إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تناسخ الارواح .... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تناسخ الارواح .... متجدد


    تناسخ الارواح
    (1)

    تناسخ الأرواح

    مهم جداً التعرف على موضوع التقمص/ تناسخ الأرواح وشرحه ولو بشكل مختصر, لكي يتسنى لكم الإستفادة من المعلومات المقدمة .
    قبل الغوص في موضوع التقمص او التناسخ هناك بعض الاسئلة والتي لا بد من الإجابة عليها لكي نفهم الموضوع من الناحية العلمية ومن الناحية الدينية أيضاً. وطبعاً سوف أوجز وأحاول الشرح بصورة مبسطة قدر الإمكان

    إختلف رجال العلم في هذا الموضوع وأيضاً رجال الدين فمنهم من يوافق أو يؤيد ويؤكد نظرية أو الإيمان بالتقمص ومنهم من يعارضه بشدة. وإختلف الأخصائيون كلٌ في مجالهِ أيضاً حولة والسؤال: متى تدخل الروح إلى الجسد؟ فبعض الأخصائيين من الطرفين العلمي والديني يقولون بأن الروح تلتصق بالجسد في اليوم الأول لتكوّن الجنين في الرحم, وقسمٌ آخر يقول بعد أسابيع معدودة من تكون الجنين وآخرين يدّعون إنه في ساعة الولادة.
    لذا ليس هناك أي إتفاق كان في هذا الموضوع من الناحية الدينية أو العلمية وبعض الأبحاث تؤكد والبعض ينفيه.

    الموضوع الثاني الذي أود طرحه هو,

    أين تذهب الروح بعد وفاة الإنسان؟


    ومن منا سمع أو رأى مكان تواجد الروح؟
    طبعاً بعض الكتب الدينية السماوية
    كلها تؤكد بأن الروح ترجع إلى خالقها ولكن في الوقت نفسه هناك آيات في الكتب المقدسة نفسها (المسيحية واليهودية) التي تؤكد رجوع الروح إلى الجسد لأن الله قدير على كل شيء وسوف أذكر بعضها فيما بعد.

    في الديانة المسيحية:

    وحتى إنعقاد المجمع أو المؤتمر المسكوني الخامس في القسطنطينية والذي عقد في سنة 553 م ( من تاريخ 5 مايو ولغاية 2 يونيو من نفس السنة ), آمن المسيحيون في التقمص وتناسخ الأرواح, وكان الفيلسوف والعالم المسيحي أوريغينيس (أوريجين) الإسكندراني 185 - 254 م والذي كان رئيس مدرسة اللاهوت في الإسكندرية بمصر كان أول من كتب وحلل موضوع التقمص في المسيحية وتبعه في ذلك الكثير من الكهنة وعامة الشعب.

    ولكن في المجمع المذكور سالفاً والذي لم يحضره بابا روما ( وهذا المجمع الأول والوحيد الذي لم يشارك به بابا روما ), تقرر إلغاء الإيمان في التقمص وهدر دم كل مسيحي يؤمن في التقمص وإعتباره خارجاً عن الديانة المسيحية وإعدامه حرقاً. وهذا ما حل بالراهب الدومينيكاني "جوردانو برونو" (1548-1600م) الذي قُدّم إلى محكمة الإعدام الكنسية وأعدم حرقاً في 17 شباط من سنة 1600م بسبب معتقداته الفلسفية والدينية الخاصة حول التقمص وتناسخ الأرواح. وحسب المصادر والمراجع يقال بأن السبب في إلغاء الإيمان بالتقمص في الديانة المسيحية هو خلافات داخلية بين الأساقفة وآخرين يقولون بأن السبب هو ديني صرف.

    وإليكم بعض الآيات من الكتب المقدسة التي ذُكر بها موضوع تناسخ الأرواح:


    في الإنجيل

    إنجيل متى الإصحاح 12:17 : على لسان السيد المسيح "ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك إبن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم". السؤال كيف جاء إيليا النبي وبأي صورة.
    إنجيل متى 13-14: 11 : "لأن جميع الأنبياء والناموس تنبأوا إلى يوحنا وإن أردتم أن تقبلوا فهو إيليا المزعم أن يأتي".

    إنجيل يوحنا 3:3 : عندما سأله نيقودومس "فأجاب يسوع وقال له الحق أقول لك إن لم يولد أحد ثانيةً فلا يقدر أن يعاين ملكوت الله". وفي هذه الآية هناك نقاش , هل المقصود الولادة الثانية أي التقمص أم المقصود بالولادة الثانية هي المعمودية ؟؟؟؟؟؟

    في الديانة اليهودية:

    هناك الكثير من الآيات في بعض الأسفار في التوراة وبالذات في "سفري الجامعة والمزامير" التي ينسب في تفسيرهما إلى التقمص أو تناسخ الأرواح, وكثيرين من رجال الدين اليهود يعملون في حقل التقمص وتناسخ الأرواح.

    في الديانة الإسلامية:

    هناك بعض المذاهب والفرق الإسلامية التي ئؤمن بالتقمص كالمذهب التوحيدي "الدرزي" ومذاهب أخرى مثل الإسماعيليين والنصيريين والطائفة النصيرية المعرفة بإسم العلوية واليزيدية.

    بعد أن أوردتُ قسماً مما جاء في الكتب السماوية أود أن أذكر الشعوب التي آمنت والتي تؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص :

    الفراعنة:

    كان الفراعنة أول من آمن بالتقمص, وبرهان ذلك كان في طريقة دفن أمواتهم. فالفراعنة دفنوا الأموات ووضعوا بجانبها كل إحتياجات المتوفي من المأكل والمشرب والأدوات الشخصية حتى أنهم وضعوا تماثيل لخدامهم بإعتقادهم بأنه عند عودة الروح للمتوفي سيجد الجميع بإنتظاره لخدمته. وكانوا يرسمون وجه الشخص المتوفي على التابوت بهدف تعرف الروح على جسدها لكي لا تلتصق بجسد أخرى.

    الرومان واليونانيين:

    وهذا الأمر ينطبق على كتابات أفلاطون وأرسطو وسقراط وأفلاطين وغيرهم من الذين آمنوا في عملية تناسخ الأرواح وكتبوا عنها أيضاً بصورة موسعة.

    الهنود والهندوس والبوذيون:

    وبعض الديانات الأخرى المنتشرة في الهند والصين والشرق الأقصى وهذه الديانات ئؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص أو بتناسخ الأرواح ليس مع الإنسان فقط ولكن مع الحيوانات والنباتات أيضاً أي تؤمن أيضاً بالفسخ والرسخ المسخ.

    الهنود الحمر في الأمريكتين:

    هم أيضاً يؤمنون بالتناسخ أو التقمص وحتى يومنا هذا يمجدون أرواح الآباء والأجداد ويقدسونها في مناسبات عدة وأكثر ما يؤمنون بالتناسخ أو المسخ مع الطيور الجارحة.

    شعوب أخرى وقبائل متعددة موجودة مثل قبائل "التلينجيت" في ألاسكا, وقبائل "التّسميسيان" و"الأنكا" في أمريكا الجنوبية وأيضاً قبائل كثيرة في أستراليا وأفريقيا تؤمن بالتقمص وبتناسخ الأرواح وكل على طريقتها. هؤلاء كلهم بالإضافة إلى الطوائف الإسلامية المذكورة أعلاه وطائفة الموحدين الدروز في الشرق الاوسط التي تؤمن بالتقمص والتناسخ من بين أنواع التقمص. والتقمص بالنسبة لطائفة الموحدين الدروز هو أحد ركائز العقيدة أو المذهب التوحيدي الدرزي حسب ما ورد في عدّة مراجع من أهمها كتاب "الحياة بعد الموت" لنايف زهر الدين وأيضاً كتاب "التقمص" للقاضي أمين طليع اللبنانيين.

    أنواع التقمص:

    هناك 4 أنواع أو حالات من التقمص :
    النسخ هو التقمص وهو إنتقال النفس أو الروح من إنسان إلى آخر.

    المسخ إنتقال النفس البشرية إلى جسد حيوان.

    الرسخ من الجسد البشري إلى جماد

    الفسخ وهو إنتقال الروح من الجسد إلى نبات


    متى تتم إنتقال أو نسخ الروح من شخص لشخص؟

    وفي هذا السؤال عدّة أجوبة ففي بعض المذاهب أو الديانات هناك من يقول بأن الروح تنتقل في نفس لحظة الوفاة, ومذاهب وآراء أخرى تقول بأن الروح ترجع إلى خالقها لعملية تهذيبها وتنقيتها من كل الشوائب وبعدها ترسل إلى جسم آخر نقية صافية ومطهّرة.

    لذا يمكن أن تمكث الروح أيام أو أشهر أو ربما عشرات السنين قبل تناسخها أو رجوعها إلى جسم آخر لأن الزمن الروحاني مختلف كل الإختلاف عن الزمن المادي الذي نحيا ونعيش به. وبالنسبة للزمن المادي والروحاني ذكر هذا الموضوع في الإنجيل المقدس في " رؤيا يوحنا " .

    وسؤال آخر يمكن طرحه وهو,
    كم مرّة ممكن أن تنتقل الروح من جسد إلى آخر أو عدد التقمصات؟

    القاعدة تقول بأن عدد التقمصات لا نهاية لها, الله يرسل الروح في جسم الإنسان لهدف معين وتمر في سبعة دورات متكاملة في نفس المرحلة وبعد أن تكتمل هذه الدورات تنتقل إلى دورة أو مرحلة أخرى من سبعة مراحل أخرى ولهدف آخر. لذا فإن عدد التناسخ هو عدد لا نهاية له.

    وسؤال آخر ومهم,
    هل النفوس في تزايد أم أن عدد النفوس في الكون ثابت؟

    وهنا يتعلق الأمر بمن نسأل.
    فهناك طوائف تقول بأن الله سبحانه وتعالى خلق النفوس منذ الخليقة في يوم واحد وبعدد كامل لا يزيد ولا ينقص.
    وهناك رأي آخر يقول بأن النفوس واحدة ولكن الروح تتجزأ إلى أجزاء ومن هنا يكون التكاثر في عدد الأشخاص بالعالم.
    (حسب الأبحاث الأخيرة والتوقعات الإحصائية يُقال بأن عدد سكان العالم منذ الخليقة وحتى يومنا هذا بلغ 83 مليار نسمة ).

    لنرجع إلى المقولة الأولى وهي بأن العالم لا يزيد ولا ينقص.
    بهذه النظرية تؤمن العديد من الطوائف والتفسير لها بأن الله خلق الأرض وأوجد عليها البشر والكائنات وخلق أيضاً كواكب أخرى وعليها أيضاً الملايين من الأرواح, لذلك فعملية التقمص تتم بين هذه الكواكب وعليه فلا زيادة ولا نقصان في العالم ككل. وكلما إزداد عدد الأشخاص على الكرة الأرضية قل العدد في أماكن وكواكب أخرى أو بالعكس.

    المقولة الثانية تقول, بأن الله خلق في العالم والكون 613 نفس أو روح لا غير ومن هذه النفوس تتجزأ وتنبثق الأرواح مثل الشرارة, فكل نفس يمكن أن تخلق العشرات بل الآلاف والملايين من الأرواح وعليه فإن العالم في تزايد مستمر ولا نهاية له من حيث عدد قاطنيه. وهذه النظرية تقول وتؤكد أيضاً وجود كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية أو المجموعات الشمسية الأخرى والتي يمكن أن تنتقل الروح فيما بينها أي التقمص.

    مثالاً على هذه المقولة: كم شمعة يمكن إضاءتها من عود ثقاب واحد؟ يمكن أن تكون شمعة واحدة أو مجموعة, وهذه المجموعة يمكن أن تضيء العشرات, والعشرات يمكن أن يضيئوا الآلاف والآلاف يضيئوا الملايين من الشموع وهكذا حتى لا نهاية. وإذا رجعنا إلى الأساس نرى بأن جميع هذه الملايين من الشموع أساسها عود ثقاب واحد أو شمعة واحدة. وهكذا هو تفسير النظرية أو المقولة الثانية.

    هناك أمر ملفت للنظر ومعتمد على أبحاث عالمية وعلمية مفادها: بأنه بعد كل حرب والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الجنود الذكور ففي السنوات المتعاقبة للحرب تكون نسبة ولادة الذكور في إرتفاع ملحوظ.
    وقد لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى وتمت دراستها في ألمانيا ودول أوروبية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية حيث لاحظ المسؤولون بأن نسبة الولادة الذكور في إزدياد مستمر.
    وربما هذا يؤكد عملية تناسخ الأرواح.

    وربما يُطرح السؤال الأهم
    ما فائدة المعرفة من كُنت ومن أنا في السابق؟
    لأن المهم هو الحاضر والمستقبل وما أنا عليه الآن؟

    والجواب هو, بأن لكل إنسان الخيار بما يريده وليس على شخص تقبل ما يكتب الآخر ولكن عليه إحترام آراء الغير. لذا فأنا أؤمن بأن عملية البحث عن الماضي تساعد الشخص على الفهم بأن لكل مخلوق هناك دور في المجتمع, ولكل مهنة إحتياجاتها, وبأن الانسان هو أخ الإنسان في البداية والنهاية, وربما عدو اليوم سيكون صديق أو أخ المستقبل ,

    البعض يقول إن التسامح بين الأديان هوالأساس لأنه إذا ولدت اليوم مسيحياً ربما أولد في المستقبل يهودياً أو مسلماً أو من أي مذهبٍ أو عرقٍ آخر.
    وإذا كنت اليوم فقيراً فمستقبلاً ربما أولد ثرياً. فعملية "التقمص" تستطيع أن تعطي الكثير من الأجوبة للتساؤلات التي تراودنا أو الشعور نشعر به ولا نجد له أي تفسير منطقي في عالمنا هذا. أو ربما هناك بعض الأمراض أو العاهات التي نعاني منها وسببها الحياة السابقة.

    فمن بعض هذه التساؤلات التي تراودنا بأنه كم مرة صادفنا أو قابلنا شخصاً لأول مرّة في حياتنا وشعرنا بإننا نعرفه جيداً أو تقابلنا في السابق, أو قلنا في نفسنا بأننا أحببناه أو كرهناه من أول نظرة.
    وكم مرة زرت بلداً أو دولة معينة وشعرت بأنك زرت هذا المكان في السابق. و
    كم مرة أردت معرفة معلومات عامة عن شعب أو دولة وهي بعيدة عن مكان إقامتك آلاف الكيلومترات أو إنك تهوى سماع لغة أجنبية وتستمتع في سماعها بالرغم من عدم معرفتك معانيها.
    أو يراودك شعور بأن مهنة معينة تستهويك, وربما تعطي أجوبة معينة وتكون صحيحة في مواضيع ليس لها علاقة بمهنتك.
    كثير من هذه المواضيع وأمور أخرى التي يفسرها المختصون بأن لها علاقة من حياتنا السابقة ونقلناها معنا إلى حياتنا الحالية.

    وهناك الكثير من الأمثلة في هذا الموضوع وفي النهاية أود أن ألخِّص القول بأن موضوع التقمص هو ليس إحتكار على فئة أوعلى طائفة أو قبيلة أو شعب معين.
    فالإيمان بالتقمص أو بتناسخ الأرواح يشمل كل القارات والشعوب مع الإختلافات الواردة حسب الإيمان الشخصي والعقائدي لكل شعب أو طائفة.
    مع ملاحظة انة كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً.
    ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.


    يتبع



    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-10, 03:00 PM.

  • #2
    تناسخ الارواح
    (2)



    كاهنة فرعونية ولدت في لندن
    كانت زينة احتفالات أعياد الميلاد لا تزال بادية على شوارع و مباني لندن عندما عم الفرح و السرور منزل لويس ايدي و زوجته بولادة طفلتهما دورثي (Dorothy Louise Eady ) في كانون الثاني / يناير 1904 , كانت طفلة جميلة و ذكية أحاطها أبواها بكل الحب و الحنان , كيف لا و هي طفلتهم الوحيدة التي أتت لتشيع جوا من البهجة و السعادة التي افتقدها الأبوان لفترة طويلة في بيتهما الصغير الواقع في ضواحي لندن , و مثل جميع الأهل فقد شيد الزوجين صروحا من خيال حول مستقبل ابنتهما التي أرادا لها أن تنشا كفتاة انكليزية مثقفة و متعلمة وان تكون ناجحة في حياتها , لكن يبدو ان القدر كانت له خطط أخرى حول مستقبل الفتاة تختلف كليا عن أحلام والديها الوردية , ففي سن الثالثة تعرضت دورثي لحادثة مؤلمة سيكون لها تأثيرا كبيرا على حياتها , اذ بينما كانت الفتاة تلعب في منزلها تعثرت فجأة و سقطت من فوق السلم فارتطم رأسها بالأرض بشدة و تمددت على الأرض بدون حراك حتى ان الطبيب الذي احضره والدها على وجه السرعة ظن أنها ميتة , لكن الفتاة فاجأت الجميع و فتحت عينها بعد ساعة من الزمن و سرعان ما استردت عافيتها خلال الأيام التالية حتى ظن أهلها بأن الحادثة لن يكون لها أي تأثير على سلامتها , لكنهم كانوا مخطئين , فقد أخذت الفتاة تشاهد أحلاما غريبة عن مدن و مباني لم ترى لها مثيلا من قبل و أناس يتكلمون لغة لا تفقه منها شيئا , وأخذت هذه الأحلام تداهمها حتى في اليقظة على شكل تخيلات لأماكن و وجوه بدت مألوفة لدورثي الصغيرة لكنها لم تكن تعلم أين و متى شاهدتها في السابق.

    بينما كانت دورثي في الخامسة من عمرها اصطحبها والداها إلى المتحف البريطاني و حين وصلت العائلة خلال جولتها داخل المتحف إلى قسم المصريات وقفت دورثي فجأة مشدوهة تحدق إلى الجداريات و التماثيل و النصب الفرعونية القديمة إذ أنها شبيهة بتلك الأشياء التي كانت تراها في أحلامها , لقد أحست دورثي أنها في بيتها و وسط دهشة الجميع انطلقت تجري كالمجنونة تقبل النصب و التماثيل و تركع للكتابات الهيروغليفية التي تطرز القطع الفرعونية المختلفة ثم جلست أخيرا القرفصاء أمام مومياء احد الملوك الفراعنة و رفضت أن تتزحزح من مكانها رغم محاولات أهلها الذين أصابهم الهلع و ظنوا إن ابنتهم أصيبت بالجنون.



    في سن الثامنة شاهدت دورثي في إحدى الجرائد صورة لخرائب معبد ستي الأول في أبيدوس (تسمى أيضا العرابة المدفونة و تقع غرب البلينا سوهاج في مصر) و في الحال تعرفت على المكان إذ كان هو نفس المبنى الذي طالما شاهدته في أحلامها و لكنها تعجبت لأنه كان خربا و قد اختفى بهائه و جماله القديم و تلاشت الحدائق الغناء التي كانت تحيط به. ثم التفتت دورثي نحو والدها و أخبرته ببراءة الأطفال و هي تشير بيدها إلى صورة المعبد بأن هذا هو بيتها الحقيقي و أنها عاشت سابقا في هذا المعبد.


    كان والدا دورثي يعتقدان انه بمرور الزمن ستنسى طفلتهم هذه الأمور الغريبة التي كانت تحدثهم عنها حول حياتها السابقة في المعبد الفرعوني , لكن لسوء حظهم فأن عشق دورثي لمصر الفرعونية و كل ما يتعلق بها كان يزداد يوما بعد آخر و قد تحول إلى هاجس يلازمها ودفعها بعد أن أكملت دراستها العليا إلى التعمق في دراسة علم المصريات , ومن حسن حظها فأن منزلها كان قريبا من المتحف البريطاني لذلك غدت إحدى زواره الدائمين و تعرفت هناك عن طريق الصدفة على السير ارنست واليس الذي كان مختصا في مجال الأشوريات و المصريات و الذي بدء بتعليم دورثي على اللغة الهيروغليفية و عرفها على قصص و أساطير المصريين القدماء.

    رغم وجودها الدائم قرب آثار الفراعنة في المتحف البريطاني و إتقانها للغة الهيروغليفية إلا إن ذلك لم يعوضها عن تحقيق حلمها الأكبر وهو الذهاب إلى مصر أو "الذهاب إلى الوطن" كما كانت تقول لوالديها , و في عام 1933 لاحت لدورثي فرصة ذهبية لتحقيق حلمها إذ تعرفت على شاب مصري كان يدرس في بريطانيا اسمه "إمام" سرعان ما توطدت العلاقة بينهما و تكللت بالزواج ثم رافقت دورثي زوجها عند عودته إلى مصر. و رغم ان زواجها لم يدم طويلا إذ حصلت على الطلاق بعد مرور عامين فقط على قدومها إلى مصر لكن هذا الزواج كان هو السبب الرئيسي في تحقيق حلمها القديم في العيش في مصر بالقرب من المعابد و الإطلال التي زعمت أنها عاشت في كنفها في حياتها السابقة قبل آلاف السنين , كما أن هذا الزواج أثمر عن طفلها الوحيد الذي أصرت على تسميته بـ "ستي" تيمنا بأسم الفرعون ستي الأول الذي ادعت أنها كانت تعمل في حياتها السابقة ككاهنة في معبده المكرس للإله اوزيريس في أبيدوس , و بعد ولادة طفلها أطلقت دورثي على نفسها تسمية أم ستي (Omm Sety ) تماشيا مع عادة المصريين (و الشرقيين عموما) في مناداة المرأة المتزوجة بأسم ابنها البكر مثل أم محمد و أم علي .. الخ , أما عن سبب طلاقها السريع فتقول ام ستي : "كان زوجي عصريا جدا فيما كنت أنا قديمة جدا!".




    في مصر حصلت أم ستي على فرصة عمل في منطقة الجيزة و اشتغلت لعدة سنوات كمساعدة لأشهر المنقبين عن الآثار الفرعونية و قد أطرى الكثير من هؤلاء على موهبة أم ستي في مجال عملها واشتهرت أيضا في كونها أول امرأة تعمل في مجال التنقيب. لكن رغم تواجدها و عملها في مصر إلا أنها لم تحصل على فرصة لزيارة خرائب معبد اوزيريس في أبيدوس إلا بعد سنوات طويلة في عام 1956 حيث حصلت على وظيفة هناك من الحكومة المصرية. و في أول زيارة لها للمعبد تراقصت أمامها الخيالات التي رافقتها منذ طفولتها و أصبحت هناك أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

    خلعت أم ستي نعليها عندما همت بدخول المعبد (من العادات الشرقية الموغلة في القدم هي خلع النعل أو الحذاء قبل الدخول إلى الأماكن المقدسة تعبيرا عن الاحترام) كما كان يفعل المصريين القدماء لدى دخولهم إلى المعابد. وفي الداخل تحولت أحلام أم ستي إلى حقيقة ماثلة أمام عينها فهي لم تشاهد إطلال المعبد و خرائبه كما كانت تراه عيون الآخرين ولكنها رأتها بأبهتها القديمة كما كانت قبل آلاف السنين وكما شاهدتها دوما في أحلامها حيث الأروقة و الدهاليز المعبقة برائحة البخور و الجدران المزدانة بالنقوش و الكتابات الهيروغليفية الزاهية و حيث الكهنة يتجولون بهدوء يرفلون بثيابهم البيضاء و الكاهنات ينشدن بصوتهن الحزين الرخيم أعذب الترانيم التي تتحدث عن معاناة الإلهة ايزيس خلال رحلة بحثها الطويلة والمضنية عن جثمان زوجها المغدور الاله أوزيريس الذي قتله أخوه الأصغر الإله الشرير ست .



    كانت أم ستي تؤمن بأنها في حياتها السابقة كانت فتاة يتيمة و جميلة اسمها بنتريشيت , كانت إحدى كاهنات معبد اوزيريس في أبيدوس وكانت وظيفتها الأساسية هي مشاركة بقية الكاهنات في إحياء الطقوس و الشعائر المرتبطة بقصة موت الإله اوزيريس و بعثه من جديد , لكن نهاية حياة بنتريشيت كانت مأساوية حيث ان مؤسس المعبد و هو الفرعون الشاب ستي الأول شاهدها في احد الأيام في حديقة المعبد فأعجب بها ووقع في حبها و انتهت علاقة الغرام هذه بحملها منه و لهذا فضلت بنتريشيت ان تنتحر بالسم على أن تلطخ سمعة الفرعون الشاب بإقامته علاقة جنسية محرمة مع إحدى كاهنات المعبد.

    أمضت أم ستي ما تبقى من حياتها في أبيدوس تعمل مع المنقبين و في سنواتها الأخيرة أصبحت تعمل كمرشدة للسياح الأجانب. وقد عرفها الكثير من الناس و احترموها بغض النظر عن تصديقهم لقصتها أو لا , و احد هؤلاء الذين عرفوها عن قرب هو زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية الذي عمل في أبيدوس في شبابه وقد شدته بساطة هذه المرأة و علاقتها الروحية مع الآثار الفرعونية حيث كانت تدخل إلى المعبد حافية القدمين ثم تجلس على الأرض العارية و تدخل في حالة تأمل روحية فتبدو كأنها تجسيد حي و حقيقي لكاهنة فرعونية قديمة , كما أعجب حواس بقدرتها الفائقة في قراءة الكتابات الهيروغليفية القديمة و اطلاعها الواسع في مجال علم التنقيب و تاريخ مصر الفرعونية عموما. ويقول حواس عن ذكرياته عنها في إحدى المقالات التي نشرها في جريدة الأهرام الأسبوعي :
    "في احد الأيام زارتنا ام ستي و تناولت الطعام معنا وحدثتنا عن قصة حياتها. كانت قد ولدت في انكلترا و اسمها الحقيقي هو دورثي ولكنها بدئت منذ سن مبكرة بالحديث عن ابنها ستي. لقد اعتقدت بأنها كانت امرأة مصرية قديمة في حياتها السابقة. اعتقد والدها بأنها مجنونة و أرسلها إلى طبيب نفسي. غادرت انكلترا في شبابها و قدمت إلى مصر وعملت في الجيزة مع سليم حسن , عالم المصريات المشهور. لقد كانت مساعدة بارعة. أجادت تحبير الكتابات الهيروغليفية القديمة كما لو أنها حقا فنانة مصرية قديمة. أحبها و تزوجها رجل مصري اسمه إمام و كان له ولد منها أسمته ستي. وجراح القلب المصري المشهور عادل إمام هو ابن زوجها السابق و هو يشبه رمسيس الثاني ابن ستي الأول".


    في عام 1981 توفت أم ستي عن سبعة و سبعين عاما قضت معظمها في مصر ودفنت بالقرب من أبيدوس حيث تحقق حلمها القديم و تحولت أخيرا إلى اوزيريس. واليوم رغم مرور عدة عقود على وفاتها فأن قصتها مازالت مثارا للجدل , فالمشككين بقصتها يحتجون بأنه لا يوجد أي شيء حقيقي و مادي ملموس يثبت بأن دورثي لويس ايدي عاشت حقا حياة سابقة في مصر القديمة و أن تخيلاتها و أحلامها هي في حقيقتها مجرد هلوسات سببتها الضربة القوية التي تلقتها على رأسها في طفولتها. أما المؤيدين و المؤمنين بصدق قصة أم ستي فيقولون بأنه لم يكن هناك أي شيء يجبر سيدة انكليزية متعلمة على القدوم إلى مصر و العيش في منطقة معزولة نسبيا لما تبقى من حياتها لولا صدق ما أمنت به , إضافة إلى ذلك فأن جميع الذين عملوا معها من منقبين و آثاريين أشادوا ببراعتها الاستثنائية في مجال عملها خصوصا في كتابة و قراءة الهيروغليفية القديمة و تحبير النقوش و الرسوم الفرعونية. وربما يكون الدليل الأقوى على صحة قصتها هو بعض الأمور التي لم تكن معروفة و التي أرشدت أم ستي المنقبين للكشف عنها , فقد أصرت مثلا على وجود حديقة كانت ملاصقة للمعبد في العهود القديمة , و رغم أن اغلب المعابد المصرية كانت تحتوي على حدائق , إلا أن أم ستي أخبرت المنقبين عن منطقة محددة ليحفروا فيها و قد دهش هؤلاء عندما عثروا بالفعل على آثار الحديقة. كما تحدثت أم ستي عن وجود قناة أسفل الجزء الشمالي من المعبد و قد أثبتت التنقيبات صحة ذلك. لكن تبقى أهم معلومة قدمتها أم ستي للمنقبين بدون إثبات إذ إنها أصرت على وجود سرداب أسفل المعبد يحتوي على الكثير من الكتب التاريخية و الدينية القديمة لكن المنقبون لم يستطيعوا العثور عليه حتى اليوم.

    1 – اوزيريس هو اله حياة ما بعد الموت , اله البعث و الحساب و رئيس محكمة الموتى لدى المصريين القدماء و لكي تعلم عزيزي القارئ أسباب تحنيط المصريين لموتاهم و الاهتمام الكبير بطريقة دفنهم عليك أولا أن تقرأ أسطورة اوزيريس فهي ليست أسطورة سخيفة وقديمة كما قد يظن من يقرأها بدون تمعن و لكنها خلاصة لحياة المصريين القدماء فهي قصة المحاصيل التي تزرع من جديد و قصة النيل الذي يفيض و يغيض و قصة بزوغ القمر و شروق الشمس و الحياة التي تبعث من جديد بعد الموت , انها قصة البدايات الجديدة و الخلود الذي يسعى إليه كل البشر فأوزيريس هو ابن الآلهة الذي قام من بين الموتى ليتحول إلى اله و يصبح خالدا و بأتباع خطواته و بتحنيطهم لجثث موتاهم كما فعلت ايزيس مع جثة زوجها المغدور فأن الفراعنة كانوا يتحدون مع اوزيريس ويقومون مثله لينالوا الخلود.
    الأسطورة باختصار تتحدث عن ابن الآلهة و ملك مصر المحبوب اوزيريس الذي في عهده تحولت مصر من البربرية و الوحشية إلى المدنية و الحضارة و انتصر على أعداءها في كل مكان لذلك أحبه الشعب بشدة , لكن هذا الحب أثار غيرة و حسد أخوه الأصغر الشرير ست لذلك خطط للتخلص منه و الاستيلاء على عرشه و لتنفيذ خطته أقام حفلا كبيرا دعا إليه أخيه اوزيريس , كان الحفل كبيرا و باذخا و قد تعمد ست و المتآمرين معه إلى إظهار قدر كبير من التجليل و المحبة تجاه أوزيريس لكي لا يشك فيما يدبر له خلسة , ثم اخرج ست تابوتا رائعا مرصعا بالأحجار الكريمة أثار إعجاب جميع الحاضرين ثم عرض أن يهبه لكل من يكون التابوت على مقاسه فتسابق الحضور إلى الدخول إليه عسى أن يناسب مقاس احدهم إلا ان التابوت كان مصمما ليناسب مقاس شخص واحد فقط هو اوزيريس الذي ما ان تمدد داخل التابوت حتى قام أخوه ست بإغلاقه بسرعة و بأحكام ثم رماه في النيل.




    لم يخبر أحدا ايزيس شقيقة اوزيريس و زوجته في نفس الوقت عن مقتله لكنها أحست بذلك و بدئت رحلة بحث محمومة للعثور على جسده و بعد الكثير من البحث المضني عثرت عليه داخل جذع شجرة فألقت عليه تعويذة علمها إياها والدها اله الأرض جت وتمكنت بواسطتها من فتح التابوت و أعادت الحياة إلى اوزيريس الذي حملت منه بابنهما حورس ثم مات اوزيريس مرة أخرى فأخفت ايزيس جسده في الصحراء.
    وفي احد الأيام كان ست الشرير يقوم برحلة صيد فعثر عن طريق الصدفة على جسد اوزيريس الذي كانت ايزيس قد أخفته فغضب بشدة و قام بتقطيعه إلى أربعة عشر قطعة نثرها في أرجاء مصر (في مكان كل عضو أقام الفراعنة معبدا و احدها هو معبد أبيدوس الوارد ذكره في هذه القصة) و حين علمت ايزيس بذلك بدئت برحلة جديدة محمومة لجمع أجزاء جسد زوجها و قد تمكنت من جمعها (باستثناء العضو الذكري الذي التهمته سمكة) ثم قامت بتحنيط جثمانه و هيئته للدفن (لذلك كان المصريون القدماء يحنطون جثث موتاهم و يبذلون عناية فائقة في تهيئة مستلزمات دفنهم فالغاية هي تهيئتهم لرحلة الخلود كما فعلت ايزيس مع زوجها لذلك كان الفراعنة يصفون الميت بأنه تحول إلى اوزيريس و الموت بحد ذاته كان بداية جديدة و ليس نهاية).

    في هذه الأثناء كان حورس قد كبر و اشتد عوده فعزم على الانتقام لأبيه وشن حربا لا هوادة فيها ضد عمه الشرير ست حتى قتله و انتصر عليه و عندها فقط تحررت روح اوزيريس و انتقل إلى العالم الآخر ليصبح ملك الموتى و اله الحياة الأخرى ثم قام بنفي روح أخيه الشرير ست إلى الصحراء فأصبح من حينها اله الصحارى و الظلام و الشر.





    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-10, 12:37 PM.

    تعليق


    • #3
      تناسخ الارواح
      (3)





      طفلة عمرها أربع سنوات متزوجة ولديها طفلان
      كان سقف الغرفة الأبيض هو أخر ما شاهدته قبل أن تغمض عينيها إلى الأبد وتفارق الحياة. كانت لوغدي في ريعان شبابها حين ماتت. حياتها القصيرة بدأت عام 1902 في مدينة موترا الواقعة على بعد 140 كم إلى الشمال من مدينة دلهي. حين بلغت العاشرة من العمر قام والدها بتزويجها من رجل أرمل يدعى بانديت كيدرناث يمتلك متجرا صغيرا لبيع الملابس. كان حملها بطفلها الأول صعبا انتهى بعملية قيصرية لإخراج الجنين. أما حملها الثاني فقد كان كارثيا انتهى بها إلى المستشفى والى عملية قيصرية أخرى، وبعد إجراء العملية بدئت صحة لوغدي تتدهور حتى فارقت الحياة في 4 تشرين الأول / أكتوبر عام 1925 بعد تسعة أيام فقط على ولادتها لأبنها الثاني نافنيت لال.

      في كل يوم يولد ملايين الأطفال حول العالم، كل طفل منهم هو حياة جديدة تمضي كالقطار من محطة إلى أخرى حتى تنتهي رحلتها .. وما أسرعها، إلى حيث ينتهي كل الناس فيطويها التراب وتصبح من الغابرين. لكن في عام 1926 ولدت في إحدى ضواحي مدينة دلهي الهندية طفلة عجيبة ستثير حياتها آلاف الأسئلة في عقول الكثير من الناس حول معنى البدايات والنهايات في الحياة.
      أطلق عليها والديها اسم شانتي ديفي (Shanti Devi )، كانت طفلة طبيعية لا تشكو من أي عارض أو علة وهو الأمر الذي زاد من سعادة الأبوين. لكن بمرور الزمن بدئت هذه السعادة الأبوية يشوبها بعض القلق لأن شانتي كانت هادئة وصامتة إلى درجة أن والدها بابو بهادور بدء يشك في أن طفلته ربما تكون خرساء أو تشكو من علة في النطق والكلام. لكن لحسن الحظ تبدد هذا القلق حين بلغت شانتي الرابعة من عمرها وتكلمت أخيرا. لكن كلماتها الأولى كانت مصداقا للقول المأثور (صمت دهرا ونطق كفرا)، فما قالته الطفلة لوالديها بعد ان انطلق لسانها كان عجيبا بكل معنى الكلمة لأنها أخبرتهم بأن اسمها الحقيقي هو لوغدي وأنها متزوجة ولها أطفال!!. تصور عزيزي القارئ طفلة في الرابعة من العمر تزعم بأنها متزوجة ولديها طفلين. في البداية ظن والديها بأن ما تقوله شانتي ما هو إلا هذر أطفال، فالصغار عادة ما يتحدثون إلى أنفسهم بصوت عال عن الخيالات التي تدور في عقولهم الصغيرة ثم يتركون هذه العادة تدريجيا كلما تقدمت بهم السن. لكن شانتي لم تكن مثل بقية الأطفال إذ أن إصرارها على أنها زوجة وأم كان يزداد يوما بعد أخر حتى اخذ جيران وأقارب عائلة ماتور يتهامسون خلسة عن الأمور الغريبة التي ترويها الطفلة شانتي عن حياتها السابقة.






      أحيانا كانت شانتي تخبر والدتها أثناء تناول الطعام أنها كانت تضع لزوجها وأولادها نوع أخر من التوابل لهذا النوع من الأكلات أو أنها كانت تعده بطريقة مختلفة، وأحيانا كانت تحدث أمها أثناء تغيير ملابسها عن ما كانت تملكه في حياتها السابقة من ثياب وساريات (الساري لباس هندي). كما كانت شانتي تسهب في الحديث عن عائلتها السابقة زاعمة بأن زوجها يعيش في مدينة موترا وانه يملك محلا لبيع الملابس بالقرب من احد المعابد الهندوسية، كانت تصفه قائلة بأنه رجل وسيم لديه خال كبير على خده الأيسر ويضع نظارة على عينيه. أحيانا كانت أحاديث شانتي تبث الخوف والهلع في قلب والديها، خصوصا عندما كانت تتحدث عن موتها!! كانت عيونها تدمع وهي تصف تلك الغرفة البيضاء التي فارقت الحياة داخلها وعن بكاء ابنها الرضيع الذي ولدته توا واستلبها الموت منه.


      حين بلغت شانتي السادسة اخذ والديها يقلقان على سلامتها العقلية لذلك اصطحباها إلى احد الأطباء ليكشف عنها. في البداية ضحك الطبيب من مخاوفهما واخبرهما بأن الخيالات والهلوسة أمر عادي لدى جميع الأطفال، إلا إن تلك السخرية سرعان ما تحولت إلى دهشة حين بدء الطبيب يستمع إلى ما تقوله شانتي، كانت تتحدث بثقة عن أمور يستحيل لطفلة في عمرها أن تدركها، أخبرته أنها ماتت بسبب إجرائها عملية قيصرية أثناء ولادة أبنها، حدثته عن النزف الذي أصابها والضعف الذي اعتراها حتى فارقت الحياة. حين فرغت شانتي من قصتها كان الذهول مخيما على وجه الطبيب، هز الرجل رأسه ثم اخبر والديها بأنه لا يجد أي تفسير منطقي لما تقوله ابنتهما.. كيف يمكن لطفلة في السادسة أن تتحدث عن تفاصيل ولادة وعملية قيصرية وموت!؟. منذ ذلك اليوم أدرك والدا شانتي بأن ما تقوله ابنتهما هو أكثر من مجرد قصص أطفال خيالية.

      من عادة الزوجات الهنود أن يمتنعن عن ذكر أسماء أزواجهن احتراما، لذلك فأن شانتي ديفي لم تذكر أبدا اسم زوجها في حياتها السابقة. كانت تلح على والديها لكي يأخذاها إلى مدينة موترا حيث منزلها السابق إلا أن طلبها كان دائما ما يجابه بالرفض. لكن حين بلغت شانتي التاسعة من العمر زار العائلة في احد الأيام قريب لها يعمل معلما في إحدى المدارس الحكومية، كان يدعى بيشانجاند، ومثل جميع زوار العائلة استمع الرجل إلى أحاديث شانتي عن حياتها السابقة. قصة الفتاة وطريقة روايتها لها أدهشت بيشانجاند فأطرق مفكرا لبرهة ثم قال لشانتي بأنها لو أخبرته بأسم زوجها وعنوانه فأنه سيصطحبها بنفسه إلى مدينة موترا لملاقاته. ترددت شانتي لوهلة ثم اقتربت منه وهمست في إذنه بأن اسم زوجها هو بانديت كيدرناث وأخبرته عن عنوانه، بيشانجاند ربت على رأس الفتاة واخبرها بأنه سيهيأ أسباب الرحلة إلى موترا ثم سيأتي ليصطحبها إلى هناك، وبالطبع لم يكن الرجل جادا في كلامه لكن الفضول دفعه إلى أن يكتب رسالة عن ادعاءات شانتي بشأن حياتها السابقة قام بإرسالها إلى زوجها المزعوم في موترا طالبا منه القدوم إلى دلهي للتحقق من ادعاءات الفتاة.

      مرت عدة أسابيع على الرسالة التي بعثها بيشانجاند إلى موترا دون أن يصله رد، والحقيقة أن الرجل لم يكن يتوقع أبدا أن يصله رد لكنه تفاجأ في احد الأيام ببرقية جوابية تصله من مدينة موترا ابلغه كاتبها بأن معظم ما جاء في رسالته السابقة حول مزاعم شانتي عن حياتها السابقة هو صحيح، كاتب الرسالة زعم بأنه زوج شانتي السابق وأن احد أقاربه القاطنين في دلهي سيزور عائلة الفتاة قريبا لرؤيتها والتأكد مما تقوله.
      سببت البرقية التي استلمها بيشانجاند صدمة كبيرة له ولعائلة شانتي وبدأ الجميع ينظرون إلى الفتاة كمعجزة حقيقية، ثم لم تمض سوى عدة أيام حتى طرق بابهم رجل غريب ميزته شانتي على الفور على انه ابن عم زوجها، أصابت الدهشة الرجل لأن الفتاة عرفته فطلب منها أن تعطيه المزيد من الدلائل لتثبت صحة مزاعمها بشأن حياتها السابقة، لم تتردد شانتي لحظة واحدة في الرد فأخبرته بالتفصيل عن شكل منزلها السابق في موترا وعن أوصاف زوجها وعمله وذكرت أسماء أبناءه و أقاربه وأصدقاءه، وحين توقفت الفتاة أخيرا عن الكلام أطبق صمت رهيب على الغرفة وبدا الرجل مصعوقا مما سمع إذ أن جميع ما ذكرته شانتي كان مطابقا للحقيقة ، لقد اقتنع تماما بقصتها وتأكد له بأنها تجلي حقيقي لروح لوغدي الميتة منذ عشرة أعوام، لذلك ما أن عاد إلى موترا حتى توجه إلى منزل ابن عمه كيدرناث وحثه على زيارة دلهي ليتأكد بنفسه من صدق الفتاة.

      في 15 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1935 وصل بانديت كيدرناث إلى مدينة دلهي بصحبة ابنه نافنيت لال وزوجته الجديدة وتوجه مباشرة من محطة القطار إلى منزل عائلة شانتي. كان الشك لا يزال يراود الرجل رغم ما أكده له ابن عمه حول حقيقة مزاعم الفتاة لذلك أراد أن يمتحنها بنفسه فزعم عند وصوله إلى منزلها بأنه ليس كيدرناث وإنما شقيقه، لكن شانتي انحنت له كما تفعل الزوجات الهنديات مع أزواجهن فتعجب والدها وتسأل عن سبب انحنائها بهذا الشكل لشقيق زوجها، ابتسمت الفتاة وأخبرت أباها بأن الرجل الواقف أمامه هو زوجها السابق بنفسه وليس شقيق زوجها، ثم نظرت الفتاة إلى نافنيت لال ابن كيدرناث فترقرقت الدموع في مقلتيها في الحال وارتمت عليه تحتضنه وتقبله وسط دهشة الفتى والحضور، أخذت شانتي تناديه "ولدي" رغم أنها اصغر منه سنا!! ثم هرولت إلى غرفتها فأحضرت جميع ألعابها ووضعتها أمامه متوسلة بأن يأخذها لأنها لا تملك شيئا أخر لتمنحه له، وحين سألها كيدرناث كيف عرفت ان نافنيت هو ولدها رغم أن عمره كان لا يتجاوز العشرة أيام حين ماتت فأجابت شانتي بأن أطفالها هم جزء من روحها وأنها مثل كل أم تستطيع معرفة ولدها وتمييزه بمجرد رؤيته.

      شانتي تحدثت إلى كيدرناث عن أمور لا يعرفها احد غيرهما، لقد نظرت إلى زوجته الجديدة ثم عاتبته قائلة بأنه وعدها بأن لا يتزوج مجددا بعد موتها فعقدت الدهشة لسان الرجل وأطرق رأسه خجلا من دون أن يجيبها. ثم طلبت شانتي من أمها بأن تعد طعاما للضيوف وحين سألتها أمها ماذا تعد لهم أخبرتها بأن كيدرناث يحب أكلة تتكون من البطاطا المهروسة وقد أيد الرجل كلامها بتعجب.
      مساء ذلك اليوم وقبل أن يغادر كيدرناث عائدا إلى منزله في موترا طلب الإذن من والد شانتي في أن ينفرد بالفتاة ليسألها عن بعض الأمور الخاصة جدا. جلس الاثنان في ناحية من المنزل بحيث لا يسمع كلامهما احد وتحدثا طويلا ( بصراحة سألها عن بعض الأمور المتعلقة بالجنس وبالطبع لا يمكن لأحد أن يعلم ما يجري بين الرجل وزوجته في الفراش سواهما). وحين هم كيدرناث بمغادرة المنزل كان على يقين بأن روح زوجته الميتة لوغدي قد حلت فعلا في جسد شانتي ديفي، كان منظر الوداع مؤثرا إذ تعلقت شانتي بيد نافنيت وتوسلت إلى والدها بان يدعها تذهب معه لكنه رفض ذلك بحزم.

      لم تلبث قصة شانتي ديفي أن انتشرت في دلهي وفي جميع أرجاء الهند وأخذت الصحافة تكتب عنها حتى وصلت أصداءها إلى أسماع المهاتما غاندي الذي أعجب بالقصة أيما إعجاب فأرسل في طلب الفتاة وتحدث معها طويلا ثم طلب منها أن تقيم معه في مقره، لكن الفتاة أرادت العودة إلى عائلتها.
      لقد امن غاندي بقصة شانتي إلى درجة انه أوعز بتشكيل لجنة مكونة من 15 رجلا بينهم برلمانيون وقادة أحزاب وصحفيين مشهورين وطلب منهم دراسة قصة الفتاة وتفصيل وقائعها. اللجنة التقت بالفتاة واستمعت إليها مطولا ثم طلبت من عائلتها السماح لهم بأخذها إلى مدينة موترا لكي يتأكدوا بأنفسهم من مزاعمهما.

      كانت شانتي سعيدة ومتحمسة جدا للرحلة، وحين وصلت إلى موترا كان أول امتحان أخضعها له أعضاء اللجنة هو أن تقودهم إلى منزل زوجها من دون أن يرشدها احد، لم تتردد الفتاة لحظة ولا قلبت البصر بين الطرقات مستكشفة سبيلها، لكنها سارت بصورة مباشرة وواثقة وسط الحشود التي اكتظت بها الشوارع. وفي الطريق إلى منزل كيدرناث كانت الفتاة تخبر أفراد اللجنة من حين لأخر عن بعض التغييرات التي طرأت على المدينة منذ أن رأتها أخر مرة قبل موتها المزعوم قبل عشرة أعوام. في احد الشوارع توقفت الفتاة فجأة وانحنت باحترام لرجل من بين الحشود وحين سألها احد أعضاء اللجنة عن سبب انحنائها للرجل أخبرته بأنه شقيق زوجها الأكبر وقد آمن الرجل على كلامها متعجبا. وكذلك حين وصلت إلى الزقاق الذي يقود إلى منزل كيدرناث انحنت مرة أخرى لرجل عجوز وقالت بأنه والد زوجها وقد كان الرجل كذلك بالفعل. والأدهى من ذلك هو أن شانتي تعرفت أثناء مسيرها إلى منزل كيدرناث على الكثير من الناس الذين كانت تعرفهم وذكرت أسماءهم بدقة.
      لم تتوقف شانتي ولا ترددت عند باب منزلها السابق بل اجتازت الباب ودخلت بثقة مثل أي شخص اعتاد الدخول إلى منزله، وقد أرادت زوجة كيدرناث الجديدة امتحانها فسألتها عن مكان الاستحمام في المنزل فأشارت شانتي إلى المكان بدقة، بل وأشارت أيضا المكان الذي كانت تنام فيه قبل موتها، وقد جاء جميع كلامها مطابقا للحقيقة. ثم شاهدت شانتي بين الحشود عددا من صديقاتها السابقات فحيتهن وذكرتهن ببعض الأمور التي جرت لها معهن فجاء كلامها مطابقا للحقيقة مرة أخرى.
      بعد أن فرغت شانتي من زيارة منزلها السابق توجهت إلى منزل والديها السابقين ، أي منزل والدا لوغدي الميتة، هناك اقتربت الفتاة من رجل وامرأة عجوزين فتحدثت إليهما بصوت خافت وهمست لهما ببضع كلمات التي ما أن أتمتها حتى ارتمى عليها العجوزان وطوقاها بجسديهما النحيلين ثم انخرط الثلاثة في البكاء بحرقة وسرعان ما علا صوت النحيب من كل جانب فسالت دموع الحشود البشرية المحيطة بالمكان وكذلك أعضاء لجنة التحقيق بسبب هذا المنظر المؤثر.
      أمضت شانتي عدة أيام في موترا قبل أن تعود إلى منزل والديها في دلهي، كان الوادع صعبا ومؤثرا لكنها لن تكون زيارتها الأخيرة للمدينة. اللجنة التي شكلها غاندي أصدرت تقريرا عن الوقائع والتفاصيل التي عاينتها أثناء متابعتها لقصة شانتي ديفي. وقد ساهم هذا التقرير الذي نشرته جميع الصحف في تسليط الضوء على قصة الفتاة التي اتخذها مؤيدو نظرية تناسخ الأرواح كدليل حي وقوي على صحة اعتقادهم، فيما حاول المشككين تقديم آراء وفرضيات أخرى، ومنهم من زعم بأن القصة بأسرها مختلقة، بل وذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك بالادعاء بأن شانتي ديفي هي شخصية خيالية لا وجود لها أصلا مما دفع بعدد من الباحثين والصحفيين إلى إجراء لقاءات صحفية معها في ثمانينات العقد المنصرم لتأكيد وجودها، بل إن احد الباحثين قام بتنويمها مغناطيسيا. وهناك كاتب سويدي كان يصر على أن القصة ملفقة بالكامل، لذلك سافر إلى الهند والتقى بشانتي ديفي سعيا منه لكشف زيف قصتها، لكن العجيب هو أن ذلك اللقاء غير حياة الرجل كليا لأنه خرج منه وهو من اشد المؤمنين بواقعية قصة شانتي، بل وقام بتأليف كتاب كامل حولها.

      ربما يكون أكثر ما يميز قصة شانتي ديفي عن غيرها من قصص الحياة السابقة هو دقة تفاصيلها، فهناك العديد من الناس حول العالم يزعمون بأنهم يتذكرون بعض الأشياء عن حياتهم السابقة، لكن تلك الأشياء لا تتعدى في اغلب الأحيان مجرد أحلام أو تجليات خاطفة وأطياف مشوشة غير واضحة، في حين أن شانتي ديفي كانت تمتلك ذاكرة حياتها السابقة بالكامل وبأدق تفاصيلها.
      في الختام يجب أن اذكر بأن شانتي ديفي لم تتزوج أبدا في حياتها الجديدة ويبدو أنها استمرت بالعيش مع أشقائها في دلهي


      تعليق


      • #4
        تناسخ الارواح
        (4)
        قصة الأم الايرلندية
        هناك الكثير من القصص لأشخاص ادعوا بأنهم عاشوا حياة سابقة , أي أنهم ماتوا ثم ولدوا من جديد في جسد إنسان أخر , و هذه القصص و الحوادث النادرة عرفتها جميع الأمم و الشعوب منذ أقدم العصور و قد نسبها القدماء إلى ما يعرف بعقيدة التناسخ , أي إن الأرواح تنتقل بعد الموت إلى جسد أخر فتولد من جديد و تبدأ حياة جديدة , و قد آمنت بعض الديانات , مثل البوذية و الهندوسية , بالتناسخ بشدة حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من معتقداتها الدينية , أما الأديان السماوية , أي اليهودية و المسيحية و الإسلام , فرفضت هذه الفكرة تماما و آمنت بأن الإنسان لا يعيش سوى حياة واحدة يحاسب على أفعاله و أقواله خلالها , و لكن حتى هذه الأديان لم تخلو من فرق و مذاهب فرعية آمنت بالتناسخ بشكل أو بأخر , في حين ذهبت بعض المدارس الدينية إلى قبول قصص التناسخ التي يتداولها الناس لكنهم نسبوها إلى تقمص الأرواح و مس الجان , أما العلماء فيرفضون التناسخ جملة و تفصيلا لأنهم أصلا لا يؤمنون بوجود الروح , بل يزعمون أن النفس هي العقل بما يختزنه من مشاعر و انفعالات و ذكريات و بموته ينتهي الجسد و يتحول إلى شيء جامد لا حياة فيه , أي مثل جهاز الكمبيوتر الذي تقطع عنه التيار الكهربائي فيتحول إلى مجرد قطعة معدنية جامدة.ق

        قصة الانكليزية جيني كوكيل (Jenny Cockell ) , هي إحدى قصص "الحياة السابقة" المشهورة و التي كانت موضوعا لكتابين و عرضت في التلفزيون و نشرت حولها العديد من التحقيقات الصحفية , بعضها في جرائد و إذاعات عالمية مرموقة و محترمة مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC ) , طبعا هناك العديد من القصص الأخرى التي تتناولها الجرائد و المجلات بين الحين و الأخر عن موضوع الحياة السابقة , و بعضها في منطقتنا العربية , لكننا اخترنا هذه القصة لأنها , بالإضافة إلى غرابتها , اتسمت ببعد أنساني مؤثر إذ أدت الى لم شمل مجموعة من الإخوة و الأخوات بعد أن فرقتهم عاديات الزمان لأكثر من ستين عاما , و كذلك لأن هذه القصة موثقة بالأسماء و الصور و لأنها جلبت أنظار المؤيدين و المشككين في آن واحد.

        ولدت جيني كوكيل عام 1953 في انكلترا , كانت طفلة حالمة تتخيل الكثير من الأمور التي ما كان لطفلة في مثل سنها حتى ان تفكر فيها , لكنها كانت تظن ان جميع الأطفال الآخرين لهم أحلام و خيالات مثل تلك التي تراودها بين الحين و الأخر , احد الأحلام الذي رافق طفولتها و طالما قض مضجعها هو حلم مخيف عن موتها , كانت تتخيل نفسها في غرفة بيضاء شديدة الإضاءة فيها شباك وحيد قديم الطراز , و ينتابها إحساس ثقيل بالغربة كما لو أنها بعيدة عن بيتها , و كانت تشعر بألم شديد في جسدها و صعوبة في التنفس , لكن ذلك الألم كان لا يقارن مع الشعور المرعب بدنو اجلها و حسرتها و خوفها على الأطفال التي ستتركهم خلفها , كان حلما غريبا حقا , خاصة بالنسبة إلى طفلة في عمر جيني. هذه الخيالات و الرؤى كانت تزداد قوة و وضوح عاما بعد عام فتتحول في رأس جيني الصغير إلى صور لأماكن و وجوه لم ترها في حياتها , أكثر تلك الصور وضوحا كانت لكوخ صغير تحيط به الأشجار و تنتصب بالقرب منه مجموعة من الأكواخ البسيطة , كانت بلدة صغيرة و كان بإمكان جيني رسم خريطة لها على الورق , لكنها لم تكن تعلم أين تقع هذه البلدة في هذا العالم الواسع , لكن في المدرسة , كانت جيني تفتح أطلسها الجغرافي و تحدق بغرابة إلى رسم لخارطة ايرلندا ثم تمرر إصبعها فوق الرسم ببطء لتتوقف فجأة عند بقعة معينة كتب تحتها اسم مالهد , كانت بلدة صغيرة إلى الشمال من دبلن , و مع أن جيني لم تزر ايرلندا في حياتها لكن شعورا قويا لا يقاوم كان يشدها دوما إلى ذلك المكان البعيد.
        رغم الخيالات و الأحلام , المزعجة أحيانا , التي كانت تتراءى لها من حين لأخر إلا إن جيني استمرت في حياتها حتى غدت شابة و تزوجت و أصبحت أما لطفلين , إلا أنها لم تتوقف يوما عن التفكير في ذلك الكوخ الصغير القابع في تلك البلدة الصغيرة من ايرلندا , بل إن إنجابها لأطفالها و شعورها بالأمومة جعل تلك الخيالات القديمة أكثر قوة و وضوحا , خاصة تلك المتعلقة بالأطفال الصغار الذين كانت تراهم في أحلامها و التي بدا واضحا بأنها كانت والدتهم في حياة أخرى , لقد شعرت بحنين و قلق كبير تجاه أولئك الأطفال إلى درجة أنها قررت أخيرا عام 1988 القيام بزيارة إلى بلدة مالهد في ايرلندا , و ما أن وطئت أقدامها ارض تلك البلدة حتى أخذت أحلامها و خيالاتها القديمة تمتزج مع الواقع لتصبح حقيقة ماثلة للعيان , صحيح أن هناك بعض التغييرات طرأت على البلدة و لكنها في تفاصيلها العامة كانت مطابقة للصورة التي رسمتها جيني في عقلها , و كانت المفاجأة الكبرى عندما وجدت جيني الكوخ الصغير الذي طالما ظهر في أحلامها , كان مهجورا و خربا لكنها تمكنت من التعرف عليه بسهولة , ثم بدئت الصور و الذكريات تنهال عليها , صور ارتسمت في ذهنها لعائلة تتكون من زوج و زوجة و ثمانية أطفال , لكنها لم تستطع تذكر اسم العائلة و لا اسم تلك المرأة التي كانت تجسدها.

        قررت جيني ان تكتب رسالة إلى مالك الأرض التي ينتصب عليها الكوخ تطلب فيها مساعدته في التعرف على اسم العائلة التي كانت تسكنه طبقا للأوصاف و المعلومات التي كانت تراها في أحلامها , و يبدو أن الحظ قد ابتسم لها إذ لم تمض مدة طويلة حتى جاءتها برقية جوابية , لقد كتب إليها مالك الأرض ليخبرها بأن الأوصاف التي ذكرتها في رسالتها لا تنطبق إلا على عائلة جون و ماري سوتون و أطفالهم الثمانية الذين كانوا يقطنون الكوخ في الثلاثينيات , و في الحال أيقنت جيني من أن عائلة سوتون هي العائلة التي طالما رأتها في أحلامها و أن روح ماري سوتون هي التي حلت في جسدها , ثم قررت البدء بالبحث عن أطفال ماري سوتون فكتبت عدة رسائل إلى دور الأيتام و الكنائس و المستشفيات في دبلن و ضواحيها تستعلم فيها عن مصيرهم , و سرعان ما جاءها رد من احد القساوسة الذي وجد في سجلات كنيسته معلومات حول تعميد عدد من أطفال العائلة : جون (1923) فيلومنا (1925) كريستوفر (1926) فرانسيس (1928) بريجيت (1929) إليزابيث (1932) , كانت جيني على يقين من أن هناك طفلين آخرين لم ترد أسمائهم في سجلات الكنيسة , لكن رغم ذلك كانت المعلومات التي حصلت عليها بمثابة الخيط الذي أوصلها في النهاية الى معرفة ماذا حل بأطفال ماري سوتون.

        قامت جيني بنشر إعلان صغير في إحدى جرائد دبلن وضعت فيه أسماء الأطفال لغرض الحصول على معلومات عنهم , و كم كانت المفاجأة كبيرة عندما اتصل بها جون الابن الثاني لماري سوتون , لم تكن المكالمة مشجعة إذ إن جون لم يقتنع بمزاعم جيني , كان صعبا عليه أن يصدق , و هو عجوز ناهز الخامسة و الستين , بأن امرأة في الخامسة و الثلاثين من العمر تتصل به لتخبره بأنها النسخة الجديدة لروح والدته ماري التي توفت قبل 56 عاما , لكن مكالمة جون لم تخلو من فائدة إذ أعطى جيني رقمي هاتف أشقائه سوني (الابن الأكبر) و فرانسيس.

        لم يكن سوني سوتون يتخيل حتى في الأحلام ما سيسمعه في الهاتف مساء احد الأيام من عام 1990 , لقد تحدث لفترة من الزمن مع امرأة انكليزية و عندما أغلق الهاتف بدا لوهلة مصدوما و مبهورا حتى ان زوجته سألته باستغراب : "ماذا جرى لك ؟ لماذا تبدو شارد الذهن ؟" , فأجابها سوني و هو يحدق إلى حائط الغرفة و قد بدت على وجهه معالم الدهشة : "اعتقد باني تحدثت للتو مع شبح" ثم أردف بصوت مرتجف "أنا متأكد من إني كنت أتحدث للتو مع أمي!!". لقد كانت بعض الأشياء و الأمور التي ذكرتها جيني أثناء حديثها على الهاتف مع سوني على درجة من الخصوصية بحيث يستحيل على أي شخص في العالم أن يعلم بها باستثناء أمه ماري , لكن ما استعصى على سوني استيعابه هو كيف يمكن لامرأة ولدت بعد وفاة والدته بواحد و عشرين عاما و في بلد أخر أن تعرف مثل هذه الأمور عن طفولته.
        إن اثر مكالمة جيني على سوني لم يقتصر على الدهشة و الصدمة و لكنها أعادته إلى ذكريات بعيدة و باهتة كان قد طوى صفحتها و تمنى لو ينساها إلى الأبد : "أبي كان سبب جميع المصائب التي حلت بنا" هكذا اخبر سوني سوتون احد الصحفيين الذي كان يجري مقابلة معه بعد عام على الاتصال الأول مع جيني , ثم صمت لبرهة و قد ارتسمت على وجهه ملامح حزينة و هو يسترجع في مخيلته شريط الماضي البعيد , ثم أردف بصوت متهدج : "كان أبي بناءا و كان يكسب مبلغا جيدا من المال لكنه كان ينفقه على احتساء الخمر , كنا نظل لأسابيع كاملة بدون مصروف للبيت , لم يكن لدينا شيء لنأكله , كان أبي يعود ليلا و هو مخمور و يطلب أن يوضع العشاء أمامه , و إذا لم تجد والدتي شيئا لتضعه على الطاولة كان ينهال عليها بالضرب بقسوة , أحيانا كنت أحاول باستماتة منعه من ضربها فكان يضربني أنا أيضا" , لم تكن العائلة في الغالب تملك شيئا لتأكله , كان سوني و أشقائه يحاولون في النهار صيد الأرانب و السمك أو أي شيء يمكن ان يؤكل و في الليل كانوا يسرقون بعض الخضار من الحقول المحيطة بالبلدة , كانت طفولة بائسة و تعيسة , لكن على العكس من الأب جون السكير و القاسي , كانت الأم ماري غاية في الرقة و الحنان في تعاملها مع أطفالها.

        سوني كان في الثالثة عشر عندما ماتت أمه عام 1932 , و هو يلوم والده على وفاتها أيضا : "لقد كانت مريضة و منهكة , أنجبت 10 أطفال خلال 13 عام (مات اثنان منهم في الطفولة) و بعد وفاة أخر أطفالها اخبرها الطبيب بأن إنجاب طفل أخر سيعني موتها المؤكد" , و بالفعل تحققت نبوءة الطبيب إذ ماتت ماري سوتون في المستشفى بعد أن وضعت أخر أطفالها : "لقد كانت ضربة مؤلمة لنا" قال سوني بحزن ثم أردف و هو يغالب دموعه "لقد انقلب كل شيء في حياتي رأسا على عقب".

        و لم تمضي سوى عدة أيام على وفاة ماري سوتون حتى حضرت راهبة إلى الكوخ و اصطحبت معها شقيقات سوني إلى احد الملاجئ و بعد ذلك بأسابيع قليلة اخذوا أشقائه أيضا إلى احد دور الأيتام , و لم يبقى في المنزل سوى سوني الذي أصبح خادما لأبيه و حاضنة لأخته الرضيعة التي توفت والدته و هي تضعها , "لقد أحببت تلك الطفلة من كل قلبي" قال سوني "لقد رعيتها مثل أمي , كنت أغير ملابسها و اغسلها و أطعمها تماما كما كانت أمي تفعل مع بقية أشقائي , لكن في احد الأيام حضر احد أعمامي و اخذ الطفلة , لم أرها أبدا بعد ذلك اليوم" , لقد كانت طفولة سوني عبارة عن مأساة , إذ تفرقت عائلته و لم يعلم شيئا عن أشقائه و شقيقاته لسنوات طويلة و أصبح يعمل في الحقول من الصباح حتى المساء من اجل أن يعيل والده السكير , لكن بعد أربع سنوات على وفاة والدته لم يعد سوني يطيق حياته فهرب في إحدى الليالي من كوخ والده و التحق بالجيش و لم يعد بعدها إلى مالهد إذ لم تكن البلدة تعني له سوى مجموعة من الذكريات الأليمة التي كان يود أن ينساها إلى الأبد.

        "لا اعلم ماذا أقول , أنا كاثوليكي (المذهب) و نحن لا نؤمن بالتناسخ , لكن عندما حضرت جيني إلى هنا و رأيتها تترجل من السيارة شاهدت فيها صورة أمي , لقد كانت هناك رابطة ما تشدنا إلى بعض منذ البداية" هكذا اخبر سوني الصحفيين بعد لقائه بجيني , لقد جلسا معا لفترة طويلة و تحدثا عن أمور لم يكن لأحد أن يعرفها عن حياة سوني سوتون , عن ذكريات قديمة عمرها أكثر من ستين عاما , "جيني تتذكر أنها كانت تقف على رصيف البحر القريب من البلدة كأنها تنتظر شخصا ما , لكنها لم تكن تعلم من هذا الشخص و لماذا تنتظره , لقد أخبرتها بأني أنا هو ذلك الشخص إذ كنت أتوجه مع القوارب إلى الخليج لصيد السمك أيام السبت و كانت دائما تقف بانتظار عودتي" قال سوني ضاحكا , و بالمقابل كانت هناك عدة أمور نسيها سوني و ذكرته بها جيني.

        استطاعت جيني معرفة مصير أولاد ماري سوتون لكنها لم تستطع العثور على أي اثر للفتيات , لذلك نشرت إعلانا في الجرائد تطلب معلومات عنهن , و لم تلبث طويلا حتى اتصلت بها بيتي (إليزابيث) , الطفلة الأخيرة التي ماتت ماري بعد ولادتها , كانت الآن جدة في الثانية و الستين من العمر لها ستة أبناء و 21 حفيدا , لم تكن تعرف أبدا بان لها إخوة و أخوات , لقد رباها عمها على أنها ابنته الوحيدة و كانت تظن دوما بأنه والدها الحقيقي و أن زوجته هي أمها , و على رغم علاقتها القوية مع عمها الذي أولاها عطفا و اهتماما كبيرا لم يكن والدها الحقيقي ليوفره لها , لكنها أحست دوما في قرارة نفسها بعاطفة مفقودة مع أمها , أي زوجة عمها , و لم تكن تعرف السبب الحقيقي لذلك.

        سوني سوتون كان قد بحث لسنوات طويلة عن شقيقته الصغيرة بيتي و استطاع قبل عدة سنوات الحصول على هاتف زوجة عمه التي أخبرته حينها بأن بيتي قد تزوجت و انتقلت للعيش مع زوجها و أنها لا تعلم عنوانها , لقد كذبت عليه إذ يبدو أنها اتفقت مع زوجها منذ زمن بعيد بأن لا تعرف بيتي أبدا حقيقة عائلتها الأصلية.

        كان اللقاء بين سوني و بيتي مؤثرا جدا , لقد عرفا بعضهما من النظرة الأولى رغم الحشد الكبير من الأشخاص و الصحفيين الذين كانوا حاضرين في مكان اللقاء و رغم أن احدهما لم يرى الأخر منذ 62 عاما حين كانت بيتي مجرد طفلة رضيعة , بالنسبة إلى جيني فقد قالت بيتي عنها للصحفيين : "أنا لا استطيع أن اشعر بأنها أمي لأني لا اذكر أمي أصلا إذ كنت طفلة رضيعة عند موتها , لكني اعتقد إن روح والدتي ألهمتها تلك الأحلام لكي تكون سببا في لم شملنا , هناك من يعتقد أنها تكذب لكني اعتقد أنها صادقة , لقد اخبرني سوني بأنها أخبرته عن أمور لا يمكن لشخص أخر غير والدتنا بأن يعلم عنها".

        في الأسابيع اللاحقة كانت هناك المزيد من الأخبار المفرحة , لقد تلقت جيني اتصالا من فرانك , اصغر أولاد ماري و هو الآن أب لثلاثة أولاد , ثم اتصلت فيلومنا بنت ماري الكبرى التي كانت قد شاهدت التغطية الصحفية للقاء سوني سوتون بشقيقته الصغرى بيتي , كانت فيلومنا هي المفتاح إلى معرفة مصير بنات ماري سوتون , لقد أخبرتهم بأنهن قضين طفولتهن في الملجأ و إن أختها الكبرى ماري ماتت عام 1946 , أما شقيقتها الأخرى بريجيت فقد تزوجت و سافرت إلى استراليا عام 1953 و لم ترها منذ ذلك الحين (أرسل زوجها رسالة فيما بعد اخبرهم أنها ماتت قبل عشرين عام و أن لديها أربعة أطفال) , كما إن فيلومنا ظلت على اتصال مع والدها الذي كان يحرص على زيارتها مع أخواتها في الملجأ حتى عام 1950 حيث انقطعت أخباره و لم تسمع عنه بعد ذلك أبدا.

        خلال الأشهر التالية التقت جيني بفرانك و بيتي و كريستي , بالنسبة إلى فرانك و كريستي فأنهما كانا يعتقدان أن روح والدتهم هي التي أرشدت جيني إليهم لكي تكون سببا في لم شملهم , أما فيلومنا فقد آمنت بأن روح أمهم ماري قد انتقلت حقا إلى جسد جيني و كانت تشعر بالطمأنينة و الراحة عندما تكون جيني قريبة منها , اما سوني سوتون فقد كان اشد المؤمنين بأن جيني هي التجسيد الحي لروح والدته ماري , لقد كان اكبر أطفال ماري و الوحيد الذي يملك ذكريات حقيقية عن والدته لذلك كان هو الدليل الأكبر على صدق قصة جيني.

        خلال السنوات اللاحقة تم تصوير جيني مع أبناء و بنات ماري سيوتن في العديد من البرامج التلفزيونية , العديد ممن شاهدوا جيني مع العائلة و حديثهم عن ذكريات الماضي امنوا بأن جيني هي التجسد الحي لروح ماري سوتون , لكن هذا لا يعني بالطبع عدم وجود مشككين في قصتها , لكن مهما كانت الحقيقة , فأن جيني و قصتها كانت السبب في لم شمل عائلة فرقها ماضي مأساوي , و ربما تكون الحسرة الوحيدة في قلوبهم أطفال ماري سوتون هي ان قصة جيني لم تقع قبل عشرين أو ثلاثين سنة من وقت حدوثها , عندما كانوا أكثر شبابا , لكنه القضاء و القدر كما يقولون. و رغم وفاة سوني سوتون في نهاية التسعينيات من القرن المنصرم إلا أن قصة جيني كوكيل لازال لها سحرها و تأثيرها على كل من يطلع عليها ليس لغرابتها فحسب و لكن بسبب حجم المشاعر الإنسانية التي رافقتها.


        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-12-10, 03:02 PM.

        تعليق


        • #5

          تناسخ الأرواح..
          حقيقة لا خيال


          قيل ان تناسخ الأرواح هو الاعتقاد بأن الكائن الحي بعد موته يعود للعيش بجسد مختلف سواء من ذات الفصيلة أو غيرها، فليس من الضروري أن يرجع الإنسان ليعيش في جسد إنسان بل من الممكن أن يعيش في أي صورة أخرى للكائنات الحية، وليس من الضروري أن يعيش على الأرض بل هناك عوالم أخرى يمكن العيش عليها.

          هذا الاعتقاد هو راسخ وجوهري في البوذية والهندوسية، وله حضور في معتقدات في مناطق مختلفة من العالم كسكان ألاسكا الأصليين وبعض القبائل الإفريقية، وتناسخ الأرواح رائج لدى بعض الأوساط الغربية اليوم خاصة لدى أصحاب ما يُسمى بالـ New age

          المحيط الحالي على أرض الواقع أو في عالم الإنترنت سيسمح بصعوبة الاعتقاد بتناسخ الأرواح بأن يثير اهتمامه؛ فعلى الرغم من متابعتي لكثير من المنتديات العربية والإنجليزية منذ عدة سنوات، لم أجد يوماً كاتباً نادى بتناسخ الأرواح، فالاعتقاد به نادر في العالم الغربي، ونادر جداً في العالم العربي، إذ لا تعتقد به سوى طائفتان صغيرتان في بلاد الشام هما الدروز والعلويون؛ لقد كنت على علم من قبل بأن الدروز وبعض الديانات الشرقية تعتقد بتناسخ الأرواح، ولكن مع ذلك لم ينل هذا الأمر مني أي اهتمام على الرغم من بحثي الطويل ، لقد كان "تناسخ الأرواح" بالنسبة لي مجرد معتقد غريب عجيب يؤمن به البوذيون والهندوس، إلى أن جاءت صدفة أثناء تصفحي لإحدى المنتديات الإنجليزية حيث وجدت موضوعاً عن طفل أسكتلندي قال عن نفسه أنه قد عاش من قبل في مكان مختلف وكان له اسم آخر وأبوان آخران وأخوة وأخوات آخرين... ألخ.

          أثار ذلك فضولي، لأبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن تناسخ الأرواح الذى لن تجد شيئاً مفيداً عنه في عالم الإنترنت العربي، فأخذت أبحر مع "جوجل" ، لأكتشف بعد طول بحث أن هذه الحياة لا تنتهي عجائبها..

          نعم تناسخ الأرواح موجود وقد وجدت العديد من النمازج وبالرغم من اقتناعى بها على الرغم من مناقضتها التامة لكل ما نشأت عليه، اقتنعت بفضل توفر الدليل التجريبي المبني على الملاحظة والاختبار والقابل للإعادة Empirical evidence
          فحيثما كان الدليل اتبعته وقبلت بنتائجه . فما هى الأدلة التي تثبت وجود تناسخ الأرواح؟

          فهى ظ
          اهرة عالمية تحصل لأشخاص من مختلف الأجناس، ظاهرة أن يدعي الشخص بأنه سبق وأن عاش حياة أخرى بجسد آخر، وأنه يذكر بعضاً أو كثيراً من تفاصيل تلك الحياة كأسماء أفراد أسرته السابقة وأصدقائه السابقين.

          حين يدعي شخصٌ ما مثل هذا الإدعاء فإن السبيل الوحيد للتحقق من مصداقيته هى عبر التحقق من صحة المعلومات التي قدمها عن حياته السابقة، وذلك عن طريق التواصل مع الذين ظلوا على قيد الحياة من أفراد أسرته السابقة، وحين يتعذر ذلك، أو حين لا نجد تطابقاً كاملاً بين رواية المدعي وبين رواية افراد أسرته السابقة، حينها تصبح الدعوى مجرد anecdote أو "قصة شخصية" رواها شخص ما ولا يمكن التحقق من صحتها ولا يمكن اعتبارها مثبتة لشيء ما؛ أي أن الموضوع يصبح مثل دعاوى الأشخاص الذين يزعمون بأنهم قد تعرضوا للاختطاف من كائنات فضائية أجرت عليهم تجارب، وهذه دعاوى لا قيمة لها علمياً لاستحالة التحقق من صحتها؛ ولكن هناك عينة من مدعي تذكر الحياة السابقة، مجرد ادعائهم بما يدعونه هو كافٍ لإضفاء مقدار عظيم من المصداقية على ادعاءاتهم.

          يمكن تقسيم الأشخاص الذين يتذكرون حياتهم السابقة إلى مجموعتين:

          1- الذين يتذكرون هذه الذكريات عبر جلسات التنويم المغناطيسي، وتُسمى بـ past life regression، وهذا النوع في الغالب لا قيمة له ولا يعنيني البتة هنا؛ إذ هذا النوع من التذكر يكون غالباً من صنع العقل الباطن.

          2- الذين يتذكرون هذه الذكريات وهم في مرحلة الطفولة، وهذا النوع هو الذي قام عليه دليل تناسخ الأرواح، وهو النوع الذي أعتقد بأن مجرد الادعاء منه كاف لإثبات صحة تناسخ الأرواح، لماذا؟؟
          يبدأ هؤلاء الأطفال بالحديث عن "حياتهم السابقة" في سنٍ مبكر جداً ومع بدايات تعلمهم للنطق وهم في سن الثانية، وتستمر هذه الذكريات لديهم إلى أن يبدأوا في الذهاب إلى المدرسة والانخراط والانشغال بشكل أكبر في الحياة، فيؤدي ذلك إلى نسيانهم بشكل تدريجي لذكريات الحياة السابقة.

          وقد لوحظ أن الأطفال الذين تذكروا أنهم في حياة سابقة قد ماتوا بشكل غير طبيعي – حادث، جريمة قتل –تصبح لديهم فوبيا – رهاب – من الأمور المرتبطة بموتهم؛ فالطفل الذي يتذكر أنه قد مات في حياته السابقة طعناً بالسكين يصبح لديه رهاب وخوف غير طبيعي من السكاكين، ومن تذكر أنه مات غرقاً يصبح لديه رهاب من السباحة، وهكذا. كما أن العديد من الأطفال الذي يتذكرون حيوات سابقة تظهر لديهم مواهب ومهارات وسلوكيات كانوا قد اكتسبوها في حيواتهم السابقة، وسنتناول كل هذا بالتفصيل لاحقاً.

          الآن تصور هذا المشهد:
          طفل في الثانية من عمره ما يزال يتردي الحفاظات، يقول عن نفسه بأنه سبق وأن عاش من قبل، وأنه كان له اسم آخر غير اسمه الحالي، وعائلة أخرى وأصدقاء، وكان له عمل، بل ويذكر الكيفية التي مات بها، وبعضهم يذكر ما حصل معه بعد الموت من أنه هوى في حفرة عميقة أو دخل في نفق وبعدها عاد إلى الحياة في جسد جديد.
          حين تتصور المشهد السابق، أعتقد أنك ستتفهم تماماً لماذا أنا أقول بأن مجرد هذا الادعاء يكفي لإثبات المصداقية، لأن المدعين ببساطة هم أطفال!

          قل لي بربك، ما الذي يجعل طفلاً في الثانية من عمره يدعي مثل هذا الادعاء المذهل؟، يكذب؟؟، لماذا يكذب؟؟، وهل تتصور أن طفلاً في الثانية من عمره بإمكانه أن يكون بهذه الدرجة من الوعي بحيث يحبك كذبة مفادها أنه عاش من قبل ثم مات والآن هو حي في جسد جديد؟؟ هل هذا شيء يشبه شيئاً ممكن أن يقوله طفل في الثانية من عمره ما يزال يتبول ويتبرز في حفاظاته؟؟.

          هل الطفل توهم هذا الأمر؟؟،
          ولكن هل دماغ طفل في الثانية من عمره قادر على "حبك" مثل هذا الوهم الذي قد لا يصل إليه أعتى مصاب بانفصام الشخصية؟؟
          الوضع هنا مختلف جداً جداً عن "الادعاءات الخارقة" الأخرى التي تعود للبالغين؛ فالبالغ لديه دوافع للكذب، ودماغه مر بتجارب كافية لتمكينه إما من الكذب بشكل جيد أو المرور بهلاوس وإيهامه بأنه تعرض مثلاً للاختطاف من كائنات فضائية أو شاهد شبحاً ما أو غير ذلك، نحن هنا نتحدث عن أطفال في بداية وعيهم للحياة وما إن امتلكوا شيئاً من اللغة حتى ابتدأوا يتحدثون عن عيشهم لحياة سابقة؛ هذه ظاهرة حصلت وتحصل في مختلف مناطق العالم وتم تدوين ودراسة عدد كبير جداً من هذه الحالات كما سيمر معنا لاحقاً؛ إذاً الموضوع مختلف هنا، ولذلك مجرد الادعاء في هذه الحالة هو كاف للفت الأنظار بشدة نحو هذه الظاهرة وكاف للتعامل معها بجدية تامة وبشكل مختلف تماماً عن بقية الادعاءات الخارقة التي تعود للبالغين.

          فإذا كان الادعاء بحد ذاته مذهلاً لهذه الدرجة، فما بالك حين تعلم بأنه قد تمت دراسة عدد كبير من هذه الحالات وتم إثبات وجود تطابق بين رواية الطفل وبين رواية عائلة الشخص الذي قال الطفل أنه كان هو؟ بل ما بالك حين تعلم بوجود حالات كثيرة تظهر فيها على الطفل علامة على جسده منذ الولادة birth marks أو يولد بعاهة، ثم يتبين بعد التحقيق والوصول إلى أسرة الشخصية السابقة والحصول على ملفاته الطبية يتبين أن العلامة أو العاهة الموجودة في جسد الطفل هي مطابقة لإصابة أو عاهة كانت موجودة في جسده السابق؟
          حينها لا يصبح هناك مجال للشك في أن تناسخ الأرواح هو حقيقة وواقع، وأن الموت ليس هو النهاية؛ فقد علمنا جانباً مما يحصل بعد الموت وهو أن يعود الشخص للعيش بجسد مختلف، ولحسن الحظ بعض هؤلاء كانوا قادرين على تذكر حيواتهم السابقة، فقدموا لنا الدليل الأقوى على وجود الحياة بعد الموت.

          تعليق


          • #6


            أحب قبل أن أنقل لكم الدراسات العلمية والإثباتات التجريبية التي ثبت لأصحابها من خلالها أن تلك التناسخات المذكورة في بعض الثقافات الدينية ليست اكاذيب بعيدة عن الحقيقة كما كان يظن البعض؛ أحب قبل ذلك أن أستعرض على عجالة ملخص ذلك المعتقد عند بعض المؤمنين به، حتى تتضح صورته للجميع ؛ فأقول نقلا عنهم:

            - تقول الهندوسية بالتناسخ استناداً إلى ما قدمت النفس من عمل . إذا مات الجسد، خرجت منه الروح لتحلّ في جسد آخر جزاء على ما قدمت من عمل . تبلغ أجناس الحياة ثمانية ملايين و400 ألف تتناسخ فيها النفوس. تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة.

            - يؤمن بعض المسلمين من من أبناء الطائفة الدرزية بهذه العقيدة ، ومن الغريب في هذا أنهم يحتجون بآيات قرآنية وهي ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي )

            ففي قوله "فَادْخُلِي فِي عِبَادِي" دليل -عندهم- على دخول الروح الراجعة إلى ربّها في جسم عبد آخر من العباد.

            وهذه أحد أبرز الدراسات العلمية التي جعلتني أفكر مجددا في هذا الموضوع الذي كنتُ كغيري من أبناء مجتمعي نرفضه بشكل كامل، بل ونعتبره من الأضحوكات والخزعبلات والغباوات المقدسة في كثير من الأحيان.

            أنقل لكم هذه الدراسة كمثال واحد فقط لكثير من الدراسات المشابهة التي وقفت عليها في هذا الموضوع ؛ وأتمنى من الجميع قبل الرد الابتعاد عن الانتقاص السريع لعقول هؤلاء العظماء الذين قضوا مع هذه الدراسة ما يقارب نصف قرن من أعمارهم، بحثا عن تلك الحلقة المفقودة بين حياة الإنسان المحسوسة ومصيره الغيبي المجهول.

            مشروع علمي قام به فريق بحث أمريكي طيلة السنوات الأربعين الماضية في المركز الطبي بجامعة فرجينيا الأمريكية بإشراف البروفيسور إيان ستيفنسون (Dr. Ian Stevenson) مؤسس المشروع، وفيه قام بإجراء أبحاث على الأطفال دون سن الثالثة مستجوبا إياهم عن ذكرياتهم الماضية في الحياة...!

            في البوذية هناك معتقد يطلق عليه (الكارما) وهي الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها، وعند وفاة الإنسان تبدأ (الكارما) رحلة البحث عن جسد آخر لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف (النيرفانا).

            كما أن الديانة الهندوسية أيضا تعتبر (الجيفا) Jiva مرادفة لمفهوم الروح وهي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وتنشأ من عدة تناسخات من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات ويكون (الكارما) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة (موشكا) والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة (النيرفانا) في البوذية أي: الانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل، كما تقول (ويكيبيديا).

            وفي هذه العقائد الدينية لا يمكن لكائن أن ينال جزاءً لا يستحقه، نظرا لأن (الكارما) تقوم على عدالة شاملة، حيث يعمل نظام (الكارما) وفق قانون أخلاقي طبيعي قائم بذاته تحت سلطة الأحكام الإلهية.

            وحسب هذه الفلسفة يمكن لكارماتٍ مختلفة ومتفاوتة، أن تؤدي في النهاية إلى أن يتقمص الكائن الحي شكل إنسان، حيوان، شبح أو حتى إحدى شخصيات الآلهات الهندوسية.
            وتقول الديانة الهندوسية بتناسخ الأرواح استناداً إلى ما قدمت النفس من عمل حيث تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة. وهو ما يفسّر تحريم هذه الديانة أكل اللحوم.

            (الكارما) أو (العاقبة الأخلاقية) تعتبر أن ما نجترحه من قول أو عمل هي موجات من الطاقة الايجابية أو السلبية وفقا لما تكون عليه أعمالنا وعلى هذا الأساس فإن حقول الطاقة هذه تتحرك بشكل دائري (فكرة الثواب والعقاب الكلاسيكية تجدها في جميع الأديان و المعتقدات بأسماء متعددة) المعتقد في أساسه يتمركز على محور يقول إن الروح عند مغادرتها الجسد عند الموت تعود في جسد آخر بعد حين، قد تكون العودة فورية أي بعد أيام معدودة وقد تكون العودة مؤجلة بعد نصف قرن أو بعد مئات السنين والشخص الذي يحمل هذه الروح يملك بعض المهارات التي كان يملكها حامل الروح السابقة كما ذكرت سابقا ، يقال في الهندوسية أنها تسكن الفئران و القطط و الكلاب أكرمكم الله إن كان صاحب الروح السابق شخصا سيئا ومات دون عقوبة من الكارما أي دون أن تلف عليه الأيام .

            ولكن الدروز وسواهم ينكرون هذا ويقولون إن الروح الآدمية لا تحل إلا بآدمي، الأمر طبعا يبدو مريبا وأقرب منه إثارة للضحك منه إلى الجديه ولكن دكتور ايان ستيفنسون من جامعة متشغان متخصص في علم نفس الأطفال قرر أن يقوم بدراسة الظاهرة فأجرى دراسة بحثية شمل بها 12.000 طفلاً.

            فجاءت النتائج مذهلة...!

            الأستاذة جليلة وريث التي تقوم على ترجمة كتاب البروفيسور إيان ستيفنسون
            (DR. Ian Stevenson) المعنون بـ:
            (life before life) تختصر هذه النتائج بقولها:

            إن الأطفال في سن الثالثة، أمريكيو المولد، بعد جلسات التنويم المغناطيسي ظهرت لديهم ذكريات لأهل وأصحاب وحروب في الجيش التركي وعائلات في اليونان وصفوها وذكروا أسماء أفرادها فردا فردا، بل إنهم تذكروا تواريخ ميلاد هؤلاء الأفراد وأسماءهم التحببية، وهو ما ينسجم مع معتقد الدروز في كون ذكريات الحياة السابقة تكون أوضح وأقرب إلى الأطفال في سن الثالثة فما دونها.

            وتضيف الأستاذة جليلة: إن الدكتور ستيفنسون، وبعد نجاح دراسته هذه، قرر أن يعقبها بأخرى فاتضح أن الميت المغدور أو المقتول يظل أثر جرح مقتله باديا على جسد التالي الذي تسكنه الروح، فمن مات مطعونا في عنقه وعادت روحه في طفله بعد 70 عاما فإنها تحمل (وحمة) كما نسميها، في محل الطعنة تماما وبذات الشكل، كما أنها تؤثر على الإنسان في حياته الحالية حيث يكون معرضا لأن يرث الحقد والعدائية والسوداوية.

            وتضيف الأستاذة وريث أنها لم تهتم بترجمة هذا الكتاب المثير للجدل بهدف طرق باب التابوهات بشكل مبتذل، ولكنها قضية تشغل البال، وكل ما نعلمه يقينا عن هذه الشعلة اللامحسوسة التي توقد النبض والإدراك في جسد الآدمي فإذا هو خصيم مبين مؤطّر بقوله تعالى: "إنما الروح من أمري ربي".

            باعتقادي أنه بالعودة الى تاريخ دراسة تناسخ الارواح فقد كان للفيلسوف اليوناني المعلم سقراط الدور الاكبر في شرح هذه الفكره ونقلها الى المحيطين به وكان من بينهم احد تلاميذه أفلاطون ، فقد حكم عليه بالاعدام عن طريق شرب السم بنفسه وقد قيل أن شجاعته هذه كان الغرض منها ايصال فكرة أن الجسد يفنى والروح تنتقل الى جسد آخر براحه وسلام حيث ان نظريته كانت تقوم على أن الكائن البشري مكون من ( جسد _ وروح ) الجسد يفنى والروح تبقى .

            برأيي أن هناك نقاط تثير الاهتمام وتستحق النقاش حولها كثيراً وقد تعزز نظرية تناسخ الارواح من بينها مايقال عن وجود أصوات واشباح بمقابر الموتى وقد فسرها البعض بأن هذه الاصوات ومايقال عنها اشباح ماهي الا أرواح لم تستقر بأجساد أهلها الجدد ومن ثم تبقى بالقرب من الجسد القديم حتى يؤمر لها بالانتقال الى الجسد الجديد !

            النقطه الاخرى ماثبت فعلياً من زيادة عدد المواليد الذكور بعد الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية حين خسرت تلك البلاد اعداد كبيره من الذكور ابان الحرب .

            لغز الطفل الهندي برامود شارما:

            لم يكن برامود طفلا غير عادي ابدا في مراحل طفولته الاولى فقد ولد ببلدة في مقاطعة (بارون) في14 من مارس عام 1944 واحتل في سجلات المواليد الطفل الثاني للاستاذ (بانكيلال شارما) المدرس بمعهد عادي متوسط.. ونشا نشاة عادية حتى بلغ العام الثالث من عمره.. وفي عيد ميلاده الثالث تغير امر الطفل وتبدل تماما..

            بدا يرفض الطفل الاستجابة لمن يناديه باسمه مدعيا انه شخص اخر كان من الطبيعي ان يقلق والده ويفزع لما اصاب ابنه لذا فقد استدعاه للتكلم معه امام والدته..

            وكانت مفاجئة للجميع حين ادعى الصبي انه شخص اخر يدعى ( بارا مانندا) كان يقيم في (مراد اباد) قديما..

            وكان من الطبيعي ان تندهش الاسرة كلها وتشعر بالفزع لما اصاب طفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره وذلك ليس لان الامر عجيب او مرفوض بل ان هذا معروف لدى الهنود ب(ظاهرة تناسخ الارواح) ولكن هذه النظرية نفسها تقول : ان الشخص الذي ياتي من حياة سابقة لا يعمر كثيرا وطويلا،ولهذا رفض والده مجرد من مناقشة الامر....

            الا ان الطفل راح يتحدث عن حياته السابقة وعن زوجته واولاده وحياته في مراد اباد ويقارن بينها وبين حياته العادية في بارون

            وقبل ان تهدأ الامور ويستطيع الجميع التعايش مع الامر في سلام القى اليهم الطفل مفاجاة اخرى فقد اخبرهم برغبته في العودة الى مسقط راسه الى مراد اباد وعقدت الدهشة لسان الاب اللذي لم يستطع النطق ووقف يحدق فابنه وهو يصف له بكل ثقة الاصناف والسلع اللتي تتوافر بالمتجر.. الا أن والده ما لبث ان اعلن عدم موافقته للذهاب بكل حزم، فما كان من الطفل الا البكاء والتوسل والاستعانة بالاصدقاء فما كان من الاب الا ان وافق للذهاب..

            وحين بلغ الطفل عامه الخامس اتجه الجميع الى مراد اباد لحسم هذه المسالة للابد
            وعلى الرغم انها المرة الاولى اللتي يزور بها مراد اباد الا انه كان يعرفها واخبر الجميع انه سيقودهم بنفسه وهناك قادهم الى متجره ومتجر اخوانه وتعرفهم جميعا بلا استثناء وتحدث عن دعابات قديمة بينهم لا يعرفها غيرهم..
            وبعد هذا اتجه الى مصنع للمياه الغازية كان يديره بنفسه وشرح لمرافقيه كيف تعمل آلاته وكيف يتم استيرادها على نحو لا يمكن لصبي مثله ان يفهمه ويستوعبه..

            ثم جاء وقت لقاء عائلته، فقد تعرفهم واحدا واحدا وتحدث معهم عن موضوعات خاصة يستحيل ان يعرفها الغريب عنهم، واجاب عن كل الاسئلة اللتي طرحت عليه ووصف البيت بتفاصيله قبل ان ينهض لرؤيته، بل وتعرف على كل التغييرات اللتي حدثت بها منذ وفاته ( برامنند)، وانهارت الاسرة كلها خاصة حين كان الطفل يهم بالرحيل، وهناك حاول الطفل ان يكون (برامود) وليس (بارامنندا)، رغم ان الجميع لم يمنحه هذه الفرصة..

            تعليق


            • #7
              الرجاء زيارة هذا الموضوع (وهو تحت نفس العنوان ) لاستكمال الفائدة
              http://www.qudamaa.com/vb/showthread...ferrerid=13529


              ايضا هذا الموضوع لارتباطة الوثيق بموضوعنا
              http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?t=35648&referrerid=13529

              تعليق


              • #8

                التقمص



                التقمص عند الدروز يقصد به انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري أخر.... فهم يعتقدون أن النفس البشرية لا تموت، بل الذي يموت قميصها وهو الجسد، أما النفس فتنتقل إلى جسم آخر....
                قصص حقيقية عن حالات التقمص عند الدروز وهذه القصص من عشرات قصص التقمص التي نروى عنهم :

                (حلا) تتعرف على أهلها السابقين وتسرد قصة موتها
                هى بنت متقمصة من محافظة السويداء قصة مقتلها في حياة سابقة، وقالت (حلا حلبي) البالغة من العمر 13 عاما انها كانت متزوجة من شاب يعمل قصابا ويعيش في مدينة دمشق بمنطقة باب مصلى، غير أن تتالي الخلافات مع حماتها قادها الى طلب الطلاق مادفع زوجها وحماتها لقتلها خنقا بواسطة استخدام وسادة نوم كمموا وجهها بها حتى فارقت الحياة.

                في استحضارها لماضيها تقول حلا :
                بتذكر فستان عرسي كأنه امام عيني في هذه اللحظة، وبعرف أبي وامي في جيلي السابق وهما من عين وزين في الشوف بلبنان، وتضيف هامسة :" ياريت تقولوا لأهلي ياخدوني لعند أهلي".
                ونسألها:
                ومن هؤلاء الذين تعيشين معهم فتقول :
                -هدول اهلي.
                اذن كيف سنأخذك الى أهلك.
                تجيب : عندي أهلين.
                أبي فارس وامي شكيبة هنا في سوريا، وأبي سعيد وأمي لبانة في لبنان.
                ومن تحبين أكثر؟
                تجيب كلهم أهلي، وتغص بالبكاء، وحينها تطلب والدتها منا عدم توجيه مزيد من الاسئلة الى ابنتها ثم تقول لنا:
                معليش الله يخليكن بس تتذكر أهلها بجيلها الماضي بتختنق وبتكتئب.
                اذن من يكمل لنا القصة.
                ام حلا تطلب من ابنتها مغادرة الغرفة، وتبدأ الحكاية:

                تقول:" حين ابتدأت حلا الكلام، نطقت اسم زوجها (الله لايوفقوا) وتضيف :" كلما ذكرت اسمه تقول :" خنقني بالمخدة"، وكنا نحاول ابعادها عن هذا الحديث لكنها لم تكن لتكف عن التحدث في هذا الموضوع فقد كانت دائمة تذكر أهلها كلهم وتعدد لنا اخوتها واحدا واحدا، وذات يوم كبرت حلا وصارت بعمر التاسعة وذهب ظأبوها ليشتغل في لبنان، وسألته الى أين هو مسافر فقال لها الى لبنان، وصعقنا حين قالت أنها تعرف بلدة عين وزين، مع أننا لم نكن قد نطقنا هذا الاسم من قبل أمامها حتى أننا لم نكن قد سمعنا بالاسم، مالفت انبتاهي وانتباه أبيها، فسألناها لتعيد قصتها على مسامعنا، بعدها قرر أبيها الذهاب الى أهلها في جيلها السابق وسؤالهم ان كان لهم بنتا ماتت، وحصل وذهب زوجي وبحث وفتش حتى وصل الى أهلها في لبنان، وحكى لهم حكايتها فأكدوا له أن ابنتهم كانت متزوجة في دمشق وأنها ماتت في ظروف غامضة وأنها باتت صفحة من الماضي، ولم يشأ والد (حلا ) الحالي أن يحكي لأهالها من جيلها الماضي ماتقوله البنت كي لايتسبب بمشاكل غير أننا تأكدنا فعلا أن ماتقوله حلا صحيح.
                وبعدها ماالذي حصل؟
                بعدها جاء أهل البنت لزيلرتنا وما أن أطل أبيها وأمها حتى ارتمت بين أحضانهم وكان مشهدا مؤثرا.

                بين المجموعة السكانية التي تستمع لحكاية (حلا) الكل يعتقد بالتقمص وانتقال الأرواح من جسد الى جسد، وبينهم من يشكك ولكنه لايجرؤ على البوح بشكوكه فالتقمص ايمان شبه راسخ، ولكن ماهو التفسير العلمي المقنع لهذه الظاهرة.

                في الدين سألنا الشيخ عبد الهادي كيوان فأجاب:" ويسألونك عن الروح قل علمها عند ربي ومااوتيت من العلم الا قليلا"، ويوقف اي استطراد لاسلبا ولا ايجابا، ولكن حين نعود الى ملفات حول الموضوع فسنجد آلاف البحوث المتعلقة بموضوع التقمص وكل يذهب في اتجاه.. البعض يحيله الى قوى غيبية أو دينية، والبعض يحيله الى أسباب علمية ويقول أن مخ الانسان حين لحظات الاحتضار يطلق حزما كهرطيسية تنتقل الى مخ وليد، وهذه الحزم تحمل ذاكرة الماضي وهو الماضي المتمثل في الشخص الميت، وهو تفسير قلما اعترفت به المذاهب لدينية التي تؤمن بالتقمص والتي تحيله الى أبعاد دينية بما فيها آيات قرآنية مثالها:" وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "، فيما تذهب مجموعة كبيرة من ديانات شرق آسيا ومذاهبها الى اعتبار التقمص سر من أسرار العدالة الالهية التي تقتضي اختبار الانسان في أكثر من جيل، حتى يتسنى للجميع العيش بذات الظروف والاختبار.
                هل حالة حلا هي الحالة الفريدة؟
                السؤال نفسه مستهجن في محافظة السويداء السورية، فأحاديث التقمص تحضر حيثما تحضر كضيف أو كمقيم.
                وهذه قصة حقيقة عن هذه الظاهرة قراتها في احد المواقع
                احد الشبان يحكي على هذه الظاهرة التي حدثت فعلا مع والده يقول في قصته:
                إن هذه القصة معروفة بالنسبة لي لأنني قريب منها وأعرف كل تفاصيلها فهي تخص أبي السيد( كامل الحلبي) من قرية عتيل في محافظة السويداء والذي تذكر حياته السابقة منذ الطفولة حيث كان في الرابع, وأول دليل على كلامه وتذكره لحياته السابقة أنه عندما بلغ العاشرة من العمر كان يلعب خارج المنزل وعندها شاهد مجموعة من الرجال الغرباء من خارج القرية وتعرف على أحدهم وطلب من جدي أن يدعوهم لأن أخوه صقر معهم, تفهم جدي الموضوع ودعاهم للتحقق من ذلك وعندما لبوا الدعوى طلب جدي من أبي أن يدله على أخوه صقر كما يدعي فتقدم أبي إلى شخص من الموجودين
                وقال له أنت أخي صقر فاندهش الموجودين من ذلك لأن الشخص
                الذي أشار إلية كان يدعى صقر فعلا فأجابه المدعو صقر وأنت من تكون قال له أنا أخوك محمد.

                لم يصدق صقر ذلك وقال له وما الذي يثبت لي صحة كلامك فقد تكون قد اطلعت على اسمي واسم أخي من قبل فقال أحد الموجودين إذا كان هذا الطفل بالفعل محمد كما يقول والذي توفي منذ سنين فليخبرنا عن اسم بلدته ومكان بيته عندها قال لهم أبي أنا من منطقة شهبا
                وهيا بنا لأدلكم على البيت والفعل أخذهم ودلهم على البيت الذي كان يعيش فيه والجدير بالذكر أنه لم يذهب إلى شهبا من قبل وذلك بشهادة جدي وعندما دخل البيت قالوا له أين زوجتك هل تستطيع التعرف عليها فقال لهم لقد توفيت قبل وفاتي أنا

                وبالفعل كانت قد توفيت قبله وتعرف على أولاده شكيب وطرودي
                وقال لهم أين شقيقتكم البنت الصغرى أجابوه لقد تزوجت منذ سنة وبعد ذكر كل هذه التفاصيل تأكدوا أنه صادق وأصبحت هناك علاقة جيدة بينهم وقام بزيارتهم عدة مرات ولقد طلبت من أبي أن يعرفني على أحد أولاده في الجيل السابق
                فأخذني إلى ابنه طرودي والذي يسكن في السويداء وسألته بنفسي عن هذه الحادثة

                فروى لي كيف أن أبي تعرف على المنزل وعلى أولاده وما ذكره لي كان مطابقا لما أعرفه عن القصة

                إن هذه الحادثة غريبة وتثير الدهشة وتطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات هل فعلا التقمص حقيقة وليس خيال؟

                أنجذبت لقصة بطولية ترويها لي سيدة قاربت الستينات من عمرها ، ولكنها لا زالت تحمل الكثير من الحنين لجيلها الماضي.
                الحادثة تعود الى عام 1954 ابان الحملة العسكرية الدموية التي شنها الديكتاتور أديب الشيشكلي على الشعب السوري وبشكل خاص ضد الجبل الذي كان قد تمرد على حكمه الظالم. ففي أحد أحياء السويداء تناقل الجوار نبأ استشهاد جارتهم ، بدافع الشهامة يخرج السيد أحمد أبو سعدى للنجدة ، تاركاً زوجته رضوانية رضوان مع أبنائها الأربعة ، استشعرت قدوم الضباط فسارعت لإخفاء ابنها الصغير سعدو في خزانة الطعام " النملية " وتغطيها بالسجادة " العجمية "، سمعت وقع خطواتهم بالخارج ،خرجت لمواجهتهم فأخذوا المنديل الذي تضعه ابنتها على رأسها وأوثقوا ابنها فايز في جذع الشجرة أمام ناظريها ، ركضت لتفكه ودخلت المنزل فأوصدت بابها وساعدها ابنها وابنتها بإحكامه ، تصرخ مستنجدة " يا بو إبراهيم " ، يظن الضباط أنها تنادي زوجها في الداخل ، أطلق أحدهم رصاصة من فتحة الباب اخترقت بطنها قاتلة جنينها ، فُتح الباب بعد أن سقطت على وجهها وبدؤوا تفتيش المنزل باحثين عن زوجها وعندما لم يجدوا له أثراً خرجوا خائبين ، توجه نظر أحدهم عليها فلما أدارها على ظهرها ورأى ذلك الوجه الملائكي قال لها " مش حرام اللي مثلك يتعذب ويتأوه " وأطلق رصاصته القاتلة ليعلن شهادة رضوانية رضوان التي كانت من أجمل نساء السويداء وأكثرهن شهامة وصموداً في زمن الشيشكلي في عام 1954.

                وعن كيفية التعرف على أهلها تقول ، كنت طفلة في الخامسة عندما سمعت جدتي تروي أحداث يومها الحافل بالخبز والعجن لعائلات من الجبل إحداهن عائلة أحمد أبو سعدى لكسب قوتها اليومي ، شعرتُ لحظتها بمرور شريط من الذكريات لعائلتي التي فارقتها منذ 5 سنين ، طلبت من جدتي اصطحابي لهذا البيت في المرة القادمة رفضت الجدة ولكن عندما أفشيت سري نلت مرادي ، لقد عرفتهم من النظرة الأولى ولكنهم لم يعرفوني ، أخبرتهم حقيقتي ولكن الشك ساورهم بصدقي طلبوا مني التعرف على المكان الذي خبأت فيه كتاب الحكمة قبل وفاتي ، فوجدته في صندوق الملابس الخاص بي " البيرو " فقد مضى وقت طويل دون أن يفتحه أحد ، فضموني بعد طول اشتياق .
                التقمص أثار جدلاً بين الأديان فحيث يعترف به رجال الدين الدرزي يرفضه آخرون ، فرجال الدين سموه كذلك لأنه عملية تبدل بالقميص أي انتقال للروح من جسد " قميص " لآخر ، ولكن من الواجب على أهل المتقمص عدم تذكيره بالجيل السابق تفادياً لمشاعره وعذابه ، كما يعامل أهله في جيله الماضي معاملة الغرباء يحرم على المرأة التعامل مع أبناءها كما كانت تعاملهم سابقاً لأنهم أصبحوا غرباء عنها .ومهما اختلفت النظريات فقد أصبح حقيقة بدأ الغرب باستخدام العلاج بالتقمص للشفاء من كثير من الأمراض النفسية المستعصية .
                أنصحكم بقرائة كتاب أنيس يحيى، جسد كان لي – قصة تقمص حقيقية، يروي الكتاب قصة امرأة لبنانية قتلها شقيقُ زوجها من طريق إغراقها في مياه البحر في الخليج، والظروف التي رافقت مقتلها، وشك والدها في خبر غرقها قضاءً وقدرًا، على ما أبلغه الزوجُ وشقيقه، ومن بعدُ ادِّعاء الوالد على مجهول بجُرم القتل، ثم قدوم أحد كبار الباحثين الأكاديميين في هذا الحقل من الولايات المتحدة للتدقيق في قصة فتاة ولدت في أمريكا وأخذت تروي، لدى بلوغها الثالثة من عمرها، صفحاتٍ من حياتها السابقة، وكيفية إغراقها وموتها واسمها في الجيل السابق واسم أبيها وأمها وزوجها وشقيقه والقرية التي عاشت فيها في لبنان، وكيف تم التثبت من تلك الوقائع ومطابقتها، مما دفع الأب إلى الادِّعاء المباشر على الزوج وشقيقه، وكيف تطورت التحقيقات، وصولاً إلى إلقاء القبض على القاتلَين واعترافهما بالجريمة

                فتوى من موقع إسلام ويب عن ظاهرة التقمص :

                URL=http://ramadan.islamweb.net/ver2/fat...ang=A&Id=13149]



                نبذة عن الدروز


                يعتقد الدروز بالتناسخ أو التقمص كما يسمونه ، ومعناه عندهم: انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر . والجسم قميص للروح التي لا تموت أبداً بل تتقمص أجساماً أخرى في كل نقلة ، فنفس الموحد تنتقل إلى موحد ونفس المشرك إلى مشرك ، ومن هنا زعموا أن عدد سكان العالم غير قابل للزيادة ولا النقصان منذ بدء الخليقة ، ويبقى على هذه الحال إلى الأبد فهم لا يزيدون ولا ينقصون وكل من مات انتقلت روحه إلى جسد جديد دائما.
                إنكار القيامة :
                لا يؤمن الدروز بيوم القيامة فلا حساب ولا جزاء ولا ثواب ولا عقاب في الحياة الآخرة ، وإنما يتم ذلك كله في الدنيا عن طريق التقمص وما تلاقيه الروح في تقمصها من النعيم أو العقاب ، إلا أنهم ينتظرون يوماً يجيء الحاكم في صورة ناسوتية مرة أخرى ، ويدين له كل أهل الأديان بالتوحيد والطاعة كما يزعمون ، يخرج من بلاد مصر –كما يرى حمزة- أو من بلاد الصين من سد الصين العظيم ، وحوله قوم يأجوج ومأجوج القوم الكرام أو المؤمنين بالحاكم كما يسمونهم .



                منقـــــــــــول




                التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-09-09, 11:07 PM.

                تعليق


                • #9






                  أكذوبة تناسخ الأرواح وخطورتها على العقيدة

                  تناسخ الأرواح هو الاعتقاد بأن الأجساد تبلى وتبقى الأرواح لتنتقل من جسد إلى آخر فى سلسلة طويلة لا نهائية . ويؤمن الهندوس بأن الإنسان عندما يموت فإن روحه تخرج منه وتحل فى جسد مولود جديد ، وإن كان الإنسان صالحا فروحه تنتقل إلى جسد إنسان صالح ، وإن كان فاسدا فإن روحه تنتقل إلى جسد إنسان فاسد وإن ظل على فساده فى الجسد الجديد تنتقل روحه إلى جسد حيوان أو حشرة !

                  ويؤمن الدروز بأن الروح تنتقل من الجسد الميت إلى الجسد المولود فى ذات اللحظة بسرعة البصر ، وأن روح الذكر الميت تحل فى جسد الذكر المولود ، وكذلك روح الأنثى الميتة تحل فى جسد الأنثى المولودة ! وهذا ما يعرف بعقيدة التقمّص عند الدروز وملخصها كما يقولون : أن الجسد مجرد قميص للروح ، أو عربة تمتطيها الروح طيلة حياة الإنسان المقدرة له من الخالق ، وأنه في حالة عدم صلاحية هذا الجسد لبقاء الروح فيه سواء بالكبر أو المرض أو القتل ، تخرج الروح ، ويتحلل الجسد إلى عناصره المكون منها و أن الروح تحل فورا في جسد طفل آخر ساعة الولادة ليعاود حياة أخرى، وأنه قد تبقى آلاف السنين تتقلب من جسد إلى جسد حتى تنضج روحيا وتصبح خيرة تماما، وهنا لا تعود إلى الأرض بل تلتحق بالأرواح الطيبة في الأعالى !
                  العجيب جد عجيب هو محاولة البعض إقحام القرآن الكريم فى هذا الموضوع ليدللوا على صحة تلك العقيدة الفاسدة والادعاء بتناسخ الأرواح وحلولها فى أجساد حيوانات كما تم مسخ بعض بنى إسرائيل إلى قردة وخنازير .

                  وهناك دراويش لعقيدة التناسخ وضعوا لها قوانين خاصة .. فالتناسخ هو إنتقال روح إنسان لجسد إنسان آخر بينما “التماسخ ” هو انتقال روح الإنسان إلى جسد حيوان ، وإذا انتقلت روح الإنسان للنبات يسمى “ تفاسخ ” ، وإذا انتقلت روح الإنسان إلى جماد يُسمى “ تراسخ ” !
                  أما أدلتهم على التناسخ المزعوم فهى :

                  1- النفوس عدد محدود منذ بدء الخليقة تتناسخ حتى تكفى ملايين الأجساد !2- من الحكمة أن تظل الروح فى الأرض فترة طويلة جدا حتى يتم إختبارها لأن عمر الإنسان ( من 60 – 70 سنة ) لا يكفى للاختبار !3- الذى يولد أعمى أو أعرج أو أبرص أو مختل عقليا إنما هو روح خبيثة ظالمة حلت فى هذه الأجساد كعقاب من الله وإلا نُسب الظلم لله !4- قصص عن أطفال وسيدات ورجال حكوا حكايات عن حياتهم السابقة فى مدن أخرى !5- الأحلام واللحظات التى تمر بالإنسان ويشعر أنه عاشها من قبل !هذه هى أدلتهم على صحة التناسخ ويبدو تهافتها الشديد ..
                  ولنبدأ بأدلتهم المزعومة التى يدّعون فيها أن القرآن الكريم يؤيد أكذوبة التناسخ .
                  استنادهم إلى مسخ بنى إسرائيل .. يقول تعالى :
                  وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” ( البقرة : 65 – 66 ) .
                  ” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ” ( المائدة : 60 ) .
                  فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ” ( الأعراف : 165 ) .

                  وبغض النظر عن اختلاف المفسرين فى حقيقة هل تم مسخ هؤلاء إلى قردة وخنازير فى الواقع أو أن المقصود أن أخلاقهم وأفعالهم صارت مثل أخلاق وأفعال الخنازير .. فإن هذا الحدث يخص هؤلاء العصاة .. والآيات الكريمات لا تتحدث عن انتقال أرواح الناس أو حتى أرواح الكافرين منهم إلى أجساد حيوانات .. بل هى واقعة معينة عن عصيان بنى إسرائيل .. وفى زماننا الحالى انتشرت المعاصى وصار الفجور علنا .. وصار الرجل يتزوج الرجل .. والمرأة تتزوج المرأة .. وصارت أخلاق هؤلاء العصاة أحط من أخلاق القردة والخنازير .. لكنهم لم يُمسخوا ولم تنتقل أرواحهم إلى أجساد حيوانات كما يدعى دعاة التناسخ والتقمّص .

                  يستندون لقول الله تعالى : ” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ” ( الفجر : 27 – 30 ) .
                  زعموا أن ” فادخلى فى عبادى ” أى بمعنى تنقّلى فى عبادى !
                  والواقع أن هذا الادعاء يوضح جهلهم الفاضح وإفكهم الواضح ..
                  يقول تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً” ( البقرة : 208 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى شئ معنوى وهو التسليم لله تعالى والخضوع إليه ؟!
                  يقول تعالى : ” فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا” ( النساء : 175 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى ” الرحمة ” ؟!
                  يقول تعالى : : قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ” ( الأعراف : 60 ) فهل معنى ذلك أن نوح عليه السلام حل فى الضلال المبين كما ادعى قومه وأن جسده صار شيئا معنويا ً ؟!
                  يقول تعالى : “ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ” ( الأعراف : 66 ) .. فهل معنى ذلك أن هود عليه السلام قد حل فى السفاهة كما ادعى قومه وأن جسده صار
                  شيئاً معنوياً ؟!

                  يقول تعالى : ” قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” ( الأعراف : 151 ) .. فهل معنى ذلك أن موسى وهراون عليهما السلام سيتحولان إلى شئ معنوى ؟!
                  يقول تعالى : ” وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ” ( النمل : 19 ) .. فهل معنى ذلك أن سليمان عليه السلام سيحل فى أجساد العباد الصالحين ؟!
                  إن الآية الكريمة التى يستدلون بها لا تشير من قريب أو بعيد للاستنساخ .. فادخلى فى عبادى .. أى فادخلى بصحبة عبادى .. وإلا لكان قال : فحلّى فى عبادى أو فتمثّلى فى عبادى !
                  ثمة آيات أخرى يستدل بها دعاة التناسخ لا يوجد بها ما يشير إلى التناسخ على الإطلاق لكن فهمهم الأعوج السقيم سمح لهم بالتحريف .. وهذه هى الآيات الكريمات التى يفترون عليها :
                  كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ( البقرة : 28 ) .
                  قلت : الآية الكريمة تتحدث عن العدم قبل الوجود الذى هو الموت والإحياء هو الوجود الذى أعقب العدم .. ثم يعقب هذا الإحياء الموت بعد انقضاء الأجل .. ثم البعث من القبور .. ثم الحساب والجزاء .. فأين هو التناسخ الذى تشير إليه الآية الكريمة ؟!
                  ومثل هذه الآية الكريمة : ” قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ” ( غافر : 11 ) وأيما كان من شأن اختلاف المفسرين حول مفهوم الموت الأول وهل هو النطفة قبل بث الروح فيها أو هو الإنسان بعد موته .. والاختلاف حول مفهوم الحياة الأولى وهل هى حياة البرزخ بعد الموت .. أو حياة الدنيا بعد العدم .. فإن الآية الكريمة لا تشير من قريب أو بعيد إلى انتقال أرواح الناس إلى أجساد أخرى .
                  وأيضاً ” وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ ” ( الحج : 66 ) .. أحياكم بالإنشاء ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم ثم يُحيكم عند البعث .. أين ما يشير للتناسخ فى هذه الآية ؟!
                  ومن المضحك احتجاجهم بالآية الكريمة : ” اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ( الروم : 11 ) .. إذ أين فكرة التناسخ فى هذه الآية ؟! الله تعالى ينشئ خلق الناس ثم يعيد خلقهم بعد موتهم .. فأين معنى انتقال روح إنسان لجسد مولود جديد ؟!
                  كذلك يستدلون بآيات : ” يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ” ( الإنفطار : 6 – 8 ) .. أين فى هذه الآيات الحديث عن التقمّص وحلول الروح فى جسد آخر ؟! الله تعالىيتحدث عن صورة الإنسان التى يولد عليها .. كما يقول تعالى : ” هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” ( آل عمران : 6 )
                  ويستدلون بحادثة عزير التى لا يمكن الاستدلال بها على تناسخ الأرواح كما يدعون .. يقول تعالى : ” أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” ( البقرة : 259 ) .

                  هذه معجزة إلهية تخص عزير .. لم تحل روح عزير فى جسد شخص آخر أو كائن آخر .. بل هو نفسه .. بعثه اللهبعد أن أماته مائة عام .. ووجد طعامه وشرابه كما هو .. ثم رأى بعينيه عملية بعث الحمار من جديد .. والآية الكريمة صريحة ” وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ” .. أى هى معجزة خارجة عن المألوف والمعروف من أن الميت لا يعود للدنيا .. ولكنها قدرة الله تعالى فى بعث عزير .. كما أعطى للمسيح عليه السلام معجزة إحياء الموتى ” وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ” ( آل عمران : 49 ) .
                  و الله تعالى يقول بوضوح : ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ” ( الإسراء : 85 ) .
                  لا مجال للعبث أو الاستخفاف والادعاء بعلم حقيقة الروح وماهيتها وأنها تنتقل من جسد إنسان لجسد آخر ومن إنسان لكائن آخر .. هى من أمر الله تعالى وحده .
                  وآيات القرآن الكريم تدحض إفك دعاة التناسخ وأنه لا يتحمل جسد إنسان ذنب إنسان آخر كما يدعون ..
                  يقول تعالى : ” وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ” ( البقرة : 48 ) .
                  وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ” ( البقرة : 281 ) .
                  هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ” ( يونس : 30 ) .
                  كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ” ( المدثر : 38 ) .
                  كل إنسان مسئول عن نفسه .. لا يحل فى جسد إنسان آخر ولا يظل حيا بروحه آلاف السنين كما يروج الجهلاء .. ولا خلود فى هذه الدنيا لمخلوق :
                  وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ” ( الأنبياء : 34 ) .. لا توجد أرواح تلف وتدور وتتنقل وتحل بأجساد أخرى كما يدعى المهرجون .. ولا يتم عقاب شخص بانتقال روحه إلى جسد ضعيف ومريض أو جسد حيوان أو حشرة ..
                  يقول تعالى : ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ” ( الأنبياء : 42 ) .
                  يؤخرهم .. لا يضع أرواحهم فى أجساد أخرى كما يدعون .. بل الله تعالى يثبت أن كل نفس بجسدها ستحاسب :
                  وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ” ( فصلت : 19 – 21 ) .
                  فلو أن هناك تقمّصاً وتناسخا كما يدعى المبطلون الدجالون لما شهدت عليهم جلودهم .. بل أنفسهم ..
                  ولا يثبت جهل وتخلف هؤلاء سوى إدعاء بعضهم بالتناسخ وحلول روح الإنسان فى الحيوان إستدلالا بالآية التالية : ” فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” ( الشورى : 11 ) .
                  الآية الكريمة لا تشير مطلقا إلى حلول روح الإنسان فى جسد الحيوان أو روح الإنسان فى جسد إنسان آخر وأجمعت التفاسير على تفسير واحد لها ليس من بينه مطلقا أكاذيب هؤلاء السفهاء ..
                  جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .. أى أوجد لكم بقدرته من جنسكم نساءًا من الآدميات .. وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا .. أى وخلق لكم كذلك من الإبل والبقر والضأن والماعز أصنافاً ، ذكوراً وإناثاً .. يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ .. أى يُكثّركم بسببه بالتوالد ، ولولا أنه خلق الذكر والأنثى لما كان ثمة تناسل ولا توالد .. لا حديث عن التناسخ لا تصريحا ولا تلميحا ..
                  ومن ضمن ما تعلقوا به ليدللوا على أكاذيبهم ، الآية الكريمة : ” يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ” ( الروم : 19 ) .
                  ادعوا أنها تتحدث عن انتقال روح الإنسان الميت إلى جسد آخر ! وهذا لعمر الله افتراء صارخ لم يرد له مثيل .. فلو كان المقصود ما زعموا لقال : وتخرج روح الحى من جسد الميت .. لكن أنى لهؤلاء الدجاجلة أن يعقلوا ؟؟
                  جاء فى صفوة التفاسير : أى تخرج الزرع من الحب والحب من الزرع ، والنخلة من النواة والنواة من النخلة ، والبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ..
                  ويقول الطبرى : وأولى التأويلات بالصواب تأويل من قال : يخرج الإنسان الحيّ والأنعام والبهائم من النطف الميتة ، ويخرج النطفة الميتة من الإنسان الحي والأنعام والبهائم والأحياء . أ.هـ
                  نخلص من هذا أن القرآن الكريم لا يوجد به على الإطلاق ما يؤيد أكاذيب وأراجيف دعاة التناسخ من الطوائف المارقة التى تدعى الإسلام ..
                  وهذه آيات قرآنية كريمة تقطع بأن الإنسان سيبعث بجسده وروحه :
                  الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ” ( يس : 65 ) .
                  الأيدى والأرجل هى التى ستتكلم .. فأين هذا من زعمهم أن الجسد مجرد قميص ؟! فإن كان مجرد قميص فلا مبرر لأن يتكلم هذا القميص .. فيبطل زعمهم ..
                  أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ” ( يس : 77 – 79 ) .
                  العظام سيتم بعثها من جديد .. والعظام هى ما يقوم عليه جسد الإنسان ..
                  أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ” ( القيامة : 3 – 4 ) .
                  تأكيد قاطع من الله تعالى أن الإنسان سيبعث بجسده .. حتى بأطراف أصابعه ” البنان ” التى هى نهاية عملية خلق الإنسان .. وإشارة الله تعالى للبنان .. أكبر دليل على بعث كل إنسان بجسده ..
                  يييقول البروفيسور زغلول النجار فى تفسيره لهذه الآية الكريمة :
                  والإشارة الي تسوية بنان الإنسان الحي أمر معجز حقا‏، والأكثر إعجازا إعادة تسوية بنان الميت عند بعثه‏، بعد أن كان جسده قد تحلل، وكانت عظامه قد بليت‏، وغاب ذلك كله في تراب الأرض ‏،‏ من أعظم الدلالات علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة علي بعث الأموات من رفاتهم المتحللة كما خلقهم أول مرة من العدم‏.‏
                  و‏(‏بلي‏)‏ في الآية الكريمة حرف رد للنفي الذي جاء في الآية السابقة‏(‏ ألن نجمع عظامه‏)‏ وإلغاء له‏،‏ وهو جواب للتحقيق يوجب ما جاء في تلك الآية السابقة بمعني أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قادر علي جمع العظام بعد تحللها‏، بل هو‏(‏ سبحانه وتعالي ‏)‏ قادر علي ما هو فوق ذلك ألا وهو إعادة تسوية بنان الميت عند بعثه‏، بتفاصيل بصمته التي ميزته طيلة حياته عن غيره من بني جنسه‏، والتي تمثل الخاتم الذي ختم به بناء جسده وهو لم يزل جنينا في بطن أمه لم يتجاوز الشهر الثالث من عمره‏.‏
                  واللفظة‏(‏ قادرين‏)‏ حال من فاعل الفعل المقدر بعد الحرف ‏(‏ بلي ‏)‏ أي نجمع العظام النخرة ونحن علي ذلك قادرون وما هو فوق ذلك أننا قادرون‏(‏ علي أن نسوي بنانه‏ )‏ أي نجعلها كاملة الخلقة تماما كما كانت في حياته الأولي‏.‏ و‏( ‏البنان‏ )‏ هي الأصابع أو أناملها ‏(‏ أطراف الأصابع‏ )‏ وهي جمع‏(‏ بنانة‏ ).‏
                  ومعني الآية الكريمة أن الله‏(‏ تعالي ‏)‏ قادر علي إعادة بعث رفات الميت مهما كانت درجات تحللها وبعثرتها في تراب الأرض ‏، وقادر علي جمع ذرات كل من عظامه ولحمه وجلده وشعره‏ ، وكل صفة كانت في جسده قبل الموت ، وقادر علي التأليف بين ذلك كله ‏، وإعادة بعث الروح فيه ليرده حيا كما كان قبل الموت‏.‏ وتخصيص البنان بالذكر يعود إلي كونها من أبرز الصفات الظاهرة في الجسم‏ ،‏ وآخر ما يتم من المراحل الأساسية في خلق الجنين‏ ،‏ وأنه الخاتم الرباني لكل فرد من بني الإنسان ،‏ وإعادته إشارة إلي إعادة بعث الجسد كاملا دون أدني نقص‏ ،‏ ولذلك قال ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
                  بلي قادرين علي أن نسوي بنانه‏ القيامة 4 …. والبنان تحمل بصمتها التي تعتبر ختما إلهيا جعله الخالق‏ (‏ سبحانه وتعالي ‏)‏ علامة جماعية فارقة للإنسان دون غيره من المخلوقات المعروفة لنا‏ ، كما جعله ميزة فردية لكل واحد من بني الإنسان تحديد شخصيته تحديدا قاطعا‏، وتفرده عن غيره إفرادا مميزا يتجاوز حدود الإرث والنسب والعرق‏,‏ وذلك طيلة حياته والآية الكريمة التي نحن بصددها تؤكد علي إعادة بصمة كل بنان مع بعث كل ميت‏ ، تأكيدا علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في كل من الخلق والبعث‏.‏ كما تشير إلي دقة تسوية البنان وإلي أهمية ذلك في حياة الإنسان‏ ،‏ وهي أهمية لم تدركها العلوم المكتسبة إلا في مطلع القرن العشرين‏(1901‏ م‏)‏ حين استخدم المحتلون البريطانيون بصمات الأصابع في تتبع بعض مقترفي الجرائم في الهند‏ ، ثم أصبحت وسيلة من أهم وسائل التشخيص لبني الإنسان في كل دول العالم‏.‏
                  سبق القرآن الكريم بثلاثة عشر قرنا لجميع المعارف المكتسبة‏ ، وذلك بالإشارة إلي تسوية البنان في الأحياء ثم عند البعث مما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏ ،‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏ ، وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية في نفس لغة وحيه ‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله‏ (‏ تعالي‏ )‏ الأرض ومن عليها‏ ، فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏ ، والحمد لله علي نعمة القرآن‏ ، والحمد لله‏.‏ علي بعثة سيد ولد عدنان‏:‏ سيدنا محمد بن عبدالله ،‏ خاتم الأنبياء والمرسلين‏ ، وإمامهم أجمعين ، فصلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم‏ ،‏ والحمد لله رب العالمين‏

                  أما أدلتهم الأخرى المزعومة ..
                  قولهم أن النفوس محدودة يُرد عليه بعدد سكان الأرض حاليا الذى تجاوز سبعة مليارات نسمة .. ومعنى ذلك أن النفوس ليست محدودة كما يدعون ولا حاجة لأن تنتقل من جسد لجسد .. فوجود سبعة مليارات جسد بها سبعة مليارات نفس حاليا يتنافى مع بدء الخليقة من آدم وحواء .. إذ لم يكن آيام آدم عليه السلام مليارات البشر كما هو الآن مما يدمر هذه الأكذوبة تماما ..
                  زعمهم أن عمر الإنسان 60 – 70 سنة لا يكفى للاختبار .. كلام سخيف يعطى الشرعية للمفسدين فى الأرض ليستمروا فى إفسادهم وإجرامهم بحجة أن أنفسهم ستنتقل إلى أجساد أخرى حتى تتطهر ! .. فالإنسان يحاسب منذ أن بدء يعقل الأمور والخير من الشر .. والإنسان يحاسب بما قدم سواء فى سنة من بعد بلوغه وإدراكه أو فى عشر سنوات أو أكثر أو أقل .. فلا علاقة بين العمر وبين والاختبار لأن الصالح يبدو صلاحه دون حاجة لآلاف السنين .. والآيات الكريمات توضح ذلك عن حال الكفار الذين يتمنون العودة إلى الدنيا للعمل الصالح .. لكنهم كذبة سيعودون للإفساد والكفر والإجرام .. يقول تعالى :
                  وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ” ( الأنعام : 28 – 29 ) .
                  زعمهم أن الله يعاقب نفس الأعمى أو الأعرج أو الأبرص أو الأصم .. كلام متهافت .. وحاشا لله أن يظلم أحدا .. ولكنه ابتلاء من الله .. فلا ذنب لهؤلاء بما فعل من كان قبلهم كما يزعم الكذبة ..
                  يقول تعالى : ” وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” ( النحل : 78 ) . لا تعلمون شيئاً .. لا علاقة لهم بإنسان عاش قبلهم كان فاسقا أو كان صالحا .. لم تحل فيهم روح إنسان قبلهم .. بل هم لا يعلمون شيئاً .. فكيف يعاقبون بما لم يفعلوه ؟! أهذا هو العدل من وجهة نظر الجُهّال ؟؟
                  المبدأ القرآنى واضح فى هذا الموضوع : ” مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ” ( الإسراء : 15 ) .
                  أما القصص والحكايات الخرافية والتنويم المغناطيسى .. فكل هذا هراء لا أساس له من الصحة .. وهناك جهات فى دول الغرب مهمتها تصدير هذا العبث إلى عالمنا الإسلامى ، وإنتاج الأفلام الوثائقية عن التناسخ والتقمّص ونشر الروايات والقصص عن أطفال تحدثوا عن حياتهم السابقة … إلخ هذه المهاترات ، من أجل خلق جو من الشك والارتياب وإنكار البعث والثواب والعقاب والحياة الآخرة ..
                  وأما الأحلام فهى تخيلات ورؤيا لا علاقة لها بالتناسخ ولا تحل روح إنسان فى جسد آخر حتى يرى حلما .. بل هو نفسه الذى يرى وغالبية الأحلام لها أثر فى الواقع .. أى يحلم الإنسان بما يراه نتيجة تأثره به ..
                  وبالنسبة لشعور الإنسان أنه قد عاش بعض اللحظات التى مر بها من قبل .. فهذا ما يُعرف علميا باسم ” ديجا فو ” .. تقول الموسوعة العالمية ” ويكيبديا ” :ديجا-فو، Déjà vu كلمة فرنسية تعني شوهد من قبل، أطلق عليها هذا الاسم العالم إمِيل بُويَرْك وهي ظاهرة تحدث لكثير من الناس ويحسوا بأنهم عاشوا الأحداث من قبل وأنها ليست تحدث لأول مرّة ولها عدة تفسيرات تفسر سبب حدوثها.
                  أُختلِفَ كثيراً في تفسير ظاهرة الديجافو وسبب حدوثها؛ الباحث الإنجليزي فريدريك دبليو يقول: بأنّ العقل اللاشعوري ـ أو الباطن ـ سجّل معلومات في فترة قريبة مع العقل الواعي؛ لذا يتوهّم الشخص أنّه مرّ بالتجربة ـ
                  بينما ينسُبْ عدّة محلّلون نفسانيّون الظاهرة إلى الخيال البسيط لدى الإنسان، وبعض الأطباء يعزون ذلك إلى خلل لحظي في الدماغ لمدّة ثواني قليلة ،
                  وهناك من قال أنّها جزء خافت مجهول من ذكريات الطفولة ،
                  أمّا التفسير الأوْهَن ممّن رأى أنّها ذكريات من حياة ماضية عشْنَاها ! ـ يقولون أنّها ذكريات حياة قديمة تُزعج إلى سطح العقل حين مُلائمة بيئة مُحيطة أو ناس مألوفين ! وربّما ما يُفنّد الرأي الأخير؛ ظاهرة أخرى تُسمّى (Jamais Vu) حيثُ تكون في مكان مألوف ودائم، ثمّ تشعر فجأة بأنّ ما يُحيطك غريب كُليّاً.
                  لها تفسير علمي هو تأخر وصول الدم من الفص الصدغي الأيمن إلى الأيسر بعد أن يكون المشهد أصبح ذكرى بالنسبة للفص الأيسر ، وأكثر فئة عمرية إصابة بهذه الظاهرة هم من 15 – 25 عاما.. يصاب به أكثر المصروعين قبل صرعهم أو بين النوبتين الصرعتين..ولكنه قد يقع في جميع شرائح الأفراد بدون سبب طبي أو مرض عضوي في أحيان كثيرة تفسر هذه الظاهرة عن محللون نفسيون كثر بأنه وهم أو تحقيق رغبة مكبوتة ” أ.هـ
                  هذا ما ورد فى ويكيبديا عن هذه الظاهرة التى لا ترقى أن تكون دليلاً على أكذوبة تناسخ الأرواح .
                  إن فكرة تناسخ الأرواح فكرة شيطانية مجرمة يروج لها مجرمون فى عالمنا العربى والإسلامى لنشر الفوضى والإلحاد ، ويعمدون فى نشر أكاذيبهم على تحريف آيات القرآن الكريم والادعاء أنها تشهد لتلك العقيدة الضالة .
                  كما أن عدماء الضمير من هواة الكسب والربح شرعوا فى تأليف وطباعة كتب تروج لفكرة تناسخ الأرواح والتقّمص وسرد قصص خرافية عن أطفال كانت لهم حياة سابقة قبل ميلادهم .. بما يدخل فى عقول الناس صحة هذه الأكاذيب .
                  والمطلوب هو نشر الوعى بين الناس والتحذير من خطورة هذه الدعوة الهدّامة ، وتفنيدها فى وسائل الإعلام والمناهج الدراسية حتى نعطى الأطفال والتلاميذ مناعة ضد هذا الدجل الذى انتشر مؤخرا .. فروح الإنسان لا تحل فى إنسان آخر أو حيوان أو نبات أو جماد فلا تقمّص أو تناسخ أو تماسخ أو تفاسخ أو تراسخ كما يدعى الجهلاء .


                  بقلم / محمود القاعود
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-01-07, 08:05 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    شكرا جزيلا
                    لقد استمتعت بقراءه موضوعك .. وهو رائع جدا

                    قال إبن القيم
                    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

                    تعليق


                    • #11
                      انا عن نفسى ضد نظريه ان الغرب بيصدرلنا اكاذيب وهرتله وكدا يعنى الناس الى عملت ابحاث وقعدت سنين عملت دا كولو عشان يمدونا بكلام غير صحيح وانا شايف ان معظم العالم العربى ميعرفش حاجه عن تناسخ الارواح يبقا ازاى الغرب عايز يصدرلنا الكلام دا على الاقل لو كان نيتو كدا فعلا كان الحوار دا انتشر على شكل اوسع من كدا

                      تعليق


                      • #12


                        الاخوة الاعزاء
                        السلام عليكم

                        كتبت هذا الموضوع وكان رد الزميل المدعو الادارسة كالاتى
                        يتوجب على المشرفين الاطلاع على موضوع ... لازمان لا مكان ... لهذا العبقور ... علاء احمد عبد المنعم ... وحذفه حالا .... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                        لان صاحبه الغبي الغربي ... يدعي ان صوتا اخبره في حالة اللاوعي ... انه لا وجود لاله وان ذلك مجرد اوهام من صنع العقل الباطن .... الله اكبر
                        ثم لم تكفك كل تلك الوقاحة .... لتخرج علينا بسخافاتك ايضا في التناسخ .... لا اله الا الله
                        اين انتم يا من تسمون انفسكم مشرفين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                        راجعوا الموضوع المذكور وما فيه من كلام خطير و تصاويره وما حوت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                        وكان رد الزميل مستفزا وبة من الالفاظ الخارجة مالم اراة من اى زميل محترم مهما بلغت درجة الاختلاف ولكن هذا الرد تعدى حدود الادب والاحترام

                        الاخوة الزملاء
                        ما زلت أعاني من حوارات الطرشان التي أراها من بعض الزملاء هنا فى المنتدى.
                        ومازلت أعاني من أولئك الذين يصرون على أنهم دائمًا على حق وما سواهم كفرة يستحقون الرجم حتى الموت ... ولماذا ؟
                        لمجرد أنى كتبت ما يعتقدوا انة خروج على المعتقدات او خالفتهم فى الرأي ، وارجوكم سؤالة عن مصدر رأيه، ولماذا يعتقد أنه هكذا... او اطلبوا منه أن يعدد أسباب وجيهة تجعله يتخيل مايدعى .
                        ليست لدى اى مشاكل مع الاخوة الذين يفهمون دينهم ، وإنما مشكلتى مع من يدعون أنهم موكلون (من الله) في تطبيقه ، فدائماً ما تتطابق أوامرهم التي يستمدونها من اراء الذين نجحوا في غسل أدمغتهم ليصلوا بهم إلى ما يشبه متلازمة ستوكهولم ( حب واتباع من يسببون لهم الاذى ) عبر القمع والارهاب القكرى والترويج لأجنداتهم (المتمسحة بالدين )

                        فأوامرهم غير خاضعة للنقاش لانهم اقنعوا بعض من حولهم بصدق مايقولونة واوهموهم انها مستمدة من الكتب السماوية وآثار المرسلين وما كتبه السلف والتي نجحوا في تأويلها وفق وجهة نظرهم التي تدعم ما يكتبون .
                        العملية باختصار هي فعل (ماضي ) ورد فعل ( حاضر) معاكس وكثيراً ما يكون متسما بالعنف والتطاول الفكرى لأنه ولد من رحم الارهاب الدينى ، ومن خلال إطلاعي على ردود الزميل استنتجت منها نمط تفكيرة السلبي ، وكيف يرد على مواضيع زملائة ، ستجد فقط الإساءة بمختلف أشكالها وردود جاقة متمسحة بالدين ، وكثيراً ما يلصق صفات مذمومة لزملاءة وللمنتدى بأكمله وهو حكم مسبق وشامل ولا يراعي الإختلافات الفردية بين الزملاء وبين من كتب ومن قرأ .

                        كما انة عندما لا يتفق مع فكر شخص كثيراً ما يميل إلى وضعه في خانة فكرية معينة ويطلق عليه أوصافاً لايليق بانسان محترم ان يكتبها ولا تليق بالمنتدى و
                        إطلاق أوصاف كهذه تساهم في حشد تأييد من يعتقد أنهم يتفقون مع أفكارة بهدف نبذ ماكتب ، تلك الأوصاف التى تفضي إلى نقاش عقيم واحقاد بين الزملاء ناجمة عن كلمات دون المستوى الاخلاقى وبعيدة عن الصواب لان افكارة التي يعتبرها بمثابة مسلمات من الأجيال السابقة بدون بذل أدنى جهد في فهمها او قابليه استمراريتها وتطويرها مع العصر وظروفه المستجدة حيث اننا نادراً ما نبدع أفكار جديدة تفيد مستقبلنا وتزيد من ثقافتنا وعلمنا ...
                        الخائفين من مزاولة هذا المنهج الفكرى المتحرر من قيود الموروثات يخافون من التفكير لاعتقادهم بان فى ذلك يتعارض مع إيمانهم بالله !
                        واتسائل لماذا لا يكون الإيمان قوياً أمام التفكيراو الافكار الجديدة ؟
                        الجواب لأنه إيمان موروث من العائلة والسلف وليس مكتسباً نتيجة الايمان والاعتقاد الشخصى او التفكير الذي يكون العلم والثقافة أول الطريق لاظهارة ، بالرغم من ان الإيمان بالله هو سلوك ناتج عن إرث ثقافيّ مكتسب ولكن اظهارة وتاثيرة على تصرفاتنا يتراوح بين الاعتدال والافراط فى التطرف حتى بدون علم وبدون القدرة على الفهم .

                        الاخوة الزملاء
                        اثرت ان اكتب هنا اليكم حتى توجهوا الزميل الى احترام فكر الغير والتثبت وفهم ما يقراة حتى لا يلقى بالاتهامات على عواهنها فى حق زملاءة كما ينبغي عليه ان لا يناقش في قضية لا يعلم أبعادها وإلا كان النقاش جدلاً لا يسمن ولا يغني من جوع
                        وكان يجب ان ينتقد الموضوع المكتوب لا شخصية الكاتب واتهام المنتدى لانه بذلك تعدى حدود النقد المحترم واخيرا يجب ان يتسم النقاش بأدب الكلمة المطروحة و اختيار معاني الكلمات حتى لا تفهم مفهوم خاطئ وعدم الزج بالدين فى المناقشات العلمانية


                        هناك فوضى وخلط بين الدين والعلم في الثقافة العربية، وهذا لا يعنى ان يكون الدين عائقا أمام اكتساب المعرفة كما تروج له الجماعات السلفية التي تريد العودة بنا إلى القرون الوسطى.
                        علينا اليوم نحن العرب أن نكون إما من أهل الكهف أو من أهل الكون واشير باشارة واضحة إلى بعض الأصوات التي ترى في المعرفة "خطراً" على الدين ، أن قضية العرب القادمة ، هي "المعرفة" لأنه حتى لو حققت البلدان العربية تقدما على المستوى الاقتصادى ان لم يواكبه تقدما في المعرفة فإنها ستظل حيث هي الآن في آخر الصف وسنرى نوعيات اكثرمن امثال هذا الزميل .


                        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-03-23, 05:54 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          خدعة التناسخ والطاقة واالقدرات الخارقة وغيرها من حبائل الشيطان
                          روي احمد في مسنده ومسـلم في صحيحه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما منكم من احد الا وكل به قرين من الجن وقرينة من الملائكة ، قالوا : واياك يا رسول الله قال : واياي ولكن الله اعانني عليه فاسلم ولم يامرني الا بخـير )
                          القرين يلازم الإنسان إلى أن يموت ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنه ويستعين به السحر لمعرفة أسرار الناس وما يضمرونه
                          ان الله عز وجل خلق الانسان بصورة واحدة ولكن لها ظـل يعلم كل صغيرة وكبيرة منذ مولد صاحبه .وللقرين تاثير كبير علي الانسان واحلامه ويسيطر عليها ؛ فهو يجعل الانسان يتذكر الحلم او ينساه ومنهم من يوحي للانسان انه مع الله ويريه اشياء كثيرة في الحقيقة والاحلام .
                          القـريـن والفنجـان :
                          ان من يري الفنجان او تراه او تقراه ما هو الا قرينه او قرين يلبس الجسم وخاصة العيون وينظر لها ويترجمها ويجعلها في مخيلة القارئ او القارئة ويجعل الانسان يراها امامه كالسينما في راسه ويترجمها علي لسانه فيقولها ( كذب المنجمون ولو صدقوا ) .ولكن في بعض الاحيان يقول القارئ بعض الاشياء وتحدث بالفعل فما تفسير ذلك ؟!ان القرين وحيث انه لا يحرق ولا يموت طالما ان صاحبه علي الارض علي قيد الحياة ( أي وظيفته سارية ) فانه يخترق الحجب ويصعد ليسترق الاوامر ويقولها فعلا وتحدث ولكن من يخترق حجاب الغيب وحجاب البشر ملعون ملعون وقد جعل الله لهم شهبا تطاردهم ولاكنهم بحكم قوتهم يفلتون بأمر من الله ولحكمة يعلمها فهم ليسوا كمثلهم من الجن بل اقوى .
                          قلنا يستطيع القرين قراءة أفكار صاحبه والسيطرة على مراكز الدماغ والأحلام والذاكرة و يستطيع هو أو غيره من طائفة الشياطين اكساب قدرات خارقة للبشر عبر خدعة ما يسمى بالطاقة التي يمارسها الدراويش وجماعة اليوجا من كهنة بوذا خاصة وسأتطرق إليها لاحقا
                          التناسخ
                          هذه الخدعة نوعان
                          إيحاء من القرين الذي كان يلازم شخصا آخر وزرع في ذاكرة الشخص الجديد تلك المعلومات القديمة
                          إيحاء من شيطان بمساعدة قرين هائم أمده بكل المعلومات
                          والغاية واحدة هي الإيهام بالخلود والصد عن سبيل الله فتلك مهمتهم ولذلك أرسلهم شيطانهم الأكبر
                          إستدعاء قرين شخص متوفى يمارسها البعض عبر لعبة شيطانية يمارسها البعض ولا حول ولا قوة إلا بالله
                          لي عودة إن شاء الله لنسف كل الشبهات وتبيان الحقائق حتى لا ينخدع أحد
                          VERITAS.NVMQVAM.PERIT
                          VERITAS.OMNIA.VINCIT
                          ΓΝΩΘΙ.ΣΕΑΥΤΟΝ

                          تعليق


                          • #14
                            الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
                            يا أخ عامر
                            ما شرحته لا يفسر بالعلم ولا بتلك النظريات المسماة علمية كالطاقة والهالة وغيرها من الأوهام ولا حول ولا قوة إلا بالله
                            هل رئيت كيف يمارس كهنة بوذا الإرتفاع عن الأرض و يزعمون أنهم يركزون طاقتهم حتى يندفعوا إلى أعلى ولم يجد العلم تفسيرا إلا بنظرية الطاقة
                            الواقع هو أنهم يتوجب عليهم إتيان طقوس معينة و التلفظ ببعض الطلاسم حتى ينجحوا في ذلك ولو لم يفعلوا لما نجحوا في الإرتفاع حتى لو ركزوا كل ما يزعمون أنها طاقة
                            هل سمعت بما يسمى أصحاب الخطوة والتى أعطاها البعض إسما علميا هو الإنتقال الآني والإحتجاب عن النظر والتواجد في أماكن مختلفة في نفس الوقت وهذه من العجائب والخوارق حسب البعض

                            سأعطيك إسما لشخص معروف أنه من أصحاب الخطوة وطي الأرض واسمه الإمام البوني و هو من كبار الصوفية في المغرب وممن يسمونهم العارفون بالله وأهل المشاهدات والكشوفات
                            لو عرفت مؤلفاته ستدرك كيف كان يقوم بتلك الأشياء واللبيب من الإشارة يفهم
                            لا إله إلا الله
                            VERITAS.NVMQVAM.PERIT
                            VERITAS.OMNIA.VINCIT
                            ΓΝΩΘΙ.ΣΕΑΥΤΟΝ

                            تعليق


                            • #15
                              اولا ... كان ردي على المدعو ... علاء .... في ما ظننت انه دفاع عن تفنيدك لنظرية التناسخ ...
                              ثانيا .... لم اتمكن من الرد عليه على صفحة موضوعه .. ( لا زمان لا مكان ) ... ثم وجدته يتشدق على صفحتك فاردت تنبيهك لما انت مضطلع به من الاشراف .....
                              ثالثا .... انا لست سلفيا ... و لست من القرون الوسطى ... على الاقل كما تظن انت ..... ولكن انا مسلم يغار على جناب التوحيد .... وكان رسول الله يشتد غضبه اذا انتهكت المحارم ....
                              رابعا .... كان من الواجب عليك .... كمشرف ؟؟؟ ... مراجعة ما كتبه زميلك ... الذي غضبت له فاقمت الدنيا ولم تقعدها .... بدلا من رمينا بالتكفير والاقصاء ...... الخ ....
                              اظن .... بحسن ظن .... انك لم تتمكن من ذلك ... لطول الموضوع ... وكثرة اشغالك .... فكان لزاما عليك .... من باب الانصاف .... التاكد... قبل الاسراع الى التشهير والقذف ....
                              من تمام انصافي انني قرات الموضوع كاملا ... حرفا حرفا .... فوجدته ينكر ... ان الله موجود .... فوصفت صاحب الموضوع الغربي .... بالغبي ... لانه يصدق صوتا مزعوما ليكذب بالله العظيم ...


                              و قولي الغربي .... يعني ... الاوربي .... فلم اكن اقصد .... المدعو علاء ....
                              ثم انني ارى ان صدرك الواسع الافيح ... قد ضاق لمجرد اني وصفت هذا الغربي بالغباء ... لتكذيبه بالله مصدقا صوتا مزعوما .... و هذا اقل ما يستحق من وصف ....
                              لاجدك في المقابل ... تصفني .. ب .. الطرشان ... تعدى حدود الادب ... اصف مخالفي بالكفرة ... موكلون من الله ... امارس القمع و الارهاب والعنف و التطاول الفكري .... الارهاب الديني ...
                              ثم تصبح فجأة خبيرا بعلم تحليل الشخصية ... فتجعل تفكيري سلبيا ... و ان كل من يقرأ ردودي لا يجد الا الاساءات و الردود الجافة ... المتمسحة بالدين ...
                              و من خبرتك الطويلة معي ..... كثيرا .... ما كنت تجدني اكيل صفات مذمومة للزملاء ..... وللمنتدى باكمله ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
                              سؤالي موجه الى الاخوة .... الذين زعمت اني احشد تأييدهم ...
                              هل فعلا استحق كل هذا .. الرجم و السب و الشتم والقذف و التشهير .......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فقط لانني وصفت علمانيا بالغباء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                              اذا كنت تزعم انني بعيد عن الادب والاحترام لغيرتي على ربي ..... فهل انت مع كل هذا السب ... مؤدب ومحترم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                              اذا كنت تزعم انني لا اراعي الاختلافات الفردية ... ولا احترم فكر الغير ... و من الخائفين من التفكير .... لانني رفضت و ارفض رفضا قاطعا جازما ما يخالف عقيدتي ...

                              فلم لا تحترم انت فكري ... ولا تراعي خلافي لك ... ام انك خائف من التفكير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                              اما زعمك اني لا افهم ما اقرأ و لا اعلم ابعاد .. الخ ... و قولك عني ... نوعيات من امثال .. الخ ...
                              فهي كلمات كما اسميتها انت .... كلمات دون المستوى الاخلاقي .... لذلك فهي اقل من ان انزل بنفسي الى هذا المستوى ؟؟؟؟؟

                              و اما كلامك عن الجماعات .... الغبية ... التي تسمت زورا ... بالسلفية .... فانا بريء منهم براءة الذئب من دم بن يعقوب ...
                              و مع ادعاءك انه ظهر لك مني ما كنت اخفيه .... فقد ظهر فعلا للجميع ما انت مبديه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                              اما قاصمة الظهر فهي ادعاؤك .... جهلا منك ان علوم السلف ... و عقائدهم ... تتخلف بنا عن ركب العلم ... بل و ترجع بنا الى القرون الوسطى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              ثم الادهى من ذلك و الامر ..... قولك بوجوب ..... عدم الزج بالدين في المناقشات ... العلمانية ... اقرؤوها جيدا .... العلمانية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              الله أكبر ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رحماك ربي رحماك ............................


                              السؤال موجه الى الاعضاء ... و المشرفين ... و الادارة ...
                              هل هذا هو الادب ... و الاحترام .... و اختيار الكلمات ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              حذف المشاركة ... ثم سب و شتم و تشهير ..... و اقصاء .... فقط لانني عضو و هو مشرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                              انا لا اطلب من احد ان يقف بصفي .. او ضدي ... و لكن اطلب من الجميع .... الاطلاع على موضوع ... ( لا زمان لا مكان ) و قراءته بتمعن ثم الحكم بانصاف

                              و ليعلم الجميع انه لم يحملني على الرد ... الا غيرتي على ديني ... لان محتوى الموضوع مخالف لعقيدة الاسلام ... فهو بذلك مخالف لقوانين المنتدى
                              [SIGPIC][/SIGPIC]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X