إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحمد بن هارون الرشيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد بن هارون الرشيد

    شخصيات إسلامية حق علينا الإشادة بها وحتى لا ننسى هؤلاء العظماء ونبقي ذكرهم شامخ ، أفردنا هذا الباب لهم ، نهديه إلى قادة الأمة وكافة أفرادها وخاصة شبابها ، نقتطف من مواقع الشبكة أو الكتب تاريخهم وقصة حياتهم ....
    الباب مفتوح امام الجميع .

    هل سمعتم بقصة أحمد بن هارون الرشيد
    جاء في كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
    أحمد بن هارون الرشيد

    أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قال: أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد المزكي قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت علي بن الموفق يقول: سمعت عبد الله بن الفتوح يقول: خرجت يومًا أطلب رجلًا يرم لي شيئًا في الدار فذهبت فأشير لي إلى رجل حسن الوجه بين يديه مزود وزنبيل فقلت: تعمل لي .
    قال: نعم بدرهم ودانق .
    فقلت: قم .
    فقام فعمل لي عملًا بدرهم ودانق ودرهم ودانق ودرهم ودانق ثم أتيت يومًا آخر فسألت عنه فقيل ذاك رجل لا يرى في الجمعة إلا يومًا واحدًا يوم كذا .
    قال: فجئت ذلك اليوم فقلت: تعمل لي .
    قال: نعم بدرهم ودانق .
    فقلت أنا: بدرهم .
    فقال: بدرهم ودانق ولم يكن بي الدانق ولكن أحببت أن أستعلم ما عنده فلما كان المساء وزنت له درهما فقال لي: ما هذا قلت: درهم .
    قال: ألم أقل لك: درهم ودانق! أفسدت علي .
    فقلت: وأنا ألم أقل لك بدرهم فقال: لست آخذ منه شيئًا قال: فوزنت له درهمًا ودانقًا فقلت: خُذ .
    فأبى أن يأخذ وقال: سبحان اللّه أقول لك لا آخذ وتلح علي! فأبى أن يأخذه ومضى
    قال: فأقبل علي أهلي وقالت: فعل الله بك ما أردت من رجل عمل لك عملًا بدرهم أن أفسدت عليه .
    قال: فجئت يومًا أسأل عنه فقيل لي: مريض فاستدللت على بيته فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت وهو مبطون وليس في بيته شيء إلا ذلك المزود والزنبيل فسلمت عليه وقلت له: لي إليك حاجة وتعرف فضل إدخال السرور على المؤمن أحب لما جئت إلى بيتي أمرضك .
    قال: وتحب ذلك قلت: نعم .
    قال: بشرائط ثلاث .
    قلت: نعم .
    قال: أن لا تعرض عليَّ طعامًا حتى أسألك وإذا أنا مت أن تدفني في كسائي وجُبتي هذه .
    قلت: نعم .
    قال: والثالثة أشد منهما وهي شديدة قلت: وإن كان .
    فحملته إلى منزلي عند الظهر فلما كان من الغد ناداني يا عبد الله فقلت: ما شأنك
    قال قد احتضرت افتح صرّة على كم جبتي قال: ففتحتها فإذا فيها خاتم عليه فص أحمر فقال: إذا أنا مت ودفنتني فخُذ هذا الخاتم ثم ادفعه إلى هارون الرشيد أمير المؤمنين فقل له: يقول لك صاحب هذا الخاتم: ويحك لا تموتن على سكرتك هذه فإنك إن مت على سكرتك هذه ندمت .
    قال: فلما دفنته سألت يوم خروج هارون الرشيد أمير المؤمنين وكتبت قصة وتعرضت له وأوذيت أذى شديدًا فلما دخل قصره وقرأ القصة وقال: علي بصاحب هذه القصة .
    قال: فأدخلت عليه وهو مغضب يقول: يتعرضون لنا ويفعلون فلما رأيت غضبه أخرجت الخاتم فلما نظر إلى الخاتم قال: من أين لك هذا الخاتم قلت: دفعه إليَّ رجل طيَّان .
    فقال لي: طيَّان طيان وقربني منه .
    فقلت: يا أمير المؤمنين إنه أوصاني بوصية فقال لي: ويحك قل .
    فقلت: يا أمير المؤمنين إنه أوصاني إذا أوصلت إليك هذا الخاتم أن أقول لك يقرئك صاحب هذا الخاتم السلام ويقول لك: ويحك لا تموتن على سكرتك هذه فإنك إن مت عليها ندمت .
    فقام على رجليه قائمًا وضرب بنفسه على البساط وجعل يتقلب عليه ويقول: يا بني نصحت أباك .
    فقلت في نفسي: كأنه ابنه ثم جلس وجاؤوا بالماء فمسحوا وجهه وقال كيف عرفته قال فقصصت عليه قصته .
    قال: فبكى وقال: هذا أول مولود لي وكان أبي المهدي ذكر لي زبيدة أن يزوجني بها فبصرت بهذه المرأة فوقعت في قلبي وكانت خسيسة فتزوجتها سرًا من أبي فأولدتها هذا المولود وأحدرتها إلى البصرة وأعطيتها هذا الخاتم وأشياء وقلت لها: اكتمي نفسك فإذا بلغك أني قعدت للخلافة فأتيني فلما قعدت للخلافة سألت عنهما فقيل لي أنهما ماتا ولم أعلم أنه باقٍ فأين دفنته قلت: يا أمير المؤمنين دفنته في قبور عبد اللّه بن مالك .
    قال: لي إليك حاجة إذا كان بعد المغرب فقف لي بالباب حتى أنزل إليك فأخرج متنكرًا إلى قبره فوقفت له فخرج متنكرًا والخدم حوله حتى وضع يده بيدي وصاح بالخدم فتنحوا فجئتُ به إلى قبره فما زال ليلته يبكي إلى أن أصبح ويداه ورأسه ولحيتُه على قبره وجعل يقول: يا بني لقد نصحت أباك .
    قال: فجعلت أبكي لبكائه رحمة مني له ثم سمع كلامًا فقال: كأني أسمع كلام الناس.
    قلت: أجل أصبحت يا أمير المؤمنين قد طلع الفجر .
    فقال لي: قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم واكتب عيالك مع عيالي فإن لك فيَ حقًَا بدفنك ولدي وإن أنا مت أوصيت: من يكون مَنْ بعدي أن يجري عليك ما بقي لك عقب ثم أخذ بيدي حتى إذا بلغ قريبًا من القصر ويده بيدي فلما صار إلى القصر قال: انظر ما أوصيك به إذا طلعت الشمس فقف لي حتى أنظر إليك فأدعو بك فتحدثني حديثه .
    قلت: إن شاء الله فلم أعد إليه .
    قال المصنف: وقد روي حديث السبتي من طريق آخر وفيه أشياء تخالف هذا وهذه الطريق التي سقناها أصح وأسنادها ثقات .


    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    أبو العباس أحمد الزاهد بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور الهاشمي المعروف بالسبتي كان عبدا صالحا ترك الدنيا في حياة أبيه مع القدرة ولم يتعلق بشيء من أمورها وأبوه خليفة الدنيا وآثر الانقطاع والعزلة وإنما قيل له السبتي لأنه كان يتكسب بيده في يوم السبت شيئا ينفقه في بقية الأسبوع ويتفرغ للاشتغال بالعبادة فعرف بهذه النسبة ولم يزل على هذه الحال إلى أن توفي سنة أربع وثمانين ومائة قبل موت أبيه رحمهما اللّه تعالى وأخباره مشهورة فلا حاجة إلى التطويل فيها وذكره ابن الجوزي في شذور العقود وفي صفوة الصفوة وهو مذكور في كتاب التوابين وفي المنتظم أيضا.
    من الطراز الرفيع من الرجال، فما قصته؟ وكيف عاش بعيداً عن أضواء خلافة والده التي بهرت الخافقين، وجبي إليها خراج المشرقين والمغربين، وخطب ودها كل عظيم في الدول والممالك التي عاصرتها؟

    عاش "أحمد" زاهدا، عابداً، لا يأكل إلا من عمل يده، وكان يعمل فاعلاً، "أجيراً" في الطين، رأس ماله مجرفة يجمع بها التراب، وزنبيل "قفة" يحمل بها ما جمع، ليجلعه طينا، ثم يستعمله في الأغراض التي يصلح لها كان يعمل يوماً واحداً في الأسبوع "يوم السبت" ويحصل على أجر مقداره درهم ودانق، "جزء من الدرهم" ثم يقبل على العبادة بقية أيام الأسبوع قيل: إن أمه "زبيدة" وصحح "ابن كثير" في "البداية والنهاية" ج/ 10 ص 191: أنه ابن امرأة كان "الرشيد" قد أحبها وتزوجها قبل توليه الخلافة، ويبدو أن ذلك لم يكن عن أمر والده أو مشورته، فلما حملت منه بـ "أحمد" هذا أرسلها إلى البصرة، وأعطاها خاتماً من ياقوت أحمر، وأشياء نفيسة، وأمرها إذا أفضت إليه الخلافة أن تأتيه، وكان الرشيد يتابع أخبارها، ويرسل إليها ما يصلح حالها، وبلغه أنها وضعت مولوداً سمته "أحمد".

    فلما صارت الخلافة إليه لم تأته، ولا ولدها، بل اختفيا، وبلغه أنهم ماتا، ولم يكن الأمر كذلك،وفحص عنهما، فلم يطلع منهما على خبر، وكان "أحمد" يعمل بيده ويأكل من كد يده

    رجع "أحمد" إلى بغداد، وما إدراك ما بغداد؟! إنها حاضرة العالم، وعاصمة العواصم، لم يكن لها نظير في الدنيا: في جلالة قدرها، وفخامة أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها، وتميز خواصها وعوامها، وعظم وكثرة دروبها ودورها، ومنازلها وشوارعها، ومساجدها، وحماماتها، وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها، وبرد ظلالها واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها أقبلت الدنيا على أهلها برخائها ونعيمها، ومباهجها ومسراتها، ورغدها، وفتنتها حتى لكأن الدنيا كلها في بغداد، ولكأن بغداد هي الدنيا كلها، وأكثر ما كانت عمارة وأهلاً في زمن الرشيد فأين عاش ابن خليفة بغداد، وهو يرى الدنيا مازالت تتحدث عن عظمته وزاهي عيشه؟ عاش عاملاً يعمل في الطين يوم السبت، ليقتات وأمه مما يكسبه طوال أيام الأسبوع، ولا يذكر للناس من هو، ولا من يكون، عاش راضياً مسروراً، لا يسعى في الدنيا إلا إلى مرضاة ربه، وكسب رضا والدته، التي وافقته على ما أراد، ولم تفصح عن أمرها، احتراما لرغبة ولدها

    أتى القدر المحتوم، وبلغت أمه أجلها الذي أجله الله لها، وقبل أن تفيض روحها إلى بارئها أعطت الخاتم الذي وهبها الرشيد إلى ولدها، ولفظت أنفاسها الأخيرة في حجرة ضيقة، ليس فيها من متاع الدنيا ما تقع عليه العين
    أحمد بعد والدته:
    لم يغير شيئا مما نشأ عليه، فهو في عمل يوم السبت، وفي انقطاع إلى الطاعة والعبادة بقية الأيام


    لم تذكر لنا المصادر كم دام على هذه الحال، غير أن "ابن كثير" في البداية والنهاية ذكر أنه قد اتفق مرضه في دار من كان يستعمله في الطين، وأن الرجل كان كريماً معه، فأشرف على تمريضه ورعايته حتى اللحظات الأخيرة من حياته
    وصية من الولد إلى الوالد:
    لما اشتد به المرض وحضره أمر الله تعالى أخرج الخاتم، وقال لصاحب المنزل: اذهب إلى "الرشيد" وقل له": صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه، فتندم حيث لا ينفع نادماً ندمه، واحذر انصرافك من بين يدي الله إلى الدارين، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك، وسيصير إلى غيرك، وقد بلغلك خبر من مضى"، قال : هذا وفاضت روحه إلى خالقها، وذلك في عام أربعة وثمانين ومائة• باشر الرجل تجهيزه ودفنه، وهو لا ينفك عن التفكير فيما رأى وسمع، ترى من يكون هذا الرجل؟وما سر هذا الخاتم الذي أعطاني؟ وما الذي سيحصل إذا ما أبلغت الخليفة بذلك أسئلة حائرة، ليس ثمة ما يهدي إلى جواب عن بعضها، ولا إلى إشارة تهدي إلى شيء يفك هذا اللغز الحائر المحير ولكن الرجل في نهاية المطاف صمم أن يسعى للوصول إلى الرشيد وإبلاغ الأمانة، وليكن ما أراد الله .


    مصادر و مراجع

    • 1- البداية والنهاية لابن كثير
    • 2- وفيات الأعيان لابن خلكان
    • 3- صفة الصفوة لابن الجوزي
    • 4- كتاب التوابين لابن قدامة المقدسي
    • 5- التاريخ الإسلامي رؤية معاصرة ، جمال الدين فالح الكيلاني
    • 6- كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم



    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق

    يعمل...
    X