إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشبيه ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشبيه ..




    الشبيه ..

    منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا مهتم بالغرائب والخوارق ، سواء ما عايشه بعض المقربين بأنفسهم أو ما سمعوه ونقلوه على لسان أقاربهم وأصدقاءهم او قراتة على صفحات الكتب او النت . اهتمامي بهذه التجارب آت بالدرجة الأساس من كونها نابعة عن بيئتنا وثقافتنا العربية مما يعطيها نكهة مميزة وطابع خاص يختلف في أنماطه وأطواره عن ذاك السائد في الأدب والفلكلور الغربي .
    بعض ما وجدتة لا يتعدى كونه شطحة من شطحات الخيال أو شكل من أشكال الهلوسة البصرية والسمعية الناتجة عن الخوف والتفكير الزائد في أمور العالم الآخر . القليل فقط مما وجدتة يستحق التوقف عنده مليا من أجل البحث والتحقيق في الظواهر التي يتناولها ، وأنا اليوم سأتوقف عند ظاهرة عالمية يطلق عليها البعض تسمية أشباح الأحياء ، وتعرف على نحو أوسع بظاهرة الشبيه .

    قصص من واقع الحياة


    ظاهرة الشبيه معروفة منذ القدم ولها أصداء في فلكلور أغلب الشعوب . يطلق عليها بالانجليزية أسم (doppelganger ) وهي كلمة مأخوذة عن الألمانية وتعني المزدوج ، تعني عمليا وجود شبيه أو نسخة ثانية لإنسان مازال على قيد الحياة ، هذا الشبيه يكون ذو طبيعة أثيرية ويتجلى للآخرين بشكل منفصل تماما عن صاحبه فيثير الدهشة والرعب في النفوس .
    لتوضيح الأمر أكثر دعونا نأخذ بعض الأمثلة الواقعية إضافة إلى تجارب أخرى جمعتها من مواقع ومنتديات أجنبية .

    فائزة الحبيب كتبت في تجربة لها :
    " في حوالي الثالثة صباحا فوجئت بابنة أختي الصغرى توقظني من نومي لأذهب معها إلى الحمام لأنها تخاف الذهاب لوحدها ولا أحد من أخواتها يريد الاستيقاظ للذهاب معها . فوافقت على الفور لأني لم أردها أن تتبول في فراشها , وكان الطقس باردا , وفيما نحن نذهب للحمام انتبهت إلى أنها حافية القدمين , فأصررت أن تذهب لغرفتها وتلبس حذاءها , لكنها بقيت في مكانها من دون حراك . فذهبت أنا لجلب حذاءها من حجرتها , وعندما فتحت النور وجدتها نائمة على سريرها , وفي الردهة تقف النسخة الأخرى وأنا أنظر إليها مصدومة ومذعورة لا أعرف ماذا أفعل سوى الصراخ , عندها شاهدت الفتاة الأخرى تدخل في الحائط وتختفي ! " .


    أما هنري فقد سرد تفاصيل تجربته المخيفة على منتدى أجنبي كالآتي :

    " عدت إلى المنزل عصر أحد الأيام ، أدخلت السيارة للمرآب ثم دخلت إلى المنزل وصعدت السلم متوجها إلى حجرتي لأبدل ملابسي . حين وصلت إلى أعلى السلم نظرت إلى الأسفل فرأيت زوجي تقف هناك وهي تنظر إلي بغرابة ، ظننت بأنها تريد شيئا مني ، لكنها لم تكلمني واكتفت بالوقوف هناك تحدق بي بلا حراك ، فالتفتت ورائي ظنا مني بأنها تنظر لشيء ما خلفي ، وكانت هناك نافذة مفتوحة ورائي مباشرة ، فنظرت عبرها وصعقت عندما شاهدت زوجتي وهي تشذب الأشجار في الحديقة الخلفية للمنزل .. من تكون إذن هذه التي تقف أسفل السلم ؟! .. استدرت مرة أخرى وكانت النسخة الثانية من زوجتي لا تزال واقفة بالأسفل تنظر إلي ، ثم رأيتها تمشي مبتعدة فنزلت السلم مسرعا محاولا اللحاق بها ، لكنها اختفت .. تبخرت .. كان هذا أغرب موقف مررت به في حياتي ولم أخبر زوجتي عنه حتى لا تصاب بالهلع " .
    شجون هي الأخرى مرت بتجربة غريبة مع الشبيه ، وقد نشرنا قصتها في الموقع ، تقول :
    " بعد أن غادر زوجي ذهبت للنوم , كنت مستلقية على سريري لا اعلم كم المدة , وفجأة رأيت زوجي بوضوح وهو يمر من أمام الغرفة ويدخل دورة المياه , أغلق الباب لثواني قبل أن يفتح الباب مرة أخرى ويخرج , وفي هذه الفترة كنت أراه وأناديه بأسمه لكنه لم يلتفت لي وذهب . وعند ذهابه استيقظت كليا وأمسكت الجوال وكلمته ... سألته عن مكانه , فاخبرني انه في مكان عمله , فعرفت بعدها أن الزائر الذي رأيته قبل قليل لم يكن زوجي " .

    وعلى صفحات أحد المنتديات الأجنبية كتب دريمر تفاصيل تجربته كالآتي :
    " استيقظت صباحا وبقيت في فراشي لبعض الوقت أشاهد نشرة الأخبار ، وفيما أنا مشغول بذلك ، دخلت أمي فجأة إلى الحجرة ، لم تنظر إلي بل سارت بخط مستقيم حتى وصلت إلى النافذة فمرت عبرها واختفت !! .. شعرت برعب شديد .. فأمي عجوز جاوزت الثمانين من عمرها ، وهي مريضة لا تستطيع المشي وتعاني مشاكل في الذاكرة ، وتعيش في دار لرعاية المسنين يبعد أميالا عن منزلي .. كيف ظهرت في حجرتي إذن ؟ .. لقد توقعت الأسوأ ، ظننت بأنها ماتت ، فاتصلت بدار الرعاية لكنهم أخبروني بأنها لا تعاني من أي خطب . وفي المساء ذهبت لزيارتها ، كانت نائمة ، والمفاجأة الكبرى هي أنها كانت ترتدي نفس الثوب الذي رأيتها تلبسه عندما ظهرت في حجرتي صباح ذلك اليوم ! " .

    أحيانا الشبيه قد يتجلى بالصوت فقط ، حدث مثل هذا لبشورة مروان التي نشرت تجربتها في الموقع قائلة :
    " بعد أن أصبحت بالسرير بقليل ولم أكن نائمة بعد ، سمعت أبي يناديني ويدخل غرفتي يسألني إن كنت بحاجة إلى مال ، فأجبته بالنفي دون أن أنظر إليه فقد كان وجهي للناحية الأخرى ، وفي نفس اللحظة التي كان أبي يكلمني فيها رن هاتفي ، فرأيت اسم المتصل وصعقت ، لقد كان الاتصال من أبي يخبرني انه نسي محفظته الشخصية عندما خرج من المنزل ويطلب مني إحضارها له ! " .

    ستيفاني لها شبيه أيضا ، لكنه لا يكشف عن وجهه أبدا ! .. هو يشبهها بالملابس والهيئة العامة وبلون شعرها الأحمر المميز ، أما الوجه فالله وحده يعلم كيف يكون . شقيقة ستيفاني وأمها كان لهن تجارب مخيفة مع هذا الشبيه الغامض ، وقد سردن جانبا من تلك التجارب على أحد المواقع الأجنبية ، ننقل منها الآتي :



    كان شعرها منسدلا على وجهها ..



    " تقول والدة ستيفاني : في صباح أحد الأيام استيقظت من النوم قرابة الساعة العاشرة وفوجئت بوجود أبنتي ستيفاني في المنزل ، شعرت بالغضب لأني اعتقدت بأنها فوتت حافلة المدرسة وبأني يجب أن أقلها بنفسي الآن إلى المدرسة وأعتذر عن تأخرها . ومما زاد في غضبي هو أنها كانت تتحرك من دون توقف كالمكوك متنقلة من حجرة إلى أخرى ، كانت ترتدي زيها المدرسي لكني لم أر وجهها بوضوح لأن شعرها كان منسدلا عليه وكانت تضع منشفة حول رأسها كأنها خرجت للتو من الحمام . كانت تمشي بسرعة عجيبة كأنها شخصية من شخصيات الأفلام الصامتة القديمة . أخذت امشي خلفها وأصرخ بها لتأخرها عن المدرسة ، ثم رأيتها تدخل حجرتها فدخلت ورائها .. لكن عندما دخلت فوجئت بكون الحجرة فارغة تماما ولا أثر لابنتي فيها ! . حين عادت ستيفاني من المدرسة ظهيرة ذلك اليوم سألتها عن سبب تأخرها صباحا فتعجبت من كلامي وقالت بأنها غادرت المنزل مبكرا واستقلت الحافلة كالعادة مع شقيقتها ، وبأنها كانت جالسة داخل فصلها في الوقت الذي شاهدتها أنا في المنزل ، وقد أكدت شقيقتها كلامها .
    أخت ستيفاني الصغرى ، صوفي ، كان لها هي أيضا تجربة مزعجة مع شبيه شقيقتها تقول عنها : ذات مساء كنت متمددة على سريري وأنا شبه النائمة عندما دخلت ستيفاني إلى حجرتي وأخذت تعبث بأغراضي ، فغضبت بشدة ورحت أصرخ بها لكي تخرج لأني أريد أن أنام . لم أرى ملامحها جيدا لأن شعرها كان منسدلا على وجهها ، لكنها كانت ترتدي نفس ملابس ستيفاني ، وحين صرخت بها قامت وسارت إلى خارج الحجرة فلاحظت فورا بأنها مشيتها غريبة ، كانت تمشي بسرعة فائقة ! . وعندما غادرت أخيرا تملكني غضب عارم لأنها طيرت النوم من عيني فذهبت إلى حجرتها لألومها ، لكن حين فتحت باب الحجرة فوجئت بأنها نائمة في فراشها ، وحين أخبرتها عما حدث صباح اليوم التالي أقسمت بأنها لم تأتي إلى حجرتي أبدا مساء البارحة " .
    لعل أغرب حوادث الشبيه هي تلك التي يرى الإنسان فيها شبيهه بنفسه ، ولنأخذ قصة جاك التي كتبها على أحد المواقع الأجنبية كمثال ، يقول :



    " في بداية حياتي كانت ظروفي صعبة ، كنت يتيما ووحيدا ومفلسا أعيش وأعمل في مزرعة كبيرة في الريف لدى أناس أجلاف قساة ، كان عملي شاقا ، وكانت من واجباتي أن أذهب كل مساء قرابة الساعة العاشرة لكي أغلق وأقفل البوابة الرئيسية للمزرعة المحاذية للطريق العام ، كان علي أن أسير قرابة ميلين . وفي ذات مساء خرجت كالعادة لأقفل البوابة ، كان الجو شديد البرودة ، كنت امشي ببطء مستغرقا في مشاكلي وهمومي ، فجأة راودني أحساس بوجود شخص ما يمشي قربي ، فرحت أتلفت حولي ، كان القمر بدرا والرؤية واضحة ، لكني لم أر أحد ، فاستأنفت المشي ، وبعد برهة راودني نفس الإحساس ، فنظرت خلفي ولم أجد أحدا ، لكن حين استدرت لأكمل طريقي شاهدت رجلا يقف قبالتي .. لا أدري من أين أتى وكيف ظهر هكذا فجأة ، العجيب هو أنه كان نسخة مني في كل شيء ، نفس الوجه والجسم والملابس وحتى تسريحة الشعر ، كأني كنت أنظر لنفسي في المرآة . وقفنا ننظر لبعضنا ، لم نتكلم مطلقا ، لكن فيما أنا أنظر إليه سمعت صوتا يهمس داخل عقلي قائلا : لا تهتم .. جميع المشاكل ستحل قريبا وكل شيء سيكون على ما يرام .. ثم رأيت ملامح شبيهي تبهت حتى تلاشى واختفى تماما ، ولسبب ما أجهله لم أشعر بالخوف أبدا ، بالعكس .. ملئني شعور بالرضا والاطمئنان لم أعرفه سابقا في حياتي ، أكملت طريقي نحو البوابة ، هذه المرة بهمة ونشاط كأن احدهم رفع جميع الهموم والأعباء عن عاتقي مرة واحدة ، ولم يطل الوقت حتى بدأت أموري تتحسن فعلا ، تركت العمل في تلك المزرعة ووجدت وظيفة محترمة ، تزوجت وأنجبت وأسست لحياة أسرية سعيدة ... مرت السنين مسرعة لكني لم أنس أبدا تلك الليلة .. ولا املك أي تفسير لما حدث " .


    يتبع

  • #2

    من واقع التاريخ

    ظاهرة الشبيه لا تقتصر على قصص وتجارب القراء المنتشرة هنا وهناك على المواقع والمنتديات ، فكتب التاريخ والأدب لا تخلو بدورها من ذكر لبعض الحوادث والمواقف الغريبة المتعلقة بتلك الظاهرة .



    الادميرال جورج تريون

    في 22 حزيران / يونيو 1893 كان الأدميرال جورج تريون يقود أسطول البحرية الملكية البريطانية خلال مناورة تدريبية في مياه البحر الأبيض المتوسط . كان الجو صحوا ومضى كل شيء على خير ما يرام طيلة النهار ، لكن في عصر ذلك اليوم أعطى الأدميرال عن طريق الخطأ أمرا لإحدى المدمرات المواكبة لسفينة القيادة بالاستدارة على نحو مغاير للاتجاه الصحيح ، كان أمرا كارثيا أدى لتصادم رهيب بين المدمرة وبين سفينة القيادة التي يستقلها الأدميرال ، والنتيجة كانت غرق سفينة القيادة وموت 357 بحارا على متنها . وقد رفض الأدميرال مغادرة سفينته بينما كانت تغرق وقرر أن يمضي إلى الأعماق بصحبة ضباطه وجنوده ، كانت آخر جملة قالها هي : "إنها غلطتي بالكامل" .

    العجيب في القصة هو أنه بينما كان الأدميرال يغوص إلى أعماق البحر قبالة سواحل طرابلس اللبنانية ، كانت زوجته تقيم حفلا باذخا في منزلها بلندن دعت إليه العديد من أصدقائها وأقاربها . خلال هذا الحفل وأمام أنظار الجميع حدث أمر لا يصدق ، فقد ظهر الأدميرال تريون وهو يرتدي بزته الرسمية التي تعلوها الأوسمة والنياشين ، نزل السلم من الطابق الثاني ومضى بصمت ووجوم بين الحضور من دون أن يلتفت لأحد ، سار عبر البهو الكبير وصولا إلى حجرة المعيشة حيث تلاشى واختفى هناك . وقد تسبب ظهوره المفاجئ بصدمة كبيرة للحضور خصوصا بعدما تواترت أخبار موته في اليوم التالي .

    قصة الأدميرال تريون ليست فريدة من نوعها ، فهناك حوادث مماثلة مر بها أشخاص ظهر شبيههم قبل موتهم بوقت قصير ، ولهذا السبب ينظر بعض الناس في الغرب إلى ظاهرة الشبيه على أنها نذير شؤم ودلالة على موت وشيك . ومن المشاهير الذين صادف ظهور شبيههم قبيل مفارقتهم الحياة هم الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وملكة انجلترا إليزابيث الأولى وإمبراطورة روسيا كاترين الثانية والشاعر الانجليزي بيرسي شيلي .


    لكن هناك حوادث أخرى عاش أصحابها مديدا رغم ظهور شبيههم ، ولنأخذ قصة المعلمة الفرنسية ايميلي ساجي كمثال . المعلمة ساجي عاشت في القرن التاسع عشر . كانت معلمة لغة فرنسية ، وكان مشهودا لها بالتميز والكفاءة ، لكن لسبب ما لم تكن الآنسة ساجي تمكث طويلا في المدارس التي تعمل فيها ، فخلال سنوات قليلة تنقلت ما بين تسعة عشر مدرسة حتى انتهى بها المطاف أخيرا إلى مدرسة داخلية للبنات في لاتفيا ، تلك الدولة الصغيرة المطلة على بحر البلطيق .
    في البداية كانت إدارة المدرسة راضية كل الرضا عن أداء الآنسة ساجي ، وكذلك الطالبات ، لكن ذلك لم يدم طويلا ، إذ سرعان ما تكشف للجميع السر الذي كان يقض مضجع المعلمة المسكينة ويجبرها على الانتقال من وظيفة إلى أخرى .

    - الآنسة ساجي لديها شبيه ! .. همست إحدى الطالبات في أذن زميلتها وهي تومئ إلى الآنسة ساجي أثناء مرورها بالباحة الرئيسية للمدرسة . جميع الطالبات كن يتحدثن عن نفس الموضوع ، لم يكن الأمر مجرد إشاعة ، فالشبيه شوهد من قبل 13 طالبة خلال إحدى حصص الآنسة ساجي ، فبينما كانت تكتب على السبورة ظهر شبيهها إلى جانبها ، كان نسخة مطابقة عنها في كل شيء حتى في الحركات ، باستثناء أنه لم يكن يحمل طبشورا في يده . والغريب أن جميع الطالبات الحاضرات شاهدن الشبيه باستثناء الآنسة ساجي التي لم تفطن لظهوره .
    بعد ذلك بأيام ، أثناء تناول العشاء ، ظهر الشبيه مرة أخرى خلف الكرسي الذي كانت تجلس عليه الآنسة ساجي وأخذ يقلد حركاتها في تناول طعامها لكنه لم يكن يحمل ملعقة .
    في مناسبة أخرى ظهر الشبيه أمام أنظار أكثر من أربعين طالبة كن مجتمعات في فصل التطريز والخياطة . خلال الدرس كان بإمكان جميع الطالبات رؤية الآنسة ساجي عبر نوافذ الفصل وهي تجمع الزهور في الحديقة . وقد حدث خلال الدرس أن خرجت معلمة التطريز والخياطة من الفصل لبضعة دقائق لمحادثة زميلة لها ، وهنا حصل أمر في غاية الغرابة ، فعلى كرسي المعلمة الفارغ ظهر شبيه الآنسة ساجي ورأته جميع الطالبات بوضوح ، جلس هناك من دون أية حركة بينما كانت الآنسة ساجي مازالت تجمع الزهور في الحديقة المجاورة ، لكن بدا واضحا بأن حركة الآنسة ساجي في الحديقة أعتورها بعض الخمول عند ظهور شبيهها داخل الفصل .
    إحدى الطالبات الجريئات قامت من مكانها وحاولت لمس الشبيه ، لكنها أحست بمقاومة خفيفة في الهواء حوله فتراجعت . طالبة أخرى كانت أكثر جرأة قامت من مكانها وقفزت بين الطاولة والكرسي مخترقة بأقدامها جسد الشبيه ، لكن لم يحدث شيء ، أستمر شبيه الآنسة ساجي جالسا من دون حركة لبرهة ثم أخذ يتلاشى بالتدريج حتى اختفى تماما .
    حين سألوا الآنسة ساجي عن شبيهها قالت بأنه لاحقها وسبب لها مشاكل مع الآخرين طوال حياتها لكنها لم تره أبدا ، العلامة الوحيدة على ظهوره بالنسبة لها تمثلت بشعور مفاجئ بالتعب والخمول كأنما ظهوره يمتص الطاقة من جسدها . كان الشبيه للأسف هو سبب تنقل الآنسة ساجي المستمر بين المدارس ، فأينما ظهر الشبيه تسبب بالرعب للطالبات مما يضطر إدارة المدرسة لإنهاء خدمات الآنسة ساجي ، وهو ما حدث هذه المرة أيضا ، فبعد قرابة أسبوع على ظهور الشبيه خلال درس التطريز والخياطة استدعت المديرة الآنسة ساجي وأنهت خدماتها .

    شبيه الآنسة ساجي كان سببا في قطع رزقها مرارا وتكرارا ، أما شبيه سير فردريك راش عضو البرلمان البريطاني فقد تسبب له بالإزعاج والمزاح السمج فقط .. وإليكم القصة :



    سير فردريك راش

    في عام 1906 أتخذ سير جلبرت باركر مكانه في جلسة مهمة للبرلمان البريطاني ، وخلال الجلسة ألتفت صدفة فشاهد زميله وصديقه سير فرديريك راش يجلس على أحد المقاعد القريبة ، مما أثار تعجبه واستغرابه ، فهو يعلم بأن سير فردريك مصاب بالزكام ويرقد في منزله بحالة صعبة .. فما الذي أتى به إلى البرلمان اليوم ؟ .

    سير باركر لم يطل التفكير كثيرا ، حيا زميله وبادره قائلا : " أتمنى أن تكون بحال أفضل اليوم سير فردريك " . لكن لشدة دهشته فأن صديقه تجاهله تماما واكتفى بالجلوس في مكانه واجما تعلو محياه نظرة كئيبة . عاد سير باركر لمتابعة وقائع الجلسة وقد ساءه تجاهل صديقه له ، ولم تمض لحظات حتى نظر مجددا لمكان جلوس سير فردريك ليفاجأ بأنه قد اختفى ومقعده خالي .
    بعد انتهاء الجلسة سأل سير باركر زملاءه فيما إذا كانوا قد رأوا سير فردريك ، فأجاب بعضهم بالإيجاب وقالوا بأنه بدا شاردا ولم يتكلم أبدا ، لكن أحدا منهم لم يشاهده وهو يترك مقعده ويغادر مبنى البرلمان .. ببساطة اختفى فجأة كأنه تبخر من مكانه .
    في اليوم التالي زار أحد الأصدقاء سير فردريك في منزله وعاتبه على تجاهله لزملائه خلال جلسة البرلمان السابقة ، فكان رد سير فردريك بأنه كان ومازال مريضا راقدا في الفراش لم يغادر منزله ولم يحضر أية جلسة للبرلمان منذ أسبوعين ، لكنه لم يكن مستغربا لرؤيتهم لشبيهه داخل قاعة البرلمان لأنه بزعمه كان يرغب بشدة في حضور تلك الجلسة .

    عائلة سير فردريك شعرت بالرعب لاعتقادهم بأن رؤية الشبيه ربما تكون دلالة على موته الوشيك ، خصوصا وهو مريض وحالته وخيمة ، لكن سير فريدرك لم يمت ، تماثل للشفاء وعاد لممارسة مهامه كعضو بالبرلمان . بيد أنه لم ينجو من السخرية والمزاح السمج لما تبقى من حياته ، فزملاءه درجوا على نغزه بأصابعهم من حين لآخر ليتأكدوا من أنه حقا سير فردريك وليس الشبيه .

    يتبع

    تعليق


    • #3


      دي موباسان .. اصيب بالجنون


      الكاتب الفرنسي غي دي موباسان (1850 – 1893) له أيضا قصة شهيرة مع شبيهه ذكرها في إحدى كتبه ، يقول : كنت جالسا في مكتبي ذات مساء وأنا أصارع من أجل إيجاد أفكار جديدة من أجل روايتي القادمة . فجأة دخل شخص إلى الحجرة ، الغريب أنه كان نسخة مني في كل شيء ، كان يشبهني تماما ، تقدم مني وجلس على الكرسي قبالتي ثم راح يملي علي ما يجب أن أكتبه ! .
      الرواية التي أملاها الشبيه على دي موباسان كان أسمها " The Horla " ، وهي رواية مرعبة تتحدث عن كيان شرير يتلبس بأجساد الناس ويتغذى على عقولهم حتى يقودهم إلى الجنون . المفارقة أن دي موباسان أصيب بالجنون بعد فترة على نشره لهذه الرواية وتم إدخاله إلى المصحة العقلية حيث مات هناك ، مما دفع البعض للاستنتاج بأن الشبيه الذي ظهر لدي موباسان وأملى عليه تفاصيل الرواية هو نفسه الذي كان يعتاش على عقله وقاده إلى الجنون والموت .
      هل هناك تفسير لظاهرة الشبيه ؟

      التجارب والقصص التي ذكرناها آنفا ما هي إلا عينة بسيطة ، إذ يوجد الكثير من أمثالها منشورا على المواقع والمنتديات ومدفونا في بطون الكتب ، مما يدل على انتشار الظاهرة الواسع . ويقيني بأن أناس كثر مروا بحالات مشابهة من دون أن يتحدثوا عنها ، ذلك أن معظم الناس يؤمنون بأن إبقاء هكذا أمور طي الكتمان قد يمنع حدوثها مجددا ، وقد يمنعهم الرعب من الحديث عنها ، لكن هاجسهم الأكبر يكون معرفة أسبابها وطبيعة الكائنات التي تقف ورائها . وفيما يلي سنقدم بعض الفرضيات التي تحاول أن تفسر هذه الظاهرة .

      القرين




      لكل انسان قرين .. فكرة ضاربة في القدم


      بحسب الموروث الديني فأن لكل إنسان قرين يلازمه طوال حياته ، أي منذ ولادته حتى مماته ، وهذا القرين يكون من الجن ، وظيفته أن يوسوس ويزين الأمور السيئة للإنسان حتى يحرفه عن جادة الصواب ، يمكن أن نشبهه بتلك الفكرة التي تخطر على بالك فجأة من دون سابق إنذار لتحرضك على عمل يخالف إيمانك وتهون عليك أمر ذلك الخلاف .
      ولأن الجن أطول أعمارا من البشر فأن القرين يبقى بعد وفاة صاحبه ، وقد يظهر للناس على هيئته في أماكن أعتاد التواجد فيها ، فيظن الرائي بأنه شاهد شبحا ولا يعلم بأنه شاهد قرين الميت . ويقال بأن للقرين القدرة أيضا على ترك جسد صاحبه في حياته ليظهر للناس في هيئته وشكله ، وهذا يعطي تفسيرا محتملا لظاهرة الشبيه ، باعتبار أن ما شاهده الأشخاص الذين مروا بهذه الظاهرة هو قرين الشخص الذي توهموا بأنهم رأوه . لكن هناك علماء دين ينفون إمكانية حدوث ذلك باعتبار أن القرين لا يمكنه ترك جسد صاحبه أبدا في حياته لأنه موكل ومكلف بمرافقته ، فهو أحد الحارسين الموكلين بكل مولود في هذه الدنيا ، أحدهما ملاك طاهر يحرسه ويحضه على فعل الخير ، والآخر شيطان حقود من شياطين الجن يزين له الآثام والسيئات . وكلا الحارسين ملتزم بوظيفته لا يغفل عنها لحظة واحدة مادام الإنسان باق على قيد الحياة .

      جدير بالذكر أن الفراعنة هم أول من آمن بفكرة القرين ، فقالوا بأن كل إنسان تخلقه الآلهة تخلق معه كيانا يدعى (كا) يرافقه طوال حياته ولا يفارقه إلا ساعة مماته ، لكنه فراق مؤقت ، فالـ (كا) تبقى مع جثة صاحبها (المومياء) بانتظار أن تتمكن الروح (با) من اجتياز الرحلة الخطيرة إلى محكمة الآلهة لتقف في حضرة ديان الموتى أوزيريس ، وفي حال اجتازت الروح محاكمتها بنجاح فأنها تعود لتتحد بالـ (كا) لتشكلان معا روحا نورانية تدعى (اخ) تصعد إلى السماء لتعيش مع الآلهة .

      الجن




      الجن .. لهم عالمهم الخاص


      مخلوقات أثيرية تعيش في عالم منفصل عن عالمنا ، يقال بأنهم يرونا ولا نراهم ، ولقد تواترت القصص والأخبار عنهم منذ عصر الجاهلية ، وأتى القرآن الكريم على ذكرهم . وبحسب الموروث الديني والشعبي فأن بعضهم مسالم لا يؤذي البشر ، والبعض الآخر شرير يستمتع بالتلاعب بالناس وقد يتلبس أجسادهم ، وهذا النوع الأخير له نظير في الثقافة الغربية يعرف بأسم (Demon ) أي الأرواح الخبيثة الشريرة التي بإمكانها إيذاء البشر والتلبس بأجسادهم .

      طبعا عالم الجن يبقي من الغيبيات التي لا يمكن الوقوف على تفاصيلها بدقة ويقين ، لكن الناس يتداولون قصصا كثيرة عن ذلك العالم الخفي المفعم بالأسرار ، بعض تلك القصص تتحدث عن قدرة الجن الخارقة في التشكل على هيئات وصور مختلفة ، غالبا أشكال حيوانية ، كالقطط السوداء ، لكن لديهم القدرة أيضا في التشكل على هيئة البشر ، وقد أورد العرب في أساطيرهم وأشعارهم قصصا مستفيضة عن الجن التي تتغول في هيئة الناس ، أشهرها السعلاة ، تظهر في الأماكن المقفرة والمنقطعة في هيئة امرأة حسناء تنشد المساعدة فتحتال على المسافرين وتغويهم حتى يردفونها خلفهم على الناقة أو الجواد وتنتظر فرصة مناسبة لتغدر بهم فتقتلهم وتأكل أكبادهم .

      الجن يتخذ أشكالا إنسانية لغايات شتى ، بعضهم يهوى المرح والتلاعب بالناس . وبعضهم عاشق يظهر في هيئة شاب وسيم أو فتاة حسناء بحثا عن علاقة غرامية مع إنسي أو إنسية . وهناك نوع ثالث ، هو الأخطر ، يظهر في هيئة البشر ليرعب ضحاياه تمهيدا للتلبس بأجسادهم ، إذ يقال بأن الجن يتغذى على الخوف ، كلما زاد خوف الإنسان منه ، كلما سهل التلبس بجسده .
      هذه القدرة الخارقة في التغول على هيئة البشر تعطينا تفسيرا معقولا لظاهرة الشبيه ، ربما يكون الشبيه جنيا يريد إرعاب ضحاياه تمهيدا لتلبس أجسدهم ، أو ليحظى بالوصال مع امرأة يعشقها ، أو هي مجرد طريقة للتلاعب بالناس والضحك عليهم .


      يتبع

      تعليق


      • #4

        العوالم المتعددة والعوالم المتوازية وانزلاق الزمن




        اكوان كثيرة وليس كون واحد


        في فيزياء الكم هناك نظرية تعرف بأسم العوالم المتعددة (Many-worlds interpretation ) تقوم على أساس أن الكون ليس واحد كما نتصوره بل يوجد ما لا يحصى عدده من الأكوان ، في كل واحد منها توجد نسخة ثانية عن نفس الشخص لكن بحيثيات مختلفة تتحدد في ضوء خياراته وما يترتب عنها .
        هذه النظرية ليست من وحي الخيال ، بل هي نظرية علمية مدعومة بالمعادلات الرياضية وقد أشبعها علماء الفيزياء دراسة وبحثا ، وزاد الاهتمام بها مؤخرا بعد أن أثبت بعضهم أمكانية تحققها ، وقد تسببت لي بصداع شديد حتى استطعت أن أفهم عن ماذا تتحدث .. هذا إن كنت قد فهمت شيء أصلا ! .. وسأحاول أن أبسطها عن طريق الأمثلة .
        تصور بأنك تفكر بالارتباط بحبيبتك ، هذا التفكير يجعلك أمام خيارين ، أما أن تتزوج أو لا تفعل . بحسب نظرية العوالم المتعددة فأن مجرد تفكيرك بهذا الأمر سيجعل الكون ينقسم إلى كونين ، في الكون الأول ستتزوج بحبيبتك فعلا ، أما في الكون الثاني فستظل أعزب ، وستعيش كلتا النسختان ، المتزوج والأعزب ، في كونين منفصلين عن بعضهما من دون أن يعلم أي منهما بوجود الآخر .

        لنفترض بأنه بعد فترة على زواجك بحبيبتك نشبت بينكما الخلافات فأخذت تفكر بالطلاق ، هنا أيضا سينقسم الكون إلى كونين ، في أحدهما ستمضي بخيار الطلاق أما في الآخر فستحاول مصالحة زوجتك ، ولنترك نسختك المتصالحة ونمضي خلف نسختك المصرة على الطلاق ، فصباح اليوم الذي كان مقررا عليك أن تذهب إلى المحكمة لإكمال إجراءات الطلاق وقفت أمام خزنة ملابسك وفكرت أيهما ترتدي ، قميصك الأبيض أم الأزرق ، بمجرد تفكيرك في هذا الأمر سيظهر كونان جديدان ، في أحدهما ستمضي بالقميص الأبيض ، وفي الآخر ستذهب بالقميص الأزرق ، ولنترك صاحب القميص الأبيض ونمضي وراء القميص الأزرق ، فبعد أن خرجت من المنزل بدأت تفكر ، هل توقف سيارة أجرة أم تستقل الحافلة ، هنا أيضا سينقسم الكون ، نسخة منك ستذهب بسيارة الأجرة وأخرى ستنطلق بالحافلة ..







        هذه الانقسامات ستستمر طوال حياتك ، كلما كان عليك اتخاذ قرار ستظهر أكوان جديدة على عدد خياراتك ، مما يؤدي بالنهاية إلى ظهور ملايين الأكوان في كل منها تعيش نسخة منك تختلف عن الأخرى بحسب الخيارات التي اتخذتها ، يعني قد تكون عامل نظافة في كون ، وطبيب في كون آخر ، وطيار في كون ثالث ، وسفاح في رابع ، وميت في خامس .. وهلم جرا .

        أما أفضل ما في نظرية العوالم المتعددة فهو أنك لن تموت أبدا ، دائما ستبقى هناك نسخة حية منك في كون آخر حتى لو حاولت الانتحار بإطلاق النار على رأسك ، لأنه سيكون هناك دوما خياران ، أما أن يعمل المسدس أو لا يعمل ، أما أن تنجح في إصابة رأسك أو لا تنجح ، أما أن تكون الإصابة قاتلة أو لا تكون الخ .. وطبقا للخيار الثاني فأن محاولتك الانتحار ستستمر إلى ما لا نهاية .

        هناك نظرية أخرى في فيزياء الكم أسمها نظرية العوالم المتوازية ، هي مشابهة لنظرية العوالم المتعددة ، طبقا لها فأن كل كون هو غشاء يحتوي بداخله على أكوان أخرى ، وقد يكون في كل منها نسخة مختلفة منك ، وهذه النسخ جميعها تعيش في حيز متقارب ومتواز ، يعني ربما أنت ونسختك الثانية تعيشان في نفس الحجرة من دون أن يعلم أحدكما بوجود الآخر لأنكما في عالمين مختلفين .

        لحظة .. ما علاقة كل هذه السفسطة الفارغة أعلاه بمقالنا عن الشبيه ؟ ..
        سؤال جيد .. والجواب هو أن كل نظرية وكل شيء في هذا الكون يحتمل الخطأ وقد تشوبه بعض الانحرافات ، فالكمال لله وحده ، ولهذا يجد البعض في هذه النظريات تفسيرا محتملا لمسائل غيبية وما ورائية طالما أثارت حيرتنا ومخاوفنا .. كالأشباح والجن والشبيه الخ .. على اعتبار أن حدوث خلل أو انحراف مؤقت في القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه العوالم المتعددة هو أمر وارد ويمكن أن يؤدي إلى تداخل مؤقت بينها يترتب عليه حدوث تواصل مباشر قصير المدى بين سكان تلك العوالم . تصور مثلا بأنك تمشي داخل منزلك أثناء حدوث انحراف أو خلل فيزيائي يؤدي إلى تداخل عالمك الحالي مع عالم آخر توجد فيه نسخة أخرى منك تسكن منزلا مشابه لمنزلك تماما ، النسخة الثانية ستراك وأنت تمشي في منزلها ، والذي هو منزلك أيضا ، طبعا لن يدوم ذلك سوى لحظات معدودة لأنك ستختفي حالما ينتهي الخلل .


        من المؤكد بأن النسخة الأخرى ستشعر برعب شديد من ظهورك واختفائك المفاجئ .. ستظن حتما بأنك كيان غامض قادم من عالم آخر مجهول ، بعبارة أخرى ، بينما أنت مشغول بقراءة قصص الأشباح والجن على موقع كابوس وتشعر بالرعب منها ، ربما تكون أنت نفسك جني أو شبح بالنسبة لأناس آخرين يعيشون في عوالم أخرى ! .. وعليه فأن الشبيه ربما لا يكون سوى نسخة أخرى عن نفس الشخص تظهر أحيانا بسبب خلل في القوانين الفيزيائية ، والأمر ذاته ينطبق على الأشباح والجن ، ربما تكون كائنات من عوالم أخرى موازية . وهذا الأمر نجد له صدى واضح في الموروث الديني حيث توجد نصوص مقدسة تشير إلى وجود عوالم أخرى خفية تعيش في نفس الحيز الذي نعيش فيه .

        هناك نظرية أخرى تدعى انزلاق الزمن يمكن أن تقدم لنا أيضا تفسيرا محتملا لمسألة الشبيه ، هذه النظرية قريبة جدا من نظرية العوالم المتعددة ، ويزعم واضعوها بأن المراحل والحقب التاريخية لا تنتهي أبدا ، بل تستمر وتتكرر في أكوان وأبعاد زمنية أخرى ، يعني اجتياح المغول للعالم القديم لازال مستمرا لكن في بعد زمني آخر ، والحرب العالمية الثانية مازالت حامية الوطيس في بعد زمني آخر ، وربما أنتصر فيها هتلر ! .
        هذه النظرية تبدو صعبة التصديق ، لكن علينا أن نتذكر بأن الزمن هو ليس شيء ثابت كما نتصوره ، هذا ما أثبته اينشتاين بنسبيته وأكدته الدراسات والبحوث العلمية على مدار العقود القليلة الماضية . ولنأخذ مثالا بسيطا يوضح الأمر ، تصور بأن هناك مجموعة شمسية أخرى تبعد عنا مقدار 200 سنة ضوئية وتضم كوكبا مأهولا من قبل كائنات أكثر منا تطورا ، وبينما نحن نتحدث الآن فأن هناك كائن من سكان ذلك الكوكب يحدق إلينا عبر تلسكوب متطور يتيح له رؤية تفاصيل دقيقة جدا .

        تعليق


        • #5
          ماذا تعتقد بأنه سيشاهد حين ينظر إلى الأرض ؟ ..

          دعني أفاجئك .. ما سيشاهده ذلك المخلوق هو ليس أرضنا الحالية ، بل الأرض في عام 1814 ، لأنه ينظر إلى الشعاع الذي غادر كوكبنا قبل 200 عام – فرق المسافة الضوئية بيننا - . ذلك المخلوق سيشاهد جيوش الحلفاء وهي تتأهب لدخول باريس بعد هزيمة نابليون في معركة لايبزج .. لكنه لن يرى برج إيفل حتما لأنه لم يكن قد شيد بعد .
          طبعا قد يقول قائل بأن فكرة وجود نسخة حية وملموسة عن حقبة تاريخية معينة تبدو أمرا خياليا . لكن التاريخ لا يخلو من تجارب حقيقية زعم أبطالها بأنهم عاشوا حقا – لفترة قصيرة – في أجواء تاريخية تسبق عصرهم ، لعل أشهر تلك القصص هي قصة الآنستان موبرلي وجورديان اللتان وجدتا نفسيهما فجأة في عصر وزمان آخر أثناء زيارتهما لقصر الفيرساي في فرنسا وقد كتبنا عن تلك القصة بالتفصيل في مقال سابق . ناهيك عن أن فكرة السفر إلى حقب تاريخية مختلفة ماضيا ومستقبلا هي أمر ممكن الحدوث بحسب بعض النظريات العلمية الرصينة لو توفرت لنا التكنولوجيا المناسبة للقيام بذلك .

          ولو افترضنا جدلا بأن هذه النظريات صحيحة ، أي وجود أبعاد وعوالم زمنية مختلفة ، فلا يستبعد أن يكون الشبيه هو مجرد تكرار لفترة سابقة من حياة نفس الإنسان لكن في بعد آخر ، يعني لتوضيح الأمر أكثر تصور بأن هناك تسجيل يصور لعبك الكرة في باحة منزلك قبل عامين ، هذا التسجيل محفوظ بشكل حي في بعد آخر ، وفي حالة حدوث تداخل ما بين الأبعاد لسبب ما ، فأن ذلك التسجيل سيعاد ، أي أنك ستقف في نافذة حجرتك وسترى النسخة الأخرى منك تلعب الكرة في باحة منزلك كأنك تنظر إلى شريط فيديو ، وطبعا التفسير الوحيد في جعبتك لهذه الظاهرة سيكون الشبيه .


          الإسقاط النجمي

          هو أحد تفسيرات تجارب الخروج من الجسد (out-of-body experience ) ، ويزعم مريدوه بأن كل جسد مادي لديه جسد نجمي على شكل هيئة أثيرية منفصلة عنه وقادرة على مغادرته والتحرك خارجه .
          طيب لماذا أسموه بالنجمي ؟ .. ببساطة لأنه مرتبط بعالم علوي أو كوكب نجمي مختلف عن عالمنا المادي الذي نعرفه . ومن خلال التمارين الروحية والتدريب المكثف والتأمل والتصوف فأن الإنسان قد يتمكن من التحكم بجسده النجمي والسفر بواسطته إلى تلك الكواكب والعوالم العلوية فيما يبقى جسده المادي على الأرض مرتبطا بالجسد النجمي بواسطة خيط فضي رفيع .
          لكن ليس جميع من مروا بالاسقاط النجمي تدربوا عليه أو كانوا من المتصوفة ، أحيانا يحدث الأمر بشكل طارئ وعرضي لأشخاص عاديين ليست لهم علاقة بالتمارين الروحية وليس لهم أية دراية بمفهوم الإسقاط النجمي ، هذه الحالات تحدث غالبا أثناء النوم ، وقد يظن من يمر بها بأنها مجرد حلم شديد الغرابة . ولنأخذ أمثلة من الواقع كتب أبو عمر الشامي قائلا :

          " كنت نائما فرأيت و كأنني انظر إلى نفسي من فوق و كأنني معلق بسقف الغرفة , رأيت نفسي نائما و كل أغراض الغرفة من أعلى , السرير الطاولة بما عليها الخزانة الساعة ... ثم أخذت اقترب من نفسي حتى اندمجت معها عندها فتحت عيني و قد استيقظت و لكنني أحسست بسخونة تجتاحني بدئا من قدمي مرورا بكامل جسدي . شعرت بالخوف من هذا الشعور و أخذت أقرا المعوذات " .

          وكتبت وفاء لطيف تقول :
          " بعد يوم شاق من الأعمال المنزلية الملقاة على عاتقي كأم تعتني بصغارها أويت كالمعتاد إلى فراشي منهوكة القوى . في تلك الليلة حدث أمر مريب لا أزال اذكره رغم انه قد مضى عليه أكثر من ثمانية أعوام . كانت الغرفة تغرق في ظلام دامس ثم لم يلبث أن هب نسيم بارد , أحسست بقشعريرة تجتاح جسدي وشيء ما يشل جميع أطرافي ويتركني معطلة بالكامل , اجتاحني إحساس غريب بعدم الأمان ثم أحسست بأنني استحلت مثل سحابة من غبار أعوم في ظلام الغرفة ثم لم البث أن اكتشفت بأنني قد خلعت جسدي وخلفته ورائي مرميا على السرير , كنت واقفة فرب السرير معزولة تماما خارج جسدي أتأمله عن بعد عاجزة عن التحكم به , شعرت بهلع وأنا ارقب شيء ما أو كيان حالك السواد يحوم حول جسدي ويحاول أن ينزلق بطريقة ما إلى راسي كانت محاولاته تترك جسدي يرتجف ويشعرني بالآلام متلاحقة, ولكن صدى لصوت خفي في داخلي اخذ يلح ويدعونني لان اردد خلفه قائلة " الله نور السماوات والأرض " ولم البث أن أحسست بالألم بدا ينحسر رويدا رويدا وضياء الفجر يتسلل من النافذة وينتشر مفترسا الظلام ... استيقظت وأنا أتحسس وجهي وأتساءل إن كان ما مررت به في تلك الليلة مجرد حلم " .

          موضوع الأسقاط النجمي واسع ومتشعب ، وقد كتبنا عنه سابقا في الموقع لذا لا أريد أن أتوسع فيه أكثر . لكن ما يعنينا منه هو أنه يقدم لنا أحد التفسيرات المحتملة لظاهرة الشبيه ، على فرض أن الشبيه ما هو إلا تجلي لذلك الجسد النجمي الذي يسافر أحيانا خارج أجسادنا .

          تعليق


          • #6


            طاقة ذهنية


            بحسب بعض العلماء المهتمين بالخوارق والباراسيكولجي ، فأن الأفكار يمكن أن تتجلى أحيانا على شكل طاقة ذهنية تتخذ هيئات مختلفة من دون أن يشعر الإنسان نفسه بذلك ، بمعنى آخر فأن جميع قصص الأشباح والجن والشبيه ما هي إلا تجلي لقدراتنا الذهنية الكامنة التي تحفزت عن طريق مشاعر معينة كالرعب أو الغضب ، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتفصيل في مقال سابق .

            أمراض نفسية وهلوسة بصرية

            أخيرا فأن أغلب العلماء لا يأخذون كل ما ذكرناه وسطرناه أعلاه على محمل الجد ولا يرون فيه سوى خيالات وأوهام ناجمة عن أمراض نفسية أو ربما تكون نتيجة لتعاطي بعض الأدوية والعقاقير والمخدرات التي تؤثر على أداء الدماغ .

            شخصيا عرفت بعض المدمنين على العقاقير التي تسمى بحبوب الهلوسة ، وقد ذكروا لي كيف أن تلك الحبوب تترك تأثيرا عجيبا على أدمغتهم وتسبب لهم أنواعا وضروبا مختلفة من الهلوسة الذهنية والبصرية . كما أن علم النفس يغص بأنواع الفصامات التي تجعل المريض يتخيل أوهاما لا وجود لها سوى في عقله .


            حدثت صديقا لي عن مضمون موضوعى هذا قبل أيام ، فضحك مني وتساءل ساخرا : هل تؤمن حقا بهذه الخرافات التي لا تخضع لأي منطق ؟ ..
            وقد فكرت في كلامه كثيرا ، لا أخفيكم بأني في مرحلة ما من حياتي ، بعد أن اتخمت عقلي بالقراءة وظننت - مخدوعا - بأني وصلت إلى مستوى فكري يتسم بالصلابة والثبات ، قررت أن لا أؤمن سوى بالمنطق وأن أكون عقلانيا في نظرتي لكل شيء ..

            ووالان وقد قاربت على السبعين ، أنظر ورائي لا أرى سوى ذكريات ، أحدق أمامي لا ألمح سوى سراب ، وأحاول عبثا ، كالغريق الذي يتشبث بقشة ، أن أجد المنطق الذي أمنت ووثقت فيه طوال حياتي ، لكني أفشل في ذلك ، لم أعد أرى شيئا منطقيا ، لا أرى منطقا في قدومي إلى هذه الدنيا مثلما لا أرى منطقا في رحيلي عنها ، ولا في أن أحيا ما بقى من عمري تحت رحمة أناس فاشلين متخلفين .. لا أعلم ربما أنا أقترب من الجنون بخطوات حثيثة ، أو ربما أكون مجنونا من فترة ، لكني أقول بما أن الحياة فاقدة للمنطق ، فما المانع في أن يكون هناك شبيه ؟ .. وما المانع في أن يكون كل ما سطرتة سابقا واقعا ؟ ..

            أنا شخصيا أجد الكثير من العزاء في وجود نسخة أخرى مني لأني غير راض تماما عن النسخة الحالية ، من الرائع فعلا وجود نسخ أخرى سلكت اتجاها معاكسا للخيارات الفاشلة الكثيرة التي اتخذتها في حياتي ، وهي تعيش الآن بسعادة في أكوان أخرى ، مجرد التفكير في ذلك يشعرني بالارتياح .


            تعليق


            • #7
              التشابه الخَلْقي في الوجه والملامح مع الشخصيات المعروفة يجعل الشبية يقع في أسرها، ويرتبط بها جسدياً وعاطفياً وثقافياً. وفي الوقت ذاته استفادت الأنظمة السياسية وأجهزة المخابرات من ظاهرة "الشبيه" لصناعة "البديل"، الذي يقوم بأدوار الظهور بدلا من الحاكم او الدكتاتور، في الأوقات المطلوبة. وعلى الرغم من كل ذلك فشتان بين الثرى الثريا، وبين الأصل والنسخة.

              وتدفع "الكاريزما " في الكثير من الأحيان الى تقارب "الشبيه" مع الأصل، فتتقمّص النسخة المقلِّدة، الشخصية الاصلية ، فتتصوّر نفسها على انها الأصل فتعمد الى استبدال شخصيتها. وما يدفعها اكثر الى ذلك، ان الناس تلتف حولها وتعيرها الاهتمام، فتلتقط الصور معها، وتثني على ميزاتها وأشكالها التي لا تختلف في شيء، عن النسخة الاصلية.

              بل ان هذا التقمّص المفتعل، او التشابه الطبيعي، القائم على الصدفة، يؤدي الى الولاء الروحي والفكري للنسخة، الى الشخصية الأصل.

              لينين المزيف
              ولم يصبح الروسي سيرغي سولوفياف يساريّا، إلّا لأنّه كان "شبيه"، مفجّر الثورة البلشفية، لينين، فقد ظل سيرغي على ولائه للشيوعية في وقت انحسر فيه مدّها عن روسيا والعالم، وظل الى عام 2011 يتردد على الساحة الحمراء ويشتم علنا النظام السياسي الجديد في روسيا، ويلعن الحقبة القيصرية التي انهتها الثورة الشيوعية، كما اتُّهِم "لينين" المزيف او "الشبيه"، أيضا بتوجيه "كلام بذيء" لبائعة جوالة تبيع الأيقونات والرموز الدينية، حتى أوقفته الشرطة الروسية، قرب الكرملين، بحسب ما ذكره موقع "لايف نيوز" الإخباري الروسي.

              لكن من الفوائد الكبرى لـ"الشبه المُتصادِف"، بالزعيم او تقليده عن عمد، ان البعض يتخذ منه وسيلة لكسب الزبائن الى بضاعته، والاضواء الى شخصه، ففي وقت سابق من العام 2014، استغل فلاديمير بالومو، التشابه الكبير بينه وبين مدرب منتخب البرازيل لكرة القدم، لويز فيليبي سكولاري، فخدع الصحافيين والجمهور بانه هو المدرب الأصلي في اثناء رحلة جوية بالطائرة الى ريو دي جانيرو بالبرازيل.وخدع الشبيه في حيلته، صحافيا لكي يجري مقابلة معه باعتبارها سبقا صحافيا، وحين نُشر الحوار، انكشف الخداع، ما سبب احراجا كبيرا للصحيفة، التي اضطرت الى الاعتذار عن الخطأ الفادح الذي خدش في مصداقيتها، وجعلها موضع سخرية الصحف المنافسة الأخرى.

              والجانب الآخر في الأصل والشبيه، ذلك التأثير النفسي للزعماء والشخصيات، على مَنْ يقلّد هذا الزعيم او ذاك، في محاولة لتأكيد الذات بالتقمّص المفتعل لشخصيات المشاهير والقادة.
              حالة مرضية

              ويقول الباحث النفسي وليد الطائي المقيم في هولندا، ان "التعبير عن الذات، بتقمّص شخصيات مؤثّرة ومشهورة، حالة نفسية تتطوّر في بعض الأحيان الى حالة مرضية".

              ويستطرد "الشيزوفرينيا من أبرز الامراض التي يتوهم فيها المريض بانّه شخص آخر، فيولي تقليد الشخصية التي يذوب فيها، أهمية قصوى".وتفسّر موسوعة ويكيبيديا مفردة (ناريس) او النرجسية برديفها العربي، بان اصلها اليوناني يعني "حب الذات"، مأخوذة عن شخص عشق جمال وجهه حينما رآه في الماء.والموضوع برمّته، ان البديل او الشبيه وإنْ قلّد الأصل، فلن يستطيع تجسيد الشخصية كما ينبغي مهما جهد في ذلك، ذاك ان الصفات الجسدية والنفسية سواء كانت موروثة أو مكتسبة، هي نتاج تجربة حياتية غنية بالعادات والتقاليد والقيم والعواطف المتفاعلة التي ترسم خصائص الشخصية".

              من أهم ما يعيق التطابق التام بين النسخة والاصل، ان الانسان بعد ولادته يكون من صناعة الحياة بظروفها المختلفة التي لا يمكن ان تتشابه بين محيط وآخر، فتتطوّر الشخصية مع تقدّم الإنسان في السنّ ومع معاشرة الناس، وأصبح الاختلاف شاسعا حتى بين التوائم المتشابهة.


              استنساخ الدكتاتور

              وغالبا ما يؤدي استنساخ شخصية الدكتاتور من قبل شخص الى نتائج غير محمودة، إذ يوغل الشخص في نرجسيته المركّبة للقيام بأفعال يعاقب عليها القانون مثل جرائم القتل
              او الاعتداء على الناس، في السعي الى جلب الانتباه او التعبير عن حالة نفسية مرضية معينة لا يمكنهم السيطرة عليها.
              لكن هناك من يجد في صدفة "التشابه"، متعةً ما بعدها متعةٌ، فيعمل على تطوير هيئته لتتطابق تماما مع النسخة الاصلية، ويسعى الى ديكور يظهر التطابق التمام مع الاصل.ذلك ان الليبي ضو الحقيق (52 عاما)، منحته الطبيعة تشابها غريبا مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فاستغل الميزة التي يتمتع بها ليرتدي الطاقية التي اشتهر بها الزعيم، والملابس التي كان يفضلها الرئيس الذي ازاحته ثورة شعبية في 2011.
              وحين زار الحقيق، العاصمة الأردنية، عمان، في شباط 2012، احتشد الناس من حوله للتمعن في الشبه الكبير بينه وبين القذافي.وعلى رغم اعترافه بعدم سعادته لهذا التشابه الذي منحه الشهرة، الا انه بدا مندهشا من الاهتمام الزائد به من قبل الجمهور، مؤكدا انه كان أثناء الثورة يتجول في شوارع ليبيا متلثما، خوفا من القتل على يد الثوار.

              نابليون عمان
              وفي العاصمة الأردنية اشتهر نبيل حساين، بلقب "نابليون عمان" وهو شخص أردني عرف بزيه النابليوني المكوّن من قلنسوة طويلة، وسترة حمراء، و(ايشارب) حول عنقه، وجزمة مستطيلة، وعصا تحت إبطه.

              ويصف الكاتب الأردني خليل قنديل الرجل النابليوني بانّه كان يواظب على هذا المظهر منذ سنوات طويلة ويسير في شوارع وسط البلد بمثل هذا الشموخ الذي لا يحتمل الختل أو الممازحة او حتى الاستهتار.ويشير الكاتب العراقي هادي الحسيني في حديثه، الى انه عايش "نابليون المزيف" عن قرب وكان يتحاشى الاختلاط مع الناس، لكنّه كان "مثقفا".وتوفي "نابليون عمان" في 2012 مفرغا العاصمة الجبلية من جنونه الارستقراطي الممزوج بالكبرياء والعزلة والمخاتلة.

              مبارك ومرسي .. البديل
              وفي العام 2009، تقدّم شخص الى المدعى العام المصري ببلاغ يفيد بان الرئيس المصري السابق حسني مبارك مات في 15 يونيو العام 2004 وان شبيها له يحكم البلاد.ونشرت صحف مصر شبيها آخر لمبارك اسمه سعيد مبارك من محافظة المنوفية بمصر، مثّل شخصية الرئيس فى الفيلم الوثائقي " الليلة الأخيرة فى قصر الرئيس ".

              بن لادن .. آخر

              وفي 2007 اعتقلت الاستخبارات الباكستانية شخصا يشبه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مرتين.

              وفي حادث مماثل، أصدرت محكمة نمساوية في 2011 حكما على لص بسجنه 12 عاما بعدما سطا على عدة بنوك وهو يرتدي قناعا، هو عبارة عن قالب لوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما.ويبدو ان أوباما صاحب الحظ الاوفر في عدد "الأشباه"، فمنذ 2009 انقلبت حياة المصوّر الإندونيسي إلهام أنس، رأسا على عقب بسبب تشابهه المذهل مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، و بات شخصية مشهورة، ما فتح له فرص العمل في الإعلانات الى الحد الذي اختير فيه ليقوم بدور أوباما في مسلسل تلفزيوني.

              البديل .. هاجس أمني

              ولم تترك السياسة ودوائر الاستخبارات ظاهرة "الشبيه" على سجيتها، فاستثمرتها الأنظمة الدكتاتورية في صناعة بديل الزعيم، كاحتياط يجنبه أوقات الخطر، ويقوم بدور الرئيس في الأوقات المناسبة.
              وعُرِف عن اغلب الدكتاتوريين في العالم، بصناعة "البديل" لهم، وأبرزهم شبيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ آون وهو الابن الثالث والأصغر لزعيم كوريا الشمالية السابق، كيم جونغ إل، من زوجته كو يونغ هي.ويعتقد ان الكثير من المشاهد التي تظهر الرئيس الكوري هي في الواقع صور لبديله لاسيما في التجمعات والاحتفالات.

              وظهر شبيه آخر للزعيم الكوري في مقاطع فيديو في يوتيوب تابعتها "الصباح"، ودلت على التطابق التام في الهيئة بين البديل والاصل.ويعتقد الباحث في تاريخ الأنظمة السياسية في العالم سعيد محسين ان الزعيم الكوري ربما يتوفّر على أكثر من بديل بسبب الهاجس الأمني الذي يسيطر على معظم الدكتاتوريين في العالم.

              وكذا الامر مع ادولف هتلر،الذي عُرف عنه وجود بديل له، لأسباب امنية.ويعيش في مدينة باتنة شرقي الجزائر شبيه زعيم أدولف هتلر، حسين بن فرحي، الذي لا يمانع حسب قوله الشهر الماضي، من تمثيل فيلم عن هتلر مثلا، على رغم عدم ايمانه بمبادئه وافكاره.

              وتفاجأ المشاركون في تظاهرة في فنزويلا في نيسان 2013، بظهور تشي جيفارا بين صفوفهم، لكن حقيقة الامر، ان هذا الرجل لم يكن إلّا "شبيه" الثائر الراحل.ومثلما كان جيفارا ماركسيا قحّاً، اعتنق بديله المبادئ الماركسية، وصار شيوعيا على غرار الشخصية الأصل.

              ابتسم الحظ للحاج رمضان السوهاجي، بائع الأدوات الكهربائية في حي العباسية بالقاهرة، بوصفه الشبيه للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وتسبب له ذلك في مواقف محرجة.
              وعندما شارك في تظاهرة مليونية نظّمتها القوى الإسلامية، رفعه المتظاهرون على المنصة باعتباره الرئيس، لكنّه انتقد هذا العمل. غير ان الصحافة تناولت الحدث، وقالت ان مرسي خطب في الجماهير من على المنصّة، في تهكم وسخرية.

              عمليات تجميل
              ومن دون القاء الكلام على عواهنه في ظاهرة "الشبيه"، فان الأنظمة الدكتاتورية وجدت فيها الوسيلة لتعزير الحماية للدكتاتور، بتحويلها "الشبيه" الى "بديل"، يحل محل الزعيم في المواقف الحرجة بصورة خاصة، ويدفع به ككبش فداء في حالة تعرض "الأصل" الى مخاطر الاغتيال، وهو ما يفسّر ظاهرة الحرص على بدلاء لصدام حسين، وجوزيف ستالين، وفيدل كاسترو، وموسوليني، وكلهم كانوا يملكون بدلاء يشبهونهم تماما وينوبون عنهم في المناسبات والمهام الخطيرة، وفي حالة عدم توفّر ذلك فان عمليات جراحية تجميلية، تجرى على وجه البديل المقترح لجعله نسخة مطابقة الأصل، لا يُشك احد في مصداقيتها، ولعل هذا يفسر نجاة الكثير من الزعماء من محاولات الاغتيال، فقد أخفقت نحو 22 محاولة لتغييب كاسترو، فيما يرجع البعض احد أسباب ذلك الى "البديل".



              تعليق


              • #8





                ظاهرة الشبيه
                هي ظاهرة غريبة يزعم فيها رؤية شبح له نفس مواصفات شخص حي موجود وكانه مستنسخ عنه او انعكاس الشخص نفسه، كلمة الشبيه Doppleganger هي كلمة المانية الاصل وتعني الشبيه ولهذه الظاهرة صلة قريبة بظاهرة اخرى تدعى التواجد المزودج Bilocation او حتى التواجد المتعدد Multilocation وهي عبارة عن رؤية شبيه الشخص في اكثر من مكان وفي نفس الوقت وتشبه تلك الظاهرة ما يعرف باسم القرين في التراث الاسلامي.

                ان فكرة وجود كائن آخر يحوم في الارض له نفس مواصفات شخص موجود برهنت انها لم تكن مذهلة فحسب بل ايضا مخيفة للبشر خلال مئات السنين الماضية فالملكة اليزابيت الاولى وقبل وفاتها بوقت قصير كانت تراودها رؤى ترى فيها نفسها امامها مستلقية وشاحبة الوجه وكذلك الالماني يوهان ولفغانغ الواسع الثقافة يروي انه عندما كان في طريقه الى دروسينهايم راى نفسه شبيهه يلبس ملابس رمادية مزركشة باطراف ذهبية وكان الشبيه يتجه نحوه وبعد 8 سنوات من تلك الحادثة ادرك انه كان يلبس نفس الملابس التي كان قد رآها بالضبط قبل 8 سنوات وفي نفس الطريق الى دروسينهايم الملكة كاترينا في روسيا القيصرية رات صورتها تقترب منها فاصيبت بالهلع وامرت جنودها باطلاق النار على الشبح الذي يشبهها عسى ان يختفي ولكن دون جدوى يظن بعض الناس ان ذلك الشبيه هو تجسيم لنفس الشخص او نوع من Aura الهالة التي تتولد في عالم ميتافيزيائي في بعد آخر من المكان وبعضهم الآخر يعتبرها خرافة ويربطها بالفلكلور والتراث الشعبي او حالات نفسية او فيزيائية من المعروف ان الشبيه لا يظهر له اي ظل على الارض او انعكاس ولكن الكثير من الصور تظهر انعكاسا شفافا في زجاج النوافذ او الماء ومن غير الحكمة التحدث الى الشبيه او محاولة الاتصال معه، يزعم ايب لينكولن انه راى وجها مزودجا في المرآة احدهما لشبيهه والآخر له.

                في شهر سبتمبر من عام 2006 نشرت مجلة Nature الشهيرة دراسة قام بها شهر ارزي وزملائه من مستشفى جامعة جنيف في سويسرا حيث قام الباحثون وبشكل غير مقصود بمحاكاة نفس تاثيرات ظاهرة الشبيه Doppelganger Phenomena من خلال الاستثارة الكهربائية لدماغ مريضة عبر الامواج الكهرومغناطيسية وذلك في الجهة اليسرى لمنطقة تدعى Temporoparietal Junction وهي منطقة مرتبطة باخذ وجهة نظر الشخص الآخر ومن المعروف انها تكون اقل نشاطا بين الافراد الذين يعيشون بشكل منعزل مقارنة بالافراد الاجتماعيين عند مشاهدتهم صور اشخاص في وضعيات غير سعيدة احست المريضة عند التجربة بوجود شخص خلفها مباشرة وصفته بانه صغير السن وجنسه غير محدد وكان صامت وبلا حراك وجسمه يشبهها تماما وعندما اعيد تطبيق الاستثارة الكهربائية لنفس المنطقة في دماغ المريض ولكن هذه المرة بشدة اعلى احست المريضة بشخص رجل كانت يلفها بذراعيه عندما كانت جالسة وعندما طلب من المريضة ان تخضع لاختبار لغوي من خلال مجمعوعة من البطاقات امامها احست ثانية بوجود رجل آخر يحاول التدخل في الاختبار وكان الى يمينها لحظة تطبيق الاستثارة الكهربائية مرة اخرى قالت المريضة للباحثين يريد ان ياخذ البطاقة ولا يريدني ان اقراها ونتيجة لذلك الاختبار وصل الباحثون الى نتيجة مفادها ان السر وراء الشعور بشبيه هو فشل منطقةTemporoparietel Junction من القيام بوظيفتها بدلا من التفسير النفسي التقليدي المتعلق باوهام ذاتية.

                تعليق


                • #9



                  هل لك ان تتخيل أن هناك كائن اخر يمشي على هذه الأرض بهيأتك انت، نسخة مطابقة عنك تماما، تخيل أنك تراه امامك بنفس مواصفاتك، ألا تصيبك الفكرة بالهلع والقشعريرة ، تعال لنتعرف الى هذه الظاهرة وتفسيراتها العلمية..

                  تعرف ظاهرة تجسد الصورة الذاتية على أنها قدرة الشخص على رؤية نفسه أو جسمه في مكان خارج عن جسمه هو، وذلك أثناء ظنه بأنه في حالة يقظة تامة، ويعبر عن هذه الظاهرة بمصطلح Autoscopy وهي كلمة اغريقية الاصل تعني حرفيا "مراقب الذات"، لقد فتن هذا الامر البشرية منذ الازل، فنراه في الموروثات الشعبية والاساطير والسياقات الروحية لمعظم المجتمعات القديمة والحديثة، كما انه من الشائع الاشارة الى تلك الحالة في ممارسات النفسانية الروحية الحديثة.

                  إن لتجسد الصورة الذاتية عدة خصائص، توصف من خلالها حالة التجسد وهذه الخصائص هي:
                  - تحرر ومغادرة او تموضع واضح للذات خارج الجسم.
                  - انطباع ذاتي لرؤية العالم من خلال منظور علوي او من على بعد.
                  - انطباع عن رؤية المرء لجسمه من هذا المنظور (او ما يعرف بالتنظير الذاتي).
                  إن حدوث هذه الظاهرة يتم عندما يرى الشخص صورة جسمه ماثلة امامه من دون استخدام مرآة، ومن دون ان يكون في وسعه الوصول الى تلك الصورة التي غالبا ما ستقلده في حركاتها مع انها ستكون بالعادة صورة شفافة او ضبابية، او تفتقر إلى أي لون، وتحدث مثل تلك المواجهات عادة اثناء الليل او عند الفجر.
                  ويوجد نقيض لهذه الظاهرة بما يعرف بظاهرة التجسد السلبي للصورة الذاتية، وهي ظاهرة نادرة جدا، حيث تحدث عندما لا يتمكن الشخص من رؤية انعكاس صورته في المرايا وغيرها، وتدوم فقط لثوانٍ معدودة، على الرغم من قدرة الاخرين حولهم على مشاهدتها في المرآة، وتعرف هذه الظاهرة علميا بـ "متلازمة مارتشن"، ويعتبر التجسد السلبي للصورة الذاتية نادرا جدا ( الى درجة يصعب وجود أي مثال عنه في روايات الادب، لكن هناك مثال واضح يشبه هذه الحالة وينسب الى مصاصي الدماء.

                  اسباب حدوث الظاهرة:

                  قام مختبر علم الاعصاب الادراكي والبوليتكنك الاتحادي في مدينة لوزان، وقسم الاعصاب في مستشفى جامعة في مدينة جنيف/ سويرا، بدراسة بعض العوامل المحتملة المسببة للتجسدات الكلاسيكية للصورة الذاتية فاتضح انها: النوم، وتعاطي المخدرات، والتخدير العام، إضافة الى بيولوجيا الاعصاب.
                  وقدتبين ان تلك الحالة ناجمة عن التفكك الوظيفي للمستوى المنخفض في مراكز معالجة الحواس المتعددة، وكذلك ارتفاع كبير وشاذ في نشاط معالجة الذات التي تحدث عن التقاطع الصدغي الجداري في الدماغ.
                  هذا وقد ذكرت رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة ASSAP البريطانية أسبابا لتجسد الصورة الذاتية تتصل بفترات الاجهاد والتعب او المرض العقلي، وترى الرابطة ان تلك الحالة لم تدرس وتوثق جيدا، وان اكثر الامثلة دلالة عليها هو اضطراب الفصام الذهني (الشيزوفرينيا) او الصرع، ويمكن ايضا ان تظهر علاماتها على اشخاص لا يعانون من الامراض العقلية، بحيث ان لها صلة بالحرمان الحسي او حالات الاجهاد الشديد، بما في ذلك حالات الصداع النصفي.

                  إن تجسد الصورة الذاتية، هو مرادف تقليدي لظاهرة ما ورائية تدعى النسخة الذاتية (الشبيه) حيث يلتقي الشخص مع شبحه الخاص. ويرجع مصطلح الشبيه (Doppleganger) الى الموروث الشعبي الالماني الذي يقول بأن رؤية الشخص لصورته الذاتية ينذر بموته.

                  بعض الامثلة على هذه الظاهرة:

                  تقول صاحبة التجربة والتي نشرت في الموقع الالكتروني لرابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة ASSAP: " في 15 مارس من عام 1978، وعند الساعة العاشرة ليلا، رأيت شبح نفسي، كنت لوحدي.. وكان واحد من الأطفال يجد صعوبة في النوم فأخذت المصباح لأتحقق إن كان هناك امر ما على غير ما يرام، وعندما رفعت الستارة التي كانت تغطي غرفة النوم، رأيت على بعد خطوتين مني صورة نفسي، كانت تنحني عند طرف السرير وترتدي ملابس لم أكن ارتديها ذلك الوقت، ثم مشت بعيداً عني وكأنها تعبر عن حزنها العميق".

                  كمان نشر موقع Your Psychic Family، تساؤلات لأشخاص تعرضوا لتلك الحالة، ونشرت تفسيراً ما ورائيا لها، نورد منها التالي:

                  كتب السيدة جين دي: " أعتقد أن لدي قدرات نفسانية غير عادية، فأنا اشم رائحة الموت من حول الشخص الذي سيموت، على الرغم من انني لم اجد تفسيرا لتلك القدرة لكن دائما ما يكون حدسي صادقا، ومنذ فترة قريبة جدا كانت لي تجربة في غاية الغرابة، كنت اقف امام مرآتي وفجأة شعرت أن أحدا ما في الغرفة فالتفت حولي فرأيت نفسي ارتدي ملابس مختلفة تماما عن ما البسه، وعلى وجهي ابتسامة كبيرة! ثم سرعان ما تم نقلي الى المستشفى ومع ان افكاري كانت سلبية إلا انني لم أشم رائحة الموت، وتمت العملية الجراحية بنجاح".

                  رد الموقع على ما كتبته السيدة " ما رأيته هو نسختك والتي تعرف باسم النسخة الذاتية، اذ غالبا ما تشاهد تلك التجسدات المحيرة للناس الأحياء في أوقات الازمات، وقد كان للكاتب الالماني الشهير "غوته" تجربة مشابها، إذ رأى شبحه يمشي على طول الطريق، وبعد مضي سنوات رأى في نفس المكان شبحه مرة ثانية ولكن على نحو مختلف. ادرك "غوته" أن رؤيته الاولى لشبحه كانت ما سيكون عليه في المستقبل، بينما كانت رؤيته الثانية لما كان عليه في الماضي، ولقد رأيت نفسك في المستقبل سعيدة بعد عملية جراحية ناجحة، وكان غياب رائحة الموت مؤشرا اضافيا انك كنت على حق".

                  حفيد يفزع من نسخته:

                  كت " أي مك دنغارين" من ايرلندا: " في الاسبوع المضي سمع حفيدي البالغ من العمر 15 سنة ضجة في السقيفة فذهب ليتحقق من الأمر ورأى هناك صورة نفسه، في البداية رأى نصف وجهه ثم رويدا رويدا ظهر وجهه بالكامل، كان مفزوعا مما رآه فركض في المنزل وأخبر امه انه سيموت، ومنذ ذلك اليوم لم يكن على ما يرام ونخشى من أسوأ مما حدث له".

                  رد الموقع: "بينت الدراسات في تلك الظاهرة عدم وجود صلة بين رؤية نسختك والموت، فعلى سبيل المثال كان الكاتب الالماني "غوته" شابا عندما رأى نفسه على طول الطريق ثم عندما اصبح طاعنا في السن رأى نفسه مجددا في نفس المكان ولكن آتيا من الاتجاه المعاكس".

                  كنت في مكانين في نفس الوقت:

                  كتبت (إثيل.بي) يقول: " منذ عدة اسابيع مضت كان لي تجربة غريبة، نهضت من سرير وعندما التفت حولي رأيت نفسي ما زلت نائما ومستلقيا على السري، كان هناك إثنان مني، ولحد الان لا يمكنن التوقف عن التفكير بتلك التجربة الواضحة جداً".

                  رد الموقع: " لا تكون الأشباح دائما أشباحا للموتى، فقد ترى روحك او جسمك من خلال الاسقاط النجمي، هذه النسخة البشرية تدعى "الشبيه" وغالبا ما ابلغ الناس عن رؤيتهم لها أثناء قيامهم بأعمال حياتية او اعمال ليست تحت المراقبة، وفي بعض الاحيان شهد مجموعة من الناس عليها مثل الملكية إليزابيث الاولى عام 1602، حيث كتب أحد المؤرخين من ذلك العصر أنها رأت نفسها تستلقي على السرير وبدت شاحبة وذابلة".


                  يُتبع

                  تعليق


                  • #10




                    رؤية شبح له نفس مواصفات شخص حي موجود وكأنه مستنسخ عنه او انعكاس الشخص نفسه، تعود اصول الكلمة " Dopoleganger" الى الالمانية وتقسم الكلمة الى قسمين "Dopple" وتعني مضاعف "Ganger" وتعني الماشي، بالمعنى الحرفي وبترجمتها نصل الى اللفظ المنشود " الشبيه" أي الشبيه بشخص معين والماشي على الارض مثله تماما، وقد أعطى بعض الباحثين للشبيه معنى اخر ألا وهو انعكاس صورة شخص معين من زاوية يستحيل تكوّن رؤية فيها، وقد استخدم هذا اللفظ للمرة الاولى بواسطة الكاتب الألماني الشهير "يوهان ريتشر"

                    أحداث تاريخية:

                    - قيل ان ملكة انجلترا "اليزابيث الاولى" رأت وقبل فترة من وفاتها رؤى ترى فيها شبيهة لها مطابقة لها شكلا الا انها كانت شاحبة وتعبة مستلقية امامها.
                    تُرى لما تزامنت تلك الرؤى مع الفترة البسيطة التي سبقت وفاتها؟ هل رؤية الشبيه نذير شؤم وموت كما ورد في الاساطير القديمة؟

                    - كاتب الميتافيزياء والشاعر الانجليزي الشهير جون دون في القرن السادس عشر، زاره شبيهاً خلال رحلته الى باريس لكنه لم يكن له شخصيا بل لزوجته، ظهرت له وبين ذراعيها طفلا في حين كانت زوجته حاملا بالفعل إلا انه قد تبين أنها انجبت طفلا ميتا في الاثناء التي شاهد فيها زوجها الشبيه!

                    - واحد من اعظم الشعراء الانجليز " بيرسي شيلي" قيل انه شاهد شبيها له في ايطاليا، رآه صامتا شاحبا يشير بإصبعه الى البحر الابيض المتوسط، بعد وقت ليس بكثير، وقبل ميلاده الثلاثين من عام 1822 مات "شيلي" بحادث غرق اثناء رحلة بحرية عبر البحر الابيض المتوسط!

                    - على صفحة اخرى من صفحات التاريخ ورد أن المثقف الالماني "يوهان ولفجانج" قد رأى نفسه بنفس ملابسه الرمادية المزركشة قبل 8 سنوات من ارتدائها ومن وجوده في نفس المكان الذي كان فيه آنذاك.

                    - الملكة كاترينا في روسيا القيصرية رأت صورتها تقترب منها فأصيبت بالهلج وأمرت جنودها باطلاق النار على الشبح الذي يشبهها عسى ان يختفي ولكن دون جدوى.

                    - كما زعم ابراهام لينكولن انه رأى وجها مزدوجا في المرآة احدهما لشبيهه والاخر له.

                    يظن بعض الناس ان ذلك الشبيه هو تجسيم لنفس الشخص او نوع من الهالة التي تتولد في عالم ميتافيزيائي في بُعد آخر من المكان، والبعض الاخر يعتبرها خرافة ويربطها بالفلكلور والتراث الشعبي أو حالات نفسية او فيزيائية.
                    من المعروف ان الشبيه لا يظهر له أي ظل على الارض او انعكاس، ولكن الكثير من الصور تظهر انعكاسا شفافا في زجاج النوافذ او الماء، ومن غير الحكمة التحدث الى الشبيه او محاولة الاتصال معه.

                    تفسير علمي:

                    في عام 2006 في جنيف/ سويسرا، أُعلن في مجلة "Nature" عن أبحاث قام بها "شاهار أرزي" وزملاؤه من مستشفى جامعة جنيف في سويسرا.
                    قام "شاهار" وزملاؤه باستخدام الية التحفيز الكهرومغناطيسي للدماغ، وقد تم الامر كالتالي:
                    تمددت المريضة بشكل معتدل على السرير وقام الاطباق بتنسيق "التحفيز الكهرومغناطيسي" عند تقطاع الصدغية اليسرى، وعند سؤال المريضة عن شعورها لتسجيل الملاحظات، اخبرتهم انها تشعر بوجود احدهم معها بالقرب منها، لم تكن المريضة تعاني من أي امراض نفسية او جسدية عدا عن الصرع الذي كانت تُعالج فعليا بسببه، وحسب ما قالته المريضة: ان الشخص الذي شعرت بوجوده رأته يبدو صغير السن غير محدد الجنيس بهيئة مشابها لها، وأن هذا الشخص خلفها تماما، حتى يكاد ان يلامسها (يجدر بالذكر هنا ان المريضة كانت مستقلية على السرير وبالتالي فعليا لا يوجد خلفها شيء يشغل حيزا من الفراغ).

                    أما الفحص الثاني الذي اجري للمريضة نفسها كان بوضعية الجلوس وذراعاها ملتفان حولها، قالت هذه المرة: انها رأت رجلا يضمها بذراعيه، وقالت انها كانت متزعجة بشدة وتسمع اصوات ضجة عالية، وطلبت ايقاف عملية التحفيز على الفور.
                    وكمرحلة اخيرة اعيدت عملية التحفيز اثناء جلوس المريضة مع اختبار لغوي باستخدام البطاقات الفلاشية، وما كان منها إلا ان ابلغتهم برؤيتها لنفس الشخص الجالس مرة اخرى خلفها ومن جهة اليمين، وان حضوره يتداخل في عملية الاختبار الى حد كبير جدا، وقد اخبرت الاطباء انه يريد اخذ البطاقات منها، ولا يريدها ان تقرأ ما قد كتب عليها، مما اضطر الاطباء لايقاف العملية مرة اخرى جرّاء ما حصل للمريضة من اضطراب وانفعال لاعتقادها بحضور ذلك الشخص وخوفها الشديد منه.

                    وكخلاصة خرج بها "شاهار" وزملاؤه: ان تقاطع (الصدغية اليسرى) من الدماغ يثير ضجة كبيرة للصورة الذاتية للشخص، وضعية الجسم هيئته ومكانه.. الخ، عندما يتعرض تقاطع الصدغية اليسرى للازعاج والضجة والتحفيز فإن الشعور بالاسناد الذاتي لدى الانسان ينكسر ويتبدل احساسه بذاته بإحساسه بحضور اخر غريب او نسخة عنه موجودة بالقرب منه وقد سجل "شاهار" وزملاؤه ان هذه الظاهرة لا تحدث عادة بدون تحفيز، إلا اذا كان الإنسان مصاب بمرض عقلي معين كالشيزوفرينيا، وبخاصة عندما تكون مصحوبة بجنون الارتياب والافكار الضلالية التي يعتنقها المصاب بهذا المرض المزمن.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X