إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسقاط النجمى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسقاط النجمى

    الاسقاط النجمى

    هذا الموضوع الهدف منه رؤية عامة لعالم الاسقاط النجمي كما انة يمكنك رؤيته بمنظورك الخاص وفهمك الخاص ولهذا ساضع مصادر كتبها وقالها اناس من كل الملل (لادينيون و بوذيون وبهود ونصارى ومسلمون) ويمكنك انت تجميع افكارك الخاصة من هنا وهناك لتتضح لك الصورة ثم تصدر بعدها حكمك النهائي اي انه ليس بالضرورة كل ما ستسمعه في هذا الموضوع عن حقيقة الاسقاط النجمي صحيح لانه كما اسلفت هي رؤيا لحضارات وامم واديان مختلفة في بعض الاحيان عن رؤيتنا نحن المسلمين .

    في الحقيقة لا اعلم ماذا اقول عن عالم الاسقاط النجمي وابعاده , كيف يحق لي ان اتكلم عنه وانا لم اجربه , البعض يقول عنه وهم وخيال , والبعض يقول سحر شيطاني , البعض حلله والبعض حرمه والبعض حذر منه وقال انه مميت وضار للجسد المادي , ان تجربة الاسقاط النجمي بمنظور مادي حقيقة لاترصدها المختبرات العلمية والابحاث الفيزيائية .
    حقيقة ان الانسان له ثلاثة اجساد الاول مادي والثاني شبحي في العالم المادي لكنه مرئي في عالم الاسقاط النجمي ويسمى عندنا نحن المسلمين النفس والثالث لانعلم عنه شيئا سوى انه روح ولايمكن ان نراه في كلتا العالمين العالم النجمي والعالم المادي ...... في الحقيقة انهم ليسو عالمين منفصلين بل هم عالم واحد بابعاد مختلفة هكذا يقول خبراء الاسقاط النجمي .

    اصارحكم القول بان هذا العالم محير ولايمكن البت في امره بسهولة ولم اجد حتى الان اي مستند ديني حقيقي يجعلنا نحرم الدخول في هذا العالم لانه لايستخدم فيه طلاسم وشعوذات او طقوس شركية وهو في الحقيقة ليس بوابة لمعرفة علم الغيب كما يظن البعض , كل الذي اكتشفته حتى الان من خلال الاطلاع على تجارب الاخرين والخبراء الذين جربو الدخول هذا العالم انه يؤيد ماجاء به الدين الاسلامي ولايتعارض معه رغم انه يبدو كذالك عند اول وهلة لكن عند التدقيق ستجد ان النصوص الدينية رغم بساطتها تستطيع ان تخفي تلميحات وحقائق اكبر مما تبدو عليه ومصطلح السموات السبع الذي استخدم في القران الكريم ربما يكون يقصد به ابعاد العالم النجمي , ومن ضمن الاشياء الغريبه التي فهمتها من الاطلاع على ماكتبة بعض الخبراء في هذا العالم ان البعد المادي الملموس الذي نعيش فيه الان ليس هو المكان الوحيد للاختبار بل هناك ابعاد اخرى ستذهب لها بعد الموت لتكمل ( الاختبار ) وان فشلت في حياتك في احد الابعاد ستنزل الى بعد ادنى حتى تصل الى بعد لايوجد فيه الا الانفس الخبيثه المتجاهله المتعجرفه اي ان تلك الابعاد مجرد منخل كبير لتصفية من لايستحق الارتقاء وهناك من الابعاد الراقية التي حاول بعض الممارسين للاسقاط النجمي الدخول فيها لاكنهم لم يستطيعو لانهم لم يكتسبوا مايؤهلهم لذالك .

    والان نتعرف معا على ماهو الإسقاط النجمى أو Astral Projection

    ببساطة هي حالة الوعى أثناء النوم أى أن الجسد فقط يكون نائماً بينما يكون العقل في حالة يقظة تامة . ويذكرنا هذا بالعديد من الافلام فتجد شخص قد مات وشبحه يخرج ويرى كل شيء ولكن لا يستطيع لمس الامور

    يعتقد المشتغلون بالإسقاط النجمى بوجود جسد أثيرى أو جسم من الطاقة ينفصل عن الجسم المادى حيث يبقى بقربه أثناء النوم .. ويكون هذان الجسمان متصلان بحبل فضي Silver Cord يربط بينهما .

    ولة فروع عديدة أهمها:
    - تجربة الخروج من الجسد ( Out of Body Experiences )
    - الأحلام الواضحة أو الجلية ( Lucid Dreaming )
    - التخاطر ( Telepathy )
    - المشاهدة عن بعد ( Remote Viewing )

    حيث يعتبر الفرعان الأول والثانى من أكثر الطرق ممارسة بين المهتمين بهذا الموضوع . وبإمكان أي شخص ممارسة الإسقاط النجمى ، ولكن قد تطول أو تقصر المدة التي يقضيها الشخص في تعلم تقنيات الاسترخاء والتركيز وذلك حسب قدرات الشخص .

    أغلب الممارسين يقومون بذلك للمتعة ولكن هناك فئة أخرى تقوم بعلاج المشاكل النفسية وحتى علاج الأمراض عن طريق ممارسة الخروج من الجسد أو الأحلام الواضحة . كما يمكنك فعل كل شىء يخطر ببالك .. مثلاً عند خروجك من البعد المادى ودخولك فى البعد النجمى يمكنك السفر بين الكواكب والمجرات بسرعة تفوق سرعة الضوء .. يمكنك تكوين عالم خاص بك وعلى كيفك ودخوله .. يمكنك أيضاً أن تتحكم بأحلامك وأن تجعل نفسك تعيشها وتتحكم بأحداثها .. يمكنك أيضاً أن تلتقى بأشخاص آخرين يمارسون الإسقاط النجمى ومحادثتهم .. يمكنك أن تطير إلى بلدان أخرى والتمتع بها دون الحاجة إلى أن تحزم حقائبك .
    باختصار يمكنك فعل كل شىء يخطر ببالك .. ولكن .. دون أن يؤثر على شىء فى البعد المادى (الواقع) .
    علاقة الخروج من الجسد بخروج الروح

    قال الله تعالى ( قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
    وخروج الروح من الجسد هو صراحة خروج خاص لا يعلمه كيفيته إلا الله سبحانه وتعالى . إذا خرجت الروح تصبح الأجهزة الجسدية متعبة وقليلاً ما تستهلك تنفس ولذا تجد الإنسان شبه ميت .
    ولكن إذا قصدنا خروج الروح بشكل إرادى .. يعني أنت من تريد أن تخرج من جسدك .. فهذا يسرى بالروح الأثيرية وليس لها علاقة كبيرة بالروح التي حدثنا بها رب العالمين .
    مع الأسف لم يذكر العلماء لدينا عن هذا العلم أي شىء و لكن هنالك باحثين يفيدون بهذا الشىء و لهم موقع و منتدى أيضاً ..... والكتب العربية نادرة جداً وغير نافعة حيث تحوى قصصاً وتجارب مترجمة فقط .. أما أفضل الكتب الإنجليزية في هذا المجال فهو كتاب :
    "Astral Dynamics: A New Approach to Out-of-Body Experiences "
    للكاتب Robert Bruce

    العديد من الممارسين يشعرون باهتزازات ذات طاقة عالية بالإضافة إلى الشعور بالشلل أثناء انفصال الجسم الأثيرى عن الجسد المادى .
    وهناك دراسة أجريت في بريطانيا أفادت أن من يمارسون الخروج من الجسد قد ازداد فهمهم لدينهم وقويت مشاعرهم الدينية .

    ما سمعته عن مقابلة أشياء مخيفة وسماع أصوات وازدياد سرعة نبض القلب غالباً ما تكون في التجارب الأولى فقط حيث أن شعورك بالانفصال عن جسدك سوف يكون غريباً وسوف يخيفك بعض الشىء .. هذا الخوف سوف يولد ما يسمى ب ( إسقاط الخوف ) أى أن شعورك بالخوف سوف يتحول إلى وحوش أو أصوات أو أى شىء مخيف .. يجب عليك أن تتذكر أنه في هذا البعد فإن كل شئ يتحقق بمجرد التفكير فيه . بمجرد تعودك على الخروج من جسدك فإن مشاعر الخوف ستزول نهائياً وستزول معها تأثيراتها .
    وعلى فكرة .. هي ليست مرعبة جداً بإمكانك التغلب عليها بمجرد تجاهلها .

    فى انتظار تعليقاتكم لاستكمال الموضوع






  • #2
    موضوع رائع
    نرجوا تكملته .. لك كل التحيه

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق


    • #3


      اخى العزبز رشاد

      اهلا ومرحبا بك فى بيتك
      مرورك الكريم اسعدنى ويسرنى ان اهدى اليك جزءا اخر من الموضوع راجيا ان ينال اعجابك


      الاقتراب من الموت

      ملايين من البشر الذين تم انقاذهم بعد ما أعلن الأطباء موتهم ,عادوا ليحكوا عن أشياء رأوها و سمعوها ، واليوم سانقل لكم واقعة مذكورة في كتاب "المصدر الأسود - La source noire" لباتريس فان ايرسيل, و كذلك نشرتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية عام 1986.

      (( يسكن توم فى روشستر بولاية نيويورك على ضفاف بحيرة أونتاريو.. هو أشقر فى الثلاثين من عمره, وسيم و بدين, و أب لولدين, يعمل كميكانيكي, و محل عمله قرب منزله تماماً.. فى عصر أحد الأيام كان يقوم بعمله كالعادة و هو ممدد تحت شاحنة صغيرة, فجأة أفلتت الرافعة و هوت الشاحنة بوزنها البالغ ثلاثة أطنان من الحديد على صدره و بطنه.. أطلق الرجل أنيناً رهيباً سمعه أحد أطفاله الذى كان يلعب في حديقة المنزل, و جاء ليرى والده فى ذلك الوضع, فركض مذعوراً إلى الجيران ليستنجد بهم, و بعد عشر دقائق جاءت سيارة الإسعاف.

      كانت تلك الدقائق العشر فى غاية الصعوبة على توم, لأنه لم يفقد وعيه خلالها, فكان فى حالة لا تُطاق من الألم و الإختناق... و عندما بدأ رجال الإسعاف في رفع هيكل الشاحنة ليسحبوه على ناقلة الإسعاف كان قد فقد الوعي, و بدا و كأنه قد فارق الحياة.

      استغرق الوصول للمستشفى عشرين دقيقة.. أما خلالها و داخل سيارة الإسعاف كان توم قد توقف عن التنفس, كما توقف قلبه عن الخفقان, رغم كل جهود الإنقاذ.. "لقد انتهى!", هذا ما قاله أحد المسعفون.. كان هذا هو الوضع كما يبدو من خارجه.. أما من الداخل فكانت هناك أموراً أخرى تحدث:

      بعد ست سنوات من نجاته, كان توم يروي قصته لمؤلف كتاب "المصدر الأسود", كما كان قد رواها لأحد الصحفيين.. كان صوته يتهدج و هو يغالب دموعه, قائلا أنه فى اللحظة التى سحبه فيها رجال الإسعاف من تحت الشاحنة, اختفت فجأة جميع الآلام و المخاوف التى كانت تغمره, و شعر بأنه على ما يرام تماماً.. شعر بهدوء و صفاء و اطمئنان أكثر من أى وقت مضى.. ثم أحس بنفسه "يخرج من جسده" وينفصل عنه ويطفو للأعلى وكأنه أخف من الهواء.. و من مكان عالٍ مرتفع شاهد توم جسده الممدد على الأرض محاطاً بجموع المسعفين, و الدم يسيل من فمه ويختلط بالشحم و الزيت.. رأى سيارة الإسعاف الحمراء واقفة في الممر, رأى الناقلة و المسعفون يسحبونها بسرعة, و رأى أطفاله المصدومين و الجيران ممسكين بهم.

      رأى توم المشهد كاملاً و بكل تفاصيله يتضاءل تدريجيا,ً و هو يبتعد عنه طافياً لأعلى..لأعلى.. ثم انقطعت الصورة ليجد نفسه بداخل ما يشبه نفقاً اسطوانياً مظلماً.. وجد نفسه مسحوباً فى ذلك النفق, صاعداً عبره بسرعة متزايدة.. هنا أدرك أنه مات.. ومع ذلك استمر شعوره بالهدوء و السكينة الكاملة.. ثم رأى فى نهاية النفق نوراً, ظاهراً من بعيد.. بدا أولاً كنجم صغير فى الفضاء البعيد, ثم ظل يقترب, و ينمو تدريجياً حتى صار كالشمس.. شمس هائلة الضخامة و نورها أكثر سطوعاً و ابهاراً من أى نور دنيوي.. رغم ذلك فلم يزعجه أو يؤذي بصره كالأنوار الأرضية الساطعة, بل تضاعف إحساسه بالراحة والأمان.

      و كلما اقترب من النور كان يشعر و كأنما هناك ذكرى قديمة مخبوءة فئ أعماقه قد بدأت تستيقظ.. ذكرى كامنة تظهر الآن و تنمو تدريجياً, حتى تكاد تشمل كل عقله و روحه و كيانه, و كأنه كان هنا من قبل..و أدرك أنه يعود إلى مكانه الأصلي حيث ينتمي: إلى النور, الذي بدا الآن و كأنه يتكون من محبة نقية خالصة.. محبة لا يمكن مقارنتها بأي شيء دنيوي.. و غمره طوفان لا يوصف من الأمان و الحب و السلام, و هو يقترب من النور.. و يقترب..و يقترب..))

      كبشر, لا شك أن نظرتنا للحياة من حولنا, و كذلك اهتماماتنا و تطلعاتنا, محدودة بما نراه ونسمعه ونعايشه في حياتنا اليومية.. وبغض النظر عن تباين أفكارنا و معتقداتنا و آرائنا, فإن معظمنا غير قادر على تصور عالماً مختلفاً عن ذلك الذي يدركه بحواسه و يلمسه بيديه, و يطمأن لوجوده و استقراره.. وحين نواجه حقائقاً تخالف ما اعتدنا عليه أو ورثناه, غالباً ما نرفضها فوراً, و نتراجع محتمين بساتر من الموروث و المعتاد والواضح , مكذبين أو متجاهلين ما عدا ذلك.

      إن قصة توم ليست حالة وحيدة أو استثنائية, ففي احصاء معهد جالوب Gallup عام 1992, وُجد أن ثلاثة عشر مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها (أي ما يقرب من 5% من السكان) قد مروا بتجارب شبيهة بتجربة توم - بمعدل حوالي 774 تجربة يومياً.. أشخاص اقتربوا من الوفاة نتيجة تعرضهم لإصابات خطيرة: أزمات قلبية, نزيف في المخ, حوادث طرق, اختناق, غرق, سقوط من أعلى, صعقات كهربية,في أثناء عمليات جراحية أوغيبوبة, أوحتى محاولات انتحار أو نتيجة جرعة زائدة من المخدرات.. و بعض هؤلاء توقف عمل قلوبهم وأعلن الأطباء موتهم إكلينيكياً بالفعل, لفترات تطول أو تقصر, ثم عادوا مرة أخرى للحياة.. عادوا و لديهم قصصاً غريبة ليروونها.

      و لا تقتصر الخبرات تلك على بلد بعينه, إنما تم تسجيل و رصد ملايين الشهادات لمقتربين من الموت من جميع أنحاء العالم..أشخاص من كل الأعمار و الأجناس و الأديان و المجتمعات: مسيحيين و يهود بيض أوروبيين, هنود و صينيين, هندوس و بوذيين, مسلمين عرب و أفارقة زنوج , مؤمنين متدينين و لاأدريين (بلا هوية دينية محددة), و ملحدين لا يؤمنون بالأديان.

      بل إن هناك دلائل على حدوث بعض خبرات اقتراب من الموت في العصور القديمة, و لكن ليس بكثرة ورودها في العصر الحالي.. ربما لأن تطور الطب المعاصر و خاصة تقنيات الإنعاش و جراحات القلب, قد ساهم في زيادة عدد الناجين من الأزمات القلبية والحوادث و الغيبوبات, و بالتالي زيادة عدد الروايات الواردة عن مشاهداتهم.

      بغض النظر عن نتائج الجدالات الطبية حول تعريف الموت, ما بين موت القلب (الموت الإكلينيكي) و موت جذع المخ, فإن ما يمكننا استخلاصه- من خلال ذلك الخلاف نفسه- هو أن الموت -من الناحية الطبية- ليس لحظة بعينها, إنما هو عملية مُكونة من عدة مراحل.. فبتوقف القلب عن النبض يتوقف عمل الرئتين, و من ثم يموت المخ نتيجة انقطاع الأكسجين عنه..و لكن أحياناً ما يحدث هو نجاح جهود الطوارئ المسعفة في إعادة القلب للحياة بعد توقفه للحظات, و بالتالي "عكس" عملية الموت.. في أثناء تلك اللحظات الفارقة, يحدث أحياناً ما يسميه الأطباء "خبرة الاقتراب من الموت".

      في 23 أكتوبر 2000 أذاعت أخبار البي بي سي BBC تقريراً بعنوان "إيجاد دليل على الحياة بعد الموت", تحدث عن دراسة بريطانية قام بها د.سام بارنيا و آخرين في جامعة ساوثامبتون, حيث أثبتت وجود دلائل علمية على استمرار الوعي الإنساني حتى بعد موت المخ.. و في 29 يونيو 2001 تناولت أخبار الأى بي سي ABC نفس الدراسة, معلقين عليها: "الدراسات و الأبحاث تشير لوجود حياة بعد الموت".

      كانت بداية ذلك النوع من الدراسات الطبية عن ظاهرة الاقتراب من الموت مع رواد مثل جورج ريتشي و إليزابيث كبلر روس, صاحبة كتاب "في الموت و الاحتضار".. ثم بدأ الاهتمام بالأمر يتنامى مع د.رايموند مودي, الذي أصدر كتاب "حياة ما بعد الحياة - Life after life" عام 1975, و قام بإنشاء المؤسسة الدولية لدراسات الاقتراب من الموت في 1978, و هوالذي ابتدع المصطلح

      "خبرة الاقتراب من الموت -Near Death Experience -NDE".

      ثم جاء الباحثون اللاحقون أمثال كينيث رينج و بروس جريسون و راسل نويز و مايكل سابوم , الذين نجحوا في إدخال تلك الدراسات و التجارب إلى المجتمع الطبي الأكاديمي.. كان المجتمع العلمي بصفة عامة مستنكراً لتلك الظاهرة و متردداً في الاعتراف بها, حتى أنه كانت هناك صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لأبحاثها, ثم تحسن الأمر لاحقاً بالتدريج.

      و حالياً هناك دراسات عديدة لباحثين و أطباء مثل سام بارنيا و بيتر فينويك وفان بيمر ألوميل و كارل بيكر, الذي قام بدراسة خبرات الاقتراب من الموت في المستشفيات اليابانية و الأمريكية على مدى ثلاثين عاماً, و نشر دراساته تلك في أكثر من كتاب..

      و في سبتمبر 2008 قامت 25 مستشفى في أمريكا و بريطانيا بدراسة استمرت لثلاث سنوات بإشراف جامعة ساوثامبتون, على 1500 شخص ممن عايشوا خبرات الاقتراب من الموت, بعد توقف مؤقت للقلب.

      و الدراسات المعاصرة التي تتناول خبرات الاقتراب من الموت كثيرة , و تمتد من استراليا حتى البرازيل .. و هناك العديد من المراجع المتوفرة تلك التجارب, لعل من أهمها كتب بي إم إتش أتووتر و رايموند مودي و كينيث رينج, بالإضافة لعشرات المقالات و الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية, أو على الإنترنت في العديد من المواقع المتخصصة, والتي تحتوي كذلك على مئات التجارب الشخصية المنشورة (الكثير منها لمصريين و عرب).
      بل إن الكثير ممن ذكرناهم من الأطباء و الباحثين المهتمين بتلك الظاهرة , جاء اهتمامهم بها نتيجة مرورهم هم أنفسهم بخبرات مماثلة, في مراحل سابقة من حياتهم.

      ما الذي يرآه المقتربون من الموت بالتحديد ؟

      رغم العدد الهائل لمن مروا بتلك التجارب, و رغم أنهم -كما ذكرنا- لا يجمع بينهم شيء, لا في خلفياتهم الثقافية و الدينية والاجتماعية, و لا في ظروف تجاربهم و كيفية اقترابهم من الموت, إلا أن الباحثون قاموا برصد ملامح رئيسية متكررة لما عايشه أولئك الأشخاص.. فالتجربة "النموذجية" تجري على النحو التالي:

      يصل الشخص لمرحلة الاحتضار, و يبلغ الحد الأقصى من الإعياء و المعاناة الجسدية, و ربما يتناهى إلى مسمعه كلام الطبيب معلناً وفاته.. و عندها يسمع صوتاً أشبه بالأزيز أو الطنين المزعج, ثم يحدث له ما يُسمى بالخروج من الجسد, أى أنه ينفصل عن جسده المادي, و يشعر بجسده الجديد –الغير مادي- يطفو للأعلى متحركاً بحرية, ليصل لنقطة عالية في الفراغ (عند سقف غرفة العمليات مثلاً), و من هناك يرى جسده المادي, و يرى الأطباء و الممرضات حوله, وأقاربه المحيطين به, و يستمع لأصواتهم و كلامهم بوضوح شديد.. ورغم إدراك الشخص بأنه يموت, تختفي جميع مخاوفه و آلامه تماما, و تُستبدل بحالة من الأمن و الهدوء و الصفاء و الدفء.
      و مع استمرار الصعود للأعلى- و الذي قد يصل للفضاء- يجد نفسه بداخل نفقاٍ اسطوانياً مظلماً, يظل يتحرك عبره صاعداً بسرعة متزايدة , مقترباً من نور مبهر ساطع في نهايته.. و خلال تلك الرحلة يلمح أحد أقاربه أو أصدقاؤه ممن توفوا من قبل (و البعض يرى شخصيات دينية), و يستقبله ذلك الشخص على أنه "مرشده" في رحلته تلك.. و قبل أن يصل لنهاية النفق تمر أمامه مراحل حياته بالكامل, في شكل لقطات ثابتة لأهم أحداث تلك الحياة, منذ الولادة و حتى لحظة "موته" الحالية..

      و عند الوصول للنور و الامتزاج به, يشعر الشخص بأنه يعود لمكانه الأصلي الذي ينتمي إليه, و يدرك أنه في حضور كيان روحاني لطيف (قال بعضهم بأنه الله), يغمره بمدد لا نهائي من المحبة و السلام و التفهم.. و أحياناً يدور بينهما حواراً بلا كلمات عن طريق ما يشبه التخاطر, حيث يحضه ذلك النور بلطف على تقييم حياته الأرضية, و أفعاله و سلوكه خلال تلك الحياة, وهل هو مستعد للموت أم لا, وقد يخبره أن مهمته على الأرض لم تنته بعد.. و يكون عندها قد وصل لما يشبه الحاجز أو حدوداً فاصلة ما بين عالمين, إلا أنه عاجز عن عبوره إلى الجانب الآخر, و إنما عليه العودة مرة أخرى للحياة الأرضية.. في اللحظة التالية يفيق الشخص ليجد نفسه على سرير المستشفى محاطاً بالأطباء.

      و تكون التجربة دوماً مشحونة بالعواطف و المشاعر و الانفعالات الدافقة, و غالباً ما يجد الشخص صعوبة شديدة في إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما رآه و أحسه آنذاك , خاصة فيما يتصل بالنور.. فيتكرر الحديث أن ما عايشوه هناك لا يشبه أي شيء ينتمي لعالمنا, و أن اللغة قاصرة عن التعبير عنه.

      و نقتبس هنا مما قاله بعضهم و سجله الأطباء :

      "أثناء وقوع الحادث لم أشعر سوى بألم حاد..ألم شديد في رأسي..فجأة انتهى ذلك الشعور بالألم تماماً, و شعرت بأنني أطير في فضاء مظلم.. كان اليوم شديد البرودة, و لكني كنت أشعر بالدفء, و براحة كاملة لم يسبق أن شعرت بمثلها".
      "وجدتني أغوص في أعماق البحيرة.. و فجأة وجدتني هناك بعيداً عن جسدي, الذي كان على مسافة ثلاثة أو أربعة أقدام, و هو يخرج من فمه فقاعات الهواء.. ثم شعرت بأنني سابح في الفضاء كريشة, أنظر إلى جسدي الراقد في أسفل الماء عند قاع البحيرة".
      "راقبتهم من أعلى.. رأيتهم يضربون صدري و يحاولون إنعاشي..قلت:لماذا تتعبون أنفسكم؟! أنا الآن بأفضل حال".
      "رأيت اخي يجلس بجانبي في سيارة الإسعاف.. كان قلقاً للغاية..تمنيت أن أخبره إني أسعد حالاً الآن".
      "عندما عرفت فجأة بأنني مت, أخذت أفكر للحظات, ثم وجدت نفسي أهتف قائلة: إنني ميتة..ياله من شيء رائع".

      "أثناء فترة وقوعي في الغيبوبة, شعرت كما لو أنني ريشة خفيفة يحملها الهواء لأعلى.. شعرت بأنه لا وزن لي.. ثم ظهر ضوء أبيض ساطع, لا يشبه أي ضوء أرضي.. و أثناء انبعاثه كان يتخلل عقلي سؤال :"هل تريد الموت؟".. و كانت إجابتي "لا أعرف, فأنا لا أدري أي شيء عن الموت".. فقال لي:" تعالى إلى هذه الحدود, و سوف تعرفين كل شيء".. كنت أعلم إن تلك الحدود التي يتحدث عنها قريبة جداً, بل هي أمامي مباشرة, على الرغم من إنني لم أكن أراها.. و عندما ذهبت إليها انتابتني أحاسيس رائعة بالأمان و الهدوء السلام, و تلاشت تماماً كل المشاكل و التوترات التي كانت تملأ رأسي".

      و كما أنه ليس كل من ينجو من موت قريب أو يتوقف قلبه يمر بخبرة اقتراب من الموت بملامحها السابقة, كذلك فليس كل من يمر بتلك الخبرة يعايش بالضرورة جميع مراحلها بالكامل.. فالبعض منهم يعود مباشرة بعد الخروج من الجسد, و البعض يدخل النفق المظلم, ثم يعود دون ان يصل للنور.. و القليل فقط (حوالي 10%) يصل لمرحلة الامتزاج بالنور, و التخاطب معه.. من هؤلاء توم الذي ذكرنا قصته.. لنرى كيف وصف شعوره حينها, كما نشر لاحقاً:

      (( عندما كان توم يسرد ذلك كان يبكي كل ثلاث أو أربع جمل.. و عندما أعلن أنه لا يستطيع وصف ذلك الشعور بالكلمات, سأله الصحفي: "لكنك تتكلم عن المحبة, و هذا شىء نعرفه نحن".. "أترى؟" أجاب توم, "إن لي زوجة وولدان, أحبهما حباً شديداً, و لكن هذا الحب, بمداه الأقصى لا يشكل ذرة من الحب الذي شعرت به بحضور ذلك الكائن النوراني.. حب كامل و غير محدود"))

      المؤكد أن كل خبرة لها خصوصيتها و تفردها, وليس هناك تجربتان متطابقتان بالكامل: فمن العائدين من تحدث عن رؤية كائنات كروية طافية من نور قالوا بإنها ملائكة, آخرين قالوا بأنهم رأوا لمحات من الجنة, ووصفوا سهولاً ممتدة و أعشاباً ذهبية و طيوراً مغردة و موسيقى عذبة و مدناً أشبه بالخيال.

      في معظم الأحوال تكون التجربة رائعة و مبهجة, إلى الدرجة التي يكون فيها المرء غير راغب في العودة للحياة مرة أخرى.. مع ذلك فالبعض يتذكر أطفاله مثلاً, و أنه يرغب في العودة إليهم , كي لا يتركهم وحدهم بلا رعاية .. بالتالي فالعودة للحياة في آخر التجربة قد تكون إجبارية, بينما أحياناً تبدو و كأنها اختيارية.

      و لكن لم تكن جميع التجارب مبهجة أو مطمئنة كما قد نظن , إنما البعض رأى مشاهدات مخيفة ومؤلمة, تتخللها مشاعر مُحبطة من الوحشة و الوحدة و الظلام.. و أحياناً تكون مصحوبة بالصراخ و الفزع و توقع الشر و المعاناة.. بل هناك من رأى كائنات شيطانية ووحوشاً مرعبة.. إلا أن ذلك النوع من الخبرات المخيفة نادر و غير شائع على ما يبدو (رغم إن بعض الباحثين يرون أنها غير نادرة, إنما من مر بها يكون غالباً غير راغب في تذكرها أو الحديث عنها).. و قد سجلت الباحثة بي اتش أتووتر بعض الخبرات من ذلك النوع المُحبط.


      يتبع

      تعليق


      • #4

        إذا أردنا مؤشراً آخر على مدى شيوع خبرات الاقتراب من الموت و انتشارها, يكفي أن نلقي نظرة على العدد الكبير من المشاهير الذين خاضوا مثل تلك التجارب: سينمائيين من هوليوود, و موسيقيين و مقدمين برامج معروفين.

        الممثل الشهير بيتر سيلرز أصيب بأزمة قلبية عام 1964, رأى خلالها الملامح المعروفة للتجربة, فشاهد النور الساطع, و رأى يداً تخرج من خلاله, و صوتاً يخبره أنه لم تحن ساعة موته بعد, و يأمره بالعودة.. و قد صرح بعدها : "لن أخشى الموت أبداً".
        كذلك اليزابيث تايلور "ماتت" اكلينيكياً لفترة خمس دقائق على مائدة العمليات, في أثناء إحدى الجراحات, و عبرت النفق و رأت النور.
        روبرت باستوريللي أُصيب في حادث سيارة, و حينما كان في غرفة العمليات خرج من جسده ورأى والده يبكي و الممرضات يهدئنه.

        و تم تسجيل تجارب مماثلة لجين سيمور و جاري بوزي و شارون ستون و لاري هاجمان و سالي كيركلاند و ويليام بيترسن و توني بينيت و دونالد ساثرلاند و إريك استرادا و بيرت رينولدز و جيمس كرومويل و شيفي شايس و لو جوسيت و إريك روبرتس و ريبيكا دي مورناي و جورج لوكاس و أوزي أوزبورن, و غيرهم.. و قد تم ذكر بعض تلك الخبرات في العديد من المراجع, مثل كتاب "باب الموت" لجين ريتشي.

        وهناك شواهد و كتابات عن حدوث خبرات اقتراب من الموت في العصور القديمة.. فقد ذكر أفلاطون في الكتاب العاشر من مؤلفه الأشهر"المدينة الفاضلة" قصة ضابط اغريقي معاصر له يدعى "إر", تم انقاذه من الموت و عاد ليحكي عن خبرة اقتراب من الموت بملامحها المعروفة..وهناك عدة مراجع, مثل كتب د.كارول زالسكي تتحدث حول خبرات مماثلة حدثت في القرون الوسطى.. بل إن التراث الخاص بالتبت (ككتاب الموتى التبتي) يتضمن قصصاً و مشاهداً مشابهة لخبرات الاقتراب من الموت المعاصرة.

        و يبدو أنه من مظاهر شيوع تلك الخبرات قديماً و حديثاً, نجد أحياناً مصطلحات و عبارات تجري على ألسنتنا,
        مثل "الضوء في نهاية النفق", و "رأيت شريط حياتي يمر أمام عيني".

        كما ان خبرة الخروج من الجسد Out of Body Experience OBE هو أمر متكرر و شائع الحدوث أكثر مما قد نتصور, و لا يرتبط بالضرورة بالاقتراب من الموت.. فمن الناحية الإحصائية يُقال أن واحداً من كل عشرة أشخاص قد مر بتجربة خروج من الجسد بشكل أو آخر, إما أثناء اليقظة أو النوم.

        كان أول تسجيل موسع لتلك الخبرات هو ما قام به ملدون و كارينجتون 1951, متضمناً حوالي مئة حالة.. ثم توالت تجارب تشارلز تارت في الستينات, و كارليس أوسيس في السبعينات, كذلك جون بالمر و بروس جريسون و فان لومل و هورتل هارت و روبرت مونرو, صاحب كتاب "رحلات خارج الجسد", و هو الذي صك المصطلح "خبرة الخروج من الجسد".. بينما أكبر عدد من الحالات سجلها روبرت كروكال, و نشرها في عدة كتب.

        و الخروج من الجسد يمكن ان يُصنع معملياً, عن طريق تحفيز المخ بعدة وسائل , منها كيميائية (باستخدام عقار الكيتامين مثلاً), و منها ميكانيكية (عن طريق ما يسمى بالطريقة الكهربية, أو الطريقة المغناطيسية - تجارب مايكل بيرسنجر), كما وُجد أنه يحدث أثناء تدريبات عسكرية معينة للطيارين المقاتلين في الجيش الأمريكي (د.جيم ويزي), و أحياناً لعدائين الماراثون, عند مرحلة متقدمة من الإرهاق الشديد و العطش.. بل يُقال أن بعض الأشخاص يمكنهم تحقيق الخروج من الجسد إرادياً عن طريق تأملات خاصة.. و يصفون تلك الحالة بأنها "يقظة العقل مع نوم الجسد".

        و هناك دراسة اجتماعية أجراها دين شيلز, أثبتت أن مفهوم الخروج من الجسد متضمن فيما يقرب من 60 ثقافة عالمية مختلفة.

        أدت خبرات الاقتراب من الموت و المشاهدات الغريبة المصاحبة لها, إلى انقسام العلماء حول تفسيرها و محاولة فهمها.. فقد نظر فريق منهم إلى تلك الرؤى كمؤشر على وجود الروح الإنسانية, ودليل على لمحة من حياة ما بعد الموت, التي تحدثت عنها الأديان, بينما رأت مجموعة أخرى أن التجارب و المشاهدات المذكورة, يمكن تفسيرها تفسيراً طبياً علمياً بحتاً, دون اللجوء للغيبيات و الروحانيات.. فالعلم الحديث - في نظر هذا الفريق - لا يعترف بالروح أو الحياة بعد الموت, أو بأي عناصر أخرى غير مادية لا تدركها الحواس.. مما يربط الموضوع بذلك الجدال الأزلي, الممتد من مجالات العلوم إلى الفلسفة و الدين.

        إذن, الفريق الثاني - المقتنع بالتفسير العلمي المادي البحت - كيف يفسر المشاهدات التي رآها المقتربون من الموت؟

        إن ما وصفه العائدون من الموت - في نظر أصحاب التفسير الطبي- هو ببساطة ليس إلا نوع من الهلوسة والتخاريف, الناتج عن مرور المخ بمرحلة الاحتضار, و حرمانه من الأكسجين الكافي, بالإضافة لتأثير العقاقير المُستخدمة في أثناء الجراحات, أو حتى نتيجة لإفراز الجسم نفسه للأندورفينات.. ويقارنون بين تلك المشاهدات و بين الأعراض المعروفة لعقاقير الهلوسة, بل والحشيش, وكذلك بالعوالم الوهمية التي نراها في أثناء النوم: الأحلام..

        و يُقال أن هناك بعض العقاقير (مثل الكيتامين) يمكن استخدامها لتوليد بعض الأعراض المشابهة لخبرات الاقتراب من الموت (تجارب كارل جنسن).

        و من القائلين بتلك التفسيرات الطبية راسل نويز و مايكل شيرمر و كيث أوجستين و رونالد سيجل و سوزان بلاكمور, و التي مرت بتجربة شخصية باستخدام العقاقير.. و يُعد كتابها "الموت من أجل الحياة - Dying to live", من أشهر أمثلة محاولات تفسير و فهم ظاهرة الاقتراب من الموت طبياً, دون اللجوء للروحانيات.

        و مما يقوله أنصار ذلك الرأي أن الموت (و الاقتراب منه بأي شكل) يعد تجربة فريدة و غريبة تماماً على المخ البشري, لم يمر بها قبلاً بطبيعة الحال, و بالتالي عندما يواجه الشخص تلك التجربة الجديدة, يقوم المخ -في محاولة للتعامل معها و فهمها- بمسح عام شامل لجميع الخبرات و التجارب السابقة التي مر بها عبر جميع مراحل حياته, بحثاً عن خبرة مشابهة للموقف الذي يعايشه, و ذلك هو تفسير"شريط الحياة" الذي يراه الشخص يمر أمامه.. أما فيما يُسمى بالخروج من الجسد, فلا شىء يخرج في حقيقة الأمر, إنما هو محاولة أخرى من المخ لتصور و استيعاب الموقف الغريب الذي يمر به (الاحتضار), عن طريق تخيل و اختلاق صورة شاملة للأحداث, كما "قد تبدو" من خارج الجسد.

        و بما أن الموت و انتهاء حياتنا و فناءها هي أفكار نخشاها كثيراً و لا نرغب في الاعتراف بها , فإن عقلنا الباطن اللاواعي- محملاً بالتراث الديني و المعتقدات الروحانية - يلجأ في لحظات الاحتضار, ولمقاومة ذلك الخوف الغريزي, لأن يبث لنا و يعرض علينا مشاهداً و مشاعر مبهجة جميلة, في محاولة يائسة أخيرة للهروب من ذلك الواقع المؤلم المخيف: الفناء.

        فالأمر كما يراه أصحاب التفسيرات الطبية البحتة, أن مشاهدات العائدين من الموت يمكن تفسيرها علمياً, على أنها هلوسة و أوهام و تخمينات عقلية, ناتجة عن نشاط عشوائي للمخ المحتضر المحروم من الأُكسجين, و رؤى مبهمة للعقل الباطن, الخائف من فكرة الموت, المشحون بالدين, و التواق لفكرة الخلود.. و أقرب مقارنة للأمر هي التأثيرات المبهجة لعقاقير الهلوسة, أو أضغاث الأحلام.. أما الحديث عن الروح الخالدة وحياة ما بعد الموت, فهو كلام غيبي لا يعترف به العلم التجريبي الحديث.


        لا تدعي سوزان بلاكمور, مؤلفة كتاب "الموت من أجل الحياة" أن نظرية احتضار المخ هي التفسير الحقيقي الوحيد لمشاهدات الاقتراب من الموت, إنما تعترف أن أقصى ما تطمح إليه هو أن "كلا التفسيرين (الروح الخالدة و احتضار المخ) وارد".

        فلنأخذ إذن أحد الأمثلة على مدى قدرة التفسيرات الطبية في فهم خبرات الاقتراب من الموت:

        بعض المرضى الذين مروا بخبرة اقتراب من الموت و طافوا خارج أجسادهم في أثناء عمليات جراحية, قاموا بوصف الحوارات التي دارت بين الأطباء خلال الجراحة, أي عندما كانوا هم تحت التخدير.. فيفسر البعض ذلك طبياً, بأن إفراز الأدرينالين - نتيجة عمل أدوات الجراحة في أنسجة الجسم- يمكن أن يؤدي بالمريض لأن يسمع ما يحدث حوله, حتى و هو مخدر.

        فإذا سلمنا بصحة تلك النظرية كتفسير لما يسمعه المريض, فهل هي – أو غيرها- تفسر لنا كيف أنه أحياناً في مرحلة الخروج من الجسد يشاهد المريض خطوات الجراحة و إجراءاتها بالكامل, بينما هو مخدر و قلبه متوقف عن العمل - و أحياناً مخه كذلك- ثم يقوم لاحقاً بوصفها بدقة, و وصف الأدوات و الأجهزة المستخدمة فيها, و التي لم يرها سابقاً؟ أو كيف أن بعضهم طافوا خارج غرفة العمليات, و زاروا غرف الانتظار الخارجية و شاهدوا أهليهم هناك, بل و تجولوا (طوافاً) في أنحاء مبنى المستشفى, و قاموا لاحقاً بوصف أقسام و حجرات بعيدة, لم يروها من قبل؟

        و تلك الأمور ليست هي الوحيدة بلا تفسير, ففي أحد أبحاث تشارلز تارت, و التي نشرها في ورقة بحثية عام 1968, استطاعت سيدة - بعد إدخالها في غيبوبة- أن تطوف خارجة من جسدها, لتقرأ رقماً مكتوباً في ورقة معلقة قرب سقف الغرفة (رقماً مكوناً من خمسة خانات أي أنه من المستحيل تخمينه عشوائياً).


        كذلك تم تسجيل حالة إمرأة تدعى أولجا جيرهارت, كانت تخضع لعملية نقل قلب, فقامت أثناءها بالخروج من جسدها, و زيارة أحد أبناءها الذي كان متواجداً في منزله البعيد عن المستشفى, و لقد رآها و هو بين اليقظة و النوم, تخبره أنها بخير.. و عندما أفاقت هي من الجراحة كان أول ما قالته هو: "هل وصلت الرسالة؟".

        و هناك العديد من الحالات المسجلة لأشخاص شفوا فجأة من أمراض خطيرة كانوا مصابين بها, بعد ما مروا بخبرة اقتراب من الموت.. فقد سجل كينيث رينج, الطبيب النفسي و الأستاذ بجامعة كونيتيكت حالة بيتي مالز, أمريكية من انديانا, أُصيبت بتآكل شديد في معدتها بسبب الغرغرينا عام 1959.. و بعدما مرت بتجربة اقتراب من الموت تم شفاءها تماماً, و تجددت معدتها بالكامل.. و كان أول ما فعلته بعد انتهاء الجراحة أن طلبت وجبة دسمة لتلتهمها, وسط ذهول الأطباء!

        و في منتصف السبعينات, برئ رالف دانكان, من اللوكيميا (سرطان الدم) فجأة, بعد ما رأى في غيبوبته ما وصفه بأنه كائن نوراني, و سمع صوتاً يقول: "هذا يكفي.. لقد زالت!".

        جميع تلك الوقائع المسجلة -وغيرها مما سنذكره- لا يبدو أنها يمكن تفسيرها على أنها "تخريفات ناتجة عن احتضار المخ", أو "هلوسة العقل الباطن", و لا بأية تفسيرات طبية من أي نوع.

        أما كارل جوستاف يانج, الطبيب النفسي الأشهر, و مؤسس علم النفس التحليلي, فقد أُصيب بأزمة قلبية عام 1944, و مر بتجربة فريدة للخروج من الجسد, حيث طاف بعيداً لدرجة أنه خرج إلى الفضاء الخارجي.. و لقد رأى الكرة الأرضية ببحارها و محيطاتها و قاراتها, ووصفها بدقة من ذلك الارتفاع الهائل.. كان هذا قبل عقدين كاملين من صعود أول إنسان للفضاء, أي أنه لم يكن أحد قد رأى الأرض أو وصفها من ارتفاعات مماثلة.. و فيما بعد, قدر يانج أنه قد ارتفع في تجربته إلى علو ألف ميل تقريباً عن سطح الأرض.

        تقول سوزان بلاكمور في كتابها: " إذا كانت الإدعاءات القائلة بأن المارين بخبرات الاقتراب من الموت, قد خرجوا من أجسادهم, و رأوا أحداثاً خارج محيط وجودهم, إذا كانت تلك الادعاءات حقيقية, فإن نظريتي –المخ المحتضر- تكون غير صحيحة".

        كذلك فإن نظرية احتضار المخ لا تفسر كيفية حدوث مشاهدات اقتراب من الموت أحياناً بينما المخ لم يتعرض لأي إصابة أو حرمان من الأكسجين, بل كان سليماً و معافى تماماً - في الحالات المصاحبة لحوادث الطرق على سبيل المثال (دراسات سام بارنيا و بيتر فينويك 2001).

        على الجانب الآخر هي لا تفسر أيضا حدوث تلك المشاهدات بينما كان النظام المركزي العصبي متوقفاً تماماً, أى أن الوعي واللاوعي معاً معطلان تماماً (تجارب فان لوميل مع آخرين- 2001).

        و لكن لعل أصعب المآزق التي تواجه التفسير المادي على الإطلاق, هو التماسك الشديد و التشابه و التكرار بين ملايين القصص للمقتربين من الموت, رغم أنهم -كما ذكرنا - لا يجمع بينهم أي شىء مشترك, لا كأشخاص, و لا كظروف تجارب.. تلك الحقيقة المذهلة تتنافى تماماً مع فكرة الهلوسة والأحلام و تأثيرات العقل الباطن.. فحتى الخبرات المسجلة للهنود الحمر و قبائل الأمازون لا تختلف في شيء عن الخبرات التقليدية (د.دونالد سيجال).. هذا التكرار لا يوجد له أي تفسير علمي مفهوم.

        يتحدث الطبيب الهولندي و أخصائي الأمراض القلبية فان لوميل , في إحدى مقالاته عن "الطابع الموضوعي لتلك التجارب, و عن تضمنها لعناصر ثابتة محددة, تجاوزت حالة الهوية و الثقافة الفردية و العوامل الدينية, وأصبحت في نمطية تكاد تكون واحدة".
        يقول فان لوميل: "إن ما تضمنته تلك التجارب, و تأثيرها على المرضى يبدو متشابهاً في جميع أنحاء العالم, و في جميع الثقافات و الأزمنة".

        و قد أثبتت الدراسات الإحصائية لبروس جريسون و إيان ستيفنسون, أن الخلفيات و المعتقدات الدينية للمقتربين من الموت لا تؤثر على حدوث المشاهدات من عدمه.. فالمتدينون ليسوا أكثر عرضة لحدوث التجربة من الملحدين.

        ظاهرة أخرى غامضة و غير مفهومة, هي أنه من يخوضون تجربة اقتراب من الموت, يقولون إن وعيهم و انتباههم- و كذلك حواسهم- قد ازدادت أثناءها حدةً ووضوحاً بشكل غير مسبوق, و أن مجال رؤيتهم كان360 درجة.. و يتحدثون كذلك عن سطوع مبهر و غنى للألوان, و تجسيم شديد للأصوات.. و هذا بطبيعة الحال على عكس ما يفترض من مخ يضمحل و يذوي, و يناقض ما يحدث في خلال مشاهدات الهلوسة أو الأحلام المضطربة العشوائية الغائمة.. لنرى ماذا قال بعضهم في عدد من التجارب المسجلة :
        "بدت حقيقية و ليست مبهمة أو متناثرة كالأحلام"
        "أكثر واقعية من أي شيء عرفته"
        "لا تشبه أي شيء يمكن للخيال أن يتصوره"
        "ليس هناك كلمات يمكن أن تشرح ما عايشته" - "كان جسدي غائباً عن الوعي, و مع ذلك كنت أكثر صحوة ًووعياً من أي وقت مضى, مثلما ترى نافذة و قد تم تنظيف زجاجها.. حيث لا تدرك أنه كان متسخاً أصلاً, إلا عندما ترى الفرق".

        و السؤال هنا هو: كيف أنه في لحظات احتضار الجسد و اضمحلال نشاط المخ, يمر الإنسان بمشاهدات و رؤى بتلك القوة و الوضوح و التأثير؟ و ليس هذا هو اللغز الوحيد كما سنرى.



        يتبع

        تعليق


        • #5
          هناك العديد من الدراسات, مثل أبحاث كينيث رينج وشارون كوبر, أثبتت أن المكفوفين الذين يمرون بخبرات الاقتراب من الموت, يرون نفس المشاهدات المعروفة التي يراها المبصرون المقتربون من الموت.. من هؤلاء سيدة ولدت و عصبها البصري مُدمر تماماً, أي أنها لم تر النور في حياتها, و ليس لديها أي ذاكرة بصرية!.. حتى أن بعض هؤلاء المكفوفين قد وصف ملابس الأطباء التي "رآها" أثناء مرحلة الخروج من الجسد.. و قد سجل رينج تجارباً عديدة للعميان في كتابه "رؤية العقل".

          كذلك وجد الباحثون أن تجارب الأطفال لا تختلف كثيراً عما يراه البالغون, إلا من حيث قدرتهم المحدودة على التعبير عما رأوه.. و يوجد هناك عدة كتب حول خبرات الأطفال المقتربين من الموت, مثل كتاب بي إتش أتووتر "أطفال الألفية الجديدة".

          وهناك أيضاً عدة تسجيلات لما يمكن أن نسميه "تجارب جماعية" للاقتراب من الموت..ففي عام 1996 أُصيب مجموعة من رجال المطافئ بالاختناق أثناء تعاملهم مع حريقاً في أحد الغابات..و قد نجوا جميعاً, بعد ما مروا بخبرة اقتراب جماعية من الموت, خرجوا خلالها من أجسادهم وتقابلوا معاً ليشاهدوا أجسادهم الممدة أرضاً.
          وهناك واقعة أخرى سجلها كينيث رينج أيضاً, عن ثلاثة أصدقاء خاضوا تجربة جماعية مماثلة.. و قد اهتم بتلك
          التجارب الجماعية باحثون أُخر أمثال إرفن جيبسون و ستيفي هوبر و ماي إليوت.

          و نقتبس بعض ما قاله الأطباء و المختصون عن محاولات تفسير الأمر؟
          يقول د.جيف لونج: "إن خبرات الاقتراب من الموت قد تتباين, و لكن ثبات عناصرها (الخروج من الجسد - النفق المظلم - النور في نهايته - مقابلة الأقارب المتوفين..الخ) ذلك الثبات يمثل صدمة!..ليس هناك تفسير بيولوجي لخبرات الاقتراب من الموت.. ليس هناك تجربة بشرية مماثلة في قوتها و بمشاركة عدد مماثل من الأشخاص".

          و يقول فان لوميل: "وفقاً للمفاهيم الطبية, ليس هناك احتمال لاستمرارية الوعي أثناء السكتة القلبية"

          و قد قام الطبيب الألماني مايكل شروتر كونهارت بدراسات موسعة لعدد هائل من خبرات الاقتراب من الموت المسجلة و المنشورة, و استخلص أنها "لا يمكن تفسيرها على أنها نتيجة خلل في عمل المخ".

          أما دراسات طبيب نفس الأعصاب بيتر فينويك فقد نفت العلاقة بين الهلوسة من جهة, و خبرات الاقتراب من الموت من جهة أخرى.. و كذا دراسات ملفن موريس.. فعند استخدام الكيتامين و غيرة تكون التجارب باهتة و مشوشة (سكوت روجو), كذلك الهلوسات لا تتضمن أي اتصال بالموتى على سبيل المثال".

          و يقول بيتر فينويك:"من المعروف أنه عندما يصبح نشاط المخ غير واعي (أثناء الغيبوبة), لا يمكن للمخ أن ينتج صوراً, و إذا حدث هذا فلن يتمكن المرء من تذكرها لاحقاً.. رغم هذا فإن المرء يخرج بعد تجارب الاقتراب من الموت متذكراً تفاصيلها بوضوح و قوة!..هذا لغز حقيقي لا أعرف له تفسيرا".

          و يقول عن مقارنة التجارب بتأثيرات عقاقير الهلوسة: "المشكلة في تلك النظرية, إنه عندما تقوم باختلاق أوضاع مبهجة باستخدام العقاقير, تكون واعياً.. أما في خبرات الاقتراب من الموت, تكون غير واعي".

          ثم يقول: "المخ لا يعمل..إنه غير موجود..مع ذلك يتم معايشة تلك الخبرات الواضحة جداً".

          و يقول بروس جريسون: "ليس هناك تفسير فسيولوجي (جسماني) أو سيكولوجي (نفساني) يمكن أن يشرح الملامح المعروفة لخبرات الاقتراب من الموت".

          أما كارل جنسن, الذي استخدم عقار الكيتامين لإنتاج بعض التأثيرات الشبيهة بتأثيرات الخبرات من الموت, فالمدهش أنه كان يؤمن أن كلا النوعين من التجارب -الطبيعية و الصناعية- هي تجارب روحانية أصيلة و حقيقية.

          و يقول آلان كيلليهير: "إن الآراء الشخصية للمتشككين في خبرات الاقتراب من الموت يتم تقديمها على أنها آراء العلم".
          من أغرب ما لاحظه الباحثون أن من يمر بخبرات الاقتراب من الموت, يظل متذكراً لها بدقة شديدة, و تظل تفاصيلها و المشاعر المصاحبة لها حاضرة في ذهنه, بل إن بعضهم -بعد مرور خمسين سنة كاملة على التجربة - يظل يذكرها و يتحدث عنها بنفس التأثر و الانفعال, و كأنها حدثت بالأمس! (و تلك ظاهرة أخرى غير مفهومة, و تناقض بشدة تجارب الهلوسة و العقاقير و الأحلام).

          بغص النظر عن سلوكهم السابق في الحياة, و سواء كانوا متدينين بعمق أو متشككين, و على كل درجات الاعتقاد من الإيمان المتسامح إلى الإلحاد الصريح,فقد ظل أغلبهم مقتنعين بأنهم كانوا في حضور كائن علوي روحاني, و قوة محبة, و أنهم عاشوا لمحات من حياة آتية..بل يبدو أن التجربة تكون من القوة و الروعة, إلى درجة أن العائدين يصيبهم نوع من الإحباط و الحزن لفترات طويلة, بسبب افتقادهم للمشاعر الجياشة التي عايشوها هناك, و التي كانوا غالباً يجدون صعوبة في وصفها بالكلمات (و قد تحدث كارل يانج عن انقلاب في نظرته للدنيا و البشر, بعد ما رأى ما رأى في تجربته: "المناظر و الألوان باهتة, و كأن الناس تعيش محبوسة بداخل صناديق!").

          و قد عايش هؤلاء انقلاباً في مفاهيمهم و قيمهم و نظرتهم للموت و الحياة بعد تلك التجارب.. فقد ازداد تقديرهم للحياة و قناعتهم بأنه هناك هدف أسمى من ورائها, وتعززت ثقتهم بأنفسهم, بشدة, و ازدادوا تعاطفاً مع الآخرين, و رغبةً في مساعدتهم و الاهتمام بهم ..كذلك تلاشى خوفهم تماماً من فكرة الموت (بينما الشخص الذي ينجو من حادث خطير, أو عملية جراحية, دون الدخول في تجربة اقتراب من الموت, فعادة ًما يخرج و قد تنامى خوفه من الموت).

          كذلك فإن المارين بالتجارب, يزدادون رغبة في التعلم و المعرفة العلمية, و يصبحون أكثر إيماناً بالغيب و الروحانيات (لا يترجم هذا بالضرورة إلى ممارسة طقوس دينية معينة).. وهناك روايات عديدة عن ملحدين لا يؤمنون بالأديان, و لا بأي شيء خارج نطاق الحواس, و بعضهم معادي و كاره لكل أشكال الدين و المتدينين, مروا بخبرة اقتراب من الموت, بعضها من النوع السلبي المؤلم, تبدلت بعدها معتقداتهم بالكامل, و قاموا تكريس حياتهم لدراسة الروحانيات..من هؤلاء الأسقف هوارد استورم, و الأسقف جورج رودونيا..

          أما آي جي آير, و هو فيلسوف ملحد, و مؤسس فلسفة ترى أن كل ما لا تدركه حواسنا هو ببساطة هراء, فقد مر بتجربة اقتراب من الموت مخيفة, ووصف ضوءا أحمر.. صرح بعدها أن ما رآه قد "زعزع قناعتي السابقة, بأن الموت هو النهاية"..على الجانب الآخر هناك متشددون صاروا أكثر تسامحاً و انفتاحاً مع أصحاب العقائد المخالفة.
          والمتتبع لقصص العائدين من تجربة الموت يجد أشياءاً عجيبة للغاية: مجرمين عتاة تحولوا لحياة
          من المحبة الاستقامة و مساعدة الآخرين, مدمنين أقلعوا فوراً عن إدمانهم, بل و أصيبوا بحساسية شديدة تجاه الخمور و المخدرات (و هي سمة عامة للمارين بتلك الخبرات).

          تحول آخر ملحوظ عليهم هو الإهمال الشديد لجميع الأمور "الدنيوية", أي المادية و المالية, و تضاءل الاهتمام بالمتع الحياتية, و عدم الاكتراث بكل ما يختص بالتنافس و الصراعات و المناصب (يتمثل حتى في أشياء بسيطة, مثل عدم رغبة في ارتداء ساعات اليد).

          و نقتبس مما قاله أحدهم (من دراسات تشارلز فلين): "كل ما أحرزته في حياتي من أموال, و كل ما امتلكته من متاع, فجأة لم يعد ذا أهمية! أما تلك المواقف التي تغلبت فيها على أنانيتي, و عبرت عن محبتي للآخرين و أبديت الاهتمام بهم, فقد تضاعفت أهمية تلك المواقف في نظري, و بدا و كنها قد حُفرت بداخل ذاكرتي حفراً".

          و لكن إذا لم يكن التفسير العلمي كافياً لفهم رؤى و مشاهدات المقتربين من الموت, و التحولات الجذرية في حياتهم,
          و إذا كانت نظرية احتضار المخ, أو غيرها من التفسيرات الطبية, غير قادرة على فك ألغاز تلك الظاهرة, فما هي الاحتمالات الاخرى الممكنة؟ و هل هي بدورها تفسيرات علمية, أم غير ذلك؟



          يتبع

          تعليق


          • #6



            من تجارب روبير مونرو robert monroe في الخروج من الجسد


            منذ الحرب العالمية الثانية ، كان أشهر المسافرين النجميين روبيرمونرو وهو مدير مؤسسة إعلانية . يدعي أنه اختبر أول تجربة له في الخروج من الجسد عام 1958 في عمر متقدم نسبيا حيث كان في الثالثة والأربعين. كان مونرو طبيعيا تماما ورجل أعمال غير متميز وخريجا جامعيا ومتزوجا وعنده أولاد ومتزن العقل وليست لديه عيوب خطيرة أو تصرفات غريبة . وقد كان يشك في أن تكون لتجارب الحصول على المعلومات التي تتضمن سماع أشرطة صوتية أثناء نومه علاقة بتجربته الأولى للخروج من الجسد معرفته البسيطة الأولى بان شيئا ما غير طبيعي كان يحدث جاءت في احد الأيام بعد وجبة فطور متأخرة ...

            عندما أمسكه ما وصفه بأنه" تشنج قاس امتد عبر قفصي الصدري أو المنطقة التي في أعلى معدتي تحت أضلاعي تماما ، لقد كان ألما شديدا " ظن مونرو أنه كان تسمما بالطعام ، لكن لا أحد من أفراد العائلة الآخرين شعر مثله ، استمر التشنج من الواحدة والنصف بعد الظهر إلى حوالي منتصف الليل حين نام مونرو بسبب الإرهاق في الصباح التالي كان الألم قد زال وباستثناء الحزن الذي سببه لم يكن له أي عوارض لا حقة . قال مونرو بسخرية : " بالتأمل في هذه الحالة فيما بعد ربما تكون لمسة عصا سحرية أخرى أومهما كانت "

            كان مستلقيا بشكل مريح حين بدا أن شعاعا أونوعا من وميض أتى من السماء وضرب جسده فهزه بعنف ، وحسب ما جاء في تقرير مونرو عن الحادثة : " كنت عاجزا عن الحركة تماما وكأن ملزمة أمسكت بي " بقي الارتعاش بضع ثوان فقط ثم اختفى .

            وخلال الأسابيع الستة اللاحقة عاد الارتعاش تسع مرات . دائما عندما يكون مونرو مستلقيا ليرتاح أولينام وكان يختفي حين كان يتغلب على نفسه ويجلس .

            وفي إحدى الحالات ادعى مونرو أن الارتعاش تطور إلى حلقة من الوميض مع جسد مونرو
            كمحور في مركز هذه الحلقة . قال مونرو : " كانت الحلقة تنسحب ببطء من عند رأسي إلى قدمي ثم تعود إلى رأسي وتستمر على هذه الحالة في نوسان منتظم ، وعندما تمر الحلقة من فوق رأسي كان يصدر عنها صوت هدير قوي فاشعر بالارتعاشات في دماغي " استشار مونرو بقلق طبيب عائلته الذي أكد له أنه ليس في المراحل الأولى من انفصام الشخصية ، على أمل أن يكون أحد الأمراض النفسية هومصدر هذه الأعراض أجرى مونرو فحصا طبيا شاملا ، لم يكن مصابا بالصرع ، ولم تكن هناك إشارات عن وجود ورم دماغي ، لقد كان في الحقيقة سليما تماما ، اقترح عليه الطبيب أن يخفف من الأعمال المجهدة وينال قسطا أكبر من النوم ويخسر بعض الوزن .

            استمرت الإرتعاشات ، لا مست يده الأرضية ، وعندما ضغط بأصابعه على السجادة اخترقت يده الأرضية إلى المساحة حيث شعر انه يلمس سفينة صغيرة من الخشب ومسمارا ملتويا وبعض النشارة وبعد ذلك وجد مونرو أن ذراعه كلها اخترقت الأرضية . وانه كان ينزل يده في الماء . ببساطة ، كان مونرو مرتبكا ، قال مسترجعا ما حدث : " كنت مستيقظا تماما ، كان بإمكاني أن أشعر أنني استلقي على السرير والأغطية تغطي جسدي والوسادة تحت راسي وصدري يعلو وينخفض بينما أتنفس . كانت الإرتعاشات لا تزال موجودة ، لكن بدرجة اخف كان مونرومستغربا وخائفا . كيف يمكنني أن أكون مستيقظا بينما لاازال أحلم بأن ذراعي مغروزة في الأرضية ؟ "

            ذكرمونرو تجربته لعالم نفسي صديق فأكد له أنه من أحلام اليقظة واقترح عليه مازحا أن يحفر حفرة حفرة في الأرضية ليكتشف ماذا يوجد هناك .
            وبعد شهر تقريبا عات الإرتعاشات ثانية وأدرك مونرو خلال لحظة أن شيئا ما يضغط على صدره ، كان ناعما فظن أنه الجدار، لكن حين نظر حوله لاحظ انه ليست هناك نوافذ ولا يوجد أثاث في الجهة المقابلة له ولا أبواب.

            قال مونرو : " إنه السقف ، وعند كل حركة ارتد كالكرة ، تدحرجت في الهواء ، ونظرت إلى أسفل ، وفي الضوء الخافت رأيت تحتي السرير وكان هناك شخصين مستلقيين عليه إلى اليمين كانت زوجتي وإلى جانبها شخص ما . أمعنت النظر وكانت الصدمة كبيرة ، كنت أنا الشخص الذي على السرير"

            صعق مونرو" أنا هنا ، وجسدي هناك ، كنت ميتا ، إنه الموت وأنا غير مستعد أن أموت ، وبيأس انقضضت كالغواص على جسدي وغصت فيه وعند ذلك شعرت بالسرير وبالأغطية ، وعندما فتحت عيني كنت أنظر إلى الغرفة من موقعي على السرير"


            في المرة التالية التي رأى فيها مونرو صديقه العالم النفسي أخبره بقلق عن تجربته الأخيرة ، وقال إنه غير مستعد للموت فأكد له العالم النفسي بهدوء : " لا أظن انك ستموت ، بعض الأشخاص الذين يمارسون اليوغا ورجال الدين في تلك الديانات الشرقية يدعون أنهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك متى يشاءون " . قال مونرو: " أن يفعلوا ماذا ؟ . أجاب الطبيب : " أن يخرجوا من أجسادهم المادية لبعض الوقت يدعون أنهم يستطيعون أن يطوفوا المكان بكامله ، يجب أن تحاول ذلك " كرس مونرو نفسه في السنوات اللاحقة لاستكشاف تجارب الخروج من الجسد بشكل شامل وتصنيفي قدر ما يستطيع ، ادعى أنه سافر في ثلاثة أبعاد مختلفة أطلق عليها تسمية المواقع 1و2و3 .

            الموقع 1 هو العالم كما يعرفه الجميع ، وقد أخذت مونرو سفراته إلى أماكن مألوفة نسبيا قريبة من بيته ، الموقع2 كان شيئا مختلفا تماما .

            عانى مونرو من صعوبة من صعوبة وصف هذا الموقع واختار كلماته بعناية ، بدأ وصفه بقوله : " الدخول الأفضل إلى الموقع 2 يكون بافتراض غرفة مكتوب فوق بابها " رجاء تفقد كل المفاهيم المادية هنا " وتابع وصف ضخامته : " الموقع 2 بيئة لا مادية خاضعة لقوانين الحركة ترتبط الأشياء فيها عن بعد بالعالم المادي ، تحتوي على عمق وأبعاد عصية على الفهم بالنسبة إلى العقل المحدود الإدراك .في هذا الاتساع تمتد كل المظاهر التي نعزوها إلى الجنة و الجحيم اللتين تشكلان جزءا من الموقع 2 . إنها غير مسكونة ـ إذا كانت هذه الكلمة الدقيقة ـ من قبل كائنات تتحلى بمستويات مختلفة من الذكاء تجعل الاتصال معهم ممكنا .

            تابع مونرو : " تغيير كل شيء يبدو قانونا أساسيا ، الموقع هو حيث نصنف الفكرة بأنها نبع الوجود ، أنها قوة خلق حيوية تنتج الطاقة وتعطي الشيء شكلا وتؤمن قنوات الإدراك والاتصال ، في هذه البيئة لا توجد وسائل مساعدة آلية ، أنت تفكر في حركة فتصبح حقيقة " .

            الموقع 3 الذي يزعم مونرو انه زاره عدة مرات بما سماه "اقتحام" بدا نوعا ما دنيويا مقارنة مع الموقعين الآخرين ، قال مونرو : " إن هذا البعد الثالث : " عالم مادي مطابق تقريبا لعالمنا ، هناك أشجار وبيوت ومدن وأناس وأشياء من صنع الإنسان ومجتمعات مدنية " . على كل حال ، لا حظ مونرو أن الموقع نشأ على أسس تكنولوجية مختلفة نوعا ما ، لم تكن هناك كهرباء أو وقود مستخرج من باطن الأرض ، وسكانه يعتمدون عوضا عن ذلك على نوع من الطاقة النووية .

            وهنا قال مونرو : " إن مثيله المتحرر من جسده " التقى و" اندمج " مؤقتا ولا إراديا مع واحد يمكن وصفه وصفه فقط بال " أنا " الذي يعيش " هنا " ـ كنت منجذبا إلى ـ وبدأت بين لحظة وأخرى أسكن جسد ـ شخص " هناك " يشبهني كثيرا . سمى مونرو نظيره في الموقع 3 " أناي " هناك ، كان مهندسا معماريا يعيش في بيت خشبي ، ويذهب إلى عمله بالحافلة ، كان عاقلا متعلما ، كان بالأحرى شخصا استبطانيا ولم يكن ثريا . تضمنت مغامرات مونرو في الموقع 3 زواج نظيره من لي وهي امرأة ثرية لكنها كئيبة ، لها ولدان من زواج سابق ، لم يكن الزواج ناجحا فانفصلا .

            أنا مونرو هناك لم يكن لم يكن لم يكن سعيدا بهذا الانفصال ووعد أن يزور لي لكنه على نحو ما نسي العنوان . بعد وقت قصير توقف اقتحام مونرو لعالم الموقع 3 .

            إلا م خلص مونرو من كل ذلك ؟ بالنظر إلى الوقائع خلص إلى أنه من المستبعد أن يكون هروبا من الواقع عن طريق اللاوعي ، " يمكن للمرء أن يتأمل فقط / وهذا التأمل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مفاهيم غير مقبولة لليوم الحاضر طالما أنها / مختلفة جدا عن ال"هنا" والآن في الموقع 1 . الموقع 3 ليس الماضي المعروف ولا الحاضر ولا المستقبل الممكن حدوثه " . وفكر مونرو أنها " قد تكون ذاكرة أو عرقا أو أي شيء آخر لحضارة أرضية مادية تسبق زمنيا تاريخا معروفا ، قد تكون نموذجا أرضيا آخر ، عالما مستقرا في جزء آخر من الكرة الأرضية يمكن الدخول إليه على نحو ما من خلال مناورة عقلية ، قد تكون شيئا مطابقا لعالمنا الأرضي المادي حيث نكون نفسنا لكن مختلفين ، مرتبطين ببعضنا واحدا واحدا بقوة خارجة عن نطاق إدراكنا الحاضر ."

            تعليق


            • #7



              الاخوة الزملاء

              اقدم لكم مقتطفات من كتاب (Traité Sur la Projection astrale) للمؤلف Robert Bruce. تجربة مع الاسقاط النجمي ومترجم إلى اللغة العربية ليستفيد به الإخوة الزملاء ويطيب لي أن أعرض عليكم حكاية هذا المؤلف مع تجربته ونظريته الجديدة في الاسقاط النجمي حيث يقول:

              تجربتي الأولى في الاسقاط النجمي عن طريق الحبل:

              هذه قصتي مع تجربتي الأولى التي استخدمت فيها الاسقاط النجمي عن طريق تخيل الحبل و هي نظرية لي فقد طورتها لأجعلها قابلة للتطبيق.
              كنت ممدا على سريري، وفكرت في نظريتي الجديدة، فقد عملت في تقنية جديدة للإسقاط النجمي ليستخدمها المكفوفين. هذه التقنية لا تعتمد
              إطلاقا على التصور البصري المجسم. وقد إهتديت إلى فكرة تعتمد على الإحساس اللمسي هذا الاحساس الذي سيضغط على الجسد النجمي ، لأن التخيل الحسي قوي وجد متطور لدى العميان أو المكفوفين.
              تركت نفسي ممدا فوق سريري بعض دقائق،وما هو يجول روحي فكرة ثابتة وهي إسترخائي التام واستعدادي أن أكون قريب
              النوم، ثم قررت التجربة، لأنظر في إمكانية هذه تطبيقها على أرش الواقع.

              ملاحظة: لم أحضر نفسي مسبقا بالتمارين المعهودة التي تقام قبل الاسقاط النجمي العادي مثل الاسترخاء العميق، الهدوء العقلي، تمارين حث الشكرات لجعلها نشطة. فقط أريد تجربة إمكانية ممارسة الضغط على الجسدي النجمي
              بواسطة نظريتي الجديدة. (أي ممارسة الاسقاط النجمي بواسطة تخيل الحبل ).

              تخيلت حبل غليظ يتدلى فوق صدري ثم مددت يداي الخيالية متخيلا تسلقه، متشبتا به يد بعد يد وبدأ إحساس بالدوار على مستوى معدتي أي بطني وفي القسم الأعلى من جدعي، وكذا إهتزازات في داخل هيكلي العظمي، مثل وخزات في ذراعي ورجلاي.
              تركت جانبا كل التصورات وهذه الأحاسيس وركزت فقط في عمل صعودي تسلقي عبر الحبل الوهمي. وشعرت بضغط قوي على جسدي النجمي، فبدا رأسي النجمي ينفصل عن رأسي الحقيقي ويتبعه جدعي النجمي هو الآخر يصعد عبر الحبل متتبعا يداي النجمية نحوى الأعلى عبر الحبل الوهمي وبدأت موجات دماغي نزلت إلى مرحلة ألفا وبدأ جسمي يثقل أكثر فأكثر وعرفت أنني أدخل في حالة غشية أو غفوة (transe).
              واصلت صعودي عبر الحبل وأنا أتعمق في غشيتي ( Transe Profonde ) وأضحى جسدي في حالة تخشب (Paralysé) مع استمرار تسلقي عبر الحبل الوهمي بدأت شكراتي تنفتح وتطلق إهتزازات و وأدهشني الأمر وتعجبت كثيرا من نفسي! فقد بدأت منذ دقائق فقط !!!وواصلت تسلقي بسرعة وجسدي النجمي ينفصل عن جسدي المادي إلى أن انفصل كليا وأصبحت حرا طليقا.

              إنه أمر مختلف تماما عن باقي الاسقاطات النجمية الأخرى المألوفة.
              إن تأثير الاسقاط النجمي لحظة وقوعه يصعب وصفه بدقة وإنما استخدمت الأسلوب الأدبي لكي أقرب الفهم للقارئ.
              طفت فوق جسدي الفزيائي مع وعي التام بوجودي في فراشي، ثم تحركت بعيد عن جسدي لأخترق جدار غرفتي لأنتقل إلى
              غرفة الاستقبال المضيئة جدا لأن غرفتي مظلمة تماما. وفجأة وجدت نفسي في عالم غريب جدا عني فقلت في نفسي: أين أنا؟؟؟؟

              ضوء ضعيف متفرق في ضباب كثيف يحتويني. عمارة ضخمة تقف أمامي ذات غرف قديمة وهذه العمارة محاطة بمدينة لها سياج من قضبان ضخمة. واخترقت هذا السياج وأنا متحير في هذا المشهد ونظرت حول المنزل وشاهدت إنعكاس العمارة في ببركة مشعة بجانب المنزل.

              هذه الأشياء ليس لها أي معنى بالنسبة لي وبدأت أتضايق، إذن حاولت الإنتقال إلى مخطط آخر من الحلم. شاهدت يداي، وعملها العادي ورأيتهما بيضاء مصفرة وهمية، وبدأتا تذوبان كذوبان الجليد أمام الحرارة العالية. أصابعي بالتوالي تتلاشى. ثم ركزت ذهني في تنشأتهما من جديد و بدأتا ذراعي تنشأن من جديد وركزت على تجسيمهما وبدأت فعلا في التجسيم إلى أن أصبحتا كاملتين.

              أصابني الذهول من كل ما حدث وقلت في نفسي: كيف استطعت التكيف مع هذه الأحداث؟ لقد كنت في داخل صورة !!!!! لدي صورة كبيرة معلقة في جدار غرفتي في الجهة التي أردت اختراقها للوصول إلى غرفة الاستقبال المضاءة.هذه الصورة تظهر لي مدينة قديمة محاطة بسياج ضخم وخلفها بحيرة والكل يسبحان في ضوء الفجر وهذا مما لا شك فيه أنني كنت في داخل تلك الصورة. تضايقت كثيرا.

              ثم حولت تركيزي إلى جسدي الفزيائي، ودائما بإمكاني الاحساس به ، حاولت تحريك فمي وعيني وهذه الحركات ترجعني بسرعة إلى جسدي الفزيائي ثم جلست في سريري محاولا تذكر وتسجيل كل ما جرى في هذه التجربة.

              أخذت قسط من الراحة أعدت مرة أخرى تجربة الاساقط النجمي بواسطة تسلقي للحبل الوهمي وفي خلال دقيقتين أصبحت خارج جسدي، رائع..رائع! ــ قلت ذلك في نفسي ــ ثم حمت حول جسدي الفزيائي ومسحت غرفتي. وفي الظلمة إقتربت من الصورة
              المعلقة في الجدار إنها التي اخترقتها بالصدفة.اقتربت منها لأتاكد فعلا أنني كنت فيها إقتربت منها أكثر فأكثر وهي تكبر أمامي أكثر فأكثر وخامرني إحساس أنني سأتحد بها وبدلا من اختراقها فقد دخلت فيها وعدة مرة أخرى إلى ذلك المنزل المحاط بسياج وخلفه بركة والغريب أنه كل شئ بدأ حقيقي أحسست بالخشب أو السياج المحيط بالمنزل وحتى الهواء مختلف ورائحة الخشب القديم تنبعث من السياج القديم ثم بعد ذلك تركت الصورة لأعود إلى جسدي الفزيائي محاولا تسجيل هذه الرحلة من ذاكرتي .
              هنا اكتشفت الإسقاط النجمي الإفتراضي (la 'Projection de Réalité Virtuelle' (PRV). هذه التقنية ما زالت في ساحة أوهام الطفولة وهي طريقة لتكبير و إنشاء عالم بمقايسنا وإنني أحاول القيام بالتجارب في المستقبل القريب لتوضيح بعض النقاط الغامضة في هذه التجربة.

              ـــ إنتهى النص المترجم من كتاب (Traité Sur la Projection astrale) أي (بحث أو رسالة حول الإسقاط النجمي ) للمؤلف Robert Bruce الذي يحكي عن تجربته الشخصية في الطرح الكوكبي حسب ما سماه البعض

              تعليق


              • #8
                مجهود كبير و موضوع رائع ،،،،،،، أنا شخصيّا أثر في
                [COLOR=#0000cd][SIZE=6][I]​[/I][/SIZE][/COLOR]سبحانك لا إلاه إلّا أنت إني كنت من الظالمين[SIZE=4][SIZE=6][COLOR=#0000ff][SIZE=5][FONT=arial black][I]​[/I][/FONT][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/SIZE]

                تعليق


                • #9


                  كيف يكون شعور الشخص وما الذي يراه عند ممارسة الإسقاط النجمي ، ما سمعته عن مقابلة أشياء مخيفة وسماع أصوات وازدياد سرعة نبض القلب غالبا ما تكون في التجارب الأولى فقط حيث أن شعورك بالانفصال عن جسدك سوف يكون غريبا وسوف يخيفك بعض الشئ، هذا الخوف سوف يولد ما يسمى بـ "إسقاط الخوف" أي أن شعورك بالخوف سوف يتحول إلى وحوش أو أصوات أو أي شيء مخيف.
                  يجب عليك أن تتذكر أنه في هذا البعد فإن كل شئ يتحقق بمجرد التفكير فيه.

                  بمجرد تعودك على الخروج من جسدك فإن مشاعر الخوف ستزول نهائيا وستزول معها تأثيراتها. ويقولون هي ليست مرعبة جدا بإمكانك التغلب عليها بمجرد تجاهلها.

                  يمكنك الذهاب الى اى مكان ولكنك لن تستطيع فعل شئ وستكتفي بمجرد المراقبة. أذكر أني قرأت عن شخص قام بالتجول في غرفته أثناء خروجه من الجسد حيث حاول مرارا أن يشغل زر الإضاءة ولكنه لم يستطع ، ويمكن للأشخاص الذين يمارسون الخروج من الجسد رؤية بعضهم ولكن أن تذهب لشخص لا يمارسه فلا أظن أن بإمكانه رؤيتك إلا في حالة واحدة وهي أن يراك حينما يحلم أثناء نومه. أما كيف سيكون شكلك فإنه سيكون جسما من الطاقة أو ما يسمى بالجسم الأثيري.

                  أحد الباحثين في هذا الموضوع ينصح بعدم التفكير في رؤية أجزاء جسمك لأن عقلك الباطن سيولد صورة تخيلية لها وسرعان ما تجد أن يدك مثلا سوف تذوب وهذا بحد ذاته كفيل بأن يلخبط عليك رحلتك في هذا البعد وسوف يضيع تركيزك وبالتالي سيقطع عليك تجربتك..

                  ولكى تتمتع بهذه الموهبة فعليك مراعاة مايلى :
                  قم باختيار غرفة هادئة جدا حيث لا يمكن لأي شيء أن يزعجك. إذا كان هناك بعض الضوضاء قم بتشغيل جهاز الراديو أو التلفزيون وأضبطه على موجة مشوشة بحيث تسمع وشوشة فقط واضبط مستوى الصوت بحيث لا يكون مرتفعا وإنما يكفي لتغطية صوت الضجيج الآتي من خارج الغرفة. لا تقم أبدا بتشغيل الموسيقى. تأكد أيضا من ملائمة درجة الحرارة لك مع ملاحظة أنك ستفقد بعض الحرارة أثناء القيام بالتجربة. تأكد أن يكون ضوء الغرفة ناعما وخافتا وليس مظلماً.

                  تحتاج إلى كرسي مريح ذو دعامات للذراعين ومسند مريح للرقبة مع وجود بعض الميلان للخلف. في وضع الجلوس يكون احتمال نجاح التجربة أعلى من وضع الاستلقاء. لا تنسى أيضا وضع وسادة تحت قدميك. جرب هذا الكرسي وعدل في أوضاعه حتى تحس أنك مرتاح عليه. من المهم أيضا ارتداء ملابس فضفاضة ونزع الساعة، الخواتم وأي شيء قد يسبب مضايقات.
                  (وضعية الكرسي تشبه إلى حد كبير وضعية كرسي الحلاق)

                  يجب أن تكون متعبا بعض الشيء وليس متعباً جدا. لأن التعب البسيط يساعد في الاسترخاء أسهل وأسرع. ولكي تحصل على هذا الشعور قم بأداء بعض التمرينات المجهدة ثم قم بالاستحمام بالماء الدافئ المائل للحرارة ثم قم بالجلوس على الكرسي والاسترخاء. في هذه الحالة سوف يكون الجسد متعبا أما العقل فإنه سيكون يقظا وواعيا. إذا شعرت أن هناك بعض الريق الذي تجمع في فمك فابلعه حتى أثناء خروجك من الجسد.



                  الخروج :
                  عندما يأتي الوقت الذي حددته لنفسك لممارسة التجربة قم بإعطاء عقلك الباطن بعض الأوامر كأن تردد " الآن سوف أقوم بالاسترخاء التام والخروج من جسدي لفترة من الوقت ومن ثم سأرجع وأتذكر ذلك كله". قم بتمارين الاسترخاء وتمارين زيادة الطاقة حتى تشعر بتثاقل في جسمك وهذه الحالة هي بداية "حالة السمو". أوقف تمارين الاسترخاء وزيادة الطاقة وقم بالتركيز على التنفس حيث سيساعدك على طرد أية أفكار قد تجول بذهنك. وتذكر كلما زاد صفاء ذهنك من الأفكار كلما زاد احتمال نجاح التجربة.

                  سوف يبدأ صوت يشبه صوت النحلة (أزيز) داخلك وحولك. سوف يزداد إلى أن يتحول إلى اهتزازات قوية على حسب نشاط مركز الطاقة (Chakra) لديك. إذا كان مركز الطاقة نشيطا جدا فإن هذا الشعور سيكون مدهشا بل ومرعبا ( إذا لم تكن تعرف ما الذي يجري). ستحس بأن نبضات قلبك تسرع بشكل غير معقول. عليك أن تعرف بأن هذا ليس قلبك وإنما مركز طاقة القلب. ببساطة تجاهل هذا الشعور.

                  هذا الشعور سوف يصل إلى ذروته عندما يبدأ جسمك النجمي بالاستجابة. أنت الآن تخرج من جسدك مع شعور بسيط بالسقوط تحس به في بطنك. الاهتزازات التي كنت تشعر بها تتحول الآن إلى صوت يشبه صوت القط عندما يكون مرتاحا وهو صوت يشبه الشخير إلى حد ما. أنت الآن " تطفو" أمام أو فوق جسدك تفصل بينكما مسافة قصيرة "بضعة أقدام". أوقف جميع التمارين – ركز – وابق في وضع هادئ.

                  سوف تقول لنفسك نعم لقد فعلتها وأشعر بشعور رائع جدا. في المرة الأولى حدد وقت الخروج ببضع دقائق – مهم جدا – وخذها بجدية.

                  تحرك في أنحاء الغرفة "ببطء". أنت في الحقيقة لا تملك أقداما تمشي بها ولا تحاول النظر إليها أبدا. قانون الجاذبية لا ينطبق الآن لذلك كن حذراً. فقط حاول أن تتحرك في غرفتك ببطء – لا تفكر كيف تتحرك ولكن أفعلها وحسب.

                  حافظ على السيطرة على عقلك. لا تتحمس كثيرا ولا تتخيل أو لا تتوقع أن ترى شيئا في الغرفة لم يكن موجودا أساساً هذا أمر مهم . ولو تعرضت لهذا التأثير فسوف لن تتذكر أي شيء من تجربتك.

                  تعلم أن تزحف قبل أن تتعلم أن تطير؟ تستطيع الذهاب أبعد من غرفتك ولكن من المهم أن تحدد التجربة الأولى بما ذكر سابقا. الرجوع سوف يكون سهلا - ببساطة تحرك إلى جسدك وسوف تنتهى رحلتك وانهض فوراً وسجل تجربتك في دفتر أو ورقة ما . سوف تحتاج إلى الكلمات الأساسية فقط فلا تتعب نفسك بكتابة مقالة كاملة.





                  لا توجد هناك أي أضرار بتاتا من ممارسة الخروج من الجسد فقط تذكر ان
                  هناك ثلاثة شروط أساسية ومهمة لكي تكون التجربة ناجحة وهي :

                  - القدرة على الاسترخاء 100% والبقاء في وضع الوعي.
                  - على الشخص أن يكون قادراً على تحريك نقطة الوعي إلى خارج الجسم.
                  - يجب أن يكون لدى الشخص طاقة ذهنية كافية كي يكون قادرا على التحكم بالرحلة النجمية وبأحداثها

                  بالنسبة الى الأبعاد التي يمكن دخولها عند الخروج من الجسد ، هناك البعد المادي
                  ( Physical Dimension) حيث يكون الشخص قادرا على مشاهدة العالم كما هو وبأحداثه التي تقع في نفس الوقت. مثلا يمكنك أن تذهب خارج المنزل وترى الناس منهمكين في أعمالهم بإمكانك أن تخبرهم أنهم كانوا يفعلون كذا وكذا. بعدها يمكنك أن تقوم بالدوران حول الكرة الأرضية والذهاب إلى الى اى مكان .

                  البعد الآخر هو البعد النجمي ( Astral Dimension ) وهو البعد الذي يلي البعد المادي مباشرة. هذا البعد يلتقط أفكار وأحلام وذكريات وتقليعات كل كائن حي على وجه الأرض ويحولها إلى حقائق وكائنات. أي أن محتوى هذا العالم هو نتاج الطاقة الإبداعية الهائلة لدى كل إنسان ومخلوق. إنه عالم يصعب وصفه ولا سبيل لفهمه إلا بتجربته.
                  هذا البعد يختلف عن البعد المادي بأن الوقت فيه يمكن التحكم فيه. فمثلا خمس دقائق في العالم المادي يمكن تمديدها إلى ساعات في البعد النجمي.



                  تعليق


                  • #10

                    شرحنا سابقا طريقة الخروج من الجسد الطبيعية وتتم فى حالة إستيقاظ الوعي خلال النوم أثناء الحلم .
                    والان مع الطريقة الغير طبيعي بإستخدام عقاقير وأعشاب مخدرة ، وإستخدام الأرواح بما عندهم من قدرات لمساعدة الشخص على الخروج من الجسد ، قراءة تعاويذ شركية يستخدمها بعض الوثنيين تعطيهم القدرة على الخروج من الجسد .
                    فالخروج من الجسد بالطريقة السليمة ..أمر طبيعي قد يحصل لكل إنسان ولا يغضب الله سبحانه وتعالى ، أما الخروج من الجسد بإستخدام الطرق الغير طبيعية فمضر ..وقد لا حظت شخصيا أن كل من يستخدمون الطرق الغير طبيعية يكون خروجهم من الجسد مشوش ومؤذي للجسم المادي مع الوقت .

                    عندما تقف أمام مرآة وترى صورتك فيها هذا معناه أن ما تراه في المرآة إسقاط لصورتك الحقيقية ..لهذا سمي الإسقاط النجمي بهذا الإسم ..لأن جسمك المادي موجود في مكان مادي وتسقط الصورة الأثيرية منه في عالم الأثير ..وهي أكثر كلمة مرادفة للخروج من الجسد .

                    إستيقاظ الوعي خلال النوم وأثناء الحلم يعني أننا لكي نخرج من الجسد يجب على الأقل أن نتعلم كيفية الوعي داخل الحلم، أي أن نعي داخل الحلم أننا نحلم وأن ما نحن فيه هو حلم ..إن وصل الشخص لمرحلة أن يدرك أنه يحلم خلال حلم ما ..سيصبح سهل عليه أن يتحكم بجسمه الأثيري و يقوم بالخروج من الجسد مادام تمكن من الوعي . يجب أن نفرق بين أنواع ما يراه النائم وهو الرؤيا من الله أو من الملك الموكل من الأحلام أو الكابوس والحلم المحزن من الشيطان أو الحلم الذي يحدث المرء به نفسه فيحلم به ..ما سيساعد في الخروج من الجسد خلال الحلم هو ما يحدث به المرء نفسه فيحلم به .
                    لذا أغلب دورات الخروج من الجسد يجب أن تبدأ من نقطة التحكم في الأحلام .

                    فى تجارب الاقتراب من الموت يخلط البعض بين الخروج من الجسد العادي وبين التجارب القريبة من الموت ..لأن الخروج من الجسد هو الكل والتجارب القريبة من الموت هو جزء منها ولا يحصل لأي شخص إنما لأشخاص جسمهم المادي في حالة خطر كإمرأة في حالة ولادة أو شخص مصاب في حادث ..قد يحصل لمن يمر بخطر مفاجيء يهدد الجسم المادي خروج من الجسد يسمى هنا التجارب القريبة من الموت ..أي أن الجسم في حالة الأذى المادي الشديد يؤدي لخروج من الجسد أما الخروج من الجسد نفسه ليس مؤديا ماديا .

                    الموت كلنا نعرفه وسنجربه مرة واحدة ..
                    وأسأل الله أن يحسن خاتمتي وإياكم جميعاً.

                    إستخدام العقاقير والأدوية المخدرة من قبل بعض الأشخاصا لذين يستخدمون الأدوية المخدرة والعقاقير المهلوسة ليقوموا بالخروج من الجسد ..وهذا يؤدي لضرر في جسمهم المادي ووظيفة الأدوية هذه ليست مخرجة للجسم الأثيري إنما هي تجعل الجسم المادي في حالة غير طبيعية قد يتخيل ويرى هلوسات ويظنها خروج من الجسد وقد يحصل له خروج من الجسد إنما مشوش ولا يرى فيه إلا الجانب المظلم والخبيث من عالم الأفكار.

                    وهنا يوجد فرق بين من يضعون بعض العطر الطيب الرائحة ويساعدهم على الإسترخاء وبين من يستخدمون الأدوية المخدرة ، فلا بأس من وضع بعض قطرات من عطور مهدأة تساعد الشخص على الإسترخاء والنوم ..كعطر الخزامى أو الياسمين أو ما شابههم .

                    إستخدام الأرواح : أيضا ممن قابلت ..رأيت أشخاص يخرجون من أجسادهم بمساعدة أرواح وجن ، وهذا في رأيي أعظم خطر يقدم عليه إنسان.. فما خلقهم الله مختفين عن نظرنا لكي نتطاول و نكسر الحاجز ونختلط بهم ..ومن يعتمد على قدرة كائن آخر ويهمل قدرته يكون بهذا أضعف قدرته الشخصية مع الزمن . نصيحتي الذهبية هي أن لا تدخلوا هذا العالم ..حتى لو رأيتم أشخاص دخلوه ورأيتم تجارب يحكونها لكم فلا تقلدوهم ..لأنه من الأشخاص الذين يتعاملون بالأرواح لا تعرف من يتعامل منهم بما يرضي الله ومن الذي يرضيهم على حساب رضى الله سبحانه وتعالى ، وحتى القلة التي تعمل مع الأرواح وتخاف الله تكون هذه قدرة خاصة بهم لا تقبل التقليد .

                    قراءة تعاويذ شركية : رأيت أشخاص ممن تدربوا في الهند يستخدمون بعض التعاويذ والجمل الشركية يكررونها بضعة مرات تساعدهم في عملية الخروج من الجسد ، وهذه تكون إما إستحضار بواسطة الشرك بالله والتوسل لغيره وبعضها يكون إعتقاد يعمل حسب قوانين العقل الباطن ..فيصدقون أن التعاويذ الشركية لها فائدة بينما عقلهم الباطن وإيمانهم بأنها أعطتهم قدرة هو الذي أفادهم .
                    توجد ترانيم غير شركية تستخدم طاقة الصوت أو طاقة رنة الحرف سواء كانت الترنيمة منطوقة باللسان أو منطوقة عقلياً بلا صوت ..هذه مفيدة ..ويمكن إستخدامها ..


                    تعليق

                    يعمل...
                    X