إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما معنى: للحديث شواهد وطرق كثيرة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما معنى: للحديث شواهد وطرق كثيرة ؟


    السؤال : ما معنى : للحديث شواهد وطرق كثيرة ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    أولاً :
    هذا التعبير يستعمله علماء الحديث الشريف ، يريدون به بيان أمر مهم في علوم الحديث ، وهو وجود المتابعات والشواهد للحديث المعين ، إذ من المعلوم أن أصحاب الكتب الستة والمسانيد إنما يوردون الأحاديث مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني أن الإمام البخاري مثلا يروي الحديث عن شيخه الذي أخذ عنه ، وذلك الشيخ يروي الحديث عن شيخه .. ، وهكذا حتى تصل السلسلة إلى الصحابي الذي سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم .
    مثال ذلك :
    قال الإمام البخاري رحمه الله في "الجامع الصحيح" ، حديث رقم : (552) :
    حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ).
    وهذا الإسناد – كما ترى – مهم جدا في معرفة ثبوت الحديث من عدمه ، فالعلماء يبحثون في سيرة رجال الإسناد ، ودرجة ضبطهم وحفظهم للحديث ، فإذا وجدوا أنهم من الثقات الحفاظ حكموا على الحديث بالصحة والقبول .

    ثم إذا وجدوا أن هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قد رواه إمام آخر
    عن الصحابي نفسه ، ولكن بإسناد آخر قالوا : هذا الإسناد متابع للإسناد الأول ، أو قالوا : إن للحديث طرقاً عدة .
    وهذا الحديث الذي مثلنا به ، رواه الإمام مسلم رحمه الله من حديث ابن عمر (626) ، ولكن بإسناد مختلف عن إسناد الإمام البخاري ، فقال رحمه الله :
    حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله عن أبيه – يعني ابن عمر – : إلى آخر الحديث .
    فإسناد الحديث عند الإمام مسلم يسميه العلماء طريقا آخر ، وذلك لأن الصحابي واحد في الحديثين ، وهو ابن عمر رضي الله عنهما ، وإنما رواه عنه تلميذ آخر من تلاميذه .

    أما إذا روى واحد من الأئمة هذا الحديث
    عن صحابي آخر غير ابن عمر ، فهذا يسميه المحدثون بـ " الشاهد "، فيقولون : للحديث شواهد أخرى .

    وفي المثال السابق نجد أن الإمام النسائي روى الحديث في "السنن" (478) عن الصحابي الجليل نوفل بن معاوية رضي الله عنه .
    فقال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال أنبأنا عبد الله بن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، قال أنبأنا جعفر بن ربيعة ، أن عراك بن مالك حدثه ، أن نوفل بن معاوية حدثه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ).

    فحديث نوفل بن معاوية هذا يسمى " شاهدا " لحديث ابن عمر السابق ،
    والعكس أيضا ، حديث ابن عمر يسمى " شاهدا " لحديث نوفل بن معاوية ، رضي الله عن الجميع .

    وبهذا نفهم معنى قول العلماء : " للحديث شواهد وطرق كثيرة ".

    فالشاهد : أن يروي الحديث عن صحابي آخر .
    والطريق : أن يروي عن الصحابي نفسه ولكن بسند مختلف عن السند الأول .



    ثانياً :

    يبقى السؤال : ماذا نستفيد من هذه الطرق والشواهد للأحاديث ؟
    فالجواب : يستفاد منها فوائد كثيرة ، منها :
    1- معرفة الأخطاء التي قد تقع من بعض الرواة ، وقد قال علي بن المديني رحمه الله : "الباب إذا لم تُجمَع طُرُقُه لم يَتَبَيَّن خطؤه" انتهى . رواه الخطيب البغدادي في "الجامع" (2/212) .
    2- زيادة الاطمئنان إلى صحة الحديث وثبوته ، فالقلب يطمئن إلى صحة الخبر الذي جاء من طريقين أكثر من اطمئنانه للخبر الوارد من طريق واحد .
    3- قد يأتي الحديث بسند ضعيف ، ولكن تتعدد طرقه وشواهده ، فيرتقي بهذا إلى درجة القبول ، ويكون حديثاً مقبولاً ، وهذا ما يسميه العلماء : تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات ، وهو باب عظيم من أبواب علوم الحديث له شروطه وضوابطه الدقيقة التي يجب الالتزام بها .
    قال السخاوي رحمه الله :
    "قال النووي رحمه الله في بعض الأحاديث : وهذه وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة فمجموعها يقوي بعضها بعضاً ، ويصير الحديث حسناً ، ويحتج به ، وسبقه البيهقي في تقوية الحديث بكثرة الطرق الضعيفة ، وظاهر كلام أبي الحسن بن القطان يرشد إليه ، فإنه قال : هذا القسم لا يحتج به كله ، بأن يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام، إلا إذا كثرت طرقه ، أو عضده اتصال عمل ، أو موافقة شاهد صحيح ، أو ظاهر القرآن ، واستحسنه شيخنا - يعني ابن حجر - وأشار إلى أنَّ مذهب ابن دقيق العيد التوقف" انتهى .
    "فتح المغيث" (1/69) .
    نرجو أن نكون قد وفقنا لبيان ما سأل عنه السائل بعبارة واضحة سهلة .

    والله أعلم .
    المصدر
    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    وفقكم الله وزادكم علما
    جزاك الله خير أخي ابوسلطان على هذا الطرح ونفع بكم

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
      وفقكم الله وزادكم علما
      جزاك الله خير أخي ابوسلطان على هذا الطرح ونفع بكم
      آمين وإياكم استاذنا القدير ابوابراهيم
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4
        بارك الله بك أخي أبو سلطان على هذا الطرح الجيد .
        ونفعنا الله وإياكم بما تقدمه ونفع المسلمين أجمعين .
        سبحان الله وبحمده . سبحان الله العظيم

        عذراً لعدم التحليل على الخاص

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أزهار الربيع مشاهدة المشاركة
          بارك الله بك أخي أبو سلطان على هذا الطرح الجيد .
          ونفعنا الله وإياكم بما تقدمه ونفع المسلمين أجمعين .
          آمين وإياكم أخي العزيز أزهار الربيع
          وبارك الله لك بِعلمك وجهودك
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق

          يعمل...
          X