إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هاروت وماروت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هاروت وماروت

    هاروت وماروت


    (لما أهبط الله آدم عليه السلام إلى الأرض قالت الملائكة:
    أي ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
    قال:
    إني أعلم ما لا تعلمون
    قالوا:
    ربنا نحن أطوع لك من بني آدم
    قال الله تعالى للملائكة:
    هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فتنظروا كيف يعملان
    قالوا:
    ربنا هاروت وماروت..وفي رواية (أعزراو) أو (عزا) وهو (هاروت) و
    (عزبيا) وهو (ماروت)..
    -وإنما غيرت أسماؤهما إلى هاروت وماروت بعدما اقترفاه من الإثم..تماما كإبليس اللعين وكان اسمه (عزازيل) قبل أن يعصى الله-..
    فأهبطا إلى الأرض..
    ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر..
    فجاءتهما فسألاها نفسها قالت:
    لا ..حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك
    فقالا:
    لا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا
    فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله
    فسألاها نفسها فقالت:
    لا..حتى تقتلا هذا الصبي
    فقالا:
    لا والله لا نقتله أبدا
    فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله
    فسألاها نفسها فقالت:
    لا..حتى تشربا هذا الخمر
    فشربا حتى سكرا..
    فوقعا عليها وقتلا الصبي..
    فلما أفاقا قالت المرأة:
    والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه إلا فعلتماه حين سكرتما
    فلما أن أفاقا جاءهما جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل وهما يبكيان فبكى معهما..
    وقال لهما:
    ما هذه البلية التي أجحف بكما بلاؤها وشقاؤها؟
    فبكيا فقال لهما:
    إن ربكما يخيركما بين عذاب الدنيا..وأن تكونا عنده في الآخرة في مشيئته..
    إن شاء عذبكما وإن شاء رحمكما وإن شئتما عذاب الآخرة..
    فعلما أن الدنيا منقطعة وأن الآخرة دائمة وأن الله بعباده رءوف رحيم..
    فاختارا عذاب الدنيا وأن يكونا في المشيئة عند الله





    ولما رأت ذلك الملائكة خفقت بأجنحتها في البيت ثم قالوا:
    اللهم اغفر لولد آدم..
    عجبا كيف يعبدون الله ويطيعونه على ما لهم من الشهوات واللذات
    فاستغفرت الملائكة بعد ذلك لولد آدم..
    فذلك قوله سبحانه (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) الشورى(5)

    هالني ما قراتة فهذة القصة لا يستسيغها العقل والمنطق..
    والمدهش أن أغلب الناس موافقه عليها.. واذا بحثنا عن مصدر تلك الرواية التى نجدها منتشرة في عدة مواقع على الإنترنت.. وقررت البحث حتى أتبين الحقيقة بجلاء والى الآن وأنأ أكرس جل وقتي في البحث عن القصة الحقيقية لهذين الملكين..
    وللحق فقد بحثت ايضا في كتب التفسير ووجدت العديد من الروايات المختلفة التي تروي قصة الملكين
    منها ما يتوافق مع العقل والمنطق والنص القرآني الذي لا يشوبه التحريف ومنها ما يشتط ..
    ولنستعرض معا نتائج هذا البحث وسنتناول كل الروايات التي قيلت في هذه القصة بالاضافة الى أقوال المؤيدين والمعارضين

    يقول الله تعالى في سورة البقرة:
    وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)



    يقول ابن كثير في تفسيره:
    (وسبب ذكر قصة (هاروت وماروت) في القرآن الكريم أن يهود المدينة كانوا لا يسألون النبي محمدا صلى الله عليه وسلم عن شيء من التوراة إلا وقال بعض السلف أنه لما ذكر نبي الله سليمان عليه السلام في القرآن قالت يهود المدينة :
    ألا تعجبون لـ(محمد) يزعم أن ابن (داوود) كان نبيا ؟! والله ما كان إلا ساحرا يركب الريح ..
    فأنزل الله هذه الآية ليكذب أقوالهم وليبرأ نبيه الكريم سليمان بن داوود عليهما السلام مما ينسبونه إليه..)


    وفقد وجدت روايات متعددة إضافة إلى ما سبق ذكرة في العديد من المواقع التي توثق للقصة..
    وبدون تدخل مني سأعرضها عليكم تاركا الحكم لكم..وإحدى الروايات مفادها ما يلي:

    يقول ابن كثير في تفسيره:
    (أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
    ( إن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة :
    أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

    قال:
    إني أعلم ما لا تعلمون
    قالوا :
    ربنا نحن أطوع لك من بني آدم
    قال الله لملائكته :
    هلموا ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان
    قالوا :
    ربنا هاروت وماروت
    فركب الله فيهما الشهوة ثم أهبطا إلى الأرض
    قال :
    فمثلت لهم الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألاها نفسها فقالت :
    لا..حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك..
    وفي رواية (حتى تعبدا ما أعبد وتصليا له)-وكانت تعبد صنما من دون الله-
    قالا :
    والله لا نشرك بالله أبدا
    فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت :
    لا..حتى تقتلا هذا الصبي
    فقالا :
    لا والله لا نقتله أبدا
    فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت :
    لا..إلا أن تفعلا ما طلبته منكما
    فقالا:
    الصلاة لغير الله أمر عظيم..وقتل النفس أمر عظيم..فلا سبيل إلى ما أمرتنا به فإن الله قد نهانا عن كل ذلك
    فقالت:
    إذن فلتشربا الخمر
    قالا:
    أهون الثلاثة شرب الخمر
    فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي وسجدا للصنم..
    فلما أفاقا قالت المرأة :
    والله ما تركتما من شيء أثيم إلا فعلتماه حين سكرتما
    فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا لأنها زائلة والآخرة باقية..
    وهما موجدان بوادي بابل معلقان من أرجلهما يعذبان طرفي النهار..





    فعوقبا بسبب ذلك بأن حبسا في بئر ببابل منكسين وابتليا بالنطق بعلم السحر فصار يقصدهما من يطلب ذلك فلا ينطقان ضرة أحد حتى يحذراه وينهياه فإذا أصر تكلما بذلك ليتعلم منهما السحر فيتعلم منهما ما قص الله عنهما والله أعلم.. كانا يعلمان السحر في بابل وكانا يقولان لمن جاءهما (إنما نحن فتنة فلا تكفر) فإن أبى أن يرجع قالا له:
    ائت هذا الرماد فبل فيه
    فإذا بال فيه خرج منه نور يسطع إلى السماء وهو الإيمان ثم يخرج من الرماد دخان أسود يدخل في أذنه وهو الكفر..)
    ويروى أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها فقالت:
    زوجي انصرف عني وزهد في وخلاني وحيدة وذهب ليتزوج بأخرى.. فجئت جارتي العجوز أشكو لها حالي.. فقالت لي:
    إن تفعلي ما آمرك به فسوف يأتيك محبا عاشقا..
    فوافقت بلا تردد..فذهبت ثم جاءت بالليل ومعها كلبان أسودان ضخمان فركبت واحدا وأمرتني بركوب الآخر..
    ثم انطلقنا في غياهب الظلمات لا أدري أين نحن..وإذا بوادي فيه رجلين معلقين من قدميهما..
    فقالت لي رفيقتي :
    تقدمي وإن سألاك مرادك فقولي جئت أتعلم السحر..وإن نازعاك فأثبتي
    فتقدمت وقال لي أحدهما:
    لم جئت؟
    قلت:
    لأتعلم السحر
    فقال لي:
    اذهبي إنما نحن فتنة..فارجعي ولا تكفري
    فقلت:
    لا إني أريد أن أتعلم السحر
    فقال:
    فاذهبي خلف ذلك التنور فبولي على الرماد هناك..
    فذهبت..ولما وصلت هناك خفت ورجعت فقالا لي:
    ماذا رأيت؟
    قلت:
    لم أر شيئا
    فقالا لي:
    كذبت فارجعي ولا تكوني من الكافرين
    فتذكرت هجران زوجي..فتشجعت وقلت:
    لا إني أريد أن أتعلم السحر
    فقالا لي:
    فاذهبي وبولي هناك
    فذهبت وبلت..فلما رجعت قالا لي:
    أفعلت؟
    فقلت:
    نعم
    قالا:
    فماذا رأيت؟
    قلت:
    رأيت فارسا منيرا يخرج منى حتى وصل الى عنان السماء ثم اختفى ولم أراه
    فقالا لي:
    صدقت..فهذا هو إيمانك قد خرج منك وفي رواية:
    وإذا برجل مر بهما فلما رآهما فزع منهما فقال:
    لا اله إلا الله
    فقالا:
    لا اله إلا الله..من أي أمة الرجل؟
    قال:
    رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
    فقالا:
    أبعث محمدا؟؟
    قال:
    نعم
    فاستبشرا وفرحا فقال لهما:
    لم فرحتما؟
    فقالا:
    لأنه قد بعث نبي الساعة وسوف يزول عنا العذاب)








    هذا ما تبقى من باب .. فهل لازال الملكين يتعذبان بين اطلال هذه الخرائب
    وهاكم رواية أخرى وجدتها مذكورة نصا في تفسير الطبري:
    (إن الملائكة لما رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بني آدم الخبيثة في زمن (إدريس) -عليه السلام-عيروهم بذلك وأنكروا عليهم وقالوا لله:
    إن هؤلاء -الذين جعلتهم خلفاء في الأرض واخترتهم- يعصونك.
    فقال تعالى:
    لو أنزلتكم إلى الأرض وركبت فيكم ما ركبت فيهم لفعلتم مثل ما يفعلون
    قالوا:
    سبحانك ربنا ما كان ينبغي أن نعصيك.
    قال الله تبارك وتعالى:
    اختاروا ملكين من خياركم أُهبطهما إلى الأرض.
    فاختاروا هاروت وماروت..وكانا من أصلح الملائكة وأعبدهم..
    فركب الله فيهم الشهوة التي ركبها في بني آدم وأَهبطهم إلى الأرض..
    وأمرهم أن يحكموا بين الناس بالحق..ونهاهم عن الشرك والقتل بغير الحق والزنا وشرب الخمر..
    فثبتا على ذلك يقضيان بين الناس يومهما..
    فإذا أمسيا ذكرا اسم الله الأعظم وصعدا إلى السماء..
    فما مر عليهما شهر حتى افتتنا..
    وذلك أنه اختصمت إليهما ذات يوم امرأة تسمى (الزهرة) وكانت من أجمل النساء وكانت ملكة في قومها بفارس.. فلما رأياها أخذت بقلبيهما فراوداها عن نفسها فأبت- وقالت مثل ما قالت في الرواية الأولى إلى أن عرضت عليهما الخمر- فرفضا ثم قالت:
    لا تدركاني حتى تعلماني الذي تصعدان به للسماء..
    فقالا:
    نصعد باسم الله الأعظم
    فقالت:
    فما أنتما بمدركي حتى تعلمانيه
    فقال أحدهما لصاحبه:
    علِّمها
    فقال:
    إني أخاف الله
    فقال الآخر:
    فأين رحمة الله؟
    فعلماها ذلك فتكلمت به..فصعدت للسماء..
    فمسخها الله كوكبا..
    فهو كوكب (الزهرة)..
    وخير الملكين بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا.)


    يقول المعارضون لتلك الروايتين:
    1-يقول ابن كثير في نهاية روايته لهذا الحديث:
    (وهذا حدِيث غريب من هذا الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير هذا وهو الأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء)
    أي أنه لم يستسغه بمنطقه وإنما ذكره من باب الأمانة في النقل ليس إلا..
    كما أن هناك الكثير من رواة الأحاديث الذين أقروا بأن هذا الحديث حديث ضعيف مثل شعيب الأرناؤوط الذي ذكر أنه حديث ضعيف وإسناده ضعيف وذكر فيه ابن حيان وهو مجهول

    2-لا يمكن أن يوجد من الملائكة من يعصى الله ويشرب الخمر ويقتل ويرتكب الفاحشة بل ويعلم الناس السحر..فالملائكة قال فيهم الله سبحانه وتعالى:
    (
    لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم (6)
    وأن الله قد أمرهما بتعليم الناس السحر اتقاء لشره وليس لاستخدامه فيما يغضب الله كمن يتعلم دراسة السموم اتقاء لشرها


    في حين يقول المؤيدون لتلك الرواية:

    1- هاروت وماروت نزلا ليظهرا للناس الفرق بين السحر المطلوب تجنبه وبين المعجزة التي هي دليل نبوة الأنبياء عليهم السلام فكانا يعلمان تعليم إنذار لا تعليم تشجيع له كأن يقولا: لا تفعل كذا كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه أو يقولا: فلا تكفر أي فلا تتعلم السحر معتقدا أنه حق فتكفر

    2- إن عصيانهما لله لا ينفي كونهما ملكين من الملائكة من عدة وجوه أهمها:
    أ- نص آية سورة التحريم من بدايتها:
    (
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
    وهذا معناه أن الملائكة المذكورين في هذه الآية هم الملائكة الموكلين بالنار (أي الزبانية) وليس عموم الملائكة..
    ب- أن هذين الملكين سبق في علم الله لهما هذا فيكون تخصيصا لهما فلا تعارض حينئذ..
    مثلما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق..مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله
    ج-يقول ابن حجر الهيتمي في (الزواجر):
    (إن عصمة الملائكة دائمة ما داموا بوصف الملائكة أما إذا انتقلوا إلى وصف الإنسان فلا)

    3- كون ابن كثير يقول إنه حديث غريب فهذا ليس معناه أنه ضعيف حيث أنه استطرد قائلا:
    (ورجاله كلهم ثقات)..
    ثم إن راوي الحديث الأساسي هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

    والآن مع ثانية الروايات:
    وجدت في تفسير الطبري أن ابن جرير ذهب إلى أبعد من ذلك حيث زعم أنهما ليسا (ملكين) بفتح اللام بل (ملكين) -بكسر اللام-من ملوك بابل من البشر وأن الله قد امتحنهما بذلك..
    يقول الطبري في تفسيره (جامع البيان في تفسير القرآن) :

    ( يعنـي بقوله: {
    واتّبَعُوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ } الفريق من أحبـار الـيهود وعلـمائها الذين وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله علـى موسى عليه السلام وراء ظهورهم تـجاهلا منهم وكفرا بـما هم به عالـمون كأنهم لا يعلـمون..فأخبر عنهم أنهم رفضوا كتابه الذي يعلـمون أنه منزل من عنده علـى نبـيه عليه السلام ونقضوا عهده الذي أخذه علـيهم فـي العمل بـما فـيه وآثروا السحر الذي تلته الشياطين على ملك سلـيـمان بن داود فـاتبعوه وذلك هو الـخسران والضلال الـمبـين)..
    فتأويل الآية على هذا {
    وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ } من السحر وما كفر سليمان ولا أنزل الله السحر على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت فيكون قوله: ببابل هاروت وماروت من المؤخر الذي معناه المقدم
    فإن قال لنا قائل:
    كيف وجه تقديم ذلك؟
    قيل:
    وجه تقديمه أن يقال:
    {
    وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ } من السحر وما كفر سليمان وما أنزل الله السحر على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت فيكون معنيا بالملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام لأن سحرة اليهود فيما ذكرت كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود فأكذبهم الله بذلك وأخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر وبرأ سليمان عليه السلام مما نحلوه من السحر وأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين وأنها تعلم الناس ذلك ببابل وأن الذين يعلمانهم ذلك رجلان: اسم أحدهما هاروت واسم الآخر ماروت فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجمة عن الناس..
    وبهذا فقد وجب طبقا للآية أن تكون الشياطين هي التـي تعلـم هاروت وماروت السحر وتكون السحرة إنـما تعلـمت السحر من هاروت وماروت عن تعلـيـم الشياطين إياهما..
    فالقرآن أنكر نزول أي ملك إلى الأرض ليعلم الناس شيئا من عند الله غير الوحي إلى الأنبِياء..
    ونص بذلك نصوصا صرِيحة مفادها أن الله لم يرسل إلا الإنس لتعليم بني نوعهم فقال:
    (
    وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء:7]
    وقال منكرا طلب إنزال الملك:
    (
    وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ) [الأنعام:8]
    وقال في سورة الفرقان:
    (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)
    إلى قوله:
    (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)[الآيات:7-9]
    وقد قرأ ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والزهري الملكين بكسر اللام)




    انتهى كلام الطبري..وهو ببساطة يريد أن يقول:
    1- السحر لم ينزل على الملكين (جبريل وميكائيل) ولم ينزل على الملكين (داود وسليمان). .
    2- أصل السحر من الشياطين
    3- أول مكان انتشر فيه السحر هو بابل (وهذا يتوافق مع الدراسات التاريخية)
    4- هاروت وماروت رجلان من الملوك كانا مقيمين ببابل تعلما السحر من الشياطين وعلماه الناس بعد ذلك.. وكانا يحذران الذين يتعلمون السحر على أيديهما أنه عمل يؤثر على عقيدة ممارسه لأنه يؤدي إلى الكفر..
    يقول المعارضون:
    1-التاريخ لم يذكر أبدا وجود ملكين بهذين الاسمين قد حكما بابل في أي عصر من العصور وهذا يتنافى مع كونهما بشرا ولا ريب أنهما لو كانا بشرا لطبقت شهرتهما الآفاق كونهما أول من علم الناس السحر ولذكرهما التاريخ..
    2-يفترض أن يتمثل الملكان في صورة بشرية وذلك لقوله تعالى في الآية (9) من سورة الأنعام:
    (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)
    وقد صح في السنة أن جبريل عليه السلام كان يأتي أحيانا في صورة دحية الكلبي
    وهنا نجد الفيلسوف الشهير ابن حزم الأندلسي قد ذهب لأبعد من ذلك حيث زعم أن هاروت وماروت من ملوك الجن وليس البشر..من قوله (ما تتلوا الشياطين)..ومعلوم أن هناك شياطين من الإنس وشياطين من الجن..
    وذلك ردا على المعارضين لذلك التفسير..

    والآن دعوني أعرض عليكم الرواية التي أرى أنها أدق الروايات بلا جدال..
    عن ابن كثير والطبري وغير واحد من المفسرين:
    (عن شهر بن حوشب قال : لما سلب سليمان عليه السلام ملكه* كانت الشياطين تصعد إلى الفضاء فتصل إلى الغمام والسحاب حيث يسترقون السمع من كلام الملائكة الذين يتحدثون ببعض ما سيكون بإذن الله في الأرض من موت أو أمر أو مصائب فيأتون الكهنة الكفار الذين يزعمون بأنهم يعلمون الغيب ويخبرونهم بما سمعوا..
    فتحدث الكهنة الناس به فيجدونه كما قالوا..
    فلما ركنت إليهم الكهنة أدخلوا الكذب على أخبارهم فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة..
    وكانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فيكتبوا مثلا:
    (من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا..)
    فلما ينتهوا يجعلوا عنوانه:
    هذا ما كتب آصف بن برخيا عن الملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم
    وفشا في بني إسرائيل أن الجن والشياطين يعلمون الغيب والعياذ بالله..
    فلما استعاد سليمان ما وهبه الله بعث جنوده وجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه..
    ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يقترب من الكرسي وإلا احترق..
    وقال سليمان عليه السلام:
    لا أسمعن أحدا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه
    وكانت الشياطين مغتاظة من سليمان لأن الله أعطاه سر التحكم فيهم..فكانوا يطيعونه مع كفرهم حيث كانوا يخدمونه يعملون له أعمالا شاقة كما بين القرآن..
    ولما مات سليمان وقل عدد العلماء الذين عرفوا ماذا فعل سليمان بكتب السحر وأنه دفنها تحت كرسيه ومضى جيل وأتى غيره تمثل إبليس في صورة إنسان ثم أتى جماعة من بني إسرائيل فقال لهم:
    هل أدلكم على كنز لا ينفد بالأخذ منه؟
    قالوا:
    نعم
    قال:
    إن سليمان لم يكن نبيا إنما كان ساحرا فاحفروا تحت كرسيه
    فاعترض المسلمون وغضبوا وقالوا:
    بل كان سليمان نبيا مسلما مؤمنا
    وعاود إبليس الكرة مرارا حتى صدقه بعضهم من ضعاف النفوس وذهب معهم وأراهم المكان ووقف غير بعيد لا يستطيع الاقتراب وإلا احترق.. فقالوا له:
    اقترب يا هذا
    فقال:
    لا ولكنني ها هنا بين أيديكم فإن لم تجدوا الصندوق فاقتلوني
    فحفروا فوجدوا الصندوق وأخرجوا تلك الكتب..فلما أخرجوها قال إبليس اللعين:
    ما تم لسليمان ملكه إلا بهذا السحر وبه سخر الجن والإنس والطير والريح
    فقال الكفار:
    لقد كان سليمان ساحرا..هذا سحره به كان يأمرنا وبه يقهرنا
    ثم طار إبليس وفشا بين الناس أن سليمان كان ساحرا والعياذ بالله وكذلك صاحبه وكاتبه آصف بن برخيا الذي جلب له عرش بلقيس بكرامة أكرمه الله بها (الذي عنده علم من الكتاب)-وسيكون لي مقال مع هذه القصة بإذن الله-
    وأخذ كفار بني إسرائيل يعملون بما في تلك الكتب..
    والحق أن السحر ليس من عمل الأنبياء ولا الأولياء وما كفر سليمان لأنه نبي من عند الله منزه عن الكبائر وصغائر الخسة وعن كل القبائح والرذائل فضلا عن أنه منزه عن الكفر..
    فلما كثر السحرة الذين تتلمذوا على أيدي الشياطين وادعوا النبوة وعلم الغيب وتحدوا الناس بالسحر أنزل الله ملكين من ملائكته الكرام وهما هاروت وماروت ليعلما الناس ما هو السحر فيتمكنوا من تمييز السحر من المعجزة التي هي دليل نبوة الأنبياء عليهم السلام..
    ويتبين كذب السحرة في دعواهم النبوة ولكي لا يلتبس على بعض الناس حالهم فإن السحر يعارض بسحر أقوى منه -فقد يبطل السحر ساحر آخر-..
    وفيه التمويه والتخييل على الناس وخدع وشعوذات..
    ومن جهة أخرى هو نوع من خدمة الشياطين للسحرة لأن الشياطين أجسام خفيه لا يراها الناس ويكون السحر أحيانا بوضع تركيبة من مواد معينة تجمع وتحرق ويتخذ منها رماد وحبر ويقرأ عليها كلمات وأسماء ثم تستعمل في ما يحتاج إليه من السحر..
    وأما المعجزة فهي أمر خارق للعادة لا يعارض بالمثل يظهر على يد النبي وقد يكون مقرونا بالتحدي..
    فكانا يعلمان تعليم إنذار لا تعليم تشجيع له كأن يقولا:
    لا تفعل كذا-كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه-
    لذلك كانا يستدركان قائلين:
    فلا تكفر
    أي فلا تتعلم السحر معتقدا أنه حق يجلب الخير أو يدفع الضرر فتكفر
    كما كانا يعلمان الناس كيفية اتقاء شرور السحر إن سحروا..
    وكانا لا يعلمان أحدا حتى ينصحاه بأنهما جعلا ابتلاء واختبارا قائلين:
    إنما نحن ابتلاء من الله وفتنة فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الإيمان..
    وبين الله في القرآن أن الملكين أقصى ما يعلمانه هو كيف يتم التفريق بين الرجل وزوجته..وأن ضرر ذلك لا يكون إلا بمشيئة الله لأن الله تعالى هو الذي يخلق النفع والضرر..
    ثم أثبت تعالى أن من يتعلم السحر ويرتكبه فهو ضرر عليه ويعود عليه بالوبال.
    وهاروت وماروت ملكان كريمان من ملائكة الله الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون..
    فلا صحة أبدا للقصة التي تقول إن هاروت وماروت ملكان التقيا بامرأة جميلة ففعلا معها الفاحشة فهذا الكلام كفر بين وفيه تكذيب للقرآن الكريم.
    فليحذر الناس من مثل هذه القصص المكذوبة والمفتراة على دين الله وأنبيائه وملائكته..
    والخلاصة: أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر ليفرق الناس بين المعجزة والسحر..
    وكل ما عدا ظاهر القرآن في حال هذين الملكين فهو من الأكاذيب يردها ما ثبت من عصمة الملائكة على وجه العموم دون ورود استثناء لهذا لأصل العام كما قال تعالى:
    ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/26-28 .
    وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى..
    وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال)

    ويبدو أن بابل قد بلغت مبلغا عظيما في علوم السحر وهذا مؤشر على انحراف مسار الحضارة البابلية..
    وقد تجلت رحمة الله تعالى بإنزال ملكين لمواجهة ذلك الشر المستطير..وتمثل الملكان في صورة بشرية كما أسلفت بالدليل..
    وواضح من النص الكريم أن مهمة الملكين تمثلت في تعليم الناس أمورا تتعلق بالسحر الذي استفحل شره في بابل..
    وبما أنهما ملكان وبما أن ما يعلمانه منزل عليهما فلا بد إذن أن يكون أمرا إيجابيا..
    والأقرب للمنطق أن يكون هذا العلم يتعلق بمضادات السحر من أجل إبطاله..
    وبذلك لا نحتاج إلى لي عنق النص لأن هذا هو ظاهر النص واللائق بمقام الملائكة وما ينزل عليهم...
    وهنا قد يقول قائل:
    كان يمكن أن ينزل هذا العلم المتعلق بإبطال السحر على نبي من الأنبياء فلماذا أنزل على ملكين متجسدين في الصورة البشرية ؟
    والجواب على ذلك يتلخص في كون الأمر لا يناسب مقام النبوة والرسالة لأن الكفار قد درجوا على اتهام الأنبياء والرسل بممارسة السحر بل لقد خلط أهل الكفر بين المعجزة والسحر..
    من هنا وحتى لا تكون الشبهة وحتى لا يتم الخلط تم تجنيب الرسل الخوض في مضادات السحر -التي تحتم الخوض في السحر-..
    وواضح من النص الكريم أن الملكين يخلصان النصيحة لكل من تعلم مضادات السحر ويظهر ذلك جليا في استخدام (ما ومن) في قوله تعالى: (
    وما يعلمان من أحد)..
    وهذا الحرص منهما يدل على خطورة الأمر وحساسيته..وتظهر هذه الخطورة في إمكانية انحراف المتعلم وانخراطه في أمور السحر لذا كانت النصيحة المشددة: (
    إنما نحن فتنة فلا تكفر) قبل البدء في التعليم..
    وهنا قد يتساءل ألبعض من أين تأتي الخطورة وإمكانية الانحراف وهما يعلمان الناس مضادات السحر وكيفية الوقاية منه؟!
    وألاجابة ان تعليم المضادات للسحر يقتضي التعريف بحقيقة السحر أولا ثم تعليم أنواع المضادات لهذا السحر..ومن هنا يصبح المتعلم ملما بأساليب السحر وأنواعه كما هو الأمر في الصيدلي أو الطبيب الذي يتعلم أنواع السموم ومضاداتها.
    من هنا لابد من التذكير الدائم والوصية المتكررة -لأن المتعلم أصبح قادرا على ممارسة السحر بعد تعلمه لمضاداته -ومثل هذه الإمكانيات تغري النفوس غير القوية بالانحراف وممارسة السحر والكفر..
    وبعد أن تؤدى النصيحة ويتم التحذير المشدد يتم تعليم ألوان من السحر وعلى وجه الخصوص الكيفية التي يتم بها التفريق بين المرء وزوجه..
    أما لماذا كان التركيز على أمر التفريق بين المرء وزوجه فلا شك أن ذلك من أشر الشرور فقد صح في الحديث الشريف أن إبليس يقرب من أتباعه من يستطيع أن يوسوس للزوجين بما يفضي إلى طلاقهما..
    كما أن التفريق بين الأزواج هو من أهم مقاصد السحر والسحرة فحيث تكون المودة والرحمة والسكينة يكون الخير..وما السحر إلا محض شر..
    وأتوقف عند قوله تعالى:
    (
    وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)
    وهذه حقيقة ينبغي أن تكون ماثلة دائما في ضمير المؤمن فلا يكون في هذا الكون شيء إلا بإذنه تعالى..فليكن التوجه أولا وأخيرا إلى الله تعالى..
    وأيضا:
    (
    ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم)
    وهذا يدل على أن السحر لا علاقة له بالنفع بل كله يتعلق بالمضرة ويخلو من المنفعة..
    من هنا كانت ممارسة السحر من أكبر الكبائر..ولو كان في السحر بعض الجوانب النافعة لأمكن عقلا أن يأذن الشرع بممارسة هذه الجوانب..أما تعلم مضادات السحر فلا تتعلق بالمنفعة وإنما بدفع المضرة..من هنا كانت وصية الملكين مشددة لكي لا ينزلق المتعلم في متاهات السحر ولكي يسخر علمه في دفع الضرر.
    وقد يتوهم البعض أن المقصود بقوله تعالى:
    (
    ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم)
    أنهم كانوا يتعلمون ما يضر فقط وهذا الفهم خاطئ لعدة أمور منها:

    أولا: لم يثبت أن للسحر جوانب نافعة..

    ثانياً: لا يعقل أن يتعلموا ما يضرهم فقط ويتركوا تعلم ما ينفعهم لأن ميل الإنسان إلى جلب المنفعة لنفسه أقوى من ميله إلى إلحاق الضرر بغيره..
    فقد قال تعالى (يضرهم) ولم يقل (يضر غيرهم) والعقل يقول إن الإنسان لا يتعلم كيف يضر نفسه ويهمل ما ينفعها..


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-12, 12:56 PM.

  • #2
    جزاك الله الخير اخي الفاضل
    ولعل من لا يعلم يعلم بهذا الحديث لان من الخطير ان نقول ان هاروت وماروت كانوا من الملوك أو غير ذلك
    وما هما إلا ملكين مأمورين وسبحان الله لقد دار حديث مثل هذا في احد مواضيع المنتدى

    وهو ما يتحدث عن كنوز سليمان
    ولولا ان سليمان نبي عليه السلام لما أخفى الكتب ومنع الشياطين من قرائتها او الاقتراب منها
    وهذا الحق ومن لا يريد تصديقه فليبحث كما يريد ولن يجد إلا ما كتب في هذا الموضوع في النصوص الأخيرة وهي الحق

    وبارك الله فيك اخي الفاضل
    [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
    نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
    أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
    Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
    اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
    مدارك Perceptions

    تعليق


    • #3
      قصة الملكين من القصص الاسرائلية .. التي ورد تكذيبها في القران الكريم .. هذا ما اعرفه .
      لاإله إلا الله محمد رسول الله

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5

          الاخوة الاعزاء

          تحدثنا سابقا عن (هاروت) و (ماروت)..
          وعرفنا كيف بدأ السحر على الأرض..وماذا كان دور الملكين؟..
          وما الذي كانا يعلمانه للناس..
          والان سنعرف معا ما هو السحر؟
          وما هي أنواعه؟
          وما هي أطرافه؟
          وقبل أن نسارع بالذهاب للمعالجين ينبغي أولا أن نعلم إن كان الشخص مسحورا أم لا ؟
          وما هو الفرق بين السحر والمرض النفسي؟

          وهذه النقطة خاصة راح ضحيتها أناس كثيرين لا ذنب لهم إلا أن من حولهم لم يعرفوا ذلك الفرق..
          ولم يعرفوا ما يعاني منه ذووهم إن كان سحرا أم مرضا نفسيا .

          وكلنا نعلم الكثير من القصص المأساوية من هذا النوع والتي سأقص عليكم بعضا منها في هذا المقال..
          ثم سنتعرف على الفرق بين المعالج الحقيقي والدجال المشعوذ
          تعريف السحر:
          من معجم (لسان العرب) نقرأ في مادة (سحر) ما يلي:
          (أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره..ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس كحقيقته..ثم هو رقى وعقد وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له..
          وهو حقيقة..منه ما يقتل..ومنه ما يمرض..ومنه ما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطئها..ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه..ومنه ما يبغض أحدهما على الآخر)
          يقول (القرطبي) :
          ( قيل: السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي عليه كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء ( يقولون كالسراب غر من رآه وأخلف من رجاه ) وكراكب السفينة السائرة سيرا حثيثا يُخيّل إليه أن ما يرى من الأشجار والجبال سائرة معه..
          وقيل: هو مشتق من سحرت الصبي أي خدعته..
          وقيل: أصله الصرف..يقال: (ما سحرك عن كذا؟) أي ما صرفك عنه؟..
          وقيل: أصله الاستمالة..وكل من استمالك فقد سحرك..
          وقال (الجوهري) :
          السحر الأخذة..وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر..وسحره أيضا بمعنى خدعه..
          وقال (ابن مسعود) :
          كنا نسمي السحر في الجاهلية العِضَة..والعضة عند العرب هي شدة البَهْت وتمويه الكذب..


          أطراف السحر

          أطـراف السحـر ستة هم:

          1- الساحر (ساحر الإنس)
          2- ساحر الجن
          3-شيطان السحر
          4-التابع (الرصد)
          5-طالب السحر
          6-المسحور


          1- الساحر:


          ساحر الإنس هو في الحقيقة شيطان من شياطين الإنس لا يحب الخير أبدا..يركع ويسجد لشياطين الجن من دون الله..نزعت الرأفة والرحمة من قلبه همه المال وإرضاء أسياده من شياطين الجن..قذر نجس خبيث الرائحة..
          والأهم أنه كافر بالله إذ لابد لساحر الإنس أن يكفر بالله حتى يكون ساحرا..فمما يشترطه الشيطان عليه كي يكون طوع بنانه أن:
          -يسجد للشيطان ويعبده من دون الله..
          -يلعن ذات الله ويسب رسوله..
          -يكتب بعض آيات القران الكريم بمداد نجس كدم الحيض وخلافه..
          -يستنجي بأوراق القرآن..ويصنع منها حذاء له
          -يطأ المصحف بل ويتغوط ويبول عليه..
          وسأتطرق إلى ذلك بالتفصيل عندما أتحدث عن الفرق بين الدجال المشعوذ والمعالج لاحقا إن شاء الله..

          2-ساحر الجن :

          يقول سبحانه وتعالى: {وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ } الآية
          ساحر الجن شيطان من الشياطين الأبالسة ، تمرس وتمرن لسنين طويلة على أعمال الشر وأساليب السحر والتفريق والأذى..يوحي إلى وليه ساحر الإنس بخبراته وتجاربه وطرق وكيفية عمل السحر. .

          3- شيطان السحر أو خادم السحر :

          الساحر يتقرب ويتودد ويتحبب إلى كبار عفاريت ومردة الشيطان بفعل كل أنواع الكفر والشرك والفسوق والعصيان فتعينه الشياطين وتجعل تحت إمرته وخدمته كثيرا من الجن الأشرار على اختلاف أصنافهم وطرائقهم من أجل أن يستخدمهم في إيقاع الضرر بالإنسان المسحور وهم ما يطلق عليهم (خادم السحر)..وهم نوعان:

          أ-خادم السحر ( المربوط):
          يكون الشيطان مربوطا ومقيدا بالسحر حتى لا يترك المسحور لأي سبب من الأسباب فهو لا يستطيع الخروج من جسم المسحور وقت القراءة ولا بعدها حتى يبطل الله سحره..وهو النوع الأغلب..

          ب-خادم السحر (المرسل):
          إذا كان شيطان السحر مرسلا فهذا يعني أنه يمكنه الخروج من جسد المصاب ولو شدد عليه بالقراءة يخرج صاغرا..وربما أرجعه الساحر..وقد يخون ويعود من نفسه وأغلب شياطين السحر المرسلة هي من المدد الشيطاني الذي يمد به ساحر الجن الجني الموكل بالسحر عندما يعجز عن تنفيذ أوامر السحر ..

          4-التـابع ( الرصد):

          كل سحر لابد من متابعته بجن آخر يكون همزة وصل بين الساحر والجن الموجود مع المسحور ينقل إلى الساحر أخبار هذا الجني أو الجن (إن كانوا جماعة).. وينقل كذلك تعليمات الساحر إليه أو إليهم ..وأيضا يساعده بالسحر بالمعاضدة والتأثير على الآخرين.. وهذا التابع يكون أقوى من الموكل بالسحر وعنده من العلم والدراية الكثير خاصة في علاج الجن..
          حيث إن بعض الجن يصاب أو يمرض أو يؤذى من الراقي أو المسحور إن رقى نفسه فيأتي هذا التابع لعلاجه أو استدعاء آخرين إذا لم يستطع علاجه بنفسه والله أعلم..

          5-طالب السحر:

          طالب السحر إنسان حاقد ظالم جاهل جبان يعمل بالخفاء ..
          إذا أراد أن ينتقم من إنسان آخر ذهب إلى الساحر فيطلب منه أن يفرق بين فلان وفلانة أو أن لا يجعل فلانة تتزوج من فلان أو أن ينفر فلان من أهل بيته ومجتمعه وعمله...الخ
          يخسر دينه ويغضب ربه ويقحم نفسه في نار جهنم والعياذ بالله..
          وقد بينت كل الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء عليهم السلام عقوبته..وحذرت من مغبة ما يقدم عليه ونهت عنه نهيا قاطعا..وكم أعجب من استخفاف من يدبر السحر من عقوبة الله وهو شديد العقاب..
          كلمة أحب أن أقولها لمن تراوده نفسه الذهاب للسحرة:
          ارجع لعقلك وثب لرشدك ولا تخسر دينك وتحكم على نفسك بالعذاب نتيجة حسدك أو كرهك لشخص ما..
          ولتعلم جيدا ما يلي:
          -إن عمل السحر كفر وخروج من الدين يؤدي إلى غضب الله عليك وخروجك من رحمته
          -قد ينعكس السحر عليك وهذا يحصل في كثير من الأحيان
          -قد يفضح الله أمرك في الدنيا قبل الآخرة .
          -قد لا يحكم السحر بالمسحور (
          وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
          -وحتى لو حكم السحر بالمسحور فإنه ليس بالضرورة أن تنفذ أوامر السحر..
          يقول تعالى:{
          وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ }

          6-المسحور:

          إنسان مبتلى
          بسحر من سحره..ينبغي عليه الصبر على البلاء وليحتسب الأجر والمغفرة عند الله..وليتخذ من الأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه وإبطال سحره وليرفع أكف الضراعة وليلح في الدعاء عسى الله أن يفك كربه..

          انواع السحر

          قسم العلماء السحر إلى قسمين رئيسيين هما:

          1- السحر الأبيض :
          وهو الذي يخدم أهدافا علمية واجتماعية مثل سحر الحب (ويسمى سحر العطف) والتنبؤ بالمستقبل (التنجيم)..
          وبرغم نبل الهدف منه..ولكن اجتمع العلماء على تحريمه لما فيه من الاستعانة بالجن لاستراق السمع من خبر السماء..وقالوا:
          ولا يجوز مطلقا اقترافه أو فعله وفاعله يكفر..وهو مخرج من الملة..
          وهذا لا يمت بصلة لهيئات الأرصاد الجوية التي تقدم توقعاتها بناء على العلم بحركة الرياح والسحب وغيرها..فهو علم قائم بذاته..

          2- السحر الأسود :
          وه
          و الذي بقصد إلحاق الضرر بالآخرين..ومنه سحر التفريق (ويسمى سحر الصرف) وسحر الأمراض وسحر التخييل وسحر الجنون
          ويقسم السحر الأسود إلى أنواع مختلفة..

          أ- من حيث نوعية العمل:

          1-السحر الهوائي : يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر.
          2-السحر المائـي : يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه .
          3- السحر الناري : يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن .
          4- السحر الترابي : يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت .


          ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة :

          1
          -المأكول والمشروب : ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيرا على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.

          2
          - المشـموم : ما يخلط في الطيب والعطور أو يعمل من الطيب والعطور والبخور.

          3
          - المعقـود : كل ما يمكن عقده والنفث عليه .

          4
          -الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور ويعمل منه السحر .

          5
          - المنثـور : كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.

          6- المرشوش :
          كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .

          7
          - الطلاسم: أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة (وسأشرح ذلك بالتفصيل فيما بعد) .

          8
          - المرصـود : يرصد لطلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر

          يتبع

          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-12, 01:05 PM.

          تعليق


          • #6


            ب- من حيث التأثير

            1-السحر التخييلي
            2-السحر الحقيقي
            3-السحر المجازي
            4-سحر المؤثرات

            1-السحر التخييلي:

            وهو يعتمد على تمتع الساحر بقدرات عقلية فائقة تجعله يسيطر على عقول من حوله..
            من ثم يعمد إلى أن يريهم صورا وخيالات يظنون أنها تحدث أمامهم وأنهم يرونها رأي العين..وهي بالواقع مجرد خيالات.. مثل أن يرى الإنسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء..
            لذا فهذا النوع من السحر لا يستطيع أن يمارسه إلا كبار السحرة..
            وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى..
            وهذان العنصران هما:

            1ـ سحر العيون
            2 ـ الاسترهاب

            وهذا هو الذي حدث لسيدنا موسـى عليه السلام وقوم فرعون..إذ إنهـم رأوا الحبـال والعصي وقد تحولت إلى أفاعي تتحرك..وهي في الواقع مجرد حبال وعصي..وذلك لأن عقولهم ومخيلاتهم كانت تحت سيطرة السحرة..
            لـذا قـال الله عـز وجـل (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)

            وهنا تتبدى المعجزة..والفرق بين المعجزة والسحر كما أسلفت في مقالي السابق..
            فموسى عليه السلام لما ألقى عصاه تحولت بمشيئة الله إلى أفعى حقيقية..
            وأول من عرف تلك الحقيقة هم السحرة أنفسهم..لذلك آمنوا من فورهم وسجدوا لله تعالى..
            ولذلك أيضا نجد أن فرعون قد قال:
            (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر)
            لأنه من المعروف أن ملوك الفراعنة كانوا يتلقون صفوة علوم عصرهم من الكهنة بما في ذلك السحر..لذلك ظن أنه كبيرهم..
            كذلك ففي الماضي كان الساحر يحضر حمارا أو بقرة ويلتف النـاس حوله ثم يقـوم بسحـر أعينهم..ويأتي ويقف عند رأس البقرة وتارة عند دبرها فيخيل للناس انـه دخل من فمها وخرج من دبرها..

            أما يحدث في هذا العصر من أنواع سـحر التخييل..فمنه مـا يفعلـه بعـض الحواة كأن يدخل السكين في بطنه ويخرجها من ظهره..أو يضـع المـرأة فـي صندوق ثم يقوم بنشر الصندوق مـن النصف بالمنشار ثم تخرج المرأة ولم تصب بأذى..
            وكذلك ما يقوم به بعض السحرة من الضحك على السذج مـن الأثرياء فيحضرون حقيبة مليئة بورق عادي عليه حبر أسود..ويزعمون أن معهم مواد كيميائية لإزالة هذا الحبر..ويجعلون الضحية يرى عينة من النقود الحقيقية على أنهم نجحوا في إزالة ذلك الحبر عنها.. ثم يشترطون عليهم مبالغ كبيرة من المال ويغررون بـهم من ثم يحولون هذا الـورق الى نقـود حقيقية..ويراها الناظر علـى أنها نقود وهي في الواقع ورق عادي..
            وقد حدثت مثل هذه القصة لكثير من الناس في زمننا هذا..والمؤسف أن هذا الموضوع يتكرر مرارا وكأنه لا يوجد من يقرأ أو يتعلم من أخطاء الغير..ولكنها النفس البشرية التي جبلت على الطمع..

            ولسحر التخييل خمسة أنواع هي:

            أ-سحر تخيل بشري:
            وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأفراد في نظر المسحور فيرى الشخص على غير حقيقته سواء كان الأمر يتعلق بالصورة أو الصفة..كأن يرى الصغير كبيرا والكبير صغيرا والطويل قصيرا والقصير طويلا..وقس على ذلك..

            ب- سحر تخييل حيواني :

            مثل النوع الأول..كأن يرى القط فأرا أو أن يرى القط الهزيل بشكل ضخم مرعب..وقس على ذلك..

            ج- سحر تخييل الأمور العينية :
            وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأشياء العينية في نظر المسحور فيرى الأشياء العينية على غير حقيقتها كأن يرى الصندوق حجرا أو أن يرى المسمار سيفا..الخ

            د- سحر التخييل للانتقال من صفة بشرية أو حيوانية أو عينية لصفة مضادة أخرى :
            فيرى المسحور من خلال هذا النوع من أنواع السحر الإنسان حيوانا كأن يرى الزوج بشكل حمار أو قرد ..الخ هـ- سحر تخييل إيحائي :
            وفيه تقلب الحقائق المتعلقة ببعض الأمور بطرق إيحائية بحيث يرى الشخص وكأنه يأكل نارا أو يطعن نفسه بخنجر أو يدخل سيفا في بطنه ويخرجه من ظهره أو سماع أصوات تنادي عليه وتكلمه..الخ

            2- السحر الحقيقي:

            ويسمى أيضا (سحر تسليط الأرواح الخبيثة)
            وهذا النوع من أشد أنواع السحـر تداولا وأضرارا وله تأثير على المسحور في عقله وجسده وقلبه..
            وهذا النوع من السحر عبارة عـن عزائـم ورقـى وعقــد وطلاسم شيطانية..
            وهو اتفاق وعقد بين الشياطين مـن الأنس والشياطيـن مـن الجن..- وسبق ان تكلمنا عن هذا الموضوع -

            يقول المقدسي في كتابه ( الكافي) :
            (السحـر -عزائم ورقي وعقد- يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق به بين المرء وزوجه ويؤخـذ أحـد الزوجين من صاحبه..)
            والسحر الحقيقي يتم بإحضار خيوط يقوم الساحر بعقدها عقدا وينفث على تلك العقد..
            والنفـث هو النفخ مع رذاذ خفيف دون التفل..

            يقول ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد):
            (السحرة إذا أرادوا عمل السـحر عقدوا الخيوط ونفثوا على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدونه من السحر..
            ولهذا أمر الله تعالى بالاستعاذة من شرهم في قوله تعالى (ومن شر النفاثات في العقد) وهن الساحرات اللاتي يفعلن ذلك..والنفـث هو النفخ مع الريق دون التفل وهو مرتبة بينهما..والنفث فعل الساحر فاذا تكيفت نفسـه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ويستعين عليـه بالأرواح الخبيثة..نفـخ في تلك العقد نفـخا مع ريق فيخرج مـن نفسه الخبيثة نفس ممازج للشـر والأذى مقترن بالريق الممازج لذلك..وقـد تسـاعده الروح الشيطانية على أذى المسحور فيصيبه السحر بإذن الله)

            ويقول ابن خلدون:
            (ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحاوله..موجودة بالمسحور.. وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق..
            ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى..
            ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه..ففي فعله ذلك استشعارا للعزيمة بالعزم..
            ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث..
            فتنزل عنها أرواح خبيثة..ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر)

            وفـي غالب الأمـر يستخدم الساحر بعضا من المواد الخبيثـة ويمكن أن يضاف إلى ذلك بعـض المواد القذرة مثل دم الحيـض أو المنى فتخلط وتجفف حتـى تكون مثل البودرة ثم يقـرأ عليها الرقـى والطلاسـم السحرية فتدفن في الأرض المقفرة..أو تلقى فـي البحر أو تربط على شجرة..أو في طائر أو حيوان ضال..حتـى لا يعرف مكانها فتبطل..أو توضع للشخص المراد سحره في طعامه أو شرابه لتستقـر في بطنه..

            من ثم يقوم الشيطان بتسخير بعضا من المردة ليكونوا في خدمـة هذا الساحر..فتقوم هذه الأرواح بربط السحر في جسد المسحور..ويكونون خـدم وحراس لهذا السحر فيتابعون المراد سحره حتى يجدوا الفرصة المناسبة فيدخلون الجسد المراد سحر صاحبه..عندها يقومون بالتنكيل به وتنفيذ جميع أوامر الساحر..وكلا بحسـب مـا يطلب منه مـن الأذية فلا ينفك عنه حتى يبطـل السحر وتفك هـذه العقد بإذن الله..

            ولهذا السحر ثلاثة أنواع هم:
            1- سحر المرض
            2- سحر الجنون
            3- سحر تقويض العلاقات الزوجية

            أولا-سحر المرض (ويسمى سحر الآلام والأسقام):
            وهو عمل وتأثير لإصابة الشخص بالآلام والأسقام فتراه طريح الفراش عليلا..وقد تكون العلة في موضع واحد..وقد تنتقل من موضع إلى موضع..وكل ذلك بناء على ما يفعله الساحر..
            قال المقدسي :
            ( فإذا عرفت ما يستطيعه الشيطان وما لا يستطيعه تبين لك الحق في هذه المسألة..فالشيطان إما بنفسه أو بما لديه من علوم قد يسلط على بعض الناس بالأمراض والأسقام وإزالة العقل)
            وهذا السحر بالذات منتشر جدا لما فيه من إشباع طالب السحر بالتشفي من المسحور برؤيته عليلا تنتهكه الأسقام..

            وأنواع هذا السحر ستة هي:

            1-سحر التشنجات العصبية :
            وتكون إما قصيرة الأمد أو طويلة الأمد..
            فيتعرض المسحور لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان..وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض..
            وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر ..

            2- سحر الأمراض العضوية :
            وتنقسم إلى :-
            أ-سحر الأمراض العضوية بتأثير كلي :
            وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ويشعر المسحور من خلال هذا النوع بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بأية أعمال
            ب-سحر الأمراض العضوية بتأثير جزئي :
            وفيه يتعرض المسحور لمرض يتركز في جهة محددة من الجسم..وله أعراض معينة وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين سلامة كافة الفحوصات الطبية..وسلامة الجسم من أية أمراض عضوية

            ج- سحر الأمراض العضوية المتنقلة :
            وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسم فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا.وكل ذلك يحصل دون تحديد أية أمراض عضوية
            محددة

            3-سحر تعطل الحواس :
            ويكون التعطل إما دائما أو مؤقتا..
            فيتعرض المسحور من خلال هذا النوع لتعطل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم وغيرها تعطلا دائما فلا تعود تلك الحواس للمسحور إلا بعد إبطال السحر وشفاء المريض بإذن الله تعالى..أو تكون مؤقتة..فتعود الحواس لتعمل في أي لحظة من تلقاء نفسها ثم تعود لتتعطل مرة أخرى وهكذا دواليك..وكل ذلك حسب قوة السحر ومتابعة الساحر له..

            4- سحر الشلل :
            وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
            أ
            -سحر شلل كلي :
            يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل كلي في جميع أنحاء الجسم فلا يستطيع الحراك مطلقا ولا تعود له عافيته إلا بعد إبطال السحر بإذن الله تعالى

            ب-سحر شلل جزئي :
            يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده..ثم يصيبه الشلل مرة أخرى

            ج-سحر شلل متنقل :
            يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي متنقل فتارة يصيب الشلل منطقة اليد وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا وكل ذلك دون تحديد أسباب طبية معينة..

            5-سحر الخمول :

            وينقسم إلى قسمين :
            أ- سحر خمول دائم :
            يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر
            ب- سحر خمول مؤقت :
            يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات ويتراوح ذلك بحسب قوة السحر وتأثيره..فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر

            6- سحر سحر النزيف : (عند النساء)

            قال ابن الأثير والشبلي :
            ( وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما أخبر صلى الله عليه وسلم فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك بالنزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم )
            وهو إما أن يكون دائما لا يكاد ينقطع نزول الدم إلا نادرا..فتضعف المرأة وتكاد تشرف على الموت..
            أو مؤقتا يكون فيه النزيف متقطعا يعاودها من فترة لأخرى
            ثانيا-سحر الجنون:

            هو عمل لإحداث اضطرابات نفسية وعصبية تؤثر تأثيرا مباشرا على المسحور فيظهر وكأنه قد أصيب بالجنون حيث لا يستطيع التركيز أو التفكير أو التمييز ويتصرف دون وعي أو إدراك وذلك لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر..

            قال الشبلي:
            ( سحر الجنون : ينشأ بسبب الحقد فيقوم الساحر بتكليف خادم من الجن بتغييب عقل المسحور – بما يشبه الزوال – ممثلا في ضعف التركيز..التردد..تغيير الاتجاه والرأي كثيرا في لحظات..عدم القدرة على اتخاذ القرار وحسم الأمور..الشك في كل الأشياء..الخوف ممن حوله حيث يتصور الأحباب أعداء..

            وقد يكون بصور غير هذه كالجري وتمزيق الملابس والتردي وغيره من الأمور المنافية للعقل)
            وقد يكون سحر الجنون دائما بحيث يعاني المسحور من اضطرابات نفسية وعصبية دائمة دون أي تحسن يذكر ودائما يتصرف المريض دون وعي أو إدراك ولا ينفك عنه ذلك إلا إذا تم إبطال السحر وإخراجه..أو تكون الاضطرابات مؤقتة وفجائية..وبالطبع لا يتحسن المريض مع العلاج بالأدوية..

            ثالثا-سحر تقويض العلاقات الزوجية:
            هو عمل لتقويض العلاقات الزوجية كتعطيل الزواج أصلا أو خلق أسباب ومشكلات جنسية لكلا الطرفين تؤدي بالتالي إلى الانفصال والطلاق
            أنواع سحر تقويض العلاقات الزوجية أربعة هي:

            1- سحر تعطيل الزواج
            2- سحر ربط الزوج
            3- سحر ربط الزوجة
            4- سحر العقم وعدم الإنجاب

            1- سحر تعطيل الزواج :
            ويؤدي هذا النوع إلى عدم إتمام الزواج بين الرجل والمرأة وذلك باتباع وسائل وطرق شيطانية مثل :

            أ- عدم رغبة المرأة أو الرجل في الزواج مطلقا والشعور بضيق شديد لمجرد طرح الفكرة

            ب- حصول أمور اجتماعية ومشاكل غير طبيعية تؤدي إلى عدم الزواج

            ج- قد تسير كافة الأمور المتعلقة بالزواج بشكل طبيعي وفجأة ودون سابق إنذار أو حصول أية موانع أو عوائق ينتهي كل شيء فمثلا قد يتقدم الخطباء ويتم القبول ثم لا يعودون ثانية

            د-كراهية الرجل أو المرأة عند مقابلة كل منهما الآخر

            2-عقد الزوج عن زوجته ( سحر ربط الزوج):
            ويؤدي هذا النوع إلى سلب الرجل القدرة الجنسية على إتيان زوجته وذلك باتباع عدة طرق مثل:

            أ- ربط الكراهية :

            ويشعر المسحور بعدم القدرة على الاجتماع مع الزوجة في مكان واحد وكذلك يشعر بضيق شديد في الصدر مما يمنعه من القدرة على إتيانها ووطئها

            ب-ربط الاشمئزاز والتقزز :
            ويشعر المسحور بعدم القدرة على النظر في وجه الزوجة والشعور بالاشمئزاز والتقزز منها ومن جلستها والحديث معها مع الشعور بالغثيان عند مجالستها أو الحديث معها

            ج-ربط التغوير :
            ويؤدي هذا النوع لإيهام الزوج ليلة الدخلة بأن زوجته ثيب وليست بكرا مما يوقع الشك في نفسه وينتهي الأمر بالطلاق والفضيحة

            د-الربط الجنسي :
            وينقسم إلى قسمين :
            1
            - ربط جنسي دائم :
            ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية الكاملة بحيث يتم تركيز السحر في منطقة الدماغ التي تتحكم في مركز الإثارة الجنسية والتي تؤثر بدورها على الأعضاء التناسلية فتمنع عملية الانتصاب لدى الرجل منعا مطلقا مع وجود الأمور الداعية لذلك كالشهوة ومع توفر المقدمات لذلك الأمر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يأتي زوجته
            2- ربط جنسي مؤقت :
            ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية مؤقتا حال وجوده في بيته.. أما إن كان بعيدا عن زوجته في سفر أو عمل فيشعر بالاشتياق لها ولا يطيق فراقها..ولكن بعودته ينتهي كل ذلك بسبب السحر
            قال ابن قدامة :
            ( وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواترا لا يمكن جحده )

            ه-سحر قتل الرغبة الجنسية :
            ويؤدي هذا النوع إلى تعطيل مراكز الإثارة في الدماغ عند الرجل بحيث لا يشعر بأية استثارة أو رغبة في النساء فيعزف عن زوجته..وقد يحصل هذا الأمر كذلك قبل الزواج مما يؤدي إلى كره الحديث عن هذا الأمر

            و- سحر الهوس الجنسي :
            ويؤدي هذا النوع لإثارة الرجل إلى أقصى درجة ممكنة بحيث يعمد السحر إلى استثارة مراكز الإثارة في الدماغ فيشتهي الرجل النساء في كل لحظة ولكنه لا يستطيع جماع زوجته فينفر منها ولا يستطيع الاقتراب منها وقد يؤدي مثل هذا النوع غالبا إلى الانحراف وكثرة استخدام العادة السرية

            ز- سحر سرعة القذف :
            ويتم ذلك من خلال التحكم بالانقباضات العضلية والعصبية التي تؤدي في النهاية إلى دفع السائل المنوي خارج مجرى البول والغالب من الناحية الطبية أن الأسباب الرئيسة لحدوث ذلك هي أمراض العمود الفقري ويؤدي هذا النوع من أنواع السحر لإيجاد سرعة قذف عند الرجل تحرمه وتحرم زوجته من هذه اللذة المشروعة وهذا يولد اضطرابات نفسية عند الزوج وبالتالي يكره الزوجة

            ح- سحر عدم القدرة على الإنزال :
            ويؤدي هذا النوع إلى عدم تمكين الرجل من تفريغ طاقته الجنسية وذلك بمنعه من القدرة على الإنزال ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي يتبعها السحرة والتي تؤثر على نفسية المريض فيكره الزوجة والجماع بل ويخاف منه

            3-عقد الزوجة عن زوجها ( سحر ربط الزوجة) :
            ويؤدي هذا النوع إلى سلب المرأة لذة الجماع بل قد يصل الأمر إلى عدم استطاعة الرجل جماع زوجته بسبب وجود عوائق تحول دون ذلك الأمر ويتبع الساحر طرقا شيطانية لتحقيق ذلك منها ما قيل في ربط الزوج إضافة إلى:

            أ-
            ربط البرود الجنسي :
            ويؤدي هذا النوع لسلب المرأة لذة الجماع فلا تشعر بلذته مطلقا بل على العكس من ذلك تماما فقد تشعر بآلام وأوجاع تكره معها هذا الأمر ولا تكاد تطيقه أو تستسيغه
            ب-ربط الانسداد :
            ويؤدي هذا النوع إلى وجود حائل أو سد منيع يمنع الرجل عن إتيان زوجته ولا يستطيع إلى ذلك سبيلا
            ج-ربط النزيف :
            ويؤدي هذا النوع لإحداث نزيف عند المرأة وقت الجماع فقط أما في سائر الأوقات الأخرى فلا يحصل لها ذلك
            د- ربط المنع :
            ويؤدي هذا النوع لإحداث امتناع تام لدى الزوجة من تقبل الزوج أو تمكينه من نفسها بوسائل شتى ومن تلك الوسائل التصاق الفخذين أو الضرب والرفس والركل..وكل ذلك يكون دون وعيها وخارجا عن إرادتها

            4-العقم وعدم الإنجاب :
            ويؤدي هذا النوع لإحداث عقم وعدم إنجاب لدى كل من الزوج والزوجة دون اتضاح أية أسباب طبية لمثل ذلك ويتبع الساحر طرق شيطانية خبيثة في سبيل ذلك مثل:

            أ- التحكم في عدد الحيوانات المنوية :
            وهذا النوع يحدث بالتأثير على المناطق المعنية بإنتاج الحيوانات المنوية بداية من الخصية فالبربخ فالحويصلات المنوية فالبروستاتا وكذلك علاقة الغدة النخامية بإنتاج الخصية إضافة إلى الصورة الطبيعية للسائل المنوي القادر على إخصاب البويضة فيستطيع الساحر التحكم بوظائف هذه الأعضاء كافة والضغط عليها بحيث تؤدي إلى قلة إفراز للحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي بحيث تكون أقل من عشرين مليون حيوان سليم في السنتيمتر المكعب الواحد وهذا هو الحد الأدنى المطلوب لحدوث حمل..
            ب- قتل الحيوانات المنوية أو إضعافها :
            وهذا النوع يؤدي لمنع إفراز السائل المنوي الذي تتغذى عليه الحيوانات المنوية داخل الحوصلة المنوية وبالتالي يؤدي لقتل تلك الحيوانات..أو إضعافها بحيث لا تستطيع الوصول إلى البويضة لتلقيحها..أو تصل ضعيفة لا تستطيع اختراق الغلاف المحيط بالبويضة
            ج- قتل البويضة :
            وهذا النوع يؤدي لقتل البويضة عند المرأة وبالتالي لا تتم عملية التلقيح لانعدام وجود البويضة
            د-عدم قابلية تلقيح البويضة من قبل الحيوان المنوي :
            وهذا النوع يؤدي لمنع وصول الحيوان المنوي إلى البويضة لتلقيحها وفي بعض الأحيان قد تصل بعض الحيوانات المنوية ولكنها لا تستطيع اختراق الغلاف الخارجي الخاص بالبويضة برغم قوتها ونشاطها
            ه- قتل النطفة بعد عملية الإخصاب :
            وهذا النوع يؤدي لقتل النطفة بعد عملية الإخصاب مباشرة أو بعد أيام أو أسابيع مما يؤدي إلى الإسقاط المبكر لدى المرأة
            و- إجهاض الحامل بعد شهرها الثالث :
            وهذا النوع يؤدي لقتل الجنين بعد عدة شهور من تكونه بعد نفخ الروح فيه مما يتسبب في إجهاض المرأة ويتبع السحرة أساليب شيطانية خبيثة للوصول إلى هذا الهدف ومنها تسليط الشياطين على الحامل فتحلم بصورة متكررة بوحوش أو قطط وكلاب وثعابين تطاردها في نومها..أو تحلم بمن يضربها على بطنها بقوة..وكل ذلك في النهاية يؤدي إلى إسقاط الحمل..


            3- السحر المجازي:
            وهذا النوع من السحر يقوم على الحيل الكيميائية وخفة اليد والتمويـه والخداع والكذب على ضعاف العقول..
            وهو يعرف في زماننا هـذا بالشعـوذة والدجل..وسمي سحرا مجازا لاشتراكه في المعنى اللغوي للسحر..
            ومنه قيام بعض المشعوذين بإحضار قدر فيه ماء قليل و يضعون في داخـله حبرا أو شيئا من الأصباغ..ثم يجعلون الشخص ينظـر فـي داخل القدر فلا يرى شيئا ثم يوضع القدر فوق النار فيغلي الماء بداخله فيغطى بالغطاء دون أن يرى المريض باطن الغطاء ويكون المشعوذ قد قام قبل الجلسة بإعداد حجابا مجازيا من الورق..وقام بلصقه في قاع غطاء القدر بالغراء.. فعندما يغطى القدر و بفعل الحرارة الشديدة و بخار الماء يذوب الغراء فيسقط الحجاب في داخل القدر..ثـم يكشـف الغطاء فينظر المريض في داخل القدر فيجد الحجاب أو التميمة في داخـل القدر فيقول له المشعوذ انك كنت مسحورا و هذا هو سحرك قد أحضرته لك فيصدقه المريض!!

            4-سحر المؤثرات:
            وهذا النوع يتم بعدة طرق منها ما هو مبني على الكواكب والنجوم ومنها ما هو مبني على تصفية النفس وتعليق الوهم ومنها ما يسمى ب( النيرنجات ) وهو سحر يعتمد على الأعضاء البشرية والحيوانية بمقادير معينة تمزج بطريقة مخصوصة على أن لكل عضو أثر مخصوص وقسم آخر يعتمد على الاستعانة بخواص الأدوية يعني في الأطعمة والدهانات ومنها ما يعتمد على الأعداد والحروف ويسمى (سحر الأوفاق)..



            يتبع

            التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-12, 01:21 PM.

            تعليق


            • #7


              أعراض السحر

              ليس من السهل الحكم على شخص ما بأنه مسحور لأن أعراض السحر قريبة جدا من أعراض العين وتتشابه مع أعراض المس بسبب وجود شيطان السحر في الغالب..ولكن سوف أذكر أعراضا هي في الغالب أقرب للسحر من غيرها من الأمراض الأخرى:

              1-أعراض المس لوجود شيطان السحر في غالبية أنواع السحر.

              2- تغير مفاجئ في طباع المسحور من الحب إلى الكراهية ومن الصحة إلى المرض ومن العبادة إلى المعصية ومن الفرح والسرور إلى الحزن والضيق ومن الحلم إلى الغضب..الخ .

              3-المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال .

              4-تزداد الحالة عند القراءة أو بعدها .

              5- يشعر المسحور وكأنه مدفوع بقول أو فعل بغير إرادته وغالبا ما يندم على ما فعل.

              6-آلام في الأرحام

              7- آلام في أسفل الظهر .

              8- يُرى في عيني المسحور بريقا زائدا وملحوظا وغالبا ما تجده لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنه يميل بالنظر الى أعلى وإلى أسفل..

              9- رائحة كريهة تخرج من فم أو من فروة الرأس أو من الأرحام خاصة أو من جسد المسحور عموما وهذه الرائحة يشمها المريض وغيره ومهما اجتهد في غسل جسده بالشامبو والصابون فإن الرائحة تعود في نفس اليوم خصوصا عندما يعرق جسده..وهذا يحصل في بعض حالات السحر المأكول والمشروب وليس كل الحالات

              10--قد يرى أمام عينيه شعرا أو حبالا معقدة أو ملفوفة ولو كان مغمض العينين..وهذا غالبا ما يكون في السحر المأكول والمشروب .

              11- ومن علامات السحر المأكول الخمول والثقل في البدن خصوصا على الأكتاف والخفة بعد الاستفراغ..
              هذه أعراض السحر عامة..

              وهناك أعراض خاصة لبعض أنواع السحر مثل:

              *أعراض خاصة بسحر التفريق:

              1-تغير الأحوال بشكل فجائي من حب وود لكراهية وبغض
              2-تفاقم المشكلات الاجتماعية لأتفه الأسباب
              3- عدم القدرة على التكيف الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين ممن صرفوا عن المريض بواسطة السحر
              4- الكراهية المطلقة للأقوال والأفعال الصادرة عن هؤلاء الأشخاص وكراهية التواجد معهم في ذات المكان..
              5-سوء الظن والوسوسة المطلقة بهؤلاء الأشخاص
              6- رؤية هؤلاء الأشخاص بأشكال قبيحة ..

              *أعراض خاصة بسحر المحبة:

              وهي عكس أعراض سحر التفريق..فتجد حسن الظن المطلق وعدم حدوث أي مشاكل مع توافر أسبابها..ومحبة الالتصاق التام به وعدم مفارقته وتكذيب الناس فيما يقولون إن هاجموه وبينوا عيوبه..
              وسحري التفريق أو المحبة لا يشترط أن يكونا بين الزوج وزوجته..بل يمكن عمله بين أي اثنين يرتبطان بصلة ما تثير عليهما أحقاد من حولهما..كالأم أو الأب وابنه أو ابنته..أو بين الصديق وصديقه أو الجار وجاره أو الشركاء..

              *أعراض خاصة بسحر التخييل:

              1- قلب الحقائق دائما في نظر المسحور مما يؤدي في بعض الأحيان لاعتقاد الآخرين بإصابة الشخص بالجنون
              2- الشرود والنظرات غير الطبيعية وعادة ما يلاحظ الآخرين ذلك
              3-كثيرا ما يلاحظ في نظرات المسحور الدهشة والاستغراب وهذا أمر طبيعي نتيجة لما يراه المسحور من قلب لحقائق الأمور
              4-الصدود والعزلة عن الناس خوفا من قذفه بالجنون..

              *أعراض خاصة بسحر المرض:

              1- المعاناة من التعب والمرض باستمرار أو لفترات طويلة دون سبب مفهوم..فلا يكاد يبرأ من مرض حتى يصاب بآخر..
              2-الشرود الذهني واعتزال الآخرين والانطواء الكامل والكراهية لكل من حوله
              3- الصداع بشقية الدائم أو المؤقت فتارة يستمر الصداع مع المريض لأيام بل قد يتعدى ذلك لأسابيع وتارة أخرى يستمر لساعات فقط
              4- الهدوء والسكون والخمول
              5- تعطل بعض أعضاء الجسم عن العمل أو الشلل أو فقدان بعض الحواس لوظائفها الطبيعية
              6-الضعف العام وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية

              *أعراض خاصة بسحر الجنون:

              1-الشرود والذهول والنظرات غير الطبيعية
              2- الدهشة والاستغراب مع شخوص البصر
              3- محاولة الصدود عن الآخرين والعزلة عن الناس
              4-النسيان الشديد
              5-عدم الاستقرار في مكان أو عمل معين
              6-قذارة المظهر وعدم الاهتمام بالشكل العام
              7-التخبط في الأقوال والأفعال
              8-في بعض الأحيان قد ينطلق المسحور هائما على وجهه لا يدري أين يذهب

              والآن لا ريب أنكم ستنقسمون فى الرأى .....
              بعضكم سيسارع بالقول أنا مسحور .. أو أن صديقي أو قريبي فلان مسحور.. فهو يعاني من كذا وكذا من الأعراض التي ذكرت سابقا ..
              أما البعض الآخر فسيتبادر إلى أذهانهم هذا السؤال:
              تلك الأعراض هي مجرد أعراض عامة تتشابه في معظمها مع أعراض الأمراض النفسية الحقيقية..
              فكيف نعرف إن كان من يعاني من تلكم الأعراض مسحورا بالفعل فنذهب به لأهل الاختصاص..أم أنه مريض بمرض نفسي فنذهب به إلى الأطباء؟؟
              ولذلك سأخصص الجزء القادم من هذا الموضوع للتفريق بين المريض النفسي والمسحور أوالممسوس ..
              والآن وقبل أن ننتقل الى الجزء التالى ساجيب عن التساؤل كيف تعرف أن من يعاني من تلكم الأعراض مسحورا؟؟

              أو بمعنى آخر:
              كيف تعرف أن ذلك الشخص به مس من الجان؟؟..
              ركزوا معى لأن هذا الموضوع حساس وفي غاية الخطورة ..
              فكثيرون يتوهمون أن بهم مس من الجان أو تلبس من نوع ما ....
              فكلما شعر أحدهم بشيء ولو بسيط .. سارع بالذهاب إلى الشيخ فلان..
              لذلك انتشر هؤلاء المشايخ فلا يكاد يخلو حي أو شارع من أحدهم..
              وأصبحت مهنة من لا مهنة له..وأغلبهم أفاقون مشعوذون..
              كما يجب أن ننتبه لأن هذا الأمر فيه تهويل كبير لقدرات الجن..وهذا ليس من حقهم ..
              فيجب علينا أن نتريث قبل الذهاب إلى المشايخ..
              ولنعلم أن تدخل الشيخ الذي يتعامل مع الجن هو للضرورة..بل والضرورة القصوى فقط ..
              لذلك أيضا يجب أن يتق الله تعالى كل من تعلق قلبه بالشيوخ..وأعطاهم أكثر من مكانتهم..
              والآن لندع كل هذا جانبا ولنعد إلى موضوعنا..
              كيف تعرف أن الشخص به مس من الجان ...؟؟؟

              أولا :

              المكان:
              اختر غرفة في بيتك..احرص على أن تكون تلك الغرفة نظيفة تماما وطاهرة من أي قاذورات أو أشياء خبيثة الرائحة كالسجائر وخلافه.. .. قال لي صديقي القس (جورج بطرس) إنهم يخصصون غرفة في الكنيسة لهذا الأمر..
              اجلس أنت ومن أردت أن تتأكد من خلوه من المس أو التلبس في غرفة شريطة أن تكونا طاهرين طهوركما للصلاة.. ..
              لا تدع احد يدخل ويخرج عليكما لئلا يتشتت انتباهك أو انتباهه ..

              ثانيا:
              الزمان:
              يفضل علماء المسلمين أيام الإثنين والخميس الذين كان يصومهما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..أو يوم الجمعة يوم عيد المسلمين..
              في حين يفضل الأخوة العلماء المسيحيين يومي الأحد والجمعة يومي الصلاة لديهم..
              أما الوقت..فقد اتفق العلماء من مسلمين ومسيحيين على تفضيل وقتي الفجر والعصر..
              إذ يكون انتشار الملائكة في هذه الأوقات هو الأكثر..لأنها أوقات رفع الأعمال إلى الله..

              ثالثا:
              كيف يتم الأمر ..؟؟
              يجلس المشكوك في أمره جلسة مريحة على الأريكة ويسند ظهره براحته ..
              ويرفع كفه اليمنى مفتوحة الى ما يقرب من وجهه بمسافة معقولة ..
              وينظر بتمعن وتركيز شديد الى باطن كفه الأيمن .. دون أن يصرف نظره عنه ..
              يبدأ الشخص القارئ ..
              بقراءة آية الكرسي 7 مرات وهو يلمس بيده اليمنى يد المصاب اليمنى ..
              بعد تمام السابعة يسأله هل يرى تغيرا بيده؟ ..
              أقصد يقوم القارئ بسؤال المشكوك في أمره هل يرى تغيرا بيده التي أمام نظره؟ ..
              فإن أجاب بالنفي ..
              يعيد القراءة 7 مرات أخرى..ويكرر عليه السؤال.. فإن نفى يعيد مرة أخرى ..
              في تمام القراءة الثالثة-أي بعد تكرار آية الكرسي 21 مرة-يكرر سؤاله..
              فإن أجاب بالنفي..فاعلم أنه غالبا لا يوجد به ما يسيء بإذن الله تعالى وفضله ..
              وهنا يجب أن يكون القارئ فطنا..كيف؟
              إذا رأى المشكوك في أمره قد جفل من يده..وتراجع للوراء وظهر عليه الخوف فجأة أثناء القراءة أو بعدها حتى وإن أخبره أنه لا يرى تغيرا بيده.. فإن الشخص يكون مصابا..
              والسؤال الذي يقفز الى اذهاننا جميعا هو:
              لماذا؟؟..وماذا يمكن أن يحدث لليد؟؟..
              أقول:
              إذا كان الشخص مصابا بمس أو تلبس جزئي أو تام ..فانه سيرى يده على إحدى الهيئات التالية:
              فإما إنه سيراها تكبر وتكبر..حتى تبدو أمامه كنصف متر في نصف متر من فرط كبرها ..
              أو انه سيرى أصابعه تستطيل طولا مفرطا..وقد يصل طول الإصبع الواحد متر أو أكثر ..
              أو يرى أن يده بدأت في الانتفاخ بشكل غير طبيعي ..
              المهم أن المصاب سيرى يده وقد أصبحت مختلفة تماما بشكل ملفت جدا جدا للانتباه ..
              أما القارئ فلن يرى شيئا مطلقا ..

              وهنا..ماذا يجب أن نفعل ؟
              يجب علىنا أن نتوقف فورا عن القراءة..ولا نفعل أي شيء قد يثير الجن الذي حضر أمامنا ..
              خوفا من إيذاء المصاب..أو إيذاء نفسه ..
              بل يجب الترتيب للذهاب فورا الى أهل الاختصاص الثقات ممن يملكون بإذن الله تعالى قدرة على التعامل مع الجن ..
              والحذر كل الحذر من عمل أي شيء من قبلنا .. فبمجرد توقفنا عن القراءة ستعود الأمور إلى طبيعتها فورا بإذن الله..


              وأنا أرجو مما أكتب أن تعم فائدته عليكم ، ونصيحتي أن تعيدوا قراءة هذا الموضوع مرة أخرى بتمعن حتى تعم الفائدة..



              مصادر هذا الجزء :
              كتب
              1- الشيطان و الإنسان لفضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي
              2- المس الشيطاني لابن القيم
              3- الجن لابن تيمية



              يتبع

              التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-12, 01:34 PM.

              تعليق


              • #8


                بعض أنواع السحر الخاصة :


                1-سحر الخوف
                إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء فيجعله يستوحش المكان الذي هو فيه ويخوفه من الموت أو الوحدة..فتجده لا يطيق البقاء وحيدا..أو يخوفه من أبيه أو من مدير عمله بل ومن أقرب الناس إليه..ويوسوس له حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل الناس..فتجده دائما في حالة هلع وفزع وخوف وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل جرس الباب أو التليفون ويخاف من المجهول ومن الغد

                2-سحر الفشل واليأس والفقر:
                يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل..فإن كان طالبا ينقلب حاله بعد التفوق فيكون كثير الرسوب وليس لديه القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة..وإن كان موظفا تجده بعد الجد والاجتهاد والطموح قد تغير وصار لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير ثم يبحث عن غيرها..وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس..يائسا من المستقبل يائسا من الحياة..مبذرا لماله لا يستقر المال في يده وينفقه على أشياء تافهة ويعطيه لمـن لا يستحق

                3-سحر الجنون
                يتمركز شيطان السحر بمخ الإنسان فيجعله لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان..وهو إما اقتران جزئي يفيق منه المريض من فترة لأخرى ..أو أنه اقتران دائم..

                4-سحـر التهيج
                وهو أشر أنواع السحر حيث إنه يجمع بين السحر وطلب الفاحشة..
                يذكر ابن القيم في كتابه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين):
                (قال جابر بن نوح :
                كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب فقام إليه صاحبي فسلم عليه وقال: يا أبا محمد اسأل الله أن يعظم أجرك وأن يربط على قلبك بالصبر
                فقال الشيخ :
                وكان يميني في الوغى ومسـاعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
                وقد صرت حيرانا من الثكل باهتا أخـا كلف ضاقت على رباعــــها
                فقال له صاحبي:
                أبشر فإن الصبر معول المؤمن وإني لأرجو ألا يحرمك الله الأجر على مصيبتك
                فلما انصرف الشيخ قلت له:
                من هذا الشيخ ؟
                فقال:
                رجل منا من الأنصار
                فقلت:
                وما قصته ؟
                قال :
                أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعينه..ومنيته عجب
                قلت :
                وما كانت ؟
                قال:
                أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكو حبه وتسأله الزيارة وكان لها زوج..فألحت عليه فأفشى ذلك إلى صديق له
                فقال له :
                لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظنها وزجرنها رجوت أن تكف عنك
                فأمسك عنها..فأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى..فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها العطاء الجزل في تهيجه..فعملت لها في ذلك..فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط عليه فقام مسرعا فصلى واستعاذ بالله والأمر يشتد فقال:
                يا أبتاه أدركني بقيد
                فقال:
                يا بني ما قصتك ؟
                فحدثه بالقصة..فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ثم هدأ..فدخل عليه أبوه فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره

                المس
                من (لسان العرب) نقرأ:
                (الـمس: يقال: مسست الشيء أمسه مسا إذا لمسته بيدك ثم استعير للأخذ والضرب لأنهما باليد واستعير للجماع لأنه لمس وللجنون يقال: به مس من جنون..
                ويقال:كأن الجن مسته..أي أن شيطانا من الجن قد تسـلط على عقل أو قلب أو جسد الإنسي..
                ويقول بعض العوام: إنسان به ضرر أو معه تابعه أو معه قرينه أو فيه زار..يعنون أنه مصاب بمس من الجن بسبب أو آخر..)
                والفرق بين المس والتلبس أن المس يكون خارجيا..أما التلبس أو اللبس فيكون الجن فيه داخل جسم الإنسان..


                أنواع المـس الشيطاني



                1-المس
                الطائف:

                يقول الله تعالى في سورة الأعراف:
                { إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ}
                يقول ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب

                2-المس الخارجي:
                يتسلط الشيطان على الإنسان من خارج جسده بصورة دائمة أو عارضة..وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسان أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقا في الصدر ووسوسة وعصبية أو يأتي الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى ب (الجاثوم) أو يتشكل الشيطان على صورة حيوان صغير يتحرك بين ثياب الإنسان وجسده وقد يتسبب في جرحه وضربه أو ينفخ في وجهه أو يفزعه ويخيفه فلا يستطيع النوم أو تتشكل الجنية على شكل امرأة جميلة فتطلب الجماع من الإنسان أو العكس

                3-المس المتعدي :
                يكون الشيطان مقترنا بشخص ما ولكن لسبب أو آخر نجده يتسلط على شخص في الغالب له علاقة بالشخص المقترن به وبهذا يتعدى شره إلى أكثر من شخص فيسمى المس المتعدي وليس بالضرورة أن يكون تعدي المس من نفس الجن المتلبس بالمريض ولكن ربما يكون بسبب أتباع ذلك الشيطان..وربما مس الجن الإنسان من الخارج وأثر عليه ولم يدخل فيه .

                أنواع الاقتران (التلبس)


                1-الاقتران العارض:
                هو تلبس حقيقي عارض حيث يتلبس الجن الإنسان ساعات من النهار أو الليل ثم يخرج من جسده ثم يعود إليه مرة أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة أو أنه يخرج ولا يعود
                وهناك بعض المرضى يشعرون بخروجه من أجسادهم على شكل ريح قوية تخرج من الفم أو رعشة شديدة في أحد قدميه ..الخ خصوصا عندما يعلم الشيطان أنه سوف يقرأ على المريض فإنه يهرب من جسده .

                2-الاقتران الدائم ( التلبس الحقيقي):

                اقتران دائم حيث يسكن الجن في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن أو الرأس أو الساق أو الرحم أو العمود الفقري أو يكون منتشرا في جميع جسمه من قمة رأسـه الى أخمص قدميه لا يفارقه أبدا

                3-الاقتران الوهمي :

                يحصل الصرع الوهمي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين في الغالب أو عندما يوهم المشعوذ المريض بأنه مصاب بمس من الجان عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم..فيتوهم بأنه مصاب بالمس..وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم فتتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة..وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة ويسمى في علم النفس الحديث) الإيحاء الذاتي).
                وفي الحقيقة هذه إحدى سلبيات القراءة الجماعية والتشخيص الخاطئ و الخوف من الجن
                يقول ابن القيم:
                (إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي لأن مس الجن يزول بفضل الله أمام الرقية بالقرآن..أما مريض الوهم فهو في دوامة لا تنتهي..فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مسـا من الجن أو أنه مسحور يتشوش فكره وتضطرب حياته وتختل وظائف الغدد وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر وربما يحدث له تشنجات أو إغماء)

                4-الاقتران الكاذب (التمثيلي):
                تجد بعض المرضى يصرع وقت القراءة ويقول أنا الجن الفلاني وأنا خادم سحر ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا..وفي الحقيقة الذي يتكلم الإنسان وليس الجن..
                وهو يمثل على الراقي بأنه جن والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة ويلفت أنظار من حوله إليه أو حتى يستجاب لطلباته أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسية أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه...الخ
                ومثل هذا الإنسان في خطر عظيم لأنه عرضة للتلبس الحقيقي الانتقامي حيث أن الجن يعتبرون هذا التمثيل استهزاء وسخريه بعالمهم .
                يقول الجاحظ :
                (بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوهـا إلى زوجها فعزم عليها فإذا هي قد سقطت..فقال لأهلها أخلو بي بها فقال لها:
                أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصـك .
                فقالت:
                إنه قد كان لي صديق وأنا في بيت أهلي وأنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي ولست ببكر فخفت الفضيحـة.. فهل عنك من حيلة في أمري ؟ .
                فقال:
                نعـم
                ثم خرج إلي أهلها فقال:
                إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها..فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها..واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن لا بد وأن يهلك ويفسد..فإن خرج من عينها عميت..وإن خرج من أذنها صُمت..وإن خرج من فمها خرست..وإن خرج من يدها شلت..وإن خرج من رجلها عرجت..وإن خرج من فرجها ذهبت عذريتـها..
                فقال أهلها:
                ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذريتـها..فأخرج الشيطان من فرجها..
                فأوهمهم أنه فعل..ودخلت المرأة على زوجها).

                أعراض اقتران الشيطان بالإنسان في المنام

                قال تعالى:
                ( إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ )
                1-الأرق: لا يستطيع النوم إلا بعد مدة طويلة من الاسترخاء.
                2- القلق : كأن أحدا يوقظه بين الحين والآخر فيستيقظ ويظل هكذا.
                3- السهر:عدم القدرة على النوم لمدة طويلة قد تصل إلى عدة أيام وفي ذلك إشـارة إلى أنه متلبس بأكثر من شيطان .
                4- ارتعاد الجسم : رعشة في الجسد وحركات غير طبيعية .
                5- الكوابيس والأحلام المفزعة : يتمثل الشيطان للإنسان في منامه في صور زواحف أو حيوانات مفترسة كأن يتمثل في صور حيات وثعابين وكلاب وقطط وحمير وبغال وعقارب وعناكب وسحالي وأبقار وجمال وقرود ونمور وأسود وأفيال وأشباح مخيفة وهذا لترويع الإنسان وتخويفه فيستيقظ والضيق يملأ صدره والخوف والفزع يلازمه بل يخيل إلى الإنسان هذه الحيوانات في اليقظة ليستمر في خوفه.
                6-ومن أعراض المس في المنام أن يرى أشخاص يلبسون الملابس السوداء أو يرى أشخاصا طوالا جدا أو قصارا جدا أو يرى الأشخاص يتمددون وينكمشون في حركات مخيفة وقد يراهم بعيون مستطيلة وليست مستديرة أو يرى عيونا حمراء أو يشع منها الاحمرار ويرى هذه الأعين تنظر إليه في غيظ وتسعى للانتقام منه..
                وقد يتوعدونه بقتله أو قتل عزيز عليه..
                أو يتمثل له الشيطان في صورة أقرع بلا رموش ولا حواجب ضخم ومخيف جدا..
                بل قد تجبره الشياطين على المشي أثناء النوم والإنسان مغيب لا يدري فيصبح ليرى نفسه نائم في غير مكانه أو يشعر بالغطاء يسحب عنه أو يرى ويحس بمن يجامعه ويستيقظ وآثار الجماع في ملابسه ومتاعب الجماع في جسده
                7- قد يرى الإنسان في الحلم أنه يسقط من أماكن مرتفعه وقد يرى نفسه يطير في الهواء أو يرى نفسه في المقابر أو في الخرائب والمناطق الموحشة.
                8- يقرض على أضراسه وأسنانه حتى تكاد أن تكون كالطواحين من شدة الضغط وقد يتكلم وهو نائم بكلام مفهوم أو غير مفهوم ويتحرك حركات كثيرة متتالية في قوة وغيظ وقد يبكي أو يضحك وهو نائم ويتوعد ويحاور غيره وهو نائم.
                9- يرى البعض في المنام وأحيانا في اليقظة جنا على صورة إنسان له قرون..وهذا النوع من الجن من صنف العفاريت.

                وعموما يستفاد من الأحلام في تشخيص الحالة من ناحية سبب المس إن كان انتقاما أو عشقا أو حالة سحر أو عينا..وكذلك معرفة نوع الجن وديانته.
                والفرق بين أحلام المسحور وأحلام من به صرع من الجن أن أحلام المصروع تتوقف على سبب المس . فلو كان المس بسبب العشق مثلا تجد المصروع غالبا يرى في منامه امرأة تقبله أو تعاشره أو تستعرض أمامه وتداعبه أو تهديه وردة أو هدية أخرى وقد يرى نفسه في زواج... الخ
                وإن كان المس بسبب الاعتداء فتجد المصروع يرى حيوانات تطارده ويرى أنه يسقط من مكان مرتفع وكوابيس مزعجة جدا حتى أنه يتمنى أن لا ينام أبدا..

                ولو كان المس بسبب السحر فتجد المسحور يرى أحلاما توافق أوامر السحر..
                وبعض من بهم مس تجعلهم الشياطين يرون أحلاما شبه يومية منها ما يحزن ومنها ما يشغل قلب الإنسان بعد أن يستيقظ ويجعله يبحث عمن يجيد تأويل الأحلام..
                حتى أن بعض الممسوسين ترى مكتباتهم الشخصية ممتلئة بكتب تفسير الأحلام وفي كل ليلة يحصل له حلم..فليلة يحلم بأنه يطير وفي أخرى يحلم أنه يسبح في البحر وفي ليلة يرى كلابا تطارده وفي أخر يسقط من مكان مرتفع ..الخ.
                ولكن لا يعني أن كل من يرى أنه يطير أو يسقط من أعلى أو يرى أشباحا أو حيوانات تطارده في المنام أنه ممسوس ولكن يجب أن نجمع بين أعراض اليقظة وبين أعراض النوم وأعراض المرض مع الأعراض التي تحصل وقت القراءة وعندها يكون التشخيص الصحيح

                يقول ابن القيم:
                (يستفاد من الأحلام في تشخيص ومتابعة حالة المصاب..فمثلا من يرى دائما أنه يطير في الهواء فإن ذلك مؤشرا على أنه ممسوس من جن طيار لأن هذه الصفة من صفات الجن الطيار..
                أما إذا كان من به مس انتقامي فكثيرا ما يرى الثعابين أو الكلاب أو الحيوانات المفترسة فذلك دليل على أن المس ناتج عن كراهية وعداء من الجن..أما إذا كان الكلب أو الثعبان يلعب مع الإنسان فيدل ذلك على أن سبب المس هو العشق..
                ويستفاد أيضا من أحلام المريض وقت العلاج..حيث يظهر الجن للمصاب في المنام بصورة مخيفة عند بداية العلاج بالقران..ويتطور الأمر إلى ظهور الجن في شكل حيوان مرهق متعب إلى أن يتم الشفاء فتختفي هذه الأحلام المفزعة
                ويستأنس بالأحلام في التشخيص ومعرفة نوع الجن ذكرا أو أنثى وعدد الجن في الجسد وكذلك يمكن معرفة ديانة الجن حيث يرى البعض الشيطان في منامه وفي رقبته الصليب أو على رأسه قبعة اليهود وربما يراهم على أشكال الحيات في مقدمة رءوسهم نفس ذوائب شعر اليهود من البشر..الخ .
                بل ويستفاد من الأحلام في معرفة مكان السحر وطالب السحر والعائن)
                قال رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم
                (( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن هي جزء من تسعة وأَربعين جزءا من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا)

                يتبع






                تعليق


                • #9
                  من أشهر أنواع المس
                  مس العشق:





                  العشق كما نعلم هو شدة الـحب..
                  والجن كافرهم ومسلمهم يعيشون معنا في أسواقنا في محلاتنا في مدارسنا معنا في بيوتنا في الغرف والمطابخ والمراحيض..
                  فلا عجب أن الجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو غير ذلك فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم..
                  ومن المعلوم أن الذي يعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه..
                  وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران..وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها إقناع الجن بالخروج وترك الممسوس..وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب بعيد عن الدين..
                  وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به..ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا بل قد تتسلط عليه بالأذى لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجن..
                  وهذا النوع من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض :

                  *أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلا ونهارا
                  *وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه
                  *وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره (اغتصاب) وهو مستيقظ غير نائم *وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتى يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه
                  *أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة
                  *وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم..
                  *وقد أن يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام كأن يرى المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم وأنها معه في زواج ومعاشرة وتتكرر هذه الأحلام حتى يصبح الشكل مألوفا للإنسان.. -أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسان- يرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره وتجد بعض الإنس يتلذذون بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون الى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل..يقول الشاعر :
                  وإني لأهوى النوم في غير نعسة لعـل لقـاء في المنام يكون
                  تخبرني الأحــلام أني أراكم فيـا ليت أحـلام المنام يقين
                  فإذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام قد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسة حتى يتعلق الإنسان بهذه الصورة الجميلة المزيفة فإذا وافق الإنسي عشيقه من الجن بفعل الفاحشة معه أو حتى لو تركه ولم يدفعه بالذكر والدعاء..فإن الشيطان يتمكن منه ويستحوذ عليه فتنفرد به الشياطين وتتلاعب به كيفما شاءت..


                  يقول أحد الشباب:
                  بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم فأقول لها أريد منك أن تأتيني في المنام على صورة فلانة..فأنام وتأتيني بصورة من طلبت..
                  وآخر أخبرني أن الجنية تشترط عليه عدم الذهاب للمسجد والامتناع عن الصلاة حتى تتشكل له بصورة حقيقية..
                  يقول ابن القيم:
                  (فإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي يجعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة وتجده شارد الذهن وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة ترفض الزواج وأعرف امرأة كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديا ونفسيا وربما تصرفت كالمجانين حتى يتراجع الخاطب عن خطبتها..ويتحدث الخبيث على لسانها ويقول:
                  لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي

                  وقد يصاب الإنسي ببعض الأمراض مثل الخفقان والآلام في القلب لأن الشيطان العاشق في الغالب يسكن قريبا من القلب أو العينين وقد يصاب المعشوق بالكسل والخمول وكثرة النوم وأحيانا إذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين لأن الشيطان يرى أن الإنسان المعشوق ملك له وحده وكثيرا ما يصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له ولا يعلم مدى هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها

                  علاج مس العشق:
                  إن الغاية من اقتران العشق في الغالب هي الجماع لذلك ينبغي على المصاب عدم تمكين الجني من الجماع والاستمتاع به وذلك بفعل ما يأتي:
                  1-لا ينام وهو عريانا من الثياب أو بثياب شفافة ويحافظ على أذكار الصباح والمساء .
                  2-أن يقول: (بسم الله الذي لا اله إلا هو) بنية أن يستر الله عورته من أعين الجن عندما يخلع ثيابه .
                  3-يجتنب المعاصي ويحافظ على الطاعات .
                  4- لا ينام منفردا ويسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يكفيه شر من تسلط عليه من الشياطين
                  5-يرقي نفسه أو يرقيه أحد من ذويه يوميا بالرقية التالية:
                  (البقرة(165)-النساء(27-28)-يوسف(23-24)(30)(33-34)-النور(1-3)(19)-الفرقان(68)-
                  النمل(54-55)-القصص(10)-سبأ(54)-الرحمن(72-74))

                  وإليكم هذه الواقعة الحقيقية لشاب أعرفه سأرويها كما قصها علي:
                  أنا شاب ابلغ من العمر تسعه وعشرين عاما وبدأت حكايتي عندما كنت في سن الخامسة عشر حيث كان يأتيني قبل النوم شيء غريب وكأني أجامع -مع العذر- بالرغم أنه لا يوجد أحد في الغرفة إلا أنا..ولم يسترعي هذا الشيء اهتمامي لأني كنت لا افهمه ولكنه كان شيئا محببا وخصوصا لمراهق في ذلك العمر..واستمر الوضع خلال السنوات التالية..كان هذا الشيء وكأنه يتبعني أينما ذهبت حيث إنني كلما ذهبت إلى أي مكان سواء في مدينتي التي أسكن بها أو في أي مدينة أخرى أجد هذا الشيء معي..ومع تقدم العمر بدأت أفهم أنه ممكن يكون أعراض للاحتلام-حيث إني ذكرته لأحد الأصدقاء وجاوبني انه ممكن أن يكون احتلام ولكن أثناء النوم..

                  لا أخفيكم سرا لم أكن حريصا على أن أعرف السبب حيث كنت مستمتعا بما يحدث وخصوصا أنني كنت أعيش فتره المراهقة في ذلك الوقت..
                  وتقدم العمر حتى أتتني فكرة الزواج في سن الخامسة والعشرين.ويا ليتها ما أتت..حيث بدأت المعاناة..
                  كانت هناك إحدى بنات الأقارب هناك كلام مسبق بين أبي وأبيها على أن نتزوج عندما نكبر وما إن بدأ الكلام بموضوع الزواج مع والد البنت حتى بدأت المشاكل تدب من كل اتجاه..شروط من أهل البنت..تعنت من البنت..تعنت من أهلي تجاه بعض الشروط البسيطة.مشاحنات غير مفهومة...الخ
                  وانتهى كل شيء..الاتفاقات..العلاقة..القرابة...
                  وبعد مضي فترة على هذا الموضوع وفي يوم من أيام رمضان كنت نائما وفجأة صحوت على رنين الهاتف وخلال استيقاظي أحسست أن شيئا قد دخل في ظهري من أعلى رقبتي ولم استطع أن أرفع رأسي من الفراش..وبدأت المعاناة الجسدية حيث عانيت من جميع الآلام الجسدية في مختلف أنحاء جسمي..البطن..الظهر..أسفل الظهر..الرأس..القولون..العينين..الأرجل..الأكتاف... الخ...

                  والشيء الغريب أنني بمجرد أن أحس بألم في أحد أماكن جسدي وأذهب إلي الطبيب فانه يجري الفحوصات اللازمة وتظهر علامات مرض معين ولكن الأغرب أنها تختفي بعد يوم أو يومين حتى أن بعض الأطباء استغربوا من حالتي وقالوا لي:
                  أنت إنسان غريب..إيه اللي بيحصل في جسمك ده؟ أنت مش طبيعي..
                  ذهبت للعديد من الأطباء النفسيين..حتى أنني ذهبت إلى أشهر طبيب نفسي في وطني..
                  وأعطاني العديد من الأدوية..وداومت عليها لأكثر من سنتين.ولم تجد نفعا...بل إن الحالة كانت تزداد سوءا..
                  واستمرت المعاناة حتى هداني الله إلي أحد الأصدقاء فقال لي:
                  ولماذا لا تذهب إلى أحد الرقاة لعل الله يجعل شفاءك على يديه
                  وبالفعل ذهبت إليه وبدأ القراءة ولكن الشيء الغريب أنه في الأيام الأولى لم يبين أي اختلاف على الوضع الذي أعانيه وقد كان يسألني عن الأعراض التي أعانيها وخصوصا الأمور الغريبة..
                  فأخبرته أنني أراني في منامي دائما في وسط مجموعة من النساء وأن إحداهن تحاول إغرائي أو تلاحقني..
                  وأنني أرى في يقظتي قطة سوداء ترمقني بنظرات غريبة..وهذه القطة أراها أينما ذهبت..والغريب أن الجميع يرونها معي..
                  كما أنني عندما يقع نظري بالصدفة على أي امرأة سواء في الشارع مثلا أو حتى في التلفاز أشعر بدوار وصداع وألم شديد في عيني وأسفل بطني..

                  وبدأ الشيخ يرقيني..وعندما قرأ من سورة يوسف قوله تعالى:

                  (
                  وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا)...

                  أحسست باختناق شديد وأنني على وشك الموت..ولما سكت الشيخ ذهبت الأعراض فورا..
                  وعدت للمنزل..وكانت ليلة ليلاء..حيث لم أذق طعم النوم من الآلام التي كانت تعتريني..ولما غلبني الإجهاد ونمت..وفي نومي شاهدت نفس المجموعة من النساء يخبرنني أن ما أعانيه سحرا..وعلي أن أجده وأبطله..ودلوني على مكانه..فلما صحوت وذهبت لذلك المكان لم أجد شيئا..
                  وفي الأيام التالية زادت الأعراض لدرجة أنني كنت أحس أنني أجامع وأنا صاحي..وفي أي مكان..في البيت..في السيارة..في العمل..

                  فذهبت للشيخ مرة أخرى..وأعاد علي القراءة..وقرأ سورة يوسف كاملة..عندها شعرت بألم في قلبي..
                  وبعدها صار مجرد ذكر اسم يوسف أمامي يسبب لي نفس الألم..
                  ومازلت إلى الآن أعاود الشيخ من فترة لأخرى..وقد خفت الأعراض كثيرا..ولكنها لم تنته..
                  وللأسف كلما تقدمت لخطبة فتاة تحدث نفس المشاكل التي حدثت مع قريبتي..
                  التفاصيل تطول ولكن لم أتعمدها لأنها هي فصل بسيط في فصول معاناتي التي استمرت لسنوات ومازالت ...

                  حقيقة التزاوج بين الإنس والجن:

                  يقول الله سبحانه وتعالى ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً) الإسراء:64
                  ويقول في سورة الأنعام:
                  (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مّنَ الإِنْسِ رَبّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الّذِيَ أَجّلْتَ لَنَا قَالَ النّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ)
                  أخرج القرطبي في تفسيره عن مجاهد قال:
                  إذا جامع الرجل ولم يُسَمّ انطوى الجانّ على إحْلِيله فجامع معه فذلك قوله تعالى:
                  }لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ{ .
                  وروي من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                  )إن فيكم مُغَرّبين
                  قلت: يا رسول الله وما المغربون؟
                  قال:الذين يشترك فيهم الجن)
                  قال الهروِي:
                  (سموا مغربين لأنه دخل فيهم عرق غريب وكانت بلقيس ملكة سبأ أحد أبويها من الجن..
                  والجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون)

                  يقول ابن القيم:
                  (الجن مخلوق له جسم رقيق لطيف..يدخل بإذن الله جسم الإنسان ويقترن به..والنكاح بين هذا النوع من الجن وبين الإنس يتم بطريق الإثارة والتهيج من الجن إلى الإنس في موضع الإثارة العظمى بفرج الإنسي ذكرا أو أنثى..
                  وهذا التناكح لا يترتب عليه هتك غشاء البكارة ولا ينجم عنه حمل لأنه لا يعدو إثارة وتهيج في موضع العفة للفتاة الإنسية حتى تفرز وتقذف ماءها هي لا ماء الجني الذي أثارها..ولكن قد يثير الشيطان الشهوة عند المرأة حتى أنها تهتك بكارتها بإصبعها أو أي آلة أخرى..
                  وكذلك إذا اقترنت الجنية الأنثى برجل من الإنس فإن النكاح بينهما في صورة إثارة واحتكاك في موضع الإثارة مناما فيستيقظ الرجل بعد أن يكون قد أمنى ..
                  وهو مثل الاحتلام بالضبط..لكن إذا تجسم وتجسد الجني أي تحول إلى جسم مادي فإنه يصير مثل الإنسان تماما لأنه تحكمه الصورة وفي هذه الحالة يصير الجني ذكرا كان أو أنثى مثل الإنسي تماما ويحدث بينه وبين الإنسان التناكح والتناسل والذرية..وفي هذه الحالة
                  تأخذ شكل وصفات وخصائص الإنسان الكامل..)
                  وقد أجمع العلماء على أن زواج الجن من الإنس حرام ولو وافق الإنسي..لقوله تعالى:
                  ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لّتَسْكُنُوَاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مّوَدّةً وَرَحْمَةً إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُون )[سورة الروم:21].
                  وعلى هذا مناكحة الجن للإنس على أربعة أشكال :
                  1- الاحتلام : وهذا لا يكون إلا في المنام وهو معلوم يوجب الغسل
                  2- الاستمتاع المنامي : يستمتع الجان بالإنسان في المنام بغير شعور الإنسان ولا يكون معه إنزال
                  3- المعاشرة الخفية : وهي أن يشعر الإنسان بمن يجامعه وهو في كامل وعيه ولا يستطيع رده.
                  4- التشكل : يتشكل الجان على صورة إنسان وتكون المعاشرة طبيعية كما هو حاصل بين الإنس .




                  يتبع





                  تعليق


                  • #10

                    علاج السحر

                    قبل أن نستعرض علاج السحر دعونا نتحدث أولا عن نقطة بالغة الأهمية وهي الفرق بين المعالج والمشعوذ:

                    قال البغوي:
                    (الكهانة: ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن..
                    والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضـالة وقيل وهو الكاهن .
                    حيث إن العراف هو في مجموعه اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهـم ممن يتكلم في معـرفة الأمور بهذه الطرق..
                    والتنجيم : هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية..)
                    في الآونـة الأخيـرة كثر تعامل البسطاء من الناس مع من يسمي نفسه الشيخ فلان..
                    وعندما تذهب لهذا الشيخ تجده وقد جلس في غرفة مظلمة..وأمامه موقد نحاسي تشتعل فيه نار هادئة..والحجرة يعبقها البخور..
                    وعندما تنظر إليه تجده وقد أطال لحيته..فتطمئن نفسك قليلا..
                    ولكن ما إن ينظر إليك بعينيه الخبيثتين حتى تعتريك رجفة..تظنها ناجمة عن مهابة الرجل..وتقول في نفسك:
                    هذا طبيعي..فكيف لا وهو الشيخ العلامة الذي أوتي من الأسرار ما جعله حجة في الانتصار على الجن ودحرهم..
                    ثم تقدم ساقا وتؤخر أخرى مقتربا منه بحذر حتى يأمرك بالجلوس..فتجلس بين يديه ليفاجئك بأنه يعرفك ويناديك باسمك..بل ويعرف لم جئته؟..فتطمئن له نفسك..وتقول:
                    هو ذا من سيريحني من معاناتي..
                    من ثم تسلمه قياد نفسك..فيبدأ بطلب أشياء غريبة منك بعد أن يقنعك بأن هذا هو المطلوب لفك السحر الذي يعتريك..
                    وهذه الطلبات على غرار:
                    ديك أزرق اللون..أو دجاجة عاقر..أو أي شيء من هذا القبيل..
                    وبالطبع تعلن عجزك الكامل عن تلبية تلك الطلبات..من ثم يتطوع هو بإحضار تلك الطلبات مقابل المال طبعا..ولا ينسى أن يدعي أنه إنما يفعل ذلك لمساعدتك لوجه الله ولعمل الخير..

                    من ثم يدخلك في دوامة من الوهم..ولا تذهب الأعراض عنك..بل ربما تزداد سوءا..وهكذا دواليك..
                    وبالرغم من أن الكثيرين قد وقعوا ضحية لمثل هؤلاء النصابين..إلا أن تلك السلسلة من الحوادث لا تنتهي..ذلك أن كل مريض يكون كالغريق الذي يطرق كل الأبواب بحثا عن الشفاء..فيقنع نفسه أن الشيخ فلان هو رجل صالح بحق..ولا يمكن أن يكون نصابا كالآخرين..
                    بل إن بعض هؤلاء عندما يسقط في قبضة الشرطة..تجد الناس قد فزعوا له غير مصدقين بأنه نصاب..ويصبون جام غضبهم ولعناتهم على الشرطة..في الوقت الذي يتوعد فيه المشعوذ الشرطة وهم يقتادونه بالويل والثبور وعظائم الأمور..
                    هذه هي الصورة التي ستدور في ذهن أيا منا إن تحدثنا عن الكهنة والمشعوذين..
                    وللحق فتلك الصورة قديمة قدم الدهر..وساهمت الأفلام السينمائية في تثبيتها في مخيلاتنا..

                    ولكن..وكما يتجدد كل شيء..فالمشعوذون أيضا سايروا موجة التغير فلم يعودوا بذلك الشكل الذي يسهل كشفهم..
                    بل إنك تجد بعضهم يظهر في قمة وسامته وقد صفف شعره وارتدى الحلل الثمينة..وقام بعمل كروت شخصية كتب فيها اسمه وتحته كلمة (معالج روحاني)..
                    بل إن بعضهم يظهر في الفضائيات وتتم معه المقابلات الصحفية لاستطلاع رأيه بخصوص أحداث السنة المقبلة..وبالطبع حدث ولا حرج عن إقبال الناس على أخبارهم وتوقعاتهم..
                    وكل هذا كفر بين بكل دين..

                    فقد ورد عنـه صـلى الله عليـه وسلم، قوله:
                    (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بمـا أنزل علـى محـمد صلى الله عليه و سلم).
                    وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
                    (مـن أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)
                    إذن..فمن يصدق العرافين فهو كافر..أما من يسألهم فقط فلن تقبل منه صلاة أربعين يوما..أرأيتم أفظع من هذا؟؟
                    ووسط كل هذا الخضم يبقى السؤال:
                    كيف لنا أن نعرف الفرق بين المعالج الحقيقي والمشعوذ الدجال؟

                    والآن أعرض عليكم بعض النقاط التي ستيسر عليكم كشفهم ومعرفتهم لتجنبهم وعدم التعامل معهم..

                    * إنه يتحدث دائما عما يسمى بالخلوة عنده وهو المكان الذي يصنع فيه أسحاره ويمارس استغاثاته وصلواته لشياطينه ليخدموه

                    *يعتـقد بـأن الأحـجار الكريمة والفصوص مـن العقيق وغيرها لهـا تأثير على حـياة الناس فيصفها للمرضى لوضعها في خواتم يلبسونها

                    *نظراته دائما إلى النجوم فلو جلست مع أحدهم لوجدته بين لحظة وأخرى ينظر الى السماء ينظر الى شياطينه لتأتيه بالأخبار..وتجد نظراته زائغة..وبؤبؤ العين لا يثبت في المحجرين..

                    *عادة يسأل المريض عن اسمه واسم أمه

                    *يطلـب في الغالـب إذا تعــذر إحضـار المريـض عنـده أثـرا مـن آثـار المريض ليقوم بعلاجه عن طريق رائحة العرق في الأثـر مثـل الثـوب أو أي شيء يلاصق الجسد من الملابس أو

                    * يطلب أحيانا من أهل المريض أو من يريد أن يعمل له عمل ( سحر) أن يجلب حيوان بصفات معينة في غالبها تعجيزية ويعلم انه لا يمكن الحصول على مثل هذا المطلب فيقوم بتقديــم خدماتــه من أجــل أن يشتــري هـو هـذا الحيوان ليسهل بذلك على أهل المريض كما يزعم وفي واقع الأمـر أنــه يريــد الحصول علـى المــال

                    *يقوم بذبح بعض الحيوانات لغير الله وتقديمها قربانا للجن والشياطين ليقوموا بتلبية مطالبه

                    *يقوم بكتابة الحجب والتمائم وغير ذلك من الطلاسم وإعطائها للمريض لوضعها في مكان أمين وبعيد عن الأعين أو إلقائها في البحر بعد أن يشترط على المريـض عدم فتحها و إلا سوف يصاب بكذا أو كذا حتى يدخل نوعا من الرهبة في قلب المريض وأهله وإذا واتتك الجرأة وفتحتها تجدها عبارة عن مربعات وأشكال هندسية ويكتبون في داخــلها حروفا و أرقامـا وهي من الاستغاثات بالجن..
                    وقد تجد بها قرآنا فتطمئن نفسك وتلوم نفسك أنك خالفت أوامره وفتحتها..
                    ولكن إذا دققت النظر في تلك الآيات تجدها والعياذ بالله مكتوبة بطريقة معكوسة وبخط متشعث أو (عفاريتي) كما يقول العامة..

                    * يأمر المريض عادة بالاحتجاب لمدة أربعين يوما و ألا يرى الشمس أو النور و يسمونها الحجبة وتوصف خاصة للمريض الذي بـه ما يسمى بالعامية (أبو وجه)

                    *يأمر المريض كذلك بعدم الاستحمام للمدة نفسها فيحرم المريض من حضور الجمـع و الجماعات وغيرها من العبادات كقراءة القرآن

                    *يصف دائما للمرضى والذين يلجئون إليه التبخر بالبخور المجمع أو ما يسمى بالبخور الجاوي..
                    وهذه صفة من صفات السحرة و المشعوذين و الدجالين..
                    ويحتوي هذا البخور على الصرافة (الشبة البيضاء) واللبان الشحري (اللبان المر) والحبة السوداء وغيرها من الأعشاب..
                    وهنا يظن المريض أنها طاردة للشياطين..وهي للأسف عكــس ذلك، فهي جالبــة للجــن و ملوكهم..
                    ويقدم بعض الناس البسطاء على تبخيــر أطفالهم حديثي الولادة بهــذا النوع من البخور اعتقادا منهم انه يدفع عن الطفل العين..

                    *يصنع في بعض الأحيان أوراقا مغلفة تغليفا جيدا ويقدمها للمريض ويطلب منه أن يتبخـر بها وينصـح بعـدم فتحـها ويحـذره إذا فتحها فقـد يصاب بالجنـون

                    *من عادة الكهان والعرافيــن أنهم يتمتمــون بتمتمــات لا يعــرف معناها ولا يفقه مضمونها البسطاء وهذه التمتمـات لجوء إلى الجن و الشياطين لإعانتهم..وهذا عكس حال المعالجين بالقرآن الذين يسمعـون النـاس القرآن عند العلاج

                    *في كثير من الأحيـان يخبر المشعوذ المريض باسمه والموضوع الذي قدم من أجله هذا المريض وذلك عن طريق اتصال الجن الذي معه بقرين ذلك المريض فيخبره عن حياته..وعندما يسمع المريض هذه الأمور يعتقد أن هذا المشعوذ بيده ما ليس بيد غيره وأنه هو الذي سوف ينفعه

                    *أما الطامة الكبرى فهي قيامه بممارسة الفاحشة مع المريض بعد تغييبه عن الوعي..وكذلك يشترط ممارسة الفاحشة مع من تطلب منه السحر

                    يتبع

                    تعليق


                    • #11




                      يتم علاج السحر بعد التحقق من وجوده :


                      1-أنفع علاجه بذل الجهود في معرفة موضع السحر فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر إن شاء الله..
                      هناك مقولة خطيرة نسبها من نسبها للحسن البصري..تلك المقولة مفادها:
                      (لا يحل السحر إلا ساحر)..
                      ويتخذ الناس منها نبراسا محللا للذهاب إلى السحرة لإيجاد سحرهم وفكه..وهذا حرمته جميع الأديان..
                      والآن قد يسأل أحدكم:
                      وكيف لنا أن نعرف مكان السحر إذن؟
                      وأقول:
                      *قد يمن الله على المسحور برؤيا يراها أو ترى له ، يعرف من خلالها مكان السحر
                      *يمن الله على المسحور بإحساس أو شعور أو يغلب على ظنه أنه مكان السحر
                      *يمن الله على المسحور بأن يخبر خادم السحر عن مكان السحر..
                      ولكن..لا تصدق الجن ولا تكذبه..
                      وقد قيل: (إن الكَذوب قد يصدق)..
                      فابحث عن السحر في المكان الذي ذكره الجن إن كان قريبا متيسرا..
                      ولكن إن قال الجني أن مكان السحر في بيت فلان أو فلانة أو مدفون في القبر الفلاني أو تحت أساس البيت فإنه في الغالب يكون كاذبا يريد الفتنة أو التعجيز..
                      ومن المعلوم بالتجربة أن بعض شياطين السحر تعطي الراقي بعض المعلومات وقد تدله على بعض الأسحار وربما تقيأت بعض السحر أمامه كل ذلك من أجل أن يركن إليها ولا يؤذيها بالقراءة..
                      وكثيراً ما تكذب وتضحك شياطين السحر على من يتحدث معها وقليلا جدا جدا ما تصدق في قول أو فعل وإذا ما حدث ذلك فهو من قبيل الاستدراج والسخرية غالبا..
                      حتى أن بعض الشياطين يذكر أمورا فيها حقائق ويدس معها أكاذيب من اجل أن يوقع الفتن والمشاكل..
                      فقد يخبرك الشيطان عن مكان السحر وإذا ما ذهبت إلى ذلك المكان قد تجد شيئا تظن أنه سحر وهو ليس بسحر لأن خادم السحر في الغالب يكون معه تابع من الجن (الرصد ) فيسمع ما قاله خادم السحر فيذهب التابع ويضع في المكان الذي ذُكر أوراقا أو قطعة قماش أو غيرها فتظن أنها سحر..
                      إذا استخرج السحر أو عُرف مكانه فافعل به ما يلي:
                      •*تحصن بالأذكار جيدا قبل أن تمسك السحر .
                      •*احرص عند فتح السحر أن لا يضيع أو يسقط منه شيئا وذلك بفتحه داخل إناء أو تجعل تحته قطعة قماش أو نحوها
                      *إذا كانت مادة السحر قابلة للحرق فاحرقها ما لم يكن السحر نارياً (كأن يكون بخور أو أوراق محروقة أو سحر طلب من صاحبه أن يحرقه وينثره أو يبخر به)
                      * إذا كانت مادة السحر خيوط معقودة اقرأ عليها الرقية ثم فك العقد .
                      * إذا كانت مادة السحر طلاسم مكتوبة يمكنك حرقها فقط ولك أن تمحى الكتابة بماء مقروء عليه الرقية ثم جففها واحرقها .
                      *إذا كانت مادة السحر خرزاً أو أحجاراً أو معدناً تقرأ عليها رقية المسحور ثم تكسرها إن كانت قابلة للكسر ثم تضعها في ماء مقروء عليه رقية المسحور وتتركها فيه لبضعة أيام .
                      * إذا كانت مادة السحر مسحوقا (بودرة) أو أوراقا محترقة اقرأ رقية المسحور على ملح الطعام ثم انثر الملح على مادة السحر في مكانها وكرر هذا ثلاث مرات .
                      * إذا كانت مادة السحر مرشوشة تأخذ كمية من ملح الطعام ثم تذيبه في ماء وتقرأ عليه رقية المسحور وترشه على مكان السحر وكرر هذا ثلاث مرات .
                      *إذا علم أن السحر مدفون في مكان معين ولكن لا يمكن تحديد موقعه ، فتأخذ كمية من ملح الطعام مذاب في الماء وتقرأ عليه رقية المسحور وتنثره على ذلك المكان كله وكرر هذا حتى يأذن الله بإبطال السحر في مكانه

                      أما إذا لم يعلم مكان السحر يعالج المسحور باتباع الآتي:

                      2-الرقية الشرعية من المريض لنفسه أو من ذويه مع التمسك بفروض الدين والتقرب إلى الله والتضرع له بالدعاء ومن أفضل الدعاء:
                      (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)(ثلاث مرات)
                      ومن أفضل الرقى الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله:
                      (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك)(ثلاث مرات)
                      ثم:
                      (
                      بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) (3 مرات)
                      (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) (3 مرات(
                      (حسبنا الله لا اله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم)(7 مرات (
                      (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)(3مرات)
                      (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفيك)(3مرات)
                      ثم:
                      (الفاتحة-البقرة (1-5)(102)(255-257)(285-286)-الأعراف(117-122)-الأنفال(7-8)-التوبة(14-15)-يونس(57)(79-81)-النحل(68-69)-الإسراء(81-82)-طه(65-69)-الأنبياء(18)-الفرقان(23)-الشعراء(80)-سبأ(48-49)-فصلت(44)-الكافرون-الإخلاص-والمعوذتين) (3مرات)

                      وهنا نلاحظ بعض الأعراض التي تحصل للمسحور وقت القراءة مثل:
                      * الضيق الشديد والضجر من القراءة ومحاولة الهروب من حضور الجلسة من البداية باختلاق الأعذار .
                      * يجهش المريض بالبكاء ويتعجب المريض نفسه من هذا البكاء خصوصا عند آيات السحر والدعاء على السحرة ثم يحصل له هدوء.
                      * الاستسلام للنوم .
                      * قد يحصل للمريض انتفاخا ملحوظا في وجهه أو في بطنه .
                      * غالبا لا يظهر الجني بسرعة كما هو عليه الحال في المس.
                      * قد تظهر تشنجات ولاسيما في الأطراف وعلى العينين.
                      * غثيان أو ألم في البطن
                      *وقت الرقية ينظر إلى الراقي بسخرية وربما ضحك المصاب دون إرادة منه .
                      *لا يستجيب للقراءة والعلاج بسرعة ( أيضا بعض حالات العين لا تستجيب للعلاج بسرعة.. (
                      وقد تطول فترة العلاج لعدة أشهر أو سنوات..
                      وكم أعجب من بعض الرقاة الذين يشخصون المرض من أول جلسة حتى إن بعضهم يقول:
                      إذا كان المسحور في بطنه سحر فسوف يتقيأه عند القراءة..وإن كان به مس فسوف يصرع..ومن به مس لا يستطيع أن يقرأ آية الكرسي أكثر من ثلاث مرات..
                      ويقول آخر:
                      الذي به مس لابد أن يتخبط عند القراءة عليه
                      ويستشهد بقوله تعالى:
                      }
                      الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ {
                      وهذه أقوال عارية من الصحة فمن الشياطين من يتحمل وقت القراءة في بداية العلاج..وربما احترق في مكانه ولم يحضر وذلك بسبب ضعفه أو عدم تمكنه من جسد المصاب ومن السحر ما يكون مصحوبا بالجن الموكل به فيمنع خروج السحر من الفم..وأعرف من يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة وهو مسحور وفي جسده خادما للسحر

                      3-تلاوة آيات السحر على الماء ثم يشرب منه المسحور ثلاث مرات ويستحم بالباقي..
                      وقد توضع في الماء سبع ورقات مسحوقة من شجرة السدر (شجرة النبق)..
                      وآيات السحر المتواترة في القرآن هي:
                      [الأعراف: 117- 119[
                      [يونس: 79– 81[
                      [طه : 65-68[

                      4- وضع اليد مكان الألم والمسح بها مع تلاوة الرقية الشرعية:
                      ويلاحظ الراقي إحدى أو بعض الأعراض التالية:
                      *يلاحظ أن هناك نبضا غير طبيعي لعروق رأس المريض.
                      *يلاحظ أن هناك رعشة غير طبيعية تعتري المريض .
                      *يشعر المريض بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .
                      *يشعر المريض بثقل يد الراقي وكأنها جبل على رأسه أو صدره.
                      *يشعر المريض بدوران في رأسه حتى أنه يكاد أن يغمى عليه.
                      * أحيانا بمجرد أن يضع الراقي يده على رأس المريض يصرع المريض
                      يقول العلماء إن لكل إنسان مجال إشعاع يحيط به على هيئة رسم بيضاوي أعلاه عريض مقوس حول الرأس ونهايته عند القدمين..ويسمى (المجال المغناطيسي)..
                      وسماه الأقدمون (أورا)..وسماه مسمر (المغناطيسية)..كما سماه جوسيو (الكهرباء الحيوانية(..وسماه رايشنباخ (اللهب الروحاني)..وأطلق عليه (دي روكاس) (الإحساس الطليق)..وعند الدكتور(بردوك) (أشعة الحياة)..
                      وقد ينتقل عن طريق النظر أو اليدين..كما ينتقل عن طريق التنفس بطريقة خاصة..وينتقل أيضا عن طريق اللعاب..وهذا ما يسمى ب(السيال المغناطيسي).وكل شيء في الوجود له مجال مغناطيسي سواء في الجماد أو النبات أو الحيوانات.
                      وفي وضع اليد فوائد كثيرة يذكرهـا الفلاسفة والأطباء في كتبهم..

                      يقول (فرانس أنتوني مسمر) ( 1734- 1815م ):
                      إن كل فرد من الجنس البشري عنده قوة مغناطيسية داخل جسمه..
                      وهي ما تسمى ب(المغناطيسية الحيوانية)..وهي:
                      سيال موجي رقيق جدا ينبعث من جسم الفاعل فيؤثر في المنفعل إما عفويا وإما بفعل لمسات أو إشارات أو نظرات أو كلمات معينة..
                      وهذا السيال الموجي منبعه في الجسم البشري هي الغدة الصنوبرية..ولا يمكن أن يوجد سيال بدون فكرة معينة سواء كان مبعثها العقل الواعي أو الباطن..
                      وهذه الموجات تترجم إلى طاقة حيوية واهتزازية..وتكون إما سلبية أو إيجابية..
                      وتختلف شدتها باختلاف الجسم الصادرة عنه من إرادة وحيوية وطاقة اهتزازية..
                      وتنطلق عادة من كل الجسم وخصوصا من العينين وأطراف الأصابع والدماغ والأنفاس..
                      فتنفعل في من توجه إليه بمقدار إرادة الفاعل واستعداد المنفعل وتجاوبه..لأن الأجسام ليست سواء في الانفعال بالمغناطيسية الحيوانية..
                      ولقد ثبت أن السيال المغناطيسي يمكن أن يقاس بطرق وأجهزة مختلفة..
                      وقد ظهر أن سيالات اليد اليمنى أقوى من اليسرى بثلاث مرات..
                      وهذه الطاقة يمكن استخدامها كطاقة علاجية بالتأثير الإيحائي..

                      فقد يوجه المعالج السيال وهو يركز فكره على فكرة معينة..وقد يجوز أن يوجه السيال بدون فكرة معينة بمجرد أن يكون هذا التوجيه جزء من طريقة تعلمها للعلاج أو للتأثير.وفي هذه الحالة لا يكون السيال خاليا من فكرة محددة.. بل يكون محتويا على فكرة مبعثها عقله الباطن لأنها مكونة من اعتقاد وإيمان بأن فعله سيتسبب في حدوث ظاهرة معينة أو أثرا بعينه..
                      ومن الثوابت أن الاعتقاد الراسخ يصبح إيحاء قويا..
                      وفي أماكن مختلفة من العالم توجد جماعات تسمى ب(جماعات الشافين)..
                      وفي بعض المجتمعات القبلية كانوا يسمون هؤلاء الأفراد ب(الشامانات)..
                      وتطلق كلمة الشافين على المعالجين بتقريب اليد..حيث تنبعث من أناملهم موجات السيال كطاقة شفائية روحية تؤثر في من أمامهم..
                      لذلك فإن هذه الطاقة تزداد في رجال الدين أكثر من غيرهم ..
                      ومن المدهش والغريب أن الأناني المحب لذاته..الخالي من كل شعور بالإنسانية لا يصلح أن يكون معالجا ناجحا..حيث إن السيال الموجي المنبعث منه يكون سلبيا فيضر به من حوله...)
                      -وسبق وتحدثنا عن الطاقة الروحية في موضوع سابق


                      يتبع

                      تعليق


                      • #12



                        حضور الجن على جسد الإنسـان أنواعه وأشكاله:


                        ان بعض الناس يظن أن الذي به جن لا بد وأن يتخبط حال حضور الجن وخصوصا وقت القراءة..ولابد وأن يكون حضور الجن حضورا كليا وهذا فهم خاطئ وذلك أن حضور الجن على الإنسان له أشكال عدة منها :

                        1-حضور الوسوسة :
                        وهو حضور متعب للممسوس حيث إن الشيطان يتسلط على الإنسان بالوسواس القهري فتكثر عند المريض الهواجس وهو ما يخطر في نفسه ويدور فيها من الأحاديث والأفكار فلا يزال يستحوذ عليه الشيطان ويوسوس له في صدره حتى يجعله يبكي أو يضحك أو يغضب دون سبب..وهذا الحضور قد يدوم عدة ساعات في اليوم وربما العمر كله على شكل متقطع .

                        2-حضور على عقل المريض :
                        يطبق الشيطان على جميع حواس الإنسان من خلال حضوره على عقله وفي مثل هذه الحالة يستخدم الشيطان حواس الإنسان وأعصابه وعضلاته وقد يحدث تخبط وقد لا يحدث..وهذا الحضور قد يدوم بضعة دقائق وربما معظم عمر الإنسان..وكمثال (حضور الجنون )

                        3ضور على عقل المريض من غير تلبس :
                        يؤثر الشيطان على معظم حواس الإنسان من خلال حضوره على عقله وقد يتكلم على لسان المصروع.. وقد يدوم الحضور إلى عدة ساعات..وهنا يقوم أغلب المعالجين بخطأ فادح..حيث يقومون بضرب جسد المصروع بكل ما أوتوا من قوة بغية طرد الجن منه..وهم يظنون أنهم بهذا يضربون الجن..ويظلون يضربون المصروع حتى يتوفى في أغلب الأحيان..وتزهق روحه بلا جريرة.. ففي هذا الحضور لا يشعر المريض ولا الشيطان بالضرب

                        4-حضور على جسد المريض :
                        قد يحضر الشيطان على عضو من جسد المريض ويسبب له ألمـا في ظهره أو صداعا في رأسـه وقد يفقده السمع والبصر والمريض في كامل وعيه وقد يدوم هذا الحضور لأيام عديدة..وهذا مثل الشلل الدائم الذي يكون بسبب الجن..وقد يحضر الجان على العينين فقط وغالبا ما يكون هذا الحضور إثر القراءة أو استخدام العلاج .

                        4-حضور مزدوج :
                        حضور مزدوج إن شئت أن يتكلم المريض تكلم وإن شئت أن يتكلم الشيطان تكلم ولو ضرب لوقع الضرب على المصروع وعلى الشيطان وهذا الحضور غالبا لا يتجاوز بضع ساعات .

                        5-حضور كلى :
                        يحضر الجن على جسد المريض حضورا كليا ويتكلم على لسانه ويتحكم في جسده وربما تشاجر وربما هرب كل ذلك والمريض لا يعلم شيئا حتى أن من الشياطين من يحضر حضورا كليا ويقود السيارة ويسافر بالمريض وهو لا يعلم..وقد يكون في المريض في مكان فيحضر عليه الشيطان حضورا كليا ويغيبه عن الوعي ثم يسافر به ثم ينصرف عنه ليجد المريض نفسه في مكان آخر..أو يسترجع المريض وعيه وإذا هو في أحرج المواقف المضحكة المبكية..وتتوقف مدة هذا النوع من الحضور على ضعف الإنسان الإيماني والجسدي وعلى مدى قوة وتمكن الشيطان من الإنسان حيث إن هذا الحضور يتعب الشيطان كثيرا خصوصا عندما يكون الإنسان ثقيل الوزن


                        6-حضور مشترك :
                        وهو شبيه بالحضور المزدوج والحضور الكلي لكنه أقل مرتبة منه وهو أن يحضر الشيطان على الإنسان ويكون كالإنسان نفسه من أعلى رأسـه الى أخمص قدمـه..والإنسان يرى ويعقل كل شيء حوله ولكن قد يتكلم بكلام أو يفعل فعلا بغير إرادته بل إن من أنواع الجن من يتحدث على لسان الإنسان ولا يمكن تمييز أو معرفة المتحدث حتى أهل المريض أنفسهم
                        حيث يتحدث الجن بصوت الإنسان ويتصرف بنفس أسلوبه وطريقته ويتكلم مع الراقي أو مع غيره ويأكل ويشرب ويقود السيارة ويقرأ ويكتب ويضحك ويغضب ويتعارك والناس يظنون أنه الإنسان نفسه..
                        وهذا الحضور هو الأشهر في كثير من حالات السحر وخصوصا حالات سحر التفريق وذلك أن الشيطان يحضر ويتشاجر مع الغير حتى تحصل الفرقة..
                        وقد يكون الحضور شبه دائم أو متقطع أو في مناسبات معينة..فبعض المرضى يشعر بصداع في رأسه ثم نعاس فينام ويستيقظ فإذا هو في مكان غير المكان الذي نام فيه أو أن يجد نفسه في مكان آخر أو بلدة أخرى..والحقيقة هي أن يكون الجان حضر حضورا كاملا على جسد الإنسان وتحكم به..
                        وتجدر الإشارة إلى أن الجن ليس من الضرورة أن يكون من المردة..بل قد يكون من ضعفاء الجن ولكنه عنده الخبرة في المكر والسيطرة على حواس الإنسان..

                        وهذا النوع لا يكون في السحر فقط بل قد يكون بسبب العين أو غير ذلك..وفي هذه الحالة يكون حضور الشيطان سـريعا جدا..وهذا النوع أشد ما يكون تأثيراً على الإنسان بالصداع والتخيل والنسيان والسرحان وعدم التركيز والصرع والإغماء والجنون..
                        وهنا تكمن الخطورة فليس بالسهل بمكان التصرف والتعامل مع من ابتلي بهذا النوع من الشياطين خصوصا إذا كان السحر مأكولا أو مشروبا أو مشموما..
                        ولقد عايشت بعض هذه الحالات ورأيت مدى خطورة الوضع والحياة المأساوية التي يمر بها هؤلاء المرضى ويمكن أن يعرف الحضور بالمتابعة وبتركيز النظر في عيون المريض لمدة طويلة ويعرف أحيانا بتغير نبرة الصوت قليلا وبتغير لون الوجه وملامحه أحيانا..والتغير يكون طفيفا لكن يكون ملحوظا خاصة من أهل المريض وذويه..

                        وهنا يبرز السؤال:
                        هل يشعر المريض بما يحصل له وقت حضور الجن عليه ؟.
                        في الواقع..إن شعور المصروع بما يدور حوله يعتمد على درجة حضور الجان وعلى خبرته وتمكنه من جسد الإنسان ولذا يختلف شعور المرضى من شخص الى آخر :
                        ـ البعض يشعر بكل ما يدور حوله وقت حضور الجني ألا أنه لا يستطيع أن يتحكم بنفسه بل يشعر وكأنه مسير لا مخير ولو أنه ضرب لشعر بالضرب .
                        ـ البعض يغيب عن الوعي تماما ولا يشعر بشيء حتى ينصرف عنه الشيطان .
                        ـ يذكر البعض أنهم يشعرون أحيانا وكأنهم في ظلام دامس ولكن لا يشعرون بما يحصل لهم من تخبط وكلام .
                        ـ البعض يرى أحيانا ما يدور حوله ولكنه مسلوب الإرادة.
                        ـ البعض يسمع الكلام والأصوات فقط.

                        والآن..هب أن الجن قد حضر..فكيف يُصرف إذا حضر ؟.
                        يتوقف صرف الجان على سبب حضوره..
                        فإذا كان حضور الجان مع القراءة ولمجرد الحوار فتأمره بالانصراف فينصرف بإذن الله..
                        أما إذا حضر للمعاندة والتحدي إثر تعذيبه بالرقية أو بسبب تحدي الراقي لهذا الجان أو لأي سبب آخر أزعجه فمثل هذا تنهره وتتوعده وإذا رفض الانصياع تقرأ عليه قراءة مطولة بنية العذاب والحرق حتى ينصرف ومع ذلك قد يكابر ويعاند خصوصا في بداية العلاج حيث أنه لم يضعف بعد فيوقع المعالج في حرج ويشعره بالضعف والانهزام وليوقع الراقي في حرج مع المريض أو ليصرف نيته من العلاج الى الثأر لنفسه...
                        وبهذا يتشتت ذهن الراقي وتصير رقياه غير ذات جدوى.
                        وكما نعرف فالشياطين جبلوا على حب العناد ولو كانوا في أشد العذاب..
                        وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض الرقاة قد يستعطفون الجن للخروج..وهذا خطأ فادح يجعل الجن يشعر بقوة زائفة فيتمادى في عناده وكبره..
                        لذلك ينبغي على الرقاة استخدام صيغة الأمر والنهي والنهر والتذكير بآيات العذاب..ذلك أن الجن بما فعله يكون قد تعدى حدود الله..هذا صار في أشد حالات الضعف..
                        وينبغي أن نعلم أن بعض الجن لا يستطيع الانصراف بعد القراءة المطولة وإنهاكه..بل يحتاج لبعض الوقت حتى يسترجع نشاطه ليستطيع الانصراف.لذلك ينظر الراقي إلى حال المرقي هل يمكن تركه والجان حاضر على جسده فإذا كان لا يمكن ترك المريض على تلك الحال فلا بد من أمر الجن بالانصراف أو الضغط عليه بقراءة آيات العذاب وتكرارها حتى ينصرف..
                        ومن الأمور التي تساعد على صرف الجن لإفاقة المصروع:
                        1-اتركه وشأنه فإنه سيفيق بعد قليل
                        2- تقرأ في أذنه آية الكرسي والمعوذتين حتى يفيق
                        3-تقرأ في أذنه آخر سورة المؤمنون }أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون{ ومن آخر سورة الإسراء {وَبِالْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ مُبَشّراً وَنَذِيراً * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلَىَ مُكْثٍ وَنَزّلْنَاهُ تَنْزِيلاً{.
                        4-تقرأ في أذنه سورة الزلزلة حتى يفيق بإذن الله تعالى .
                        5- تؤذن في أذنه اليمنى حتى يفيق
                        6 تضربه ضربة خفيفة على الجبهة .
                        7-تضربه ضربات خفيفة متتالية على الصدر أو الظهر مع القراءة
                        8-تمسح من أعلى الصدر إلى أسفل البطن مع القراءة.
                        9-تمسح على العروق من جهة المخيخ الى أسفل الرقبة .
                        10-تضغط على الحاجبين
                        11-القراءة المتتابعة.
                        12- تضع عند انفه ما يزعج الشياطين من الأطياب مثل المسك الأسود والريحان ودهن العود..
                        ولكن ينبغي أن نعلم أن هناك نوع من الجن المسلم ينشط عندما يشم بعض الروائح الطيبة..
                        والآن..

                        ما هو الوضع الذي يجب أن يكون عليه المريض حال إنصراف الجان؟.
                        إن الوضع الصحيح الذي يجب أن يكون عليه المريض يعتمد على طريقة إنصراف الجان الذي معه والذي أنصح به ألا يصرف الجان والمريض واقف إلا أن يكون هناك شخص آخر واقف معه حتى لا يسقط المريض على الأرض فتؤذيه السقطة..
                        والوضع الصحيح هو أن يكون المريض جالسا ممدد القدمين


                        المصدر:

                        عدة كتب 1- الشيطان و الإنسان لفضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي
                        2- المس الشيطاني لابن القيم
                        3- الجن لابن تيمية
                        4 بدع الفوائد لابن القيم

                        تعليق

                        يعمل...
                        X