إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كازانتا .... سيدة الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كازانتا .... سيدة الحياة



    كازانتا
    سيدة الحياة


    القصة الحقيقية التي نقشت على الواح من الحجر بعدة لغات قديمة ومن اهمها لغة البيبا .؟.. القصة التي عمل الكثيرين على ان لا تكشف حتى لا تغير ملامح التاريخ وتقلب الموازين والمفاهيم .... القصة والحضارة التي اتفق اسياد الشرق والغرب على ان لا تكون ........ لماذا ؟

    قبل التاريخ .....بدأت القصة


    بقعة من الأرض القاحلة الجرداء ، مساحتها ألاف من الأميال.. تعد الخط الفاصل بين عالم الجان وعالم البشر . من دخلها من العالمين تاه

    وهلك ... قلائل هم من عرفوا طبيعتها وأطلقوا عليها اسم حدود الظلال حيث يلتقي ظل عالم الجان بظل عالم البشر.

    الناجية في إحدى الأيام ضلت أحدى بنات الجان طريقها ودخلت حدود الظلال دون ان تدري وتاهت لأيام طويلة وأيقنت أنها هالكة لا محالة.
    وأثناء بحثها اليائس عن مخرج يعيدها إلى عالمها لمحت من بعيد واحة ماء فظنت إن ما تراه سراب فسارت باتجاهها لأيام وعندما وصلت أيقنت إن ما تراه حقيقة وليس سراباَ فإذا بها إمام واحة ماء كبيرة وهي اقرب حجما من بحيرة..., لم ترى الفتاة أجمل منها ولا أصفى.
    جلست بقربها وشعرت أنها استردت حياتها من جديد...أمضت عدة أيام تشرب وتسبح في الواحة وتاكل من بعض الأعشاب القليلة التي نمت في قاع الواحة.. فشعرت الفتاة ان صحتها قد أصبحت في أحسن حال وحتى بعض ما كانت تعانيه من إمراض قد زال
    وقفت الفتاة ونظرت إلى الواحة فرات على وجه الماء صورتها ذهلت الفتاة عندما خاطبتها صورتها المعكوسة على وجه الماء باسمها وطلبت
    منها ان تحمل بعض البذور من جانب الواحة وانت تزرعها... فقامت الفتاة بما طلبته منها الصوت وزرعت البذور ونقلت من الواحة الماء
    بكفيها لتروي الأرض حيث زرعت البذور وبعد ان أنهت اقتربت من الواحة وغرفت من الماء وقبلته.. فسمعت الصوت يقول لها ان عدت الى هنا تجدي ما زرعت ينتظرك ودلها الصوت على الطريق فعادت الفتاة إلى عالمها فرحة سعيدة.. وروت لصديقاتها من بنات الجان عن الواحة وما حدث معها.. فدفع الفضول بمن سمعن بالقصة للذهاب إلى الواحة التي لم يسمع بها احد من قبل وكلما وصلت فتاة إلى هناك حدثتها الواحة وطلبت منها أن تزرع بعض البذور بجانب الواحة وهكذا اعتادت عشرات البنات من الجنيات بالذهاب إلى الواحة والحديث معها ونقل البذور والاشتال من مكان إلى أخر وريها بنقل الماء بكفوفهن , ولم تمر مدة من الزمن حتى امتلأت الواحة بالأشجار والورد والزهور من كل صنف ونوع ، ووصل عدد بنات الجن اللواتي يزرن الواحة بالسر إلى أكثر من مئة فتاة وكانت كل واحدة حريصة على ان تبقي امر الواحة سرا .

    وفي احدى الايام وبينما بنات الجان مجتمعات بجانب الواحة يلهون ويضحكن ويلعبن ويتمازحن ... لفت انتباههن بأن في الجانب الاخر
    البعيد للواحة قد نمت الأشجار والازهار والورود وخيل لهن انهن سمعن اصواتا , فثار الفضول رغم المسافة البعيدة ورغم خوفهن من لضياع بين العالمين ان ابتعدن عن الجانب القريب من عالمهن الا ان الفضول وحب المغامرة والمعرفة دفعهن للسير مسافة طويلة بجانب الواحة لاكتشاف الجانب الاخر .. وبدأن السير مسافة نصف يوم على طرف الواحة ، وعند منتصف الطريق تلاقت مجموعة الفتيات بمجموعة اخرى قادمة من الاتجاه الاخر لنفس السبب وحبا باستكشاف الجانب الاخر ووقفت كل مجموعة مذهولة من المفاجأة حيث اكتشفن انهن لسن الوحيدات اللواتي يعلمن بأمر الواحة واخذت كل فتاة تتساءل بينها وبين نفسها ومع الاخريات عن المجموعة الاخرى في الطرف الاخر .. واقتربت المجموعة الاولى من الثانية وعندما بدأن بالحديث اكتشفن ان لكل مجموعة لغة مختلفة ولم يجدن طريقة للتفاهم، وخافت كل مجموعة من الاخرى وعدن من الاتجاه الذي جئن منه ... ودار الحديث بين بنات الجان حول اصل الفتيات الاخريات
    ومن اين هن.

    فقالت واحدة للاخريات انهن من بنات البشر فوافقن على صحة كلامها وتساءلن ما الذي جاء ببنات البشر الى عالمهن وما الذي سيحدث الان
    بعد ان اكتشفن امر الواحة التي لا يعلم بها احد وتلاشت الفرحة وحل الحزن على بنات الجان وفي الجانب الاخر كان نفس الحديث قد دار بين
    بنات البشر وكان نفس التساؤل ما الذي جاء ببنات الجن الى عالمهن وحل الحزن ايضا على بنات البشر.



    بداية الحرب

    وهكذا قررت بنات الجان محاربة بنات البشر وطردهن من جانب الواحة التي تقع في عالمهن وحتى لا يتركن المجال لبنات البشر بتخريب الواحة وكشف امرها وكذلك الامر كان بين بنات البشر فقد اتخذن القرار بطرد بنات الجان من جانب الواحة التي تقع في عالمهن وبعد مرور ايام من القلق والخوف والحزن وضعت كل مجموعة خططها لطرد المجموعة الاخرى وتوجهت للمواجهة متسلحة بنار الحقد والكراهية وتلاقت المجموعتين عند وسط الطريق وفي لحظات وقبل وقوع المواجهة خرجت من وسط البحيرة امرأة بهرت ابصار بنات الجان والبشر بجمالها واقتربت منهن وحدثت المجموعتين كل بلغتها ....فشكت بنات الجان انها من البشر وشكت بنات
    البشر انها من الجان.

    ولكنها قالت لهن : انا الواحة فمن منكن لا تعرف صوتي ؟
    انا الواحة نصفي في عالم الجن ونصفي في عالم البشر ... انا الواحة
    عالمكن وعالمهن .

    ودار حديث طويل بين الواحة وبنات الجان وبنات البشر واخذت الواحة تعلمهن كيف تتحدث الواحدة مع الاخرى وتلاشى الحقد والكره وفهم كل طرف الاخر ومع الايام توطدت العلاقات القوية بينهن وكان الشي الوحيد الذي يتنافسن عليه هو حماية الواحة وزراعة الاشجار والحفاظ عليها وكانت كل واحدة تفخر ان كان ظل الشجرة التي زرعتها اطول من ظل الشجرة الاخرى وحتى يتجنبن استخدام كلمة ابنة البشر وابنة الجان اطلقن على نفسهن اسم بنات الواحة ( الاخوأت )


    ومع مرور السنين ازداد عدد بنات الواحة من البشر والجان الى عدة الاف ..منهن من اقمن بجانب الواحة اقامة دائمة بعد ان تركن عالمهن ومنهن من كن يزرن الواحة في كل فرصة تسنح لهن والشيء المشترك بينهن هو الحفاظ على سرية هذه المنطقة التي اتسعت وكبرت وغطيت بالاشجار حتى انها اصبحت اجمل مكان في العالمين.

    اما في عالم البشر وعالم الجن فقد حكم العالمين مجموعة من البشر والجان كان يطلق عليهم ابناء عتار وهم من كانوا يسنون القوانين وكانت معظم ممالك البشر والجان تدين لهم بالولاء والطاعة ولهم معبد كبير ويتوجب على كل ملكة وملك من العالمين بتقديم القرابين على ابوابه وبرغم من ان ابناء عتار ومعبدهم يتحكموا في كل الممالك وقد حددوا لكل مملكة اله ومعبد وكهنة يديرونه فقد حرصوا دوما على ان تبقى كل مملكة في حرب مع الاخرى لانه بهذه الطريقة فقط يستطيعوا ان يحكموا قبضتهم على كل شيء.
    .


    يتبع



  • #2
    انكشاف أمر الواحة
    " الاميرة القربان"


    رأى احد ابناء عتار ابنة ملكة احدى ممالك البشر فعشقها وطلب من الملكة ان تقدمها له قربانا على ابواب المعبد حتى يزيد من قوتها فقامت الملكة باعداد ابنتها الاميرة وارسلتها مع كهنة المملكة ليصطحبوها الى المعبد الكبير معبد ابناء عتار لتنال رضاهم .....فما كان من الاميرة الصغيرة الا ان تستغل اول فرصة وتهرب وتساعدها احدى بنات الواحة للوصول الى هناك والاختباء

    وعندما علم ابن عتار بهروب الاميرة امر كل الكهنة من الجان والبشر بالبحث عنها في كل مكان وبعد سنوات من البحث استطاع الكهنة ان يكتشفوا امر الواحة ومكانها ...ونقلوا الخبر الى ابناء عتار ومعبدهم

    وقالوا لهم : لقد اكتشفنا مكان يقع في ظل عالم الجن وظل عالم البشر وفيه تعيش معظم الفتيات من العالمين اللواتي هربن من شرف تقديمهن قربان للمعبد ولهن ملكة تعيش تحت الماء وقد اتخذن من الارض والشجر الها يقمن على خدمته



    فجن جنون اكبر ابناء عتار وصرخ في الكهنة أي مملكة هذه التي لا نعرف بوجودها واية ملكة لم نتوجها نحن واي اله هذا لم يخرج من معبدنا ...

    وقام ابناء عتار بأعداد جيش من الكهنة فقط حتى يحافظوا على منع انتشار خبر المملكة الجديدة المتمردة وتوجهوا على رأسه وعندما اقتربوا من المكان طلب كبير ابناء عتار وكان يدعى (تتار) من الجيش التوقف وقال لبقية ابناء عتار وللكهنة ساذهب انا لوحدي لارى هذه المملكة التي تقع في الظلال وما هو سرها قبل ان ادمرها فلا يتحرك احدا منكم حتى اعود

    وتوجه تتار ابن عتار ودخل ارض الواحة وذهل بجمالها وسار بين الاشجار حتى صدف احدى الفتيات فسألها :

    اين ملكة الظلال..؟

    فقالت : انا هي ماذا تريد...؟

    فقال تتار: لست انت فلا يبدوا عليك انك ملكة؟

    وتركها وسار في طريقه حتى وجد فتاة اخرى فسألها عن ملكة الظلال.

    فقالت : انا هي ماذا تريد؟

    فقال : لست انت فلا يبدوا عليك انك ملكة وتركها وذهب الى غيرها وسألها فردت عليه بانها هي ملكة الظلال فوجدها فتاة عادية وتركها واخذ ينتقل من واحدة الى اخرى وكانت كل واحدة تجيبه بانها هي ملكة الظلال .


    صرخ تتار وثار غضبه وسأل احد الفتيات:
    أ
    ي مملكة هذه التي تستطيع كل فتاة ان تدعي بانها الملكة؟


    فقالت الفتاة : ان مملكة الظلال ملك كل من يعيش فيها ويحافظ عليها.

    فقال تتار : ومن يدير هذه المملكة ..؟

    فقالت الفتاة : ملكة الظلال...؟

    فقال : وأين اجدها ..؟

    فقالت الفتاة: لقد وجدتها لكنك لا تريد ان تعترف بوجودها ..؟

    فقال : وكيف ساعترف بها وانا اجد انا كل فتاة صادفتها ٌتدعي انها الملكة .

    وسار الملك تتار يكتم غضبه وقبل ان يبتعد ضحكت

    الفتاة وقالت : يا تتار لم تفهم ولن تفهم ربما انت تبحث عن امنا ام الملكات فان اردت ان تحدثها فهي حولك في كل مكان وان اردت ان تراها فهي موجودة في واحة الماء ودلته على الطريق .

    سار الملك تتار لاكثر من يوم وعندما وصل واحة الماء كان قد ارهقه التعب فنام بجانب الواحة وافاق واكل من ثمار الاشجار التي تحيط بالواحة وشرب من ماء الواحة واخذ ينتظر ظهور ملكة الظلال وعندما مل من الانتظار اخذ ينادي اين انت يا ملكة الظلال .

    فسمع صوت يرد عليه : انا هنا الا تراني .

    بحث تتار عن مصدر الصوت ولم يرى شيء وقال : اين تختبئين فانا لا اراك ...؟

    ومن وسط الواحة ظهرت أمرأة لا يمكن لاي لغة ان توصف جمالها
    وقالت اتراني الان يا ابن عتار ..؟

    ذهل تتار لجمال المرأة التي خرجت من وسط الواحة ولم يصدق ان في هذا الكون من هي بجمالها واخذ يفرك عينيه ليتأكد من ان ما يراه حقيقة .

    فاعادت ملكة الظلال السؤال : اتراني يا تتار ..؟

    فقال : نعم اراك ...

    فقالت : اذا انت اعمى يا تتار .. ماذا تريد ؟

    بقي تتار صامتا ينظر اليها مشدوها بجمالها وفي داخله يشكر الاله الاكبر عتارعلى انه دخل المملكة لوحده ولم يدخل معه احد ليقاسمه بها .

    فقالت الملكة : هل انت اعمى واخرس .. ماذا تريد ؟.

    فقال تتار : اريدك انت ...؟
    فقالت : وماذا تريد مني ..؟.


    يتبع

    تعليق


    • #3






      فقالت الملكة : هل انت اعمى واخرس .. ماذا تريد ؟.

      فقال تتار : اريدك انت ...؟

      فقالت : وماذا تريد مني ..؟

      فقال : ساجعل منك احد الهة معبدنا واعظمها ان اطعتني .

      فضحكت الملكة وقالت : اذا اردتني فتوحد معي .


      فقال : وكيف افعل ذلك ..؟

      فقالت : الخطوة الاولى ان تتعلم كيف تراني ...؟

      فقال : انا اراك ولا حاجة لي لان اتعلم .

      فابتسمت وفي لحظات تحولت الى ماء وسمع صوتها يقول : اما زلت تراني ...؟

      فاخذ تتار يبحث عن مصدر الصوت ولا يرى سوى الماء.

      فسمع الصوت من جديد يقول له : تعلم كيف تراني ...

      واختفى الصوت فجلس تتار حائرا يفكر بحنق وغيظ وتمنى بداخله لو انه يستطيع ان يمسكها بيديه ويخنقها لتكبرها عليه لكن اصراره في الحصول عليها جعله يصبر ويجلس بجانب الواحة ينتظر ظهورها ثانية ، ومرت
      الأيام وتتار جالسا يفكر ويبحث وينتظر ؟

      وكلما جائت فتاة الى الواحة سألها تتار اين تختبيء ملكة الظلال وكانت كل فتاة يسألها تضحك باعلى صوتها وتقول : واين يمكن ان
      تختبيء وكيف يمكن حدوث ذلك انظر حولك الا تراها انها في كل مكان .

      وكان يظن تتار ان الكل يسخر منه وكان يكتم غيظه وفي نفسه يتوعد بالانتقام الشديد ... ومرت الايام واستطال اخوة تتار غيابه فخافوا ان يكون قد اصابه مكروه فدخلوا المملكة بجيشهم بحثا عنه وفي طريقهم قبضوا على معظم بنات الواحة من الجان والانس واقتادوهن حتى وصلوا الى الواحة فوجدوا تتار جالسا بالقرب من الواحة يتحدث مع نفسه .

      فتفاجئ تتار لرؤيتهم وقال لهم : الم اطلب منكم ان لا تدخلوا الواحة حتى اعود فقالوا له : قد مضى على غيابك اكثر من شهر فخفنا ان يكون قد اصابك مكروه .

      فنظر تتار حوله ولم يصدق انه مضى على وجوده بجانب الواحة كل هذه المدة من الزمن ..وخاف تتار ان يرى اخواته ملكة الظلال حتى لا يقاسموه بها فقال لهم : خذوا كل الفتيات الى المعبد وانا سالحق بكم .


      فقالوا له : واين ملكه الظلال ..؟
      فقال : انا ساحضرها معي .
      فشك ابناء عتار باخيهم الاكبر وظنوا ان ملكة الظلال استطاعت ان تسيطر عليه ورفضوا الرحيل من دونه .. وكلما حاول ان يقنعهم بالرحيل زاد شكهم به اكثر .. اشرقت الشمس وظهرت ملكة الظلال من وسط الواحة كعادتها في مثل هذا الوقت وعندما راها ابناء عتار وكهنتهم فتنوا بها واعلن كل واحد في سره انه هو فقط من سيحصل عليها .. وهكذا دب الخلاف بينهم وبدا كل واحد يتأمر على الاخر واخذوا جميعا ينتظرون غروب الشمس وشروقها ليروها تظهر من وسط الماء ... ومرت الايام دون
      ان يشعروا بها .

      وكانت ملكة الظلال عند ظهورها تقول لهم : انا لن اكون الا لمن توحد معي فلماذا تتقاتلوا اذ بامكانكم جميعا ان تتوحدوا معي جميعا .
      ولم يكن كلام ملكة الظلال يروق لهم وخاصة انها تساوي بينهم .
      و
      لإنقاذ الموقف ولمنع نشوب قتال يدمر كل ما بنوه عبر مئات
      السنين ... اقترح احد ابناء عتار من الجان ان يعلنوا عنها الها لا
      يلمسها احد وهكذا تكون للجميع ... ولكن ابناء عتار من البشر غضبوا لهذا الاقتراح واقترحوا ان تقتل على ان تكون اله .. فمال الراي
      لابناء عتار من البشر بعد ان ساندهم اغلبية ابناء عتار من الجان فاحتاروا كيف يخرجونها من الماء ليقتلوها وحينما عجوزا و لم يجدوا
      طريقة لاخراجها قاموا باحضار كل بنات الواحة مقيدات ..واختاروا من بينهن عدة مئات وارسلوهن الى المعبد اما البقية فقاموا بالقائهن
      بالماء وقطعوا الاف الاف الاشجار وكل ما يقع تحت ايديهم والقوا بها بالواحةحتى غطت وجه الماء واشعلوا النار لحرق ملكة الظلال وبناتها واستمر اشعال النار اياما فكانت نارا عظيمة لم يرى ولم يسمع مثلها .

      ومن وسط النار والدخان والبخار ظهرت ملكة الظلال وقالت:

      يا ابناء عتار تراب ونار
      لا تكتمل دائرة حيث الماء
      ستشرق الشمس من جديد
      فانتظروها ومع قدومها سيدفع
      الهواء الماء وتحرق النار التراب
      وستجمع اعدائكم الاربعة لتعيد
      ما كان وهي الخامس
      الشمس قادمة تعلن لكم عن
      مولدها نصفهاالاول منكم نار
      ونصفها الثاني منكم تراب
      فهي الثالث
      ستطفىء نارها وتشعل ناركم
      ستذل كهنتكم ومعابدكم
      ملوككم عبيدها
      قادمة اليكم عائدة الي
      اعلن اليوم عن قدومها
      مع اشراقة الشمس القادمة


      واختفت ملكة الظلال في وسط النار واشتدت النار وتفجر بركان من وسط الواحة .. دب الرعب في قلوبهم واخذوا يتراكضون هربا .. وكانت حمم البركان تلاحقهم وتفتك بهم بالعشرات ونجا منهم عدة الاف واستطاعوا ان يجتازوا حدود الظلال وعندما نظروا خلفهم كان الدخان الاسود قد غطى حدود الظلال .

      وعاد من نجا من ابناء عتار وكهنتهم الى المعبد الكبير وعندما وصلوا صبوا جام غضبهم على بنات الواحة الاسيرات من بشر وجان اللواتي ارسلوهن الى المعبد قبل ايام من انفجار البركان ... وفصلوا بنات الجان عن بنات البشر وحبسوهن في المعبد الكبير وتناوبوا على تعذيبهن ليل نهار والخوف والرعب مما حدث في حدود الظلال وخاصة ما قالته ملكة الظلال عن اشراقة الشمس ومولد من ستذلهم وتهدم معبدهم جعلهم يخافون من كل امراة فقاموا بقتل كل ملكة في عالم الجان والانس ونصبوا بدلا منها ملك ولم يتوقف خوفهم عند هذا الحد بل قرروا ان يقتلوا شقيقاتهم من بنات عتار برغم انهن محسوبات على طبقة الالهة .

      وبرغم كل هذا الا ان الخوف استمر .. خوفا من النور ومن الشمس .. الخوف من النبوءة.
      الخوف من العدوا القادم مع اشراقة الشمس وانتقل الخوف من جيل الى جيل واستمر مئات السنوات ......



      واشرقت الشمس معلنة عن ولادة
      ابنة البشر "كانا" وابنة الجان "زاتا"

      ماذا سيحدث بعد ذلك ؟؟

      يتبع

      تعليق


      • #4

        ولاده كانا و زاتا

        اشرقت الشمس فانجبت عبدة الكاهن بزوز مولودتها اغلقت عيونها من قوة النور الذي ملىء خيمتها فجأة وكأن الشمس اشرقت مرة واحدة من داخل الخيمة.
        لم تفتح عبدة الكاهن عيونها حتى تطمئن عن جنس المولود ذكر ام انثى فأبلغتها العبدة التي ساعدتها على الولادة بالخبر المشؤوم..
        انها انثى وطلبت منها ان تفتح عيونها لتراها وترى النور الساطع من وجهها الا ان الأم رفضت ان تلقي حتى نظرة واحدة عليها..وطلبت من العبدة الاخرى ان تحملها الى (المحجر) ليقرر مصيرها.. حملت العبدة الطفلة بحنان واخذتها الى المحجر وانتظرت ان يحضر احد الكهنة ليقرر مصيرها.. اما ان توشم وهكذا يسمح لها بالحياة وتربيها اي امرأة اخرى غير امها لتصبح عبدة للكهنة واما ان تحرق ليستخدم رمادها في طقوس المعبد..

        انتظرت العبدة ومر اليوم الاول ولم يحضر اي كاهن ، فقررت تركها في المحجر والعودة ..
        الا ان شعورا قويا وخفيا كان يمنعها من ذلك ، فارضعتها وبقيت تحملها وتعتني بها ....
        ومر اليوم الثاني ولم يحضر اي من الكهنة..ودب الخوف في قلب العبدة عندما رأت ان نار المحجر قد اخذت تخبو رويدا رويدا حتى انطفئت فخافت العبدة من هذا النذير الشؤوم ووضعت الطفلة على الارض واخذت تشعل النار من جديد مستخدمة جزءا من ملابسها البالية لتساعد النار على الاشتعال من جديد حتى اشتعلت.
        وبعد ثلاثة ايام مر احد الكهنة على المحجر فراته العبدة فحملت الطفلة ووضعتها تحت اقدامه ليقرر مصيرها، وفي سرها اخذت تدعوا الالهة ان تسمح للطفلة بالحياة وان لا يأمر الكاهن بحرقها.

        نظر الكاهن الى الطفلة دقائق معدودة ثم اخرج ختم المعبد ووضعه في النار المشتعلة...
        ففرحت العبدة لان الطفلة ستوشم ولن تموت وبعد ان احمى الختم حمله بيده اليسرى وقربه من صدر الطفلة التي اخذت تبكي وتصرخ بطريقة غريبة ندرت على من هي بعمرها ..

        وفجأة ومن المجهول قفز قط بحجم النمر باتجاه الكاهن وغرز مخالبه في وجهه فسقط على الارض وتعثر في الختم الذي حرق جبينه ووشم بوشم المعبد معكوسا..

        صرخ الكاهن من الألم ونظر حوله فلم يرى القط الكبير فوقف على اقدامه ونظر الى الطفلة التي توقفت عن البكاء وبصق في وجهها وقال : هذه الطفلة ملعونة هذه الطفلة "كا " ...
        (ومعنى " كا" هو الاسم الذي يطلق على الغيمة شديدة السواد والتي تنذر بالشؤوم والخراب)

        وامر العبدة ان تحملها وتلقي بها في النار فحملتها العبدة واقتربت من النار ..التي لفظت انفاسها الاخيرة ، فنظر الكاهن الى النار وقال حتى النار لا تريد نجاستها هيا احمليها وضعيها فوق الصخرة الكبيرة حتى تحرقها اشعة الشمس وتجففها وبعد ان يتم ذلك اطحني عظامها واحضريها لي لأعالج الحرق الذي اصابني ...

        فحملتها العبدة وسارت الى حيث اشار لها الكاهن ووضعت الطفلة على الصخرة وابتعدت عنها حتى لا تسمع بكائها ويرق قلبها وتخالف اوامر الكاهن فتغضب الالهة .وانتظرت غروب الشمس وعادت لترى ما حدث لها ففوجئت بأن شجرة نمت بجانب الصخرة التي تركتها عليها ، وان الطفلة "كا" لم يحدث لها شيء ..ولم تشعر العبدة بنفسها الا وهي تحملها وترضعها وفي صباح اليوم التالي خافت العبدة ان يراها احد فوضعتها على الصخرة من جديد وعادت الى بيتها وفي المساء عادت اليها فوجدتها كما هي فحملتها وارضعتها ومرت ايام وهي تقوم بنفس الشيء وفي اليوم الثالث عشر مر الكاهن من المكان ليرى ان كانت عظام الطفلة قد جفت ..فوجدها كما هي فقتل العبدة وامر عبدة اخرى ان تقوم بالمهمة فقامت العبدة الثانية بوضعها على صخرة اخرى تحت اشعة الشمس وعادت اليها بالغروب فوجدتها كما هي وقد ظللتها شجرة ولم تشعر بنفسها الا وهي ترضعها وتقوم بما قامت به العبدة الاولى وبعد عدة ايام اكتشف الكاهن ما حدث فقتل العبدة الثانية وامر عبدة ثالثة ان تحل مكانها وحدث معها ما حدث مع سابقاتها وقتلها وامر عبدة اخرى وهكذا قتل الكاهن 13 عبدة

        واكتشف ان كل عبدة يرسلها مهما كانت مخلصة ستقوم بما قامت به سابقاتها ..فاصطحب عبيده وذهب هو ليشرف على موتها فوضعها تحت اشعة الشمس وانتظر وعاد بعد ساعات ليرى ما حدث فوجد ظل شجرة يظلل الطفلة فأمر خدمه بقطع الشجرة وبعد ساعة وجد ان ظل شجرة اخرى قد ظللها..فقام بقطع شجرة وراء اخرى وكلما قطع شجرة فوجيء بأن ظل شجرة اخرى بعيدة قد ظللها فأيقن الكاهن ان هناك قوى غريبة تساعد الطفلة .
        ماذا سيحدث للطفلة بعد ذلك ؟

        يتبع


        تعليق


        • #5



          النبوءة القديمة


          قدرتهم وان هناك وعندما وصل الخبر الى كبار قوة شريرة تتحدى ارادة الالهة وارسلوا في طلب مساعدة ومشورة المعبد الكبيرالكهنة في المعبد الكبير وبعد ان درسوا الموضوع ارسلوا عدة كهنة ذوي خبرة بعد ان أوصوهم بالعمل المطلوب ...وعندما وصل كهنة المعبد الكبير قاموا فورا بالتحقيق مع التي انجبت الطفلة ليستدلوا على من عاشرها من الرجال ومن يمكن ان يكون والدها وبعد ان عرفوا منها اسماء الذين عاشروها قاموا بقتلها وقاموا بقتل كل الرجال الذين عاشروها وكان من بينهم ثلاثة من الكهنة ومن ثم قاموا بقتل كل من رأى الطفلة "كا" وخاصة الكاهن الموشوم وقاموا بوضع الطفلة في بقعة جرداء حارة لتموت تحت اشعة الشمس لانه ان لم تمت بهذه الطريقة فستجلب الشؤوم..وراقبوها ليل نهار وفوجئوا هم ايضا ان ظل الاشجار يصلها مهما كان بعيدا ..واخذوا يقطعون كل شجرة ترى بالعين من حيث وضعت الطفلة ولم يبقي الكهنة على اية شجرة او نبتة الا وقطعوها ورغم كل هذا لم يستطيعوا منع ظلال الاشجار ان تصلها وبقيت الطفلة "كا" على حالها واحتار الكهنة في الامر وكيف تبقى الطفلة على قيد الحياة دون طعام وماء بالرغم من مرور
          عشرات الايام وبعد مرور تسعين يوما على ولادة الطفلة "كا" والكهنة يبذلون كل جهدهم لقتلها بفعل اشعة الشمس والجوع والعطش ويراقبونها ليل ونهار..
          اختفت "كا" وكأن الارض انشقت وبلعتها ..وحل التشاؤم على المعبد الكبير ..وامر الكهنة بقطع كل شجرة لها ظل ..وقتل كل طفلة ولدت يوم مولد "كا" .

          المعبد الكبير والنبؤة القديمة
          قبل الف عام من ذلك الزمن من مولد "كا" قام كهنة الجن وكهنة الأنس بحرق ملكة الظلال مع بناتها وقبل موتها ضحكت وقالت ستولد انثى نصفها من الجان ونصفها من البشر ستجعل الاعلى اسفل والاسفل اعلى..ستهدم معبدكم وتقتل كهنتكم وستكونون عبيدا لها و...و....وبالرغم من مرور الف عام ما زال بعض الكهنة الذين حضروا حرق الملكة وبناتها يتذكرون ما قالته ويسمعون صوت ضحكتها يطاردهم ليل نهار وعندما اجتمع كبار كهنة المعبد من الجن والانس للتداول في قصة "كا" الطفلة المشؤومة حذر بعضهم من انها هي صاحبة النبؤة وان ما حدث معها يؤكد صحة النبؤة فقال كاهن من الجن : لا يمكن لهذه النبؤة ان تتحقق فهي مجرد كلام قالته ملكة مهزومة وعار علينا ان نفكر فيه ونتذكره كل هذا الوقت ..ولا يمكن لاحد ان يهزمنا ما دمنا متحدين بشر وجان ولنا معبد واحد...نحكم فيه عالمينا وكل ملوك الممالك يقدمون لنا ولالهتنا الطاعة .

          النبوءة قالت ان الانثى التي ستولد نصفها من الجن والنصف الثاني من البشر وهذا من المستحيل ان يحدث بحكم اختلاف تكويننا فالجان لا يلدون بشرا والبشر لا يلدون جانا.
          فقال كاهن البشر:اذا كيف نفسر الشجر الذي ظلل الطفلة وكيف عاشت الطفلة دون ماء وطعام،ان كانت من البشر فالتفسير الوحيد الذي من الممكن ان اقبله هو ان بنات الظلال بنات الجان هن اللواتي ساعدنها.
          فضحك كاهن الجان وقال: بنات الظلال قضينا عليهن منذ زمن وكل من لهن علاقة ببنات الظلال من بنات الجان هن حبيسات هذا المعبد .
          فقال كاهن البشر:ولكنكم لم تقضوا على ملكة بنات الظلال .
          فقال كاهن الجان : اطمئنوا ملكة بنات الظلال احترقت منذ الف عام وانتهى النقاش بين كهنة البشر وكهنة الجن بعد ان طمئن كل طرف الطرف الاخر .

          مولد النصف الآخر "زا"
          ولم يكن موضوع "كا" ابنة البشر يشغل بال كهنه الجن كثيرا بل هناك موضوع اخطر ابقوه سرا واخفوه عن كهنة البشر وهو مولد انثى في نفس الوقت الذي ولدت فيه"كا" في عالمهم تشائموا منها واطلقوا عليها اسم "زا" وهو اسم يطلق على شجرة ملعونة في عالمهم تمتد جذورها الى اعماق الارض ولا يمكن قطعها وان لمسها احد اصابه المرض ..وحاولوا هم قتل الطفلة "زا" بناءا على طقوسهم الا انهم لم ينجحوا في ذلك وكانت هناك قوة خفية تحميها واختفت "زا"هي الاخرى بطريقة غريبة وما زالوا يبحثون عنها وقاموا بقتل كل انثى في عمرها ليتخلصوا من نذير الشؤوم الذي خافوا ان تكون جلبته عندما ولدت او ان تكون هي صاحبة النبؤة القديمة.
          الطفلتان "كا" و" زا"
          في جزيرة بعيدة كبيرة لا حدود لها يحيط بها الضباب من كل الاتجاهات لا يصلها انس ولا جان مليئة بالاشجار والواحات وفيها ما لم يعرفه او يراه بشر او جان ...فيها قصور لا تعد ولا تحصى منها ما بني فوق الماء في وسط البحيرات وعلى اطراف الانهار ومنها ما ارتفع ليلامس الغيوم ومنها ما بني تحت شلالات الماء ..
          في وسط الجزيرة كان هناك قصر كبير لا يضاهيه في الحجم ولا في الجمال اي قصر اخر في العالم في هذا القصر عاشت "كا" و"زا" الاولى ابنة البشر والثانية ابنة الجان ..وبحكم ظروف الجزيرة والخواص المشتركة لها لم يكن هناك من هو قادر على ان يميز من هي ابنة الجن ومن هي ابنة البشر ومن هي التي تحمل اسم " كا " ومن تحمل اسم "زا" واعتادت " كا" و "زا" على سماع صوت منذ طفولتهما يرشدهما ويعلمهما ويروي لهما القصص ولم تكن "كا"ولا "زا" تعرفان من هو صاحب هذا الصوت فكانتا تظنان ان الشجرة هي صاحبة الصوت واحيانا كانتا تظنان ان الواحة هي صاحبة الصوت واحيانا تظنان ان القمر والشمس والنهر والبحر ...والشيء الوحيد الذي لا شك فيه بالنسبة للطفلتين ان هذا الصوت هو صوت امهما الحنون التي تعتني بهما بغض النظر عن شكلهما .. وكان صوت امهما غير المعروفة ينادي عليهما بأسم كانا وزاتا واسم كانا يطلق على الشجرة فارعة الطول والتي لا يستطيع احد تسلقها وزاتا اسم يطلق على الشجرة التي تعيش في كل الظروف والاوقات وتتكاثر بسرعة كبيرة واسم زاتا و كانا يطلق على الكثير من الاشياء التي لها علاقة بالنور والظل ولم تكن صاحبة الصوت تنادي على اية واحدة منهما بأسم محدد بل تخاطبهما بالاسمين فان خاطبتهما مرة بأسم كانا خاطبتهما المرة الثانية باسم زاتا وهكذا لم تعرف اي من الطفلتين الاسم الذي يخصها وانما تعرف كل واحدة منهما ان لها اسمين واحد كانا والثاني زاتا وان نادت الام باسم كانا ردت الطفلتين معا وكذلك الامر ان نادت على اسم زاتا ..
          وعندما بلغت كانا وزاتا من العمر سبعة اعوام طلبت منهما صاحبة الصوت ان تركبا معا على ظهر حصان ابيض وان لا تنزلا عنه حتى يتوقف وفعلتا ما طلب منهما وسار بهما الحصان بسرعة تفوق سرعة الريح لعدة ايام حتى توقف الحصان في وسط غابة بعيدة فسقطتا عن ظهره الى الارض مرهقتان لا تقويان على الحراك وعاد الحصان الابيض من حيث أتى.
          وبدأت رحلة كانا وزاتا الصغيرتين في البحث عن القصر وهما تعتقدان بان القصر لا يبعد مسافة ساعة او اقل من ذلك.
          هل كان اعتقادهما صحيحا؟
          يتبع

          تعليق


          • #6

            غربت الشمس عن الجزيرة وحل الليل وبدأ الخوف يغزوا قلبيهما للمرة الاولى في حياتهما فأمسكت الواحدة بيد الاخرى واستمرتا بالسير حتى انهكت قواهما وغلبهما النعاس ونامتا تحت احدى الاشجار وفي صباح اليوم التالي شعرتا بالجوع وبدأتا بالبكاء والصراخ لعل هناك من يسمعهما وينقذهما ولكن دون جدوى فلا احد يسمع ولم يكن امامهما الا البحث عن الطعام والماء بأنفسهما فتسلقتا الاشجار وسبحتا في جداول المياه ومع مرور كل يوم كانتا تبكيان قليلا وتصرخان قليلا وتضحكان وتنامان وتلعبان.. وكل ما مر يوم ابتعدتا اكثر وتاهتا اكثر حتى وصلتا الى منطقة جرداء قاحلة مليئة بالاشواك ومر اسبوع وكانا وزاتا لم تعرفا طعم النوم والراحة وامتلأ جسديهما بالجروح والخدوش من جراء الشوك والبيئة القاسية التي تاهتا بها وكادتا ان تفقدان الامل بالنجاة ..ومن شدة الارهاق نامتا تحت اشعة الشمس تظلل الواحدة الاخرى وتحاول ان تحميها بجسدها من حرارة الشمس الحارقة.
            ولم تستيقظا الا على صوت ناعم دافيء ينادي عليهما فوقفتا واخذتا بالبحث عن مصدر الصوت ولكن دون جدوى فنظرت الواحدة بعيني الاخرى وقالتا:انه صوت امنا ..وبدأتا بالصراخ اين انت...اين انت يا امنا..؟
            واستمر صراخهما ولكن دون جدوى فلا احد يرد عليهما وبعد ان تعبتا سمعتا الصوت من جديد ينادي (كازانتا اين انت ) فردتا عليها بصوت واحد :نحن هنا يا امي..
            فقالت لهما: هل انت جائعة يا كازانتا..؟
            فردتا معا: نعم نحن جائعتان..
            فقالت لهما: هل انت خائفة يا كازنتا؟
            فقالتا معا: نعم نحن خائفتان..!
            فقالت : هل انت متعبة يا كازنتا؟
            فقالتا معا: نعم نحن متعبتان ..!

            فقالت : اذا خلف هذه التله ستجدي يا كازانتا قط ينتظرك اركبي على ظهره وسيعود بك الى القصر وهناك ستجدي كل ما تريدينه.
            واختفى الصوت واخذت كا و زا تركضان لتصلا الى خلف التلة وعندما وصلتا القط الذي كان حجمه بحجم النمر اقتربتا منه وسمعتا الصوت من جديد يقول لهما: هذا القط لا يستطيع حمل الا واحدة فقط فلتركبه كازانتا ولتعد الى القصر.
            فوقفت كانا وزاتا محتارتان ...لا تدريان ماذا تفعلان فالقط لا يستطيع حمل الا واحدة منهن.
            فقالت كانا لزاتا :اذهبي انت ..!
            وقالت زاتا لكانا: بل اذهبي انت..!
            ولم تستطيع الواحدة ان تقنع الاخرى بالذهاب فتركتا القط واستمرتا في طريقهما في وسط الارض القاحلة وكلما مرت عدة ايام وجدتا نبتة صغيرة تقاسمتاها وعصرتاها لتسقط قطرات الماء من اوراقها وجذعها التي بالكاد كانت تكفي لتبليل شفاههما ..واحيانا كانتا تستخدمانها في تضميد جراهما وبعد مرور تسعة ايام من رؤية القط وصلتا الى جدول ماء كبير ففرحتا وشربتا من الماء واستحمتا وعندما فكرتا في اجتياز الجدول وجدتا ان هذا مستحيل وفي نفس الوقت سمعتا (صوت امهن ينادي عليهن) كازانتا هل تريدي العودة الى البيت .
            فقالتا بصوت واحد : نعم نريد..؟
            فقال الصوت: اذا ستجدي يا كازانتا بعد مئة متر قارب اركبيه وعودي الى البيت .
            فسارتا باتجاه القارب وحينما وصلتاه : وجدتا ان هذا القارب لا يتسع الا لواحدة منهما وسمعتا الصوت من جديد يقول هذا القارب لا يتسع الا لكازانتا فلتركبه ولتعد الى القصر.
            فأخذت كل واحدة تقنع الاخرى بأن تركب هي القارب ولكن دون جدوى ..فتركتا القارب وسارتا معا بجانب الجدول في محاولة لاجتيازه.
            ومرت ايام واشهر وسنوات وكانا وزانا في تجوال من مكان الى اخر ولم يعد يهمهما العودة الى القصر بقدر ما يهمهما ان يعرفان من هي امهما التي تخاطبهما ليل نهار وهل لها صورة وشكل مثل بقية المخلوقات هل هي الشجر ام التراب ام الماء ام الهواء ام الشمس ام القمر ام النار التي كادت ان تحرقهن.
            اما صوت الام الراعي لكازانتا والذي كان يعلمهما ويدلهما على اسرار الطبيعة اللامتناهية كان دائما يقول لهما لكل شيء نصفين فلا تأخذي نصفا وتتركي الاخر ولن تفهمي شيئا الا ان فهمتيه كاملا ..ما ترينه بعيونك هو النصف الاول فابحثي دائما عن النصف الثاني وهكذا مرت سنوات وسنوات وكازانتا تبحثان عن النصف الاخر لكل شيء للماء وللهواء للتراب للنار وتعلمت كازانتا ان الحيوانات التي كادت ان تفترسها في اكثر من مرة هي نفس الحيوانات التي حرستها..وان الافعى التي نشرت السم في جسدها هي الافعى التي قدمت لها الدواء وان الماء الذي ابتلعها وكاد ان يقتلها هو الماء الذي ابقاها حية ومع مرور السنوات تعلمت كازانتا اسرار الطبيعة النصف والنصف الاخر وحينما بلغت "كازانتا" العشرين من عمرها خاطبها صوت امها..للمرة الاولى : يا كانا ويا زاتا ماذا تعلمتا..؟
            السنوات التي مرت لم تخاطبفنظرت زاتا في وجه كانا بأستغراب وكأنهما تسمعان هذه الاسماء للمرة الاولى فطوال الام كانا وزاتا الا بأسم واحد لشخص واحد ولم يجبن على السؤال ..فقررت الام سؤالها بنفس الطريقة ولم تحصل على اجابة .
            فقالت الام الخفية: ماذا تعلمت يا كازانتا .
            فأجابت : تعلمنا كل شيء يا امنا.
            فقالت الام : نعم لقد تعلمت الاول والثاني ولكنك لم تتعلمي الثالث.
            فقالت كازانتا: وهل هناك ثالث يا امنا ؟
            فقالت الام :نعم هناك ثالث فابحثي عنه يا كازانتا وان وجدتيه لن تنتهي كازانتا
            واختفى الصوت كعادته واخذت كازانتا تبحثان عن الثالث ولم تمر عدة اشهر حنى اختفت كانا من امام عيني زاتا فجاة وكان الارض انشقت وابتلعتها واخذت زاتا تبحث عن كانا وكانا هي الاخرى تبحث عن زاتا وشعرت كانا بالوحدة والضياع واصابها الحزن وكذلك الامر مع زاتا ...
            فسمعت زاتا صوت امها يخاطبها قائلا : ما بك يا كازانتا حزينة اجيبي لما انت صامتة ؟
            فقالت زاتا : كيف اجيبك وانا لم اعد موجودة كيف اجيبك وانا لست انا
            فضحكت الام وقالت : وما الذي ضاع منك يا كازانتا ؟
            فقالت زاتا : لقد ضعت انا ولم اعد موجودة انا لست انا لو كنت شجرة لعرفت اني شجرة ولو كنت ماءا لعرفت اني ماءا ولو كنت هواءا لعرفت اني هواءا ولو كنت هواءا نارا ترابا..لعرفت اني انا ولكني لم اعد انا فاين انا ومن انا ....؟
            فقالت الام : انت كازانتا وستبقين كازانتا هيا ابحثي عما تظنينه ضاع وستجدي انه لم يضيع
            فقالت زاتا : اين ابحث لقد بحثت كثيرا بحثت مع الشمس والقمر ولم اجد ما ابحث عنه
            فقالت الام : اذا بحثت في كل مكان ولكنك لم تبحثي عن كازانتا في كازانتا هيا اصرخي ونادي على كازانتا وستسمعي صوتها....
            واختفى صوت الام الذي كانت تسمعه زاتا وتسمعه كانا في نفس الوقت من حيث هي والواحدة لا ترى الاخرى ولا تعرف اين هي فوقفت كانا وصرخت وكذلك الامر فعلت زاتا ( يا كازانتا اين انت؟) فسمعت صدى صوتها الذي هز الجزيرة : يا كازانتا اين انت ..يا..يا ..كا..كا..زازا نتا
            فصرخت كانا وقالت ان كنت انت الصوت فانا الصدى وان كنت الصدى فانا الصوت.
            وفي نفس الوقت صرخت زاتا بعد ان سمعت صدى صوتها ان كنت الليل فانا النهاروان كنت النهار فانا الليل.
            واستمرت رحلة البحث عن الثالث لسنوات وبلغ عمر كازانتا ثلاثين عام وبعد غياب عشر سنوات لم ترى زاتا كانا..التقيتا في وسط الجزيرة وتعانق جسديهما بعد فراق اما روحهما فلم تكن قد فارقت الواحدة الاخرى للحظة .... ووقفتا بجانب البحيرة العذبة الكبيرة وسمعتا صوت الام يقول لهما : يا كازانتا انظري الى الماء ماذا ترين ....؟
            فنظرت زاتا الى الماء ورات وجه كانا ونظرت كانا الى الماء ورات وجه زاتا بالرغم من ان صورة الواحدة تختلف عن الاخرى من حيث الشكل كثيرا وقالتا بصوت واحد:ارى صورة كازانتا يا امنا
            فقال صوت الام : اليوم اكتملت النبوءة اليوم ولدت كازانتا نصفها من البشر والنصف الثاني من الجن... مئات السنوات مرت وهم يتسائلون اي رحم هذا الذي سيحملها ..ولم يعلموا ان هذه الارض التي كانت اقرب لهم من اي شيء اخر هي الرحم الذي حمل كازانتا نهايتهم ونهاية الشر في كل جيل. واستمر حديث الام لايام طويلة وكازانتا مصغية ..
            وانهت الام حديثها قائلة: اذهبي يا كازانتا وازرعي في كل مكان وفي كل جيل كازانتا الماء والنار ولا تحاربي النار بالنار ولا الماء بالماء وعند كل نهاية اعلمي انك في البداية .. انت مني .. انت مني ... ابدأي .. وغاصت كازانتا في اعماق البحيرة وخرجت من احد الانهار .

            يتبع



            تعليق


            • #7

              كازانتا
              وسارت كازانتا الاولى باتجاه الشرق وكازانتا الثانية باتجاه الغرب.وبعد عام وصلت كازانتا الى مملكة الدب الابيض اقوى ممالك الغرب وحينما دخلتها وتجولت في انحائها وجدت هناك الجوع والقهر والاستعباد للجميع بدون استثناء ووجدت ان النساء هناك عبدات باشكال مختلفة الجميلات منهن والمحظوظات جواري في قصور الملك والامراء والكهنة واصحاب النفوذ بالمملكة ، والاقل حظا يعملن في تربية الحيوانات وفي خدمة المعابد المنتشرة في انحاء المملكة اما البقية ففي خدمة الجند وعامة الناس والعبيد الذكور ولم تكن في المملكة اي فتاة تعرف من هي امها او اختها او من هم اهلها فالكهنة في المملكة كلما ولدت فتاة قاموا باخذها كما هو متبع في ذلك الوقت واعطاءها لامرأة غير المراة التي انجبتها لتربيتها وبهذه الطريقة لم تكن اي فتاة تعرف لها اسما ولم يكن بالمملكة للفتيات اسماء تطلق عليهن واحيانا ينادى على البعض منهن بالقاب ماخوذة نسبة للحيوانات المعروفة في المملكة والفتاة التي تكسب لقبا من احد كبار المملكة تكون مميزة وقد رضي عنها المعبد ويسمح لها بخدمةالدببة.اما الدببة فكانت تتجول في المملكة بحريتها ولم يكن يسمح لاحد باعتراض طريقها وان توحش دب واعترض احد الذكور فيمكنه الهرب اما ان اعترض احدى الفتيات فيجب ان تسمح له بافتراسها وان علم المعبد بمقاومتها له يقوم الكهنة بتعليقها على اسوار المعبد .

              وهكذا كانت الواحدة تفضل الموت على يد الاله الدب على ان تموت على الأسوار وتدفن في الجبل الأسود . . وعبر السنين تم تعليق ملايين النساء على اسوار المعابد وقتل الدب الالاف منهن واثناء تجول كازانتا في اسواق المملكة حدث ان هجم دب كبير يبلغ طوله اكثر من مترين علـى موكب ابن الملك الذي كان يتجول في السوق مع مجموعة من الحرس واستطاع الدب ان يقتل عددا كبيرا منهم ليهرب الباقي ويهجم على ابن الملك الذي لم يستطع الهرب والناس يتفرجون ولا يستطيعون عمل شيء وقبل ان يقترب الدب من ابن الملك قفزت كازانتا بخفة ورشاقة ووقفت بين الدب وابن الملك واخذت تنظر الى الدب بعينيها فتوقف الدب عن الهجوم وركع على الارض تحت اقدام كازانتا فاقتربت منه كازانتا واخذت تداعب بكفها راسه والكل ينظر اليها مرعوباً متفأجا مما يحدث امامه ...ذهب الدب في حال سبيله وعاد ابن الملك الى القصر وانتشر الخبر بسرعة البرق في كل انحاء المملكة وعلم الكهنة بالامر وتحرك جندهم بحثا عن كازانتا ليقتلوها باعتبارها اهانت اله المملكة الدب واحاط المئات من جند الكهنة بكازانتا واقتادوها الى المعبد ليتم تعليقها هناك ولكن الملك الذي عرف بالموضوع ارسل جنده ليحضروا كازانتا الى القصر وان لا يسمحوا للكهنة بقتلها ..وهكذا التقى بالطريق جند الملك وجيش الكهنة فتقاتلوا فيما بينهم ، فعلم الكهنة ان جيش الملك سيقضي عليهم ان استمر القتال فوافقوا ان يصحبوها الى القصر ووصلت كازانتا الى القصر بصحبة الحرس والكهنة وحينما دخلوا على الملك ركعوا جميعا الا كازانتا بقيت واقفة فغضب الملك واخذ الكهنة يحرضونه على قتلها فوراً لانها ستجلب الدمار على المملكة فكاد الملك ان يرفع يده ليأمر الجند بقتلها الا ان كازانتا قرأت افكاره بسرعة واستخدمت دهائها وقالت:
              عذرا ايها الملك الكبير لو انا فعلت مثلهم لكنت اهنتك وانا لا ارضى لك اهانة.
              فسالها الملك: وكيف ذلك...؟!
              فقالت: البلاد التي جئت منها فيها خنازير قصار القامة وبالكاد يستطيع الشخص ان يراهم الا اذا ركع وانا لم اكن اريد ان اشبهك بهم ففضلت ان أبقى واقفة.
              اعجب الملك بحجتها وطلب من الحرس ان ياخذوها حتى ينظر في امرها ، فاحتج الكهنة وغضبوا وخرجوا من عند الملك واجتمعوا في معبدهم وقرروا فيما بينهم قتل الملك وتنصيب ملك اخر لا يخالف اوامر المعبد وان يجهزوا في نفس الوقت جيشا كبيرا من انصارهم للتدخل في حالة فشل خطة قتل الملك ومن اجل ان ينفذوا خطتهم كان لا بد لهم ان ياخذوا الاذن من المعبد الكبير الذي يدير كل المعابد في العالم.
              وعلمت كازانتا بخطة الكهنة وان الملك هالك فدخلت عليه واخبرته بما يحيكونه ضده..
              فغضب الملك منها وقال لها : الكهنة لا يفعلون ذلك فهم الذين نصبوني ملكاً وانا لا اسير الا بمشورتهم.
              فقالت كازانتا ولكنك خالفت لهم امرا والملك الذي يخالف امر المعابد يجب ان يموت هذا هو قانون الكهنة.
              وقال :كيف تثبتين انك صادقة فيما تقولين .
              فقالت:في الغد سيرسلون رسولهم الى المعبد الكبير فاقبض على رسولهم وستجد معه الخطة التي اعدوها لقتلك.
              فقال الملك: سافعل فان كنت كاذبة ستموتين.
              وارسل الملك جنده واغلق الطرق حتى مر رسول الكهنة وقبضوا عليه واحضروه للملك فوجد معه رسالة مكتوبة بلغة الكهنة ومختومة بختم المعبد.
              فاحضر الملك كازانتا وسالها كيف سنعرف مضمون الرسالة وهي مكتوبة بلغة الكهنة فقرأت كازانتا الرسالة للملك فغضب الملك حينما تاكد من غدر الكهنة له ،وقتل رسول الكهنة ، وامر بمهاجمة الكهنة المسؤولين عن هذه المؤامرة .
              فاستوقفته كازانتا وقالت له: عفوا ايها الملك فانت لن تستطيع هزيمتهم والشعب سيقف معهم ضدك ولا تنسى انك في حرب مع مملكة الذئاب وحين يعلموا انك في حرب مع الكهنة سينتهزون الفرصة ويهاجموا المملكة ليستولوا عليها.
              فاقتنع الملك وقال لكازانتا: لقد صدق الكهنة فانت جلبت معك الخراب والدمار وكان يجب ان اقتلك منذ البداية واوفر على نفسي كل هذا العناء.
              فقالت كازانتا:ان كان سينقذك قتلي فلك ذلك ولكنهم يريدون قتل ابنك ايضا.
              فقال: اذا ليمت ابني خير لي من ان انال غضب الدب والكهنة.
              فقالت كازانتا : انا استطيع ان اساعدك في انقاذ ابنك ورد غضب الكهنة.
              فقال: ان استطعت ذلك سالبي لك كل ما تطلبينه.
              فقالت:مهما كان ايها الملك.
              فقال:نعم مهما كان.
              فقالت:اذا اذهب واعتذر لهم وصالحهم وقل لهم انك ستقدمني وابنك الى الدب الاله في الساحة وامام الجميع ليقرر الدب الاله ان كان سيعفي عنا ام لا.
              وذهب الملك وفعل ذلك ففرح الكهنة واعدوا الساحة في معبد الدب ليتم تقديم ابن الملك وكازانتا للدب الابيض.
              وبعد ايام احتشدت الجماهير حول الساحة في معبد الدب ليروا تقديم القربان الجديدوهذا القربان ليس ككل قربان فهو ابن الملك ...وظهر الدب الابيض الذي نادرا ما يرونه او يسمح لهم برؤيته وكان هذا الدب بحجم ثلاثة افيال كبيرة.
              وحينما تم ادخال ابن الملك وكازانتا الى الساحة هتفت الجماهير وصفقت ، وكان ابن الملك وكازانتا بجانب الدب كالاقزام الصغيرة اقترب الدب الابيض العملاق اله المملكة واخذ يشم بانفه كازانتا وابن الملك....
              يتبع

              تعليق


              • #8
                حدثته كازانتا بطريقتها فجلس الدب واخذ يهز براسه ويتمايل بجسمه الضخم ويصدر اصواتا غريبة وهي الطريقة التي يتعامل بها الدب حينما يكون سعيدا وراضياً .

                ولم يصدق الكهنة والحشد والملك الذي اشاح بوجهه عن الساحة حتى لا يرى الدب يفترس ابنه وهكذا لم يكن امام الكهنة الا ان يعلنوا ان الدب الابيض الاله قد عفا عنهم وكانت هذه المرة الاولى التي يدخل بها احد ساحة الدب ويخرج حيا ، ففرح الملك كثيراوطلب كازانتا وقال لها: انت يا هذه سامنحك اسما وساجعلك تعيشين في القصر وستكونين اهم نسائي ولن اجعل احدا يلمسك غيري وساجعلك ايضا تحملين ابنا لي .

                فقالت كازانتا : عفوا ايها الملك ولكن هناك شيء يجب ان تعرفه اولا ومن ثم قرر انت.
                فسال الملك : ما هو هذا الامر.
                فقالت : في البلاد التي كنت اعيش فيها اطلقت علي الالهة اسم كازانتا وارسلتني هذه الالهة لانقذ ابنك وقمت بذلك بمساعدة الالهة وبعد ان قدمته انت لالهك الدب سر الهك الدب ووعد انه سيقوي مملكتك وطلب مني ان ابلغك بانه يجب ان ترسل افضل جواري المملكة الى الجبل الاسود ليعبدوه لمدة ثلاثة اعوام وان لم تفعل ذلك فسيغضب منك.
                فقال الملك: وكيف تكلمك الالهة وانت انثى.
                فردت كازانتا : ايها الملك انا لست انثى وانما الالهة ارادت ان تختبر ايماني وحولوني على شكل انثى وبعد ان انهي عبادتي ساعود رجلا كما كنت.
                فرح الملك وقال: لقد علمت من البداية انه لا يمكن ان تكوني انثى ومن اليوم ساعطيك ما تريدين لتكملي ما طلب الهنا خذي واختاري من تريدين من جواري المملكة واذهبي لعبادة الهنا الدب .
                وخرجت كازانتا وبدأت باختيار اذكى وافضل فتيات المملكة وبلغ عددهن تسعة الاف فتاة ومن بينهن خادمات الملك والامراء والكهنة واصحاب السلطة ولم يكن احد ليعترض حتى لا تغضب الالهة الدب عليهم.

                وقد كان الجبل الأسود من اعلى جبال الغرب واكبرها ويحتاج الشخص الى عدة ايام لتسلقه وكان يقع في المنطقة الفاصلة بين مملكة الدببة ومملكة الذئاب ..واعتادت المملكتين على دفن الاموات المغضوب عليهم من الآلهة فيه ولذلك كان الجبل رمزا للشؤوم وكان اسمه يجلب الخوف والرعب الى قلب كل من يسمع به.
                وبعد تسعة ايام من مسير كازانتا بصحبة التسعة الاف فتاة الى الجبل الاسود.
                وصلت كازانتا مع الفتيات وما يحملنه من المؤن وما تزودت به من الملك وحملته معها من الاف الاشتال من جميع انواع الاشجار وحينما وصلن الجبل وقفت كازانتا امامهن فقامت جميع الفتيات بالركوع وهتفن كلمات تمجيد للدب الابيض فصرخت كازانتا فيهن : قفن على اقدامكن ، ارفعن رؤوسكن.. لن تركع امراة من اليوم لا لدب ولا للكهنة واشارت بيدها الى الدب وقالت هذا الدب رمز عبوديتكن سنحوله من اليوم رمزا لقوتنا وسلاحا ضد اعدائنا سنعلمه سنروضه سنجعل منه صديقا لنا .

                وقامت كازانتا ببناء بيت الاخوات الاول وزرعت الجبل والمساحة المحيطة به المزروعة بالاشجار واطلقت على كل فتاة اسما لتعرف به وتنادي به الاخرى وقالت لهن : لا يوجد فتاة تعرف من هي امها ومن هي اختها في هذه المملكة والان فلتوافقن جميعا ان امنا جميعا هي هذه الارض ونحن سنكون حارسات لها وكل فتاة هنا اخت للاخرى ولترفع كل اخت يدها للاعلى ولتلامس بها يد اختها ومعا سنلامس الغيوم وامضت كازانتا الاعوام الثلاثة مع الفتيات طوال الليل والنهار يرتحن ساعة واحدة في النهار وبقية الوقت تعلمهن لغة الاخوات وعلوم الحياة بكافة اشكالها وعلمتهن ايضا من ضمن علوم الحياة كيف يخاطبن الدب والحيوانات وكيف يتعاملن معها في كل الحالات.
                وبعد مضي الاعوام الثلاثة عادت كازانتا الى الملكة بصحبة 3000 فتاة اختارتهن من التسعة الاف وحينما وصلت المملكة دخلت على الملك وقالت له :
                ايها الملك لقد ارسلني الدب لاقدم لك هذه الهدية وهي 3000 فتاة علمهن الدب كيف يخدمنك ويخدمن امراءك وكهنتك والدببة في مملكتك.. وقد طلب الدب ان تقوم مجموعة اخرى من الفتيات في هذه المملكة بالذهاب الى الجبل الاسود لعبادة الدب ولكي يتعلمن كيف يخدمن الملك ومن حوله.

                وقد طلب مني الأله الدب ان ابلغك بان كل فتاة اختارها الدب لخدمتك او لخدمة كبار القوم "يجب ان لا تركع بل تحييك برفع يدها الى الاعلى وهذا معناه انك اعلى من الجميع .
                سر الملك كثيرا واصدر اوامره فوراً بان تكون التحية للنساء برفع اليد الى الاعلى وان اي فتاة تركع لاي كان قد اهانت الملك والاله الدب الابيض، وقام الملك بتوزيع الفتيات على الكهنة والامراء وقادة الجيش واصحاب السلطة وحاول الكهنة الاعتراض على ما يحدث من تغيرات والتي تمت بسرعة دون الاخذ برأيهم ولكن لم يستطيعو لان الكل كان مسرور من الطاعة الكبيرة والخدمة التي اخذت توفرها فتيات الجبل الاسود ، ولم يكن احدا ليجرأ ان يخالف اوامر الاله الدب الابيض .

                وفيما بعد سال الملك كازانتا: اراك كما انت فلماذا لم يعيدك الاله الدب الى هيئة رجل .
                فقالت:لقد قال لي الدب انه يريد ان يمتحنني اكثر ومن ثم سيمنحني هذا الشرف .
                وعادت كازانتا الى الجبل بصحبة عشرة الاف فتاة اخرى وتركت خلفها الثلاثة الاف فتاة يتجسسن على الكهنة والملك والامراء وينقلن اخبارهم اولا باول الى كازانتا في الجبل الاسود ويقمن في نفس الوقت بنشر تعاليم الاخوات وتعليمهن لغتهن وارسال من يجدن انهن صالحات الى الجبل الاسود بالسر دون ان يعرف احد ومن (بيت الاخوات) تخرجت الاف الاخوات بعد ان تعلمن لغة الاخوات وعلوم الحياة وتحول الجبل وما يحيط به الى جنة خضراء بل اصبح اجمل جزء في المملكة.

                وفي المملكة وبرغم ما تقوم به فتيات الجبل الاسود من خدمة للكهنة وغيرهم استطعن ان يقلبن حياتهم الى راحة ومتعة لم يعرفوها بالسابق وبرغم السرية العالية واستمرارهن بعبادة الدب امام الجميع وترويضه بالسر الا ان الكهنة لم يستوعبوا التغير الكبير وخاصة ان الدببة لم تعد تفترس وتقتل مثل السابق وازداد شكهم حينما قدموا احدى الفتيات قربانا للدب ولم يقبلها وتكررت المسالة اكثر من مرة فبدأوا بمراقبة الاخوات واستطاعوا ان يكتشفو ان علاقة غريبة تربط فتيات الجبل الاسود بعضهن ببعض واكتشفوا ايضا انهن يتكلمن لغة خاصة بهن وقد تعلمن الكتابة وفورا شعر الكهنة بالخطر وارسلوا اشارة للمعبد الكبير ..ومن المعبد الكبير تم اعلام المعبد الرئيسي للبشر والجان والذي يدير كل المعابد على اختلاف الهتها وعندما وصل الخبر الى المعبد الرئيسي جن جنونهم وعلمو انها كازانتا صاحبة النبؤة القديمة ..واصدروا اوامرهم لكهنتهم وللمعبد بان يتخذوا كل الاجراءات بالسر لمهاجمة الجبل الاسود والقضاء على كازانتا ومن معها.

                وعندما وصلت الاوامر للمعبد قام بتجهيز اكثر من مئة الف فارس بالسر وعلى راسهم اكثر من الف كاهن بحجة ان هناك جيش سيهاجم المملكة من الشرق ولم يكن احد يعلم ان هذا الجيش سيهاجم الجبل الاسود الا الكهنة.
                وصل الخبر الى كازانتا وعلمت بنية الكهنة فقامت فورا بتجهيز الف فتاة من اللآتي قامت هي بتدريبهن وسارت بهن باتجاه احدى بلدات مملكة الذئاب وفي الليل هاجمت البلدة وقتلت امراء البلدة وجنودها وطردت كل النساء من البلدة واحرقت البلدة على من رفض الخروج منها ..وحرصت كازانتا ان ترفع اعلام جيش الدب الابيض في الهجوم وقامت بالاتصال بمجموعة من اخواتها في مملكة الذئاب وقمن بنشر اشاعة بان جيش الدب الابيض سيهاجم مملكة الذئاب....وعادت كازانتا الى الجبل الاسود وبدءت بتحصينه بمن معها من الاخوات وفي نفس الوقت طلبت من مجموعة من الاخوات في قصر الملك بقتل ابناء الملك السبعة ووضع جثثهم في المعبد بالاضافة الى قتل عدد من الامراء وطلبت من احد مستشاري الملك والذي يدين لكازانتا والاخوات بأنقاذ حياته وحياة ابنائه في احدى المرات ،ان يبلغ الملك بان الكهنة قامو بخيانته واتفقوا مع مملكة الذئاب بان يسلموهم الحكم بعد قتلك وقتل ابنائك لم يصدق الملك في بداية الامر وكاد يامر بقتله لولا انه سمع خبر مقتل ابنائه الذي وقع عليه كالصاعقة وما كاد يصحوا من وقع الصدمة حتى سمع بمقتل عدد من مستشاريه وامرائه وعندما سأل الخادمات من قتلوهم وهن من الاخوات واللواتي اخذن بالصراخ والبكاء قلن له انهم اشخاص كانوا يرتدون زي الكهنة هم الذين قتلوهم وليتأكد الملك من صدقهم وخاصة انه في ثورة غضب امسك باحدى الاخوات وقام بقطع رأسها امام البقية وحذر ان من ستكذب ستلاقي مصيرها فمدت معظم الاخوات رؤوسهن وقلن له اقطع رؤوسنا ان كنا كاذبات فلملم الملك نفسه واستدعى مستشاريه وقادة جنده واعلمهم بالمؤامرة وعلم منهم ان الكهنة اعدوا جيشا بالسر ولا احد يدري سبب اعداد هذا الجيش او اين توجه فامر الملك باستدعاء كل جيشه من جميع انحاء المملكة ليلحق بجيش الكهنة ويهاجمه والاستعداد للدفاع عن المملكة ان تاكدت الاخبار بان مملكة الذئاب ستهاجمهم...

                كازانتا بعد ان تاكدت ان جيش الكهنة كبير وسيصلها بعد ايام وانها لن تستطيع رده او الدفاع عن الجبل امامه وانه لو اشتبك جيش الكهنة وجيش الملك فلن يمر اسبوع حتى يكتشفوا الحقيقة ويتصالحوا وهذا يعني انه سيتم قتل كل الاخوات....




                تعليق


                • #9
                  تحركت كازانتا على راس عشرة الاف فتاة بعد ان جعلتهن يرتدين اجمل الملابس والحلي باتجاه مملكة الذئاب وتركت في الجبل عشرة الاف فتاة ليقمن بتحصين الجبل ونشر الاف الدببة التي تم ترويضها في الطريق حول الجبل ليعرقلن كل هجوم وليكسبن اكبر وقت ممكن.
                  وصلت كازانتا علـى رأس العشرة الاف فتاة الى مملكة الذئاب التي كانت في حالة حرب واعداد جيوش للدفاع عن نفسها من جيش الدب الابيض.
                  تحايلت كازانتا ودخلت على الملك ولم تركع له وشرحت له الاسباب فاقتنع الملك
                  وقالت له : ايها الملك العظيم اسمح لي ان اقدم هذه الهدية قبل ان اشرح لك قصتي وقدمت له العشرة الاف فتاة.
                  سر الملك وخاصة انه لم يتلقى هذا العدد الكبير من الجواري الجميلات مرة واحدة
                  واضافت: ايها الملك انا كنت من امراء مملكة الدب وحينما قلت للكهنة وملك مملكة الدب ان مملكتكم يجب ان يحكمها ملك الذئاب لانه اعظم الملوك والذئب هو الاله الاقوى بالليل قدموني للاله الدب ليقتلني ولكن الاله الدب العادل وافق على رأيي بان الذئب هو الاله الاقوى في الليل واستعد لان يعطيه الطاعة ويسلم المملكة للملك الاعظم ملك الذئاب فقام الكهنة ايها الملك بتحويلي الى انثى كما تراني وقرروا ان يقتلوا كل من سيعبد الذئب في المملكة وقام بتحويلنا نحن اللذين وافقنا على عبادة الذئب الى نساء وقرروا قتلنا مع الدببة التي اقرت بعظمة الذئب واعدو جيشا لمهاجمة مملكتك ومهاجمة من يعبد الذئب
                  وانا جئت ابلغك على لسان إلهي الدب بانه سيقدم لك مملكة الدب كهدية وسيجعل جيوشها تقاتل بعضها البعض وارسل معي الخطة التي ستقوم من خلالها باحتلال مملكة الدب.
                  فرح الملك واستشار كهنته ومستشاريه ولكن كهنة الذئب الخبثاء قالو للملك اطلب منها ان تقدم لنا دليلا على صدقها فطلب منها الملك الدليل.
                  فقالت: ايها الملك دع الاله الذئب تحكم علي ان كنت صادقة فهي اعلم منا جميعا واعظم ، قدمني لها فان كنت كاذبة فلتقتلني.
                  استطاعت مخاطبة الذئاب والسيطرة عليها وجعلها تجلس على الارض واخذ اقتنع الملك والكهنة بما قالته كازانتا واخذوها الى معبد الذئاب وادخلوها الساحة برفقة اكثر من خمسين ذئبا وللولهة الاولى كشرت الذئاب عن انيابها واستعدت لافتراسها ولكن كازانتاكازانتا تقوم بحركات امام الملك والكهنة وكانها تتحاور مع الذئاب وتكلمها وخرجت من معبد الذئاب فاستقبلها الملك بسرور واجلسها بجانبه بعد ان تاكد بانها لابد ان تكون اميرا ورجلا وبعد ان تاكد من صدقها وبدأ بدراسة الخطة التي وضعتها لمهاجمة مملكة الدب .
                  امر جيوشه بالاستعداد والانطلاق باتجاه مملكة الدب وفي الجبل الاسود حيث استعدت الاخوات للدفاع عن الجبل وبيت الاخوات من الكهنة وجيشهم وقمن بتحصين الجبل ونشر الدببة حول الجبل وقمن بتنفيذ خطة كازانتا بان تختبئ معظم الاخوات وان لا يظهرن وان ترتدي ثلاثة الاف اخت الازياء واكثرها اغراءا وان يظهرن امام عيون جيش الكهنة طوال الليل ولا يفصل بينهن وبين جيش الكهنة الا الدببة وبعد ايام وصل جيش الكهنة الجبل الاسود وحاصره من كل الجهات واعطيت الاوامر للجيش بقتل كل من يعيش في الجبل وبعد ان اخذ الجيش قسطا من الراحة وقرر البدء بالهجوم فوجئ بعدد كبير من الدببة تحيط بالجبل وتنتشر بين الاشجار .
                  .احتار الكهنة بما سيفعلونه فان هاجموا الجبل ستهاجمهم الدببة وان قتلوا الدببة فهذا يعني انهم قتلوا الالهة ومرت ثلاثة ايام ولم يعرف الكهنة كيف سيمرون عبر الدببة لاقتحام الجبل ..

                  وفي اليوم الرابع قرروا ان يخيفوا الدببة بالنار واذا لزم الامر ان يقتلوها وبرروا ذلك للجنود ان الدب الابيض الاله الاكبر امرهم بقتلها وفي اليوم الخامس بدءو باقتحام الجبل ومهاجمة الدببة واستطاعو قتل اكثر من الفي دب وقتل منهم المئات ولم يتوقف القتل الا حين ظهرت الحسناوات باجمل ثيابهن تحمل كل واحدة بين ذراعيها دب صغير لم يبلغ من عمره عدة ايام... منظر الحسناوات المغري وطريقة حملهن للدببة ببراعة والروائح المنبعثة منهن والتي قمن باعددهامن الاعشاب وقمن باحراقها ، حيث ان حرقها يثير الشهوة عند البشر ويسبب حالة هيجان للدببة جعلت الجنود يفقدون صوابهم ولا يفكرون بشيء الا بالحصول على هؤلاء الحسناوات واطفاء نار الشهوة المشتعلة باجسادهم والتي غلبت على نار القتل فبدأوا يصعدون الجبل ويحاولون تجاوز الدببة ولا يفكرون الا بالحسناوات.
                  اما الاخوات الحسناوات بعد ان تأكدن من اقتراب الجنود منهن وضعن الدببة الصغيرة على الارض ليتجه كل دب باتجاه امه وانسحبن بهدوء الى مركز الجبل،الدببة التي رات الجنود تقترب منها ومن ابنائها اصابهن حالة هيجان للدفاع عن ابنائها ولم يستطع الجنود مقاومة حالة الهيجان القوية التي اصابت الدببة فانسحبوا وهربوا بعد ان جرح منهم وقتل المئات وحل الليل وعاد الجنود مرهقين مرعوبين الى المعسكر ليناموا على ان يتجهوا في اليوم التالي الى الجبل ويحصلوا على الحسناوات، ناموا تلك الليلة عميقا خاصة انه لا يوجد شيء يقلقهم سوى الدببة

                  وما ان انتصف الليل حتى تسلل جيش الاخوات المدرب على القتال ليلا المكون من عدة الاف الى المعسكر وقمن باختطاف اكثر من ثلاثمائة قائد للجيش وقتلن في طريقهن المئات ومع الفوضى الكبيرة التي خلفها الهجوم المباغت والذي لم يفهم ولم يعرف احد من قام به ومن اين وهل قتل الجنود بعضهم بعض في ظلام الليل فقتل منهم العشرات واصيب المئات ولم يتوقف القتال الا بعد ان بزغت الشمس وتبين لهم انهم يقاتلون بعضهم البعض ولملموا انفسهم وبدء الكهنة بالبحث بين الجثث لعلهم يجدون جثة غريبة تشير لهم من هو العدو الذي هاجمهم وهل معقول ان الاخوات قادرات على القتال ولكنهم لم يجدو اية جثة.

                  اما الاخوات في الجبل وبناءا على خطة كازانتا فقد اخذن قتلاهن وجرحاهن من الاخوات قبل الانسحاب وكان قد جرح اكثر من ثلاثمائة اخت وقتل اكثر من سبعين في هذا الهجوم.
                  وفي اليوم السادس قرر الكهنة بالرغم من ان جيشهم مرهق ولم ينم طوال الليل قرروا الهجوم لاحتلال الجبل وانهاء هذه المعركة التي اخذت منهم وقتا اكثر مما تستحقه وخاصة انه لا يوجد من يقاتلوه سوى الدببة وبدأ الجيش بصعود الجبل من كل الاتجاهات وتوقفوا فجأة ودب الرعب في قلوبهم حينما رأوى عشرات الكهنة وقادة الجند معلقين على الاشجار وهم احياء وقد فقئت اعينهم ويصرخون من شدة الالم.
                  الجنود خافوا وبدأوا يتراجعون من هول ما راوا وظنوا ان الالهة الدب تحذرهم وتعاقبهم على قتلهم للدببة اما الكهنة الذين ادركوا ان هذا من عمل الاخوات بذلو جهدهم باقناع الجند ان ما حدث للقادة والكهنة هو من اعمال بنات الجبل لم يصدق الجند ان تلك الفتيات الجميلات اللواتي تفوح منهن رائحة الجنس قادرات على عمل هذا

                  ومر اليوم كله والكهنة يرفعون من معنويات الجند حتى استطاعوا ان يعيدوا الثقة بين صفوف الجند ويهيؤهم للهجوم الكبير وقرر الكهنة ان يقوم الجند باحراق الغابات المحيطة بالجبل قبل الهجوم حتى تهرب الدببة ليستطيعوا الصعود للجبل ..وفعلا استعد الجيش لاحراق الغابات حتى يتسنى لهم الهجوم عند الصباح ولكن كان جيش ملك الدببة قد وصل الى موقع الجبل بعد ان مر اسبوع على اعداده لجيشه واللحاق بجيش الكهنة للانتقام من موت ابنائه وكان جيش الملك يعد اكثر من ثلاثمائة الف مقاتل ولم يكن الملك لينتظر حتى يرتاح جيشه فنار الانتقام تحرقه من الداخل وبدأ الهجوم على جيش الكهنة الذي اصابته الدهشة والحيرة والاستغراب فما الذي يدفع الملك وجيشه لشن الحرب عليهم.
                  قادة الاخوات قمن بالاتصال بكازانتا عن طريقة التخاطر التي علمتهن اياها ...وكازانتا لم تكن تبعد عن مملكة الدببة الا مسافة يومين وهي قادمة على راس جيش الذئبة الضخم فابلغتهن كازانتا ان يحرصن على ان تستمر المعركة بين جيش الكهنة وجيش الملك لعدة ايام حتى تستطيع الوصول مع الجيش واعطتهن الخطة.
                  درست الاخوات الخطة وبدأن بتنفيذها وكانت المعركة الطاحنة بين جيش الملك وجيش الكهنة قد اسقطت الالاف من القتلى في اليوم الاول وعلم جيش الكهنة ان المعركة ان لم تتوقف فسيهلك جيشهم بالكامل.
                  الاخوات قمن بسحب الدببة من جزء كبير من الجبل وارسلن للكهنة رسالة تبلغهم بانهن على استعداد للاستسلام لهم ان وافقوا على ان يطلبوا من الالهة ان تسامحهن وتغفر لهن وللبرهان على صدق نواياهن فقد انسحبن من الجزء الغربي للجبل ليقوم الكهنة باحتلاله .. حينما سمع الكهنة برسالة الاخوات وتاكدوا فعلا ان الجزء الغربي من الجبل لا يوجد فيه شيء يعيقهم لاحتلاله فرحوا وشعروا ان هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيعوا بها حماية انفسهم من جيش الملك وشكروا الالهة وانسحبوا باتجاه الجبل وهكذا استطاعوا كسب عدة ايام.


                  تعليق


                  • #10


                    القضاء على ملك الدببة وجيشه

                    فاخبرته كازانتا بشروطها ووافق عليها ملك الذئاب كاملة.. فاعدت كازانتا جيش الذئاب ووزعته واتصلت بالاخوات فقامت الاخوات بخدعة الروائح وأبناء الدببة وتركت الدببة في حالة هيجان للهجوم على جيش الملك الدب من اعلى الجبل فوقع الارتباك في صفوف جيش الملك الدب وبدأ بالهرب الى اسفل الجبل وبعد ساعات بدأ جيش الذئاب بالهجوم على جيش الدببة وقتله عن بكرة ابيه وانتهت المعركة التي كانت اقصر معركة في ذلك التاريخ فاحتفل ملك الذئاب بالنصر واراد ان يصعد الجبل فمنعته كازانتا بحجة ان هذا الجبل سيجلب عليه النحس وفي داخل كازانتا كانت تفضل ان تموت قبل ان يدوس قمة هذا الجبل ايا كان.

                    خطة كازانتا للقضاء على ملك الذئاب وكهنته
                    عاد ملك الذئاب بصحبة كازانتا الى القصور ،واخذوا يحتفلون بالنصر ووضعت كازانتا عدة الآف من الاخوات حول الملك وقادته ليشغلنهم ليل نهار واستطاعات كازانتا ان تستغل غياب الكهنة وان تغير القوانين وطلبت من الملك على لسان الالهة الدب والذئب بمناسبة هذا النصر العظيم ان يجعل الكهنة في المعابد من النساء.....فغضب الملك كيف تكون النساء في مراكز عبادة الالهة...
                    فهدأت كازانتا من غضبه وقالت: هذه مشيئة الالهة الدب والذئب فانهما يريدا ان يقوم على خدمتهم من يتحمل اسوأ الامور من اجلهم فالرجال الذين حولهم الكهنة السابقون الى نساء يجب ان يكونوا كهنة ، بعد ذلك يقومون باعادتهم الى حالتهم الاولى والنساء سيمتحنوهن وبعد ذلك سيعطون الشرف لمن يستحقه ويحولوهن الـى رجال ولا تنسى ايها الملك اني رجل والنصر الذي احرزته برضا الالهة عنك فاقتنع الملك وخاصة ان النتيجة النهائية ان يكون الكاهن رجلا وان الاله يحق له ان يختبر ايمان كهنته.
                    واستغلت كازانتا الفرصة واقنعت الملك بانها يجب ان تذهب الى مملكة الذئاب لتختبر ايمان الكهنة هناك ووفائهم للملك فوافق الملك وارسل معها جيشا واوامر تمنحها السلطة لعمل ما تشاء وما يرضي الالهة فاسرعت كازانتا باتجاه مملكة الذئاب بعد ان اوصت الاخوات ان لا يتركن الملك واعوانه الكبار للحظة واحدة فقمن بذلك واشغلنهم ليل نهار.
                    ووصلت كازانتا الى مملكة الذئاب بعد عدة ايام ولم تكن كازانتا لترتاح مادام كاهن واحد حيا لانها تعلم ان معبد الجن والبشر قد اكتشف امرها وعاجلا ام اجلا سيصل الخبر لكل الكهنة.
                    وعندما وصلت كازانتا ولكي لا تثير غضب الشعب لو قامت بقتل اي كاهن اعدت احتفالا كبيرا واعلنت فيه عن نصر الملك والاله الذئب وان الالهة قد امرت باختيار كهنتها من الرجال والنساء المؤمنين الاوفياء للملك وان النساء سيحولن الى رجال ان رضي عنهن الاله الذئب بنفسه.
                    وبهذه الطريقة وضعت كهنة الذئب في مازق كبير وتوجب عليهم دخول الساحة مع الذئاب المفترسة فحاولو ان يقنعوا من حولهم بان هذا ليس راي الالهة ولكن حجة كازانتا اقوى واجتمع الناس في المعبد وفتحت ابواب الساحة للمتطوعين للدخول بين مئات الذئاب فتطوع بعض الرجال والنساء الا ان الذئاب افترستهم بسرعة ودخل عدد من الكهنة لانهم مجبرين لياكدوا ايمانهم امام الناس ولكن الذئاب افترستهم فدخلت بعض اخوات كازانتا والتي كانت كازانتا قد علمتهن سابقا كيف يتعاملن مع الذئاب وكيف يسيطرن عليهم فلم تفترسهن الذئاب واعلن عنهن "كاهنات"بموافقة الالهة الذئب وهكذا ولمدة ثلاثة ايام كانت الذئاب تقوم بافتراس كل متطوع او كاهن يدخل الساحة الا "الاخوات" فهرب الكثير من الكهنة ولكن كازانتا كانت لهم بالمرصاد فتقبض عليهم وتعيدهم الى الساحة ومع نهاية الايام الثلاثة استطاعت كازانتا ان تقضي على اخر كاهن في مملكة الذئاب وتعين كهنة جدد من اخواتها او من المخلصين للاخوات من الرجال.
                    وهكذا استطاعت كازانتا ان تسيطر بالسر وبالخفاء على اجزاء كبيرة من مملكة الذئب واستطاعت ان تقتل الكثير من الاوفياء للملك
                    وان تنشر تعاليم الاخوات ولغتهن بالسر وتعدهن للمستقبل وبما ان الكهنة من الاخوات فقد وضعت لهن خطة للقضاء على كل اصحاب النفوذ في المملكة واستبدالهم بمن هم اوفياء للاخوات وعادت كازانتا الى مملكة الدب حيث وجدت الملك الذئب ما زال غارقا بملذاته وبشهوة النصر لا يدري ما يحيط به وكانت الاخوات قد اغلقن عليه القصر ولم يدعن ايا من قادة جنده او ايا كان ان يلتقي به بناء على اوامر كازانتا وهنا بدأت كازانتا وتحت اسم الالهة بتقسيم الجيش الى عشرة اجزاء وتعين قادة جدد لكل جزء من اجزاء الجيش وارسال كل جزء الى منطقة مختلفة ومنعت اتصال اي فرقة من الجيش بالاخرى وبعد ان قامت بكل الترتيبات وكان ما زال الملك واعوانه وقادته ويبلغ عددهم اكثر من خمسمائة غارقين في الملذات والمتع التي اعدتها لهم الاخوات ليبقينهم في (سكر) دائم

                    قامت بجمعهم داخل القصر الكبير واقامت لهم احتفالا كبيرا شربوا فيه الذ المشروبات التي لم يعرفوها في حياتهم ورقصوا وغنوا ومارسوا كل انواع الملذات وكانوا في قمة السعادة وقبل ان تشرق الشمس بلحظات قامت الاخوات باغلاق كل المنافذ في القصر ووقفت كازانتا وفردت شعرها ووقفت كل الاخوات من خلفها وقالت للملك واعوانه
                    "ستشرق شمس هذا اليوم ويبدأ عصر الاخوات"...
                    ورفعت كازانتا يدها وكذلك فعلن كل الاخوات وبصوت واحد هز القصر هتفن بكلمات من لغتهن "اخوات الى الابد .. اخوات في كل جيل

                    واخذ الملك واعوانه يتساقطون الواحد تلو الاخر بعد ان نفذ مفعول السم الذي اعدته الاخوات واشرقت الشمس وقمن بدفن الملك واعوانه في ساحة القصر واغلقن القصر ووضعن عليه حراسة حتى لا يدخله ايا كان ، واعلنت كازانتا للشعب ان الملك واعوانه في اجتماع مع الالهة الدب والذئب وحين ستسمح الالهة سيخرجون من القصر وان كان هناك من يشتاق لرؤويتهم فبامكانه الانضمام الى اجتماعهم
                    سيطرت كازانتا على مملكة الدب والذئب بسرعة ووحدتها في مملكة واحدة اطلقت عليها مملكة الاخوات وجعلت قيادتها في الجبل الاسود الواقع على حدود المملكتين واطلقت على الجبل اسم بيت الاخوات.

                    وفي السنة الاولى استطاعت ان تقلب وتغير معظم القوانين وتاسس جيشا جديدا... وتطلق الاسماء على كل مولود يولد في المملكة وتنسبه الى امه .... وفي السنة الثانية استطاعت ان تسيطر علـى كل البلدات وتقضي على امرائها وتفكك جيوشها الخاصة وتعين لكل بلدة مسؤولة من الاخوات والغت نظام العبودية والجواري عن النساء والقرابين للالهة وفي السنة الثالثة الغت نظام الكهنة والمعابد وقتلت الدب الابيض الكبير الذي كان يرمز لاله المعبد في احتفال كبير ومنعت قتل او سجن اي دب آخر وقتلت عددا كبيرا من الذئاب واعلنت كازانتا انها امراة ولن تتحول الى رجل وقالت للشعب : لو كنت رجلا لتحولت الى امراة وكان معظم الشعب يدين لها بالطاعة على اعتبار انها مبعوثة من الالهة الدب والذئب وانها ستتحول مع كل الكهنة من النساء الى رجال ....

                    تعليق


                    • #11



                      ومنعت عبادة الدب والذئب وبقية الحيوانات الاخرى التي كانت ترمز الى الالهة واعلنت قانون الاب بحيث يكون لكل مولود ابا معروفا بحيث يتوجب على كل امرأة الاعلان عن والد من أنجبت واستطاعت ان تعيد جيوش المملكة التي فرقتها في السابق لتحكم السيطرة عليها وقامت بتنظيمها من جديد بناء على قواعد وقوانين النظام الجديد ولم يكن فرض النظام والقوانين الجديدة يمر بسهولة بل تخلله كثير من الثورات والتمرد ولكن كازانتا التي حافظت على نظام الاخوات بسرية وابقته متماسكا وجعلته متنفذا في كل انحاء المملكة لم تكن لتغفل عن كل صغيرة وكبيرة فكل تمرد يتم القضاء عليه حتى قبل ان يبدأ ..
                      . ولم يكن احدا ليجرؤ على مخالفة القوانين لانهم على علم ان عيون الاخوات في كل مكان ولم يكونوا ليستطيعوا تمييز الاخت من غيرها فلا يعرف الاخوات الا الاخوات وكازانتا لم تكن لترحم وهكذا تحولت مملكة الاخوات الى جنة لا يوجد فيها متر واحد لم يزرع فيه شجرة وانتهى عصر الجوع والخوف والعبودبية والفوضى وانتشر الامان والسلام والمحبة والحرية وسمحت كازانتا بان تقوم الاخوات بتعليم الناس جزءا من"علوم الحياة" والتي اقتصرت تعليمها على الاخوات وكان الجزء المسموح بتعليمه هو الخاص بتطوير المملكة.
                      ورغم الامن والاستقرار والقوة الكبيرة التي ملكتها كازانتا الا انها كانت تعرف ان الوقت يمر بسرعة وان المعبد الرئيسي المشترك سيشن عليها حربا يجب ان تستعد لها وتتوقعها في اي لحظة وعليه لم تكن كازانتا تنغر بجيوشها بل كانت معتمدة على الاخوات او من ثبت اخلاصه ووفاءه للاخوات

                      وبدأت
                      كازانتا بنشر الاخوات في الممالك المحيطة الصغيرة والكبيرة ونشرت تعاليم الاخوات سرا وانشات لها في كل مملكة بيتا للاخوات سرا لا يعرف بوجوده احد ، وبدأت تحتل ممالك الغرب مملكة تلو مملكة ومعظم الممالك استطاعت دخولها والسيطرة عليها دون حرب ومقاومة بعد ان كانت الاخوات يسيطرن على القصور ويقتلن الكهنة دون ان يشعر احد بذلك ولم تمر عدة سنوات حتى استطاعت كازانتا والاخوات السيطرة على كل ممالك الغرب واقامت اكبر نظام للاخوات ورغم اتساع مملكة كازانتا لتضم الغرب كله وامتلاك الاخوات لاكبر جيوش العالم قوة ونظاماً الا انها كانت تعلم ان حربها الحقيقية لم تبدأ وان الخطر الحقيقي قادم لا محالة وبذلت كل طاقتها في اعداد الاخوات والحفاظ على سرية الاخوات برغم ان الكثير من الاخوات لم يتفهمن جدوى السرية وخاصة انه لم يبقى في الغرب كله عدو تخشاه الاخوات.....

                      .الكثير من الاخوات اخذن بالتفاخر امام الجميع بكونهن من الاخوات مما دفع
                      كازانتا بفرض عقاب صارم على كل من تفشي سر الاخوات لاي كان غير الاخوات...ولم تكن كازانتا تضم في صفوف الاخوات الا القلائل اي واحدة من كل مئة فتاة.
                      بداية الحرب ضد كازانتا

                      اجتمع كبار كهنة الجن وكبار كهنة البشر في جو مشحون بالغضب والكره والخلاف والأنقسام وكل جانب يكيل الاتهامات للجانب الاخر.
                      فقال كهنة البشر لكهنة الجن: لقد اعطيناكم الشرق كله واقمتم فيه ممالككم وبنيتم معابدكم وسيطرتم على بني الجن والبشر فيه ومن الشرق استطعتم السيطرة على جزء كبير من عالمكم وبرغم قوتكم وخواصكم الا انكم قد خسرتم كل الشرق ولم يبقى معبد واحد لكم هناك وحرق معظم كهنتكم ونحن كنا نظن انكم حليفنا الذي به لن نهزم ولكن تبين لنا انكم بحاجة الى من يساعدكم فكيف سندير هذا المعبد معا وانتم مهزومون هاربون من وجه مجموعة من النساء فغضب كهنه الجن...
                      وقالوا : لو لم تخسروا انتم الغرب لما خسرنا الشرق خسارتكم للغرب هي احد اسباب خسارتنا لقد زودناكم بالمعلومات وحذرناكم من الجبل الاسود وطلبنا منكم ان تقضوا على كازانتا فورا مهما كلف الثمن ولكنكم بغروركم البشري استهترتم بها حتى قتلت كهنتكم ودمرت معابدكم واحتلت ممالككم فلا "تعايرونا " وحالكم ليس بأفضل من حالنا وألم تهربوا من وجههن ايضا واحتد النقاش بين الكهنة وتبادلوا اقسى انواع الشتائم فيما بينهم ...
                      حتى وقف رئيس الكهنة العجوز والذي يبلغ عمره اكثر من سبعمائة عام وقال لهم : لا يهم يا كهنة الجن والبشر من سبب الهزيمة ومن الذي كان السبب في خراب معابدنا وممالكنا ..عدوكم واحد ان لم تستعدوا وتهاجموه فسيهاجمكم ولم يبقى لكم غير هذا المكان فهل تضيعوا الوقت في الاختلاف وتنتظروا وصول عدوكم اليكم....والان قولوا لي من هو عدوكم .
                      فقالوا معا: كازانتا..
                      فقال : ومن هي كازانتا وما هو اصلها ومن اين جاءت..؟
                      فقال كهنة البشر: انها من الجن ..؟
                      وقال كهنة الجن: انها من البشر..؟
                      فقال :وكيف تأكدتم من ذلك..؟
                      فقال كهنة البشر : قدرة انتقالها من مكان الى اخر تؤكد انها ومن حولها من الجن .
                      فقال كهنة الجن : هذا ليس صحيح فمواصفات كازانتا وقدرتها وخواصها واستخدامها للمادة بشكل كامل وظهورها في كل الاوقات وفي كل دورة للشمس والقمر تؤكد انها من البشر ولا يمكن لاحد ان يشككنا بذلك فهي ومن حولها من البشر

                      تعليق


                      • #12
                        واحتد النقاش من جديد حتى تدخل الكاهن وقال: اذا وبرغم من كل خبرتنا وقوتنا لا نستطيع ان نميز من هو عدونا .
                        والان قولوا لي : هل كازانتا التي دمرت معابد البشر في الغرب وكازانتا التي دمرت معابد الجن في الشرق واحدة ام اثنتان.
                        فصمت الكهنة ولم يجدوا اية اجابة .
                        فقال الكاهن : اذا كانت كازانتا في الغرب هي نفسها كازانتا في الشرق وانتم لا تستطيعوا ان تميزوا ان كانت من الجن او البشر.
                        فهذا يعني ان النبوءة القديمة بأجزاءها قد تحققت وولد مولود نصفه من الجن ونصفه من البشر فكيف يحدث هذا وما طبيعة الرحم الذي حملها ...
                        فتوحد راى معظم الكهنة ان هذا مستحيل الحدوث لاختلاف خواص البشر عن خواص الجن.
                        فقال الكاهن: اذا اتفقنا على رأي موحد بأن هذا مستحيل وهذا يعني ان كازانتا اثنتان وليست واحدة ولا بد ان تكون واحدة من البشر وواحدة من الجن واحدة تقاتل في الشرق وواحدة تقاتل في الغرب فمن هي كازانتا الجن ومن هي كازانتا البشر .
                        فقال كهنة البشر: التي تقاتلنا من الجن ..
                        وقال كهنة الجن: والتي تقاتلنا من البشر ..
                        واختلفوا من جديد وكل منهم اخذ يقدم حججه
                        فقال الكاهن: وانا اعتقد انكم مخطئون فلا يوجد ما يؤكد رأيكم .
                        فقال كهنة الجن: كازانتا الشرق عاشرت وانجبت .
                        فقال كهنة البشر: وكازانتا الغرب عاشرت وانجبت .
                        فقال الكاهن: اذا كيف نتأكد..ابنة الجن لا تنجب الا من الجن وابنة البشرلا تنجب الا من البشر
                        فقال الكهنة: نصل الى الذكور الذين عاشروهما وانجبوا منهما لنتأكد هل هم من الجن ام البشر.
                        فقال الكاهن: من خلال الذكور لن تستطيعوا ان تتأكدوا وتقطعوا الشك باليقين فربما الذكور الذين عاشروهما ليس هم من انجبتا منهم ..ولكن للتأكد يجب الوصول الى نسل كازانتا ومنه نستطيع التعرف على طبيعة كازانتا.
                        فقال الكهنة : وكيف يمكن ان نصل الى ذرية كازانتا الشرق او الغرب وهذا سيستغرق منا سنين طويلة ان لم يكن هذا مستحيل .
                        فقال الكاهن : اولا يجب ان نحدد نوع كازانتا حتى نعرف كيف نحاربها
                        ثانيا :يجب ان نعرف القوة التي تملكها ..
                        ثالثا : يجب ان نعرف كيف استطاعت كازانتا خلق الف الف كازانتا في كل مكان ويجب ايضا ان تخرج كل اسرار المعبد لمواجهة كازانتا .
                        فقال الكهنة: اننا لا نملك الوقت فقد تقرر كازانتا مهاجمة (المركز)
                        فقال الكاهن الكبير: اطمئنوا كازانتا بحاجة لسنوات طويلة قبل ان تقرر مهاجمة ممالك الوسط وهي تعرف جيدا انها لو هاجمت في هذا الوقت فلن تنتصر على جيوشنا الكبيرة وهي تخطط ان تقوم جيوشنا بالمهاجمة اولا فان هاجمنا كازانتا الشرق فستتحرك كازانتا الغرب لاحتلال الوسط وان هاجمنا الغرب فستتحرك كازانتا الشرق لاحتلال الوسط وان هاجمنا الشرق والغرب معا فقد نضطر لخوض معارك قد تستمر عشرات السنين دون ان نحقق نصرا ولهذا افضل ان نبقى على رأينا الذي اخذناه قبل سنوات طويلة وان نستعد لحين حلول الفرصة المناسبة ومن ثم نقرر نوع الهجوم وطريقته.
                        واتفقوا فيما بينهم وكلفوا كبار الكهنة لوضع الخطة السرية للقضاء على كازانتا.

                        تعليق


                        • #13
                          وقاموا بارسال الالاف من الجواسيس من الكهنة الصغار الى الغرب والشرق وبعد ان عادوا واحضروا معهم كل ما طُلب منهم وقف احدهم.
                          وقال : ان ما وصلنا اليه ان كازانتا تملك خواص الجن والبشر معا وهذا شيء لم نعهده من قبل ولا ندري كيف يكون ، فهي تستطيع ان تنتقل من مكان الى اخر بسرعة متجاوزة جسدها المادي وفي نفس الوقت لديها القدرة على الظهور في كل مكان وزمان وبهذه الطريقةجمعت بين خواص الجن والانس معا وكل من يحيط بكازانتا لا يعلم ان كانت هي من الجن ام من الانس .. لقد عاشرت كازانتا العشرات من الرجال وحملت وانجبت منهم وقامت باخفاء نسلها ويبدو انها كانت حريصة على ان لا يصل الى نسلها احد حتى لا يحدد طبيعتها ... وقد قامت كازانتا بتبني مجموعة من الأطفال قامت بتربيتهم ولا تستطيع الجزم ان كانوا فعلا ابنائها ام انها تبنتهم ام انها قصدت بهذه الطريقة زرع الشك في نفس كل من يحاول ان يتعرف على طبيعتها من خلال نسلها ولقد نجحت بذلك فحتى يومنا هذا لا يستطيع أي كان ان يصل او يتاكد من نسل كازانتا .
                          وتبين لنا ان كازانتا استطاعت ان تفرض سيطرتها بالدهاء والمكر والقوة وتعتمد بذلك على النساء وتطلق عليهن اسم الأخوات وهن يجدن فنون وعلوم تُخضع أي كان لسيطرتهن ويطلق على هذه الفنون علوم الحياة واللواتي يجدن علوم الحياة كاملة يطلق عليهن اسم "الحارسات" ويستحال الوصول اليهن لان الواحدة منهن تفضل أنهاء حياتها على ان تفشي هذه الاسرار ولكن كازانتا سمحت بتعليم جزء صغير جدا من هذه العلوم للكثير من الناس لتطوير مملكتها وهذا الجزء لم يكن بالصعوبة الحصول عليه واكتسبت كازانتا حب الاخرين بمحاربة الشر ونشر الخير والمساواة بين الكل ولكن الكل يعرف بان كازانتا لا تثق الا بالنساء واستمر رُسل الكهنة بشرح ما جمعوه من معلومات عن كازانتا والاخوات لكبار الكهنة لعدة ايام .
                          فابتسم كبير الكهنة وقال "علوم الحياة والنساء" عصر جديد لن نهزمه اذا لم نفهمه لقد تحققت النبوءة وحان الوقت لأنهائها فكل علوم المعبد لا شيء يذكر مع علوم الحياة التي تملكها كازانتا والان حان الوقت لنستخدم سلاحها .
                          وبعد اجتماعات ومداولات استمرت لعام كامل قرر كبار الكهنة ولاول مرة منذ مئات السنين السماح للنساء بالأنضمام للكهنة وقاموا باختيار مئات الكهنة من النساء والرجال الأوفياء المخلصين للمعبد من الجن والانس واقاموا لهم معبد في باطن الارض واطلق عليه "معبد السحرة" .
                          واعتزل هؤلاء في باطن الأرض لا يخرجون منه ولا يرون النور ويقضون كل وقتهم في دراسة وصناعة السحر وبعد عدة سنوات توجه كبار الكهنة الى معبد السحرة واجتمعوا هناك مع سحرة المعبد واقاموا الاحتفال الكبير
                          عصر السحرة
                          وقاموا باحضار عشرات الاخوات ممن تم اختطافهن خلال السنوات التي مرت من ممالك الشرق والغرب وقاموا بتعليقهن من ارجلهن في سقف المعبد ونحرهن من اعناقهن لتسيل الدماء وتملأ وسط المعبد وقام الكهنة والسحرة بالاستحمام بالدماء الساخنة التي التي ملأت المكان وصراخ الاخوات اللواتي ما زلن على قيد الحياة ينزفن الدماء وصراخهن يملأ المكان وتراقص الكهنة على اصوات صراخهن وملئوا الكؤوس من دمائهن وشربوا حتى ثملوا وسقطوا على الارض ومن ثم جمعوا الدماء في وعاء كبير .
                          واحضروا حيوانا غريب الشكل ووضعوه في وعاء الدم فاخذ يستحم به ويشرب منه وبعد ساعة قاموا باحضار حيوان اخر اغرب شكلا من سابقه من سابقه ووضعوه في وعاء اخر بعد ان ملئوه بالدماء الطازجة وحبسوا الحيوانات في قفص كبير .
                          واعتادوا في كل يوم على ان يخرجوا الحيوانات الغريبة ويرقصوا معها بطرق لم بعهدها بشر ولا جان ويشربوا معا دماء طازجة من الفتيات اللواتي تم اختطافهن في السابق وكلما احتاجوا الى دماء طازجة يقومون بذبح المزيد من الفتيات .
                          وقام الكهنة بخلط الدماء بالتراب واشعال النار تحتها حتى تجف وصنع كؤوس لشرب الدماء بها واطعام الحيوانات من التراب المخلوط بالدماء بعد طبخه واضافة مواد اخرى له .
                          وبعدة فترة من الزمن اثمرت الاحتفالات وولدت احدى المخلوقات الغريبة مخلوق اغرب من الخيال يجمع بين الانسان والحيوان في شكله وفور مولده تم عزله عن بقية الحيوانات وقامت الساحرات بارضاعه من صدورهن واسقاءه الدماء الطازجة .
                          ومرت عشر سنوات ...
                          وفي منتصف الليل احتفل المعبد الكبير وخرج السحرة من باطن الارض وبصحبتهم المخلوق الغريب فاقترب منه كبير الكهنة واخذ يتفحصه ومن ثم استدار وقال :
                          يا كازانتا
                          يا ابنة البشر والجان
                          تعالي لنعرفك على الشر الكامل
                          شر واله الليل الاسود
                          اخرجتي من علومك الدواء
                          ومن الدواء اخرجنا لك الداء

                          تعليق


                          • #14
                            ظهور الساحرة الاولى
                            وبعد سنوات وفي جنوب مملكة الغرب ظهرت هناك امرأة تملك قوة خارقة لم يعرفها احد في ذلك الزمن وكانت تستطيع ان تبلي ايا كان بالمرض خلال دقائق معدودة او تصيبه بالعجز او العمى وكانت قادرة على تغيير الألوان في لحظات من لون الى اخر وكان يكفي ان تنظر الى اي رجل فتصيبه بالعجز الجنسي او تدب فيه شهوة حيوانية لا حدود لها واقامت معبدا كبيرا خاصا بها كان يجتمع فيه المئات من الرجال والنساء لممارسة انواع كثيرة من المتع التي لم يعرفوها من قبل واستطاعت هذه المرأة ان تحول نفسها الى اله ويأتي الكثيرون لعبادتها لتمنحهم لذة الاحلام.

                            وحينما علمت كازانتا بظهور المعبد الجديد والساحرة قامت بعقد اجتماع كبير في (بيت الاخوات) الرئيسي بعد ان وصلها الخبر من جنوب المملكة وقالت للأخوات لقد بدأت الحرب بطريقة لم نتوقعها لقد استطاع الكهنة الحصول على جزء من علوم الحياة.. وبدأوا يحاربوننا بها.
                            فقالت احدى الاخوات ولكننا كنا نعرف ان الكهنة لا بد ان يحصلوا يوما على شيء من علوم الحياة فما المفاجىء في ذلك.
                            فقالت كازانتا: لقد ضم الكهنة الى صفوفهم النساء وهذا ما لم نتوقعه يوما فتنازل المعبد عن مبادؤه الاساسية وادخال النساء الى صفوفه يشكل خطرا كبيرا علينا وهذا يعني انهم دفعونا لتغير الكثير من خططنا ومحاربة من لم نتوقع ان نحاربهم يوما ما .
                            لقد طور الكهنة ما حصلوا عليه من علوم الحياة واستخرجوا منه "الشر الكامل" فان كنا نستطيع الاشفاء فهم قادرون على زرع الامراض وان كنا نستطيع التوحيد فهم قادرون على التفريق وان كنا نستطيع الزرع فهم قادرون على الخلع وانتشار الشر اسرع من انتشار الخير ..وان كنا نستطيع زرع شجرة واحدة في الشروق فهم قادرون على حرق الف شجرة في الغروب .

                            فقالت احدى الاخوات : فلنرسل جيشا ونقضي على هذه المرأة واتباعها.
                            فقالت كازانتا: ظهور هذه المرأة علنا لم يأت بالصدفة وهذا يعني انها البداية وان الكثيرات قد انتشرن في انحاء المملكة دون ان ندري.
                            فقالت احدى الاخوات: نعم يا كازانتا وقد وصلنا من اخواتنا في مملكة الشرق ان امرأة اخرى ظهرت هناك بنفس الطريقة.
                            فقالت كازانتا : اذا لن تكون حربا سهلة ..الكهنة جعلوا هذه المرأة تظهر علينا حتى نغتر بقوتنا ولا ننتبه لما يحيط بنا من اخطار وعليه وقبل القضاء على هذه المرأة واتباعها فلتحصن كل الاخوات من الشرور التي استخرجوها مما حصلوا "عليه من علومنا" ومن ثم نقضي على هذه المرأة.
                            وتم تحصين الاخوات واتجهت عدة فرق من جيش الاخوات الى جنوب غرب المملكة وحاصرت البلدة التي ظهرت فيها هذه المرأة ولم يسمح لأي كان بالدخول او الخروج منها..ودخلت احدى الاخوات الى البلدة ووصلت المعبد ووجدت المرأة جالسة في وسط المعبد تقوم بمجموعة من الطقوس ...
                            فقالت ( الساحرة ) للاخت : هل جئت لتقتليني يا من تسمين نفسك اختا وما اعرفه انكن لا تقتلن النساء ..فاقتربت الاخت منها وشقت ثوب ( الساحرة ) بيديها ورأت وشم المعبد على صدرها.

                            وقالت : كان بأمكانك ان تكوني سيدة فلماذا قبلت ان تكوني "عبدة" من اجل ماذا؟ .
                            فقالت ( الساحرة ): انا عبدة لمن هو اعظم مني وسيدة من انا افضل منه والفرق بيني وبينك انه لدي من يعبدني واملك من القوة ما لا تملكينه.

                            فقالت الاخت مستاءة : انت لا تملكين الا الشر والحقد وحبك في ان تكوني عبدة ..وانت تعلمين اننا سنقتلك فلماذا تضحين بنفسك.
                            فقالت : اعلم جيدا انني سأموت في هذه الحياة وانا اقدم نفسي قربانا وسنلتقي في السبعة القادمات .
                            فقالت الاخت: وسنكون في انتظاركم في السبعة القادمات .
                            وخرجت الاخت وأمرت بقتلها وحرق المعبد الخاص بها وقتل كل من اتبعها وكان عددهم بضعة الاف من النساء والرجال بأستثناء عشرة فتيات تم اخذهن الى "بيت الاخوات" عند كازانتا .
                            فقالت كازانتا للفتيات العشرة: لماذا خنتن الاخوات واتبعتن هذه المرأة ..لماذا اتبعتن طريق العبودية .
                            فقالت احدى الفتيات العشرة : اختى كازانتا..
                            فصرخت بها كازانتا وقالت : لا تلفظي هذه الكلمة لانك لا تعرفي معناها وقيمتها .
                            فبكت الفتاة وقالت : طريق الاخوات طويلة وشاقة ولم نستطع التقدم بها كثيرا وهذه المرأة سيطرت علينا ووعدت ان تمنحنا القوة بسرعة كبيرة.
                            فقالت كازانتا: لو انكن اجتهدتن لتقدمتن وملكتن من القوة ما لم يتصوره احد ..طريق الاخوات شاقة هذا صحيح ولهذا لا نضم في صفوفنا الا صاحبات الارادة القوية ..وانتن تخليتن عن ارادتكن ..ولهذا لن احكم عليكن بالموت ..لاني ساجعلكن عبرة لكل من تفكر بخيانة الاخوات هيا اذهبن ولترافقكن لعنة العتمة الأبدية لتكتشفن ان الموت ارحم.
                            ومر عام على هذه الحادثة ...وحدث ما توقعته كازانتا فقد وصلت جيوش الكهنة الى حدود مملكة الغرب وعلمت ايضا ان جيوش الكهنة هاجمت مملكة الشرق ...
                            جيوش كازانتا كانت جاهزة لتصد الهجوم وتدافع عن حدود المملكة لسنوات طويلة ولكن لم تمر عدة اشهر حتى ظهر الاف الحلفاء للكهنة داخل المملكة وكانوا يسمون "بالسحر" فاضطرت كازانتا لسحب جزء من جيوشها لمحاربتهم والقضاء عليهم قبل ان يمتدوا اكثر ولم تمر عدة اشهر حتى قامت احدى الجيوش المختلطة بالخيانة والسماح لجيوش الكهنة بالدخول الى المملكة واستطاعت كازانتا بدهائها وبالاعتماد على جيش الاخوات الخاص بمحاصرتهم وابادتهم وتحقيق نصر كبير وكادت جيوش الكهنة تنسحب مهزومةالى ان حدثت الخيانة الكبرى وانسحب الجيش الرئيسي المختلط الذي يقوده "دمار" ابن كازانتا الى وسط المملكة دون اسباب مقنعة فدخلت جيوش الكهنة الى المملكة واحتلت اجزاء كبيرة منها واخذت تحرق وتقتل كل من له علاقة بالاخوات..فاجتمعت كازانتا مع كل قادة الاخوات في بيت الاخوات الرئيسي.

                            وقالت "لهن": لقد تعرضنا لاكبر الخيانات والجيش المختلط الرئيسي اخشى انه قام بخيانتنا وفتح الطريق للكهنة..صحيح اننا لن نستطيع الان تأكيد خيانته ولكن لا نستطيع ايضا ان نثق به ونغامر بمصيرنا فاتفقت كازانتا والاخوات على جمع كل الجيوش الخاصة والتي تضم الاخوات فقط في منطقة الجبل الاسود ..وهنا وقفت كازانتا وقادة الاخوات امام القرار المصيري فمئات الاف الاخوات قتلن وصلبن واحرقن في جميع انحاء المملكة ووصل الجبل كل من استطاعت الهرب وكان عدد اللواتي وصلن الجبل حوالي خمسمائة الف اخت من بينهن ثلاثمائة الف من المحاربات والباقي اخوات في مجالات مختلفة وامام هذه الحقيقة علمت كازانتا انه يستحيل صد جيوش الكهنة التي لا تحصى والذين سيصلون خلال اسابيع الى الجبل الاسود .

                            فقالت كازانتا للأخوات: ايتها الاخوات لقد دار الزمن علينا ...من هذا الجبل انتصرنا وقضينا على الكهنة ولكن هذه المرة لن نستطيع الحفاظ على هذا الجبل وعلى بيت الاخوات.
                            قد نستطيع ان ندافع عنه لسنوات ولكننا لن نستطيع ان ننتصر ولم يعد امامنا "الا تنفيذ الخطة الزمنية".....

                            تعليق


                            • #15
                              خطة الاجيال

                              وخرجت كازانتا على رأس ثلاثمائة الف اخت وتركت في الجبل مائتي الف اخت بعد ان ودعتهن الوداع الاخير..واتجهت بأتجاه حدود المملكة.
                              واقترب جزء من جيوش الكهنة من الجبل الاسود وحاصروه وجلس الكهنة في الليل .
                              فقال احدهم : هذا الجبل حلمت به طوال ثمانين عام وفي الغد سنحتفل بدخوله ..
                              وفي الجبل جلست الاخوات تحت ضوء القمر وامسكت الواحدة بيد الاخرى وهتفن (اخوات الى الابد ..اخوات في كل جيل)
                              ولم تمر ساعة حتى فوجىء الكهنة ان الجبل لم يعد موجودا وكأن الارض انشقت وابتلعته واصيبوا بالارتباك واجتمعوا فيما بينهم وقال كبيرهم : انهن مجنونات لقد حبسن انفسهن الى الابد على امل العودة التي لن تكون وكازانتا تركت لنا المملكة وفي رأسها شيء كبير ولا بد ان هذه المجنونة ذهبت لتحقق حلمها الاخير.
                              واثناء خروج كازانتا مع جيش الاخوات من المملكة اتصلت بأبنها "دامار" قائد الجيوش المختلطة وطلبت منه ان يوافيها مع جيشه في وادي العتمة لينظموا صفوفهم ويعودوا لتحرير المملكة وعندما وصل دامار وجيشه المؤلف من اكثر من مئتي الف مقاتل الى وادي العتمة وجد امه مع ثمانية من الاخوات في انتظاره في وسط الوادي ..اقترب منها وحاصرها بجيشه وقال لها : لقد انتهى زمنك وزمن النساء يا كازانتا هل هرب جيشك وتركك.
                              فقالت : ولماذا يا بني ..لماذا خنتني لماذا خنت اخوتك واخواتك.
                              فقال دمار : انت تعرفين السبب يا كازانتا......؟!!!
                              فقالت : أمن اجل هذا خنتني وماذا تريد ان تفعل الان ..اتريد ان تقتلني او تحولني الى جارية عندك وعند اسيادك الكهنة.
                              فقال دمار: اعطيني اسرار علوم الحياة الكاملة وامنحيني نفسك وسابقيك ملكة معززة مكرمة ويقوم الالاف على خدمتك.
                              فقالت: وهل تعلم يا بني ما هي " علوم الحياة" وما هي قوتها.
                              فقال دمار: اعلم جيدا قوة علوم الحياة واعلم انك لم تستخدميها الا لخدمة الاخرين وجعلت من نفسك خادمة وحقرت من شأننا وفضلت الاخرين علينا .
                              فقالت كازانتا لم تعرف عن علوم الحياة الا القليل ..لم تعرف شيئا يا بني ...
                              وسقطت من عيني كازانتا دمعة واختفت هي ومن معها من وسط الوادي .
                              تفاجىء دمار بأختفاء كازانتا ومن معها من الاخوات بهذه الطريقة التي لم يعهدها في حياته وفي نفس اللحظة ظهرت كازانتا مع الثلاثمائة الف اخت من اعلى الوادي ورفعت يدها وقالت : أظلم ايها الوادي ....اظلم ايها الوادي... اظلم ايها الوادي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X