إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علم الأرقام والأعداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علم الأرقام والأعداد



    اهداء الى الاخت الفاضلة ساحرة الكتاب

    علم الأرقام والأعداد

    ارتبط هذا العلم بالنشأة الأولى، ومعه ظهرت الرؤى الروحية، تمسك بها بعد أن أحاطته الأسطورة كما أحاطت الأديان وتغلغلت به، جاذبة إياه إلى عوالم الخيال الساحرة، ليعيش بين الحقيقة العلمية والسحر والحقائق الدينية، فتارة نجده روحانياً، وتارة نجده علمياً رياضياً جبرياً هندسياً، وتارة أخرى يتمسك به العرافون والسحرة، فنقول عنه إنه الرقم أو العدد السحري، ونحن نقول إنه علم كوني، وبما أن الكون بدأ من خلية وانقسمت كانقسام البويضة ضمن نظام خاص متناهي الدقة، وبما أن العقل متحرض بفعل الذبذبات من ذبذبة انبثق عنها كامل الحياة، حيث تكاثر عدد جزئياتها محددة طبقة الوعي، واضعة إياه على السلم الذي رسم درجاته ذات العقل، ليسير على درجاته عدداً لا محدوداً، فالواحد الذي ولَّد النقطة، وأسقطها على الصفر، وإرادته خلق الأعداد بتسلسل دقيق، يأخذ بنا إلى أن الواحد هو أساس النقطة والصفر، فبدونه لا صفر ولا نقطة، إذاً هو البداية أرادها مفتوحة ولم يضع لها نهاية، هي قصة الأعداد والأرقام والخلق، نبحث فيها، رغم مرور الكثرة من جمهرة العلماء والباحثين عنها، كان هذا من ملايين السنين مرت بل آلاف وربما مليارات؛ أرقام بها أعداد طويت خلالها أمم وحضارات موغلة في القدم، فمن إنسان جاوا الآسيوي (4500000 سنة) إلى إنسان نياندرتال الأوروبي (4000000 سنة)، إلى لوسي الإنسانة الإفريقية (3500000 سنة)، إلى ذلك الأحمر الهندي، إلى الإنسان الشرق أوسطي (5000000 سنة)، كل هذا انضوى تحت لواء الأرقام والأعداد؛ التي مع إشراقة كل صباح يوم جديد تمنحنا فرصة اكتشاف وجودنا ومناقشته وتحليله، ذلك الإنسان القديم يدعونا إليه، يجذبنا بحضوره المتألق في عقلنا، يطالبنا بمحاورته، وأنه موجود ولا يمكن نسيانه أو اختزاله برقم أو عدد أو تاريخ أو تأريخ،

    مجرد أن نقول: تاريخ أو تأريخ ينبغي أن نعلم أن الرقم والعدد حاضر فيهما بقوة، وأعتقد أن أحداً لم يستطع معرفة بدء الخليقة حتى اللحظة، أو بدء التاريخ، وعلى الرغم من الاجتهادات الكبرى القادمة من بحوث العلماء في الشرق والغرب والوسط والشمال والجنوب، ما هي إلا محاولات تأريخية تحاول أن تكون شواهد على العبقرية والإبداع في العقل البشري، الذي دفع الإنسان للظهور الباحث عن التمايز، والذي احتاجها ليقود ذاته والكون المحيط به، وكان له التجلي من المنطق الذي تمتع به نطقاً متكوناً من مفردات الكلام؛ المتحول فيما بعد إلى علم لغوي، وفي هذا المحور المهم عرفنا أن تكوين اللغة لا يتم إلا من خلال الحرف والعدد، وبما أننا لم نعرف غيرنا نحن الإنسان الممتلك لميزة العقل؛ والتي بها تم تمايزنا عن باقي الموجودات بواسطة لغة اللسان، ومنها اشتقت اللغات وظهرت من خلالها الأمم. عليه نقول إن اللغة متكونة من حرف وعدد لا يمكن فصلهما، بكون الحرف ساكناً ما لم تحسب له قيمة عددية، أي يوجد معه رقم يعطيه القيمة، ومثالنا على ذلك (س = الصفر لا قيمة لها ولا معنى، س = ستين حملت القيمة والمعنى وتحركت)، وبما أن الإنسان مفرد عاقل، ومن الإشارة الأولى التي عرف بها أنه موجود متمايز ومميَّز وانتبه لوجود الآخر؛ وقال: أنا وأنت وهو ونحن وهي لغة العد، رسم الصورة الأولى للأعداد على شكل خانات، وأطلق عليها علم الخانات الحسابي، لتستمر كما هي منذ آلاف السنين الموغلة في القدم وحتى اللحظة، وإلى ما سيأتي من الزمان رمزاً أصيلاً بدأ الإنسان به

    وبما أن العدد رافق الإنسان منذ البدء الذي لا نعلم عنه شيئاً؛ إلا من خلال وروده ضمن المقدسات، أي في التأريخ القريب قبل وبعد الميلاد مباشرة، أما التاريخ، ذلك البعيد ندقق فيه، فنعلم أنه بدأ عدداً أي قبل فهم الرقم، وأن أول عدٍّ بدأه كان على أصابعه وتأمله بها، ومن ثم الحيوان، والكواكب، والفواكه، والنجوم الذي سمّي قديماً نظام العدِّ العشري المتحول إلى أنظمة عدّ في العصر الحديث، حيث منه حدث التطور مع النظام الستيني المتكون من ستين رمزاً، والذي مازال متبعاً حتى الآن في قياس الزوايا، وحساب المثلثات وقياس الزمن، فكان منهما علوم الرياضيات القديمة والحديثة وعلم الجبر والهندسة، أما الرقم فكان صورة العدد المضاف إلى الأعداد، فالأرقام محصورة ضمن العشرة
    0-1-2-3-4-5-6-7-8-9

    من هنا ننطلق لنبيِّن الفرق بين العدد والرقم، فالرقم صورة العدد، أي بمعنى أن الرقم رمز يشار إليه للعدد فمثلاً (1) عدد و(11) رقم يتكون من عددين أو أكثر وكذلك (22) أو (777) المتكون من أعداد السبعة، أي أنه تدوين المنظور في العقل حسابياً، فالرقم يشير إلى عدد من الأعداد لا ينتهي، ولا يمكن أيضاً تخيل نهاية له، فالعقل الذي تفكَّر به وأبدعه رغم اتساع مساحته، لم يستطع حصره أو تحديد أيِّ عدد بأنه نهاية، بل من الممكن أن يقول: إنه رقم كبير به أعداد كثيرة، وأن أول نظام رياضي حسابي وجد وما زال معمولاً به هو النظام العشري من خلال الأصابع العشر، وصيده وإنجابه وحروبه التي ربط حياته بغرائزه ورغباته المادية واللامادية،

    كما أن النشأة الأولى وشعوره بضرورة التمايز ضمن الإنسان أي الأسرة والقبيلة وحاجته للتملك والسلطة، دعاه لإدراك المنطق الحسابي (العددي )، كما أن حاجته لفهم مواسم الزراعة والأمطار وجريان السيول وفيضان الأنهار، وتطلعه إلى الشمس والقمر كقوى مفردة لم يعرف غيرها، ومتابعته للكواكب؛ أدى به كل ذلك إلى إبداع الفهم الحسابي وتدوين أزمان حدوث كل ذلك، وحساب الأيام الفاصلة بينها، وحينما ربط الكثير من العلماء الأرقام بالكتابة وظهورها، أي ربط علم التدوين بعلم الحساب حيث كان يتم على الرُقم الطينية نقول: إن العدَّ والعدد بدأا قبل ذلك بكثير


    كانت الأرقام والأعداد تكتب لغوياً، أي ضمن سياق اختراع الكتابة، ولدى جميع اللغات، أي (واحد – اثنان – ثلاثة) وفي كثير من اللغات، إلى أن اجتهد العلماء قديماً، ومازال اجتهادهم يسري حول نشأة الأعداد والأرقام، فأياً كانت أرقاماً عربية، أم هندية، أم عربية هندية، أم سيرلانكية أم لاتينية، فقد بدأت على شكل رموز استخدمت للتعبير عن الأعداد، ولا شك أن تصاميم كتابتها تحمل الكثير من المعاني، وأياً كان مبدعها فهو إنسان خلاق أنجزها بكونه يحتاجها، وحتى القائلين إن إنشاءها تم على طريقة الزوايا فـ (1) زاوية واحدة والـ (2) زاويتان والـ (3)، وهذه الأرقام هي عربية على الرغم من أننا نكتب بالعربية الهندية التي يستخدمها العرب والمسلمون (0- 1-2-3-4-5-6-7-8-9).

    والأرقام اللاتينية (I - II – III – IV – V –VI –VII – VIII –IX) التي لم يدخل فيها الصفر كاعتراف نهائي إلا في القرن السادس عشر وبعد انتهاء الجدل الكبير حوله، وكذلك الهندية بينما أبدع العرب الصفر المدور الفارغ (0) وأخذ عنهم، وبه سنبدأ الأرقام محللين معانيها وحضورها، أما الأرقام الهندية المستعملة الآن في الهند فهي ، وهناك الأرقام الهندية العربية الشرقية وهناك التاميلية، وأيضاً كان لدى الهنود الحمر العدّ بالرسوم، كما الصين وجنوب شرق آسيا،


    وفي العصر الحديث الذي نعيشه أضيف نظامان للعد: العد الثنائي والعد السداسي عشر، إن النظام الثنائي يستند إلى أساس رقمين اثنين حيث يتمثل بالرمزين 0 و1 وينوب عنه صح وخطأ، وتشغيل وإطفاء، إنه يشبه العد العشري الشائع باستخدامه الخانات، ويختلف عنه بأنه ينتقل من خانة إلى أخرى، كل رقمين وليس كل عشرة أرقام، هذا يعني أن كل خانة في النظام الثنائي تحمل قيمة من اثنتين لا من عشر، خُصص هذا النظام للحاسوب ويستخدم في كافة أنظمة العالم الحاسوبية. أما نظام العد السداسي عشر: فتأخذ فيه الخانة الواحدة 16 قيمة، أي تتغير الخانة الواحدة بعد 16 رقماً مقابل 10بالنسبة للنظام العشري، و2 بالنسبة للنظام الثنائي، و8 بالنسبة للنظام الثماني


    مما تقدم نجد ضرورة شرح بناء الأرقام التي شكلت الأعداد أساساً لها، وأعطتها القيمة في الظهور، فكانت سبباً رئيساً من أسباب حضور الإنسان العلمي والروحي، لقد ظهر الرقم في كامل تاريخ العبادات المقدس؛ الوضعي والثقافي والسماوي، فالإله واحد والشمس واحدة، والقمر واحد وكوكبنا الحي واحد، وقد ارتبط بمصير الحياة الروحية اليومية وحساباتها، بل وتقسيماتها ومواقيت العبادات فيها، اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية، لا بل أكثر من ذلك ارتبط إلى حد كبير بالفكر الديني، والمتجسد بالخير والشر، وحسابات النجاح والفشل، والنحس والسعد، والبقاء والفناء، أيضاً دخل الرقم في المفاهيم الفكرية والعقائدية، وبناء المجتمعات وظهور الحضارات، وحساب المناخ، وبناء الجيوش، وقياس الزمن والمؤن والمادة. وقبل أن ندخل على أنظمة التقويم المعتمدة عالمياً نبحث فيها وكيف تم اعتمادها، أرى من الضروري الدخول على ماهية الأعداد في النظام العشري، وأبدأ من الصفر



    يتبع

    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-11-03, 05:01 PM.

  • #2


    الصفر منشأ الأعداد بكونه الأرضية الخالية من وجود أي شيء، وعلى الرغم من الخلط بينه وبين النقطة، وهذا ما دعاني لإيضاحه وشرح ضرورة وجوده كمؤسس في علم العدد، ومهمة الصفر الكبرى تمنحنا أسباب الحضور من خلال الوظيفتين اللتين يتمتع بهما فهو صورة اللاشيء (الفراغ)، وفي ذات الوقت الحاضنة المنبتة للنقطة بكون الصفر مسْحَ وإفناءَ كل شيء، والنقطة بناء وإنبات كل شيء، فحينما تدخل النقطة على الصفر، يبدأ الظهور والولادة والنبات والإنبات أي أنه يقبل التأسيس وأرضية الأساس، ولم تكن الحضارات لتتطور وتظهر لولا وجود مفهوم عدد الصفر السحري، ولذلك كان أول الأعداد وأكثرها شهرة وأشدها تبسيطاً، ولا يمكن الاستغناء عنه، فبدونه لم تكن العشرة لتكتمل وتعود إلى منشئها صفر واحد، فمعه يبدأ كل شيء وبه ينتهي كل شيء، ولا يمكن أن تستمر الأعداد بدونه، حينما أبدع العرب ترقيم العدد أنجزوا الصفر على شكل دائرة صغيرة،- فكما ذكرت- بأنه قادم من الخلو والفراغ، على الرغم من اعتمادهم على النقطة الهندية؛ التي تمثل الصفر في الأعداد الهندية، وأن اعتماد العالم لصفر الدائرة هو اعتماد علمي، بكونه مفهوماً عالمياً (o) .


    هل الصفر كمية أو مساحة أو حجم، وبما أنه لا يقبل القسمة ولا الضرب به ولا الجمع، وحينما نضرب كمية به؛ هل يصبح لها معنى بكون الكمية معنى، والصفر لا معنى له بكونه مسح كل شيء، وقسمة عدد ليس صفراً على صفر عملية غير منطقية، أي ليس لها معنى، وتقسيم الصفر على ذاته أي صفر تقسيم صفر كمية لها معنى، وفي ذات الوقت بغير معنى، وإذا أردنا تعيينها فعلينا أن نستخدم النهايات، لذلك يعتبر جدلية من جدليات العقل المفكر والناقد، يناقشه الإنسان بكونه لا يستطيع نفي ذاته أو إثبات وجوده، أهي من الصفر قدمت أم من النقطة أم من الواحد، من هنا نبحث في نشأته وهل وُلد بعد النقطة التي ظهرت من الهيولى المسؤولة من الواحد المنجز لكل ذلك؟ فإذا كان الواحد الكلي الأزلي هو المسؤول؛ فيكون إنجازه للصفر قبل تقديمه للنقطة التي دخلت عليه كي تنجب الواحد من الأجناس الحية، فبدون نقطة وصفر لم يكن ليظهر الواحد المادي والواحد الإنساني، والواحد الحيواني والواحد النباتي، عليه نجد أن جدلية الخلق الروحاني قامت من الصفر نقطة الواحد الموجدة للكون الحي، وجدلية الخلق العلمي قامت من ثنائية الصفر واحد، التي ساعدت في تسهيل ظهور وتطور المعادلات الجبرية والرياضية الحسابية والهندسية، إضافة لكونه بداية لتأسيس المراتب: العشرات والمئات والآلاف والملايين، ويظهر عند إتمام عمليات الطرح والجمع، ويجلس على اليمين أو على اليسار، ويُعتقد أن السومريين هم من أوجدوا الصفر في رُقمهم الطينية، أي قبل خمسة آلاف عام من الميلاد، كما ظهر في الكتابة الهندية في الالف الأولى قبل الميلاد، وأيضاً وجد في ذات الوقت لدى الصينيين ولدى أمريكا اللاتينية، إن دخول الصفر على يمين أي عدد يمنح العدد عشرة أضعافه 0 –1 (10) و(70) ووقوعه على يساره تصغر نسبته بحسب قيمة العدد (02) أو (08)


    الصورة الإغريقية للصفر كانت (0)، عند العرب كُتب الصفر كدائرة في داخلها نقطة (.)، في 787م، أدخل الخبير الإيطالي ليوناردو دو بيز، (1170- 1250) (LEONARDE DE PESE) م. الصّفر تحت اسم (ZEPHIRUM)، واستعملته إيطاليا حتى القرن الخامس عشر، ثمّ تبدّل الاسم إلى (ZEPHIRO)، وتحوّلت اللفظة إلى (Zero) ابتداءً من العام 1491م. وفي فرنسا تحوّلت اللفظة من (CIFRE) إلى
    (CHIFRE) ثمّ إلى (CHIFFRE)، وفي ألمانيا تبدّلت من (ZIFFER) أو (ZIFFRA)، واليوم تستعمل (Die null)، وفي إنكلترا استعملت لفظة (Cipher)، وحلّت محلّها لاحقاً لفظة (Zero)، وفي البرتغال تعني لفظة (CIFRA) الصّفر بمعنى (Zero)، وفي إسبانيا تحمل (CIFRA) معنى
    (CHIFFRE)، كما تعني لفظة (Cero) الصّفر أي (Zero)




    نتجه من الصفر إلى العدد واحد أول الأعداد بعد الصفر، والذي يحمل زاوية حادة، نتطلع إلى الأعلى، حيث ظهر من النقطة التي نزلت على الصفر، فكان العمودي الأول بعد الكلي الأزلي والذي يطلق عليه الأحد، بكونه لا يقبل التثنية وتعني الفريد، والوحيد أو الذي لم يزل وحده وليس معه آخر، بينما الواحد العددي تسلسلي إنجابي يقبل الولادة والتكاثر، فكانت منه كامل الأعداد والأرقام، وعليه يكون الواحد الكلي واحداً لكليته، أما الواحد التسلسلي فهو كما ذكرنا يقبل الانقسام والتحول إلى أكثر أو أقل، أي يمكن تكرار الواحد العددي ولا يمكن تكرار الواحد الكلي حتى ذهنياًً لا يمكن تقسيم الواحد الكلي، بينما يمكن فعل ذلك في الواحد العددي الرياضي الجبري الهندسي، هنا نُخضع الواحد العددي إلى مفهوم المعقول كموجود والعلة والإمكان كمعلوم، ندخله ضمن مفاهيم الماهية، وهل تقبل التعريف البديهي أو الاستثنائي؟

    مركّب ومعقد من خلال قبول الذهن لها أو خضوعه للمحاكمة، فالواحد العددي واضح في الذهن بينما الواحد الكلي مفهوم قابل للنقاش، يحتمل المعقول واللامعقول، لذلك أثار جدلية الوجود والواجد والموجود، وعليه نعتبر أن الواحد العقلي مفهوم من المفاهيم الذهنية غير قابل للتثنية أي للتكاثر، أما الواحد العددي فهو الكثير، ومنه نطلق على الواحد الأحد البعيد الذي لا يخضع للتصور، بينما الواحد العددي كثير وحقيقة مشاهدة الواحد إنسان، والأحد الواحد (إله)، وعليه كان الواحد ليس فقط أساساً كونياً، بل هو أساس حياتي اجتماعي اقتصادي سياسي، وبالتدقيق نلاحظ أن أساس كل تجمع يبدأ من الواحد، وكل بناء يبدأ من الواحد، وأي قيادة لا بد أن يكون لها واحد: كقائد الطائرة، وكابتن السفينة وسائق السيارة، ورب الأسرة ورب العمل وقائد الجيش، ورئيس الدولة والأمير والملك والإمبراطور، وله علاقة بالتبادل مع الواحد الأحد، فالذي كوَّن الكون الروحي واحد أحد، والذي كوَّن الكون المادي ووسائط حياته واحد متسلسل، متكاثر، عمودي، متحرك، رسمه على شاكلته، بعد أن تأمل حضوره الإنساني، حيث أوجد منه العدد (1) وضعه أول الأرقام، عليه يكون الواحد له القيادة في المحورين: الواحد الروحي والواحد المادي والذي على رغم تكاثره الكثير، وانقسامه الذي يؤكد حقيقة وجوده، وبه نعد الموجود والكثير الذي يظهر في شكل أقسام، تتحول إلى واحد منقسم لنفس التقسيم


    نتجه إلى الرقم (2) في مجموعة الرموز كوكب (القمر) والذي يحمل زاويتين بمقدار 545 متعاكستين، يحمل لغة الأنثوي، وفي كل لغات العالم الحديثة والقديمة يحمل هذه الصفة، ووجوده بجانب الواحد مجتمعاً إليه ظهر من خلال تأمل الثنائيات الجسدية، عينين أذنين شفتين يدين، وهكذا أيضاً الشمس والقمر، والشرق والغرب، والليل والنهار، والأب والأم والروح والجسد، كما ويتمثل من خلال تقاطع الأفقي مع العمودي، أي الإنسان العمودي مع بصره وسمعه الأفقي ومسيرة حياته، وبشكل أدق أي: أن العمودي من الأرض إلى السماء والأفقي من الجوهر إلى المظهر، ومن المظهر إلى الآخر، ويعتبر العدد اثنان أساس العملية التكوينية، كما أنه رمز الخير والشر والحرب والسلم، واليسار واليمين والشمال والجنوب، فاثنان قادمة من: ثني الواحد وانعطافه نحو التواضع، أي يحمل لغة الآخر بمعنى الثاني الذي يليه ومعه يحدث التزاوج أو الزوجية،

    كما أنه يمثل المادية الأخلاقية في الوحدة الجسدية والطبيعة الثنائية، الإله والإنسان والتحديد واللاتحديد، أي الروح والمادة، مستخدمين لغة الواحد التسلسلي الذي لا يمكن له أن يعيش بمفرده ومعه أنجب رقم (3)،

    الرقم(3) في مجموعة الرموز هو أكبر الكواكب السيارة (المشتري) مظهراً المثلث في شكله الأول، وثلاث زوايا متعاكسة متراكبة فوق بعضها 530 لكل زاوية، ففيه يكمن التعبير عن البداية، كونه خطاً من خطوط القوة الرئيسة التي تمر عبر كل الأعداد من (9-3)، وهو أيضاً صاحب الصلة الخاصة لكل ثالث في المجموعة (9-6-3)، ومعه تظهر معادلة الثنائية المنجبة، فلكل علاقة ثنائية نتيجة جديدة، فعلاقة الأرض بالسماء أنجبت الإنسان، وعلاقة الأب والأم أنجبت الأولاد، أي أن الخلية الأولى لم تكن لتكتمل وتسير الحياة لولا هذه الثلاثية، فالميلاد والحياة والموت، والأب والابن وروح القدس، والجدلية المادية القائمة على الفرضية، والنقيضة والمحصلة، والثلاثية الهندية قبل الميلاد بآلاف السنين، والإله براهما إله الخلق والتكوين، والإله فيشنو إله البقاء، والإله سيفنا إله الدمار، والثلاثية المقدسة في روما القديمة قبل الميلاد، جوبيتر إله السماء، وجونو إله حماية المرأة، ومنيرفا إله الحكمة، وذرتا هيدروجين مع ذرة أوكسجين تعطينا الماء، وثلاثة أقسام للأذن، وثلاثة أقسام للسان، وثلاثة أنواع لخلايا الدم، وثلاث طبقات للرحم، وثلاثة عظام لأصابع اليد والقدم عدا الإبهام، وثلاث عضلات للجسم ويتألف العظم من ثلاث طبقات، والشمس والقمر والأرض، والماء والهواء والتراب، والإنسان والحيوان والنبات، وموسى وعيسى ومحمد، والتوحيد على ثلاث مراتب: المبتدئون (العامة يوحدون) (لا إله إلا الله) والمتوسطون (الخاصة يوحدون) (لا إله إلا أنت) وخاصة الخاصة (الكمَّل) (يسمعون التوحيد لا إله إلا أنا)، رقم عدد فيه التكوين والتوحيد رئيس في محور الحياة لا يمكن تجاوزه، بكونه أول خلية كاملة


    يتبع

    تعليق


    • #3


      إن الفكر العددي تطور مع نشأة الأمم الأولى بعد فهمها للواحد العمودي، والاثنان من فكرة الثني والثلاثة الولادة من الاثنين، فهو علامة الخلق واكتمال الديانات السماوية الثلاث: الموسوية والمسيحية والإسلامية، كما أنه سر التثليث في الأقانيم الثلاثة كما أنها تمثل أعمدة دور البنائين الثلاثة: الحكمة والقوة والجمال، وفي أسطورة قوم عابر: أن آدم مدَّ يده إلى الثمرة المنهي عنها في الساعة الثالثة، وطرده الرب الإله من الجنة بعد ثلاث ساعات، وحينما ظهر في فردوس الأرض كانت حواء خليلة الملاك صموئيل، بينما كان آدم ينام بين ذراعي (ليليت)، ومن ثلاثية الحب هذه آدم حواء آدم ليليت حواء صموئيل خلقت الإنسانية، وليليت بحسب الميثولوجيا امرأة خلقت من تراب مثل آدم قبل أن تخلق حواء من ضلعه وقد نشب خلاف بين آدم وليليت وتركته يعيش على هواه، ويقال أن قابيل وهابيل تقاتلا فيما بينهما للحصول على ليليت باعتبار أنها لا تمت بصلة القربى، حيث أن ليليت تمثل الحب اللاشرعي
      ننتقل إلى الرقم (4) والذي به أربع زوايا، تشكل قاعدة أي بناء مربع أو مستطيل أو هرم، بكونه ارتكازاً، إنه جمع الجهات الأربع الشمال والجنوب والشرق والغرب، كما الأمام والخلف واليمين والشمال، والطباع الأربع: المائي والهوائي والناري والترابي، وكامل المخلوقات لها أربعة أطراف يدان وقدمان، وفصول الحياة أربعة: ربيع وصيف خريف وشتاء، كما ويمثل في مجموعة الرموز الكوكب السيار أورانوس، وفي المسيحية أربعة أناجيل، وانتقلت روما من الوثنية إلى المسيحية في القرن الرابع، وفي عيد الفصح اليهودي توضع أربع كؤوس من النبيذ على الطاولة، وتُملأ كأس إيليا ولا يتذوقها أحد بانتظار عودته بكونه مسيحهم المنتظر، وعند المسلمين الخلفاء أربعة، والأئمة أربعة والأشهر الحرم أربعة، والكتب المقدسة أربعة، والمذاهب الفقهية أربعة، وأنهار الفردوس في جنة العقل أربعة، والملائكة الرئيسة أربعة جبريل - ميكائيل - عزرائيل - إسرافيل

      والأبعاد أربعة الطول والعرض الارتفاع والزمن، ويقسم اليوم إلى أربع فترات: الصباح والظهيرة والمساء والليل، والمذاقات أربعة الحلو والحامض والمالح والمر، والسلطات أربع سياسية وتنفيذية وتشريعية وقضائية، والعمليات الحسابية أربع الجمع الطرح الضرب القسمة، وحالات المادة أربع: صلبة سائلة غازية بلازما، وأربع زمر لدم الإنسان (A - B - O - AB)، ويتألف القلب من أربع حجرات، وتقام الألعاب الأولمبية كل أربع سنوات، وللصليب أربعة أطراف أي يجمع خط الطول مع خط العرض، وقديماً أطلق على الملوك وعلى الأباطرة لقب أسياد الشموس أربعة أو أسياد أرباع الأرض، وتنظيم الجيوش على أربع: مقدمة ومؤخرة وميمنة وميسرة.


      ننتقل إلى قبضة اليد خمسة أصابع (5)، وخمس زوايا والنجمة العالمية خماسية، وقارات العالم خمس، والمحيطات خمسة، ويمثل العدد 5 في مجموعة الرموز الكوكب (عطارد)، وكتب موسى أسفاره الخمسة في طور سيناء، وتنصح الكنيسة بخمسة أفعال قبل المناولة (القربان الطاهر): الأمل الرغبة التواضع المحبة والإيمان، وهي الأفعال المقدسة الخمسة: الماء المبارك والخبز المكرس وبركة الكاهن وقبلة السلام وإشارة الصيد، وللمسلمين خمس صلوات ومناسك حجهم خمسة: الصفا والمروة ومنى ومزدلفة وعرفة، رقم (5) قوي ويعني القوة والبطش والشدة،

      ننتقل إلى الرقم السادس (6) ست زوايا أنثوي الشكل والمضمون، وفي أغلب لغات العالم يعني الجنس رمز الحب، ومعه يظهر المكعب السداسي الوجه، ولا يوجد شكل كامل إلا بستة وجوه، وفي اليوم السادس خلق الله الإنسان على صورته، وخلقه ذكراً وأنثى، ولذلك كان رقماً عدداً ناقصاً، فالكمال للسبعة وهو يسعى إليه ولن يصل إليه، كما أنه من أجمل الأعداد، لقد صلب المسيح في اليوم السادس من الأسبوع (الجمعة) وأسلم الروح في الساعة السادسة، وكان على جلجامش كي يصل إلى سر الخلود ألاّ ينام ستة أيام وست ليال؛ لكنه حاول ولم ينجح، أما زرادشت فقد أسس لست خصال حميدة، واعتقد الفرس بوجود ست أرواح مقدسة خيِّره تقابلها ست أرواح شريرة، كما أنهم يعتقدون بأن الله خلق العالم في ست مراحل، ويحتفلون بستة أعياد رئيسة تستند إلى المبادئ المانوية، إن لرب الحرب في الهند القديمة ستة وجوه، كما أن خاتم سليمان السحري شُكل من ستة أضلع على شكل مثلثين متداخلين، إن العدد (6) بين الرموز هو كوكب (الزهرة).

      أما رقم سبعة فهو رقم الكمال لا يقبل القسمة على ذاته منجباً في هذه العملية الواحد، لذلك نجد فيه سر الحياة، وسبع زوايا (7) وفي مجموعة الرموز كوكب (نبتون)، لقد آمنت الحضارات الروحية به واعتمدته تشكيلاً حياتياً فهو مجموع الطباع الأربع الماء والهواء والنار والتراب والأنواع الثلاثة الإنسان والحيوان والنبات، وعليه كان عدد أيام الأسبوع سبعة والسماوات سبع والأرضين سبع، عدد سبعة مجموع (روح) في علم حساب الحرف والرقم، وكلمة روح قيمتها العددية (214) فإذا جمعنا 4+1+2 تشكلت السبعة التي فيها سر الروح، والنفوس سبع (الأمَّارة - اللوامة - الملهمة - الشاقة - الراضية - المرضية - المطمئنة)، وفي علم الفلك الأفلاك السبعة، والخَلق تم في سبعة أيام، والطيف شُكل من سبعة ألوان، والحواس السبع (السمع - النظر - اللمس - الشم - الذوق - الناطقة - العاقلة) والسلم الموسيقي سبع درجات (دو- ري - مي - فا - صول - لا - سي) وأشكال الخط الكلاسيكي سبعة (الثلث - النسخ - الرقعة - الفارسي - الديواني - الجلي ديواني - الكوفي)، والطواف مرات سبع والسعي سبعة أشواط وجمرة العقبة سبع حصيات، ورؤى زرادشت في عزلته قبل أن يعلن رسالته سبع، وتعاليم ماني لأتباعه أن يصوموا سبعة أيام من كل شهر، وحكماء اليونان سبعة، وإن سبعة ملوك حكموا روما القائمة على سبعة تلال، والأرواح سبع، وسبّع الشيء أي طهَّره، وسبع عجاف وسبع سمان، وسبع شداد، والسبع المثاني، ومثلها كمثل حبة أنبت سبع سنابل، واكتمال الجنين يكون في الأشهر السبعة (نطفة - علقة - مضغة - عظم - لحم - دم - جنين)، ومنافذ الوجه سبعة، والمعلقات سبع، وعجائب الدنيا السبع، وليالي الحسوم سبع، وعقارب الساعة الزمنية الكبرى سبعة (عقرب اليوم - عقرب الأسبوع - عقرب الشهر - عقرب السنة عقرب القرن عقرب الألفية – عقرب الأبد) والدوائر فوق الضوئية المكتشفة من خلال الساعة الزمنية سبع، وحروف اللغة العربية من مضاعفات السبعة

      العدد (8) إنه رمز التجدد، يظهر بعد رقم التكوين السابق، هو رقم السيطرة والتحكم أي القيادة، وحينما تريد اختبار فعالية ودقة أي شاشة رقمية فعليك أن تستخدم الرقم ثمانية، للتأكد أن جميع الخلايا الضوئية سليمة، كما أنه مصدر لجميع الأرقام تجده في الساعات أو الحاسبات أو الميزان أو الآلات الإلكترونية والتي تعمل بالأرقام، إنه تشكيلة هندسية إلكترونية، وهو مصدر جميع الأرقام من صفر حتى تسعة، كما أنه سقف الأعداد الزوجية، وبالمرور على رقعة الشطرنج الرياضة الفكرية نجدها مكونة من ثماني خانات طولاً وثماني خانات عرضاً، وهندسة المسجد الأقصى بثمانية أضلاع، كما أن الأوكسجين يحمل العدد الذري ثمانية، ونظرية المثمن الذرية والمتعلقة بالربط الكيميائي بين الذرات لا تستكمل إلا بوجود الثمانية، وأن زمن وصول شعاع الضوء إلى غلاف الأرض يستغرق ثماني دقائق، إنه قادم من الزوايا الثماني الكاملة على شكل مربعين متراكبين، رمزاً للتجدد، في مجموعة الرموز، كوكب (زحل)، لقد كان اليهود يمارسون الختان في اليوم الثامن من ولادة الذكور، وسمّى الإغريق رقم ثمانية عدد العدالة بسبب قسمته المتساوية للأعداد المزدوجة، تقول الميثولوجيا الاسكندينافية إن الإله الخالق يملك حصاناً له ثماني قوائم، كما تؤمن الميثولوجيا الإفريقية أن هناك ثمانية آلهة خلقوا الكون، في القرآن الكريم ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية

      جعل الفينيقيون السيارات السبع المعروفة عندهم بعولاً أي آلهة، وأطلقوا عليها اسم كبيريم (KABIRIM)، جمع كبير، ومعناه القدير، وكان عددهم عند الفينيقيين ثمانية، أي الكواكب السيارة السبعة مع العالم المكون من مجموعها، وسمُّوا أبا هذه الآلهة زاديق (ZADIK) ومعناه البار، وجعلوا الكبير الثامن وهو كناية عن مجموع أفلاك الكواكب، كوكب القطب الشمالي، وكانوا يتخذونه هادياً في أسفارهم، وسمُّوه أشمون (ASHMOUN) أي الثامن، وكانت الحيَّة مثالاً له ولباقي الآلهة الكوكبية، لاعتقادهم أنها تمثل بتعرُّجها حركة الكواكب في الأفق، وكانوا يربُّون حيَّات في هياكل أشمون تلعق جراح من تشفّع بها فتبرئها، وكان من معتقداتهم أن أشمون وسائر الكبيريم أوجدوا عقاقير الطب، وإلى ذلك يُعزى ما ذكره النبي دانيال في نبوءته عن التّنِّين في هيكل بابل. عبدت مصر ثمانية هياكل مقدسة. يرمز الثمانية إلى الشر، فاعتقدت بابل أن الدورة الحياتية تنتهي في العدد سبعة، فهو عدد الكمال، وما زاد عن ذلك فهو زيف سببه قوّة الشر، وتعبيراً عن هذا الاعتقاد، كانوا يرمزون إلى الثمانية بأشكال مختلفة تمثل الشر، مثل التّنِّين، أو مخلوقات غريبة ذات ثمانية أطراف

      يعتبر البراهمة الثمانية عدداً مقدساً، ويؤمن الهنود بالإلهة الأم، وهي أم ذات ثماني أذرع، تربض فوق أسد وتقتل أطفالها باستمرار، وفي الوقت نفسه تمنحهم الحياة وتُعمي بصائرهم ثم تمنحهم المعرفة، وتطلق الميثولوجيا اسم لوكابالاس (LOKAPALACE) على الآلهة الفيديّين الذين يعتبرون أرواحاً حارسة لدى البراهماتيين، وهم حرّاس الجهات الثماني في العالم، وتصور الأيقونوغرافيا الإله شيفا بثمانية أشكال، وترسم أيضاً الإله فيشنو بأذرعه الثماني التي تطابق الحراس الثمانية للفضاء. ويعتقد الهنود بوجود ثمانية كواكب حول الشمس، وبثمانية فيلة يحملون الأرض، وبثماني جُهنَّمات حارّة، وثماني جُهنَّمات باردة، تحوط كل جهنّم كبيرة 16 جهنّم صغيرة (8 × 2). وفي الهند يقود العريس عروسه بعد حفلة الزواج إلى منزل شيخ الضيعة، ولا يعود لاسترجاعها إلا في اليوم الثامن



      وفي البوذيّة، يقع عيد ميلاد بوذا في مساء اليوم الثامن من الشهر الرابع من السنة القمرية، وبقي بوذا ثماني سنوات خارج قصره العائلي، وتصوره الأيقونوغرافيا يجلس على عرش من اللوتس يرسل ثمانية شعاعات، وأصبحت زوجة فيزاكا (VISAKA) تلميذته بعدما أعلنت عن ثماني رغبات: أن تخيّط ثياباً ضدّ المطر للرّهبان، وأن تصنع طعاماً للرهبان الأجانب، وطعاماً للرهبان الذين يمرّون مرور الكرام، وطعاماً للمرضى، وطعاماً للذين يهتمّون بالمرضى، ودواءً للمرضى، وتوزع الأرزّ يومياً، وتوزع ثياب حمام الرهبان. وتَعرف البوذية ثماني درجات كهنوتيّة، وثمانية نذور، والوصايا البوذية الثماني هي: لا تقتل - لا تسرق - لا تتبع الثَّروة - لا تكذب - لا تَسكر - لا تأكل كما تشاء - ابتعد عن الشَّهوة الجسديَّة - ابتعد عن التَّزيّن

      ومن أجل الوصول إلى النِّيرفانا عليك أن تسلك ثماني طرق نبيلة كي تتحرر من الشهوات. وتقسم اليوغا ثمانية أقسام، ويقال أن رماد جثَّة بوذا قُسِّم ثمانية أقسام



      يتبع

      تعليق


      • #4
        [INFO][INFO]


        وطالب بوذا أتباعه بسلوك الطريق ذي الثماني شعب التي تعلّم القواعد الثماني للحياة وهي:

        1 الإيمان بالحق: وهو الإيمان بأنّ الحقيقة هي الهادي للإنسان.
        2 القرار الحق: بأن يكون المرء هادئاً دائماً لا يفعل أذى بأي مخلوق.
        3 الكلام الحق: بالبعد عن الكذب والنّميمة وعدم استخدام اللفظ الخشِن.
        4 السّلوك الحق: بعدم السّرقة والقتل وفعل شيء يأسف له المرء فيما بعد أو يخجل منه.
        5 العمل الحق: بالبعد عن العمل السَّيّء مثل التَّزييف، وتناول السّلع المسروقة وعدم اغتصاب المرء لما ليس له.
        6 الجهد الحق: بالسّعي دائماً إلى كل ما هو خير والابتعاد عمّا هو شرّ.
        7 التَّأمّل الحق: بالهدوء دائماً وعدم الاستسلام للفرح أو الحزن.

        8 التَّركيز الحق: وهذا لا يكون إلا باتباع القواعد السابقة وبلوغ المرء مرحلة السلام الكامل.


        [NOTE]
        نصل إلى العدد الأخير في منظومة الأعداد العشرية والتي نطلق عليها الأرقام بعد تدوينها جمعاً أو طرحاً تقسيماً أو ضرباً، (9) رقم مادي يسمى رقم الولادة فهو يمثل الإنسان وحقيقة دخوله إلى عالم المادة وشعارها رقم عدد قابل للتحديث بشكل دائم، فإذا كان العدد (7) هو عدد الكمال والسر، فإن (9) عدد التمام، فالنظام العشري وفيه خلق الجنين و يقتضي معه الولوج إلى الحياة، فهو نقيض العدد الروحي، بكونه دنيوي يحمل قوة الطبيعة المنظورة، وفي مجموعة الرموز هو كوكب (المريخ )،

        إن مجمع الآلهة هيلوبوليس أي حلقة أوزيريس تتألف من تسعة آلهة: الإله اتمو، الإله شو، الإله تفنوت، الإله سب، الإله نوت، الإله أوزيريس، الإله إزيس، الإله سث، والإله نختيس، كما أن ولادة أدونيس ابن أحد ملوك جبيل سيزاس كانت من ابنته حينما اضطجعت مع أبيها وهو في حالة سكر، وعند افتضاح أمر حملها طلب أبوها قتلها، فهربت الفتاة واتجهت مستغيثة بالآلهة التي حولتها إلى شجرة بخور، ومنه كان حرق البخور في عبادة أدونيس وبعد تسعة أشهر انبثق أدونيس من قشرة جذع الشجرة، ويقال أيضاً أن خنزيراً برياً شق الجذع بنابه فولد الطفل أدونيس، وأن فيثاغورث تغنى بالعدد تسعة، فوضع نشيده الشهير الذي اعتبر رمزاً للحركة، كما أن هوميروس في الإلياذة أكد أن التسعة أكثر الأعداد تماماً، ويقبل القسمة إلى ثلاث ثلاثات، أي إلى ثلاث وحدات أو تكوينات، وعندما تناقش ذوس مع هيرا حول فعل الحب وتذوق اللذة الجنسية، واحتكامهما إلى تيريزياس الذي تذوق التجربة الجنسية حينما كان امرأة وتحول إلى رجل، فقال: إن المرأة لديها تسعة أضعاف متعة الرجل، كما أن مينوس بقي تسع سنوات يستوحي تعاليمه من ذوس، وجمع هيرودوتس علومه ومعلوماته حول الحضارات القديمة في تسعة كتب، عن الإله براهما، الأعداد تسعة، والكواكب تسعة، والجسم الإنساني مدينة ذات تسعة أبواب إشارة إلى الفتحات التسع في جسم الإنسان، إن السماء الصينية في الأسطورة تتألف من تسعة حقول و 9999 زاوية وينحني الصينيون أمام إمبراطورهم تسع مرات، كما أن ربة الشمال (تومو) الصينية هي أم لتسعة أبناء كانوا أقدم حكام الأرض، وقصرها مركز النظام النظمي تدور حولها كامل النجوم، الأسطورة الاسكندنافية تعتبر هيرمود الابن السريع لأودين الواصل إلى هيل في تسعة أيام، لينقذ أخاه بالدر، حيث أخبرته أن على العالم أن يبكي أخاه كي يعود، وبكى العالم إلا لوكي المتنكر بزي امرأة فلم ينجُ، وأيضاً في اسكندنافية ولد الإله (هيمداللر) من تسع أمهات، تتحدث حضارة الأزتيك عن تسعة عوالم أرضية، وتسع آلهات ليلية، وتسعة سهول في جهنم، كما أن قبائل المايا تعتبر أن التسعة هو العدد المقدس للإله القمر عندما يكون بدراً، وفي الأسطورة الروسية يضع سكان البوريات تسع شجرات، يعتلي زعيمهم قمة الأشجار التسع ويؤمنون بوجود شجرة العالم، حيث يبقى زعيمهم معلقاً عليها تسع ليال يحكي لهم عن السماوات التسع. في حسابات الجمل والأعداد المختصة بالفلك،
        
        كانت غايتى من هذا الاستعراض لعلم العدد والرقم هو فهم وحدة فلسفة التكوين الفكري الذي لا انفصال له، وكل من يحاول أن يقول إن هذا قبل ذاك، وذاك قبل هذا هو أقرب إلى الخطأ والخطيئة من الصح المنشود إنسانياً، فصورة الإنسان القديم صورة لم ندركها، إنُما نسج حولها الكثير من الإبداع الخيالي والتصوري، وأقحم في التاريخ الذي أعيد كتابته كتأريخ وكل على هواه، هذا نسبه إليه، ومن أعماق أعماق التاريخ أسطورة وأساطير وقصصاً من الأولين، إلى ما سيأتي من الزمن، هذا الماضي المنسوج بدقة، أبدعه إنسان حسابي رياضي عاقل وجاهل، ومهم أن نعود إليه دائماً وأبداً، فهو الذي يمسك بنا من الخلف، يمنع عنا السقوط في الهاوية، فإن تخلينا عنه فنحن سائرون إلى هلاك لندرسه دائماً وأبداً ونتدارسه، لنختلف معه أو نتفق ضمن حوارية راقية، ننفض عنه الغبار والتراكم الأسطوري لنظهره عالماً ننشده لعلمه العظيم، والذي لولاه لما تفكرنا ولما كان لنا أبعاد نسير إليها كمفكرين يجذبنا التفكير فيه


        المصدر : الباحثون

        تعليق


        • #5
          تحياتي لك اخي القدير
          تحية تقدير وامتنان على الموضوع المذهل
          لم انهي قراءته ولكن احببت ان اقول آية قبل التعليق على الموضوع بعد قرائته كاملا

          يقول الله سبحانه وتعالى :

          هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

          البداية كانت الخلق .. والقمر بداية الحساب
          ربما هذه الآية سوف تفعل في نفس علماء الإعجاز العددي في القرآن الكريم شيئا يحرّك مشاعر القلب الذي يبحث عن تفسير دقيق وعددي للخلق ككل

          وسبحان الخلّاق

          يتبع ان شاء الله عند تتمّة القراءة

          تحياتي لك يا صاحب القلم الذهبي


          [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
          نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
          أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
          Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
          اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
          مدارك Perceptions

          تعليق


          • #6

            كانت الأرقام والأعداد تكتب لغوياً، أي ضمن سياق اختراع الكتابة، ولدى جميع اللغات، أي (واحد – اثنان – ثلاثة) وفي كثير من اللغات، إلى أن اجتهد العلماء قديماً، ومازال اجتهادهم يسري حول نشأة الأعداد والأرقام، فأياً كانت أرقاماً عربية، أم هندية، أم عربية هندية، أم سيرلانكية أم لاتينية، فقد بدأت على شكل رموز استخدمت للتعبير عن الأعداد، ولا شك أن تصاميم كتابتها تحمل الكثير من المعاني، وأياً كان مبدعها فهو إنسان خلاق أنجزها بكونه يحتاجها، وحتى القائلين إن إنشاءها تم على طريقة الزوايا فـ (1) زاوية واحدة والـ (2) زاويتان والـ (3)، وهذه الأرقام هي عربية على الرغم من أننا نكتب بالعربية الهندية التي يستخدمها العرب والمسلمون (0- 1-2-3-4-5-6-7-8-9).
            تحياتي اخي مرة اخرى
            هناك امر مهم للغاية في هذا النص أن شكل العدد واتجاهه اعتمد على الإتجاهات الحقيقية في الأرض والنظريات الفكرية
            إلى جانب النظريات الدينية والإيمائية الجسدية

            هناك بعض الأرقم تحاكي فعليا الإتجاهات - شرق - غرب - شمال - جنوب

            وتستطيع اكتشاف ذلك من خلال بعض الأشياء التي كانت تكتب في بعض مخطوطات قديمة
            كان هناك احتراما واجلالا للإتجاهات الحقيقية ..!
            والإيماء كان من أكثر الطرق تحيزا لعملية تنظيم جداول الترقيم الرياضية في الحضارات
            كان هناك احتراما شديدا للحركات الإيمائية الجسدية أو الفلكية .. كفكرة البندول الدائري الفلكي
            أو فكرة الساعة الرملية بعد ذلك
            فكرة الترقيم اللاتينية القديمة بأعداد الشخصية .. خطوط طول وخطوط عرض تمثل بعض الأشياء
            التي كانوا يستخدمونها عقائديا أو فكريا وهكذا نسبة لأشخاص

            كانت الأرقام لها منسوبها الخاص سواء نسبت لحركة إيمائية أو نسبت لحركة فلكية

            ففي العد اللاتيني مثلا نجد إيماءات اليد تلعب دورا كبيرا في تكوين شكل العدد اللاتيني

            يتبع
            [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
            نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
            أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
            Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
            اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
            مدارك Perceptions

            تعليق


            • #7
              إن دخول الصفر على يمين أي عدد يمنح العدد عشرة أضعافه 0 –1 (10) و(70) ووقوعه على يساره تصغر نسبته بحسب قيمة العدد (02) أو (08)

              صورة الصفر بذاتها قيمة
              الصفر نقطة .. أو دائرة .. في كل الأحوال هو ممتلئ .. ولا يمكن نفيه من عالم الأرقام
              الصفر على هذا النحو .. 0 يعتبره الكثيرون انه فراغ أو حلقة مفرغة رغم انه غير ذلك على الإطلاق
              فالفراغ الذي نراه هو في الحقيقة امتلاء ...!

              إذا قمنا بالدراسة من هذا المنطلق سوف نجد ان الصفر قيمة تشبه ∞ Infinity أي المالانهاية وهو في جميع الأحوال
              لا يمكن في أي حال إعطاؤه قيمة عددية .. فهو ممتلئ .. السهل الممتنع .. الجامع .. الفراغ حقيقة درسه علماء قدامى جدا
              في علم الأرقام الفلكية حول الحلقة المفرغة .. لا يمكن اعتبارها مفرغة بل هي ممتلئة ..! ربما كان علما من علوم الشعوذة
              ولكنه ايضا علم جبري له أصوله الخاصة وله اسبابه الفكرية الانمطية في مسائل الجدولة الرياضية

              لذلك قيمة الصفر لا تتحدد .. لذلك لا تعطي نتيجة أي أن ضربه او قسمته على رقم لا يعطي نتيجة لأن نتيجته ستكون مهولة
              إذا كان ممتلئا .. كما اعتبره شخصيا

              لذلك كان افضل شيء ان يتم اطلاق عليه قيمة الصفر Zero بالإنجليزية أو Ziffra بالألمانية
              وفي عالم ما وراء الطبيعة كان الصفر يعني الكمال



              [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
              نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
              أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
              Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
              اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
              مدارك Perceptions

              تعليق


              • #8
                وهناك اسطورة اغريقية تتحدث عن ميسودا الفتاة الجميلة التي غضبت منها أثينا فحولتها إلى امرأة مخيفة وحولت شعرها إلى ثماني ثعابين
                والرقم ثمانية ايضا يمثل طريقة عمل الشهير في علوم الخدع والكمائن والألغام الرياضية في إخفاء كنوزه نسيت اسمه الآن للاسف لان اسمه صعب
                وطويل

                وأيضا اسطولة صينية قديمة تتحدث عن سيف الإمبراطور كوساناكي الذي قضى على وحش اسطوري بثمان رؤوس بسيفه


                وقبل ان اصل إلى الرد الأخير في موضوعك
                أردت الحديث عن الرقم تسعة فعندما أذكره وأغمض عيني أرى امامي النبي يعقوب عليه السلام .. لا أدري لماذا ولكنني اشعر انه له علاقة وثيقة به بشكل كبير
                أشعر ان رقم تسعة دائما يشكل الوقار الشديد للأشياء ودائما أراه قمة الهرم من الأعلى وكأنه يمتص طاقة ويطلقها بتوزيع شديد الدقّة من حوله

                وسبحان الله
                [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                مدارك Perceptions

                تعليق


                • #9
                  كانت غايتى من هذا الاستعراض لعلم العدد والرقم هو فهم وحدة فلسفة التكوين الفكري الذي لا انفصال له، وكل من يحاول أن يقول إن هذا قبل ذاك، وذاك قبل هذا هو أقرب إلى الخطأ والخطيئة من الصح المنشود إنسانياً، فصورة الإنسان القديم صورة لم ندركها، إنُما نسج حولها الكثير من الإبداع الخيالي والتصوري، وأقحم في التاريخ الذي أعيد كتابته كتأريخ وكل على هواه، هذا نسبه إليه، ومن أعماق أعماق التاريخ أسطورة وأساطير وقصصاً من الأولين، إلى ما سيأتي من الزمن، هذا الماضي المنسوج بدقة، أبدعه إنسان حسابي رياضي عاقل وجاهل، ومهم أن نعود إليه دائماً وأبداً، فهو الذي يمسك بنا من الخلف، يمنع عنا السقوط في الهاوية، فإن تخلينا عنه فنحن سائرون إلى هلاك لندرسه دائماً وأبداً ونتدارسه، لنختلف معه أو نتفق ضمن حوارية راقية، ننفض عنه الغبار والتراكم الأسطوري لنظهره عالماً ننشده لعلمه العظيم، والذي لولاه لما تفكرنا ولما كان لنا أبعاد نسير إليها كمفكرين يجذبنا التفكير فيه
                  موضوع غاية في الروعة وغاية في الجمال والأناقة والإبداع
                  اشكرك من كل قلبي

                  وما شاء الله على كل ما تقدمه من معلومات ومواضيع قيمة وجليلة جدا في العلوم والعقائد

                  احترامي لك اخي
                  أسأل الله ان تكون ممن يجيبهم إذا دعيت بالخير ويثيبهم إذا فعلت الخير
                  تحياتي
                  [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                  نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                  أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                  Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                  اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                  مدارك Perceptions

                  تعليق


                  • #10



                    الاخت العزيزة ساحرة الكتاب

                    بما ان ان الموضوع لة صدى مقبول لديكى فلنكمل بشئ من التوسع فى
                    ماهية الأعداد في النظام العشري والبداية ستكون طبعا من العدد صفرحيث يعد
                    أوّل الأعداد وأكثرها تبسيطا وأشدها شهرة ودهشة واستعمالا وأهميّة وروعة .

                    وفي الحقيقة ، يمتاز هذا العدد بمزايا خاصّة استثنائيّة لا يتمتّع بها أيّ عدد آخر ، إذ بعد انتهاء العدد تسعة ، تستعين الأعداد بالصّفر من أجل دورة جديدة ، وحين يصل العدّ إلى التّسعة عشر ، يتدخّل واحد ثان مع الصّفر ، من أجل ابتداء دورة جديدة ثانية . من هنا ، الصّفر بعد أزليّ ، وهو أساس الخلق ، والسّر الذي ترتكز عليه كل الأعداد ، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم . لذلك يرمز الصّفر إلى الاستمرارية ، منه يبتديء كل شيء ، وفيه ينتهي كل شيء ، ويستحيل على الأعداد الاستمرار من دونه .
                    لا شك أن ما يشهده الناس اليوم من تطور في الحضارة المادية ، قائم على هذا الصفر السحري الذي سُهِّل به الترقيم والحساب ، والذي يسّر الله تعالى به طرق أبواب الفضاء ، وسخره ليكون قلب التَّقانة الحديثة على اختلاف أشكالها . وللصفر وظيفتان هما : الدلالة على معنى لا شيء ، وملء المنزلة الخالية لحفظ ترتيب المنازل .

                    أصـله :
                    اختلف المؤرخون في أصل الصفر ومنبته : فرجح اكثرهم - ومنهم الدكتور أحمد سليم سعيدان - أنه هندي الأصل . كما أن العلماء السابقين الذين تكلموا عن الأرقام الهندية والحساب الهندي ، ذكروا الصفر ضمن كلامهم في هذا المقام . (وقد زعم البعض أن كلمة الصفر العربية تعريب لكلمة الصفر الهندية (Sunya = شونيا) ، وليس هذا بشيء . قال الدكتور سعيد في قصة الأرقام والترقيم "الصفر بمعنى الخلو كلمة عربية أصيلة ، وُجدت من قبل الحساب الهندي ، ومن قبل الإسلام" . ونحوه في مقدمة تحقيق الفصول في الحساب الهندي)
                    ومال البعض إلى أن الصفر ربما كان من اختراع الإغريق أو الرومان ؛ لأن جداول بطليموس الفلكية (المجسطي) - التي كانت في القرن الثاني الميلادي - فيها إشارة للصفر ، كما أن بعض المخطوطات العربية في الحساب تتكلم عن الصفر الرومي . إلا أن منهم من اقتصر على نسبة صورة الصفر الدائرية للإغريق دون اختراع أصل الصفر ، وذلك لأن الصفر من ابتكار الحضارة البابلية ، وزعموا أن الهنود أخذوا الشكل عن الإغريق . وذهب البعض كما في الفقرة السابقة - إلى أن الصفر من صنع الحضارة البابلية : فالبابليون لم يستعملوا رمزا للصفر ، لكنهم تركوا مكانه فراغاً إلى أن كان آخر عهد الكَلدانيين - وهو من أصحاب الحضارة البابلية أيضا - فجعلوا للصفر رمزا مميزا . ورأى بعضهم انه من وضع عربي . ومنهم من جنح إلى أنه صيني الأصل . لكن دُفع بأن الصينيين إنما اقتبسوا الصفر من الهنود أو العرب . ويبدو أن القول الأول هو الأنسب لاعتماد المتقدمين له ، لأن الأقوال الأخرى لا تستند إلى دليل مقنع .
                    الصفر والعلماء المسلمون
                    لم ينس الذين نسبوا الصفر لغير المسلمين ، أن ينوِّهوا بدور المسلمين الرائد في تمكين وتوسيع استعماله ، قال الدكتور أحمد سليم سعيدان : "إن العرب لم يبتكروا فكرة الصفر ولا شكله ، وإنما أخذوهما مع الحساب الهندي ، فإن لم يكن لهم فضل في هذا الصدد فلعل فضلهم في ترسيخ استعمال الصفر ليملأ المنزلة الخالية في كل حال بلا استثناء" .
                    الحضارة الإنسانية لم يكن في مقدورها أن تتطور وتصل إلى ما وصلت إليه من تقدم ازدهار بدون الأرقام العربية ، فهي القاعدة الأصلية للعمليات الرياضية وللتقدم العلمي في المجالات الهندسية والاختراعات التقنية ، كما أن استعمال الصفر والاستفادة منه وتطويعه من قبل علماء المسلمين يعتبر أعظم ابتكار وصلت إليه البشرية ، ومن دونه لما تمكن الإنسان أن يفرق بين مواقع الأرقام ، فالرقم العربي بعد ابتكار الصفر أصبح له قيمتان ، قيمة مع نفسه أي أنه يمثل العدد المرسوم والمدون ، وقيمة أخرى بالنسبة إلى المنزلة التي يقع فيها ، أي موقعه بالنسبة للخانات الحسابية ، أما الصفر فيملأ الفراغ من المنازل الخالية من الأرقام وهو الذي يعين المرتبة العددية للرقم ، والخانة المتواجدة فيها الصفر تعني أنها فارغة من أي رقم حسابي .
                    الصّفر في أوربا

                    في إيطاليا ، أدخل الخبير ليوناردو دو بيز (Leonarde De Pese) <1170- 1250>م. الصّفر تحت اسم (Zephirum ) ، واستعملته إيطاليا حتى القرن الخامس عشر ، ثمّ تبدّل الاسم إلى (Zephiro) ، وتحوّلت اللفظة إلى (Zero) ابتداء من العام 1491م. . وفي فرنسا ، تحوّلت اللفظة من (Cifre) إلى (Chifre) ثمّ إلى (Chiffre) . وفي ألمانيا ، تبدّلت من (Ziffer) أو (Ziffra) ، واليوم تستعمل (Die null) . وفي إنكلترا استعملت لفظة (Cipher) ، وحلّت محلّها لاحقا لفظة (Zero) . وفي البرتغال ، تعني لفظة (Cifra) الصّفر بمعنى (Zero) . وفي أسبانيا ، تحمل (Cifra) معنى (Chiffre) ، كما تعني لفظة (Cero) الصّفر أي (Zero) .

                    الصّفر عند العرب

                    نعت العرب الصّفر بالخيّر والمظفّر . كان الصّفر يعتبر في الجاهلية شهرا من أشهر النّحس . واختلف في أصل التّسمية ، فقال البيروني : (لامتيازهم في فرقة تسمّى صفريّة ، وسمّي الصّفر صفرا والسّبب وباء كان يعتريهم فيمرضون ، وتصفرّ ألوانهم) . وقال النويريّ : (كانوا يغيرون على الصّفريّة وهي بلاد) . وقال المسعوديّ : (وصفر لأسواق كانت في اليمن تسمّى الصّفريّة وكانوا يحتارون فيها ، ومن تخلّف عنها هلك جوعا) .
                    ويعتقد عدد من الباحثين أنّ الصّفر يشتقّ من فكرة الخلوّ والفراغ ، فجاء في اللسان – تحت كلمة صفر – (أنّ العرب سمّوا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من أغاروا عليه صفرا من المتاع) . ويقال في العربية : (عاد صفر اليدين) . ويعتبر الخوارزمي
                    (780 – 850)م. ، من أبرز علماء العرب والعالم في الرياضيات ، وقيل إنه هو الذي ابتكر الصّفر وجعله عددا مهما في العمليات الحسابية . واستعمل العرب النقطة لتدلّ إلى الصّفر ، وبيّنوا دوره في العمليات الحسابية ، وأهميّته في تحديد مراتب العشرات والمئات والألوف . ويقول الخوارزمي : (في عمليات الطّرح ، إذا لم يكن هناك باق نضع صفرا ولا نترك المكان خاليا لئلّا يحدث لبس بين خانة الآحاد وخانة العشرات . ثمّ إنّ الصّفر يجب أن يكون من يمين العدد ،لأنّ الصّفر من يسار الاثنين ، مثلا – 02 – لا يغيّر من قيمتها ، ولا يجعلها عشرين) . وساعد الصّفر في تسهيل المعادلاتالجبريّة والحسابية . وعن العرب انتقل إلى أوربا . وكان العرب نقلوا الأعداد ، بما فيها الصّفر ، من الهند . وقيل إنّ العرباستعملوا الصّفر مكان الفراغ الذي كان الهنود يتركونه للدّلالة إليه .

                    الصّفر في بابل
                    يعتقد العلماء أنّ البابليين هم أوّل من اخترعوا الصّفر ، لكنّه لم يكن يمثّل قيمة عدديّة بحدّ ذاته ، وهو الصّفر الأقدم في التاريخ . وقد حصل هذا الاختراع في القرن الثالث ق.م.

                    الصّفر في مصر

                    في مصر ، لا يتطابق أيّ حرف هيروغليفيّ مع الصّقر ، ولم تشر إليه الحضارة المصرية إطلاقا ، علما بأنّ عددا من المحاسبين فكّر باختراع مساحة فارغة بعد العدد تسعة . وكانت الفكرة الرّمزيّة صحيحة تماما ، فالصّفر هو مسافة التّجدّد . إنّه ، تماما ، مثل البيضة الكونيّة ، يمثّل كل الطاقات .

                    الصّفر في الهند

                    في مطلع القرن الخامس ق.م. ظهر الصّفر في الكتابات الهنديّة ، وسمّوه الفراغ – سونيا – (Sunya) أو سونيابيندا (Sunyabinda) أي الفراغ – وأطلقوا عليه أحيانا تسمية – خا – (Kha) أي الثّقب ، لكنهم لم يرسموه . ويقال إنهم استعملوا الدائرة (o) والنّقطة (.) للدّلالة إليه .

                    الصّفر في الصّين

                    في القرن الخامس قبل الميلاد اكتشف الصّينيون صفرا مشابها للصّفر البابليّ . وبعد مرور ثلاثة قرون ، اخترع الصّينيون صفرا يحمل قيمة عدديّة .

                    الصّفر في المكسيك

                    تعد حضارة قبائل المايا المكسيكية من أكثر الحضارات الأمريكية تطوّرا في تلك الفترة . وقد اكتشفت هذه القبائل مفهوم الصّفر وطريقة استعماله ، على الأقل بألفي سنة قبل أن تعرفه أوروبا ، فرسمته على شكل صدفة أو حلزون . ومن المعلوم أنّ الحلزون يرمز إلى التّوالد الموسميّ . وفي الكتاب الدّيني بوبول فوه (Popol Vuh) يتطابق الصّفر مع تذكار عيد الإله – البطل للذّرة ، إثر معموديّته بالنّهر ، قبل قيامته وصعوده إلى السماء حيث تحوّل شمسا . وفي مفهوم نموّ الذّرة يمثّل هذا العيد موت البذور في الأرض ، وعودتها إلى الحياة من جديد ، من خلال بروز نبتة الذّرة . من هنا ، يرمز الصّفر المكسيكي إلى الميثولوجيا الكبيرة لعملية التجدّد الدّوريّ . أما علاقة الصّفر بالصّدفة ، فهي تربط أيضا بالحياة الجنينيّة . وفي الفن ، يرسم الصّفر لدى قبائل المايا ، على شكل حلزوني ، فيرمز إلى اللامتناهي المفتوح على المتناهي المغلق .

                    الصّفر في السّحر

                    في كتب السحر ، ترمز الدائرة إلى الكمال ، فيدلّ شكلها إلى تناسق لا مثيل له في الأشكال الباقية ، إذ تجتمع الشّعاعات في وسطها ، في وحدة كاملة ، ويعطي شكلها الدائري فكرة دولاب يوحي ديناميّة الحركة والامتلاء ، ما يرمز إلى المطلق ، وإلى الخلق الإلهي أيضا . وترمز الدائرة ، كذلك إلى الحماية ، فنجدها في الطلاسم التي نحملها كالخواتم والعقود والصيغة في أشكالها الدائرية . وهي أيضا تمثّل فكرة الزمن ودورة الأيام اللامتناهية . أخيرا ، تعدّ الدائرة صورة للسماء الواسعة الخالدة ، وكذلك تمثّل الدائرة الصّفر ، في شكله العربيّ الأساس ، فالصّفر في السحر ، رمز للكون ، للكلّ ، وللفراغ .


                    يتبع
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-11-03, 08:25 PM.

                    تعليق


                    • #11



                      العدد واحد (1)
                      يظهر أنّ الشّاميّين عموما كانوا يستخدمون لفظة (رأس) بمعنى (واحد) ، تماما كما يقول اللبنانيون اليوم : (رأس غنم) ، و(رأس بقر) ، و(رأس خيل) ، يريدون واحدا من هذه الحيوانات . كذلك استخدموا اللفظ (أوّل) بالمعنى نفسه . وقد أطلق العرب في العصر الجاهلي ، على اليوم الأول من الأسبوع اسم (أوّل) ، والأوّل تعني مبتدأ الشيء ، يقال : (أوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر) . قال البحتريّ :

                      وأزرق الفجر يبدو قبل أبيضهى ....... وأوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر

                      ومن الطبيعي أن يسمى اليوم الأوّل من الأسبوع (أوّل) لأنه مبتدأ الأسبوع . واللفظ (واحد) من جذر ساميّ مشترك : (حد) ، ولا اعتبار للألف ، والواو ، والياء التي تضاف في أوّله . والمعنى الأصيل لهذا الجذر هو (الفصل) ، و(التفرقة) ، ومن ثمّ معنى الوحدة ، - ويظهر هذا المعنى واضحا في قول أبي تمّام :

                      السيف أصدق إنباء من الكتب ,,,. في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب
                      والضّم الذي هو إضافة وحدة إلى وحدة أخرى . ومن فكرة (الفصل) ، و(الحدّ) أخذوا فكرة الواحد المنفصل المستقلّ عن غيره . و(الأحد) في اللغة العربية هو (الوحيد الفرد) ، واسم من أسماء الله تعالى ، وهو الفرد الذي لم يزل وحده ، ولم يكن معه آخر . وما تزال اللغة السريانية تحتفظ بشكله الثّنائيّ الأوّل : Had
                      . كذلك يظهر في اللغة العربية بدون ألف في أوّله بلفظ (حادي عشر) . أمّا في اللغة العبرية ، والسّبئيّة ، والفينيقيّة ، فيظهر هذا الجذر بألف في أوّله Eha

                      .
                      العدد واحد في اللغة العربية القديمة ولهجاتها

                      العدد واحد في الجابلية (ط د) (ط ت) والمهرية (ط د) (طِ ت) والقتبانية (ط د) ومن المرجح أن مؤنث العدد واحد في القتبانية هو (ط ت) وهذا ما يؤكده النقش الذي اكتشف في مدينة (تمنع) كما هو الحال في لهجات العربية القديمة الجبالية ، والسبئية تختلف عن القتبانية ولهجات الأحقاف إذ أن العدد واحد يكتب في السبئية (ء ح د) (ء ح د ت) ونستطيع القول أن السبئية ومن خلال العدد (ء ح د) أكثر تطورا أو بمعنى آخر أنها أقرب إلى الفصحى ، ومن المرجح أن الهمزة قلبت إلى واو وفي مراحل لاحقة ومن بعد ذلك أضيفت الألف بين الواو والحاء ليأخذ العدد واحد شكله الذي نعرفه عليه الآن .

                      الواحد عند الديانات والشعوب


                      عند المسلمين

                      جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة : (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو) <163> . وفي سورة هود : (ولو شاء ربّك لجعل الناس أمّة واحدة) <118> . يفخر البطل بانتمائه إلى الديانة الإسلامية حيث تقول الآية (لا إله إلا الله) . فالبطل هو المدافع الأساسي عن الفكرة الدينية التي نشأ عليها ، وهو يقاتل ويستشهد في سبيل الله وسبيل عقيدته . ويمكن أن نقول إن العدد واحد مسئول إلى حدّ ما عن هذا القتال . ويروي التراث الإسلامي أنه إذا دخل شخص مسلم إلى بلاد أحد الملوك أو الأمراء من غير المسلمين ، فهو يقول في لهجة ملؤها التّحدّي : (سلامي ، في هذا البلاط ، على من يعرف أنه في ثمانية عشر ألف كون ، الله واحد) . وفي الإسلام يرمز إلى الله بالعدد واحد . قال الله عزّ وجل في كتابه العزيز : (قل هو الله احد ، الله الصّمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد) .

                      عند
                      المسيحيين
                      تؤمن المسيحية بإله واحد في ثلاثة أقانيم . ويقول القدّيس أثناسيوس (إنّ إله المسيحيين هو الإله الواحد) . ويحدّد القديس أغوسطينوس الوحدة بأنها تتمثّل (بالإله العظيم الواحد ، مبدأ الأشياء كلّها) . عند العبرانيين جاء في العهد القديم : (يهوه واحد اسمه واحد) ، ويعود الواحد إلى الرّب الإله ، فجاء في تثنية الإشتراع : (اسمع يا إسرائيل إنّ الرّب إلهنا ربّ واحد) <6:4> . وفي الأبجدية العبرية ، يتطابق الواحد مع الحرف (N) الذي يمثل رجلا يرفع يده إلى السماء ويشير بالثانية إلى الأرض ، محقّقا الوحدة في الكون ، تلك الوحدة التي تعتبر مبدأ الحياة في خلاصة روح الكائن الآدميّ الكونيّ .

                      عند المتصوّفة

                      قبضت الشرطة على الحلّاج في الثالث عشر من تشرين الأوّل في العام 1913م وسجنته في بغداد ، وقيّد في السجن بسلسلة لها ثلاث عشرة حلقة . وعند تنفيذ الحكم فيه ، جلده السّيّاف ألف سوط . وكان الحلّاج مع كل جلدة يقول : (أحد أحد) . أكان في ذلك يتذكر بلالا الحبشيّ وؤذن رسول الله عندما امتحنته قريش في دينه فلم يقل وهو تحت وقع السّياط إلا (أحد أحد) ؟ . أم كان يتهكم على جلّاديه ويسخر منهم ، فلا يحسب من السّياط الألف التي تنهال عليه إلا واحدا ، على غرار ما فعله أبو يزيد البسطامي عندما جاءه رجل طالبا إليه أن يحسب له نقوده ، فلما ألقاها إليه أخذ أبو يزيد يقول : (واحد واحد) ، فسأله الرجل مستغربا فأجابه : (لا اعلم سوى الواحد ، والجمع يخرج من الواحد ، والواحد لا يخرج من الجمع ، لأن الحساب لا يتم إلا بالواحد . وإذا تمّ ألف ونقص منه واحد يسقط اسم الألف من الآلاف) . <كتاب الحلّاج د. سامي مكارم> .

                      عند الماسونيين

                      تؤمن الماسونية بإله واحد خالق السماء والأرض وتسميه (مهندس الكون الأعظم)< من الدستور الماسونيّ العام> . في الماسونية الرّمزية ، تعطى وحدة المحفل وتناسقه الداخلي فكرة عن المهندس الأعظم في خطته للخلق . <من الدستور الماسونيّ العام> . في موضوع الموظفين العظام وواجباتهم ، يحافظ الحاجب الخارجي الأعظم على نظام المحفل ونظافة داخله ، ويوزع المراسلات على الأعضاء في أوقاتها ، ويساعد الحارس الداخلي في أعماله . وعلامته سيف واحد . <من الدستور الماسونيّ العام> .

                      عند الموحدين (الدّروز)

                      يقول الموحدون (الدّروز) : إن الله لا إله إلا هو ، وحده لا شريك له ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . له الملك وله الحمد ، حيّ قيّوم ، جلّ ذكره عن وصف الواصفين ، لا يدرك ، رحيم شفوق ، واحد أحد فرد صمد منزّه عن الأزواج والعدد ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو علّام الغيوب والحقّ الذي صدر عنه النّور ، ديّان إليه المرجع والمصير .

                      عند إخوان الصفاء

                      يقول الإخوان إنّ العدد واحد يدلّ إلى وحدانية الباري وكيفية اختراعه الأشياء وإيداعه لها ، وذلك أن الواحد الذي قبل الاثنين ، وإن كان منه يتصوّر وجود العدد وتركيبه ، فهو لم يتغير عمّا كان عليه ، ولم يتجزأ . ويضيف الإخوان أنّ الواحد هو أصل الأعداد ، وهو لا جزء له ، ولا مثل له ، وهو يحوط الأعداد كلّها .


                      في السحر

                      يرى كورنيليوس آغريبا (أنّ العدد واحد يعود إلى الإله العظيم ، فهو واحد ولا عدد له ، يخلق الأشياء العديدة ويحتويها في شخصه) . وفي ورق اللعب تصوّر الوحدة بالورقة الأولى ، البهلوان ، فيعكس خياله التمثيل الصّوري للحرف العبريّ (ألف – Aleph) .

                      في علم النّفس

                      اختار عالم النفس يونغ (Jung) سلسلة من الرموز أطلق عليها تسمية (الرموز الجامعة) وهي رموز تصالح ما بين المتناقضات ، وتحقّق خلاصة للتّضادّات ، مثل مربع الدائرة ، خاتم سليمان ، الدولاب والزودياك . ويكتنز الرمز الواحد الموحّد طاقة نفسية خارقة ، ولا يتمظهر في الأحلام إلا عندما يكون مفهوم الوحدة متقدّما .

                      الوحدة

                      يرمز إليها العدد واحد في الحساب ، يمثّل العدد فكرة العددية ، فالوحدة في حدّ ذاتها ليست عددا بالمعنى الحسابيّ للكلمة . إنها بالأحرى فكرة مميّزة ، فتعتبر جذر كل فكرة عددية ، ومنها تنطلق الأعداد كلها ، على اعتبار أنّ العدد (مجموعة وحدات) .

                      في مـصـر

                      حاز الواحد قداسة خاصة في الفكر المصري ، فقد ارتبط بالألوهة ، وبالبدء ، وبالزمن الأوّل الذي لم يكن قد وجد فيه شيء على أرض مصر ، فهو تجسّد المطلق والوحدة ، وهو يولد التّعدّد من ذاته . ويؤكد (واليس بدج) في كتابه (الديانة الفرعونية) أنّ المصريين القدماء كانوا يؤمنون بإله واحد ، موجود بذاته ، خاد ن غير مرئيّ ، أبدي ، عليم ، قدير ، لا يحيط به عقل ، خالق السماوات والأرض والعالم الأسفل ، خالق السماء والبحر والرجال والنساء . الله واحد ووحده ، وليس معه أحد سواه ، الله هو الواحد ، الواحد الذي خلق كل شيء . وتقول برديّة (نسي آمسو) : (صنع الواحد فمه ، وبفمه نطق باسمه ، بكلمة القدرة ، فأوجد ذاته ، وبزغ من المادّة الأولى التي وجدت بغير شكل منذ الأزل ، وكان الواجد كامنا فيها ، وكان اسمه أوزيريس) . وفي كتاب الموتى ، يقول الإله : (أنا الواحد ، أنا الأوحد ، أنا رع الذي بزغ في البدء) .

                      العدد واحد والأبراج
                      هذا الرقم 1 يمثّل في هذه الرّمزية ، الشمس . إنه البداية – تلك التي أبدعت بقية الأرقام التسعة . إن أساس كل الأرقام هو 1 – أساس كل حياة هو 1 . إن هذا يمثّل كل ما هو مبدع ، وفرديّ ، وإيجابي . فإن الشخص المولود في ظل عدد المولد 1 ، أو أي عدد من سلسلته ، يتمتع بالمباديء الأساسية التي تجعله في عمله خلّاقا ، ومبتكرا ، وفرديّا ، ومستقلّا إلى أبعد الحدود ، محدّد النظريات والاتجاهات ، وبالتالي يكون على شيء من العناد نوعا ما ، وحازما في كل الشؤون التي يقوم بها .
                      إن ذلك يختص بكل الرجال والنساء المولودين في ظل العدد 1 ، مثل المولودين في الأوّل من أيّ شهر ، أو في 10 منه ، أو في 19 منه ، أو في 28 منه (مجموع كل عدد من هذه الأعداد يساوي 1) ، ولكن على الأخص إذا اتفق أن كانوا من مواليد الفترة بين 21 تموز و28 آب ، التي هي فترة دائرة البروج المسماه (منزل الشمس) ، أو من مواليد الفترة بين 21 آذار و28 نيسان ، عندما تدخل الشمس الاعتدال الربيعي ، وتعتبر مرتفعة ، أو كلية القوة خلال هذه الفترة . لهذا السبب الذي ستلاحظون أنه ذو أساس منطقيّ ، في كون مواليد العدد 1 في هذه الفترات الخاصة يجب أن يتمتعوا بالخاصيات التي ذكرت ، فهم ذو طموح يكرهون التقيد ، وهم يبرّزون دائما في المهنة أو العمل الذي يقومون به مهما يكن . إنهم يرغبون في أن يصبحوا رؤساء في أي عمل يمتهنونه ، وإذا ما تولوا رئاسة دائرة ما فإنهم يحافظون على سلطتهم ويتطلّعون إلى احترام مرؤوسيهم لهم .
                      أما خارج أعدادهم الخاصة ، فإن علاقة هؤلاء الأشخاص من ذوي العدد 1 تكون على أفضل حال مع مواليد العدد 2 ، و4 ، و7 ، (أمثال أولئك المولودين في الثاني ، والرابع ، والسابع ، والحادي عشر ، والثالث عشر ، والسادس عشر ، والعشرين ، والثاني والعشرين ، والخامس والعشرين ، والتاسع والعشرين ، والحادي والثلاثين ، وبخاصة أولئك المولودين في الفترتين القويتين المذكورتين سابقا . إن أفضل أيام الأسبوع وأوفرها حظا بالنسبة إلى مواليد العدد 1 هما يوما الأحد والإثنين ، ويلي ذلك أعدادهم القابلة للتبادل 2 ، و4 ، و7 . إن أكثر الألوان جلبا للحظ بالنسبة إلى مواليد العدد 1 ، هي جميع درجات الألوان الذهبي ، والأصفر ، والبرونز ، إلى الذهبي الضارب إلى اللون البنّي.
                      أما جواهرهم المحظوظة : فهي التوباز ، والكهرمان ، والألماس الأصفر ، وجميع الحجارة الكريمة ذات الألوان هذه . وإذا أمكن يتعيّن عليهم أن يحملوا قطعة من الكهرمان ملاصقة لبشرتهم .

                      العدد 1 والأمراض
                      الأشخاص ذوو العدد 1 ، وال10 ، وال19 ، وال28 من أي شهر ، لديهم نزعة إلى الإصابة بمرض القلب بشكل أو بآخر ، من مثل الوجيب (خفقان القلب بسرعة) ، أو عدم انتظام الدورة الدموية ، وفي الفترة المتقدمة من الحياة ، الإصابة بضغط الدم الشرياني المرتفع . وهم ، على وجه الاحتمال ، يعانون اضطرابا في العينين أو اللاإستجمية (علّة في العين أو العدسة ، تجعل الأشعة المنبعثة من نقطة من الشيء لا تجتمع في نقطة بؤرية واحدة ، وبذلك يبدو ذلك الشيء للعين على نحو غير واضح) ، ويستحسن أن يجروا فحصا دوريا لنظرهم .
                      تناسبهم بعض الأعشاب والثمار مثل العنب ، البابونج ، الورت ، الزعفران (الجاوي) ، كبش القرنفل ، جوزة الطيب ، الحمّاض ، لسان الثور (عشب أوروبي أزرق الزهر) ، جذور الجنطيانا ، ورق الغار ، الليمون ، البلح ، الصعتر ، المرّ ، رعي الحمام المسكّي ، الزنجبيل ، والشعير (خبز الشعير من الشعير) ، كما ينبغي ان يأكلوا عسلا بقدر ما هو باستطاعتهم . الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : تشرين الأول ، كانون الأول ، وكانون الثاني

                      تعليق


                      • #12
                        رائع جدا هذه التحاليل

                        وهناك علوم صينية حديثة منذ القرن التاسع عشر تتحدث عن جدولة خاصة فقط بأرقام المواليد من كل شهر .. وشخصياتهم وفصلة دمهم وما هم قابلين للتعرض له او خلاف ذلك

                        ولكن ليس فقط الواحد والصفر له هذه الخاصيات العددية فكل عدد له محاوره الخاصة في مسألة الحضارات كما ذكرت انت سابقا
                        او مسألة المواليد وخصائصهم النفسية والإجتماعية على المدى البعيد

                        وهو ليس نوعا من التنجيم بل هي مجرد احصائيات عالمية قامت بها لجنة مختصة في هذه المسائل وبرع بها الصينيون وقاموا بجدولتها
                        بجداول تحاكي الأبراج الإثني عشر الفلكية والأبراج الصينية الإثني عشر برجا معتمدا حسب عدد الأشهر في السنة الواحدة

                        وكل برج من هذه الأبراج له خصائصه فأما الأبراج الفلكية فتحكي عن خصائص المولود بشكل عام
                        اما الأبراج الصينية فهي اكثر تفصيلا .. حيث تتكلم عن الخصائص التفصيلية لكل يوم من أيام المواليد
                        من أول يوم في الشهر حتى نهايته سواء كان 30 أو 31 بالأشهر القمرية

                        تحياتي لك وأتمنى ان اجد تعليقات خاصة بك في كل مواضيعك وتكون على حدى
                        المقال الأول في المشاركة العاشرة #10 قرأته سابقا بالنسبة للأعداد المحايدة كالصفر

                        احترامي اخي
                        وبالتوفيق في الدنيا والآخر يارب
                        [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                        نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                        أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                        Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                        اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                        مدارك Perceptions

                        تعليق


                        • #13



                          العدد اثنان
                          في اللغة العربية القديمة ولهجاتهااثنان – اثنتان
                          في الجبالية (ث رُ ه) (ثُ رُ ت) وفي المهرية (ث رْ ه) (ثْ ر ت) ، في السبئية (ث ن ي) (ث ت ي) ، وهناك احتمال أن (ث ن ي) السبئية تطورت عن (ث ر ه) وذلك بعد أن قلبت الراء التي في (ث ر ه) إلى نون فأصبحت (ث ن ه) . وفي تطورات الطور السبئي حلت الياء محل الهاء وكأن هناك اتجاها أو مسارا تندفع من خلاله العربية لتصل إلى صورتها الحالية ، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم أضيفت نون إلى العدد ليأخذ شكله النهائي (اثنان) .

                          تعريف للعدد اثنين
                          يظهر لنا بأنه قبل استعمال (اثنان) بمعناها المجرد كانوا يستعملون لفظا أو ألفاظا أخرى حسية ملموسة تدل على فكرة اثنين كما استعملوا (رأس) و(أوّل) للتعبير عن الواحد . وهي ألفاظ ذات معان حسية مأخوذة عن الجسم . وألفاظ الاثنين مأخوذة عن أعضاء الجسد أيضا . فقد قالوا (آخر) و(الآخر) بمعنى الثاني . واللفظ مأخوذ من جذر ساميّ مشترك يفيد المؤخّرة والقفا على أساس أن الوجه هو الأوّل ، والظّهر ضدّه فهو الآخر . وقالوا : (قرن) وقرين ، وقالوا (العقب) والقفية وأمثال هذه الألفاظ . وجميعها تدلّ على فكرة الثنائية . ومن هذا القبيل (كلا) و(كلان) وفي العبريّة Kelayin لفظ مثنى يدل على اثنين . امّا لفظ (اثنين) فهو ساميّ مشترك باستثناء الآراميّة والسريانيّة فهو Trin . ولفظ (ترين) لا يزال حيّا شائعا في لهجة لبنان العاميّة ويستعملونها بمعنى الرفيق والشريك في اللعب . فكانوا يسألون ، إذا كانت اللعبة تتطلب أن يكون اللاعبون اثنين اثنين . (مين تريني ؟) أي من هو رفيقي وشريكي أو ثانيّ . ويظنّ أن حرف الراء في Trin (ترين) حرف زائد أقحم لفك الإدغام : ثن . ودليلنا على ذلك أن العدد الوصفي في السريانية هو Tinyana لا تريانا . وأهم من هذا كون الجذر (ثن) أو (شن) كما هو في العبرية ، ساميّا مشتركا . وأصل المادة ، أي المعنى الأصليّ ، الطيّ والليّ (مصدر طوى ولوى) والتضعيف . ومن فكرة الطّيّ والليّ والتضعيف أخذوا فكرة التثنية . طيّ الورقة أو القطعة يعني جعلها اثنين . وثنى تعني طوى ولوى وضاعف . ولفظ (اثنان) مثنّى فكأنه مثنّى (إثن) أو (ثن) (الهمزة غير أصلية ولذلك تسقط) ويقابل هذا كونه في العبرية أيضا بلفظ المثنى : Shenayin . ويجب ان نذكر بهذه المناسبة أن جذر (ثنى) هو غير الجذر الذي يشتقّ منه لفظ السّنة . السّنة مشتقّ من جذر يفيد التغيّر والتحوّل فكأن السنة عندهم تعاقب للفصول . في العبرية Shana = سنة ومأخوذة عن فعل معناه تغيّر وتبدّل .

                          بقي أن نشير إلى أن (الاثنين) اسمان قرينان لا يفردان ، لا يقال لأحدهما (إثن) ، كما أن (الثلاثة) أسماء مقترنة لا تفرق ، وهمزتها همزة وصل . أما (الإثنان) الذي هو اسم اليوم الثاني من الأسبوع ، فهمزته همزة قطع .

                          العدد اثنان مع الديانات والشعوب

                          العدد اثنان عند المسلمين
                          الأمثلة لذلك كثيرة جدّا ، ولكن سنكتفي بذكر اليسير منها :-
                          • [*=right]حكي عن محمد بن جعفر أنه قال : كنت مع الخليفة في زورق ، فقال الخليفة أنا واحد ، وربّي واحد ، فقلت له : اسكت يا أمير المؤمنين ، لو قلت ما قلت مرّة أخرى لنغرقنّ جميعا . قال : لم ؟ قلت : لأنك لست بواحد ، إنما أنت اثنان : الروح والجسد ، من اثنين الأب والأم ، في اثنين الليل والنهار ، باثنين الطعام والشراب ، مع اثنين الفقر والعجز . والواحد هو الله الذي لا إله إلا هو .
                            [*=right]
                            [*=right]ليس شيء أحبّ إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله ، وقطرة من دم يهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله) . الترمذي والضياء عن أبي أمامة (الجامع الصغير) .
                            [*=right]
                            [*=right]روي أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إني أصوم شهر رمضان ، وأصلي كل يوم خمس صلوات ولا أزيد على هذا ، لأني فقير ليس عليّ زكاة ولا حج ، فإذا قامت القيامة ففي أي دار أكون أنا ؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إذا حفظت عينيك عن اثنين : عن النّظر إلى المحرمات ، والنّظر إلى الخلق بعين الاحتقار ، وحفظت قلبك عن اثنتين : عن الغل والحسد ، وحفظت لسانك عن اثنتين : عن الكذب والغيبة تكون معي في الجنّة) . (روح البيان) آخر سورة آل عمران .
                            [*=right]
                            [*=right]شيئان شينان في الإسلام : الشّفاعة في الحدود ، والرّشوة في الأحكام .(من بلاغات الزمخشري) .

                          العدد اثنان عند المسيحيين
                          العدد اثنان هو رمز الصّليب بامتياز . ويتألف الصّليب من خشبتين – علامتين : خطّ عموديّ وخطّ أفقيّ ، فينطلق العموديّ من الأرض باتجاه السماء ، ومن السماء باتجاه الأرض ، والأفقيّ من الذات إلى الغير ، ومن الغير إلى الذات . وتلتقي الخشبتان – الخطّان عند موضع وقع على كتف السّيّد المسيح وهو يحمل صليبه على طريق الجلجلة . والموضع ذاته كان خلف قلبه الذي طعن بحربة ، فالّليب مجسّم لمجمل علاقات الإنسان ، وذروة ما قدّمه الإنسان الإله .
                          لقد أعطى آباء الكنيسة العدد اثنين معنى سلبيا هو معنى القسمة وقلّة الكمال باعتباره يمثّل المادّيّة الأخلاقية في الوحدة الجسديّة . وفي العهد الجديد ، تحدّث الإنجيليّ متّى عن سمكتين في أعجوبة كسر الخبز (14 : 19) ، وعن صلب لصّين عن يمين السّيّد المسيح ويساره (27 : 38) ، وتكلّم الإنجيليّ لوقا عن حمامتين ويمامتين (2 : 24) ، وعن سيفي بطرس (22 : 38) . وذكر سفر أعمال الرّسل ملاكين شهدا على صعود السّيّد المسيح إلى السماء (1 : 10) . وجاء في سفر رؤيا يوحنّا كلام عن شاهدين وزيتونتين ومنارتين (11 : 3 – 4) .
                          وفي الرّمزية الهندسية ، كانت الشبابيك المزدوجة في الكاتدرائيات ترمز إلى الطبيعة الثّنائية للسّيّد المسيح – إله وإنسان - .
                          العدد اثنان عند العبرانيّين
                          عند العبرانيّين ، يعتقد الناس أن الرّب الإله جعل من العدد اثنين أساسا للعالم . وفي التراث ، يرمز الاثنان إلى الشرّ ، وهو عدد سلبيّ ونسائيّ ، فيقول سفر التكوين : إنّ الرّب الإله خلق المرأة في المرّة الثانية (2 : 23) . ويؤكّد النّصّ الأصليّ للتّوراة أنّ الرّب الإله خلق حوّاء من عضو آدم وليس من ضلعه . وفي السّفر نفسه ، قال الرّب الإله لنوح (Noah) : (من كل حيّ من ذي جسد اثنين من كلّ تدخل التابوت لتحيا معك . ذكرا وأنثى تكون) (6 : 19) ، وتفسيرها أن الكائنات غير الناطقة تشترك للعقاب والخلاص في مصير الإنسان الذي أفسد شرّه الخليقة كلّها . ويذكر سفر التكوين ، أيضا ، أنّ لوط (Loth) كان له بنتان . فسقتا أباهما خمرا وضاجعتاه وحملتا منه ، وولدت الكبرى ابنا وسمّته موآب وهو أبو الموآبيّين ، والصّغرى ولدت ابنا وسمّته بنعمّي وهو أبو بني عمّون إلى اليوم (19 : 35 –38) . ويحكي سفر التكوين ، كذلك عن وجود أمّتين في جوف رفقة (25 : 23) ، وتفسيرها أن صراع الولدين ينذر وهما في بطن أمّهما ، بعداوة الشّعبين الشّقيقين . وعند العبرانيّين ، يتألف التلموذ من قسمين : المشنة (Mishanah) والجمارة
                          (Gemara) . وكلمة مشنة تعني التّثنية والتّرديد ، وهي توضيح للشّريعة الشّفهيّة وضعه الرّبابنة تحت إشراف الحاخام يهوذا هاناسي (Judah Hanasi) بعد التّمحيص في مختلف الأعراف . أمّا الجمارة ، فهي مجموعة توضيحات وتعليقات على المشنة ، وهنالك مجموعتان من هذه التّعليقات ، وتاليا تلمودان هما التّلموذ الأورشليميّ والتّلمود البابليّ . وقد جرى تنظيم التّلمود الأورشليميّ في فلسطين – صفوريّة وطبريّة وقيصريّة – وهو ينسب في غالبه إلى الحاخام يوحنان (199 – 279م.) ، إلا أنّ تدوينه النهائي تمّ في نهاية القرن الرابع . أمّا التلمود البابليّ فيتضمّن التعاليم الصّادرة عن رجال الدين في بابل ، وهو أحدث من تلمود أورشليم وأكثر أهمية منه ، فالمسائل بحثت فيه بصورة أكثر عمقا ، وهو يشكّل ، إلى جانب العهد العتيق ، مرجعا دينيا رسميا بالنسبة إلى الديانة العبرية .
                          العدد اثنان عند المتصوّفة
                          يؤمن المتصوفة بالإمامين ، وهما شخصان أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت ، والآخر عن يساره ونظره في الملك ، وهو أعلى من صاحبه وهو الذي يخلق الغوث .
                          العدد اثنان في الهند
                          ينظر الهنود غلى العدد اثنين على أنه مبدأ الشّرّ . ويؤمن البوذيّون بمبدأين يتصارعان مدى الحياة : مبدا الراحة الذي يميل إلى تدمير الأشكال الحيّة ، ومبدأ النشاط الفاعل الذي يميل إلى خلق الأشكال المادية . وفي الهند ، يملك آغني (Agni) وجهين : وجه مسالم ووجه رهيب .
                          العدد اثنان في اليونان
                          في اليونان أطلق إمبيدوكليس (Empedocle) نظرية تقول إنّ العالم خلق من قوّتين متضادّتين : الحب والكره . وتحتفل اليونان بالألعاب الاستميّة (Isthmian games) وهي مباريات تقام في إستميا قرب كورنثة (Corinth) مرّة كل سنتين في الربيع على شرف بوسيدون (Poseidon) . وتأتي هذه الألعاب في المرتبة الثانية بعد الألعاب الأولمبية في شعبيتها . وتبدأ الأعداد الفيثاغورية بالعدد اثنين وليس بالواحد . وهذا النظام الثنائي للأعداد يشكل ركن الرياضيات الحديثة .
                          وفي اليونان ، كان الإسكندر يستعمل الحكمة في مقاصده ويستظهر برأي معلمه أرسطوطاليس (Aristotle) في مطالبه . قيل لذلك إنه ذو القرنين ، وأوّل هذا اللقب ببلوغه قرني الشمس أي مطلعها ومغربها ، وأوّله آخرون أنّ ذلك لنجاته من بين قرنين مختلفين عنوا بذلك الروم والفرس . العدد اثنان والفلك
                          ترمز ثنائية الشمس – القمر إلى التّحديد واللاتحديد أو إلى الروح والمادّة ، وبحسب أرسطو (Aristofle) إلى المادّة والشكل . وجاء في الفيدا (Vedas) : الشمس هي الحياة ن والقمر هو المادّة .
                          العدد اثنان والأبراج

                          يمثل العدد 2 في المجموعة الرمزية ، القمر . وله الصفات النسائية المميزة للشمس ، والأشخاص ذوي العدد 2 هم بطبيعتهم رومنطيقيون ، وعلى جانب من اللطف ، والخيال ، والميل إلى الفن . وإن الأشخاص ذوي العدد 1 هم خلاقون كذلك ، ولكنهم ليسوا فعالين مثلهم في تنفيذ أفكارهم . خصالهم ومزاياهم هي على الصعيد الفكري والعقلي أكثر منها على الصعيد الجسدي . وهم نادرا ما يكونون أقوياء جسديا مثل مواليد العدد 1 . إن الأشخاص ذوي العدد 2 هم كل المولودين في الثاني ، أو الحادي عشر ، أو العشرين ، أو التاسع والعشرين من أي شهر ، إلا أن خصائصهم تكون أبرز إذا كانوا مولودين بين 20 حزيران و27 تموز ، وينبغي لهم العمل على تنفيذ مخطّطاتهم وآرائهم الرئيسية في هذه الفترة المذكورة ومع أرقام ولادتهم في 2 ، أو11 ، أو20 ، أو 29 من أي شهر .
                          إن أيام الأسبوع الأكثر حظا بالنسبة إليهم هي أيام الأحد والاثنين والجمعة ، وبخاصة إذا صادف أحد أعدادهم المذكورة آنفا ، وبعد ذلك أرقامهم القابلة للتبادل وهي : 1 ، 4 ، 7 مثل الأول ، أو الرابع ، أو السابع ، أو العاشر ، أو الثالث عشر ، أو السادس عشر ، أو التاسع عشر ، أو الثاني والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو الثامن والعشرين ، أو الحادي والثلاثين من الشهر .
                          إن الأخطاء الرئيسية التي ينبغي لهم تجنبها هي كونهم مترددين ، لا يقرّ لهم قرار ، تعوزهم الاستمرارية في خططهم وأفكارهم وانعدام الثقة بالنفس . وهم كذلك ميالون إلى الحساسية المفرطة ، وتراهم بسهولة تامة يقنطون ويكتئبون إذا لم يوجدوا في محيط مرح سعيد .
                          بالنسبة إلى الألوان التي تجلب لهم الحظ ، ينبغي أن يرتدوا كل درجات اللون الأخضر ، من أغمق لون إلى أفتح لون فيه ، وكذلك اللون (الكريم) والأبيض ، ولكن ينبغي لهم ، ما أمكن ، تجنّب كل الألوان القاتمة ، وبخاصة اللون الأسود ، والأرجواني ، والأحمر الغامق . إن حجارتهم الكريمة ومجوهراتهم الخاصة التي تجلب الحظ ، هي حجارة القمر ، والحجارة ذات اللون الأخضر الشاحب ، وينبغي لهم أن يحملوا قطعة من الحجر الكريم المعروف باليشب دائما ، وإذا أمكن ، أن يكون ملاصقا لبشرتهم .
                          العدد 2 والأمراض
                          الأشخاص ذوو العدد 2 ، أو جميع الذين عدد مولدهم هو ال2 ، أو ال11 ، أو ال20 ، أو29 ، لديهم نزوع إلى الإصابة بألم في المعدة وأعضاء الهضم . وهم معرضون لمثل هذه الأمور كالتسمّم التوميني (وبخاصة بتناول الأطعمة المعلبة الفاسدة) ، والاضطرابات المعوية ، والالتهابات في الأحشاء ، والأورام الداخلية ، والأورام الخبيثة ، الخ .....إنّ الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم من أي شهر هي مثل : الخسّ ، الكرنب (الملفوف) ، اللفت (السلجم) ، الخيار ، البطيخ ، الهندباء البريّة ، بزر اللفت ، بزر الكتّان ، ماء لسان الحمل (أو آذان الجدي) ، موز الجنّة ، ورماد الصفصاف . الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الثاني ، شباط ، وتموز .



                          تعليق


                          • #14


                            العدد ثلاثة (3)

                            كان العدد 3 عددا مقدسا عند الساميين ، عموما ، والعبرانيين خصوصا ، فالكون مؤلف من ثلاثة : السماء ، والأرض ، والبحار . وكانت آلهة البابليين العظيمة ثلاثة : (آنو) للسماء ، و(بعل) للأرض ، و(أيا) للمياه والغمر . وهذا العدد يرمز ، أيضا ، إلى الثالوث القدّوس . وكثيرا ما كان العبرانيون يشدّدون على أمر ما بالتوكيد عليه ثلاث مرات ، كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب هو) (أرميا 7 : 4) ، و(يا أرض ، يا أرض يا أرض ....) (أرميا 22 : 29) ، و(منقلبا ، منقلبا ، منقلبا اجعله) (حزقيال 21 : 27) ، و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) (أشعياء 6 :2) . وهو يرمز إلى الخير والفأل والحظّ الحسن . يمثّل الثلاثة الخلق ، لذلك تعرف معظم الديانات ثلاثة وجوه للإله الذي خلق العالم من العدم . وهنا يقول بالزاك (إنّ العدد ثلاثة علامة الخلق ، وهو عدد يعجب الله) .

                            وردت اللفظة (ثلاثة) بلفظ واحد في جميع اللغات الساميّة .
                            • [*=right]
                              في اللغة العربية : ثلاثة .
                              [*=right]
                              في اللغة العبريّة : (شالوشا) (Shalocha) .
                              [*=right]
                              في اللغة الآراميّة : (تالاشا) (Telatha) .
                              [*=right]
                              في اللغة السريانيّة : (تالاشا) (Telacha) .

                            ونظنّ أنّ هذه اللفظة مشتقّة من جذر ساميّ مشترك يفيد الكثرة ، والعرمة ، والكومة . فالفكر العددي تطور عند الأمم السامية مبتدئا بالواحد الذي كان يرمز إليه بخط عمودي (1) (كما في الأرقام الرومانيّة) ، وهذا الخط يرمز إلى فكرة الفصل والحد بين وحدة وأخرى ، كما أسلفنا القول في العدد (واحد) . ونشأت فكرة (الاثنين) من فكرة الطّي والكيّ والمضاعفة ، هكذا (1 1) (كما هو في الأرقام الرومانية) ، وقد أسلفنا القول فيه أيضا . أمّا (الثلاثة) ، فيجب أن تكون عند الساميين هكذا : (¹ 1 1) ، وليس كما هي عند الرومان : ( 1 1 1) ، بل رسما يمثّل العرمة ، والكومة ، والتّلّة . ومن فكرة العرمة ، والكومة ، والتّلّة ، أخذ الشّاميّون فكرة (الثلاثة) .
                            ونكاد نجزم أنّ جذر (الثلاثة) ثنائيّ ساميّ مشترك وهو (ثل) ، أو (شل) ، وفي الآرامية (تل) . وأصل المادّة : العرمة ، والكومة ، والتّلّة ، والكثرة . ومعنى الكثرة ورد في القرآن الكريم : (ثلّة من الأوّلين ، وقليل من الآخرين) (الواقعة : 13 - 14) . و(ثلّة من الأوّلين وثلّة من الآخرين) (الواقعة 39 – 40) . ولفظة (ثؤلول) العربية ، التي هي من الجذر الثنائي (ثل) ، تعني الارتفاع والنّتوء . وربّ سائل يسأل : كيف ارتقى الجذر الثنائيّ (ثل) حتى يصبح (ثلث) ؟ والجواب أنّ الثّاء الثّانية في (ثلث) للمبالغة والتكثير . ومن المعروف أنّ تكرار الحرف ، في اللغات السامية ، يفيد الشّدّة ، والتكثير ، ويقال في العامية اللبنانية – مثلا – (فرفح قلبي) بزيادة فاء في فرح للدلالة على شدّة الفرح . وربّما يكون الطور الأوّل من تطوّر الجذر (ثل) هو تكراره : (ثل ثل) ، ثمّ أصبح ، مع الزمن ، (ثلث) بحذف اللام الثانية ، على مبدأ السهولة والاقتصاد اللغويّ .
                            العدد ثلاثة في العربية القديمة ولهجاتها
                            ثلاث – ثلاثة
                            في الجبالية (شُ2 ل×ثْ ِ ت) ، (شْ2 ه ل ِْ ث) ، واللام في شُ2 ل×ث ت) مدغمة بحيث لا يكاد السامع أن يتبين أنها تنطق بجلاء في (ش2 ه لْ ث) وقد تدغم اللام في حالة المذكر إلى درجة اقترابها من الغين في المهرية ، وتظهر بوضوح في حالة التأنيث (ش2 ل ث ِْ ت) (ش2 ه لِ ث) ، وفي السبئية ترد في النقوش (ش2 ل ث ت) (ش ل ث) . وهكذا كانت تكتب في المساند السبئية القديمة وكذلك المساند الحضرمية والمساند القتبانية ، أما في المساند السبئية الحديثة فنرى أن الثاء حلت محل الشين2 الجانبية فأصبحت (ث ل ث ت) (ث ل ث) . ومن هنا نرى اقتراب نطق العدد ثلاثة في المساند الحديثة العهد من طور الفصحى ومن النطق الذي نعرفه الآن للعدد ثلاثة وهذا دليل آخر على حركة التطور في العربية ، كما يعطينا استعمال الحرف (ش2) الذي في (ش2 ل ث ت) دليلا آخر على تطابق نطق الحرف المسندي مع الشين الجانبية التي نراها في المهرية والجبالية في نطق العدد ثلاثة (شُ2 ل×ث ت) ، وسبق وأشرنا إلى ذلك والدليل أيضا على أن هذه اللهجات لا زالت تحتفظ بأقدم صورة للعربية بين طياتها .
                            العدد ثلاثة عند المسلمين
                            ملاحظة : العدد ثلاثة عند المسلمين به الكثير من الأمثلة ، إليكم الآن البعض اليسير ، وسوف نقوم إن شاء الله بتكملة الباقي قريبا . في (روح البيان) تحت قوله تعالى : (وبالآخرة هم يوقنون) <البقرة – 4> قال أبو الليث رحمه الله تعالى في تفسير اليقين على ثلاثة أوجه : يقين عيان ، ويقين خبر ، ويقين دلالة . فأما يقين العيان : فهو أنه إذا رأى شيئا زال الشّكّ عنه في ذلك الشيء . وأما يقين الدلالة فهو أن يرى الرجل دخانا ارتفع من موضع يعلم باليقين أنّ هناك نارا وإن لم يرها . وأما يقين الخبر : فهو أنّ الرجل يعلم باليقين أنّ في الدنيا مدينة يقال لها بغداد وإن لم ينته إليها . فهاهنا يقين خبر ويقين دلالة ، لأنّ الآخرة حقّ ، ولأنّ الخبر يصير معاينة عند الرؤية . أما الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى قال في ذلك :
                            اليقين ثلاثة مراتب :
                            • [*=right]
                              علم اليقين .
                              [*=right]
                              عين اليقين .
                              [*=right]
                              حقّ اليقين .

                            وضرب مثلا لذلك فقال : هب أنّ فلانا سمع مثلا عن مدينة القاهرة كافة التفاصيل من أحد أصحابه ، هنا يكون قد حصل علم اليقين ، ولكن عندما سنحت الفرصة لهذا الشخص وهو في طريقه إلى أوربا بالطائرة وعندما كانت الطائرة تحلق فوق أجواء القاهرة رآها جلية و تحدث الطيار عن القاهرة وذكر تلك الأوصاف التي سمعها هذا الشخص سابقا ، عندها يكون ذلك عين اليقين . ودارت الأيام وسافر هذا الشخص إلى القاهرة وتجول فيها وعايش كل ما سمعة في السابق عن القاهرة فوجده مطابقا ، عندها يكون ذلك حقّ اليقين .
                            قيل عهد الله إلى خلقه ثلاثة عهود :
                            العهد الأول : الذي أخذه على جميع ذريّة آدم عليه السلام بأن يقرّوا بربوبيّته ، وهو قوله تعالى : (وإذ أخذ ربّك من بني آدم) <الأعراف – 172> . العهد الثاني : وقد خصّ به النّبيّين أن يبلّغوا الرسالة ويقيموا الدين وهو قوله تعالى : (وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم) <الأحزاب – 7> .العهد الثالث : وقد خصّ به العلماء وهو قوله تعالى : (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للناس ولا تكتمونه) <آل عمران – 187> .
                            وقال الصّوي : العهود ثلاثة :
                            عهد الله في الأزل لجميع الخلق على التوحيد وإتباع الرسل ، وعهد خاص بالأنبياء ، وهو تبليغ الشرائع والأحكام ، وعهد خاص بالعلماء وهو : تبليغ ما تلقّوه عن الأنبياء ، والكفار نقضوها . وفي الحديث : (ثلاثة في ظلّ عرش الله يوم القيامة ، امرأة مات عنها زوجها وترك عليها يتامى صغارا فخطبت فلم تتزوّج وقالت : أقيم على اليتامى حتى يغنيهم الله أو يموت . يعني : اليتيم . ورجل له مال صنع طعاما فأطاب صنيعه وأحسن نفقته ، فدعا اليتيم والمسكين . وواصل الرحم يوسّع له في رزقه ويمّ له في أجله ويكون تحت ظلّ عرشه . ثلاثة مواضع لا رابع لها يأمر نبيّه أن يقسم على ما أقسم عليه هو سبحانه . الأول : قوله تعالى : (ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنّه لحق) <يونس – 53> . الثاني : قال تعالى : (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربّي لتأتينّكم) <سبأ – الثالث : قال تعالى : (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربّي لتبعثنّ ثم لتنبّؤنّ بما عملتم وذلك على الله يسير)< التغابن – 7> .
                            للتوحيد ثلاث مراتب :
                            توحيد المبتدئين : لا إله إلا الله ؛ وتوحيد المتوسطين لا إله إلا أنت ، لأنهم في مقام الشهود فمقتضاه الخطاب ؛ وتوحيد الكمّل فإنهم يسمعون التوحيد من الموحّد لا إله إلا أنا ، لأنهم في مقام الفناء الكلّي . فلا يصدر منهم شيء أصلا . ولفظ (هو) إشارة إلى مقام المقرّبين ، لأنهم لا يرون وجودا لغير الله ، وهو وإن كان ضمير غائب يحتاج إلى مرجع ، ولكن يشتبه المرجع عند التّعدّد ، وحيث لم يكن سواه فهو المرجع . <انظر (روح البيان) تحت قوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم)>
                            (ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه من سواهما ، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار) . (ثلاثة ما كفروا بالله قط : مؤمن آل يس ، وعليّ بن أبي طالب ، وآسية امرأة فرعون) . وفي حديث آخر : (سباق الإسلام ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب يس ، وعلي بن أبي طالب) رضي الله عنهم . (ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل يقوم من الليل ، والقوم إذا صفّوا للصلاة ، والقوم إذا صفوا للقتال) . (ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصّائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرّب : وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين) .< زواجر في الكبيرة> . أحمد والترمذي وحسنه . وابن ماجه وأبنا خزيمة وحبان في صحيحيهما . وروى البزار (ثلاث متعلقات بالعرش : الرّحم تقول : اللهم إني بك فلا أقطع ؛ والأمانة تقول : اللهم إني بك فلا أخان ، والنعمة تقول : اللهم إني بك فلا أكفر) . (ثلاث أقسم عليهنّ : (ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزّا ، ومن تواضع لله رفعه الله) . (ثلاثة أصوات يباهي الله بهنّ الملائكة : الأذان ، والتكبير في سبيل الله ، ورفع الصوت بالتلبية) . (من حافظ على ثلاث فهو وليّ الله حقّا ، ومن ضيّعهنّ فهو عدوّ الله حقّا : الصوم ، والصلاة ، والغسل من الجنابة) . <روح البيان> .

                            عند المسلمين يمثّل المثلّث اتحاد السماء والأرض والإنسان في الكائن الأعظم . والمصادر الدينية الإسلامية ثلاثة : القرآن الكريم ، السّنّة النّبويّة الشّريفة ، والفقه في الدين . ويقول الإسلام بوجود ثلاثة أنساك في الحجّ : الأول هو الإحرام بالعمرة وحدها وذلك بأن يقول القاصد للعمرة : اللهم لبّيك عمرة ، ويقول في النسك الثاني : اللهم لبّيك حجّا ، ويقول في النسك الثالث : اللهم لبّيك عمرة وحجّا . ويعتبر الإسلام أن الروح التي تنفصل عن جسد الميت تظل سابحة فوقه على مدى ثلاثة أيام . وتستمر التعزية بالميت ثلاثة أيام بعد الدّفن . ويعتقد أن العرب يملكون ثلاثة أحجار من الجنّة : الحجر الأسود ، المقام ، وحجر بني إسرائيل . وعند الطلاق يقول المسلم لزوجته : أنت طالق ثلاثا ، أي أنّه يقسم ثلاثا بالطلاق .
                            وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده مستندا إلى جذع من جذوع النّخل التي يعتمد عليها سقفه إلى أن صنع له منبر من ثلاث درجات ، كان يقوم على درجته الأولى خطيبا ، وكان يجلس على درجته الثانية . وفي الحديث طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المرأة أن تمتنع عن تزيين نفسها ثلاثة أيام إذا مات أبوها أو أخوها أو أي قريب لها . ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ محمدّا صلى الله عليه وسلم قال : (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له) .
                            ويقول الفقهاء في الدين الإسلامي إنّ مفهوم الحجاب ثلاثيّ الأبعاد، وهذه الأبعاد الثلاثة غالبا ما تتقاطع . فالبعد الأول رؤيويّ : الحجب عن النظر . فجذر الفعل حجب يعني أخفى ، خبّأ . والبعد الثاني فراغيّ ، فضائيْ بمعنى فصل ، عيّن حدّا ، أقام عتبة . والبعد الثالث والأخير أخلاقيّ يعود لميدان المحرّم . ويرد ذكر الحجاب في القرآن الكريم سبع مرّات . وروي عن عمر بن الخطاب قوله : ( ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم : الأولى أنها لم تكن في ديني ، الثانية أنها لم تكن أعظم ممّا كانت ، والثالثة أنّ الله يجازي عليها الجزاء الكبير) . وقال معاوية : (يطلب الرجل من المرأة ثلاثا : الفضيلة في قلبها ، الوداعة على وجهها ، والابتسامة على ثغرها) .



                            (ثلاثة لا ينساها العبد ولو وضعت قدماه في وسط الجنّة : نزع الرّوح من الجسد ، وسؤال منكر ونكير ، وضمّة القبر) . (علامة مسخ القلب ثلاثة أشياء : لا يجد حلاوة الطاعة ، ولا يخاف من المعصية ، ولا يعتبر بموت أحد ، بل يصير أرغب في الدنيا كلّ يوم) . <زهر الرياض> . اعلم أنّ الصفات المقتضية للّعن ثلاثة : الكفر والبدعة والفسق ، وله في كلّ واحدة ثلاث مراتب : الوصف الأعم ، والوصف الأخص ، ثم الشخص :
                            أوّلا : الكفر :
                            1. [*=right]
                              لعنة الله على الكافرين جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على اليهود جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على أبي جهل جائز ، إذا قام دليل على موته كافرا .

                            ثانيا : البدعة :
                            1. [*=right]
                              لعنة الله على المبتدعة جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على الخوارج جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على فلان الخارجي غير جائز .

                            ثالثا : الفسق :
                            1. [*=right]
                              لعنة الله على الفسقة جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على الزّناة جائز .
                              [*=right]
                              لعنة الله على فلان الزّاني غير جائز .

                            العدد ثلاثة عند المسيحيين
                            نجد لدى المسيحيين سرّ التّثليث الذي يقول بوجود ثلاثة أقانيم في الذات الإلهيّة : ويتألف الثّلوث الإلهيّ المسيحيّ من أب ، ابن ، وروح قدس . والثّالوث في المسيحية هو اتّحاد ثلاثة أقانيم إلهيّة يتميّز الواحد منها عن الآخر ، ولا تؤلف في النتيجة إلا إلها واحدا . ففي الإله ثلاثة أقانيم متميّز بعضهم عن بعض ومتساوون ومشتركون جوهريّا في طبيعة واحدة لا تتجزأ . كلّ من هؤلاء الأقانيم الثلاثة هو الله علما بأن ليس هنالك إلا إله واحد . الأب هو العلّة الأولى ، والابن مولود من الأب منذ الأزل ، والروح القدس منبثق من الأب والابن معا . وهناك ترتيب بين الأقانيم من حيث المنشأ ، إلا أنّ هذا الترتيب لا وجود له على صعيد المرؤوسيّة أو التّبعيّة أو الأولويّة الزّمنيّة والتّراتبيّة . الابن هو الصورة الحيّة للأب وهو كلمته ، والروح القدس هو الحبّ الحيّ للأب والابن . وترتكز عقيدة الثالوث الأقدس على تعاليم كتاب العهد الجديد ، لا سيّما منه على الإصحاح الأوّل لإنجيل القدّيس يوحنّا . وقد نشر هذه العقيدة آباء الكنيسة الرّسوليّون وأهمّهم القدّيس إيريناوس والقدّيس اغناطيوس الأنطاكيذ والقدّيس يوستينوس .
                            وفي العهد الجديد ركع أمام الطّفل يسوع ثلاثة ملوك مجوس هم : الأشوريّ بالتازار (Baltazar) ، العبريّ ملكيور (Melchior) ، والهنديّ غاتاسيا أو غاسبار (Gaspard) ، وهم ينحدرون من ثلاثة أجناس بشرية : سام ، حام ، ويافث . وجاء في الإنجيل أنّ السيدة العذراء ويوسف وجدا يسوع في الهيكل بعد ثلاثة أيام (لوقا 2 : 46) . وكان السيد المسيح يفضّل صحبة ثلاثة رسل : بطرس ، يعقوب ويوحنّا ابني زبدى (متى 26 : 37) . وسأل السيد المسيح تلميذه بطرس (أتحبّني) ثلاث مرات (يوحنّا 21 : 17) . وأنكر بطرس معلّمه ثلاث مرات (متى 26 : 34) . وفي يوم صلب السيد المسيح ، توجّه بيلاطوس إلى اليهود ثلاث مرات بأنّه لا يرى أي ذنب اقترفه يسوع (متى 23 : 23) ، وأجابه اليهود ثلاثا : (أصلبه) .


                            وعلى طريق الجلجلة ، سقط السيد المسيح ثلاث مرات ، وصلب بثلاثة مسامير ، ومات بعد ثلاث ساعات من النزاع ، وقام في اليوم الثالث ، ويحلو لعدد من اللاهوتيين تشبيه بقاء السيد المسيح في القبر ثلاثة أيام ببقاء يونان ثلاثة أيام في بطن الحوت (يونان 2 : 1) . وظهر السيد المسيح لتلاميذه ثلاث مرات بعد الموت ( يوحنّا 21 : 14) . وانتصرت المسيحيّة بعد مرور ثلاثة قرون على قيامة مؤسسها .
                            وفي رؤيا يوحنّا يعتبر العدد ثلاثة إشارة إلى الله تعالى وسرّه . ونرى في الرؤيا أنّ إبليس له ثلاثة أدوار كبرى في تاريخ البشرية : الدور الأوّل لعبه مع آدم وحوّاء ، أصل الجنس البشري ، فكان على أساس ضلال البشرية ، لذلك تسمّيه (التّنّين العظيم ، الحيّة القديمة) (12 : 9) ، والدور الثاني : كان في محاربة المسيح والمسيحية في تأسيسها (12 : 4 - 5) ، والثالث : وهو - الدور الكبير – يأتي بعد حكم المسيح وكنيسته (20 : 4 – 6) ، في اليوم الآخر (20 : 7 – 10) . وجاء في التراث المسيحي أنّ رأس القديس بولس قفز ثلاث مرات بعد قطعه بالسيف ، وفي مكان كلّ قفزة ، طلعت الماء ينبوعا من الأرض ، وأنّ القديس بولس صعد إلى السماء الثالثة بعد موته . وفي المسيحية هنالك ثلاث فضائل لاهوتيّة : محبّة النفس والآخر ، الأمل بالحياة الثانية ، والإيمان بالخلاص . ويقول التراث إنّ الشمس ترقص في صباح الفصح المجيد ، وتحتفل بالقيامة في ثلاث قفزات فرحة . وينذر الراهب المسيحي ثلاثة نذور : الفقر ، العفّة ، والطّاعة . ويرسم المسيحيون الأرثودكس إشارة الصليب بثلاث أصابع .

                            وفي سوريّة يردّ التّراث سبب الرعد والبرق إلى ثلاثة قدّيسين : مار الياس ، مار جرجس ، والخضر . ويسبّب القدّيسان جرجس والخضر الرعد والبرق بامتطائهما حصانا عبر السماء . ففي حالة الخضر ، يحدث البرق من حوافر الحصان وهو يخطو فوق الصخور . أمّا مار الياس فيخلّف البرق والرعد بقيادته العربة النارية عبر السماء . وتصوّر الأيقونوغرافيا السّورية القدّيس جرجس يمتطي حصانا مطهّما وهو يحمل بيده رمحا ثلاثيّا . وفي المسيحية أيضا ، تعتبر زهرة الزنبق رمزا ثلاثيا ، وهي مثل عن العلاقات التي تجمع الوحدة إلى الثلاثية . فالملاك ، في مشهد بشارة السيدة العذراء ، تصوّره الأيقونوغرافيا المسيحية يحمل زنبقة . وكذلك القدّيس يوسف .
                            العدد ثلاثة عند العرب
                            كان سكان الجزيرة العربية بعد الطوفان يعبدون ثلاثة أصنام : صدا ، صمودا ، وهرا . وعند العرب هناك ثلاثة أسماء لثلاث آلهات قمريّة هنّ : اللات ، مناة ، العزّى : (اللات هي القمر المنير ، مناة هي القمر المظلم ، والعزّي الاثنان معا . وكان العرب قد اتّخذوا من هذه الآلهات أصناما يصلّون لها تقرّبا إلى الله ، وكان أهل المدينة يكرّمون مناة ، وأهل الطائف اللات ، وأهل مكة العزّى .وكان العرب يقصدون هذه الأصنام ويعظّمونها كتعظيم الكعبة . وفي التّراث إذا تردّد عربي أمام قرار عليه أن يتّخذه كان يختار ثلاثة سهام ، فيكتب على الأوّل (سيّدي يأمرني) ، وعلى الثاني (سيّدي يمنعني) ، وعلى الثالث (لا شيء) . ثم يضع السهام في جعبته ويسحب سهما وينفّذ الأمر ، وإذا سحب السهم الثالث ، يعيد السحب بالقرعة من جديد .
                            العدد ثلاثة عند العبرانيّين
                            يدل العدد ثلاثة عند العبرانيين ، إلى التشديد والإلحاح ، وكثيرا ما كان يشدّد العبرانيّون على أمر ما بالتّوكيد عليه ثلاث مرات كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب) <إرميا 7 : 4> ؛ و(يا أرض ، يا أرض ، يا أرض) . <إرميا 22 : 29> ؛ و(أجعل انقلابا على انقلاب على انقلاب) . <حزقيال 21 : 27> ؛ و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) . <إشعيا 6 : 3>
                            وجاء في الميثولوجيا العبرانيّة أنّ آدم مدّ يده إلى الثمرة المنهى عنها في الساعة السادسة ، فطرده الرب الإله من الجنّة بعد ثلاث ساعات . وتضيف الميثولوجيا أنّه ، في الفردوس الأرضي ، كانت حوّاء خليلة الملاك صموئيل ، بينما كان آدم ينام بين ذراعي ليليت (Lilith) . ومن هذه الثّلاثيّة في الحبّ ، بين آدم – حوّاء ، آدم – ليليت ، وحوّاء – صموئيل خلقت الإنسانيّة . وليليت بحسب الميثولوجيا ، امرأة خلقت من التراب ، مثل آدم ، قبل أن تخلق حوّاء من ضلع آدم . وقد نشب خلاف بين آدم وليليت ، فتركته لتعيش على هواها . ويقال إنّ قابيل وهابيل تقاتلا فيما بينهما للحصول على ليليت ، باعتبار أنها لا تمتّ إليهما بصلة القربى . وليليت عدوّة حوّاء ، تمثّل الحبّ اللاشرعيّ .
                            وحول واقعة السّبي البابلي ، وتدمير هيكل أورشليم يقول التّلمود : (إنّه قبل أن يبدأ نبوخذنصّر حملته العسكرية ، سعى لمعرفة نتائج الحملة بواسطة الرّموز . فرمى من قوسه نحو الغرب ، فسارت السهم في اتّجاه أورشليم . ثم رمى مرة أخرى نحو الشرق ، لكن السهم اتّجهت نحو أورشليم . ثم مرة ثالثة ليتأكد من مكان وقوع المدينة المذنبة التي وجب تطهيرها من الأرض ، وللمرة الثالثة اتّجهت سهمه نحو أورشليم . <التّلموذ تاريخه وتعاليمه – لظفر الإسلام خان> .
                            الأعمدة الثلاثة

                            العدد ثلاثة حاضر أيضا في الأعمدة الثلاثة في المحفل الماسوني : العمود الأوّل يرمز إلى الحكمة ، والعمود الثاني إلى القوّة ، والثالث إلى الجمال . وهذه الرموز مأخوذة عن الكنيسة التي كانت ترتكز في البدايات ، إلى ثلاثة أعمدة مشابهة : يوحنّا ، يعقوب ، وبطرس .

                            العدد ثلاثة والأبراج

                            ينثل العدد ثلاثة في مجموعة الرموز ، كوكب المشتري ، وهو أكبر الكواكب السيارة وخامسها من حيث البعد عن الشمس ، فضلا عن كونه كوكبا يمثل دورا كبير الأهمية في علم الفلك وفي كل الأنظمة المتعلقة بدراسة معاني الأعداد السحرية والتنجيمية (العدادة) ، في آن معا . إنه بداية ما يمكن التعبير عنه بخط من خطوط القوة الرئيسية التي تمرّ عبر كل الأعداد من 3 إلى 9 . إن لهذا العدد صلة خاصة بكل ثالث في المجموعة ، مثل 3 ، 6 ، 9 ، وكل ما تجمعه . إن هذه الأعداد إذا جمعت معا في أي اتجاه ، فإنها تنتج 9 كرقم نهائي ؛ والأشخاص ذوو العدد 3 ، و6 ، و9 هم متعاطفون بعضهم مع بعض . إن الأشخاص ذوي العدد 3 هم جميع المولودين في 3 ، أو 12 أو 30 من أي شهر ، إلا أن للعدد 3 معنى أكبر إذا كانوا مولودين فيما يسمّى (فترة ال3) ، من 19 شباط إلى 20 – 27 آذار ، أو من 21 تشرين الثاني إلى 20 – 27 كانون الأول . إن الأشخاص ذوي العدد 3 ، مثل أولئك ذوي العدد 1 ، هم بلا ريب طموحون ،وهدفهم أن يبلغوا مراتب أسمى في الحياة ، وأن تكون لهم سلطة وإشراف على الآخرين . يحبون النظام والانضباط ويطيعون الأوامر مع الإصرار .
                            إنهم يبلغون أرفع المناصب ، وغالبا ما تجدهم في مراكز السلطة في الجيش ، والبحرية ، وفي الحكومة ، وفي كل المناصب التي تقتضي الثقة والمسؤولية لأنهم ذوو ضمير حيّ إلى أبعد حد ، في قيامهم بجميع واجباتهم . أما أخطائهم فتتميّز بالغرور والتكبر ، يكرهون أن تكون للآخرين منّة عليهم ، فضلا عن كونهم مستقلين إلى أبعد حدّ ، ويغضبون لدى أدنى تضييق . أما أيام الأسبوع المحظوظة لهم فهي : الخميس ، الجمعة ، والثلاثاء خصوصا إذا كانت واقعة مع عدد المولد . ألوانهم المفضلة هي : الألوان الخبازية ، أو البنفسجية ، أو الأرجوانية ، أو ما يقاربها . أما حجرهم الكريم هو : الجمشت ، وينبغي أن يحملوه دائما ، وإذا أمكن أن يلامس بشرتهم .
                            العدد ثلاثة والأمراض

                            الأشخاص ذوو العدد 3 يميلون إلى الإصابة بالتوتر المفرط في الجهاز العصبي ، المتأتّي عموما من الإرهاق في العمل ، وعدم مراعاة أنفسهم ، كما أنهم نزاعون إلى الإصابة بألم النساء أو العصب الوركي والاضطرابات الجلدية . أما الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم فهي مثل : الشمندر (البنجر) ، لسان الثور ، العنبية (أو عنب الدرب أو عنب الأحراج) الهليون ، الطّرخشقون (الهندباء البرية) ، الهندباء ، الكرز ، البربابيس ، الفريز (الفراولة) ، التفاح ، ثمر التوت ، الخوخ ، الدرّاق ، الزيتون ، الراوند ، الكشمش ، الرّمان ، الأناناس ، العنب ، النعنع ، الزعفران ، جوز الطيب ، البندق ، والقمح . أما الأشهر التي يبتغي الاحتراس منها بالنسب إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الأول ، شباط ، حزيران ، وأيلول .

                            تعليق


                            • #15


                              العدد أربعة(4)


                              هذا العدد مقدس عند الشعوب السامية أيضا ، ويشير إلى الأفق الجغرافي كله (الأمام ، والخلف ، واليمين ، والشمال) ، وإلى الجهات الأربع ، والرياح الأربعة (حزقيال 37 : 9) ، وأنهار الفردوس الأربعة (تكوين 2 : 10) ، والحيوانات الأربعة (حزقيال 1 : 5 – 10) ، والتعويض عن المسروق بأربعة (حزقيال 22 : 1) .

                              واللفظ (أربعة) مشترك في جميع اللغات الساميّة : في الفينيقية (أربعا) ، وفي العبرية (أربعا) ، وفي السريانية (أربعا) . وجذر (أربعة) هو (ربع) ، وهذا الجذر يفيد في اللغة الآرامية ، واللغة العبرية معنى : ربض . ومن عائلة (ربض) : (ربص) ، و(ربذ) وهي بمعنى : (بسط) ، و(جثم) ، و(أقام) ، وأكثر ما تستعمل للحيوان ، لأن قوائمه الأربع تنبسط على الأرض عند استلقائه عليها . ونرى أن المعنى الأصيل لهذا الجذر هو (المدّ) ، و(النّشر) ، و(البسط) مأخوذة من صورة الكف المنبسط دون الإبهام . وأغلب الظنّ أنّ (أربعة) مشتقّة من كلمة ساميّة قديمة هي (ربع) التي تعني راحة الكف .
                              .
                              العدد أربعة مع العربية القديمة ولهجاتها
                              أربع – أربعة
                              .
                              في الجبالية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) وكذلك الحال في المهرية وفي ، السبئية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) .
                              .
                              العدد أربعة عند المسلمين
                              .
                              الخلفاء المسلمون أربعة : أبوبكر الصديق ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفّان ، وعلي بن أبي طالب . وأئمّة الفقه والشريعة أربعة : مالك ، ابن حنبل ، الشّافعي ، وأبو حنيفة . والأشهر الحرم أربعة : ذو القعدة ، ذو الحجّة ، المحرّم ، ورجب ، وكان الإسلام يحرّم العمرة في الثلاثة الأولى ، وكان رجب ، الشهر الرابع ، شهرا حراما ، ارتأى المسلمون أن يفدوا فيه إلى مكّة حتى يكونوا آمنين على أنفسهم وأموالهم عند الاعتمار .
                              وروى ابن كثير عن عليّ كرّم الله وجهه قال : بعث رسول الله (صلعم) بأربعة أسياف : سيف .


                              أعطى القديس إيرونيموس الأربعة معنى الارتكاز . وعاكسه القديس أمبروسيوس فرأى إليه عدد شؤم . وقال القديس إيريناوس ، أسقف مدينة ليون : (توجد في العالم أربع مناطق وأربع رياح رئيسة . وبما أنّ الكنيسة منتشرة في كلّ أنحاء الأرض ، وبما انّ الإنجيل أساس الكنيسة ونسمة الحياة ، فمن المنطقي أن يكون هناك أربعة أعمدة لتسند الكنيسة . من هنا ، استنتج أنّ كلمة الله أعطتنا أربعة أناجيل أوحاها الروح القدس) .
                              ويرمز الأربعة في المسيحية إلى الثبات والدوام . ويبلغ عدد أطراف الصليب أربعة ، والأناجيل أربعة . واهتدت الدولة الرومانية من الوثنية إلى المسيحية في القرن الرابع . وكرسّت الكنيسة أربعة دكاترة في اللاهوت : أمبروسيوسس ، أغوسطينوس ، غريغوريوس الكبير ، وإيرونيموس . وفي رؤيا يوحنّا ، يظهر الأربعة عالمية الفعل في المكان والزمان ، ويرمز إلى العالم المكون من أربعة عناصر ، أو الذي له أربع جهات ، أو أربعة أقسام : السماء ، الماء ، الأرض ، الهاوية أو الجحيم .
                              .
                              العدد أربعة عند العبرانيين
                              .
                              إنه عدد المجموع الكوني ، يدلّ إلى الأفق الجغرافي كلّه أي إلى الجهات الأربع : الأمام ، الخلف ، اليمين ، والشمال .
                              وفي الطقس العبراني لعيد الفصح ، توضع أربع كؤوس من النبيذ فوق الطاولة ، لكل منها رمز خاص . الثالثة الطافحة بالنبيذ تسمى (كأس إيليّا) لا يتذوّقها أحد ، إذ يفترض أنها تنتظر عودة إيليّا قبل مجيء مسيحهم المنتظر . .
                              .
                              العدد أربعة والأبراج

                              .
                              يمثل العدد 4 في مجموعة الرموز ، الكوكب السيار أورانوس ، وهو يعتبر متصلا بالشمس ذات العدد 1 . وفي صدد الإيمان بالقوى الخفية وبإمكان اخضاعها للسيطرة البشرية يكتنب 1 – 4 .
                              إن الأشخاص ذوي العدد 4 يتميزون بمسلك شخصي متفرد . يبدون أنهم ينظرون إلى كل شيء من زاوية معارضة ومعاكسة لكل واحد آخر . في المناقشة والجدل يتخذون دائما الجانب المعاكس ، وعلى الرغم من أنهم لا يقصدون أن يكونوا مشاكسين ومحبين للنزاع والخصام ، إلا أنهم يحدثون المعارضة ، ويوجدون عددا كبيرا من الأعداء المستترين ، الذين يعملون ضدهم باستمرار . إنهم يبدون طبيعيين في اتخاذ وجهة نظر مغايرة لأي شيء يعرض لتفكيرهم . إنهم بصورة غريزية يثورون على القواعد والأنظمة ، وإذا أتيح لهم المجال ، فإنهم يقلبون رأسا على عقب نظام الأشياء حتى في المجتمعات والحكومات . وهم ميّالون إلى الاشتغال في القضايا الاجتماعية ، ومنجذبون إلى الإصلاحات من مختلف الأنواع ، فضلا عن كونهم إيجابيين جدا ، وغير تقليديين في نظرياتهم وآرائهم . إن الأشخاص ذوي الرقم 4 هم كل الذين أبصروا النور في 4 ، و13 ، و23 ، و22 ، و31 من أي شهر ؛ وتبرز أكثر فأكثر شخصيتهم إذا كانوا من مواليد فترة برجيّ الشمس والقمر ، أي بين 21 حزيران و 20 – 27 تموز (فترة القمر) ، ومن 21 تموز إلى آخر آب (فترة الشمس) . إنهم لا ينشئون صداقات بسهولة ، وينجذبون أكثر إلى مواليد الأعداد 1 ، 2 ، 7 ، و8 . إنهم قلما ينجحوا في الشئون الدنيوية أو المادية ، ولا يبالون بجمع الثروة ، وإن حصلوا عليها فإنهم يفاجئون الآخرين بطريقة تصرفهم بها . ينبغي على هؤلاء الأشخاص بتنفيذ خططهم في كل الأيام التي تحمل رقمهم ، وبصورة خاصة إذا صادفت فترتهم القوية المذكورة أعلاه .

                              إن أيام الأسبوع السعيدة والمحظوظة لهم هي : السبت والأحد والإثنين ، أما أخطائهم الرئيسية هي أنهم على درجة مرتفعة من توتر الأعصاب والإحساس ، يجرح شعورهم بسهولة ، ورغم قلة الأصحاب فهم أخلص ما يكونون وأوفى . بالنسبة إلى الألوان المحظوظة ، ينبغي لهم ارتداء ما يدعى (نصف الدرجات أو الألوان) ، أو (الألوان الكهربائية) . ويبدو أن اللونين الأزرق الكهربائي ، والرمادي أكثر ملاءمة لهم من سائر الألوان .

                              أما جوهرهم الكريم الجالب للسعد فهو الياقوت الأزرق ، الفاتح منه والداكن ، وإذا أمكن ينبغي لهم أن يدعوا هذا الحجر الكريم يلامس بشرتهم .
                              .
                              العدد أربعة والمرض

                              .
                              الأشخاص ذوي الرقم 4 هم كل الذين أبصروا النور في 4 ، و13 ، و23 ، و22 ، و31 من أي شهر ، يحتمل أن يعانوا أمراضا غريبة أو غامضة ، عصية عل التشخيص العادي . وهم نزّاعون نوعا ما إلى الكآبة أو السوداء ، والاضطرابات العقلية ، وفقر الدم ، وأوجاع الرأس والظهر ، والمثانة ، والكلى .
                              أما الأعشاب الرئيسية لهم فهي : السبانخ ن والقصعين ، ونبتة الخطاطيف أو عشبة البواسير ن والغلطيرة المسطحة (شاي كندا) ، والمشملة (شجر من الفصيلة الوردية أو ثمره) ، وطحلب آيسلندا ، وخاتم سليمان . ويفيدهم كثيرا العلاج الكهربائي من جميع الأنواع ، والإيحاء الذهني ، والتنويم المغناطيسي . ويتعين عليهم الحذر من تعاطي المخدرات ، وكذلك ألوان الطعام الكثيرة والتوابل ، واللحوم الحمراء . أما الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها كثيرا بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل ، فهي : كانون الثاني ، وشباط ، وتموز ، وآب ، وأيلول .




                              تعليق

                              يعمل...
                              X