورا ) تنزف من الجروح الخبيثة التى أصابتها من إرتطام المشاعر الشريرة بها ، فأسرعت وأغلقت الصندوق .



    لوحة لباندورا وهى تفتح الصندوق

    وحين عاد ( إبيميثيوس ) من الخارج ، أخبرته ( باندورا ) بما حدث ، فتناول الصندوق من على الأرض ، وسمع صوت منه ينادى " أخرجنى ... أطلق سراحى " ففتح الصندوق ، فوجد فراشة صغيرة خرجت وهى تقول " لا تحزنا .. أنا الرحمة " وأسرعت إلى ( باندورا ) وأخذت تخفى جراحها بأجنحتها .. وعلمت ( باندورا ) انها جاءت للبشر بأسوأ لعنة ممكنة .. " صندوق باندورا " .



    تعليق


    • #3
      قصه جميله ممتعه .. مشكور

      قال إبن القيم
      ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

      تعليق


      • #4




        لا تزال الأساطير اليونانية ينظر إليها في الثقافات الحديثة، بعين القبول والشعور بالمتعة لما تضفيه على تفكيرنا وواقعنا من شعور غامر بالبهجة واستمتاع لذيذ بالمغامرة، وهي عالم يفيض بالخيال والرومانسية. إلى جانب القيم الفكرية محملة بالمعاني والعبر من خلال الإشارات والرموز التي تتضمنها تلك الأساطير. إنها تعبر عن مشكلات الوجود الإنساني، والتي هي وبطابعها ديناميكي لها سماتها ووجودها في وقعنا الحالي المعاش اليوم. فعلى سبيل المثال، أسطورة (صندوق باندورا)، إلى اليوم تبقى رموزها طنانة ويطلق لها العنان للتعبير عن معاناة البشرية بما تتعرض له من مآسي وحروب وويلات وتآمر وخيانة، وأمراض وشرور، وفي جميع أشكالها الدنيئة والرذيلة.

        صندوق (باندورا) لا يزال جزءاً من الذاكرة الإنسانية، ومحمل بالعديد من التساؤلات والمخاوف الدفينة الكامنة في النفس البشرية منذُ عهود الثقافة اليونانية القديمة ولحد الآن، عبر عنها ذلك الإنسان، وصدق في تعبيره. وها هي ثقافتنا وأدبنا وفنونا وفي المقام الأول سياستنا ممتلئة بالأفكار والممارسات، أن كانت بالشكل الصريح أو بالتلميحات الرمزية لما تتضمنه تلك الأسطورة من أفكار ورموز، والتي هي تعبر عن جزء من حقيقة النفس البشرية.

        تقول الأسطورة في البداية كانت حياة الإنسان على الأرض أكثر سعادة مما هي عليه وقت بدء تلك الحكاية أو الأسطورة، ومن ثم تسلل البؤس والسخط تدريجيا إلى ذلك النعيم ليحوله إلى جحيم مليء بالمآسي والآلام، وكل ذلك بسبب غضب الإله(زيوس).

        أسطورة صندوق (باندورا) هي في الأصل بداية لمحاولة تفسير الأشياء التي يريد الناس معرفتها دائما. والتي تتمثل بالسؤال الكبير: لماذا تحدث الأشياء في العالم، وفق الطريقة التي نراها عليها ؟ قبل ذلك كان هناك الكثير من العلم، ولم يكن لديهم الكثير من فهم عن الكيفية التي يعمل بها هذا العالم، ولكن الناس وبالرغم من ذلك مازالت تريد أن تعرف شيئاً عن ذلك، والذي يتمثل بالسؤال:

        • لماذا يحدث الذي يحدث الآن ؟
        الإنسان كائن يتميز بالفضول، لذا يسأل دائما لماذا.. لماذا ...لماذا... ومن ثم يأتي الإبداع البشري ليعطي الجواب على تلك التساؤلات. هناك العديد من الأساطير، وعبر جميع الثقافات، التي تحاول تفسير بدايات الشر، ولماذا هناك أشياء شريرة مثل الكراهية، والمرض والحروب والبؤس والقتل والدمار في هذا العالم. وفي الكثير من هذه قصص، هناك إشارات إلى أن هذه الشرور حدثت وتحدثُ بسبب عصيان البشر للآلهة. ربما يمكننا مقارنة قصة (باندورا) هذه مع قصة (آدم وحواء).

        وهناك الكثير من القصص المشابهة لها، والتي تتضمنها مختلف الثقافات المنتشرة في هذا العالم.
        ولكون هذه الأسطورة من الثقافة اليونانية القديمة جداً، لذا فهناك العديد من النصوص أو الروايات لهذه القصة قد تختلف ببعض الأسماء أو الأحداث أو الطول والإيجاز بالنسبة لعرض نص تلك الأسطورة، ولكن الثمرة الكاملة والنهائية(وهي: العبرة) هي واحدة لا تتغير في جميع النصوص.
        (باندورا) هي أول امرأة تخلق على وجه الأرض. قبل وجود البشر، كان هناك الخالدون (الآلهة والجبابرة)، والجبابرة هم الشعب العملاق الذي حارب إلى جانب الآلهة. ويقول البعض أنهم أبناء عمومة الإله(زيوس). ملك الآلهة طلب من(بروميثيوس) خلق رجل(الذكر، أي الإنسان) من التراب والماء(الطين)، وفي بعض الروايات ساعده في ذلك(هيفايستوس). في حين كان أخوه (إبيميثيوسEpimetheus) يعمل على خلق الحيوانات، ومن ثم منحهم الهدايا الخاصة وهي عبارة عن القوى التي يتميزون بها مثل: الشجاعة، والسرعة، والتحمل. (بروميثيوس) قرر أن يجعل الرجل(الذكر) منتصبا في مشيته مثل الآلهة وان يعطيهم النار. في حين (زيوس) لم يرضى بذلك وعارضه بشدة مما أدى إلى غضبه منه.

        (بروميثيوس) يقال انه سرق النار من (زيوس) البرق، والبعض الآخر يقول من الشمس في حين يقول آخرون سرقها من(هيفايستوس). (زيوس) أصيب بالجنون، وبشكل رهيب، عندما علم بأن (بروميثيوس) سرق النار من الآلهة، وأعطاها للرجال(الذكور) الموتى الذين كانوا يعيشون على الأرض، في برد وجوع. لهذا السبب قرر معاقبة جميع البشر (والتي كانت حتى ذلك الحين، تعيش في حالة من النعيم الدائم والبراءة، والعصر الذهبي، بعد أن حصلت على النار). لذلك طلب (زيوس) من (هيفايستوس) أن يخلق أول امرأة وأيضا من الماء والتراب. حتى ذلك الحين، لم تكن هناك امرأة على وجه الأرض. في حين بعض الروايات تقول أن من خلقها هو(فولكانو)ابن(زيوس).

        ويقال أن خلق (باندورا) هي محاولة من اجل معاقبة (بروميثوس) لكونه عصى أمر الإله (زيوس) ولكن ليس مباشرة وإنما من خلال معاقبة البشر كلهم، أو يقال أن البشر أصبحوا أشرار وطماعين فأراد(زيوس) معاقبتهم لذلك، وأنهم خرجوا عن طاعته. وحينما خلقت(باندورا) جعلها خالقها كنموذج الآلهة الجميلة. وبعد أن خلقت (باندورا) أعطيت هدايا. وهي خصائص تتميز بها قد تكون مادية أو على شكل قوى نفسية وعقلية، وقد أعطيت هذه الهدايا من قبل جميع الآلهة والآلهات، مثل: الجمال، الإحسان، البراعة اليدوية، الجرأة، الإقناع، الفضول، المكر، الخداع. وقد أعطاها(زيوس) هدية، يقول البعض عبارة عن جرة، والبعض الآخر عبارة عن مربع، وآخرون يقولون صندوق أو علبة مجوهرات، وكذلك اسماً أطلقه عليها، وهو(باندورا) ومعناه (جميع الموهوبين).


        • لماذا نشأت الأسطورة؟
        هذه الأسطورة وسيلة تشرح لماذا حدثت الأشياء المخيفة والمرعبة للبشرية. ففي جميع الأساطير الإنسان كان يعيش في العالم دون قلق، حتى حدوث شيء يتسبب في كل العلل والمآسي لهذا العالم. وفي أسطورتنا العالم كان يعيش في عصره الذهبي بعد أن حصل على النار إلى حين أن فتحت (باندورا) الصندوق فتغير كل شيء. (زيوس) كان يعلم بان الفضول الذي تمتلكه (باندورا) سوف يرغمها على فتح الصندوق، بالرغم من انه قال لها أن لا تفتح الصندوق. وبالرغم من أن هذا الصندوق هدية من الإله(زيوس) فانه يحوي كل الشرور التي نراها اليوم في العالم، في حين أبقي(زيوس) شيء ايجابي واحد هو (الأمل) الذي سوف يساعد البشرية خلال الأوقات العصيبة التي سوف تمر بها.


        وهو الشيء الجيد الوحيد الذي بقى بالصندوق والذي مهمته تضميد جراح الجسد والروح، وكان هذا المخلوق الرائع هو (الأمل). فعندما فتحت(باندورا) الصندوق مرة أخرى، وتمكن الأمل من أن يطير بعيداً، ويذهب إلى مختلف أنحاء العالم، ويسعى لتضميد الجروح الناتجة عن تلك الشرور. ولكن، هو دائما كان آخر من يصل. لهذا السبب، عندما تتعرض الناس للضغوط والمشكلات، فأن الشيء الوحيد الذي يساعدهم على المضي قدما هو (الأمل).

        تعليق


        • #5
          الأمل

          كم أعشق هذه الكلمة وأشعر حين أقرأها او اقولها بأن هناك رياحا مزهّرة تعصف في وجهي وتشعرني بالإنتعاش
          وأعود لأكتب سطورا شعرية من جديد على اثرها

          على الرغم من أن هذه القصة اسطورة .. لا مجال للشك بعدم واقعيتها ولكن
          ما لفت انتباهي هو أن الإنسان منذ الأزل وهو يرى ان هناك جانبا مظلما شديد الكحولية لا يقوى على تفسيره
          ومنذ الأزل والبشر يحاولون ويحاولون .. لمعرفة أسرار في الكون والخلق ولكنهم لا يستطيعون

          سبب ظهور هذه الأساطير هو لإطفاء فضول شديد الإشتعال في عقولهم وقلوبهم حول بداية الخلق وبداية ظهور
          الإنسان والأرض والكون بأكمله

          كما ان هذه الأسطورة تتحدث عن نزاع وقتال الحضارات والبشر منذ الأزل
          كما انها تتحدث عن امر مهم للغاية وهو طمس الحضارات فلا يبقى في أيادي الخلائف سوى علوم
          لا يفهمون عنها شيئا ليدرسوها ثانية حتى تنقص منهم قطرة .. فلا يعلمون البداية ..!

          هناك امر مهم جدا ايضا هذه الأساطير تحاكيه في الحياة بشكل عام وهي خلود الرجل وثانوية دور المرأة
          فجميع الأساطير صورت المرأة على انها ملكة الإغراء والمكر والدهاء .. وقد صوّرت المراة على مر العصور
          بأنها السلاح الأمثر للنصر .. بل وصورتها الحضارات على انها رمز للقتل والحريق والتدمير .. وهناك من
          صور المرأة على انها مفتاح لعالم الشعوذة والجن ..!

          وهناك من صوّر المرأة على انها ملكة الخطيئة .. وأنها سبب وجود الخطيئة في هذا العالم
          بيد ان المرأة من اكثر مخلوقات الله تكريما في الإسلام

          تحياتي لك
          [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
          نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
          أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
          Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
          اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
          مدارك Perceptions

          تعليق

          يعمل...
          X