إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النظرية النسبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النظرية النسبية



    النظرية النسبية

    النظرية النسبية عاشت سنوات منذ بداية وضعها في سنة 1905 إلى الآن في برج عاجي لا يقربها إلا المختصون ، ولكن النظرية النسبية ترتب عليها القنبلة الذرية ، إنها لم تعد نظرية وإنما تحولت إلى تطبيقات خطيرة تمس كيان كل فرد وتؤثر في مصيره ، لقد خرجت من حيز الفروض والمعادلات الرياضية لتتحول إلى واقع رهيب وأصبح من حق كل فرد أن يعرف عنها شيئا .

    وكان أينشتاين يحاول أن يبسط ما في نظريته من غموض وكان يقول : إن قصر المعلومات على عدد قليل من العلماء بحجة التعمق والتخصص يؤدي إلى عُزلة العلم ويؤدي إلى موت روح الشعب الفلسفية وفقره الروحي وكان يقول إن الحقيقة بسيطة ، وفي آخر محاولاته التي أتمها في عام 1949 كان يبحث عن قانون واحد يفسر به كل علاقات الكون .
    والنظرية النسبية ليست كلها معادلات وإنما لها جوانب فلسفية ، وحتى المعادلات الرياضية يقول أينشتاين أنها انبعثت في ذهنه نتيجة شطحاته التي حاول فيها أن يتصور الكون على صورة جديدة .

    وسوف نترك المعادلات الرياضية لأربابها من القادرين عليها محاولين أن نشرح بعض ما أراد ذلك العالم العظيم أن يقوله على قدر الإمكان … وسوف نبدأ من البداية … من قبل أينشتاين … من هذة الأسئلة ….

    هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها ؟
    هل هذه السماء زرقاء فعلا ؟
    وهل الحقول خضراء ؟
    وهل العسل حلو … والعلقم مر ؟
    وهل الماء سائل … والجليد صلب ؟
    وهل الزجاج شفاف كما يبدو لنا … والجدران ضماء ؟

    لا …. ليست هذه هي الحقيقة
    هذا ما نراه بالفعل وما نحسه ، ولكنه ليس كل الحقيقة .


    وهل أحداث الكون كلها ممتدة في زمن واحد … بحيث يمكن أن تتواقت مع بعض في آن واحد في أماكن متفرقة ؟
    فنقارن أحداثا تجري في الأرض مع أحداث تجري في المريخ والزهرة والسديم الجبار ونقول أنها حدثت في وقت واحد
    أو أن أحدهما كان قبل الآخر ؟
    وهل يمكننا أن نقطع في يقين أن جسما ما من الأجسام يتحرك وأن جسما آخر لا يتحرك ؟


    كل هذه الأسئلة التي يخيل لك أنك تستطيع الإجابة عنها في بساطة والتي كان العلماء يظنون أنهم قد انتهوا منها من زمن قد تحولت الآن إلى ألغاز … لقد انهار اليقين العلمي القديم … والمطرقة التي حطمت هذا اليقين وكشفت لنا عن أنه كان يقينا ساذجا هي عقل أينشتاين ونظريته التي غيرت الصورة الموضوعية للعالم …

    فالنور الأبيض الذي نراه إذا مررناه خلال منشور زجاجي يتحلل إلى سبعة ألوان هي ألون الطيف المعروفة ، فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان … وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموجي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية … ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات … وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان … وهذه هي حكاية الألوان .


    والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء … وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر ) .

    أما العسل فهو في فمنا حلو ونحن نتلذذ به ، ولكن دودة المش لها رأي مختلف تماما بدليل أنها لا تقرب العسل بعكس المش الذي تغوص فيه وتلتهمه التهاما ، حلاوة العسل إذن لا يمكن أن تكون صفة مطلقة موضوعية وإنما هي صفة نسبية نسبة إلى أعضاء التذوق في لساننا … إنها ترجمتنا الاصطلاحية الخاصة للمؤثرات التي تحدثها جزيئات العسل فينا … وقد يكون لهذه المؤثرات بالنسبة للأعضاء الحسية في كائن حي آخر طعما مختلفا هو أشبه بالمرارة .

    أما الماء والبخار والجليد … فهم مادة كيميائية تركيبها الكيميائي واحد : ذرتين هيدروجين وذرة أوكسجين ، وما بينهم من اختلاف هو اختلاف في كيفيتها وليس اختلاف في حقيقتها … فعندما نعطي الماء طاقة (حرارة) تزداد حركة جزيئاته وبالتالي تتفرق نتيجة لاندفاعها الشديد في كل اتجاه وتكون النتيجة الغاز (بخار الماء) … وعندما يفقد الماء هذه الطاقة الكامنة تبدأ الجزيئات في إبطاء حركتها وتتقارب من بعضها إلى الدرجة التي نترجمها نحن بحواسنا بحالة السيولة … فإذا سحبنا منها حرارة وبردناها أكثر فأكثر فإنها تبطيء أكثر وأكثر وتتقارب حتى تصل إلى درجو من التقارب نترجمها بحواسنا على أنها الصلابة (الثلج) … وشفافية الماء ترجع إلى أن جزيئات الماء متباعدة تسمح لنا بالرؤية من خلالها ، وهذا لا يعني أن جزيئات الثلج متلاصقة وإنما هي متباعدة أيضا ولكن بدرجة أقل … بل إن جميع جزيئات المواد الصلبة مخلخلة ومنفصلة عن بعضها … كل المواد الصلبة عبارة عن خلاء(فراغ) منثور فيه ذرات ولو أن حسنا البصري مكتمل لأمكننا أن نرى من خلال الجدران لأن نسيجها مخلخل كنسيج الغربال … إذن فرؤيتنا العاجزة هي التي تجعل الجدران صماء وهي ليست بصماء .

    إذن إنها جميعا أحكام نسبية تلك التي نطلقها على الأشياء (نسبة إلى حواسنا المحدودة) وليست أحكاما حقيقية … والعالم الذي نراه ليس هو العالم الحقيقي وإنما هو عالم اصطلاحي بحت نعيش فيه معتقلين في الرموز التي يختلقها عقلنا ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كنها .

    معظم ما كتبه أينشتاين في معادلاته كان في الحقيقة تجريدا للواقع على شكل أرقام وحدود رياضية ومحاولة جادة من الرجل في أن يهزم العلاقات المألوفة للأشياء لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تختفي في ثياب الألفة .
    فنحن أحيانا نرى أشياء لا وجود لها ، فبعض النجوم التي نراها بالتليسكوب في أعماق السماء تبعد عنا بمقدار 500 مليون سنة ضوئية … أي أن الضوء المنبعث منها يحتاج إلى 500 مليون سنة ضوئية ليصل إلى عيوننا ، وبالتالي فالضوء الذي نلمحها به هو ضوء خرج منها منذ هذا العدد الهائل من السنين … فنحن لا نراها في الحقيقة وإنما نرى ماضيها السحيق الموغل في القدم … أما ماهيتها الآن … فالله وحده أعلم بها … وربما تكون قد انفجرت واختفت أو انطفأت أو ارتحلت بعيدا في أطراف ذلك الخلاء الأبدي وخرجت من مجال الرؤية بكل وسائلها …

    إننا قد نكون محملقين في شيء يلمع دون أن يكون له وجود بالمرة …
    إلى هذه الدرجة يبلغ عدم اليقين … وإلى هذه الدرجة يمكن أن تنخدع أبصارنا؟!




  • #2
    منذ بداية الخلق والخليقه حاول الانسان تفسير ما يدور حوله بحسب الامكانيات والمعلومات الموجوده لديه. فما استطاع تفسيره فسره والا نسبه الى قوه عظيمه غير مرءيه.فمرة عبد القمر والشمس ومرة عبد الاصنام .وبعدها الاله الواحد الاحد.واذا بدانا نشك في ما نراه ونلمسه فاين سنصل....

    تعليق


    • #3
      بانتظار جديدك...

      تعليق


      • #4
        الأبعاد الأربعة الزمانية والمكانية :

        نحتاج قبل الدخول إلى مفاهيم النظرية النسبية تعريف مفهوم الأبعاد المكانية والزمنية حيث إن كثيرا ما تعرف النظرية النسبية على أنها نظرية البعد الرابع. فما هي هذا الأبعاد الأربعة وكيف نستخدمها ولماذا اينشتين العالم الأول الذي أكد على ضرورة استخدام البعد الرابع (الزمن) بالإضافة إلى الأبعاد الثلاثة التي اعتمد عليها جميع العلماء من قبله...

        تطور مفهوم الأبعاد مع تطور الإنسان وأقصد هنا تطوره في الحياة ففي الزمن الأول كان الإنسان يتعامل مع بعد واحد في حياته هذا جاء من احتياجه للبحث عن طعامه فكان يستخدم رمحه لاصطياد فريسته وبالتالي كان يقذف رمحه في اتجاه الفريسة حيث ينطلق الرمح في خط مستقيم وحركة الرمح هنا تكون في بعد واحد وسنرمز له بالرمز( x ). ومن ثم احتاج الإنسان ليزرع الأرض وبالتالي احتاج إلى التعامل مع مساحة من الأرض تحدد بالطول والعرض وهذا يعد استخدام بعدين هما( x و y ) لأنه بدونهما لا يستطيع تقدير مساحة الأرض المزروعة. وعندما احتاج الإنسان للبناء أخذ يفكر ويحسب في البعد الثالث وهو الارتفاع. وهذه هي الأبعاد الثلاثة( x, y ,z ) والتي كانت الأساس في حسابات الإنسان الهندسية، وحتى مطلع القرن العشرين اعتبرها الإنسان كافية لحل كل المسائل التي تقابله على سطح الكرة الأرضية. وحتى يومنا هذا نعتمد على الأبعاد الثلاثة في تنقلاتنا وسفرنا وحساباتنا.
        آينشتين هو العالم الوحيد الذي فكر في البعد الرابع (الزمن) وقال : إن الكون الذي نعيشه ذو أربعة أبعاد وهي الطول والعرض والارتفاع والزمن. وأدخل البعد الرابع في جميع حساباته.
        يستطيع الإنسان تخيل البعد الواحد والبعدين ويمكن رسمهما ولكن البعد الثالث يحتاج منه إلى قدرات تخيلية إضافية ولكن من الصعب التفكير والتخيل بالأبعاد الأربعة معا وخصوصا أن البعد الرابع وهو الزمن لا يمكن رؤيته ولكننا نعيشه وندركه كمسلمة من مسلمات الوجود. فإذا اعتبرنا أن هندسة الكون تعتمد على أربعة أبعاد فإن حساباتها ستكون غاية في التعقيد ونتائجها غير متوقعة وهذا ما فعله آينشتين في نظريته النسبية.

        إن المقاييس من مساحات وحجوم وكتل وتحديد المكان والزمان والسرعة هي مقاييس معروفة في نظر الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء جاليليو ونيوتن) فكلنا نقيس المسافات والزمن بنفس الطريقة والكيفية ولا يختلف في ذلك اثنان إذا كانت مقاييسهما معيرة بدقة وهذا يعني أننا سلمنا بأن هذه المقاييس مطلقة ولكن هذا يخالف النظرية النسبية التي تقوم على أنه لا وجود لشيء مطلق في كل هذه الأشياء إنما هي نسبية، فالدقيقة (60 ثانية) التي نقيسها بساعاتنا يمكن أن يقيسها آخر على أنها أقل من دقيقة أو أكثر، وكذلك المتر المعياري طوله متر بالنسبة للشخص الذي يحمله ولكن بالنسبة لآخر يتحرك بسرعة كبيرة بالنسبة لذلك الشخص يجد المتر 80 سنتمتر وكلما زادت سرعته كلما قل طول المتر ليصبح طول المتر صفراً إذا تحرك الشخص بسرعة الضوء (سنجد انه من الاستحالة الوصول لسرعة الضوء) وهذا لا يعود لخطأ في القياسات بين الشخصين أو خلل في آلات الرصد التي يستخدمونها فكل منهما يكون صحيحا ولكن بالنسبة له. ولهذا سميت بالنظرية النسبية والكثير من الأمور المسلَّم بها في حياتنا والتي نعتبرها مطلقة تصبح نسبية في عالم النسبية.

        بمفهوم اينشتين والتعامل مع الزمن على أنه بعد من الأبعاد يصبح كل شيء نسبياً فمثلاً نعرف أن الكتلة هي كمية المادة الموجودة في حجم معين مثل كتلة الماء في حجم سنتيمتر مكعب هي واحد جرام وكتلة الماء هذه ثابتة ولكن وزنها هو الذي يتغير تغيرا طفيفا نتيجة لتأثير الجاذبية عليها فيقل الوزن قليلا في المرتفعات ويزيد في المنخفضات نتيجة لتغير تأثير الجاذبية حسب بعدنا أو قربنا من مركز الأرض وهذا التغير يكون في حدود جرام واحد فقط، ولكن آينشتين يبين أن الكتلة تتخلى عن تأثير الجاذبية وتتغير في حدود أكبر بكثير قد تصل إلى الآلاف ولا علاقة لتغير الكتلة بالجاذبية. إن ثبوت المقاييس والأبعاد عند آينشتين في الكون لا وجود له حسب نظريته النسبية.
        لتفصيل الموضوع أكثر سوف أقوم بشرح أوسع لمفهوم المكان في النسبية ومن ثم شرح مفهوم الزمن في النسبية.

        تعليق


        • #5


          المكان في النسبية :


          إذا سألت نفسك في هذه اللحظة هل أنت ثابت أم متحرك ؟
          فستنظر حولك بكل تأكيد وتقول : أنا لست متحركاً فأنا ثابت على الأرض وهذا صحيح فأنت ثابت بالنسبة للأرض (أي الكرة الأرضية) ولكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة للكون فأنت والأرض التي تقف عليها تتحركان وهذه الحركة عبارة عن مجموعة من الحركات منها حركة الأرض حول نفسها وحركة الأرض حول الشمس وهناك حركة للشمس والأرض داخل مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة تتحرك بالنسبة إلى الكون.. إذاً عندما اعتقدت أنك ثابت فهذا بالنسبة للأشياء حولك ولكن بالنسبة للكون فكل شيء متحرك. وخذ على سبيل المثال هذه الأرقام :
          سرعة دوران الأرض حول نفسها ربع ميل في الثانية وسرعة دوران الأرض حول الشمس 18 ميل في الثانية والشمس والكواكب تسير بالنسبة لجيرانها النجوم بسرعة 120 ميل في الثانية ومجرة درب التبانة منطلقة في الفضاء بسرعة تصل إلى 40000 ميل في الثانية. تخيل الآن كم هي سرعتك وعدد الحركات التي تتحركها بالنسبة للكون. وقدر المسافة التي قطعتها منذ بدء قراءة هذه الكلمات حتى الآن.
          لا أحد يستطيع أن يحدد هل مجرة درب التبانة هي التي تبتعد عن المجرات الأخرى بسرعة 40000 ميل في الثانية أم أن المجرات هي التي تبتعد عنا بهذه السرعة؟ فعلى سبيل المثال إذا أراد شخص أن يصف لنا سفره من مطار دمشق إلى مطار دبي الدولي فإنه يقول غادرت الطائرة مطار دمشق في الساعة الثالثة ظهرا واتجهت شرقا لتهبط في مطار دبي الدولي الساعة السادسة مساءً.. ولكن لشخص آخر في مكان ما في الكون يرى أن الطائرة ارتفعت عن سطح الأرض في دمشق وأخذت تتباطأ حتى وصلت مطار دبي لتهبط فيه. أو أن الطائرة ومطار دبي تحركا في اتجاهات مختلفة ليلتقيا في نقطة الهبوط.. وهنا يكون من المستحيل في الكون الواسع تحديد من الذي تحرك الطائرة أم المطار.
          كذلك يجب أن نؤكد أن الاتجاهات الأربعة شمال وجنوب وشرق وغرب والأماكن : فوق وتحت ويمين وشمال، هي اصطلاحات لا وجود لها في الكون فلا يوجد تحت أو فوق ولا شمال أو جنوب.

          إن التعامل بهذه المفاهيم الجديدة والنظرة الشاملة للكون بلا شك أمر محير ولاسيما إذا أدخلنا البعد الرابع في حساباتنا فكل شيء يصبح نسبي.
          مما سبق تبين أن نسبية المكان تخالف كل ما هو مألوف لنا وقد يتساءل القارئ ما أهمية ذلك بالنسبة لنا ونحن نعيش على سطح الأرض وأمورنا كلها مضبوطة على نسق واحد؟ ولماذا هذا الخلط بين ما يحدث على الأرض والكون؟ وما فائدة النسبية لنا كل هذه الأسئلة ؟
          سيأتي الإجابة عليها بعد قليلٍ قبل ذلك يجب الخوض في نسبية الزمان وهذا سيوضح لنا أن مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل هي من الأمور النسيبة أيضا.



          تعليق

          يعمل...
          X