إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اكسير الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اكسير الحياة




    اكسير الحياة


    الاكسيرالأحمر ذلك اللغز الغامض
    يحكى أن علمه بقدم عصور ما قبل الميلاد وتوراثته العصور الوسطى وجاء العرب وفي مهد الحضارة الاسلاميه من يؤكد لنا علمه
    فهل لايزال هذا الاكسير أسطوره



    رسومات من مخطوطات العصور الوسطى القوارير السبعه


    1 التنين والطفل



    2 المشتري والطيور الثلاثه





    3 المريخ والطير ذو الثلاثه رؤوس




    4 الشمس والتنين ذو الثلاثة رؤوس




    5 فينوس ذيل الطاؤوس



    6 الزئبق الملكه البيضاء




    7 القمر الملك الاحمر





    يقول ” إبن النديم “… زعم أهل صناعة الكيمياء وهي صناعة الذهب والفضة من غير معادنها أنَّ أولَ من تكلم على علم الصنعة هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند إفتراق الناس عن بابل. وكان حكيماً فيلسوفاً وأنَّ الصنعة صحّتْ له وله في ذلك عدّة كتب. وقد قيل إنَّ ذلك قبل هرمس بأُلوف السنين على مذهب أهل القِدَم). وفي موضع آخر قال إبن النديم (والكتب المؤلفة في هذا الشأن- الكيمياء – أكثر وأعظم من أنْ تُحصى لأنَّ المؤلفين لها تنحّلوها عنهم. ولأهل مصر في هذا الأمر مصنِّفون وعلماء. والبرابي المعروفة وهي بيوت الحكمة وماريّة القبطية من بلاد مصر ).


    لكن ” إبن النديم ” يعود ليقول (… وقيل أنَّ أصل الكلام في الصنعة للفُرْس الأُوَل. وقيل أول من تكلّمَ عليه اليونانيون وقيل الهند وقيل الصين والله أعلم ).

    أما ” تيلر ” الذي تكلّمَ عن صناعة الإكسير الذي يُطيل الحياة، وهو أمر يدخل في صميم صناعة الكيمياء، فقد قال ( …إنَّ موضوع إكتشاف إكسير الحياة فكرة موجودة في الأدب الهندي قبل الميلاد بما يزيد على الألف سنة. وربما إنتقلت إليهم هذه الصنعة عن طريق الصين. إذ إهتمَّ الصينيون بتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة منذ القرن الرابع قبل الميلاد. إلاّ أنَّ إهتمامهم الأكبر كان نحو إكتشاف إكسير الحياة الذي يُطيلُ العمر.)


    من خلال متابعتي لكتب أوائل الكيميائيين وجدتهم جميعاً يَنحَون إلى وصف المعادن كالذكر والأنثى وتزويجهما !؟ مثلا في كتاب ( قراطس الحكيم ) نقرأ على الصفحة (… لأنَّ المركب هو مركبان إثنان كل واحد منهما مركب مثل الرجل والإمرأة مركبة فإذا إجتمعا وتزاوجا أخرج اللهُ من بينهما ولداً وذلك للشهوة التي جعل الله بينهما فلزم بعضُها بعضاً وفرح بعضهم بلقاء بعض فهذا علم الواحد وتبيانه …)

    لقد أوليتُ هذا الكتاب ( كتاب قراطس الحكيم ) أهمية خاصة لأن مؤرخي الكيمياء يعتبرونه أول كتاب وُضِعَ في علم الكيمياء. ومن جهتي فإني أعتبره الجسر الذي ربط الماضي بالحاضر وربط كيمياء عصور ما قبل الميلاد بكيمياء العصور الوسطى الغربيه وعصر العرب في صدر الاسلام كما سنرى لاحقا.
    وأخص الذكر لخالد بن يزيد بن معاويه
    فقد كان يروى أن راهب يُدعى ” ماريانوس ” كان يشتغل في الكيمياء، وقد سمع به الأمير العربي خالد بن يزيد وإستدعاه إلى دمشق ليتعلم منه الصنعة، فقَبِلَ هذا الراهبُ المجيء من الاسكندريه إلى سوريا ليُعلِّمَ خالد الكيمياء، وقام في ترجمة عدة كتب إلى اللغة العربية.

    ومما يجزم لنا هذه القصه هو إطلاع خالد لكتب العصور الوسطى ووصف علومها والتي جائت تشبه مفاهيم (كتاب قراطس الحكيم) الكتاب الذي يعود تاريخه إلى عصر ما قبل الميلاد !
    وهذا يدلل على أن علماء العصور الوسطى قد توارثوا آثار علوم ماقبل الميلاد وكتموها في رموزها التي إستعصت على الكثير من الباحثين فكها.

    إلا أن كما نرى في هذه القصيدة لخالد بن يزيد أنه فلح في فك رموزعلومهم أو كما يوصله لنا في قصيدته هذه وهي أيضا تثبت لنا إطلاعه لكتب القوم .

    في (..كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء..) كتب هذي القصيده

    يا طـالــبـًا بـوريـطش الـحكـمـاءِ عــي مـنـطـقا حـقـا بـغيرِ خفاءِ
    هـو زيـبـق الشرق الذي هتفوا به فـي كتـبـهم من جُـملة الأشياءِ
    سـمّـَوه زَهْـرًا فـي خـفي رموزهـم والخُرْ شُقُلا أغـمـضَ الأسـماءِ


    قوله بــ سموه زهرا في خفي رموزهم أيقصد كتب العصور القديمه لاهل الكتاب
    هل كانوا يرمزون علم الزئبق الاحمر بالزهر !!؟

    لندع الرسومات تحكي لنا هذا



    اكسير الحياة الصنع


    فى السبعينات من القرن الماضي، وخلال قمّة الاهتمام بالشكل الهرمي ومظاهره العجيبة، حيث شهد هذه العقد بالذات صدور الآلاف من الكتب والإرشادات وأقيمت العشرات من المؤسسات ومراكز البحث التي تتناول هذه الطاقة العجيبة التي يظهرها، برز بين الأدبيات الكثيرة التي تتناوله طريقة عجيبة وسهلة لصناعة نوع من الزيت الذي يقطّر من مادة الذهب إذا وُضعت داخل الهرم. هل هذا الزيت له علاقة بإكسير الحياة أو حجر الفيلسوف الذي تحدث عنه الخيميائيون عبر
    ‏قرون من الزمن؟ قد يكون الأمر كذلك، لأنهم اكتشفوا بأن هذا الزيت، إذا ترك لمزيد من الوقت في الهرم سرف يتحول إلى مسحوق أبيض! وإذا ترك فترة أطول، فسوف يتحول إلى مسحوق أحمر! ولهذا المسحوق الأخير قدرات ومظاهر عجيبة مشابهة تمامأ للأوصاف التي تناولت حجر الفيلسرف في المخطوطات القديمة.
    ‏بدأت قصة هذا الاكتشاف المثير عندما افترض الزوجان ماري ودين هاردي، من ألاغان، ميتشيخان، بأن الخيميائيون القدامى ربما كانوا يقصدون بالنار السرية تلك الطاقة التي تتشكل وسط الهرم. لأنه، وكما استنتجوا، الاسم “هرم” باللغة اليونانية القديمة يعني “النار في الوسط”. ولكي يتأكدا من صحة هذه الافتراضية، وضعا قطعة ذهب داخل هرم (من نفسر نسب ومقاسات هرم خوفو) وتركوها هناك لبعض الوقت (هناك إجراءات أخرى قاما بها بالاعتماد على النصوص الخيميائية). وبعد مرور فترة زمنية معينة، كانت المفاجأة تنتظرهم حيث اكتشفوا بأن القطعة الذهبية يكسوها نوع من الزيت! لقد نتج هذا الزيت من القطعة الذهبية دون أن تتغير كتلتها أو شكلها أو حتى وزنها! كيف يمكن لقطعة ذهبية أن تقطر زيتاً؟! وانطلاقاً من هذا الاكتشاف المثير راحا يطوّران هذه الوسيلة إلى أن أصبحت في مرحلة الكمال وجاهزة لكل من أراد اتباعها للحصول على المسحوق الأبيض (أو الأحمر) الذي أثبت، بعد التجارب العديدة، بأنه فعلاأ الحجر السحري الذي تحدث عنه القدماء.



    النار السرية التي تحدث عنها الخيميائيون القدماء موجودة داخل الهرم


    ‏بعدما نشر الزوجان “هاردي” هذه الظاهرة بخصوص الهرم، راحت الإختبارات تتخذ هذا التوجه، وكل من اختبر هذه الوسيلة العجيبة في “تقطير الذهب” نجح بسهولة ودون مواجهة أي مشكلة في الأمر. العائق الوحيد هو عامل الوقت، والحل الشافي لهذه المسألة هو الصبر لا أكثر ولا أقل.

    ‏أحد هؤلاء المختبرين يدعى “جرشوا غوليك”، الذي يؤكد حقاً بأن الهرم هو ذاته مصدر النار السرية التي تحدث عنها الخيميائيون. قال بأنه استخدم هذه النار السرية لتقطير معدن الذهب مستخلصأ المادة السحرية التي يشار إليها بـ “زيت الذهب أحادي الذرة”، وأن هذا الزيت قد جفّ ليتحول إلى مسحوق أبيض، ثم إلى مسحوق أحمر. هذه المستخلصات من معدن الذهب موصوفة جيداً في كتب الخيمياء القديمة بحيث تمثل إحدى الخطوات نحو التوصل إلى حجر الفيلسوف أو “التبر”، دعونا نقرأ بعض مما ورد في مقالة “جوشوا غوليك” (عنوانها: إكسير الحياة) التي وصف من خلالها تجربته الخاصة في هذا الموضوع .... ‏حسب ما أفهم الأمر، فإن الخيمياء هو علم يتعلق بعملية صنع أكسير الحياة أو حجر الفيلسوف، وكلاهما يمثلان الأمر ذاته (شكل من الأشكال النقية للذهب) يقال بأن لديه قدرات علاجية عجيبة حيث يمكنه شفاء كافة الأمراض، يزيل الألم ويسرع عملية التئام الجروح، يطيل العمر بشكل ملفت، وأخيراً، يحول المعادن الرخيصة، مثل الرصاص والزئبق، إلى ذهب.
    ‏إن أكبر أسرار علم الخيمياء هو ما يعرف بالنار السرية، وهي، كما يعرفونها في الكتب القديمة، شيئأ يستطيع استخلاص مسحوق أبيض من الذهب. يقولون أيضأ أن العملية بالكامل لا يمكن اكتمالها دون استخدام هذه “النار السرية” التي تقوم بمهمتها دون أي تدخل من قبل الإنسان. وكذلك قالوا بأن هذه العملية تعتبر بمثابة ألعاب أطفال بالنسبة لمن يفهمها.. وفي الحقيقة هي كذلك. عن هذه النار السرية التي تحدثوا عنها، والتي تستخلص مسحوق أبيض من الذهب، هي الطاقة المتشكلة داخل الشكل الهرمي. مع العلم أن كلمة “هرم” Pyramid باللغة اليونانية تعني “النار في الوسط”.
    ‏خلال كتابتي هذه المقالة، لدي عملة ذهبية وزنها (واحد أونصة) من عيار 24 ‏قراط، معلقة في وسط هرم مصنوع من 8 ‏أنابيب من النحاس مشكّلة هيكل هرمي. وهذه العملة الذهبية المعلقة في الوسط ترتشح (يقطر منها) نوح من السائل الزيتي الذي يتحول إلى مسحوق أبيض بعد جفافه. وهذه العملية هي ليست عملية تكثيف، لأن درجة الحرارة المحيطة بالعملة هي معتدلة وطبيعية، بالإضافة إلى أن الرطوبة منخفضة. قمت بمسح العملة أكثر من مرة، لكن ما يلبث السائل الزيتي أن يكسوها من جديد ليتحول إلى مسحوق أبيض بعد جفافه. هذه الميزة غير مندرجة ضمن الخواص الرسمية للذهب، لكنها مذكورة بكثرة في الأدبيات الخيميائية العريقة جداً، وتعتبر الخطوة الأولى خلال عملية صناعة إكسير الحياة (التبر).

    ملاحظة: وجب على الهرم أن يكون مصفوفأ وفق خط شمال جنوب بدقة (أي وجب على أحد جهاته أن تتجه نحو الشمال المغناطيسي). بالإضافة إلى أنه على الذهب أن يتعرض للضوء (مهما كان المصدر) خلال العملية. والطريقة النموذجية هي استخدام برادة الذهب أو ورق الذهب. بالإضافة إلى أن الوعاء الذي يحوي الذهب، وجب أن يكون من زجاج وبيضوي الشكل (أو دائري، المهم أن يكون للوعاء زوايا منحنية). ووجب أن يكون الوعاء مختوماً بإحكام لكي يحافظ على التفاعلات الحاصلة فيه.

    ‏والآن بالنسبة للمسحوق الأبيض، فهو نتاج الخطوة الأولى من العملية. يقولون بأن هذه المادة لها خواص علاجية عجيبة، ولديها قدرة على تحويل المعادن الرخيصة إلى معدن الفضة (أنا غير متأكد من هذه الحقيقة، لكن من يعلم؟ لماذا نستبعد الأمر طالما أن الشكل الهرمي استطاع أن يقطر الزيت من الذهب؟) لكن إذا ترك المسحوق الأبيض في الهرم لفترة أطول، سوف يتحول في النهاية إلى لون أحمر قاتم (كما لون الدم)، ويقال بأن هذا المسحوق الأحمر له خواص علاحية مضاعفة (سحرية بطبيعتها)، بالإضافة إلى قدرته على تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.

    ‏هذه المساحيق، الحمراء والبيضاء، تتميز بخواص أخرى هي أنها تمثل نواقل فائقة السرعة Superconductors في درجات حرارة عادية. وتتميز أيضأ بقابلية على التغيير في وزنها بسهولة عند أي تغيير طفيف في درجة الحرارة. وعند تعريضها لدرجة حرارة معينة، وبطريقة معينة (مشروحة في كتب الخيمياء) تتحويل إلى زجاج صافي (حجر الفيلسوف). بالإضافة إلى قدرتها على إحداث تأثيرات على المستوى المجهري والذري والكمومي.

    ‏أعتقد بأن هذا يوضح الكثير من غوامض الأهرامات، كما يزوّدنا بصورة واضحة عن الحضارات القديمة التي اهتمّت بهذا الشكل الهندسي المحدّد على مرّ التاريخ. وجب الأخذ بالحسبان أيضاً حقيقة أن هذه العملية (تحول الذهب) تحصل بشكل تلقائي في الطبيعة، خاصة في الجبال. يقول الخيميائيون بأنهم يستطيعون إنجاز أشياء خلال سنة واحدة، ما تستغرق الطبيعة 000 ‏1 سنة لإنجازه..

    ‏وقال آخر:

    ‏دعونا الآن ننظر إلى تجربة مختبر آخر، يدعى “جوستن سيزيمانيك”، وهو أحد الذين كرروا تجربة “جوشوا غوليك”، فكتب يقول:
    ‏”.. لقد أردت التأكد من ادعاءات “جرشوا غوليك” القائلة بأن الهرم يستطيع جعل الذهب ينتج مسحوق أبيض يشيرون إليه باسم (أورموس) أو “حجر الفيلسوف” أو غيرها.. كنت متشككأ في البداية.. ولكن”.. وهذه هي تفاصيل مجريات تجربتي:
    ‏الذهب الذي استخدمته في التجربة هو عبارة عن عملة ذهبية (طباعة كندية) Canadian Gold Maple Leaf من عيار 24 ‏قراط وتزن 1\10 أونصة. وهي من الذهب الخالص. وضعت هذه القطعة الذهبية في كوب زجاجي صغير الحجم، ثم وضعت الكوب داخل وعاء زجاجي (كأوعية المراهم) دائري الشكل واسع الفوهة (أدخلت فوهة القدح الزجاجي إلى فوهة وعاء المرهم) ثم قمت بتغليفها بواسطة لف شريط لاصق من الألمنيوم حولها بالكامل بحيث لم يعد هناك منفذأ للضوء أو أي من العوامل البيئية المحيطة. وضعت الكتلة في مركز قاعدة الهرم وفي نقطة ترتفع مسافة 1\3 ‏(ثلث) من ارتفاع الهرم، بحيث تعتبر هذه النقطة هي مركز الطاقة التي يولّدها الهرم (وهو مطابق لموقع حجرة الملك في هرم خوفو). والهرم مصفوف على خط شمال – جنوب، أي أحد الجهات موجّه نجو الشمال المغناطيسي بدقة (وهذه نقطة مهمة جدأ).

    ‏بعد مرور 24 ‏ساعة، عدت إلى الهرم وقمت بتفحص العملة الذهبية. بدا وكأنه لم يتغير شيئ ظاهريأ. لكن عندما فركت العملة بأصبعي، شعرت بأنها لزجة بعض الشيء.. بدا واضحأ أن هناك مادة زيتية تتشكل على سطح العملة الذهبية. بعد أن لعقت بقايا هذه المادة المعلّقة على أصبعي، شعرت بطعم غريب، وأمور غريبة تحصل في معدتي. وجدت أن هذه النتيجة مشجّعة، فأعدت العملة الذهبية إلى مكانها داخل الكتلة الزجاجية في مركز الهرم وتركتها تقبع هناك لمدة أسبوع كامل.
    ‏بعد مرور فترة أسبوع، عدت إلى العملة الذهبية وقمت بتفحصها. لم يحصل أي تغيير ظاهري عليها، لكن المادة الزيتية ازدادت بشكل ملفت بحيث استطعت الشعور بها بوضوح. تذوّقت طعمها وكان مذاقها حلو كالعسل! كنت جائعأ في حينها، لكن بعد تذؤق هذه المادة راح الجوع يتلاشى، ولم أتناول أي طعام سوى بعد ساعتين. كان يراودني شعور غريب في معدتي طوال ذلك اليوم. كان المذاق الحلو يتجسد في فمي بين الحين والآخر، حتى بعد أن تناولت الطعام. زادت حيويتي ونشاطي بشكل ملفت، وعملت بشكل مضاعف في ذلك اليوم. كل شيء كان مختلفاً، لكن لا أعرف التعبير عن ذلك بدقة. شعرت بأن قواي الذهنية والإدراكية قد توسّعت كثيراً، حيث شعرت بأنني أصبحت أكبر من جسدي الفيزيائي. ذهب للنوم مع هذا الشعور الغريب، وخلال هذا الشعور الذي كان ينتابني ضننت بأنني سأخرج عن جسدي في تلك الليلة. نمت بشكل جيد في حينها، وفي اليوم التالي كانت الأمور لازالت مختلفة بعض الشيء، لكنها تلاشت مع مرور الوقت. كان يراودني شعور غريب في رأسي، عندما استيقضت من نومي ضننت بأنها حالة صداع، لكن أدركت بعدها بأن الأمر هو غير ذلك، بل شعور بضغط خفيف لا يمكن وصفه بكلمات. وكان هذا الضغط متشكل في منطقة صغيرة من رأسي، وهي تحديداً واقعة في الجهة الأمامية فوق حواجب العينين (موقع الغدة الصنوبرية أو العين الثالثة). كنت ألاحظ تجسد طعم الحلاوة في فمي بين الحين والأخر كما لو أنني تذوقت تلك المادة للتو، لكن لم يكن المذاق بتلك ‏القوة. هذه الحلاوة التي شعرت بها عاصية عن الوصف، ولا ممكن تشبيهها بالعسل أو السّكر تحديداً إنه مذاق رائع لا يمكن وصفه.

    ‏لقد أصبحت واثقاً كل الثقة بأن الهرم يحفز عملتي الذهبية على استخلاص مادة الأورموس. أوّل مرحلة هي تشكل زيت الذهب، ومن ثم يتحول الزيت إلى مادة بيضاء (قابلة للفت حتى تصبح مسحوق). هذه الخاصية هي موصوفة في مراجع تاريخية عديدة. المشكلة هي أن العملية بطيئة جداً.. لكن المهم أنها تعمل. أنا لم أنتج كمية كافية لإقامة التجارب عليها، لكن أنا متأكد أن تأثيرها قوي جداً. أعتقد بأنني لو أستطيع إنتاج المزيد منها بحيث أتناولها يوميأ فسوف تكون نتائج التأثيرات مذهلة.

    الأورموس
    عناصر أحادية الذرّة المرتّبة مدارياً

    ORMUS
    Orbitally Rearranged Monoatomic Elements


    هذا الفصل من كتاب “البطارية الأثيرية” لـ علاء الحلبي

    في أواخر السبعينات من القرن الماضي، لاحظ أحد المزارعين في ولاية أريزونا، الولايات المتحدة، يدعى ديفيد هدسون، مواد غريبة، تبيّن بأنها تحتوي على كتل مكرو عنقودية، خلال تحليل تربة مزرعته. وقد أنفق عدة ملايين من الدولارات في السنوات التالية محاولاً تحليل واختبار هذه المواد بطرق مختلفة، وفي العام 1989م، قام بتقديم طلب براءة اختراع لتسجيل طريقة مخبرية لإنتاج هذه المواد صناعياً. مطلقاً عليها اسم “عناصر أحادية الذرّة المرتّبة مدارياً” Orbitally Rearranged Monoatomic Elements ، ومختصرها هو ORMEs أورمز (لكن تحوّل الاسم إلى أورموس. وقد أشار إليها بـ”العناصر أحادية الذرّة في حالة دوران مرتفعة”. لقد اظهر هدسون معرفة واسعة بالفيزياء المكرو عنقودية في محاضراته المنشورة في بدايات التسعينات (من خلال خبرته الطويلة في تحليل هذه المادة التي اكتشفها). ركّزت دراسة هدسون على التراكيب المكرو عنقودية الموجودة في عناصر المعادن الثمينة المذكورة في الجدول التالي. بينما هي في الحقيقة موجودة في عناصر غير معدنية أيضاً.



    الكتل العنقودية المكروية



    الكتل العنقودية المكروية، أو عناصر “الأورموس” التي سجّلها ديفيد هدسون
    في براءة اختراعه (التي لم يُوافق عليها)


    أطلق على هذه المادة أسماء كثيرة مثل: ORME ، “ذهب أحادي الذرة”، “الذهب الأبيض”، مسحوق الذهب الأبيض، أورموس ORMUS، “حالة أم” m-state، العنصر AuM ، عناقيد مجهرية microclusters، مانا manna.

    يُعتقد بأن مادة الـ ORMEs هي عبارة عن عناصر تابعة للمعادن الثمينة لكنها في حالة ذرية أخرى. والعناصر المذكورة في الجدول السابق تم اكتشافها خلال وجودها في هذه الحالة المختلفة من التجسيد المادي. (هذه المواد، باستثناء الزئبق، قد ذكرت في براءات اختراع السيد هدسون).

    وجد هدسون بأن جميع هذه العناصر أحادية الذرة موجودة بكثرة في مياه البحر. والأمر الأغرب هو أن هذه العناصر تكون أغنى في حالتها الذرية الأحادية (حالة المكرو عنقودية) بـ10.000 مرّة من حالتها الذرية الطبيعية (المعدنية). وكشفت دراسات هدسون بأن هذه الكتل المكروية microclusters موجودة في أنظمة حيوية عديدة، بما في ذلك بعض النباتات، وهي تشكّل 5% من وزن دماغ العجل.



    الأورموس في حالته الزجاجية

    لدى هذه العناصر خاصيات مميزة مثل قدرة هائلة على الوصل الكهربائي superconductivity في درجة الحرارة المنزلية (العادية)، قدرة هائلة على السيولة superfluidity (جودة سيولية عالية)، قدرة على التسرّب و خرق حواجز مادية tunneling، الاسترفاع المغناطيسي. يبدو أننا أمام صنف جديد كلياً من المواد و العناصر… لكن هذا غير صحيح… فهذا العنصر هو إعادة اكتشاف لمادة عريقة جداً كانت معروفة في أدبيات جميع الحضارات القديمة.
    إن الخواص الفيزيائية للعناصر التي اكتشفها هدسون هي متشابه تماماً لتلك المواد التي وصفتها تقاليد “الخيميا” alchemy في كل من الصين والهند وبلاد فارس والعرب والأوروبيين. إنه إكسير الحياة بعينه.. حجر الفيلسوف.. وبعد أن تطوّع بعض الأشخاص بتناول هذه المادة التي اكتشفها هدسون، بلغوا عن حصول تطوّرات روحية كبيرة لديهم، وهذا ما تقوله المخطوطات الهندية القديمة بالضبط، حيث ذكرت حصول تغييرات في الكونداليني kundalini، صحوة القدرات الروحية (العقلية) الخارقة.

    الأمر الأكثر إثارة للجدل حول اكتشافات هدسون المتعلقة بتسخين العناقيد المكروية للإريديوم iridium. فخلال تسخين هذه المادة، يزداد وزنها بنسبة 300% من الوزن الطبيعي. والمفاجئ أكثر هو: خلال تسخين العناقيد المكروية للإريديوم بدرجة حرارة 850 مئوية، تختفي المادة من مجال النظر الطبيعي وتفقد وزنها بالكامل (أي تختفي من الوجود تماماً). لكن بعد أن تنخفض درجة الحرارة المسلّطة عليها، تعود المادة للظهور من جديد وتستعيد وزنها السابق.

    في نص براءة الاختراع التي قدمها، يبيّن هودسن من خلال جدول بياني يظهر بالتفصيل مراحل التأثيرات التي تمرّ بها هذه المادة خلال إخضاعها لتحاليل وقياسات حرارية ـ جاذبية thermo-gravimetric analysis.
    إن فكرة إحراز المادة لوزن زائد ومن ثم فقدان الوزن تلقائياً والاختفاء تماماً من الوجود أو المجال النظر الفيزيائي أصبحت قابلة للاستيعاب لدينا بعد أن نجمع اكتشافات “كوزيريف” مع تعديلات “غينزبورغ” التي أجراها على معادلات النظريات النسبية التقليدية، بالإضافة إلى جمعها مع اكتشافات “ميشين” و”آسبند” لمستويات متعددة في كثافة الأيثر.

    في الفصل الذي تناول أعمال العالِم الروسي الدكتور نيكولاي كوزيريف (اكتشافات جديدة بخصوص المادة) بينّا كيف استعرض حقيقة فقدان الجسم لنسبة من وزنه خلال تعرّضه للحرارة واستعادة الوزن خلال التبريد (طبعاً هذا يحصل بنسب دقيقة جداً). وقد اثبت كيف هذه الأوزان تتفاوت خلال تعرّض الجسم لحركة خاطفة (ناتجة من رطمة) وليس الحركة السلسة. وقد اقترح الدكتور “فلاديمير غينزبيرغ” بأن كتلة الجسم تتحوّل إلى طاقة نقية بعد اقترابها من سرعة الضوء. والمعطيات التي قدمها كل من “ميشين” و”آسبند” تقترح بأن الكتلة يمكنها أن تنتقل فعلياً إلى مستوى أعلى من كثافة الطاقة الأيثرية.

    لقد زوّدنا السيد هدسون، من خلال مراقباته المخبرية لتأثيرات العناقيد المكروية للإريديوم، بأوّل إثبات على فكرة أن الجسم المادي يستطيع الانتقال من مستواه العادي من الكثافة الأيثرية إلى مستويات أعلى من الكثافة الأيثرية. أما بخصوص العناقيد المكروية للإريديوم، فيبدو أن الهيكل الهندسي لهذه العناقيد يسمح للطاقة الحرارية أن تُستثمر بطريقة أكثر فعالية وكفاءة. فهذا الاستثمار لذبذبات الحرارة يخلق ترددات شديدة في درجات حرارة منخفضة، مما يجعل الترددات الضمنية للإيريديوم تتجاوز سرعة الضوء بسهولة. وعندما يتم إدراك سرعة الضوء، تنتقل الطاقة الأيثرية للإيريديوم إلى مستويات أعلى من الكثافة، مما يجعلها تختفي عن الأنظار. لكن عندما يتم تخفيض الحرارة تعود الطاقة الأيثرية إلى مستوى كثافتها الطبيعية، أي بعد زوال الضغط الذي أبقاها في ذلك المستوى العالي من الكثافة.

    سبب قدراته العلاجية وتنشيط القوى الذهنية

    هناك بعض الحقائق التي نعرفها لكن لم يخطر لنا أن نربط بينها: إن أدمغتنا تحتوي على مادة بيضاء فائقة الناقلية. عناصر الأورموس تُعتبر فائقة الناقلية. أدمغتنا تستقبل الرسائل (إدراك مباشر أو غيبي) على شكل نبضات إلكترونية وتنتقل عبر هذه المادة البيضاء. العلماء يعلمون بأن هناك شيئاً في دماغك لديه قدرة ناقلية هائلة، لكنهم لا يعلمون حتى الآن ما هو.

    من أجل التحقق من أن هذه المادة تمثّل فعلاً المحتوى الجوهري لجسمك وبأنها تكمن وراء عملية جريان ضوء الحياة حوله، أعلم بأنه تم التأكيد على حقيقة أن الجسم البشري (أو أي كائن حي) يتميّز بخاصية ناقلية فائقة superconductivity. لقد تمكنت الأبحاث العسكرية في الولايات المتحدة من قياس مدى الناقلية الفائقة في الجسم، لكن الذي لازالوا يجهلونه هو ما هو سبب هذه الناقلية الفائقة. إنهم لا يستطيعون معرفة السبب لأن هذه المادة تعمل مثل الذرّة الشبح (الخفية عن الأنظار). وهم محقّون في ذلك، إن هذه المادة هي من النوع الخارج عن قوانين الطبيعة التي نألفها، إنها تعمل في بعد آخر خارج البعد الذي نحن فيه.

    هناك الكثير من المعلومات المهمة بخصوص هذا الموضوع، وسوف أتناولها بالتفصيل في الإصدارات التي تبحث في الأمور الصحية وزراعية.
    فيما يلي بعض النقاط المهمة بخصوص هذه المادة والتي لها علاقة بموضوعنا:
    (النقل الكهربائي)

    ـ بعد قراءة الأبحاث والاختبارات التي أجريت على الأنواع المختلفة من الماء المُعالج، يبدو واضحاً أن النتائج تكشف عن أن بعض خواص هذا الماء مشابه تماماً للخواص التي تبديها عناصر “الأورموس” على اختلافها.

    ـ بما أن هذه العناصر لها طبيعة أيثرية (غير مادية)، مما يجعلها تنتقل بين المجال المادي الملموس والمجال الأثيري بسهولة (حسب الحالة)، هذا يجعل التعامل معها وفق الطرق الكيماوية التقليدية صعباً جداً. فلا يمكن استخلاصها أو التحكم بها أو التفاعل معها، لأنها بكل بساطة خارجة من حيّز الوجود! إنها كالشبح، لها تأثير ملموس لكن ليس هناك أثر لوجودها.

    ـ لحسن الحظ، هناك خاصية مميّزة لهذه العناصر تجعله من الممكن التعامل معها. لقد تبيّن أن هذه العناصر الفائقة الناقلية superconductors قابلة لأن تتجاوب مع المجالات المغناطيسية. وبالتالي يمكن التحكم بها عبر تطبيق هذه المجالات بطريقة أو بأخرى (حسب الحالة).

    ـ فمثلاً، تبيّن أن هذه العناصر، خلال وجودها في محلول يغلي، تبقى قابعة في المحلول دون أن تتغيّر حالتها، إلى أن تتعرّض لمجال مغناطيس، حينها تنطلق من المحلول على شكل غاز أو تدخل إلى الحيّز الأثيري (غير المادي).
    ـ هذه العناصر فائقة الناقلية موجودة في معظم الأجسام المائية، إن لم نقل كلها، لكن بدرجات متفاوتة. فهي موجودة بكثرة في مياه الينابيع الخارجة تواً من جوف الأرض.

    ـ إذا جمعت عناصر الأورموس من نبع ماء (أي لحظة خروجه من جوف الأرض)، ثم جمعتها في نقطة تبعد 300 متر عن ذلك النبع، ثم حوّلتها إلى نظائرها المعدنية، ستكتشف بأن هذه العناصر تكون متوفّرة في ماء النبع بنسبة أعلى بكثير مما هي عليه في النقطة المبتعدة مسافة 300 متر. السؤال هو أين تذهب هذه العناصر عند مغادرتها النبع؟ يُعتقد بأنها ترتفع من الماء، وربما تتحوّل إلى الحالة الغازية أو الأيثرية، بفعل المجالات المغناطيسية الأرضية. لكن هذا لا يجعله يتلاشى بل يبقى مكانه (محلّقاً فوق الماء) في حالته غير المادية (مثل الشبح). لهذا السبب نجد أن وسيلة الحركة الدورانية (وليس المستقيمة) التي نصح بها فيكتور شوبيرغر خلال نقل الماء عبر الأنابيب أو القنوات يكمن في قدرة الماء على التقاط هذه العناصر وإعادتها إليه مما يزيد من حيويته بشكل كبير.

    ـ إن لعناصر الأورموس طعماً مميزاً خلال وجوده في الماء. الماء الذي يحتوي على كمية كبيرة من الأورموس يكون مذاقه حلواً قليلاً وأملس على الشفائف.
    ـ الماء الذي يحتوي على كمية مركّزة جداً من الأورموس يكون سميكاً بطريقة معيّنة وزلّيج (يتزحلق) أكثر من الماء العادي.
    ـ يبدو أن الملح قادر على حبس عناصر الأورموس في الماء بحيث يمنعها من التبخّر (كل هذا نسبي وحسب الحالة).
    ـ الأمر الأهم هو أن الماء المحتوية على نسبة كبيرة من الأورموس تستعرض خواص كهربائية مميّزة.
    ملاحظة: تذكر أنني أتكلّم عن هذه المادة بشكل عام، فهناك الكثير من التفاصيل المتشعّبة لهذا الموضوع. لكنني تناولت الجانب الذي يفيدنا، وقد لمسته واختبرته بنفسي، أما المفاهيم والمصطلحات والتنظيرات العلمية المتعلقة بهذه العناصر العجيبة المُشار إليها بـ”الأورموس” فهي كثيرة وأغلبها يتناول مواضيع بيولوجية وليس كهربائية.

    كيف تصنع الأورموس؟

    إذا أردت القيام بهذه التجربة الاستثنائية، أنت بحاجة إلى عملة نقدية ذهبية صافية (24 ‏قراط)، ويمكنك إيجادها بسهولة عند الصائغ (الجوهرجي). ‏ملاحظة: الطريقة المثالية تتمثل باستخدام برادة الذهب، لكن دعونا لا نذهب بعيداً في مغامرتنا هذه قبل التأكد من النتائج بأنفسنا، أو قبل أن نتقن هذه العملية ونحترفها جيداً. ‏- في الخطوة التالية، أنت بحاجة إلى وعاء زجاجي دائري الشكل (خالي من الزوايا)، وإذا لم تتوفر هذه القطعة المهمة في العملية، فيمكنك استخدام مصباح كهربائي (لمبة) حيث تفي بالغرض. ‏- إكسر اللمبة من منطقلأ العنق، ثم ضع القطعة الذهبية داخلها (بعد أن تغسل اللمبة جيداً وتتركها لتجف تماماً) كما في الشكل:


    صنع الاورموس


    - ثم قم بلفها جيداً بشريط لاصق أسود (غير شفاف)، بحيث لا يسمح للنور أو أي عامل خارجي أن يدخل إلى قلب الزجاجة. ‏- بعد الانتهاء من عزل الزجاجة تماماً من العوامل الخارجية، ضعها في داخل الهرم الذي سنبين ابعادة في الفقرة التالية.

    يجب أن يوضع الهرم في مكان معزول حيث الظروف التي لا تزعج استقراره بأي حال من الأحوال. والأمر المهم جداً والذي وجب عدم نسيانه أو إهماله هو أن يكون مصفوفأ على محور شمال جنوب (إستخدم بوصلة).



    هرم صنع الاورموس


    - اترك الهرم (مع الكتلة الذهبية في داخله) لمدة 3 شهور ثابتاً دون أي إزعاج أو تحريك أو تغيير في الظروف التي هو فيها. ‏- بعد انتهاء هذه المدة، انزع الكتلة الذهبية من داخل الزجاج، وستلاحظ أن مادة كلسية بيضاء قد تشكلت حول الكتلة الذهبية. قد تكون هذه المادة لازالت في الحالة السائلة، ‏أي على شكل سائل زيتي. إذا كانت لازالت في حالتها السائلة، فانتظر قليلاً وسوف تجف وتتحول إلى مادة كلسية بيضاء بفعل الهواء.

    - إقشر هذه المادة من سطح العملة النقدية مستخدماً أداة من خشب (لكي لا تخدش العملة الذهبية). تذكّر أن العملة الذهبية لا تتآكل ولا تصاب بأي أذى من أي نوع، فوظيفتها كانت تجميع هذه المادة الزيتية وليس إنتاجها على حساب وزنها أو كتلتها. أي أن الكتلة الذهبية لم تُستهلك بأي حال من الأحوال.

    - ضع المادة التي قشرتها عن سطح الكتلة الذهبية في وعاء زجاجي ليحفظها من العوامل الخارجية. يٌفضل استخدام انبوب اختبار (يُستخدم في الكيمياء) في هذه العملية. لا تستهلك هذه المادة بكميات كبيرة. أنت بحاجة إلى عدة ميلليغرامات في الأسبوع، كبداية أوّلية.

    ملاحظة: إن طريقة تناول هذه المادة بحاجة إلى تثقيف وإرشاد من نوع خاص، وهذا يتطلب كتاب كامل متكامل يتمحور حول هذا الموضوع، إقرأ كتاب “الذهب أحادي الذرة” من مكتبة سايكوجين الإلكترونية.

    إلى هنا ينتهي الإقتباس مما تفضل بكتابته السيد علاء، وللعلم، كما قلنا سابقاً، فإن كتاب “الذهب أحادي الذرة” لم يُطبع أو يُنشر بعد بأي شكل من الأشكال، بل مايزال قيد الإعداد والترجمة.. لكن تعددت المراجع الأجنبية على الإنترنت والتي تتحدث بخصوص التعامل مع هذه المادة وتحضيرها كيميائياً.. ولكن لا ندري إلى أي مدى.. نحن مستعدون للمغامرة!

    ملاحظات (من كتاب “طاقة الهرم”)

    ذكر المختبرون الأوائل بأنهم، خلال إنجاز هذه العملية، استخدموا هيكلاً هرمياً مؤلّفاً من أنابيب نحاسية، وبعضهم استخدم قضباناً من الحديد. اعتقد بأن المجسم الهرمي النموذجي يفي بالغرض، ويُفضّل لو كانت الجوانب زجاجية، المهم أن تكون الكتلة الذهبية في بؤرة الطاقة المتشكلة داخل الهرم. أي في الثلث الأول من ارتفاع الهرم (من ناحية القاعدة)، وتستطيع حساب نسبة الارتفاع من خلال البرنامج الإلكتروني المرفق مع هذا الموضوع، كما أنك تستطيع حساب نسبة حجم الكتل مقابل حجم الهرم بواسطة البرنامج ذاته. إذاً، كل ما عليك فعله هو بناء مجسّم هرمي ذو جوانب زجاجية لإتمام هذه العملية.
    أما القياسات والأطوال المناسبة فيمكنك الحصول عليها من خلال هذا البرنامج الإلكتروني:

    حساب أبعاد الهرم





    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-26, 07:12 AM.

  • #2
    ممتاز جدا اخ محمد هل اللمبه معلقه تفي الغرض وهل ارظيه الهرم زجاج ايظا اولا وماهي اطوال الانابيب النموذجيه للقاعده وللاظلاع بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      الله يعطيك العاافيه
      [CENTER][I][FONT=comic sans ms][COLOR=#b22222][SIZE=5]
      سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم[/SIZE][/COLOR][/FONT][/I][/CENTER]

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة التويمي مشاهدة المشاركة
        ممتاز جدا اخ محمد هل اللمبه معلقه تفي الغرض وهل ارظيه الهرم زجاج ايظا اولا وماهي اطوال الانابيب النموذجيه للقاعده وللاظلاع بارك الله فيك

        الاخ العزيز
        شكرا على مرورك واهنمامك بالموضوع وكانت لى تجارب ناجحة فى الماضى مع الشكل الهرمى (هرم خوفو) ويسعدنى ان اجيب على تستفساراتك

        بانسبة ل اللمبة الكهربائىة فهى كالموضحة بالرسم (لمبة عادية 100 وات) ويجب مراعاة تنظيفها جيدا قيل اجراء التجربة
        اما بالنسبة للانابيب فيفضل ان تكون من النحاس وابعادها كالاتى

        المثلث الجانبى متساوى الساقين وقياسة 14.9 سم
        قاعدة المثلث 15.7 سم
        ارتفاع الهرم 10 سم
        وهذة الابعاد مذكورة فى نهاية الموضوع
        اما بالنسبة للقاعدة فهى مفتوحة لكى يتم وضع الاشياء تحت الهرم ويتم لصق جوانب الهرم بالسيلكون المستخدم لعمل احواض تربية الاسماك



        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة هتون مشاهدة المشاركة
          الله يعطيك العاافيه
          اختى الفاضلة

          شكرا على مرورك الكريم
          نورتى الموضوع بتواجدك فية

          تعليق


          • #6
            موضوع عميق ويحتاج التطبيق العملي وتسجيل النتائج

            الزئبق اﻷحمر يحتاج مواد ..وبعد المواد طريقة العمل.

            نحتاج مزيد من التفاعل فهذا الموضوع هام جدا ﻷنه ينبه لنوع آخر من أنواع الطاقة التي تتفاعل في الكيمياء غير مألوفة والمقصود بها طاقة الشكل الهرمي

            وفقكم الله لكل خير وسداد

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم
              موضوع رائع اخي محمد اخي لدي استفسار في الموضوع هل القوة و النشاط الذي تعطيه هذه المادة يمكن ربطه بقوم عاد خصوصا هذا القوم يعرفون بالعلم لقوله تعالى على لسان نبيهم : "وَآتَّقُوآ آلَّذِي أَمَدَّگُم پِمَآ تَعْلَمُونَ"
              و قال تعالى : "وَتَتَّخِذُونَ مَصَآنِعَ لَعَلَّگُمْ تَخْلُدُون" اي كانو متفوقين في العلم ولعله علم الكيمياء بغية الخلد ايربما الوصول الى الاكسير اضافتا الى تمتعهم بالقوة الغير عادية لقوله تعالى : (فَأَمَّآ عَآدٌ فَآسْتَگْپَرُوآ فِي آلْأَرْضِ پِغَيْرِ آلْحَقِّ وَقَآلُوآ مَنْ أَشَدُّ مِنَّآ قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْآ أَنَّ آللَّهَ آلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَگَآنُوآ پِآيَآتِنَآ يَچْحَدُونَ ) فصلت
              لمآذآ قآلوآ من آشد منآ قوة ؟
              مآ هي آلقوة آلتي آگتسپوها ؟
              هل فعلا هي نفس المادة التي جئت بها في الموضوع ؟


              [CENTER][COLOR=#0000ff][I][B][FONT=comic sans ms][SIZE=7]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/SIZE][/FONT][/B][/I][/COLOR]
              [/CENTER]

              تعليق


              • #8


                إكسير الحياة والبحث عن الخلود

                بين البداية والنهاية عمر قد يطول ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها ..
                نهاية ‏تمنى البشر منذ أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها ..
                فهل يا ترى ينجح العلم في تحقيق هذه الغاية التي ‏شغلت عقول الناس على مر العصور؟
                هل يمكن للإنسان حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟
                وهل سينجح ‏العلماء في صنع إكسير الحياة الذي بحث عنه أقرانهم القدماء بدون جدوى.


                حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة .. العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات !! كما أن الفائز الوحيد فيه لا يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.
                عملية اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو نهايتها الحتمية.
                الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا الفيلسوف أبو العلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية ارتكبها أبائهم بحقهم !! :


                هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد

                وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكب الارض، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها العمر، وهو يطول ويقصر ويختلف مداه من مخلوق لآخر ...

                فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أو أيام.
                الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال.
                الكلب 13 عاما والقطة 15 عاما.
                الحصان 30 عاما والفيل 70 عاما.
                الإنسان قد يعيش لـ 80 عام او اكثر قى بعض الاحيان.
                بعض أنواع السلاحف لـ 200عام.
                زاحف التوتارا (Tuatara ) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام.
                حيتان الرأس المقوس (Bowhead whale ) قد تعيش لـ 220 عام.
                أسماك الكوي اليابانية (Koi ) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.
                بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام.
                بعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine ) قد يصل عمرها إلى 5000 عام.
                بكتيريا تدعى (bacillus permians ) عمرها 250 مليون عام !! إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف في المكسيك.

                لكن هل هناك مخلوق لا يموت ؟

                الجواب هو نعم ولا في آن واحد !! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula )، هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت وأستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس مراحل حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp ) ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك. وهذه العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
                العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية
                (transdifferentiation ) ، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل (salamander ) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها .

                لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش ؟
                وهل يمكن أن يصبح خالدا ؟


                بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين، والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب.

                وفي الموروث الديني، هناك العديد من الأنبياء والأولياء المعمرين، فنبي الله نوح عاش زهاء ألف عام، وعاش غيره من أنبياء العهد القديم لمئات السنين. وهناك من عاش عمرا مديدا بمعجزة ربانية، فالقرآن الكريم يروي لنا قصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم 300 عام. وهناك أيضا من أحياه الله من جديد كالعزير وحماره بعد موتهما بمائة عام، وهذه القصص أشهر من أن نخوض في تفاصيلها في هذه العجالة.

                أما في العصر الحديث، فقد ازداد متوسط عمر الإنسان نتيجة لتطور الطب وتوفر الغذاء، وعليه فقد ازداد أيضا عدد المعمرين وصارت الصحف تطالعنا من حين لآخر بتقارير عن أشخاص بلغوا من العمر عتيا، إلا إن ما ينقص تلك التقارير، خصوصا في العالم الثالث، هو الاوراق المعتمدة التي تثبت العمر الحقيقي لهؤلاء المعمرين المزعومين، لأن أغلبهم لا يملكون شهادة ميلاد رسمية. وبسبب هذا النقص في الإثبات فأن اغلب معمري العصر الحديث هم أما أمريكيين أو أوروبيين أو يابانيين لأن دولهم اهتمت منذ زمن بعيد بتوثيق ولادات ووفيات سكانها. وطبقا للسجلات الرسمية فأن أطول عمر عاشه الإنسان في العصر الحديث مسجل بأسم الفرنسية جين كالمنت
                (Jeanne Calment ) التي ماتت عام 1997 عن 122 عاما و164 يوم. هذه السيدة الفرنسية عاشت طويلا وعاصرت أحداث قرنين من الزمان فقدت خلالها زوجها وأبنتها الوحيدة وحفيدها الوحيد وكل من تعرفه من الأقارب والأصدقاء لينتهي بها المطاف وحيدة في دار للعجزة.
                الطريف هو أن جين كالمنت عاشت بمفردها وبدون مساعدة ورعاية من أحد حتى سن الـ 110 وكانت تقود الدراجة الهوائية حتى سن الـ 100 كما إنها كانت تدخن السجائر منذ سن الـ 21 ولم تترك هذه العادة السيئة إلا في سن الـ 117 !!.

                وبالعودة إلى سؤالنا حول أمكانية أن يصبح الإنسان خالدا، ففي الحقيقية لم يثبت أن هناك إنسان أستطاع التغلب على الموت سوى في الأساطير، وكذلك في بعض روايات الموروث الديني، وقصة الخضر هي إحدى الأمثلة على ذلك، رغم أن الروايات عنه متضاربة، فنحن مختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما نختلف في حياته ومماته، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم. وهناك العديد من القصص حول سبب طول عمر الخضر، لعل أشهرها هي حكايته مع ذو القرنين وعين الحياة التي تمنح الخلود، حيث أستطاع الخضر من الوصول إلى تلك العين وشرب منها فيما أخطأها ذو القرنين.

                وفي الأساطير، كان جلجامش ملك أوروك السومري (2750 ق.م) أول الباحثين عن الخلود، وقد خلدت قصته في ملحمة شعرية طويلة حملت أسمه. ورغم أن القصة ليست سوى أسطورة إلا إنها تحمل في طياتها معاني وحكم جميلة حول معنى الحياة والموت والخلود.

                إلى أين تمضي جلجامش؟
                الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.
                فالآلهة لما خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيباً، وحبست في أيديها الحياة.
                أما أنت يا جلجامش، فأملأ بطنك.
                افرح ليلك ونهارك.
                اجعل من كل يوم عيداً.
                ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.
                اخطر بثياب نظيفة زاهية.
                اغسل رأسك وأستحم بالمياه.
                دلل صغيرك الممسك بيدك، واسعد زجك بين أحضانك.
                هذا نصيب البشر ... (ملحمة جلجامش / اللوح العاشر/ العمود الثالث)

                هذه الأبيات قالتها سيدوري ساقية الآلهة وهي تحاول أقناع جلجامش بأن الموت هو مصير محتوم للبشر .. لا فرار منه .. لذلك فبدلا من أن إضاعة الوقت في البحث عن سر الخلود، نصحته بأن يجعل "من كل يوم عيدا" وليستمتع بحياته قدر المستطاع قبل أن توافيه المنية .. لأن هذا هو قدر البشر. لكن جلجامش تجاهل نصيحة الساقية الحسناء ومضى في طريقه عابرا مياه الموت بحثا عن ضالته المنشودة. لكنه للأسف عاد خائبا مكسورا، فالعشب السحري الذي يمنح الحياة الأبدية، والذي كان قد اقتلعه من أعماق مياه البحر في دلمون (البحرين حاليا) ابتلعته أفعى بينما كان يستحم في النهر. في النهاية عاد البطل حزينا إلى أوروك، لكن حين اقتربت السفينة التي تحمله من أسوار المدينة الضخمة والمحكمة البناء والتي قام هو بتشييدها أدرك جلجامش بأن عملا عظيما كهذا السور هو الذي سيخلد أسمه إلى الأبد.

                وإذا كان جلجامش قد وجد سر الخلود في سور مدينته، فقدماء المصريين قدموا للعالم أعظم الصروح التي أدهشت البشرية لقرون مديدة من اجل الوصول إلى هذا الخلود. لكن اغلب الناس للأسف لا يفقهون شيئا حول مغزى وفلسفة الحياة والموت لدى الفراعنة، فترى بعضهم يتساءل حول معنى إهدار كل تلك الثروات والموارد العظيمة للمملكة المصرية القديمة في بناء قبور حجرية فخمة كالأهرامات .. لكن ما لا يدركه اغلب هؤلاء هو أن الفراعنة لم يبنوا ويشيدوا من اجل الموت وإنما من اجل الحياة، فالموت لم يكن في نظرهم نهاية وإنما كان بداية جديدة لحياة أخرى خالدة، والمتعمق في دراسة عقيدة الموت لدى المصريين القدماء سيجد بأنها أقدم عقيدة بشرية حول مفهوم الروح والحياة الأخرى ويوم الحساب وفكرة العقاب والثواب في العالم الآخر.

                في العصور الوسطى انتشرت أسطورة "إكسير الحياة" الذي يمنح الخلود والحياة الأبدية، ورغم أن الإنسان لم يتوصل أبدا لصنع مثل هذا الإكسير السحري، إلا إن البحث عنه كانت له فوائد عظيمة في دفع وتطوير علم الكيمياء، حيث أصبحت صناعة هذا الإكسير هدفا للعديد من التجارب والاختبارات خصوصا في العصر الذهبي للدولة الإسلامية وفي أوربا العصور الوسطى.

                عجز العلم والطب عن إطالة العمر وتأخير الشيخوخة دفع بالعديد من الناس إلى اللجوء للسحر والشعوذة للوصول إلى هذه الغاية. وغالبا ما كانت الطقوس السحرية المرتبطة بإعادة الشباب ذات أبعاد دموية ووحشية، فعلى سبيل المثال، كانت الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري تقطع شرايين خادماتها البائسات وتتركهن معلقات داخل حوض استحمام لينزفن حتى آخر قطرة، وبعد موت الفتاة المسكينة تقوم الكونتيسة بأبعاد الجثة والاستحمام في دماءها لأنها كانت تؤمن بأن لهذه الدماء خواص سحرية تقضي على الشيخوخة وتطيل العمر. ومن الأمثلة الأخرى في هذا المجال هي قصة الأسبانية انركيتا مارتي التي كانت تخطف الأطفال الفقراء من شوارع برشلونة لتقتلهم وتستخلص الشحم من أجسادهم لاستخدامه في صنع وصفات سحرية للقضاء على الشيخوخة كانت تبيعها بمبالغ طائلة لحسناوات المدينة من بنات الطبقة النبيلة والراقية.

                وفي هذه الأيام اصبحنا نسمع كثيرا عما يسمى بالزئبق الأحمر الذي يزعم البعض بأن له خواص عجيبة من ضمنها إطالة العمر، وهي كذبة صدقها الكثير من السذج ممن أنفقوا مبالغ طائلة للحصول على القليل من هذه المادة السحرية والذي لم يثبت حتى اليوم بأن لها وجود أصلا.

                والسؤال المهم هو لماذا نشيخ ؟

                بعيدا عن الأساطير والوصفات السحرية .. الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي بسبب رواتب التقاعد التي يجب على الدول دفعها لكبار السن من الموظفين السابقين وكذلك نفقات علاج ورعاية المسنين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد أخر نتيجة لتطور الطب ووسائل العلاج. أضف إلى ذلك، فأن الشيخوخة تسلب البشرية أفضل علماءها ومفكريها الذين وصلوا إلى قمة إبداعهم ونضوجهم الفكري نتيجة تراكم التجارب والخبرات عبر السنين. ولهذه الأسباب مجتمعة فأن القضاء على الشيخوخة أو الحد من آثارها السلبية سيكون له عظيم المنفعة على الإنسانية جمعاء.

                لكن محاولات أطالة عمر الإنسان وإبطاء الشيخوخة تستلزم أولا معرفة الأسباب التي تجعل الإنسان يشيخ، والعلماء رغم الأبحاث المطولة والتقدم الكبير الحاصل في هذا المجال إلا أنهم لم يستقروا بعد على نظرية شاملة تفسر سبب حدوث الشيخوخة. لكن بشكل عام، الشيخوخة تحدث على مستوى الخلية (Cellular senescence ) عندما تتوقف الخلية عن الانقسام والتجدد بعد عدد محدد من الانقسامات، وذلك بسبب خلل يطرأ على عملية نسخ جزئيات الحمض النووي (الشفرة الوراثية) أثناء عملية الانقسام، ولهذا فكلما ازداد عدد الانقسامات أزداد أيضا الخلل والنقص الحاصل في شفرة الحمض النووي لدى الخلايا الجديدة وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى شيخوختها وتوقفها عن الانقسام وبالتالي شيخوخة الكائن الحي ككل.

                وعلى عكس الخلايا السليمة، فأن الخلايا السرطانية بإمكانها نسخ جزئيات الحمض النووي بصورة كاملة مما يسمح لها بالانقسام إلى ما لا نهاية، وهذه العملية، أي توقف الخلايا السليمة واستمرار الخلايا السرطانية في الانقسام لا تحدث من تلقاء نفسها، فالعلماء يعتقدون بأن جينات وإنزيمات معينة تؤثر في هذه العملية وهم يأملون في أن يتمكنوا عن طريق تحديد هذه الجينات والإنزيمات من إبطاء تقدم الشيخوخة، فمثلا تعديل هذه الجينات سيسمح للخلايا السليمة بالاستمرار في الانقسام وبالتالي تأخير الشيخوخة وفي نفس الوقت يوقف انقسام الخلايا السرطانية المؤذية.

                وطبعا هناك نظريات أخرى عديدة حول الشيخوخة قد يطول الخوض في تفاصيلها، لكن الإطار العام لهذه النظريات يربط بين الشيخوخة وبين الوراثة والجينات التي تعمل كساعة بيولوجية داخلية تحدد دورة حياة كل كائن حي والحد الأقصى لعمره.

                هل يمكن للعلماء تصنيع "أكسير الحياة" ؟

                العلماء في بحث دءوب من اجل تحديد الجينات المؤثرة في عملية الشيخوخة. وفي الواقع فأن العلماء نجحوا حقا في إطالة عمر الإنسان، فمتوسط عمر الإنسان قبل قرن أو قرنين من الزمان لم يكن ليتجاوز الثلاثين عاما، وكانت نسبة الوفيات مرتفعة جدا، ولم يكن غريبا أن يموت الناس في ريعان شبابهم. أما اليوم فمعدل عمر الإنسان في الغرب يناهز الثمانين عاما، وفي الحقيقية لم تعرف البشرية خلال تاريخها الطويل عددا كبيرا من المسنين والمعمرين كما في أيامنا هذه. بل صار الناس في هذا الزمان يهزون رؤوسهم أسفا عندما يسمعون بأن شخصا ما توفى في عقده الرابع أو الخامس قائلين بأنه مازال صغيرا على الموت.

                واليوم هناك أبحاث جدية حول إطالة عمر الإنسان عن طريق الهندسة الجينية والهرمون والإنزيمات، وقد نجح العلماء في تحقيق نتائج مذهلة في بعض تجاربهم على فئران المختبرات حيث تمكنوا من إطالة عمرها بنسب تصل إلى 40%، أي انه في حالة نجاح إجراء هذه التجارب على الإنسان فأن معدل عمره سيرتفع إلى 120 عاما، بل أن هناك بعض العلماء يتحدثون عن عمر 1000 عام !! وذلك عن طريق هرمونات معينة تتحكم بعمل الجينات.
                وإذا كان الإنسان قد نجح في إطالة عمره بنسبة الضعف أو الضعفين خلال قرن واحد من الزمان، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ الآفاق المستقبلية لحياة البشر خلال القرن أو القرنين القادمين، فالعلماء اليوم لم يعودوا يتحدثون عن إضافة عدة عشرات من السنين فقط .. كلا فقد أصبح هذا الموضوع قديما! لكننا صرنا نسمع همسا هنا وهناك عن تحدي الموت نفسه، وظهرت بالفعل أفكار ونظريات حول كيفية جعل الإنسان خالدا ابد الدهر، بعضها قد تبدو في نظرنا اليوم مجرد أفكار خيالية مستحيلة التطبيق كما كان أسلافنا يعتبرون السيارة والطائرة والحاسوب من أمور الخيال العلمي البعيدة المنال. أو كما كنا قبل ثلاثين عاما فقط لا نتخيل ولا حتى في الأحلام بأنه سيأتي يوم نحمل فيه الهاتف ونتكلم بواسطته أثناء مشينا في الشارع وبدون أن نجر خلفنا سلكا طوله مئات الأمتار، لا بل الأدهى من ذلك هو أن نستمع للموسيقى ونشاهد الأفلام بواسطة هذا الهاتف الصغير! .. فهذه الأمور كنا لا نراها إلا في أفلام الخيال والجاسوسية وبطريقة ساذجة لا ترقى لتقنيات الهاتف الخلوي المعاصرة.

                لعل احدث المقترحات المتعلقة بصحة وحياة الإنسان هي تلك التي تهدف إلى استغلال تكنولوجيا النانو (Nanotechnology ) لصنع روبوتات فائقة الصغر بإمكانها المرور عبر الأوعية الدموية بسهولة لتعثر على الفيروسات والجراثيم المسببة للإمراض لتفتك بها في الحال وكذلك تساهم في إصلاح وترميم الأنسجة التالفة.

                هناك أيضا فكرة أو نظرية تدعى (Mind-to-computer uploading ) تعتقد بأن الإنسان في المستقبل سيصل إلى مرحلة من التطور العلمي بحيث يصبح بإمكانه نسخ ذاكرته بصورة كاملة من دماغه إلى داخل الحاسوب أو إلى رقاقة اليكترونية. وبعد الموت يتم استنساخ هذا الإنسان مجددا ويتم تحميل ذاكرة حياته السابقة إلى دماغه عند ولادته أو في سنوات مبكرة من حياته الجديدة فيستعيد بالتالي جميع خبراته السابقة، وبالطبع طفل أو شخص كهذا لن يحتاج للذهاب إلى المدرسة ولا إلى تعلم الرياضة وقيادة السيارات والتعامل مع الناس والقانون .. الخ، لأن جميع هذه الأمور ستكون مخزنة في دماغه، بل إن إنسانا كهذا يمكن أن يتحول إلى نابغة لأنه سيحظى بالعديد من الخبرات متراكمة .. تصور عزيزي القارئ أن نتمكن من استنساخ اينشتاين وغيره من العباقرة لعدة مرات متكررة مع الاحتفاظ بذاكرتهم كاملة .. كيف سيصبح حال العالم آنذاك ؟.

                في الحقيقة توجد في عالم اليوم الكثير من الاكتشافات والنظريات والفرضيات حول إطالة عمر الإنسان، وهناك أناس صاروا يؤمنون بأن البشرية ستتمكن في المستقبل القريب من تحقيق العديد من الأمور التي قد تبدو لنا مستحيلة الآن، لذلك صرنا نسمع عن أشخاص يجمدون أجسادهم في الجليد بعد الموت على أمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من إعادتهم إلى الحياة، وهذه التقنية يطلق عليها أسم (Cryonics )، وهي تكلف في أمريكا مبلغا قدره 80000 دولار لتجميد الرأس وحده و150000 دولار لتجميد الجسد بأكمله ، التقنية قديمة نسبيا إلا إن عدد الأشخاص الذين جمدوا أجسادهم بالفعل فى ازدياد .

                في الختام ينبغي أن ننوه بأن جميع ما ذكرناه أنفا عن إطالة عمر الإنسان أو جعله خالدا هي ليست سوى نظريات، ربما تتحقق يوما ما وربما لا .. من يدري؟

                لكن هل سنكون أحياء إذا تحققت .. وعلى العموم، فأن الحياة ليست بطولها ولا بعدد سنواتها وإنما بمقدار استمتاعنا بها، فهناك أشخاص في عقدهم الخامس أو السادس من العمر إذا طرحنا من عمرهم ساعات نومهم وعملهم وأوقاتهم الحزينة والكئيبة والصعبة فلن يتبقى من عمرهم سوى ما يعد على الأصابع من السنوات.


                تعليق


                • #9


                  عين الحياة
                  ( عين الخلد )

                  أثناء رحله الملك ذي القرنين الأولى في أقصى الشمال مما يلي القطب الشمالي إلى قوم مغرب الشمس في عالم جوف الأرض الداخلي ذهب هو ووزيرة سيدنا الخضر ( علية السلام) للبحث عن عين في جوف الأرض تسمى عين الحياة ( عين الخلد ) من يشرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكون هو الذي يسأل الله تعالى الموت.. كما وردت في عدة روايات في السنة النبوية الشريفة كما يلي:

                  أولا : قال أبى إسحق النيسابوري المعروف بالثعلبي - رحمه الله - في كتابه : (قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ) تحت عنوان :
                  ( خبر دخول ذي القرنين الظلمات مما يلي القطب الشمالي لطلب عين الحياة ) ما يلي:

                  ( روى عن علي بن أبى طالب (كرم الله وجهه) أنه قال: ملك ذو القرنين ما بين المشرق والمغرب ، وكان له خليل من الملائكة اسمه رفائيل يأتيه ويزوره . فبينما هما ذات يوم يتحادثان إذ قال ذو القرنين : يا رفائيل ، حدثني عن عبادتكم في السماء . فبكى وقال : يا ذا القرنين ، وما عبادتكم بشيء من عبادتنا إن في السماء من الملائكة من هو قائم أبداً لا يجلس ومن هو ساجد لا يرفع رأسه أبداً ، ومنهم الراكع لا يستوي أبداً قائماً ، يقولون : سبحان الملك القدوس ، رب الملائكة والروح ، ربنا ما عبدناك حق عبادتك .
                  فبكى ذو القرنين بكاء شديداً ثم قال : إني لأحب أن أعيش فأبلغ من عبادة ربي حق طاعته . قال رفائيل : أوتحب ذلك ؟ قال نعم . قال : فإن لله عينا في الأرض تسمى عين الحياة فيها من الله بقدراتة ، إن من يشرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكن هو الذي يسأل ربه الموت .
                  قال ذو القرنين : هل تعلم موضع تلك العين ؟
                  قال الملك : لا ، غير أنا نتحدث في السماء أن لله تعالى في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان ، فنحن نظن أن العين في تلك الظلمة .
                  فجمع ذو القرنين علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة فقال لهم : أخبروني هل وجدتم فيما قرأتم من كتب وما جاءكم من أحاديث الأنبياء ومن كان قبلكم أن الله وضع في الأرض عيناً سماها عين الحياة ؟
                  قالوا لا . وقال عالم من العلماء : إني قرأت وصية آدم ، وصى أن الله تعالى خلق في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان ووضع فيها عين الخلد .
                  فقال ذو القرنين : فأين وصيته في الأرض ؟
                  قال : على قرن الشمس . فبعث ذو القرنين وحشر إليه العلماء والأشراف والملوك ، ثم سار يطلب مغرب الشمس ، فسار اثنتي عشرة سنة إلى أن بلغ طرف الظلمة ، فإذا ظلمة تقوم مثل الدخان ليست بظلمة ليل ، فعسكر هناك ، ثم جمع العلماء وقال : إني أريد أن أسلك هذه الظلمة .
                  قالوا : إنه من كان قبلك من الأنبياء والملوك لم يطلبوا هذه الظلمة فلا تطلبها ، فإنا نخاف أن يظهر عليك أمر تكرهه فيكون فيه فساد أهل الأرض .
                  فقال : لا بد من أن أسلكها .
                  قالوا : أيها الملك كف عنها ولا تطلبها فإنا لو نعلم أنك إن طلبتها ظفرت بما تريد ولم يسخط علينا ربنا لاتبعناك ، ولكنا نخاف العتب من الله عز وجل وفساد الأرض ومن عليها .
                  فقال : لا بد أن أسلكها .
                  قالوا : شأنك بها .
                  قال : أي الدواب بالليل أبصر ؟
                  قالوا : الخيل .
                  قال : فأي الخيل أبصر ؟
                  قالوا : الإناث .
                  قال : فأي الإناث أبصر ؟
                  قالوا : الابكار .
                  فجمع ذو القرنين ستة آلاف فرس بهذه الصفة ، ثم انتخب من عسكره أهل الجلد والعقل ستة آلاف رجل ، فدفع إلى كل رجل فرساً ، وعقد للخضر ( عليه السلام ) على مقدمته ألفين ، وبقي هو في أربعة آلاف .
                  وقال ذو القرنين للناس : لا تبرحوا من معسكركم هذا إلى اثنتي عشرة سنة ، فإن رجعنا إليكم وإلا فارجعوا إلى بلادكم .
                  فقال الخضر ( عليه السلام ): أيها الملك ، إنا نسلك ظلمة لا ندري كم المسير فيها ولا يبصر بعضنا بعضاً ، فكيف نصنع إذا ضللنا فدفع إلى الخضر خرزة حمراء وقال : حيث يصيبكم الضلال فاطرح هذه في الأرض فإذا صاحت فليرجع إليها أهل الضلال أين صاحت .

                  فسار الخضر( عليه السلام ) بين يديه ، يرتحل الخضر ( عليه السلام ) وينزل ذو القرنين ، فبينما الخضر( عليه السلام ) يسير إذ عرض له واد فظن أن العين فيه وألقى الله ذلك في قلبه ، فقام على شفير الوادي وقال لأصحابه : قفوا لا تبرحوا ، ورمى بالخرزة في الوادي ومكث طويلاً حتى أجابته الخرزة ، فطلب صوتها فانتهى إليها فإذا هي إلى جانب العين .
                  فنزع الخضر( عليه السلام ) ثيابه ثم دخل العين ، فإذا ماؤها أشد بياضاً من اللبن وأحلى من الشهد ، فشرب واغتسل وتوضأ ولبس ثيابه ، ثم رمى الخرزة نحو أصحابه ، فوقعت الخرزة وصاحت ، فرجع إلى صوتها حتى انتهى إلى أصحابه ، فركب وقال : سيروا على اسم الله .

                  ومر ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوماً وليلة ، ثم خرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر ، وإلى أرض حمراء ورملة خشخاشية ، فإذا هو بقصر مبني في تلك الأرض طوله فرسخ في فرسخ عليه باب ، فنزل ذو القرنين بعسكره ، ثم خرج وحده فدخل القصر ، فإذا حديدة قد وضع طرفاها على جانبي القصر من هاهنا وهاهنا ، وإذا طائر أسود يشبه الخطاف مزموم بأنفه إلى الحديدة ، معلق بين السماء والأرض ، فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين .
                  فقال : يا ذا القرنين ، أما كفاك ما وراءك حتى وصلت إلي ثم قال الطائر : يا ذا القرنين ، حدثني ؛ قال سل ؛ فقال : هل كثر بناء الآجر والجص في الأرض ؟
                  قال نعم ؛ فانتفض الطائر انتفاضة ثم انتفخ فبلغ ثلث الحديدة ، ثم قال : يا ذا القرنين ، هل كثرت شهادات الزور في
                  الأرض ؟ قال نعم ؛ فانتفض الطائر ثم انتفخ فملأ الحديدة وسد ما بين جداري القصر . ففرق ذو القرنين فرقاً عظيماً .
                  فقال الطائر : لا تخف . حدثني . قال سل .
                  قال : هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله ؟
                  قال لا ، فانضم الطائر ثلثه ثم قال : هل ترك الناس الصلاة المفروضة ؟
                  قال لا ، فانضم ثلثاه .
                  ثم قال : يا ذا القرنين ، هل ترك الناس غسل الجنابة ؟
                  قال لا ؛ فعاد الطائر كما كان .
                  ثم قال : يا ذا القرنين . اسلك هذا الدرج درجة درجة إلى أعلى القصر .
                  فسلكها وهو خائف وجل لا يدري على ماذا يهجم ، حتى انتهى إلى سطح ممدود ، عليه صورة رجل شاب قائم ، وعليه ثياب بيض رافعاً وجهه إلى السماء ، واضعاً يديه على فيه ، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين .
                  قال : يا ذا القرنين ، إن الساعة قد اقتربت ، وأنا منتظر أمر ربي يأمرني أن أنفخ فأنفخ ، ثم أخذ صاحب الصور شيئاً بين يديه كأنه حجر وقال : خذه يا ذا القرنين ، فإن شبع هذا شبعت ، إن جاع جعت ؛ فأخذه ونزل إلى أصحابه فحدثهم بأمر الطائر وما قال له وما رد عليه ، وما قال صاحب الصور .
                  ثم جمع علماء عسكره فقال : أخبروني عن هذا الحجر ما أمره ؟
                  فقالوا : أيها الملك ، أخبرنا عما قال لك فيه صاحب الصور .
                  فقال ذو القرنين : إنه قال لي إن شبع هذا شبعت وإن جاع جعت فوضعوا ذلك الحجر في إحدى كفتي ميزان وأخذوا حجراً مثله فوضعوه في الكفة الأخرى ثم رفعوا الميزان فإذا هو يميل ، فوضعوا معه آخر فإذا هو يميل بهن فلم يزالوا يضعون حتى وضعوا ألف حجر فمال بالألف جميعاً ، فقالوا : انقطع علمنا دون هذا الحجر لا ندري أسحر هو أم علم ما نعلمه

                  فقال الخضر( عليه السلام ): نعم أنا أعلمه ، فأخذ الميزان بيده ثم وضع الحجر في كفتها وأخذ كفاً من تراب فجعله في الكفة الأخرى ثم رفع الميزان فاستوي . فخرت العلماء سجداً لله تعالى وقالوا : هذا علم لم يبلغه علمنا .
                  فقال الخضر ( عليه السلام ): أيها الملك ، إن سلطان الله عز وجل قاهر لخلقه ، وأمره نافذ فيهم ، وحكمه جار عليهم ؛ وإن الله تعالى ابتلى خلقه بعضهم ببعض ، فابتلى العالم بالعالم ، والجاهل بالجاهل ، والعالم بالجاهل ، والجاهل بالعالم ؛ وإنه ابتلاني بك وابتلاك بي .
                  قال ذو القرنين : صدقت ، فأخبرني ما هذا ؟
                  فقال الخضر : أيها الملك ، هذا مثل ضربه لك صاحب الصور ، إن الله تعالى مكن لك في البلاد ، وأعطاك منها ما لم يعط أحداً ، وأوطأك منها ما لم يوطئ أحد ، فلم تشبع ، وآتيت نفسك شرها ، حتى بلغت من سلطان الله ما لم يطأه إنس ولا جان ، فهذا مثل ضربه لك ، إن ابن آدم لا يشبع أبداً دون أن يحثي عليه التراب ، ولا يملأ جوفه إلا التراب .
                  فبكى ذو القرنين وقال : صدقت ، لا جرم أني لا طلبت أثراً في البلاد بعد مسيري هذا حتى أموت ، ثم انصرف راجعاً .
                  فلما توسط الظلمة وطئ وادي الزبرجد ، فقال من معه لما سمعوا الخشخشة تحت حوافر دوابهم : ما هذا أيها الملك ؟ فقال : خذوا منه فإنه من أخذ منه ندم ، ومن تركه ندم .

                  فمنهم من أخذ ، ومنهم من ترك .
                  فلما خرجوا من الظلمة إذا هو الزبرجد .
                  فندم الآخذ كونه لم يكثر ، والتارك كونه لم يأخذ .
                  قال : فقال النبي (رحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر بوادي الزبرجد في المبتدأ ما ترك منه شيئاً حتى أخرجه إلى الناس لأنه كان راغباً في الدنيا ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها " ثم رجع ذو القرنين إلى العراق وملك ملوك الطوائف كلها، ومات في طريقه قبل وصوله بشهر )

                  ثانيا : وذكر هذه القصة أيضا مع بعض الاختلافات اليسيرة الإمام الحافظ / جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في كتابه : [ الدر المنثور في التفسير بالمأثور]

                  وبناء على ما جاء في الرواية السابقة التي تصف لنا تفاصيل رحله الملك ذي القرنين الى أقصى الشمال مما يلي القطب الشمالي إلى قوم مغرب الشمس في عالم جوف الأرض الداخلي للبحث عن عين الحياة ( عين الخلد ) التي من يشرب منها لم يمت أبداً حتى يكون هو الذي يسأل الله تعالى الموت يمكن أن نعرف أن عين الحياة ( عين الخلد ) التي كان يبحث عنها ذي القرنين ووزيرة سيدنا الخضر تقع في مدينة عَدْن جنة الله في أرضة ومهد الجنس البشري التي توجد ببلاد أمم وأقوام يأجوج ومأجوج تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي..!!

                  التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-03, 02:46 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    الاستاذ الكريم محمد
                    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                    جهد مميز وموضوع شيق ومعلومات قيمه
                    شكر الله لك هذا الجهد

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محب الصادق مشاهدة المشاركة
                      الاستاذ الكريم محمد
                      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                      جهد مميز وموضوع شيق ومعلومات قيمه
                      شكر الله لك هذا الجهد

                      اخى العزيز محب
                      اهلا وسهلا بك فى منتدى ما وراء الطبيعة
                      شرفت ونورت بكلماتك الرقيقة وتفديرك للموضوع
                      اهدى اليك باقى الموضوع راجيا ان ينال اعجابك


                      كنت قد ذكرت فى مشاركة سابقة ان سيدنا الخضر رغم أن الروايات عنه متضاربة، فنحن مختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما نختلف في حياته ومماته ، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم.
                      والان سنتناول قصة سيدنا
                      الخضر المذكورة بالقرآن , واليهودية والمسيحية وكما ذكر في بعض الاساطير القديمة.

                      واقتبست من منابع أساطير الأولين، ومن جذور القصص والحكايات الأقدمين كيفية خلود خضر ألياس. الإسرائيليات في الاسلام تروي قصة كيفية اكتساب
                      الخضر للخلود ، وتقول عنه بأنه:
                      كان وزيرا لاسكندر ذي القرنين, وفي رحلة الاسكندر في بلاد العتمة بحثا عن ينبوع الحياة , شرب
                      الخضر من الينبوع ولم يستطع اسكندر إيجاده ثانية . هذا دليل على ارتباط قصة الخضر بأسطورة ذي القرنين في التراث حضارة وادي الرافدين..وقدسبق وان ذكرتها بالتفصيل فى المشاركة السابقة ، بالاضافة الى بعض الروايات الاخرى

                      1
                      . ملحمة جلجامش : تحكي هذه القصيدة البابلية التي تعود الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد القصة البطولية لصديقين هما إنكيدو و كلكامش . وعندما يموت إنكيدو يقوم كلكامش بالبحث عن الخلود لخوفه من الموت بادئا بالبحث سلفه أوتانبشتم القاطن في مصب النهرين وذلك لكون كلكامش كان مدركا أن اوتانبشتم كان الفاني الوحيد الذي تمكن من نيل الخلود. يخبره سلفه بوجود عشبة لها خاصية إعادة الشباب للشيوخ ولكنها توجد في قعر البحر فقط. في اللحظة الأخيرة تقوم أفعى بسرقة العشبة من كلكامش

                      2. سيرة الاسكندر: يمكن إيجاد المصدر المباشر لسيرة الاسكندر في الآداب السريانية. وبالذات في قصة الأسكندر الشعرية والتي كان مصدرها في الآخر، هي سيرة الاسكندر لسودو كاليسثينيس, والتي ربما تعود إلى مئة سنة قبل الميلاد. تحكي النسخة السريانية كيف أن الاسكندر و طباخه الخاص أندرياس ذهبا بحثا عن ينبوع الحياة. وفي إحدى المراحل كان اندرياس يقوم بغسل سمكة مملحة في ينبوع, فجعلت الملامسة مع الماء أن تعود السمكة إلى الحياة ثانية وتسبح بعيدا. يقفز اندرياس سعيا وراء السمكة وبهذا يكتسب الخلود. وعندما يعلم الاسكندر لاحقا بالقصة, يفهم انه قد فقد توا إمكانية اكتشاف الينبوع نفسه الذي كان يبحث عن. ولسوء الحظ يفشلان في العثور على الينبوع ثانية. يتجول اندرياس في الارض و يسيح فيها بغض النظر عن الأبعاد المكانية ويظهر بمظاهر مختلفة للبشر أحيانا.

                      3.إيليّا و الحاخام يشوع بن لاوي تروي الأسطورة اليهودية كيف ذهب الحاخام يشوع بن الاوي في رحلة مع إيليا. يقوم إيليا باشتراط عدد من الشروط المشابهة. وثانية يقوم إيليا بعمل أشياء شنيعة ظاهريا فيؤثر هذا في الحاخام بنفس الطريقة التي تأثر بها موسى. وهذا نص القصة اليهودية الهاجادية المترجمة من أصلها. كما وردت في كتاب يضم الأساطير اليهودية غير الواردة في الكتاب المقدس، تقول القصة:
                      من بين الكثير والمختلف من التعاليم التي قدّمها إيليّا (إلياس) إلى أصحابه, ليس هنالك تعاليم أكثر أهمية من فصل الله في حكمه (theodicy) التعليم الذي يقول بان الله ذو عدالة مطلقة في ما يخص بتدبير الشؤون الأرضية. لقد كان يستخدم كل فرصة ليبين ذلك بالنصيحة والمثال.
                      وفي إحدى المرات, قدم لصاحبه الحاخام يشوع بن لاوي فرصة تنفيذ أي رغبة يتمناها، وطلب الربيني أن يسمح له بمرافقة إيليا في جولاته في أرجاء العالم. وكان إيليا مستعدا لتنفيذ هذه الأمنية, ولكنه وضع شرطا واحدا فقط، هو أن على الحاخام" الربيني" مهما رأى أن تصرفات إيليا غريبة, أن لا يسأل عن أي تفسير لها. فإن سأل لماذا, فإنهما سيفترقان. فانطلق إيليا والربيني سويا, وتجولوا حتى وصلوا إلى منزل رجل فقير، ولم يكن يمتلك من حطام الدنيا إلا بقرة.
                      وكان الرجل وزوجته طيبا القلب بشدة، واستقبلا السائحين بترحيب ودّي، ودعيا الغريبين إلى منزلهما، و قدما لهما الطعام والشراب من أفضل ما يمتلكان و أعدا أريكة مريحة لمباتهما.
                      وفي اليوم الثاني، عندما استعد إيليا و الربيني للاستمرار في ترحالهما، صلّى إيليا لكي لا تموت بقرة مضيفيهما وقبل أن يغادرا المنزل نفقت البقرة وماتت. صُدم الربييني يشوع من سوء الحظ الذي وقع أن يفقد صوابه. فقال: أهذا جزاء الرجل الفقير على كل ما قدمه لنا ؟ ولم يستطع الامتناع عن تقديم سؤال لإيليا.
                      ولكن إيليا ذكّره بالشرط المفروض والموافق عليه في بدابة رحلتهما, فاستمرا بالرحلة من دون ان يخف فضول الحاخام. وفي تلك الليلة وصلا إلى منزل رجل ثري لم يقدم لهما واجب النظر اليهما . ومع أنهما مرا تلك الليلة تحت سقف بيته، فإنه لم يقدم لهم الطعام والشراب. وكان ذلك الرجل راغبا في ترميم حائط، آيلا للسقوط. ولكنه من بخله لم يبذل أي مجهود لإعادة بناءه، و عندما غادر إيليا المنزل صلّى لكي لا يسقط الجدار من ذاته, فاعتدل الحائط فجأة. دهش الربيني من إيليا بشد، ولكنه استجابة للوعد الذي قطعه, كبت الربيني السؤال الذي كان على طرف لسانه.
                      وهكذا استمرا في ترحالهما، حتى وصلا إلى كنيس مزوّق، كانت مقاعده مصنوعة من الذهب والفضة. ولكن المتعبّدين لم يكونوا على نفس مستوى بنايتهم، وذلك لأنه عندما وصل الأمر إلى الإيفاء باحتياج المحتاجّين الجائعين. أجاب احد الموجودين في الكنيس: ليس عندنا قطرة ماء أو كسرة خبز, ويستطيع الغريب أن يبيت في الكنيس إن جلب لنفسه الماء والخبز.
                      وفي الصباح المبكّر ولدى المغادرة تمنّى إيليا لهؤلاء الذين كانوا موجودين في الكنيس ساعة دخولهما إليه، أن يرفع الله مقامهم في الدنيا ليصبحوا رؤوسا. وثانية اضطر الربيني يشوع أن يتشبث بأقصى قدر من ضبط النفس، وأن لا يطرح السؤال الذي يجول بذهنه. في البلدة التالية، استقبلا بود كبير، و ضيّفا بكثرة بكل ما اشتهى بدناهما المتعبان.
                      إلا أن إيليا منح لهؤلاء المضيفين اللطفاء رغبته في أن يرزقهم الله برأس واحد فقط. هنا لم يستطع الحاخام " البيني اليشوع " من أن يتمالك نفسه أكثر, وطلب تفسيرا لتصرفات إيليا الغريبة. رضي إيليا بأن يوضح أسباب تصرّفاته أمام يشوع قبل أن يفترقا عن بعضهما. وقال التالي: " قتلت بقرة الرجل الفقير لأني علمت أنه قد قدّر في السماء موت زوجته في نفس اليوم, فصلّيت إلى الله لكي يقبل أن يفقد الرجل ملكا له عوضا عن زوجة الرجل الفقير. أما بالنسبة للرجل الفقير, فقد كان هنالك كنز مخبّأ تحت الحائط الآيل للسقوط, و لو أنه بناه البخيل، فإنه سيجد الذهب, ولهذا أقمت الحائط بأعجوبة لحرمان البخيل من هذه اللقية الثمينة.
                      وتمنيت أن يمتلك القوم الغير مضيافين المجتمعين في الكنيس رؤوسا عديدة, لأن الدمار مقدّر سلفا على أي موضع ذو رؤساء عديدين بسبب تعدد النصائح والخلافات.
                      ولقاطني آخر محل في رحلتنا، تمنيت "رأسا واحدا" لأنه إن قاد شخص واحد بلدة فسيحالفها النجاح في كل ما تقوم به. لهذا فاعلم! أنك إن رأيت شخصا أثيما تزدهر أعماله, فإن هذا ليس لمصلحته دائما, وإن عانى رجل صالح من الحاجة و الضيق, فلا تعتقد أن الله غير عادل". ومع هذه الكلمات افترق إيليا و يشوع عن بعضهما, وكل ذهب في حل سبيله...


                      يتبع ,,

                      تعليق


                      • #12
                        أسطورة الخضر في المسيحية

                        تقول الأسطورة، هو أحد أبناء أبينا (آدم ) عليه السلام،وعندما دنا أجله قال لأولاده:من يغسل جسدي، ويكفنني دون أن ينظر إلى عورتي، فسوف أهبه الحياة الأبدية في الدنيا ..
                        وفي المسيحية , تقول الاسطورة انه كان دائماً نصيراً للضعفاء واليتامى والأرامل وفيمابعد عندما قاتل الوثنيين الرومان،وربما كانت نيته في البداية هي الا نتقام من قتلة أبيه. عندماانخرط في الجيش الروماني برتبة فارس ثم مالبث أن تحول الهدف الى رسالته الإنسانية الكبرى وهي مساعدة الضعفاء في فلسطين وغيرها ، ورفضه مساعدة الرومان في القضاء على المسيحيين في تلك البلاد المقدسّة.
                        تقول الأسطورة :كلما قاتل(الخضر) الرومان،وقتلوه ومزقوه إرباً،سرعان مايجدونه حيّاً يرزق أمامهم،فيقاتلهم من جديد،ومن هنا وهبت له ديمومة الحياة الدنيا.
                        والخضر معنًى: جاء من الخضرة والنّماء ،لذلك كان رسمه يصور فارساً متجولا، يحمل رمحاً ،هو عبارة عن سنبلة قمح،وكلّما استراح ذلك الفارس في مكان،حضّ أهله على زراعة القمح ،ونشر النّماء والخضرة والجمال في ربوعهم،وكلّما رحل عنه، بنا له السكان مقاماً، سموّه بمقام (الخضر)،اعترافاً منهم بفضله عليهم، وعلى نماء بلادهم،فتعدّدت مقامات الخضر وتناثرت من سوريا إلى فلسطين..!!

                        و من ناحية ثانية،تقول الأسطورة بأنّ (الخضر) هو نفسه القديس(مارجرجس) عند المسيحيين.
                        وحيث يوجد المقام، توجد أطلال كنيسة شيّدت في المكان نفسه، الذي أقام فيه القديس، حتى أنّ اسم جرجس اللاتيني، يعني الخضرة والنّماء،وفوق قمة جبل الخضر حيث كانت زيارتنا اليوم،تشاهد أطلال لكنيسة،وآثار للمذبح،والبركة التي كان يعمّد فيها الأطفال..وهذه حقيقة،وليست خيالا..!!ثم تحولت فيما بعد الى جامع مع الفتوحات الإسلامية وعرف بأسم الخضر الحي في الخيال الشعبي الإسلامي.

                        وبعد أن نال منّا الصعود،والتسلّق لسفوح هذا الجبل،أخذت وصديقي قسطا من الرّاحة،فجلسنا على صخرة كبيرة ملساء،لنلتقط نفسينا،وليستريح قلبينا عن التسّرع في الخفقان،ولينفث صديقي دخان سيجارته،ثم يتابع رواية الأسطورة قائلاً:
                        ومن أرض فلسطين المقدّسة سمع الخضر بأنّ هناك مدينة في تونس،يحكمها ملك عادل،ولكنّ مملكته تواجه خطر تنين ضخم، يسبح في بحيرة موجودة بالقرب من مدينتهم. فرض التنين على أهل المدينة، تقديم قربان له كلّ يوم،وإلا هاجمهم وقضى عليهم جميعاً،أذعن سكان هذه المملكة لوحشيته، وأخذوا في البداية،يقدمون له ذبيحة من حيواناتهم، وعندما نفقت جميعاً،لم يجد السكان بدّاً من تقديم قربان من أولادهم لذلك التنين الشرير،وعلى الأسرة التي يقع عليها الدّور أن تقدّم أحد أولادها قرباناً اتقاء لشرّ التنين ،حتى لم تبق أسرة في المدينة إلا وقدّمت أحد أبنائها قربانا، ومن باب المساواة ،والعدل بين المحكوم والحاكم،قال الأهالي للملك:
                        كلّنا قدّم أحد أبنائه قربانا للتنين،ولم يبق غيرك..فلماذا لانتساوى في هذا البلاء والامتحان..!!وتقدّم مثلنا ابنتك الوحيدة قرباناً له..!!
                        فابنتك، ليست غالية عليك أكثر من أولادنا علينا،
                        وكان الملك طيلة فترة زواجه، لم يرزق من الأولاد
                        إلا بفتاة صغيرة، رباها حتى أصبحت صبيّة في ريعان شبابها..!!
                        بلع الملك ريقه..!!وأحسّ كأنّ سكيناً تغرس في فؤاده،
                        ابنته الوحيدة وفلذة كبده،الرّقيقة، الناعمة، سوف تكون اليوم وجبة شهيّة للتنين المتوحش،وهو عاجز لايستطيع فعل شيء لإنقاذها.
                        ونظر إلى شعبه بمرارة وألم،وكأنهم يستجديهم أن يرحموه،وأن يبقوا له ابنته على قيد الحياة،ولكن لاسبيل إلى الظهور بالتردّد والضعف أمام شعبه،إذا أراد أن يكون ملكاً عادلاً،وعندها فقط عذر شعبه، وعلم كم يعانون ويتألمون عندما يقدمون أولادهم
                        نذراً للتنين..!!
                        ثم نطق بالكلام وهو يتلعثم ،حتى بدا وكأنه يختنق:
                        هذا حقّ وعدل..!!سوف أكون عادلاً، وأتساوى معكم، وأقدّم في هذه المرّة، ابنتي الوحيدة قربانا للتنين،وقبل أن تودع الفتاة أباها، جعلها تلبس لباس عروس في ليلة زفافها،وتتزين بأبهى زينتها،ثمّ توجهت نحو ضفاف البحيرة،وهي تنظر خلفها نحو أبيها مستغيثة مستنجدة،ولكن الأب لم يجد من وسيلة لتقديم المساعدة لها إلا ذرف الدموع المدرارة حزنا، وأسى عليها،والاستغاثة ب (الخضر) الذي كان قد سمع عنه مساعدته للضعفاء والمحتاجين،وتلبيته استغاثة المظلومين، والمستعبدين..!!


                        يتبع

                        تعليق


                        • #13




                          قصة الخضر بالإسلام

                          طبعاً قصة سيدنا الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام معروفة ,وموجودة فى كتاب ابن كثير -(قصص الانبياء) ، وما يلى بعض
                          مقتبسات من كتاب ابن كثير (قصص القرآن) من صفحة 367..

                          قال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني: سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة وغيره قالوا: إن أطول بني آدم عمرا الخضر، واسمه خضرون بن قابيل بن آدم.
                          قال: وذكر ابن إسحاق: أن آدم [عليه السلام ] لما حضرته الوفاة أخبر بنيه أن الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه معهم في مكان عينه لهم. فلما كان الطوفان حملوه معهم، فلما هبطوا إلى الأرض أمر نوح بنيه أن يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى. فقالوا إن الأرض ليس بها أنيس وعليها وحشة، فحرضهم وحثهم على ذلك. وقال إن آدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر، فهابوا المسير إلى ذلك الموضع في ذلك الوقت، فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه، وأنجز الله ما وعده، فهو يحيا إلى ما شاء الله له أن يحيا.

                          قال البخاري [رحمه الله] : حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما سمى الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء ".

                          وقد روى الحافظ ابن عساكر بإسناد إلى السدى: أن الخضر وإلياس كانا أخوين، وكان أبوهما ملكا، فقال إلياس لأبيه: إن أخي الخضر لا رغبة له في الملك، فلو أنك زوجته لعله يجئ منه ولد يكون الملك له، فزوجه أبوه بامرأة حسناء بكر، فقال لها الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فإن شئت أطلقت سراحك، وإن شئت أقمت معي تعبدين الله عز وجل وتكتمين علي سري. فقالت نعم، وأقامت معه سنة.
                          فلما مضت السنة دعاها الملك، فقال إنك شابة وابني شاب فأين الولد؟
                          فقالت: إنما الولد من عند الله، إن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن. فأمره أبوه فطلقها وزوجه بأخرى ثيبا قد ولد لها، فلما زفت إليه قال لها كما قال للتي قبلها، فأجابت إلى الإقامة عنده. فلما مضت السنة سألها الملك عن الولد، فقالت: إن ابنك لا حاجة له بالنساء، فتطلبه أبوه فهرب، فأرسل وراءه فلم يقدروا عليه. فيقال إنه قتل المرأة الثانية لكونها أفشت سره، فهرب من أجل ذلك، وأطلق سراح الأخرى.
                          فأقامت تعبد الله في بعض نواحي تلك المدينة، فمر بها رجل يوما فسمعته يقول: بسم الله. فقالت له أني لك هذا الاسم؟ فقال إني من أصحاب الخضر، فتزوجته فولدت له أولادا. ثم صار من أمرها أن صارت ماشطة بنت فرعون، فبينما هي يوما تمشطها إذ وقع المشط من يدها فقالت:
                          بسم الله. فقالت ابنة فرعون: أبى؟ فقالت: لا، ربي وربك ورب أبيك الله. فأعلمت أباها فأمر بنقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها فألقيت فيها.
                          فلما عاينت ذلك تقاعست أن تقع فيها، فقال لها ابن معها صغير: يا أمه اصبري فإنك على الحق. فألقت نفسها في النار فماتت، رحمها الله.

                          نبوة الخضر ..

                          ويدل سياق قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر على نبوته من وجوه:
                          اولها: قوله تعالى:
                          "
                          فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ".
                          الثاني:
                          قول موسى له:
                          "
                          هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ".
                          فلو كان وليا وليس بنبي لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد، بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه. فلو كان غير نبي، لم يكن معصوما، ولم تكن لموسى - وهو نبي عظيم ورسول كريم واجب العصمة - كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة، ولما عزم على الذهاب إليه والتفتيش عنه، ولو أنه يمضي حقبا من الزمان، قيل ثمانين سنة. ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه، واتبعه في صورة مستفيد منه فدل على أنه نبي مثله يوحى إليه كما يوحى إليه، وقد خص من العلوم اللدنية والاسرار النبوية بما لم يطلع الله عليه موسى الكليم، نبي بني إسرائيل الكريم. وقد احتج بهذا المسلك بعينه الرماني على نبوة الخضر عليه السلام.

                          الثالث: أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام، وما ذاك إلا للوحي إليه من الملك العلام. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لان الولي لا يجوز له الاقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لان خاطره ليس بواجب العصمة، إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق. ولما أقدم الخضر على قتل ذلك الغلام الذي لم يبلغ الحلم، علما منه بأنه إذا بلغ يكفر، ويحمل أبويه على الكفر لشدة محبتها له فيتابعانه عليه، ففي قتله مصلحة عظيمة تربو على بقاء مهجته، صيانة لأبويه عن الوقوع في الكفر وعقوبته، دل ذلك على نبوته، وأنه مؤيد من الله بعصمته.
                          وقد رأيت الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي طرق هذا المسلك بعينه في الاحتجاج على نبوة الخضر وصححه. وحكى الاحتجاج عليه الرماني أيضا.
                          الرابع: أنه لما فسر الخضر تأويل الأفاعيل لموسى ووضح له عن حقيقة أمره وجلي، قال بعد ذلك كله: " رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى " يعني ما فعلته من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به وأوحى إلي فيه.
                          فدلت هذه الوجوه على نبوته. ولا ينافي ذلك حصول ولايته، بل ولا رسالته، كما قاله آخرون. وأما كونه ملكا من الملائكة فقول غريب جدا، وإذا ثبتت نبوته - كما ذكرناه، لم يبق لمن قال بولايته

                          وأن الولي قد يطلع على حقيقة الأمور دون أرباب الشرع الظاهر، مستند يستندون إليه، ولا معتمد يعتمدون عليه.

                          وجود الخضر في زماننا هذا ..

                          وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم، قيل لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة، وقيل لأنه شرب من عين الحياة فحيى. وذكروا أخبارا استشهدوا بها على بقائه إلى الآن.
                          وقد تصدى الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: " عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر " للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوالها وجهالة رجالها، وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد.
                          وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم البخاري وإبراهيم الحربي وأبو الحسين بن المنادى والشيخ أبو الفرج ابن الجوزي، وقد انتصر لذلك وألف فيه كتابا أسماه " عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر " فيحتج لهم بأشياء كثيرة: منها قوله: " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "، فالخضر إن كان بشرا فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح، والأصل عدمه حتى يثبت. ولم يذكر فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله.
                          ومنها: أن الله تعالى قال: " وإ
                          ذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري؟ قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ".
                          قال ابن عباس: ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه. وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق، لئن بعث محمدا وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه. ذكره البخاري عنه.
                          فالخضر إن كان نبيا أو وليا، فقد دخل في هذا الميثاق، فلو كان حيا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه، يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الأعداء إليه، لأنه إن كان وليا فالصديق أفضل منه، وإن كان نبيا فموسى أفضل منه.
                          لو كان الخضر حيا لكان من جملة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وممن يقتدى بشرعه لا يسعه إلا ذلك.
                          هذا عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان يحكم بهذه الشريعة المطهرة، لا يخرج منها ولا يحيد عنها، وهو أحد أولى العزم الخمسة المرسلين وخاتم أنبياء بني إسرائيل. والمعلوم أن الخضر لم ينقل بسند صحيح ولا حسن تسكن النفس إليه، أنه اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد، ولم يشهد معه قتالا في مشهد من المشاهد

                          وهذا يوم بدر يقول الصادق المصدوق فيما دعا به لربه عز وجل، واستنصره واستفتحه على من كفره: " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الأرض "، وتلك العصابة كان تحتها سادة المسلمين يومئذ، وسادة الملائكة حتى جبريل عليه السلام، كما قال حسان بن ثابت في قصيدة له، في بيت يقال إنه أفخر بيت قالته العرب:

                          وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد
                          فلو كان الخضر حيا، لكان وقوفه تحت هذه الراية أشرف مقاماته وأعظم غزواته.
                          قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي: سئل بعض أصحابنا عن الخضر: هل مات؟ فقال نعم. قال وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن الغباري قال: وكان يحتج بأنه لو كان حيا لجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                          نقله ابن الجوزي في العجالة.
                          فإن قيل: فهل يقال إنه كان حاضرا في هذه المواطن كلها ولكن لم يكن أحد يراه؟ فالجواب: أن الأصل عدم هذا الاحتمال البعيد الذي يلزم منه تخصيص العموميات بمجرد التوهمات. ثم ما الحامل له على هذا الاختفاء؟ وظهوره أعظم لاجره وأعلى في مرتبته وأظهر لمعجزته؟ ثم لو كان باقيا بعده، لكان تبليغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، وإنكاره لما وقع من الأحاديث المكذوبة، والروايات المقلوبة والآراء البدعية والأهواء العصبية، وقتاله مع المسلمين في غزواتهم وشهوده جمعهم وجماعاتهم، ونفعه إياهم ودفعه الضرر عنهم ممن سواهم، وتسديده العلماء والحكام، وتقريره الأدلة والاحكام، أفضل مما يقال عنه من كنونه في الأمصار، وجوبه الفيافي والأقطار، واجتماعه بعباد لا يعرف أحوال كثير منهم، وجعله لهم كالنقيب المترجم عنهم. وهذا الذي ذكرناه لا يتوقف فيه أحد فيه بعد التفهيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
                          ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما - عن عبد الله بن عمر:
                          أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ليلة العشاء ثم قال: " أرأيتم ليلتكم هذه؟ فإنه إلى مائة سنة لا يبقى ممن هو على وجه الأرض اليوم أحد ". وفي رواية " عين تطرف ". قال ابن عمر: فوهل الناس من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه، وإنما أراد انخرام قرنه قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، أن عبد الله بن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: " أرأيتم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد ".
                          وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الزهري.

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة


                            عين الحياة
                            ( عين الخلد )

                            أثناء رحله الملك ذي القرنين الأولى في أقصى الشمال مما يلي القطب الشمالي إلى قوم مغرب الشمس في عالم جوف الأرض الداخلي ذهب هو ووزيرة سيدنا الخضر ( علية السلام) للبحث عن عين في جوف الأرض تسمى عين الحياة ( عين الخلد ) من يشرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكون هو الذي يسأل الله تعالى الموت.. كما وردت في عدة روايات في السنة النبوية الشريفة كما يلي:

                            أولا : قال أبى إسحق النيسابوري المعروف بالثعلبي - رحمه الله - في كتابه : (قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ) تحت عنوان :
                            ( خبر دخول ذي القرنين الظلمات مما يلي القطب الشمالي لطلب عين الحياة ) ما يلي:

                            ( روى عن علي بن أبى طالب (كرم الله وجهه) أنه قال: ملك ذو القرنين ما بين المشرق والمغرب ، وكان له خليل من الملائكة اسمه رفائيل يأتيه ويزوره . فبينما هما ذات يوم يتحادثان إذ قال ذو القرنين : يا رفائيل ، حدثني عن عبادتكم في السماء . فبكى وقال : يا ذا القرنين ، وما عبادتكم بشيء من عبادتنا إن في السماء من الملائكة من هو قائم أبداً لا يجلس ومن هو ساجد لا يرفع رأسه أبداً ، ومنهم الراكع لا يستوي أبداً قائماً ، يقولون : سبحان الملك القدوس ، رب الملائكة والروح ، ربنا ما عبدناك حق عبادتك .
                            فبكى ذو القرنين بكاء شديداً ثم قال : إني لأحب أن أعيش فأبلغ من عبادة ربي حق طاعته . قال رفائيل : أوتحب ذلك ؟ قال نعم . قال : فإن لله عينا في الأرض تسمى عين الحياة فيها من الله بقدراتة ، إن من يشرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكن هو الذي يسأل ربه الموت .
                            قال ذو القرنين : هل تعلم موضع تلك العين ؟
                            قال الملك : لا ، غير أنا نتحدث في السماء أن لله تعالى في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان ، فنحن نظن أن العين في تلك الظلمة .
                            فجمع ذو القرنين علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة فقال لهم : أخبروني هل وجدتم فيما قرأتم من كتب وما جاءكم من أحاديث الأنبياء ومن كان قبلكم أن الله وضع في الأرض عيناً سماها عين الحياة ؟
                            قالوا لا . وقال عالم من العلماء : إني قرأت وصية آدم ، وصى أن الله تعالى خلق في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان ووضع فيها عين الخلد .
                            فقال ذو القرنين : فأين وصيته في الأرض ؟
                            قال : على قرن الشمس . فبعث ذو القرنين وحشر إليه العلماء والأشراف والملوك ، ثم سار يطلب مغرب الشمس ، فسار اثنتي عشرة سنة إلى أن بلغ طرف الظلمة ، فإذا ظلمة تقوم مثل الدخان ليست بظلمة ليل ، فعسكر هناك ، ثم جمع العلماء وقال : إني أريد أن أسلك هذه الظلمة .
                            قالوا : إنه من كان قبلك من الأنبياء والملوك لم يطلبوا هذه الظلمة فلا تطلبها ، فإنا نخاف أن يظهر عليك أمر تكرهه فيكون فيه فساد أهل الأرض .
                            فقال : لا بد من أن أسلكها .
                            قالوا : أيها الملك كف عنها ولا تطلبها فإنا لو نعلم أنك إن طلبتها ظفرت بما تريد ولم يسخط علينا ربنا لاتبعناك ، ولكنا نخاف العتب من الله عز وجل وفساد الأرض ومن عليها .
                            فقال : لا بد أن أسلكها .
                            قالوا : شأنك بها .
                            قال : أي الدواب بالليل أبصر ؟
                            قالوا : الخيل .
                            قال : فأي الخيل أبصر ؟
                            قالوا : الإناث .
                            قال : فأي الإناث أبصر ؟
                            قالوا : الابكار .
                            فجمع ذو القرنين ستة آلاف فرس بهذه الصفة ، ثم انتخب من عسكره أهل الجلد والعقل ستة آلاف رجل ، فدفع إلى كل رجل فرساً ، وعقد للخضر ( عليه السلام ) على مقدمته ألفين ، وبقي هو في أربعة آلاف .
                            وقال ذو القرنين للناس : لا تبرحوا من معسكركم هذا إلى اثنتي عشرة سنة ، فإن رجعنا إليكم وإلا فارجعوا إلى بلادكم .
                            فقال الخضر ( عليه السلام ): أيها الملك ، إنا نسلك ظلمة لا ندري كم المسير فيها ولا يبصر بعضنا بعضاً ، فكيف نصنع إذا ضللنا فدفع إلى الخضر خرزة حمراء وقال : حيث يصيبكم الضلال فاطرح هذه في الأرض فإذا صاحت فليرجع إليها أهل الضلال أين صاحت .

                            فسار الخضر( عليه السلام ) بين يديه ، يرتحل الخضر ( عليه السلام ) وينزل ذو القرنين ، فبينما الخضر( عليه السلام ) يسير إذ عرض له واد فظن أن العين فيه وألقى الله ذلك في قلبه ، فقام على شفير الوادي وقال لأصحابه : قفوا لا تبرحوا ، ورمى بالخرزة في الوادي ومكث طويلاً حتى أجابته الخرزة ، فطلب صوتها فانتهى إليها فإذا هي إلى جانب العين .
                            فنزع الخضر( عليه السلام ) ثيابه ثم دخل العين ، فإذا ماؤها أشد بياضاً من اللبن وأحلى من الشهد ، فشرب واغتسل وتوضأ ولبس ثيابه ، ثم رمى الخرزة نحو أصحابه ، فوقعت الخرزة وصاحت ، فرجع إلى صوتها حتى انتهى إلى أصحابه ، فركب وقال : سيروا على اسم الله .

                            ومر ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوماً وليلة ، ثم خرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر ، وإلى أرض حمراء ورملة خشخاشية ، فإذا هو بقصر مبني في تلك الأرض طوله فرسخ في فرسخ عليه باب ، فنزل ذو القرنين بعسكره ، ثم خرج وحده فدخل القصر ، فإذا حديدة قد وضع طرفاها على جانبي القصر من هاهنا وهاهنا ، وإذا طائر أسود يشبه الخطاف مزموم بأنفه إلى الحديدة ، معلق بين السماء والأرض ، فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين .
                            فقال : يا ذا القرنين ، أما كفاك ما وراءك حتى وصلت إلي ثم قال الطائر : يا ذا القرنين ، حدثني ؛ قال سل ؛ فقال : هل كثر بناء الآجر والجص في الأرض ؟
                            قال نعم ؛ فانتفض الطائر انتفاضة ثم انتفخ فبلغ ثلث الحديدة ، ثم قال : يا ذا القرنين ، هل كثرت شهادات الزور في
                            الأرض ؟ قال نعم ؛ فانتفض الطائر ثم انتفخ فملأ الحديدة وسد ما بين جداري القصر . ففرق ذو القرنين فرقاً عظيماً .
                            فقال الطائر : لا تخف . حدثني . قال سل .
                            قال : هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله ؟
                            قال لا ، فانضم الطائر ثلثه ثم قال : هل ترك الناس الصلاة المفروضة ؟
                            قال لا ، فانضم ثلثاه .
                            ثم قال : يا ذا القرنين ، هل ترك الناس غسل الجنابة ؟
                            قال لا ؛ فعاد الطائر كما كان .
                            ثم قال : يا ذا القرنين . اسلك هذا الدرج درجة درجة إلى أعلى القصر .
                            فسلكها وهو خائف وجل لا يدري على ماذا يهجم ، حتى انتهى إلى سطح ممدود ، عليه صورة رجل شاب قائم ، وعليه ثياب بيض رافعاً وجهه إلى السماء ، واضعاً يديه على فيه ، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين .
                            قال : يا ذا القرنين ، إن الساعة قد اقتربت ، وأنا منتظر أمر ربي يأمرني أن أنفخ فأنفخ ، ثم أخذ صاحب الصور شيئاً بين يديه كأنه حجر وقال : خذه يا ذا القرنين ، فإن شبع هذا شبعت ، إن جاع جعت ؛ فأخذه ونزل إلى أصحابه فحدثهم بأمر الطائر وما قال له وما رد عليه ، وما قال صاحب الصور .
                            ثم جمع علماء عسكره فقال : أخبروني عن هذا الحجر ما أمره ؟
                            فقالوا : أيها الملك ، أخبرنا عما قال لك فيه صاحب الصور .
                            فقال ذو القرنين : إنه قال لي إن شبع هذا شبعت وإن جاع جعت فوضعوا ذلك الحجر في إحدى كفتي ميزان وأخذوا حجراً مثله فوضعوه في الكفة الأخرى ثم رفعوا الميزان فإذا هو يميل ، فوضعوا معه آخر فإذا هو يميل بهن فلم يزالوا يضعون حتى وضعوا ألف حجر فمال بالألف جميعاً ، فقالوا : انقطع علمنا دون هذا الحجر لا ندري أسحر هو أم علم ما نعلمه

                            فقال الخضر( عليه السلام ): نعم أنا أعلمه ، فأخذ الميزان بيده ثم وضع الحجر في كفتها وأخذ كفاً من تراب فجعله في الكفة الأخرى ثم رفع الميزان فاستوي . فخرت العلماء سجداً لله تعالى وقالوا : هذا علم لم يبلغه علمنا .
                            فقال الخضر ( عليه السلام ): أيها الملك ، إن سلطان الله عز وجل قاهر لخلقه ، وأمره نافذ فيهم ، وحكمه جار عليهم ؛ وإن الله تعالى ابتلى خلقه بعضهم ببعض ، فابتلى العالم بالعالم ، والجاهل بالجاهل ، والعالم بالجاهل ، والجاهل بالعالم ؛ وإنه ابتلاني بك وابتلاك بي .
                            قال ذو القرنين : صدقت ، فأخبرني ما هذا ؟
                            فقال الخضر : أيها الملك ، هذا مثل ضربه لك صاحب الصور ، إن الله تعالى مكن لك في البلاد ، وأعطاك منها ما لم يعط أحداً ، وأوطأك منها ما لم يوطئ أحد ، فلم تشبع ، وآتيت نفسك شرها ، حتى بلغت من سلطان الله ما لم يطأه إنس ولا جان ، فهذا مثل ضربه لك ، إن ابن آدم لا يشبع أبداً دون أن يحثي عليه التراب ، ولا يملأ جوفه إلا التراب .
                            فبكى ذو القرنين وقال : صدقت ، لا جرم أني لا طلبت أثراً في البلاد بعد مسيري هذا حتى أموت ، ثم انصرف راجعاً .
                            فلما توسط الظلمة وطئ وادي الزبرجد ، فقال من معه لما سمعوا الخشخشة تحت حوافر دوابهم : ما هذا أيها الملك ؟ فقال : خذوا منه فإنه من أخذ منه ندم ، ومن تركه ندم .

                            فمنهم من أخذ ، ومنهم من ترك .
                            فلما خرجوا من الظلمة إذا هو الزبرجد .
                            فندم الآخذ كونه لم يكثر ، والتارك كونه لم يأخذ .
                            قال : فقال النبي (رحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر بوادي الزبرجد في المبتدأ ما ترك منه شيئاً حتى أخرجه إلى الناس لأنه كان راغباً في الدنيا ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها " ثم رجع ذو القرنين إلى العراق وملك ملوك الطوائف كلها، ومات في طريقه قبل وصوله بشهر )

                            ثانيا : وذكر هذه القصة أيضا مع بعض الاختلافات اليسيرة الإمام الحافظ / جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في كتابه : [ الدر المنثور في التفسير بالمأثور]

                            وبناء على ما جاء في الرواية السابقة التي تصف لنا تفاصيل رحله الملك ذي القرنين الى أقصى الشمال مما يلي القطب الشمالي إلى قوم مغرب الشمس في عالم جوف الأرض الداخلي للبحث عن عين الحياة ( عين الخلد ) التي من يشرب منها لم يمت أبداً حتى يكون هو الذي يسأل الله تعالى الموت يمكن أن نعرف أن عين الحياة ( عين الخلد ) التي كان يبحث عنها ذي القرنين ووزيرة سيدنا الخضر تقع في مدينة عَدْن جنة الله في أرضة ومهد الجنس البشري التي توجد ببلاد أمم وأقوام يأجوج ومأجوج تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي..!!

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            بارك الله فيكم اخي محمد على مجهوداتكم معنا ولا حرمك ربي الاجر
                            هناك ملاحظة على مشاركتك الاخيرة
                            القصة الواردة في موضوعك هي من كتب الرافضة
                            وهي وردت في كتاب ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠٠ )
                            وقد رد الشيخ الشيخ ابن جبرين رحمه الله في مقال منفصل بعنوان

                            (ما جاء في قصة ذي القرنين وطلبه لعين الحياة التي في الظلمات
                            )



                            الثابت من قصة ذي القرنين هو ما قصه الله تعالى مجملا في سورة الكهف وأما قصة دخوله في تلك الظلمة وشربه من ماء الحياة، فنقول: إن هذا لم يثبت ولم يكن عليه دليل واضح فلأجل ذلك نتوقف فيه ونقول: الله أعلم بحقيقة الحال قد عرف بأن الحياة الدنيا ليست بدار قرار وأنه ليس أحد يبقى فيها ولا يأتي عليه الموت.
                            والحكايات التي يذكرونها أنها أن هناك من هو حي كالخضر وإلياس وذو القرنين وأنهم باقون لا يموتون كل هذه حكايات لا أصل لها بل الواقع يكذبها، فمن ادعى أن هناك نهر يسمى نهر الحياة وأن من شرب منه فإنه يحيا ولا يموت فإن هذا غير صحيح فهذه القصة التي فيها أنها ذا القرنين سأل هؤلاء الملائكة وأخبروه بهذه العين وأخبروه بهذه الظلمة، وأنه سار ومن معه حتى وصلوا إلى هذه الظلمة التي لا يدخلها أحد وأنه عزم على دخولها، إلى آخر ما ذكر في هذه القصة نرى أنها إسرائيليات لا تصدق ولا تكذب.
                            ولكن الدلائل على أنها غير صحيحة ظاهرة لمن تأملها والقصص التي يذكرونها أن إلياس حي وأنه اتصل به فلان ورآه فلان هذه أيضا ليست صحيحة، والقصص التي يذكرون فيها حياة الخضر وأنه نبي وأنه حي ما مات وأنه باق وأنه لقيه فلان ولقيه فلان وكلمه وقال: أنت الخضر هذه أيضا لا حقيقة لها، قد أثبت العلماء أنه لا يبقى أحد معمر بل الله تعالى هو الحي الذي لا يموت قال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وقال: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وقد استدل البخاري -رحمه الله- على موت الخضر وغيره بالحديث الذي في الصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم - قال في آخر حياته: أرأيتم مائة سنة بعد هذا فإنه لا يبقى على وجه الأرض نفس منفوسة إلا ماتت يريد بذلك انقضاء قرنه؛ يعني أنه في ذلك القرن يموت من كان على وجه الأرض الآن وليس المراد موت الخلق كلهم يريد أن الموجودين على وجه الأرض في تلك الساعة لا يأتي عليهم مائة سنة إلا وقد انقضوا وولد غيرهم وعاش من بعدهم، هكذا جاء هذا الحديث مفيدا أنه لم يكن أحد باقي إلا الله تعالى.
                            قال الله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قد حدد الله تعالى الآجال العادة والمتبع أنه يقل أن يتجاوز الإنسان التسعين من السنين ومن جاوز التسعين أو جاوز المائة فإنه نادر والأغلب موتهم في السن المبكرة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم - أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجاوز ذلك لكن قد يكون في الأمم السابقة من يمد في عمره كما حكى الله تعالى عن نوح أنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما أي مكث في قومه يدعوهم تسعمائة وخمسين سنة فيمكن أن هذا من خصائص نوح ويمكن أن الأنبياء وأن أهل ذلك الزمان تطول أعمارهم.
                            وقد ورد أيضا في حديث أن الله جعل عمر آدم ألف سنة هذا قد يكون أيضا من خصائصه ويمكن أن أول الخلق في ذلك الزمان تكون أعمارهم طويلة إلى أن تقاصروا وصاروا في هذا الزمان لا يتجاوزون المائة إلا نادرا، ثم في هذه القصة أن ذا القرنين أنه مشى على الأرض وصل مطلع الشمس ووصل مغربها؛ قد ذكر بعض العلماء أن الذين ملكوا الدنيا أربعة مسلمان وكافران؛ أما المسلمان فذو القرنين وسليمان وأما الكافران فالنمرود وبختنصر لما ذكر ذلك ابن كثير توقف في ذلك وقال: الله أعلم بصحة ذلك.

                            فليس في قصة ذي القرنين أنه ملك الدنيا، وإنما فيها: إنه سار في جانب منها وقد يكون سيره في طريق واحد إن مر بهم قاتلهم إلا أن يسلموا ولا يمكن أنه يسير في جوانب الأرض شمالا وجنوبا فإن الأرض واسعة وأيضا فإنه انتهى سيره في جهة الغرب إلى تلك العين الحمئة ولم يتجاوزها ولا بد أن بعدها خلق لم يبلغهم وكذلك أيضا مطلع الشمس وصل إلى مكان تطلع منه الشمس ولا بد أيضا أن وراء الشمس وراء مطلعها خلق الله أعلم بهم فهل يقال إنه ملك الدنيا .
                            كذلك أيضا إن ما ذكر الله تعالى أنه يمر بهؤلاء فيقاتلهم إلى أن يسلموا فيمر على المسلمين فيثبتهم ويجازيهم يقول الله عنه: أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا يعني يعذبه إما بقتال وإما بحبس وإما بتأديب وإما بضرب أو جلد أو نحو ذلك فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ يدل على أن عذابه في الدنيا لا يكفي عن عذابه في الآخرة، بل الله تعالى يعذبه في الآخرة بالعذاب الأشقى الذي هو عذاب النار، وأنه يقول: مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى يدل على أنه يجازي من آمن جزاء الحسنى فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا فهذه سيرته.
                            ولا شك أنه إنما يسير فيمن حوله ويمكن أن الله تعالى سخر له؛ سخر له الريح أو سخر له البحار حتى تحمله وتقربه إلى ما يريد أو سخر له من الدواب ما يسير به سيرا سريعا إلى أن وصل إلى ما وصل إليه.
                            وأما سليمان فقد ذكر الله تعالى أنه سخر له الريح غدوها شهر ورواحها شهر أي أنها تحمله في أول النهار مسيرة شهر وفي آخر النهار مسيرة شهر، ولكن ذلك لا يدل على أنه ملك الدنيا كلها.
                            فالواقع أن القصص التي ذكرت في القرآن مجملة يؤمن بها المسلمون ويقولون هذا مما أخبر الله به فنصدقه ونرد على من ينكرها أو يكذب بوقوعها أو يقول: إنها غير مرئية أو غير مشاهدة أو أين هي، فإن أرض الله تعالى واسعة ولم يحيطوا علما بما على وجه الأرض، فكيف مع ذلك يكذبون بأشياء لا يحيطون بها يقول الله تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ أي إلا بما علمهم وأطلعهم عليه وأمر الأمم السابقة قد أخبر الله تعالى ببعضه ولم يخبر به جميعا يقول الله تعالى: وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ويقول تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ .
                            والحاصل أن سبب نزول هذه القصة مجملة سؤال كفار قريش لليهود وإخبار اليهود بأنه له خبر عجيب، وكذلك أيضا قصة الكهف وأصحاب الكهف لهم خبر عجيب ولكن ليس ذلك بعجيب على قدرة الله تعالى، فإنه على كل شيء قدير وإنه قد أحاط بكل شيء علما وإن العباد مهما حاولوا لا يحيطون بعلمه الذي وسع كل شيء يقول تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فإذا كان كرسيه وسع هذه المخلوقات السماوات والأرض ونسبة الكرسي إلى العرش أيضا نسبة صغيرة فالإنسان مهما بلغ من العلم عاجز عن أن يحيط بعلم الله.

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              سسبحاان الله وبحمده سسبحان الله العظيم




                              تعليق

                              يعمل...
                              X