إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عصابات الماراس as gangs

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عصابات الماراس as gangs

    عصابات الماراس as gangs



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	irq_905376609.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	11.9 كيلوبايت 
الهوية:	784563
    ارتكبت ألما جريمتها الأولى حينما كانت تبلغ من العمر خمس عشرة سنة ..و كانت هي القاعدة الاولى للانضمام الى صفوف
    صابات الاجرامية ..في البداية يجب التعرض اما لوابل من الضربات الموجعة او التعرض للاغتصاب على يد خمسة عشر شابا ( هي فضلت الضرب على الاغتصاب) بعد ذلك..القتل عندما ينزل الأمر.. تقول ألما "في منزل معزول كانت هناك فتاة تكبرني قليلا شقراء ..ترجتنا بكل ما أوتيت حتى لا نجهز عليها..كنت رافضة الأمر..لكنني قتلتها في الأخير..لأنني كنت متأكدة انه إذا لم اخضع للقرار ..سأكون ( ألما الضحية)

    ترعرعت ألما في أحد أخطر أحياء غواتيمالا سيتي عاصمة البلاد..اذ قضت ثماني سنوات بين أحضان عصابة "باريو18" هل كان لها الاختيار..تائهة بسبب موت والدها المدمن على المخدرات و غياب امها المنهكة بالعمل..انتهى بها المطاف للالتحاق بمجموعة الاقوياء ..مدفوعة بطاقة حيوية كانت كافية لتلحق العنف اكثر من ان تتعرض اليه قامت ألما بالقتل و المشاركة في عمليات اعتداء و ابتزاز..كما تعرضت للضرب و دخلت السجن..ملأت جسدها بوشم لا يمحى..لتخفي انوثتها و تثير الرعب..غير ان هذه الحياة كلفتها غاليا..حمل لمدة ستة أشهر تم اجهاضه بعد تلقيها ضربات عشيقها..ثم تلقيها لرصاصتين تركها مصابة بشلل على مستوى النصف السفلي عندما قررت ترك العصابة..حاليا يبلغ ألما أربعة و عشرين عاما و تعلم أنها تحت رحمة حكم بالاعدام بسبب رفاقها السابقين..لقد تركت الحي الذي كانت تعيش فيه لتنتقل الى غرفة قذرة و تصنع علب الهدايا بمحل كبير لتتمكن من الحصول على لقمة عيشها .."كنت أنتظر حنان أمي و حبها بفارغ الصبر غير ان وقتها لم يسمح لها بذلك ..لقد اعتقدت اني عثرت على الحس الأسري و الحماية وسط العصابة ..لكنها خذلتني...)
    العنف المرضي الذي يعصف بغواتيمالا يلتهم أطفال البلد التهاما ..بعضهم لم يتجاوز عشر سنوات ..و اخرون نادرا ما يبلغون خمسا و عشرين سنة ..فتيان مسلحون بشكل كبير يخوضون حروبا في وديان الضواحي ..و تشتبك عصابات الماراس اقواها ( ماراس سالفاتروتشا ) و (الباريو 18 ) فيما بينها من أجل السيطرة على الأراضي..بعيدا عن أي قانون أو حق ..وسط الفقراء و فاقدي الأمل في غد مشرق ..هذا العنف المستشري و المؤمم مرده الى فشل سياسات القمع و الوقاية التي تخزضها الحكومات المتعاقبة ..الغارقة بدورها في الفساء.
    بعد مرور أربع عشرة سنة على توقيع اتفاقيات السلام التي وضعت حدا للابادات التي كان العسكر يرتكبها ضد سكان المايا..أصبح بلد الازيد من ثلاثة عشر مليون نسمة من أكثر الاماكن خطورة على وجه الارض.. فبمعدل ثماني عشرة جريمة في اليوم..98 في المئة منها لا يفتح فيها تحقيق.. و تصنف بدون متابعة ..فمن تهريب المخدرات الى الاتجار في البشر..مرورا باغتيال النساء و الاتجار في الاسلحة..مصائب كثيرة يساعد على ظهورها الفقر و البطالة و الاسر المخربة بسبب الحرب و الهجرة.
    في غواتيمالا سيتي ..يتعلمون بسرعة ان الموت ينتظرهم في زاوية الحي .. و منذ عدة شهور ..يتعرض سائقو الحافلات الى الاغتيال في واضحة النهار على يد شبان مبتزين ..هذا جعل شركات النقل تضع جلا مسلحا في بعض العربات..و الأشخاص الذين قضوا ساعات في التعليم على استعمال السلاح يعيشون في خوف اكثر منه اقتناع..و في الليل يعتقد المرء ان هناك حظرا للتجول في فوط رؤية شوارع المقفرة..و لا احد يتوقف في الاشارة الحمراء مخافة اقتحام سايرته.
    و في ميثكيتال ..الحي الذي كبرت فيه ألما..يحكم زعماء العصابات الشباب سيطرتهم على ملتقيات الطرق..بينما يراقب الصغار الذي تتراوح اعمارهم بين ثماني و عشر سنوات..الشوارع و ممرات الشرطة غير المنتظمة..
    ظهر الماراس في سنوات التسعينيات و بعد توقيع اتفاقية السلام تم ارجاع الاف الغواتيماليين الى بلدهم .. و هؤلاء ادخلوا معهم ثقافة العصابات التي كانت منتشرة في الغيتوات في لوس انجليس .. و اعادوا انتاجها..نفس قواعد الشرف و نفس الطقوس.. و كذا نفس الاقتصاد المبني على التهريب و الابتزاز و الاغتيالات ..ففي بلد شخص من اصل اثنين لا يجد عملا و يحيا كيفما اتفق..
    تجتذب العصابات المراهقين الذين رأوا ابائهم يتصببون بذل العرق دما و دماء من اجل الحصول على حفنة من الكتزالات..العملة المحلية.. اذ يوفرون لهم عائلة بظروف عيش قاسية معروفة بأوشامها..و بعضهم يغطي بها جسده و حتى وجهه..اما بجماجم او ارقام أو نسيج العنكبوت لأو الصلبان..و الاكثر اتساعا هي النقط الثلاث التي ترمز الى الحياة الحمقاء هذه الحياة التي غالبا ما تتلخص في ثلاث مراحل..المستشفى و السجن و مستودع الاموات
    العصابات السبب في حد ذاته و انما هم نتيجة للعنف الذي يجتاح غواتيمالا..و يحلل هذا الأمر عالم الاجتماع خوان كارلوس مولينا ..الذي يعمل منذ سنوات مع الماراس .محرك هذه الظاهرة هو الحقد..فالضربات التي يراها الاطفال تنهال على أمهاتهم..و الذكورية و الادمان على الخمر..و زنا المحارم كل هذا يحدث طاقة سلبية جدا و مبكرة فلا يتبقى امامهم في هذا العالم الا القتال و تمنحهم الماراس الفرصة لتفريغ كل حقدهم ..كما تقوم باطعامهم و تزويدهم بالمخدرات ..انه بلد العجائب..باستطاعتك فعل ما شئت و امتلاك ما لم يمنحه لك أي احد.
    يعد دخول ..الماراس.. اختبارا حاسما و مغادرة مجموعتك يعني الخيانة و الحكم على نفسك بالاعدام..
    قرر طوماس 23 سنة و أب لرضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر فجاة مغادرة حيه ليستقر مع زوجة ابيه التي تعيش على حافة الخط الحديدي القديم بغواتيمالا سيتي ..شارع الورد ..هذا الفعل دفع الماراس الى اغتيال جميع افراد أسرته خلال عملية تصفية حسابات..لذلك وجد نفسه مضطرا الى الاختفاء و تغيير كل شيئ..طريقة النظر و الكلام و اللباس يقول طوماس (كنت اعتقد ان الناس سيساعدونني لكي اصبح مواطنا عاديا لكن الامر لم يكن كذلك و حاليا لا اتوفر على عمل ..و ليس لي أية رغبة ان اصبح قاتلا مأجورا..لقد حاولت ذلك في غير ما مرة..انهم يدفعون بشكل جيد..العقد الواحد يصل الى عشرة الاف كيتزال ..)
    كغالبية الماراس السابقين يشكل طوماس تناقضا يمشي على قدميه ..محياه محيا طفل رضيع ..فهو لطيف مع ابنه و مولع بالرسم لكنه عاد و حمل مؤخرا السلاح من اجل حل مشكل عاطفي شخصي.
    حاول فيكتور من جهته أن يغادر عصابته الا ان مجموعته كانت أكثر قدرة اذ كان على وشك القيام بذلك يقول فيكتور(لقد بلغت القعر ..قتلت و تلقيت الكثير من الضرب ..كما حضرت عمليات اغتصاب..كل هذا حدث و سني لم يتجاوز الثانية عشرة ..فحينما رأيت رفاقي يحومون حول اخوتي و أخواتي ..اذاك قررت الرحيل)
    على امتداد سنة أغلق فيكتور على نفسه داخل بيت أمه رفقة زوجته و طفله و حصل على عدة شهادات دراسية لكنه ظل سنوات بدون عمل..أما الان هو يبلغ 27 سنة و يدرس الاعلاميات في مدرسة (من بين مائة و خمسين من الماراس قتل 140 خلال ثماني سنوات..هذه الحياة مثلها مثل ثمن يجب دفعه لاعادة الاندماج ..لقد قتلنا أشخاصا كانت لهم عائلات ..علينا تقبل فكرة أن الأخطاء قد تقود الى الموت)
    يعاني فيكتور حاليا من وصمة العار التي تلاحق الماراس السابقين و تعتبر الأوشام المحدد الرئيس (عندما نتقدم بطلب ترشيحنا لأي عمل دائما ما يطلبون منا نزع ملابسنا للتأكد ان كانت أجسادنا تحمل أوشاما و اذا كان الحال كذلك هذا يعني أنه ليس هناك عمل ..هذه الاوشام هي علامتنا انها تشعرني بالخجل..حتى بين أفراد أسرتي)
    خلال مسيرته للبحث عن عمل اشتغل فيكتور كمهرج داخل الجامعات و سرعان ما مرت الأمور على ما يرام ..و غالبا ما كان يظهر أوشامه بشكل مؤقت قصد تسلية أطفال الأحياء الثرية..و عندما استعمل الماكياج تقبله المجتمع أخيرا.
    في العصمة ..تحولت صفارات سيارات المطافئ الى موسيقى الخلفية الدائمة ..و اعتاد الكل عليها مثلها مثل أصوات اطلاث النيران المهيمنة أمام المحلات التجارية و محطات التزود بالوقود و داخل الحافلات و سيارات الأجرة
    هناك ثلاثة ملايين شخص و مليونان من السلاح تتجول بين أيديهم... حتى الدكاكين تختبئ وراء قضبان حديدية ..هذا في الوقت الذي يعيش الاغنياء محاطين بأسوار معززة بكاميرات ..فاذا كان أصل العنف هو الأسر فانه يتغذى كذلك على الفساد المنتشر و ضعف الجهاز القضائي.
    تحولت السجون الى مراكز قيادة خاصة بالماراس فبفضل متواطئين من الخارج..يتوفرون على الهواتف المحمولة و الاسلحة و المخدرات على قدر حاجياتهم..هذا الامر لا يفاجئ فيكتور الذي كان ينتمي سابقا الى الماراس ..( كانت لنا اتصالات مقربة من السلطة و اعضاء من مدرسة المحامين و أشخاص يستقلون سيارات مرسيدس كانوا يأتون لنا بأشياء كثيرة و حتى رجال الشرطة أنفسهم..
    و يقول خوليو كويوي غاضبا و هو مسؤول عن اعادة التأهيل الاجتماعي للنظام السجني ( في السجن الوضع يعكس حالة البلاد الاجتماعية التي تهمش الانسان و تطرده و تدمره كل ما تم القيام به على امتداد 20 سنة لم يكن وظيفيا على الاطلاق ..لا يوجد عمل يكفي الجميع و لا توجد أي الية لمساعدة الشباب على انشاء مشروعهم الخاص .. كما ان الفساد تستفيد منه اللوبيات المقتدرة و العمال المنحرفون و هم وحدهم المسؤولون عن استمرار هذا الشبح ..نحن نتهم الماراس بكل ما يحدث من أشرار غير أن عنفهم لا يخدم الا الأشخاص الاكثر قوة )
    قضى ارنستو الوكيل السابق زمنا طويلا بالميدان اذ ترك النيابة و هو متعب من كثرة تكديس التحقيقات التي تم اجهاضها ..حاليا يعمل كمستشار من أجل انشاء قوة جديدة من الشرطة بالتعاون مع اسبانيا ( نحن نقوم بتأهيل شباب لديهم رغبة جامحة في الذهاب بالتحقيقات حتى النهاية ..لكن السكان لا يصدقون ذلك اطلاقا ..ضعفاء من الخوف ..دائما ما يترجوننا ان نقتل الماراس الذين يرهبونهم بشكل يومي).
    [CENTER][I][FONT=comic sans ms][COLOR=#b22222][SIZE=5]
    سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم[/SIZE][/COLOR][/FONT][/I][/CENTER]

  • #2
    يعطيك العافية على هذا الموضوع الذي يبين لنا نعمتة الاسلام ونعمة الامن والامان .
    لاإله إلا الله محمد رسول الله

    تعليق


    • #3
      هلا بك اخي الفاضل

      والحمدلله على نعمه الاسسلام
      [CENTER][I][FONT=comic sans ms][COLOR=#b22222][SIZE=5]
      سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم[/SIZE][/COLOR][/FONT][/I][/CENTER]

      تعليق


      • #4

        شكرا للاخت الكريمة هنون على هذا الموضوع الشيق ولو سمحتى لى باضافة بسيطة عن تاريخ نشاة هذة العصابة
        التى انتشرت في اميركا اللاتينية أخيراً والمعروفة بـ «الماراس»، وهو اسم مشتق من مارابونتا، الحشرة المفترسة والسامة المعروفة في الغابة الأمازونية، والتي تهاجم ضحيتها ضمن عصابات كبيرة، وتدمرها فلا يبقى لها أثر.
        خرجت «الماراس» من أطرها الاولى الضيقة، الحي أو المدينة، ووسّعت دوائرها، فأنشأت شبكات قارية وعالمية، وانخرطت في تيارات الهجرة وتجارة المخدرات والسلاح وفي أسواقها الأميركية.

        وفي شريط وثائقي بعنوان «لا فيدا لوكا»، صوَّره وأخرجه كريستيان بوفيدا متعقِّباً الـ «ماريروس» -أي أعضاء «الماراس»- السلفادور، وكان السببَ في مقتله على أيديهم، يرى المشاهد فتياناً تقطعت أواصرهم وروابطهم الاجتماعية فارتموا في خضمّ عالم مضطرب وعنيف، وانقلبوا مجرمين وقتلة، لا هوادة في نهجهم ولا عودة عنه، إذا نجا فيه الـ «ماريرو» من رصاص الشرطة أو الميليشيات أو الجيش، أرداه ماريرو آخر ينتمي إلى عصبة أخرى ترى في عصبته عدواً، ويقرّه قتلُه على مكانته ومكانة عصبته.

        من كاليفورنيا الى اميركا الوسطى، تقتتل منظمتان كبيرتان، هما: «إم (مارا) 18» و «إم إس 13»، و18 هو رقم رصيف في لوس انجيليس، و13 رقم رصيف آخر ولدت العصابتان بهما وفي المدينة الكاليفورنية الكبيرة.
        ونشأت عصابات «اللاتينيين» في السجون رداً على عصابات السود الأميركيين، ورَفَدَتْها ومَدَّتْها بدماء متجددة الحروبُ الأهلية في بلدانها الأولى والأزمات الاقتصادية والهجرات المتولّدة عنها.

        وعملت الولايات المتحدة منذ أوائل تسعينات القرن العشرين، لطرد أمواج المهاجرين والمجرمين من أراضيها وسجونها، وردّتهم على أعقابهم إلى بلدانهم، فعادوا تحيط بهم هالةُ مسرحهم بكاليفورنيا، وجرَّ عنفُهم عنفَ العصابات المحلية الناشطة الباديّاس، المتساقطة من اتفاقات السلام بين السلطات ومنظمات الكفاح المسلح الحائرة والمتصعلكة. معظم المهاجرين «العائدين» لم يكونوا يعرفون بلادهم الأصلية، المفترضة او المزعومة، ولم تكن ثمة رابطة تشدهم إليها، من قرابة أو شراكة. فمال بعضهم في السلفادور الى المنظمة الماركسية «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني»، ومال آخرون الى ألوية الموت اليمينية المتطرفة، وفي نهاية النزاع السلفادوري، عام 1992، ذهب معظم هؤلاء، من الطرفين، الى المنافي في أميركا الوسطى أو تسللوا خفية الى الولايات المتحدة.
        وخوَّلت خبراتُ هؤلاء «محاربين قدامى» في صفوف منظمات العمل المسلح، الاضطلاعَ بقيادة العصابات الكبيرة التي انتشرت في القارة وثناياها، وشطر من الأعضاء الجدد جاء من البروليتاريا المدينية السفلى ومن الأرياف الفقيرة في بلدان عصفت بها الحروب ودمرتها.

        ليست عصابات «الماراس» جماعاتٍ من مجرمين فتيان لا يتورعون عن ارتكاب أفظع الانتهاكات فحسب، بل هي منظمات توحد أعضاءها كراهيةُ العصابة الأخرى. وتقتتل المنظمتان «إم 18» و «إم إس 13» اقتتالاً قاسياً مجرداً من العلل والمعايير العرقية أو الدينية أو السياسية او الأيديولوجية، فلا يميز بين العصابات ما يسوِّغ الاقتتال، وربما الأدق القول إن مسوغ الاقتتال الأول لا يذكره أحد اليوم، ودُفن في قيعان أحياء لوس أنجيليس الإسبانية وسراديبها المنسية، كما كتب بوفيدا في ملف شريطه الصحافي.

        ويبلغ عدد اعضاء العصابات عشرات الآلاف، وبعضهم يقدره بمئات الآلاف من أبناء الأسر المتصدعة التي مزقتها الحروب وموجات التهجير، والعنف والانتهاك العائليان.
        ويتراوح عمر «الماريروس» بين 12 و25 سنة، وربما أقل، وهم فقراء مدقعون، لا يحدوهم الى القتل تمرد أو احتجاج، تائهون على غير هدى، وانخراطهم في العصابة يُدخلهم في أسرة جديدة، ويمنحهم إخوة سلاح، ويخرجهم من العوز والبؤس. معظمهم (60 في المئة) ذكور، و40 في المئة إناث، على خلاف الحال في عصابات المخدرات وجماعات الجريمة الاخرى، التي هي وقف على الذكور.

        في عصابات «الماراس» النساء ماريروس شأن الآخرين، يلدن ويُقتلن في آن، كما يشهد فيلم كريستيان بوفيدا شهادة أليمة. وحياة خلية العصابة الواحدة أشبه بحياة عائلة تتقاسم السكن والأعمال، وتحت أكوام ألعاب الاطفال الظاهرة تخبئ «العائلة» مخازن الرصاص.
        وتختار العصابة المرشحين الى عضويتها بواسطة اختبار عنيف يختلط فيه الضرب المبرح والسرقة والمشاركة في اغتصاب جماعي وخطف... وقتل في نهاية المطاف. الفتيات غالباً ما يخضعن لمثل هذا الاختبار الذي يؤدين فيه دور الضحية. ويشد أعضاء العصبة الواحدة عهدٌ على الموت معاً، ومن علاماتهم المتعارَفة الوشم على نواحي أجسادهم المتفرقة، وعلى الوجه خصوصاً، وهو وشم لا يمحى، وينهض قرينة على رابطة تشد الأفراد الى الجماعة، ولا تنفصم، وهي تعلن على الملأ الانتساب الى الجماعة من غير رجعة. ويلازم الانتسابَ والوشمَ والعدَّ إطلاقُ كنية جديدة على الماريرو المبتدئ، والتوسل بإشارات و «لغة» خاصة بالعصابة، يتعارف الأعضاء بواسطتها أينما كانوا، فلا يخطئ واحدهم نسبة الآخر وهويته.

        ويرسم «الماريروس» على جدران الأحياء في مدنهم علامات الهوية الفارقة على شاكلة «تاغس»، يوكلون إليها رسمَ حدود الديرات والربوع على نحو ما يوكلون الى الوشوم والندوب الجهرَ بالخوف الذي يلهمونه أعداءهم أو «جمهور» الناس العاديين الذين قد يلتقونهم على غير موعد ولا توقع. وعلى خلاف عصابات الباديّاس التقليدية، ينقطع أعضاء عصابات «الماراس» عن المجتمع وعن عالم العمل والأسرة. وسرعان ما غلبت هذه العصابات على عصابات البادياس المحلية وحلَّتْ محلَّها. وإعلان العصبة انتسابها الى واحدة من العصابتين الكبيرتين، «إم 18» و «إم إس 13»، لا يرتب على العصبة التزام رابطة فيديرالية منظمة تشدها الى العصابة الام.

        ولدت منظمات «الماراس» وترعرعت في بيئة أميركا اللاتينية، حيث يبلغ متوسط أعمال القتل 30 لكل 100 ألف من السكان، في مقابل 10 لكل 100 ألف في افريقيا والشرق الأوسط. ويقدر مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) الأميركي عدد أعضاء «إم إس13» في الولايات المتحدة بـ20 ألفاً. لكن هذه المنظمة ليست إلا واحدة من منظمات كثيرة منتشرة في المدن الاميركية ونحو 30 ولاية. وتتصدر شيكاغو المدن التي تتغلغل فيها منظمات الجريمة، وقد يبلغ عدد «الماريروس» في كندا 4 آلاف، وفي هندوراس يقدر عددهم بـ36 ألفاً، تنتظمهم 112 مجموعة أو فريقاً. وفي غواتيمالا تتصدر عصابات «إم18» المنافسة، وتعدّ 15 ألف نصير ناشط في 430 مجموعة، وفي سان سلفادور استقرت «إم إس13» منذ 1992، و «إم 18» منذ 1996، وتعدّان تباعاً 7 آلاف و4 آلاف ناشط أو «جندي»، وثمة مئات من الجماعات المستقلة تنتسب الى عصابات كبيرة، مثل ماوماو وماكينا. وعدد «الماريروس» في نيكاراغوا لا يقل عن 4500، وفي كوستاريكا 2700، وفي باناما 1400، ونحو مئة في بيليز. وتحصي مدن البرازيل الكبيرة العدد الأكبر من ناشطي منظمات الجريمة العنيفة، وتتقدمها مافيا السجون الذائعة الصيت بريميرو كوماندو كابيتال التي نفذت مئات الاغتيالات والمجازر، وقادت حرب عصابات في ساو باولو عام 2006.

        معظم ضحايا العصابات هم من الفقراء المقيمين في الأحياء الشعبية البائسة. وقد يصيب بعض أعمال الخطف مقابل فدية حواشي الطبقات المتوسطة، ويبقى الأثرياء في منأى عن اعمال العصابات. ويعمل «الماريروس» تحت عباءة منظمات المخدرات المكسيكية الكبيرة: فهم موزِّعو الكوكايين والماريجوانا، وصغار الباعة والمستهلكين، وهم يتعقبون جمهور المهاجرين الى الولايات المتحدة من طريق اميركا الوسطى والمكسيك. وهذه الطرق تسلكها كذلك احتكارات تجارة المخدرات والسلاح والرقيق والبغاء. وفي جنوب المكسيك تتولى منظمتا «الماراس» الغالبتان إرهابَ محور سكة الحديد الذي يصل على الحدود بلاد شياباس وغواتيمالا بولاية فيراكروز. ويرتكب اعضاء العصابات المنظمة على طرق الهجرة هذه السطو والاغتصاب والقتل والطقوس الشيطانية. ولا تعفّ قوات الشرطة والدرك عن مشاركة العصابات انتهاكاتها، ومنذ نشأتها في ثمانينات القرن العشرين، تعاقبت ثلاثة أجيال من عصابات «الماراس». وتستعمل التكنولوجيا الجديدة، مثل الهواتف الخليوية والانترنت. ويسعها تبييض الأموال على نطاق واسع، وتستثمرها في الشركات والاعمال المحلية. وإذا دعت الحاجة لم تجد ضيراً في تنسيق أعمالها عبر الحدود والاشتراك مع شبكات المخدرات الكولومبية والمكسيكية.

        لم تبخل دول أميركا الوسطى وأميركا اللاتينية بوسائل القمع، وتنسيق المعالجات البوليسية رداً على منظمات الجريمة وانتشارها واندماجها. وفي عام 2005 عقدت دول أميركا الوسطى قمتين رئاسيتين خصصتا لمناقشة المسألة، الى لقاءات كثيرة جمعت قادة الشرطة ووزراء الدفاع. وأقرت القمتان وهذه الاجتماعات إجراءات بوليسية، مثل انشاء قوة تدخل سريع مشتركة لمكافحة تجار المخدرات والعصابات والإرهاب، وجمع قاعدة ومعطيات مقرها سان سالفادور، وجوازاً موحداً، ومذكرة توقيف اقليمية فعلية تسري في وقت أول بغواتيمالا والسلفادور وهندوراس ونيكارغوا. واقترحت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الاميركية يومها، على منظمة الدول الاميركية انشاء فرع لأكاديمية الشرطة الدولية في السلفادور يدعمها مستشارون من الولايات المتحدة، ومالت الدول الاقليمية، ابتغاء الحصول على مساعدات مالية وتقنية من الجارة الكبيرة، الى انتهاج سياسة قمعية تحمل الجريمة على الارهاب، فصاغت قوانين قاسية رفعت بعض العقوبات من سنتين الى 15 سنة، وسوّغت التوقيف والحبس المباشر بشبهة ضعيفة، وخفضت السن التي تجيز مثل هذه الإجراءات أو تقيدها.

        أدت هذه الاجراءات الى بعض الحذر والتكتم، لكنها لم تثمر نتائج فعلية، ولم تلجم العنف. فحين عمدت قوى الأمن الى معاقبة «الماريروس» في السجون بالقتل، كما حصل في هندوراس صيف 2010، رد هؤلاء بارتكاب مجازر في باصات النقل المشترك، وهذا دور يدور، ولا مخرج منه بالعنف، كما يُجمع الناشطون في المنظمات المدنية والاهلية المحلية من غير استثناء.

        منقول عن جريدة


        تعليق


        • #5
          مسساواه بين الطبقات
          وتميز العنصري اعتقد هو السسبب
          بالاضافه الئ الفقر والبطاله

          اخي الفاضل
          شكرا على الاضاافه الجميله

          شاكره مروركم الكريم
          [CENTER][I][FONT=comic sans ms][COLOR=#b22222][SIZE=5]
          سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم[/SIZE][/COLOR][/FONT][/I][/CENTER]

          تعليق

          يعمل...
          X