إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مــســرح الحياة الغامض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مــســرح الحياة الغامض

    السلام عليكم ورحمة الله
    تحياتي للجميع

    الحكومات أخرجت أجيالا تعلمت الإجرام واحترافه

    هكذا كان عنوان المقال الذي كتبتها العام الماضي اقصد 2012 .. ونشرته في احدى الجرائد ولكن سرق
    بريدي الإلكتروني وقتها ولم اكمل .. لقد غيرت العنوان لأسباب سياسية .. ربما قرأ هذا المقال احد سابقا
    لا تستغرب إذا رأيت بعض الإضافات هذا لأنني قمت بها قبل قليل ولكن حين وصلت لنقطة معينة وجدت ان الزيادة
    سوف تكون عبئا على القارئ أكثر مما ينبغي لها .. فالموضوع قد يكون عبئا ايضا كما هو ..

    أرجو قراءة الموضوع ومناقشته والإدلاء بالرأي او النقد

    فهو موضوع خطير كتبته بمشاعر حاضرة جدا ومن المؤكد أنه سيفيدكم في فهم ما جرى لنا خلال هذه السنوات
    ونبدأ بسم الله :

    يحدث جدل كبير جدا في أي منحى من مناحي الحياة حين نسمع عن سارق يتجول في الجوار ، وتأخذنا الحيطة حتى نوصد الابواب ونحكم إغلاق النوافذ ونضع الأقفال ونحكمها على أبواب بيوتنا خوفا من إتيان سارق هذه المنطقة ويسرق البيت

    وفي الشوارع تحرص كل سيدة على الإمساك بحقيبتها جيدا حتى لا ينتشلها سارق يمر مرور الكرام من جانبها ، كما تحرص نساء اخريات على اقفال الحقيبة جيداة حتى لا يضع ذاك السارق يده في احد جيوبها ويسرق مالا او شيئا آخر على حين غفلة منها في الطريق الحكومات تفتعل الضجة الإعلامية للقبض على السارق وينبّهون الناس ويتحلفون له بالسجن والاعتقال والتعذيب فيما بعد ويرفعون عليه القضايا ويحكومن احكامهم والحقيقة ان لا مسوغ لأي جريمة على الإطلاق، ولا مسوغ للسرقة في حين ان المقارنة بين شرق الأرض وغربها في احصاء عمليات السرقة تبدو واحدة وفارق بسيط في بعض النسب لكننا لم نسأل أنفسنا، لمَ أصبح هذا الإنسان سارق، ولِمَ يكون ذاك قاتل، ولم يهجم فلان على فلانة في وسط الطريق، ولم يغتصب فلان فلانة في ظروف غامضة، ولم يتم المتاجرة بالأعضاء، ويتحول المجتمع إلى غابة بكل معاني الكلمة يفتقر إلى الرحمة والرجولة والإستقامة، ويتفشى الظلم بكل مناحيه حتى يقضي على أي بذرة خير في قلب أحد، ويصبح العاقل مجنوناً وأما المجانين فتمشي في شوارعه ضاحكة على كل شيء، عندما نراهم يضحكون نصفهم بالعقلانية فشر البلية ما يضحك في واقع الأمر ان هذا السارق وذاك القاتل او ذاك المغتصب والمعتدي والمُذنب أصبح مذنباً لسبب بل لأسباب، وأول هذه الأسباب عادةً تكون معنوية، وتتكدّس حتى تضغط على الاوتار والأوردة في جسد هذا الشخص إلى أن يقتنع تمام الإقتناع أن الإستمرار يحتاج إلى قوّة وشدّة، وينتحل شخصية بطل في قصة هجومية ولكن بشكل مقلوب، فيضرب ذاك لينفس عن غضبه فيتحول إلى مجرم، ويسرق هناك ليستطيع العيش ويأكل ويشرب ويلبس ليكون إنسانا من جديد، ثم يذهب ليغتصب ويشبع رغبة انحشرت في أجزاء الحياة رغماً عنه، ثم يصبح خائفا ويهرب باستمرار إلى ان يأتِ هذا اليوم وفي النهاية ينتحر
    ولــكـــن .. ليس كل المجرمين سواء، لإن صفة الإجرام تختلف نسبتها وأسبابها من شخص لآخر، فقد ينشأ الشخص نشأة إجرامية، إلا أنه يصبح رجل أعمال ناجح ومشهور وقانوني 100% . وهناك من ينشأ نشأة جيّدة إلا ان روح المغامرة والإثارة وتأثره بالمحيط الذي يحيط به يجعل منه مغامراً إلى ان يصبح مجرماً يحب المغامرة كما ان هناك أشخاص ينشأون نشأة إجرامية ويصبحون المجرم الإجرامي بكل معاني الكلمة يحترف مهنة الجرائم ويحفظها بكل حذافيرها وينفذها باحتراف دون ان يكترث من الأساس لأي شيء أو لأي شخص على الإطلاق أذكر أنني قرأت في أحد الكتب السياسية عن فكرة التعقيم الفِكري وحقن الدماء والإستيلاء على النفس بالغصب بكامل إرادة وكامل القوى العقلية للمجتمع، كيف؟
    بلعبة سيكلوجية بسيطة مارسوها مدة من الزمن على أفراد من المجتمع ليؤثّروا في ما بعد على من يحيطهم من أشخاص آخرين وبذلك يتكوّر المجتمع كما يريدون في بؤرة واحدة وفكر واحد ونفسية موحّدة عن طريق وسائل الإعلام والبث والإذاعة، ونشر أخبار المجرمين والجرائم، وتصوير الأفلام بطريقة تجعل الإنسان يُصّدّق بشدّة أن المجرم سيّد نفسه، وأن قيمته تساوي الملايين، وبالملايين يصبح إنسانا له قيمة .. أي نظام الرأس مالية ، وقاموا بإلغاء فكرة المثابرة والجد والإجتهاد، وبأن الأسهل هو الأضمن والأكثر نجاحاً فيقومون بتصوير مشهد دراماتيناميكي عن شخص حوّله المجتمع إلى مجرم هارب يدخل المنازل ويقتحم الدكاكين ويقتل، ثم وبكل برودة أعصاب يذهب إلى مقهى لشرب القهوة على رائحة السيجار الذي يهيء للمشاهدين بأنها دليل القوّة والصرامة والشجاعة واكتمال الشخصية ذات القيمة المرتفعة والمحنّكة، بملابسه الكلاسيكية التي تؤثّر قطعا على أغلبية النفوس، والأحذية الجلدية وما إلى ذلك يقول الكاتب العربي " محمد عيسى داوود " ليس حرفا ولكن مضمون كلامه بأسولبي الشخصي .. آثار هذا الإعلام المعاصر على الشعوب كان كالتالي: أن يخرج من بين هذا الشعب أشخاصا لا للتعيين على الإطلاق يحملون صفتان، إما أن يكون ..مغامر - مغامر .. أو مجرم - مغامر .. أو مجرم - مجرم .. ما معنى هذه الصفات الثنائية الثلاثة ؟ هذا يعني أن الشخص قد يتأثر بهذا الإعلام إما عن طريق دعاية أو فيلم أو مسلسل وما إلى ذلك .. فتأخذه الحماسة للتقليد حتى يشعر بنشوة النجاح التي حُرِمَ منها .. ويقوم بالمغامرة دون ان يتحول إلى مجرم .. أو أن يؤثر به هذا الإعلام سلباً فيقتللأجل المغامرة ويسرق فيصبح مغامراً ولكن مجرم في نفس الوقت .. أو أن تؤثر بشكل أكثر بشاعة .. وبدل أن يشعر الشخص بنشوة المغامرة بل تتحول هذه الرّغبة إلى رغبة إجرامية .. لضيق المعيشة وإهانة الذات وعدم القدرة على تحصيل أبسط حقوقه وهكذا وهذا ما حرموه منه أيضا ..فتتحول المشاعر إلى حقد وكراهية وسرعة التصرّف ويصبح بعدها مجرما محترف يحترف الإجرام بحذافيره .. إنتقاما لذاته ولحياته ولعمره الضائع .. او انتقاما لكرامته وكبريائه المسكور وهكذا ولا مسوّغ للجريمة على الإطلاق مهما كانت أسبابها او صفاتها وتبقى في نظر العدالة الإلهية جريمة سيعاقب عليها صاحبها وإن طال الزمان وإن طالت الحياة من المسؤول عن ذلك ؟ لا بد لنا ان نضع النقاط على الحروف، نقول كلمة حق مراراً وتكراراً في حياتنا ونريح ضمائرنا من حمل ثقيل اتعبنا، فلا بد من وجود مسؤول عن كل هذه الجرائم، ولا بد من وجود سبب مقنع لوجود هؤلاء المجرمين بالشكل المكثّف الذي نراه اليوم، ففي الأزمان الماضية كانت نسبة الجرائم لا تتجاوز ال12% من النسبة الكاملة للشعب وفي اعتقادي ان هذه النسبة أيضا كثيرة جدا، فالسارق في الزمن الماضي لا يسرق للحاجة وإنما يسرق لدافع انتقام شخصي يحفزه على السرقة والإجرام في نفس الوقت وكان القتل له سبب إما قضايا شرف او قضايا عنف، اما اليوم فالقاتل يقتل بلا سبب أو مبرر لفعلة القتل ويحتار الإعلام كيف يكتب قصة الجريمة حتى تكون مقنعة للناس والأشخاص بقدر ما كانت غريبة ومُهِيبة للإعلاميين، ولن يحدث ذلك إلا إذا وجد المحققون سببا للجريمة، وإذا لم يجدوا هذا السبب يقولون عن هذا المجرم مجنون . في الواقع المسؤول الوحيد عن هذا كله جهات مختلفة من الطبقة العليا من المجتمع، أسياد المال ،وأسياد الفِكر ، وأسياد القانون ، هؤلاء الثلاثة يتحملون كامل المسؤولية عن كل جريمة حدثت دون أسباب واضحة أو مبررات تبرر أو تسوغ هذه الجريمة لمجرم سيدخل السجن ويُعدم أو يسجن حسب جريمته التي قام بها فهم يتحمولن كامل المسؤولية عن رجل قتل 99 فتاة بلا سبب ولا مبرر وجال في الشوارع مدة لا تقل عن ثلاثين يوما وهو يقتل ويهرج ويمرج ولا أحد يعلم السبب ولا أحد يجد مبرر لهذه الجرائم، وهم المسؤولون أيضا عن قضايا الإغتصاب التي تفشّت بل وزادت عن الحد المعقول في بلاد الإسلام كون أننا بلاد الشريعة والحكمة وهناك قوانين إلهية رقيقة تحكمنا وتهذّب من غرائزنا، ومع كل ذلك نجد ثلاثة أرباع الشباب غير متزوجين، و 3% من الربع الأكثر ضعفا يغتصب الفتياة إما بالسّر، وإما بالعلن، وإما بتسويغ فكرة الزواج العرفي أو الزواج على الورق، وينتشر الفساد فولاة الأمر من حكماء، وقضاة، وحكومات سواء كانت حكومات مالية ومصرفية أو معنوية واجتماعية أو خيرية تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما يقترفه أبناء مجتمعهم في كل بلد مسلم فَسَد ومازال يفسَد جرّاء الطمع والجشع لكسب المال وتخزين الملايين الأسباب واضحة، إلا أنني يجب أن أكتبها هنا بنفس الأسلوب ونفس التكنيك الذي اتبعه بعض الكتّاب ممن فهموا اللعبة الآدمية الوحشية التي مارسها الرؤوس على قطيعهم كما أسماهم أحد المسؤولين الصهيوني حين وصف المسلمين بقطعان من الماشية، فأي وصفٍ هذا الذي يطلق على البشر، وأي إنسانٍ هذا الذي وكّل نفسه مكان الرّب وأعلن عن سلطته بكل وقاحة في وسائل إعلامية مختلفة دون تحريك ساكن كيف بدأت الخطة ؟ سأقوم بسرد قصة بسيطة تصف أحوال الشعوب وكيف تم الإستيلاء عليهم وتوحيش عقولهم إلى درجة الإنسلاخ عن الآدمية حتى يصبحون كالكلاب المسعورة التي يشيط من بين عينيها الغضب والشرار مربوطون في سلاسل من الحديد الموصد بعناية وحول رقابهم طوق أحمر اللون أما لونهم أصبح أسود، وقبل أن يكون أسود من الخارج ، قاموا بتسويدهم من الداخل، وحقنوا الدماء ضد دمائهم حتى ينهشوا في لحوم بعضهم البعض ومن ثم الضربة القاضية التي ستقضي عليهم في وقت ما من الزمن القصة تقول كان هناك عشرة رجال أشداء أقوياء، طول وعَرض وقوة جسدية وعقلية مذهلة، منهم التاجر ومنهم العالم ومنهم المزارع ومنهم المخترع والصانع والكاتب والمُلقيْ والجريء وخيّر وأخيرا واحد من بينهم يطلق عليه لقب " المُحتاج " والآخر " المُعتدي " ولا بد من وجود هؤلاء الإثنين من بين العشرة حتى تكون الخطة سلسلة وأكثر سهولة واختصاراً للوقت، أقنعوا هؤلاء الرجال بأن هناك مكان يجب الإجتماع فيه ليتم مناقشة مسألة هامة تخص حياتهم الشخصية وجمعوهم في غرفة مساحتها 4 أمتار مربّعة بالتمام والكمال وهم عشرة رجال احجامهم واطوالهم وعقولهم تتوازى في الذكاء ويتساوون في القوة والنجاح أيضا بختلاف تخصصاتهم، ولكن النجاح في مكان منعزل ليس له فائدة كما أن الذكاء في الظلمة يصبح غباءاً، كما أن القوة الجسدية بلا طعام ولا شراب تصبح بخفّة الفراشة وحُبِسوا في هذا المكان أربعة أيام دون طعام ولا شراب على الإطلاق حتى تُنهك قواهم تماما ويستولي الجوع والعطش على ادمغتهم ويكبّل الشعور بالظلمة والعجز أجسادهم، وقبل انتهاء اليوم الرابع وهم على مشارف الموت جلبو رشفة ماء صغيرة جدا ليشربها شخص واحد فقط دون غيره، ويقومون بتحريض بعضهم على بعضهم وتعليمهم فكرة أن البقاء للأقوى وبأن من يحصل على رشفة الماء هذه يجب ان يتجاوز الاختبار الفلاني والفلاني، إلا ان ذكاء ستة أشخاص مقابل أربعة انهكتهم الأزمة، تنقذهم من هذا المأزق ليشربو جميعا رشفة ماء تجعلهم قادرين على الوقوف على الأقل لمدة معينة للإستمرار، هؤلاء الستة مع مرور ثلاثة أيام أخرى يسقط منهم إثنان فيبقى أربعة مقابل ستة أشخاص انتهت قواهم الجسدية وأصبحوا يرفضون فكرة الحبس بهذه الطريقة ويرفضون التعاون لأجل الخلاص، بل أصبحت فكرة الخلاص لديهم فردية، اللهم نفسي، فروح كل واحد منهم أصبحت أثمن الآن من أن يفكر بأرواح الآخرين، وبعد ذلك وقبل المشهد الأخير من المرحلة الثانية، ينزل واحد من المسؤولين عن حبسهم ويطلب بإحضار واحد منهم فينسج له قصة، محور القصة تقول بأن شخصا من بين هؤلاء العشرة كان هو السبب بمجيئ العشرة إلى هذا المكان وتعرضهم لهذا التعذيب، ويقوم بإقناعه وحقن عقله بفكرة الإنتقام، وبأنه إذا أراد التخلص من هذا العذاب يجب عليه إما قتل أو تحريض الثمانية الأخرين على هذا الشخص وأخذ شيء ثمين منه في غيابه لاجل المسؤولين حتى يتم الخلاص من العذاب الذي يعيشونه في هذا الظلام وهذا الجوع، ويندس هذا الشخص بينهم ثانية، إلا انه هذه المرة لا ينتمي إليهم بل أصبح ينتمي إلى الطرف الآخر بقليل من الإغراءات، مهما كانت مالية معنوية مادية لا فارق في الأمر المهم أنها إغراءات اقتنع بها الطرف الضعيف ليصبح طرفا قويّا من أطراف هؤلاء، ويذهب للتسعة رجال بنظرات تختلف عن نظراته السابقة، وكلام مختلف عن كلامه السابق فبدل ان يكون ضعيفا هزيلا أصبح ذكيّا بصفة إجرامية، ويستطيع أن يقنع ثلاثة رجال على الأقل فيصبح العدد أربعة أشخاص ضد ستة، وتحدث المعركة الأولى لاجل البقاء، فيتصارع العشرة رجال في قتال عنيف يُهزم فيه ثلاث رجال من الستة الصِحاح، فيبقى العدد أربعة رجال أشرار ضد ثلاثة، ثم يعود رجل واحد إلى رشده فينتمي للثلاثة المتبقيين فيصبح العدد أربعة مقابل ثلاثة لصالح الخير، فيغضب المسؤولين ويقوم بقتل واحد من الرجال المستخدمين في هذه الحرب فيبقى إثنان مقابل أربعة، أما الثلاثة الآخرين فقد لقوا مصرعهم إثر الحرب الدامية التي حصلت بينهم،إلى الآن قد مات أربعة وبقي ستة، أما الأربعة الجيدين فسيغلب عليهم الحزن الشديد لإحداث هذه الفوضى وتدخل الكآبة بينهم ويتمكّن الشعور باليأس من رجيلن من الرجال الجيدين، عند ذلك سيأخذ المسؤول واحدا من بينهم فهم الآن أضعف ما يمكن للسيطرة عليهم، فيحقنون دماءهم أيضا ويقنعونهم بفكرة البقاء، وأن لا مفر الآن إما القتل والبقاء على قيد الحياة وإما الموت، ويهددونهم بأغلى ما يملكون، ربما أهل وأحباب وأصحاب وربما أملاك وماديات، فيقنعونهم بأن الأمر خرج عن سيطرتهم الآن ومرغمون على سماع نصيحة السمؤولين، فيعودون مرة ثانية لوكرهم بنظرات مختلفة وأحاسيس متضاربة، بين الشعور بالخيانة والشعور بالظلم والقسوة، وأيضا الشعور بالهلاك وحب الحياة وغلاوة الروح مقابل رخص أرواح الآخرين، وغلاء أحلامهم التي ستتحطم إذا لم ينفذوا مطالب المسؤولين، فيصبح كل واحد منهم مجرما من الداخل قبل ان ينفذ جريمته من الخارج، فتشن الحرب الثانية بين هؤلاء الستة ثلاثة أشرار مقابل ثلاثة جيدين فيقتل على إثرها إثنين من الرجال الجيدين ورجل واحد من الأشرار فيبقى العدد ثلاثة رجل واحد يبقى مخلصا لمبادئه مقابل إثنين انسلخوا عن فكرة الآدمية فأما هذا الرجل الجيد فسيتعلم من هذه التجربة بأن البقاء للأقوى وان لا مكان له بين هؤلاء البشر، وأما الأشرار فيتم إطلاقهم ليعموا فساداً في الأرض كالكلاب المسعورة التي تحدثنا عنها قبل قليل، ويقنعوا أشخاصا آخرين بأن البقاء للأقوى كمان أراد المسؤولون تماماً، فيتم في البداية تضيق الأحوال وحصر المجتمع في قوانين محددة يبدأ من خلالها ظهور الفروقات الطبقية، فتكثر الطبقة الفقيرة، وتُغنى الطبقات الأخرى، وتُمسح الطبقة البرجوازية، حتى يتبقى فقط في هذا المسرح طبقتان، طبقة السيّد، وطبقة العبد، ولا حل ثالث بينهما، فالسيّد لديه السلطة والقوّة التي تمكنّه من سحق العبد، والعبد لديه الجسد فقط، أما العقل فقد انهزم من الداخل، وانبثرت عقلانيته في اواسط الجنون، ومع كثرة الضغوطات يصبح العقل مسيّراً تماماً، فليس لديه اختيارات اخرى، فإما العمل كحمار في ساقية لينقذ نفسه واهله واحبابه من الحياة فوق الطين، أو الموت. فيخرج من بين هؤلاء أشخاص عُقلاء اختلطت أدمغتهم وتشابكت الخلايا وفقدت الأعصاب القدرة على التوازن، ولا يعود التوازن إلى طبيعته التي تعود أيضا بشكل معكوس، إلا إذا استطاع هذا الشخص الإنتقام، لأن هذه الفكرة قد تم زرعها أيضا في نفسه من خلال اللعبة السيكولوجية التي ذكرناها فيصبح مجرما باحتراف، يسرق ليعيش ويسوغ لنفسه السرقة، ويقتل ليثلج صدره المشتعل بالغِلّ والحِقد، ويهرب ليثبت للمسؤولين عن كل هذا بأنه أقوى وأذكى منهم حتى وان فرضوا عليه ما يريدون فرضه ويخرج من بين هؤلاء أيضا السَرَقة ، فيسرقون ليأكلون ويشربون ويعيشون بمختلف الطرق، ورغم ان هناك طرق كثيرة تم اختراعها لتسويغ وتغليف مسمّى السرقة بمسميات أخرى إلا أننا الآن نركز على فكرة السرقة ذات الطابع الإجرامي، كعمليات السطرو على البنوك أو القصور او البيوت، ليثبت السارق بأنه أقوى من أسياده، ويحصل على المال الذي سُرق منه غصبا في الماضي ولا مسوّغ للجريمة ويخرج من بين هؤلاء هواة، يستهوون اللعب والمرح فيسرقون للتسلية ويخرّبون للمتعة، لأن المسؤولون قد أقنعوهم بأن هذه التصرفات هي تصرفات "الجنتل مان" أو "الرجل الكول" أو "الفتاة المثيرة التي تستطيع إغراء الملايين بغمزة عين" والآن سنختصر كل هذا الحديث لنقول في النهاية ان اللعبة كانت تقسيم = حبس = فقر = جريمة وها نحن الآن نصل إلى نهاية القصة على الورق ولكن هل يا ترى ستنتهي على أرض الواقع يوما من الأيام؟؟ انا متأكدة انها ستنتهي على أيادي تستحق التقبيل في عصر من العصور وأتمنى ان يكون هذا العصر هو الحد الفاصل بين كل هذا وذاك

    [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
    نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
    أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
    Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
    اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
    مدارك Perceptions

  • #2
    هذه اللعبة القذرة سوف لن تنتهي ... لان الساعة تقوم على شرار الناس ...<br>ما يهمني في الوقت الراهن ...... ليس قضية مجرم _ مجرم ... الخ <br>ولكن الاخطر منهم ... ( مثقف _ مسقف )....... هؤلاء الذين وسموا انفسهم بالثقافة ... <br>ثم احاطوا انفسهم باسقف من حصانة لا تخترق ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟<br>فلم ينج منهم عالم او زاهد او ولي امر ..... ولم ينج ناصح .. ولن ينجو الامين
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    تعليق


    • #3
      معك حق أخي تماما وخاصة الذي يكون في علمهم ما هو دمار للأمة بأكملها
      واعاننا الله لنقضي عليهم يوما ما .. لأن من احد اخطر صفاتهم هو مرض نفسي يسمى " جنون العظمة "

      تحياتي
      [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
      نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
      أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
      Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
      اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
      مدارك Perceptions

      تعليق


      • #4
        الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به هؤلاء ....... و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ...
        [SIGPIC][/SIGPIC]

        تعليق

        يعمل...
        X