إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism


    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    السلام عليكم

    الجميع تقريباً يلمس أثر هذا الخطر الداهم على شباب وشابات المسلمين خاصة , فشرّه يتسرّب إلى بلادنا كمسلمين ,

    فضلاً عن مواجهة بعض المسلمين له في بلاد الغرب .


    وسأحاول - إن أراد الله - استعراض جوانب متعددة عن الإلحاد في المحاور الرئيسية التالية :

    - تعريفات و مفاهيم إلحادية


    - نشأة الإلحاد


    - أسباب انتشار الإلحاد و سُبل العلاج


    - قراءة في مبررات وحجج الملاحدة


    - شبهات إلحادية والردود عليها


    الموضوع واسع وخطره عظيم

    ونَسعَد بمشاركاتكم , والمساهمة بأراء وطُرق يقي بها المسلم نفسه وأهله - هذا الداء الخطير .


    فالوقاية خير من العلاج

    نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق .. آمين


    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2

    تعريفات و مفاهيم


    الإلحاد في اللغة : هو الميل

    وفي الشرع : هو الميل عما يجب اعتقاده أو عمله.


    و المراد بالإلحاد في هذا المبحث :

    هو المعنى (الحادث في هذا العصر ) و المتعارف عليه وهو : إنكار وجود رب خالق لهذا الكون


    ------------------------------


    جاء تعريف الإلحاد في موسوعة الأديان الميسرة :

    هو المذهب الفلسفي الذي يقوم على فكرة عَدَمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى.

    فالمقصود من الإلحاد هنا هو إنكار وجود الله , والميل عن طريق أهل الإيمان والرشد ، وتكذيب الرسل ، والتكذيب بالبعث ، والجنة ، والنار ، والنظر إلى الحياة كلها وفي جميع الجوانب من منظور مادي بحت.



    -------------------------


    الإلحاد Atheism كلمة مأخوذة من اللغة اليونانية Atheos من السلبية A وتعني لا ’ و Theos إله.

    فالإلحادهو أنه لا إله – أو لا يوجد إله.

    ----------------------------

    تم استخدام كلمة ( اللاربوبية ) كترجمة عربية لكلمة (Atheism) في الحملة العلنية لظهور اللاربوبيين (الملحدين)

    والتي دعا إليها الملحد
    ريتشارد دوكنيز إلى جانب كلمة (إلحاد)

    كمحاولة لإشهار كلمة ثانية لا تحمل معنى سلبيا من حيث اللغة وتعطي المعنى المطلوب المتمثل بعدم الإعتقاد بإله أو آلهة ،

    لكن بالرغم من ذلك فكلمة "إلحاد" هي المستخدمة بصورة شائعة حتى من قِبل الملحدين العرب.


    -يُتبع إن شاء الله
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #3
      تابع تعريفات ومفاهيم


      يقول
      الدكتور هشام عزمي :

      عند تناول ظاهرة الإلحاد الجديد لا بد من الإنتباه إلى أنها لاتمثّل لوناً واحداً من ألوان الطيف – خصوصاً على المستوى العربي

      بل هي تصف ألواناً متعددة وأطيافاً متفاوتة داخلها لابد من التمييز بينها مراعاة للدقة والموضوعية في وصف الواقع.


      الملحد Atheist :
      هو المنكر لوجود الله تعالى

      سواء لاعتقاده الجازم باستحالة وجود خالق Strong Atheist
      أو أن وجوده أمر ضعيف الإحتمال جداً Defacto Atheist


      اللا أدري Agonistic
      هو المتوقف في مسألة وجود الله ويرى أن أدلة إثبات وجوده تتكافأ مع أدلّة نفي وجوده
      وبالتالي لايمكن بلوغ حكم عقلي في هذه القضية .


      الربوبي Diest
      هو المعتقد في وجود إله خالق لكنه يرى أن هذا الإله خلق الكون تم تركه يعمل كالساعة الزنبركية التي أدير مفتاحها ثم تُركت لتعمل وحدها بدون توجيه و لا تدبير.


      اللاديني Irreligious
      هو المنكر للأديان عامّة , وقد يكون ملحداً أو لا أدرياً أو ربوبياً
      وعلى النقيض منه الديني الذي يؤمن بدين منظم له كتاب موحى به وأركان للعقيدة وشعائر وعبادات ودور عبادة .


      ثم ينبغي التنبيه على نقطتين متعلقتين بهذه التعريفات :

      الأولى :

      هذه التعريفات ليست مراحل في طريق البحث عن الحقيقة –
      بل هي مواقف نهائية من قضية وجود الله

      فاللاأدري مثلاً ليس المقصود به الشخص المتحيّر الباحث عن الحق المتوقف بين إثبات وجود الله أو إنكاره بل على العكس هو شخص يؤمن أن الأدلة على وجود الله وعدمه متكافئة – وأن العقل البشري والخبرة البشرية لايمكنهما الإجابة على هذا السؤال الغيبي .


      الثانية :
      البعض قد يحسب أن الربوبي الذي يؤمن بوجود إله يُعد أقرب لأتباع الأديان وأبعد عن الملاحدة – لكن الظاهر أن عدائهم للأديان وأهلها كبير - وهم أقرب رحماً وأكثر ميلاً للملاحدة وأكثر تعاطفاً معهم .

      كتاب الإلحاد للمبتدئين - دليلك المختصر في الحوار بين الأديان والإلحاد- د.هشام عزمي

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4

        ان الشبهات التى يروجها الملحدون والنصارى واليهود لايقصدون بها المسلم بعينه لأنهم يعلمون ان المسلم الحقيقى إيمانه راسخ وثابت ولن يتزلزل أبدا اما الذى يقصدونه هو النصرانى او اليهودى او الملحد الذى علم أن الإسلام هو الحق وعندما أراد الدخول فيه وضعوا له الشبهات وقلبوا له الأمور وهذا من خبثهم فهم يعلمون انه ليس لديه معلموت عن الإسلام فيضعونه فى حيرة ولكن والحمد لله عندما يبحث هذا الذى أراد الدخول فى الإسلام يعلم الحق والدليل على ذلك انظروا الى اعداد المسلمين اليوم فى أمريكا وانظروا إلى أعدادهم منذ عام ستجدون فرق شاسع،ولله الحمد والمنة.
        اتمم أخي أبو سلطان بارك الله فيك ,فنحن متتبعون لمواضيعك بإهتمام.

        من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وفيما كتبت أخي هنيبال
          يسعدني حضورك ومتابعتك - ولاتحرمنا مداخلاتك الطيبة وفقك الله
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6

            -
            نشأة الإلحاد


            يمكننا أن نؤرّخ
            لبداية صعود الإلحاد الجديد >>>> بأحداث 11 سبتمبر 2001م


            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            ففي عام 2004م صدر كتاب
            الملحد سام هاريس Sam Harris ( نهاية الإيمان End Of Faith )

            الذي كان من من أكثر الكتب مبيعاً في أمريكا وكان فاتحة سلسلة من كتب الإلحاد الأكثر مبيعاً في العالم

            في هذا الكتاب :

            أشار سام
            هاريس إلى أن أحداث 11سبتمر التي أُلقي فيها اللوم على دين الإسلام بشكل مباشر - هي الدافع لكتابته هذا الكتاب
            وهاجم الإسلام واليهودية والنصرانية بشكل عنيف

            و ذكر الإعتقاد الديني - ضمن ذكر أن الاعتقاد الديني – ضمن قائمة تحوي كذلك الجهل والكراهية والجشع
            كأحد الشياطين تعبث في عقول البشر

            ثم يرى
            هاريس أن الدين هو الأداة الريسئية في يد الشيطان (ص226

            وبعد عامين

            قام
            هاريس بكتابة ( رسالة إلى أمة نصرانية ) وواصل الإهانات معتبراً الدين في الجانب الخاطيء في حرب الأفكار
            وأن خلاص العالم يعتمد على انتصار هؤلاء الذين يقفون في الجانب الصحيح – أي ضد الدين .

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            أيضاً الفيلسوف الملحد (
            دانييل دينيت Daniel Dennet) الذي يسعى إلى فك ألغاز الدين في كتابه
            (
            إبطال السحر : الدين كظاهرة طبيعية )
            الذي صدر عام 2006
            والذي يلعب فيه
            دينيت دور الحكيم العاقل في نقده لظاهرة الدين

            لكن ميوله الإلحادية تظهر بوضوح – حيث أن الدين لديه قوة خطيرة تحتاج إلى دراسة علمية حصيفة من أجل التحكم فيها والسيطرة على شرورها

            وهو يرى أن البراهين على وجود الله ضعيفة وواهية لم تستغرق في إباطالها إلا ست صفحات خفيفة
            (مشيراً إلى ماكتبه (
            ريتشارد دوكينز) من نقده لهذه الأدلة في كتابه الشهير (وهم الإله)

            وبما أن الاعتقاد الديني يمكن تفسيره بدون اللجوء إلى فكرة وجود إله

            فهو في نظر
            دينيت ليس إلا وهم - وهذا الوهم ليس كبير فائدة , بل ماينبغي مناقشته ودراسته بخصوصه هو مدى ضرره وخطره

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            في عام 2006م أيضاً عرض
            ريتشارد دوكينز Richard Dawkins الفيلم الوثائقي
            (
            أصل كل الشرور Root Of All Evils )

            طاعناً في وجود الله عز وجل وفي جميع الأديان

            ثم أتبعه بكتابه الأشهر على الإطلاع (
            وهم الإله The God Delusion)

            الذي ظل شهوراً طويلة على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العامل وطبعت منه ملايين النسخ وتُرجم إلى العديد من اللغات

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            كذلك خرج علينا الملحد (
            فيكتور ستينجر Vicror Stenger ) عام 2007م

            بكتاب (
            الله : الفرضية الباطلة Hypothesis God : Failed )

            والذي يسعى فيه لإظهار أن التقدم والتطوّر العلمي الحديث قد أثبت بشكل قاطع أن الله غير موجود – ثم ينتقل إلى الكلام

            المعتاد للملاحدة عن كوننا لانحتاج الدين ليعطي حياتنا المعنى والقيمة بل هو مصدر الشر في العالم.


            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            الهجوم الأكثر ضراوة وهياجاً على الدين يأتي من كتاب :

            كريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens

            (
            الله ليس عظيماً : كيف يُسمّم الدين كل شيء)
            God Is Not Great : How Religion Poisons Everthing))

            الصادر في 2007م

            يسعى هذا الكتاب إلى الحفر والتنقيب في تاريخ الأديان ليكشف جرائمها –وشروها – بزعمه- التي حلّت على العالم على مدار التاريخ

            ويجعل هذه الأحداث التاريخيه هي المعبرّة بحق عن جوهر الدين وحقيقته

            فالدين-من وجهة نظره – قد أدّى بأعداد من البشر لاحصر لها إلى ارتكاب أفعال شنيعة يشيب لها الولدان

            ورغم إقراره بأن التنظيمات اللادينية قد ارتكبت جرائم مماثلة – إلا أنه يعتقد أن الدين لايملك أي محاسن تقابل هذه الشرور

            ومن يعتقد بوجود هذه المحاسن ليس إلا شخص غارق في سوء الفهم والأحلام الوردية !

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738911


            سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا


            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #7

              في هذا الصدد :

              تجب التفرقة بين
              الإلحاد الجديد و الإلحاد الشيوعي

              لأنه استقر لدى العديد من المفكرين والدعاة في عالمنا العربي ارتباط الإلحاد والدعوة إليه بالشيوعية

              وأنه مادامت الشيوعية في أٌفول فالمتوقع للإلحاد أن يكون كذلك

              وهذا توصيف غير سليم لحقيقة الحالة الإلحادية وخطورته أنه يؤدي إلى الإستهانة بها وعدم القدرة على التعامل مع أطروحاتها بدقّة وموضوعية

              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738912


              كذلك تجب التفرقة بينه وبين إلحاد عصر التنوير

              فهو يتميز بالغزارة الفلسفية - بخلاف الإلحاد الجديد الذي يتجاهل الفلسفية ويركز على أطروحات مشتقبة من معطيات العلم الطبيعي

              فالإلحاد الجديد الآن لايمكن تناوله كأحد أعراض المذهب الشيوعي أو كرد فعل لاضطهاد الكنيسة وصراعها مع العلم
              بل هو ظاهرة ذات ظروف تاريخية مختلفة تماماً على الظواهر الإلحادية السابقة .


              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738912


              كذلك الإلحاد في عصرنا الحالي يختلف عن
              الإلحاد التاريخي القديم :

              الذي كان مقتصراً على نخبة صغيرة من الفلاسفة أو المفكرين في الصالونات المغلقة


              وكان غير منتشر على نظاق واسع بين عوام الناس


              أما الآن فنحن نشهد دُولاً وأُمماً كاملة تدين بإنكار وجود الله عز وجل أو تُشكك في وجوده


              ففي الدول الاسكندنافية مثل السويد والنرويج وفلندا والدنمارك نجد غالبية السكان من الملحدين واللاأدريين

              في ألمانياً 30% من السكان ملاحدة


              في فرنسا 40% ملاحدة


              وهكذا


              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738912

              فلم يعد الإلحاد حالة نخبوية ضيقة – بل صار لها وجود شعبي وقاعدة عريضة بين أمم من الخلق


              ولم يعد من المناسب الآن الكلام عن الإلحاد على أنه شذوذ مجتمعي أو أن الملاحدة أقليّة ضئيلة لايمكن أن يُكتب لها الإنتشار .

              -المصدر السابق-

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #8
                من أخطر ما يمكن أن يواجه حياة الإنسان النفسية ويربك استقراره وطمأنينته أن يفقد إيمانه بالله، لأن الإيمان بالله هو ما يمنح هذه الحياة معنى وهدفا
                احسن الله لكم طرح هادف نافع باذن الله
                بوركت وبوركت جهودك أباسلطان





                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9
                  وإياكم أخي ابوابراهيم - وأطمع في المزيد من مداخلاتكم القيّمة وفقكم الله


                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #10

                    أسباب الإلحاد - في العالم العربي


                    يمكن تقسيم أسباب وقوع الشباب العربي في الإلحاد إلى أسباب شخصية واجتماعية ومعرفية،


                    أولاً: الأسباب الشخصية :

                    وهي التي تعود إلى الشخص نفسه، ويمكن تقسيمها إلى أسباب نفسية وأسباب فكرية، لكن مراعاة لعدم المبالغة في التقسيم سنذكرها مجموعة تحت تقسيم واحد.


                    1) الثقة الزائدة بالنفس والغرور المعرفي:


                    بعض الشباب عنده ثقة زائدة بإيمانه وصحة اعتقاده،

                    وفي كثيرٍ من الأحيان يكون هذا الإيمان مجرد إيمان قلبي عاطفي ليس مؤسسًا علميًا بشكل صحيح،

                    فهو إيمان بالقلب دون معرفة أو علم سليم بالدين وأدلته وأسباب اليقين به.

                    وعندما يتعرض هذا الصنف من المؤمنين لتحديات واستشكالات وتساؤلات الإلحاد - لا يجد لديه من العلم أو المعرفة ما يدفع به هذه التساؤلات والشكوك،

                    وهو في نفس الوقت لا يعترف بجهله بدينه وبأن الأجوبة على هذه التساؤلات موجودة لكنه يجهلها، فتكون النتيجة هي وقوعه في الإلحاد.


                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940



                    2) الجفاف الروحي:


                    عدم الشعور بلذة العبادة والقرب من الله والأنس بذكره ومناجاته تبارك وتعالى يؤدي إلى جفاف شديد في المشاعر الروحانية،

                    وهذا الجفاف يجعل قرار الإلحاد يسيرًا على المرء، بخلاف من عاين وخبر هذه المشاعر.

                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940


                    3) السطحية الفكرية:

                    بعض الشباب عندما يشرع في قراءة بعض الكتب أو المقالات أو الفيديوهات التي تروج للإلحاد قد ينبهر بما تعرضه نظرًا لافتقاده الحاسة النقدية أو لعدم قدرته على التمحيص والنقد لكل ما يُعرض أمامه من أطروحات

                    فيكون هذا الأمر بابًا للوقوع في الإلحاد،

                    بينما لو تريث الشاب حتى يزداد علمًا ورسوخًا في القراءة والمعرفة لكان قراره مختلفًا تمامًا

                    كما يقول د. هيثم طلعت: (الإلحاد هو حكمٌ سطحيٌ كسولٌ للغاية على قضية عميقة للغاية ممتلئة بالأدلة).

                    ومن هذا الباب أيضًا المقولة المشهورة لفرانسيس بيكون: (قليل من الفلسفة يؤدي للإلحاد والتعمق فيها يؤدي للإيمان).


                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940


                    4) الاندفاع والعجلة:


                    وهذا السبب قريبٌ من الذي قبله لكنه يتعلق بالجانب النفسي لا الفكري.

                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940


                    5) سطوة الشهوات ومحاولة الهروب من وخز الضمير:


                    وهذا من أبرز أسباب الإلحاد بين المراهقين حيث يتعارض الاستمتاع بالشهوة مع الشعور بالذنب ووخز الضمير،

                    ويكون على المرء أن يختار بين طاعة الله والانخراط في الشهوات، فيكون قراره هو التخلص من الله والدين وتكاليفه. وهذا هو ما يدندن حوله كثير من منظري الإلحاد في كلامهم عن أن الشخص عندما يتخذ قرار الإلحاد يشعر بحالة من الارتياح والخلاص من التكاليف الدينية، لكن بالطبع هذا الشعور المبدئي بالراحة والتخفف من التكاليف الدينية يليه بعد فترة - طالت أو قصرت - الشعور بالقلق النفسي وفقدان السعادة وعدم القدرة على التلذذ بالمتع الدنيوية حتى مرحلة اليأس والقنوط من مصاعب الحياة الدنيا والرغبة في الانتحار.

                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940


                    6) الاضطرابات النفسية:

                    هناك علاقة بين الإلحاد وعددٍ من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الشخصية الحدية BPD الشخصية التي لا تعرف إلا لغة الـ مع و الـ ضد،

                    وكذلك اضطراب الشخصية شبه الفصامية
                    Semi Schizotypal Personality Disorder،

                    الشخصية غريبة الأطوار، تكون في كل حالاتها كذلك و ربما تعتنق الإلحاد كجزء من الاضطراب.

                    و هناك أيضا دوائر تتقاطع مع الاضطرابات النفسية -و هي ليست كذلك-

                    مثل أصحاب الشذوذ الجنسي (
                    Homosexuality - Bisexuality - etc..)

                    يتم استهدافهم في الدعاية للإلحاد بزعم أن الإلحاد هو المذهب الوحيد الذي يمنحهم حريتهم الجنسية.

                    و أخيرًا توجد دائرة مرض الوسواس القهري
                    OCD

                    و التي تتقاطع مع الإلحاد وتبدو كذلك و لكنها قطعًا ليست إلحادًا

                    و لكنه مرض يحتاج إلى العلاج الدوائي و الجلسات حسب حالة المريض.



                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738940


                    7) نظرية الوالد المشوه "المعيب":


                    وضع هذه النظرية البروفيسور
                    بول فيتز أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك مستخدمًا أدوات المدرسة التحليلية الفرويدية في علم النفس ليخرج بنتيجة مخالفة تمامًا لما وصل إليه فرويد ومنتقدًا إياه.


                    ولفهم هذه النظرية بدقة من المهم أن نتعرف بإيجاز على المدرسة التحليلية في علم النفس التي وضع أسسها سيجموند فرويد الذي لفت النظر إلى وجود ما يعرف باسم العقل الباطن أو اللاوعي أو اللاشعور،

                    وكيف أن هذا العقل الباطن يؤثر في سلوكياتنا وأفكارنا وقراراتنا دون أن نشعر.


                    وينطلق بول فيتز من هذه المدرسة في علم النفس

                    فيقرر أن دوافع الإلحاد وموانع الإيمان بالله تعالى هي بالأساس نفسية وليست عقلية منطقية،

                    وأن هذه الدوافع تنقسم إلى قسمين:

                    سطحية مثل الانتماء لفئة اجتماعية أو علمية معينة أو عدم الرغبة في التقيد بالتكاليف الدينية أو غيرها؛

                    وعميقة في العقل الباطن وهي الدوافع التحليلية.

                    يرى فرويد أن أسباب الإيمان بالله نفسية لا يمكن الاعتماد عليها،

                    وهي تعبيرٌ عن عقدة أوديب حيث يتخلص الأبناء من أبيهم الذي يغارون منه حتى يظفروا بأمهم،

                    ثم ينشأ لديهم الشعور بالذنب تجاهه، ثم يتطور هذا الشعور إلى تعظيم وتبجيل ثم عبادة وتأليه، وهكذا ينشأ الإيمان بالله
                    عند فرويد.


                    ينتقد فيتز هذا التصور من عدة وجوه - لكن أبرزها هو أن الأوقع والأصوب - على سبيل الإلزام - اعتبار الإلحاد تعبيرًا عن عقدة أوديب

                    حيث أن إنكار الإله هو هزيمة هذا الرمز الأبوي والانتصار عليه.

                    لكن فيتز في الحقيقة لا يرى أن العقدة الأوديبية هي الصورة الصحيحة لتفسير الدوافع التحليلية في العقل الباطن للإلحاد.


                    تتلخص نظرية بول فيتز في أن المرء ينظر إلى الله سبحانه وتعالى على أنه أب مثالي، وعندما تتشوه صورة الأب الأرضي تختل بالتبعية صورة الأب السماوي مما يؤدي إلى الوقوع في الإلحاد والجحود وإنكار الله.

                    ومن صور هذا الأب المشوه أو المعيب أن يكون ضعيفًا أو غير محترم أو عنيفًا أو قاسٍ أو غير موجود،

                    ومن الأمثلة التاريخية لهذا الأمر: فرويد - فولتير - ماركس - هتلر - فيورباخ.



                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #11


                      تابع - أسباب الإلحاد - في العالم العربي


                      ثانيًا: الأسباب الاجتماعية :

                      وهي التي تنبع من المجتمع المحيط بالملحد في الأسرة والمدرسة والجامعة والعمل والأصحاب.. الخ..


                      1) الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية:

                      والمقصود بهذا هو انخفاض مستوى التدين في المجتمع بشكل لا يوفر لأفراده المناعة أو الحصانة ضد الأفكار المخالفة بما فيها الإلحاد وأطروحاته.

                      وهذا الانخفاض في التدين قد يكون على صورتين:

                      انخفاض مستوى العلم بالدين والتفقه فيه بين الناس

                      وانخفاض مستوى الالتزام بالطاعات ومراقبة الله في الأفعال والسلوكيات بين عوام الناس.

                      في مثل هذا المجتمع الهش دينيًا يسهل على أفكار الإلحاد أن تتسرب بيسر إلى عقول وقلوب الشباب الذين لم ينشئوا على علم بالدين أو استحضار مراقبة الله في سلوكياتهم.

                      ولا يعني هذا الكلام أن أبناء الأسر المتدينة سيكونون محصنين ضد خطر الإلحاد والانحراف،

                      بل الواقع أنه إذا كان المجتمع الخارجي في عمومه متحجرًا دينيًا وغير قادرٍ على مواجهة الأفكار المنحرفة ويسود فيه الجهل بالدين وعدم الالتزام به عمليًا وسلوكيًا، فليس هناك حصانة حقيقية فعلية لأبناء الأسر المتدينة،

                      بل هم عرضة للوقوع في الإلحاد وسائر الانحرافات كغيرهم.

                      والمقصود بالجمود أو التحجر الديني :

                      هو عدم تطور أدوات وصياغات الخطاب الشرعي لتواكب الأطروحات الثقافية والعلمية الجديدة والتحديات التي يفرضها العصر والأوضاع الاجتماعية المستحدثة لكثير من الفئات المجتمعية،

                      ولا يُقصد بهذا التطور تبديل الدين أو تغييره ليناسب الأفكار الدخيلة عليه.

                      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738941

                      2) كبت الأسئلة:

                      بعض الأسر أو المجتمعات تمارس نوعًا عجيبًا من القهر على أبنائها فتمنعهم من طرح الأسئلة أو الاستشكال،

                      وتهددهم بأن مجرد طرحها يعني الكفر والمروق من الدين،

                      أو قد يقابلون أسئلة الشاب أو استشكالاته بالسخرية والتهكم والاستهزاء مما يدفعه لكتمانها صيانةً لمروءته وكرامته من الامتهان.

                      هذه الممارسة لكبت أسئلة الشباب تدفعهم للتفكير في أن الإسلام نفسه لا يملك أجوبة على التساؤلات وأنه يكبتها ويحرّمها حتى لا يقع الدين في الإحراج،

                      وبالتالي تتضخم قوة هذه الاستشكالات والشبهات في ذهن الشاب إلى درجة تفوق حجمها الحقيقي

                      ويظن أن الإسلام دين ضعيف لا يملك أجوبة ولا حلولاً لأسئلته حتى تصبح في نهاية المطاف السبب في إلحاده وتركه للإسلام بالكلية.

                      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738941

                      3) اضطهاد المرأة:

                      هذا من أبرز وأكبر أسباب الإلحاد بين الفتيات خصوصًا أن دعاة الإلحاد يستهدفون المرأة بدعاياتهم الإلحادية بزعم التحرر من سلطة الآباء وقهر الذكور وغيرها من الشعارات،

                      فإذا انضمت إلى هذه الدعاية ما تلاقيه المرأة من اضطهاد وظلم وقهر في مجتمعها أو أسرتها كان هذا داعيًا قويًا للوقوع في فخ الإلحاد.

                      أنا شخصيًا تعرفت إلى قصة فتاة مصرية من أسرة ثرية جدًا كان أخوها الأكبر ضابط شرطة ، وكان هذا الأخ الضابط يمارس عليه ألوانًا كثيرة من الضرب والعنف إذا خالفته وكأنما هي أحد المجرمين الذين يتعامل معهم في قسم الشرطة!

                      وفي نفس الوقت كانت هذه الفتاة تتواصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مع عدد كبير من شباب الملحدين الذين أداروا رأسها بمعسول الكلام عن التحرر من السلطة الأبوية الذكرية بالإضافة إلى عبارات الغزل والغرام،

                      وأنهم على استعداد لتهريبها إلى أحد دول شمال أوروبا كلاجئة ملحدة هاربة لأنهم يريدون تطبيق عليها حد الردة في بلدها، ولا يخفى على القارئ الكريم كيف يمكن أن تصبح فتاةً مثل هذه فريسةً سهلةً لأي أحد في بلد غريبة.

                      وأسوأ من هذا الأمر أن يتم تبرير هذا الاضطهاد والقهر للمرأة دينيًا بحيث تكتشف المرأة أن الإسلام هو سبب اضطهادها وظلمها، فيكون هذا داعيًا إلى تركها له.

                      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738941

                      4) (وجود التخلف) في الأُمّة:

                      وهذا قد يعد من أسباب الإلحاد في المجتمعات المتخلفة حضاريًا خصوصًا إذا تم الربط بين هذا التخلف والدين

                      فعندما يقارن الشباب المنبهر بالغرب بين تقدم الغربيين الكفار وتحضرهم وترقيهم في مدارج العلوم والحكمة، وبين تخلف بني قومه من المسلمين وتأخرهم وانحطاطهم قد تكون هذه المقارنة دافعًا له لفقدان الثقة في قدرة الإسلام على تحقيق التقدم والنهضة، وبالتالي الكفر به بالكلية.

                      وفي بعض الأحيان تكون الأمة - أي أمة - في محنة اقتصادية أو اجتماعية ويتم طرح حلول لهذه المحنة ويتطلع أفراد الشعب لهذه الحلول على أنها الأمل في إنهاء الأزمة والخروج من عنق الزجاجة،

                      ثم يقوم المتدينون برفض هذه الحلول لأنها مخالفة للدين أو متضمنة للكفر أو غيره من الأسباب،

                      فيكون هذا الأمر من أسباب تفشي الإلحاد في هذه الأمة كما حدث في أوروبا في عصور النهضة والتنوير.

                      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878798.png 
مشاهدات:	14 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	738941

                      5) تمزق الأمة وتفرقها:

                      وهذا أيضًا من أسباب الفتنة التي تؤدي بالشباب إلى الإلحاد ما بين سنة وشيعة و إباضية ومعتزلة، ثم بين السلفيين والأشاعرة والصوفية، وهكذا..

                      وهذه من أسباب الفتنة بين الشباب غير القادر على تمييز الحق من الأباطيل في هذه الأشلاء،

                      فيقع في حيرة كيف يرضى الله الحكيم الرحيم أن يكون الدين سببًا في كل هذا التنافر والتناحر بين أبنائه مما يؤدي به في نهاية المطاف إلى الكفر بالله والإلحاد.

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #12


                        تابع - أسباب الإلحاد - في العالم العربي

                        ثالثًا: الأسباب المعرفية:


                        وهي المتعلقة بالعلم والمعرفة والشبهات، وأفضل من تكلم عنها د. الطيب بوعزة الفيلسوف الأكاديمي المغربي في مداخلة ببرنامج حوارات نماء مع الدكتور عبد الله القرشي وعبد الله العجيري وعبد الله الشهري بتاريخ 10 رجب 1434 هجرية- حيث ذكر أسباب الإلحاد النفسية والمعرفية،

                        وعند ذكر الأسباب المعرفية أوجزها في الآتي:

                        1) ضعف وفقر المكتبة العربية الإسلامية في نقد الإلحاد الجديد، فيجد الشباب المتشكك والمتسائل نفسه في العراء، وفي المقابل هناك وفرة في المواد الإلحادية كتابية و مرئية بشكل يجعل المعادلة تميل بشدة لصالح الإلحاد.

                        2) اعتماد العلماء على صياغات كلامية قديمة بائدة لا يفهمها العوام بينما الشبهات معروضة بصياغات يسيرة قريبة للفهم.

                        3) رفض بعض العلماء التصنيف في الرد على الشبهات، فعندما يبحث الشباب عن ردود على الشبهات التي تحاصره لا يجد، وبالتالي يظن أنه لا توجد ردود ولا إجابات، فيفقد ثقته في قدرة الإسلام على مواجهة الإشكالات والتساؤلات مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الوقوع في الإلحاد.


                        وهذه الأسباب المعرفية للسقوط في الإلحاد تضم أيضًا شبهات كثيرة أهمهما:


                        وجود الشر في العالم

                        القتل والحروب باسم الدين

                        شبهات حول القضاء والقدر

                        شبهات حول الحكمة الإلهية في الخلق


                        لكن أهم هذه الأسباب المعرفية من وجهة نظري هو :

                        المتاجرة بالعلم لترويج الإلحاد

                        حيث يتم الترويج لنظرية التطور مثلاً على أنها حقيقة قطعية يقينية وأنها هي العلم الذي لا يقبل الخلاف

                        كما يتم الترويج للنظريات الحديثة في نشأة الكون خصوصًا على يد العالم الفيزيائي الأشهر ستيفن هوكينج.

                        فإذا تعارضت هذه النظريات مع الدين كان هذا دليلاً عند القوم على بطلان الدين وخرافاته.

                        وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه الإسلام الآن

                        مواجهة هذه النظريات العلمية وتمحيصها وتمييز الحق من الباطل فيها وفق منهجية شرعية إسلامية عقلية سليمة.

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #13

                          تابع - أسباب الإلحاد - في العالم العربي



                          خاتمة وتوصيات :

                          في نهاية هذا المقال حول أسباب وقوع الشباب العربي في الإلحاد أجد أنه من المفيد أن أكتب توصيات مختصرة بخصوص تناول هذا الملف،

                          وقد فضلت في الحقيقة أن أستعمل نموذج د. جاسم سلطان في تجسير الأفكار وتجسيدها- حتى نتمكن من تحويل أفكارنا في مواجهة ملف الإلحاد إلى واقع فعلي.



                          بحسب هذا النموذج هناك ثلاث مجالات للعمل في هذا الملف :

                          1- مجال الصناعات الفكرية الثقيلة :

                          وهو المتعلق بمراكز الأبحاث والدراسات العلمية والشرعية على السواء، ومهمة هذه المراكز البحثية هو تناول أفكار الإلحاد وأطروحاته بالبحث والدراسة العميقين سواء على المستوى العلمي التجريبي أو المستوى الفلسفي على أيدي خبراء مختصين وباحثين مؤهلين تأهيلاً نوعيًا للخوض في هذه القضايا،

                          وإخراج نتائج مبنية على دراسات عميقة مؤصلة.

                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	74.png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	31.5 كيلوبايت 
الهوية:	738942
                          2- مجال الصناعات المتوسطة

                          وهو المتعلق بنشر الأفكار وترويجها وتيسيرها للعوام في الكتب والصحف والإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والأفلام الوثائقية التاريخية والثقافية والعلمية والدروس الدينية والمحاضرات والندوات العامة،

                          والغرض من خوض هذا المجال هو تقديم خلاصة أفكار مراكز البحوث إلى الناس بصورة سهلة يسيرة بناءً على خطط ومنهجية وأهداف محددة

                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	74.png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	31.5 كيلوبايت 
الهوية:	738942

                          3- مجال الصناعات الخفيفة

                          وهو المتعلق بالدعوة الفردية وتقديم الاستشارات الفكرية والتربوية والنفسية للشباب المتشكك وأصحاب التساؤلات وأهالي الملحدين وأصحابهم وزملائهم في العمل والدراسة وتوفير الدعم الفكري والنفسي عند اللزوم،

                          وكذلك التدخل السريع للحوار مع الملحدين بغرض هدايتهم أو مناظرتهم عند اللزوم.


                          و لا يعني بالطبع هذا التقسيم أن الصناعات الثقيلة أهم وأفضل من المتوسطة أو أن المتوسطة تفوق أهميتها الخفيفة،

                          بل كلها متساوية في الأهمية، والحاجة إليها كلها بالغة جدًا كما هو معلوم لكل متابع لملف الإلحاد في البلاد العربية.


                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738943


                          و لا أملك في ختام هذا المقال المتواضع إلا أن أدعو الله ألا أكون قد أثقلت عليكم،

                          وأسأله عز وجل أن يصلحنا جميعًا ويصلح شبابنا وشعوبنا، وأن يهدينا لكل خير ويصرف عنا كل سوء، اللهم آمين!

                          منقول بتصرف بسيط : المصدر


                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #14

                            تابع - أسباب الإلحاد - في العالم العربي


                            للإلحاد أسباب كثيرة بعضها مشترك بين أهله حيثما كانوا، وبعضها قد يكون مختصاً بطائفة أو منطقة دون غيرها، ونحن هنا نحاول قدر المستطاع تناول أظهر الأسباب التي أدت لظهور هذا الأمر بين شبابنا:



                            1 - الاطلاع على ثقافات وأفكار جديدة:


                            إن ضلال بني البشر إنما يكون بالشبهات والشهوات،

                            والشبهات هي التي تحرف العقول عن الصراط المستقيم، بينما الشهوات تُعمل عملها في النفوس, ولا شك أن الشبهات أشد خطراً؛ لأنها إذا استحكمت صعب على المرء التخلص منها؛
                            ومن تأمل في قصة أبينا آدم -عليه السلام- مع إبليس ظهر له هذا الأمر بجلاء، ففتنة إبليس كانت من جهة الشبهة:
                            ﴿
                            أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ [الأعراف:12].


                            بينما كانت فتنة آدم -عليه السلام- من جهة الشهوة: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه:121].

                            لذا سهل على آدم أن يرجع ويتوب، وأبى إبليس واستكبر.

                            إن هذا العصر يشهد نشراً للشبهات بصورة لم يسبق لها مثيل، ولم تحدث في تاريخ البشرية من قبل، لا سيما عبر وسائل الاتصالات الحديثة،

                            فقد ساهمت مواقع الإنترنت والمنتديات، ومواقع التواصل الاجتماعي في القدر الأكبر من هذه المشكلة

                            حيث انتشرت هذه الأفكار بين الشباب بلا حسيب أو رقيب، وكان أن انفتح الشباب على ثقافات وأفكار غريبة ومختلفة بصورة مفاجئة

                            ومن بينها تلك التي تبث أفكار التشكيك والإلحاد، عن طريق بث الشبهات حول القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ومسائل القضاء والقدر، والحكمة والتعليل في أفعال الله عز وجل،

                            والطعن في بعض أحكام الشريعة، فوافق كل ذلك قلوباً خاوية، أو ضعيفة الإيمان فتمكنت منها.


                            ولا ننسى هنا دور كثير من القنوات الفضائية التي غزت بيوتنا

                            وقد يكون صحيحاً أن هذه القنوات لا تنشر الإلحاد ولا تدعو إليه، إلا أنها تبث كثيراً من الأفكار والآراء المخالفة للشريعة بصفة عامة،

                            كما أنها قد تروج لبعض التيارات العلمانية والليبرالية، وهي تمثل حاضناً محتملاً لأفكار الإلحاد؛ لما تتبناه من الدفاع عن حرية الاعتقاد المنفلتة من كل عقال.


                            ولا يخفى أيضاً أن كثيراً من هذه القنوات دورها السلبي الأكبر يتمثل في نشر الشهوات، مما يضعف الوازع الديني لدى المرء، ويكون أكثر عرضة لقبول ما يخالف تعاليم الإسلام من معتقدات أو أفكار.

                            ومن هذه الوسائل أيضاً:

                            الصحف والمجلات التي يسيطر على كثير منها التيار التغريبي الليبرالي والعلماني،

                            وأشد من هذه الصحف ما صار يسمح به من دخول كتب لم يكن يتصور قبل سنوات قليلة أن يسمح بدخول مثلها، لا سيما في معرض الكتاب؛ حيث ظهرت كتب تحوي كفراً وإلحاداً صريحاً.



                            إن بعض الناس قد يريحه أن يعزو هذه الحالات إلى حداثة سن من انحرف، وقلة علمه وعقله وخبرته، وأنه غير مدرك لأبعاد ما يطرح عليه من أفكار إلحادية، وأن هذا هو سبب تأثره ووقوعه في الهاوية،

                            وهذا الأمر قد يكون صحيحاً بالنسبة للبعض، لكن تعميمه خطأ فادح

                            سيؤدي إلى خلل في محاولة العلاج والإصلاح، فالصواب أن ممن يتأثر بهذا الفكر أناس أذكياء عقلاء نبهاء، وهل كان كثير من الفلاسفة الملحدين عبر الزمن إلا عقلاء أذكياء؟!


                            وقد أرجع ابن القيم -رحمه الله- ذلك إلى أنهم لم يجدوا بين أهل الإسلام من يقدم لهم الحق صافياً كما هو، بل كان ما اتصل إلى أسماعهم عن الإسلام من أهله -الذين ليسوا على منهج أهل السنة والجماعة- متناقضاً مع صريح العقل،

                            فيقول معلقاً: "
                            فعظمت البلية، واشتدت المصيبة، وصار أذكياء الناس زنادقة العالم!" .

                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738945


                            2 - ضعف الرصيد الديني:


                            إن هذا الزخم الكبير من المعلومات، ومن الأفكار المنحرفة والغريبة، لم تجد لدى من تأثر بها من المتلقين ما يعصمه من الوقوع في براثنها، فكان كما قال الشاعر:

                            أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبًا خاليًا فتمكنا

                            وقد يبدو مثل هذا الأمر غريباً في بلاد التوحيد , حيث مناهج التعليم منذ الصغر تعطي حيزاً كبيراً منها للعلوم الدينية وللعقيدة الصحيحة،

                            لكن الإشكال أن هذه المناهج تبدو نمطية تقليدية تلقينية، كما أن كثيراً من المعلمين يتعاملون معها كمعلومات جامدة، ومن ثَّم يكون هدف الطلاب هو الحصول على درجات النجاح في الاختبارات لا غير، إلا من رحم الله.


                            إن المقصد الأعظم من العلوم الدينية ينبغي أن يكون تمكين معاني الإيمان في القلوب، لا مجرد سرد المعلومات، وهو ما نفتقده على نطاق واسع في معلمينا ومؤسساتنا التعليمية،

                            فكم من أبنائنا ترفع حصص العلوم الدينية من إيمانه؟ وكم منهم تكون مواد المدرسة سبباً في استقامته؟


                            إن إعادة النظر في طبيعة وأسلوب عرض الكتب المدرسية الشرعية، وكذا إعادة تحديد معايير اختيار وتأهيل معلمي المواد الشرعية أمر لا بد منه، إذا أردنا أن نحصن شبابنا وفتياتنا من هذا الخطر العظيم.

                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738945


                            3 - الفراغ:


                            لا شك أن الفراغ الذي يعاني منه كثير من شبابنا مشكلة كبيرة،

                            وقديماً قيل: نفسك إن لم تشغلها بطاعة شغلتك بمعصية،

                            وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «
                            نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»

                            أي أن كثيراً من الناس لا ينتفع بهاتين النعمتين فيخسر خسراناً كبيراً في الدنيا والآخرة؛ إذ ينفقهما فيما لا يرضي الله عز وجل، أو يعطلهما عن النفع.


                            فالشاب عنده طاقة نفسية وفكرية وجسدية عالية، فإذا لم يتم احتواء هذه الطاقة وتوجيهها التوجيه النافع فلا يؤمن على صاحبها أن يوجهها فيما يضر.

                            إن كثيراً من هذا الانحراف الخلقي والفكري الذي نراه عند شبابنا يرجع إلى هذا الفراغ، ومع توافر المال المعين على تحصيل وسائل الانحراف بشقيه: الخلقي بالشهوات، والفكري بالشبهات يعظم الخطب، كما قال أبو العتاهية:

                            إن الفراغ والشباب والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة

                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738945


                            4 - حب التقليد:

                            هذا يوجد عند كثير من الناس على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم، لكنه يكثر عند الشباب والمراهقين من الجنسين،

                            وكما أنه يكون في السلوكيات والأمور المظهرية , كنوع اللباس والطعام وطريقة المشي.. وغير ذلك،

                            فإنه يكون كذلك في التقليعات الفكرية إذا صح التعبير؛ حيث تنتشر بعض الأفكار بين الشباب لا عن قناعة بها ولكن تقليداً لغيرهم، فقد توجد موجة فكرية في الغرب أو الشرق فيتبناها بعض شبابنا من باب التقليد لا أكثر، أو قد يكون التقليد لشخصية مشهورة، أو لزميل انزلقت رجله في هذه الهاوية.


                            وإذا أخذ بعين الاعتبار ما يروج له الملحدون أو المشككون في الأديان من كون مذهبهم هو الموافق للعقل، وأن الأديان على اختلافها -ومنها الإسلام- لا تستطيع أن تجيب على أسئلتهم؛ فلهذا ألحدوا، فإننا يمكن أن نعرف شيئاً من أسباب تقليد الشباب لغيرهم في تبني مثل هذا الفكر المنحرف؛ حيث يخيل إليهم أنهم يرتقون ويصعدون في مجال الفكر لا العكس.

                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738945


                            5 - روح التمرد:

                            سن الشباب يكون مصحوباً في كثير من الأحيان برغبة في الثورة، والتخلص من كل الأوضاع والمفاهيم التقليدية والمستقرة، ومن كل القيود في محيط الشاب، بدءاً من قيود الأسرة، مروراً بالمدرسة، انتهاء بالمجتمع كله،

                            فالشباب يطمح إلى التغيير وعدم النمطية، ولا شك أن تعاليم الدين الراسخة والثابتة والمستقرة يمكن أن تكون هدفاً لهذه الروح إذا لم يتحل صاحبها بالإيمان الرادع عن مثل ذلك، الـمُرَغِّبِ بالدار الآخرة وما عند الله من النعيم.


                            وإذا أضفنا إلى ذلك أن تعاليم الدين تحول بين الشاب وبين كثير من شهوات نفسه، فإننا يمكن أن نجد لديه دافعاً مضاعفاً للثورة على تعاليم الدين، بل على الدين كله من الأساس.

                            وقد يكون المدخل لدى كثير من الشباب إلى الإلحاد هو الرغبة المعلنة أو المبطنة في التحرر من قيود الدين وأوامره ونواهيه.


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #15


                              6- ضعف الرقابة والتوجيه:


                              إن تسلل مثل هذه الأفكار المنحرفة لعقول الشباب لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، ولو أن المحيطين بالشاب أو الفتاة كانوا على مسافة قريبة منه، ومن همومه وأفكاره- لأمكنهم اكتشاف ما يمر به في مراحله الأولى، قبل أن يستفحل الأمر، ويقع في براثن الكفر والإلحاد،

                              وهو ما يعني ضعف أو غياب الرقابة الأُسْرية من الوالدين، اللذين قد يكون كل منهما منشغلاً بشؤونه وأعماله خارج البيت أو داخله، ولا يكون حظ الأولاد منهما في الغالب إلا ما يتعلق بالحاجات المادية الظاهرة، وهذا يعني ضعف الرقابة أو غيابها من جهة، وضعف التوجيه أو غيابه من جهة أخرى، والضحية يكون هذا الشاب وتلك الشابة.


                              ولا يمكن هنا أن نغفل دور الصُحبة

                              فلو أن الوالدين حرصا على الصحبة الصالحة لولدهما - لأمكن لهذه الصحبة أن تشعر بالأمر، ومن ثم تقوم بما ينبغي القيام به من محاولة النصح أولاً، ثم التواصل مع الأهل إن لم يُجْدِ النصح نفعاً، وأما ألا يبالي الوالدان بنوع صحبة الأبناء، فلا عاصم حينئذ من الوقوع في شباك رفقة سيئة، تجر إلى الفواحش، وقد تجر إلى انحرافات عقدية، إلا أن يشاء الله.


                              ولا يمكننا في هذا المقام أن نغفل دور المدرسة كذلك

                              فللمعلم والموجه التربوي دوره في مراقبة الأبناء، وتفقد أحوالهم، ولو أن المعلم كان على الدرجة الكافية من التأهيل العلمي والتربوي لاستطاع -غالباً- اكتشاف بوادر التحول عند الطالب، ولأمكنه أن يقدم العون لإنقاذه من وهدة الضلال.

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738946


                              7- غياب دور العلماء وطلبة العلم:


                              من الملاحظ أن دور العلماء فيما نحن بصدده يكاد يقتصر على التنديد بما يظهر من مخالفات وانحرافات، أو المطالبة بالمحاسبة وإيقاع العقوبة بالجناة المتعدين على الشرع في أصوله وفروعه

                              وهذا مع أهميته لا ينبغي أن يكون وحده هو دورهم ودور طلبة العلم؛ لأنه ليس أكثر من عملية رد فعل تفتقد إلى الأخذ بزمام المبادرة، كما أنه دور يظهر فقط بظهور هذه الحالات واستعلانها، بينما هناك نار تحت الرماد لا بد من الكشف عنها ومحاولة إطفائها.


                              إن واجب العلماء الآكد من هذا:

                              هو التصدي لهذه الانحرافات بالعلم الذي أكرمهم الله به، ببيان عوار وبطلان هذه المذاهب والاتجاهات، وعدم الاهتمام بهذا الجانب على وجه الكفاية يجعل هذه الفتن والشبهات تعصف بمن تقع له؛ حيث لا يجد من يردها ويبين عوارها.


                              إن المطلع على الساحة العلمية في بلادنا وغيرها من بلاد المسلمين، يجد أن أغلب ردود علماء أهل السنة في العقيدة تتمحور حول ردودهم على الفرق المنتسبة للإسلام بدرجة أو أخرى- كالرافضة، والأشاعرة، والإباضية، والتيار العقلاني المعتزلي.. إلى غير ذلك،

                              بينما نجد الردود على التيارات الفكرية والمذاهب الحديثة لا تكاد تذكر، ومن تأمل ما تطبعه المكتبات من مؤلفات، وما تجيزه الجامعات الإسلامية من رسائل ودراسات في العقيدة، يجد مصداق ما نقول. ولا شك أن هذا يمثل خللاً كبيراً وواضحاً، لا سيما أن أغلب هذه المسائل قد قتلت بحثاً خلال عشرات ومئات السنين، ولا تكاد تجد إضافة فيما يكتب اليوم إلا فيما ندر.


                              ومهما يكن من أمر:
                              فإن أغلب تلك الردود لا يكاد يطلع عليها أو يستفيد منها إلا المتخصصون من كل فرقة أو مذهب، كما أن أغلب أصحاب هذه الفرق إما أنهم لا يُكفَّرون أصلاً، وإما أن خلافاً وقع في كفرهم، ومن لا خلاف في كفره فهو في الغالب لا كبير وجود له في بلادنا، بينما نحن نتحدث عن خطر داهم يتغلغل بين صفوف شبابنا، وينقلهم من الإيمان إلى الكفر.


                              لقد رفع الله عز وجل قدر إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لأنه قام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسائل فشت في مجتمعه في زمانه،

                              ولو أنه بدل ذلك انشغل بالتأليف في الرد على الفرق المخالفة فيما حوله من البلاد- لما نقل التاريخ عنه أكثر من اسمه وأسماء مؤلفاته!

                              ولو أن الله سبحانه وتعالى جعل فتنة الإلحاد هذه في زمانه بدل فتنة شرك الألوهية؛ لما تأخر في بذل ما بذله في توحيد الألوهية في بيان بطلان مذهب الإلحاد.


                              إن من المشكلات الكبيرة في هذا الباب:

                              أن بعض العلماء والدعاة ما زال ينكر وجود مثل هذا الأمر في المملكة، ويستغرب وقوعه متمسكاً بعبارة: "بلد التوحيد"،

                              وأخطر منه:
                              أن بعض الدعاة أو العلماء قد يأتيه شاب عنده بعض الشكوك أو الشبهات فيعنفه، أو يطرده من المجلس،

                              والحال اليوم ليست كالحال أيام الإمام مالك؛ حيث أمر بإخراج من سأله عن كيفية الاستواء من المجلس قائلاً: "لا أراك إلا مبتدعاً"؛

                              فهذا كان يوم كانت السنة ظاهرة، وليس للبدعة راية مرفوعة، ولا دار يأوي إليها أهلها يتبادلون خبث أفكارهم وينشرونها، فذاك الرجل سيجد نفسه وحيداً في مجتمعه، وقد يرده انتهار
                              الإمام مالك -رحمه الله- إلى الصواب، مع قرب العهد بزمن النبوة، وانتشار الخير بين الناس، بخلاف الحال في زمن الفتن اليوم.


                              يقول الشيخ عائض الدوسري: "حدثني أحد الشباب -الذين تأثروا ببعض الشبهات- أنه ذهب إلى أحد العلماء الكبار؛ كي يدفع عنه آثار تلك الشبهات بالحجج العقلية والنقلية، فإذا به يُصدم بهذا العالم الجليل وهو يطرده من مجلسه، ويُهدده باستدعاء الشرطة!" .

                              ترى عندما يجد هذا الشاب مثل هذه المعاملة، فإلى أين سيذهب حال خروجه من عند الشيخ؟ إلى المسجد؟ إلى شيخ آخر؟ أم إلى أحضان تلك الشبهات حين يوسوس له الشيطان: أن هذا الشيخ لا حجة عنده، ولا يملك جواباً- لأن الدين نفسه لا يملك الجواب!!

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738946


                              8- أخطاء المتدينين:


                              يصعب على كثير من الناس التفريق بين الدعوة والداعية، والفكرة ومعتنقها،

                              فهم يجعلون تصرفات الناس حاكمة على أفكارهم ومعتقداتهم بالصحة أو البطلان، ولا ينجو من هذا الخلط الخاطئ إلا من رحم الله

                              ولهذا قال تعالى مخاطباً عباده المؤمنين: ﴿
                              وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل:94]،

                              قال
                              ابن كثير رحمه الله : "حذر تعالى عباده من اتخاذ الأيمان دخلاً –أي: خديعةً ومكراً- لئلا تزل قدم بعد ثبوتها: مَثَل لمن كان على الاستقامة فحاد عنها، وزل عن طريق الهدى؛ بسبب الأيمان الحانثة المشتملة على الصد عن سبيل الله
                              لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده ثم غدر به، لم يبق له وثوق بالدين، فانصد بسببه عن الدخول في الإسلام!".


                              فانظر كيف اعتبر الله عز وجل هذا المانع، وجعله سبباً مؤكِّداً للنهي عن الأيمان الكاذبة، رغم أنها محرمة لذاتها؛ لتعلم خطورة الأمر وأهميته.

                              ومن هذه الأخطاء:

                              الخلافات العلنية بين الاتجاهات الإسلامية المختلفة، بل بين المنتمين إلى مدرسة واحدة في الأصول والفروع، لكنهم اختلفوا في تطبيقها على أرض الواقع، وتنزيلها على المسائل المعينة، ويزداد الأمر سوءاً عندما ينتقل الأمر من مجرد اختلاف إلى اتهامات وتشنيعات وسباب وانتقاص، فأي فتنة على قلب العامي أعظم من هذا!


                              ومنها:
                              ما قد يظهر من بعض المتدينين من شدة وغلظة في التعامل مع الناس بصفة عامة، ومع المقصرين أو المخطئين بصفة خاصة، مما قد يزرع في القلوب نفرة من أهل الحق، وصداً عن سماع أو قبول هذا الحق الذي معهم.


                              ومنها:
                              ما قد يصدر من انحرافات سلوكية أو أخلاقية من بعض المتدينين، وقد يكون لبعضهم مكانته في المجتمع، فيكون هذا سبباً في صد بعض الناس عن الدين، ويكون منفذاً لدعاة الإلحاد ومثيري الشبه، لا سيما مع تركيز الإعلام التغريبي على هذه الأخطاء وتضخيمها والمبالغة في بيان عوارها.

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738946


                              9- أعمال التفجير والتكفير:


                              بينما يجد الشباب عند الملحدين الدعوة للحفاظ على الروح الإنسانية والكرامة الإنسانية والتسامح، وإن كانت دعوى نظرية يكذبها الواقع،
                              يجدون عند بعض المنتمين للإسلام اندفاعاً في اتجاه العنف والقتل والتفجير وإسالة الدماء واستباحة إزهاق الأرواح،

                              ومثل هذه الأحداث التي تحصل في كثير من بقاع الأرض تعطي دعاة الإلحاد فرصة عظيمة للدعاية ضد الإسلام بحجة أنه دين دموي يشجع على مثل هذه الأعمال ويحض عليها،

                              ولن يعدم هؤلاء أن يأتوا باستشهادات أصحاب التكفير والتفجير من الكتاب والسنة ليخدموا غرضهم، مما يجعل البعض يقتنع بدعاوى الإنسانية ويماشيهم ويقبل منهم، ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى يقع في شبك الشبهات التي إن لم تنقله للإلحاد الصريح جعلته لا دينياً أو متشكِّكَاً لا أدَرِيًّا .

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	878787789.gif 
مشاهدات:	4 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	738946


                              10- الدعم الخارجي:


                              وهذا من العوامل الخطيرة والمؤثرة بقوة، حيث كثرت الروايات -وأحياناً الشهادات- من بعض من وقعوا في الفتنة ثم نجوا منها - أن الخلايا التغريبية والإلحادية تتلقى دعماً خارجياً مختلف الصور والأشكال، فمن ترتيب الاجتماعات، إلى توجيه النصائح، إلى ترتيب رحلات وزيارات خارج البلاد للتدريب والتوجيه، إلى الدعم المعنوي والمادي، إلى شراء ذمم بعض الصحفيين لشن حملات على التيار الديني في البلاد لتشويه صورته وتنفير الناس منه،

                              ولنشر كثير من الأفكار والمبادئ الهدامة التي قد لا تكون كفراً صراحاً لكنها تمهد له عن طريق توهين تعظيم شعائر الله في القلوب، أو خلط المفاهيم وتمييعها، أو التأكيد على مبدأ حرية التعبير والاعتقاد بدون ضابط شرعي، إلى ما شابه ذلك.



                              إن هذا الدعم لم يأتِ من فراغ، فمنذ أحداث العام 2001 صدرت العديد من التوصيات في الغرب لتجفيف ما سموه منابع الإرهاب، وهو في الحقيقة منابع التدين في العالم الإسلامي،

                              وقد كان لبلادنا النصيب الوافر من هذه التوصيات، وكان من لوازم ذلك تشجيع التيارات المخالفة والمعادية للإسلام على اختلافها وتنوعها من الليبرالية إلى الإلحاد مروراً بالعلمانية واللاأدرية، وغيرها.


                              يقول الشيخ عائض الدوسري: (وهذه حقيقة واقعية، يشهد لها أنني شخصيًّا قد قُدرَ لي أن أكون حاضرًا في إحدى المحاضرات خارج بلدي، وكان المحاضِر يتحدث عن التأثير الفكري للقيم والأخلاق،
                              ومما قاله: "إننا الآن نُركز على السعودية لاختراق مجالها الفكري، ولم يَعد الأمر صعبًا؛ لأن التقنية تخدمنا في ذلك، ويمكننا أن نصل لعقول الشباب هناك بسهولة"!


                              ولعل المراقب للمشهد السعودي المحلي يلحظ المتابعة الدقيقة، والاهتمام المتزايد للغرب بالخارطة الفكرية السعودية، وإجراءهم العديد من استطلاعات الرأي العام حول مختلف القضايا الفكرية في المملكة)(16).

                              ومما يجب أن يعلم أن هدف القوم ليس نشر مذهب معين يتبنونه بقدر ما هو سلخ المسلمين عن دينهم ولو إلى لا شيء، بحيث يبقى المرء كالمعلق في الهواء،

                              لذا نجد أن المدخل دوماً يكون عبر بذر بذور الشك في النفوس، الشك في كل الموروث الديني والقيمي والثقافي، وهذا ليس بلازم أن يتم عن طريق الملحدين،

                              فالمطلع مثلاً على كتابات الليبراليين يجد تعظيماً لمبدأ "القلق المعرفي" ومن ثم "الشك المعرفي" - فهم يعتبرون أن هذا القلق ومن ثم الشك هو دليل إعمال العقل أو قل إن شئت اتباع الهوى، ذلك الصنم الذي يتخذ اليوم إلهاً من دون الله

                              كما أخبر عنهم جل وعلا: {
                              أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } [الجاثية: 23].


                              ومما لا شك فيه أن هذا الدعم يعطي لأصحاب هذا التيار نوعاً من استشعار الطمـأنينة والقوة ويشجعهم على متابعة السير في طريقهم المرسوم، لا سيما وهم يرون ثمار دعوتهم تؤتي أكلها بمرور الزمن.

                              بتصرف بسيط : المصدر


                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X