إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفتاة التى ابتلعها الجسر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفتاة التى ابتلعها الجسر



    الفتاة التى ابتلعها الجسر

    لكل منا خط حياة ، أفتح كفك وستراه ، أنه ذلك الخط الذي يبدأ من تحت إبهامك ويمتد على شكل قوس وصولا إلى معصمك ، أنظر إليه جيدا ، دقق وتمعن فيه .. هل هو مكتمل ومحفور جيدا في باطن كفك أم هو غير واضح المعالم وفيه تقطع وتهتك .. لا تجزع! .. هو لا يدل على طول عمرك ، بمعنى أن طوله أو قصره أو شكله لا علاقة له بعدد السنين التي ستعيشها على هذه الأرض قبل أن يطويك الثرى وتصبح من الغابرين ، لكن له علاقة بطبيعة حياتك ، صحتك ونشاطك ورفاهيتك والتغيرات والمحن التي ستعرفها على مر السنين .



    الخطوط الرئيسية لكف الانسان .. هناك خطوط اخرى كثيرة ..

    خطوط الكف أوضح وأجمل وأكمل في أيدي الأغنياء منها في يد الفقراء .. لماذا ؟ .. ببساطة لأن الأغنياء لا يعملون بأيدهم كثيرا ، لهذا تكون كفوفهم واضحة المعالم ، طرية وناعمة كالحرير . أما أيدي الفقراء فخشنة ، يابسة ، محيت ملامحها من كثرة الاستعمال ! .. كأنها انعكاس لواقع باهت وبائس .

    طبعا قد يقول قائل بأن هذا الكلام لا أساس له من الصحة ، مجرد خزعبلات ، لكن ثق عزيزي القارئ بأنه لا يخلو من حقيقة ، أنه كالقول بأن "الفقراء لا يدخلون الجنة" ، فليس المقصود أن الله يمنع الفقراء من دخول الجنة كونهم فقراء ، لكن العوز يجعل الفقير كثير الشكوى والتذمر ، والله لا يحب سوى الشاكرين الحامدين لنعمه . والحاجة قد تدفع الفقير لاقتراف الذنوب والموبقات ، وهذا يفسر لنا لماذا أغلب المدن والأحياء الفقيرة حول العالم تكون موبوءة بالسرقة والدعارة والمخدرات ، وهي أمور لا تقود إلى الجنة طبعا ، كما أن الفقير لا يملك مالا مثل الغني ليذهب في آخر عمره إلى الحج ويتصدق على الفقراء أو يبني مسجدا ثم يموت بعهدها ليجد أمامه قصرا حاضرا في الجنة ، الفقراء في الواقع ليس لديهم مال لشراء قصور لا على الأرض ولا في السماء .. بالكاد لديهم مال لشراء قبر ! .
    لكن لحظة .. ما داعي كل هذه المقدمة الطويلة العريضة عن خط الحياة والغنى والفقر
    في الحقيقية هي بسبب أيملي ..


    اميلى عاشت في هذه المدينة الجميلة ..


    إنها فتاة جميلة وثرية عاشت في القرن التاسع عشر وأثارت غيظي بسبب غبائها ، كل ما كان عليها أن تفعله هو أن تنظر وتتمعن جيدا في خطوط كفها ، كانت سترى الخطة المرسومة لحياتها واضحة لا لبس فيها ، وهي أن تتزوج شابا ثريا مثلها ، وأن تنجب أطفالا أصحاء ، وتعيش في سعادة ورفاهية لما تبقى من عمرها في منزل فخم كبير وهي محاطة بالخدم والحشم .

    لكنها لم تفعل ذلك . كانت للأسف من ذلك النوع من البشر الذين يعشقون الشقاء ، اختارت أن تعشق شابا فقيرا بالكاد يملك قوت بطنه ، أسمه دونالد ، يعيش في واحدة من تلك الأحياء التي لا يذهب سكانها إلى الجنة ! .
    كان حبهما من النوع الناري ، لا أدري إن كنت جربت هذا النوع من الحب عزيزي القارئ ، لكن دعني أخبرك كيف يكون ، أنه كشعلة متأججة من اللهب ، أنت تعلم جيدا بأنها ستحرقك ، ومع هذا تضع يدك فيها طائعا صاغرا متلذذا بآلامك ومستأنسا بآهاتك .. باختصار هو أجمل عذاب يمكن أن تجربه في حياتك ، وهو أيضا أكبر حماقة يمكن أن تقترفها في حياتك ! .. هو كمخدر الأسنان ، يزول أثره سريعا ، خصوصا إذا ما انتهى بالزواج ، عندها تختفي اللذة ولا تبقى سوى الحروق .
    على العموم ، دعونا نعود لأيملي ، فهذه الفتاة الناكرة للجميل كانت كثيرة التذمر من أهلها ، أبوها وأمها كانا يريدان لها الأفضل وهي تشتمهم وتلعنهم لأنهما يرفضان أن ترتبط بحبيبها الفقير . منعاها من رؤيته فإذا بها تجلبه إلى منزلهما بكل وقاحة ليطلب يدها منهما رسميا .
    أعتقد المشهد التالي من قصتنا معروف لأغلبكم ..




    ايملي احبت شابا فقيرا ..

    شاب فقير معدم جاء لطلب يد شابة جميلة من عائلة ثرية ومرموقة ، النتيجة هي أن الخدم حملوه على الأكتاف ثم رموه خارج المنزل كالكلب الأجرب ، ذلك بعد أن هدده والد الفتاة بأنه في المرة التالية التي سيوسخ فيها أرضية منزلهم الرخامية البراقة بحذائه القذر المتهرئ فأنه سينتهي بطلقة في رأسه .

    لا أفهم لماذا بعض الناس يضعون أنفسهم في مواقف محرجة كهذه ! .. ولماذا لا يتعلمون من تجاربهم السيئة ، فبدل أن يتعض دونالد من "العلقة" التي أكلها في منزل والد حبيبته ، بدل أن يترك الفتاة ويمضي لسبيله ، راح يحرضها على الهرب معه . ولم تبدي هي أي اعتراض أو امتعاض ، لا بالعكس .. كانت سعيدة مغتبطة بهروبها من الغنى والثراء إلى الفقر والشقاء ! .
    وفي ليلة مدلهمة غاب عنها القمر ، بعد أن نام أهلها ، تسللت أميلي من منزلها خلسة وراحت تعدو نحو المكان الذي واعدت فيه حبيبها لكي يهربا معا . وكانا قد تواعدا على الالتقاء عند جسر غولد بروك (جدول الذهب) الخشبي العتيق الذي يبدو من بعيد كأنه دب بني عملاق فاغر فاه ليبتلع كل من يعدو إلى داخله .
    ركضت أميلي نحو حبيبها ، ومع كل خطوة كان قلبها يقفز فرحا ، أظنك جربت ذلك الشعور عزيزي القارئ ، أعني الترقب والاشتياق الشديد لشيء أو حدث ما ... أنه شعور يجعل أعضاء بدنك كلها تنتظم في أهزوجة راقصة ! ..
    وصلت أميلي للجسر أخيرا ، تلفتت ذات اليمين وذات الشمال ، لم يكن من أثر لدونالد ! ..
    انتظرت طويلا .. ليس معها سوى دمعتها وصرير جنادب الليل ..
    انتظرت .. وانتظرت ..



    اميلي انتظرت عند هذا الجسر طويلا ..
    لكن دونالد لم يأتي أبدا ، لا أحد يعلم ماذا جرى له وما الذي منعه من الحضور ، يقال بأن والد الفتاة علم بخطة هروب أبنته فأرسل من قام بقتل حبيبها ، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية فأن أحدا لم يرى الشاب العاشق بعد تلك الليلة المشئومة .
    أما أيملي .. فهناك روايات عدة لما جرى لها ..
    يقال بأنها وبعد أن طال أنتظرها على الجسر وتسلل اليأس إلى قلبها قررت العودة إلى منزلها ، عادت وهي تجر أذيال الخيبة وتنتحب بحرقة من غدر الحبيب ، لكنها لم تبعد كثيرا عن الجسر ، لم تمشي سوى لبضعة خطوات حتى ظهرت عربة مسرعة تجرها خيول جامحة ، الحوذي العجوز لم يرى أيملي في الظلام الدامس ، وأيملي الغارقة في أحزانها وخيبتها لم تنتبه أصلا لقدوم العربة ، وسرعان ما انتهى ذلك المشهد بأيملي تحت حوافر الخيل ، ماتت في الحال .
    هناك رواية أخرى تقول بأن أيملي من شدة إحباطها انتحرت بشنق نفسها على إحدى دعامات الجسر .

    وهناك أيضا من يزعم بأن أيملي كانت حاملا من حبيبها ، وبأنها عادت إلى منزلها حين لم يأتِ إليها في تلك الليلة . بعد فترة ظهرت عليها بوادر وعلامات الحمل فأراد والدها أن يزوجها برجل لا تحبه من أجل أن يغطي على الفضيحة ، لكنها طلبت منه أن يمهلها حتى تفرغ من حملها ، وقد أنجبت توأما جميلا ، وفي اليوم التالي تسللت إلى الجسر الخشبي وانتحرت هناك .
    على العموم ، أيا ما كانت الرواية الصحيحة فأن أيملي ماتت فوق ذلك الجسر الكئيب وتحولت قصتها بالتدريج إلى حكاية حزينة مرعبة يقصها الناس لأطفالهم في ليالي الشتاء الباردة ، وأقول مرعبة لأن الجسر بدأ يشهد أحداثا وأمورا غريبة منذ ذلك الحين .



    زعموا رؤية فتاة ترتدي ثوبا ابيض تجري ..
    بعض الذي مروا بالجسر ليلا زعموا بأنهم سمعوا صوت فتاة تنتحب ، لكن حين فتشوا الجسر لم يعثروا على أحد . هناك أيضا من زعموا بأنهم شاهدوا فتاة ترتدي ثوب العرس الأبيض تجري فوق الجسر ثم تختفي في الظلمة . آخرون قالوا بأنهم رأوا فتاة مشنوقة فوق دعامة الجسر .
    هناك أيضا مزاعم حول تعرض بعض زوار الجسر لهجوم خفي حيث وجودوا جروح ناجمة عن خربشة أظافر على أجسادهم ، وحتى على سياراتهم ، ويقال بأن أكثر من يتعرضون لهذه الحوادث هم الرجال .
    ولا تقتصر قصص شبح الجسر على الروايات الشفهية ، فهناك أيضا صور منشورة على بعض المواقع يظهر فيها ما يشبه وجه أو جسم فتاة وسط الظلام الحالك الذي يلف الجسر .
    طبعا معظم الناس يؤمنون بأن من يقف وراء تلك الأمور الغريبة والغامضة هو شبح أميلي البائس ، يقال بأنها مازالت تنتظر حبيبها هناك على الجسر ، تتلفت بيأس بحثا عنه ، وتشعر بالحنق والغضب لعدم حضوره فتنفس عن غضبها بمهاجمة المارة وزوار الجسر ، خصوصا الرجل ، فالغدر وقلة الوفاء شيمة يشتركون فيها جميعا – حسب وجهة نظر بعض النساء - .
    أما لماذا سكنت روح أيملي الجسر .. ولماذا لا تغادر إلى العالم الآخر ؟ .. فبحسب معتقدات بعض الشعوب تتحول الأرواح المعذبة والمغدورة إلى أشباح أو عفاريت بعد موتها ، وكلما كانت ميتة الشخص مفجعة ومؤلمة أكثر كلما زاد احتمال تحوله لشبح بعد موته .




    هل هناك حقا شبح يسكن هذا الجسر ؟ ..

    وهناك من يرى بأن الشبح هو قرين الميت ، والقرين هو من الجن ، يرافق الإنسان في حياته وقد يبقى بعد مماته ، وغالبا ما يبقى هائما على وجهه في البقعة التي مات فيها قرينه .

    رأي آخر يزعم بأن الجن والأرواح الشريرة تستغل خوف الناس من بعض الأماكن التي تدور حولها القصص المرعبة فتعمد إلى العبث بعقولهم عن طريق تصورها في هيئة أشباح .

    أما العلماء فيقولون بأن الأشباح هي مجرد تجلي لمخاوف الإنسان ، أي أنها هلوسات وتهيؤات ناجمة عن خوف شديد ، أظن بأننا كلنا جربنا هذا الشعور بعدم الراحة بعد رؤية فيلم رعب ، حيث يصبح أقل صوت مثيرا للريبة وباعثا على القلق . ورأي العلماء هذا هو الأقرب لتفسير ما يحدث عند جسر أيملي ، فالمصادر التاريخية في مدينة ستو الأمريكية ، حيث عاش كل من أيملي ودونالد ، تغفل تماما عن أي ذكر لهما ، ولا توجد أي أشارة تدل على انتحار أو موت فتاة شابة عند غولد بروك . على الأرجح فأن قصة أيملي لم تظهر للوجود إلا في ستينات القرن المنصرم ، يقال بأنها قصة اختلقتها إحدى طالبات الثانوية ، وفي لقاء مع هذه الفتاة زعمت بأنها توصلت للقصة بعد أن أجرت هي وزميلاتها جلسة تحضير أرواح عن طريق لوح الويجا فوق الجسر ، وبعد تلك الجلسة مباشرة بدأت المشاكل والأحداث الغريبة .
    على العموم أيا ما كانت الحقيقة .. فأن الجسر الذي أبتلع روح أيملي صار يعرف بأسمها ، أي جسر أيملي ، وأصبح من الأماكن الأكثر جذبا للسياح في مدينة ستو الأمريكية ، كل عام يزوره الآلاف من عشاق الأدرينالين . ويقال بأن الوقت الأنسب لمقابلة الشبح هو بين الساعة التاسعة مساءا والثالثة فجرا .

    اعتذر عن أسلوبي ، أنا لم أقصد التندر على الفقراء ولا السخرية من الأغنياء . الفقراء بالنهاية لم يختاروا فقرهم ، وليس ذنب الأغنياء وجود الفقراء . الأمر بالنهاية ليس طبقيا بقدر ما هو مالي ، أعني أن الفقير سيحاول التصرف كغني لو صادفه الثراء ، والغني سيتصرف حتما كفقير لو ضاع ماله . ما أقوله أنا هنا هو أن الإنسان يجب أن يكون عمليا في نظرته لواقعه ، هب أن دونالد تمكن فعلا من الزواج بأيملي ، كيف كان سيوفر متطلباتها كفتاة غنية لم تعرف الفقر والعوز أبدا ، وقد قال أحدهم قديما : " عندما يطرق الفقر الباب يهرب الحب من الشباك " ... نعم قد يعشق الفقير فتاة ثرية ، وتبادله هي الحب والغرام ، لا بأس في ذلك .. ما دام مقتصرا على أحاديث الفيسبوك وهمسات الجوال ، أما الهرب معا ، والتواعد ليلا عند جسر مظلم ، فتلك حماقة كبرى تنتهي عادة بقصة مرعبة كهذه التي سردتها على حضراتكم قبل قليل .



    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-12-14, 08:51 PM.

  • #2
    تعددت المصادر والسبب واحدٌ
    لدي سؤال صغير فقط .. إذا كان السياح في معظم الأحيان لا يعلمون القصة من وراء ذلك المعلم السياحي
    فكيف لهم ان يتخيلوا اشباحا موجودة في ذلك المكان؟ خصوصا ان الرؤى والله اعلم تقتصر فقط على سكان تلك المنطقة
    وهذا ما يحدث عادة

    فمثلا في الحديث عن جزيرة الدمى المسكونة سوف تجد ان العديد من المارة من خلال البحر بقوارهم لم يكونوا على علم او ادراك
    بأن هذه الجزيرة مهجورة وكانوا يسمعون الأصوات والتمتمات الغريبة الصادرة من تلك الدمى

    وأخيرا موضوع مذهل كالعادة
    احترامي
    [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
    نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
    أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
    Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
    اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
    مدارك Perceptions

    تعليق


    • #3



      الاخت العزيزة ساحرة الكتاب

      شكرا لمرورك الكريم وممداخلتك الفيمة وكعادتك اثرت سؤالا حول هـل الأشباح لهــا وجود
      وهل سألنا انفسنا هذا السؤال ولو لمرة واحدة في حياتنا ام انها خيال ينسجه الخوف دون ان يكون لها وجود فعلي .؟

      قبل أن ننفي أو نوافق دعينا نتناقش ونتحاور حتى نصل إلى قناعة كاملة حول الموضوع .. و لنبدأ بالسؤال التالي .. ما هي الأشباح ؟
      و لماذا يحوم حولها هذا النقاش الواسع ..؟
      وهل هناك ادله على وجودها ..؟
      وهل يتنافى وجودها فعلا مع القيم الدينية ..؟؟
      ما الذي نعرفه عن الأشباح ؟؟

      لو فكرتى مليًا في اجابة لهذة الاسئلة ستختلط الصور في ذهنك بالذكريات وستجدى نفسك تفكرى في بعض الحكايات المخيفة التي سمعتيها في صغرك ترويها جدتك في الغالب، أو ربما في الشبح اللطيف "كاسبر" لو كنت قد شاهدت أفلامه، أو ربما تكونى من قارئي "أرواح وأشباح" لأنيس منصور، والتى تذكر أن الأشباح موجودة بصورة ما..

      لسنا هنا لنخوض في حقيقة الأشباح وما إذا كانت أرواحا أم شياطين أم جنا، ولكننا سنكتفي بقول إن الحوادث المتعلقة بالموضوع أكثر من أن يردد أحدنا بثقة مطلقة، أنه لا وجود لشيء اسمه "شبح".. لسنا هنا لهذا السبب، بل لسبب آخر..

      سنتحدث في موضوع غريب وهو كيف أصبحت الأشباح منتشرة بهذا الشكل؟!

      قديمًا كانت الأشباح إما في القصور والقلاع القديمة، أو الخرائب والبيوت المهجورة، وأحيانًا لم يكن لها مكان إلا في القصص التي تتوارثها الأجيال دون سبب مفهوم، أما الآن فلم يعد الشبح يحتفط بخصوصيته وهيبته التي اشتهر بهما منذ مولده وحتى ظهور الإنترنت..

      الآن أصبحت للأشباح مواقع وصور وكتب ودراسات ومشاهدات وتسجيلات، إلى الحد الذي جعل بعض الأشباح بشهرة نجوم السينما العالمية، ولا بد أن شبح مارى الدموية لا تقل شهرة عن "نيكول كيدمان" لونظرنا إلى الأمر بزاوية خاصة.

      إنه العلم إذ يقضي على الأساطير، أو لمزيد من الدقة قضي على رهبة الأساطير وإن ظلّ يروّج لها"!!

      والان الى موضوعنا للبحث عما سمى بالاماكن المسكونة والتي لا تبدو مأوي للأحياء وإنما لحضور بعض القوي فوق الطبيعية والأشباح القاطنة بها يمكن أن تدلك علي وجودها بعدة طرق . ففي بعض الأحيان تبدو علي أنها روح شخص ميت . والناس المارين او القاطنون بقربها يسمعون التأوهات في منتصف الليل . ووقع لخطوات ناس غير موجودين . وهم قد يرون أيضا أضواء غريبة وضبابا وأشكال أشباح . قد يشاهدون أجساما بشرية ليس لها رؤوسا أو تكون لها القدرة علي أختراق الجدران . في بعض الأحيان تكون هناك مشاغبات .

      وقد وردت روايات عن تيارات هوائية مفاجئة ، وتغيرات غير متوقعة في درجات الحرارة . كما أن الأضواء تضاء تارة و تنطفأ تارة أخري وتتحرك الأشياء وذلك بشكل طوعي غامض المسببات . وكثيرا ما أستدعي الخبراء ، وهم عادة القساوسة والشيوخ الذين هم علي علم بكيفية معالجة وجود الأشباح ، وغالبا ما تظهر نتائج التحقيقات في تاريخ الأشباح مآسي مرعبة كانت قد حصلت في الماضي . ولهذا فقد ساد الأعتقاد بأن تواجد الأشباح يكون بسبب ارتباط روح أحدهم بالأرض وعدم قدرتها علي الألتحاق بعالم الأرواح . هناك بعض الاماكن التي تتردد عليها الأشباح بشكل مستمر ، يكون ذلك غالبا في أزمنة وأوقات معينة سنويا و أحيانا يظهر الشبح لمرة واحدة فقط .بعض ظواهر تواجد الأشباح تم التحقق منها بشكل كامل ودقيق ووجد لبعضها تفسيرات طبيعية . غير أن البعض بقي غامضا وقد نكتشف لها مسببات في زمن ما مستقبلا ويختلف تفسير ظاهرة الأشباح من شخص إلى آخر، إذ يرى البعض أن الأمر قد يكون متعلقا بالجن، في حين يرى الباحثون في بريطانيا وبعد إجراء سلسلة طويلة من الدراسات حول معظم الاماكن المسكونة بالأشباح أن جميعها تحتوي على مجاري مائية تمر على صخور الجرانيت، وبسبب احتكاك الماء بهذه الصخور، تتولد طاقة كهرومغناطسية تؤثر على عقول ساكني المنزل، الأمر الذي يجعلهم في حالة أشبه إلى الهلوسة، فيخيل لهم أنهم يرون أشكالا هلامية وأشباحا قد لا يكون لها وجود، ورغم أن هذا التفسير منطقي جدا - كما يرى الخبراء - وهو من أشهر التفسيرات المتعلقة بتلك الظاهرة بالفعل، غير أنه لم يفسر جميع الظواهر المتعلقة بالأشباح.
      وعلي الرغم من أن الروايات كانت حول الأشباح التي أتخذت أشكال الناس، إلا أن ثمة نماذج مختلفة من الأشباح .فبعض الأشباح لا يمكن تمييزها كأشباح إذ أنها تبدو حقيقة ومادية ، وهي عادة تكون لأناس ماتوا حديثا وهي تظهر غالبا لأقرباء المتوفي . بعض الأشباح تكون محاطة بنوع من الضوء المتوهج كالهالة أو النار . بعض الأشباح تكون عديمة اللون وشفافة وهي تبدو وكأنها جزء من جدار أو أثاث الغرف التي تظهر بها . في هذه الصفات يمكن الأطلاع علي بعض النماذج الأكثر شيوعا للأشباح .
      ليس من الممكن رؤية كل الأشباح فور سماع حركتها
      بعد أن توفي أحد العمال في أيطاليا منذ سنوات عديدة ، سمع أصدقاؤه وقع أقدام في المعمل فاستدعوا المصور ليتحقق من شكوكهم بأن المكان مسكون . وعلي الرغم من احد من العمال يري شبح يقف بجانب منضدة نجارة قديمة وكأنه حي .
      لقد أمكن مشاهدة أحد الأشباح النارية ذات ليلة في روما ، وذلك في عام 1683 . فقد أستيقظ أحدهم ليجد شبح أمراة تقف بالقرب من سريره . كانت ترتدي ثوبا أبيض وكان جسدها يطلق بمجموعة ضوء باهرا أنار الغرفة كلها ثم بدأ الشبح بالكلام إلي الرجل المنشود . وأنطلقت من جسدها ألسنة اللهب . قالت له ( أنظر إلي أي شئ ألمسه ) وذلك قبل أن تتلاشي علي شكل هواء خفيف . لقد أحترق غطاء السرير وظهرت عليه بصمة حارقة ليد الشبح اليمني .

      غالبا ما يعتقد بأن الأشباح تكون مغطاة بالأكفان . وقد يعود ذلك أن الميت عادة يكفن بغطاء أبيض عند وفاته ، ولقد شاهد الملك تشارلز الأول شبحا مكفنا عام 1645 م وذلك أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية . وكان شبح صديق له وهو إيرل مدينة ستراستفود ، والذي قد كان توفى حديثا لقد حذر الشبح الملك أنه سوف يخسر المعركة التي يخطط لخوضها في اليوم التالي . غير أن تشارلز أهمل نصيحة الشبح ، فأصيب انصارة كلهم بصمم أثر المعركة لم يستطيعوا التخلص منه إلي الأبد .

      تتلاشي بعض الأشباح عند تقدمها في السن . وفي القرن الثامن عشر شوهد شبح امرأة ترتدي ثوبا أحمر وحذاء أحمر وتضع علي رأسها غطاء أسود . وبعد ما يقارب سبعين سنة شوهدت وهي ترتدي ثوبا قرنفلي اللون . وفى منتصف القرن أصبحت شبحا ذا ثوب أبيض وشعر أشيب . وفي عام 1939م أقتصر ظهور الشبح علي سماع وقع أقدام . وفي عام 1971م دل علي حضور شبح رائحة شمها أحد العمال الذي كان يقوم بهدم المنزل .

      وفي بعض الأحيان تتردد علي الأمكنة آلات بالإضافة إلي الناس.فقد قيل بأنه تكرر ظهور قطار (أبراهام لنكولن ) الجنائزي في الطريق عبر ولاية نيويورك والتي حملت جثة الرئيس الذي قتل عام 1865م . وكلما مر القطار في المحطة تتوقف ساعات.غير أن (لنكولن ) لم ير أبدا في القطار ( علي الرغم من ظهور شبحه في البيت الأبيض )غير أن فرقة من الموسيقيين افرادها هياكل عظمية شوهدت في احدي مقصورات العربة

      في عام1863م ،وفي القرية الانجليزية (بورلي)الواقعة علي بعد 100 كم إلي الشمال الشرقي من لندن ، بني بيت القسيس في مكان بيت كاهن قديم . وقد غدا هذا البيت مشهورا لكثرة الأشباح والحوادث الغريبة فيه ". وعندما أحترق البيت وتهدم في عام 1939م سجلت مئتي رؤية للأشباح . ولم يترك شئ لأيامنا هذه سوي العديد من الحكايات وحشد من الأسئلة الغامضة .
      يقول أولئك الذين سكنوا قرية (بورلي ) بأن ثمة شبح راهبة تردد ظهورها علي مدي قرون عديدة. وهي غالبا ما اعتادت التجوال في أراضي المنطقة ويمكن رؤيتها حتي يومنا هذا وهي تنسل عبر طريق يسمي (ممر الراهبة )هناك أشياء غريبة كانت تحدث في ذلك الوقت . فقد كان شبح عربة و أحصنة تعدو في الطريق فتقرع الجراس وتتحرك الأشياء حول المنزل دون أي تفسير .
      أتجه الكاهن (فويستر) وزوجه (ماريانا) إلي المنطقة . وفور وصولهما ظهرت حروف متداخله علي الجدران بدت علي شكل رسالة احتوت علي جملة بسيطة تقول ماريانا ساعدي في الأنتقام .
      لقد أستاجر ( هاري برايس ) الخبير في أقتفاء الأشباح ، المنطقة عام 1937م . وسجل فريق من المراقبين لديه عددا كبيرا من الحوادث الشاذة . فقد شاهدوا الراهبة تمشي فوق المروج . كما ظهرت أشباح أخري كانت تنفذ من خلال الجدران

      تخربت المنطقة بفعل حريق عام 1939 م . والغريب في الأمر أن الأشباح كانت تنظر للحريق أثناء وقوعه عندما فتش بين حطام المنزل وقعت أبصارهم علي أضواء وسمعوا قرعا ، وحصل إختلاف في درجات الحرارة وعاد (هاري برايس ) عام 1943م لإجراء المزيد من الاستطلاعات . وعندما حفر قبو المنزل عثر علي قطعة عظام فكي لمرأة شابة . أوحس بأن ذلك العظم هو محاولة منه لمنع تردد الأشباح

      تعليق


      • #4
        [INFO]



        حقيقه الاشباح والكيانات الغامضه

        من منا لم يخاف اذا مشي في مكان مظلم ليلا وحيدا؟
        من منا لم يكن يهاب الضحكات التي تاتي من الاماكن المظلمه؟
        من منا لم يقتله الفضول لدخول بيت مهجور ولكن انتصر الجبن في النهايه؟

        دائما يتردد اسم واحد بقوة
        الاشباح


        بدايه الاشباح دائما تكون مشاهداتها -اذا كانت صادقه - بانها لا تكون مباشره
        بل تكون غالبا مجرد احساس بان شخص معك في الغرفه او نسمه هواء بارد تكون مبالغ في برودتها او ما شابه وقليلا ما تكون تجسدات او رؤيه واضحه لكيان شبحي وهنا تنقسم الاراء في تفسير هذا الموضوع الى ثلاث:

        تفسير علمي فيزيائي بواسطه جهود علماء كبار مثل جوزيف بانكس راين
        تفسير ديني بانها ليست ارواح اشخاص بل هي شياطين
        فريق ثالث يؤمن بوجودهم لمجرد ايمانهم بان العالم مازال يحتوي على ابواب مغلقه لا نراها

        ونبدأ بالتفسير الثالث
        وهو ليس تفسيرا كما هو واضح لكن هي مجرد محاولات لاكتساب الموضوع طابع الغموض والاثاره فقط لكن لو نظرنا على الجمعيات المتخصصه سنجد عدد كبير جدا من الجمعيات قائمه لمجرد انها تبحث عن الاشباح بعد تقسيمها الى انواع !! تخيلوا
        وتكفل العلم الحديث باضفاء الطابع الجدي على الكلام وهذة هى الانواع والتفسير:

        اشباح تعرف بالاشباح الضاجه او بالمصطلح الالماني بولتر جايشت poltergeists
        وهي دائما تتواجد في البيوت التي يكون فيها مراهقين ، وطبعا معروف ان سن المراهقه هي احسن سن للمس -والعياذ بالله-وهذا النوع يسبب ازعاج وتحريك للاثاث ويقال انه يصدر اصوات مرعبه وكان له عده حوادث معروفه

        والتفسير جاء به العلم الحديث بان القله القليله التي حدث معها ذلك تملك القدره علي التحريك عن بعد لكن بدرجه اقوي وتكون لا اراديه واسمها العلمي (RSPK)اختصارا ل
        Recurrent Spontaneous PsychoKinesis
        (وبالعربي معناه التحريك النفسي المتكرر التلقائي ) والغريب ان هناك كلام غريب في المخطوطات الفرعونيه القديمه عن هذا النوع ولكن الفراعنه سموه الغضب المسجل وفسروه بان عندما يقتل احد ما بوحشيه ينتج عنه تجمع هائل للطاقه ويتكرر تفجر هذه الطاقه بتحريك الاثاث وغلق الابواب واصوات الدق كانه شريط تسجيل عده مرات الى ان تنتهي الطاقه وتزول هذه الظاهره ، ونصل الى انة لم يتحدد اذا كان البولتر جايشت اشباح ام تجمع طاقه ام تحريك عن بعد لا ارادي


        النوع الثاني وهو الشبح الجائع للوجود وهو -المفروض-انه روح انسان مات ولم يكن يريد الموت واستندوا لعجله الحياه البوذيه samsara لتاكيد كلامهم وهذا يدل على قمه فكرهم البروستانتي المادي الملحد فلا يموت احد قبل اوانه وبذلك نرفض الفكره من اساسها دينيا

        النوع الثالث وهو شبح كبش الفداء وهو شبح شخص مقتول يحرم الاخرين حق التناسخ الروحي -في العقيده البوذيه الصينيه- ويقوم بذلك لان في العقيده البوذيه من يقتل لا يتناسخ
        وكان كتاب Garuda Purana الهندوسي قد لخص التفاصيل بخصوص هذا النوع
        ولكن بالطبع الفكره مرفوضه دينيا

        النوع الرابع الدوبلجانجر Doppleganger
        وهذا النوع عباره عن رؤية نفسك بكيان شبحي ويقول لك انت ستموت يوم كذا وكيف!!
        وطبعا هذة فكره مرعبه وتجمد الدم في العروق وطبعا مرفوضه دينيا لان مافي حد يعرف متى تقوم ساعته

        النوع الرابع هو اكثرهم رعبا وهو النذير wraith
        وهو شبح يتلذذ بارعاب الناس ويكون صاحبه حيا في مكان بعيد اخر ومعني ذلك موت صاحبه قريبا ، وهنا ندخل في متاهه لا تنتهي من عده امور مثل الاسقاط النجمي والتناسخ وما الي ذلك وفي النهايه نرفض هذه الفكره دينيا كالعاده

        وما كسبنا بعد كل هذا الا اننا نستطيع ان نقسم بان العلم الذي يحيط بهذه الاشياء هو علم الركض وراء علامات الاستفهام



        تعليق

        يعمل...
        X