إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعارف الســرّية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعارف الســرّية



    المعارف الســرّية

    إن كل من يتعمّق في دراسة الدلائل والإثباتات التاريخية سيتوضّح لديه، رويداً رويداً، حقيقة أن الكرة الأرضية كانت في يوم من الأيام مأهولة بحضارات قديمة متطوّرة جداً استطاعت التوصّل إلى فهم الفيزياء والإحداثيات الدقيقة الكامنة وراء الأحداث التي نعيشها اليوم على الأرض والنظام الشمسي والكوني بشكل عام. تلك الحضارات جاهدت بقدر الإمكان من أجل حفظ وصون إرثها الثقافي المتطوّر لكي نتمكن نحن فيما بعد من اكتشاف الحقائق الكونية الأزلية التي توصّل إليها هؤلاء الأسلاف القدماء جداً. إن أكثر الآثار وضوحاً التي خلفتها تلك الحضارات وراءها هي الصروح الجبّارة المنتشرة حول العالم، والمؤلفة من أحجار عملاقة تزن مئات الأطنان، والتي هي أكثر تعقيداً وأكبر حجماً من أن تتعامل معها أي تقنية متطورة توصل إليها الإنسان العصري.منذ زمن بعيد جداً ، فإن المعارف السرية "الحكمة الأصيلة" قد تم حجبها عن أغلبية الناس في جميع أنحاء العالم. وهذه العلوم السرية كانت من بقايا معارف الحضارات المتطوّرة جداً و المندثرة منذ زمن سحيق، مثل حضارتي أطلنطس و راما الأسطوريتين. فالتطوّر التكنولوجي لهذه الحضارات المندثرة كان أكثر رقياً وتطوراً من ما نشهده اليوم، بما في ذلك قدرة التغلّب على الجاذبية، هذه التقنية التي استخدمت للأسفار الفضائية كما لرفع أحجام حجرية عملاقة لبناء الصروح الجبارة مثل الأهرامات والأبنية المقدّسة التي يمكن مشاهدتها حول العالم. وكان لدى الأطلنطيين أيضاً، نوع من التقنية التي وفّرت كميات هائلة من الطاقة لتشغيل جميع الأجهزة والآلات التي كانت بحوزتهم، وهذه الطاقة كانت تُستخلص من الفراغ الجوي المحيط، والذي أشار إليه الإغريق بـ"الأيثر" aether، والذي معناه "يشعّ" (من إشعاع). وفي الحقيقة، فإن كلمة "بيراميد" (أي هرم باللغة الإغريقية) هي من قسمين: "

    بايرَ" Pyre و "أميد" Amid، مما يعني: "..النار في الوسط.." هذا يعني أن هناك نوع من إنتاج للطاقة في هذا النوع من المجسّمات الهندسية. بالإضافة إلى التكنولوجيا، كان الأطلنطيون أكثر إلماماً بالجانب الروحي، الفطري، والرمزي من الحياة، وهذا مجال أصبحت حضارتنا الحالية بعيدة كل البعد عنه.
    لقد تلاشت هذه المعرفة المتطوّرة تدريجياً نتيجة لكوارث كبيرة حلّت بالأرض وما عليها كالطوفان العظيم. ولكن مع مرور الوقت وعبر العصور المتعاقبة عادت هذه المعلومات المفقودة للبروز بين المنتمين للمدارس السرّية الكبرى Great Mystery Schools، الذين قاموا بعزل أنفسهم عن باقي البشر كي يحافظوا على هذه المعارف وتناقلوه عبر الزمن بواسطة تابعين مختارين بعناية. هؤلاء التابعون كانوا حكماء ومتصوفين كما كانوا أيضاً فقهاء، وأطباء يعملون في شفاء الناس، وفلاسفة، كفيثاغورس الذي كان كما يقال متأثراً جداً بحضارة درويد Druid culture (درويد تطلق على الكهنة لدى قدامى الإنكليز).وتشير مصادر كثيرة إلى أن أفلاطون تلقى المعلومات عن أطلنطس، بشكل سرّي، من كبار الكهنة في مصر، وقد أدى كشفه لهذه الأسرار إلى حصول خلاف كبير في أوساط هذه الطبقة الكهنوتية الغامضة في ذلك الوقت. يمكن اعتبار هذه المعلومة الصغيرة، والتي تم نشرها بالنصوص الفلسفية في تلك الفترة، كمفتاح أوّلي يؤدي إلى حل اللغز الجوهري القائم. وحسب هذه المصادر (خاصة كتابات أفلاطون)، يُعتبر كهنة مصر من إحدى المجموعات الصغيرة (المنتشرة حول العالم) والتي انفصلت من الكيان الأساسي الذي كان قائماً (مجموعات أخرى تتضمّن كهنة التبت، والفيدا في الهند، والمايا في أمريكا الجنوبية، وكهنة الدرويد في أوروبا، والشمانيون الكبار في كل من أمريكا الشمالية وأفريقيا)، وهذه المجموعات التي كانت مؤتمنة على حفظ وصيانة ما يعتبرونه "الشعلة المقدّسة القديمة"، وهذا المصطلح يمثّل الإلمام الشامل بعلم الكون، الفيزياء، والعلوم الروحانية العائدة أساساً لأطلنطس و"راما" (وغيرها من حضارات عتيقة لازالت مجهولة)، والتي أشير إليها أيضاً بـ"التقليد" The Tradition، أو "الأسرار" The Mysteries. وكانت تُتلى أقسام وتعهدات صارمة بعدم إفشاء السرّ عن هذه العلوم التي سيتعرّف عليها المنتسب الجديد إلى الكيان السرّي، وكانت عقوبة كل من ينقض هكذا تعهّد هي الموت تعذيباً وبالألم الشديد.

    من المعروفة جيداً اليوم بأن الكيانات المتفرّعة من هذه المجموعات السرّية هي قائمة حتى الآن من خلال منظمات مثل الماسونية التي لديها تأثير كبير بين أرقى طبقات النخبة الاجتماعية حول العالم.

    لقد تم نشر وكشف الكثير من المعلومات المهمة حول هذه "المجتمعات السرّية" وتعاليمها الخاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين. وفي العام 1928م، نشر الفقيه الماسوني ذو الدرجة 33 (أعلى رتبة في الماسونية)، "مانلي بالمر هول" Manly Palmer Hall، كتاباً مهماً جداً بعد إلمامه الواسع بالمعلومات التاريخية السرية من خلال انتماؤه لهذا المحفل الظلامي، فاضحاً الكثير من التفاصيل التي ساهمت في تشكيل الصورة الشاملة التي كانت تمثّل لغزاً قائماً عمره آلاف السنين. هذا الكتاب الذي يحمل العنوان

    "التعاليم السرّية لكل العصور "The Secret Teachings of All Ages،

    يمثّل موسوعة كاملة متكاملة تلخّص الفلسفة المشفّرة لكل من الماسونية، الهرمزية (نسبة لهرمز الهرامزة)، القبلانية، الروزيكروسية (نسبة لجمعية الصليب الوردي)، حيث تم ترجمة المعاني الحقيقية للتعاليم السرّية المستترة وراء حجاب الطقوس، القصص الرمزية المشفّرة، وأسرار جميع العصور المتعاقبة. هذا الكتاب هو الأشهر من نوعه على الإطلاق، وبدون ظهوره إلى الوجود، لكان من الصعب جداً تكوين صورة واضحة وشاملة عن ما كان سائداً في العالم القديم وكيف تم المحافظة على هذه المعرفة عبر الزمن

    الصورة العامة عن فترة ازدهار أطلنطس، والتي رسمها الكاتب "هول" وغيره من المراجع الأخرى، تظهر عالماً يختلف تماماً عن ما نعرفه عنه اليوم. كانت أطلنطس إحدى الحضارتين المتطورتين الرئيسيتين التين سادتا معاً على كوكب الأرض في تلك الفترة، حيث الحضارة الأخرى كانت إمبراطورية "راما"، التي كانت متمركزة في الهند. لازال هناك مخطوطات ووثائق تعود لإمبراطورية "راما" موجودة حتى اليوم، وهي متوفّرة للجميع للإطلاع عليها ودراستها، ويسميها الهنود بالـ"فيدا" Vedas، وفي هذه النصوص القديمة نجد إشارات كثيرة إلى تكنولوجيا متقدمة جداً، بما في ذلك آلات طائرة معقّدة تُسمى "الفيمانا" Vimana وكذلك الأسلحة المثيلة للنووية. يقول المؤرّخ والباحث "ديفيد هاتشر تشيلدرس" David Hatcher Childress، في كتابه "طائرات الفيمانا في الهند القديمة وأطلنطس"

    يتبع


  • #2



    ".. كانت الهند قبل 15.000 سنة معروفة بإمبراطورية "راما"، وكانت مُعاصرة لأطلنطس. لازال هناك كم هائل من النصوص والمخطوطات التي تشهد على الحضارة المتقدمة جداً والتي، حسب تلك النصوص، تعود لأكثر من 26.000 سنة. لقد دُمّرت هذه الحضارات نتيجة حروب شرسة وحصول تغيرات جذرية في طبيعة كوكب الأرض، مخلفة ورائها جيوب معزولة من الحضارات الصغيرة.." إنه ليس مفاجئاً على المهتمين بهذا الموضوع اكتشاف آثار عملاقة تعود لمدينة غارقة مقابل سواحل "غوجارات" في الهند. هذا الموقع الأثري الذي، حسب نتائج الأبحاث، لا يمكن أن يكون فوق مستوى المياه قبل 9000 سنة. قبل 12.000 سنة، كان مستوى الرقي والتحضّر عند "راما" و"أطلنطس" أرفع بكثير من أن نقارنه بمستوى الحضارة اليوم. وكما صراع الحضارات القائمة اليوم على كوكبنا، انتهى الأمر بدخول هذين العملاقين في حرب ضروس استعرت بينهما. لقد بدأ الأطلنطيون ببرنامج نشر وترسيخ علومهم الراقية بين الحضارات الأقلّ تطوراً، مباشرة بعد أن تم تدمير قارتهم الصغيرة نتيجة للحرب والكوارث الجيولوجية التي حلّت بها، حيث أدّت إلى غرقها بالكامل حوالي 9600 قبل الميلاد. قبل ذلك بقليل، غادر الجزيرة بعض من الذين تنبؤا بحتمية هذا المصير، ووجدوا ملاجئ لهم بين المجتمعات البشرية الأقلّ تطوراً، قسم من هذه المجموعة استقرّ في أمريكا الجنوبية والشمالية، وهناك من استقرّ في أوروبا، أفريقيا وآسيا. كتب "هول" في كتابه "التعاليم السرّية لكل العصور":".. تسلّم العالم من الأطلنطيون، ليس فقط الإرث الفني والحِرفي، الفلسفة والعلوم، علم الأخلاق والأديان، بل تسلّم أيضاً إرث الكره والضغينة، النزاع وفن التآمر، الفساد والانحراف. كان الأطلنطيون هم البادئون في الحرب الأولى، وقيل أن جميع الحروب التي تلت كانت عبارة عن جهود غير مجدية لتبرير الحرب الأولى، وتصحيح الخطأ الذي سببته. قبل غرق أطلنطس، غادرها الحكماء المتنورون روحياً، الذين تأكّدوا من أن مصير وطنهم هو الهلاك لأنه انحرف عن طريق النور. حاملين معهم التعاليم السرّية والمقدّسة، تمركزوا في مصر، حيث أصبحوا حكامها المقدسين الأوائل. إن معظم التقاليد الكبرى التي تحدثت عن نشوء الكون، والتي تشكّل الأساس لجميع الكتب المقدّسة في العالم تستند أولاً على الطقوس السرّية الأطلنطية.." في النصف الغربي من الكرة الأرضية، من المحتمل أن التأثير الثقافي الأطلنطي متجسّد في روزنامة المايا Mayan Calendar، هذا التقويم الزمني المذهل بدقّة تنبؤاته، وكذلك في التقاليد الروحية لمجموعات هندية محلية أخرى. أما في النصف الشرقي من الكرة الأرضية، يمكن أن نجد هذا التأثير المزدوج (ثقافة "راما" و"أطلنطس" معاً) متجسّد عند كل من المصريين، السومريين، الأشوريين، البابليين، الكلدانيين، السلتيين، الدرويديين، التبتيين، الإغريق، وكذلك الأديان السماوية الثلاث، والهندوسية، الزردشتية، الطاوية، البوذية، وهناك أيضاً مجموعة متنوعة من المجتمعات والمحافل السرّية المختلفة أو "المدارس السرّية" التي برزت عبر الزمن، حيث يمكن تعداد لائحة ببعض أسمائها:المحفل الأطلنطي Atlantean،
    المجتمع السرّي الهندوسي/الفيدا/الراماوي
    Hindu / Vedic / Raman،
    المحفل السحري
    Hermetic،
    محفل الهرم
    Pyramidic،
    محفل دائرة الأبراج
    Zodiacal،
    المحفل المصري
    Egyptian،
    المحفل السلتي/الدرويدي
    Celtic / Druidic،
    محفل ميثرا
    Mithraic،
    المحفل السيرابي
    Serapean،
    المحفل الأوديني/ القوطي
    Odinic / Gothic،
    المحفل الإلوسي
    Eleusinian،
    المحفل الأورفيوسي
    Orphic،
    محفل باخوس
    Bacchic،
    المحفل الدايونيسي
    Dionysiac،
    المحفل الكابيري
    Cabiric،
    مدرسة فيثاغورث
    Pythagorean
    ، مدرسة إيسين Essenic،
    مدرسة أفلاطون
    Platonic،
    المحفل السليماني
    Solomonic،
    المجتمع الصوفي القبلاني
    Quabbalistic،
    المحفل العبراني
    Hebraic،
    المدرسة الغنوصطية
    Gnostic،
    المحفل المسيحي
    Christian،
    المحفل الاسكندينافي
    Scandinavian،
    محفل الملك آرثر
    Arthurian،
    مدرسة الكيما
    Alchemical،
    فرسان الهيكل
    the Knights Templar،
    نظام الحشّاشين
    the Order of the Assassins،
    نظام البحث
    the Order of the Quest،
    نظام الصليب الوردي
    Rosicrucian،
    المحفل الماسوني/الباكوني (نسبة لفرانسيس باكون)
    Baconian / Masonic (Freemasonry)،
    بناة حرم آديتوم
    Builders of the Adytum (BOTA)،
    نظام معبد الشرق
    Ordo Templi Orientalis (OTO)،
    مجتمع فقهاء جيسون
    JASON society،
    مجتمع الجمجمة والعظام
    the Skull and Bones society،
    المجتمع الصوفي الإسلامي السرّي
    the Islamic mysteries،
    تعاليم المايا المقدّسة، والإرث الشاماني الهندي الأمريكي المتنوّع والواسع.... إلى آخره
    من المهم أن نتذكّر بأن ضمن كل محفل أو نظام أو مدرسة مذكورة في الأعلى هناك كم هائل من المعلومات والتعاليم التي تتطلّب قدراً كبيراً من الاستيعاب والهضم، حيث كل من هذه الكيانات السرّية لها كتباً خاصة بها بحيث تحتوي على علوم راقية لكنها لازلت سرّية حتى اليوم. كانت السرّية تشكّل دائماً العامل الرئيسي، كما يشير "مانلي بالمر هول" في إحدى فقرات كتابه:".. إن كل من يتعمّق في الفكر الفلسفي وجب عليه أن يكون مطلعاً على تعاليم هؤلاء الكهنة المختارين والمخصصين لحراسة وصون "مصدر الوحي المقدّس". تدّعي هذه المجموعات والمدارس السرّية بأنها حارسة العلم الخارق الماورائي الذي هو عميق جداً وهائل جداً بحيث يصعب فهمه واستيعابه إلا من قبل هؤلاء الذين يتمتعون بقدرة عقلية مناسبة، والصحّة الشديدة. ولا يمكن كشف هذا العلم بأمان سوى للذين استغنوا عن طموحاتهم الشخصية وكرّسوا حياتهم للخدمة غير الأنانية للبشرية. إن سمو مقام هذه المؤسسات المقدّسة وصحّة إدعاءها بأنها "تحوز على الحكمة الكونية" قد تم تأكيده من قبل ألمع الفلاسفة القدماء وأكثرهم شهرة، والذين كانوا مطلعين على هذه التعاليم السرّية وكانوا شهوداً على تأثيرها وفعاليتها.لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو: إذا كانت هذه المؤسسات السرّية القديمة تتمتع بكل هذا الشأن والأهمية والتفوّق، لماذا ليس هناك سوى القليل من المعلومات عنها وعن المعلومات السرّية التي تدّعي بأنها تخفيها؟ الجواب هو بسيط جداً: كانت هذه الكيانات العلمية عبارة عن مجتمعات سرّية، تلزم المنتسبين إليها بحرمة إفشاء السرّ، وتثأر مِن كل مَن يخون هذا الالتزام المقدّس بالموت. رغم أن هذه المدارس مثّلت مصدر الإلهام الأساسي لمذاهب فكرية كثيرة روّجها الفلاسفة القدماء، إلا أن المصدر الحقيقي لهذه المذاهب لم تُكشف للدنيويين والمجدّفين. بالإضافة إلى أنه مع مرور الزمن أصبحت التعاليم الخاصة بتلك المذاهب مرتبطة بالأشخاص الذين روّجوا لها ونشروها بين الناس، وبقي المصدر الحقيقي ـ المدارس السرّية ـ مجهولاً تماماً.."في الفقرة التالية، يشرح "بالمر هول" كم حُفظ من هذا العلم القديم من خلال استخدام الرموز (أي تم تشفيره). هذا جعل تلك المعلومات الثمينة تُخزّن على مرأى الجميع، فتتجسّد على شكل هياكل فيزيائية، روايات خرافية ونصوص مقدّسة، ومع ذلك تبقى محجوبة عن الجميع بسبب طبيعتها المشفّرة، بحيث لا يمكن فكّ رموزها سوى من قبل الذين سبق وحازوا على العلوم السرّية القديمة بدرجة معيّنة. يقول "هول":".. إن الرمزية هي لغة العلوم السرّية. فيها تكمن ليس فقط التعاليم الروحانية والفلسفية، بل علوم الطبيعة ككل، حيث كل قانون وقوّة معروفة في الكون تم تجسيدها بطريقة تناسب الإدراك البشري المحدود من خلال طريقة الترميز والتشفير. إن كل شكل من أشكال الوجود في هذا الكون المتنوّع جداً، تم ترميزه. من خلال الرموز، لم يتواصل البشر مع بعضهم سوى بالأفكار التي تبرزها اللغة المكتوبة، أما الأفكار التي تكمن ما وراء تلك اللغة فتبقى مجهولة. بعد رفض اللهجات التي يستخدمها الإنسان بصفتها تافهة، غير ملائمة، وغير جديرة بتخليد الأفكار المقدّسة، قرّر حراس "الأسرار الكونية" استخدام الترميز كوسيلة بارعة ومثالية لحفظ علومهم الخارقة. من خلال شكل واحد (رقم أو صورة أو نموذج)، يمكن للرمز أن يكشف أو يحجب، حيث أنه بالنسبة للحكيم يبدو الرمز واضحاً، بينما للجاهل يبدو الشكل غامض وغير مفهوم. وجب على كل من يتوخّى كشف أسرار التعاليم القديمة أن لا يبحث في محتويات صفحات الكتب التي قد تقع في أيدي التافهين غير الجديرين، بل في الباطن الذي حُجبت فيه أصلاً.
    يتبع

    تعليق


    • #3


      كم كان القدماء بعيدي النظر. لقد تنبهوا إلى حقيقة أن الدول والأوطان تأتي وتذهب، وأن الإمبراطوريات لا بد من أن تنهار، وأن العصور الذهبية حيث الفنون، العلوم، والمثل العليا يتلوها دائماً العصور المظلمة حيث الجهل والتوحّش والخرافات. حاملين في ذهنهم وبشكل أساسي الحاجة إلى إيجاد أخلاف وسلالة صالحة لإكمال المسيرة، تجاوز عقلاء الزمن القديم أقصى الحدود للتأكّد من أن علمهم محفوظ بأمان. حفروها على وجوه الجبال وأخفوها في مقاسات الصور العملاقة، وكل منها كان بالفعل أعجوبة هندسية بحد ذاتها. أخفوا علوم الكيمياء والرياضيات في الروايات الخيالية والخرافات بحيث يخلّدها الجهلاء، أو في جسور القناطر التابعة لمعابدهم التي لم يمحوها الزمن أو يطمسها طوال هذه المدّة. لقد كتبوها بطريقة تجعلها محصّنة من التخريب البشري وقسوة العوامل البيئية المدمّرة.يحدّق الإنسان اليوم باحترام ومهابة وتبجيل إلى الصروح الجبارة كالأهرامات القابعة وسط رمال مصر، أو الهرم المدرّج في "بالانك" (يعود لحضارة المايا في المكسيك)، جميعها تمثّل شواهد صامتة على فنون وعلوم الماضي الضائعة.

      ووجب على هذه الحكمة أن تبقى محجوبة، إلى أن يتمكن هذا العرق البشري من قراءة اللغة الكونية ـ "الرمزية".
      إن الهدف من الكتاب الذي أبدأ به هذه المقدمة هو إثبات حقيقة أنه في الصور الرمزية، الحكايات الرمزية وخرافات وطقوس القدماء يكمن علوم سرّية تتناول أسرار الحياة العميقة، وهذه التعاليم قد حُفظت بالكامل في يد مجموعة صغيرة من العقول المختارة منذ بداية العالم. وبعد مغادرتهم الحياة، خلف هؤلاء الفلاسفة المتنورون منهجهم بحيث يستطيع غيرهم أيضاً فهمه واستيعابه. لكن من أجل تجنّب وقوع هذا المنهج في أيدي غير متحضّرة حيث يتم تحريفها، بقيت هذه الأسرار العظمى مخفيّة بحجاب الرمزية والحكايات الخرافية. وكل من تمكن اليوم من اكتشاف مفاتيحها الضائعة يستطيع من خلالها فتح المخزن المحتوي على كنز الحقائق الفلسفية والعلمية والدينية.." نستخلص من خلال الفقرة السابقة، أن العلوم المقدّسة القادمة من أطلنطس (والحضارات الأخرى المعاصرة لها) والمتناولة لأعمق أسرار الحياة والكون، تمثّل واقعاً بعيداً جداً عن ما تتبناه الجماهير الدنيوية المدنّسة، والتي لم تكن منتسبة إلى حلقة "التقاليد القديمة". يوضّح "هول" نقطة مهمة في نهاية الفقرة حيث أن هؤلاء الذين يتمكنون من اكتشاف المفاتيح الضائعة للحكمة القديمة يستطيعون من خلالها فتح المخزن المحتوي على كنز الحقائق الفلسفية والعلمية والدينية.

      في هذا الكتاب الذي بين أيديكم، ستجدون إعادة بناء لبعض أجزاء المعرفة العلمية لدى القدماء، وهذه المعلومات مدعومة بأحدث الاكتشافات العصرية في مجال الفيزياء والكيمياء والهندسة، ربما يتمكن الباحثون العصريون من إيجاد بعض المفاتيح الضائعة. ومن خلال هذه المفاتيح القديمة نستطيع فعلاً اكتشاف مخزن كبير من الحكمة الروحية التي اقتربنا في هذا العصر الحديث (المتطوّر بنظرنا) من فقدانها إلى الأبد.


      إذاً، فقد تم المحافظة على السرية التامة من قبل هذه الجمعيات الخفية لتجنب الاضطهاد ولكي لا تقع هذه المعارف القوية جداً في أيدي من قد يستخدمها لغايات غير مستقيمة. لكن مع مرور الوقت تشوّهت هذه المعارف وطُمست واختلطت بشوائب من الأساطير والخرافات حيث غالباً ما تناقلتها الأجيال المتتالية شفهياً، كما كانت الحال مع الكهنة السيلتييين (بلاد السيلت في أوروبا) the Celtic Druids حيث تم تشفير جميع الوثائق المكتوبة فتحوّلت إلى رموز، ولم يكن يعرف كيفية فك الشيفرة سوى الأتباع المنتقين بعناية. وقد حصلت اللقاءات بين هؤلاء الكهنة في جميع أنحاء العالم وتم المحافظة على السرية من خلال الرموز والشيفرات السرية التي تشير إلى أماكن التقائهم. ويتم تطبيق هذه الطريقة حتى اليوم بين المجموعات السحرية و المحافل الماسونية المختلفة. وفي النهاية، وكما هي الحال دائماً، فإن عدداً كبيراً من هذه المجموعات السرّية، والتي كانت أولاً عبارة عن أقسام فرعية من النظام الأساسي، بدأت تفقد بصيرتها الحقيقية وراحت تتخلى عن معتقداتها وأهدافها الأصيلة. وساهم التحريف التدريجي للشيفرات والرموز التي مثّلت تعاليمهم، بالإضافة إلى الخرافات التي أُدخلت عليها، وكذلك ظهور الرغبات الأنانية، في تباين الأهداف والمقاصد بين هذه المجموعات. وبعضها تطوّرت لتصبح منظمات سحرية أو حتى أدياناً كبرى أيضاً. لكن هذا لم يجعلها محصّنة ضد الوعي الشيطاني (مصدر النوايا الشريرة) الذي أدى إلى أن تصبح معظم الديانات العقائدية تقوم على سوء فهم للحقائق الأساسية الكبرى حيث ابتعدت عنها تماماً.

      تم تضخيم الاختلافات بين المعتقدات مما زاد الشرخ أكثر وأكثر، و برز الاهتمام بالاختلافات العقائدية والعرقية بحيث أصبحت تُشكّل أولويات مهمة في الوقت الذي قللوا فيه من أهمية الأواصر المشتركة بين أتباع هذه المعتقدات. كل ذلك بسبب تحريف المفاهيم والمعارف التي هي أساساً من مصدر واحد، أصل واحد، فلسفة واحدة.ومع مرور الوقت، وتطوّر الأحداث، فقد تفشّى الوعي الشيطاني بين معظم هذه المجتمعات السرّية، واستطاع أخيراً الإمساك بزمام الأمور، وحكم عقول هؤلاء، وكانت النتيجة هي حدوث أبشع الكوارث المفجعة التي يمكن للإنسان أن يواجهها على الإطلاق. إن التاريخ البشري، ولمدة آلاف الأعوام، هو عبارة عن قصة الصراع على القوة والسلطة والنفوذ، سواء بين الإنسان والإنسان أو بين الإنسان والطبيعة. وتم فهم عملية البقاء على أنها دائماً للأفضل والأقوى والأكثر ثراءً . وهذا كرَّس الخلل وعدم التوازن، وأدى إلى النتائج المريرة المتمثّلة بالحروب والاستعباد والاستبداد والاضطهاد. وتحقيق للسيادة المطلقة، التي أتت من خلال النزاعات والغطرسة والمجازر بدلاً من اللطف والوداعة، أدت إلى مرور عهود طويلة من الإقطاعية والطبقية الاجتماعية الظالمة التي تجلّت بأسوأ مظاهرها وأشكالها.
      وللمحافظة بشكل مطلق وأبدي على ادعائهم القائل بأنهم يستحقون السمو فوق العامة، استخدم الحكام والملوك في الماضي أساليباً لا تحصى مكنتهم من تحقيق أهدافهم، سواء عن طريق المكر والخديعة أو عن طريق العنف و القسوة. وقد وجدت الطبقات الأرستقراطية الحاكمة في كل أنحاء العالم أن إحدى أكثر هذه الطرق فعاليةً منذ ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الراهن تتمثل في السيطرة على الحكومات والأعمال التجارية والسلالات الملكية والدين. بالإضافة إلى إبقاء الناس في غفلة عن معرفة إمكانياتهم وقوتهم الحقيقية، كي يظلوا في مستوى معرفي متدنٍ، وإبعادهم منذ ولادتهم عن إدراك ما هي حقيقتهم من خلال إلهائهم بشؤون دنيوية ثانوية والتلاعب بهم بواسطة برنامج تعليمي منظم يشمل جميع مجالات وجودهم، وإلى توجيههم نحو تسليم السلطة والقوة دائماً وأبداً إلى حكامهم.
      وقد نجحوا بطريقة ما بجعل الناس يعتقدون أن هذا الوضع هو الطريقة الوحيدة للحياة وليس لديهم أي ملاذ آخر، وقد أصبح من المستبعد جداً أن يحاولوا تغيير الحالة الراهنة.
      لقد تم تصميم النظام الحالي عبر العصور من قبل المجامع السرية الغير مستقيمة وذلك كي يُخَلِّدَ هذا النظام القائم نفوذهم وثروتهم. وبما أنهم الذين أسسوا هذا النظام، فبالتالي هم فقط اللذين يعلمون بكل حلقة في سلسلته المتشعّبة، وهذا ما أبقانا في نير الاستعباد لمدة آلاف السنين..واليوم لدينا شبكة عالمية للمجامع السرية ، تعتبر نفسها أنها تمثّل العلوم السرية، ودافعهم الوحيد هو خدمة الشيطان بأساليبهم الشريرة والملتوية.
      إن هذه الشبكة من المجامع السرية الهدّامة والمسلحة بأموال طائلة جداً، بالإضافة إلى المعرفة السرية، قد برزت و ازدهرت على أساس أنها الطبقة الارستقراطية في العالم.. طبقة النخبة التي هي فوق الجميع. هم المسؤولون عن تنصيب الملوك وحتى الأشخاص المقدسين. كما أن الحروب كانت من صنعهم، إن كانت دينية أو سياسية. لازالوا يديرون هذه اللعبة عبر العصور منذ أيام الفراعنة والفينيقيين والإسكندر. وقد اكتسبت هذه الجماعات السلطة والثروة والمعلومات واحتفظت بها عن طريق الحرب والاستغلال والاستعباد. أما في القرن الماضي، فقد سيطرت على الأنظمة الاقتصادية العالمية وبدأ عصر جديد من الاستعباد العالمي. وبشكل عام، فإن هذه المنظمات السرّية، التي تقودها النخبة العالمية التي نصبت نفسها بنفسها على رقاب الشعوب، أصبحت تُعرف باسم "الأخوان"
      Brotherhood.


      تعليق


      • #4
        مزيد من التفاصيل أخي محمد

        هل هناك تاريخيا محاولة لمعرفة شفراتهم وفك رموزها؟

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الفارسس مشاهدة المشاركة
          مزيد من التفاصيل أخي محمد

          هل هناك تاريخيا محاولة لمعرفة شفراتهم وفك رموزها؟

          اخى العزيز الفارسس

          اشكر لك مرورك الكريم ويسرنى ان اكتب لك بناءا على سؤالك عن
          الحكمة السرية للرموز




          تزدحم كافة أوجه حياتنا اليومية بالكثير من الرموز؛ بدءًا بالأحرف الأبجدية والأعداد والأسماء والشارات العامة والوطنية، وليس انتهاء بالطقوس والشعائر الدينية والدنيوية. ويبدو أن ثمة نزوع متأصل في الطبيعة البشرية إلى خلق هذه الرموز واستخدامها. فقد تم تدوين كل العلوم المقدسة في العصور القديمة على هيئة رموز تلخِّص بعضًا من تعاليمها الغامضة، مما شكَّل من هذه الرموز لغة مُلغزة. فمعظم الرموز تكثِّف عددًا من المعاني في معنى واحد يمكن تفسيره إما على صعيد كوني أو على صعيد بشري. فمفاتيح الرموز التي تكشف طبيعة الأشياء توفر لنا أجوبة ما على الأسئلة التي تعتمل في أذهاننا: ما هي الحياة؟ من أين جئنا، ومن أين انبثق هذا العالم؟ إلى أين سنمضي؟ ما هي بالفعل الطبيعة الحقيقية للأشياء؟


          تتناول بعض الرموز الهندسية الموغلة في القدم قضايا كونية المنشأ. فقد تمثِّل الدائرة، على سبيل المثال، الفضاء – ليس فضاء خاليًا، بل فضاء أُشير إليه في سفر التكوين على أنه "مياه الفضاء". وما بعد هذا يكون اللاتناهي الذي لا يمكن التعبير عنه بأي شكل أو صورة. ويشير محيط الدائرة إلى اللاتناهي الذي لا تحدُّه بداية أو نهاية. وإذا وضعنا نقطة في منتصف دائرة الفضاء هذه، سيكون لدينا المحرك الأول للروح. وسوف يشير الفيثاغوريون إلى هذه النقطة بالـ "لوغوس" Logos.


          يمكن معادلة الدائرة بالبيضة، الرمز المقدس في علم نشوء الكون لدى كل البشر، والتي تمثل كلية الصيرورة الكونية التي وُلدت عبرها العوالم والكائنات الحية. وهي تحتوي على القوى الموجبة والسالبة التي تُنتج معًا الحياة الجلية للعيان. أما إذا بدت الدائرة على شكل حلزون، فإنها تمثل التطور والتغيُّر الأبدي والنمو. أما الدائرة التي ينصِّفها قطر أفقي فتدلُّ على الطبيعة الأم المقدسة. وعندما يُقطَع الخط الأفقي بخط عمودي، يتشكل لدينا رمز الطبيعة الأب مُضافًا، ويشكل الاثنان معًا صليبًا ويمثلان الكون المتجلي. وعمومًا، يرمز الخط العمودي إلى الروح، بينما يمثل الخط الأفقي المادة.


          وتتجسَّد الفكرة ذاتها في المثلث المتساوي الأضلاع والثالوث. فالنقطة العليا للمثلث، التي تحتل المعنى ذاته للنقطة في الدائرة، هي الوحدة؛ الحياة الواحدة التي تنبثق منها ثنائية الروح والمادة التي يمكن التعبير عنها على شكل طاقة وجوهر، أو إيجاب وسلب، أو قوة ومادة. وتظهر هذه الثنائية من وحدة تحتوي على كلٍّ من الروح والمادة وهي مصدر جميع الأشياء. ويدلُّ ضلعا المثلث على الثنائية، أما قاعدته فهي نتاج الروح والمادة، من حيث كونها إما الكون الداخلي أو الإنسان – ففي مجرى عملية الإظهار، سواء كان كائنًا بشريًا أم كوكبًا أم شمسًا، تنبثق من هذه القوى الثلاثة، وعلى مدى زمني شاسع، المادة الفيزيائية التي نعرفها.


          ويرمز الصليب إلى الحياة الأبدية، وهو مستخدم في ديانات عدة مع بعض الفروقات الطفيفة. وقد استورثه المسيحيون من الغنوصيين والقباليين، الذين أخذوه بدورهم من المصريين؛ وكان موجودًا أيضًا في منطقة البحر المتوسط وهو الصليب اللاتيني أو الروماني وذاك الذي أحضره المبشرون البوذيون من الهند. ويدلُّ صليب الصلب في الواقع على تجسُّد الإلوهية، الـ "كلمة (لوغوس) صار جسدًا" – المصلوبة على صليب قُدَّ من المادة. وفي رسائله، يمعن القديس بول النظر في المسيح المصلوب فينا. كما تَرِد قصة المخلِّصين المصلوبين في العديد من الديانات.

          ولكل من خطي الصليب المصري الأكثر قدمًا، والذي كان هو الصليب اليوناني أيضًا، الطول نفسه. ويمثل الخط الأفقي المبدأ المؤنث أو السالب للطبيعة، فيما يمثل الخط العمودي الجانب الطاقوي، رمز القوة التوليدية المزدوجة. شيفا ويهوه وأوزيرس هم جميعًا رمز المبدأ النشط في الطبيعة: القوى التي تتدبر أمر تشكيل المادة و/أو تدميرها وإعادة تجديدها.


          ومن تنويعات الصليب، الصليب المعقوف Swastika، وهي كلمة سنسكريتية تعني "الرفاه" أو "اليُمْن"، ويُقال في هذا الصدد إن هناك سبعة مفاتيح لبلوغ معناها الباطني. وقد عُثر على هذا الرمز في الهند والصين والتِبت وتايلند واليابان والأمريكيتين واليونان وروما وفي أوساط المسيحيين الأوائل. كما عُرف هذا الصليب في البلدان الإسكندنافية على أنه مطرقة ثور Thor's Hammer؛ وفي الهند قرص فيشنو Vishnu's Discus أو صليب جاينا Jaina Cross، وفي البوذية "عجلة" تدل على حركة أبدية ترمز إلى التطور. وفي تمثيل للروح–المادة، تشير نقطة الصليب المركزية إلى جوهر الإله، في حين تمثل أذرعه الأربع على التوالي: الولادة، الحياة، الموت، الخلود.

          ثمة شكل آخر للصليب وهو الحرف العبري تاو Tau، الصليب ذو العروة، وقد كان مستخدمًا في مصر قبل عصور ويُدعى الأنْك Ankh، وكان يُوضع على صدور المومياءات. أما لدى الرومان فقد كان يرمز إلى الخلود. كما وُجد أيضًا على ظهور بعض التماثيل الضخمة في جزيرة الفصح. ويشابه معناه ذاك الذي للصليب المعقوف، ماعدا أنه يمثل مستوى أعلى من الوجود: الحركات والحالات البدئية للوجود الكوني.


          وفي معنى تصوفي، حرف تاو هو أيضًا شجرة الحياة أو شجرة العالم التي يُقال أنها تجسر الهوة بين السماوات والأرض. فمنذ الأزمنة السحيقة، ارتبطت الأشجار بالآلهة والقوى الخفية في الطبيعة. وكان لكل قوم شجرتهم المقدسة: للبوذيين شجرة البو Bo أو البودهي Bodhi (شجرة التين المقدسة) التي يُعتقد أن غاوتاما بلغ التنوير تحت ظلالها؛ وفي المكسيك، شجرة السرو الداكنة؛ وفي آشور ومصر شجرة الجمّيز التي كانت تُحمل أكوازها في المواكب الدينية. ومن الأشجار الأخرى التي كانت تُستخدم كرموز: التنّوب، السنديان، الطّرفاء، النخيل والكرمة.


          في إسكندنافيا، كانت الشجرة المقدسة هي الدّردار؛ ففي الإيدات Eddas كان الدردار أو (Yggdrasil) رمزًا للحياة الكونية. كان للشجرة ثلاثة جذور: جذر في عالم الإله، وآخر في عوالم المادة، وثالث في عالم السحاب (Niflheim)، العالم المولِّد للمادة غير المتمايزة. وترمز شجرة الكون الهندوسية (Asvattha) إلى السمة الفكرية والأخلاقية للكون، حيث توحي أوراقها بتلاوات الفيدا Vedas. وتُصوَّر هذه الشجرة نامية رأسًا على عقب، ضاربة جذورها في المناطق السماوية.


          أما شجرة الحياة الزرادشتية فهي الغوغارد (gogard أو gokard) التي تعيش بين أغصانها أفعى لا يمكن زحزحتها. وهو ما يُذكِّر بشجرة المعرفة في جنة عدن العبرية، إذ إن الأفعى، في هذا السياق، هي تجسيد للحكمة الإلهية ورمز للروح. وبسبب قدرتها على طرح جلدها، تمثل الأفعى أيضًا التجدد والانبعاث والزمن الدوري.


          ثمة رمز آخر واسع الانتشار هو زهرة اللوتس المقدسة عند المصريين والهندوس والبوذيين والصينيين واليابانيين. وبتمثيلها مُنَمْنًا كجزء من الكل، تتضمَّن هذه الزهرة جميع قوى العالم الكِبْري (الكون) في العالم الصِّغري (الإنسان)، لأن بذور اللوتس، حتى قبل أن تتبرعم، تحتوي أوراقًا مكتملة التشكيل – شكل مصغَّر لما ستكون عليه النبتات. ولكونها تمثل جميع قوى الطبيعة، تعيش زهرة اللوتس في العناصر الأربعة: جذورها في الأرض، ساقها في الماء، زهراتها في الهواء ونور الشمس – أي، في التراب والماء والهواء والنار. ويبدو شكلها ظاهرًا في كل التصاوير في آسيا ومصر واليونان وروما، وكذلك في أمريكا حيث وُجدت تُزيِّن رسومات أواني وأفاريز حضارة الإنكا في تشيتشن إتزا. وفي الهند، يظهر بودهيساتفا معلنًا تجسُّد غاوتاما بوذا بتقديمه زهرة لوتس إلى ماياديفي، أمه التي ستكون. وتبدو الفكرة ذاتها واضحة في الرسومات المسيحية لكبير الملائكة جبرائيل يُقدّم عُسلوجًا من الزنابق البيضاء إلى مريم العذراء. وفي كلا الحالين، ليس تمثيلاً لتجسيد معلِّم روحي فحسب، بل انبعاثًا لوعي قدسي داخل الفرد أيضًا.


          ومن الأزمان السحيقة، حُفِظت المعرفة، التي هي أرفع من معرفة عصرنا الراهن، في رموز وحكايا مقدسة وأساطير. وقد شكلت حكمة سرية توارثتها الأجيال عبر العصور. ويبدو أن هناك نظامًا للرموز شائعًا في كل الديانات في جميع أنحاء العالم. فوفقًا لهيلينا بتروفنا بلافاتسكي، لم يكن هناك قط، ولا يمكن أن يكون، أكثر من دين عالمي واحد، لأنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حقيقة واحدة حول المقدس. فالترميز لدى جميع الشعوب يعكس ذات المبادئ الروحية، كما أن لرمزية كل الأساطير جوهر وقوام علمي يعكس القوى الكامنة الروحية






          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-24, 09:41 PM.

          تعليق

          يعمل...
          X